ج1 الحاوي في الطب
(الْمُقدمَة)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
الْحَمد لله الْوَاحِد القهّار الْعَزِيز الغفّار وصلواته على مُحَمَّد عبد ونبيّه الْمُخْتَار وعَلى آله الطيّبين الطاهرين من عترته الأخيار وَسَلَامه هَذَا كتاب أَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ المتطبّب فِي طبّ جمع فِيهِ الْأَمْرَاض الكائنة فِي بدن الْإِنْسَان ومعالجاتها وسمّاه الْحَاوِي أَنه يحتوي على جَمِيع الْكتب وأقاويل القدماء الْفُضَلَاء من أهل هَذِه الصِّنَاعَة وَقد بَدْء بِذكر ذَلِك من رَأس الْإِنْسَان وَمَا ينزله من الْأَمْرَاض فِيهِ وَمِنْه قَوْله
(1/23)
(الْجُزْء الأول)
(أمراض الرَّأْس)
(1/25)
(الْبَاب الأول)
(فِي السكتة والفالج والخدر والرعشة وعسر الْحس وبطلانه والاختلاج وجمل أَمر علل الحسّ وَالْحَرَكَة والأشياء) (المضادّة بالعصب وعلاج الرَّأْس والمالنخوليا.)
3 - (الْمقَالة الأولى)
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
قَالَ يَنْبَغِي أَن تكون عَالما بالعصب الَّذِي يَأْتِي إِلَى كل وَاحِد من الْأَعْضَاء وَمَا مِنْهَا عصب الحسّ وَمَا مِنْهَا عصب الْحَرَكَة فالعصب الَّذِي ينبّث فِي الْجلد يحسّ وَالَّذِي يكون مِنْهُ الْوتر يحرّك وَفعل العصب يبطل إِمَّا ببتره الْبَتَّةَ فِي الْعرض أَو رضةٍ أَو سدةٍ أَو لورمٍ يحدث فِيهِ أَو لبردٍ شديدٍ يُصِيبهُ إِلَّا أَن الورم والسدة وَالْبرد قد يُمكن أَن يرجع فعله إِذا ارْتَفَعت علله وَإِن حدث فِي نصف العصب عرضا قطع استرخت الْأَعْضَاء الَّتِي فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَإِن شقّ العصب بالطول لم ينل الْأَعْضَاء ضَرَر الْبَتَّةَ فاقصد أبدا عِنْد بطلَان حسّ عضوٍ أَو حركةٍ إِلَى أصل العصب الجائي إِلَيْهَا فَإِن كَانَ قد برد فأسخنه بالأضمدة وَإِن كَانَ قد ورم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ المحلّلة وَإِن كَانَ قد قطع فَلَا حِيلَة فِيهِ.
وَقد يعرض الفالج فِي عضوٍ وَاحِد مثل الْعَارِض فِي عضل الْيَدَيْنِ أَو المثانة إِمَّا بِسَبَب ضربةٍ تقع)
عَلَيْهِ وَإِمَّا البردٍ شديدٍ يُصِيبهُ وَقد يعرض للعضل الَّذِي على الشرج وَذَلِكَ كثير من جُلُوس الْإِنْسَان على حجرٍ باردٍ شَدِيد الْبرد أَو قيام فِي المَاء الْبَارِد فَيخرج مِنْهُ الْبَوْل وَالْبرَاز بِلَا إِرَادَة وَكثير مِمَّن يسْقط من موضعٍ عالٍ على ظَهره أَو يضْرب عَلَيْهِ فينالهم حصر الْبَوْل والغايط لِأَن الأمعاء والمثانة تدفع مَا فِيهَا بِقُوَّة العضل لي جالينوس قد ذكر فِي هَذِه الْمقَالة أَنه لَيْسَ للمثانة عضل يقبضهَا دَائِما يدْفع الْبَوْل بقوةٍ طبيعيةٍ وَإِنَّمَا لَهَا على فمها عضل يمسك الْبَوْل وَهَذَا قَوْله أَيْضا إِنَّمَا يكون خُرُوج الْبَوْل من الأصحاء بِأَن يمسك العضلة المتطوّفة على فَم المثانة عَن فعلهَا وَتفعل المثانة فعلهَا وَفعل المثانة فعل يكون بالطبع لَا بالإرادة بل بالقوّة الدافعة الطبيعية الَّتِي تدفع كلَّ مَا يُؤْذِي وَقَالَ فِي آخر الْمقَالة أَنه إِنَّمَا يخرج مَا فِيهَا عِنْدَمَا يُطلق العضل بالإرادة ويجتمع هِيَ على مَا فِيهَا وينقبض على مَا يحويها لي فَإِذا كَانَ هَذَا على هَذَا فقد يظّن أَن فِي كَلَامه تناقضاً وَلَيْسَ بتناقض لِأَنَّهُ يجوز أَن يكون إِنَّمَا عَنى بقوله بِقُوَّة العضل لَا أَن عضلا للمثانة والدبر للدَّفْع بل عضل الْأَعْضَاء الَّتِي تعين هَذِه بالعصر كالحجاب وعضل المراق وَنَحْوهَا.
قَالَ العضل إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الْعُرُوق لتحفظ عَلَيْهِ اعْتِدَال مزاجه ولتعدوه لضَرُورَة وَهِي سلوكها إِلَى مَا وَرَاءه من الْأَعْضَاء.
(1/27)
قَالَ والخدر يحدث عَن الْبرد ويجلب على الْأَعْضَاء الَّتِي يكون فِيهَا عسر الحسّ وَالْحَرَكَة قَالَ جالينوس وَسقط رجل عَن دَابَّة فصكّ صلبه الأَرْض فلمّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث ضعف صَوته وَفِي الْيَوْم الرَّابِع انْقَطع البتّة وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ وَلم تنَلْ يَدَيْهِ آفَة وَلَا بَطل نَفسه وَلَا عسر أَيْضا وَذَلِكَ وَاجِب لِأَن مَا كَانَ من النخاع أَسْفَل الْعُنُق كَانَ قد ورم فاسترخى لذَلِك العضل الَّذِي بَين الأضلاع فَبَقيَ التنفس للعضو دون الصَّوْت لِأَنَّهُ يكون بالحجاب وبالست العضلات الفوقانية وَأما النفحة الَّتِي هِيَ مَادَّة الصَّوْت فبطلت لِأَنَّهَا تكون بالعضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَأَرَادَ الْأَطِبَّاء أَن يضعوا على رجلَيْهِ أدويةً لجهلهم فمنعتهم وقصدت أَنا الْموضع الَّذِي وَقعت بِهِ السقطة فَلَمَّا سكن الورم الَّذِي فِي النّخاع فِي الْيَوْم السَّابِع عَاد صَوته واستوت رِجْلَاهُ لي لم تنَلْ يَدَيْهِ آفَة لِأَن عصبها يجيئها من نخاع الْعُنُق.
وَرجل آخر سقط عَن دَابَّته فَذهب حسّ الْخِنْصر والبنصر وَنصف الْوُسْطَى من يَدَيْهِ فَلَمَّا علمت أَنه سقط على آخر فقار الرَّقَبَة علمت أَن مخرج العصب الَّذِي بعد الفقارة السَّابِعَة أَصَابَهَا ورم فِي أول مخرجها لِأَنِّي كنت أعلم من التشريح أَن الْجُزْء الْأَسْفَل من أَجزَاء الْعصبَة إِلَّا)
خيرة من العصب النَّابِت من الْعُنُق يصير إِلَى الإصبعين الْخِنْصر والبنصر ويتفرق فِي الْجلد الْمُحِيط بهما وَفِي النّصْف من جلد الْوُسْطَى.
فِي الثَّالِثَة من الْمَوَاضِع الآلمة قَالَ فامّا السكات فإنّه لمّا هُوَ غلب من الْحُدُوث بَغْتَة يدل على أَن خلطاً بَارِدًا غليظاً أَو لزجاً يمْلَأ وَاسْتَرْخَتْ بطُون الدِّمَاغ واستدّل على شدته وَضَعفه بِمِقْدَار ابطأ من النَّفس وَشدَّة النَّفس الَّذِي لَهُ وقعات وفترات وَيكون دُخُوله وَخُرُوجه بكدّ واستكراه شَدِيد وَإِذا كَانَت الآفة فِي السكات فِي الدِّمَاغ قتل سَرِيعا لِأَن التنفس يبطل وأعضاء الْوَجْه فِي هَذَا لَا تتحرّك واسترخى مَا دونهَا وَإِن كَانَ أَسْفَل من الْعُنُق بَقِي التنفس سليما وَبَطل مَا سواهُ وَإِن حدث فِي جَانب من النخاع استرخت فِي ذَلِك الْجَانِب وَبِالْجُمْلَةِ فالآفة تحدث بالأعضاء الَّتِي تنَال عصبها آفَة.
الرَّابِعَة مِنْهُ لَيْسَ مَتى وجدت العليل بَقِي لَا يحسّ وَلَا يتحرّك فَهِيَ سكتة لِأَن السبات كَذَلِك لَكِن إِذا وجدته مَعَ ذَلِك يغطّ ويستكره نَفسه فَتلك سكتة وَفِي الْأَكْثَر تنْحَل بفالج يحدث لي قَالَ مَتى استرخى عُضْو من الْأَعْضَاء فضع الْأَدْوِيَة على منبت عصبه فانّا نَحن قد شفينا قوما قد استرخت أَرجُلهم قَلِيلا بأدوية وضعناها على الْقطن فبرؤا من غير أَن نضع على الرجلَيْن شَيْئا بتة.
وَآخر كَانَ بِهِ جِرَاحَة فِي اليتيه فانكشف عَنهُ فِي العلاج اللَّحْم فلمّا برْء رجله عسرة الْحَرَكَة فعلنَا بالحدس أَنه بَقِي من الورم الَّذِي كَانَ بِهِ بَقِيَّة فِي بعض تِلْكَ الْأَعْضَاء فَوَضَعْنَا عَلَيْهِ أدوية تحلل فبرأ
(1/28)
لي إِذا وَقع الاسترخاء بعقب مرضٍ فاقصد اسخان تِلْكَ الْمَوَاضِع الَّتِي هِيَ منابت تِلْكَ الأعصاب فإنّ فِيهَا اخلاطاً بَارِدَة فَإِن كَانَ بعقب ضَرْبَة أَو سقطة فَانْظُر فَإِن كَانَ صعباً وَلم ترجع الْحَرَكَة من ذَاتهَا الْبَتَّةَ وَلم تبْق مِنْهَا بَقِيَّة فَإِن العصب انبتر فَلَا تشتغل بِهِ وَإِن كَانَ الْعُضْو فِيهِ حَرَكَة مَا وتراه يقبل على الْأَيَّام فَاعْلَم أَن فِيهِ ورماً فضع عَلَيْهِ ألف المحللة والملينة.
قَالَ وَآخر كَانَ يصيد السّمك فِي نهر فبردت مِنْهُ الْمَوَاضِع الَّتِي تلِي دبره ومثانته وبوله كَانَ يخرجَانِ بِغَيْر إِرَادَة فبرء من علته سَرِيعا بأدوية مسخنة ووضعناها على العضل الَّذِي بِهِ كَانَت الْعلَّة وَإِذا كَانَ العصب الَّذِي الْعلَّة بِهِ غائرة كَانَ ابطأ للانجاع وَاحْتَاجَ إِلَى أدوية أقوى لي وخاصّة إِذا كَانَ فِي العصب الَّذِي منشأه من الْعظم الْأَعْظَم.
قَالَ وَرجل ابتّل رَأسه بالمطر وَبرد بردا شَدِيدا فَذهب حسُّ جلدَة رَأسه وَكَانَ الْأَطِبَّاء)
يسخنون جلدَة رَأسه فلعلمي بِأَن جلدَة الرَّأْس يقبل الْحس من أَرْبَعَة أعصاب تخرج من الْفَقْرَة الأولى من فقارات الصلب داويت تِلْكَ الْمَوَاضِع فبرأ لي فِي هَذَا إِنَّمَا كَانَت الآفة بِهَذِهِ الْمَوَاضِع لَا بمنابت الأعصاب فَانْظُر فِيهِ قَالَ وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن من عرف منابت العصب الجائي إِلَى كل عُضْو من الْأَعْضَاء سهل علاجه لي اسْتَعِنْ بجوامع الْأَعْضَاء الآلمة.
قَالَ وَرجل عولج من خنازيرٍ فَقطع العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق من جانبٍ فَبَطل نصف صَوته وَآخر انْكَشَفَ اللَّحْم عَنهُ فِي هَذَا العلاج فبرء وَالزَّوْج السَّادِس الَّذِي هُوَ مَوْضُوع عِنْد شرياني فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الخدر شَيْء فِيمَا بَين الاسترخاء التَّام فِي الصِّحَّة وَفِي الرَّابِعَة مِنْهُ قَالَ مَتى رَأَيْت عضوا مَا قد نالته آفَة فِي جانبٍ من الْبدن كيدٍ واحدةٍ أَو أذنٍ وَاحِدَة أَو عينٍ واحدةٍ فِي حسّه أَو حركته فَاعْلَم أَن الآفة فِي مبدء منشأ تِلْكَ العضلة فِي الْجَانِب الَّذِي ينْبت مِنْهُ فأمّا مَتى كَانَ فِي الشفتين جَمِيعًا فالآفة فِي جملَة الْموضع الَّذِي ينْبت مِنْهُ ذَلِك الزَّوْج وَقد يقبل فعله بعض العصب الْأزْوَاج الْقَرِيبَة مِنْهُ.
قَالَ الاستلقاء الطَّوِيل الْمدَّة يضعف النخاع لي قد تشاجر مَعَ الْأَطِبَّاء الطبيعيون وتشكّلوا فِي أَمر الفالج والرعشة وَذَلِكَ أَنهم ظنُّوا أَنه لَا يُمكن أَن يحدث فِي النخاع علّة تقف عِنْد نصفه إِلَّا بِالْقطعِ فإمَّا بالطبع فَلَا وَقَالُوا كَيفَ تكون الرعشة فِي الْيَدَيْنِ وَالرجلَانِ سليمتان ونخاع الْيَد فَوق نخاع الرجل وَفِي الْكتب فِيهِ أقاويل مضطربة.
الرَّابِعَة من جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا أحدثت الآفة فِي الْبَطن المؤخّر من الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن حدث فِي نصفه أحدث فالجاً وَإِن حدث فِي كلّه أحدث سكتةً لي مِمَّا يحْتَاج إِلَى تَجْوِيز العلّة فِي الفالج إِن النّصْف من الدِّمَاغ لَا من التجويف يكون قد فسد مزاجه ألف فَتكون تِلْكَ الأعصاب والنخاع النابتة مِنْهُ مأوفةً.
وَقد ذكر جالينوس مَا يقوّي هَذَا فِي الرَّابِعَة من هَذَا الْكتاب فَاسْتَعِنْ بِهِ إلاّ أنّا إِذا رَأينَا فِي
(1/29)
الفالج شقٍ ٍ واحدٍ وَالْوَجْه صَحِيحا لَا قلبة بِهِ نقض هَذَا القَوْل وَمن الشنيع أَن يكون نصف النخاع الشوكي عليلاً فَبَقيَ أَن تكون منابت العصب بهَا الْعلَّة وإليها يَنْبَغِي أَن يكون الْقَصْد بالعلاج وَمن البديع أَيْضا أَن يعتل ابْتِدَاء منبت عصب الْيَد وَالرجل فِي حالةٍ وَاحِدَة فلتحرز ذَلِك.
وَقد قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الآلمة أَيْضا أَن نصف النخاع يعتّل طولا وَهَذَا قَوْله أَنه رُبمَا كَانَت الآفة فِي جَانِبه الْأَيْمن يَعْنِي النخاع من غير أَن يكون فِي الْأَيْسَر شَيْء بتّة)
وربّما كَانَ بِخِلَاف ذَلِك وَتَكون الأعصاب الَّتِي فِي ذَلِك الْجَانِب عليلةً وأمّا إِذا كَانَ النخاع سليما فِي نَفسه وَكَانَت الآفة إِنَّمَا هِيَ بشعبةٍ واحدةٍ من شعب العصب المنشعبة مِنْهُ فإنّما يتبع ذَلِك استرخاء فِي ذَلِك الْعُضْو الَّذِي تجيئه تِلْكَ الشعبة وَقد يتّفق مرَارًا كثيرا أَن تكون تِلْكَ الآفة فِي شعب كثيرةٍ مَعًا والنخاع سليم لي فليفهم عَن جالينوس هَاهُنَا من قَوْله شُعْبَة ابْتِدَاء منبت الْعصبَة وكانّ قد أحسّ أَنه من البديع أَن يعتل النخاع فِي نصفه طولا وَلَا يتأدّى إِلَى النّصف الثَّانِي فَأَرَادَ بذلك أَن تُوجد للفالج علّة فَقَالَ قد يُمكن أَن يعتّل منابت أعصابٍ كثيرةٍ مَعًا وَهَذَا شَيْء غَرِيب وبديع أَيْضا أَن يكون يَنْبَغِي أَن يتَّفق أبدا أَن يعتّل من النخاع نصفه وَيبقى الْبَاقِي من السَّلامَة فِي حدّ لَا ينْقض من فعله شَيْء الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك ضغط أَو ورم فَعجب أَن يكون يبلغ من نكاية نصف النخاع أَن يبطل فعله الْبَتَّةَ وَيبقى النّصْف سليما وَإِن كَانَ من سوء مزاجٍ فَهُوَ أشنع وَلَكِن أعلم أَن الدِّمَاغ فِي جَمِيع بطونه مثنى وَإِذا استرخى أحد شقّي الْجَسَد فالآفة فِيهِ فِي ذَلِك الشقّ من الدِّمَاغ وَلَكِن إِن كَانَ لَا يتبيّن مِنْهُ فِي الْوَجْه شَيْء فَإِن ذَلِك لِأَن الآفة فِي ذَلِك الْبَطن لَيْسَ فِي غَايَة الاستحكام فَمَا قرب مِنْهُ فَإِن الْفِعْل يبْقى لَهُ على أَنه لَا بُد أَن يكون مضروراً وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يتبيّن للحس وَمَا بعد مِنْهُ فالآفة تظهر مِنْهُ ظهوراً كلياً لِأَن القوّة تخور مَتى بَعدت على الأَصْل والينبوع وَلست اشكّ أَن النخاع نَفسه مثنّى وَإِن كَانَ ذَلِك لَا يتبيّن بالتشريح.
قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا حدثت فِي أول منشأ النخاع آفَة يمْنَع القوى الَّتِي كَانَت تجيئه استرخاء ألف جَمِيع الْبدن خلا الْوَجْه كَمَا أَنه إِن حدثت بِهِ آفَة فِي النّصْف من منشئه حدث بِهِ فالج فِي ذَلِك الْجَانِب لي هَذَا يقرب مِمَّا قُلْنَاهُ أَن البطّن الْمُؤخر الَّذِي مِنْهُ منشأ النخاع مثنّى أَو أَن الآفة إِنَّمَا تحدث بِنَفس جرم الدِّمَاغ فِي نَفسه فَيكون مَا ينْبت ماؤفا.
قَالَ وَقد يعرض مَعَ الفالج استرخاء فِي الْوَجْه فِي الْجَانِب وَحِينَئِذٍ فَاعْلَم أنّ الآفة فِي الدِّمَاغ وأمّا مَتى أَعْضَاء الْوَجْه سليمَة فالآفة فِي منشأ النخاع فقد صرخَ بأنّ الدِّمَاغ مثنّى وإلاّ فَلَو كَانَ وَاحِدًا وَكَانَت الآفة فِيهِ استرخى كلا جَانِبي الْوَجْه.
وَقَالَ فِي الرَّابِعَة إِذا كَانَ جزئي الدِّمَاغ كليهمَا عِنْد مبدأ النخاع وَقد امْتَلَأَ حدثت السكتة وَإِن أعتلّ أَحدهمَا حدث فالج وَإِن أُجِيب أَن انحلال السكتة إِلَى الفالج فإنّما يكون عِنْدَمَا يدْفع الدِّمَاغ الفضلة إِلَى أَضْعَف الْجَانِبَيْنِ مِنْهُ.)
(1/30)
وَجُمْلَة فَإِن الْأَمر كلَّه مُعَلّق إِمَّا بِأَن الدِّمَاغ مثنّى وَفِيه أَيْضا شكّ كَيفَ تحدث الآفة بِبَطن الدِّمَاغ وَيبقى الآخر وَكَذَلِكَ الْحَال فِي النخاع أَولا تكون الآفة تحدث فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه وَفِيه أَيْضا شكّ فليبحث عَن ذَلِك بحثا شافيا فِي البحوث الطبيعية.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ ابقراط فِي كتاب المفاصل أَنه لَيْسَ يصير إِنْسَان بِسَبَب زَوَال الخرز إِلَى دَاخل مفلوجاً فإمَّا بِسَبَب زوالٍ إِلَى جانبٍ فَيكون فالجاً يبلغ الْيَدَيْنِ وَلَا يتَجَاوَز أَكثر من ذَلِك.
قَالَ جالينوس أَنه إِن مَال الخرز إِلَى داخلٍ ميلًا لَا يكون النخاع مَعَه غير منطوٍ منكّس لَكِن كَانَ ميله ميلًا قَلِيلا قَلِيلا لم يكن مِنْهُ فالج وَإِن هُوَ مَال ميلًا يطوى فِيهِ النخاع فَإِنَّهُ يكون فالج فِي جَمِيع مَا هُوَ أَسْفَل مِنْهُ لي افهم أَن من قَوْله كَانَ ميله قَلِيلا قَلِيلا أَن يمِيل جُزْء كثير حَتَّى تَجِيء مِنْهَا قِطْعَة من دَائِرَة كالحال فِي الحدبة من الانطواء أَن تميل خرزة وَاحِدَة فَتحدث فِي النخاع زَاوِيَة وَإِذا مَالَتْ الخرزة إِلَى جَانب فَإِنَّهُ فِي بَعْضهَا يعرض للعصب أَن ينضغط فَيُوجب الاسترخاء وَفِي بَعْضهَا لَا وَذَلِكَ أَن خرز الْعُنُق فِي كل خرزة مِنْهَا حُفْرَة يلتأم من انضمامها إِلَى الْأُخْرَى الثقب الَّذِي مِنْهُ يخرج العصب والجزء الَّذِي فِي الْعليا مِنْهَا مسَاوٍ للَّتِي فِي السُّفْلى فَأَما خرز الصَّدْر فالعليا أبدا أكبر جُزْءا وَأما خرز الْقطن فالخرز مِنْهَا كُّله فِي الْعليا فَلذَلِك مَتى انْفَتَلَ خرز الْعُنُق تمدد العصب فِي الْجَانِب الَّذِي إِلَيْهِ انْفَتَلَ وانطوى فَيحدث فِي هَذَا الْجَانِب الَّذِي إِلَيْهِ انْفَتَلَ وانطوى فَيحدث فِي هَذَا الْجَانِب فالج الْيَد فَأَما خرز الصلب فَإِنَّهُ إِذا انْفَتَلَ مَال النخاع مَعَ الخرزة لِأَن الثقب فِيهَا وَحدهَا وَلَا يعرض للعصب مِنْهُ فِي ذَلِك الْموضع أَن يتمدد من جَانب ينكّس من آخر.
فِي الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض فِي الرعشة قَالَ الشُّيُوخ تسرع إِلَيْهِم الرعشة من أدنى سببٍ وَأما الشبّان فَتحدث الرعشة بِمن كَانَ مِنْهُم قد برد بدنه بردا شَدِيدا وَهُوَ بِكَثْرَة الشَّرَاب الصّرْف أَو يتخم تخما مُتَوَالِيَة أَو يمْكث دهرا طَويلا يتملأ من الطَّعَام وَلَا يسْتَعْمل الرياضة البتّة وَقد تحدث الرعشة من شرب المَاء الْبَارِد فِي غير وقته لِأَن جَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء يحدث سوء مزاج باردٍ قَالَ والأخلاط الغليظة أَيْضا إِذا هِيَ سدّت مسالك الرّوح النفساني كَانَت من ذَلِك رعشة لي قد ذكر فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي أَحْسبهُ أَن الرعشة تكون إِذا لم يبلغ ضعف العضل إِلَى أَن تسْقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ حَتَّى يحدث الاسترخاء لَكِن يكون لَهُ من القوّة فَتحدث عَنهُ حركات متّضادة.)
من جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا زَالَ فقار الصلب إِلَى دَاخل حدث عَنهُ عسر الْبَوْل وَإِذا زَالَ
(1/31)
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض السكتة أَيْضا من امتلاء الْعُرُوق والشرائين امتلاء لَا يُمكنهَا مَعَه أَن يتنّفس فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يبرد الْبدن البتّة حَتَّى يعْدم الحسّ وَالْحَرَكَة قَالَ وَفِي ذَلِك قَالَ بقراط من يسكت بَغْتَة فَذَلِك لانسداد عروقه والرعشة تحدث عَن الْبرد وَعَن الاستفراغ وَعَن الْعَوَارِض النفسية قَالَ والأعضاء الَّتِي تفلج يكمد لَوْنهَا.
الميامرة ل ديمقراطيس أَنه قد عالج الشيطرج الاسترخاء الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء فشفاه قَالَ وَهَذَا العلاج يُغني عَن العلاج بالتفسيا والخردل فاعتمد على الْأَدْوِيَة المحمّرة استعملها فِي الرعشة فَإِنَّهَا نافعة فِيمَا ذكر أرجيجانس وَذَلِكَ أَن هَذِه الأضمدة تحلل البلغم اللزج وتجلب إِلَى الْموضع دَمًا كثيرا ويسخّنه فَيَعُود لذَلِك الحسّ وَالْحَرَكَة.
الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ الرعشة الكائنة عَن يبس الْأَعْضَاء ردّية جدّا لَا شِفَاء لَهَا الْبَتَّةَ.
الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادّة قَالَ التجربة وَالْقِيَاس يشْهد أَن الخلّ يضر بالعصب والعصب يَنَالهُ ألف الضَّرَر من جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة إِلَّا أَن اللطيفة مِنْهَا شَرّ لِأَنَّهَا تغوص فِيهِ وتبلغ عمقه.
الثَّانِيَة من كتاب الْفُصُول السكتة إِذا كَانَت قَوِيَّة لم يبرء صَاحبهَا وَإِن كَانَت ضَعِيفَة لم يسهل بُرْؤُهُ.
قَالَ جالينوس السكتة هُوَ أَن يعْدم الْبدن كلّه بَغْتَة الحسَّ وَالْحَرَكَة خلا حَرَكَة التنفس وَحدهَا فَإِن هُوَ عدمهَا فَذَاك أعظم وأدهى مَا يكون مِنْهَا وَمَتى كَانَ صَاحب السكتة يتنّفس لَكِن يتنفس باستكراهٍ شَدِيد فسكتة قَوِيَّة وَمَتى كَانَ يتنفس بِلَا جهدٍ وَلَا استكراهٍ إِنَّه مُخْتَلف غير لازمٍ لنظامٍ واحدٍ وَهُوَ مَعَ ذَلِك ربّما فتر فسكتة قويّة إِلَّا أَنَّهَا أنقص من الأول وَمَتى كَانَ صَاحبهَا يتنّفس نفسا لَازِما لنظام مّا فسكتة ضَعِيفَة فَإِن عنيت بِهَذَا فَعَلَيْك أَن تبرئه وكلّ سكتة فَإِنَّمَا تكون إِذا امْتنع الرّوح النفساني أَن يجْرِي إِلَى مَا دون الرَّأْس إِمَّا لِأَن ورما حدث فِي الدِّمَاغ وَإِمَّا لِأَن بطونه امْتَلَأت رُطُوبَة بلغميّة وبحسب مِقْدَار السَّبَب الْفَاعِل يكون عظم العلّة وَإِنَّمَا صَارَت لَا تبرؤ فِي الْأَكْثَر من اجل ضَرَر التنفّس.
وَمن الْعجب أَن عضل الصَّدْر يَتَحَرَّك فِي السكتة وَإِن كَانَ باستكراه على أَن سَائِر العضل لَا يتحرّك الْبَتَّةَ وَلَا قَلِيلا من الْحَرَكَة وَيُمكن أَن يكون ذَاك بِأَن الْقُوَّة تسْقط لشدّة الْحَاجة إِلَى التنفّس وَلذَلِك تَجِد فِي أَكثر الْحَالَات أَصْحَاب السكتة يتحّرك مِنْهُم جَمِيع عضل الصَّدْر كَمَا يَتَحَرَّك فِي)
الرياضة الشَّدِيدَة وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك لِأَن جَمِيع عضل الصَّدْر يُرِيد أَن يَتَحَرَّك ليجتمع من حركاته كلهَا إِذا كَانَت قَليلَة بِقدر مَا يَجْزِي بِهِ أَو كَانَ بَعْضهَا يَتَحَرَّك حَرَكَة قوّية.
الثَّانِيَة من الْفُصُول قَالَ الشَّرَاب يبرىء التشنّج الْحَادِث من امتلاء بكيفيّته كَمَا يفعل
(1/32)
الحمّى فَأَما بِكَثْرَة جرمه فيورث التشنج والسكتة وتفتح العصب كَمَا يفعل الحمّى وتفتح العصب لِأَنَّهُ يغوص فِيهِ فيملأه لي الشَّرَاب الناري المر الْعَتِيق إِذا سقى صرفا على قَلِيل من الْغذَاء نعم العون على حلّ الْعِلَل الْبَارِدَة من العصب السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ الفالج يَنْبَغِي أَن يعالج بنفض الأخلاط البلغميّة وَمن عرض لَهُ وَهُوَ صَحِيح وجع بَغْتَة فِي رَأسه ثمَّ اسْكُتْ على الْمَكَان وَعرض لَهُ غطيط فَإِنَّهُ يهْلك فِي سبع إلاّ أَن يحدث بِهِ حمّى لِأَن ذَلِك يدل على أَن فَضله مَالَتْ إِلَى رَأسه دفْعَة فالحمى يسخن تِلْكَ الفضلة ويحلّلها فَإِن لم يحدث ذَلِك كَاف ألف الْمَوْت إِلَى سبع.
السَّابِعَة من الْفُصُول مَتى عدم الْإِنْسَان بَغْتَة قوّته أَو استرخى عُضْو مّا فالعلّة سوداوية.
قَالَ جالينوس لَا يَنْبَغِي أَن يُطلق فَيُقَال سوداوّية لِأَنَّهَا قد تكون بلغمية أَيْضا وَمن هذَيْن يكون مثل هَذَا بَغْتَة لِأَنَّهُ قد تحدث هَذِه الْعلَّة قَلِيلا بِسَبَب الورم الصلب أَو بِسَبَب مزاجٍ ردي ثَابت يعسر انحلاله لِأَنَّهَا تكون مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا.
الْفَصْل قَالَ السكتة تحدث عَن انصباب دمٍ كثيرٍ بَغْتَة إِلَى الدِّمَاغ وَمن يخَاف عَلَيْهِ السكتة فبادر بفصده فِي الرّبيع قبل وُقُوعه فِيهَا لي من كَانَ ضَعِيف العصب يسْرع وُقُوعه فِي هَذِه الْأَمْرَاض فاعرف ذَلِك من المزاج قَالَ اللَّحْم من المفلوجين لَا يحسّ وَإِنَّمَا الحسّ للجلد وَحده إِذا لم تكن بِهِ آفَة قَالَ ويسهل الْوُقُوع فِي الفالج من الصرع وَمن اختناق الْأَرْحَام.
الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ نَحن ندخل إِلَى آبزن زيتا حارّا من أَصَابَهُ علّة بَارِدَة مثل رعشة الْعَاشِرَة من آراء بقراط وأفلاطن قَالَ جَمِيع الْأَطِبَّاء إِذا عالجوا من تشنّجٍ من الْجَانِبَيْنِ أَو رعشةٍ فِي جَمِيع الْبدن أَو اختلاجٍ أَو استرخاءٍ فِي جَمِيع الْبدن من أَسْفَل الْوَجْه قصدُوا بالعلاج إِلَى مؤخّر الرَّأْس.
الرَّابِعَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ الرعشة تكون فِي الْأَكْثَر من غَلَبَة الْبرد على الحسّ العصبي من الْأَعْضَاء فَلذَلِك يضرّه الفصد فِي أَكثر الْأَمر وربّما نفع فِي الندرة وَلَا ينفع إلاّ من كَانَ سَبَب رعشته احتقان دمٍ كثيرٍ ردّيٍّ فِي الْبدن كَدم الْحيض والبواسير لي ذكر جالينوس أَنه قد أَتَى بجملة مقَالَته فِي الرّعشة والاختلاج والنافض فِي الأولى من تَفْسِير الثَّالِثَة من ابيذيميا.)
الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ اشرب الْكثير من الشّراب يضرّ بالعصب والدماغ وَالْجِمَاع يضّر بهما مضرَّة شَدِيدَة.
الْخَامِسَة من السّادسة من أبيذيميا جَمِيع هَذِه الْأَمْرَاض والأعراض البلغمية إِذا كَانَت بالصبيان انتفعوا عِنْد الْإِدْرَاك وَذهب عَنْهُم ذَلِك أَن لم يسؤوا التَّدْبِير.
(1/33)
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ الفالج الْكَامِل ذهَاب الحسّ وَالْحَرَكَة من الْعُضْو بتّةً لي قد قَالَ جالينوس فِي الأولى وَالثَّانيَِة من الْأَعْضَاء الآلمة أَنه قد يُمكن أَن يذهب الحسّ وَتبقى الْحَرَكَة وَأَن تذْهب الْحَرَكَة وَيبقى الحسّ وَأَن يذهبا جَمِيعًا.
فَإِذا كَانَ للعضو عصب حسيٌّ وَعصب حركيٌّ فربّما حدثت الآفة بِأَحَدِهِمَا وَإِن كَانَ عُضْو عصبٍ حسيّةٍ وعصبٍ حركيّةٍ واحدةٍ فَذَهَبت حركته وَبَقِي حسّه فَذَاك لضعفٍ حدث فِي عصبه فَاحْتَاجَ للحركة إِلَى قُوَّة مِنْهُ كَثِيرَة واكتفاه للحسّ بِالْقَلِيلِ وَلَا يُمكن فِي هَذَا أَن يبطل الحسّ وَالْحَرَكَة قَائِمَة ثَابِتَة.
الْيَهُودِيّ ضماد للرعشة عَجِيب يُؤْخَذ رطبَة واطبخها ودقّها وضمّد بِهِ الْيَد كل يَوْم مرَّتَيْنِ.
قَالَ وَقد ابرأت الفالج بالحمام الْيَابِس وَقد يحمي انتظام عَظِيم ويدني من رَأس السّكيت فَيحل السكات ويقام بحذاء الفقار لِأَن العلّة فِي مُؤخر الرَّأْس.
قَالَ وَيحدث مَعَ السكتة والفالج يبس الْبَطن فليحتقنوا بالشيافات القوّية ويدلك الرجل بالدهن وَالْمَاء الحارّ وَالْملح ويمرخ الخزر بالميعة والزيبق وينفخ فِي آنافيهم كندس فَإِنَّهُ جيد جدا.
أَو اعْتمد فِي إسهال هَؤُلَاءِ وَجَمِيع هَذِه الْأَمْرَاض على حبّ الفربيون وَهُوَ سكبينج أشق جاوشير مقل صَبر جندبيدستر حرمل دِرْهَمَانِ فربيون دِرْهَم شَحم حنظل ردهمان وَنصف الشربة مِثْقَال.
قَالَ وَأحمد أزمنة الخريف وينفع مِنْهُ دهن الخروع الْمَطْبُوخ بِمَاء السّداب يسقى دِرْهَمَانِ كلّ يَوْم بِمَاء الْأُصُول ويتدرّج حَتَّى يبلغ خَمْسَة دَرَاهِم.
الحبّ البيمارستاني نَافِع لهَذِهِ الأوجاع جبدبيدستر نصف دِرْهَم شَحم الحنظل ربع دِرْهَم فربيون دانق أيارج فيقرا دِرْهَم وَهِي شربة.
الطَّبَرِيّ قَالَ الرعشة تكون من الْإِكْثَار من الْأَشْرِبَة وَالْمَاء بالثلج والباءة وَالسكر وينفع مِنْهَا إسهال البلغم وَشرب الجندبيدستر وَالْجُلُوس فِي الأدهان الحارّة ويدهن الْعُضْو ويمرخ عصبه)
بدهن السوسن ودهن الْقسْط لي أدوية تقلع الخامّ من العصب الفربيون شَحم الحنظل القنطوريون عصارة قثّار الْحمار يخلط بهَا الحلتيت والسكبينج والجاوشير والجندبيدستر ويدمن بعد ذَلِك بايارج هرمس والانقرويا وترياق الْأَرْبَعَة.
قَالَ من عَلَامَات الفالج صداع شَدِيد بَغْتَة وتمّدد الْأَوْدَاج وشعاعات أَمَام الْعين وَبرد الْأَطْرَاف ويختلج الْبدن كلّه وَثقل حركاته وتصرّ أَسْنَانه فِي النّوم فلتدارك هولاء بالفصد والإسهال ويدهن الْبدن كلّه بدهن الْقسْط وَنَحْوه يقيؤّا قيئاً كثيرا ويعطّسوا بالأشياء الحارّة ويشمّوا أَشْيَاء حارّة ويحتقنوا بالحارّة ويجلسوا فِي الحمامات ويرضوا رياضةً مسرعةً لي ينظر فِي الرياضة.
قَالَ وينفع فِي الفالج أكل الوجّ المربيّ وينفع من برودة الْأَعْضَاء والخدر والفالج جندبادستر يفتق فِي دهن قثّاء الْحمار ويطلي.
(1/34)
وَهَذَا دهن عَجِيب لبرد الْأَعْضَاء والفالج والخدر يُؤْخَذ أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء السداب المعصور الرطب فيصبّ عَلَيْهِ رَطْل دهن السوسن ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويصّفى وَينزل عَن النَّار يُؤْخَذ جندبيدستر وعاقرقرحا وقسط أُوقِيَّة أُوقِيَّة وفربيون نصف أُوقِيَّة يداف فِيهِ بعد جودة سحقه ويصبّ عَلَيْهِ أوقيتان دهن بِلِسَان وَيسْتَعْمل طلاءاً لَا شربا.
أهرن قَالَ ابدء فِي علاج السكتة بالنطل على الرَّأْس من طبيخ الشبت والشيح والبرنجاسف والمرزنجوش وورق الأترج والصعتر واكليل الْملك والفوتنج والسداب والحاشا لي يَنْبَغِي أَن يفصد الرَّأْس بِهَذِهِ بعد استفراغ الْبدن ثمَّ أدهن رَأسه بالأدهان الحارّة اللطيفة ثمَّ انفخ فِي مَنْخرَيْهِ السعوطات القوية فَإِن لم يحضرك شَيْء فاسعط بعصير ثومةٍ واحدةٍ وَمن ترجى من اصحاب السكتة فاعظم علاجه التكميد للراس وَجَمِيع الْجَسَد والنطول الحارّ والسعوط بالأشياء الحرّيفة والحقن الحارّة وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يسْقِي شَيْئا لِأَنَّهُ يلقى كالميّت على أنّا قد نوجرهم قدر بندقة من الترياق أَو من السنجرينا أَو الثلثيا والسكبيح وَنَحْوه من الصموغ ويحقنهم بِمثل هَذِه الحقنة يطْبخ شَحم الحنظل والقنطوريون مَعَ النانخواه والشّب والسداب والكاشم وَيجْعَل فِيهِ سكبينج ومرّ ودهن لوزٍ مر ويحقن بِهِ مَعَ بورق ومرارة الثور وعسلٍ ويدلك الفقار كُله بالمناديل حَتَّى يحمّر ثمَّ ينطل عَلَيْهِ طبيخ الْأَشْيَاء الحارّة اللطيفة ثمَّ يدلكه بالأدهان الحارّة اللطيفة.
قَالَ وَإِذا حدث الفالج فِي عضوٍ لضربةٍ أَو خراج خرج فِيهِ فأزمن ورمه فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يبدّد الورم يوضع عَلَيْهِ المحاجم إِن أمكن ذَلِك حَتَّى يجتذب ذَلِك الدَّم الميّت من السقطة والضربة)
وَإِذا حدث لضعف العصب فامرخه ألف بدهن الناردين وَنَحْوه وَإِن حدثت الرطوبات كَثِيرَة فِي الْبدن فأعطه حبّ الفربيون وَإِن رَأَيْت فِي معدهم رطوباتٍ كَثِيرَة فقيئهم ثمَّ أعطهم مَاء الْأُصُول بدهن الخروع وَالطَّعَام مَاء حمص وزيتٍ طريٍ ومريٍ وَإِن كَانُوا ضعفاء فلحم الطير وينفع من الاسترخاء الْجُلُوس فِي ابزن زيتٍ قد طبخ فِيهِ ثَعْلَب مَعَ بزورٍ حارّةٍ والتمرخ بدهن الجندبادستر والفربيون والعاقرقرحا والحنظل والميعة والزنبق أَو يتَّخذ قيروطي بدهن السوسن ثمَّ يسحق مَعهَا هَذِه الْأَدْوِيَة واطلها على مخرج العصب والعضو نَفسه فِي الفالج والخدر والتشنّج الرطب فَإِنَّهُ يحلّل تِلْكَ الرطوبات الغليظة وَيُبرئ العليل.
بولس قَالَ المسكت يكون ملقى على ظَهره وَيكون وَجهه فِي بعض الْأَوْقَات تعلوه حمرَة وَمن كَانَت علته سهلةً ابتله الشَّيْء الرطب إِذا صبّ فِي حلقه وَإِذا كَانَت صعبةً لم يسغه وَخرج من الْأنف وَيَكُونُونَ مستلقين لَا صَوت لَهُم وَلَا حَرَكَة وَلَا حسّ وَلَا حمى ّ بهم وأشدّه أعْسر تنفّساً ويعرض من بلغمٍ كثيرٍ باردٍ يملئ بطُون الدِّمَاغ أَو دمٍ ويتقدمه وجع فِي الرَّأْس حاد وانتفاخ الْأَوْدَاج وظلمة الْبَصَر ودوار وبريق وَبرد فِي الْأَطْرَاف واختلاج فِي الْبدن كلّه وَثقل الْحَرَكَة وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم وَيكون الْبَوْل زنجارياً أَو أسود أَو فِيهِ قشار نخاليٌّ ويعرض فِي الأمزاج البلغمية وَإِذا عرض لشابّ فِي وَقت صَائِف كَانَ عَظِيما جدا وَفِي الْأَقَل يبرؤ بِأَن يؤل إِلَى فالج فَمن رجى مِنْهُم فابدأ بفصده لَا سِيمَا إِن كَانَ وَجهه أَحْمَر وأحقنه
(1/35)
بحقنٍ قوّيةٍ وَإِن عرضت بعد أكل طَعَام مَا أَو تخمة فقيّئه مَكَانك ثمَّ جوّعه يَوْمَيْنِ وامرخ بَطْنه بالأدهان الحارّة بعد النطول بالمياه الحارّة اللطيفة والدلك وَإِن عرض بسكران فغذه بعد انحلال خماره بغذاءٍ رطب مثل مَاء الْأُصُول ورطّب رَأسه بالأدهان الْمُوَافقَة لذَلِك فَإِن كَانَ صيفاً فَاجْعَلْ الأدهان باردةٍ وَإِن كَانَ شتاءً فَتكون فاترةً فَإِن لم ينْحل خمره الْبَتَّةَ وَلم يفق فايئس من برئه.
وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي أَن يفصد من رجى مِنْهُم وَلَا يُؤَخر ذَلِك فَإِذا خفت بعض الْخَوْف حقنوا فِي ذَلِك الْيَوْم أَو من غَد بالحقن الحادّة أَعنِي بماءٍ مالحٍ قد خلط بعسلٍ وَضرب ضربا جيدا ويدهن الْبدن كُله بزيتٍ قد خلط فِيهِ كبريت ويدهن الرَّأْس بدهن شبت قد طبخ مَعَ فوتنج ويقطر فِي الْأنف جندبيدستر مَعَ مَاء الْعَسَل ويشمّون الجندبيدستر والقنة وَيفتح الْفَم بالقهر وَيدخل وَيدخل فِيهِ ريشة قو لوثت بدهن سوسن حَتَّى يقيء ويلطخ الْمعدة ألف بِالَّتِي تخرج الرِّيَاح وَإِذا خف قَلِيلا غرغروا وعطّسوا وَإِن دَامَ بهم فقد الصَّوْت وثابت الْقُوَّة فضع المحاجم على الْقَفَا والنقرة)
بشرطٍ وعَلى مَا دون الشراشيف ثمَّ ليحركوا فِي محفة أَو أرجوحةٍ وَاسْتعْمل العطوس والغرور دَائِما ويمضي بِهِ إِلَى الْحمام بعد الْوَاحِد وَالْعِشْرين.
وَأما أَصْحَاب الفالج فاسقهم أيارج قد خلط بِمثلِهِ جبدبيدستر ودرّجهم إِلَيْهِ من دِرْهَم أَولا إِلَى سِتَّة دَرَاهِم وَاجعَل على الْعُضْو الْأَشْيَاء المحمرة واخلط بِهِ الجندبيدستر والفلفل والعاقرقرحا والفربيون واطلها بدهن السداب أَو بدهن قثار الْحمار وعلّق المحاجم على الْمَوَاضِع الَّتِي استرخت وضمّدها بالأضمدة المهياة بالزفت واسقهم مِثْقَال جندبيدستر أَو دِرْهَم جاوشير أَو سكبينج فَإِنَّهُ بليغ النَّفْع إِذا أَخذ مِنْهُ كل يَوْم قدر باقلاة بشراب الْعَسَل أَو يُؤْخَذ جندبيدستر وجاوشير وسكبينج وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ ملعقةً كل يَوْم ويدخلون الْحمام بعد ثَلَاثِينَ يَوْمًا وليقيؤا وليطعموا الْأَشْيَاء الْيَابِسَة ويصابروا الْعَطش ويعالج الْموضع الَّذِي يقرحه بالأضمدة المحمرة بمرهم الاسفيداج.
وَقد يعرض كثيرا للعضو الَّذِي يفلج أَن يقبض أَو يسترخي بِأَكْثَرَ مِمَّا طبع عَلَيْهِ فتفقد ذَلِك فَإِنَّهُ ربّما كَانَ من شدّة امتلاء الْعُضْو وربّما كَانَ من استفراغه فَإِذا تفقدت ذَلِك فافصد فِي بَعْضهَا وَلَا تفصد فِي بعضٍ فَإِذا استرخت الْأَعْضَاء فادلكها بشدةٍ وَاسْتعْمل مَا يقبض وَإِذا انقبضت فَاسْتعْمل الدَّلْك اللّين بالأشياء الَّتِي ترخى وَمِمَّا يعظم نَفعه للاسترخاء أَن يدلك بالزيت والنطرون والقنّة وينطل بِمَاء الْبَحْر أَو بطبيخ الْغَار والفنجنكشت والمرزنجوش ويعظم الْأَدْوِيَة المحمرة جدا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يضْرب الْعُضْو بالقضبان حَتَّى يحمر ويطلى بالأضمدة المحمرة وَإِذا تَمَادى الاسترخاء فِي الْعُضْو فليمد اللَّحْم المسترخي الَّذِي فِيمَا بَين المفاصل ويثقب بمكاوٍ دقاقٍ وصغارٍ.
وَأما الْأَعْضَاء الَّتِي تقلصت فبرؤها بِالتَّدْبِيرِ المسخّن بأضمدة الزفت وَجرى الدَّم إِلَيْهِ والاسترخاء الْحَادِث عَن قطع العصب لَا يبرء.
(1/36)
قَالَ فَإِن عرض الاسترخاء لالآت البلع فليوضع المحاجم على الذقن ويلطّخ بالأدوية المعمولة بالجندبيدستر والسكبينج ويتغرغر بالأشياء الحرّيفة وَإِن عرض الاسترخاء للسان أفصد الْعرق الَّذِي فِيهِ وأحجم الذقن وغرغر بالخردل وَاسْتعْمل حَرَكَة اللِّسَان وَإِن عرض الاسترخاء لألات الصَّوْت فاقصد بالعلاج إِلَى الصَّدْر وعالج بحصر النَّفس ألف وَالصَّوْت فَإِن عرض بالجنب أَو الْعَجز انتفعوا باللطوخات والضمادات والحركات الَّتِي تسْتَعْمل فِي هَؤُلَاءِ فَإِن عرض فِي المثانة)
حَتَّى يخرج الْبَوْل لَا إِرَادَة أَو لَا يخرج فاقصد بالعلاج إِلَى الْعَانَة والحالبين واحقن الدبر بدهن السداب أَو بدهن قثاء الْحمار من سمن وجندبيدستر وقنة وجاوشير وحلتيت وَإِن حقنت المثانة من الْقَضِيب عظم نَفعه وَقد اكْتفى بِهَذَا العلاج وَحده خلق كثير.
واحقن المَاء أَيْضا بِمَاء يخرج البلغم عَنْهَا بقنطورين وشحم الحنظل وقثاء الْحمار وينتفعون بِشرب المدرّة للبول والجندبيدستر ودبّر من هَؤُلَاءِ من احْتبسَ بَوْله بالتبويل والغمز وَالْعصر للمثانة والأضمدة المرخية وَالْمَاء الْحَار العذب وَأما من خرج بَوْله بِغَيْر إِرَادَة فدّبره بالأشياء المعفصة والمقبّضة من الأغذية والأدوية الْيَابِسَة وَشرب المَاء الْحَار وَبعد تنقّص العلّة فَاسْتعْمل الأضمدة المحمرة والاستحمام بالمياه العفصة الْبَارِدَة وَإِن كَانَت قابضةً كَمَاء الشب وَالْحَدِيد.
وَأما الفالج الكاين من انخلاع بعض الفقار وزواله فَإِنَّهُ قَاتل وَأما الاسترخاء الْحَادِث للذّكر فدبره بتدبير المثانة فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع بِأَعْيَانِهَا وعَلى الْقطن والثنّة والدبر وَاسْتعْمل مَعَ ذَلِك الْأَدْوِيَة الزَّائِدَة فِي الباه واجتنب اللَّبن والجبن والكواميخ والبقول الْبَارِدَة كلهَا وَإِذا عرض الاسترخاء فِي المعاء الْمُسْتَقيم فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ مِنْهُ حصر فِي الْغَايَة وربّما كَانَ مِنْهُ خُرُوجه بِلَا إِرَادَة فدبّره بعلاج المثانة سَوَاء وَاسْتعْمل بعد ذَلِك إِن كَانَ الثفل يَجِيء فِي الحقن القابضة مثل طبيخ جوز السرو والعفص والاذخر والسعد وليجلس فِي هَذِه الْمِيَاه وَإِن كَانَ الثفل احْتبسَ فالأشياء المرخية مثل الشحوم وَنَحْوهَا وَفِي بعض الْأَوْقَات مَا يخرج الثفل مثل الْملح والحنظل وَإِن عرض الاسترخاء للأطراف فَيَنْبَغِي بعد العلاج الْكُلِّي أَن يكثر من قبضهَا وبسطها وتحريكها ودلكها فَإِن ذَلِك من أعظم علاجها خاصّة الدَّلْك.
فَأَما الفالج الْحَادِث عَن القولنج فَإِنَّهُ قد حدث على خلقٍ من وجع القولنج بعد أَن تخلصوا مِنْهُ فالج فِي أَطْرَافهم حَتَّى أَنَّهَا لم تحرّك أصلا وَإِن كَانَ حسّ اللَّمْس مِنْهُم بَاقِيا وَلَعَلَّ ذَلِك إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب أَن العضل مَال إِلَى الْأَطْرَاف على طَرِيق البحران وبرؤا هَؤُلَاءِ كلهم فِي الأدهان الحارّة والدلك وَوجدنَا الدّهن الْمُتَّخذ بالجوز الرُّومِي وصمغ البلاط خَاصّا بِهَذَا الوجع فقد انْتفع ألف كثير مِنْهُم بالأشياء الَّتِي تقَوِّي وتبرؤ.
قَالَ والرعشة تكون من ضعف العصب وَقد تحدث من شرب المَاء الْبَارِد فِي الحمّيات وَمن الإفراط من شرب الشَّرَاب وَمن سوء مزاج بَارِد وَإِذا كَانَ الارتعاش من سَبَب ظَاهر فليمنعوا مِنْهُ وَإِذا دَامَ فليدهن بدهن قثاء الْحمار وَينصب المحاجم على الْفَقْرَة الأولى
(1/37)
من فقار الصلب)
ويضمد بالضماد الحارّ ثمَّ يوضع عَلَيْهِ من بعد ذَلِك صوف قد غمس فِي الزَّيْت الْعَتِيق.
وَإِن أزمنت الْعلَّة فليجلس فِي آبزن زيتٍ وَيسْتَعْمل الدَّلْك اللّين وليسقوا شراب الْعَسَل والجندبيدستر ولينقلوا إِلَى مَوَاضِع حارّة وليدعوا المَاء الْبَارِد والنبيذ والأدوية البسيطة الَّتِي تصلح للرعشة الجبدبيدستر ودماغ الأرنب إِذا اكل وعصارة الغافث وَإِن دَامَ فَاسْتعْمل الأضمدة المحمرة والأدهان المقوية الْحَرَارَة والدلك الشَّديد والرياضات وَلَا يشربون الشَّرَاب إِلَى أَن يبرؤا برءاً تَاما وَلَا يسقى فِي هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة القوية الإسهال وَلَا يستفرغ بعد ذَلِك استفراغاً قَوِيا لِأَن كل هَذِه تحلّل القوّة فتزيد فِي الرعشة وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يستفرغ قَلِيلا قَلِيلا ويدلك ويراض ويجوّع ويعطّش.
قَالَ وَقد يكون ضرب من استرخاء المفاصل فِي الحميات المزمنة وَفِي عقيب القولنج والفالج وَيكون من حرس ورطوبة فَإِن عولج بالحرارة زَاد.
ويتوهم الجهّال أَنه من الْبرد إِذا عالجه يزْدَاد وعلاجه فِي بَاب الْجَبْر وَجُمْلَته النطل والتضميد بالأشياء المبرّدة المجففة وَهَذَا مسوح جيد للفالج وَنَحْو عاقرقرحا ودهن الْغَار ومرزنجوش يَابِس وميويزج أُوقِيَّة أُوقِيَّة ونطرون وخردل أوقيتان أوقيتان وفلفل دِرْهَم وفربيون أُوقِيَّة وجندبيدستر أَربع أَوَاقٍ يطلي بِهِ مخارج العصب والأعضاء.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ إِذا حدث الفالج فِي شيءٍ من الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْوَجْه أما الْعين وَأما فِي الْأنف وَأما اللِّسَان أَو الْأذن أَو شَيْء مِمَّا يَلِي الْوَجْه فَذَلِك يدعى اللقوة وَمَعْلُوم أَن ذَلِك من قبل الدِّمَاغ فاقصد بالعلاج إِلَيْهِ فالفالج يكون من بلغمٍ غليظٍ كثير وربّما كَانَ من السَّوْدَاء وربّما كَانَ من حرارةٍ ويبسٍ لِأَنَّهُ إِذا كثرت الْحَرَارَة دفعت البلغم فَسَالَ إِلَى الْموضع خانق وَفِي هَذَا الْموضع يسخن وَقد يكون الفالج من الامتلاء إِذا كثر الدَّم فَإِذا علمت أَن الفالج مِنْهُ فابدأ أَولا بالفصد وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا قَلِيلا فِي مراتٍ وَبعد ذَلِك اسْتعْمل الأغذية الملطّفة وَإِذا كَانَ الفالج فِي أَعْضَاء الرَّأْس فعالج بالغرغرة والعطوس والمضوغ وضع على الرَّأْس الْأَدْوِيَة المحمرة وَأَجد دلكه.
وَهَذِه شربة صَالِحَة للفالج جدا صَبر شَحم حنظل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون نصف أُوقِيَّة مقل أُوقِيَّة هَذِه الشربة تنقّي العصب لَا يعد لَهَا شَيْء الشربة أَربع وَعِشْرُونَ قيراطا إِلَى سِتّ وَثَلَاثِينَ قِيرَاط واسقه من هَذِه الشربة اثْنَا عشر قيراطا ودع ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ اسْقِهِ منع أَرْبَعَة وَعشْرين قيراطا ودع ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ مثل ذَلِك فَإِنَّهُ يعظم نَفعه فَأَما الْكَائِن من الْحَرَارَة واليبس)
فأعطه مَاء الشّعير وَمَاء الهندباء والخس وَلُحُوم الدَّجَاج والسمك وَنَحْوهَا من اللطيفة واسقه من الشَّرَاب المائي وَلَا يكون عتيقا لِأَن الْعَتِيق ضار للعصب وليشربوا المَاء الْبَارِد فِي وسط الطَّعَام وَلَا يسهلوا الْبَتَّةَ وَأَنه يزيدهم جفافا.
(1/38)
وَقد رَأَيْت رجلا أَصَابَهُ فالج من حرٍ كثيرٍ وصومٍ فاسقي أيارج وَلَقي من ذَلِك بلاءا شَدِيدا حَتَّى أَنه أقعد ثمَّ عولج بالحمام والأشياء المرطّبة والمروخ بالدهن فبرأ.
شرك قَالَ خير مَا عولج بِهِ المفلوج الاتعاب بالحركة والإكثار من الْمَشْي والتجويع فَإِن ذَلِك يجلوا البلغم وَيكثر المرّة لي معجون جيد لهَذِهِ الْعِلَل وجٌّ مائَة زنجبيل خَمْسُونَ فلفل ثَلَاثُونَ عاقرقرجا ثَلَاثُونَ جندبيدستر عشرُون حلتيت خَمْسَة عشر جاوشير خَمْسَة عشر عسل مثل الْجَمِيع يُؤْخَذ مثل البندقة.
شَمْعُون ضماد مسخّن للعصب جدا بَالغ عِنْد فقد الحسّ شمع ودهن سوسن ينعم خلطه ويطرح عَلَيْهِ جبدبيدستر ومرو ميعة من كل دواءٍ أُوقِيَّة ويطلى بِهِ إِذا كَانَ الحسّ بَاقِيا بِحَالهِ وَالْحَرَكَة ذَاهِبَة الْبَتَّةَ فَخذ جوز السرو ومرو ابهل ووجّ وقشور الْكبر فيطبخ بشراب ويضمد بِهِ الخرز الَّذِي مِنْهُ مخرج ذَلِك العصب.
قَالَ شَمْعُون شياف نَافِع للرعشة فِي الْيَدَيْنِ يطْبخ الرّطبَة وتدق حَتَّى تصير مثل المرهم ويضمد بِهِ الْيَدَيْنِ كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ يبرؤه الْبَتَّةَ.
قَالَ وصبّ فِي الفالج على المفاصل الَّتِي استرخت طبيخ الْأَشْيَاء القابضة وأدلكها حَتَّى يحمّر وينفع من الفالج الدَّلْك حَتَّى يحمر الأوصال وَالْمسح بدهن الْقسْط وَالْقعُود فِي طبيخ الضبعة العرجاء ويسقى دَوَاء الكبريت بعد الاستفراغ وَآخر أمره أَن يكون كيّاً دَقِيقًا بَين كل فقرتين.
الاختصارات قَالَ إِذا كَانَ الفالج فِي أَعْضَاء الْوَجْه فاقصد بالعلاج إِلَى الدِّمَاغ فَإِذا كَانَ فِي الْيَد فَإلَى مخارج العصب إِلَى الْيَد ألف وَإِن كَانَ فِي الرجل فَإلَى مخارج العصب إِلَيْهِ واقصد بعد الاستفراغ وتلطيف الْغذَاء إِلَى تكميد الْموضع باليابس لينحلّ البلغم اللزج الَّذِي فِي أصُول العصب وأدهنه بعد الكماد بدهن الْقسْط وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِي الأسافل فاحقنه بحقنٍ حارة فِيهَا صموغ حارّة وَلَا تدع استفراغه بالقيىء كل قليلٍ وَإِذا أمكن فَلْيَكُن أول علاجك الفصد كَمَا فعل حذّاق الْأَطِبَّاء فَإنَّك تخفّف بذلك عَن جملَة الْبدن والحمى دَوَاء عَجِيب لَهُ لِأَنَّهَا تسخّن وَتذهب البلغم لي أبلغ علاجه الْجُوع والاستفراغ والسهر وَالْحَرَكَة.)
السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ لَا علاج أبلغ للخدر وَلمن أشرف على الاسترخاء من الْحَرَكَة الدائمة لذللك الْعُضْو فَإِنَّهُ يُعِيدهُ إِلَى حَاله.
أريباسيس وَقَالَ السّكيت أدهن بدنه بدهنٍ حارٍ قد فتق فِيهِ كبريت وصب على رَأسه دهن ورد قد طبخ فِيهِ عاقرقرحا وشمّه جندبيدستر وجتوشير وقنّه واسعط مِنْهُ وَافْتَحْ فَاه وقيّئه بريشةٍ ليخرج الْفضل إِن كَانَ فِي معدته وامسح معدته بالأشياء الَّتِي تخرج الرِّيَاح فَإِن لم يقيئ بِهَذِهِ فيحقن حادّة ويفصد ويعالج الرَّأْس بعد ذَلِك بِمَا يشم ويعطّس.
قَالَ وللفالج اسْقِهِ مِثْقَال أريارج ثمَّ زده مِثْقَالا فِي كل خَمْسَة أَيَّام إِلَى أَن يبلغ خمس
(1/39)
مَثَاقِيل وَانْظُر مَا يكون من العلّة وَإِذا كَانَ الاسترخاء فِي أَعْضَاء الْوَجْه فاقصد للغرور والعطوس وضع الْأَدْوِيَة المحمرّة على الرَّأْس وَإِن كَانَ فِي الْأَعْضَاء السفلية المسخّنة على الخرز ومخارج العصب إِلَى ذَلِك الْعُضْو.
الساهر لَا يسقى المفلوج شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية إِلَى الْيَوْم الرَّابِع أَو السَّابِع إِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة وَأما إِن كَانَت قَوِيَّة فَإلَى الرَّابِع عشرَة لِأَنِّي رئيت سقِِي الْأَدْوِيَة فِي أول الْعلَّة كثير مَا يزِيد بهَا وَاقْتصر على أَن تُعْطِي فِي كل يَوْم وزن عشرَة ردهم جلنجبين عسلٍ بماءٍ حارٍ ودانقين مثل الترياق بالأيارج ويغرغر وَإِذا كَانَ بعد الرَّابِع عشر سقِِي حب الشيطرج ويسعط بالسعوطات الْمُوَافقَة ثمَّ سقِِي بدهن الخروع بِمَاء الْأُصُول والأيارجات الْكِبَار وحقّن ودبّر بِجَمِيعِ التَّدْبِير الْمُوَافق.
اشليمن قَالَ أَنْفَع شيءٍ إِلَى الفالج أَن يسقى كل يَوْم مِثْقَال أيارج فيقرا مَعَ نصف مِثْقَال فلفل بِلَا عسل ليطول لبثه فِي الْبَطن وَلَا يخرج بسرعةٍ فَيعْمل عملا جيّدا ويبيت بِاللَّيْلِ على جندبادستر ألف وفلفل مِثْقَال بِالسَّوِيَّةِ وضع على رُؤُوس عضل الْعُضْو بمحاجم بِلَا شرطٍ فَإِن ذَلِك يسخّن العضل وَيُعِيد إِلَيْهَا حركتها واسقه مِثْقَالا أَو دِرْهَم زراوند طَوِيل مَعَ نصف دِرْهَم فلفلٍ كل يومٍ وَمرَّة ينْتَقل كل يَوْم دَائِما بحبّ الصنوبر الْكِبَار فَإِن لَهُ خاصية وضع المحمر على مخارج العصب.
التَّذْكِرَة قَالَ اسْقِهِ للرعشة دِرْهَم جندبيدستر على الرِّيق.
ابْن ماسويه قَالَ ينفع من أوجاع العصب أَن يسقى مِثْقَال قنطوريون دَقِيق وَنصف دِرْهَم جندبيدستر وَنصف دِرْهَم عاقرقرحا وَدِرْهَم قردمانا وأوقيتين مَاء السداب. .)
تيازوق قَالَ ينْفق من استرخاء الْأَعْضَاء أَن يطْبخ الفوّة طبخاشديدا ويصبّ على الْأَعْضَاء.
ابْن سرابيون قَالَ علاج الاختلاج كعلاج الرعشة والرعشة تحدث لضعف قُوَّة العصب كَمَا تحدث فِي الْمَشَايِخ وَالَّذين يشربون الثَّلج كثيرا ويفرطون فِي النَّبِيذ عالجهم بحبّ المنتن والشيطرج وادهن الْعُضْو بدهن السداب ودهن الْقسْط ودهن قثاء الْحمار ودهن الجندبيدستر والفربيون فَإِذا كَانَ عَن شرب الشَّرَاب فامنع مِنْهُ وضع على الرَّأْس خلاّ ودهن الْورْد والآس وَالَّذِي يشرب المَاء الْبَارِد فليدم الْحمام قَالَ لَا يسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء الفالج الإسهال القوية بل الحقن وَشرب الفيقرا المعجون بالعسل ويديمون الْأَدْوِيَة الشَّدِيدَة الأسخان مثل الترياق والمثروديطوس بطبيخ النانخواه والمصطكي والقردمانا وبزر السداب افْعَل ذَلِك اسبوعا فَإِذا مضى اسبوع فأعط حبَ الشيطرج وَحب النجاح والمنتن وغرغرهم فَإِذا مضى الرَّابِع عشر سقِِي دهن الخروع والكلكلانج بِمَاء الْأُصُول الْكَبِير وَهَذِه صفته.
(1/40)
أصلين وشويلا عشرَة عشرَة أصل اذخر كركرهن سَبْعَة سَبْعَة بزر الرازيانج وبزر الكرفس وأنيسون ونانخواه وشونيز وقنطوريون دَقِيق وعاقرقرحا وزنجبيل ثَلَاثَة ثَلَاثَة قسط زراوند ووجّ أَرْبَعَة أَرْبَعَة وبزر السداب وشيطرج هندي خَمْسَة خَمْسَة جندبيدستر دِرْهَمَيْنِ يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال ماءٍ إِلَى أَن يبْقى رَطْل وَنصف ويصفى ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث رَطْل بدهن الفيفلا أَو بدهن الككلانج وليستعملوا فِي الْأَيَّام حقنةً حادةً كي يجذب المادّة إِلَى اسفل فَإِذا طَالَتْ العلّة فَاسق الأيارجات الْكِبَار وادهن خرز الصلب ورؤوس العضل المسترخية بدهن الْقسْط قد فتق فِيهِ جندبيدستر وفربيون وعاقر قرحا قد أجيد سحقها.
والغذاء عصافير وَمَاء حمّص برغوة الْخَرْدَل وَالشرَاب الْعَتِيق والخنديقون وَمَاء الْعَسَل بالأفاويه فَإِذا بلغ الانحطاط فَاسْتعْمل الْقَيْء مراتٍ كثيرةٍ وَبِالْجُمْلَةِ فليقلّوا الشَّرَاب ويلطّفوا التَّدْبِير ويحتقنوا.
والسكتة إِمَّا أَن لَا تَبرأ بِأَن تؤل إِلَى الفالج فَإِذا كَانَ مَعَه غطيط فَإِنَّهُ صَعب وَإِذا تنفس بِلَا غطيط فَأمره أسهل فَإِذا كَانَت الْعلَّة صعبةً وَالنَّفس عسرا جدّا فَلَا تعالج بالمسهلة واحقنهم بالحقن الحادّة وَافْتَحْ أَفْوَاههم وَأدْخل بعد ذَلِك الترياق والانقرويا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ويلعقوا الْعَسَل مراتٍ كثيرةٍ فَإِنَّهُ صَالح جدا أَو أقِم فَوق رؤوسهم طابقا محميّا وكمّدها بقرنفل وهال وبسباسة قد أسخنت فَهَذَا علاجهم إِلَى الرَّابِع عشر فَإِن جاوزه فَخذ فِي تَدْبِير الفالج غير أَن)
العطوس والغرور هَاهُنَا أوجب.
هَذِه صفة دهن الْقسْط عَجِيب لاسترخاء المفاصل والخدر والرعشة ابهل وراسن ووجّ واذخر جُزْء وقسط ثَلَاثَة أَجزَاء يطْبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يحمي المَاء ثمَّ يصبّ ذَلِك المَاء على الدّهن ويطبخ بِثُلثِهِ ثمَّ يفتق أَمْثَاله فِيهِ جندبيدستر وَيرْفَع.
حُبَيْش من الأقرابادين الْكَبِير حبّ مرتضى جيد للفالج أيارج عشرَة قنطاريون ثَلَاثَة شَحم حنظل دِرْهَمَانِ جندبيدستر دِرْهَم الشربة دِرْهَمَانِ.
حب خَاص بالرعشة عَجِيب عاقرقرحا ثَلَاثَة دَرَاهِم جندبيدستر ثَلَاثَة دَرَاهِم شَحم الحنظل دِرْهَمَانِ قثار الْحمار دِرْهَمَانِ أيارج خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مِثْقَال.
الْعِلَل والأعراض قَالَ أَجود العصب واقواه أجفّه فَلَا يزَال يزْدَاد جودة مَا جف حَتَّى يبلغ أَن يتشنج لي رَأَيْت ضِعَاف الأعصاب أَصْحَاب الأمزاج الرّطبَة.
من تقدمة الْمعرفَة والانذار ابقراط قَالَ استمساك الصَّوْت مَعَ الاسترخاء ردي من اختلج جسده ألف كُله فَإِنَّهُ يسكت وَيَمُوت من فلج بعض أَعْضَائِهِ فَمَا دَامَ لم يدّق دقّة شَدِيدَة فَإِنَّهُ
(1/41)
يبرؤ لي على مَا رَأَيْت من اسْكُتْ فازبد لم يتَخَلَّص وَقد قرن فِي كتاب الْفُصُول هَذَا الْفَصْل الَّذِي يَقُول السكتة الصعبة بِهَذَا العضل من اختنق فازبد لم يَعش فالحال فِيهِ عِنْدِي فِي السكتة كَذَلِك وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي كَثْرَة الزّبد وقلته وَطول مدَّته فَإِنَّهُ إِذا كَانَ قَلِيلا أمكن أَن يتَخَلَّص كَمَا أَنه قد يتَخَلَّص المخنوق إِذا كَانَ إِنَّمَا أزبد قَلِيلا.
وَقد قَالَ جالينوس أَن السكتة قد تكون من ورم فِي الدِّمَاغ فَيَنْبَغِي أَن يطْلب علامته فَإِنَّهُ عِنْدِي أشرف وأصعب وأحسب أَن علامته أَن لَا تكون بَغْتَة وَيكون قبله شَيْء من عَلَامَات قرانيطس وَيَنْبَغِي أَن ينظر أَيْن قَالَ جالينوس ذَلِك ويحرّر إِن شَاءَ الله.
الثَّالِثَة من الْفُصُول قَالَ السكتة تحدث إِذا امتلاً الدِّمَاغ من البلغم حَتَّى يغمره.
أريباسيس مسوح جيّد للفالج وَنَحْوه جبدبيدستر وقنّة وفلفل أَبيض وفربيون وجاوشير وبورق وعاقر قرحا وقسط وزنجبيل دفلى يلبس وتفسيا وكبريت وخردل وشمع وزيت عَتيق قَالَ قد برأَ علته خلق كثير.
جورجس اعْتمد فِي الفالج على النفض كل أُسْبُوع بالقوقايا وحوارش البلادر كل يَوْم وايارج ترمس فَيكون هَذَا للنفض وَذَاكَ لتبديل المزاج فَإنَّك لَا تلبث الأمديدة حَتَّى يصلح مَعَ الْمسْح)
بدهن الْقسْط فَإِن كَانَت الْحَواس مَعَ الفالج مظْلمَة فمل إِلَى الْغرُور والسعوط وامرخ الهامة بدهن الْقسْط ولطّف الأغذية وَاجعَل الشَّرَاب مَاء الْعَسَل وخمرا عتيقا لي رَأَيْت الحلتيت بليغا فِي هَذِه الْعِلَل لَا يعدله شَيْء فِي الأسخان وجلب الْحمى فليعطى مِنْهُ كالباقلاة غدْوَة وَمثلهَا عَشِيَّة يسقى بشراب جيد قَلِيل فَإِنَّهُ يلهب الْبدن من سَاعَته وَقد ذكر جالينوس أَن السكتة تكون من قبُول عروق الدِّمَاغ لدم كثير ينصب إِلَيْهِ بَغْتَة فاستدل على هَذَا النَّوْع من السكتة بامتلاء الْوَجْه وَالْعين واحمرارها ثمَّ بَادر بالفصد فِي هَذَا النَّوْع.
أبيذيميا الأولى من الثَّالِثَة قَالَ قد تحدث الرعشة من سُقُوط الْقُوَّة وَلذَلِك يحدث عَن كَثْرَة الاستفراغ والجوع والأعياء والباه المفرطين وَقد يكون من كَثْرَة الأخلاط يثقل الْقُوَّة لي حبّ عَجِيب حلتيت نصف دِرْهَم جندبيدستر نصف دِرْهَم شَحم الحنظل نصف دِرْهَم قنطاريون نصف دِرْهَم وَهِي شربة مَا يَعْتَقِدهُ جالينوس رَأيا قَالَ مَا كَانَ من اعضاء الْبدن اسخن فقبوله الحسّ وَالْحَرَكَة وَمَا كَانَ أبرد فأعسر لذَلِك إِذا امتدت الشرائين فلج الْعُضْو من حَرَكَة العضل قَالَ يبطل فعل العضلة أمّا من ورم أَو فسخ أَو شدّ أَو قطع.
من الأقرابادين الْكَبِير معجون البلادر لمرتضى للفالج وَنَحْوه من السكتة واللقوة زنجبيل ووجّ وشيطرج هندي وعاقرقرحا وفلفل أسود من كل وَاحِد عشرَة عشرَة جندبيدستر وفربيون وحلتيت ثَلَاثَة ثَلَاثَة أهليلج أسود وآملج خَمْسَة عشر درهما عسل البلادر عشرُون درهما دهن جوز عشرَة دَرَاهِم يلتّ بِهِ ويعجن بالعسل على ثِقَة بأنّه يُورث الْحمى.
الساهر معجون جيّد للفالج يعجن بلوز الصنوبر الْكِبَار بِعَسَل وَيُعْطى ثَلَاثَة دَرَاهِم.
(1/42)
مُفْرَدَات جالينوس فِي المفردة الْعقار وشراب الشّعير ضارّان بالعصب فوة الصَّبْغ يسقى للفالج فِي بعض الْأَعْضَاء بِمَاء الْعَسَل القنطوريون الدَّقِيق يسقى عصارته من بِهِ علّة فِي عصبه لِأَنَّهُ يجفّف وينفض الأخلاط البلغمية اللاحجة فِي العصب تجفيفا ونفضا لَا أَذَى مَعَه الْقسْط يدلك بدهنه الْأَعْضَاء المسترخية ويصبّ على الرَّأْس فِي السكتة العاقرقرحا ينفع من بِهِ خدر واسترخاء إِذا دلك بِهِ مَعَ زَيْت حَار بليغ فِي ذَلِك لِأَن قوته محرقة الجندبيدستر أبلغ الْأَدْوِيَة فِي الْعِلَل الْبَارِدَة فِي العصب والدماغ إِذا سقِِي بِمَاء الْعَسَل أَو يجْزِيه أَو يدلك بِزَيْت عَتيق وجيد وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي سقيت رجلا كَانَ بدنه قد برد غَايَة الْبرد شرابًا عتيقا حارا وأنقذه من الْمَوْت.)
ديسقوريدس القردمانا جيد للفالج إِذا سقِِي بِمَاء الكرنب نَافِع من الرعشة إِذا أكل دماغ الأرنب نَافِع من الرعشة إِذا شوي وَأكل القنطوريون الصَّغِير لوجع العصب نَافِع العاقرقرحا إِذا سحق وخلط بِزَيْت وَمسح بِهِ نفع من الخدر وَذَهَاب الْحس وَالْحَرَكَة وَالْحَرَكَة نفعا عَظِيما والحلتيت يشرب للفالج من المرّ والسداب بِمَاء الْعَسَل السكبينج يسقى للفالج وَالْبرد الْعَارِض فِي بعض الْأَعْضَاء.
أَبُو جريح قَالَ البلادر جيد لمن يخَاف عَلَيْهِ الفالج وَقد دخل فِيهِ وَلمن عصبه رخو وَلِجَمِيعِ الْأَمْرَاض الْبَارِدَة فِي الدِّمَاغ وَقَالَ لَا يعرف دَوَاء أبلغ فِي الفالج من الديودار ألف وَهُوَ شَيْء من جنس الأبهل.
لي الْجَوْز قد يُوجد شَيْء يُقَال لَهُ شيرد يودار الكركر خاصته النَّفْع من الفالج ووجع العصب شَحم النمر أعظم الْأَدْوِيَة للفالج الشكل والبل والفل جَيِّدَة لوجع العصب لي الْإِكْثَار من السفرجل والتفاح وَالرُّمَّان يضر بالعصب.
شان نيولان دَوَاء مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم يسلخ الْجلد إِذا طلي عَلَيْهِ وَإِن سعط المفلوج مِنْهُ بِقدر ابْن حنين فِي كتاب الترياق الفلفل يسخّن العصب والعضلات.
ابْن ماسويه حب الصنوبر الْكِبَار جيد للاسترخاء جدا.
ماسرجويه الرتة عَجِيبَة للفالج ووجع العصب لي رَأَيْت عددا من المفلوجين فِي البمارستان أَصَابَهُم مطر فانحل فالجهم.
لي إِذا حدث الفالج من سقطة وَنَحْوهَا فَانْظُر فَإِن حدث تَاما عقيب ضَرْبَة على الْمَكَان فَلَا يتقيأ بعلاجه فَإِن العصب قد انهتك وَإِن حدث أَولا فأولا فَاعْلَم أَنه ورم فَخذ فِي إمالة الْمَادَّة عَنهُ وَفِي التَّحْلِيل والتليين بعده. الأخلاط الأولى قَالَ الزّبد فِي السكتة بالصدر مِمَّا هُوَ فِي الصرع لِأَنَّهُ فِي الصرع يكون عِنْد سُكُون النّوبَة وَفِي السكتة قَاتل.
(1/43)
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ أصَاب رجلا ضَرْبَة على شراسيفه فَلَمَّا برْء بَقِي عمره كُله عسر النَّفس وَذَلِكَ لِأَنَّهَا أضرت بحجابه وَآخر كَانَت بِهِ ذَات الرية فَلَمَّا برا مِنْهَا صَار عضده من الْجَانِب الْخلف والجانب الدَّاخِل عسر الْحس وَصَارَ أجلّ مَوَاضِع الصاعد مِنْهُ على ذَلِك حَتَّى بلغ أَطْرَاف أَصَابِعه وَبَعض النَّاس اصابه من ذَلِك مضرّة يسيرَة فِي الْحَرَكَة أَيْضا وَذَاكَ أَن العصب الَّذِي يخرج من الْموضع الأول والموضع الثَّانِي من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين الأضلاع نالته فِي تِلْكَ)
الْحَالة مضرَّة ّ وَالْأولَى من هَاتِي العصبتين لَهَا عظم يعْتد بِهِ يخالط الْعصبَة الَّتِي قبلهَا ثمَّ يَنْقَسِم إِلَى أَجزَاء كَثِيرَة بَعْضهَا يبلغ إِلَى أَطْرَاف الْأَصَابِع مارّا فِي الْموضع الغائر من الساعد وَأما الْعصبَة الثَّانِيَة وَهِي عصبَة دقيقة فَإِنَّهَا لَا تختلط بعصبة أُخْرَى بتةً وتمر فِي الأبط والموضع الْخلف مِنْهُ وَهَذَا الرجل برْء من علته برءا سَرِيعا بدواء وضع على مناشىء هَذِه الأعصاب.
روفس قَالَ المَاء خير للمفلوج من الشَّرَاب وَالْمَاء الكبريتي نَافِع جدا إِذا أَدخل فِيهِ. ابْن ماسويه مَاء الْعَسَل خير للمفلوج من الشَّرَاب.
روفس كلما كَانَت الْعلَّة أبعد من الدِّمَاغ فَهُوَ اسْلَمْ وَيكون الفالج من الامتلاء من الْبرد الشَّديد وَمن الضَّرْبَة والجراحة وَمن حزن أَو فَرح بَغْتَة وأردؤها مَا كَانَ من ضَرْبَة لِأَنَّهُ يفْسد العصب وَلَا تتبعه عَلَامَات تنذر فَأَما الْكَائِن من الْأَسْبَاب الْأُخَر فينذر فِيهَا الخدر والاختلاج والرعشة وَثقل الحركات وكدر الْحس وَضَعفه ألف وَقد يفلج الْمعدة والأمعاء فَلَا يحتبس الثفل وَكَذَلِكَ المثانة وَالرحم وَقد يكون مِنْهُ ضعف مَعَ وجع وَهُوَ عسر الْبُرْء فِي الْمَشَايِخ وَكَثِيرًا مَا يعرض فِي المرطوبين والباردي المزاج والممتلين وَإِذا كَانَ الْعُضْو المفلوج شَدِيد الهزال مصغارا لَا حسّ لَهُ فَلَا علاج لَهُ وَإِن كَانَ خَصيا قَلِيلا ولونه لون الْبدن فعالجه وَإِذا حدث بعقب صرع أَو سكات فَلَا علاج لَهُ.
وَقد ذكر أراسس طراطس أَنه يكون فالج بادوار.
هوداس قَالَ يفصد مرَّتَيْنِ إِلَّا أَن يكون شَيخا واحمه لَا يَأْكُل ثَلَاثَة أَيَّام الْبَتَّةَ وتسقيه فِيهَا مَاء الْعَسَل قَلِيلا واغذه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة إِلَى أَن يمْضِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا ثمَّ اغذه وادهن الْموضع الَّذِي مِنْهُ ابْتَدَأَ بدهن قثاء الْحمار واحقنه وجرعه المَاء الْحَار ومشه وعرقّه.
مَجْهُول علاج للفالج يبرء سَرِيعا يسقى شربة بترياق الأفاعي وَلَا يَأْكُل حَتَّى يتعالى النَّهَار ثمَّ يَأْكُل فجلا بِعَسَل وَلَا يَأْكُل خَبرا إِلَى الْعَصْر ثمَّ يَأْكُل خبْزًا بكمون وشونيز وسكر وزيت ثريدةً وَيشْرب عَلَيْهِ نَبِيذ عسل تدبّر كَذَلِك ثَلَاثَة أسابيع.
اركاغانيس كتاب الأدواء المزمنة قَالَ اسْتعْمل فِي الفالج طلاء الْخَرْدَل فَإِنَّهُ ينشر الْحَرَارَة الغريزية ويرّد الْحس وَإِذا وضعتم الْخَرْدَل فانزعوه كل سَاعَة فَإِن رَأَيْتُمُوهُ قد احمرّو ورم فَذَاك والافاعدة عَلَيْهِ وَلَا تنطل الْبَتَّةَ حَتَّى ينفط ثمَّ ادخلوه الْحمام فَإِنَّهُ يسكن مضيض
(1/44)
الْخَرْدَل والقيىء بالخربق نَافِع لَهُم جدا والمياه الكبريتية نافعة جدا فَإِذا نزل الْعُضْو من الفالج فاكثر دلكه وحركته)
وتمريخه وادخله الْحمام كل ثَلَاثَة أَيَّام واغذه على الْمَكَان بعد خُرُوجه فَإِنَّهُ يبرؤ الْبدن وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء.
من كناش اسليمن قَالَ انفع شَيْء لَهُ أَن يسْقِي كل يَوْم مِثْقَال أيارج مَعَ شَيْء من فلفل بِمَاء لَا يكثر مِنْهُ وَلَا يكون مَعَه عسل وَلَا شَيْء آخر وَلَا يكثر المَاء وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَا يسخن ليطول مكثه فِي الْبَطن فَإِنَّهُ كَذَلِك يمْكث يَوْمه أجمع ثمَّ يعْمل عملا جيدا أَو اسْقِهِ من الفلفل والجندبيدستر مِثْقَالا وضع على رُؤْس العضل محاجم بِلَا شَرط فَإِن ذَلِك يسخنها وَيرد حركتها واسقه الترياق الْكَبِير واطل الْموضع بالعاقرقرحا والفربيون والانجرة والفلفل وَنَحْوهَا أَعنِي رُؤْس عضل الْموضع فَإِن كَانَ فِي جَمِيع الْبدن فتبدأ بالنخاع واحقنه بِمَا يجذب الرُّطُوبَة ألف واسقه زرواند طَوِيل وفلفل بِالسَّوِيَّةِ مِثْقَالا واسقه دهن الخروع قد طبخ بِمَاء البزور والتوابل الحارة والخربق الْأَبْيَض من جِيَاد أدويته يخلط بسمسم مقشّر أَو سكر ويسقى فِي الْيَوْم الأول دانق ثمَّ يُزَاد حَتَّى يبلغ مِثْقَالا وَلَا يُزَاد عَلَيْهِ ولحب الصنوبر والكبار فِيهِ خاصية وَكَذَلِكَ لبذر الكراث وادخله آبزنا قد طبخ فِيهِ فوتنج بريّ وهريّ بالطبخ وأمرخه بدهن الْقسْط والعاقرقرحا وَإِن حدست أَن رُطُوبَة كَثِيرَة قد بلت مخرج العصب اورؤس العضل فَعَلَيْك بالأضمدة المجففة الْيَابِسَة عَلَيْهِ مثل المتخذة من الاقاقيا وَنَحْوه لي رَأَيْت فِي جَامع ابْن ماسويه أَن دهن الخروع الَّذِي يطْبخ بالعقاقير بِالْمَاءِ ثمَّ يصب ذَلِك بِالْمَاءِ عَلَيْهِ ويطبخ لَا معنى لَهُ بل يَنْبَغِي أَن يطْبخ العقاقير فِي الدّهن فَإِنَّهُ أبلغ.
الْكَمَال والتمام قَالَ يَنْبَغِي لصَاحب الفالج أَن يشرب دهن الخروع بعد الاستفراغ مَرَّات وَيَأْخُذ قبل الدّهن من ترياق وزن دِرْهَم بطبيخ النانخواه والكمون والشونيز يلين الْبَطن بحب الشيطرج ويديم الغرغرة وياكل مَاء الحمص برغوة الْخَرْدَل ودهن الْجَوْز والسلق والخردل وَيسْتَعْمل البلادري والحقن الحادة والقيء بعد الطَّعَام وشمّ الْأَشْيَاء الحارة ويدهن مخارج العصب بالأدهان والاطلية الحارة.
فيلغريوس إِذا كَانَ الفالج من ضَرْبَة فافصد أَولا ثمَّ خُذ فِي سَائِر العلاج. ابْن ماسويه يَنْبَغِي أَن يُؤمر بِالْقِرَاءَةِ بالصياح الرفيع فَإِنَّهُ جيد لَهُم والحمى إِذا ثارت بهم نفعتهم جدّا لِأَنَّهَا تسخّن العصب.
من كتاب قسطا فِي الخدر قَالَ أَنما أفراط الخدر فِي الْأَعْضَاء الَّتِي لَهَا حس لِأَنَّهَا ذهَاب الْحس)
ويعرض من الأغذية الغليظة الَّتِي تولد فِي العصب خلطا غليظا يعوق النَّافِذ وَيحدث عَن الأمتلاء الشَّديد فِي جملَة الْبدن لِأَن ذَلِك يضْطَر العصب إِلَى أَن ينضغط كالحال فِيمَن يتكئ على عُضْو مَا وَالْحَال فِي الشد والرباط وَعند الْبرد الشَّديد يُصِيب الْعُضْو فاستدل على الْعَارِض من أجل امتلاء العصب فَقَط بِأَن يكون العصب ضَعِيفا فِي الأَصْل وَيكون
(1/45)
صَاحبه قد أَكثر المَاء الْبَارِد وَالنَّوْم وَالْحمام وَالْجِمَاع بعد الْغذَاء فَأن هَذَا التَّدْبِير يجمع فِي العصب فضلا كثيرا ويتحقق ألف ذَلِك بِأَن يخف الخدر بعد الإستفراغ وتقلي الْغذَاء وجودة الهضم فَاعْلَم حِينَئِذٍ أَن الخدر إِنَّمَا هُوَ لأمتلاء يخص العصب فِي نَفسه فاستدل على الَّذِي من امتلاء الْبدن كُله بدلائل وعَلى الَّذِي من سوء مزاج بَارِد بذلك الْعُضْو يتقلصه وَبرد مجسه وعَلى الَّذِي من عِلّة تخص العصب من دَوَامه وأدمانه وأدوية الخدر جِنْسَانِ أَحدهمَا ينقي العصب وَالْآخر يُبدل مزاجه مِنْهَا مثل حب المنتن فَأَما المنقي قالقوقايا وَقد ينفع من الخدر الأضمدة والعلق والمحاجم لَكِن بعد جودة الإستفراغ.
فِي الأرتعاش دماغ الأرنب أَن أكل مشويا نفع من الرعشة فِي عقب الْمَرَض شراب الأسطوخودوس جيد لوجع العصب وخاصةً إِذا كَانَ مَعَ برودة مفرطة.
جالينوس الجندبيدستر نَافِع للرعشه شرب أَو مسح بِهِ وَيُمكن أَن يسْتَعْمل فِي جَمِيع علل العصب وَأَن كَانَ هُنَاكَ حمى أَيْضا لي دهن الدارصيني وَحده أَو مخلوطا بقردمانا جيد للرعشة مرق الديك الْهَرم فِي بَاب القولنج مَعَ القرطم والبسفايج نَافِع جيد للرعشة أكل الكرنب نَافِع من الأرتعاش الإستحمام بِمَاء الْبَحْر نَافِع من العشة وَجَمِيع أوجاع العصب المزمنة الدارشيشغان خاصيته النَّفْع من استرخاء العصب دهن الحنّا نَافِع لوجع العصب شراب الحاشا جيد من وجع العصب إِذا اضْطَرَبَتْ حركته لُحُوم الأفاعي إِذا أكلت على مَا فِي بَاب حِدة الْبَصَر نَفَعت من وجع العصب.
روفس مَاء الْمَطَر جيد من وجع العصب إِذا اسْتعْمل بدل المَاء وَالْمَاء خير للرعشة من ابْن ماسويه إدمان التعريق والتمريخ بدهن السوسن والنرجس جيد لوجع العصب واسترخائه والايرسا جيد من الاختلاج.
جالينوس قَالَ عصارة القنطاريون جيد للاستفراغ من العصب دهن الْغَار جيد لوجع العصب.)
ديسقوريدس إِن طبخ أصُول الحطمى بِالشرابِ وَشرب نفع من الارتعاش.
ابْن مَا سويه اسْقِ للرعشة دِرْهَم جندبيدستر بِمَاء حَار على الرِّيق وغذه بالقنابر والعصافير والفلفل جيد للرعشة والفالج قنطاريون دَقِيق مِثْقَال جندبيدستر نصف دِرْهَم عاقرقرها نصف دِرْهَم قردمانا دِرْهَم هِيَ شربة يسقى بِمَاء ألف السداب أُوقِيَّة وللرعشة خَاصَّة صَبر وجندبيدستر بِالسَّوِيَّةِ يُجيب وَيُعْطى مِقْدَار الْحَاجة للرعشة خَاصَّة يسقى أسبوعا كل يَوْم مِثْقَالا قنطاريون دَقِيق بِمَاء حَار وللرعشة الَّتِي للناقه وَالَّتِي من ضعف الْبدن يطعم دماغ الأرنب مشويا أَو مطبوخا.
فيلغريوس إِذا حدث الارتعاش بِلَا سَبَب باد فصدنا وأسهلنا ودلكنا الْأَعْضَاء المرتعشة
(1/46)
دلكا شَدِيدا أَو أدخلْنَاهُ فِي مَاء الكبريت وَإِن كَانَ قَوِيا قيئاه بخرق وأدمنا حمة بِمَاء الكبريت إِلَى أَن يُخَفف وَأَن كَانَ من غَلَبَة برد عالجناه بالأشياء الحارة.
الْعِلَل والأعراض الأختلاج يكون من ريح غَلِيظَة ثَابِتَة تتحرك تَحت الْموضع وَيدل على ذَلِك إِنَّه يعرض فِي الْأَوْقَات الْبَارِدَة وَالْبدن الْبَارِد ويبرؤ بالأدوية المتخذة بالعاقر قرحا والجندبيدستر والتكميد بِمَاء الْملح وَنَحْوه قَالَ وَقد تحدث رعشة من كَثْرَة الاستفراغ وعلامته ضعف العصب والكسل والألم وَقلة الشَّهْوَة للغذاء وبطؤ نضجه والعرق الْكثير عِنْد الباه وابطاء الأنزال وَضعف الْحَواس وَكَثْرَة الْعرق عِنْد الْغَضَب والضعف عِنْد شرب المَاء الْبَارِد فَهُوَ لاء مستعدون للرعشة وَنَحْوهَا.
العلامات من ابيذيميا قَالَ الفصد فِي الْأَكْثَر ضار للارتعاش لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر تكون من غَلَبَة الْبرد على العصب وَرُبمَا نفع فِي الندرة من كَانَت علته إِنَّمَا إِصَابَته من أجل دوَام الامتلاء واحتباس شئ كَانَ ينصب مِنْهُ.
الأولى الاستحام بِالْمَاءِ الْبَارِد ردى للعصب وخاصة فِيمَن كَانَ نحيف الْبدن.
ابْن سرافيون فِي بَاب الربو الجاوشير ضار للعصب جدا مثل لَهُ. الْعِلَل والأعراض قَالَ ضمد اصل النخاع فِي علاج السكتة بالخردل والسكينج والجندبيدستر والفربيون واسق مِنْهَا مَا يَنْبَغِي.
التَّذْكِرَة قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يدْفن الْمَيِّت حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ اثْنَان وَسَبْعُونَ سَاعَة فَإِن من يبْقى مغشيا عَلَيْهِ فِي هَذِه الْمدَّة ثمَّ يعود. 3 (وأوجاع العصب وإسترخائه والأشياء))
الجيدة والردية للعصب والاختلاج قَالَ ديسقوريدس دماغ الأرنب البرى إِذا شوى وَأكل نفع من الرعشة ألف بعقب الْمَرَض شراب الاسطوخودوس جيد لوجع العصب خَاصَّة إِذا كَانَ مَعَ برودة مفرطة الجندبيدستر مُوَافق للارتعاش شرب أَو مسح بِهِ لي جالينوس قَالَ الجندبيدستر نَافِع للرعشة جدا شرب أَو مسح بِهِ يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي جَمِيع علل العصب وَإِن كَانَ هُنَاكَ حمى أَيْضا دهن السوس الْأَبْيَض وَحده أَو مخلوطا بقردمانا جيد للرعشة وَحِينَئِذٍ يُوَافق الرعشة مرق الديك الْعَتِيق الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ القرطم والبسفايج جيد وَأكل الكرنب نَافِع من الارتعاش والاستحمام بِمَاء الْبَحْر نَافِع من الرعشة وَجَمِيع أَو جَاع الأعصاب المزمنة وبزر الباداورد جيد
(1/47)
للصبيان الَّذِي يعرض لَهُم فَسَاد فِي حركات العضل والجندبيدستر مُوَافق لجَمِيع أَو جَاع العصب جدا.
جالينوس الدارشيشعان لَهُ خاصية النَّفْع من استرخاء العصب ودهن الْحِنَّاء نَافِع لوجع العصب وشراب الحاشا نَافِع للعصب إِذا اضْطَرَبَتْ حركته وَلُحُوم الأفاعي إِذا أكلت على الصّفة الَّتِي فِي بَاب حِدة الْبَصَر اصلحت وجع العصب ودهن العصفور نَافِع جيد لوجع العصب مَاء الْبَحْر ينفع من ألم العصب إِذا صبَّتْ على الْبدن وَمَاء الْمَطَر جيد لوجع الأعصاب إِذا اسْتعْمل بدل المَاء.
روفس قَالَ المَاء خير للرعشة من الشَّرَاب المَاء الْبَارِد يُقَوي العصب روفس ادمان الْحمام والتمرخ بدهن النرجس جيد لوجع العصب واسترخائه.
ابْن مَا سويه طبيخ قشور الخضرى هُوَ الطّلع يُوَافق وجع المفاصل ودهن النرجس جيد لوجع العصب البلغمى.
ابْن مَا سويه الايرسا نَافِع من الاختلاج.
جالينوس دهن السوس الْأَبْيَض نَافِع من الأوجاع الْعَارِضَة فِي العصب من البلغم وَكَذَلِكَ السوس نَفسه الشل والبل والفل خاصيتها النَّفْع من وجع العصب وعصارة القنطاريون الصَّغِير إِذا شربت وَافَقت أَو جَاع العصب خَاصَّة لِأَن ذَلِك يُخَفف الوجع وينفض الأخلاط اللأحجة فِيهَا تجفيفا ونفضا لَا أَذَى مَعَه.
جالينوس مَاء رماد خشب التِّين المكرر الْمُعْتق أَن تلطخ بِهِ مَعَ زَيْت نفع من وجع العصب ودهن الْغَار يُوَافق جَمِيع أَو جَاع الأعصاب إِن طبخ أصل الخطمى بِالشرابِ وَشرب نفع من)
الارتعاش ألف.
ابْن مَا سويه النافع من الوجع الْعَارِض عَن الْبرد يدهن بدهن حب الْغَار أَو دهن النرجس أَو دهن السوسن أَو بالقنة مَعَ دهن النرجس فَإِن كَانَت مَعَ حرارة فيدهن الْحِنَّاء وزيت أنفاق وَقَالَ فِي الارتعاش اسْقِهِ دِرْهَم جندبيدستر بِمَاء حَار على الرِّيق وأطعمه زير باجة من قنابر وعصافير مطبوخة بِمَاء اللبلاب أَو لباب القرطم والفلفل جيد لَهُ ولوجع العصب قنطاريون دَقِيق مِثْقَال جندبيدستر نصف دِرْهَم عَاقِر قرحا نصف دِرْهَم قردمانا دِرْهَم هَذِه شربة باوقيتين مَاء السداب يصلح الفالج.
ابْن مَا سويه للرعشة صَبر جندبيدستر يَجْعَل حبا وَيُعْطى مِنْهُ وَيزِيد وَينْقص الجندبيدستر على قدر الْحَاجة.
من تذكرة عَبدُوس لوجع العصب الشَّديد يمسح بدهن الْغَار أَو بدهن السوسن وَيطْعم لُحُوم الأفاعي ويسقى قنطاريون دَقِيق بِمَاء حَار.
للرعشة من التَّذْكِرَة قَالَ يسقى على الرِّيق دِرْهَم جندبيدستر.
(1/48)
من الْكَمَال والتمام نَافِع لوجع العصب التمريخ بدهن الْغَار ودهن السوسن للوجع الشَّديد فِي الأعصاب أَن يطعم لُحُوم الأفاعي ويسقى قنطاريون صَغِير دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار أَيَّامًا للرعشة الْعَارِضَة فِي الْبدن من شدَّة الوجع يطعم مخ الأرنب مشويا أَو مطبوخا.
فيلغريوس قَالَ إِذا كَانَ الارتعاش من غير عِلّة مَعْرُوفَة فصدنا لَهُ عروقا واسهلناه ودلكنا الْأَعْضَاء الَّتِي ترعش دلكا أوَامِر ناه بِأَن ينقع فِي المَاء الكبريتي فَأن كَانَ قَوِيا فقيئناه بخريق وأدومنا حمه بِمَاء الكبريت إِلَى أَن يُخَفف والارتعاش من غَلَبَة الْبرد عالجناه بالأشياء الحارة.
الْعِلَل والأعراض الرعشة إِنَّمَا تكون إِذا لم يكمل عله الْمَرَض للقوة المحركة للعضو كَمَا يكمل ذَلِك فِي الفالج وَالْعلَّة تذْهب بالعضو نَحْو مركزه والعضل يشيله فَتحدث حركتين متضادتين وتحدث الرعشة أَيْضا من الْغم والفزع وَالْغَضَب وَمن سوء مزاج بَارِد كَمَا ألف تغلب ذَلِك على الْمَشَايِخ وعَلى من يديم شرب المَاء الْبَارِد وَحده ردى جدا للعصب وخاصة فِيمَا كَانَ نحيف الْبدن.
قَالَ والاختلاج يكون من ريح غَلِيظَة ثَابِتَة يَتَحَرَّك تَحت الْموضع وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون ذَلِك المحرك رُطُوبَة لَان الرُّطُوبَة لَا تنصب ويستفرغ فِي تِلْكَ السرعة وَلَا ريح لَطِيفَة لنفشت)
من حَيْثُ هِيَ فَهِيَ إِذا ريح غَلِيظَة.
ويدلك على ذَلِك أَيْضا انه إِنَّمَا يعرض فِي الْأَوْقَات الَّتِي هِيَ ابرد وَفِي الْأَبدَان إِلَّا برد عِنْد الاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد وشربه وَنَحْوه من التَّدْبِير وَمن انه يبؤ بالأدوية المتخذة بالعاقرقرحا والجندبيدستر وبالتكميد بِمَاء الْملح وَنَحْوه والاختلاج لَا يعرض فِي عضوين إِمَّا فِي اللين جدا كالدماغ واما فِي الصلب جدا كالعظم والغضروف ويعرض فِيمَا بَين هذَيْن قَالَ والرعشة تحدث أَيْضا من الاستفراغ.
من كتاب فِي عَلَامَات مَنْسُوب إِلَى جالينوس قَالَ الاختلاج يعرض من الْفَزع كثيرا علامته ضعف العصب الكسل والألم وَثقل الْبدن وَقلة الشَّهْوَة وإبطاء نضج الطَّعَام وَإِذا هاج الباه عرق عرقا كثيرا ويطيل المباضعة وتكل حواسه وَإِذا غضب أنصب عرقا وَإِذا شرب المَاء ضعف واسترخى جدا فَهَذِهِ عَلَامَات ضعف العصب والتهيؤ للأرتعاش.
أبيذيميا الرعشة فِي الْأَكْثَر تكون من غَلَبَة الْبرد على العصب وَرُبمَا يَقع فِي الندرة من كَانَت علته إِنَّمَا أَصَابَته من اجل دوَام الامتلاء أَو احتباس شَيْء كَانَ ينصب مِنْهُ.
أبيذيما الْجِمَاع الْكثير يُورث الرعشة وَكَذَلِكَ الاستفراغ الذريع وَجَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي تضعف الْقُوَّة تورث الرعشة لي هَذِه تزيد فِي الرعشة إِذا كَانَت ويورثها إِذا أزمنت.
الْعِلَل والأعراض قَالَ يكون الاحتلاج من ريح بخارية غَلِيظَة لَا تَجِد مخلصا وَلذَلِك يحدث أَيْضا كثيرا فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تبرد لِأَنَّهَا تفقد التَّحَلُّل مِنْهَا فَيجمع فِيهَا وَيكون
(1/49)
عِنْدَمَا يروم التَّخَلُّص ضَرْبَة ويمنعه اللَّحْم الَّذِي فَوْقه فيتمانعان فَتحدث حَرَكَة لي على هَذَا السَّبَب يكون علاج ذَلِك بالتكميد وتسخين الْموضع والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالْمَاء الْبَارِد جدا ردي للعصب وخاصة الطَّبَرِيّ قَالَ الارتعاش يحدث من الْإِكْثَار من الْأَشْرِبَة وَالْمَاء الْبَارِد وَالْجِمَاع وخاصة على الشِّبَع وَكَثْرَة السكر وينفع مِنْهُ الجندبيدستر والحلتيت ألف ودهن الْقسْط.
قَالَ ابْن سرافيون فِي بَاب الربو أَن الْخِيَار شنبر ضار للعصب جدا منكيء لَهُ.
ابْن سرافيون قَالَ الرعشة تحدث من سوء مزاج بَارِد يوهن العصب وعلاج ذَلِك الْمَنْع من شرب المَاء الْبَارِد جدا وعلاج الفالج أجمع وَالَّذِي يحدث من شرب الشَّرَاب الصّرْف فَيَنْبَغِي أَن يمْنَع مِنْهُ أَولا ثمَّ يَأْخُذ فِي تَقْوِيَة الدِّمَاغ بالخل ودهن الْورْد أَو دهن الآس وَالْخلاف.
قَالَ الاختلاج يكون من ريح غَلِيظَة يكون مَعهَا برد وَآيَة ذَلِك أَنه يكثر فِي الْأَوْقَات والأبدان)
الْبَارِدَة وَعند السباحة وَشرب المَاء الْبَارِد وَنَحْوه من التَّدْبِير وعلاجه علاج الرعشة.
مسيح قَالَ ينفع من الرعشة الَّتِي عَن الدِّمَاغ أَن يسقى دِرْهَم أسطوخودوس بِمَاء الْعَسَل أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب.
قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ إِذا دَامَ الاختلاج فخلخل الْبدن بالحمام والدلك والأدهان اللطيفة مثل دهن الْقسْط فَإِن كَانَ قَوِيا صعبا فعالج بِشرب دهن الخروع وَمَاء الْأُصُول بعد اللوغاذيا.
الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الخدر يكون بِسَبَب الْبُرُودَة كَمَا تَجِد ذَلِك عيَانًا فِيمَن يُسَافر فِي الثَّلج وَمَا يحدث عَن الْعُضْو إِذا برد فَإِنَّهُ يخدر أَولا ثمَّ يصير إِلَى عدم الْحس وَالْحَرَكَة وَهُوَ متوسط بَين كتاب قسطا قَالَ الخدر إِنَّمَا يكون فِي الْعُضْو الَّذِي لَهُ حس فَقَط لِأَنَّهُ ذهَاب الْحس وَالْحَرَكَة ويعرض الخدر من الأغذية الغليظة الَّتِي تولد فِي العصب غذاءا غليظا يعوق النَّافِذ فِي العصب عَن النّفُوذ على مجْرى الطبيعية كَمَا يمْنَع المَاء الكدر نُفُوذ الشعاع وَيحدث عَن الامتلاء الشَّديد لِأَن ذَاك يضْطَر العصب إِلَى أَن يتجافى ويتكاثف أَكثر مِمَّا فِي طبعه فيسد بذلك المجاري الدقيقة الَّتِي ينفذ فِيهَا الرّوح كَمَا ترَاهُ فِيمَن يتكىء على عُضْو من أَعْضَائِهِ كَمَا يعرض فِي الْحَال الَّتِي تسمى خدر الرجل وَعند شدّ الرجل وَالْيَد والساق برباط أَو غير ذَلِك وَفِي احال الْمُسَمَّاة بشدق ويعرض الخدر من أَن يبرد الْعُضْو بردا شَدِيدا لِأَن ذَلِك يجمع الْعُضْو فَيكْشف العصب وَقد يعرض الخدر لامتلاء الأعصاب فَقَط ويستدل على الخدر الَّذِي هُوَ امتلاء جملَة الْبدن من عَلَامَات الامتلاء الْحَادِث فِي جَمِيع الْبدن وعَلى الْحَادِث من امتلاء الأعصاب أَن يكون ألف العصب ضَعِيفا فِي الأَصْل وَأَن يكثر شرب المَاء الْبَارِد وَالنَّوْم وَالْجِمَاع وَالْحمام بعد الطَّعَام فَإِن هَذَا يجمع فِي العصب فضولا ويتحقق ذَلِك إِن كَانَ
(1/50)
الخدر بعد استفراغ الْبدن وَبعد قلَّة الْغذَاء وجودة الهضم ثَابت فَيعلم أَن الفضلة إِنَّمَا هِيَ فِي العصب وامتلاء يَخُصُّهُ فِي نَفسه وليستدل على الخدر من برد بالأسباب الْبَادِيَة مثل الثَّلج وَنَحْو ذَلِك وَيكون الْعُضْو فِي نَفسه متقلصا مُنْضَمًّا بَارِد المجس بإضافته إِلَى سَائِر الْبدن.
وَيدل أَيْضا على الخدر من نفس ضعف الأعصاب وامتلاءها دوَام الخدر وإزمانه وَقد يُمكن أَن بعالج الخدر بأدوية مسهلة فينقي الأعصاب وَيكون اللَّحْم والعضل الَّذِي فَوْقهَا ممتليا والدواء المسهل يسخن الأعصاب فَيحدث بِفضل حرارته إِلَى الْعُضْو ويغتذي بِهِ وَلَا يبين للدواء فعل كثير.)
وعلامة ذَلِك أَن يكون الخدر ثَابتا مَعَ امتلاء اللَّحْم والعضل الَّذِي فَوْقه وَإِذا كَانَ ذَلِك فَيحْتَاج إِلَى أَن يضمر مثلا اللَّحْم وينفض امتلاء جملَة الْبدن بالفصد وَقلة الْغذَاء ثمَّ يقْصد بالأدوية الَّتِي تجذب من العصب.
قَالَ وأدوية الخدر جِنْسَانِ أَحدهمَا منقي للأعصاب من مَا فِيهَا بالإستفراغ وَالْآخر يسخنها وَأقوى المنقيه حب القوقايا والمنتن والشيطرج وَحب الاصطمخيقون الْأَرْبَعَة ويركب أدوية من المنقيه المسخنة مثل حب المنتن والأيارجات الْكِبَار.
وَقدر رَأَيْت قوما نفعهم تَعْلِيق العلق من الخدر غير أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكون الْبدن ممتليا بل شَدِيد الاستفراغ وَيَنْبَغِي أَن يتَجَنَّب الْأَدْوِيَة الْمُغَلَّظَة وَقد رَأَيْت غير وَاحِد مِمَّن ذهبت عَنْهُم الخدر بالضمادات وَيَنْبَغِي أَن لَا يقدم على أضمدة الخدر إِلَّا بعد تنقية جملَة الْبدن.
ضماد ضمدت بِهِ امْرَأَة كَانَ قد بَطل حسها فَرجع وَصحت عاقرقرحا حب الْغَار فربيون مرزنجوش بورق خَرْدَل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فلفل جندبيدستر وافسنتين من كل أُوقِيَّة يعجن بدهن قثاء الْحمار ويضمد بِهِ الْموضع.
وَمن أدويته الأشق والسكبينج والبارزد ولاغار ودهن الْغَار والسوسن والقطران والجاوشير ودهن البلسان وشحم الْقُنْفُذ وشحم الْحمار الوحشي وميعة وَالرُّمَّان والقسط ودهنه أَيّمَا شِئْت مُفْردَة مَعَ قيروطي شمع أَحْمَر ودهن زَيْت عَتيق وَهَذِه تبدد الغلظة أَيْضا وتحلله.
ألف قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ وينفع من الخدر أيارج روفس ثمَّ المرخ بدهن الفربيون يطْرَح فِيهِ دهن الخروع وشمع وتدام الرياضة وَكَثْرَة الْحمام.
(1/51)
(الْبَاب الثَّانِي)
(السدر والدوار والبشيدك) الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة.
قَالَ هَؤُلَاءِ يسدرون وتظلم أَعينهم ويدار بهم حَتَّى يعرض لَهُم مَا يعرض للصحيح إِذا دَار مَرَّات كَثِيرَة من دورة وَاحِدَة وَمن أَسبَاب يسيرَة حَتَّى أَنهم رُبمَا سقطوا وَأكْثر مَا يعرض لَهُم ذَلِك عِنْد نظرهم إِلَى الدواليب والمياه الشَّدِيدَة الجرية وَإِذا سخنت رُؤْسهمْ الشَّمْس أَو بِأَيّ شَيْء كَانَ لي من هَاهُنَا حدسوا أَنه يكون من خلط بَارِد فِي الرَّأْس ينْحل عِنْدَمَا يسخن الرَّأْس إِلَى بخارات وَمن كَانَت هَذِه حَاله فَبين أَن فصد الشريانين وشدهما لَا يريانه لِأَن الْعلَّة فِي الرَّأْس أولية)
وعلاجها نفض الرَّأْس قَالَ وَإِنَّمَا يكون السدر من ريح بخارية حادة ترْتَفع إِلَى الدِّمَاغ فِي هَذِه الشرايين أَو يكون فِي الدِّمَاغ نَفسه سوء مزاج يُولد مثل هَذِه الرّيح قَالَ يكون السدر إِمَّا لصعود ريح حادة بخارية إِلَى الرَّأْس فِي الشرايين الظَّاهِرَة أَو الْبَاطِنَة وَإِمَّا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فِي الرَّأْس نَفسه مثل هَذِه الرّيح عَن سوء مزاج مُخْتَلف فِيهِ وَإِمَّا لِأَنَّهُ يصعد عَن الْمعدة لي لم يقل جالينوس فِي السدر أَنه يكون من خلط بَارِد الْبَتَّةَ وَلم يذكر فِيهِ إِلَّا مَا قد كتبنَا فَيَنْبَغِي أَن ينظر من أَيْن قَالَت الْأَطِبَّاء ذَلِك قَالَ وَقد ينْتَفع قوم منم بِقطع الشاريانين اللَّذين خلف الْأذن عرضا حَتَّى يبرأ وَلَيْسَ كلهم يبرء بِهَذَا العلاج وَذَلِكَ أَنه يصعد إِلَى الدِّمَاغ شريانات أخر كَثِيرَة غير هَذِه وَقد يكون عَن الدِّمَاغ نَفسه وَعَن فَم الْمعدة.
قَالَ أرجيجانس أَنه إِذا كَانَ السدر من عِلّة تخص الرَّأْس كَانَ قبل السدر والدوار طنين فِي الْأذن وصداع وَثقل الْحَواس وَإِذا كَانَ عَن فَم الْمعدة تقدمه خفقان وتهوع لي يستعان بِهَذِهِ الْمقَالة جَوَامِع هَذَا الْكتاب إِذا كَانَ السدر والدوار يخص الرَّأْس فَإِن صَاحبه لَا يزَال ثقيل الْأذن مظلم الْعين وَيكون السدر والدوار بِهِ دَائِما.
وَأما الَّذِي يصعد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يفتر وصعوده إِلَيْهِ رُبمَا كَانَ فِي الْعُرُوق الَّتِي خلف ألف الْأذن وعلامة ذَلِك توترها وتمددها وَحِينَئِذٍ فليقطع وَرُبمَا صعد فِي شرياني السبات وَدَلِيله تمدد الرَّقَبَة وَرُبمَا صعد من الْمعدة وَآيَة ذَلِك أَن الْعلَّة تصعب عِنْد حُدُوث التخم وَأَن العليل يجد قلبه غثيانا وخفقانا
(1/52)
لي يَنْبَغِي أَن يمثل هَذَا فِي الصرع.
الْيَهُودِيّ قَالَ أَكثر مَا يكون السدر من الدَّم والصفراء وَإِن كَانَ عَن البلغم كَانَ مجانسا للصرع.
قَالَ أهرن الدوار يكون إِمَّا عَن الْمعدة وَإِمَّا عَن الرَّأْس من قبل دم يصعد إِلَيْهِ أَو ريح تتولد فِيهِ عِنْد سخونة فِي الشَّمْس ويتقدم الَّذِي عَن الْمعدة وجع الْمعدة وغثي وَنَحْو ذَلِك والذ من الدَّم الصاعد فِي الشرايين أَن يدر ويتمدد وينفع حِينَئِذٍ قطعهَا وَقد يصعد فِي شرياني السبات وينفع مِنْهُ قطع الباسليق وَأما الَّذِي يخص الرَّأْس فليسق طبيخ الاهليلج والغاريقون لي ويضمد الرَّأْس بالأضمدة المقوية وَإِن رَأَيْت الْوَجْه يحمر مَعَه وَالْبدن ممتلئ فافصد الصَّافِن واحجم السَّاق ثمَّ المحاجم على الْقَفَا وينفع شم الكافور والأضمدة والنطولات الْبَارِدَة.
بولس قَالَ الْمَادَّة الَّتِي يكون مِنْهَا السدر وَهِي الَّتِي مِنْهَا يكون ليثرغس وَقد يكون عِنْد ضغط بطُون الدِّمَاغ من عظم ينكسر أَو نَحوه والسدر يكون إِذا غلب على الدِّمَاغ كيموس بَارِد)
وَلذَلِك يسْقط هَؤُلَاءِ من أدنى شَيْء من الْأَشْيَاء الَّتِي تَدور وَإِذا سخن الرَّأْس بالشمس أَو الدثار وَقد يعرض عَن ضَرْبَة تصيب الرَّأْس وَيكون إِمَّا باشتراك وَإِمَّا بانفراد فَإِن كَانَت الْعلَّة تخص الرَّأْس تقدمه وجع شَدِيد ودوي فِي الْأذن وَثقل فِي السّمع وَضعف فِي الشم وَرُبمَا عرض مَعَه ضعف الذَّوْق وَإِذا عرض عَن الْمعدة كَانَ مَعَه عصر الْمعدة والغثي ويعالج فِي وَقت النّوبَة بالغمر والدلك للأطراف وَمَا يشم مِمَّا يسكن الْعلَّة فاقصد الرَّاحَة بالفصد أَولا ثمَّ بالإسهال بالأيارج وَبعد ذَلِك وَبعد ذَلِك بالحقن الحارة المعمولة بشحم الحنظل والقنطوريون وَبعد ذَلِك حجامة النقرة وعَلى الرَّأْس ثمَّ اسْتعْمل الغرغرة والعطوس فَأَما الَّذين يَجدونَ حرارة فِي الرَّأْس ودويا فِي الْأذن وَذَلِكَ من بخارات حارة ترْتَفع فِي الشرايين فليفصد الشريانين الَّذين خلف الْأذن الْإِسْكَنْدَر قَالَ من أَنْفَع الْأَشْيَاء للسدر الْحبّ الَّذِي فِي بَاب الشَّقِيقَة. شَمْعُون للدوار أقطع مِنْهُ العرقين العظيمين الَّذين فِي الْقَفَا واكوهما حَتَّى يبلغ الْعظم وَمن سقط من شدَّة الدوار فهوّعه ثمَّ احقنه بحقن حادة وعطسه وافصده وضمد رَأسه بضماد بَارِد معتدل.
أريباسيس قَالَ حرك أَصْحَاب السدر فِي وَقت النّوبَة بالدلك والشم حَتَّى يتنبهوا فَأَما فِي وَقت الرَّاحَة فليفصدوا أَولا ثمَّ يسقوا الأيارج ثمَّ يحقنوا بحقن حادة مثل طبيخ الحنظل والقنطاريون ثمَّ يشرطون على الرَّأْس ويحجمون النقرة ويتغرغرون بِمَا يجلب بلغما كثيرا ويعطسون لي الْفرق بَين السدر الشَّديد الَّتِي يسْقط صَاحبه مِنْهُ وَبَين الصرع بِأَنَّهُ لَا يكون مَعَ سُقُوط السدر تلوي وَلَا تشنج يحرر ذَلِك.
ابْن ماسويه من كتاب السدر والدوار قَالَ إِن البخار الغليظ الْكثير إِذا صعد إِلَى
(1/53)
الرَّأْس وَلم يُمكنهُ التنفس والتحلل مِنْهُ ولد السدر وَهَذَا البخار إِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الرَّأْس إِذا كَانَ مزاجه رطبا مولدا للبخار وَإِمَّا أَن يصعد عَن الْمعدة أَو بعض الْأَعْضَاء الْأُخْرَى كالساق والفخذ والكلى وَنَحْوهمَا فدليل السدر يخص الرَّأْس يكون إِنَّمَا يتَوَلَّد إِذا سخن الرَّأْس بالشمس وَالنَّار والدثار وَنَحْوه.
وَأما الْكَائِن عَن الْمعدة فَإِنَّهُ يُولد السدر فِي مقدم الرَّأْس خَاصَّة وَيكون مَعَه تهوع وَغشيَ وتكسر ويشتد مَعَ طعم وَيكثر التبزق والبصاق لي قد يكون سدر عَن الْمعدة إِذا خلت فَلَا يسكن إِلَّا بِالطَّعَامِ من الْأَشْيَاء القابضة.
قَالَ وَأما الَّذِي يرْتَفع من عُضْو مَا فَإِنَّهُ يجد الدبيب يرْتَفع من ذَلِك الْعُضْو حَتَّى يبلغ الرَّأْس ثمَّ)
يسدر وَهَذَا البخار يحدث عَن جَمِيع الأخلاط فاستخرج مَا الْغَالِب من الدَّلَائِل الظَّاهِرَة وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِن رَأَيْت أَمَارَات الدَّم فافصد وَإِن رَأَيْت أَمَارَات الصَّفْرَاء فأسهل.
ابْن سرافيون قَالَ الدوار يكون إِمَّا بإشترك فَالَّذِي باشتراك وَإِمَّا بانفراد فَالَّذِي باشتراك يكون مَعَ سوء الهضم ووجع الْمعدة والقراقر والغشي ويسكن ويهيج وَالَّذِي بانفراد عَن الرَّأْس فَيكون دَائِما وَيكون مَعَ طنين الْأذن وَثقل الرَّأْس وظلمة الْبَصَر وَيقرب من حَالَة السَّكْرَان وَقد يكون الدوار من بلاغم ألف كَثِيرَة فِي الرَّأْس فعالج هَؤُلَاءِ بإسهال البلغم ثمَّ بِالتَّدْبِيرِ الملطف والأدوية المسخنة وتنقية الرَّأْس وَإِن كَانَ من ريَاح غَلِيظَة فاكبه على طبيخ البانونج والبرنجاسف وأكليل الْملك والصعتر والمرزنجوش والشيح وورق الْغَار وَإِن كَانَ كيموس حَار فانفضهم بطبيخ الهيلج وَإِن رَأَيْت للفصد وَجها فافصدهم القيفال إِن كَانَ بانفراد الرَّأْس وَإِن كَانَ باشتراك فالأكحل واسقه بعد ذَلِك المبردات وضمد بهَا رَأسه وَإِن طَالَتْ الْعلَّة فَاعْلَم إِنَّهَا بَارِدَة فَعَلَيْك بالإيارجات الْكِبَار ونقيع الصَّبْر بليغ جيد وَإِن كَانَت الرّيح يرْتَفع فِي الشريانين الَّذين خلف الْأُذُنَيْنِ فآية ذَلِك أَن يتمدد تمدداً شَدِيدا ويلتفان بِآخِرهِ وَإِن أَنْت شددتهما سكن الوجع وَكَذَلِكَ إِن اطليتهما بالأدوية القابضة ويسكن الْبَتَّةَ بترهما وَإِن لم ينْتَفع بذلك فَإِنَّهُ يصعد فِي الدَّاخِلَة وعلاجه إدمان الإسهال.
الْفُصُول الْخَامِسَة قَالَ السدر هُوَ أَن يخيل للْإنْسَان مَا يرَاهُ يَدُور حوله ويفقد حس الْبَصَر بَغْتَة حَتَّى يظنّ أَنه قد غشى جَمِيع مَا يرَاهُ ظلمَة وينفع مِنْهُ الْقَيْء لي كَانَ جالينوس لَا يفرق بَين السدر والدوار هُوَ أَن يرى مَا حوله يَدُور والسدر يكوون بعقب الدوار إِذا اشْتَدَّ وَبلغ إِلَى أَن يسْقط وَحصل أَن الدوار يَنْبَغِي أَن يطْلب سَببه من حَال الْبدن وتدبيره وأزمان الْعلَّة فَإِنَّهُ قد يكون من خلط بَارِد وحار ثمَّ يعالج بِحَسب ذَلِك.
مسَائِل الْفُصُول قَالَ السدر هُوَ أَن يرى الْإِنْسَان جَمِيع مَا يرَاهُ كَأَنَّهُ قد تغشا ظلمَة أَو ضباب ويعرض لخلط ردى يلذع فَم الْمعدة
(1/54)
البشيذك لي هَذِه الْعلَّة تكون من حَال إعيائه فِي الْبدن وخاصة فِي أعالي الْبدن وتتمدد مَعَه الْعُرُوق وتحمر الْعين وَيكثر التثاوب والتمطي وينفع مِنْهُ على ماقد جربت صب المَاء الْبَارِد الْكثير على الرَّأْس وَشرب مَاء الثَّلج وَالنَّوْم وَإِذا كَانَ يكثر بالإنسان فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى فصد عرق القيفال وَإِلَى الْحَوْز قَالَت وَج جيد للبشيذك لي وَقد جربه صديق لي فَانْتَفع بِهِ فَإِن كَانَ يلوكه وَلَعَلَّه يعْمل ذَلِك بخاصيته وَقد ينفع مِنْهُ أَن يستف كزبرة وسكر وَأَن يشد الْيَد على شرياني السبات سَاعَة وَيَنْبَغِي أَن يحذر أَن يُصِيب الْإِنْسَان من الشد على هذَيْن حَالَة شَبيهَة أُفٍّ بالسكتة حِينَئِذٍ وَقَالَ خل العنصل يصلح للسدر الْعَارِض من السَّوْدَاء وَشَرَابه جيد البلسان نَافِع من السدر.
روفس قَالَ شرب المَاء خير فِي السدر من الشَّرَاب وأصل الفاشرا يشرب مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ يعظم نَفعه للسدر القنة إِذا دخن بِهِ نفع للسدر ابْن ماسويه ينفع من السدر حب البلسان مثقالين يسقى بنقيع الصَّبْر أَو بنقيع الايارج أَو بنقيع الحمص فِي مَاء الافسنتين ثَلَاث اواق وللسدر الْعَارِض من البلغم والصفراء بنقيع الصَّبْر والافسنتين.
هراوس الْحَكِيم قَالَ يكون السدر من البلغم والسوداء ويجد صَاحبه ثقلاً فِي الرَّأْس ويحيد بَصَره عَن الضَّوْء وَلَا يَسْتَطِيع سَماع صَوت شَدِيد وَيرى بَين يَدَيْهِ أَشْيَاء تَدور فَإِذا تمطى وَهُوَ قَائِم سقط فليفصد ويحقن ويشم الملطفة وَيُقَوِّي الرَّأْس بخل ودهن ورد ويلطف غذاؤه وَيكثر الْمَشْي وينطل على رَأسه مَاء حَار فَإِنَّهُ يبرؤه ويحجم النقرة وَيقطع الشريان الَّذِي خلف الْأذن ويشم جندبيدستر وسداب ومرزنجوش ونمام ويسهل بالغاريقون وشحم الحنظل وإيارج وملح هندي والاسطوخودوس.
من حفظ الصِّحَّة قَالَ قد يكون سدر ودوار من قبل مزاج الشريانات فليفصد حِينَئِذٍ الشريانات أَعنِي خلف الْأذن وَقَالَ فِي الفصد اجْعَلْهُ من الرجل.
جورجس قَالَ حَال من سدر كَحال من يَدُور مَرَّات كَثِيرَة يحميه ويسدر أَيْضا من الشَّمْس والصيحة الشَّدِيدَة وينفعه قطع القيفال والإسهال وَترك الشَّرَاب وَجَمِيع مَا يبخر.
ابْن ماسويه من كِتَابه فِي السدر قَالَ يكون من بخار كثير يمْلَأ الدِّمَاغ إِمَّا يتَوَلَّد فِي الرَّأْس أَو يصعد من الْمعدة أَو من بعض الْأَعْضَاء فاستدل على الَّذِي من عُضْو مَا إِنَّه يجده يصعد مِنْهُ أَولا وَيعرف حَال الْبدن ثمَّ انفض ذَلِك الْخَلْط الْغَالِب.)
مَجْهُول إِذا كَانَ السدر مَعَ حرارة فعالج بخل خمر ودهن ورد وافصد شرياني الْأذن والقيفال واحجم الفاس وانفخ فِي أَنفه كافورا وَإِن كَانَ مَعَ بردفا سهله بالقوقايا واسعطهم بِمَا يجذب البلغم.
(1/55)
(الْبَاب الثَّالِث)
(الماليخوليا والأغذية السوداوية) والمضادة لَهَا والمستعدين للماليخوليا وبالضد الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة الوسواس السوداوي لَا يكون من البلغم الْبَتَّةَ وَيكون من الْخَلْط الْأسود. لَا من الْمرة السَّوْدَاء الردية الَّتِي من احتراق الصَّفْرَاء فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون من هَذَا الْخَلْط الِاخْتِلَاط الردى الَّذِي مَعَه توثب على النَّاس وحدّة ألف شَدِيدَة قَالَ وَقد يكون الوسواس السوداوي إِمَّا أَن يكون لِأَن مَا فِي الدِّمَاغ نَفسه من الدَّم الَّذِي فِي عروقه وَقد تغير إِلَى السوداوية وَلَيْسَ دم سَائِر الْبدن كَذَلِك أَو يكون الدَّم الَّذِي فِي سَائِر الْبدن كَذَلِك قَالَ وَالدَّم الَّذِي فِي عروق الدِّمَاغ تميل إِلَى السوداوية إِمَّا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فِيهِ نَفسه وتولده يكون من حرارة كَثِيرَة فِي الْموضع نَفسه يحرق ذَلِك الدَّم ويشيطه وَإِمَّا أَن ينصب إِلَيْهِ من جَمِيع الْبدن وَإِذا كَانَ الدَّم الَّذِي فِي جَمِيع الْبدن سوداوياً فابدأ بالفصد والإسهال وَإِمَّا إِن كَانَ الَّذِي فِي الرَّأْس مِنْهُ فَقَط كَذَلِك فَلَا حَاجَة إِلَى فصد لهَذِهِ الْعلَّة اللَّهُمَّ إِلَّا لشَيْء آخر يحْتَاج فِيهِ إِلَى الفصد وميز هَل الدَّم السوداوي فِي الْبدن كُله أَو فِي الرَّأْس وَحده من حَال الْبدن فَإِن الْأَبْيَض السمين قل مَا يتَوَلَّد فِيهِ والقضيف الشَّديد الأدمة والازب الْوَاسِع الْعُرُوق يتَوَلَّد فِيهِ هَذَا الْخَلْط وَالْبدن الْأَحْمَر اللَّوْن جدا رُبمَا يَعْتَرِيه المزاج السوداوي وَبعد هَذَا صَاحب الْبدن الْأَشْقَر وخاصة إِذا كَانُوا قد تعبوا تعباً شَدِيد أَو اهتموا ولطفوا التَّدْبِير.
وَانْظُر هَل احْتبسَ استفراغ دم سوداوي أَو غَيره كَانَ يعتاده من بواسير أَو طمث أَو خلفة أَو قيء وَهل كَانُوا يستعملون الأغذية المولدة للسوداء مثل لُحُوم الْمعز وَالْبَقر وَلَا سِيمَا الثيران والتيوس من الْمعز وَلُحُوم الْحمير وَالْجَزُور والثعالب والأرانب والخنازير الْبَريَّة والأصداف أَو النمكسود من كل حَيَوَان.
والكرنب يُولد السَّوْدَاء كثيرا وقضبان الشّجر الَّذِي يكبس بالملح وَحدهَا أَو مَعَ الْخلّ لي هَذِه كالرواصيل والكواميخ والعدس فِي غَايَة التوليد للسوداء والجبن الْعَتِيق وَالْخبْز الَّذِي لَيْسَ ينقى من)
النخالة إِذا أدمن والبذور الردية وَالشرَاب الغليظ الْأسود من أَكثر شَيْء فِي توليد السَّوْدَاء وَمَتى أَكثر الْإِنْسَان مِنْهُ ثمَّ نالته حرارة بِسَبَب عَارض من تَعب أَو غَيره والجبن الْعَتِيق والإكثار من الرياضة والحميات الطَّوِيلَة أَو الحادة والأدوية والأغذية المسخنة أَو عجز الطحال عَن جذب السَّوْدَاء فَإِن كل هَذِه مَعَ حَال الْهَوَاء وَسن العليل يدلّك هَل دَمه سوداوي
(1/56)
أم لَا فَإِذا نظرت فِي هَذِه فحقق ذَلِك كُله بفصد الْعرق فَإِن رَأَيْت الدَّم اسود فَأرْسلهُ بِقدر الْقُوَّة وَإِن رَأَيْته صافياً وَمن الوسواس السوداوي صنف آخر يكون ابتداؤه من الْمعدة وَيُسمى المراقى وَيتبع هَذِه الْعلَّة جشاء حامض وبزاق رطب كثير وحرقة فِيمَا دون الشراسيف وقرقرة تحدث بهم بعد أَن يَأْكُلُوا بِوَقْت صَالح ألف وَرُبمَا هاج بهم مَعَ ذَلِك وجع فِي الْبَطن لَا يسكن حَتَّى يستمرى الطَّعَام وَإِذا تعبوا تقيئوا طعامهم نيا على حَاله مَعَ ضروب بلاغم حامضة بضرس ومرار حاد ويعرض لَهُم فِي هَذِه الْعلَّة على أَكثر الْأَمر مُنْذُ الصبى ثمَّ يطول بهم.
قَالَ وَقَالَ ديوقلس وَالْعلَّة فِي هَذَا الصِّنْف إِن مَا فِي الماساريقا مِنْهُم حرارة مُجَاوزَة الْمِقْدَار وَإِن دمهم فِي ذَلِك الْموضع قد غلظ وَالدَّلِيل على أَن الْعلَّة بهم فِي هَذِه الْعُرُوق أَن الْغذَاء لَا يصل إِلَى أبدانهم.
وَقد قَالَ قوم أَن بهم فِي نَاحيَة البواب ورم حَار وَدَلِيل ذَلِك إِن طعامهم يبْقى إِلَى الْيَوْم الثَّانِي لِأَنَّهُ ينفذ إِلَى أَسْفَل وَيعلم أَن بهم ورما حاراً من الحرقة الَّتِي تعرض لَهُم وَمن انتفاعهم بالأغذية الْبَارِدَة.
قَالَ جالينوس والأعراض المقوية لهَذِهِ الْعلَّة التفرغ وخبث النَّفس وَالْأَمر فِي أَن معدهم ممتلية رياحاً وَإِنَّهُم يَجدونَ للجشاء وللقيء خَفَاء ظَاهرا وديوقلس لم يذكر كَيفَ يعرض لَهُم من الورم الْحَار فِي الْمعدة وأعراض الماليخوليا وَلَعَلَّه عسر عَلَيْهِ ذَلِك وَنحن نشرحه.
فَنَقُول إِنَّه يشبه أَن يكون فِي الْمعدة من هَؤُلَاءِ شَيْء من الورم الْحَار الدموي وَالدَّم المحتقن فِي ذَلِك الْموضع أَشد غلظاً وَأقرب إِلَى السوداوية فيصعد مِنْهُ بخار سوداوي إِلَى الدِّمَاغ فتعرض عِنْد ذَلِك أَعْرَاض الماليخوليا كَمَا إِنَّه إِذا صعد إِلَى الرَّأْس بخار لطيف أحدث فِي الْعين أَعْرَاض المَاء وَإِذا صعدت عَلَيْهِ أبخرة الصَّفْرَاء حدث الصداع والأكال قَالَ ويعرض لَهُم من التخيلات أَشْيَاء عَجِيبَة متفننة حَتَّى أَن أحدهم ظن إِنَّه قد صَار خزفا وَآخر إِنَّه ديك وَآخر خَافَ من وُقُوع السَّمَاء عَلَيْهِ وَبَعْضهمْ يحب الْمَوْت وَبَعْضهمْ يفزع مِنْهُ والفزع وَالْخَوْف لَازم لَهُم فِي كل حِين)
وَالسَّبَب فِي ذَلِك بخارات السَّوْدَاء إِذا صعدت إِلَى الدِّمَاغ ووحشة كَمَا يتوحش النَّاس من الظلمَة فَإِذا تغير مزاج الدِّمَاغ تَغَيَّرت لذَلِك أَفعَال النَّفس قَالَ فَمَتَى حدثت هَذِه الْأَعْرَاض فِي الْمعدة ثمَّ تبع ذَلِك أَعْرَاض الماليخوليا وَكَانَ العليل إِنَّمَا يجد الْخُف والراحة بالقيء والجشاء وَالْبرَاز وجودة الهضم فالعلة مراقية والفزع وخبث النَّفس عرض تَابع فَأَما مَتى كَانَت الْأَعْرَاض الْخَاصَّة بالوسواس السوداوي عَظِيمَة فَلَيْسَتْ مراقية لي فقد أَشَارَ إِلَى أَن المراقية ألف لَا يكون مَا يتبعهَا من أَعْرَاض الماليخوليا عَظِيما وَكَذَلِكَ وجدته فِيمَا رَأَيْته والمعدة إِمَّا أَن لَا يُوجد فِيهَا شَيْء من هَذِه الْأَعْرَاض وَإِمَّا يُوجد شَيْء قَلِيل فالعلة فِي الدِّمَاغ نَفسه وَحِينَئِذٍ فَانْظُر فِي الدِّمَاغ نَفسه يتَوَلَّد
(1/57)
ذَلِك الدَّم السوداوي أم فِي الْبدن كُله بالدلائل الَّتِي ذكرت فَإِذا لم تكن تِلْكَ مَوْجُودَة وَلم يكن الْبدن مِمَّا يُولد سَوْدَاء فمل إِلَى أَن الْعلَّة فِي الرَّأْس وَيكون أَكثر ذَلِك بعقب عِلّة حادة تصيب الرَّأْس إِمَّا احتراق فِي الشَّمْس وَإِمَّا قرانيطس أَو صداع دَائِم وَسَائِر مَا يحمى الرَّأْس وَقد يكون أَيْضا فِي عقب السهر الطَّوِيل وَأَنا أعالج هَذَا الْجِنْس بالاستحمام الْمُتَوَاتر والأغذية المولدة للخلط الْجيد الرطب وَلَا أحتاج إِلَى غير ذَلِك مَا دَامَت الْعلَّة لم تطل فَيصير الْخَلْط عسر الْقلع وَالْخُرُوج عَن مَوْضِعه وَأما إِذا أزمنت فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أَشْيَاء أبلغ مِنْهَا لي يمْنَع أَن يكون السَّبَب فِي المراقية ورما حارا أَو ثبات الطَّعَام نيا بِحَالهِ والجشاء الحامض والبزاق الرطب الْكثير الْمِقْدَار والقيء الَّذِي يضرس وَأكْثر من ذَلِك كُله إِنَّه لَيْسَ هُنَاكَ حمى فَإِنَّهُ لَيْسَ أعجب من أَن يكون ورما حارا فِي ماساريقا وَلَا يتبعهُ عَطش وَلَا حمى وَلَا قيء مرار صرف وَلَيْسَ شَيْء فِيمَا يظْهر يقوى هَذَا الرَّأْي بل كُله ينقصهُ إِلَّا إِن انتفاعهم بالأغذية الْبَارِدَة وتستخبر بعلة ذَلِك وَكَثْرَة النفخ فِيهَا أَيْضا لَيْسَ مِمَّا يلْزم الورم الْحَار لَكِن الاشبه أَن تكون هَذِه الْعلَّة سَببهَا كَثْرَة مَا يبطن فِي الْمعدة من السَّوْدَاء عَن الطحال وَالدَّلِيل على ذَلِك إِنَّهُم كلهم مطحولون كَمَا قد ذكر جالينوس فِي الْخَامِسَة من هَذَا الْكتاب وَهَذَا قَوْله.
فَأَما الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بالمراقية فَإِن صَاحبهَا يكون حَزينًا آيسا من الْخَيْر ويشتد عَلَيْهِم مَتى اتخموا وجلهم مَعَ ذَلِك مطحولون وَهَذَا مِمَّا يَدْعُو إِلَى أَن هَذَا الْعُضْو قد تنصب مِنْهُ إِلَى الْمعدة رُطُوبَة ردية من جنس الصديد وَإِنَّمَا يعرض لَهُم سوء الهضم من برد معدهم وَلذَلِك يبْقى الْغذَاء فِي معدهم بِحَالهِ وجلهم بِكَثِير الْأكل لِأَن السَّوْدَاء يهيج الشَّهْوَة الْكُلية بلذعها لفم الْمعدة كَمَا يفعل الْخلّ والأشياء الحامضة والنفخ يلْزمهُم لفساد الهضم ولضعف الْحَرَارَة وَمن نفخ السَّوْدَاء أَيْضا)
الْخَاصَّة بهَا والوجع من حر السَّوْدَاء ولذعها للمعدة وانتفاعهم بالأشياء الْبَارِدَة يكون لِأَنَّهَا تعدل فِي الْمعدة لِأَن هَذِه الأغذية رطبَة فتصلح من رداءة السَّوْدَاء وحدتها ألف وَلَيْسَ ينْتَفع بهَا على طَرِيق قلع الْعلَّة لِأَنَّهَا لَا تفعل ذَلِك فيهم إِلَّا إِذا أزمنت زَمَانا طَويلا لِأَن الْخَلْط الْأسود إِنَّمَا يتَوَلَّد من حر الكبد وَالطحَال يمتار هَذَا الْخَلْط مِنْهُ فَإِذا قل تولده على امتياره مِنْهُ قل لذَلِك مَا يَدْفَعهُ إِلَى الْمعدة وَهُوَ أعظم علاج الماليخوليا وَيعلم أَن نفع الْبَارِدَة لَهُم على مَا ذكرنَا لَا على طَرِيق مَا يطغى ذَلِك لسوء مزاج لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك كَانُوا سيدمنونها وَلكنه يهيج بهم مِنْهَا نفخ وينقلون عَلَيْهَا فَلذَلِك يدعوننا اذلا معرفَة عِنْدهم بِأَنَّهُم لَو أزمنوها قلعت عَنْهُم وَإِنَّمَا يَنْتَفِعُونَ مِنْهَا بتسكين وجع الْمعدة إِذا هاج سَاعَة فَقَط وَقد سقيت رجلا ميفختجا وَمَاء الشّعير أُرِيد بذلك اسْتِبْرَاء هَذَا الْأَمر فَكَانَ انتفاعه بالميفختج فِي تسكين الوجع أَكثر وَكَانَ احْمَد عَاقِبَة وَهَذَا الْكَلَام يَنْبَغِي أَن يفرد لمقالة لي جمَاعَة علاج الماليخوليا عَلَيْك فِي النَّوْعَيْنِ الْأَوَّلين بترطيب الْبدن فَإِنَّهُ إِذا رطب برأَ الْبَتَّةَ وَلَا تدع استفراغ الْخَلْط الْأسود فِي خلال ذَلِك بالإسهال الدَّائِم والفصد إِن احتجت إِلَيْهِ وَترك الأغذية المولدة للسوداء وَالتَّدْبِير المطف بل اسْتعْمل المغلظ فَإِن تَكْثِير الْخَلْط البلغمي
(1/58)
فِي الْبدن يبرؤ الوسواس السوداوي وَإِمَّا المراقية فَخذ فِي تَدْبِير الكبد لِئَلَّا يكثر تولد السَّوْدَاء فِيهَا فَإِن لم يتهيأ فَعَلَيْك بإدمان الاستفراغ للخلط الْأسود بالإسهال ثمَّ جوارشات تسهل السَّوْدَاء وتقوى فَم الْمعدة ويحط النفخ إِذا أدمنتها فِي أَيَّام الرَّاحَة كالمتخذ من الهليلج الْأسود والإفتيمون والكندر وقوفم الْمعدة كل يَوْم بالافسنتين والكندر فَإِذا فسد الطَّعَام لِئَلَّا يخالط الطَّعَام فلتقيئه ثمَّ يَأْكُل بعد استنظاف الأول وقيئه قبل الطَّعَام لِئَلَّا يخالط الطَّعَام مَا قد سبق وسال وخاصة مَتى أحس بالحموضة قبل الطَّعَام واعطه الأغذية الحلوة الدسمة وَلَا تُفَارِقهُ إسهال السَّوْدَاء وفصد الباسليق والمحاجم على الطحال والأدوية المحمرة.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِن الطحال إِذا كَانَت فِيهِ علل وَدفع عَن نَفسه فضلا رديا فَرُبمَا صبه إِلَى فَم الْمعدة فأحدث الماليخوليا قَالَ إِن الطحال إِذا صب إِلَى فَم الْمعدة فضلا سوداويا أورث كآبة والوسواس السوداوي وَرُبمَا يهيج الشَّهْوَة وَرُبمَا لم تهج بِهِ وأفسد الهضم فِي الْحَالين جَمِيعًا من قوى النَّفس قَالَ فِي الماليخوليا يغلب على النَّفس بَغْتَة الْهم والفزع واليأس من الْخَيْر ويعرض أضداد ذَلِك من سَبَب ضد ذَلِك جَوَامِع الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة ألف قَالَ إِذا كَانَ الدِّمَاغ قد اجْتمع فِيهِ خلط سوداوي فَحِينَئِذٍ نق الْبدن بالخربق الْأسود لي هَذَا هُوَ مَا)
قَالَ جالينوس يحْتَاج إِلَى علاج أقوى من هَذَا وَإِذا كَانَ يصير إِلَيْهِ هَذَا الْخَلْط من الْمعدة فعلامته أَن تخف أعراضه إِذْ أحس استمراء وبالضد وَكَثْرَة الجشاء والقراقر والبزاق والالتهاب والوجع بَين الْكَتِفَيْنِ والوجع البلغمي والمراري.
وَإِن كَانَ جَمِيع دَمه سوداويا فافصده وَتعلم أَن الدَّم السوداوي فِي الدِّمَاغ وَحده وَلَيْسَ الوسواس عَن جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن وَلَا مراقى من أَن لَا يكثر أعراضه وَلَا يقوى بعقب التخم وَلَا يخف بعقب حسن الاستمراء وَلَا الْبدن مِمَّا يُولد سَوْدَاء وَلَا دَمه إِذا فصدته أسود وَيكون قد تقدم ذَلِك هم أَو سهر ويعرض كثيرا للشمس ويداوى هَذَا النَّوْع بالحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر وترطيب الرَّأْس بالأغذية الجيدة الْخَلْط.
وَمَا كَانَ من الْعُرُوق فبالفصد والمراقية بالحقن وَفِي بَاب الصرع دَوَاء عَجِيب للماليخوليا.
السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ كَانَ رجل يجْرِي مِنْهُ دم بواسير فاحتبس فَحدث مِنْهُ وسواس سوداوي فاستفرغته أخلاطاً سوداويا فبرأ ثمَّ كنت استفرغه أبدا مِنْهَا إِذا شعر بِالْعِلَّةِ فيسكن عَنهُ مَعَ استفراغها مَا كَانَ بَدَأَ بِهِ من ذَلِك الوسواس ويستفيد بالإسهال معينا لاستفراغ الْخَلْط الْأسود وَكَانَ الدَّوَاء يفتح بواسيره أَيْضا فَيجْرِي مِنْهُ الدَّم الردى ليقال فِي أَن قوى النَّفس أقوى يجب مِنْهُ أَن يشرب الشَّرَاب بإعتدال عِنْد الماليخوليا وَلَا شَيْء افضل لَهُ مِنْهُ وَلَا علاج أبلغ فِي رفع الماليخوليا من الأشغال الاضطرارية الَّتِي فِيهَا مَنَافِع أَو مَخَافَة عَظِيمَة تملأ النَّفس وتشغلها جدا والأسفار والنقلة فَإِنِّي رَأَيْت الْفَرَاغ أعظم شَيْء فِي توليده والفكر فِيمَا
(1/59)
مضى وَكَانَ يكون وَيَنْبَغِي أَن يعالج هَذَا الدَّاء بالأشغال فَإِن لم يتهيأ فبالصيد وَالشطْرَنْج وَشرب الشَّرَاب والغناء والمباراة فِيهِ وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يَجْعَل للنَّفس شغلاً عَن الأفكار العميقة لِأَن النَّفس إِذا تفرغت تفكرت فِي الْأَشْيَاء العميقة الْبَعِيدَة وَإِذا فَكرت فِيهَا فَلم تقدر على بُلُوغ عللها حزنت واغتمت واتهمت عقلهَا فَإِذا زَاد وقوى فِيهَا هَذَا الْعرض كَانَ ماليخوليا وَقد برِئ غير وَاحِد مِنْهُم بهدم وَقع أَو بغرق أَو حرق أَو خوف من سُلْطَان ألف وكل هَذَا يدل على أَن النَّفس إِذا عرض لَهَا بَغْتَة أَمر اضطراري شغلها عَن الْعِنَايَة والفكر بِغَيْرِهِ لي الماليخوليا قد يكون والأخلاط جَيِّدَة وَلَا يحْتَاج إِلَى دوائه وَيكون ذَلِك من فكره فِي شَيْء مَا يدْفع وعلاج هَذَا النَّوْع يكون بِحل ذَلِك الْفِكر فَإِنَّهُ كَانَ رجل شكا إِلَيّ وسألني أَن أعَالجهُ من مرّة زعم سوداوية فَسَأَلته مَا يجد فَقَالَ أفكر فِي الله تَعَالَى من أَيْن جَاءَ وَكَيف ولد الْأَشْيَاء فَأَخْبَرته أَن هَذَا فكر يعم الْعُقَلَاء أجمع فبرأ)
من سَاعَته قد كَانَ اتهمَ عقله حَتَّى إِنَّه كَاد أَن يقصر فِيمَا يسْعَى فِيهِ من مَصَالِحه وَغير وَاحِد من هَؤُلَاءِ عالجته بِحل فكره.
الثَّالِثَة من السَّادِسَة من ابيذيميان أَصْحَاب المراقية يشتهون الْجِمَاع شَهْوَة دائمة ويعرض لَهُم إِذا استعملوه انتفاخ فِي الْبَطن خَاصَّة لمن اسن مِنْهُم وَإِنَّمَا تكْثر شهوتهم للجماع لِأَن الرِّيَاح تكْثر فيهم فِيمَا دون الشراسيف وَالْجِمَاع يُخَفف عَنْهُم ذَلِك قَالَ وَأَصْحَاب الماليخوليا لَا يخلون أَن يفزعوا من شَيْء مَا لِأَن هَذِه الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ الْفَزع من شَيْء مَا فَإِذا كَانَت خَفِيفَة خُفْيَة فزعوا من شَيْء أَو شَيْئَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَإِذا كَانَت ظَاهِرَة فزعوا من أَشْيَاء كَثِيرَة.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ الْجِمَاع يضر لصَاحب الوسواس السوداوي. قَالَ فِي الثَّامِنَة من السَّادِسَة أَصْحَاب الوسواس السوداوي قد يتقيئون خلطاً أسود فَرُبمَا خف بذلك عَنْهُم مرضهم وَرُبمَا لم يخف.
الْيَهُودِيّ قَالَ الماليخوليا إِذا خف بعقب لين الْبَطن وَخُرُوج الرِّيَاح والاستمراء التَّام فالعلة مراقية قَالَ وَمن كَانَ من أَصْحَاب الماليخوليا شَدِيد الْحزن فالفه فِي مجالسة النَّاس وَالشرَاب والغناء والأسفار الطَّوِيلَة والنقلة. الطَّبَرِيّ قَالَ الوسواس يكون من الْحر واليبس وَقد صدق فَإِن الماليخوليا لَيْسَ بوسواس بل إِنَّمَا هُوَ تفرغ وظنون كَاذِبَة.
اهرن قَالَ المراقية علامتها أَن يعرض لأصحابها نفخة إِذا طعموا وخاصة إِن كَانَ شَيْء بطى الهضم وجشاء حامض والتهاب فِي المراق وقراقر ووجع شَدِيد يبلغ من الْبَطن إِلَى بَين الْكَتِفَيْنِ وَلَا يسكن إِلَّا بعد الهضم ثمَّ يهيج إِذا طعموا أَيْضا.
(1/60)
وَقد يعرض أَيْضا ذَلِك أَحْيَانًا عِنْد خلاء الْبَطن وَالصَّوْم وَيكون مَا يتقيئوه بضرس من حموضة مَعَ حراقة ويعرض ذَلِك للصبيان فَكلما شبوايزيد ذَلِك بهم.
قَالَ ألف وينتفعون بِالطَّعَامِ الْبَارِد ويستريحون إِلَيْهِ قَالَ وَإِن طَال الْمقَام بأصحاب الماليخوليا فِي غم ووحشة أَو هول اخْتلطت عُقُولهمْ فَإِذا رَأَيْت الماليخوليا من غير هَذِه أَعْرَاض فَلَيْسَتْ مراقية فعالج الكاين من الدَّم فِي الْبدن كُله الْأسود بفصد الأكحل ثمَّ بإسهال السَّوْدَاء متوترا ثمَّ بالأغذية الجيدة الْخَلْط وَمَا كَانَ فِي الرَّأْس وَحده فبالسعوط والغرور والأطلية اللطيفة الحارة لي ينظر فِي ذَلِك والمراقية بالأغذية اللطيفة وجودة الهضم وَالْحمام وعالج جَمِيعهم بِالْحَدَثِ وَالسُّرُور والفرح وأطعمهم الزيرباجات واسقهم شرابًا لذيذا طيبا وَإِن فصدتهم فَلم تَرَ الدَّم أسود فَاعْلَم إِنَّه)
قد أَخْطَأت فِي حدسك بِأَن الدَّم كُله أسود فاقطعه مَكَانك وَإِن كَانَ أسود فَاسْتَكْثر من إِخْرَاجه وَأَصْحَاب المراقية فاسهلهم إِن كَانَت معدهم قَوِيَّة فِي مرّة وَاحِدَة والافغى مرار كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا وعالج الرَّأْس فِي الْعلَّة الْأُخْرَى بعد سَائِر العلاج بِمَا يُقَوي الرَّأْس لِئَلَّا يقبل مَا يصعد إِلَيْهِ من بخار الْبَطن واسقه سكنجبينا فَإِنَّهُ ينقي الْمعدة واحقنه إِن احْتَاجَ بالحقنة اللينة واسعطه بالطيب ليقوى رَأسه بِمثل هَذَا مسك جزؤ كافور نصف جزؤ زعفران وصبر جزؤ جزؤ سكر طبرزد جزؤين اسعطه بدانق بِلَبن جَارِيَة لي تَقْوِيَة الدِّمَاغ وَاجِب فِي هَذِه الْعلَّة إِلَّا الرَّابِعَة من النبض قَالَ فَلِأَن نبض الْعرق الْعَظِيم المستبطن بِعظم الصلب يظْهر فِي الموسوسين فِي بَعضهم عِنْد الهزال المفرط.
بولس قَالَ الماليخوليا إِمَّا لغَلَبَة السَّوْدَاء على الدِّمَاغ وَحده وَإِمَّا لِأَن الْبدن كُله سوداوي وَإِمَّا لِأَن الْبَطن ورمه حَار فِي الجداول قد طَال احتباسه فتصعد مِنْهُ بخارات سوداوية وَهَذِه الْعلَّة تسمى المراقية ويعمها كلهَا الْخَوْف وخبث النَّفس والأفكار الردية الْبَاطِلَة وَالْغَم الْبَاطِل وَرُبمَا كَانَ مَعَه ضحك وَقد يحدث فِي التَّدْبِير السوداوي المزاج واحتباس أَشْيَاء كَانَت تستفرغ فاستدل على الشراسيفى بِفساد الهضم والجشاء الحامض والثقل فِي الْبَطن والحرقة وانجذاب المراق إِلَى فَوق وتخفف هَذِه الْأَعْرَاض بجودة الهضم وتلين الْبَطن وَخُرُوج الرِّيَاح والقيء والجشاء فَإِذا لم يظْهر هَذَا وَلَا كَانَ الْبدن سوداويا فَإِن الْعلَّة فِي الدِّمَاغ مُفردا فعالج الَّذِي من الدِّمَاغ بانفراد بالإكثار من الْحمام وَالتَّدْبِير المولد للخلط الْجيد المرطب وَمَا يطيب النَّفس وَلَا يحْتَاج إِلَى علاج آخر غير الترطيب إِذا لم يكن مزمنا فَإِن كَانَ مزمنا فاسهل أَولا مَرَّات كَثِيرَة بِرِفْق واعطه بعد طبيخ الافسنتين ويتجرع عِنْد النّوم شَيْئا من الْخلّ الثقيف ويصطبغ بِهِ كثيرا والأجودان يكون فِيهِ عنصل أَو جعدة أَو زراوند لي ينظر فِيهِ إِذا كَانَ دم الْبدن كُله أسود فافصده أَولا ثمَّ أرحه ليقوى ثمَّ أسهله بالخربق
(1/61)
الْأسود أَو بقثاء الْحمار وَافْتَحْ أَفْوَاه البواسير إِن كَانَت بِهِ وإدرار الْبَوْل والعرق نَافِع لَهَا وَلَا ينظر فِيهِ وَإِذا كَانَ الوجع فِي الشراسيف فكمد تِلْكَ الْمَوَاضِع ونطلها بطبيخ السداب والشبت والافسنتين والفوتنج والفنجنكشت وَحب الْغَار فَإِن هَذِه تسكن الوجع وتحط النفخ والأجود أَن يصير فِي الضماد سعد أَيْضا وَاصل السوس وَشَجر مَرْيَم وتترك هَذِه الأضمدة زَمَانا طَويلا على هَذِه الْمَوَاضِع وَيكون الْمَرِيض قد يجوع وضع عَلَيْهِ المحاجم بالنَّار فَإِن كَانَ هُنَاكَ وجع وورم حَار فليستعمل الشَّرْط أَيْضا وعالج بالخردل وضع عَلَيْهِ الأضمدة المحللة القوية)
المحمرة فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ والبطن أَيْضا وَإِذا طَالَتْ هَذِه الْعلَّة فَاسْتعْمل الْقَيْء بالخربق وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن تدبيرهم وتدبير كل من بِهِ مرض سوداوي مَا يُولد خلطا جيدا ويرطب وَيمْنَعُونَ مِمَّا يُؤَكد السَّوْدَاء.
الْإِسْكَنْدَر الافروديسي قَالَ ليَدع أَصْحَاب السَّوْدَاء الكرنب والجرجير والخردل والثوم وَلُحُوم الْبَقر الغليظة واليابسة والحزيفة والحامضة وَالْملح يُولد مرّة وليلزموا اللَّهْو الدَّائِم وَاللَّذَّات وَالْحمام وَالصَّيْد واشغال الْفِكر والانتقال.
شَمْعُون قَالَ أَعْرَاض الماليخوليا الكآبة والحزن وَالْخَوْف والضجر وبغض النَّاس وَحب الْخلْوَة والضجر بِنَفسِهِ وبالناس قَالَ أدخلهُ الآبزن فِي بَيته لَا فِي الْحمام وأعطه الْأَطْعِمَة الرّطبَة الدسمة السريعة الهضم وأسهله سَوْدَاء وليسافر وينتقل فِي الْمنَازل وليجتمع مَعَ النَّاس على الشَّرَاب ابْن مَا سويه فِي كِتَابه فِي الماليخوليا قَالَ سُقُوط الشَّهْوَة فِي هَذِه الْعلَّة ردية لِأَنَّهَا تكون من اليبس وَقلة الْأكل تجفف جدا.
الثَّالِثَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ يسهل الْوُقُوع فِي الوسواس السوداوية لمن كَانَ حَار ألف الْقلب رطب الدِّمَاغ لِأَنَّهُ بِسَبَب حرارة الْقلب يكثر تولد السَّوْدَاء وبسبب رُطُوبَة الدِّمَاغ قبُوله لما يصعد إِلَيْهِ وتأثره عَنهُ.
المستعدون للماليخوليا أَصْحَاب اللثغة والحدة وخفة اللِّسَان وَكَثْرَة الطَّرب واللون المفرط الْحمرَة والأدمة وَكَثْرَة الشّعْر وخاصة فِي الصَّدْر وسواده وغلظه وسعة الْعُرُوق وَغلظ الشفتين لِأَن بعض هَذِه الدَّلَائِل تدل على رُطُوبَة الدِّمَاغ وَبَعضهَا على غَلَبَة الْخَلْط الْأسود.
أريباسوس قَالَ عالج الشراسيفى بالقيء والإسهال والجشاء والهضم الْجيد وَإِذا كَانَ التفزع وخبث النَّفس قَوِيا فَلم يتَبَيَّن فِي الْبَطن فَسَاد فالعلة فِي الدِّمَاغ ويعالج بإدمان الْحمام والأغذية المرطبة فَإِن كَانَت عسرة مزمنة فيقيئون بالافتيمون وَالصَّبْر تنقية جَيِّدَة متواترة فَإِن لم ينجع فبشحم الحنظل والخربق.
أغلوقن قَالَ الْعلَّة الَّتِي لَهَا تكْثر السَّوْدَاء فِي الْعُرُوق إِمَّا أَن يكون الكبد حارة يُولد دَمًا سخنا أسود وَإِمَّا أَن يكون الطحال لَا يجذب هَذَا الْفضل وَإِمَّا أَن تكون الأغذية تولد السَّوْدَاء.
(1/62)
الصُّحُف معجون عَجِيب للسوداء والسدر افتيمون بسفايج خَمْسَة خَمْسَة حِجَارَة أرمينية ثَلَاثَة دَرَاهِم أهليلج كابلى سَبْعَة دَرَاهِم غاريقون واسطو خودوس عشرَة عشرَة ملح هندي)
شَحم حنظل هليلج آملج حاشا خربق أسود ثَلَاثَة ثَلَاثَة تَرَبد عشرُون درهما يعجن بسكنجبين الْعَسَل.
روفس فِي كِتَابه للمرة السَّوْدَاء قَالَ الماليخوليا يجب أَن يدارك فِي ابْتِدَائه والأعسر علاجه من جِهَتَيْنِ من قبل تمكن الْخَلْط وَمن قبل عسر إِجَابَة العليل إِلَى الْقبُول وعلامة ابْتِدَائه أَن يعرض للْإنْسَان خوف وفزع وَظن ردى فِي شَيْء وَاحِد وَيكون سَائِر أَسبَابه لَا عِلّة بهَا مثل أوهامهم أَن مِنْهُم يخَاف الرَّعْد أَو يولع بِذكر الْمَوْت أَو بالاغتسال أَو يبغض طَعَاما أَو شرابًا أَو نوعا من الْحَيَوَان ويتوهم إِنَّه قد ابتلع حَيَّة أَو نَحْو ذَلِك فيدوم فيهم بعض هَذِه الْأَعْرَاض مُدَّة ثمَّ تقوى وَتظهر أَعْرَاض ماليخوليا كَامِلَة ويشتد على الْأَيَّام فَإِذا رَأَيْت شَيْئا مِنْهَا فبادر بالعلاج.
قَالَ فَإِذا عرضت فِي أبدان أَصْحَاب الماليخوليا قُرُوح دلّ ذَلِك على موت قريب وَهِي قُرُوح تظهر فِي الجنبين والصدر وَظَاهر الْبدن فَفِيهَا حرارة مؤلمة جدا قريبَة من الْجَمْر فِيمَا يعرض فِيهِ من الحكة وَغير ذَلِك ويعرض الماليخوليا للرِّجَال أَكثر مِمَّا يعرض للنِّسَاء غير أَنه إِذا عرض للنِّسَاء كَانَ مَا يتخيله الْحس وغمهن أقوى وَلَا يعرض للصبيان وَقد يعرض للغلمان فِي الندرة وللاحداث فإمَّا الكهول والمشايخ فبالاختصاص يعرض لَهُم وخاصة الْمَشَايِخ فَإِن الماليخوليا يكَاد أَن يكون عرضا لَازِما للشيخوخة لِأَن الْمَشَايِخ بالطبع ضيقو الصُّدُور قليلو الْفَرح سَيِّئَة أَخْلَاقهم هَمهمْ ردى ونفخهم فِي الْبَطن كثير وَهَذِه أَعْرَاض الماليخوليا وَأبْعد الْأَزْمِنَة من الماليخوليا الشتَاء لجودة الهضم فِيهِ ثمَّ الصَّيف لِأَنَّهُ يُطلق الْبَطن ويذيب الفضول فَأَما من لم يُطلق بَطْنه مِنْهُم فَإِنَّهُ يهيج عَلَيْهِ فِيهِ هيجانا عَظِيما شَدِيدا والموقعة فِي الماليخوليا الْإِكْثَار من الشَّرَاب وَترك الرياضة توقع فِي الماليخوليا لي هَذَا توقع فِي النَّوْع الشراسيفى فَأَما هَذَا التَّدْبِير فنافع للماليخوليا لِأَن الماليخوليا إِنَّمَا هُوَ يبس ويصلحه الْإِكْثَار من الدَّم الْجيد الرطب.
قَالَ وَقد يُوقع فِيهِ شدَّة الْفِكر والهم وَقد يعرض لبَعض هَؤُلَاءِ أَن يولعوا بالأحلام وبالأخبار عَمَّا يكون فيصيبون فِيهِ قَالَ وَإِذا عرض الماليخوليا رُبمَا خفى ابتداؤه الْأَعْلَى المهرة من الْأَطِبَّاء لِأَن الطَّبِيب الحاذق قد يُمَيّز خبث النَّفس والقنوط وَالْغَم الْعَارِض بِسَبَب آخر مِمَّا يعرض للنَّاس.
قَالَ وَمن العلامات الدَّالَّة على ابْتِدَاء الماليخوليا حب التفرد والتخلي من النَّاس على غير وَجه حَاجَة مَعْرُوفَة أَو عِلّة كَمَا يعرض للأصحاء لحبهم الْبَحْث والستر لِلْأَمْرِ الَّذِي يجب ستره وَقد يَنْبَغِي أَن يتفقد عَلامَة متداولة ويبادر بعلاجه لِأَنَّهُ فِي ابْتِدَائه أسهل مَا يكون ويعسر مَا يكون)
إِذا استحكم وَأول مَا يسْتَدلّ بِهِ عِلّة وُقُوع الْإِنْسَان فِي الماليخوليا أَن يسْرع الْغَضَب والحزن والفزع بِأَكْثَرَ من الْعَادة وَيُحب التفرد والتخلي فَإِن كَانَ مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء
(1/63)
بالصورة الَّتِي أصف فليقو ظَنك وَيكون لَا يفتح عَيْنَيْهِ فتحا جيدا كَأَن بِهِ خفشا وَتَكون أَعينهم ألف ثَابِتَة قَلِيلا وشفاههم غَلِيظَة اديم الألوان زعر الْأَبدَان صُدُورهمْ وَمَا يَلِيهِ عَظِيم ومادون ذَلِك من الْبَطن ضامر وحركتهم قَوِيَّة سريعة لَا يقدرُونَ على التمهل لألثغ دقاق الْأَصْوَات ألسنتهم سريعة الْحَرَكَة بالْكلَام قَالَ وَلَيْسَ يظْهر فِي كل هَؤُلَاءِ قيء وإسهال مَعَه كيموس أسود بل رُبمَا كَانَ الْأَكْثَر الظَّاهِر مِنْهُم البلغم فَإِن ظهر فِي الاستفراغ شَيْء أسود دلّ على غَلَبَة ذَلِك وكثرته فِي أبدانهم وخف مِنْهُم مرضهم قَلِيلا على أَن مِنْهُم من يخف مَرضه بِخُرُوج البلغم مِنْهُ أَكثر مِمَّا يخف بِخُرُوج الْخَلْط الْأسود وَظُهُور الْخَلْط الْأسود فيهم يكون إِمَّا بالقيء أَو البرَاز أَو الْبَوْل أَو قُرُوح فِي الْجَسَد أَو بهق أَو كلف أَو جرب أَو سيلان البواسير وَمَا أَكثر مَا يعرض الدوالي لَهُم وَالَّذين لَا يظْهر فيهم الْخَلْط الْأسود أعْسر علاجا على أَنه وَإِن كَانَ خُرُوج البلغم يخف عَنْهُم فَإِن الْغَالِب عَلَيْهِم الْخَلْط الْأسود فإليه يَنْبَغِي أَن يقْصد بالاستفراغ وَلَيْسَ من كَثْرَة السَّوْدَاء فِي الْبدن كَانَ الْغَالِب الماليخوليا وَلَكِن إِذا كَانَت منتشرة فِي الدَّم كُله كالبول الَّذِي لَا يرسب ثفله فَأَما إِذا كَانَت راسبة فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت كَثِيرَة لَا يكون مِنْهَا ذَلِك قَالَ فَأَما إِذا تميزت من الدَّم كَيفَ كَانَ إِلَى ظَاهر الْبدن كالحال فِي الجرب والبهق الْأسود أَو خرجت عَنهُ كالحال فِي الْبَوْل وَالْبرَاز الْأسود وعظيم الطحال والدوالي لم يكن لَهُ الماليخوليا.
لي لِأَن فِي حَال الانتشار يحْتَاج الدِّمَاغ إِلَى أَن يغتذي بِدَم أسود فِي حَال الْحِيَازَة عَنهُ وَلذَلِك قد يهيج الماليخوليا كثيرا فِي الرّبيع وَفِي أَصْحَاب الدِّمَاء السود لِأَن الرّبيع من شَأْنه أَن يثور الأخلاط ويغلي الدَّم كَمَا يغلي فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء الْعُيُون ويكدر حَتَّى يَرْمِي بِمَا أَسْفَلهَا إِلَى أَعْلَاهَا وكالحال فِي الْعصير الَّذِي يكون الَّذِي يكون حَال الدَّم فِي الرّبيع قَالَ وللدم أَيْضا أَوْقَات يتكدر فِيهَا شوايب كَمَا يغلي الْعُيُون فِي أَوْقَات مَعْلُومَة يكدر فِيهَا مَاؤُهَا وَيَرْمِي بِمَا فِي أَسْفَلهَا إِلَى فَوق وَمن دَلَائِل هَذَا الْمَرَض كَثْرَة الِاحْتِلَام والدوار ودوي الْأذن وَثقل الرَّأْس وَهَذِه تكون بِسَبَب الرّيح المتثور الَّذِي فِي السَّوْدَاء فَإِن كَانَ مَعهَا ريح كَمَا أَن مَعَ جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ريح وَلست أَعنِي الجامد لَكِن لن تبلغ من حرهَا أَن يلطف البخارات.)
قَالَ وشهوة الْجِمَاع فيهم أَيْضا دَلِيل على أَن فِي السَّوْدَاء ريحًا ألف كَثِيرَة وَأَصْحَاب الطبايع الفاضلة مستعدون لِأَن الطبايع الفاضلة سريعة الْحَرَكَة كَثِيرَة الْفِكر.
قَالَ وَالَّذين لَهُم الماليخوليا يحسن حَالهم ويخف بِإِطْلَاق الْبَطن والجشاء الْقَيْء لي هَذِه فِي الشراسيفية لَا فِي غَيرهَا وَلم يذكر روفس إِلَّا هَذَا الضَّرْب ولإني لأعجب من جالينوس كَيفَ لم العلاج أسهلهم بالأفتيمون وَالصَّبْر فَإِنَّهُمَا مَعًا يلين إسهالهما وينفعان الْمعدة ويحتاجون إِلَى ذَلِك لأَنهم سيئوا الهضم واعطهم كل يَوْم بعد النفض بهما شَيْئا قَلِيلا واعطهم كل يَوْم ثَلَاثِينَ درهما من عصارة الأفسنتين وَلَا تغب الإسهال عَنْهُم مَا ذكرت فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك لم يعرض لَهُم النفخ الْكثير وَلم تَجف طبايعهم وجاد هضمهم وأدر
(1/64)
بَوْلهمْ وَهَذَا أصلح مَا يكون لَهُم وليرتاضوا قَلِيلا ويأكلوا أغذية جَيِّدَة وأجود التَّعَب لَهُم الْمَشْي وَمن كَانَ مِنْهُم هضمه رديا فليستعمل الْحمام قبل الْغذَاء وَليكن الْغذَاء سريع الهضم بَعيدا من توليد النفخ ملينا للبطن ويسقوا شرابًا أَبيض باعتدال وليتجرعوا الْخلّ الثقيف عِنْد النّوم ويصتبغوا فِي أغذيتهم فَإِن ذَلِك يعين على جودة الهضم وخاصة إِذا كَانَ عنصليا وَإِن أمكن فليفصدوا وخاصة فِي ابْتِدَاء هَذَا السقم بعد ذَلِك إِذا تراجعت الْقُوَّة فانفض السَّوْدَاء بِقُوَّة بشحم الحنظل والخربق الْأسود وَلَا تدع اسْتِعْمَال الملينة للبطن فيهم كل يَوْم ليدوم لَهُم لين الْبَطن والأفتيمون أَنْفَع شَيْء فِي ذَلِك والفوتنج والأسارون وَمَاء الْجُبْن وإدامة الأفسنتين فَإِنَّهُ قد برأَ خلق كثير مِنْهُم بإدامته وَمِنْهُم ضَعِيف الْمعدة فَحِينَئِذٍ الْقَيْء الْبَتَّةَ واغذهم بالأغذية الملينة كخبز السميذ وَلحم الدَّجَاج وَالْجَرَاد والسمك الصغار وأعن لَهُم بتخصب أبدانهم إِذا سمنوا انتقلوا عَن أَخْلَاقهم الردية وبرؤا برأَ تَاما وَمن كَانَ مَعَهم يحْتَمل شرب الْخمر فَلَا يحْتَاج إِلَى علاج سواهُ فَإِن فِيهِ وَحده جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي علاج هَذِه الْعلَّة ويسئل عَن السَّبَب البادي وَالتَّدْبِير وضاده بالعلاج فَمن كَانَ وَقع فِيهِ من التحفظ ولطف التَّدْبِير فأوسع عَلَيْهِ بالضد واغب علاجهم مُدَّة ثمَّ عاوده فَإِنَّهُم رُبمَا خَرجُوا من الْعلَّة فِي الْمدَّة الَّتِي تغب فِيهَا عَن العلاج وإدمان العلاج يوهن الطبيعة وَظُهُور البهق فيهم عَلامَة قَوِيَّة على الصّلاح فِي الصَّدْر والبطن خَاصَّة وَالظّهْر وَكَذَلِكَ الجرب المتقرح وَعَلَيْك بإسخان شراسيفهم بالتكميد الدَّائِم ليجود هضمهم وَيذْهب نَفَخَهُمْ ونطلهم بالمياه المحللة للرياح بطبيخ الفوتنج والسداب فَإِن هَذِه تحلل النفخ وَتعين على الهضم وَلَكِن أطبخها بالزيت وامرخهم بِهِ وَإِن طبخت بِالْمَاءِ صُوفًا وَضعه على الْبَطن.)
وَإِن ضمدتهم بالبزور المقشية للرياح فَهُوَ جَائِز وَليكن ذَلِك بِاللَّيْلِ وتدهن أَيْضا الْبَطن بدهن السوسن واعن بِأَن يكون أبدا مدثرا مسخنا وضع عَلَيْهِ المحاجم إِن احتجت إِلَى ذَلِك لشدَّة النفخ وقوهم بالطيب وَإِذا منعت فِي العلاج فضع ضماد الْخَرْدَل على الْبَطن فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع ليستأصل الوجع أصلا وخاصة فِي أَوَاخِر عللهم وَعند إمارات الْبرد ينصب مَادَّة إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَإِنَّهُ كثير مَا يكون ذَلِك فيورثهم الفالج والصرع فَإِن ظَنَنْت شَيْئا فَعَلَيْك بتقوية الْموضع إِن كَانَ شريفا فَلَا توهم العليل إِن بِهِ ماليخوليا لَكِن أَنَّك إِنَّمَا تعالجه من سوء الهضم فَقَط وساعده على كثير من رَأْيه وألهه وفرحه واشغله عَن الْفِكر لي لَا يذكر هَذَا الرجل شَيْئا سوى المراقبة لي الَّذين يهيج بهم الماليخوليا فِي الرّبيع لَيْسَ فَسَاد فِي أدمغتهم لَكِن دم عروقهم سوداوي فتثور فِي ذَلِك الْآثَار حَتَّى يبلغ الدِّمَاغ.
سرافيون الماليخوليا وسواس بِلَا حمى فَهِيَ ثَلَاثَة أَصْنَاف إِمَّا ن يكون فِي الدِّمَاغ نَفسه خلط أسود وَإِمَّا أَن يكون الدَّم الَّذِي فِي الْبدن كُله اسود والمراقي وَهُوَ الَّذِي يحدث عَن فلغموني فِي جداول الكبد فَيصير الدَّم هُنَاكَ سوداويا ويرتفع مِنْهُ بخار سوداوي إِلَى
(1/65)
الرَّأْس وَاللَّازِم لهَذِهِ الْعلَّة الْخَوْف وَالْغَم والولوع لشَيْء مَا بإفراط ويكثرون النّظر فِي الأَرْض ويسود شُعُورهمْ وَإِن كَانُوا قد شابوا عَاد أسود لي هَذَا غَايَة مَا يكون من اليبس.
قَالَ والمراقية مَعهَا جشاء حامض وَكَثْرَة البزاق وقرقرة فِي الْبَطن ووجع بَين الْكَتِفَيْنِ وبراز بلغمي وانتفاخ المراق.
قَالَ ابدأ بفصد ألف الأكحل والصافن وخاصة فِي النِّسَاء وَمن احْتبسَ عَنهُ البواسير ثمَّ أرحه أَيَّامًا واغذه فِيهَا بلحوم الحملان والجدأ وَالطير وجنبه الباذنجان والكرنب والعدس والجبن الْعَتِيق وَلحم الْبَقر والمالح واغذهم بالمرطبة واسقهم شرابًا أَبيض فَإِن كَانَت هُنَاكَ حرارة كَثِيرَة فبسكنجبين سكري لي ينظر فِيهِ لِأَن الْخلّ مولد للسوداء إِذا أدمن قَالَ جذبه فِي الإسهال للسوداء إِن كَانَت حرارة بالمطبوخات وَإِلَّا مَاء الْحُبُوب تريحهم فِيمَا بَينهم وَيحسن تدبيرهم.
وَإِن كَانُوا نحفاء محرورين فاسقهم مَاء الْجُبْن والافتيمون والهليلج الْأسود فَإِن استفرغت السَّوْدَاء بِكَثْرَة فَخذ فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع الْقلب بعد أَن تعرف حَاله وَإِن كَانَ حاميا أعْطه السفوفات الَّتِي تُعْطى للخفقان الحارو بالضد واسقه مِثْقَال ترياق بِمَاء لِسَان الثور أَو دَوَاء الْمسك فَإِن لَهُ فعلا فِي هَذِه الْعلَّة بِمَاء الترنجان وَإِن حدث بهم سهر فَلَا تدع ترطيب الرَّأْس فَإِن)
لم ينجع علاجك فِي أول مرّة فارح العليل ثمَّ كرر عَلَيْهِ التَّدْبِير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث فَإِن هَذَا الْخَلْط عسر المواطاة للأدوية وَرطب الْبدن ووسع مسامه ثمَّ اسهل أَيْضا إِن شَاءَ الله تَعَالَى لي يَصح من كَلَام جالينوس فِي جَمِيع هَذِه الْمَوَاضِع إِنَّه يتوقى الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ ويميل إِلَى الترطيب وَلَا يحْتَاج فِي صِحَة هَذَا الرَّأْي إِلَى دَلِيل أعظم من أَنه قل مَا يعرض للنِّسَاء وَالصبيان والخصيان والباردي المزاج لي جملَة علاج الماليخوليا غير المراقية الفصد والإسهال الْمُتَوَاتر من السَّوْدَاء وتبريد الكبد خَاصَّة وتقوية الطحال على الجذب وَفتح أَفْوَاه البواسير وَلُزُوم الْحمام وَالشرَاب وَالنَّوْم وَأما الَّذِي فِي الدِّمَاغ خَاصَّة بِالشرابِ الْكثير المزاج وَالْمَاء العذب وترطيب الرَّأْس وتبريده.
المراقية فَأَما المراقية فالقيء وَالشرَاب وَالتَّدْبِير المقلل للسوداء توليدا أَو استفراغا لِئَلَّا يجد الطحال مَا يجذب وَيدْفَع بعد على الْمعدة وفصد الأسيلم ليَكُون الطحال مشتاقا إِلَى الجذب الاسكندر من مقَالَته فِي الماليخوليا قَالَ أسْرع بعلاج الماليخوليا فَإِنَّهُ إِن طَال بِسَبَب الدِّمَاغ سوء مزاج لابث يصير لَهُ شبه بِالْحَال الطبيعي لَا يبرؤ الْبَتَّةَ وَمَتى احتجت أَن تسهلهم فرطبهم أَولا بالأغذية والأشربة وَالْحمام أَيَّامًا ثمَّ ألف أسهلهم فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يواتيك فَإِن اكتفوا بِمَا أسهلت والافارحهم أَيَّامًا والزمهم الْغذَاء الرطب وَالْحمام الفاتر والدعة والسكون ثمَّ عاود الإسهال أَيْضا بأقوى من الأول وأسهلهم بايارج فيقرا والسقمونيا إِن كَانَت إمارات الْحَرَارَة والاحتراقات وَليكن أحد عشر سقموينا وَمن الايارج سِتَّة وَتِسْعين قيراطاً لي يَجْزِي ثلث هَذَا قَالَ وَإِيَّاك أَن تسهلهم بالايارجات الْكِبَار وبالقوية الاسخان فَإِن
(1/66)
هَذِه يؤديهم إِلَى غَايَة الْجُنُون لِأَنَّهُ يحرق دِمَاءَهُمْ ويخرجها إِلَى غَايَة اليبس والحدة وَاحْمَدْ الْوُجُوه فِي إسهال هَؤُلَاءِ بِمَا لَا يسخن ثمَّ أقصد بعقب الإسهال قصد الْغذَاء المرطب فَإِنِّي قد ابرأت خلقا مِنْهُم بِالتَّدْبِيرِ المرطب فَقَط.
وأبلغ الأغذية فِي ذَلِك كشك الشّعير ثمَّ السّمك الصخري والدجاج والخس والهندبأ وَالْخيَار وَالْعِنَب وَأما التِّين فَلَا يَأْكُلُونَهُ ويدع الْحَلْوَى كُله لي ينظر فِيهِ وَكَذَلِكَ الحريف والمالح كالمرى والخردل والجبن وَيَشْرَبُونَ خمرًا مائيا وَالْحمام العذب بَالغ النَّفْع لَهُم لِأَنَّهُ يعدل بَعضهم أخلاطهم ويستفرغ أَيْضا وَلَا ينصب على الرَّأْس مَاء حَار جدا بل فاتر ويمرخ الْبدن بعد الْحمام بالبنفسج ودهن المرد واغسل رَأسه بالخطمى ولعاب بذر قطونا وَإِن خرج من الْحمام عطشانا فاسقه)
ماءا قَلِيلا قَلِيلا واحتل لمن كَانَت بِهِ ظنون ردية فِي ازالتها بالْكلَام والحيل وتمثل صَاحب الْحَيَّة وَأَمْثَاله وَإِذا لم تكن إمارات حرارة كَثِيرَة وَكَانَت السَّوْدَاء ظَاهِرَة فأسهله بالافتيمون مَعَ مَاء الْجُبْن فِي الصَّيف وَفِي الشتَاء مَاء الْعَسَل قدر قوطولى وَمن الافتيمون اثْنَتَيْنِ وَسبعين قيراطا مَعَ مثله إيارج فيقرا ثمَّ أرحه أَيَّامًا ورطبه ثمَّ أعد عَلَيْهِ الإسهال فَإِن كفيت وَإِلَّا فَاسق إيارج فَإِنَّهُ يسهل السَّوْدَاء فَإِن لم تنجع هَذِه فَلَيْسَ إِلَّا الخربق وَالْحجر الأرمني.
والقدماء كَانُوا يستعملون الخربق وَأما أَنا فَإِنِّي أقدم الْحجر الأرمني على الخربق فَإِن فعله لَا يقصر عَلَيْهِ وَلَا خطر فِيهِ وَالْحجر الأرمني إِن غسل أسهل وَإِن لم يغسل قيأ مَعَ ذَلِك فاغسله مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة وَإِن أَحْبَبْت أَن لَا يقيء الْبَتَّةَ ويبلغ من قُوَّة فعله أَن أمره يبين على العليل فِي أَيَّام يسيرَة والشربة ثَلَاثِينَ قيراطا إِلَى سِتَّة وَثَلَاثِينَ قيراطا أقصاه فَإِن احتجت فعاوده فَإِنَّهُ لَا يسخن وَلَا لَهُ كَيْفيَّة ردية وَلَا بشاعة وَقد يخلط بِهِ إيارج وَأما أَنا فأركبه على هَذِه الْجِهَة إيارج فيقرا نصف أُوقِيَّة وَالْأُوقِية ألف ثَمَان مَثَاقِيل والمثقال خَمْسَة عشر قيراطا والقيراط أَربع شعيرات افتيمون نصف أُوقِيَّة غاريقون أَربع غراميات والغرامى سِتَّة قِيرَاط سقمونيا غراميا وَاحِدًا وَفِي نُسْخَة أُخْرَى نصف أُوقِيَّة قرنفل خمسين حَبَّة عددا حجر أرمني أَربع غراميات يعجن بشراب الْورْد والسفرجل أَو بِمَاء ورق الاترج الشربة من أَربع عشر غرامى إِلَى أَربع وَهُوَ يُقَوي الْمعدة مَعَ إِخْرَاج السَّوْدَاء.
قَالَ وَكثير من هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم من الإسهال تشنج أَكثر مِمَّا يعرض لسَائِر النَّاس لغَلَبَة اليبس عَلَيْهِم فَإِن حدث عَلَيْهِم شَيْء من ذَلِك فاقعدهم فِي المَاء الفاتر واسقهم مِنْهُ واعطهم خبْزًا منقعا فِي خمر ممزوج واسقهم رب الحصرم ممزوجا بِالْمَاءِ الْبَارِد القراح يعظم نفعهم لَهُم فِي هَذَا الْوَقْت ثمَّ ليناموا ثمَّ يدخلُوا الْحمام اللين ويغتذوا لما يخرجُوا.
قَالَ ووقهم الْخَرْدَل والثوم وَالْملح والكرنب والعدس والجرجير وَلُحُوم الْبَقر وَالْخبْز الخشكار والمرى وَالْأسود من الشَّرَاب ورد فِي الْحمام والأغذية الرّطبَة ومره بِالسَّفرِ والنقلة والإكثار من الإخوان والندماء وَالشرَاب وَالْعَسَل والشغل بالطرب وَكرر عَلَيْهِ العلاج
(1/67)
مرّة بعد مرّة وارحه فِي الْأَزْمِنَة المفرطة الطَّبْع حَتَّى يبرأ إِن شَاءَ الله تَعَالَى لي لم أر شَيْئا أشر فِي هَذِه الْعلَّة من الْوحدَة وَلذَلِك أرى أَن الَّذين يَجْلِسُونَ هَؤُلَاءِ وحدهم يسيئون وَلَا يَنْبَغِي أَن يجلسوا أَيْضا مَعَ أمثالهم بل يكون عِنْدهم نَاس عقلاء يكلمونهم بِالصَّوَابِ ويعرفونهم مَوَاضِع الخطاء فِي كَلَامهم.)
السَّابِعَة من آراء ابقراط قَالَ تغلب أَولا على الْبدن الْمرة الْحَمْرَاء الناصعة ثمَّ بعْدهَا الْمرة السَّوْدَاء.
الثَّالِثَة من البحران قَالَ إِن السَّوْدَاء إِنَّمَا يتَوَلَّد إِذا أفرطت الْحَرَارَة جدا والمراقية ينفى فِيهَا بِحَال الطحال أَو يوضع عَلَيْهِ محاجم لِئَلَّا يُرْسل شَيْئا إِلَى الْمعدة والأدوية المحمرة.
القهلمان قَالَ الصَّبْر جيد للماليخوليا وَحَدِيث النَّفس لِأَنَّهُ يسهل السَّوْدَاء لي مطبوخ جربناه يُؤْخَذ مشمش رَطْل اهليلج أسود وسنا وافتيمون عشْرين عشْرين خربق أسود خَمْسَة مرماخورعشرة حرمل عشرَة فاشرا عشرَة كَمَا شرم عشرَة يطْبخ بحطب الْكَرم حَتَّى يتهرى ويصفى ويسقى فَإِنَّهُ يسكن وينقى أخلاطا سوداوية وَإِن قصر فزده فِي الحرمل.
مَاء الْجُبْن يصلح أَن يسل بِهِ أصَاحب الماليخوليا لأَنهم لايحتملون الإسهال بدواء حاد قَالَ ألف والإسهال بالخربق الْأسود ينفع مِنْهُ.
اسحق قَالَ إِذا أحس الْإِنْسَان بفكر أَكثر مِمَّا عهد فاسقه افتيمونا بالكنجبين على قدر قوته إِذا كَانَ مَعَ الماليخوليا سهر وتوثب فبرد مَا أمكنك مَعَ الترطيب.
أَبُو جريج قد برأَ خلق كثير من الماليخوليا بالأفتيمون إِذا خلط بالافسنتين ويسقوه الافتيمون مُفردا الاقحوان ينفع أَصْحَاب السَّوْدَاء إِذا أكل أَو شرب يَابسا كَمَا يشرب الافتيمون أَربع درخميات مَعَ سكنجبين وملح الحاشا يقرب فعله من الافتيمون بذر البادروج ينفع إِذا سقى من يتَوَلَّد فِي بدنه سَوْدَاء والبادروج نَفسه ينفع.
بيديغورس قَالَ خَاصَّة البسفائج لإِخْرَاج السَّوْدَاء والماذريون واليتوعات تسهل السَّوْدَاء لحم الحملان خاصته النَّفْع من السَّوْدَاء الْخَرْدَل نَافِع من أدواء السَّوْدَاء وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء مرق الديك الْعَتِيق الْمَطْبُوخ باللبلاب. ابْن ماسويه القرطم والسلق والحاشا يصلح للربع وَبِالْجُمْلَةِ لمن يحْتَاج أَن ينقى من الْخَلْط الْأسود دَائِما.
حب لَهُ يخرج السَّوْدَاء الْخَاصَّة ويبرىء بقوته الْكَلْب والماليخوليا اهليلج أسود افتيمون مثقالين مثقالين ملح هندي نصف مِثْقَال بسفايج مِثْقَال حِجَارَة أرمينية مِثْقَال غاريقون مِثْقَال خربق أسود مِثْقَال الشربة مثقالين قَالَ الهليلج الكابلي نَافِع للسوداء.
بيديغورس قَالَ الكندس ينقى السَّوْدَاء روفس المَاء الفاتر جيد لأَصْحَاب السَّوْدَاء.
(1/68)
(الْبَاب الرَّابِع)
) (قوى الدِّمَاغ) (وَفِي ضَرَر القوى الثَّلَاث) من قوى النَّفس التخيل والفكر وَالْكر والمقوية لَهَا والضارة بهَا وبالدماغ وبالذهن وَفِي سوء مزاج الدِّمَاغ وجمل من أمره ونقصانه وزيادته وَمَا ينفع الذِّهْن وَالْعقل وَمَا يضربهما وَمَا يفْسد الرُّؤْيَا ويعين على صِحَّتهَا.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ كَانَ ارجيجانس يداوى ذهَاب الذّكر بغاية التسخين حَتَّى بالمحاجم ودواء الْخَرْدَل قَالَ إِذا تعطل الذّكر أَو ضعف فَفِي الدِّمَاغ سوء مزاج بَارِد وَيجب أَن يسخنه إِلَّا أَنه لَا يجب ضَرُورَة أَن يجفف أَو يرطب لَكِن ينظر إِلَى مَا تقدم من التَّدْبِير وَإِلَى مَا يسيل من الْأنف وَإِلَى النّوم فَإِن كَانَت زايدة يَبِسَتْ مَعَ ذَلِك وَإِن كَانَت نَاقِصَة رطبت وَإِن كَانَت معتدلة سخنت وَلم تجفف وَلم ترطب ألف فَإِنِّي أعرف رجلا من الفلاحين ورجلاً من الفلاسفة عرض لَهما نُقْصَان الذّكر وَكَانَ تَدْبِير كل وَاحِد مِنْهُمَا لطيفاً فِيمَا مضى وَكَانُوا الرَّابِعَة قَالَ جَمِيع أَنْوَاع اخْتِلَاط الْعقل ثَلَاثَة إِمَّا أَن يكون الْحس فَاسِدا والفهم صَحِيحا مثل من يرى على ثِيَابه تنينا يحْتَاج إِن لَهُ أَشْيَاء أمثل هَذَا النَّحْو لَا حَقِيقَة لَهَا ومعرفته بهَا صَحِيحَة وَمثل الرجل الَّذِي كَانَ يسمع فِي نَاحيَة بَيته زمارين لَا ينظرُونَ لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَإِمَّا أَن يكون الْحس صَحِيحا فيخيل الْأَشْيَاء على مَا هِيَ عَلَيْهِ والفكر فَاسد مثل الرجل الَّذِي رمى للبساط الصُّوف من السَّطْح وبجميع الْأَوَانِي إِلَى مَا كَانَت هُنَاكَ فَإِن هَذَا كَانَ تخيله صَحِيحا وَذَاكَ إِنَّه كَانَ يُسمى كل وَاحِد مِنْهُمَا باسمه ثمَّ يقْصد إِلَيْهِ إِلَّا أَنه كَانَ لم ينظر أَنه يفهم أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يرْمى بهَا إِلَى أَسْفَل لي وَجَمِيع من يخلط إِنَّمَا يخلط فِي تَخْلِيط الْكَلَام لَا فِي الْأَسْمَاء المفردة وَإِمَّا أَن يجتمعا لي هَذَا صَعب يستعان بالثالثة وجوامعها من الْأَعْضَاء الآلمة.
جَوَامِع الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ اسْتدلَّ على سوء المزاج الْحَار فِي الدِّمَاغ باختلاط الذِّهْن وعَلى سوء المزاج بتعطل الْأَفْعَال النفسية وَذَهَاب الْحس وَالْحَرَكَة وَيَنْبَغِي أَن يكون بذهاب الْحس وَالْحَرَكَة وعَلى يبوسته بالأرق وعَلى رطوبته
(1/69)
بالسبات وعَلى حره ويبسه باختلاط الْعقل مَعَ الأرق وعَلى برودته ورطوبته باختلاط الْعقل مَعَ نوم وعَلى برده ويبسه بتعطل الْحَرَكَة والسهر وَإِذا كَانَت هَذِه الْأَصْنَاف بِلَا مَادَّة لم يجر حِينَئِذٍ من الْأنف والحنك وَالْأُذن شَيْء وَإِذا كَانَ مَعَ)
مَادَّة جرى مِنْهَا حِينَئِذٍ أخلاط مرارية وَإِمَّا بلغمية.
قَالَ وتعطل الذّكر ونقصانه يكون دَائِما من الْبرد إِلَّا أَنه إِن كَانَ مَعَ سبات فمعه رُطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ ارق فمعه يبس.
الْمقَالة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ الْخمر ردىء للذهن.
من كناش بولس قَالَ الذِّهْن إِنَّمَا يشحذه ويقويه الْيَقَظَة وتلطيف التَّدْبِير لَا النّوم وملأ الْبَطن.
قَالَ وَقد أجمع النَّاس على إِنَّه لَا يتَوَلَّد عَن الْبدن الغليظ ذهن لطيف. الْعَادَات قَالَ من اعْتَادَ أَن يحْتَفظ قدر عَلَيْهِ أَكثر لِأَن ذَلِك ألف للذهن بِمَنْزِلَة الرياضة فَكَمَا أَن من اعْتَادَ أَن يروض بدنه هُوَ أقوى على الرياضة كَذَلِك من رَاض بعض قوى نَفسه أَي قُوَّة كَانَت على فعلهَا صَارَت أفضل فِي ذَلِك الْفِعْل.
من قوى النَّفس قَالَ الرُّطُوبَة تبلد النَّفس واليبس يشحذها وجدت إِنَّه لَيْسَ بخلط الْإِنْسَان عَن رُتْبَة الْمَلَائِكَة فِي الْفَهم إِلَّا الرُّطُوبَة لِأَن النَّفس ارتبطت بجوهر رطب قَالَ وَالدَّم الْكثير الغليظ الْكثير الْحَرَارَة يفعل الْقُوَّة وَالْجَلد أَكثر وَالدَّم الْأَكْثَر لطافة الْأَكْثَر برودة يفعل الْحس والفهم أَكثر لي ينظر فِيهِ قَالَ وَقلة الدَّم أعون على الْفَهم وَلذَلِك صَارَت الْحَيَوَان الَّتِي لَا دِمَاء لَهَا أفهم مِمَّا هُوَ على خلاف ذَاك وأفضلها كلهَا مَا كَانَ حَار الدَّم لطيفه صَافِيَة فَإِن هَذَا أفضل فِي الْفَهم لي كَانَ هَاهُنَا مناقصة فَانْظُر قَالَ وَالْحَيَوَان الَّذِي دَمه أرق والطف أسْرع حسا.
طيماوس الْمقَالة الأولى قَالَ إِنَّمَا أمرت الْأَطِبَّاء بِتَقْدِير الْغذَاء لِئَلَّا يكثر الدَّم فِي الْبدن لِأَن كَثْرَة الرطوبات فِي الْبدن تذْهب الْفَهم ويستدل على ذَلِك مرَارًا كَثِيرَة إِن من كثرت رطوبته كسل وبلد وَيكثر نَومه وهاجت بِهِ الْأَمْرَاض إِلَى أَن يفقد مَعهَا حس الذِّهْن وَإِذا رطب الدِّمَاغ ذهب الذِّهْن كالحال عِنْد السكر لي اليبس أبدا يَجْعَل النَّفس أَشد حركات وأسرع وَمَا يجده فِيمَن يغلب عَلَيْهِ اليبس إِنَّمَا هِيَ حركات قد جَاوَزت مِقْدَار سرعتها الْحَال الطبيعية للنَّاس فإمَّا أَن يكون اليبس مضرا بالذهن نَفسه فَلَا بل هُوَ زايد فِيهِ أبدا لَكِن أَفعَال النَّفس عندنَا بِحَدّ لَا يزِيد يُجَاوِزهُ اليبس الْغَالِب يجوز بهَا ذَلِك الْحَد ضربا يحْتَاج إِلَى أَن يعالج مِنْهُ إِذا فرط.
السَّادِس عشر من الْعِلَل والأعراض قَالَ سوء المزاج الْحَار الْمُفْرد فِي الدِّمَاغ
(1/70)
يحدث وسواسا فَإِن كَانَ مَعَ يبس حدث مَعَ ذَلِك سهر فَإِن السهر خَاص باليبس وَالنَّوْم بالرطوبة وَأما برودة الدِّمَاغ مُفْردَة فَإِنَّهُ يحدث البلادة فَإِن كَانَ مَعَ رُطُوبَة أحدث سباتا ثقيلاً والمزاج الْحَار الرطب يحدث)
سهرا مُخْتَلفا بالوسواس والسبات وَأما سوء المزاج الْبَارِد الْيَابِس فَإِنَّهُ يحدث عَنهُ عدم الْبدن للحركة وَأَن يبْقى شاخصا وَهُوَ قاطوخس.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة من ابيذيميا ألف قَالَ الْعِلَل الَّتِي تضعف فِيهَا الْفِكر وَالذكر ينفع مِنْهَا أَن يبصر العليل وَأَن يسمع مَا يغمه شَدِيدا أَو يلجأ إِلَى الْفِكر فِيهِ وَيصير ذَلِك سَببا لمراجعة الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ الافتيمون والمر والميعة السائلة والزعفران ضارة للدماغ يحدث فِي الرَّأْس ثقلا وَحَالَة شَبيهَة بالسكر وَكَذَلِكَ كلما أورث بعقب أكله من الأغذية سدرا وثقلا فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ ردى للدماغ والأشياء الضارة لفم الْمعدة تضر الدِّمَاغ بالمشاركة.
الْيَهُودِيّ قَالَ مِمَّا جربت إِنَّه لَيْسَ شَيْء خير لاختلاط الْعقل والأمراض الْبَارِدَة فِي الدِّمَاغ جملَة من أَن يعْطى العليل كل يَوْم دانقا من الثبادريطوس غدْوَة وَمثله عَشِيَّة ثَلَاثُونَ يَوْمًا فَإِنَّهُ يبرؤه الْبَتَّةَ ونفعه من الفالج أَيْضا أَي نفع.
الطبرى قَالَ قد يكون ضروب من ذهَاب الْحِفْظ عَن اليبوسة إِلَّا أَن أَكْثَره يكون عَن الرُّطُوبَة وينفع للْحِفْظ أَن يُؤْخَذ ثَلَاثِينَ كندر وَعشرَة دَرَاهِم فلفل فيدقان وَيشْرب مِنْهُ على الرِّيق كل يَوْم مِثْقَالا إِلَى مثقالين أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ يُؤْخَذ وَج فيغمز بِسمن الْبَقر ويدفن فِي الشّعير أَرْبَعُونَ يَوْمًا يصب عَلَيْهِ غمرة عسل يدْفن أَيْضا فِي الشّعير عشْرين يَوْمًا ثمَّ يُؤْكَل مِنْهُ كل يَوْم قِطْعَة فَإِنَّهُ عَجِيب لذهاب الخفظ لي يَنْبَغِي أَن يُؤْكَل وَج مربى بالعسل بِلَا سمن وينفع للْحِفْظ غَايَة النَّفْع هَذَا المعجون لي يُؤْخَذ كندر وزن خمسين درهما فلفل عشرَة دَرَاهِم وَج عشرَة دَرَاهِم سعد عشرُون درهما اهليلج أسود زنجبيل عشرُون عشرُون درهما عسل البلادر عشرَة دَرَاهِم عسل مثل الْجَمِيع.
شرك الْبرد يصحح الذِّهْن ويطيب النَّفس. اهرن عالج من ذهَاب الذِّهْن خَاصَّة والسهر وَالنِّسْيَان يالبلادرى خَاصَّة وبالغراغر الجالية للبلغم فَإِن عتق هَذَا الدَّاء أَعنِي ذهَاب الذّكر فاكوه فِي الأخدعين والقفا وَمَا كَانَ من ضروب فَسَاد الدِّمَاغ مَعَ مَادَّة فاستفرغ تِلْكَ الْمَادَّة وَمَا كَانَ بِلَا مَادَّة فقابلها بالضد لي قد تحدث علل فِي الدِّمَاغ من أجل نُقْصَان كميته وَلذَلِك تنقص عقول الهرماء لِأَن الدِّمَاغ والمخ ناقصين وأوفر الأدمغة الْحَيَوَان الْقَرِيب الْولادَة.
وعلامة الْعِلَل الْحَادِثَة ألف عَن نُقْصَان الدِّمَاغ مَعهَا دَلَائِل سوء المزاج وَيكون الْعقل مَسْرُورا كالحال فِي الْمَشَايِخ الهرماء.
(1/71)
وَمِمَّا يقلل الدِّمَاغ ومخ الْعِظَام التَّعَب وَالتَّدْبِير الملطف فِي الأغذية)
الملطفة والباه والسهر وَمِمَّا يزِيد فِيهِ أضداد هَذِه والاستحمام وَأكل اللبوب بالسكر والفالوذج وَنَحْوه من الأغذية اللذيذة الْكَثِيرَة الْغذَاء والبندق واللوز خَاصَّة إِذا أكلا بالسكر.
ابْن ماسويه فِي كِتَابه الموسوم بالأدوية المنقية قَالَ ينفع من النسْيَان أكل الْخَرْدَل وطلاء مُؤخر الرَّأْس بِهِ مَعَ الجندبيدستر قَالَ وَأكل البصل إِذا أَكثر وأدمن يفْسد الْعقل وَيُورث النسْيَان وَقَالَ الزم لصَاحب النسْيَان الانقرويا كل يَوْم درهما بِمَاء حَار على الرِّيق وَاجعَل غذاءه لُحُوم الطير الْيَابِسَة الْخَفِيفَة قَليلَة السّمن كالعصافير والشفانين والقنابر والطيهوج وَشَرَابه مَاء الْعَسَل.
ابْن سرابيون قَالَ إِذا فسد مزاج الْبَطن الْمُؤخر من الدِّمَاغ فسد الْحِفْظ فَإِن فسد من الرُّطُوبَة كَانَ مَعَه سبات ونوم كثير وسيلان من الْأنف والفم وبالضد فَإِن فسد من الرُّطُوبَة فَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ الملطف وَالْقعُود فِي مَوضِع مضيء ليكْثر التَّحَلُّل لي يَنْبَغِي أَن يكون موضعا يَابسا وأسهلهم بإيارج والشحم مَعَ جندبادستر واسطوخودوس وَنَحْوهَا ثمَّ بعد الْإِكْثَار من الاستفراغ أعطهم الانقرويا وأدلك الرَّأْس حَتَّى يحمر الْوَجْه والثافسيا والجندبادستر والافربيون وأدلكه بِزَيْت عَتيق ونطرون وَاسْتعْمل الْغرُور فِي الْحلق وشمهم الْمسك والجوزبوا والمرزنجوش وَإِذا كَانَ فَاسد الذّكر من الْبرد واليبس فأدلك الرَّأْس بدهن خيرى ودهن سوسن واسقهم شرابًا وينطل وَاجعَل أغذيتهم مرطبة مَعَ اسخان واسقهم الْخمر وَأكْثر نطل الرَّأْس بالمسخنات المرطبات.
من الْمسَائِل الطبية لارسطاطاليس قَالَ الْإِنْسَان أَكثر فهما من الْحَيَوَان لِأَن روحه ألطف لي يكون روحه ألطف لِأَن دَمه ألطف.
الْمُفْردَات الْمضرَّة بالذهن والنافعة لَهُ الكزبرة قَالَ إِن الْإِكْثَار مِنْهُمَا يخلط الذِّهْن فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تجتنب الْإِكْثَار والإدمان لَهَا قَالَ الكندر إِذا شرب خير للأصحاء والباقلا يعرض لمن أكله أَحْلَام ردية وَكَذَلِكَ من العدس والكرنب وَكَذَلِكَ الكراث واللوبيا والبصل من أَكثر مِنْهُ أَلْقَاهُ ألف فِي ليثرغس.
فوبوس فِي كتاب الفلاحة الباقلا يوهن الْفِكر وَيمْنَع الرُّؤْيَا الصادقة لِأَنَّهُ يُولد رياحا كَثِيرَة.
ابْن ماسويه قَالَ الزَّعْفَرَان ردى للذهن والإكثار مِنْهُ يحرق الدَّم والكندر يحرق الدَّم وَهُوَ جيد للْحِفْظ والفجل يلطف الْحَواس إِذا أكل.
ماسرجويه ايور دَوَاء فَارسي يذكي الذِّهْن وَالْعقل وَيعرف بِهَذَا الِاسْم اقدر وَهُوَ دَوَاء كرماني خاصيته تذكية الذِّهْن.)
(1/72)
الخوز وَابْن ماسويه وَأَبُو جريج والفهلمان وَابْن ماسه البلادر خاصيته إذهاب النسْيَان وَيخَاف على شَاربه من الوسواس وَرُبمَا أورث البرص والجذام وَالْقدر مِنْهُ نصف دِرْهَم.
الخوز قَالَت لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الْعقل.
شرك الهليج الْأسود يزِيد فِي الذِّهْن وَالْحِفْظ وَيُقَوِّي الْحَواس وَيذْهب السهر وغروب الذِّهْن.
ابْن ماسويه الزنجبيل جيد للْحِفْظ. أَبُو جريج قَالَ أَن ألْقى كل يَوْم من الكندر مِثْقَال فِي المَاء وَشرب كل يَوْم زَاد فِي الْحِفْظ والذهن وأذهب بِكَثْرَة النسْيَان غير أَنه يحرق وَيحدث صداعا وَيحرق الدَّم.
ماسويه الكندر يزِيد فِي الذِّهْن ويزكيه.
سدهسار قَالَ الزنجبيل يشحذ الذِّهْن.
ابْن ماسويه قَالَ السعد يزِيد فِي الْعقل.
روفس نشارة العاج يزِيد فِي حفظ الصِّحَّة.
جالينوس قَالَ الشَّرَاب إِذا أَكثر مِنْهُ أفسد الْفِكر وَجعله بليدا قَلِيلا كدرا.
ابْن البطريق فِي كِتَابه فِي السمُوم إِن شرب من عسل البلادر نصف دِرْهَم أصلح الْحِفْظ وَإِن أَخذ مِنْهُ مثقالان قتل.
من قَول روفس فِي حفظ النسْيَان الْكَائِن من صِحَة الْبدن يدل على الصرع والسكات فَيَنْبَغِي أَن يسخنوا ويلطخوا الرَّأْس ويسقوا أَمَامه مَاء الْعَسَل هُوَ يُفِيد جودة الهضم وَالسكر والامتلاء وهبوب الرّيح الجنوبية كلما ازدادت ردى لذَلِك والمزاج الْيَابِس وَأصْلح فِي الْحِفْظ وَلَيْسَ الْبَارِد بموافق فَيَنْبَغِي أَن يمال مزاج تُرِيدُ تذكيته إِلَى الْحر واليبس على تدريج وَلَا تفرط فيمرضه وَلَا يَنْبَغِي أَن يخَاف على الرُّطُوبَة وَلَكِن بِقدر مَا ينقص فضولها لِأَن الرُّطُوبَة إِذا خف غلبها.
وَقلت فِي الْبدن تبع ذَلِك برد المزاج وَهُوَ غير مُوَافق فِي الذّكر وَالصبيان وَإِن كَانَ مزاجهم رطبا فيعينهم على جودة ألف الْحِفْظ خلال الْفِكر من الِانْتِقَال والإمعان فِي الرَّأْس لِأَن الإمعان فِي الدراسة يُخَفف رطوبتهم من أمزجتهم على أَن حفظهم لَيْسَ بِثَابِت كحفظ الرِّجَال وَلَا يَنْبَغِي أَن يروض من تُرِيدُ تذكيته رياضة قَوِيَّة وَلَا رياضة بتعب الرَّأْس لِأَن الْقُوَّة تَدْعُو إِلَى الاستكثار من الطَّعَام والغذاء الْكثير مَا يتَحَلَّل من الْبدن وَالْأُخْرَى تحدث الرطوبات وتجرى إِلَى الرَّأْس وَالْمَشْي صَالح لَهُ وتحريك الْيَدَيْنِ وَنَحْوه وَكَثْرَة الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ الْحَار كَانَ أَو بالبارد غير مُوَافق وَذَلِكَ أَن)
الْبَارِد يخدر الْبدن ويضر بالحواس والحار يُرْخِي العصب ويوهن
(1/73)
الذّكر وَيُوَافِقهُ فِي الْجُمْلَة التَّدْبِير الملطف وَأَن يكون إِذا املأ تقيأه وخفف الْغذَاء بعده بيومين وَيتْرك الأغذية المنومة كالخس والخشخاش وَالَّذِي يرتقى مِنْهَا بخار كثير كالثوم والبصل والكرنب إِلَّا الْقَلِيل من هَذِه وَشرب الشَّرَاب باعتدال أصلح من المَاء لِأَن الشَّرَاب باعتدال يطيب النَّفس ويجلب إِلَيْهَا الْحَرَكَة ويجعلها حَسَنَة الْحَرَكَة وَالذكر ويسرع صَاحبه إِلَى فهم الْأَشْيَاء والتذكير بعد النسْيَان فَأَما شرب المَاء فردى لِأَنَّهُ يبرد ويرطب وَذَلِكَ مِمَّا يكثر النسْيَان وَلَا يكثر نوم النَّهَار خَاصَّة مَعَ تملى الْبَطن وَبِالْجُمْلَةِ كَثْرَة النّوم ردى فِي ذَلِك لِأَنَّهُ يثقل ويكسل والإفراط فِي السهر وَالْجِمَاع ينسيان ويحللان الْفِكر الثَّابِت واعتياد الدَّرْس نعم العون على ذَلِك فَإِنَّهُ يعود إِلَى النَّفس التَّذَكُّر ونشارة العاج إِذا شربت تعين على الْحِفْظ والإسهال وقثاء الْحمار والغرور والعطوس الحادة للبلغم.
(1/74)
(الْبَاب الْخَامِس)
(فِيمَا ينقى الرَّأْس) (بالعطوس والسعوط والشموم) وَيفتح سدد الدِّمَاغ وَمَنَافع العطاس والطبيخات الَّتِي يكب عَلَيْهَا وَمَا يخرج الأخلاط الغيظة مِنْهَا وتنقيه من مشاميه وَمَا يقطع كَثْرَة العطاس وَمَا ينقى الرَّأْس بالغرور المضوغ وجلب الدُّمُوع وينقى الْجَسَد وَاللِّسَان يجففه الغراغر والمضوغات وَنَحْوهَا ومنافعها وجمل الْعِلَل الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ.
أَبُو غالس إِذا اسعط بعصارته نقى الرَّأْس فِيمَا ذكر وَمن البلغم عصارة أَي غالس ينقى الدِّمَاغ من المنخرين.
قَالَ بديغورس حب البلسان ينقى الرَّأْس مَاء البصل إِذا اسعط بِهِ ينقى الرَّأْس الجندبادستر الكندس أصل الكرفس الْبري إِذا دق بعد يبسه وشم عصارة الكرنب ينقى الرَّأْس إِن استعط بهَا مَادَّة أصل الكبيكج إِذا جفف وسحق وشم عطس كَمَا يفعل كل الْأَدْوِيَة القوية ألف الأسخان.
مَعَ اللبلاب إِذا اسعط ينقى الرَّأْس. جالينوس الماميران إِذا استعط بعصارته نفض من المنخرين)
فضل الدِّمَاغ لِأَنَّهُ حَار جدا. جالينوس الايرسا ينقى الرَّأْس بالعطاس إِذا شم وأنعم دقه عصارة السلق ينقى الرَّأْس إِذا اسعط بهَا مَعَ الْعَسَل.
وَقَالَ حنين مَاء السلق إِن استعط بِهِ نفض فضل الدِّمَاغ من المنخرين.
قَالَ ابْن ماسويه إِن سعط بِهِ ينقى الرَّأْس من الرُّطُوبَة الغليظة. الفلنجمشك يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ.
ابْن ماسويه بخور مَرْيَم يخلط بِعَسَل ويسعط بِهِ لتنقية الرَّأْس وَقَالَ جالينوس عصارة بخور مَرْيَم ينقى الدِّمَاغ إِذا سعط القلقند إِن حل بِالْمَاءِ وقطر من الْأنف نقى الرَّأْس من المنخرين.
عصارة قثاء الْحمار إِن لطخ بِهِ المناخر مَعَ لبن افرغ فضولا كَثِيرَة.
بولس عصارة السماق الْبري والبستاني ينقى الرَّأْس إِذا سعط بِهِ قَالَ عصارته تنقى الدِّمَاغ لِأَنَّهُ جاذب.
(1/75)
الْخَرْدَل إِن دق وشم عطس ونقى الرَّأْس وعصارة الخيرى ينفع الرَّأْس إِذا سعط بِهِ قَالَ ابْن ماسويه عصارة الخيرى يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الرَّأْس وينقى الرَّأْس إِذا سعط بِهِ الخربق الْأَبْيَض يهيج العطاس.
قَالَ ابْن ماسويه الكندس إِذا شم واستنشق نقى الدِّمَاغ وَكَذَلِكَ يفعل الفلفل وَالدَّار فلفل والخردل وَالصَّبْر إِذا سحق وشم فعل ذَلِك وشحم الحنظل كَذَلِك وَمَاء السلق إِن اسعط بِهِ بعد أَن يعصر وَمَاء البصل إِذا شم أَو قطر فِي الْأنف شَيْء قَلِيل وطبيخ الكمون والكمون نَفسه إِذا شم واستنشق وَمَاء الفوتنج الْجبلي إِن استعط بِهِ وَمَاء قثاء الْحمار ودهن الْغَار إِذا استنشق بهما ودهن السوسن ودهن اللوز المر والبورق والحرف ودهن الأنجرة والخربق الْأسود والسوسن والفربيون وَمَاء الفوتنج النَّهْرِي وَمَاء النعنع وجندبادستر إِذا شم أَو اسعط نقى الدِّمَاغ وَيخرج الأخلاط الغليظة اللزجة مِنْهُ.
لي عطوس ينفع من امْتَلَأَ الرَّأْس والسدر ويخفف الدِّمَاغ وينفض الرِّيَاح فيقرا دِرْهَمَانِ كندس نصف شَحم حنظل مِثْقَال شونيز مِثْقَال مرَارَة كركى دانق مسك وكافور دانق مرزنجوش يَابِس دِرْهَم ينْفخ مِنْهُ فِي الْأنف وَمن أدوية السعوط الماميران والعدس والمر والمرارات والصموغ والحبوب والأدهان الحارة ألف أَو الْبَارِدَة على قدر الْحَاجة وَمَاء الشابانك وَمِمَّا ينقى الدِّمَاغ لبن اليتوع وَمَاء السلق والكندس وَالْكبر وَيدخل فِي الأسعطة افيون وفربيون)
عطوس نَافِع من اللقوة والفالج والسكتة والصرع وينقي الدِّمَاغ. من تذكرة عَبدُوس كندس وفلفل وجندبادستر وسداب بَرى وحرمل وصبر وشونيز ينخل وينفخ مِنْهُ فِي الْأنف.
آخر نَافِع من ثقل الرَّأْس البلغمى وَالرِّيح وشحم حنظم فلفل كندس اسطوخودوس جندبادستر وَهُوَ قوي أَيْضا لللقوة واوالاسترخاء وَالرِّيح وَثقل الرَّأْس فلفل دَار فلفل كندس زنجبيل وورق السداب وعاقرقرحا وميويزج وصبر وجندبادستر وصعتر فَارسي ينفخفي الْأنف الْكَمَال والتمام نفوخ نَافِع للقوة والفالج والسكتة والسهر والصرع عَجِيب جدا قوى يُؤْخَذ فلفل وجندبادستر وسداب يَابِس وصبر وخردل وشونيز بِالسَّوِيَّةِ وكندس مثلهَا ينعم سحقها وينفخ مِنْهُ شَيْء قَلِيل فِي الْأنف فَإِنَّهُ قوي عَجِيب.
الْعِلَل والأعراض العطاس ينقى الصَّدْر والدماغ والمنخرين والعطاس الطبيعي يستفرغ البخار من الدِّمَاغ والفضول
(1/76)
حب نَافِع للقوة والفالج والصرع وَجَمِيع الأدواء الْبَارِدَة والسدر والرياح فِي الرَّأْس يسعط مِنْهُ قدر فلفلة بِمَاء المرزنجوش ودهن بنفسج قَلِيل كندس وحبة سَوْدَاء جُزْء جُزْء مر وصبر من كل وَاحِد نصف جُزْء صمغ السداب ومرارة الكركى وجاوشير وجندبادستر من كل وَاحِد نصف من آلَة الشم قَالَ جالينوس العطاس يُخَفف ثقل الرَّأْس الْعَارِض من بخارات غَلِيظَة قَالَ وَكثير من علل الرَّأْس بِمَنْزِلَة السهر وَالْإِغْمَاء أَكثر شفائها بالعطاس والمعطسة.
الْيَهُودِيّ مَتى أصَاب الرَّأْس حر من السعوط فاسعطه بدهن بنفسج وَلبن وضع على رَأسه خل خمر وَبَيَاض الْبيض وخطمى.
كبوب حَار مرزنجوش نمام ورق الْغَار ورق الاترج شيح سعد يطْبخ ويكب عَلَيْهِ.
من جورجس من كتاب الأخلاط قَالَ يُمكن أَن يستفرغ الأخلاط من الرَّأْس بالمشط والدثور والطلى بالأدوية الحارة قَالَ والعطاس يسكن مَتى احْتمل الْإِنْسَان أَن يرد فَلم يعطس جهده.
بختيشوع ورق البادروج إِن جعل فِي الْأنف أَو قطر مِنْهُ عصارته واسعط بِهِ قطع العطاس المفرط وَإِذا كبس الْعُنُق وسد المنخرين انْقَطع العطاس المر إِن سعط بدانق مِنْهُ جلى الدِّمَاغ وَأخرج عَنهُ الأرياح الغليظة.
عطوس من اخْتِيَار حنين يُؤْخَذ كندس وقصب الذريرة وبزر الْورْد بالسئوية يسْتَعْمل هَذَا.)
عطوس جيد جدا كندس جزؤ وبزر ورد جزآن إِذا كَانَت حِدة وحرارة أَو خُذ بزر الْورْد وقصب الذريرة.
سعوط ينقى الرَّأْس جيد جدا كناش الشَّاهِد بإصلاحي شَحم الحنظل اسطوخودوس قَالَ ابْن ماسويه إِن سعط بالبادروج قطع كَثْرَة العطاس.
قَالَ وصمغ أبي غليس إِذا تغرغر بِمَائِهَا الَّذِي يعتصر مِنْهَا نقى الرَّأْس من البلغم عصارة الكرنب محلّة للبلغم إِذا تغرغر بِمَائِهَا مَعَ سكنجبين.
ابْن ماسويه قشور اصل الْكبر إِذا مضغ جلب البلغم من الْفَم جدا وَكَذَلِكَ ثمره جالينوس قَالَ قشر اصل الْكبر يجلب البلغم مضغ أَو تغرغر بطبيخه الكندس إِذا مضغ أخرج كثيرا اصل السوسن الاسمانجوني يجلب الدُّمُوع.
(1/77)
العاقر قرحا يجلب البلغم إِذا مضغ والفلفل إِذا مضغ مَعَ الزَّبِيب قلع البلغم.
السماق الْبري إِذا مضغ جلب البلغم قَالَ جالينوس يفعل ذَلِك لِأَنَّهُ حَار رطب جاذب الْخَرْدَل يقْلع البلغم إِذا مضغ وَإِن تغرغربه مَعَ سكنجيين جلب بلغما كثيرا.
قَالَ ابْن ماسويه اصل الأذخر والمصطكى والميويزج وَهُوَ حب الراسن وَهُوَ زبيب الْجَبَل والفلفل الْأسود والأبيض وبزر الانجرة والخردل والبورق الأرمني وشحم الحنظل وعاقرقرحا هَذِه جَمِيعهَا إِذا تغرغربها بالسكنجبين العسلي نَفَعت اللهوات وأخرجت الرطوبات اللزجة من الْفَم وَكَذَلِكَ يفعل مَاء النعنع إِذا تمضمض بِهِ وَمَاء الافسنتين مَعَ سكنجبين الْعَسَل أصُول السوس إِذا مضغ مَعَ المصطكى والميويزج وعلك الأنباط وَكَذَلِكَ الزوفا الْيَابِس والقاقلة الْكِبَار وَالصغَار وَالْملح الاندراني والنوشادر والجاوشير وَحب البلسان والحلتيت هَذِه كلهَا إِذا مضغت أَو لطخ بهَا الحنك أخرجت مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة اللزجة.
مَجْهُول يتغرغر بِهِ فَينزل البلغم إيارج فيقرا والعاقرقرحا والخردل والميويزج والفلفل وَالدَّار فلفل والزنجبيل والخربق الْأَبْيَض وَنَحْوهَا والغرور جيد ألف لإحدار الرطوبات ونفض مَا فِي الدِّمَاغ ويجفف اللِّسَان وَالْبَصَر والسمع وَأقوى مَا يكون فِي الْحمام أَو بعقبه لِأَن المجاري حِينَئِذٍ وَاسِعَة وينفع من أدواء الدِّمَاغ والحنك والفم وَالْحلق فَأَما من أدواء الدِّمَاغ فَمثل الفالج واللقوة والصرع وَنَحْوهَا وَهِي طَبَقَات فأولها المَاء الْبَارِد وَهُوَ يقبض الْحلق والحنك ويقويه وَيمْنَع الأورام الحارة وَالثَّانِي المَاء الْحَار وَهُوَ مُحَلل للبلغم من قَصَبَة الرية وَيذْهب بالبحة ويجلب بلغما كثيرا)
والسكنجبين وَهُوَ يقطع ويلطف ويحدر بلغما والخل أقوى فِي ذَلِك فعلا وَكَذَلِكَ المرى الْجيد ينزل بلغما كثيرا وَلَا يسخن كثير أسخان ويتغرغر بعده بِمَاء حَار عذب مَرَّات ليذْهب بخشونته ويعدل الْخلّ بالدهن ليذْهب أَضْرَاسه وحرافته.
من تذكرة عَبدُوس غرغرة نافعة من الفالج واللقوة خَرْدَل صعتر زنجبيل فلفل دَار فلفل عاقرقرحا بورق أرمني فاشرسين ايرسا ميويزج مرزنجوش يَابِس يُغَرْغر بِهِ بسكنجبين.
الأخلاط قَالَ إِذا أردْت أَن تستفرغ من الحنك استفراغا متوسطا أعْط العليل مصطكى قد عجن بالفلفل يمضغه وَإِن أردنَا قَوِيا أمرناه بالعاقرقرحا والميويزج والغرغرة بالعسل والخردل والميفختج وَنَحْو ذَلِك.
من جَوَامِع النبض الصَّغِير الْعِلَل الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ إِمَّا أَن يعرض فِي نفس جوهره وَإِمَّا فِي الْعُرُوق الَّتِي فِيهِ وَإِمَّا فِي بطونه وَإِمَّا فِي مجاري الرّوح مِنْهُ إِلَى العصب.
(1/78)
قَالَ والعلل الْحَادِثَة مِنْهُ فِي نفس جوهره بِمَنْزِلَة الورم وَهَذَا الورم إِن كَانَ عَن مَادَّة حادة سمى سرساما حارا وَإِن كَانَ عَن بَارِدَة سمى سرساما بَارِدًا وَإِن كَانَ ممتزجا فيسمى سرساما ارقيا وَأما الْعِلَل الحادة فِي عروقه فَمثل الوسواس السوداوي والسدر والدوار وَأما فِي بطونه فَمثل السدد وَهَذِه رُبمَا منعت أَن تنفذ فِيهَا شَيْء الْبَتَّةَ فَتكون الْعلَّة الْحَادِثَة عَنْهَا السكات وَأما أَن يقل مَا ينفذ فِيهَا فَيكون الصرع وَإِذا حدثت السدة فِي البطنين المقدمين من الْمَادَّة البلغمية فبمنزلة السبات البلغمى أَو فِي الْبَطن الْمُؤخر بِمَنْزِلَة الجمود عَن مَادَّة بَارِدَة يابسة أَو عَن سوء مزاج بَارِد يَابِس بِلَا مَادَّة وَأما الْعِلَل الْحَادِثَة فِي مجاريه الَّتِي ينفذ فِيهَا الرّوح النفساني إِلَى العصب فَهِيَ السدد وَإِذا انسدت حَتَّى لَا ينفذ فِيهَا الرّوح النفساني إِلَى العصب فَهِيَ لاسدد وَإِذا انسدت حَتَّى لَا ينفذ مِنْهَا شَيْء الْبَتَّةَ فِيهَا إِلَى العصب حدث الفالج الْكُلِّي لي الفالج الْكُلِّي هُوَ عِنْدِي السكتة وَإِن سدت بعض السدد كَانَ عَنهُ التشنج وَالروح النفساني فِي هَذِه الْعلَّة يجرى إِلَى العصب لكنه مَمْنُوع بعض الْمَنْع قَالَ روفس فِي كتاب اللَّبن أَن امتلاء الْبَطن ضار بِالرَّأْسِ جدا وَيعلم ذَلِك من أَن الْقَيْء وَالنَّوْم والهضم يسكن الْخمار ويخفف عَنهُ.
(1/79)
(الْبَاب السَّادِس)
(اللقوة وانخلاع الفك واشتباكه) الْمقَالة الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قد ترى التشنج يعرض فِي الشفتين وَفِي الْعَينَيْنِ وجلدة الْجَبْهَة)
وَجُمْلَة الجفن كَمَا يعرض ذَلِك فِي أصل اللِّسَان والعصب الجائى إِلَى هَذِه من الدِّمَاغ فَيعلم عِنْد ذَلِك أَن الآفة حَالَة بالدماغ لي هَذَا هُوَ اللقوة بِعَينهَا وَهُوَ تشنج رطب لِأَن اللقوة تحدث ضَرْبَة وَيكون قبلهَا اخْتِلَاج وتدبير مرطب.
وَقد تحدث فِي الْأَمْرَاض الحارة لقُوَّة وَذَلِكَ عِنْد قرب الْمَوْت كنقصان إِحْدَى الْعَينَيْنِ وتعوج الشّفة وَيكون عِنْد غَلَبَة اليبس على الدِّمَاغ قَالَ وَقد تَجِد فِي الضَّرْب بعد الْفَرد يعرض الاسترخاء فِي نصف الْوَجْه فيميل ويتعوج الْجَانِب الَّذِي حدث بِهِ الاسترخاء إِلَى الْجَانِب الآخر مِنْهُ وَقد علمنَا أَن الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْوَجْه يَأْتِيهَا العصب من الدِّمَاغ لي قَول جالينوس الأول وَالثَّانِي يدل على أَن اللقوة تكون تشنجا فِي الْأَكْثَر واسترخاءا فِي الْأَقَل وَيَنْبَغِي أَن يُمَيّز ذَلِك بعلامات وَلَا بَأْس أَن لم يُمَيّز فَإِن العلاج وَاحِد وَذَلِكَ إِنَّه تشنج رطب قَالَ وَمَتى استرخت عضلة من فِي الْجَانِب الْأَيْمن من الْوَجْه انجذب ذَلِك الْعُضْو إِلَى النَّاحِيَة الْمُقَابلَة لَهَا فَإِن استرخت العضلة الَّتِي تحرّك الجزؤ الْأَيْسَر من الشّفة مَالَتْ إِلَى نَاحيَة الْيَمين وعَلى هَذَا الْمِثَال يعرض فِي جَمِيع اللحى والخد متحركان بالفراش العضلي وَعصب الْفراش العضلي تَحت الفقار الَّذِي فِي الْعُنُق خلا جُزْء مِنْهُ يسير فِي أرفع مَوضِع مِنْهَا يتَّصل بِهِ العصب من الزَّوْج الْخَامِس من الدِّمَاغ لي من هَاهُنَا قَالَ قوم أَن عِلّة الْقُوَّة إِنَّمَا تكون فِي الْجَانِب الَّذِي قد صغرت فِيهِ الْعين لَيْسَ بمائل لِأَن الْجَانِب الصَّحِيح يجذبه لَهُ تعوج وَهَذَا خطأ على الْأَكْثَر لِأَن الْعلَّة فِي الْجَانِب الَّذِي قد صغرت فِيهِ الْعين وَذَلِكَ يكون فِي الْجَانِب المائل.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة من الْمقَالة الثَّالِثَة ألف التشنج أما أَن يحدث فِي جَمِيع الْبدن كُله كَمَا الْحَال عِنْد الصرع وَإِمَّا فِي نصفه بِمَنْزِلَة التشنج الْكَائِن من خلف أَو قُدَّام وَأما فِي عُضْو وَاحِد بِمَنْزِلَة الْقُوَّة والعصب الجائى إِلَى الشفتين واللحى وَالْأنف يجِئ من الزَّوْج الثَّالِث من الدِّمَاغ لي ينفع من الْقُوَّة أَن يعطس بشحم الحنظل وعصارة قثاء الْحمار والفلفل والزنجبيل والكندس والعرطنيثا والخربق الْأَبْيَض وخرنوب العطاس الْمُسَمّى حجل الجبلاهنك وآذان الفار والمرزنجوش والرئة مُفْردَة ومركبة ويركب فِيهَا جندبادستر والفربيون وتفسيا ويتحذ من هَذِه من بَعْضهَا فِيمَا يستفرغ وَمِمَّا يخن شَيْئا ويسعط بِهِ مِثَال ذَلِك كندس وخربق أَبيض وبخور مَرْيَم وفلفل وجندبادستر وشونير وفربيون بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ شيافا
(1/80)
كالعدس ويسعط بهَا آذان الفار وَيُوضَع على الثَّالِث من أبيذيميا قَالَ الَّذين عرض لَهُم الخوانيق من ورم فِي عضل الرَّقَبَة أَصَابَهُم لقُوَّة أَو فالج)
بلغ إِلَى الْيَدَيْنِ لِأَن العصب الَّذِي يجِئ إِلَى الْعُنُق وَالْيَد يجِئ من فقار الرَّقَبَة قَالَ والفم فِي أَعلَى الحنك جارى بحذاء اللِّسَان فِي وسط من اللحى الْأَعْلَى فَإِن الغشاء المستبطن لأعلى الحنك فِيمَا بَينه وَبَين ذَلِك الشَّأْن اتِّصَال بأغشية دقاق وَبِهَذَا الْحَد ينْفَصل الْجَانِب الْأَيْمن من الْوَجْه من الْجَانِب الْأَيْسَر وَإِذا استرخى نصف الْوَجْه فَإنَّك إِذا فتحت الْفَم غَايَة فَتْحة وغمزت اللِّسَان إِلَى أَسْفَل رَأَيْت ذَلِك الغشاء نصفه مسترخيا ويتبين ذَلِك فِيهِ بِفضل رُطُوبَة ترَاهَا فِيهِ ويغير لَونه وَترى نصفه الآخر على ضد ذَلِك لي هَذَا فصل بَين اللقوة التشنجية والاسترخائية وَذَلِكَ إِنَّه أَن لم يكن بِهَذِهِ الْحَال فَإِنَّهَا لَيست تشنجية وَإِذا رَأَيْت عضل الصدغ والخد والجبهة صلبا كزازا فَإِنَّهَا تشنجية لي يَنْبَغِي أَن يسئل صَاحب لقُوَّة غَلِيظَة هَل حسه فِي ذَلِك الْجَانِب كالجانب الآخر وَيَنْبَغِي أَن يسئل صَاحب تشنج غليظ هَل حسه أَشد من حَالَة طبيعة لي وإيارج هرمس إِذا سقى كل يَوْم درهما شهرا إبرا الْقُوَّة إِلَّا أَن تكون ردية جدا وَإِذا جَاوَزت الْقُوَّة سِتَّة أشهر لم يكد يبرا وَقد رَأَيْت مشايخا زَعَمُوا أَنهم حدثت بهم مُنْذُ ثَلَاثِينَ سنة أَو أقل أَو أَكثر وَلم ينلهم مِنْهَا سوء الْبَتَّةَ وقوما بهم مُنْذُ عشر سِنِين وَخَمْسَة رَأَيْتهمْ حِين بَدَأَ بهم لم ينلهم الْأَخير وقوما فلجوا ألف بعد حدوثها بِزَمَان لَيْسَ بالطويل مِنْهُم الغسال المرتعانى والإسهال بشحم الحنظل عَجِيب الْفِعْل فِيهِ وَأُمَّهَات سعوطات الْقُوَّة الكندس والعاقر قرحا والشونيز والفلفل والزنجبيل والنوشادر والبورق الْأَحْمَر وشحم الحنظل والمرارات والسوس والخردل وَمَا ذكرنَا قبل ويعالج من ألم السعوط بدهن بنفسج وَلبن وسكر طبرزد ويسعط بِهِ وَيُوضَع على الرَّأْس خطمى وخل وَبَيَاض الْبيض وينفع مِنْهُ التكميد الْيَابِس. على اللحى وفقار الرَّقَبَة أذا بولغ فِيهِ أَن يَقع وَذَلِكَ أَنه بِمَنْزِلَة الْحمام الْيَابِس.
الْيَهُودِيّ قَالَ جملَة علاج الْقُوَّة السعوط والعطوس والغرور وينشق خلا حاذقا لينحدر الْفضل من مَنْخرَيْهِ وَيلْزم بَيْتا مظلما وَيغسل وَجهه بالخل فَإِن لم ينفع فاكوه على الْعرق الَّذِي خلف أُذُنه قَالَ ولآذان الفار خاصية عجبيبة فاسعطه بِدِرْهَمَيْنِ مِنْهُ ودانق سكبينج وَنصف دِرْهَم زَيْت خَمْسَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرؤه لي قد رَأَيْت من أَصْحَاب اللقوة من لم يلْزم بَيته الْبَتَّةَ وَلم يجلب الضَّوْء لَكِن أقبل يسْعَى فِي حوايجه وَلم أر ذَلِك مرّة وَقد رَأَيْت قوما اسْكُتُوا بعقب الْقُوَّة وَمَات بَعضهم مِنْهُ وتخلص بَعضهم مِنْهُ بفالج وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يجيد النّظر فَإِن رَأَيْت مَعهَا كدرا فِي الْحَواس وثقلا فِي الْبدن والحركات فبادر إِلَى إستفراغ قوي وَإِن رَأَيْت الْبدن بِحَالَة الطبيعية)
فَاعْلَم أَن الْعلَّة فِي ذَلِك الْعُضْو وَحده وَالْبدن نقى وَإنَّهُ لَا يبد ؤ سوء أَكثر من ذَلِك.
(1/81)
بولس يعالج اللقوة بالرباط الَّذِي يمد بِهِ الْعُضْو إِلَى الْجَانِب الصَّحِيح ويفصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان والحجامة على الْفَقْرَة الأولى والغرور والسعوط قَالَ والاسترخاء لَيْسَ فِي اللحى المائل لَكِن فِي الَّذِي يحاذيه.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ علاج الْقُوَّة بالمضوغ والغرور والعطوس والسعوط والحجامة فِي القفاء بِلَا شَرط لِأَن هَذِه المحجمة يجذب كَذَا وَلَعَلَّه من ألم بِهِ بالسعوط الدَّاء من النخاع وأدلك الرَّأْس وَأَجْعَل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المحمرة وأجود مَا يعطس بِهِ الجندبادستر والفريبون والكندس وَمَاء السلق وعصارته وآذان الفار وشم القطران جيد لَهُم وَقطع العرقين اللَّذين تَحت اللِّسَان جيد أَيْضا وَقَالَ علاج اللقوة أَن يسعط وَيُوضَع على رَأسه الدّهن ويطبخ لحم حمَار الْوَحْش ويغطى على الرَّأْس وَيُوضَع عَلَيْهِ حارا فَإِن ذَلِك من أبلغ مَا عولج بِهِ ألف مَجْهُول قَالَ قد يَمُوت أَصْحَاب الْقُوَّة فجاءة إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِذا جَاوز الْأَرْبَعَة نَجوا من الْمَوْت قَالَ واللقوة فِي الْجَانِب الْأَيْسَر أعْسر وَمن أَتَى عَلَيْهِ شَهْرَان طَال بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يلْزم من اللقوة بَيْتا مظلما لَا يخرج مِنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا ويسعط فِي المنخر من الْجَانِب الَّذِي لَا يغمض عينه بدهن الْجَوْز ويغرغر دَائِما ويعرق بطبيخ المرزنجوش والصعتر والنمام يركب على طست ويتدثر حَتَّى يعرق وَيَنْبَغِي أَن لَا يَأْكُل شَيْئا مِمَّا يكون من الْحَيَوَان الإ الْعَسَل بل يَأْكُل دهن الْجَوْز وَالزَّيْت وَلَا يَذُوق شَيْئا من الْفَاكِهَة الرّطبَة.
سعوط جيد يؤحذ حَبَّة ميويزج وَثَلَاث حبات شونيز يدقان ويسعط مخلوط بالوج والجاوشير شَمْعُون قَالَ حرك جلدَة الْوَجْه والشفة من العضل الملبس على القحف وَقَالَ أدلك وَجهه وصدغيه بدهن الْجَوْز بعد أَن يدلك أَولا حَتَّى يحمر ويسخن وَليكن فِي مَوضِع سخن وَلَا يرفع الْوقُود فِي الشتَاء من بَين يَدَيْهِ وحذره الرّيح وَالْبرد قَالَ وَإِذا وجد وجعا فِي عِظَام وَجهه وخده وَجلده وَجهه فَإِن اللقوة ستعرض لَهُ فحذره أَن يُصِيب الْبرد وَجهه وحذره الْحجامَة وَكَذَلِكَ كَثْرَة اخْتِلَاج الْوَجْه يدل على كفا لي رَأَيْت الْحجامَة جالبة لهَذَا فِي المستعد لَهُ وَقد رَأَيْت قَرِيبا رجلَيْنِ أكلا بيضًا واحتجما فَأَصَابَهُمَا جَمِيعًا لقُوَّة من يومهما ذَلِك وَكَانَ أَحدهمَا شَيخا عبل الْبدن وَالْآخر شَابًّا إِلَّا أَن مزاجه مزاج الخصيان.
الاختصارات قَالَ لَا يسعط صَاحب هَذِه الْعلَّة مُنْذُ أول الْأَمر فَإِنَّهُ يهيج الْعلَّة لَكِن بعد الْأَرْبَعين فَإِن عرضت لَهُ مَعَ ذَلِك شَقِيقَة فاسعطه بالمومياى والزيبق وليلزم بَيْتا مظلما ويوقد بَين)
يَدَيْهِ الظرفاء ويكب على طبيخ الشيح والقيصوم لي وجدت الاختلاج الدَّائِم فِي الْوَجْه ينذر بلقوة وَذَلِكَ أَنه يكون عَن خلط غليظ بَادر قد مَال إِلَى عضل الْوَجْه.
وَقد قَالَ جالينوس أَن الاختلاج يحدث فِي الْأَبدَان فِي أبرد الْأَوْقَات وأبرد الامزاج
(1/82)
وَعند شرب المَاء الْبَارِد الْكثير وَالتَّدْبِير الْمبرد فَيَنْبَغِي حِين يحدث ذَلِك أَن يدلك الْوَجْه ويمرخ بدهن الفربيون والعاقر قرحا والجندبادستر والتكميد بِمَاء الْملح وَمَاء الْبَحْر والنطرون.
اريباسيوس قَالَ إِنَّمَا يستفرغ البلغم اللزج بالخردل إِذا مزج بالسكنجبين ألف فإمَّا سَائِر الغراغر فَإِنَّهَا تجذب رُطُوبَة رقيقَة لي رَأَيْت خلقا كثيرا من الملقوين بهم فالج مِنْهُم فِي الْجَانِب الَّذِي فِيهِ عوج الْوَجْه وَذَلِكَ يدل على بطلَان قَول من زعم أَن الْعلَّة فِي الْجَانِب المستوى.
تياذوق قَالَ أما اللقوة الَّتِي تكون من يبس تُوضَع على الرَّأْس دهن بنفسج وتسعط بالزبد وَيخْتَص على الرَّأْس والعنق بالخطمى والبنفسج ويدهن اللحى والفقار بدهن الخطمى وَيُوضَع عَلَيْهَا وعَلى الرَّأْس مثانة فِيهَا دهن مسخن ويجلب عَلَيْهِ وينطل بطبيخ الرأسن والأكارع وَيمْسَح الفقارة واللحى بشحم البط ويسعط بدهن السمسم وَاللَّبن ويدهن الصدغان بالزبد والشحم وشحم البط.
سرافيون قَالَ الغرغرة فِي اللقوة أوجب مِنْهَا فِي سَائِر الْعِلَل فليكثر مِنْهَا ويقوى ويكب بعد ذَلِك على طبيخ الصعتر والعاقرقرحا والسداب والشيح والحرمل وورق الْغَار والبابونج واكليل الْملك والمرزنجوش والمرماخور ثمَّ يسعط بالقوية.
وَمِمَّا لَهُ فِيهِ خاصية عَجِيبَة الجبلاهنك يسعط مِنْهُ برتة حبتين بعد نَخْلَة بِمَاء قد قطر من أَسْفَل الْحبّ فَإِن أَكْثَرهم يبرأ بِهِ فِي مرّة وَاحِدَة وَإِن لم يبرأ فِي الندرة فِي مرّة فَفِي أثنين وَبعد النفض القوى بالإسهال فليمسكوا دَائِما فِي أَفْوَاههم أهليلجة سَوْدَاء فِي الْجَانِب المائل وامسح ذَلِك الْجَانِب وَأما القدماء فَإِنَّهُم يدلكون عضل الفك المائل والأصداغ وخرز الْعُنُق وَالظّهْر بالخل الثقيف البليغ جدا الَّذِي قد طبخ فِيهِ فوتنج أَو حاشا أَو صعتر وَذَلِكَ أَن هَذَا الْخلّ يغوص إِلَى القعر وَيقطع الأخلاط الغليظة الرَّكِيكَة فِي العضل سَرِيعا فَإِذا تَمَادى الْوَقْت فَاتبعهُ بأدوية قَوِيَّة مثل العرطنيثا والكندس والفلفل وَنَحْوهَا أَو يُؤْخَذ عَاقِر قرحا مثقالين وكندس مِثْقَال ودفلى قد علق فِي سقف المطبخ ثَلَاثَة أشهر ثَلَاثَة مَثَاقِيل صعتر هوازى وزراوند طَوِيل من كل وَاحِد نصف مِثْقَال حب البلسان مِثْقَال ينخل بحريرة وينفخ فِي الْأنف فَأَنَّهُ عَجِيب للقوة والفالج والصرع)
والسكتة.
آخر جيد جدا جندبادستر شَحم الحنظل فلفل أَبيض كندس يعجن بِمَاء المرزنجوش ويستف ثمَّ يسعط بِهِ عِنْد الْحَاجة.
الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا استرخت العضلتان اللَّتَان تجذبان الجفن
(1/83)
الْأَعْلَى إِلَى اسفل لم يقدر على ألف تغميض الْعين لي رَأَيْت رجلا احْتجم وَأطَال الْجُوع حدثت لَهُ الْقُوَّة وَلم يتعوج مِنْهَا فَمه لَكِن عسر عَلَيْهِ أطباق إِحْدَى عَيْنَيْهِ وَلم يتَبَيَّن فِي وَجهه عوج لِأَن الْعلَّة كَانَت فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا لي رَأَيْت عددا بهم اللقوة وَجلد الْجَبْهَة فِي الْجَانِب المعوج فيهم ممتد امتدادا شَدِيدا كالحال عِنْد التشنج القوى وينجذب إِلَى فَوق نَاحيَة الرَّأْس حَتَّى أَن أسرة الْجَبْهَة تبطل الْبَتَّةَ فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَيحدث فِي جلدَة الرَّأْس غُضُون لم تكن قبل ذَلِك وَلَا يُمكن أَن يطبق الجفن الْأَعْلَى وَذَلِكَ لقصره لامتداده إِلَى فَوق لِأَنَّهُ كَانَ لاسترخاء العضل الَّذِي يجذبه إِلَى أَسْفَل لما ويتركان إِلَى اسفل بِلَا جهد العليل لكنهما لَا يبلغان إِن يطبقا على الجفن الْأَسْفَل وَلذَلِك يمِيل الْوَجْه مِنْهُم إِلَى فَوق ويحسون مِنْهَا كالحال فِي التشنج فيمتد لذَلِك الشّفة ويخبر كلهم انهم يحسون بصلابة وامتداد وَلم يحس أحد مِنْهُم باسترخاء بل كَانُوا يَقُولُونَ أَنا نظن أَن هَذِه الْمَوَاضِع قد جَفتْ وَيَقُولُونَ انهم يَنْتَفِعُونَ بالمروخ وَلم أجد صَاحب اللقوة إِلَّا وَهَذِه حَالَة فثق بِأَنَّهَا تشنج وَعَلَيْك بترطيبها فَإِن الآخر يكَاد يكون إِلَّا فِي الندرة فِي الْعِلَل الحادة إِذا قرب الْمَوْت بِأَن يغرق الرَّأْس والخرز بدهن حَار مَا أمكن فَإِنَّهُ بليغ ومدّ جلدَة الْجَبْهَة إِلَى اسفل نعما وشدّ بعصابة على الشّفة الْعليا ومدّ جلدَة الوجنة حَتَّى يَسْتَوِي الْفَم ثمَّ شده بعصابة على الشّفة الْعليا وأدم الدَّلْك والمرخ لهَذِهِ الْمَوَاضِع ولخارج أعصابها بالأدهان الحارة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة فَهَذَا علاج تَامّ وتفقد الشّفة من تَحت الشد كل سَاعَة فَإِن رَأَيْت الشّفة لَيست مستوية فحلّ ومدّ وشدّ.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا حدثت الآفة فِي مقدم الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن حدث فِيهِ كُله أحدث سباتا ثقيلا أَو جمودا فَإِن حدث فِي نصفه أحدث آفَة فِي نصف الْوَجْه لي لَيْسَ لصَاحب اللقوة فقد الْبَصَر وَلَا السّمع وَلَا حس وَجهه غليظ فضلا عَن أَن يكون متعطلا فَلَيْسَتْ عَلَيْهِ أَذَى من الدِّمَاغ.
الأقرابادين الْقَدِيم قَالَ أبدأ من علاج صَاحب اللقوة أَن تدخله بَيْتا مظلما لَا يرى فِيهِ ضوءا وَلَا)
يخرج مِنْهُ لَيْلًا وَلَا نَهَارا وَلَا يُصِيبهُ فِيهِ ريح ثمَّ اسعطه بدهن الْجَوْز وبدهن الْحبَّة الخضراء فِي الْجَانِب الَّذِي يقبض فِيهِ عينه فِي ألف الْجَانِب الآلم أحدا وَعشْرين قَطْرَة وَفِي الصَّحِيح سِتّ قطرات على الرِّيق كل غَدَاة أسبوعا وألزمه الغرغرة سَاعَة بعد سَاعَة إِلَى نصف النَّهَار كل يَوْم حَتَّى يجلب مِنْهُ بلغم كثير جدا وَلَا يَأْكُل شَيْئا من الْحَيَوَان وَلَا فَاكِهَة رطبَة فَإِذا مضى أُسْبُوع فاكبه على طبيخ المرزنجوش والفوتنج والصعتر يطْبخ فِي قمقم مشدود الرَّأْس وَيصب فِي طست ويكب عَلَيْهِ ويلف تكبيبا حَتَّى يكثر عرق رَأسه وَوَجهه فَإِذا عرق فادلك الشق الوجع بمنديل حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بدهن جوز الْهِنْد أَو دهن الْحبَّة الخضراء وفكه وعنقه وَرَأسه ودعه سَاعَة ثمَّ أعد كَبه على ذَلِك البخار افْعَل ذَلِك فِي الْيَوْم عشر مَرَّات
(1/84)
واسقه مَاء الْعَسَل واعسر مَا يكون فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وعالجه شهرا وَإِذا جَاوز شهرا فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ لَا يبرأ.
وَهَذَا المعجون مجرب للقوة يُؤْخَذ زنجبيل وَوَج ويعجن بالعسل وَيُعْطى مثل الجوزة غدْوَة وَعَشِيَّة.
من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ يسحق خَرْدَل بخل خمر ويطلى على اللحى الَّذِي فِيهِ الْعلَّة فَإِنَّهُ عَجِيب.
قَالَ واربط اللحى المائل بعصابة وضع فِي الْجَانِب المائل أهليجة واسهله مَرَّات وَجَربه فِيمَا بَين ذَلِك بالغراغر والسعوطات الحارة ثمَّ اعط بعد النَّقْص مَرَّات الأنقرويا وَمن بليغ علاجه وجيده أَن يعجن الأبهل بِمثلِهِ عسل وَيُعْطى مِنْهُ كل يَوْم قدر بَيْضَة لي إِذا بَدَأَ الاختلاج فِي الْوَجْه ووجع الْعِظَام وَثقل فِيهِ فلطف التَّدْبِير وبادر بالنفض بإيارج روفس وأدلك عضل الْوَجْه والخرز حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بالأدهان القوية الأسخان واكب عَلَيْهِ بالتكميد ويطلى الْقسْط من الدّهن حَتَّى ينفط وَلَا يجزع ذَلِك فَإِنَّهُ بِهَذَا التَّدْبِير يبرأ فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاث وَلَا يفصل الرَّبْط.
كَمَال ابْن ماسويه ينفع من اللقوة أَن يكب كل يَوْم على طبيخ البابونج على الرَّأْس كل يَوْم حَتَّى يعرق وَجهه ويحمر ثمَّ يمسح وَجهه بدهن الْحبَّة الخضراء بدقيق فِيهِ جندباستر وفربيون وشونيز وعاقرقرحا ودهن الْقسْط يدلك بِهِ عُنُقه.
جورجس قَالَ رُبمَا عرض مَعَ اللقوة شَقِيقَة شَدِيدَة وَعند ذَلِك فاسعطه بالمومياى ودهن الزيبق وينفع مِنْهَا جدا أَن يسعط بِقدر طسوج من الكبد فَإِنَّهُ يبرؤه أَو يسعط بِنصْف ألف دِرْهَم)
زراوند طَوِيل بدهن الْحبَّة الخضراء واغمر دَاخِلا فِيهِ غمرا شَدِيدا أَو اصل الْأُذُنَيْنِ وَبَين الْكَتِفَيْنِ وادهن الْوَجْه كُله والعنق بالأدهان الحارة وادلكها واكبه دَائِما على طبيخ البابونج والمرزنجوش والحرمل والغار. ابْن ماسويه قَالَ اللقوة تسمى باليونانية سفاسموس فربيفوس افراموس وَتَفْسِيره تشنج عضل الرَّأْس. فسفاسموس هُوَ التشنج قَالَ وينفع مِنْهُ دهن البان والغالية وربط الْجَانِب المائل والسعوط لَكِن بعد مُدَّة وَلَا يكون فِي أَوله قَالَ وَلَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة دهن الناردين فَإِنَّهُ قَابض وَلما اسْتعْملت من الْأَشْيَاء الحارة فَلْيَكُن مَعَ ذَلِك مريخه والح نَحْو علاج التشنج الرطب فَإِنَّهُ يبرؤه وأدلك الْموضع بالبورق وتراب الفلفل والخردل واكبه على طبيخ الصعتر والسداب واصبر عَلَيْهِ حَتَّى يحمر ثمَّ امرخه بدهن السداب ودهن الْقسْط وأدلكه بالمناديل حَتَّى يحمر لي وينفع مِنْهُ ترك الطَّعَام حَتَّى يحمر الْبدن ويجلو جدا ثمَّ أدلك فِي ذَلِك الْوَقْت والتكميد الدَّائِم فَإِن حمى فَلَا بَأْس فقد سقى جالينوس الجندبادستر فِي علل والتشنج الرطب خَاصَّة وَقَالَ إِنَّه يصل إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي لَا يصل إِلَيْهَا غَيره من الْأَدْوِيَة أَن سقى وَإِن مرخ بِهِ وَإنَّهُ لَيست لَهُ مَعَ ذَلِك كثير حرارة حَتَّى إِن لم يكن حماه قَوِيَّة يحْتَملهُ
(1/85)
ويسقى مَاء الْعَسَل إِذا سقى فِي هَذِه الْعِلَل فاعتمد عَلَيْهِ وعَلى الوج والزنجبيل والحلتيت والأبهل يتَّخذ مِنْهَا معجونا وَيُعْطى وَإِذا فتق فليفتق الجندبادستر فِي الزَّيْت الْعَتِيق ويمرخ قَالَ لَك فِي الْحَادِيَة عشر من المفردة وَإِذا اعطست العليل أَبُو جريج قَالَ آذان الفار إِذا سعط بهَا ابرئت من اللقوة الشَّدِيدَة الْبَتَّةَ لي رَأَيْت من برْء بهَا وَحدهَا مَرَّات.
ابْن ماسويه شم المرزنجوش جيد للقوة إِذا سعط بِهِ عَجِيب قَالَ الفلفل يهيج فِي العصب والعضل حرارة نارية لي لذَلِك هُوَ نَافِع إِذا فتق فِي الدّهن وَذَلِكَ جيد جدا لَا يعدل لَهُ فِي ذَلِك وَيَنْبَغِي أَن يسخن حَتَّى يتْرك كالهبا.
ابْن البطريق قَالَ قشر الرتة الْأَعْلَى يسحق ويسعطه بِقدر الفلفل صَاحب اللقوة كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام وَيلْزم بَيْتا مظلما فَإِنَّهُ يبرؤه الْبَتَّةَ لي كَانَ لرجل لقُوَّة يُعْط بهَا فَاسْتَوَى أَكْثَره وَبَقِي بِهِ بَقِيَّة قَليلَة ابرئت بعد مُدَّة دهن الْحبَّة الخضراء جيد للقوة إِذا دهن بِهِ مَاء الْعَسَل أَجود للقوة من الشَّرَاب.
قد اتّفق ألف الْحُكَمَاء على أَن سَببه بلغم مخاطي قَالَ ويميل مَعَه الْوَجْه إِذا ضحك ويضمر الْعين الَّتِي فِي الْجَانِب العليل وتصغر وتدمع فِي كل سَاعَة ويمضغ طَعَامه فِي الْجَانِب الصَّحِيح)
وَكَلَامه بطىء وَنَفسه حائر يُغَرْغر ويعطس دَائِما ويحقن ويحلق رَأسه ويضمد بالخردل وَعصب الشق المائل شَدِيدا حَتَّى يسويه ودعه مشدودا فَإِنَّهُ يبرؤه.
من تذكرة مقدوس سعوط للقوة جيد قسط وَمر وجندبادستر وشونيز وشيح وجاوشير وفربيون يسعط بِمَاء القثاء الْبري المعصور أَيْضا مِنْهُ جاوشير كندس فلفل صعتر شَحم حنظل شونيز صَبر مر جندبادستر اسطوخودوس يسعط بِمَاء آذان الفار.
اركاغانيس فِي كِتَابه فِي الأدواء المزمنة قَالَ إِذا كَانَ الْخلْع بِلَا ألم فِي الْوَجْه فَلَا شَيْء أَنْفَع من الغرغرة دَائِما بالقوية كالخردل والميويزج.
مَجْهُول مجرب يَأْخُذ آذان الفار فاعصره وَاجعَل فِيهِ شَيْئا من جاوشير وَمر وقطر مِنْهُ فِي الْجَانِب المائل قطرتين وَفِي الصَّحِيح قَطْرَة وَخَالف من الْغَد فقطر فِي الصَّحِيح قطرتين وَفِي العليل قَطْرَة.
بختيشوع قَالَ إِن سعط بِمِقْدَار قِيرَاط سكبينج بِمَا المرزنجوش نفع جدا.
أَبُو جريج الراهب قَالَ إِن سعط بِمَاء آذان الفار صَاحب اللقوة نَفعه جدا لي تفقدت فَوجدت أسرة الْجَبْهَة تبطل فِي الْجَانِب العليل ويتمدد الْجلد جدا وَقد مرخته بالدهن وطليته بِالْمَاءِ الفاتر فرأيته صَالحا وَقد تكون اللقوة من تشنج واسترخاء والوجع يفرق بَينهمَا فَإِنَّهُ لَيْسَ مَعَ الاسترخاء وجع وينفع مِنْهُ تَنْشَق الْخلّ الحريف جدا مَرَّات فِي الْيَوْم والإكباب على بخاره لي تبدء للقوة يوضع على جلدَة الْجَبْهَة وَالرَّأْس
(1/86)
والخد أدوية مرخية أَيَّامًا تمرخ وتنطل حَتَّى تلين ثمَّ تمد جلد الْجَبْهَة وجلدة الرَّأْس إِلَى أَسْفَل نَاحيَة الْحَاجِب وَيَضَع الْعِصَابَة والرفادة على الْجَبْهَة حَتَّى تكون قد منعت صعُود الْجلْدَة وَتَكون قد مدت الْجلد إِلَى أَسْفَل نَاحيَة الذقن وشدت بعصابة ورفادة وتمده بِمِقْدَار مَا يَسْتَوِي الْفَم ثمَّ انْظُر إِلَيْهِ بعد ثَلَاث فَإِن احتجت فاعد الشد فَإِنَّهُ يَسْتَوِي فِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ وينفع هَذَا بعد الاستفراغ والعلاج.
الْكَمَال والتمام قَالَ الإنكباب على طبيخ البابونج إِذا اسْتعْمل على الرِّيق نَافِع لمن بِهِ لقُوَّة وَيَنْبَغِي أَن يمسح الْوَجْه بعد ذَلِك بدهن الْقسْط والناردين ألف والعاقرقرحا ومضغ المصطكى والقرنفل والميويزج على الرِّيق نَافِع للقوة والتغرغر بِمثل ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(1/87)
(الْبَاب السَّابِع)
(الصرع والكابوس)) (وَأم الصّبيان والتفزع فِي النّوم) الْمقَالة الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة الصرع تشنج يعرض فِي جَمِيع الْبدن إِلَّا أَنه لَيْسَ بدائم لِأَن علته تَنْقَضِي سَرِيعا وَمَا ينَال فِيهِ الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الرَّأْس مَعَ جَمِيع الْجَسَد من الْمضرَّة يدل على أَن تولد الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الدِّمَاغ وَلِأَنَّهَا تَنْقَضِي سَرِيعا يَنْبَغِي أَن يعلم أَن الْخَلْط الْفَاعِل لَهُ خلط غليظ يسد منافذ الرّوح فَإِن فعله فِي بطُون الدِّمَاغ خَاصَّة وَإِن مبدأ العصب فأصله هُوَ الَّذِي يُحَرك نَفسه حَرَكَة ارتعاشية ويرتعد بِشدَّة كَيْمَا يدْفع عَنهُ ذَلِك الشَّيْء الَّذِي قد بلغ فِي الْأَبدَان لي يَنْبَغِي أَن يكون مَكَان الْبدن يرتعش ويرتعد بنفض لِأَن هَذِه الْحَرَكَة يقْصد إِلَى دفع شَيْء مؤذ والتشنج الْحَادِث فِي الْبدن إِنَّمَا هوتابع لتِلْك الحركات الْمُخْتَلفَة الَّتِي تهيج لدفع المؤذي ويدلك على ذَلِك اختلافه وتفقده فَإنَّك ترى الْأَعْضَاء تتقلص مرّة وتمتد مرّة فِي زمَان قصير وعَلى غير لُزُوم لجِهَة ونظام وَذَلِكَ يكون بِحَسب حركات مبدأ عصبها فيوهم هَذِه الحركات بِمَنْزِلَة شَيْء ظَاهر مَوْصُول بِشَيْء مَسْتُور يَتَحَرَّك بحركته ثمَّ يكون ذَلِك المستور بتحرك حركات مُخْتَلفَة متفننة إِلَّا أَنه لما كَانَ الدّفع إِنَّمَا يكون بِالْقَبْضِ والانضمام كَانَت هَذِه الحركات فِيهِ أَكثر من أجلهَا تكون حركات التشنج فِي الْبدن كثيرا فَأَما حركات الانبساط فَأَقل لِأَنَّهَا لَيست تكون بِقصد أولي بل للروح فَقَط وَهَذَا السَّبَب أولي واقنع أَن يتَوَهَّم فِي عِلّة الحركات التشنجية الْحَادِثَة من المصروع من السَّبَب الآخر الَّذِي آتى بِهِ بعد لِأَن هَذِه لَو كَانَت كَذَلِك لِأَن هَذَا العصب ابتل ابتلالا يزِيد عرضه حَتَّى أَنه أوجب التشنج لم يكن ينجلي سَرِيعا بل كَانَ بِثَابِت وقتا طَويلا وَعَسَى أَن يكون منشأ كل وَاحِد من العصب إِنَّمَا يتشنج فِي أَصْحَاب الصرع لِأَنَّهُ يبتل كَمَا يبتل عِنْد التشنج الرطب وَكَون هَذِه الْعلَّة وانقضاؤها بَغْتَة تدل على أَنَّهَا لَيست تكون فِي وَقت من الْأَوْقَات بِسَبَب يبس وإستفراغ وَأَنَّهَا إِنَّمَا تكون دَائِما من خلط غليظ وَذَلِكَ لِأَن انسداد المجاري والمنافذ بِعَيْنِه بِسَبَب خلط أَو لزج مُنكر وَأما أَن يكون الدِّمَاغ أَو غشائه الرَّقِيق يبلغ من يبسه أَن يصير مثل الْجلد المدبوغ فَلذَلِك لَا يكون ألف دوران يطول بِهِ الْمدَّة والحواس كلهَا مَعَه مضرورة وَلذَلِك يعْتَرض من الصرع على أَنه عِنْدَمَا يمْنَع الرّوح النفساني الَّذِي فِي بطُون الدِّمَاغ خلط غليظ يسد منافذه ويمنعه من النّفُوذ.
قَالَ أَكثر مَا يكون الصرع من خلط غليظ بلغمي وَيكون أَحْيَانًا من خلط سوداوي.
(1/88)
قَالَ وَالَّذِي يكون من خلط البلغم يُؤَدِّي إِلَى الفالج فإمَّا الَّذِي يُؤَدِّي من الْخَلْط السوداوي فَإلَى)
الماليخوليا من الْخَلْط لَا من السَّوْدَاء الْخَالِصَة وَذَلِكَ أَن السَّوْدَاء الْحَقِيقِيَّة التَّامَّة لَيْسَ لَهَا غلظ وَلَا لزوجة قَالَ والصرع ثَلَاثَة أَصْنَاف أما أَن يكون الْخَلْط الْفَاعِل لَهُ مستكنا فِي الدِّمَاغ فإمَّا أَن يكون بمشاركة الْمعدة وَأما أَن يكون صُعُوده من عُضْو مَا من أَعْضَاء الْبدن فَإِنَّهُ قد يحس بعض المصروعين شَيْئا كالروح الْبَارِد يصعد من بعض أَعْضَائِهِ أما من الْيَد وَأما من الرجل وَأما من عُضْو آخر حَتَّى يبلغ إِلَى الرَّأْس ثمَّ يخرون والشد نَافِع لذَلِك فَوق الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ يصعد وَقد يطلى هَذَا الْموضع نَفسه بالخردل فإمَّا الشد فَإِنَّهُ يدْفع نوبَة الْعلَّة.
الرَّابِعَة قَالَ يؤول الْأَمر بِصَاحِب الصرع فِي أَكثر الْأَمر إِلَى الفالج يستعان بِهَذِهِ المقالات من النبض وبالثالثة من جوامعه. جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة أَصْنَاف الصرع ثَلَاثَة أَحدهَا عَن عِلّة تخص الدِّمَاغ ويداوى بِشرب الخربق الْأسود وَالْآخر من الْمعدة ويعالج بِشرب الحنظل وَالْآخر عَن بعض الْأَعْضَاء ويعالج بطلي التنبول عَلَيْهِ والرباط فَوْقه.
قَالَ وَأعرف مِقْدَار عظم الصرع بيسر النَّفس وعسره وصولته وَمِقْدَار صغره بسهولة التنفس وعظمه لي السدر شئ يحْتَاج إِلَى أَن يغور مَعَ هَذَا لَو أمكن فتح شرياني السبات لَا برأَ من الصرع الصاعد يُمكن يحدث مِنْهُ سكتة لِأَن الدِّمَاغ يبرد وَيَنْقَطِع أَيْضا مَادَّة الرّوح النفساني.
الثَّالِثَة من الميامر قَالَ يصلح للصرع أَن ينْفخ فِي الْأنف شَحم الحنظل وعصارة قثاء الْحمار والشونيز والنوشادر وَنَحْوهَا وَمِمَّا يسيل رطوبات كَثِيرَة وَكَذَلِكَ الخربق الْأَبْيَض والزنجبيل والكندس والفلفل.
عطوس جيد للصرع وللقوة والسكتة وَنَحْوهَا فربيون وجندبادسترو شَحم الحنظل واسطوخودوس ينعم سحقه ونخلة ويعطس بِهِ.
الأولى من الأخلاط قَالَ أَصْحَاب الصرع تسقيهم أدوية تستفرغ البلغم ثمَّ تغر غرهم بِمَا يجذب من الرَّأْس بلغما ألف كثيرا وَقَالَ الزّبد الْحَادِث فِي فَم المصروعين كَأَنَّهُ تنقية الْفَم أَن النّوبَة تهدأ عَنْهُم بعده بِخِلَاف الْحَال فِي السكتة يزِيد جدا وَفِي الصرع إِنَّمَا يكون عِنْد الأفافة.
الثَّانِيَة من الْفُصُول أَصْحَاب الصرع يَنْتَفِعُونَ بالانتقال من بلد إِلَى بلد وَمن تَدْبِير نفعا عَظِيما وخاصة إِذا انتقلوا إِلَى بلد وتدبيرا سخن وَأَشد تجفيفا لِأَن الْمَادَّة المولدة للصرع بَارِدَة غَلِيظَة والانتقال من سنّ الصَّبِي إِلَى سنّ الشَّبَاب دَوَاء عَظِيم للصرع.
الثَّالِثَة قَالَ لَا شئ أعون على حُدُوث نوايب الصرع من انْتِقَال الْهَوَاء دفْعَة عَن حَالَة وَقد)
يعرض الصرع كثيرا من تعدى فِي الْمطعم وَالْمشْرَب وَمن النّوم على الأَرْض بِلَا وطأ وَمن تعرض كثير للشمس والهواء الْبَارِد.
الْخَامِسَة من الْفُصُول من أَصَابَهُ الصرع قبل أنبات الشّعْر فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ يحدث لَهُ
(1/89)
انْتِقَال وَقت إنباته لمن أَصَابَهُ وَقد أَتَى عَلَيْهِ من السن خَمْسَة وَعِشْرُونَ سنة فَإِنَّهُ يَمُوت وَهُوَ بِهِ لي الزّبد فِي الصرع يكون من شدَّة الْحَرَكَة وَفِي السكتة يكون من شدَّة الاستكراه واقرأ فصل ابقراط الَّذِي أَوله من ظهر فِي فِيهِ زبد من خنق.
قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة من الْفُصُول أَن حَال الصرع قريبَة من السكتة والخلط الْفَاعِل لَهما وَاحِد وَهُوَ خلط إِلَّا أَن مَعَ الصرع حَرَكَة مضطربة وَمَعَ السكتة عدم الْقُوَّة الْجَارِيَة فِي العصب الْبَتَّةَ والسكتة تكون إِذا كَانَ بالخلط من الْكَثْرَة مَا يسد المسالك الْبَتَّةَ فَلم ينفذ فِيهَا شَيْء وَلذَلِك لَا يكون فِيهَا حَرَكَة فإمَّا الصرع فَإِذا كَانَ أقل حَتَّى يكون إِنَّمَا يمْنَع من كَمَال الجري فِيهَا وبمقدار شدَّة السّكُون فِي الصرع يكون إردء فيحرر ذَلِك وَيُحَرر لم صَار الزّبد فِي السكتة رديئا.
قَالَ جالينوس الْخَلْط الَّذِي عَنهُ يكون الصرع بلغم بَارِد وصلاحه يكون بانتقال السن عَن الرُّطُوبَة إِلَى اليبس والرياضة وَالتَّدْبِير المجفف والأدوية الَّتِي هِيَ كَذَلِك.
قَالَ وَلَيْسَ كل من إِصَابَته هَذِه الْعلَّة قبل الإنبات ليبرء وَقت الإنبات إِلَّا أَن يعاني فِي هَذَا الْوَقْت خَاصَّة بالأدوية الَّتِي وَالتَّدْبِير الْجيد وَأما من عرض لَهُ وَقد أَتَى عَلَيْهِ خَمْسَة وَعِشْرُونَ سنة فَإِنَّهُ لَا يكَاد ليبرء فِي أَكثر الْأَمر.
السَّادِسَة قَالَ يجب فِيمَن يُصِيبهُ الصرع أَن يكون دماغه بالطبع ضَعِيفا وَلَيْسَ يجب مَتى كَانَ الدِّمَاغ ضَعِيفا أَن يحدث ألف الصرع مَتى لم يسئ التَّدْبِير قَالَ والصرع يجب أَن يعالج بنفض الأخلاط البلغمية أزمان الْأَمْرَاض قَالَ الصرع عرض لَا حق للمرض نَفسه. من كتاب جالينوس فِي صبي فِي الحرو الْبرد الشديدين والرياح الْعَاصِفَة والأصوات الهائلة والأرايح الساطعة والدواليب والدوالى والدوارات والحمات والخناقات الرَّديئَة والسهر واللهيب وَالْغَم وَالْغَضَب وَنَحْو هَذِه مِمَّا تثير الْبدن إثارة شَدِيدَة فَإِن هَذِه تجلب نوبَة الْعلَّة وَإِن عرض لَهُ شَيْء من ذَلِك فيسكن ويستقر إِلَى إِن يذهب أَثَره وليلطف التَّدْبِير إِلَى أَن يَأْمَن وَقت النّوبَة ويدع جَمِيع الحركات ولينقى بدنه فِي أول الرّبيع بعد أَن يهيئه للإسهال بالأدوية الَّتِي تصلح للصرع وَأما بدنه)
فيبغي أَن يروضه ويريحه قبل الإعياء ودع الرياضة القوية فَإِنَّهَا تملأ الرَّأْس مدليا بل منتصبا وَلَا يكثر حَرَكَة الْأَعْضَاء السفلية وأدلكه أَولا بمناديل حَتَّى تحمر وَيبدأ بذلك من عضديه ثمَّ أدلك الصَّدْر والمعدة ثمَّ السَّاق لتنجذب الْمَادَّة إِلَى أسافل الْبدن وَمن بعد الرياضة وَسُكُون الْبدن أدلك الرَّأْس وأمشطه ثمَّ ليَأْكُل شَيْئا يلين الْبَطن من الْبُقُول ثَلَاث غَدَاة وَيُؤَخر التليين إِلَى عشائه وأمنعه من الْبُقُول الخس والقطف واليمانية والملوكية والسلق والكرنب والكراث والكرفس وَأطلق لَهُ من الْفَوَاكِه مَا كَانَ يخرج من الْبَطن سَرِيعا فإمَّا مَا يبطئ مثل التفاح والسفرجل فَلَا وأحمه يخرج
(1/90)
بِالْجُمْلَةِ مَا يُولد البلغم من الْبُقُول والفواكه والأغذية وَإِنَّمَا أطلقت لَهُ السلق وَغَيره مِمَّا قدمت ذكره لَا أَن يكون جلّ غذائه مِنْهُ بل على أَن يُؤْخَذ شَيْء قبل الطَّعَام ليلين بَطْنه ويسرع بِخُرُوج الأثقال.
وَأما الْفَاكِهَة والبقول المولدة للخلط البلغمى الطَّوِيلَة الاحتباس فِي الْبَطن كالتفاح والكمثرى فردية وليدع اللفت وَالْأُصُول الشبيهة بِهِ وَإِنَّهَا كلهَا غَلِيظَة عسرة الهضم إِلَّا مَا كَانَ مَعَه حرافة ويحذر الْفطر جدا ويدع من هَذِه أَيْضا أعنى مَا فِيهِ حرافة قَوِيَّة يرْتَفع بهَا إِلَى الرَّأْس ويملاء كالخردل الْحَار والكرفس والثوم والبصل فَإِن هَذِه يسخن بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي ويولده خلطارديا فَإِن الْخَرْدَل وَإِن كَانَ يقطع الأخلاط الغليظة فَإِنَّهُ لارتفاعه إِلَى الرَّأْس يضر بِهِ فإمَّا الأسكنجين فَاسْتَعْملهُ تنقية وخاصة بخل العضل وَالْكبر النقيع بخل وَعسل ويسقى ألف فِي الصَّيف بَارِدًا وَفِي الشتَاء فاترا وَقد اكتفيت مرَارًا كَثِيرَة الاسكنجبين فِي علاج صبي يصرع حَتَّى برأَ مَعَ التنقية وأعطه لُحُوم الطير فِي غذائه خلا الأجامية وأعطه من لُحُوم الدَّوَابّ الْأَرْبَع والجدا والأرنب شواء وطبيخا بشبت وكراث وجنبه سَائِر اللحوم وأعطه السّمك وَبِالْجُمْلَةِ تحذره كل غليظ الْخَلْط وكل نافخ كثير عسر الهضم وَالْخُرُوج وأعطه كل يَوْم من دَوَاء العضل بعد تنقية بدنه بمسهل خَفِيف فَإِنِّي قد إبرأت بِهِ صَبيا كَانَ يصرع فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا.
صفته يقطع العضل الرطب وَيجْعَل فِي سؤقه قد كَانَ فِيهَا عسل ويطين رَأسهَا وَيُوضَع فِي زَاوِيَة يسْتَقْبل الْجنُوب وَلَا يسْتَقْبل الشمَال الْبَتَّةَ فِي الصَّيف الشَّديد أَرْبَعِينَ يَوْمًا عِنْد طُلُوع الْكَلْب وأقلبها فِي كل يَوْم حَتَّى يُصِيب الْحر جَمِيع نَوَاحِيهَا ثمَّ خُذْهُ فَإنَّك تَجِد العضل قد أرْخى مَاؤُهُ فَخدَّ ذَلِك المَاء وطيبه بِعَسَل وأنق وَأعْطِ مِنْهُ ملعقة صَغِيرَة للصَّبِيّ وكبيرة للرجل وَخذ جرم البصل فدقه وأعصره وأخلط بمائه عسلا وَهُوَ تالي مِمَّا عملت فِي الْقُوَّة فإمَّا الَّذين)
يطبخون بصل العضل ويعصرونه فَإِنَّهُم يذهبون بقوته.
من الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ أَن جفف دماغ الْبَعِير وَسَقَى بخل نفع من الصرع وَكَذَلِكَ يفعل دماغ ابْن عرس.
من الفصد قَالَ من كَانَ بِهِ عِلّة الصرع فبادر فِي أَيَّام الرّبيع بفصده وَإِن لم تكن دَلَائِل الامتلاء حَاضِرَة وَإِن أردْت أَن تفصده فِي الرّبيع لحراسته من الصرع فإ فصده من رجلَيْهِ وَكَذَلِكَ فافعل فِي السدر والدوار وَعلل الرَّأْس.
قَالَ جالينوس أَن الاسكنجبين العضلي أقوى من هَذَا لكني اتَّخذت هَذَا بالعسل لمَكَان الصَّبِي.
الْإِسْكَنْدَر فِي البرسام قَالَ الصرع يكون إِمَّا عَن الرَّأْس وَإِمَّا عَن الْمعدة وَإِمَّا شَيْء
(1/91)
يصعد من بعض الْأَعْضَاء يحس حَتَّى يَأْتِي الدِّمَاغ عَلامَة الَّذِي من الْمعدة اخْتِلَاج الْقلب وخفقانه ولذع فِي الْمعدة فَإِذا ابطأ عَن الْأكل هاج بِهِ وَالَّذِي يصعد من بعض الْأَعْضَاء يحس بِهِ يصعد من ذَلِك الْعُضْو وَيكون السقم بالمرطوبين وَالصبيان وَالصَّبِيّ لَا يعالج فَإِنَّهُ إِذا كبر صلح وينفع مِنْهُ المحاجم والخردل والكي على الرَّأْس فِي وَقت النّوبَة وَأَشْيَاء حادة تنفخ فِي الْأنف ألف.
من كتاب العلامات البنج يُورث الصرع والأفيون يُورث الكزاز.
عَلَامَات المتهيء للصرع يعرض قبل ذَلِك ثقل فِي الرَّأْس ووجع وصداع شَدِيد وبطؤ فِي الحركات واحتباس فِي الْبَطن واختلاج فِيهِ يستعان بِهَذَا الْكتاب. الصرع إِمَّا فِي الرَّأْس وَإِمَّا فِي الْمعدة وَإِمَّا من الرَّحِم وَإِمَّا من الْحَيَّات فِي الْبَطن وَإِمَّا لِأَن يصعد من عُضْو مَا أَي عُضْو كَانَ بخار رَدِيء فليفصل كلهَا بعلامات وعلاجات.
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ جملَة التحفظ من الصرع إمالة الْمَادَّة دَائِما عَن الرَّأْس بِكُل حِيلَة وَحفظه أبدا خَفِيفا وليقلل الفضول.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا إِذا نَاب الصرع على صَاحبه فانحل وانقضى سَرِيعا ويكلم وَكَانَ ذَلِك فِي يَوْم بحران مُنْذُ يَوْم النّوبَة الأولى دلّ على أَنه قد يخلص من الصرع.
الأولى من السَّادِسَة قَالَ الصَّبِي الَّذِي بِهِ الصرع يتَخَلَّص فِي أَكثر الْأَمر فِي وَقت الإنبات إِلَّا أَن يتدبر تدبيراً رديئاً وَأكْثر مَا تكون هَذِه الْعلَّة بِسَبَب مزاج بَارِد غلب الدِّمَاغ وَيكون مَعَه فِي أَكثر الْأَمر رُطُوبَة وَذَلِكَ أَن الصرع الْحَادِث عَن عُضْو مَا من الْأَعْضَاء قل مَا يعرض وَقد يبتديء)
الصرع بالصبيان مُنْذُ أول ولادتهم وَهَذَا يكون لفضل رُطُوبَة مزاج الدِّمَاغ وَهُوَ يخف مَتى نشوا حَتَّى يبرأ فِي الْأَكْثَر وينقضى بِلَا علاج فَأَما الْحَادِث بعد مَا يترعرع الصَّبِي فَإِنَّهُ يكون لخطأ فِي التَّدْبِير وَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن ينْتَظر بعلاجهم إنبات الشّعْر لَكِن يُبَادر إِلَى ذَلِك.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة الْجِمَاع يضر بِصَاحِب الصرع والصرع خَاص بالصبيان وَلذَلِك سمى الْمَرَض الصبياني.
السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ الصرع قد يكون بمشاركة الدِّمَاغ لعضو مَا وَأكْثر مَا يكون لعِلَّة تخص الدِّمَاغ نَفسه وَالسَّبَب الَّذِي مِنْهُ تكون هَذِه الْعلَّة خلط غليظ بَارِد يجْتَمع فِي بطن الدِّمَاغ ويستولي على منابت العصب وخاصة على عصب النخاع الأول وَقد ينْتَفع فِي تَحْلِيل هَذَا الْخَلْط بالحميات وخاصة الرّبع وَمَا كَانَ من الحميات طَويلا مزمناً وَمن الرّبع فأطولها مُدَّة وَأَشد تناقضاً مثل أَن النافض نَفسه يزعج ذَلِك الْخَلْط الَّذِي قد لحج فِي أصل النخاع وَألف مجاريه وحرارة الْحمى بعد النافض تذيبه وتلطفه وتحيل مزاج الْبدن كُله إِلَى حرارة واليبس وَذَلِكَ أَنه يتبع النافض الْقوي الشَّديد خُرُوج الفضول عَن الْبدن وَأكْثر مَا يكون
(1/92)
ذَلِك بالعرق بعده وَقد يكون بالإختلاف والقيء والصرع تشنج يعرض فِي الْبدن كُله وحدوث الْحمى بعد التشنج مُوَافق فَلذَلِك قَالَ بقراط من بِهِ حمى ربع لَا يُصِيبهُ صرع وَقد ينْحل الصرع عَن المصروع أَن أعقبته حمى.
من تَفْسِير السَّادِسَة قَالَ أَصْحَاب الوسواس السوداوي والصرع يكون من خلط يبل أصل النخاع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الْخَلْط حرارة وَمَعَهُ حمى وَإِلَّا فَلَا.
قَالَ وَيكون إِمَّا من بلغم وَإِمَّا من سَوْدَاء.
الأهوية والبلدان قَالَ أَكثر مَا يعرض للصبيان الصرع والأحداث فِي المدن الجنوبية وَفِي الرؤس الرّطبَة.
الْيَهُودِيّ قَالَ الصرع الَّذِي من السَّوْدَاء ينْتَقل إِلَى الماليخوليا أَو من الماليخوليا إِلَيْهِ وَالَّذِي من البلغم إِلَى الفالج أَو من الفالج إِلَيْهِ قَالَ وَمَتى كَانَ مَعَ الصرع امتلاء وَحُمرَة فِي الرَّأْس وَالْوَجْه وامتلاء فِي الْأَوْدَاج فافصد الصَّافِن ثمَّ افصد بعده عروق الرَّأْس وَمن الْأنف خَاصَّة واحجمه على الْقَفَا.
قَالَ والصرع الَّذِي يحس بالبخار يصعد من الْجوف فَلَا شَيْء أبلغ من بتر الشريانين اللَّذين)
يدخلَانِ القحف على استقامة فَإِن البخار إِنَّمَا يصل إِلَى الدِّمَاغ بهما وتضمد الرَّأْس بالطيوب وَأما الصرع الَّذِي من البلغم فاضمده وأطله بالخرول والقنطوريون وشحم الحنظل وخرء الْحمام وَعسل وعاقرقرحا ودعه مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ اغسله بطبيخ البابونج والصعتر واسهله بأرياج شَحم الحنظل وَإِن وجدت سَبِيلا إِلَى فصد القيفال أَو عرق الْأنف فافعل وَإِلَّا فاحجمه على الْقَفَا واسعطه بالسعوطات الحادة واسقه بعد ذَلِك أيارج هرمس كل يَوْم نصف دِرْهَم بِالْغَدَاةِ وَنصفا بالْعَشي وَإِن بخرت أَنفه بالفاوانيا أَو شم مِنْهُ دَائِما عظم نَفعه.
وَمن عَظِيم مَا يَنْفَعهُمْ السعوط الْحَار وَمن يحجل مِنْهُم إِذا فاق الْعلَّة فِيهِ أقل تمَكنا والصرع من الدِّمَاغ بِمَنْزِلَة الغشي ألف للمعدة وَيكون ذَلِك الْخَلْط يُؤْذِيه فينقبض وينهض لدفعه كالحال فِي الْقَيْء فَيكون من انقباضه على غير نظام تشنج فِي جَمِيع الْبدن وحركات على غير نظام.
الطَّبَرِيّ قَالَ الصرع يقتل الصّبيان وَالنِّسَاء وَبِالْجُمْلَةِ الَّذين دمهم قَلِيل وعروقه ضيقَة سَرِيعا وَإِذا سقط المصروع فَخر كالميت وَقل اضطرابه فَإِنَّهُ يدل على بلغم كثير فِي الدِّمَاغ وَإِذا كَانَ يخرج من فَمه من الزّبد حلى مِنْهُ الأَرْض من السَّوْدَاء وَمن أَفَاق بالعطوسات وَنَحْوهَا فعلته أخف وعلاجه أيسر وينفع من أَن يديم مِنْهُ السداب فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَ الصرع من الْمعدة فَاسْتعْمل الْقَيْء ثمَّ أيارج فَيقْرَأ ثمَّ الْأَدْوِيَة القوية لفم الْمعدة وَإِذا كَانَ
(1/93)
يرفع من بعض أَعْضَاء الْبدن فادلك ذَلِك الْعُضْو وكمده وضع عَلَيْهِ ضماد الْخَرْدَل وقو الرَّأْس لِئَلَّا يقبل البخار قَالَ وينفع من أهرن قَالَ علاج الصرع بعد إمالة الْمَادَّة أَو معالجة الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ مبدؤه أَن يعالج نفس الدِّمَاغ بِمَا يقوى لِئَلَّا يقبل مَا يصير إِلَيْهِ.
قَالَ التشنج الْعَارِض من الصرع يشبه الإختلاج لإمتداد وينحل سَرِيعا وَيكون مَعَ ذهَاب الْعقل والحس وَذَلِكَ سرعَة حُدُوث الصرع وانحلاله أَنه لَيْسَ يكون من اليبس الْبَتَّةَ لَكِن من رطوبات ردية تنصب ثمَّ تسيل أَو تتباعد سَرِيعا والصرع السوداوي يؤول إِلَى اخْتِلَاط الْعقل فإمَّا البلغمي فبقدر عظم التشنج فِيهِ عظم الْعلَّة.
وَقد قَالَ الطَّبَرِيّ أَن قلَّة الإضطراب دَلِيل على عظم الْعلَّة وَقَالَ هَذَانِ بِمِقْدَار عظم التشنج عظم الْعلَّة وَالْأول يدل على عظم الْعلَّة واستسلام الطبيعة فَأَما الثَّانِي فَيدل على شدَّة مجاهدة الطبيعة فَإِذا انحل بطيئاً مَعَ ذَلِك فَهِيَ قَوِيَّة قَالَ والصرع تشنج الدِّمَاغ ويقتصر على الْخَلْط المؤذي ليدفعه وَإِذا عرض تشنج شَدِيد وزبد كثير فَإِن فِي الدِّمَاغ برودة شَدِيدَة غَلِيظَة)
يعسر حلهَا وَالْعلَّة صعبة.
قَالَ وَإِذا كَانَ الصرع من سوء مزاج بِلَا مَادَّة فَلَا يسهل وَلَا يستفرغ لَكِن اسخن الرَّأْس بالدلك والأضمدة وَأَن سعط بِنصْف دانق فلونيا قد سحق وفتق فِي دهن الرازقي وَلبن جَارِيَة نفع جدا والسكبينج ألف وَجَمِيع مرار الطير والسعوطات الحارة ينفع مِنْهُ. الْكِنْدِيّ أكت مكت ينفع من الصرع إِذا علق فِي الْعُنُق. بولس قَالَ الصرع يكون من خلط بلغمي وَيكون فِي الندرة من السَّوْدَاء وَرُبمَا كَانَ فِي بطُون الدِّمَاغ وَرُبمَا كَانَ فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه وَقد يكون باشتراك الْمعدة أَو بعض الْأَعْضَاء مثل الرجل وَالْيَد وَرُبمَا كَانَ عَن الرَّحِم وَرُبمَا كَانَ الْحَامِل مَا دَامَت حَامِلا فَإِذا وضعت بَرِئت ويعرض للصبيان أَكثر خَاصَّة فِي أَصْغَر الصغار مِنْهُم وَقد يكون بالمراهقين والشبان وَقل مَا يعرض للمشايخ والكهول ويتقدم هَذَا الدَّاء تغير فِي النَّفس أَو فِي الْبدن من النسْيَان أَو اضْطِرَاب الأخلاط أَو الصرع وَثقل الرَّأْس وَضعف حَرَكَة اللِّسَان فَإِذا كَانَت الْعلَّة بِسَبَب الْمعدة عرض فِيهَا الإختلاج فِي وَقت الصَّوْم والإبطاء عَن الْأكل وَعرض لَهُم لذع فِي الْمعدة ونخس وَوقت النّوبَة يسقطون ويصيحون ويزبدون والزبد خَاص لَهَا ولهؤلاء وَمِنْهُم من يخرج مِنْهُ الْبَوْل وَالْبرَاز بِلَا إِرَادَة وَإِذا اتَّصَلت نوائبه وتراكبت وتداركت قتلت سَرِيعا وَإِذا عرض للصبيان وَقت الْإِدْرَاك وَالنِّسَاء وَقت الطمث أَو بعد ذَلِك دَامَ بهم إِلَّا أَن يعالجوا علاجاً قَوِيا فَإِن عرض قبل ذَلِك فَإِنَّهُ يُرْجَى إقلاعه هَذَا الْوَقْت ويكشف الصرع ويظهره أَن يدخن بِالْخمرِ أَو بقرن الماعز فَإِن أكل كبد تَيْس أَو شم
(1/94)
رَائِحَته صرع فَإِذا كَانَ الدَّاء بالأطفال فَلَا تعالجهم بِشَيْء أَكثر من إصْلَاح لبنهم فَإِنَّهُم إِذا فطموه أَو أحسن غذاؤهم يبرؤن فَإِن التوت بعض أَعْضَاء المصروع فادلكه بالدهن وَالْمَاء والملينات وَشد الغمز وهيج عَلَيْهِ الْقَيْء وَقت النّوبَة بريشة قد لطخت بدهن السوسن ليخرج مِنْهُم البلغم السَّاتِر فِي ذَلِك الْوَقْت واشمهم الحلتيت وَالْخمر والقطران والزفت وَيمْسَح أَفْوَاههم وينظف فَأَما عِنْد الرَّاحَة فافصد أَولا ثمَّ ضمد الْأَطْرَاف بالأدوية المحمرة وضع المحاجم على تَحت الشرسيف وَيصب فِي فَمه حَال الصرع حلتيت وجندبادستر مَعَ خل وَعسل وَفِي وَقت الرَّاحَة إسهلهم وأحقنهم وَأَمْنَع جَمِيع الْأَشْرِبَة إِلَّا المَاء زَمَانا طَويلا فَإِذا فصدوا أرحهم أسبوعاً ثمَّ أسهلهم بالخربق الْأسود والسقمونيا والحنظل وقثاء الْحمار والأسطوخودوس وقيئهم بالأدوية ألف القوية ثمَّ أرحهم أَيَّامًا وادخلهم الْحمام واحجمهم بعد الثَّالِث تَحت الشراسيف وَفِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ ثمَّ أرحهم أَيَّامًا واسقهم أيارج)
روفس ثمَّ احجمهم أَيْضا فِي الرَّأْس فِي النقرة والفاس ثمَّ احْلق رَأسه وضمده بالخل والخردل والسداب ثمَّ أرحه أَيَّامًا وعاود الإسهال وخاصة بشحم الحنظل ثمَّ يعطس بالجندبادستر وتغرغر بخل العنصل ويحقن أَيْضا بالحقن الحادة ويضمد بضماد الْخَرْدَل ويدار عَلَيْهِم التَّدْبِير مَرَّات من الإراحة فِيمَا بَين ذَلِك ويسقون كل يَوْم سكنجبين عنصلي ويدمنون بِأَكْل الْكبر والسمك المالح ويحذروا اللحوم والحبوب وَالشرَاب والباه وَالْحمام وَمن الْخَرْدَل والبصل والثوم وَجَمِيع مَا يسْرع إِلَى الرَّأْس وَمَا يملأه كالشراب الصّرْف الْقوي خَاصَّة ويستعملون الدَّلْك والرياضة لما تَحت الرَّأْس وَليكن ذَلِك وَالرَّأْس منتصب ويدلك الرَّأْس بعد ذَلِك وَأما الْعَارِض من قبل الْمعدة فاعن بهضمه وَليكن غذاؤه خَفِيفا واسقه فيقرا مَرَّات كل سِتَّة وَالتَّاسِع بالطبع لهَذِهِ الْعلَّة الْحَادِثَة وَإِن الفاوانيا والغاريقون والساساليوس وَثَمَرَة السعولوفيق وأصل الزراند المدحرج إِذا شرب مِنْهُ بِالْمَاءِ وحجامة السَّاق إِذا أدمنت وَإِذا يصعد من بعض الْأَعْضَاء فَيَنْبَغِي حِين يبْدَأ أَن يرْبط ذَلِك الْعُضْو فَوق الْموضع الَّذِي بَدَأَ ربطاً شَدِيدا فَإِنَّهُ يمْنَع النّوبَة فإمَّا فِي وَقت الرَّاحَة فأطل ذَلِك الْعُضْو بالأدوية المحمرة وَاجعَل فِيهَا ذراريح ليتنفط جَمِيع هَؤُلَاءِ المحامات الحارة للْمَاء وليحذروا دَائِما سوء الهضم والأغذية الغليظة وَتَأَخر الطَّعَام عَنْهُم وقتا طَويلا رَدِيء لَهُم وَغَلَبَة المرار على أبدانهم يجلب عَلَيْهِم النّوبَة وَشرب الْخمر وخاصة الصّرْف والأشياء الحريفة وَلَا يبطؤا فِي الْحمام وَلَا يسخن رؤوسهم فِي الشَّمْس فَإِن ذَلِك يجلب عَلَيْهِم النّوبَة.
والكابوس يعرض للسكارى وَالَّذين يصيبهم فَسَاد الهضم فَإِذا عرض لَهُ يحس بِشَيْء ثقيل يَقع عَلَيْهِ وَلَا يقدر أَن يَصِيح وَرُبمَا صَاح فَلَا يَنْبَغِي أَن يتغافل عَنهُ فَإِنَّهُ إِذا تَوَاتر وتداوى إِلَى الصرح والفالج بل يُبَادر بالفصد والإسهال وَأفضل مَا يعالج بِهِ الخريق الْأسود يُؤْخَذ مِنْهُ نصف ويخلط بِنصْف دِرْهَم سقمونيا وَشَيْء من البذور الطبية ويعظم نفع أيارج
(1/95)
فَيقْرَأ وروفس لَهُم وليلطف تدبيرهم وينفع حب الفاوانيا فليسحق من حبه خَمْسَة عشر حَبَّة يسقون ويتناولونه تناولاً مُتَّصِلا.
الْإِسْكَنْدَر فِي كناشه قَالَ لم أر شَيْئا أبلغ فِي الصرع من هَذَا الْحبّ سقمونيا أَرْبَعَة خربق نصف فربيون نصف مقل وَاحِد نطرون نصف صَبر وَاحِد شَحم الحنظل أَرْبَعَة الشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطا للصَّبِيّ ومثقالاً للبالغ.
قَالَ وَأما أَنا فإنى بعد أَن سقيته هَذَا الْحبّ وَنَحْوه مِمَّا يخرج البلغم والسوداء بِقُوَّة اجْعَل ذَلِك)
الْعُضْو عرقاً إبدأ دلكه وضع عَلَيْهِ الشيطرج فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ وَهَذَا دَوَاء خَفِيف وعظيم النَّفْع يُؤْخَذ عاقرقرحا فينعم سحقه جدا ويسقى ملعقة بِمثلِهِ عسل وَيشْرب مِنْهُ أحد عشر حَبَّة شربة وَليكن بَين كل شربتين أَيَّام فَإِنَّهُ مجرب وَلَا يحقرن ذَلِك وَيظْهر للصرع أَن يبخر تَحت أَنفه قرن مَاعِز وَيجْعَل فِي أَنفه مِنْهُ فَإِنَّهُ يصرع مَكَانَهُ وَيُقَال الْعُرُوق الَّتِي تَحت ألسنتهم تكون خضراء.
قَالَ وَإِذا صرع الْإِنْسَان فَلْيحْفَظ جوارحه كلهَا على استوائها ويكمد رَأسه بأسخن مَا يُمكن من الكماد فَإِنَّهُ يفتق وشم السداب الْبري يفِيق المصروع ويبرئه فِي حَال الرَّاحَة إِذا أضمن شمه وَقد جربته وَجُمْلَة تَدْبِير المصروع أَلا يفْسد الهضم بل يَعْنِي بجودته ويدع الشَّرَاب وخاصة الصّرْف وَالْقَوِي مِنْهُ وَاللَّبن والجبن وَكلما كَانَ من اللَّبن وَجَمِيع الأرايح المنتنة والطيبة جدا وَلَا يقعدوا فِي مَكَان فِيهِ ريح وَلَا يشرفوا من مَوضِع عَال وَلَا يديموا تَدْبِير رَأسه حَتَّى يبرأ وَلَا يجلس فِي الشَّمْس وَلَا يقرب نَارا وَلَا يُطِيل فِي الْحمام وَلَا يصب على رَأسه مَا يسخن وَلَا يقرب الْحمام إِلَّا وَقد تمّ هضمه وَلَا يَأْكُل الحلوة وَلَا يشرب أشربة حلوة الَّتِي تولد بلغماً فَإِن المتعاهد لهَذَا التَّدْبِير لَا يحْتَاج إِلَى علاج.
شَمْعُون قَالَ إِذا كَانَ مَعَ الصرع ارتعاش واضطراب فَإِنَّهُ بلغم لِأَنَّهُ لَا يُمكن فِي البلغم أَن يمْنَع مجاري الرّوح فِي العصب وَإِمَّا من صرع فاستسقطت أعضاؤه كلهَا فَإِنَّهُ من السَّوْدَاء وَهُوَ شَرّ من الأول لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن يسد جَمِيع مسال الرّوح فَيقْتل العليل سَرِيعا وَلَا شَيْء أبلغ من الإستفراغ بالفصد والإسهال والغرور والعطوس من أَن يشرب كل يَوْم مِقْدَار نيقة من الثبادريطوس وَمثل ذَلِك بِاللَّيْلِ ويديم ذَلِك فَإِنَّهُ برأَ عَلَيْهِ خلق كثير وعلاج الصرع البلغمي أَن أحلق رَأسه وضمده بالخردل والتفسيا واسهله بشحم الحنظل وافصده من ساعده ثمَّ مرفقه ثمَّ مره بالعطاس والزمه الثبادريطوس فِي كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة قَلِيلا قَلِيلا.
وينفع الكابوس أَن يسْقِي الفاوانيا بِالْمَاءِ. الإختصارات قَالَ أم الصّبيان هُوَ تشنج من يبس قَالَ وَفِي الصرع ألف يجب أَن يجْتَنب الْحمام ويعالج بالقيء. ابْن ماسويه للصرع يُؤْخَذ جندباستر وكندس فينفخ فِي أنف المصروع فَإِنَّهُ إفاقة جَيِّدَة.
(1/96)
من اختصارات حنين يُؤْخَذ الأفتيمون فَيدق ويعجن مَعَ دَقِيق شعير وخل خمر وَيعْمل مِنْهُ نفاخات ويدمن شمها فِي كل حِين فَإِن فِيهِ نفعا عَظِيما وينفع أكل لحم الماعز وإدمانه من بَين سَائِر اللحوم فَإِنَّهُ يُخَفف الْعلَّة أَو يُؤْخَذ مخ سَاق الْجمل فيذاب مَعَ دهن ورد ويمرخ بِهِ الأصداغ وفقار)
الرَّقَبَة والصدر وَالظّهْر والمعدة فَإِن فِيهِ نفعا عَظِيما وَهُوَ مجرب ويسقى الْمَرِيض غدْوَة وَعَشِيَّة من زبد الْبَحْر ويسقى من الجعدة فَإِنَّهَا تفعل بخاصية فعلا عجيباً أَو يُؤْخَذ جلد من جبهة حمَار وَيعْمل مِنْهُ سيراً ويلبس سنة تَامَّة على الْجَبْهَة ويبدل كل سنة فَإِنَّهُ مجرب نَافِع من النّوبَة وَيطْعم العليل لحم حمَار أَهلِي كل شهر مرّة فِي أَوله ويسقى من الأقحوان الْأَبْيَض فَإِن فِيهِ خاصية عَجِيبَة سريقة. أريباسوس قَالَ فِي حَال النّوبَة قوم أعضائهم المتشنجة وأمرخها إِمَّا بالدهن وَأدْخل ريشة من حُلُوقهمْ وقيئهم وعطسهم فَإِن لم يفيقوا بِهَذِهِ فَإِن الْعلَّة صعبة رَدِيئَة وَفِي وَقت الرَّاحَة افصدهم فَإِن لم يكن فصدهم فضع ضماد الْخَرْدَل على أَطْرَافهم وعَلى الْأَعْضَاء الَّتِي يصعد مِنْهَا.
وَإِذا عسرت الْإِفَاقَة فاسعطه بجند بادستر وخل وحلتيت وَفِي وَقت النّوبَة أحقنه بقنطوريون وحنظل واسهله كل أُسْبُوع مرّة بشحم الحنظل والخربق ويعظم نفع حجامة السَّاق إِذا أدمنت وَتَعْلِيق الفاوانيا وَمِمَّا يعظم نَفعه الغاريقون والساساليوس والزراوند المدحرج وَحب الفاوانيا إِذا شرب بِالْمَاءِ.
الساهرن قَالَ إجود مَا يكون الفاوانيا الَّذِي يشم ويعلق إِذا كَانَ رطبا بعد وينفع من الصرع الغاريقون والساساليوس والحسى والزراوند المدحرج فَأَما الْكِبَار فعالجهم بالقيء والإسهال والأدوية المبدلة للمزاج ويتخذ للصبيان نفاخة من هَذِه يدمنوا شمها ويعلق مِنْهَا مخنقة عَظِيمَة فِي رقابهم ويبخروا بهَا أَيْضا.
روفس قَالَ إِذا عرض الكابوس فبادر بالقيء والإسهال وتلطيف التَّدْبِير ونفض الرَّأْس بالعطوس والغرور ثمَّ أطله بالجندبادستر وَنَحْوه لِئَلَّا يصير إِلَى الصرع قَالَ وَذَلِكَ فِي كِتَابه إِلَى الْعَامَّة.
وَفِي كِتَابه فِي الماليخوليا قَالَ ظُهُور البرص فِي أَصْحَاب الصرع دَلِيل عَظِيم على البرؤ وَإِذا ظهر خَاصَّة فِي الرَّأْس وَالْحلق والرقبة.
تياذوق شمع ثَمَانِيَة تفسيا ألف مثقالان جندبادستر ثَلَاثَة فربيون مِثْقَال زَيْت مَا يَكْفِي أذبه واسحقه حَتَّى يصير مرهما أطله على الْعُضْو الَّذِي يصعد مِنْهُ الصرع وعَلى الرَّأْس إِذا كَانَت الآفة مِنْهُ.
سرابيون إِذا كَانَ الصرع بالإنفراد الدِّمَاغ نَفسه كَانَ مَعَه ثقل فِي الرَّأْس ودوار وظلمة لِلْبَصَرِ)
وعسر حَرَكَة اللِّسَان وَالْعين وصفرة الْوَجْه وَالْعين وحركة اضْطِرَاب فِي اللِّسَان
(1/97)
وَإِن كَانَ باشتراك الْمعدة كَانَ مَعَه اخْتِلَاج الْمعدة ولذع فِيهَا وغنى وَرُبمَا وخاصة عِنْد الْجُوع وَرُبمَا صَاح المصروع صَيْحَة عَظِيمَة قبل أَن يصرع وَرُبمَا أمنُوا وَالَّذِي باشتراك عُضْو مَا فَإِنَّهُ يحس بِهِ يصعد من ذل الْعُضْو فَإِن كَانَ المصروع رضيعاً فَلَا تعالجه لِأَن الزَّمَان يصلحه وأعن بإصلاح اللَّبن وَسُرْعَة الْفِطَام واسعطه بالثليثا بِمَاء الشابانك أَو المرزنجوش قبل نوبَة الْعلَّة فَهَذَا تَدْبيره مَا دَامَ طفْلا وَأما الْمدْرك فلطف تَدْبيره ورضه وَاجعَل فِي خبزه كزبرة فَإِنَّهُ يمْنَع صعُود البخار إِلَى الرَّأْس وَالنَّوْم وحذره الْخَرْدَل فَإِنَّهُ يكثر صعُود صعُود البخار إِلَى الرَّأْس والثوم والبصل والباقلي والكرنب وليتركوا جَمِيع الْفَوَاكِه الرّطبَة وَالتَّمْر والجوز والأغذية الغليظة ويدعوا الْحمام الْبَتَّةَ وَلَا شَيْء خير لَهُ من أَن ينْتَقل إِلَى بلد حَار ثمَّ إِلَى أحر مِنْهُ حَتَّى يصير مَأْوَاه بَلَدا حارا قَلِيل الْغذَاء يَابسا قَلِيل المَاء كالمدينة والبادية وَمَكَّة وَإِلَّا فليتدرج فِي الْأَدْوِيَة الحارة شَيْئا بعد شَيْء وَيتْرك مَتى اسخنه حَتَّى يُبدل مزاجه يسْتَمر عَلَيْهِ فَلَا يضرّهُ وَلَا يشرب الشَّرَاب إِلَّا أقل ذَلِك وَلَا يشْربُوا صرفا فَإِنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس ويشربوا السكنجين العنصلي أَو شراب الأفسنتين.
وَفِي وَقت الدّور افْتَحْ فَاه والقمة وقيئه بريشة قد غمست فِي دهن سوسن وَإِن لم يسهل عَلَيْهِم الْقَيْء فعودهم فِي الصحو وليدمنوا فِي وَقت الرَّاحَة وَإِن وجدت الْوَجْه أَحْمَر ممتليا فافصده من رجله أَو احجم ساقة ثمَّ ابدأ بالإسهال للخلط البلغمي أَو السوداوي وَأَيّمَا قدرت أَنه الْفَاعِل دواما ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة وَليكن ذَلِك بطبيخ الأفتيمون والغاريقون والاسطوخودوس والبسفايج والتربد والشاهترج والهليلج فَإِن هَذِه تسهل السَّوْدَاء وَلَا تسخن وَإِن كَانَ الْخَلْط بلغميا فبالتبريد وشحم الحنظل والغاريقون والاسطوخودوس وقثاء الْحمار وبأيارج روفس فَإِنَّهُ قد برِئ على الإسهال بِهِ وَحده خلق كثير حَيْثُ أدمنوه وَبعد جودة الاستفراغ.
غرغر وعطس وَاسْتعْمل للخرز من نوية الْعلَّة الْقَيْء بعد الطَّعَام من الْأَشْيَاء الْمُقطعَة وأدمنه لِأَنَّهُ إِذا أدمن منع اجْتِمَاع الفضول وَإِن كَانَ ذَلِك يهيج بِهِ إِذا جَاع فبادر كل يَوْم فغذه ألف بِخبْز قد انقع فِي مَاء الرُّمَّان وشراب يسير ممزوج بِمَاء كثيرا أَو رب السفرجل والتفاح وَأرى أَن الشَّرَاب لَا يضر من كَانَ سَببه سوداويا.
قَالَ وَإِن كَانَ ذَلِك لاشتراك بعض الْأَعْضَاء فاطل الْعُضْو بضماد الْخَرْدَل والشيطرج والتفسيا والجندبادستر واحرص أَن تستفرغ مِنْهُ وتنقيه من السَّوْدَاء والبلغم وانحر مِنْهُ عرقا كثيرا)
واشرطه وادلكه ورضه واربط فَوْقه واصلح حَال الْبدن وَاسْتعْمل كل يَوْم هَذِه الْأَدْوِيَة. دَوَاء فائق سيساليسوس حب الْغَار ثَلَاثَة ثَلَاثَة زراوند مدحرج أسارون فاوانيا اثْنَان جندبادستر وَاحِد أَقْرَاص ألأطفال وَاحِد يلت الْجَمِيع بخل خمر فائق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر الجوزة بِمَاء الْعَسَل أَو بالسكنجبين العنصلي.
وَأما من الْخَفِيفَة السهلة فالعاقرفرحا يسحق ويعجن بالعسل المنزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر
(1/98)
وَأما أيارج روفس فقد برأَ خلقا كثيرا مِمَّن أيس الْأَطِبَّاء مِنْهُم من تقدمة الْإِنْذَار لبقراط قَالَ إِذا كَانَ المصروع من الراس فَإِنَّهُ صَعب الْبُرْء وَإِذا كَانَ عَن بعض الْأَعْضَاء فاليد وَالرجل فَإِنَّهُ هَين الْبُرْء.
جورجوس قَالَ الدَّاء الَّذِي يُسمى أم الصّبيان إِنَّمَا هُوَ تشنج يعرض مَعَ حمى حادة محرقة يابسة قشفة وَيكون الْبَوْل مَعَ ذَلِك أَبيض وَالصغَار يصلونَ مِنْهُ أَكثر لرطوبة عصبهم وَمن جَاوز سبع سِنِين ثمَّ حدث عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء قوي لم يغلب مِنْهُ فَعَلَيْك بالآبزن وحلب اللَّبن على الرَّأْس والسعوط بدهن الْورْد والقرع والبنفسج وَلبن جَارِيَة وَلَا تفارق الهامة الدّهن وَاللَّبن ويضمد خرز الصلب كُله والعنق بالخطمى ودهن بنفسج مفتر ودقيق بزر الْكَتَّان يفتر وَيُوضَع عَلَيْهِ وَمَتى برد مرخ بدهن بنفسج مفتر واسخن الضماد وأعده عَلَيْهِ ويسقى أَو تسقى المرضعه مَا تسقى فِي هَذِه الْأَمْرَاض الحادة وَليكن فِي الْموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ سرداب أَو مَا يعدله فِي الْبرد والرطوبة.
من كتاب بقراط فِي الْمَرَض الإلهي قَالَ يكون هَذَا الْمَرَض من رُطُوبَة ابتل الدِّمَاغ وَيعلم ذَلِك من الْمعز الَّذِي يُصِيبهَا هَذَا الدَّاء فَإِنَّهُ يكثر ذَلِك فِيهَا وَيكون مَا أَصَابَهَا هَذَا الدَّاء إِذا كشف دماغها وجد مبلولا بالرطوبة.
أبيذيميا الثَّامِنَة من السَّادِسَة قَالَ إِذا كَانَ مَعَ الصرع حمى فَإِنَّهُ من خلط مراري وَقد يكون ذَلِك فِي الندرة إِذا رَأَيْت الْبدن مِمَّا لَهُ أَن يتَوَلَّد فِيهِ الْخَلْط الْأسود ألف وَكَانَ نحيفا يَابِس المنخر وَالْعين قَلِيل سيلان الفضول عَظِيم الْعُرُوق ممتليا وَكَانَ تَدْبيره مِمَّا يُولد الْخَلْط الْأسود وتضره الْحَرَارَة فافصده ثمَّ أسهله إسهالاً متواترا ثمَّ اجْعَل تَدْبيره كُله مرطبا وَإِيَّاك والموصوفة للصرع وَكلما تلطف لَكِن الْقَصْد عَلَيْك بالتبديل والترطيب ليقل تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْبدن.
ابْن ماسويه فِي الكناش قَالَ من سقط بَغْتَة بصيحة شَدِيدَة وارتعاش وبال وانجى وَخرج مِنْهُ)
زبد كثير والتوت أعضاؤه جدا فعلته قَوِيَّة جدا وَهِي قاتلة وَمن حدث بِهِ الصرع وَلم يكن يعرق فِيمَا مضى فأبداء بالقيء ثمَّ الأسهال ثمَّ بالغراغر ثمَّ أفصد قيفاله وتدمن شم الحليت وتوضع المحاجم على شراسيفه تدمن الفيقرا فَإِن هَذَا مَانع إِن يستحكم وَنَافِع إِن لم يستحكم فَإِن استحكم فصليك بِمَا يسخنه ويجفف وينفع مِنْهُ إدمان الْحجامَة على السَّاق وَمن عرض لَهُ عَن الْمعدة فاطعمه فِي السَّاعَة الثَّالِثَة خبز السميذ بشراب عفص وأدمن سقيه بأيارج فيقرا.
وَأما الكابوس فَإِنَّهُ مُقَدّمَة للصرع وَيكون من كَثْرَة خلط فِي الْبدن يرْتَفع بخار كثير إِلَى الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ من دم كثير وعلاجه الفصد وتلطيف التَّدْبِير.
الغاريقون ينفع من الصرع الزراوند المدحرج نَافِع فِي الصرع الفاوانيا نَافِع إِذا علق على من بِهِ صرع وَقد جربته باستقصاء فَوَجَدته بليغ النَّفْع وَإِذا علق الحَدِيث مِنْهُ وَشَيْء عَظِيم مِنْهُ الساساليوس لِأَنَّهُ قد يجمع الأسخان ولطافة كَثِيرَة ينفع من الصرع.
(1/99)
بنداديقون أَنْفَع الْأَدْوِيَة كلهَا للصرع القردمانا الساطع الرايحة الحريف إِذا شرب مِمَّا نفع من الصرع حب البلسان جيد للصرع الزفت الْيَابِس إِذا بخر بِهِ صدع من بِهِ صرع وَيظْهر مَا بِهِ التِّين جيد للصرع الْخَرْدَل إِذا سحق وَنفخ فِي أنف المصروع وَمن بِهِ اختناق الرَّحِم أَفَاق الغاريقون إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَو ثولوسات نفع من الصرع.
الحلتيت الطّيب إِذا شرب بالاسكنجبين نفع من الصرع السكنجبين يسقى للصرع.
ابْن ماسويه بزر الباذروج ينفع من الصرع بزر الرازيانج نَافِع لصَاحب الصرع.
بزر الكرفس يضر لصَاحب الصرع. لثاليوس فِي كتاب الْحِجَارَة المرقشيثا إِن علق على الصَّبِي لم يتفزع فِي النّوم.
ماسرجويه قَالَ الساساليوس إِذا شرب أَو سعط بِهِ ابرأ من الصرع. الخوز قَالَ ألف السكبينج ينفع من الصرع إِذا سعط بِهِ.
الْيَهُودِيّ إِن دخن الْأنف بالفاوانيا ابرأ من الصرع وَإِن أطْعم حَبَّة مَعَ الجلنجبن أَيَّامًا نفع جدا.
ابْن البطريق الرتة إِذا سعط بقشرها الْأَعْلَى كَانَ جيد للصرع جدا.
لي معجون عَجِيب يسْتَعْمل للصرع زراوند مدحرج وسقند ليون واسطوخودوس بِالسَّوِيَّةِ غاريقون ثلث الْجَمِيع يعجن بِعَسَل وَيشْرب.
حنين فِي كتاب الترياق قَالَ النافعة من الصرع الغاريقون والفنجنشكت والساساليوس)
والجنطايانا وَحب البلسان والقردمانا والقنة والسكبينج.
الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ الصرع يكون إِذا انسدت بطُون الدِّمَاغ لَا فِي الْغَايَة لِأَنَّهَا إِذا انسدت بتة كَانَت السكتة لَا الصرع.
قَالَ أَجنَاس الصرع الْعِظَام جِنْسَانِ أَحدهمَا يكون من خلط مراري حاد وَمَعَهُ حمى وَيكون من صفراء غَلِيظَة أَو دم وَالْآخر من أخلاط بَارِدَة وَلَا حمى مَعهَا وَيكون من البلغم وَمن السَّوْدَاء وينفع مِنْهُ جدا أَن يكثر شم السداب الطري ويعلق فِي رقبته مِنْهُ.
قَالَ جالينوس فِي الزّبد قولا لَعَلَّه توهم أَنه صَالح فِي الصرع وَيَنْبَغِي أَن لَا يفهم عَنهُ على هَذَا الْوَجْه لِأَن الزّبد يدل على شدَّة معاركة الطبيعة والاستكراه إِنَّمَا يكون فِي وَقت النّوبَة لِأَن الاستكراه قد بلغ غَايَته الَّتِي لَا شَيْء وَرَاءَهَا فَلذَلِك يتبعهُ أما الْإِفَاقَة أَو الْمَوْت وَفِي الْأَكْثَر يتبعهُ الْإِفَاقَة لَعَلَّه أَن يجوز فإمَّا الزّبد فَكلما كَانَ أَكثر فَإِن الْعلَّة أصعب وإردء كثيرا مِمَّا يقل فِيهِ الزّبد وَأما مَا لم يكن فِيهِ زبد الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ خَفِيف.
الطَّبَرِيّ قَالَ ينفع من الصرع نطل الرَّأْس بطبيخ المرزنجوش والفوتنج والتضميد
(1/100)
بالخردل والسعوط بالكندس والنقلة إِلَى بلد يَابِس والإسهال بايارج شَحم الحنظل مَتى وجدت أنسانا يصرع إِذا هُوَ أَبْطَأَ عَن الطَّعَام وَلَا يُصِيبهُ ذَلِك وقدا كل بتة فَأعْلم أَن علته عَن فَم الْمعدة فبادر بإطعامه كل يَوْم مَا يُقَوي فَم الْمعدة واستفرغه بايارج المر.
لي سعوط بليغ للصرع قد برأَ عَلَيْهِ جمَاعَة يسعط العليل بالكندس والخربق الْأَبْيَض والعرطنثيا وشحم الحنظل فَإِذا سكن المغص سعط بعد ثَلَاث سَاعَات بِهَذَا العسوط ونام عَلَيْهِ فاوانيا وقرد مانا وقشر الرئة ألف وسيساليوس طرية واسطوخودوس أَجزَاء سَوَاء سكبينج نصف جُزْء وَيحل السكبينج يشيف بِهِ الْأَدْوِيَة وَقد يركب مثل الْكحل ويسعط بِهِ وينفخ مِنْهُ بِمَاء السداب فَإِنَّهُ بَالغ لي مُفْردَة للصرع عَاقِر قرحا اسطوخودوس سكبينج حلتيت أشق حب البلسان بزر البادروج دماغ الْجمل دم السلحفاة الْبَريَّة الْأَصَابِع الصفر عِظَام الرَّأْس محرق جَوف ابْن عرس أنفحة الأرنب غاريقون رماد حوافر الْحمار مرَارَة الدب عضل ايرساكاكنج زراوند سيساليون فاشراوج زبد الْبَحْر جندبادستر سداب.
بالغورس الْأَصَابِع الصفر خاصتها النَّفْع من الصرع. بولس قَالَ أظفار الطّيب إِذا بخر بهَا نَفَعت المصروع قَالَ جالينوس أعرف أنسانا كَانَ يسْقِي المصروعين عِظَام النَّاس محرقة وَقد ابرأ)
قَالَ دم ابْن عرس ينفع من الصرع وَقَالَ جالينوس يَقُول قوم أَنه أَن جفف ابْن عرس وسحق وَشرب نفع من الصرع لِأَن فِيهِ قُوَّة محللة قَوِيَّة قَالَ وجوف ابْن عرس إِذا حشي بكزبرة وجفف نفع من الصرع.
بولس قَالَ جالينوس أَن جَمِيع ابْن عرس وَقيل دماغ ابْن عرس إِذا شرب بالخل ابرأ الصرع.
ابْن مَا سويه لحم ابْن عرس نَافِع للصرع قَالَ جالينوس قد ذكر فِي الْكتب أَن انفحة الأرنب إِذا شربت بالخل تَنْفَع من الصرع قَالَ الاسطوخودوس يسْقِي المصروع مَعَ عَاقِر قرحا والسكبينج وَيُعْطِي خل فِيهِ اسطوخودوس ينفع جدا وينفع من الصرع الأشق إِذا خلط بالعسل ولعق نفع من الصرع دهن البنفسج نَافِع للصرع وَأم الصّبيان.
جالينوس أَن دماغ الْجمل إِذا شرب بالخل ابرأ من الصرع دم السلحفاة الْبَريَّة نَافِع من الصرع مَاء الْجُبْن يسهل بِهِ من أَصْحَاب الصرع من لَا يحْتَمل حِدة الْأَدْوِيَة المسهلة. بولس نَبَات يُسمى الزهرة نَافِع من الصرع.
حجر الْقَمَر قَالَ جالينوس قد وثقوا مِنْهُ أَنه يشفي الصرع وَقَالَ أَنه يحل ويسقى المصروع فنيفع مِنْهُ.
روفس قَالَ المَاء خير لأَصْحَاب الصرع من الشَّرَاب قَالَ وَالْمَاء الفاتر نَافِع من الصرع شرب أَو
(1/101)
قَالَ مرَارَة الدب نافعة للصرع.
جالينوس الايرسا جيد من الصرع. ابْن مَا سويه السكنجبين نَافِع من الصرع جيد جدا أصل الفاشرا إِذا شرب مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ نفع من الصرع جدا ألف وَقَالَ القفر إِذا بخر بِهِ أظهر الصرع القنة إِذا بخر بهَا نفع من الصرع.
التِّين الْيَابِس نَافِع للمصروع والخردل إِذا أنعم سحقه وشم انتبه المصروع. ابْن مَا سويه الْخَرْدَل أَن أكل مَعَ السلق نفع من الصرع قَالَ بزر الخشخاش الْبري أَن أَخذ مِنْهُ أنكسو ثافن قيأ ويوافق المصروعين هَذَا الْقَيْء خَاصَّة قَالَ والحصى الْمَوْجُود فِي حواصل الخطاطيف يُبرئ الصرع برأَ تَاما قَالَ والإسهال بالخربق الْأسود ينفع جدا.
روفس قَالَ أَن أنعم سحق الفاواينا بخل وعجن بدهن ورد وَمسح بِهِ جَسَد الصّبيان الَّذين بهم ابليميا نفعهم وليلزم المصروعين الأغذية الَّتِي تسهل الْبَطن وينحف الْجَسَد ويباعد مِمَّا يمْلَأ ويسمن.)
قَالَ ديوجانس بِهَذَا لَا سم ليدل على أَن تهيجه من الدَّم قَالَ وَقَالَ ارسطاطاليس أَن أَصْحَاب هَذَا الدَّاء يتفزعون فِي النّوم جدا وَيَقَع عَلَيْهِم الكابوس وَهُوَ ابْتِدَاء هَذَا الْقسم فَإِذا تمكن الكابوس صَار صرعاً وَإِذا تتَابع الصرع على الْإِنْسَان قَتله سَرِيعا وَأَن أَصَابَهُ فِي مُدَّة طَوِيلَة أَبْطَأَ قَتله وَإِن ظهر بالمصروعين بعض الورم ذهب بِهِ وأذهبه وَجل مَا يعرض فِي الصّبيان إِلَى أَن يراهقوا وقلما يعرض للشبان والمشايخ ويعرض للنِّسَاء وخاصة للواتي لَا يطمثن ويهيج فِي الشتَاء وَالربيع ويثيره الشمَال لحقنه للرطوبات والجنوب لترقيقه الأخلاط والسكون والدعة يزيدان فِيهِ وَكَذَلِكَ الزِّيَادَة فِي الْغذَاء وَالْخَوْف والوجبة والصيحة بَغْتَة والرايحة القوية يهجه وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن الزفت إِذا دخن بِهِ صرعهم وَكَذَلِكَ الْفقر والميعة ويهجه الْأَشْرَاف من الْمَوَاضِع الْعَالِيَة والدواليب وَنَحْوهَا.
مَجْهُول قَالَ الصرع يعرض للصبيان لرطوبتهم فَيَنْبَغِي أَن يلطف لبنهم بالبزور الملطفة والأغذية اللطيفة وَيمْنَع الْمُرضعَة وَالصَّبِيّ الْحمام بعد الْغذَاء وَيسْتَعْمل دلك الْأَطْرَاف ويجتنب جَمِيع أَجنَاس الكرفس فَإِنَّهُ ردى وَالشرَاب الحوصى وَجَمِيع مَا يمْلَأ الرَّأْس ويقل الدسم فِي الطَّعَام وَيَأْكُل من الْحَيَوَان الْخَفِيف الْكثير الْحَرَكَة الْقَلِيل الرُّطُوبَة ويجتنب العدس والباقلي والثوم والبصل وَاللَّبن وكل غذَاء يهيجه وينفع مِنْهُ الفستق وَالزَّبِيب الحلو ألف وَلَا يقرب الحموضات فَإِنَّهَا رَدِيئَة جدا والسكنجبين جيد لِأَنَّهُ يلطف ويدر الْبَوْل والشبت جيد إِذا وَقع فِي طبيخهم والافتيمون والغاريقون وشحم الحنظل والاسطوخودوس والبسفايج والخربق الْأسود يتَّخذ حبوبهم مِنْهَا والوج نَافِع بخاصيته فِيهِ وشراب الافسنتين وطبيخ
(1/102)
الزوفا لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل وَالْبرَاز وليتفرغوا بالفة تنج والزوفا والصعتر ومطبوخة فِي سكنجيين فَإِنَّهُ ينفع جدا لِأَنَّهُ ينزل بلغماً كثيرا ويعتمد فيهم على مَا يسهل السَّوْدَاء والبلغم ويلقي الفاوانيا غدْوَة فِي الأغذية والمسهلة ويبخرون بِهِ تَحت قمع فِي آنافهم ويجتذبوا دخانه ويأكلوا الشفانين والحجل والعصافير الجبلية وَنَحْوهَا من المجففة ويسهلوا بشحم الحنظل والفربيون وبالخربق وبالبسفايج والتربد والغاريقون وَالْحجر الأرمني.
من كتاب ابقراط فِي الصرع قَالَ إِذا عرض للصَّبِيّ فِي رَأسه أَو أُذُنَيْهِ وخده قُرُوح وَكثر لعابه ومحاطه كَانَ أبعد من الصرع لِأَن دماغه ينقي من الرطوبات وَمن الْأَطْفَال من ينقي دماغه فِي الرَّحِم وَمن لم ينق دماغه لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا أَصَابَهُ الصرع وَهَذَا الْمَرَض يكون من البلغم فَقَط وَلَا يكون من الْمرة اليتة وَأكْثر من يُصِيبهُ هَذَا الدَّاء يَمُوت أَن كَانَ هَذَا الدَّاء قَوِيا لِأَن)
عروقهم ضيقَة لَا تحْتَمل برد البلغم الثخين الْكثير وَمَتى شب الصَّبِي فَقَوِيت حرارته ضعفت علته وَمن مُضِيّ عَلَيْهِ سنة لم يصبهُ هَذَا الدَّاء إِلَّا أَن يكون ذَلِك من صباه.
قَالَ وَقد يَأْخُذ هَذَا الدَّاء الضَّأْن والمعز فَإِن شققت دماغه وجدته مملوءا ماءاً منتن الرّيح فَذَلِك مِمَّا يدل على أَن الدَّاء من الرُّطُوبَة ويعرض بعقب انْتِقَال الأرياح وَالشمَال تضغط الدِّمَاغ وتسيل رطوباته والجنوب ترطبه وتملأه.
اركيغانس فِي الْأَمْرَاض المزمنة يَنْبَغِي أَن يعود الْقَيْء قَلِيلا ثمَّ يقيأ بالخربق على مَا فِي بَاب الْقَيْء فَإِنَّهُ رُبمَا ابرأه فِي مرّة أَو مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث ويقيأ الصَّغِير بطبيخ الخربق مَعَ السكنجبين وفصد الْعرق النابض الَّذِي خلف الْأذن أقوي فِي هَذَا الدَّاء من شراب الخربق على خلاله من فعل الخربق وخاصة إِذا كَانَ شَابًّا.
من أقوي علاجه الْأَدْوِيَة المحمرة على الرَّأْس بعد حلقه يتْرك عَلَيْهِ يَوْمًا ثمَّ يغسل عَنهُ ويعالج بالمرهم يُعَاد مَرَّات وَاسْتِعْمَال الْقَيْء ألف وَإِن كَانَ بِغَيْر خربق إِذا أَدِيم يصلح لهّ ليّ وعروق الأصداغ علاج جيد لَهُ.
اشليمن يَنْبَغِي أَن يسعط أَصْحَاب الصرع بالترياق. سولاوس الشَّرَاب ردى لِأَنَّهُ يرطب الدِّمَاغ.
فيلغريوس فِي كِتَابه الثَّلَاث مقالات قَالَ يشفي من الصرع ايارج أرجيجانس وَلَو غاذيا فَإِنَّهُمَا ينقيان الرَّأْس وَيلْزمهُ الْمَشْي الْكثير حَتَّى ينقي الرَّأْس وينقلع السقم قَالَ وَاسْتعْمل الحقنة كثيرا أَو غزر بَوْلهمْ انتفعوا جدا وَلَا يشرب المَاء صرفا سنة تَامَّة وَيتْرك الْجِمَاع وَالْحمام الْحَار ويلطف التَّدْبِير ويقيأ ويسقى الخربق.
الْأَدْوِيَة المسهلة قَالَ أبرأت من الصرع كم من مرّة بالإسهال فَقَط ابْن مَا سويه قَالَ عَلامَة الَّذِي تخص الرَّأْس كدر الْحَواس وغشاوة الْعين وتفزغ وَجبن شَدِيد وَالَّذِي من الْمعدة الخفقان واللذع فِيهِ وَالَّذِي يصعد من عُضْو يحس بِهِ وَهَذَا النَّوْع أَكثر مَا يعرض
(1/103)
للصبيان فَإِذا كَانَ سوداويا فافصده الصَّافِن ثمَّ القيفال وأسهل بالافتيمون والزمه الأغذية المرطبة فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَالْمَاء الفاتر يرطب بدنه وَمن حدث بِهِ ذَلِك من معدته فأسهله بِالصبرِ مَرَّات وقيئه وضع المحاجم أَسْفَل أضلاعه وأعن بصلاح معدته وَإِذا كَانَ عَن الدِّمَاغ فأعن بالرياضة وأدمن سقِِي أيارج روفس وَالَّذِي من عُضْو مَا فالشد والدلك بالمحمرة وتحذير التخم ويدمن الْحمام.)
روفس فِي كِتَابه فِي عقار فاواينا ينفع إِذا نخل بالحريرة وعجن بالميعه السائلة وتهزيل الْبدن نَافِع منهّ ليّ قد يكون ضرب من الصرع عَن الْحَيَّات فِي الْبَطن وعلامته لذع شَدِيد فِي الْبَطن قبل ذَلِك وسيلان لعاب كثير وَسُقُوط الديدان.
مَجْهُول قَالَ الْمُسَمّى أم الصّبيان تشنج من يبس لَا يتَخَلَّص مِنْهُ إِلَّا الصّبيان وَيكثر صَاحبه الْبكاء وَيكون مَعَه حمى حادة وقحل الْجلد وَسَوَاد اللِّسَان فليحلب على الرَّأْس ويسعط وَيجْعَل فِي الآبزن لبن وَمَاء ويمرخ الفقار جدا بالدهن والألعبة الجيدة.
(1/104)
(الْبَاب الثَّامِن)
(التشنج والتمدد والكزاز) الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ من عرض لَهُ التشنج من الوجع الشَّديد المبرح من قبل اليبس فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الترطيب إِلَّا أَنه مرض يكَاد لَا يبرؤ أصلا مَتى كَانَ حُدُوثه بِسَبَب حمى وَأكْثر مَا يتبع الْحمى الَّتِي مَعهَا ورم الدِّمَاغ وَلم أر أحدا أَصَابَهُ ألف تشنج من هَذَا السَّبَب فخلص وَذَلِكَ أَن التشنج أَكثر مَا يكون من قبل امتلاء الْأَعْضَاء العصبية بِمَنْزِلَة مَا يعرض لمن يحدث بِهِ ورم شَدِيد أَو من قبل خلط حاد يلذع الْأَعْضَاء العصبية أَو من قبل برودة قَوِيَّة شَدِيدَة يحدث بِسَبَبِهَا فِي العصب شبه الجمودً لي هَذَا هُوَ الكزاز وَقَالَ وَهَذِه الْأَصْنَاف كثيرا مَا تبرؤ فإمَّا الْحَادِث من يبس الْأَعْضَاء العصبية فَإِنَّهُ لَا يبرؤ أصلا وَقد يحدث عَن استفراغ مفرط.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة التشنج الْكَائِن عَن اليبس يكون إِمَّا بعقب وجع شَدِيد أَو سهر أَو حمى أَو استفراغ أَو نَحْو ذَلِك مِمَّا يستفرغ الْبدن استفراغا كثيرا.
جَوَامِع الْكتاب من الثَّالِثَة التشنج الْحَادِث الَّذِي يكون من الامتلاء حُدُوثه يكون دفْعَة وَالَّذِي يكون من الاستفراغ اليبس يكون قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ الْبدن قد مَال إِلَى قُدَّام فالتشنج فِي العضلات الَّتِي إِلَى قُدَّام وَإِذا كَانَ قد مَال إِلَى خلف فَفِيهَا وَإِن تمدد ففيهما قَالَ التشنج يكون عَن الْحَرَارَة بِأَن يجفف العصب وَمن الْبُرُودَة بِأَن يجمعه وَمن الرُّطُوبَة بِأَن يغلظه فيقصره وَمن شَيْء لذاع لِأَنَّهُ يضطره إِلَى أَن يجْتَمع ويتقلص فينقبض للذع الَّذِي يُصِيبهُ كالحال فِي الفواق لي هَذَا النَّوْع من التشنج يكون يتدارك سَرِيعا لِأَن الْعُضْو يضطرب ويتحرك حَرَكَة تشنجية ثمَّ ينبسط ثمَّ يعود إِلَى الْحَرَكَة التشنجية ثمَّ يعود إِلَى الانبساط وَلَا يزَال كَذَلِك إِلَى أَن ينْدَفع ذَلِك)
الْخَلْط فينبسط وَلَا يعود يتشنج أَو يذعن لَهُ وَلَا يدافعه وَلَا ينبسط.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ إِذا غلب المزاج الْبَارِد على الدِّمَاغ حدث الامتداد فِي العصب.
الثَّالِثَة من فاطيطريون قَالَ الْأَعْضَاء الَّتِي تمددها بِسَبَب امتلائها بِمَنْزِلَة الْأَعْضَاء الوارمة فاسترخاؤها يكون باستفراغها وَالَّتِي تمددت بِسَبَب جمودها من الْبرد فصلاحها بِالَّذِي يسخنها وَالَّتِي تمددت بِسَبَب اليبس فرخاوتها تكون بترطيبها.
(1/105)
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ الصّبيان يعرض لَهُم التشنج مَتى كَانَت حماهم حادة وبطونهم مُتَعَلقَة وَكَانُوا يسهرون ويتفزعون ويبكون تحول ألوانهم إِلَى الخضرة وَإِلَى الْحمرَة والكمودة وأسهل مَا يكون حُدُوثه بالذين يرضعون وهم فِي غَايَة الصغر إِلَى أَن يبلغُوا إِلَى سبع فَأَما الصّبيان وَالرِّجَال فَلَا يحدث عَلَيْهِم الحميات لتشنج إِلَّا لأنر صَعب ألف جدا مثل العارضه فِي البرسام وَقَالَ التشنج يحدث لهَؤُلَاء الصغار لضعف عصبهم وَكَثْرَة تغذيتهم ويسهل رجوعهم إِلَى الْحَال الطبيعية وَأما الرِّجَال فَكَمَا أَنه يعسر وقوعهم فِيهِ كَذَلِك يعسر خُرُوجهمْ مِنْهُ وَقد يعرض التشنج بِلَا حمى أَيْضا إِذا غلب على الْبدن الْبرد وَكَثُرت فِيهِ الأخلاط الْبَارِدَة الغليظة وَيحدث أَيْضا إِذا حدث فِي الأعصاب والأوتار ورم حَار بِسَبَب مُشَاركَة الدِّمَاغ لَهَا فَأَما الشَّاب الأقوياء فيحتاجون فِي الْوُقُوع من الحميات فِي التشنج إِلَى أَسبَاب قَوِيَّة كَمَا يكون فِي البرسام الْخَبيث الردى لي يحْتَاج أَن يكون السرسام قَالَ وَمن عَظِيم دلائله اعوجاج الْعين وتصريف الْأَسْنَان وَكَثْرَة طوف الْعين والحول فَأَما الصّبيان فقد يكفى السهر وَحده أَو الْفَزع أَو تمدد الْبدن أَو اعتقال الْبَطن أَو رداءة اللَّوْن فِي إِحْدَاث التشنج عَلَيْهِم فِي الحميات والألوان الكمدة تدل على رداءة الأخلاط والحمرة على كَثْرَة الدَّم الثَّالِثَة من الْفُصُول إِذا عرضت الْحمى بعد التشنج فَهُوَ خير من ان يعرض التشنج بعد الْحمى.
قَالَ جالينوس التشنج يكون من الاستفراغ وَإِمَّا من الامتلاء فَإِذا عرض للصحيح بَغْتَة فَإِنَّهُ ضَرُورَة من الامتلاء فَإِنَّمَا يمتلى العصب من الكيموس اللزج الَّذِي مِنْهُ يغتذى فَإِذا حدثت الْحمى بعد هَذَا التشنج فكثيرا مَا يسخن ذَلِك الكيموس ويحلله فَإِذا عرض للْإنْسَان بعد حمى محرقة أَو استفراغ فَإِنَّهُ لَا يكَاد يبرؤ وَذَلِكَ إِنَّه حِينَئِذٍ من يبس فِي العصب وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى يرطب وحدة الْمَرَض فبشدته لَا يُمْهل لشدَّة الوجع لَكِن يجلب نوبا سَرِيعا.
الرَّابِعَة قَالَ من إِصَابَة تشنج أَو تمدد ثمَّ إِصَابَة حمى انحل بهَا مَرضه قَالَ جالينوس التمدد)
صنف من أَصْنَاف التشنج إِلَّا أَنه لَيْسَ ترى الْأَعْضَاء فِيهِ متشنجة لِأَنَّهَا تتمدد إِمَّا إِلَى قُدَّام وَإِمَّا إِلَى خلف والتمدد وَجَمِيع أَصْنَاف التشنج فِي قَول بقراط يكون إِمَّا من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية وَإِمَّا من استفرغها وَالَّذِي يكون من حمى محرقة فحدوثه من اليبس فَمَا كَانَ يحدث ابْتِدَاء فَوَاجِب أَن يكون تولده من امتلاء فَهَذَا الصِّنْف من التشنج يحلل الْحمى إِذا حدث بعده بعض تِلْكَ الرُّطُوبَة وَالْفضل ينضج بعض برودتها وَهَذَانِ هما غَرَض الْأَطِبَّاء ألف فِي علاجهم من هَذِه الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن التشنج بعد الْحمى ردى والحمى بعد التشنج الْحَادِث ابْتِدَاء جَيِّدَة لي لَوْلَا أَن مَعَ التمدد وجع شَدِيد لَكَانَ لَا يحس لِأَن الْعُضْو لَيْسَ يمِيل فِيهِ وَلَا إِلَى جِهَة وَاحِدَة لكنه منتصب والماهر من الْأَطِبَّاء يعلم إِذا رَآهُ أَن ذَلِك الْعُضْو مَعَ انتصابه يتمدد وَكَأَنَّهُ قد طَال.
(1/106)
الْخَامِسَة التشنج يحدث عَن شرب الخربق وَعَن قيء المرار الزنجاري وكل مَا يلذع فَم الْمعدة لذعا شَدِيدا وَفِي الهيضة يحدث التشنج وخاصة فِي عضل السَّاق لي إِذا نخس العصب فورم حدث بِسَبَبِهِ تشنج وَهُوَ تشنج امتلاىء لِأَنَّهُ حدث من ورم العصب وَطَرِيق مداواته تَحْلِيل ذَلِك الورم وَقَالَ التشنج الْحَادِث عَن شرب الخربق والعارض عَن جراحه تنزف دَمًا كثيرا قاتلان لِأَنَّهُمَا يكونَانِ من اليبس فقد يحدث التشنج فِي الْجراحَة بِسَبَب مَا يتبع الْجراحَة من الورم إِذا نَالَ الْأَعْضَاء العصبية فاقل مَا ترَاهُ بتشنج من الْأَعْضَاء مَا كَانَ يجد فِي الْموضع الَّذِي يحدث فِيهِ الورم ثمَّ الْعلَّة إِذا تراقت حَتَّى تنَال أصل العصب استحوذت حِينَئِذٍ على الْبدن كُله لي التشنج الْحَادِث بعقب الشَّرَاب تشنج امتلاىء لِأَن الشَّرَاب يغوص فِي العصب جدا فَمَتَى كَانَ ترطيبه للعصب أَكثر من اسخانه أورث تشنجا وَمَتى كَانَ تسخن أَكثر حل التشنج كَمَا يفعل الْحَيّ لي الشَّرَاب المر إِذا سقى صرفا على قَلِيل من الْغذَاء أعَان على التشنج الامتلائى وَالْكثير المزاج ردىء لذَلِك قَالَ وَمن أَصَابَهُ تمدد فَإِنَّهُ يهْلك إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِن جاوزها برأَ لِأَن التمدد مركب من التشنج الخلفي والقدامي فبالواجب صَار بحرانه وانقضاؤه بِسُرْعَة إِذا كَانَت الطبيعة لَا تحْتَمل تَعب التمدد الشَّديد فَلذَلِك بحران هَذَا الْمَرَض فِي أول دور من أدوار أَيَّام البحران يحذر.
قَالَ والتشنج مَانع لأكْثر الاستفراغات المفرطة وخاصة مَتى حدثت آفَة لعضو عصبي قَالَ وَمن كَانَت بِهِ حمى ربع لم يعتره التشنج الامتلائي وَإِن كَانَ بِهِ هُنَا التشنج ثمَّ حدث بِهِ حمى ربع)
حلل عَنهُ لِأَن هَذِه الْحمى لشدَّة عرض نافضها يزعزع العصب ثمَّ يشْتَد حرهَا فَيخرج الأخلاط الَّتِي فِي العصب بنافضها ويحلله وينضجه بحرها.
السَّادِسَة قَالَ التشنج يكون من الامتلاء وَمن الاستفراغ ألف كَمَا أَن الأوتار إِذا قربت إِلَى النَّار انكمشت وتقبضت وَكَذَلِكَ الْحَال فِي العصب فَإِنَّهُ قد يحدث فِيهِ تشنج من الرُّطُوبَة واليبس قَالَ والتشنج إِنَّمَا هُوَ انجذاب العصب نَحْو أَصله بِلَا إِرَادَة وَقَالَ التشنج قد يكون من الْخَلْط السوداوي وَمن الْخَلْط البلغمي: السَّابِعَة قَالَ إِذا حدث من الْحمى أَو الكي أَو جِرَاحَة عَظِيمَة أَو حرارة من الْهَوَاء مفرطة تشنج فَإِنَّهُ ردىء من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ التشنج الْحَادِث فِي الحميات المطبقة ردىء وخاصة إِذا كَانَ مَعَ اخْتِلَاط الذِّهْن.
وَقَالَ من عرض لَهُ كزاز من قُدَّام وَخلف بعد عَدو ومشي فَإِنَّهُ يَمُوت وَإِذا عرض الكزاز من ضَرْبَة فَإِنَّهُ مميت والكزاز فِي ذَات الْجنب والرية والأورام قَاتل وَإِذا عرض مَعَ الكزاز مغص وقيء وفواق وَذُهُول الْعقل فَإِنَّهُ قَاتل وَمن كَانَ بِهِ كزاز من قُدَّام وَخلف واعتراه ضحك مَاتَ من سَاعَته.
طيماوس الْمقَالة الرأبعة إِذا كَانَ التشنج من الْجَانِبَيْنِ يُسمى امتدادا وَهَذِه الْعِلَل تعرض إِذا تمددت الْأَعْضَاء برِيح نافخة وَهَذِه الرّيح تحل بالأدوية المسخنة الَّتِي تطلى على
(1/107)
خَارج الْبدن وَالَّتِي تسقى لتلطيف الرّيح وتنفس وتسخف الْجلد وَلذَلِك صَارَت الْحمى تَنْفَع هَذِه الْعِلَل نفعا عَظِيما وَذَلِكَ إِنَّهَا تسخن الْبدن من سطحه إِلَى غوره. الْمقَالة الأولى من حركات الْفَصْل التشنج يكون بتمدد العضلتين اللَّتَيْنِ فِي الْجِهَتَيْنِ المقابلتين كل جزؤ نَحْو رَأسه.
الثَّالِثَة من ابيذيميا قَالَ الْهَوَاء الْبَارِد الرطب معِين على كَون التشنج وخاصة للصبيان وَمن طبيعة العصب مِنْهُ ضَعِيف فَلذَلِك يشرع التشنج إِلَى الصّبيان وَيكون فيهم أقل خطرا. الْيَهُودِيّ قَالَ: التشنج الَّذِي من اليبس يجىء قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي من الرُّطُوبَة يَجِيء ضَرْبَة.
قَالَ وَمِمَّا ينفع الْعُضْو المتشنج أَن يضع عَلَيْهِ قِطْعَة الية ويشدها وَلَا يَأْخُذهَا عَنهُ حَتَّى ينّن ثمَّ يبدلها بغَيْرهَا وَقد يبرأ المتشنج والمفلوج بالخوض فِي الْعُيُون الحامية برأَ سَرِيعا يعجب مِنْهُ.
اهرن قَالَ إِذا رَأَيْت مَعَ التشنج امْتَلَأَ ودرورا فِي الْعُرُوق فافصد واخرج لَهُ دَمًا صَالحا ثمَّ اسهلهم واحقنهم بالأدوية ألف وَإِذا كَانَ التشنج لورم فِي مخرج العصب إِلَى دَاخل الْعُضْو فضع على ذَلِك الْموضع مَا يلين ويحلل وَيُطلق من اللطيفة المسخنة وَإِذا عَم التشنج الْبدن كُله)
فَعَلَيْك بالعطوس بالأشياء الحارة جدا فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع والسعوط الْقوي الحدة والحرارة وَاجعَل غذَاء صَاحب التشنج الامتلائى مَا يلطف ويسحن كَمَاء الحمص بالشبت والخردل والفلفل والزبد وَالزَّيْت وَإِن كَانَت قَوِيَّة ضَعِيفَة فاغذه باللحوم الْيَابِسَة مثل لُحُوم الطير القنابر وَنَحْوهَا.
وعالج النَّحْو الآخر مِنْهُ بالسعوطات المرطبة والأدهان والمرق الدسمة اللطيفة وَمَاء الشّعير والنطل على الرَّأْس من طبيخ البنفسج والشعيرة ويحلب عَلَيْهِ لَبَنًا ويسعط فِيهِ مَعَ المَاء الفاتر واقعده فِي الآبزن ومرخه إِذا خرج واغذه الحلبة مرّة بعد مرّة أُخْرَى إِن لم يكن بِهِ حمى لي هَذَا كَأَنَّهُ يخرج بِسَبَب الْحمى من الآبزن والتشنج أهم من الْحمى والآبزن يرطب وَلَا يجفف الْبَتَّةَ على هَذِه الْجِهَة قَالَ وينفع من التشنج الرطب الْجُلُوس فِي زَيْت الثَّعْلَب يطْبخ من البروز الحادة فَإِنَّهُ يحلل غَايَة التَّحْلِيل ويسرع الْعَافِيَة ويمرخ بشحم السبَاع قد أذيت بدهن سوسن إِلَّا أَن يكون حمى فَإِن كَانَت حمى فَكفى بهَا علاجا فَأَما اليبس فليمرخ بدهن البنفسج والنيلوفر والقرع.
ضماد جيد يُؤْخَذ دهن سوسن وشمع أصفر وَلبن رطب وجندبادستر وفربيون يتَّخذ مرهما وَيُوضَع على مبدأ العصب الَّذِي قد غلظ أَو برد فَإِنَّهُ يُطلق الْعُضْو.
الطبرى قَالَ خُذ جندبادستر وحلتيتا وَعَسَلًا واخلط مِنْهُ التشنج الرطب قدر جوزة فَإِنَّهُ يجلب حمى ويحلل على الْمَكَان.
بولس إِذا عرض التشنج بَغْتَة فَإِنَّهُ ضَرُورَة من الامتلاء وَمَتى عرض قَلِيلا قَلِيلا وَبعد استفراغ مّا أَو حميات فَإِنَّهُ عسر الْبُرْء وَيَنْبَغِي أَن يُقَابل الْأَعْضَاء الَّتِي قد انجذبت بالمضادة
(1/108)
لَهَا بِالْمدِّ ثمَّ الدَّلْك بدهن السداب ودهن قثاء الْحمار وَنَحْوه ويسقوا شراب الْعَسَل فَأَما الْعَارِض من الاستفراغ فادلكه بِمَاء ودهن فاتر وَأدْخلهُ الآبزن إِن لم يمْنَع مَانع وَليكن مَاء فاتر غير حَار وامرخهم بالمروخات اللينة واطعمهم الْأَطْعِمَة والأشربة اللينة ويشربوا شرابًا رَقِيقا ريحانيا ينفذ سَرِيعا ألف إِلَّا أَن يكون حمى فَإِن كَانَت فاعطهم مَاء الشّعير واجلب لَهُم النّوم.
وَأما التمدد الَّذِي يكون من الامتلاء وَمن ورم حَار فِي مفصل فعالجه بالاستفراغ ويعالج الورم الْحَار بالأدوية والعلاج الَّذِي هُوَ لَهُ خَاص لي يَعْنِي الورم الصلب قَالَ وَقد يكون التمدد من الْقَيْء العنيف وينفع من التمدد أصل الشَّوْكَة الْيَهُودِيَّة وبزر الشَّوْكَة الْبَيْضَاء وبزر الشَّوْكَة المصرية وَمن النَّاس من يشفيهم عصارة القنطوريون الدَّقِيق إِذا كَانَ التمدد من الامتلاء فَأَنت لَا تسقهم فَقَط بل الطخه ايضا من خَارج على الْبدن ويمرخ بدهن قثاء الْحمار والجندبادستر فَإِن)
لم يسكن تعلق عَلَيْهِ محاجم بِشَرْط فَإِذا كَانَ التمدد فِي السَّاقَيْن فضع المحاجم على الْعَجز وعَلى الْفَقْرَة السُّفْلى وَإِذا كَانَ التمدد فِي الْبدن فضع المحاجم بَين الْكَتِفَيْنِ والفقرة الَّتِي قبل ذَلِك وعَلى الْمفصل الَّذِي مَوْضِعه أرفع من رَأس الْكَتف فَأَما إِذا كن الْبدن كُله صَحِيحا وَكَانَ التمدد فِي الشّفة أَو الجفن أَو اللِّسَان فَإِن ذَلِك ردىء جدا يحذر حذرا شَدِيدا من إِخْرَاج الدَّم وَإِن بطن بِهَذِهِ الْأَعْضَاء الِانْفِصَال إِنَّهَا صغَار فَيَنْبَغِي فِي هَذِه أَن يكون خُرُوج الدَّم من النقرة والنقرة الأولى فَأَما الكزاز فَإِنَّهُ تمدد مَا يعرض من جمود عضل الْبدن سِيمَا اللَّاتِي على الفقار من خلط بَارِد وَصَاحب هَذَا الدَّاء لَا يقدر أَن ينثى لي هَذَا فرق بَين الكزاز والتشنج فَاجْعَلْ الكزاز جمود العضلة لامتدادها نَحْو رَأسهَا وَإِذا كَانَ كَذَلِك لم يحس فِيهَا صلابة التشنج وخاصة عِنْد رَأس العضلة.
حنين قَالَ رُبمَا كَانَ التمدد من قُدَّام وَرُبمَا كَانَ من خلف وَرُبمَا عرض فِي الْجَانِبَيْنِ باستواء فيتمدد تمددا سَوَاء فعالج هَؤُلَاءِ بالكمادات الْيَابِسَة والحمى علاج عَظِيم لَهُم والدلالات الَّتِي تدل على هَذِه الْحمى التنفس الَّذِي يشبه التنهد والنبض المتفاوت االصغير وَرُبمَا عرض شَيْء شَبيه بالضحك وَلَيْسَ بالضحك وَحُمرَة الْوَجْه.
هَذَا هُوَ فِي كتاب بولس والحمى علاج عَظِيم لَهُم وَقد يكون كزاز من التَّعَب وَالنَّوْم على الأَرْض الْيَابِسَة وَحمل شَيْء ثقيل ولسقطة أَو خراجات أَو كي أَو نَار فَيعرض مَعَه شَبيه الضحك بِغَيْر إِرَادَة وَلَيْسَ بِهِ حمرَة فِي الْوَجْه وَعظم فِي الْعين وَإِمَّا أَن لَا يبولوا أصلا وَإِمَّا ان يبولوا شَبِيها بِمَاء الدَّم فِيهِ نفاخات ويعتقل الْبَطن ويعرض السهر وَكَثِيرًا مَا يسقطون من الأسرة بِسَبَب التمدد وَرُبمَا عرض لَهُم الفواق فِي الِابْتِدَاء ووجع الرَّأْس وَمِنْهُم من يعرض لَهُ الوجع فِي الْمَنْكِبَيْنِ أَيْضا والصلب وَمِنْهُم من يعرض لَهُ الرعشة.
وعلاج هَؤُلَاءِ مثل علاج من يعرض لَهُ التمدد من الاستفراغ قَالَ وَمن عرض لَهُ التمدد الكزازي فافصده أَولا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ثمَّ ضع على تِلْكَ الْأَعْضَاء صُوفًا مغموسا فِي زَيْت عَتيق ألف أَو فِي دهن قثاء الْحمار مَعَ جندبادستر واملأ إِنَاء عريضا زيتا حارا وَيُوضَع على عصب الْعُنُق
(1/109)
ويتحجم بِشَرْط فَإِن الَّتِي بِلَا شَرط يضر وَاجْعَلْهَا على الْعُنُق والفقار من الْجَانِبَيْنِ وَفِي الصَّدْر وَفِي الْمَوَاضِع الْكَثِيرَة العضل وَتَحْت الشراسيف وَفِي مَوَاضِع المثانة والكلى وَلَا يمْنَع من إِخْرَاج الدَّم وَلَا تخرجه فِي مرّة لَكِن فِي مرار كَثِيرَة وانشف الْعرق بصوف مبلول بِزَيْت لِئَلَّا يعرض لصَاحبه الْبرد)
فَإِن دَامَ ذَلِك الكزاز فادمن فَأدْخلهُ آبزن زَيْت حَار مَرَّات فِي الْيَوْم وَلَا تبطىء فِيهِ وتعلل إِن لَهُ قُوَّة قَوِيَّة جدا ويسقى مَاء وَعسل قد طبخا حَتَّى يذهب النّصْف ويسقى جاوشير من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف مَعَ حَبَّة كرسنة من الحلتيت أَو يسقى مِثْقَال مر بِمَاء الْعَسَل وأبلغ من هَذِه كلهَا الجندبادستر تعطيه قَلِيلا قَلِيلا فِي ثَلَاث مَرَّات لِأَن البلع يعسر عَلَيْهِم وَكَثِيرًا مَا يخرج من مناخرهم مَا يشربون ويضطربون لذَلِك فيهيج التمدد لذَلِك ويشيلوا لتلطخ الْمعدة بدهن السداب والجاوشير واحقنهم وَأما صب المَاء الْبَارِد على مَا قَالَ ابقراط فَإِن فِيهِ خطرا عَظِيما وَلذَلِك لم يذكرهُ أحد بعد بقراط وَنحن أَيْضا نتركه وليدبروا تدبيرا لطيفا ويتمرخوا بالأدهان اللطيفة القابضة.
شرك قد يبلغ إِلَى أَن يجذب الْعُنُق فيلوى الرَّأْس وتصطك الْأَسْنَان وَرُبمَا لوى الظّهْر والصدر شَمْعُون قَالَ ضمد صَاحب لتشنج بالملينات وبدهن بزر الْكَتَّان والخطمى وأدلك بعد ذَلِك فقاره كُله ثمَّ ضمده دَائِما وَاجعَل فِي عُنُقه قلادة صوف عَظِيمَة رخوة ورش عَلَيْهَا دهنا مسخنا كل سَاعَة وامسح من فقاره إِلَى قطنة شمعا ودهنا حارا يدلك بِهِ بدنه واجلس فِي آبزن زَيْت حارلي وَانْظُر فِي آبزن الدّهن فإنى أَحْسبهُ مجففا وَلَا يصلح لليابس.
قَالَ واجلس صَاحب التشنج الامتلائى فِي الْحمام الْيَابِس فَإِنَّهُ أبلغ الْأَشْيَاء لَهُ وادلكه بجندبادستر قد فتق فِي دهن زبيق واسقه دهن خروع وَمَاء الْعَسَل والحلتيت واكبه على بخاره قد حميت ورش عَلَيْهَا شرابًا وغطه بكساء ليعرق.
الاختصارات قَالَ قد يحدث بالصبيان تشنج يَابِس ويسميه الْعَامَّة ألف أم الصّبيان فأجلسهم فِي آبزن دهن بنفسج فاتر فأجلب على رؤوسهم بالبنفسج وَاللَّبن ولطخهم بالشمع والدهن ولعاب بزر قطونا وأوجرهم مَاء الشّعير واللعابات وَأَن يَبِسَتْ الطبيعة فحملهم شياقة وَلَا تعرض لَا طَلَاقه بمسهل الْبَتَّةَ.
وَأما الَّذِي من الرُّطُوبَة فأسقه الثليثا والترياق وعطسه وَأَجْلسهُ فِي طبيخ ورق الْغَار والبرنجاسف وورق الأترج والسعد وقصب الذريرة واستفرغه بالمسهلات القوية ثمَّ أمرخه بدهن الْقسْط فَإِنَّهُ أحضرها نفعا ويدهن الجندبادستر والفربيون والعاقر قرحاً والخردل وكمده بالكمادات الْيَابِسَة على مخارج العصب كالملح والحرمل وأسعط بالمرارات بالملح والخردل وبخره بالميعة والسندروس.)
الأولى من مسَائِل ابيذيميا التشنج سريع إِلَى الصّبيان وَهُوَ فيهم أقل مَكْرُوها لِأَنَّهُ لضعف عصبهم يسْرع إِلَيْهِم من أدنى سَبَب وَلذَلِك يكون خَوفه فيهم أقل وَلَيْسَ كل تشنج
(1/110)
يكون من يبس لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تذيب الْحمى الرطوبات فَيحدث لذَلِك كزاز رطب لَكِن الَّذِي يكون بعد الْحمى حليق أَن يكون من يبس.
الأولى من الْعِلَل والأعراض قَالَ وَقد يُصِيب من الْبرد الشَّديد تمدد لي هَذَا هُوَ الكزاز.
سرافيون قَالَ التشنج قد يحدث بالصبيان أَكثر وَهُوَ فيهم أسهل برْء أتاماً وَأما من جَاوز السَّبع سِنِين فَإِنَّهُ لَا يتَخَلَّص أَو يتَخَلَّص بعد خطر وَيلْزم هَذَا الوجع حمى حادة مطبقة لَازِمَة وسهر ويبس الْبَطن وصفرة اللَّوْن وجفاف الْفَم وجفاف الشّفة وأمتداد وأسوداد جلد اللِّسَان فيحمر الْبَوْل أَولا ثمَّ يبيض لِأَن الْحَرَارَة تصعد إِلَى الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ برْء لَهُ وشفاء فأبدأ بالنطول بِلَبن الأتن والمعز ومرخ خرز الصلب وضع صُوفًا منقعاً بِلَبن ودهن بنفسج على الرَّأْس وأسعطهم بدهن حب القرع الحلو ودهن لوز حُلْو وَإِن لم يكن التمدد فادم النطول والآبزن بِمَاء الملينات بورق السمسم والقرع والخطمى والنيلوفروان صَعب الْأَمر فأقعده فِي آبزن دهن حل فاتر وأسق لعاب بزر قطونا وَمَاء الرُّمَّان كل سَاعَة مَعَ دهن بنفسج وخبص ألف الرَّأْس بالحطمى والبنفسج ودهن حل وأسق مَاء الشّعير مَعَ قطع القرع وَإِن لم تكن حمى قَوِيَّة. وَلبن الأتن أأربع أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو وسكرفان بَقِي فِي عُضْو مَا بعد سكونه تمدد فَأقبل عَلَيْهِ بالمحاجم والشحوم إِلَيْهِ مذابة ودهن نرجس.
قَالَ والتنشج الرطب يحدث ضَرْبَة ويسترخي مَعَه الْأَعْضَاء فأبدأ فِي علاجه بالإسهال بالجبوب الحارة المتخذة من الصَّبْر والجندبادستر والفربيون والحليت والجاوشير وأقعدهم بعد فِي الحمامات الحارة المحللة وأدهنهم بِمثل هَذَا.
يُؤْخَذ شمع أصفر أوقتين زَيْت ركابي رَطْل أفربيون حَدِيث أأوقية أدلك بِهِ رُؤُوس العضل المتشنج فَإِنَّهُ نَافِع جدا فِيهِ وَفِي الفالج وأستعمل التَّدْبِير اللَّطِيف.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ إِذا حدث فِي جَمِيع الْبدن تشنج فَإِن جَمِيع الْأَطِبَّاء يقصون ذَلِك بعلاج الفقارات الأولى الَّتِي بعد الْعُنُق فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي أَعْضَاء الْوَجْه قصدُوا الدِّمَاغ.
قَالَ والتشنج يعرض مرَارًا كَثِيرَة فِي الشفتين وَفِي الْعين جلد الْجَبْهَة وَفِي جملَة اللحيتن وَفِي أصل اللِّسَان ويقصد بعلاجها إِلَى الدِّمَاغ قَالَ مَا حدث من التشنج بعقب السهر والاستفراغ والتعب)
والهم والحمى المحرقة فسببه اليبس وَمَا حدث بعقب التخم وَالسكر وإسراف فِي الْحمام السَّابِعَة من الْفُصُول التشنج بعد الْحمى والكي ردئ لِأَنَّهُ يجفف العصب وَهُوَ أشر التشنج.
العلامات قَالَ يتَقَدَّم الامتداد ثقل الْبدن وأختلاجه وتصلب ويثقل عَلَيْهِم الْكَلَام
(1/111)
ويجدون نخسا من الْقَفَا إِلَى العصعص ووجع فِي الْفَم وعسر فِي البلع وَثقل فِي اللِّسَان ويحكون فَلَا يَجدونَ للحكة لَذَّة فَإِذا بدي الوجع أمندت الرَّقَبَة واللحي والعضلات وأحمرار الْوَجْه وَثقل اللحي الْأَسْفَل وَكَثْرَة الْعرق وَبَردت الْأَطْرَاف وارتعشت وَفَسَد النبض والتوي الْعُنُق وضاق النَّفس وسرع فَإِن عرض أشتداد فاقام الْعُنُق فَلم يقدر بِمثلِهِ لَا إِلَى قُدَّام وَلَا إِلَى حلف.
روفس فِي كِتَابه فِي الماليخوليا. التشنج الرطب يمْلَأ الْبَطن ريحًا وَتَكون لذَلِك عَلامَة رَدِيئَة.
وَقَالَ فِي كِتَابه فِي التَّدْبِير دَلِيل على التشنج المهلك أَن ينتفخ مَعَه الْبَطن لي رَأَيْت إمرأة كَانَ فكها الْأَسْفَل يصك الْأَعْلَى دَائِما وَيرجع ثمَّ يصك وضطبت عَلَيْهِ ألف بِقُوَّة لِئَلَّا يرجع فَلم يُمكن ذَلِك وَكَانَ بَطنهَا ينتفخ حَتَّى يكَاد ينشق أَمر عَجِيب جدا وَكَانَ ذَلِك بدؤ تشنج رطب ثمَّ تمّ ذَلِك واحتكت الْأَسْنَان وَلم تفتح وَمَاتَتْ.
لِابْنِ مَا سويه فِي علاج التشنج الرطب أحقنه بالحقن الحادة وأدلك حِينَئِذٍ حَتَّى يحمر بمناديل ثمَّ أجلسه فِي طبيخ ورق الْغَار والشيح والمرزنجوش ثمَّ أدلك الْأَعْضَاء المتشنجة بالبورق وتراب الفلفل وَبعد أَن يحمر جسده أمرخه بدهن الْقسْط ودهن السوسن وَلَا تقربه بِشَيْء قَابض بل جالينوس الْأَدْوِيَة المفردة الجندبادستر أبلغ الْأَدْوِيَة للتشنج الامتلائي بِالشرابِ والمرخ بالزيت الْعَتِيق.
الحاتيت يسْقِي مَعَ فلفل وسداب فينفع من التشنج جدا.
من فُصُول ابيذيميا عمل حنين قَالَ لَيْسَ كل تشنج يعرض بعد الْحمى ردئ لَكِن مَا يعرض مِنْهُ بعد حمى قد طَالَتْ مدَّتهَا لي أفهم مَكَان ردئ يَابِس.
الْعِلَل والأعراض قَالَ تقبض الْأَسْنَان واشتباك الفك يكون من تشنج فِي عضل اللحي لي إِذا تشنج أنسان وَكَانَ يشكو قبل ذَلِك غثياً وكرباً وعصراً فَذَلِك ضرب من التشنج يحدث عَن اشْتِرَاك الدِّمَاغ مَعَ فَم الْمعدة. ذكره جالينوس فِي الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض طبيخ حب البلسان ينفع من تشنج العصب.
ابقراط فِي كتاب الْحَرِيق الجندبادستر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للتشنج الْبَارِد دهن الحنا نَافِع)
للتشنج الَّذِي تميل فِيهِ الرَّقَبَة وتنقبض وَهُوَ الكزاز.
روفس. المَاء الكبرتي يلين العصب جدا.
جالينوس ينفع من تشنج العصب وَكَذَلِكَ العاقر قرحاً إِذا مرخ بِهِ مَعَ زَيْت الزراوند نَافِع من الامتلاء.
بولس وجالينوس قَالَا يَقُول خصي الثَّعْلَب أَن سقِِي شفي من التشنج الْكَائِن من خلف إِذا سقِِي بشراب قَابض أسود.
(1/112)
تذكرة عَبدُوس الكزاز وميل الرَّقَبَة يسعط بالميومياي مَعَ دهن السوسن أَو النرجس أَو دهن الخيري وَيمْسَح الخرز بشحم السلحفاة.
أشلن قَالَ مَا حدث من التشنج أبتداًء فَهُوَ من الرُّطُوبَة وَمَا حدث بعد الْحمى أَو استفراغ فَمن يبس فافصد الَّذِي من رُطُوبَة وأسقه جندبادستر والفلفل ألف الْيَابِس فأستعمل فِيهِ اللعابات وَالْمَاء الْحَار والشحوم ودهن الحنا ودهن السوسن إِن لم يكن حرارة كَثِيرَة فَإِنَّهُ بليغ التليين وأنطل بِالْمَاءِ الْحَار دَائِما ويمرخ بعده بالدهن لتحفظ عَلَيْهِ الرُّطُوبَة.
فيلغريوس قَالَ إِذا تشنجت عضلات الصَّدْر أنجذب الْبدن إِلَى قُدَّام وَإِذا تشنجت عضلات الظّهْر أنجذب إِلَى خلف وَإِذا تشنجاً تمددت وانتصبت جدا وَهلك صَاحبه سَرِيعا وَصَاحب التشنج لَا يُمكنهُ أَن يبلغ شَيْئا ويصتك أَسْنَانه وَلَا شَيْء أَنْفَع للتشنج الرطب من مَاء الْحمة فَأَنَّهُ يقلعه أصلا وأدرار الْبَوْل وَالشرَاب الْعَتِيق جدا.
الْأَعْضَاء الآلمة التشنج الْحَادِث عَن أمتلاً حُدُوثه دفْعَة والحادث عَن الاستفراغ حُدُوثه قَلِيل قَلِيل فَإِذا كَانَ التشنج فِي الْبدن كُله فالدماغ فِيهِ الْعلَّة وَإِن كَانَ فِي جَمِيع الْجَسَد خلا الْوَجْه فمبدؤ النخاع فَإِن كَانَ فِي بعض الْأَعْضَاء فَفِي الَّذِي يَجِيء إِلَيْهِ وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبدن فَفِي العضلات الَّتِي من قُدَّام وَإِن كَانَ من خلف فَفِي الَّتِي من خلف وَيحدث من الرُّطُوبَة لِأَن العصب يَمْتَد عرضا وَعَن اليبس لِأَنَّهُ يَمْتَد طولا فهذان يسمياً يُسمى التشنج الَّذِي يكون كوناً أولياً وَأما الْحَادِث بِالْعرضِ فَيكون عَن حرارة تجفف العصب أَو من برد يقبض ويصلب أَو من اجْتِمَاع رطوبات فِي الْموضع أَو من شَيْء يلذع فَيعرض مِنْهُ شبه الْعَارِض فِي الفواق ويعرض الرطب من كَثْرَة السكر وَالْجِمَاع والامتلاء والراحة واليابس من التَّعَب والإستفراغ والحمى وَالْفرق بَين التشنج والصرع أَن الصرع يفتر والتشنج لَا وَلَيْسَ مَعَه أَيْضا ضَرَر الدّهن.)
من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع من عرض لَهُ كزاز من ضَرْبَة مَاتَ إِذا كَانَ مَعَ الكزاز مغص وقيء وفواق وَذُهُول عقل مَاتَ.
من كتاب أبقراط فِي حفظ الصِّحَّة قَالَ قولا يجب أَنه أَن أَدخل الصَّبِي والمتهيأ للتشنج الْيَابِس الابزن كل يَوْم ومرخ بالدهن أَمن مِنْهُ.
النبض الْكَبِير أَصْحَاب التشنج يموتون وأبدانهم بعد حارة أغلوقن إِذا كَانَ بالتشنج عِلّة تَدْعُو إِلَى إِخْرَاج الدَّم فَلَا يخرج إِلَّا بِمِقْدَار حَاجَة لَكِن أقل فَإِن المتشنج يَمُوت فِي استفراغ الْبدن. الْعِلَل والأعراض التشنج الْكَائِن مَعَ الأورام هُوَ ألف على الْأَكْثَر تشنج امتلائي لي على مافي أراء أبقراط التشنج الْحَادِث بعقب الشَّرَاب كثيرا مَا يحْتَاج إِلَى الفصد التمدد هوان يتمدد الْعُضْو من الْجَانِبَيْنِ بالسواء منتصباً وَلَا يمِيل بتة.
(1/113)
وَقد قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول التمدد يكون فِيهِ الْعُضْو غير مائل لَا إِلَى جَانب بتة بل متمداً إِلَى أستواء لي إِذا رَأَيْت أنساناً يُصِيبهُ عصر وغثني ثمَّ يتشنج فقيئه بِمَاء حَار كثيرا فَإِنَّهُ ينقي مرّة حادة ويبرؤ وَهَذَا ضرب من التشنج يكون بمشاركة الدِّمَاغ لفم الْمعدة ذكره جالينوس فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الآلمة الْخَامِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ التشنج الْكَائِن فِي الْعِلَل الأورامية من الإمتلاء والكائن فِي الحميات المحرقة الْيَابِسَة من يبس سَمِعت أَبَا مُحَمَّد يَقُول لَيْسَ كل تشنج يكون فِي الحميات المحرقة من يبس بل رُبمَا كَانَ من أَن الْحمى يحدثها إِذا كَانَ بعض أخلاط الْبدن قد فاضت إِلَى عُضْو مَا وتورم وَحدث التشنج وَالْفرق بَينهمَا يكون بِأَن ينظر فَإِن كَانَ حَال الْحمى فِي إِذا بتها للبدن قد بلغ الْحَد الَّذِي يجوز أَن يغلب اليبس على جَمِيع مزاج الْبدن حَتَّى صَار الْبدن يَابسا كُله فَهُوَ من يبس وَإِلَّا فمما وَصفنَا.
مسيح قَالَ إِذا عرض التشنج للصَّبِيّ بَغْتَة من غير أنحراط بدنه فَهُوَ من رُطُوبَة لَا محَالة ينفع من التشنج ووجع الظّهْر والمفاصل بسلق شبت كثيرا بِالْمَاءِ وَالزَّيْت ثمَّ يطْبخ فِيهِ ثَعْلَب أوضبع أوجرو الْكلاب حَتَّى يتهرأ ثمَّ يصفي وَيجْلس فِيهِ فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَيمْسَح بعد خُرُوجه بشحم حَار وَحش لطيف مَعَ الْأَدْوِيَة والأدهان الحارة اللطيفة مِنْهَا دهن الْجَوْز ودهن الْغَار ودهن السوسن ودهن الْقسْط ودهن السنبل وينفع من التشنج الافتيمون لي رَأَيْت أنساناً أَكثر الركض فِي الشَّمْس والتعب فَأَصَابَهُ تشنج كَانَ مِنْهُ مسطحًا ممدوداً أَيَّامًا ثمَّ مَاتَ.
أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض قَالَ إِذا بَدَأَ الكزاز أنطبق الْفَم وتدمع الْعين ويفتر الطّرف ويحمر)
الْوَجْه وَلَا يَنْضَم يدا وَلَا رجلا ويشتد الوجع وَإِذا قرب الْمَوْت خرج من مَنْخرَيْهِ بِمَا يسْقِي وَمَا يتقياً ويقيء شَيْئا من بلغم وَيهْلك إِلَى الْخَامِس فَإِن أفلت برأَ الزمه المرخ بدهن حَار كثير وكمد الْمَوَاضِع الوجعة بِمَاء اَوْ دهن فِي مثانة أذرق فاعد المرخ والتكميد مَرَّات كَثِيرَة.
(1/114)
(الْبَاب الثَّامِن)
(التشنج والتمدد والكزاز) ألف وتعقد العصب والمفاصل بعد الْجَبْر التَّفْرِيق وَالسَّبَب والتقسم والعلاج والاستعداد والانذار والاحتراس والعلامات قبل العلاج.
قَالَ جالينوس قشر أصل مَا شرا وورقه ينفع من التشنج لحدته ولطافته.
وَقَالَ دياسقوريدوس شرب الحلتيب بِالشرابِ مَعَ فلفل وسداب سكن الكزاز.
طبيخ حب البلسان ينفع من تشنج العصب.
قَالَ جالينوس بزر الباداورد للطافته ينفع من التشنج. جالينوس الجندبادستر نَافِع من التشنج الْحَادِث من الامتلاء جدا وَيمْسَح.
قَالَ أبقراط فِي كتاب الْحَرِيق الجندبادستر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للتشنج الْبَارِد لِأَنَّهُ يسخن الْبدن وَيُقَوِّي العصب وَنَافِع للعصب جدا دهن الحنا نَافِع من التشنج الَّذِي يعرض مَعَه ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف.
دياسقوريدوس شراب الكماذريوس نَافِع من التشنج أَن المَاء الكبريتي يلين العصب. روفس الايرسا نَافِع من التشنج. جالينوس العاقر قرحاً إِذا خلط بِزَيْت ودهن بِهِ نَافِع من الكزاز الَّذِي يعرض للْإنْسَان كثيرا.
لحم الْقُنْفُذ نَافِع من التشنج. ابْن مَا سويه الزراوند نَافِع من الامتداد. بولس خصى الثَّعْلَب يذكر قوم أَنه يشفي التشنج الْكَائِن من خلف إِذا شرب بشراب أسود قَابض جالينوس سعوط للتشنج والكزاز من تذكرة ابْن عَبدُوس يتَّخذ من مومياي بدهن السوسن أَو بدهن النرجس للتشنج الْقوي الصعب ضمد الفقار الَّذِي هُوَ أصل مخرج العصب إِن كَانَ من الرُّطُوبَة بالجندبادستر وفربيون وَنَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ من يبس فَخذ مَاء كبريت أصفر ودهن شيرج وشحوم فادلك بِهِ الخرز كُله فِي النَّهَار مَرَّات وَاسْتعْمل الآبزن والترطيب.
من تذكره ابْن عَبدُوس لتشنج العصب حلبة وشبت مَعَ دهن سمسم أَو دهن الية
(1/115)
وشحم)
الأوز ومخ سَاق الْبَقر وشحم الْإِبِل ومخ سَاقه مَعَ دهن نرجس أَحْمَر ويضمد بِهِ الْموضع وينطل عَلَيْهِ بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحلبة وبزر الْكَتَّان وأصول السوسن وأكليل الْملك ويسقى طبيخ الْأُصُول بدهن الخروع أَو يطلى بدهن السوسن وَعسل مَعَ اصول السوسن والتشنج الْحَادِث من امتلاء يسقى جندبادستر ودهن السوسن بِمَاء حَار وَيمْسَح بِهِ الْموضع أَيْضا ويضمد بورق الخطمى الرطب مدقوقا وللتشنج والانقباض أَيْضا ألف وَهُوَ الكزاز يسعط بالمومياي مَعَ دهن الخيري ودهن النرجس أَو يسقى دم السلحفاة مَعَ الْمَطْبُوخ أَو يطعم لَحمهَا وَيمْسَح جسده أجمع بشحمها.
من كتاب اشليمن قَالَ إِن ظهر التشنج بعقب حمى أَو استفراغ فَهُوَ من يبس وَإِن ظعر ابْتِدَاء فَهُوَ رُطُوبَة فَإِن كَانَ يحْتَمل الفصد فافصده واسقه جندبادستر وفلفل ومرخه بادهان الفالج وَالَّذِي من يبس لينه بمرهم اللعابات وَأما الْحَار فبالشحوم ودهن السوسن فِي بعض ألأحايين لإنه يلين تَلْيِينًا قَوِيا ودهن الحنا ودهن الفاوانيا ودهن البلسان مصلح للضرب الأول وَهُوَ قوي جدا وخاصة دهن الفربيون وَيَنْبَغِي أَن ينطل بِالْمَاءِ الْحَار على العصب نطلا دَائِما ثمَّ يمرح بعد ليحفظ عَلَيْهِ الرُّطُوبَة.
من الْكَمَال والتمام لِابْنِ ماسويه لتشنج العصب شمع أَحْمَر جزآن شَحم خِنْزِير ثَلَاثَة أَجزَاء شَحم الأوز وشحم بط جزآن شَحم سِنَان الْبَقر جزآن مخ سَاق الْبَقر جزآن دهن الألية جُزْء وَنصف شَحم الْإِبِل ومخ سَاقه كل وَاحِد جزآن يطْبخ بدهن النرجس وَيمْسَح بهَا الْعُضْو وينطل بطبيخ الحلبة وبزركتان وأصول السوسن وأكليل الْملك ويشد عَلَيْهِ جلد الألية ويسقى أَيْضا دهن الخروع الْمَطْبُوخ بهذ الدَّوَاء أكليل الْملك أُوقِيَّة حلبة وبزكتان من كل وَاحِد أوقيتان أصل السوس أُوقِيَّة وَنصف سبستان حفْنَة تين أَبيض سمين سَبْعَة عدد أصل الكرفس وقشور الرازيانج سَبْعَة سَبْعَة وشيح ارومني سقة دَرَاهِم قصب الذريرة سَبْعَة انيسون ومصطكي خَمْسَة سويلا عشرَة دَرَاهِم يطْبخ بِخَمْسَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى مِنْهُ رطلان ويصفى وَيُؤْخَذ ثلثه وَيشْرب مَعَ دهن خروع مثقالين ودهن لوز حُلْو دِرْهَمَيْنِ وَالطَّعَام أسفيدباج من لحم حمل وَالشرَاب مَاء السكر مَعَ مَاء الزَّبِيب وَأَيْضًا للتشنج الْحَادِث فِي الأعصاب يُؤْخَذ أصل السوس الْأَبْيَض ويخلط بالعسل ودهن السوس الْأَبْيَض ويضمد بِهِ ويسقى العليل جندبادستر نصف دِرْهَم بِمَاء حَار ودهن السوسن ويدهن الْموضع بدهن السوسن.)
قَالَ فِي حِيلَة الْبُرْء التمدد الْعَارِض من يبس فَإِنَّهُ نَكِير وَإِذا كَانَ ذَلِك مَعَ الْحمى فَإِنَّهُ غير قَابل للبرء وَأكْثر مَا يتبع الحميات الكاينة مَعَ أورام الدِّمَاغ وَهَذِه الْحمى متلفة وَلَا اعْلَم أَنِّي رَأَيْت أحدا مِمَّن تشنج فِي هَذِه الْعلَّة بَرِيء وَلَا سَمِعت غَيْرِي يَقُول ذَلِك ألف والتشنج أَكثر مَا يكون من قبل فِي الْأَعْضَاء العصبية بِمَنْزِلَة مَا يعرض لمن يحدث بِهِ ورم شَدِيد قوي أَو من خلط لطيف يلذع وَيَأْكُل الْأَعْضَاء العصبية بِمَنْزِلَة مَا يعرض لم يحدث بِهِ ورم شَدِيد قوي أَو من برودة قَوِيَّة شَدِيدَة يحدث شَبِيها بالجمود هَذَا هُوَ الكزاز.
(1/116)
قَالَ جالينوس وَهَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف كثيرا مَا يبرؤ فَأَما الْحَادِث من يبس الاعضاء العصبية فَأَنَّهُ لَا يقبل العلاج وَلَا يبرء.
فليغريوس قَالَ إِذا تشنجت عضلات الصَّدْر انجذب الْبدن إِلَى قُدَّام وَإِذا تشنجت عضلات الطُّهْر انجذب إِلَى خلف وَإِذا تشجنا جَمِيعًا تمدد الْبدن إِلَى الْجَانِبَيْنِ وَهلك سَرِيعا وَصَاحب التشنج لَا يُمكنهُ أَن يبتلع شَيْئا سَرِيعا ويشتبك أَسْنَانه.
فيلغريوس قَالَ مِمَّا ينفع الكزاز الْأَدْوِيَة المدرة للبول والمرخ الْجيد بالإدهان الحارة وَالشرَاب الْحَار مَعَ طبيخ السداب أَو الزوفا فَإِن لم يغن هَذِه فَأن مَاء الْحمة يَنْفَعهُ أصلا. من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ التشنج الْحَادِث عَن الامتلاء والرطوبه حُدُوثه دفْعَة والحادث عَن الاستفراغ يحدث قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ التشنج فِي الْبدن كُله فالعلة فِي الدِّمَاغ وَأَن كَانَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء خلا الْوَجْه فالعلة فِي مبدء النخاع وَأَن كَانَ فِي بعض الْأَعْضَاء فالعلة فِي الْموضع الَّذِي يَجِيء مِنْهُ إِلَى ذَلِك الْعُضْو الَّذِي يَجِيء مِنْهُ العصب إِلَى ذَلِك الْموضع الَّذِي كَانَ فِي نقدم الْبدن فالعلة فِي العضل الَّذِي فِي الْمُقدم وبالضد وَإِذا كَانَ من الْوَجْهَيْنِ فَهُوَ فِي جَمِيع العضل وَقَالَ التشنج يحدث أما عَن الرُّطُوبَة وَذَلِكَ يكون لِأَن العصب يتمدد عرضا بِتِلْكَ الرُّطُوبَة فينقبض طوله وَأما عَن اليبس فَيكون إِذا امْتَدَّ الْعرض طولا لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ ينقبض عرضه فهذان سَببا التشنج الْكَائِن كونا أوليا وَأما الْحَادِث بطرِيق الْعرض فَيكون أما من حرارة لِأَن الْحَرَارَة تجفف الْعرض وَأما من برودة لِأَن الْبُرُودَة تصلب وَتجمع وَرُبمَا كَانَ من قبل اجْتِمَاع الرطوبات فِي الْموضع أَو من شَيْء يلذع لِأَن اللذع يَدْعُو الْقُوَّة الدافعة إِلَى الْحَرَكَة قسرا كَمَا يعرض ذَلِك فِي الفواق إِذا تمدد العضل بالإرادة فَهُوَ على مجْرى الطَّبْع وَإِذا تمدد على غير إِرَادَة فَهُوَ من التشنج ويعرض من السكر والاستحمام الْكثير والراحة هَذَا الرطب مِنْهُ وَأما الْيَابِس فَيحدث من الاستفراغ والسهر والحميات المحرقة.)
وَالْفرق بَين الصرع والتشنج أَن الصرع يغتر والتشنج لَا يغتر وَلَا يكون مَعَه ضَرَر الْأَفْعَال الذهنية.
قَالَ التشنج يحدث إِمَّا فِي جَمِيع الْبدن بِمَنْزِلَة الصرع وَأما فِي بعضه بِمَنْزِلَة الْكَائِن فِي نصف عُضْو من قُدَّام أَو من خلف وَإِمَّا فِي الْعُضْو وَاحِد بِمَنْزِلَة الْقُوَّة ألف من حَرَكَة الصَّدْر والرية كَمَا قَالَ فِي اللقوة قَالَ أَبُو بكر إِنَّمَا يقتل التشنج فِيمَا يحدث بالخناق وَكَذَا قَالَ إِذا احْتبسَ التنفس تشنج الْحَيَوَان وَمَات لي وَإِنَّمَا يقتل التشنج فِيمَا سَمِعت مِنْهُ بالخنق وَكَذَا قَالَ يختنق الْحَيَوَان إِذْ حبس نَفسه وتشنج فَيَمُوت.
الْيَهُودِيّ قَالَ التشنج الَّذِي يعرض للصبيان الَّذين قد بلغُوا إِلَى سبع سِنِين من حمى حادة مَا أقل من ينجو مِنْهُم وعلامات من يُرِيد أَن يبتدى بِهِ مِنْهُم ذَلِك حمى حادة محرقة لَا تفارق الْجِسْم ويبس الْبَطن وَتغَير الألوان إِلَى الصُّفْرَة والحمرة ويجف ريقهم ويسود ألسنتهم وتمتد حُلُوقهمْ وَتَكون أبوالهم أَولا محمرة فَإِذا اشتدت الْحمى وصعدت إِلَى الرَّأْس ابيض
(1/117)
الْبَوْل ويسرع ضَرْبَان الْعُرُوق جدا ويجفف وَحِينَئِذٍ يتشنجون فَانْظُر إِذا رَأَيْت هَذَا أَن يصب أَولا لبن الاتن ودهن الْورْد والبنفسج الْمبرد واسعط بِلَبن جَارِيَة ودهن قرع واسقه لعاب بزر قطونا م دهن بنفسج افْعَل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا كَانَ الرَّابِع فخبص رَأسه بدقيق شعير وبنفسج واكليل الْملك وبابونج مطبوخة مخبصة بدهن الشيرج وَخذ الرَّأْس من القحف إِلَى الْعُنُق كُله وضمد الْعُنُق بِهِ كُله وَإِن اضطررت فَاقْعُدْ فِيهِ فِي دهن بنفسج مفتر وَإِن لم يكن فا نطل الدّهن دَائِما على خرز الْقَفَا ولين الْبَطن بشيافة وحسه بِالشَّعِيرِ وَالسكر ودهن لوز بِالْغَدَاةِ وبيته بِاللَّيْلِ على بزر قطونا ودهن ورد فَإِذا كَانَ قد أَتَى عَلَيْهِ أَكثر من سنتَيْن فاسقه ترنجبينا قَلِيلا وَإِلَّا فَاسق لمرضعة دَائِما وليحلب على أوصاله وَرَأسه ويضمد إِن شَاءَ الله تَعَالَى لي هَذَا تَدْبِير يصلح للتشنج من استفراغ فِي جَمِيع الْأَسْنَان.
وَقَالَ وعالج الْعُضْو المتشنج من جَمِيع الْأَسْنَان بِأَن تلبسها ألية طرية مشرحة وَلَا تنزعها حَتَّى نَتن فَإِذا انتنت فابدل غَيرهَا وبالمرهم الممول من الشحوم والمروخات وَاعْلَم أَن التشنج الَّذِي يهيج من اليبس يَجِيء قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي من الرُّطُوبَة يهيج بَغْتَة وذد ذكرنَا علاج التشنج من رُطُوبَة فِي بَاب السكتة لِأَن علاجهما وَاحِد فِيمَا ذكر.
الْيَهُودِيّ من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع من عرض لَهُ كزاز من ضَرْبَة مَاتَ وَمِنْه إِذا كَانَ مَعَ كزاز)
مغص وقيء وفواق وَذُهُول عقل مَاتَ مِنْهُ وَمِنْه من كَانَ بِهِ كزاز من قُدَّام أَو خلف واعتراه ضحك مَاتَ سَاعَته.
احتراس وعلاج قَالَ ابقراط فِي كتاب حفظ الصِّحَّة قولا أوجب أَن الدُّخُول فِي آبزن المَاء العذب الْحَار فِي كل يَوْم يُؤمن من الْوُقُوع فِي التشنج والمرخ بالدهن وَاللَّبن الْكثير.
فِي تَدْبِير الصّبيان قَالَ فِي ابيذيميا الصّبيان المستعدون للتشنج الرطب لرطوبتهم وَضعف عصبهم وَهُوَ فيهم أقل مَكْرُوها.
جورجس قَالَ سبق حُدُوث التشنج فِي الصّبيان حمى محرقة دائمة وسهر ويبس الْبَطن وصفرة اللَّوْن وجفاف الرِّيق وَتسود ألسنتهم وتمتد جُلُودهمْ وَينْقص الْبَوْل فِي آخر الْأَمر فعالجه بِوَضْع لبن الاتن أَو لبن الْعِزّ مَعَ دهن الْورْد والبنفسج على الرَّأْس والسعوط بِهِ وبدهن قرع فيسعط بِهِ وَخذ لعاب بزر قطونا واخلطه مَعَ دهن بنفسج وعرق رَأسه بِهِ نعما افْعَل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وخبص رَأسه ورقبته بالخطمى ودقيق شعير وبنفسج يَابِس مطبوخة بلعاب بعض هَذِه الْأَشْيَاء وَيكون فاتراً وعَلى رَأسه إِلَى الْعُنُق واقعده فِي دهن بنفسج مفتر واجهد أَن تلين بَطْنه بالأشياء الملينة واسقه مَاء الشّعير ودهن بنفسج وسكر طبرزد وضع على لِسَانه الألعبة وَإِن كَانَ أَكثر وَاحْتمل فاسقه مِنْهَا وينفعه الخيارشير وامسح جسده نعما بِاللَّبنِ واحقنه بالحقنة الملينة وادم المرخ بالدهن وضع على الْموضع المتشنج الية طرية وَلَا ترفعه حَتَّى تنتن والتشنج الْيَابِس يعرض قَلِيلا قَلِيلا وَالرّطب ضَرْبَة.
علاج التشنج الرطب يسقى الترياق الْكَبِير بِالْمَاءِ الفاتر والشيليثا بِمَاء الشبت وتعطسه
(1/118)
وتكبه على طبيخ المرزنجوش والشيح وورق الْغَار والسعد وورق الاترج وشبت واكليل الْملك وعالجه بالحقن الحادة والحبوب القوية وبالايارج ودهن الكلكلانج والثباذريطوس وبايارج جالينوس والسداب الْبري والصعتر البحري وادهنه بدهن الجندبادستر ودهن الزَّيْتُون واحضرها كلهَا نفعا دهن الْقسْط.
وَقد يعالج أَيْضا بشحم الْحَيَّة وشحم الْحمام وَلَا يَنْبَغِي أَن يقرب الأدهان الَّتِي فِيهَا قبض وَلَو كَانَت حارة مثل دهن الناردين ويعظم نفع الكماد الْحَار لَهُم والسعوط بمرارة الكركى بِمَاء السلق وَنَحْوهَا والشيليثا بِمَاء الشابانك وَأكْثر مِنْهُم إِذا برىء بَعضهم يعقبه فالج فِي ذَلِك الْموضع ابيذيميا الْحمى يشفى التشنج لِأَن التشنج إِذا تبع الْحمى يكون التشنج الْيَابِس وَأما الرطب فَلَا فَإِذا كَانَ)
ألف قبل حمى تشنج فَهُوَ فِي أَكثر الْحَالَات تشنج رطب والحمى تحل تِلْكَ الفضلة عَن العصب.
طيماوس قَالَ إِذا تمدد العضل ورؤوسه إِلَى قُدَّام يُسمى تشنجا من قُدَّام وَإِن تشنج إِلَى قَالَ وَذَلِكَ يكون إِذا تمددت الْأَعْضَاء برِيح نافخة هَذِه الرّيح تنْحَل بالأدوية المسخنة طلاءا وَمن دَاخل لِأَن الْجلد يسخف وَهِي تلطف فتنحل تِلْكَ الرّيح وَلذَلِك صَارَت الْحمى أَنْفَع شَيْء إِذا تبِعت هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهَا تسخن الْبدن إِلَى غوره فتنحل تِلْكَ الرِّيَاح وَتذهب تِلْكَ التمدد.
تقدمة الْمعرفَة وَإِذا عرض للصبيان حمى حادة واعتقال الْبَطن وسهر وتفزع وتحّول ألوانهم مرّة إِلَى الْحمرَة وَمرَّة إِلَى الخضرة وَمرَّة إِلَى الكمودة فَإِنَّهُم يقعون فِي التشنج فأسهلهم فِيهِ وقوعا أَصْغَرهم سنا من حِين يرضعون إِلَى أَن يبلغُوا سبع سِنِين فَأَما الَّذين لَهُم أَكثر من هَؤُلَاءِ وَالرِّجَال فَإِنَّهُم لَا يعرض لَهُم فِي حمياتهم التشنج مَتى لم يحدث عَلَيْهِم دَلِيل من أدلته قَوِيَّة كالحادث فِي البرسام والتشنج فيسرع إِلَى لاصبيان برءا وخاصة إِلَى الرضع مِنْهُم وَالسَّبَب فِي ذَلِك فِي صغر السن خَاصَّة إِذا كَانَ اللَّبن غليظا ويعرض لمن فَوْقهم بِسَبَب كَثْرَة الأغذية فِي غير أَوْقَاتهَا وَذَلِكَ أَنهم لَا يفهمون شَيْئا خلا الْأكل.
يعين على ذَلِك ضعف قُوَّة العصب فيهم وَذَلِكَ أَن فِي الصّبيان قوتين وهما الَّتِي فِي الكبد وَالَّتِي فِي الْقلب فَأَما الَّتِي فِي الدِّمَاغ فضعيفة جدا وَلذَلِك يسهل وُقُوع الصّبيان فِي التشنج ويسهل رجوعهم مِنْهُ إِلَى الْحَال الطبيعية.
فَأَما الرِّجَال فَلَا يسهل وقوعهم فِيهِ وَلَا خُرُوجهمْ مِنْهُ لشدَّة قُوَّة العصب فيهم وَقد يحدث التشنج من غير حمى إِذا غلب الْبرد على مزاج الْبدن وَكَثُرت فِيهِ الأخلاط النِّيَّة الغليظة وَيحدث أَيْضا إِذا حدث فِي الأوتار والعصب ورم حَار ويشاركها الدِّمَاغ فِي الْعلَّة والدلائل الردية الَّتِي يحدث بعقبها التشنج فِي الحميات بِالرِّجَالِ اعوجاج الْوَجْه خَاصَّة وتصريف الْأَسْنَان وَكَثْرَة طرف الْعين وَالْحَرَكَة.
(1/119)
فَأَما الصّبيان فَإِنَّهُ يكفى فيهم السهر والتفزع والبكاء لشدَّة تمدد الْبدن واعتقال الْبَطن فَأَما الألوان الْخضر والتمدد فَتعين على ذَلِك بِأَن فِي الْبدن أخلاطا رَدِيئَة وَاسْتدلَّ على موت من يَمُوت ألف وسلامة من يسلم بِسَائِر الدَّلَائِل الْأُخَر وَلَا يحكمن من دَلِيل وَاحِد أبدا.)
فُصُول أَن تكن الْحمى بعد التشنج فَهُوَ خير من أَن يكون التشنج من بعد الْحمى إِذا حدث التشنج بَغْتَة فَيجب ضَرُورَة أَن يكون من امتلاء وَإِنَّمَا يمتلى العصب من الكيموس اللزج الْبَارِد الَّذِي مِنْهُ غذاؤه فَإِذا حدثت الْحمى بعد هَذَا التشنج فكثيرا مّا يسخن ذَلِك الكيموس الَّذِي مِنْهُ امتلاء العصب وتذيبه وتلطفه وتحلله فَإِذا عرضت حمى محرقة فجففت الْبدن كُله ثمَّ إِن عرض التشنج من قبل اليبس فالآفة عَظِيمَة جدا وَذَلِكَ إِنَّه لَا يكَاد يبرؤ لِأَن العصب يحْتَاج إِلَى أَن يرطب إِلَى مُدَّة طَوِيلَة فشدة قُوَّة الْمَرَض لَا تمهل لَكِن تحل الْقُوَّة سَرِيعا فتجلب موتا سَرِيعا.
التشنج والتمدد يعرض فِي العصب أما من قبل الأورام الحارة الجاسية أَو من قبل الْبرد واليبس المفرط وَمن إِصَابَة تشنج أَو تمدد ثمَّ اعترته حمى انحل بهَا ذَلِك التشنج.
التمدد صنف من أَصْنَاف التشنج إِلَّا أَنه لَا ترى الْأَعْضَاء فِيهِ للتشنج بل يتمدد إِلَى وَرَاء وَإِلَى قُدَّام تمددا سواءا وَلذَلِك خص باسم التمدد فَجَمِيع أَصْنَاف التشنج ثَلَاثَة التشنج إِلَى خلف والتشنج إِلَى قُدَّام والتمدد وجميعها إِمَّا من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية أَو من استفراغها وَمَا يتبع من التشنج حمى محرقة فَوَاجِب أَن يكون من اليبس وَمَا حدث ابْتِدَاء فَهُوَ من امتلاء وَهَذَا الصِّنْف إِذا حدث بعده حمى الرّطبَة بالرطوبة الَّتِي فِي العضل وانضجت بعض برودته فَهَذَا مَا عرض الْأَطِبَّاء فِيهِ لي التشنج هُوَ أَن يرى الْعُضْو قد قصر والتمدد هُوَ أَن يرى قد امْتَدَّ إِلَى جَانب من غير أَن ترَاهُ قد تقبض وَقصر وَقَالَ قد رَأَيْت التشنج حدث كم مرّة عَن لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة كَمَا عرض لفتى يتقيؤ مرَارًا زنجاريا فَإِنَّهُ لما تقيأ هَذَا المرار أَصَابَهُ لذع شَدِيد فِي فَم معدته ثمَّ تشنج فَلَمَّا استوفى قىء هَذَا الْخَلْط ذهبت حماه وتشنجه جَمِيعًا.
قَالَ الَّذِي يكون من الامتلاء يبرؤ بالاستفراغ وَالَّذِي يكون من الاستفراغ فَلَا يكَاد يبرؤ لي التشنج هُوَ أَن يرى الْعُضْو قد قصر والتمدد إِلَى أَن كَانَ شَيْء يخلص من التشنج الْيَابِس فَهَذَا التَّدْبِير يجلس العليل فِي المَاء والدهن الفاترين ويحلق الرَّأْس ويضمد بالمياه واللعابات مَعَ الْأَشْيَاء الملينة وَيُوضَع على الفقار كُله والمفاصل فِي كل مَوضِع الية يشد عَلَيْهِ يحل ويدلك ويسخن ويعاد وينقل إِلَى المَاء الفاتر ويسعط بدهن القرع ويعرق الرَّأْس بِهِ وَيجْعَل عَلَيْهِ بقطنة وَيجْعَل فِي بَيت بَارِد جدا لَا يعرقن فِيهِ الْبَتَّةَ وَيطْعم حسا دسماً لينًا مَعْمُولا من مَاء شعير ودهن لوز وَالسكر يحسى مِنْهُ مَا أمكن ثمَّ يحسى بعده أَيْضا حسا متخذا من لباب الْخبز وَمَاء اللَّحْم وَالشرَاب ويسقى شرابًا قد مزج بِمَاء كثير فيدام مرخ المفاصل والخرز بالدهن والألعبة ويحقن بِالْمَاءِ ودهن)
البنفسج ولعاب بزرقطونا.
(1/120)
وَقَالَ التشنج يعرض من الحرق على وَجْهَيْن أَحدهمَا فِي أول الْأَمر للذعة فَم الْمعدة وَهُوَ يبرؤ ويسكن بذهاب ذَلِك اللذع وَالْآخر عِنْد شدَّة الاستفراغ فَلَا يكَاد يبرؤ وَهُوَ من عَلَامَات الْمَوْت وَقَالَ التشنج الْحَادِث من جِرَاحَة من عَلَامَات الْمَوْت فِي الْأَكْثَر وَذَلِكَ يكون لما تتبع الْجراحَة من الورم إِذا كَانَ فِي عُضْو عصبي وَأول مَا يعرض التشنج فِي الْمَوَاضِع الْمُقَابلَة لموْضِع الورم ثمَّ ينفجر دفْعَة إِلَى الْبدن.
التمدد يهْلك إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام فَإِذا جَاوز هَذِه فَإِنَّهُ يبرؤ.
قَالَ جالينوس التمدد من الْأَمْرَاض الحادة لِأَنَّهُ مركب من التشنج الْكَائِن إِلَى خلف والكائن من قُدَّام فبالواجب صَار بحرانه وانقضاؤه بِسُرْعَة إِذا كَانَت الطبيعة لَا تحْتَمل تَعب تمديده مُدَّة المَاء الْبَارِد فِي وسط الصَّيف إِذا صب مِنْهُ على رَأس الْأَسْنَان شَيْء كثير على الْإِنْسَان الخصب الْبدن أَن يحل التشنج الْحَادِث من امتلاء لِأَنَّهُ يحدث للحرارة انعطافا إِلَى دَاخل فيسخن ويحلل وينضج وَيَنْبَغِي أَن يحذر اسْتِعْمَاله فِي التشنج الْحَادِث من قرحَة لِأَن هَذَا يضرّهُ المَاء الْبَارِد فَمن حدث بِهِ التشنج من قرحَة فِي أَعْضَاء عصبية فَإِن المَاء الْبَارِد أَشد الْأَشْيَاء مضادة وَالْمَاء الْحَار قوي الْفِعْل عَظِيم الْغناء فِي التشنج.
من اعترته الرّبع فَلَا يكَاد يَعْتَرِيه التشنج وَإِن اعتراه التشنج قبل الرّبع ثمَّ حدث الرّبع سكن التشنج.
أما التشنج الَّذِي يكون من قبل الاستفراغ فَهُوَ أحّد الْأَمْرَاض واقتلها.
وَأما الْكَائِن من امتلاء الْأَعْضَاء العصبية مثل التشنج الْكَائِن عِنْد الصرع فَلَيْسَ هُوَ بالحاد وَلَا فِيهِ من الْخطر مثل مَا فِي الأول وَالَّذِي ذكره ابقراط فِي هَذَا الْموضع هُوَ التشنج الَّذِي هُوَ من امتلاء وَالْأَمر فِيهِ كَمَا قَالَ لِأَن الرّبع يجْتَمع فِيهِ نافض شَدِيد وحرارة قَوِيَّة فينفض الأخلاط وينضجها وَهَذَا هُوَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
إِذا حدث ألف تشنج عَن حمى أَو كي أَو جِرَاحَة أَو شدَّة حر الْهَوَاء ولهيب وكرب فَهُوَ ردىء لِأَنَّهُ تشنج اليبس والحادث عَن السهر ردىء لِأَن السهر أبلغ الْأَشْيَاء فِي تجفيف الْبدن من اختيارات حنين مَا يشرب لتشنج العصب من خلف أصل الْفطر عشرُون درهما يطْبخ برطلين مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر ثَلَاث أَوَاقٍ يفتر وَيصب عَلَيْهِ دِرْهَمَيْنِ)
دهن لوز حُلْو وَيشْرب.
شراب ينفع من تشنج العصب الرطب يُؤْخَذ عود بِلِسَان عشرَة دَرَاهِم يصب عَلَيْهِ رطلان مَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ دِرْهَمَيْنِ دهن لوز حُلْو إِن شَاءَ الله أَو يُؤْخَذ فوتنج عشرَة دَرَاهِم فيطبخ برطلين مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ثمَّ يصفى ويلقى عَلَيْهِ نصف رَطْل سكر وَمثله عسل ويطبخ وَيُؤْخَذ رغوته ويسقى كل يَوْم مثل الْجلاب.
(1/121)
الروفس فِي الماليخوليا قَالَ إِذا عرض بِمن بِهِ تمدد أَن يظنّ أَن بدنه ممتلى فَذَلِك أشّر شَيْء جدا.
اطهورسفس دم السلحفاة إِن احتقن بِهِ مَعَ جندبادستر نفع من التشنج نفعا عَظِيما.
اغلوقن قَالَ إِذا كَانَ بالمريض تشنج وَاحْتَاجَ إِلَى استفراغ الدَّم فَلَا يستفرغ مِنْهُ مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بدنه بِحَسب امتلائه بِمدَّة لَكِن استفرغ مِنْهُ بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بدنه وَاعْلَم أَن هَذَا الدَّاء يستفرغ العليل بالوجع والأرق.
الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ حذاق الْأَطِبَّاء إِذا تشنجت الْأَعْضَاء الَّتِي دون الْوَجْه قصدُوا بالعلاج قَالَ وَقد نرى مَرَّات كَثِيرَة التشنج يحدث فِي الشفتين وَفِي الْعَينَيْنِ وَفِي جلدَة الْجَبْهَة وَفِي جملَة اللحيين وَفِي أصل اللِّسَان ويقصد فِي ذَلِك كُله إِلَى الدِّمَاغ بالعلاج.
الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ من النَّاس من يعم معدته من ذكاء الْحس إِن ابطأ عَن الطَّعَام أَو تقيأ خلطاً لذاعا أَو اتخم تخمة ردية تشنجوا قَالَ فافصد لمن يُصِيبهُ حَرَكَة تشنج عَن الإبطاء فِي الطَّعَام أَن يطعمهُ قبل عَادَته خبْزًا نقيا محكما مَعَ بعض الْأَشْيَاء القابضة المقوية لفم الْمعدة وتسهلهم بعده بالإيارج لينقى الْمعدة من الْخَلْط الردىء الَّذِي يتَوَلَّد فِيهَا.
قَالَ قد رَأَيْت أَقْوَامًا أَصَابَهُم فِي الحميات تشنج من غير أَن يتَقَدَّم شَيْء من العلامات المنذرة بِكَوْن التشنج لما تقيؤا مرَارًا استرحوا من ساعتهم وتقيأ مِنْهُم قوم كراثية ونيلجية وَهَؤُلَاء كلهم يَنْبَغِي أَن يعْنى بِفَم معدتهم بتنقيتها من هَذِه الأخلاط وتقويتها بإيارج فيقرا فَإِنَّهُ يقوى الْمعدة وينقيها من هَذِه الأخلاط ويقويها على أفعالها الْخَاصَّة بهَا ألف.
من الْعِلَل والأعراض قَالَ التشنج الْكَائِن مَعَ الأورام هُوَ على الْأَكْثَر تشنج امتلاء.
إِن ابقراط قَالَ النَّاس إِذا قصدُوا مداواة من بِهِ تشنج من قُدَّام أَو من خلف أَو من الْجِهَتَيْنِ جَمِيعًا أَو اخْتِلَاج أَو ارتعاش أَو استرخاء فِي جَمِيع بدنه قصدُوا بالعلاج إِلَى مُؤخر الرَّأْس إِن)
تشنج الْبدن إِلَى قُدَّام فَإِن عضلات الْخلف متشنجة وَإِن تشنج الْبدن إِلَى خلف فَإِن عضلات القدام متشنجة وَبِالْعَكْسِ وَإِن تشنج من الْجَانِبَيْنِ ففيهما جَمِيعًا وَإِن حدث بعقب الشَّرَاب فَإِنَّهُ من امتلاء.
يشرب للَّذي من امتلاء حلتيت قدر لوزة أَو جندبادستر مَعَ عسل فَإِنَّهُ نَافِع وَإِن ظهر امتلاء فافصد واحقن بحقنة حادة ابْن ماسويه قَالَ يُصِيب الصّبيان تشنج بعقب حمى وَقل مَا يتخلصون مِنْهُ وَيظْهر بهم سهر وبكاء دَائِم وجفاف الْبَطن وَتغَير اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة والخضرة وجفاف اللِّسَان وامتداد الْجلد واسوداده وَحُمرَة الْبَوْل أَولا ثمَّ يبيض بعد ذَلِك عِنْد صعُود الْحَرَارَة إِلَى الرَّأْس.
مَجْهُول يطلى الْبدن بجندبادستر مدافا فِي دهن الشبت وَاجعَل تدبيرهم لطيفا بأغذية سريعة الهضم.
(1/122)
روفس فِي كتاب التَّدْبِير دَلِيل التشنج المهلك أَن يتشنج مَعَه الْبَطن. من النبض الْكَبِير لعبد الرَّحْمَن أَصْحَاب التشنج يموتون وأبدانهم بعد حارة لي بَان فِي الْكتب أَن التشنج هُوَ انضمام العضل إِلَى أَصله لَكِن مَعَ حَرَكَة مّا غير إرادية وَأما التمدد فامتداده إِلَى أَصله مَعَ سُكُون تَامّ فَلَا يُحَرك بتة.
ابْن سرافيون قَالَ التشنج الْيَابِس يحدث قَلِيلا قَلِيلا وَأما الرطب فَإِنَّهُ يحدث بَغْتَة وَذَلِكَ إِنَّه ينصب إِلَى العضل شَيْء يزِيد فِي عرضه فَيحدث الْعُضْو نَحْو أصل العضلة ويعين على حُدُوث قَالَ التشنج الْحَادِث عَن الامتلاء سهل العلاج وَأما الْحَادِث عَن استفراغ فعسرشاق فَاسق أَولا للتشنج الرطب الْحُبُوب القوية الإسهال لي يَنْبَغِي أَن تكون هَذِه الْحُبُوب قَوِيَّة الإسهال جدا وخاصة فِي الجذب من العصب وَتَكون مَعَ ذَلِك مسخنة وتركيب هَذِه يكون من شَحم الحنظل وقثاء الْحمار والقنطوريون والعاقرقرحا والخردل والجندبادستر والشيطرج وَنَحْو ذَلِك من الصموغ الحادة مثل الجاوشير والقنة والحلتيت والسكبينج.
قَالَ ألف ثمَّ اِسْقِهِمْ بعد ذَلِك دهن الخروع على مَا فِي بَاب اللقوة وادهنه بدهن السوسن والجندبادستر فَأَما الْيَابِس فامنعهم من الْحَرَكَة ثمَّ قَالَ أَشْيَاء فِيهَا غلظ وَهُوَ يصلح لعلاج التشنج الرطب قَالَ خُذ من الزَّيْت الْعَتِيق الركابى رطلا وشمع أَحْمَر اوقيتين وفربيون أُوقِيَّة فامرخ بِهِ أصل الْعُضْو أَو العصب وأعطهم الأغذية اللطيفة وَقَالَ التمدد يحدث على الْأَكْثَر بالصبيان إِلَى سبع سِنِين. وَأعْطى العلامات الَّتِي أَعْطَاهَا ابْن ماسويه فِي التشنج بالصبيان قَالَ)
عَلَيْك بالسكوبات على الرَّأْس والخرز وانقع صُوفًا فِي لبن الاتن وَضعه على رؤوسهم وَاضْرِبْ مَعَ اللَّبن دهن بنفسج واسعطهم بِلَبن جَارِيَة ودهن قرع أَو نيلوفر أَو بنفسج أَو دهن لوز حُلْو مَعَ لبن اتان وأدم الْجُلُوس فِي طبيخ ورق السمسم والبنفسج والخس والنيلوفر وَإِن صَعب الْأَمر فأقعده فِي آبزن فِيهِ دهن حل مقشر وألعقه دَائِما لعاب البزرقطونا وَمَاء الرُّمَّان الحلوودهن لوز وَاجعَل على الرَّأْس دَائِما ضماد خطمي وبنفسج يَابِس ونيلوفر ودهن حل واسقهم خياشنبر بدهن اللوز واحقنهم بحقن لينَة وَإِن كَانَت حمى فَاسق مَاء الشّعير وَمَاء القرع وَإِن كَانَ الْبدن سليما من العفن فاصلح الْأَشْيَاء لَهُ لبن الاتن وَاللَّبن جملَة يسقى مِنْهُ أَربع اواق مَعَ نصف أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو وأوقية وَنصف سكر واحلب دَائِما على اليافوخ اللَّبن فَإِن تشنج عُضْو مّا فادم مرخه بدهن الية مذابة مَعَ دهن نرجس وَإِن شِئْت فَخذ عكر السمسم وعكر دهن اللوز والبزر كتَّان ولعاب الحلبة ودهن الية وانعم سحقه وضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تليين الْأَعْضَاء وتسخينها.
(1/123)
(الْبَاب التَّاسِع)
(ليثرغس وقرانيطس وقادس. .) (وَالْفرق بَين ليثرغس) وقرانيطس وانتقاله إِلَى قرانيطس وقرانيطس اليه.
الْمقَالة الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ صَاحب السبات يكون ملقى لَا يحس وَلَا يَتَحَرَّك إِلَّا أَن تنفسه صَحِيح وَهَذَا الْفرق بَينه وَبَين السكتة وينحل فِي أَكثر الْأَمر إِلَى الْعَافِيَة فَأَما قاطوخس وَهُوَ الجمود والشخوص فَإِن الآفة تنَال فِيهَا مُؤخر الدِّمَاغ أَكثر وَتَكون الأجفان مَعَه مَفْتُوحَة وَفِي السبات مغمصة لي يستعان بِالثَّانِيَةِ وَالثَّالِثَة من هَذَا الْكتاب وبجوامع الثَّالِثَة مِنْهُ ألف.
من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض فِي الْعين المقلصة قَالَ الْفرق بَين السبات والجمود فتح الْعين وتغميضها والسبات يكون من الْبرد والرطوبة والجمود من الْبرد واليبس.
الْمقَالة من الأخلاط نتف الشّعْر ينْتَفع بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الَّذين يعرض لَهُم السبات.
الْمقَالة الأولى من الْفُصُول إِذا غلب على الدِّمَاغ برد قوي ثمَّ خالطه رُطُوبَة حدث ليثرغس وَإِذا خالطه يبس حدث الجمود.
الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه فِي البرسام قَالَ ليثرغس تعترى الرَّأْس من البلغم كَمَا أَن قرانيطس يَعْتَرِيه)
من الصَّفْرَاء قَالُوا ويثقل مَعَه الدِّمَاغ حَتَّى لَا يذكر العليل الْكَلَام الَّذِي تكلم بِهِ وَيجب تغميض عَيْنَيْهِ دَائِما والسكون وبقدر غَلَبَة الصَّفْرَاء فِي هَذَا الْخط تصعب هَذِه الْأَعْرَاض ويخلو من البلغم وبقدر برده يعظم وَإِذا كَانَا متكافيين كَانَ السهر والهذيان حَاله كحاله وَمن كَانَ مِنْهُم مَرضه قَوِيا فَلَا يُجيب إِذا سُئِلَ وَلَا يَتَحَرَّك وَتَكون مجسته صَغِيرَة بطيئة وَأما من كَانَت علته ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يُجيب وَيفتح عَيْنَيْهِ إِذا صَوت بِهِ ثمَّ يعود فيغمضها فافحص عَن الْقُوَّة وَإِن أمكنت فافصد ثمَّ صب الْخلّ ودهن الْورْد على الرَّأْس وَبعد ذَلِك بأيام إِذا انحطت الْعلَّة فاطل جَبهته بالجندباستر والفوتنج والسعتر المحرقة بالخل فَإِن هَذَا الْخَلْط عَظِيم النَّفْع ثمَّ عطسه بالكندس مَعَ شَيْء يسير من جندباستر وَلَا تكْثر العطوس فَإِنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وادهن رَأسه بدهن قثاء الْحمار مَعَ خل العنصل فَإِن هَذَا وَحده رُبمَا أَبرَأَهُ من السبات واغمز أَطْرَافه وأربطها فَإِن أزمن فَاحْلِقْ الرَّأْس واطل عَلَيْهِ الْأَشْيَاء اللذاعة واسقه المسخنات وَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فاسقه الشَّرَاب وأسهل الْبَطن وَأدْخلهُ الْحمام فَإِنِّي قد رَأَيْت نَاسا مِنْهُم لم
(1/124)
ينبههم شَيْء غير الْحمام وَإِن كَانَت قواهم ضَعِيفَة فأجلسهم فِي المَاء الْحَار إِلَى الْعُنُق وَلَا يقرب الرَّأْس ماءا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يوهنه ويضعفه ويخشى عَلَيْهِ نكاية ويعظم ضَرَره.
وَأما الثَّبَات الْمُسَمّى بالقادس فَإِن علاجه قريب من علاج ليثرغس وَيكون فِي مقدم الرَّأْس وتفسد قوتة الْحَواس وَيكون هَذَا الوجع من وجع شَدِيد يعرض فِي الدِّمَاغ وَقد يعرض هَذَا أَيْضا إِذا ثقب القحف فَوق الخطاء بحجاب الدِّمَاغ.
العلامات قَالَ ليثرغس شَبيه قرانيطس وَيفرق بَينهمَا بِكَوْن الوجع والتنفس والمجسة وَشدَّة الْحمى فَإِن ليثرغس ألف الْحَرَارَة ضَعِيفَة والتنفس صَغِير بطيء والنبض موجى وَأَصْحَاب ليثرغس ينحدرون نَحْو أَرجُلهم على فرشهم وَأَصْحَاب قرانيطس يتصاعدون نَحْو رؤوسهم وَإِذا رَأَيْت قرانيطس قد غارت بِهِ الْعين ودام التغميض وسال الرِّيق وَأَبْطَأ النبض فَإِن قرانيطس قد انْتقل إِلَى ليثرغس لي عَلامَة التهيء للوقوع فِي ليثرغس ثقل الرَّأْس وطنين فِي الْأذن وَحمى لينَة مَعَ نظام المجسة وثتاوب دَائِم وتهبج الْوَجْه وَشدَّة النّوم وَغَلَبَة النسْيَان والبلادة وإبطاء الْجَواب فِي الْكَلَام وَلَا يُمكن إِخْرَاج لِسَانه من فِيهِ إِلَّا بإبطاء.
قاطوخس وَهُوَ الشخوص يعرض مَعَه حمى مَعَ إبطاء انْقِطَاع الصَّوْت فِيهِ وشخوص الْبَصَر وَلَا يطرف الْبَتَّةَ حَتَّى تَنْتَهِي نوبَة الْحمى فَإِذا انْتَهَت حركوا أَعينهم وتدمع أَبْصَارهم وترم ويشتهون)
شم الطّيب ويكرهون النتن ويحولون وُجُوههم عَنهُ وَإِن مسهم أحد وَغَيرهم كَرهُوا ذَلِك وامتنعوا مِنْهُ فَإِذا كَانَ عِنْد هبوط الْحمى عرقوا عرقا كثيرا دايما وأقلعت الْحمى عَنْهُم سَاعَة ثمَّ عَادَتْ فَإِذا رَأَيْت فِي هَذَا الْقسم الْحمى الشَّدِيدَة وَالنَّفس عَال وَالْعين منقلبة والعرق كثيرا حارا وبثوراً فِي الْوَجْه والصدر مُدَوَّرَة وبردا فِي الْأَطْرَاف فَإِنَّهُم يموتون وَالْفرق بَينه وَبَين ليثرغس أَن هَؤُلَاءِ أَعينهم مَفْتُوحَة وَأَصْحَاب ليثرغس أَعينهم مغمضة ووجوه هَؤُلَاءِ حمر وَالْوُجُوه فِي ليثرغس صفرا ورصاصي قَالَ ليثرغس يَنْقَطِع أَصْوَاتهم وَلَا يسمع لَهُم لفظا الْبَتَّةَ لي يستعان بِهَذَا الْكتاب.
الْمقَالة الْحَادِيَة عشر من النبض قَالَ أَصْحَاب ليثرغس كثيرا مَا يغمضون أَعينهم وينغمسون وينخرون ويمكثون زَمَانا طَويلا مفتوحي الْأَعْين شاخصين لَا يطرفون بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي قاطوخس وَهُوَ الجمود وَإِن سئلوا عَن شَيْء واستدعى مِنْهُم الْكَلَام فيكرهون مَا يحسون وَكَثِيرًا مَا يخلطون وَلَا يجيبون بِجَوَاب صَحِيح ويهدؤون ويتكلمون بِكَلَام لَا يعْنى لَهُ فَهَذِهِ صفة ليثرغس وَقَالَ أبدان أَصْحَاب ليثرغس مهيجة كَأَنَّهَا أموات وَأَصْحَاب الجمود لم يبلغ بهم الْأَمر إِلَى غَلَبَة الْبرد بِالْكُلِّيَّةِ على أبدانهم كالحال فِي ليثرغس وَفِيهِمَا جَمِيعًا مَوضِع الْعرق أسخن من سَائِر الْجَسَد.
الْمقَالة الثَّالِثَة عشر قَالَ الجمود يعرض من قبل شرب مَاء بَارِد ألف فِي غير وقته أَو بِمِقْدَار لَا يَنْبَغِي أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو أكل فَاكِهَة مبردة على الثَّلج فِي وَقت لَا يَنْبَغِي
(1/125)
وَبِالْجُمْلَةِ فالجمود يحدث من كل شَيْء يُولد فِي الْبدن بلغما بَارِدًا غَايَة الْبرد وَهُوَ البلغم الزجاجي لي يَنْبَغِي هَذَا للمستعد لهَذِهِ الْعِلَل أَن يتَجَنَّب جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي يبرد.
الْخَامِسَة من ابيذيميا قَالَ الْعِلَل الَّتِي يضعف فِيهَا الْفِكر كالسبات والجمود ينفع مِنْهَا أَن يسمع العليل وَيرى مَا يغتم بِهِ ليهيج الْفِكر بذلك وَيُرَاجع. بولس قَالَ يكون فِي ليثرغس حمى لينَة وسبات والنبض عَظِيم متفاوت مرتعش وَالنَّفس عَظِيم متفاوت بطيء ويبطئون بالانتباه وَالْجَوَاب ويعرض لَهُم اخْتِلَاط الْعقل وتثاوب كثير فَتبقى عِنْد التثاوب أَفْوَاههم مَفْتُوحَة كَأَنَّهُمْ قد نسوا إطباقها ويعرض لأكثرهم خَلفه برَاز رطب وَفِي الندرة تكون بطونهم يابسة وأبوالهم مثل أَبْوَال الْحمير وَمِنْهُم من يعرض لَهُ ارتعاش وتعرق أَطْرَافه فابدأ بالفصد إِن أمكن إِن احتملت الْقُوَّة فَإِن لم تحْتَمل فالحقن الحادة وَيكون العليل فِي بَيت وَاسع معتدل الضَّوْء وضع على رَأسه دواءا قد)
فتق بِهِ جندباستر وَقد يوضع عَلَيْهِ خل ودهن ورد مَعَ جندباستر لتقوي الرَّأْس بهما ويسخن بالجندباستر يدلك الْأَطْرَاف وَسَائِر الْجَسَد بالزيت والنطرون أَو بالعا قرقرحا والفلفل وَحب المازريون ليلذع ويشموا أَشْيَاء حريفة مثل الصعتر الْمَطْبُوخ بالخل والحشا والفوتنج ويحتكون بالخردل والعنصل وَالْعَسَل ويتغرغرون بالسكنجبين وخردل وفوتنج ويسقون من شراب رَقِيق الصّرْف فليلطف ملعقة مَعَ مَاء وخل وَإِن كَانَت الْعلَّة مزمنة وَكَانَ مَعهَا ارتعاش فليعطوا جندبادستر اثْنَا عشر قيراطا إِلَى ثَمَانِيَة عشر قِيرَاط وَإِن كَانَ الْخَلْط كثيرا فاخلط مَعَه سِتَّة قراريط سقمونيا وَإِن ثبتَتْ الْعلَّة فَاحْلِقْ الرَّأْس وكمده بالملح والجاوشير والطخه بعد بالخردل وعطسه وضع المحاجم على النقرة والفقار بِلَا شَرط بل بِنَار كَثِيرَة وَفِي بعض الْأَوْقَات بِشَرْط وَلَا تمهل الْبَتَّةَ إسهال الْبَطن وإدرار الْبَوْل بالحقن وبالتي يدر الْبَوْل ويدلك الْعنَّة بدهن السداب وبدهن قثاء الْحمار مَعَ جندبادستر وليدمن تجرع المَاء الْحَار مَعَ شَيْء من الْأَشْرِبَة الحارة الملطفة وَإِن لم ينتبه فاغمز أَطْرَافه حَتَّى يتوجع مِنْهَا ويحلق شعر رَأسه وينتف وينخس لِئَلَّا ينَام ويدلك الْفَخْذ والساق حَتَّى يحمر ألف فَإِن نَفعه يعظم حَتَّى إِذا انحطت الْعلَّة ريض بِرِفْق وَاسْتعْمل فِيهِ تَدْبِير الناقه.
فَأَما قاطوخس فَإِنَّهُ مثل السكتة وَيكون العليل قد انجذب عُنُقه إِلَى فَوق حَتَّى لَا يقدران وَلَا يتَبَيَّن لَهُ نفس بل يكون ملقى كالميت لَكِن عَيناهُ مفتوحتان ونبضه صَغِير ضَعِيف متدارك وَلَا يتْرك مَا يُصِيب فِي حلقه فَإِن كَانَت علته شَدِيدَة ومادة هَذَا الْمَرَض بَارِدَة يابسة فَإِذا لحق هَذَا الْمَرَض إنْسَانا بَقِي بِحَالهِ الَّتِي هُوَ عَلَيْهَا وعلاجه كعلاج السكتة وَإِن عرض بعد السكتة فَهُوَ قَاتل وَإِن عرض فَسَاد الطَّعَام أَو تخمه يَنْبَغِي أَن يقيء ويكمد الْبَطن ويتجرع.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ خير علاج ليثرغس خل خمر ودهن ورد يضربان وَيَضَع على الرَّأْس وَإِن كَانَ البلغم بَارِدًا فليجعل مَعَه طبيخ الفوتنج والجندبادستر ولتنطل جَبهته بالجندبادستر وبشعر إِنْسَان محرق وَإِن عسر انتباهه فعطسه وَاجعَل على رَأسه أَشْيَاء ملزعه مثل خل العنصل فَإِنَّهُ جيد لمن يسبت سباتا شَدِيدا وَإِن اضطررت فَاحْلِقْ رَأسه واطله بالجمرة فَإِنِّي
(1/126)
قد رَأَيْت قوما تخلصوا بِهِ وَحده ولطف غذاؤه وَلَا يكون جَدِيدا وَلَا ضَارِبًا إِلَّا الرَّأْس لَكِن أعْطه عصارة اللوز مَعَ عسل أَو عصارة الشّعير المقشر أَو مَاء الشّعير مَعَ شراب الْعَسَل وَلَا تبل رَأس العليل الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِن بل رَأسه غشى عَلَيْهِ وأضره حَتَّى إِذا أحسست مَرَّات حِينَئِذٍ أغسل رَأسه. سرابيئون)
قَالَ قاطوخوس مَعْنَاهُ الآخذة وَذَلِكَ إِنَّه إِذا أصَاب الْإِنْسَان بَقِي على الْحَال الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا حِين أحدثه قَائِما كَانَ أَو نَائِما أَو قَاعِدا أَو يكون إِذا حدث فِي الْبَطن الْمُؤخر من الدِّمَاغ سمى سوء مزاج بَارِد يَابِس ونبضهم أَصْلَب من نبض ليثرغس وَأقوى فاحقنهم إِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَإِلَّا فأسهلهم إِن كَانُوا أقوياء بِالَّتِي يخرج السَّوْدَاء ولطف التَّدْبِير واجعله سهل الهضم وَإِن احتاجوا إِلَى الفصد فافصد القيفال فَإِن لم يحتملوا ذَلِك فاحجم السَّاق وَقد يحدث ليثرغس وَمَعَهُ مزاج صفراء وَتَكون أعراضه مركبة من أَعْرَاض قراينطس وليثرغس فَلْيَكُن علاجه أَيْضا بِحَسب ذَلِك وَأما ليثرغس الْخَالِصَة فسببه بلغم قد عفن بعض العفونة فِي بطُون الدِّمَاغ فَلذَلِك يحدث عَنهُ حمى بعفونة وسبات من أجل البلغم فَإِن أمكنت الْقُوَّة فافصد وَإِن لم يُمكن فاحقنه بالحقن الحادة لتجذب الْمَادَّة ألف إِلَى أَسْفَل ثمَّ خُذ فِي علاج الرَّأْس فصب عَلَيْهِ دهن ورد مَعَ خل وَمَعَ جندبيدستر وأدلك الْأَطْرَاف بالدهن مَعَ النطرون والعاقرقرحا يشمون الحاشا والفوتنج ويغرغرون وَإِن طَال الوجع فأشمهم الجندباستر وأحلق رؤوسهم وكمدها بالملح والجاويرس وحري أَن يديم بِلَبن الْبَطن ودرور الْبَوْل وَإِذا انحطت الْعلَّة فَاسْتعْمل الْحمام.
ابْن ماسويه قَالَ أَصْحَاب قادس يحْتَاج أَن يضمد معدهم بالمسخنة مَعَ قبض.
قَالَ جالينوس الْإِكْثَار من البصل يُورث ليثرغس. دياسقوريدوس إِذا حلق الرَّأْس من أَصْحَاب ليثرغس ويضمد بِهِ الْخَرْدَل عَلَيْهِ حَتَّى يتنفط نفع.
النمام إِن طبخ فِي الْخلّ وَجعل مَعَه دهن ورد وَوضع على الرَّأْس نفع فِي ليثرغس وقرانيطس لِأَن شَأْنه تَقْوِيَة الدِّمَاغ لي لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الصَّبْر فِي ليثرغس وقرانيطس فَإِن قوته مسبتة.
قَالَ والقسط يسْتَعْمل فِي هَذَا الْمَرَض فَهُوَ جيد مِمَّا اسْتعْمل فِيهِ.
روفس قَالَ يعرض فِيهِ الْحمى اللين من حمى السرسام المطبقة ويبس مَعهَا وَلَا قحل مَعهَا وَلَا تعظم المجسة وَيذْهب الْحس وَيصير اللَّوْن رصاصيا ويعرض كسل فِي الْحَرَكَة وَثقل فِي الْجَسَد وثبات فَإِذا انتبه فزع وينسى مَا تكلم بِهِ وَلَا يتَبَيَّن كَلَامه ويضطجع على قَفاهُ ويشتد اخْتِلَاج رَأسه قبل أَن يَقع فِيهِ ويضيق النَّفس ويتقلص الشراسيف ويعرض من كَثْرَة
(1/127)
الشَّرَاب والفاكهة والتخم وَإِذا عرض كَانَت أعراضه قَوِيَّة كَانَ مَعَه عرق كثير قبل لِأَن الْعرق يسْقط الْقُوَّة وَقد يعرض لَهُم يبس فِي أبدانهم وهزال شَدِيد وَإِذا رَأَيْت أحدهم قد خفت حركاته وَفهم وَحفظ وخف ضيق نَفسه وَخرجت خراجات خلف آذانهم نَحْو المجاري قد يعرض من هَذَا الْقسم)
فَسَاد الرية.
مَجْهُول يَنْبَغِي أَن يبتدأ بالإسهال أَولا ثمَّ بالحقن الحادة وتضمد الرَّأْس بالحادة ويشم الجندباستر والفوتنج ويطلى الحنك بإيارج ويكمد الرَّأْس بالملح ويعطس بالكندس وَإِن كَانَت عَلَامَات الامتلاء كاسرة فصدته.
حِيلَة الْبُرْء وَيصب الْخلّ ودهن الْورْد على رُؤُوس هَؤُلَاءِ لِأَن شَأْنه منع الْخَلْط الرَّدِيء عَن الرَّأْس وتقويته وَإِلَى ذَلِك يحْتَاج وَمن كَانَت علته مَعَ نوم كثير جدا وسهر وَسُكُون الْحَرَكَة وضعفها فَيَنْبَغِي أَن تنبهه وتسخن وَيقطع الْخَلْط الغليظ لِأَن هَذَا الْخَلْط إِن لم يكن قد تمكن وَبَقِي بِحَالهِ أحدث ضروبا من ألف السبات الْمُسْتَغْرق بِغَيْر حمى وَهِي الَّتِي يسميها سكات وجمود واستغراق وَإِن تمكن فِي وَقت مَا أحدث أشباه هَذِه مَعَ حمى وَسميت الْعلَّة حِينَئِذٍ ليثرغس وَهِي الْعلَّة الَّتِي يغلب على صَاحبهَا السهر وَذَلِكَ يدنى من آنافهم طبيخ الفوتنج والحاشا بخلّ كَيْمَا يقطع بذلك البخار غلظ الْخَلْط الَّذِي فِي أدمغتهم ويحتكهم ويعطسهم بالأدوية الحادة وَيَضَع المحمرة على الرَّأْس ثمَّ إِن طَالَتْ الْعلَّة استعملنا المحاجم والجندباستر فِي علاجهم وعلاج قرانيطس لِأَن الجندباستر تنضج هَاتين العلتين جَمِيعًا بعد أَن يمر الْأَيَّام فَلذَلِك مداواة قرانيطس إِذا انحط مثل ليثرغس.
(1/128)
(الْبَاب الْعَاشِر)
(قرانيطس بانفراد واشتراك. .) (وَالْجُنُون والقطرب) والهذيان الَّذِي مَعَ سهر وَجَمِيع ضروب السهر والأخلاط مَعَ حرارة أَو أورام حارة فِي الرَّأْس وَسَائِر الْأَعْضَاء.
الْمقَالة الثَّانِيَة عَن الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ كثير مِمَّن يسخن رؤوسهم الشَّمْس يختلطون لي الإختلاط مِنْهُ ثَابت لَازم نَحْو الْجُنُون الْكَائِن عَن عِلّة مَحْض الدِّمَاغ نَفسه وَمِنْه أَعْرَاض تَابِعَة لأمراض ولكثير مَا يتبع الورم الْحَار فِي نواحي الدِّمَاغ مثل قرانيطس فِي مُنْتَهى الحميات المحرقة وَالْغِب الْكثير الْحَرَارَة وَعند ورم الْحجاب وَمَعَ ذَات الْجنب وورم المثانة أَو عِنْد وجع شَدِيد.
الْخَامِسَة قَالَ قد يكون اخْتِلَاط الذِّهْن بِسَبَب فَم الْمعدة إِذا اعتلت وَيكون أَيْضا فِي الحميات المحرقة وَفِي ذَات الْجنب والرية والحجاب والدماغ لِأَن الِاخْتِلَاط الْكَائِن عَن ورم الْحجاب شَبيه)
بالحادث عَن الورم الْحَادِث فِي الدِّمَاغ وَفِي أغشيته وَذَلِكَ أَن الِاخْتِلَاط الْكَائِن فِي الْعِلَل الْأُخَر وَفِي الحميات المحرقة إِذا جَاوز المتهى سكن وَأما قرانيطس فَإِن اخْتِلَاطه دَائِم وَذَلِكَ لِأَن الدِّمَاغ فِي هَذِه الْعلَّة يَخُصُّهُ فِي نَفسه وَلذَلِك لَا يخْتَلط عقل صَاحبه بَغْتَة دفْعَة وَاحِدَة كَمَا يعرض لعِلَّة الْأَعْضَاء الأحر بل تتقدم حُدُوث الِاخْتِلَاط هَاهُنَا أَعْرَاض لَيْسَ باليسيرة كلهَا عَلَامَات قرانيطس فَمرَّة يَعْتَرِيه السهر وَمرَّة ينَام نوما مشوشا مضطربا مَعَ اخْتِلَاط خيالات ظَاهِرَة حَتَّى انه يَصِيح ويثب وَفِي بعض ألف الْأَوْقَات يعرض لَهُ نِسْيَان حَتَّى يَدْعُو بالطست ليبول ثمَّ لَا يَبُول حَتَّى يذكّر وَيكون مَعَه جرءة وقحة زَائِدَة على الْعَادة وَلَا يشرب إِلَّا قَلِيلا وَنَفسه عَظِيم متفاوت ونبضهم لَيْسَ بعظيم وَهُوَ صلب كائه عصب فَإِذا قرب الْوَقْت الَّذِي يعتريهم فِيهِ الْعلَّة يَجدونَ وجعا فِي مُؤخر الأس حَتَّى إِذا وَقَعُوا فِيهَا يَبِسَتْ أَعينهم جدا وتدمع إِحْدَاهمَا دمعة حارة وَيصير فِيهَا رمص ويمتلي عروقها دم ويقطر من آنافهم أَيْضا الدَّم وَتبقى حماهم بِحَالِهَا فَلَا تنحط وَلَا تنوب ولسانهم خشن وَلذَلِك إِذا اعتل الْحجاب فَإِن الِاخْتِلَاط تبقى شبها باللازم وَيفرق بَينه وَبَين قرانيطس بالأعراض الَّتِي تظهر فِي الْعين والتنفس فِيمَن يخْتَلط بِسَبَب دماغه عَظِيم متفاوت فَأَما من أجل الْحجاب فَإِنَّهُ يكون مُخْتَلفا فَمرَّة يصغر ويتواتر وَمرَّة يعظم وَمرَّة يصير شَبِيها بالزفرات وَفِي ابْتِدَاء الورم الَّذِي يكون فِي الْحجاب قبل أَن يحدث الِاخْتِلَاط يتنفسون تنفسا صَغِيرا متواترا بالضد من أَصْحَاب أورام الدِّمَاغ وَذَلِكَ أَن
(1/129)
هَؤُلَاءِ يتنفسون تنفسا عَظِيما متفاوتا وانجذاب الشراسيف إِلَى فَوق يظْهر فِي ورم الْحجاب مُنْذُ أول الْأَمر وَفِي الدِّمَاغ فِي آخر الْأَمر والحرارة تكون فِي الرَّأْس أَكثر مَتى كَانَت الْعلَّة فِي الدِّمَاغ وَفِي الْبَطن مَتى كَانَت فِي الْحجاب.
الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ السرسام قتال جَمِيع جنسه قَالَ الْأَحْدَاث يموتون من الحميات الَّتِي يخْتَلط فِيهَا الْعقل وَيكون فِيهَا خراج خَارج فِي الصماخ أسْرع مِمَّا يَمُوت الكهول والمشايخ.
الأولى من الْفُصُول من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد وَلَا يحسه فعقله مختلط.
الثَّالِثَة الْجُنُون يعرض فِي الخريف بِحَسب كَثْرَة الأخلاط الرقيقة الردية الصفراوية فِيهِ قَالَ ابو بكر الْعَامَّة تسمى مَجْنُونا أَصْحَاب الصرع والماليخوليا والأختلاط وَبَين هَذِه الثَّلَاثَة فرق كَبِير وَذَلِكَ أَن أَصْحَاب الصرع أصحاء فِي كل حَال أَلا فِي ذَلِك الْوَقْت والماليخوليا لَيْسَ مَعَه سهر وَلَا توثب على النَّاس وَلَا يخلط كثير فِي كَلَامه بل رُبمَا لم يكن مُخَالفا للأصحاء أَلا فِي أَشْيَاء)
قَليلَة بأفكار ردية وَإِذا طَال بِهِ خلط تَخْلِيطًا كثيرا أَلا أَنه فِي ذَلِك كُله ينحو نَحْو الْعَاقِل وَيلْزمهُ الْخَوْف والفزع وَالْغَم.
واما الْجُنُون فمعه توثب وحركات سريعة قَوِيَّة وسهر واختلاط دَائِم ألف بثقل الرَّابِعَة قَالَ كل اخْتِلَاط يكون مَعَ جرْأَة وإقدام وخبث نفس فَأَنَّهُ من السَّوْدَاء وَاسْتدلَّ أَيْضا مَعَ ذَلِك بِسَائِر دَلَائِل غَلَبَة السَّوْدَاء لي يَقُول أَنه من السَّوْدَاء الَّتِي عَن احتراق الصَّفْرَاء الَّتِي من الْخَلْط الْأسود إِذا كَانَ مَعَ الْحمى الَّتِي مَعَ ورم الدِّمَاغ الْبَوْل الْأَبْيَض الرَّقِيق القوام فَأَنَّهُ دَال على عَلامَة الْهَلَاك وَلَا اعْلَم أحدا هَذِه حَالَة سلم وَذَلِكَ أَن الاجود إِذا كَانَت هَذِه الْعِلَل مرارية أَن يرى الْغَالِب فِيهَا على الْبَوْل المراري لي إِذا ابيض الْبَوْل فِي ابْتِدَاء السرسام فَأَنَّهُ سيحدث اختلاطا وَأَن لم يكن كَانَ بعد.
الْخَامِسَة إِذا انْعَقَد للْمَرْأَة فِي ثدييها دم دلّ ذَلِك على جُنُون لِأَن ذَلِك يدل على أَنه قد صَار إِلَى أعالي الْبدن دم حَار كثير يبلغ من حرارته.
وحرارة الْبدن كُله أَن يَسْتَحِيل ذَلِك الدَّم إِلَى اللَّبن وَفِي ذَلِك الْحَال لَا يُؤمن من أَن يصير من ذَلِك البخار إِلَى الرَّأْس فيختلط الْعقل.
السَّادِسَة كل اخْتِلَاط يكون مَعَ ضحك فَهُوَ اسْلَمْ وَمَا كَانَ مَعَ حزن وهم فَهُوَ اردء وَالَّذِي مَعَ جرْأَة وتوثب وأقدام شَرّ أَيْضا لِأَن الأول يكون من دم أسود أَو حرارة من غير خلط رَدِيء كالحال فِي اخْتِلَاط الْعقل الْكَائِن عَن الشَّرَاب وَالَّذِي مَعَ جرْأَة يكون عَن السَّوْدَاء والكائن مَعَ توثب يكون من السَّوْدَاء الْحَادِث عَن احتراق الصَّفْرَاء وَهَذِه الْخَلْط فِي غَايَة الرداءة.
قَالَ وَالْجُنُون لَا يكون فِي حَال من البلغم لانه يحْتَاج فِي كَونه إِلَى أَن يكون الْخَلْط الْمُحدث لَهُ لذاعا مهيجا والصفراء دَائِما بِهَذِهِ الْحَال وَأما السَّوْدَاء فَأَنَّهَا تصير بِهَذِهِ الْحَال فِي بعض الْأَحْوَال إِذا احْتَرَقَ احتراقا كثيرا وعفن وَصَارَ لَهُ حدّة حِينَئِذٍ لي قد بَين جالينوس هَاهُنَا أَن الْجُنُون شَبيه بشباهة الصَّفْرَاء.
(1/130)
السَّابِعَة حمرَة الْعين عرض غير مفارق للورم الْحَار فِي الدِّمَاغ وَقد يكون مَعَ ورم فِي فَم الْمعدة لَا دَائِما لي إِذا كَانَ مَعَه شَيْء من أَسبَاب الرَّأْس فالعلة فِي الدِّمَاغ وَإِذا حدث بعد الْجُنُون اخْتِلَاف دم أَو استسقاء أَو حيرة وَذَلِكَ دَلِيل مَحْمُود.
قَالَ جالينوس قد يكون برْء الْجُنُون بالاستسقاء وَاخْتِلَاف الدَّم على طَرِيق تنقل الْفضل من)
الرَّأْس إِلَى الْبَطن وَأما الْحيرَة فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ الْجُنُون الشَّديد جدا وَقد يُمكن إِذا اشْتَدَّ الْأَمر أَن يكون لَهُ بحران كالحال فِي سَائِر الْعِلَل لي الاسْتِسْقَاء لَا يشاكل تنقل هَذَا الْفضل لَكِن الْحَال فِيهِ يشبه أَن يكون لِأَن الكبد يبرد فَيرد سَائِر الْبدن ويترطب ويترهل فتنقل الأبخرة.
قَالَ قد يحدث ضرب من اخْتِلَاط من الخوي والاستفراغ وَلَا يكون شَدِيدا لَكِن مَحَله مَحل الرعشة من الفالج. قَالَ أَبُو بكر ذَلِك يكون لَان الدِّمَاغ فِي تِلْكَ الْحَال بِعَدَمِ مَا يصير إِلَيْهِ ألف من مَادَّة الرّوح النفساني لَا لِأَن بِهِ عِلّة تخصه أَو لبخار لطيف حَار يسير الْمِقْدَار هاج لحرارة الْجوف فَهُوَ يسكن بشرية مَاء وَنَحْوهَا قَالَ إِذا حدث عَن ذَات الرية قرانيطس فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يكون إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل لذات الرية كثيرا جدا حارا مَعَ ذَلِك وَمن أَصَابَهُ فِي دماغه سقاقلوس فَلم يمت إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام برْء لِأَن هَذِه الْعلَّة تهلكه فِي غير الْموضع لِأَنَّهَا فَسَاد الْعُضْو أَو سلوكه إِلَى طَرِيق العفن وَالْمَوْت وَإِنَّمَا نعني هَاهُنَا من أشرف على هَذِه الْعلَّة وَهَذِه إِنَّمَا تتبع الورم الْحَار الْعَظِيم هَذَا لِأَنَّهُ لشرف هَذَا الْعُضْو لَا يجوز أَن يبْقى بِهِ مثل هَذِه الْعلَّة أَكثر من ثَلَاثَة أَيَّام.
الْإِسْكَنْدَر من مقَالَته فِي البرسام قَالَ البرسام من الْأَمْرَاض الحادة وَيكون فِي مرّة الصَّفْرَاء إِذا حدثت ورما حارا فِي غشاء الدِّمَاغ الْمُسَمّى بمننجوس وَالْفرق بَينه وَبَين الهذيان الْكَائِن فِي الحميات بِلَا ورم الدِّمَاغ لَان هَذَا الهذيان دَائِم والكائن فِي المحرقة وَالْغِب إِنَّمَا يكون فِي صعُود الْحمى ويسكن فِي هبوطها وَالْفرق بَينه وَبَين الْجُنُون أَن الهذيان الَّذِي للجنون لَا يكون مَعَه حمى وَمَعَ قرانيطس حمى وَيخْتَلف خبثه ورداءته بِحَسب الْمرة الَّتِي يكون مِنْهَا فَمَتَى كَانَت أحّد كَانَت أردء.
وعلامات كَون البرسام أَن يتقدمه سهر طَوِيل ونوم متفرغ مشوش وَرُبمَا عرض لَهُم النسْيَان حَتَّى يامروا بِشَيْء ثمَّ ينسوه وتحمر أَعينهم وتدمع وتكزن المجسة صلبة ويدمنون النّظر بوحشة وَتَكون فِي أَعينهم والسنتهم خشونة يابسة ويميزه من الورم الْحَار الْحَادِث فِي الْحجاب لِأَن مَعَ الْحجاب سوء تنفس وعطشا وحرارة فِي نَاحيَة الصَّدْر وَفِي الْبَطن أَكثر فَأَما الدِّمَاغ فالحرارة فِيهِ تكون فِي الرَّأْس تحمر الْعين ويرعف وان خلط الْمرة شَيْء من البلغم عرضت هَذِه الْأَعْرَاض مستوية وأعراض ليثرغس حَتَّى انه يسهر حينا ويسبت حينا فالبرسام الْخَالِص أَيْضا إِذا أزمن هدات الْأَعْرَاض وَأَن كَانَ صفراويا لَان حَال الدِّمَاغ يكون قد صَارَت الطيفوسية وَلَا تحس)
بالأذى لِأَنَّهُ قد صَار سوء المزاج مُتَسَاوِيا وَلَا يضطربون حِينَئِذٍ وَلَا يهدؤون لكِنهمْ يكونُونَ ملقين ضعفاء ألف وافصدهم أَن قدرت فِي الِابْتِدَاء فَأَنَّهُ أفضل علاجهم
(1/131)
فَإِن منع يَده أَو خفت أَن يضطرب فَيحل الرِّبَاط وافصد عروق الْجَبْهَة واخرج الدَّم فِي مرّة أَن خفت أَن لَا توالي ثَانِيَة وضع على الرَّأْس خل خمر ودهن ورد فَإِن ذَلِك يبرد الرَّأْس ويقويه فَلَا يجذب الدَّم إِلَيْهِ وَلَا يكثر فِيهِ إِذا هوبرد وانطل عَلَيْهِ طبيخ الخشخاش واحتل لنومه فَأَنَّهُ أفضل علاجه بِمَا يشم وينطل ويسقي فانه إِذا نَام سكنت حماه وَبرد رَأسه واسقه شراب الخشخاش فانه ينوم ويبرد الْحمى فَأن لم يضْطَر إِلَى هَذَا الشَّرَاب فَلَا تسقه وخاصة أَن كَانَ برسام مَعَ بلغم وَلَيْسَت أعراضه حادة حريفة وَأحذر حِينَئِذٍ كل شَيْء يسْرع إِلَى الرَّأْس ويسدر وينوم وَأَن كَانَت قوته ضَعِيفَة فاحذر هَذِه أَيْضا وَاجعَل مَوْضِعه الَّذِي هُوَ فِيهِ معتدلا لِئَلَّا ينقبض مسامه وَلَا يكون حارا لِئَلَّا يمْلَأ رَأسه وأحضره من يستحي مِنْهُ ليتكلمه وليغمز اسافل بدنه ويشد رجلَيْهِ وينطل عَلَيْهِمَا بِمَاء حَار وعَلى المحاجم على أَسْفَل بدنه ليجذب الدَّم إِلَى أَسْفَل وَاجعَل ذَلِك فِي هبوط الْحمى أَو قبل أَن تبوب عَلَيْهِ وغذه بكشك الشّعير وبخبز السميد مغسولا بالهندبا والخس ولب الْخِيَار والسمك الرضراضى وَمن الْفَاكِهَة بالرمان الحامض والأجاص وامنع من المَاء الْبَارِد وخاصة ان كَانَ ورم فِي الأحشاء وَأَن أمكن أَن تقيئه فقيئه لي تنظر فيع واسهله بالأشياء اللينة والحقن واحله الْحمام وخاصة إِن كَانَ السهر غَالِبا عَلَيْهِ فان الْحمام يَنْفَعهُ وينومه وَإِذا رَأَيْت النضج فِي الْبَوْل فتق واسقه الشَّرَاب وخاصة أَن كَانَ مُعْتَادا لَهُ فِي الصِّحَّة وَأَن كَانَت معدته ضَعِيفَة بَارِدَة فَأَنَّهُ ينفع حِينَئِذٍ ويرطب وينوم ويعظم نَفعه وَأَن كَانَ ورم فِي الْبَطن فَلَا تُعْطِي الشَّرَاب واحفظ الْقُوَّة فَأَنَّهَا أَن ضعفت لم تقدر على شَيْء من العلاج. الْمَوْت السَّرِيع إِذا اخْتَلَط الْعقل وَبكى سَاعَة وَضحك سَاعَة فَذَلِك يموتون وَإِذا عدم الْعقل فِي الْمَرَض أَو خرج فِي الْإِبْهَام الْأَيْسَر شبه باقلاة صَغِيرَة صلبة وَعرض لَهُ مغص كثير من فَوق وأسفل مَاتَ فِي السَّادِس.
العلامات عَلَامَات الِاخْتِلَاط الصفراوي كَثِيرَة تَحْرِيك الْبدن وغشاوة فِي الْعين وَيرى شبه شرر النَّار وَشدَّة الْحَرَارَة فِي الرَّأْس وصفرة اللَّوْن وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وتدق أنافهم وخاصة أطرافها وتغور أَعينهم وتزعزع فِي الْفراش كَأَنَّهُ يُقَاتل ويخاصم وَالَّذِي من السَّوْدَاء إِذا اجْتنب كَالْكَلْبِ وتمزيق الثِّيَاب والعدو فِي الْأَزِقَّة ألف والصعود إِلَى الْمَوَاضِع المرتفعة ويصيح صياحا لَا يفهم وَتَكون عَيناهُ جافتين وأسود لَونه ويعصر لِسَانه يَعْتَرِيه التشنج ويميل إِلَى الأَرْض.)
الدموي حمرَة الْعين وَالْوَجْه وَثقل اللِّسَان حَتَّى لَا يقدر على الْكَلَام وَيقوم وَيقْعد بِلَا حَاجَة سَرِيعا وتمتلي عروق الْوَجْه ويحتك الْأنف ويحسون أَن يجْرِي من أبدانهم وَأَن ثِيَابهمْ مخضبة بِالدَّمِ.
البلغمي أَنما يكون عفن البلغم وحدته يحركون حواحبهم بإيديهم وتثقل رؤوسهم ويتوهمون أَنهم دَوَاب ويسبتون وينامون ويمسكون الشَّيْء فَلَا يُفَارِقهُ.
عَلَامَات التهيء للوقوع فِي السرسام يعرض حمى دايمة بطيئة النَّفاذ إِلَى سطح الْجِسْم
(1/132)
والمجسة صَغِيرَة وَالْوَجْه ممتل دَمًا والسهر الدَّائِم وَالْقَوْل المضطرب والحزن الشَّديد والكسل والتقلب الدَّائِم على الْفراش وتحمر الْأَعْين وتدمع وتبرد الْأَطْرَاف من غير برد يجده وَيكون الْبَوْل لطيفا وَمِنْهُم من يحس أَن رَأسه يضْرب بالطارق وتطن الْأذن ويجد فِي الْقلب وجعا وينفخ الشراسيف ويشخص النّظر وطبيعة العليل وَالزَّمَان والمزاج الْحَار والهضم والضد وَالْمَشْي فِي الشَّمْس وامتلاء الرَّأْس يُوقع فِي السرسام فَأَما علاماته إِذا احضر فالحمى الحادة مَعَ المجسة الصَّغِيرَة والكثيفة والتقاط زئبر الثِّيَاب والسهر الْكثير ونوم قَلِيل مُضْطَرب واختلاط الْعقل فِي الرَّابِع وَأكْثر ذَلِك يخْتَلط الْعقل فِي الرَّابِع ويلتهب بَاطِن الْبدن ويعرض غضب شَدِيد وحزن وَنظر مُنكر واستماع بِلَا صَوت وَبسط الْيَدَيْنِ وَيكرهُ الضَّوْء فَإِذا قوي الوجع عرض انطلاق الْبَطن وورم الْعين وَالْوَجْه واختلاج الْأَعْضَاء سَاعَة بعد سَاعَة لي وقرانيطس وينتقل إِلَى ليثرغس وَإِلَى الدق فَأَما عَلَامَات انْتِقَاله إِلَى ليثرغس نكتب هَاهُنَا وَأما عَلَامَات الورم فِي الدِّمَاغ الشرر قُدَّام الْعين على القفاء انْتِقَاله إِلَى الدق فغور الْعين وقحل الْبدن وَأَن تهدئ الْحمى وتصغر المجسة وتصلب وَقد تنْتَقل إِلَى العوس وعلامته أَن يكون فِي الْعين شرر ويغيب السوَاد وَيظْهر الْبيَاض فِي الْجَانِبَيْنِ ويضطجع ألف على الْقَفَا وتمتد الشراسيف وينتفخ الْبَطن وتختلج أعضاؤه سَاعَة بعد سَاعَة لي يطْلب فِي التثبت.
الثَّالِثَة عشر من النبض قَالَ البرسام يحدث أما فِي غشاء الدِّمَاغ الرَّقِيق أَو فِي الْحجاب وَهُوَ ورم صفراوي يتبعهُ حمى واختلاط الْعقل وَيحدث البرسام من أَن يكون الورم فِي نفس الدِّمَاغ.
الثَّانِيَة من أبيذيميا مَتى حدث بالمبرسم وجع وَثقل دَائِم فِي الرَّأْس والرقبة فانه يعرض لَهُم تشنج ويتقيئون مرَارًا زنجاريا وَهَذَا المرار يكون من احتراق الصَّفْرَاء وَكثير يموتون حِين يتقئون هَذَا المرار على الْمَكَان وَمِنْهُم من يعِيش يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ لفضل قوته.)
الثَّالِثَة البرسام الْحَار الْمُسَمّى قرانيطس والبارد الْمُسَمّى السرسام ليثرغس قَصِيرا الْمدَّة ذَوي خطر وَخَوف.
السَّاعَة السَّابِعَة من السَّادِسَة الْمَشَايِخ لَا يكَاد يتلصون إِذا وَقَعُوا فِي قرانيطس.
الْيَهُودِيّ يَأْمَن بعد النطول وترطيب الرَّأْس لأَصْحَاب الِاخْتِلَاط الْحَار بطلاء أصداغهم بالمنومات ويسعطون بِشَيْء من أفيون قَالَ وَأَصْحَاب القطرب يطوفون اللَّيْل مثل الْكلاب فتصفر وُجُوههم من السهر وتجف أبدانهم وهم الدَّهْر عطاش وتراهم كَانَ عَلَيْهِم آثَار الْغُبَار فليفصدوا وَيخرج الدَّم مِنْهُم إِلَى أَن يغشى عَلَيْهِم ثمَّ يُعْطون الأغذية الرّطبَة السريعة الهضم ويجلسون فِي المَاء العذب ويسقون مَاء الشّعير وينطل الرَّأْس بِمَا يرطبه وينومه فَإِن ذَلِك يناسبهم وَأَن أسهلته فأسهله بإيارج وَنَحْوه.
(1/133)
قَالَ وَإِذا طَال الِاخْتِلَاط وَلم ينجح فِيهِ العلاج فَيَنْبَغِي أَن يكتف العليل وَيضْرب ضربا موجعا كثيرا ويلطم وَجهه كثيرا ويلطم وَجهه وَرَأسه وَيكون على اليافوخ فَأَنَّهُ يفِيق ويعاود بذلك أَن لم يكتف بالمرة الأولى.
الطَّبَرِيّ قَالَ الوسواس يحدث من الْحر واليبس ويعالج بترطيب الرَّأْس وبناس يَجْتَمعُونَ حوله يهونه تَارَة ويغطونه أُخْرَى ويرونه مَوَاضِع غلط كَلَامه وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم فصد عرق الْجَبْهَة لِأَنَّهُ يطفي على الْمَكَان أَكثر مَا بهم ويرطب الرَّأْس بعد جَمِيع الْبدن بالأغذية المرطبة.
أهرن اسْتدلَّ على اخْتِلَاط الْعقل الَّذِي من يبس بقلة النّوم ويبس المنخرين وبالضد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ المنخران رطبين فالعلة من رُطُوبَة وَمَعَ اخْتِلَاط صفراوي فِي حِدة وصياح وهذيان فليبدأ من علاجه بالفصد ثمَّ احْلق رَأسه وانطل عَلَيْهِ واسعطه بالمرطبة وَأَجْعَل عَلَيْهِ ألف الادهان الْبَارِدَة ونطل رَأسه بمرقة الرؤوس والأكارع وأحلب عَلَيْهِ اللَّبن وَأَن لم يكن الِاخْتِلَاط مَعَ حمى فَلَا يفرط فِي تبريد الرَّأْس لانه يخَاف أَن يلد ذَلِك الْخَلْط فيولد فِي الدِّمَاغ مَرضا لَا بثا لَكِن عالجه بالأدوية اللطيفة الْغَيْر قَوِيَّة الْبرد فَأن كَانَ مَعَ حمى فَلَا يُنَاسب الترطيب والتبريد فَأن كَانَ السهر مَعَه شَدِيدا فَيجب أَن يسْتَعْمل التبريد والترطيب من السعوطات وَغَيرهَا وَأما الِاخْتِلَاط الْكَائِن من الدَّم فانه يعرض مِنْهُ طرب وَضحك كثير ودرور الْعرق فعالجه بإرسال الدَّم وتبريد الرَّأْس بالإضمدة والغذاء المطفي وضع على رَأسه الْخلّ والخطمي وَحي الْعَالم وقشور الرُّمَّان وعدس وَنَحْوه وَقد يعرض فِي الدِّمَاغ ورم حَار عَظِيم يُسمى سقاقلوس يَمُوت فِي)
الرَّابِع فَأن جاوزها نجى وعلاماته عَلَامَات قرانيطس وعلاجه الفصد والحجامة وإسهال الْبَطن ويضمد الرَّأْس بعنب الثَّعْلَب والبنفسج وَحي الْعَالم وَنَحْوه لي أَحسب أَن الَّذِي رايته بِالصَّبِيِّ الْمَجُوسِيّ هُوَ هَذَا وَيَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ ورق الْكَرم واللفاح وعنب الثَّعْلَب فَيدق بخل خمر وَمَاء ورد ويضمد بِهِ ويسعط بالبنفسج والكافور دَائِما.
بولس قَالَ البرسام ورم حَار يعرض فِي الدِّمَاغ أَو فِي غشائه أما دموي وَأما صفراوي وَقد يكون فِي الندرة صفراء محترفة تصير سَوْدَاء وَيكون ذَلِك سرسام ردي خَبِيث جدا وَإِذا كَانَ من الدَّم كَانَ مَعَه ضحك وَإِذا كَانَ من صفراء خَالِصَة كَانَ مَعَه ضجر والكائن من صفراء محترفة يكون حادا شَدِيدا خبيثا لَا يكَاد يضْحك وَيكون نفس المبرسم عَظِيما متفاوتا ونبضهم صَغِيرا صلبا مَعَ سَائِر العلامات الَّتِي عَددهَا الْإِسْكَنْدَر وجالينوس.
وَقَالَ افصده من يَده أَن لم يكن شَدِيد الِاضْطِرَاب والعبث فان خفت أَن لَا يحفظ يَده الْبَتَّةَ فافصده فِي جَنْبَيْهِ واحقنه بالحقن اللينة وانطل الرَّأْس وَبرد مَوْضِعه وَلَا تكون نقوش وَلَا تماثيل فَإِن هَذِه الْأَشْيَاء تغفلهم وادخل إِلَيْهِم أصدقاء يلينون عَلَيْهِم الْكَلَام مرّة ويهولون أُخْرَى وَلَا تقربهم الشَّرَاب حَتَّى تنضج الْعلَّة واعطهم مَاء الشّعير وَالْخبْز المبلول المغسول والخس السليق والهندبا ولب الْخِيَار والبطيخ والخوخ وليمتنعوا من شرب المَاء الْبَارِد
(1/134)
وخاصة إِن كَانَ عَن ورم الْحجاب وَإِن احْتبسَ الْبَوْل فانطل بِالْمَاءِ الْحَار وأغمز بِالْيَدِ ساقيهم وَأَن كَانَت حركتهم وعبثهم كثيرا فيسدوا ويمنعوا لَان كثرتها تحل قوتهم ويجتنب جَمِيع مَا يخدر ويسدد وَبعد ألف السَّابِع اسْتعْمل من النطولات والمشمومات مَا فِيهَا تَحْلِيل وَإِذا ظهر النضج جيدا فَاسْتعْمل النمام والسداب والفوتنج وضع المحاجم على الْقَفَا فِي أول الْأَمر وان كَانَ اليبس شَدِيدا فَاسْتعْمل الحمامات بالمياه العذبة والأكثار من الدّهن وَالْمَاء واعطهم ان قلت الْقُوَّة شَيْئا من الأحساء الَّذِي تدخل فِيهِ الْخمر فَلْيَكُن لتحفظ بِهِ قوتهم وَيَنْبَغِي للناقه من البرسام أَن يتوقى فَسَاد الطَّعَام فِي معدته أَكثر من غَيره وليتجنب أَشد من كل شَيْء حر الشَّمْس فَإِذا كَانَ قرانيطس حجابيا فانه من علاماته امتداد الشراسيف وضيق النَّفس أَشد فافصد هَؤُلَاءِ واحقنهم وضمد الشراسيف بعد الْيَوْم السَّابِع بالإضمدة الملينة المهياة من بزر الْكَتَّان وَنَحْوه وافصد أَصْحَاب قرانيطس من الْأنف فَإِنَّهُ جيد جدا وعلاج الْمَجْنُون السبعي بعلاج الماليخوليا غير أَنه يَنْبَغِي فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة أَن يوضع على رؤوسهم خل خمر ودهن ورد ويفصد لَهُم عروق الأس ويسهلون)
بالفيقرا ويعظم نفع الرازيانج الْبري لَهُم إِذا شربوا من بزره بِالْمَاءِ وَمن أصل الكرمة الْبَيْضَاء وزن دِرْهَم وَنصف بِالْمَاءِ كل يَوْم لي اخبرني رجل طَبِيب أَنه حدث بأَهْله اخْتِلَاط شَدِيد مزمن فعولجت بأَشْيَاء فَلم ينجع حَتَّى سقيت قاشرا أَيَّامًا فبرأت فِي مَرَّات فال إِن لم يواتوا إِلَى شرب الْأَدْوِيَة فاخلطها بالكعك والتين أَو التَّمْر مَعَ إشربتهم.
قَالَ والقطرب أَن أَصْحَابه يهيمون لَيْلَة كلهَا إِلَى أَن يضيء الصُّبْح فِي الْمَقَابِر خَاصَّة ويصفر ألوانهم وتضعف أَبْصَارهم وَتَكون جافة لَا تَدْمَع غائرة وتجف اللِّسَان وتنشف العينان وَيرى بِهِ أثر الْغُبَار وقروح فِي السَّاقَيْن لَا تكَاد تندمل وَهُوَ من أدواء السَّوْدَاء فافصدهم فِي أول أَمرهم وَانْزِلْ الدَّم إِلَى أَن يغشى عَلَيْهِم ثمَّ خُذ فِي ترطيبهم بالأغذية والحمامات ويسقون مَاء الحمص أَيَّامًا ثمَّ أيارج روفس مَرَّات وينطل الرَّأْس بالنطولات المنومة وَيمْسَح منخره بالأفيون فَإِذا انحطت الْعلَّة ونقوا قَلِيلا قَلِيلا وعادت إِلَيْهِم أبدانهم فأعطهم الترياق وَسَائِر مَا يعْطى فِي السَّوْدَاء لي الأفيون فِي هَذِه الْعِلَل السهرية يقسى لِأَنَّهُ ينوم فتهدؤ الحركات ويقل التَّحْلِيل وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل مَعَه الترطيب وتقوية الرَّأْس.
من كناش الْإِسْكَنْدَر البرسام يكون من الصَّفْرَاء الْخَالَة إِذا كثرت فِي الْبدن وَزَاد فِي العلامات أَنه يوجعه قَفاهُ.
قَالَ وَأفضل مَا يعنيه بِهِ فصده قَالَ فصدت رجلا مشدودا بالحبال فأخرجت لَهُ مرّة دَمًا كثيرا ألف فبرأ سَرِيعا وَبعد ذَلِك ضع على الرَّأْس خل خمر ودهن ورد فَأَنَّهُ يُقَوي الرَّأْس وَيمْنَع البخار واحتل بِكُل حِيلَة أَن ينَام بالنطول والبخور والاطلية فَأن النّوم لَهُم وَلِجَمِيعِ أَصْحَاب الهذيان شِفَاء عَظِيم جدا فَأن دَامَ بِهِ الوجع والسهر فاسقه شراب الخشخاش فَأَنَّهُ جيد للحمى والسهر والحرارة إِذا كَانَت فِي الرَّأْس كهيأة النَّار فأعطه مَرَّات شراب
(1/135)
الخشخاش فَأن لم يكن شَدِيد الْحَرَارَة فَلَا تبادر إِلَى شراب الخشخاش وَلَا تسقهم ماءا شَدِيد البردفان ذَلِك تجْعَل حماهم فِي الْعَاقِبَة أشذ لَكِن الفاتر خير لَهُم وَأَن اشتدت بطونهم فاطل أضلاعهم وبطونهم بِمَاء ودهن فانه يسكن حِدة الْمرة وان كَانَ فِيهَا ورم وجسأة فلينه ويحذر الثّقل وَإِذا لم تكن الْحَرَارَة والحمى قَوِيَّة فالحمام نَافِع لَهُم ينومهم ويسكن عاديتهم وَلَا يكون حارا وَكَذَلِكَ الشَّرَاب إِلَّا أَن تكون الْحَرَارَة شَدِيدَة وَفِي الْبَطن ورم والإفانه جيد منوم مسكن وَعَلَيْك بِحِفْظ قوتهم فانهم أَن ضعفوا لم يُمكن علاجهم الْبَتَّةَ.)
شَمْعُون للهذيان وَالْكَلب مَعَ وقاحة الْوَجْه انطل على رَأسه طبيخ الراسن والأكارع وأحلب عَلَيْهِ اللَّبن وضع عَلَيْهِ زبلا واسعطه بالنفسج وَلبن النِّسَاء واطعمه كل بَارِد بِذِي دسم يمْلَأ الدِّمَاغ ويرطبه وَلَا شَيْء أبلغ فِي ورم الدِّمَاغ من ان يفصد من الْأنف وَيكثر إِخْرَاج الدَّم مِنْهُ وللقطرب من سقِِي الأفيون وَشمه.
الثَّالِثَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ السهر يكون أما من ورم حَار فِي الدِّمَاغ وَأما لخاط مراري فِيهِ لي فِيهِ نظر قَالَ هُنَا فِي الْكَلَام فِي قصَّة بولس قَالَ والسهر الَّذِي يعرض من ورم الدِّمَاغ يكون لَا بثا وَالَّذِي من خلط مراري تكون لَهُ أفاقات لي يَعْنِي بالسهر الِاخْتِلَاط قَالَ والسرسام لَا يحتد مُنْذُ أول الْأَمر.
أريباسوس قَالَ ينفع من الْجُنُون بِخَاصَّة أصل الرازيانج الْبري وبزره إِذا شرب بِالْمَاءِ وأصل الفاشرا إِذا شرب مِنْهُ كل يَوْم مِثْقَال.
من كتاب الْإِسْكَنْدَر وَمن كَانَ من المبرسمين ضَعِيف الْقُوَّة فَلَا تعطه أفيونا فَأَنَّهُ رُبمَا قَتله وَمن كَانَ جيد الْقُوَّة فَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُ مِنْهُ.
ابْن سراببون قَالَ هَاهُنَا وجع يشبه قرانطيس فِي أَكثر أَحْوَاله يُسمى ألمانيا وَتَفْسِيره الْجُنُون الهايج وَيحدث من صفراء محترقة أَو سَوْدَاء محترقة تصير سخونته حارة بعد.
وَيفرق بَينه وَبَين قرانطيس أَنه لَا حمى مَعَه إِلَّا فِي الْأَكْثَر وينال هم (الف) السهر والتفزع والتخليط ونبضهم صلب فَاحْلِقْ رؤوسهم ثمَّ انطلها بالمرطبة واطبخ فِيهَا يبروجا وقشور الخشخاش ونطلهم فِي الْيَوْم خمس مَرَّات وَرطب الدِّمَاغ بعد ذَلِك بدهن لوز وقرع وبنفسج اسعاطا وتغريقا للرأس واحلب عَلَيْهِ واحتل أَن ينَام لتسكن الحدة واجمع لَهُ حوله فِي الْيَقَظَة من يستحي مِنْهُ لِئَلَّا يكثر تخليطه ويعتاده وادلك أعضاءه السفلية بالفواكه والحقن فَإِذا رطبت الْبَطن وَرَجَعُوا قَلِيلا فافصدهم واسهلهم بِمَاء الهلياج إِن كَانَ فِي الْبدن مرار يحس بِهِ واسقهم شرابًا كثير المزاج لِأَنَّهُ ينومه ويسبت ولتكن الْبُقُول أَولا ثمَّ الطُّيُور والجدا.
القرانيطس قَالَ يكون فِي نهايات الْحمى الحادة وَلَيْسَ بقرانيطس خَالِصَة وَيكون إِذا ورم الْحجاب أَو الغشاء على الأضلاع أَيْضا قرانيطس غير خَالِصَة والخالصة إِذا كَانَ الورم فِي غشاء الدِّمَاغ الغليظ أَو كَانَ فِي الدِّمَاغ نَفسه حرارة شَدِيدَة أفسدت مزاجه لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي نفس الدِّمَاغ ورم وَإِذا كَانَ تِلْكَ الْحَرَارَة فِي جرم الدِّمَاغ وَالْعُرُوق الَّتِي فِيهِ كَانَت)
الْأَعْرَاض
(1/136)
أَشد وأصعب مِنْهَا إِذا كَانَ فِي الميننجس وَيكون الوجع إِذا لمس الرَّأْس أقل مِنْهُ عِنْد ورم الميننجس فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال يوجع إِذا مس الجمجمة فافصدهم أَولا فَأن لم يكن فافتح عروق الْجَبْهَة أَو الْأنف وضع على الرَّأْس خل خمر ودهن ورد وَأَن اشْتَدَّ الْأَمر فأنطل على الرَّأْس واحلب وَلَا يكون فِي الْبَيْت نقوش وَلَا تصاوير وادخل إِلَيْهِ من يهابه ويروعه ويلين الْبَطن وَلَا يتْرك يجِف سَاعَة ويسقون مَاء الشّعير بِقطع القرع والخشخاش يطْعمُون الْبُقُول فَإِن لم يكون فنقيع الْخبز فِي مَاء الرُّمَّان وإمراق الْبُقُول وَأَن كَانَ باشتراك الْحجاب فَلَا تسقهم الثَّلج وَقد يعسر عَلَيْهِم الْبَوْل كثيرا وَأحذر عَلَيْهِم إِذا نقهوا التَّعَب وَالشَّمْس وَفَسَاد الأغذية اكثر مِنْهُ فِي سَائِر الناقهين.
أريباسوس قَالَ إِذا حدث بالصبيان ورم فِي الدِّمَاغ فَاجْعَلْ على أدمغتهم الْأَشْيَاء الْبَارِدَة مثل نخالة القرع والقثاء وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ السبات الثقيل وَهُوَ الْإِغْمَاء يكون أما لمَرض جاد مثل الحميات الحارة وَأما لضربة تصيب الرَّأْس مثل عضل الصدغين وَأما ألف لضغط بطُون الدِّمَاغ.
وَقَالَ فِي الْخَامِسَة إِذا كَانَ قرانيطس باشتراك الْحجاب كَانَ مَعَه انجذاب المراق إِلَى فَوق والتنفس الردي وَلَا يظْهر فِي أول الْأَمر الْأَعْرَاض السرسامية وَأَن كَانَ من الدِّمَاغ نَفسه عرض من مثله السهر وَالنَّوْم المضطرب وَالنِّسْيَان والدموع الحارة والرمص ووجع الْقَفَا وَأما فِي وقته فحمرة الْعين والاختلاط وَسَوَاد اللِّسَان ويبسه لي على مَا رَأَيْت فِي الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الآلمة إِذا كَانَ العليل فِي الْحمى المحرقة يلتقط الزئبر من الثِّيَاب والتبن من الْحِيطَان وَلم يستحكم بِهِ اخْتِلَاط الذِّهْن فبادر بصب النطولات على الرَّأْس وتقوية الدِّمَاغ فَإنَّك تدفع بذلك كَمَال اخْتِلَاط الْعقل.
قاطيطريون الأولى قَالَ القرانيطس ورم حَار يكون فِي الدِّمَاغ وَفِي أغشيته.
تجارب المارستان إِذا رَأَيْت اختلاطا قَوِيا وَلَيْسَ مَعَه سهر غَالب وَالْوَجْه وَالرَّأْس أَحْمَر ممتل فافصد فِي الصَّافِن.
الترياق إِلَى قَيْصر الأفيون أَن سقيت من قد انْحَلَّت قوته من السهر أَبرَأَهُ وَذَلِكَ أَنه ينومه فترجع قوته لي قد أَشَارَ بِأَن يسْتَعْمل فِي قرانيطس عِنْد شدَّة الحركات والسهر إِذا خيف اختلال الْقُوَّة مِنْهَا.
ابْن ماسويه الخس إِذا دق وضمد بِهِ اليافوخ سكن الْحَرَارَة والهذيان وجلب النّوم لي لِيطْرَح فِي)
مَاء شعير للمبرسمين بزر الخشخاش وبزر الخس والبنفسج أَن كَانَت الطبيعة يابسة.
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ النَّفس الْمُتَوَاتر فِي أَصْحَاب السرسام دَلِيل جيد لِأَن الْخَاص بهما مَا هُوَ النَّفس الْمُتَوَاتر لي تفقد ذَلِك بالجس للبطن والمنخرين فَأن بِمِقْدَار ذَلِك تكون صعوبة الْعلَّة وسهولتها.
(1/137)
من مَنْفَعَة النبض قَالَ تَخْلِيط عقول أَصْحَاب الحميات المحرقة سَرِيعا من اجل الدَّم فيكثر البخار فِي الرَّأْس وَيكون بخارا حارا جدا لي قد يحدث مرض شَيْبه بقرانيطس أَلا انه لَا حمى مَعَه وَلَا الْبدن حَار وَمَعَهُ قلق شَدِيد وتوثب وضيق نفس وتقلب حَتَّى لَا يسْتَقرّ صَاحبه الْبَتَّةَ يثب من هُنَا إِلَى هُنَا وَيتَعَلَّق بِكُل مَا وجد ويروم التسلق على الْحِيطَان ويدوم ذَلِك بِهِ وَيَأْتِي من هَذَا أَشْيَاء صعبة ويعطش حدا وَلَا يشرب لِأَنَّهُ كلما يَأْخُذ بِشرب يختنق لشدَّة حَاجته إِلَى النَّفس ويمنعني أَن أَقُول أَنه ورم حَار فِي الْحجاب لَا حمى مَعَه وَلَا حمى فِي الْبدن وَأَن شرب المَاء تجرعه ثمَّ لم يلبث أَن يقذفه وَهُوَ زبدي وَلم أر أحدا فَلت مِنْهُم وَيَمُوت أَكْثَرهم من يَوْمه فَإِن كَانُوا أقوياء فَفِي الرَّابِع وَرُبمَا اسودت ألسنتهم ووجوهم قبل ذَلِك لأَنهم يختنقون وَلم أر علاجا أنجع فيهم أذكر علاج التشنج الْيَابِس وَيَنْبَغِي أَن يجرب هَذَا الدَّاء وعلاجه فَأن عِنْدِي قِيَاسا وأكثرهمنبضة ذَنْب الفار متراجع ثمَّ يصير عِنْد الْمَوْت منقضيا وأعينهم جامدة شَدِيدَة الانتفاخ لي جفاف وَلَا يكَاد عضل أعالي جفونها يُمكنهَا الانطباق بِهَذَا العضل وأبدانهم قحلة يابسة وَذَلِكَ لشدَّة جفاف هَذَا العضل وَأكْثر كَلَامهم تَخْلِيط وحالهم كحالة الملهوف فِي نظرهم وتنفسهم وحركاتهم وَإِذا لانت حركاتهم وَسقط نبضهم فأنهم يموتون بعد ساعتين أَو ثَلَاث وَرَأَيْت رجلا هَذِه حَاله يعدو وَمَات من سَاعَته وَلم يكن بَين أَن يعدو وَبَين أَن مَاتَ سدس سَاعَة وَلَا كَانَ لَهُ نبض يدْرك فِي ذَلِك الْوَقْت وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك الْعَدو عِنْدِي لَا لقُوَّة لَكِن لشدَّة الْجهد وَيَنْبَغِي أَن ينظر مَا ذَلِك الْجهد وأبدانهم قحلة يابسة فليحذر هَذَا الدَّاء فأحس أَنه صعُود الْحَرَارَة كلهَا إِلَى الدِّمَاغ وأذكر داؤد الرُّومِي وَالشَّيْخ والصى الْمَجُوسِيّ كل المزورين يسهرون إِلَّا أَنه إِذا كَانَ السهر مَعَ تَعب وخبث نفس كَانَ سوداويا.
الترياق إِلَى قصر الأفيون إِذا سقى من بِهِ مرض فِي رَأسه لَا ينَام مَعَه أسْرع شفَاه. جورجس قَالَ إِذا لم يعْمل فِي الِاخْتِلَاط الْأَدْوِيَة فَيَنْبَغِي أَن يلطم لطما شَدِيدا أَو يضْرب بالسياط فَأَنَّهُ رُبمَا أَفَاق وَرجع عقله إِلَيْهِ فَأن لم ينفع كوى كياّ صليبّيا على رَأسه واحضر الْأَشْيَاء نفعا للهذيان)
طبيخ الرؤوس والأكارع على الرَّأْس.
ابيذيميا من قد أشرف على الْجُنُون يتورم قدماه وتمتليان من الدَّم قَالَ جالينوس قد تفقدنا ذَلِك فوجدناه حَقًا. قَيْصر الْبِطِّيخ إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان نفع من الورم الْحَار فِيهِ عِنَب الثَّعْلَب يدق مَعَ دهن ويضمد بِهِ اليافوخ فيرتفع الورم الْحَار فِي الدِّمَاغ وَكَذَلِكَ القرع والطحلب وَالْخيَار.
روفس قَالَ البرسام يكون مَعَه اخْتِلَاط عقل مَعَ حمى ويرعد وحماهم يشْتَد انتصاف النَّهَار وبالليل وَمن علم مِنْهُم إِذا خفت حماه أَنه قد يهدئ فَهُوَ أرجا وَمن لَا يعلم ذَلِك فَهُوَ أشر حَالا ويعرض فِي سنّ الشَّبَاب وَلمن يكثر الطَّعَام وَيكرهُ الضَّوْء وتحمر عَيناهُ وتبرد أَطْرَافه ويلتقط الزئبر من ثِيَابه.
(1/138)
إِسْحَاق قَالَ اسْتدلَّ على الورم الْحَار فِي أدمغة الصّبيان فَأن مقدم عظم الرَّأْس ينخفض ويتطامن ويعالج الْبُقُول الْبَارِدَة عَلَيْهِ.
التَّذْكِرَة لنزول يافوخ الصّبيان وَهُوَ الورم الْحَار فِي أدمغتهم ويعتريهم مَعَ ذَلِك صفرَة اللَّوْن ويبس اللِّسَان والبطن وصفرة الْبيض ودهن ورد يضمد بِهِ وَيُعِيد مَتى قيأ ويضمد بصل مر يَوْمًا أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد.
فيلغريوس فِي الثَّلَاث مقالات إِذا كثر السهر والاختلاط وَبَدَأَ يلتقط الزثبر مَعَ الثِّيَاب مَعَ الْحمى الملتهبة فَهُوَ برسام فضع على رَأسه خلا ودهن ورد فَإِن كَانَ بِهِ من شدَّة الِاضْطِرَاب مَا يمْنَع العلاج فاسقه المخدرة واحلق رَأسه وضمده بورق العليق والزمه المحاجم فِي الْكَاهِل والدلك والغمز لي الِاخْتِلَاف يكون فِي نِهَايَة الحميات الحادة وَمن ورم الدِّمَاغ وورم فَم الْمعدة وورم السماخ وورم الْحجاب وورم فِي غشاء الصَّدْر وورم المثانة وَالرحم وَيفرق بَين هَذِه كلهَا بأعراض مَوضِع الوجع والحجاب والورم فِيهِ يكون مَعَه النَّفس صَغِيرا متداركا وَفِي ورم الدِّمَاغ عَظِيما متفاوتا وَالَّذِي فِي فَم الْمعدة يلْزمه كرب وغثي.
الخوز قَالَت دهن البندق عَجِيب لخفة الرَّأْس يُؤْكَل ويسعط بِهِ وَمِمَّا يجلب النّوم ويزري جدا أَن يسعط بدهن اللوز والبندق والسمسم بِالسَّوِيَّةِ والدهن نَافِع للمبرسم يصب فِي حلقه دهن اللوز.
الْحَادِيَة عشر من النبض سهر الموسوسين يكون عِنْدَمَا يغلب اليبس حَتَّى تصير الْحَرَارَة الغريزية)
نارية فيتحول إِلَى خَارج حَرَكَة مفرطة.
الثَّانِيَة عشر من النبض قَالَ قرانيطس يحدث فِي غشاء الدِّمَاغ ولثرغس فِي نفس الدِّمَاغ.
قسطا فِي كتبا الْمرة الصَّفْرَاء قَالَ يَنْبَغِي أَن يعْنى فِي البرسام بِالرَّأْسِ أَكثر من عنايتكم بِهِ فِي الْحمى المحرقة فيحتال لما يبرد الدِّمَاغ ويجلب النّوم مَا تضعه عَلَيْهِ.
وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْمرة السَّوْدَاء قد يكون من السَّوْدَاء برسام أَخبث مَا يكون وسرسام يكون بعد قلق وزغب وصياح أَكثر وحركات مائلة وَسَوَاد فِي اللِّسَان أَشد وَبِالْجُمْلَةِ فَيكون البرسام فيهم اقوى وَيَنْبَغِي أَن يرطبوا ترطيبا أَكثر ويفصدوا فَإِن دِمَاؤُهُمْ ردية ويكثروا من الحقن المبردة قَالَ وانفع مَا يعالج بِهِ المبرسم بعد مَاء الشّعير ومياه الْفَوَاكِه إِذا كَانَت الطبيعة يابسة لب خبز السيمذ إِذا غسل بِمَاء حَار ثمَّ بِمَاء بَارِد ثمَّ ذَر عَلَيْهِ سكر أَو صب عَلَيْهِ جلاب وَبرد الثَّلج وللاسوقة كلهَا فِي المبرسمين فعل صَالح خَاصَّة سويق الشّعير وخاصة إِن كَانَ العليل مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد وَلم يكن فِي أحشائه ورم وينفعه جدأ الأضمدة المبردة على الْبَطن وشم الكافور وَنَحْوهَا من الأرايح الْبَارِدَة وتبريد المساكن قَالَ وَقد رَأَيْت من لم ينم أَيَّامًا كَثِيرَة لما نطل رَأسه بطبيخ البنفسج والخشخاش وَقطع القرع وورق الْورْد
(1/139)
ونطولا كثيرا أَيَّامًا وَيَنْبَغِي أَن يغلي غليانا شَدِيدا مسدود الرَّأْس وطولا أَيْضا ليخرج جَمِيع قُوَّة الْأَدْوِيَة ثمَّ يطال وَقت ضبه وَيجوز أَن يُعَاد ذَلِك المَاء بِعَيْنِه وَقد رَأَيْت مِنْهُم من نَام بعقب هَذَا الْفِعْل يَوْمًا وَلَيْلَة وَأكْثر وانتبه صَحِيحا يَأْتِي قرانيطس ورم الدِّمَاغ دَعَاهُ سرسام والحمى الَّتِي مَعَ ورم الدِّمَاغ والورم الْحَار فِي الدِّمَاغ الْعَارِض للصبيان والاختلاط غير ثَابت يحْتَاج فِي كُله إِلَى التَّعْرِيف وَالسَّبَب والتقسيم والعلاج والاستعداد والأنذار والأحتراس. الفنجنكشت يخلط بخل وزيت وَيُوضَع على رَأس من بِهِ قرانيطس قشر الْبِطِّيخ إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان نفع من الورم الْحَار الْعَارِض فِي أدمغتهم.
دهن الزَّعْفَرَان يُوَافق البرسام أَن يطلى بِهِ المنخر أَو شم أَو دهن بِهِ لَا ينوم ويريح من الهذيان عِنَب الثَّعْلَب إِذا عصر وَجعل مَعَه دهن ورد وَوضع على يافوخ الصّبيان بقطنة وأبدل فِي كل سَاعَة نفع من الورم الْحَار فِي أدمغتهم القرع أَن ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان فعل ذَلِك وقشور الْبِطِّيخ يفعل ذَلِك إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصّبيان والطحلب.
قَالَ روفس البرسام يكون مِنْهُ اخْتِلَاط عقل مَعَ حمى وسهر وحماهم تشتد أَنْصَاف النَّهَار)
وباليل وَمن علم مِنْهُم إِذا خفت حماه أَنه كَانَ يهدئ وَهُوَ أَرْجَى وَمن لم يعلم ذَلِك لَا يُرْجَى ويعرض فِي سنّ الشَّبَاب وَلم يكثر الطَّعَام وَيكرهُ المبرسم الضَّوْء وغمز عَيناهُ وتبرد أَطْرَافه ويلتقط أَشْيَاء من ثِيَابه.
إِسْحَاق قَالَ اسْتدلَّ على الورم فِي الدِّمَاغ الْحَادِث بالصبيان بإن مقدم الرَّأْس ينخفض ويتطامن فَيَنْبَغِي أَن يَجْعَل على الرَّأْس جَرَادَة القرع أَو قشور الْبِطِّيخ أَو مَاء بقلة وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد.
ولزوع يافوخ الصَّبِي وَهُوَ الورم الْحَار من التَّذْكِرَة ويعتريهم مَعَ ذَلِك صفرَة وقيئ مرّة وَيجْعَل عَلَيْهِ صفرَة بيض ودهن ورد بِغَيْر مَرَّات أَو الحشيشه الْمَعْرُوفَة بصامر يَوْمًا وقشور القرع والبطيخ وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن الْورْد نَافِع.
قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء إِن أَصْحَاب باسلس سَاعَة يرَوْنَ إنْسَانا يلتقط الزئبر من ثِيَابه والتبن من الْحِيطَان يجْعَلُونَ رَأسه دهن ورد وخل يَنْتَفِعُونَ فِي ذَلِك أَيَّامًا ألف.
فيلغريوس فِي كتاب ثَلَاث مقالات إِذا كثر السهر والاختلاط وبدا يلتقط الزئبر من الثِّيَاب مَعَ حمى خبيثة فَهُوَ برسام فَاضْرب زيتا بخل وَضعه على رَأسه وَإِذا كَانَ بِهِ من الِاضْطِرَاب مَا يمْنَع العلاج فعالجه بالأدوية المخدرة واحلق الرَّأْس وضمده بورق العليق والزمه المحاجم فِي الْكَاهِل والدلك والغمز وَرُبمَا انْقَلب البرسام إِلَى ليثرغس.
الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ قرانيطس ورم حَار يحدث فِي الدِّمَاغ من مرّة صفراء وَمَعَهُ حمى.
(1/140)
جَوَامِع الحميات قَالَ انْقِضَاء قرانيطس يكون إِمَّا بعرق أَو برعاف الثّقل والصداع فِي الرَّأْس إِذا عرضالمن بِهِ ورم حَار فِي نَاحيَة دماغه يدلان على التشنج.
قَالَ الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه فِي البرسام البرسام ليَكُون من الصَّفْرَاء إِذا صعدت إِلَى الرَّأْس فأورمت الدِّمَاغ أَو الام الصلبة ويتقدمه سهر طَوِيل ونوم مفزع وربماعرض مَعَه النسْيَان وَيكون مَعَهم غضب وسفه وتحمر أَعينهم وتتابع النَّفس وتخسو المجسة وَيَنْظُرُونَ دَائِما لَا يَغُضُّونَ أَطْرَافهم وتدمع عيونهم ويضر فِيهَا قذى ورمص ويلتقطون الزئبر من الثِّيَاب والتبن من الْحِيطَان يظنون ذَلِك والسنتهم خشنة وحماهم يابسة وَرُبمَا لم يحسوا ليبس عصبهم من أجل يبس الدِّمَاغ وَرُبمَا أَصَابَتْهُم رعشة فَهَذِهِ عَلَامَات البرسام الْخَالِص الَّذِي من سقم الدِّمَاغ وَقد اشْتبهَ على قوم فظنوا أَن البرسام يكون أَيْضا من ورم الْحجاب وَلَيْسَ يكون من ورم هَذَا الْحجاب أَلا)
الهذيان وَالْفرق بَينه وَبَين البرسام أَن الْحَرَارَة هَاهُنَا فِيمَا دون الشرسيف أَكثر وَمَعَهُ ضيق النَّفس وَفِي البرسام الْحَرَارَة فِي الرَّأْس والحمى دَائِما وَالْعين أَحْمَر وملمس الرَّأْس حَار جدا ويرعف كثيرا وَيفرق بَينه وَبَين الْجُنُون بالحمى لِأَن الْجُنُون لَا حمى مَعَه وَفِي البرسام حمى دائمة فَهَذِهِ عَلَامَات البرسام الْخَالِص الصفراوي فَأن شلبه بلغم اخْتلطت أعراضه فيهدؤون ويسبتون أَو يهدؤون ويسكنون وعلامات البرسام ان تكون حادة قَوِيَّة فِي اول الْأَمر لقلَّة صَبر الدِّمَاغ على لذع الصَّفْرَاء فيكونون كالمجانين سَوَاء مَا وَإِذا امتدت الْأَيَّام صعفت العلامات وَقل الاضظراب والهذيان وضعفت الْقُوَّة حَتَّى أَنهم بكدما يشيلون أَعينهم وَتَكون مجستهم صَغِيرَة جاسية علاج هَؤُلَاءِ إِذا كَانَت الْقُوَّة توجب الفصد فَإِنَّهُ أفضل علاجهم فَأن منع فافصد عرق الْقُوَّة توجب الفصد فَأَنَّهُ أفضل علاجهم فَإِن منع فافصد عرق الْجَبْهَة وَأَن خفت اضطرابه فَأخْرج دَمه بِمرَّة وَرطب رَأسه بخل ودهن ورد دَائِما فَأن ذَلِك يُقَوي الدِّمَاغ ألف ويقمع البخار وَينْقص البخار حر الرَّأْس وَلَا يجذب إِلَيْهِ البخار وأخلط بالخل أَشْيَاء مخدرة واحتل أَن تنومه فَإِن ذَلِك أفضل مَا عولجوا بِهِ واسقه شراب الخشخاش فَإِنَّهُ مَعَ مَا ينوم يبرد ويسكن الْحمى وَأَن لم يضْطَر إِلَى هَذَا الشَّرَاب لِكَثْرَة السهر فَلَا تسقه وخاصة إِذا كَانَ برسامه مَعَ بلغم وَلَيْسَت اعراضه حارة حريفة جدا وَأَن رَأَيْت قوته ضَعِيفَة فَلَا تسْتَعْمل شَيْئا من المخدرات بتة فَأَنَّهُ يضر ضِرَارًا عَظِيما وَرُبمَا قتلت وَاجعَل هواءهم معتدلا فَأن الْحَار يمْلَأ رؤوسهم والبارد يجمع فِيهِ حرارة كَثِيرَة ويغمز رجله ويشد أَطْرَافه وَينزل البخار وينطل عَلَيْهَا ماءا حارا وَأفضل هَذِه قبل نوبَة الْحمى وَبعد هبوطها وضع المحاجم أَسْفَل الْبدن لتجذب الْحمى إِلَى أَسْفَل واسقهم مَاء الشّعير فَقَط ولب الْخِيَار والسمك الصغار وَالرُّمَّان واسقهم ماءا حارا مَرَّات فَأَنَّهُ يسكن عطشهم جرعة جرعة فَقَط وباعدهم من المَاء الْبَارِد وخاصة أَن كَانَ فِي الْحجاب ورم ويعقبهم حميات حادة وانهم استراحوا إِلَيْهِ فِي أول الْأَمر وَقد سقيتهم المَاء والدهن مرّة لما رَأَيْت كَثْرَة اليبس والحرارة استرخت الشراسيف وَانْطَلق الْبَطن وهاج
(1/141)
الْقَيْء واستفرغ الصَّفْرَاء وَيرى فِي أَيَّام يسيرَة فحمه بِالْمَاءِ الفاتر وخاصة إِذا كَانَ اليبس والسهر غَالِبين وَأَن لم يستحم المبرسم فَأن زَاد سهره واضطرابه فحمه بهَا فَإِن كَانَ ذَلِك يرطبهم ويسكن فينفعهم وينبههم وَإِذا رَأَيْت النضج والحمى مسترخية فَاسق الشَّرَاب وخاصة أَن كَانَ مُعْتَاد فَإِنَّهُ ينبههم ويسكن سوء خلقهمْ.)
قَالَ جالينوس فِي ترياق قَيْصر الأفيون إِذا سقى من بِهِ مرض فِي رَأسه لَا ينَام أسْرع شفَاه.
ابيذيميا إِذا دَامَ بإصحاب قرانيطس أَعنِي ورم الدِّمَاغ وحجبه الثّقل فِي الرَّأْس والرقبة وَعرض لَهُم مَعَ ذَلِك تشنج وقيء زنجاري مَاتَ مِنْهُم الْكثير على الْمَكَان وَكثير بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ لفضل قوتهم.
قَالَ فِي الحميات الْخَلْط الَّذِي يُولد الحميات المحرقة إِذا كَانَ فِي الدَّم فِي تجويف الْعُرُوق وَهِي الصَّفْرَاء النارية الَّتِي تعلو مَتى اتّفق أَن تصعد نَحْو الرأسكان مِنْهُ البرسام الَّذِي هُوَ السرسام لي البرسام يُقَال على شَيْئَيْنِ وَاحِد شوصة وَآخر ورم الدِّمَاغ وَهَذَا هُوَ سرسام وَمَا دَامَ هَذَا الْخَلْط لم يتَمَكَّن فِي الرَّأْس لكنه يجْرِي فِي عروقه مرّة بعد مرّة كَانَ مِنْهُ اخْتِلَاط عقل سَاعَة بعد سَاعَة بِمَنْزِلَة مَا يكون فِي مُنْتَهى الحميات وَإِذا تمكن وَصَارَ ورسخ فِي الرَّأْس كَانَ مِنْهُ السرسام وَقَالَ قرانيطس هُوَ سرسام حاد خطر.
من العلامات المنسوبة إِلَى جالينوس قد ذكرنَا عَلَامَات انْتِقَال قرانيطس إِلَى ليثرغس ألف فَأَما عَلَامَات انْتِقَاله إِلَى الدق فَأن علاماته أَن يقحل ظَاهر الْبدن ويصغر النبض ويصلب وتهدأ أعراضه ويتخذ العليل الرَّاحَة وعلامات الورم فِي الدِّمَاغ الشرر قُدَّام الْبَصَر وتغيب سَواد الْعين وينتقل بياضها إِلَى فَوق وأسفل أَحْيَانًا وتمتد الشراسيف وينتفخ الصَّدْر وينام العليل على قَفاهُ وتختلج أعضاءه سَاعَة بعد سَاعَة.
ابيذيميا قَالَ أَصْحَاب السرسام إِذا تنفسوا تنفسا قَصِيرا دلّ على حسن حَالهم وَذَلِكَ ان هَؤُلَاءِ يتنفسون نفسا طَويلا لَان عُقُولهمْ مختلطة فَإِذا تنفسوا نفسا قَصِيرا دلّ على ان آلتهم قد رجعت إِلَى حَالَة الجيدة.
قَالَ جالينوس قرانيطس هُوَ السرسام الْحَار وليثرغس السرسام الْبَارِد قَالَ وَمَا رَأَيْت أحدا أَصَابَهُ السرسام مَعَ الْحمى من اول يَوْم يموتون أَلا الشاذ قبل السَّابِع يشفى من قرانيطس وليثرغس الْفُصُول إِذا حدث بإصحاب قرانيطس أُمُور يدمن كَانَ ذَلِك دَلِيلا جيدا وَحُمرَة الْعين يتبع الورم الْحَار الَّذِي فِي الدِّمَاغ.
الْأَعْضَاء الآلمة العلامات المنذرة بقرانيطس سهر أَو نوم مُضْطَرب متفرغ وخيالات بَاطِلَة حَتَّى أَنه رُبمَا صَاح ووثب ونسيان حَتَّى يَدْعُو بطست ليبول ثمَّ يضْرب عَنهُ وَجَوَابه
(1/142)
مشوش مَعَ بطلَان جرْأَة وأقدام ويسرهم قَلِيل وتنفسهم عَظِيم متفاوت ونبضهم صَغِير صلب. حَتَّى إِذا فترت)
وَقت الِاخْتِلَاط تكون أَعينهم جافة وتدمع آخرهَا دمعة حادة وَيصير فِيهَا رمص وتمتلي عروقها دَمًا ويرعفون ويلتقطون زئبر الثِّيَاب وتشتد حماهم وخاصة فِي الإنتهاء وَيكون انحطاطا لينًا سَاكِنا ولسانهم خشن بِمرَّة.
قَالَ القدماء يرَوْنَ أَن قرانيطس أَنما يحدث بِسَبَب الورم الْحَادِث فِي حجاب الصَّدْر لَان بَينه وَبَين الدِّمَاغ مُشَاركَة شَدِيدَة.
قَالَ وَقد يكون اخْتِلَاط الذِّهْن من أجل ورم الْحجاب وَيفرق بَينه وَبَين الْكَائِن من اجل ورم أغشية الدِّمَاغ بالأعراض الَّتِي تظهر فِي الْعين وتقطر الدَّم من المنخرين وتنوع التنفس وَذَاكَ ان التنفس فِي ورم الدِّمَاغ عَظِيم متفاوت بَاقٍ على ذَلِك.
واما ورم الْحجاب فيصغر ويتواتر مرّة ويعظم اخرة وَيصير شَبِيها بالزفرات آخرى ويتنفسون قبل حُدُوث الِاخْتِلَاط تنفسا صَغِيرا متواترا لشدَّة وجع الْحجاب فَأَما أَصْحَاب عِلّة الدِّمَاغ فَقيل أَنهم يختلطون أَيْضا ويتنفسون تنفسا عَظِيما متفاوتا وَبِالْجُمْلَةِ فالعلامات الَّتِي اعطيناها فِي معرفَة قرانيطس الَّذِي يَعْنِي بِهِ عِلّة الدِّمَاغ أما أَن يعرض فِي أبتداء تورم الْحجاب شَيْء يسير مِنْهَا وَأما أَن الا يعرض شَيْء أصلا وَهِي كلهَا أَو أَكْثَرهَا ألف تعرض فِي ابْتِدَاء تورم الدِّمَاغ وتنجذب فِي عِلّة حجاب الشراسيف إِلَى فَوق وَلَا تكون فِي الرَّأْس وَالْوَجْه حرارة جَيِّدَة زَائِدَة وَفِي عِلّة الدِّمَاغ لَا تنجذب الشراسيف وَتَكون فِي الْوَجْه وَالرَّأْس حرارة زَائِدَة شَدِيدَة.
قَالَ وَقد يكون اخْتِلَاط الذِّهْن الْغَيْر الثَّابِت فِي الحميات المحرقة وَفِي أورام الرية وَفِي ذَات الْجنب وبسبب فَم الْمعدة أَيْضا والختلاط فِي هَذِه الْأَعْرَاض أَعْرَاض لَا زمة لهَذِهِ الْعِلَل فإمَّا فِي عِلّة الدِّمَاغ نَفسه فَأَنَّهُ مرض ثَابت لَا ينْحل بانحلال الْحمى وَلَا يحدث بَغْتَة بل اولا أَولا وتتقدمه العلامات الَّتِي وَصفنَا وَيَنْبَغِي ان يفرق بَين أَنْوَاع هَذِه الاخلاط كلهَا وَأَنا اقول أَن الَّذِي يكون مَعَ حميات فَأَنَّهُ يهيج فِي صعودها ويسكن فِي انحطاطها وَأما الَّذِي يكون بِسَبَب فَم الْمعدة يتقدمه غثي ولذع فَم الْمعدة وكرب وَأما الَّذِي بِسَبَب ذَات الْجنب والرية فهما معر وفأن تابعان لهاتين العلتين واما الَّذِي من أجل ورم الْحجاب فَإِذا لم تكن عَلَامَات ذَات الْجنب وَلَا ذَات الرية وَكَانَت عَلَامَات ورم هَا الْحجاب سرافيون قَالَ تكون اعينهم كَالدَّمِ ويجحظ دمعه ويجدون فِي قَعْر الْعين وجعا شَدِيدا ويدلكونها وخاصة إِذا كَانَ الورم فِي جرم الدِّمَاغ نَفسه فَأَما إِذا كَانَ فِي غشائه فَأَنَّهُ يكون أقل وَلذَلِك يكون جَمِيع أعراضهم أخف.)
أفضل علاجه الفصد أَولا فَإِن لم يتهيأ من الْيَد فافصده من جنبه ثمَّ الْخلّ ودهن الْورْد على الرَّأْس وَالتَّدْبِير المرطب وَالْبَوْل يعسر عَلَيْهِم كثيرا فصب عَلَيْهِم طبيخ البابونج على المثانة نَفسهَا فِي القطرب تصير صَاحبهَا هائماً بَين الْعُيُون وَهَذِه الْعلَّة تكون فِي الرَّأْس وَيرى وَجه من كَانَت بِهِ متغيرا وبصره ضَعِيفا وَعَيناهُ جافتان لَا تَدْمَع الْبَتَّةَ غائرة وَلسَانه يَابِس وبدنه
(1/143)
أجمع يَابِس قحل ويعرض لَهُ عَطش شَدِيد وقروح فِي لِسَانه وَلَا تكَاد هَذِه الْعلَّة تَبرأ لِكَثْرَة لأعراض الردية فِيهَا وينكب كثيرا على وَجهه فَيرى بِوَجْهِهِ وساقيه آثَار الْغُبَار وعض الْكلاب يكون هَذَا الوجع من الْمرة السَّوْدَاء ويهيمون بِاللَّيْلِ وَيكون كالذباب ويجف لسانهم جدا وَلَا يسيل لعابه بتة وَهِي صنف من الوسواس السوداوي وَأحمد علاجها أَن يفصد العليل فِي ابْتِدَاء الْعِلَل وَحين يزِيد الدّور يبْدَأ ويستفرغ حَتَّى يعرض الغشي ألف مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ثمَّ يسقى بعد ذَلِك مَاء الْجُبْن ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا فعل ذَلِك فينقي بدنه بالايارج الَّذِي يشحم الحنطل مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يَأْخُذ ثمَّ يَأْخُذ ترياق الأفاعي وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي يعالج بهَا الماليخوليا وَأما إِذا احتدت الْعلَّة فصب على رَأسه النطولات الجالبة للنوم وأطل مَنْخرَيْهِ بالأفيون وَمَا أشبهه وَقَالَ بولس هَذَا بِعَيْنِه.
(1/144)
(الْبَاب الْحَادِي عشر)
(الصداع والشقيقة فِي الرَّأْس) الَّذِي يعظم أَو يعوج شكله وَمن يتزعزع دماغه من ضَرْبَة وَالْمَاء فِي الرَّأْس وَمَا يهيجه فِي الرَّأْس الَّذِي يعظم فَوق الْقدر وينتفخ وَيفتح الشؤن والنفاخات تخرج عَلَيْهِ.
قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات أَن من أَصْنَاف الحميات للصداع والشقيقة مَا يَدُور بنوائب لي على مَا رَأَيْت فِي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء إِذا كَانَ إِنْسَان يتَوَلَّد فِي فَم معدته مرار يهيج صداعا وعلامة هَذَا الصداع أَن يهيج كل يَوْم عِنْد خلو الْمعدة وبعقب النّوم على الرِّيق فحسه بِالْغَدَاةِ حساءً متخذا من خبز وَمَاء الرُّمَّان الْيَابِس أَو الرطب فَإِنَّهُ يُقَوي معدته ويقمع مرارته وَيطول لشدَّة هَذَا الحساء فِي بَطْنه من أجل الرُّمَّان ويغتذي بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَنَالهُ الصداع من أجل الرُّمَّان وَلَا ينصب إِلَى معدته المرار وَقد جربنَا بِأَن أمرنَا العليل يَأْكُل بِالْغَدَاةِ سفرجلا وَأَشْيَاء قابضة فيسكن هَذَا الصداع وَلم ينله لِأَن فَم معدته قوي فَلم يقبل المرار لَكِن إِذا كَانَت القوابض مَعَ أغذية تبقى وَيطول لبثها فِي الْبَطن وتنفذ أَولا وأولا فَهُوَ خير.)
الْأَعْضَاء الآلمة من الْمقَالة الأولى الرَّأْس إِذا أَصَابَهُ صداع من خلط مراري فساعة يتقيأ ذَلِك الْأَعْضَاء الآلمة من الثَّانِيَة قَالَ الصداع الْمُسَمّى بَيْضَة لَهُ نَوَائِب وهدوء لَا يَدُوم مِنْهُ شَيْء ونوائبه عَظِيمَة شَدِيدَة جدا حَتَّى أَن صَاحبه لَا يحْتَمل أَن يسمع صَوت شَيْء يفزع وَلَا كلَاما عَظِيما وَلَا ضوءا ساطعا وَأحب الْأَشْيَاء إِلَيْهِ الاستلقاء فِي بَيت مظلم ويتمدد الوجع حَتَّى يبلغ فِي كثير مِنْهُم إِلَى أصُول الْعين قَالَ وَهَذَا الوجع قد يكون فِي أغشية الدِّمَاغ وعلامته أَن يبلغ إِلَى أصُول الْعَينَيْنِ وَيكون فِي الغشاء المغشى على القحف خَارِجا وَلَا يبلغ الوجع إِلَى أصُول الْعين والصداع الْحَادِث ألف عَن ريح بخارية يكون مَعَ امتداد والحادث عَن فضول مرارية يكون يحدث وجعا لذاعا والحادث عَن أخلاط كثير يكون مَعَه ثقل وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل حمرَة وحرارة فَإِن الأخلاط حارة وَإِذا لم يكن ذَلِك فَمن أخلاط بَارِدَة وَقد يعرض الصداع لقوم من الشَّرَاب وَمن ريح الطّيب ويعرض لقوم من ذكاء الْحس.
الميامر من الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ وَقد يكون الصداع من سوء مزاج فَقَط وَيكون مَعَ مَادَّة وَيكون أَيْضا من الامتلاء وَيكون من السدد فِي مجاري البخارات والصداع الشَّديد
(1/145)
يعرض من الْحر وَالْبرد والعارض من اليبوسة ضَعِيف وَأما من الرُّطُوبَة فَلَا يعرض صداع الْبَتَّةَ بكيفيته اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون الْخَلْط الرطب إِذا يوجع بتمديده وَيكون الصداع فِي بعض أَجزَاء الرَّأْس دون بعض فَرُبمَا كَانَ فِي الأغشية وَرُبمَا كَانَ فِي الْعُرُوق وَرُبمَا كَانَ خراج القحف وَرُبمَا كَانَ دَاخله وَالْوُقُوف قَالَ والصداع الْعَارِض من حر الشَّمْس أَو من برد الْهَوَاء إِن عولج سَرِيعا يسكن بسهولة وَإِن ترك حَتَّى يزمن كَانَ أعْسر بولس قَالَ يَنْبَغِي إسهال الْبَطن والإمساك عَن الطَّعَام وَالنَّوْم والسكون وَالسُّرُور وَالسُّرُور وَالشرَاب وَالْكَلَام.
قَالَ جالينوس الصداع الْحَادِث عَن احتراق الشَّمْس غرق اليافوخ وَإِلَى الجبين كُله بدهن مبرد بالثلج وَلَا يبرد مُؤخر الرَّأْس فَإِنَّهُ يضر بمنشأ العصب وَلَا ينفع الصداع لِأَن الْبُرُودَة إِنَّمَا تصل من اليافوخ إِلَى الدِّمَاغ برخاوته والشأن الْمَعْرُوف بالأكليلي.
قَالَ واجتنب عصارة اليبروخ والخشخاش وعنب الثَّعْلَب والأشياء الَّتِي من نَحْوهَا فَإِنَّهَا رُبمَا أورثت بلايا رَدِيئَة فَإِن اضطرت فاستعملها مَعَ حذر وَشَيْء قَلِيل مِنْهَا.
قَالَ وَأما الَّذِي يكون من برودة الْهَوَاء فعالجه كَمَا عَالَجت بدهن السداب مسخنا فَإِن احتجت إِلَى حرارة أقوى فاخلط فِيهِ فربيون وَكَذَلِكَ دهن المرزنجوش ودهن الْغَار وَأما دهن البلسان)
فَإِنِّي وجدته مقصرا.
قَالَ جالينوس الصداع الَّذِي يطول مكثه حارا كَانَ أَو بَارِدًا أحلق رَأس الْمَرِيض ثمَّ أطله إِن كَانَ الصداع حارا بالقيروطيات المبردة جدا والمراهم القوية التبريد وَأما إِذا كَانَ بَارِدًا فألق ألف على القيروطي فربيون عشر القيروطي.
فِي الصداع جالينوس فِي الصداع من الْحمار قَالَ جالينوس الَّذِي حدث لَهُ الصداع الَّذِي من الشَّرَاب يصب على رَأسه دهن ورد وَلَا يكون قد برد بردا شَدِيدا وَيلْزم النّوم والهدوء نَهَاره اجْمَعْ وبالعشي وادخله الْحمام ثمَّ اغذه بالخبز وَالْبيض النيمبرشت وبالخس والكرنب والعدس وأعطهم الكمثري والسفرجل إِن أرادوه وليجتنب تمر النّخل فَإِنَّهُ مصدع بخاصية فِيهِ ويناموا ليلهم ويبكر عَلَيْهِم بِالْغَدَاةِ سَرِيعا جدا لحمام وَيصب على رؤوسهم المَاء الْحَار مَرَّات كَثِيرَة ويناموا فِي عقب الْحمام ثمَّ يعود إِلَيْهِ ثَانِيَة ثمَّ يغتذون إِلَيْهِ بِمثل الْغذَاء فِي النّوم الأول وَلَا يشربون المَاء الصّرْف مَا دَامَ الصداع لم يخف وَإِن خف وَرَأَيْت المَاء يضرهم فائذن لَهُم فِي الشَّرَاب المائي الْكثير المزاج وأطعمهم خصى الديوك وأجنحتها والسمك الرضراضي وفراريج أسفيدباج قَليلَة الأبزار فَإِذا نقص وجعهم فليمشوا فِي مَوَاضِع إِن كَانَ يحْتَاج إِلَى التبريد فمواضع ريحية قبل الطَّعَام وَمن كَانَ يحْتَاج إِلَى أسخان يَعْنِي من هَؤُلَاءِ فَفِي الْمَوَاضِع السخنة الْهَوَاء فَإِن بقيت بَقِيَّة فعالج بعد ذَلِك بدهن البابونج المفتر ثمَّ
(1/146)
بعده دهن السوسن مفترا وَأما صب المَاء الْحَار فِي الْحمام فَإِنَّهُ نَافِع لِأَنَّهُ يحلل البخارات ويجلب النّوم وَلذَلِك إِذا ادخلته ثَلَاث مَرَّات لم يخطء وَإِذا سكن فورة الْعلَّة اسْتعْملت الأدهان المسخنة على مَا قد ذكرنَا.
فِي الصداع الْحَادِث عَن سقطة أَو ضَرْبَة أَو ورم قَالَ يَنْبَغِي أَن يعلم أَن هَذَا الضَّرْب من الصداع إِنَّمَا يكون عَن ورم والأجود أَن يُبَادر بالفصد والحقنة فَإِن لم يُمكن الفصد فالحقنة لتميل الْموَاد إِلَى أَسْفَل فَإِن كَانَت جلدَة الرَّأْس سليمَة فضع عَلَيْهَا الْخلّ ودهن الْورْد فَإِن كَانَ الورم والصداع عَظِيما فاجتنب الْخلّ وَعَلَيْك بدهن الْورْد مفترا وَحده وَعند الانحطاط فالأدهان المرخية وَإِن صلبت الأورام احتجت أَن يطْبخ فِيهَا فوتنج وأفسنتين وَنَحْوهمَا.
قَالَ بولس واحذره الشَّمْس وَالْحمام وكثيرة الْغذَاء وَالشرَاب الْبَتَّةَ وَالْكَلَام والأغذية الحامضة والحريفة والمالحة وغرق صُوفًا من غَد بدهن الْورْد والخل والزم رَأسه مفتّرين واطبخ أكليل الْملك وضمد بِهِ لي هَذَا يصلح لتسكين الوجع قَالَ خُذ ورق الآس فاطبخه مَعَ شراب وضمد بِهِ لي)
وَكَذَلِكَ ورق العليق إِذا طبخ بسداب.
قَالَ جالينوس الأفيون فَلَا أُشير بِاسْتِعْمَالِهِ لِأَنَّهُ ألف يُولد ظلمَة الْبَصَر ويضر بالدماغ ووجع الأصداغ لَا يبلغ أَن يُورث الغشي كالحال فِي القولنج فيضطر إِلَى ذَلِك بل يسكن ويخف وَجَعه بالتخبيص والطلي والنطول وَلَكِن أَشد مَا يكون الصداع دون وجع الْعين وَالْأُذن والأسنان الشَّديد.
فَأَما القولنج فَلَا أحتاج أَقُول لِأَن خلقا قَدِيما قتل أنفسهم من شدَّة الوجع وخلقا يغشى عَلَيْهِم ويموتون.
قَالَ وَمن النَّاس من يجْتَمع فِي معدته مرار فيصدعون إِن لم يبادروا فِي كل يَوْم فيغتذون قبل أَن يصدعوا وعلاج هَؤُلَاءِ أَن تقيئهم بِالْمَاءِ الْحَار إِن سهل عَلَيْهِم الْقَيْء وَمن عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فبادر بِالطَّعَامِ الْجيد للمعدة وَليكن مِقْدَارًا قَلِيلا وليستحم يَوْمه ذَلِك نَحْو الْعشَاء ويخفف عشاءه ثمَّ يَأْخُذ من الْغذَاء قسيسا واحرص بعد ذَلِك على أَن يكون مَتى علم أَن طَعَامه قد انهضم لم يدافع بِهِ لَكِن يَأْخُذ خبْزًا مَعَ قساء وَزَيْتُونًا أَو نَحْو ذَلِك من الْأَشْيَاء القابضة واستوقفه وَيحْتَاج إِلَيْهِ فَإِنِّي قد امتحنت هَذَا التَّدْبِير فَوَجَدته نَافِعًا لي يسهل هَؤُلَاءِ فِي الْأَيَّام بطبيخ الهليلج وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ ويطعمون الْخبز بِمَاء الرُّمَّان بعد ذَلِك كل يَوْم قبل أَن يصدعو شَيْئا قَلِيلا بِمِقْدَار مَا لَا يصدعون مثل الحقنة ثمَّ يَنْصَرِفُونَ ويستحمون أَن أَحبُّوا ويأكلوا بعد غذائهم ويسهل من غَد قبل أَن يصدعوا وَفِي كل أَيَّام يسهلوا الصَّفْرَاء ويأخذوا أَطْعِمَة مقوية لفم الْمعدة.
قَالَ والصداع الْكَائِن مَعَ تمدد فالإمساك عَن الطَّعَام نَافِع لَهُ فَأَما من كَانَ فِي فَم
(1/147)
معدته أخلاط لذاعة فالإمساك ضار لَهُ وَإِن كَانَت الأخلاط المرارية مداخلة للمعدة فنقها بأيارج وأقلل فِيهِ من الزَّعْفَرَان لِأَنَّهُ يصدع.
قَالَ وَمن عادتي أَن أسأَل الْمَرِيض كَيفَ تَجِد الصداع فبعضهم يخبر أَنه يجد كَأَن رَأسه تُؤْكَل أكلا وَبَعْضهمْ يجد كَأَنَّهُ يحس على رَأسه بِحمْل ثقيل وَبَعْضهمْ يَقُول أَنه يحس بحرارة قَوِيَّة أَو بِبرد قوي فَإِذا كَانَ يحس بالنخس والأكال فَاعْلَم أَن سَبَب الصداع حِدة الأخلاط وحدة الرّيح فَإِن كَانَ يحس بتمدد بِلَا لذع فالسبب امتلاء فَإِن لم يكن مَعَ ثقل فَإِن الامتداد هُوَ ريح والفلغموني والأوراك يتبعهُ الثّقل والحرارة فأجد التخمين والحدس فَإِذا وَقعت على السَّبَب فَلَا تغير التَّدْبِير إِن لم تره ينجح وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة فَلَا يُؤثر فِيهِ أثرا إِلَّا بعد مُدَّة لِأَنَّهُ)
يحْتَاج إِلَى علاج قوي ليبين الْأَثر ألف قَالَ فَاسْتعْمل فِي أول الْأَمر مَا يقمع على الرَّأْس وَمَا يضاد الْمَادَّة فِي آخر الْأَمر مَا يحلل وَفِي وسط مَا ينضج وَاعْلَم أَن الحقن القوية بليغة لهَذَا الوجع جدا لحدتها مَا مَال إِلَى الرَّأْس إِلَى أَسْفَل والتكميد بالملح نَافِع فِي الْعِلَل الْبَارِدَة وَاسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة القوية إِذا طَالَتْ الْمدَّة مثل الجندبادستر والقردمانا وَنَحْوهَا.
قَالَ جالينوس والتكميد بالجاورس خير من الْملح والتخبيص ببزر كتَّان والزوفا جيد ثمَّ يغرق لَهُ مرغزى فِي شبت وَيلْزم الرَّأْس وَهُوَ فاتر وَفِي دهن بابونج فَإِن هَذَا علاج يسكن الوجع جدا.
دَوَاء قوي فِي الْعِلَل الْبَارِدَة والمزمنة يُؤْخَذ كبريت وجندبادستر وَحب الْغَار أجزاءاً سَوَاء فاسحقها بِسمن ودهن ورد واطلها على خرقَة وضع على الْجَبْهَة لي يَنْبَغِي أَن يلطخ بالقطران فَإِنَّهُ كَانَ فِي الأسخان والتلطيف وَكَذَلِكَ مَتى طَال الوجع فافصد الْعرق من الْجَبْهَة أَو من الْأنف واحجمه من قَفاهُ وحرك العطاس فَإِن طَالَتْ الْعلَّة أَيْضا فعالج بدواء الْخَرْدَل.
قَالَ جالينوس أَنا لَا اسْتعْمل هَذَا فِي الْعِلَل الحارة بتة قَالَ وَلَكِن لِأَن النَّاس أَكثر مَا يصيبهم هَذِه الْعِلَل من الْبُرُودَة تنجح هَذِه مَرَّات كَثِيرَة وَإِنَّمَا يفزع إِلَيْهَا الْأَطِبَّاء كَمَا يفزع إِلَى الأبحر الْعِظَام فِي اللجة وَقد جربت البابونج فَوَجَدته نَافِعًا من الصداع الْبَارِد والتخبيص بِهِ والتكميد ويسعط بالسعوطات الَّتِي يخرج رطوبات كَثِيرَة من الْأنف مثل عصارة قثاء الْحمار وبخور مَرْيَم وشونيز ونشادر وَنَحْو ذَلِك قَالَ انْظُر فِي الشَّقِيقَة أيحتاج إِلَى الفصد أم الإسهال واي خلط يسهل فَإِذا نفضت الْبدن كُله فادلك الشق العليل بمنديل حَتَّى ترَاهُ يحمر ويسخن وانتشرت فِيهِ الْحَرَارَة إفعل ذَلِك قبل وَقت الدّور وَاسْتعْمل الأطلية وَإِن كَانَ العليل يجد حرارة مَا يسْتَعْمل مِنْهَا مَا فِيهِ بعض تبريد وَإِلَّا فَاسْتعْمل المسخنة غَايَة الإسخان واخلط بهَا أَشْيَاء قابضة مقوية للرأس مثل هَذِه الْأَدْوِيَة.
دَوَاء للصداع الْعَتِيق والشقيقة فلفل أَبيض مثقالان خلط الزَّعْفَرَان مثقالان فربيون نصف مِثْقَال خرؤ الْحمام الراعية نصف مِثْقَال عفص مثقالي يطلى بِهِ إنْشَاء الله.
(1/148)
آخر ثافسيا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فربيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل حلتيت ثَلَاثَة مرو جاوشير مِثْقَال مِثْقَال يعجن بخل ويطلى إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ بخل قَالَ جالينوس وَقد اتَّخذت أَنا دَوَاء من فربيون وَلم احْتج مَعَه ألف إِلَى غَيره وَصفته فربيون عشرَة قيروطي تتَّخذ بدهن لطيف واطل الشق الَّذِي فِيهِ الشَّقِيقَة فَإِن توهمت أَن الشَّقِيقَة مَعهَا حرارة فإياك وَهَذَا الدَّوَاء فَأَما الْبَارِد فَإِنَّهُ يسكن الوجع)
من سَاعَة وينفع أَيْضا أَن يحل الفربيون بِيَسِير زَيْت ويقطر فِي الْأذن من الْجَانِب الوجع وَيكون الفربيون عشر لي الزَّيْت لي هَذِه الْعلَّة أَكثر مَا تكون من برودة وأخلاط غَلِيظَة وَلَا يكَاد تقلع هَذِه والبيضة إِلَّا القوية الأسخان.
الميامر عالج الصداع المزمن بضماد الشيطرج على مَا فِي بَاب عرق النِّسَاء قَالَ وَهُوَ يَنُوب عَن ضماد الْخَرْدَل ويعالج إِذا أعيت الْأَدْوِيَة بضماد الْخَرْدَل ويستعان بجوامع حفظ الصِّحَّة حسب الْعِنَايَة بِالرَّأْسِ.
قَالَ وَيسْتَعْمل فِي علاج الصداع والشقيقة الشَّدِيدَة سد عروق الصدغين الضاربين بِشدَّة وَقُوَّة.
الْمقَالة الأولى من الأخلاط قل مَتى كَانَ وجع الرَّأْس من أخلاط نِيَّة فَإِنَّهُ قد ينفع مِنْهُ الهدوء والتعصيب والأسخان المعتدل للرأس فَإِنَّهُ يسكن الوجع وينضج الأخلاط.
الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ فِي أوجاع الرَّأْس الشَّديد جدا إِذا كَانَ الْعلَّة بِدَم وبخارات وَالْقُوَّة القوية فَيَنْبَغِي أَن يفصد وَيُطلق الدَّم إِلَى أَن يحصل الغشي ثمَّ أقبل على دلك الْأَطْرَاف وربطها وضع الْأَدْوِيَة الْحرَّة عَلَيْهَا.
من كتاب مَا بَال السهر الطَّوِيل يصدع لِأَنَّهُ يفْسد الهضم ويفع بخارات حارة وَالنَّوْم الطَّوِيل الرَّابِعَة من الْفُصُول الصداع قد يكون من حرارة جَدِيدَة تعْمل فِي مَادَّة غَلِيظَة تصعد إِلَى الرَّأْس وَتَكون من حرارة فَقَط بِلَا مَادَّة وَقد تكون من صفراء إِمَّا فِي الرَّأْس خَاصَّة وَإِمَّا فِي الْمعدة وَقد تكون من رطوبات مُشْتَركَة فِي الرَّأْس وَمن سدة فِيهِ أَو من ريَاح غَلِيظَة تتولد فِي الرَّأْس.
الْخَامِسَة من الْفُصُول من أَصَابَهُ وجع فِي مُؤخر الرَّأْس فَقطع عرق الجبين أَنْفَع بِهِ وَكَذَلِكَ ينْتَفع فِي وجع مقدم الرَّأْس بِإِخْرَاج الدَّم من مؤخره لِأَنَّهُ يجذب بالضد.
الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول من كَانَ بِهِ وجع فِي رَأسه من قبل ورم دموي أَو رطوبات غير نضيجة مجتمعة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ إِن سَأَلَ من أُذُنَيْهِ أَو مَنْخرَيْهِ دم أَو مُدَّة أَو مَاء وَسكن ذَلِك الوجع وانقضى أمره وَمن كَانَ صداعه من قبل ألف ريح غَلِيظَة أَو كَثْرَة الدَّم أَو من أجل مرّة صفراء يلذع الرَّأْس أَو من مزاج بَارِد فيرؤه يكون من أَسبَاب أخر من الكيموس وَقد يتَوَلَّد الصداع فِي قوم من شرب المَاء وخاصة إِذا كَانَ ماءا رديا لِأَن هَذَا المَاء يجمد قُوَّة
(1/149)
الْمعدة وَيصب إِلَيْهَا صديدا من الكبد وَالْخمر الْأَبْيَض الْيَسِير الْقَبْض يسكن هَذَا الصداع وَالَّذِي يكون)
أَيْضا بخلط ردي لَيْسَ بحار فِي الْمعدة لِأَنَّهُ يعدله ثمَّ بعد ذَلِك يسهله ويخرجه.
فِي الترياق إِلَى قَيْصر أَن الأفيون يخلص من الصداع الردي الْعَتِيق الَّذِي مَعَ سهر شَدِيد من الفصد من الْيَد أَولا ثمَّ من جِهَة الضِّدّ فِي الرَّأْس فَاسْتعْمل فِي الثّقل والوجع فِي مقدم الرَّأْس المحجمة على الفأس والثقل والوجع فِي الْقَفَا افصد عرق الْجَبْهَة فَإِن كَانَ فِي الرَّأْس كُله فَاسْتعْمل الفصد أَولا من الْيَد فَإِذا أزمن فَمن الرَّأْس نَفسه فاستفرغ الدَّم إِن قدرت من الْموضع الَّذِي فِيهِ الوجع نَفسه قَالَ وَلَا تعلق المحاجم على الرَّأْس إِلَّا على الْبدن مستفرغ نقي.
الثَّالِثَة من أبيذيميا قَالَ الصداع الَّذِي لَيْسَ من شرب الشَّرَاب وَلَا حمى وَلَا عِلّة راتبة فِي الرَّأْس مثل الْمَعْرُوف بالبيضة وَنَحْوهَا فَمَتَى عرض صداع لمن هُوَ سَائِر أَحْوَاله صَحِيح فَيَنْبَغِي أَن يَأْكُل خبْزًا مبلولاً بشراب قد مزج مزاجاً معتدلاً لِأَن هَذَا الصداع يكون فِي أَكثر الْأَمر من فضول حارة مجتمعة فِي الْمعدة فَإِذا وَردت على الْمعدة وفيهَا طَعَام مسخن مَحْمُود الغذا عدل تِلْكَ الفضول.
أبيذيميا الأولى من تَفْسِير قَالَ قد يكون الصداع عَن ورم فِي الرَّحِم وَالنُّفَسَاء وَيكون فِي النيافوخ. أبيذيميا السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ العطاس يشفي الصداع الْكَائِن من ريح غَلِيظَة.
الْيَهُودِيّ قَالَ الَّذين حس نبضهم شَدِيد يلقون من الصداع كَمَا أَن الَّذين حس فَم معدهم شَدِيد يلقون أوجاع فَم الْمعدة قَالَ وَأَنا أعالج الصداع الْمُسَمّى الْبَيْضَة بلب الصَّبْر والمصطكى يديمه واسعطه بأقراص الْكَوْكَب وعالجه بالفلونيا أَيْضا أسعطه بِهِ فيسكن وَإِن كَانَت مَعَ حرارة سقيت صَاحبه لب خيارشنبر ودهن لوز أَيَّامًا صَالِحَة يديم عَلَيْهِ وَإِن كَانَ مَعَ برد سقيته دهن الخروع وأطله وأطلب لَهُ النّوم ولهضم الطَّعَام الْجيد الْقَلِيل إِذا دَامَ الصداع من حمرَة الْعين ونخس ووجع ألف فسل شرياني الأصداغ.
الْيَهُودِيّ قَالَ إِنَّمَا يعظم الرَّأْس ويستطيل ويتعوج شؤونه من ريح غَلِيظَة تولدت عَن رُطُوبَة الطَّبَرِيّ من تعاهد شم المرزنجوش وتنشق دهنه لم يصبهُ صداع لي يَعْنِي الغليظ الريحي قَالَ ومداد الْكتاب يطلى على الشق الَّذِي فِيهِ الشَّقِيقَة فَإِنَّهُ عَجِيب النَّفْع وَإِذا بلغ الوجع إِلَى قَعْر الْعين فالعلة دَاخل القحف وَيحْتَاج إِلَى الإسهال.
الطَّبَرِيّ قَالَ إِذا اشْتَدَّ الصداع فِي الحميات فَشد الْأَطْرَاف والانثيين شداً شَدِيدا ثمَّ ضعها بعد الْحل فِي المَاء الْحَار فَإِنَّهُ ينزل الْحَرَارَة من الرَّأْس والثقل إِن كَانَ فِيهِ قَالَ وكما يعظم نَفعه للصداع المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف والأغذية الْخَفِيفَة.)
(1/150)
أهرن نظر فِي الِاسْتِدْلَال على تعرف السَّبَب سَبَب الصداع إِلَى مزاج الدِّمَاغ وَالتَّدْبِير الْمُقدم والتسبب مِنْهُ دَلِيلا قَالَ وَإِذا كَانَ الوجع تَحت القحف فَإِنَّهُ يصل إِلَى أصل الْعين لِأَن طَبَقَات الْعين بَعْضهَا من هَذَا الفضاء.
قَالَ والصداع الْمُسَمّى بَيْضَة تعم الرَّأْس كُله ويبلغ الوجع إِلَى أصل الْعين وتحدث الظلمَة ويشتد الوجع وعلاجه الإسهال بحب الصَّبْر يتَعَاهَد كل ثَلَاث لَيَال مرّة من أول اللَّيْل وَمرَّة فِي وسط وبقوقايا ثمَّ اسْقِهِ طبيخ الْخِيَار شنبر أَربع مَثَاقِيل مَعَ مثقالين دهن الخروع واسعط بالفلونيا وبأقراص الْكَوْكَب عِنْد شدَّة الوجع بِلَبن جَارِيَة وأعطهم مِنْهُ أَيْضا السمسم واسعطهم بالمسك وَالصَّبْر وَالسكر والكافور وَنَحْوهَا مِمَّا يُقَوي الرَّأْس بعد الإسهال وَيجْعَل طَعَامه مَالا بخار فِيهِ بتة كالعدس ودهن لوز حُلْو وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ومرق القرع والسرمق لِئَلَّا تكون لَهُ بخارات وتعطيهم الرُّمَّان والسفرجل والتفاح وتحقنهم بحقن حارة وتنطل رؤوسهم بالنطول المقوى ويطلى من الصدغ إِلَى الصدغ بالقابض الْبَارِد والمنضجه مثل الأفيون وَدم الْأَخَوَيْنِ وزعفران وَمر وصمغ عَرَبِيّ يطلى بِهِ.
قَالَ وَقد يعرض صداع من شدَّة حس الْإِنْسَان وتكمس ذَلِك بتخدير الْحس واجتلاب النّوم قَالَ لَا شَيْء أسكن للصداع من السعوط بِلَبن ودهن بنفسج مبردين على الثَّلج وَسَقَى المَاء الْبَارِد والوضع على الرَّأْس من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَيكون فِي مَوضِع بَارِد جدا.
والصداع الْبَارِد إِذا لم يكن مَعَه حمى فاسقه شرابًا عتيقاً قد مزج بطبيخ البزور فَإِنَّهُ نَافِع وَالشرَاب الْعَتِيق وَحده نَافِع لَهُم قَالَ وَقد يكون الصداع أَيْضا من استفراغ الْبدن أما من الدَّم كَمَا يهيج النِّسَاء ألف من الْولادَة إِذا كثر خُرُوج الدَّم مِنْهُنَّ وعلاجه السعوط والتخبيص على الرَّأْس بالأشياء الْبَارِدَة المرطبة كلحوم الحملان والجداء شواء وصفرة الْبيض وَنَحْوهَا من الأغذية والصداع الْكَائِن من الْمعدة بخفة الْمعدة ويشتد ثقله وَفَسَاد الطَّعَام فِيهِ ويبدؤ فِي علاجه بالقيء ثمَّ الإسهال وَيطْعم الْأَطْعِمَة السريعة الهضم ويقوى الرَّأْس بالضماد لِلْعِلَّةِ إِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم الْمُتَّخذ من النصوح وَمَاء الرياحين الطّيبَة إِن كَانَ مَا فِي الْمعدة بلغم فحارة وَإِلَّا فباردة وتحميه الْأَطْعِمَة المبخرة إِلَى الرَّأْس وتجعلها كَائِنا ملينة للبطن وَإِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم جعلناها حارة وَإِلَّا فباردة مثل القرع والسرمق والماش ويتعاهد الَّذين فِي معدهم صفراء بأيارج فَيقْرَأ الَّذين فيهم بلغم بالكموني وَنَحْوه وَإِذا نقيت الْمعدة أعطيناهم بعد ذَلِك أَطْعِمَة مقوية للمعدة لِئَلَّا يقبل مَا)
ينصب إِلَيْهَا وَيعرف عَلامَة ذَلِك من بَاب الْمعدة.
الصداع الْعَتِيق علاج الْعَتِيق اللَّازِم قَالَ بولس هَذِه فِي الْجُمْلَة تعرض من الْبُرُودَة والأخلاط الغليظة فابدأ حلق الرَّأْس ثمَّ خُذ مثقالين فربيون ومثقالين بورق أَحْمَر ومثقالين سداب بري ومثقال بزر الْحمل ومثقالين خَرْدَل يدق الْجَمِيع ويرق بِمَاء المرزنجوش ويطلى
(1/151)
بِهِ الرَّأْس فاترا وتأمره بالحجامة فِي رَأسه وتحقنه بالحقن الحادة وتقطع مِنْهُم شرياني الصدغين وتسلهما وتضع المحجمة على النقرة والسعوط بالأشياء الحارة الحريفة وَافْعل ذَلِك بعقل لَا تقدم على الشبَّان والمحرورين فَيكون العطوس بالأدوية الَّتِي تطرد الرِّيَاح جدا كالجندبادستر والجاوشير والسكبينج والشونيز وَنَحْوهمَا مِمَّا يطرد الرِّيَاح وَيفتح السدد الَّتِي فِي الرَّأْس والمسك يدْخل فِي هَذِه السعوطات لِأَنَّهُ يسخن وَيُقَوِّي الرَّأْس والحرمل والعاقرقرحا وَمَاء المزنجوش وَجَمِيع مرَارَة الطير والسعوطات الَّتِي تدخل فِي بَاب اللقوة والفالج والغراغر المقوية.
أهرن قَالَ الرَّأْس يعظم من ريح ورطوبة غَلِيظَة ويرتبك الْمَوَاضِع وعلاجه علاج التشنج.
اختيارات الْكِنْدِيّ سعوط الصَّبِي إِذا كبر راسه جيد بَالغ مجرب يُؤْخَذ مرَارَة كركي ومرارة نسر ومرارة شبوط وجندبادستر وعيدان الْخَزّ أَو بسباسة وزعفران جُزْء جُزْء سكر طبرزد وجزءان ينخل بالحرير ويعجن بِمَاء البزر قطونا الرّطبَة وَجعل حبا ألف مثل العدس ويجفف فِي الظل ويسعط فِي الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم حَبَّة بِمَاء بَارِد وَيقدر راسه بخيط من يَوْم ينقص الْهلَال وَيَوْم يهل قدره فَإِنَّهُ يكون قد نقص ثمَّ اسعطه أَيْضا مَرَّات على مَا وصفت فَإِنَّهُ يعود إِلَى حَاله وَأَيْضًا يُؤْخَذ مرَارَة ذِئْب ومرارة كركي ومسك وعود هندي وسكر طبرزد بِالسَّوِيَّةِ يسعط بِمثل العدسة بِلَبن الْجَارِيَة.
ضماد لذَلِك يسحق الْحَرْف وَيضْرب بِالْمَاءِ ويطلى بِهِ خرقَة ويضمد بِهِ الرَّأْس أَو حَيْثُ كَانَ الورم أَو الزِّيَادَة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ نَافِع جدا. بولس الصداع الْكَائِن من الْحر وَالْبرد الشَّديد فَأَما الَّذِي عَن يبس فَأَقل وجعا فَأَما عَن رطوية فَلَا يكون صداع إِلَّا أَن تكون مَعَه مَادَّة.
بولس الَّذين يصدعون من حرارة بِلَا مَادَّة حادة رؤوسهم إِذا لمست حارة يابسة وأعينهم حمر وَيُحِبُّونَ الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وينتفعون بهَا فعالج هَؤُلَاءِ بخل الْخمر ودهن ورد والبادروج يسحق ودهن ورد ويطلى عَلَيْهِ واعرف التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَجَمِيع الدَّلَائِل ثمَّ عالج وينفع أَصْحَاب الصداع الْبَارِد دهن السداب وَالْحمام الْحَار والتكميد إِذا لم يكن امتلاء فِي الْبدن وَلَا مَادَّة تَجِيء)
إِلَى الرَّأْس وَإِنَّمَا هِيَ كَيْفيَّة بَارِدَة فليؤخذ فربيون حَدِيث وزبل الْحمام وفلفل بِالسَّوِيَّةِ يلطخ بالخل الثقيف وَإِذا كَانَ الصداع من مَادَّة وَكَانَت من مُدَّة الصَّفْرَاء فإسهلها ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والملطفات وَإِن اضطررت فِي حَاله فاطل بالمخدرة واسعطه بهَا عِنْد شدَّة الوجع وينفع الصداع الحاد شرب الْخمر الرَّقِيق ممزوجا بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يسكن سوء المزاج الْحَار من الرَّأْس، وَأما الْكَائِن بِسَبَب مُشَاركَة عُضْو فأعن بذلك الْعُضْو وَقد يَقع مَا كَانَ من أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة الْقَيْء، وَأما الصداع الَّذِي عَن الشَّرَاب فَفِي بَاب
(1/152)
الْخمار، وَأما الْكَائِن عَن ضَرْبَة فَإِن كَانَت ضَرْبَة صعبة فافصدهم على الْمَكَان ثمَّ ضع عَلَيْهِ مَا يرخى قَلِيلا ليسكن الوجع مثل دهن شيرج قد شرب بصوف وامنعهم الْخمار وَالشرَاب الْبَتَّةَ وَبِالْجُمْلَةِ هَذِه تَدْبِير من بِهِ ورم حَار وأسهله.
قَالَ الصداع الْكَائِن عَن برد لَا يكون أَصْحَابه مهزولي الْوُجُوه بل سمان الْوُجُوه وَلَا حاري ملمس الرَّأْس وَالْوَجْه قَالَ وَالَّذين يصدعون من امتلاء أفصدعهم أَولا ثن أفصد مِنْهُم الْعرق الَّذِي فِي الْأنف وَإِذا كَانَت الْكَثْرَة من أحلاط بلغمية فاسلهلم ثمَّ عطسهم ألف مِمَّا يجفف الرَّأْس ويفرغ تِلْكَ الرطوبات مثل قثاء الْحمار وشحم الخنطل والشونيز وَنَحْوهَا واحقنهم بحقن قَوِيَّة فَأَنَّهُ نَافِع فِي الصداع وَإِذا أزمن الوجع فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المحمرة وَإِذا أَشْتَدّ الرجع فالمخدرة وَأَن دَامَ الوجع وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك ضربانا شَدِيدا وحس الْحَرَارَة وحدست أَن ذَلِك لدم يرتقي فِي الشرايين فاقطع الشريان الَّذِي الْأذن أَعنِي أفصده.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ أَكثر مَا يكون الصداع من الْحَرَارَة فَأَما الَّذِي يكون من اليبوسة فَلَيْسَ شَدِيدا مثل الَّذِي يكون من الْحَرَارَة وَمن كَانَ مزاجه رطبا فَلَا يُصِيبهُ صداع أَلا أَن يغلب مَعَ ذَلِك حرارة قَوِيَّة أَو برودة.
الصداع الْحَار ملمس الرَّأْس وَالْوَجْه فِيهِ حارا وَالْعين حَمْرَاء ويشتاق إِلَى المَاء الْبَارِد وينفع بِهِ إِذا رش عَلَيْهِ قَالَ وَاعْتمد فِي علاجه على خل الْخمر ودهن الْورْد فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأَن كَانَت الْحَرَارَة أَشد فاخلط فِيهِ وعالج بعده بعصارة الْبُقُول الْبَارِدَة كحي الْعلم وَمَاء القرع وَنَحْوهَا وَأَن كَانَ السهر اسْتعْمل المخدرة وَإِذا وجد فِي الرَّأْس ثقلا فليوضع المحاجم على قَفاهُ حَتَّى ينجذب الدَّاء إِلَى أَسْفَل قَالَ وينفع جدا أَن يَأْكُل الهندباء بالخل يسقون خلا وماءا فَإِنَّهُ نَافِع لمن بِهِ حرارة دائمة لابثة.
قَالَ وَقد يكون الصداع من حرارة الكبد فتهيج مِنْهُ بخارات حارة إِلَى الرَّأْس كل يَوْم وعلاج ذَلِك أَن يطعم صَاحبه كل يَوْم قبل هيجانه خبْزًا مبلولا بخل قَلِيل وَمَاء فَأن ذَلِك يمْنَع البخار أَو)
يَأْخُذ تفاحا أَو سفرجلا أَو بعض الْفَوَاكِه فَأن لم يقدر على ذَلِك فليشرب ماءا مبردا وَكَذَلِكَ يعالج من كَانَ بِهِ ذَلِك من حرارة بِهِ ذَلِك من حرارة معدته أَو طحاله فإمَّا الصداع الَّذِي من غلظ فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَبدَان البلغمية الآبارية الرصاصية اللَّوْن فعالجه بدهن البلسان والسداب والأدويه المحمرة بالغراغر الجاذبة للبلغم وبالحمام وَالشرَاب والقيء بالفجل فَإِن ذَلِك نَافِع وَأَن كَانَ البلغم قَلِيلا لم يحْتَج إِلَى هَذَا العلاج وَكَفاهُ أَقَله.
طلاء جيد فلفل أَبيض وَنصف وَمن أثقال دهن الزَّعْفَرَان مِثْقَال وَنصف فربيون حَدِيث مِثْقَال ذبل الْحمام مثقالان يجمع الْجَمِيع بخل حاذق مَا كيفيه بعد جودة السحق ثمَّ أدلك الْجَانِب الَّذِي يوجعه حَتَّى يحمر ويسخن.
قَالَ وعلاج الَّذِي من الصَّفْرَاء بِشرب السقمونيا والأغذية الْبَارِدَة الرّطبَة والحمامات العذبة ألف وَأما البلغم فايارج شَحم الحنظل والأشياء الملطفة المرققة.
(1/153)
قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الصداع رعشة فَاعْلَم أَن فِي الدِّمَاغ ورما قَالَ وَأما الصداع الْكَائِن من اليبس فاجهد أَيَنَامُ ويرطب مزاجه قَالَ وَقد يقْلع الشَّقِيقَة والصداع الْبَارِد الدَّائِم أكل الثوم.
قَالَ وَهَذَا الْحبّ عَجِيب للشقيقة والصداع وَجَمِيع الأدواء الْبَارِدَة المزمنة فِي الرَّأْس كالصرع والدوار عَجِيب لَا عديل لَهُ يُؤْخَذ صَبر أُوقِيَّة فربيون نصف أُوقِيَّة حنطل سقمونيا أُوقِيَّة نطرون نصف أُوقِيَّة مقل أُوقِيَّة قشور الخربق الْأسود أُوقِيَّة يعجن بعصارة الكرنب الشربة مِثْقَال وَنصف أُوقِيَّة قَالَ وَمِمَّا يعظم نَفعه للشقيقة الَّتِي من الصَّفْرَاء أَن يطعم باكرا خبْزًا وخلا وماءا وَيسْتَعْمل الْحمام ومايخرج الصَّفْرَاء. شرك الْهِنْدِيّ قَالَ قد يكون الصداع من دود فِي الرَّأْس وونتن رايحة ويشتد وَجَعه إِذا حرك رَأسه قَالَ وعلاجه أَن يعطس ويسعط بِمَا يقتل الديدان لي هَذَا بعيد أَن يكون.
مَجْهُول للرواسي ولفتح الشؤون عَجِيب فِي ذَلِك يُؤْخَذ الْعُرُوق الصفر فينعم سحقا جدا ويعجن بدهن اللوز المر ويطلى باطلية ويبخر بالعروق ثمَّ يُؤْخَذ أَيْضا فيعجن بالدهن ويطلى بِهِ فَإِنَّهُ يبرؤ فِي مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة.
قَالَ وللصداع الْحَار يُؤْخَذ عِنَب الثَّعْلَب بورقه وَعِيد انه الدقاق وعنبه فيعصر ويقطر فِي الْأنف ثَلَاث قطرات فَإِنَّهُ يبرؤه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
قَالَ أَبُو بكر دَوَاء للشقيقة على مَا رَأَيْته يُؤْخَذ أفيون وقشور أصل اليبروج وَورد النيلوفر)
وكافور يجفف وَيجْعَل أشيافا وَيحل مِنْهَا وَاحِد بِمَاء الْورْد ويقطر فِي الْأنف لي أعتصر النيلوفر وتجفف عصارته وأرفعه عنْدك ثمَّ قطر مِنْهُ فِي الْأنف وينفع من الصداع أَن يتحسى بعد شَمْعُون قَالَ إِذا أحس المصدوع بثقل وامتلاء فال شَيْء أصلح من أَن تفصده من الْأنف من جانبيه وَأخرج مِنْهُ دَمًا كثيرا وأفصد عروق الصدغين وأسهل بَطْنه وضع على رَأسه خلا ودهن ورد.
قَالَ وَمن الأطلية للشقيقة الزَّعْفَرَان والعفص يَجْعَل مِنْهُمَا ضماد.
قَالَ وينفع من الصداع الْعَتِيق ان يَأْخُذ ورق الفنجنكشت فاعصره واسعطه ألف.
الثَّالِثَة من مسَائِل أبيذيميا الصداع الْعَارِض للأصحاء يكون فِي أَكثر الْأَمر من أخلاط لذاعة فِي فَم الْمعدة ويسكن بتناول خبز حَار مبلول بشراب ممزوج وينفع صب المَاء الْحَار على الرَّأْس من أَصَابَهُ احتراق فِي رَأسه من حر الشَّمْس مَتى أحس فِيهِ بوجع أَو ثقل فليصب على رَأسه إِلَى أَن يفرق القدمان بِكَثْرَة.
أريباسوس ينفع من الشَّقِيقَة أَن يقطر فِي الْأذن دهن فاتر قد فتق فِي الرطل مِنْهُ نصف أُوقِيَّة من الفربيون.
(1/154)
قَالَ من يتزعزع دماغه يسقى أسطوخودس بِمَاء أَو شراب الْعَسَل فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من هَذِه الْعلَّة.
أغلوقن قَالَ مَتى شكى إِنْسَان صداعا ثمَّ كَانَ بِهِ كرب وغثي ونخس فِي الْفُؤَاد فمره بالقيء فَإِنَّهُ يتقيأ أما مرَارًا وَأما بلغما وَأما الْأَمريْنِ جَمِيعًا وان لم يحس فِي معدته بِعَارِض فَانْظُر هَل الوجع من امتلاء أَو سدة أَو ورم فِي بعض الْمَوَاضِع فسل هَل يجد الوجع فِي الرَّأْس كُله على نَحْو وَاحِد أَو هُوَ فِي بعض الْمَوَاضِع أَشد شَوْكَة ثمَّ هَل الوجع مَعَ ثقل أَو مَعَ تمدد فَإِنَّهُ أَن كَانَ مَعَ تمدد وَثقل دلّ على امتلاء وَأَن كَانَ مَعَ لذع دلّ على بخارات حارة وأخلاط حادة والضربان يدل على ورم حَار والتمدد إِذا لم يكن مَعَه ثقل وَلَا ضَرْبَان فَإِنَّهُ يدل على كَثْرَة ريَاح نافخة وان كَانَ مَعَ ضَرْبَان فَإِنَّهُ يدل على ورم حَار فِي جرم من جنس الأغشية وَإِن كَانَ عِلّة الرَّأْس بخارات فَانْظُر هَل السَّبَب فِي ذَلِك فرط الْحمى أَنَّهَا بحرارتها أذابت الأخلاط فارتفعت إِلَى الرَّأْس وَإِنَّمَا السَّبَب ضعف الرَّأْس أَو السَّبَب امتلاء غَالب فِي الْبدن كُله فَإِنَّهُ مَتى كَانَ الصداع إِنَّمَا حدث عَن امتلاء فِي الْبدن كُله فَلَيْسَ بِغَيْر مداواته فاستفراغ الْبدن كُله فَأَما الصداع الْعَارِض بِسَبَب ضعف الرَّأْس فَالْوَجْه فِي علاجه أَن يجتذب الْموَاد إِلَى ضد الْجِهَة الَّتِي مَالَتْ)
إِلَيْهَا أَعنِي من الرَّأْس إِلَى جَمِيع النواحي وَذَلِكَ يكون بالحقن الحادة والإسهال والفصد وَشد الْأَعْضَاء السفلية ودلكها وَوضع الدافعة على الرَّأْس ثمَّ بعد ذَلِك مَا شَأْنه التَّحْلِيل والاستفراغ فَفِي أول الْأَمر دهن الْورْد والخل وَنَحْو ذَلِك مبردة وَفِي آخر الْأَمر دهن مطبوخ بالشبت والنمام يصب عَلَيْهِ فاترا فَإِن أنحل ذَلِك وَألا فَاسْتعْمل العطوس والغرور وان افراط فَادْخُلْهُ الْحمام وأدلك رَأسه بالنطرون والبورق والخل والخردل فَهَذَا علاج ضعف الرَّأْس.
وَأما الصداع الْعَارِض بِسَبَب الْحمى فالما ورد ودهن الْورْد والخل ألف والخشخاش فَأَما مَا يدل على بحران فَلَا يمْنَع مَجْهُول للضربة وتزعزع الدِّمَاغ جيد بَالغ آس ومرزنجوش ونمام وورق الْكَرم يدق جَمِيعًا دقا نَاعِمًا ويضمد بِهِ رَأس العصب.
فيلغريوس قَالَ الصداع الْعَارِض بعقب الانتباه من النّوم يسكن من سَاعَته بِالْأَكْلِ والصداع الْحَادِث عَن الشَّرَاب يعالج بِالنَّوْمِ والمبردات على الرَّأْس وَترك الْغذَاء يَوْمه وَالْحمام بالْعَشي ثمَّ الْغذَاء الرَّقِيق لينحل ذَلِك البخار ويسكن وَيَأْكُل فَإِن بقيت بعد ذَلِك بَقِيَّة فَاسْتعْمل دهن البابونج المفتر أَو دهن السوسن فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع هَا هُنَا فَإِن لم يحضر فدهن الشبت والصداع الْعَارِض من سقطة يلطف التَّدْبِير ويفصد ويكمد ويلبد فِيهِ دهن فاتر ويحذر الْحمام وَالشَّمْس والتعب والأغذية الحارة والحامضة والحريفة والمالحة وَإِن كَانَ مَعَ حرارة ذَر عَلَيْهِ دم الْأَخَوَيْنِ.
مَجْهُول عَجِيب للشقيقة يدْخل الْحمام ويكب على المَاء الْحَار فِي الْحمام ثمَّ يسعط
(1/155)
بدهن فستق فَإِنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته وَينزل الوجع إِلَى الْعُنُق فَإِن وجد لَهُ يبساً شَدِيدا فأسعطه بدهن القرع الحلو.
الْكَمَال والتمام فِي آخر العلاج للصداع بسل الشريان الَّذِي فِي الصدغ والبكى على أم الرَّأْس والصداع الَّذِي من ضَرْبَة يخرج الدَّم من القيفال أَربع مَرَّات فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة قَلِيلا قَلِيلا لتنجذب الْمَادَّة ثمَّ ضمد الرَّأْس بورق الْخلاف وعنب الثَّعْلَب والزعفران والصندل ويسقى مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو.
طلاء نَافِع للصداع الْحَار صندلان وَورد من كل وَاحِد وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم زعفران نصف دِرْهَم شياف ماميسا دِرْهَمَانِ وَنصف أفيون دِرْهَمَانِ بزر الخس ثَلَاثَة دَرَاهِم أصُول اللفاح دِرْهَمَانِ ورق النيلوفر ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع الْجَمِيع بِمَاء لخلاف أَو بدهن الْخلاف ويطلى من الصدغ إِلَى الصدغ أَو يجمع بِمَاء الخس أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو حَيّ الْعَالم.)
طلاء للصدغ الْبرد مر وصبر وفربيون وجندباستر وأفتيمون وقسط وعاقرقرجا وفلفل يطلى بشراب عَتيق من أقرابادين الصُّحُف سعوط للرأس يعظم بُرْؤُهُ إِلَى حَاله عَجِيب يُؤْخَذ سبع وَرَقَات صعتر وَسبع حبات حرف أَبيض يسحق نَاعِمًا ويسعط بدهن بنفسج.
آخر لَهُ مجرب مرَارَة كركي ألف ومرارة نسر ومرارة شبوط وجندبادستر وبسباسة وزعفران بِالسَّوِيَّةِ والسكرطبرزد جزءان يعجن بِمَاء بزرقطونا الرطب وَيعْمل مِنْهُ عدسات ويسعط كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة كل لَيْلَة حَبَّة بِمَاء بَارِد وَقيل أَن يسعط لَهُ وَيُؤْخَذ قدر الرَّأْس ثمَّ بِقَدرِهِ فِي الشَّهْر الثَّانِي فَإنَّك تَجدهُ ينقص حَتَّى يرجع إِلَى حَاله. أَيْضا لَهُ مجرب عود هندي وَمر وصبر وزبد الْبَحْر وفستق وصنوبر ومسك وَعَنْبَر دِرْهَم دِرْهَم زعفران نصف يذاب بدهن زنبق ويتخذ حبا كالعدس ويسعط بِحَبَّة أول يَوْم فِي الشَّهْر وحبة فِي وسط الشَّهْر وحبة فِي آخر الشَّهْر فَإِنَّهُ عَجِيب.
الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ عَلامَة الصداع الَّذِي من بخار كثير فِي الرَّأْس الطنين والدوي فِي الآذان ودرور الأرداج وشفاؤه التعطيس قَلِيلا وَترك النّوم وَالطَّعَام وخاصة الرطب ثمَّ تَقْوِيَة الرَّأْس بخل خمر ودهن ورد.
الَّذِي من التخم علامته ذهَاب الشَّهْوَة وكسل فاسقهم مَاء فاتراً وقيئهم واسهلهم بِشَهْر ياران.
الصداع الْكَائِن عَن الشَّرَاب غرق الرَّأْس بدهن الْورْد ومره بِالنَّوْمِ وَالْحمام عِنْد الْعشي ويسقون المَاء الْبَارِد ويعاودون إِلَى الْحمام بعد الْغذَاء فَإِن أزمن وَبَقِي أَيَّامًا فليسعطهم بدهن البابونج مسخناً أَو دهن سوسن أَو دهن الشبت وضع على الرَّأْس فَإِنَّهُ يحلل مَا بَقِي من البخار الغليظ.
(1/156)
من كناش الْإِسْكَنْدَر الصَّغِير قَالَ إِذا كَانَ الصداع يهيج إِذا انْطَلَقت الطبيعة فَاعْلَم أَنه من اليبس فَعَلَيْك بِأَن تغذيه وترطبه.
من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ دُخُول الْحمام وصب الدّهن على الرَّأْس ابْن ماسويه فِي كِتَابه فِي الصداع قَالَ الصداع الَّذِي بمشاركة يسكن حينا ويهيج حينا أَو يهيج مَعَ هيجان شَيْء ويسكن بسكونه وَالَّذِي يخص الرَّأْس لَازم لَهُ بِلَا هيجان عِلّة فِي عُضْو آخر والكائن عَن الْمعدة يكون فِي اليافوخ قبالة الْمعدة وَالَّذِي يكون عَن الكلى يكون فِي الْقَفَا حذاء الكلى مَعَ وجع فِي هذَيْن العضوين وَالَّذِي يكون من الرجل أَو الْيَد أَو غَيرهمَا من الْأَعْضَاء يجد)
أَولا نتناثم يهيج الصداع وكل هَذِه الْأَعْضَاء يألم عَن أَصْنَاف سوء المزاج مُفْردَة أَو مَعَ مَادَّة مركبة فاستخرج ألف دلائلها وَأما الصداع الَّذِي عَن الرَّأْس وَحده فَيكون سوء مزاج بِلَا مَادَّة وَمَعَ مَادَّة.
عَلامَة الصفراوي شدَّة الإحتراق ويبس الخياشيم والسهر بِلَا ثقل وصفرة اللَّوْن ويبس الْفَم والعطش وقيء الصَّفْرَاء وهيجان فِي الْأَسْبَاب والأزمان وَالتَّدْبِير الملائم للصفراء.
وعلامة الصداع الدموي حرارة مَعَ ثقل وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَالْعين ودرور الْعرق والأسباب المبائنة الْآخِرَة.
وعلامة البلغمى ثقل وسبات بِلَا حمرَة وَلَا يبس فِي المنخرين وَالتَّدْبِير الملائم لذَلِك لي البلغم لَا يكَاد يكون مِنْهُ صداع شَدِيد.
والسوادوي سهر بِلَا ثقل وَلَا حرارة وَلَا تلهب شَدِيد وَالتَّدْبِير الملائم لذَلِك وعلامة الَّذِي من والحادث عَن الورم شدَّة الصداع حَتَّى يبلغ أصل الْعين والإختلاط وجحوظ الْعين فعالج الصداع البلغمي بالقيء مَرَّات ثمَّ بنقيع الصَّبْر فَإِن لم يسكن فاسقه أيارج أركاعانيس بطبيخ الأفتيمون شربة وَدِرْهَم ملح نفطي وتتعاهد القوقايا يَأْكُل جَمِيعه مرّة وَيحسن الْغذَاء وَالَّذِي يرْتَفع من السَّاق أفصد الصَّافِن أَو احجمه عَلَيْهِمَا ثمَّ نق بدنه بالأصطمخيقون وشده من الأريية إِلَى الْقدَم وأدللك قَدَمَيْهِ بالملح ودهن خيري.
وَإِن كَانَ الصداع الصفراوي المتولدة من الْمعدة نقه ثمَّ اسْقِهِ المطبوخات المطفيات وطبيخ الهليلج والسقمونيا وَيَأْكُل فروجاً فَإِنَّهُ يطفي حرارة الْمعدة وَيشْرب لب الْإِخْلَاص والحصرم وَيسْتَعْمل دهن النيلوفر وَنَحْوه على الرَّأْس.
والسوداوي عالجه بأيارج جالينوس وأيارج روفس وبحب القرنفل وبطبيخ الأفتيمون.
وَأما الصداع الَّذِي من الضَّرْبَة فأبدأ بالفصد ثمَّ خُذ آسارطبا وأعصره واعصر الْخلاف ودهن السوسن وَقَلِيل مطبوخ ريحاني وَقَلِيل مروشيء من أكليل الْملك وقصب الذريرة
(1/157)
وشب يماني وطين أرمني يضمد بِهِ ويلين طَبِيعَته ويلطف تَدْبيره وَإِن حدثت جِرَاحَة عولجت أَولا بشد الْعَضُد وَأما الْعَارِض بِسَبَب الْجِمَاع فلنقى الْبدن بالإسهال والفصد وَإِن كَانَ ممتلياً ثمَّ يردفه بالإسهال ثمَّ يصب المَاء العذب الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْورْد والآس على الرَّأْس ويدهنه بخل خمر ودهن ورد ألف ليقوى حَتَّى لَا يقبل البخار وَلَا يُجَامع على الإمتلاء لِئَلَّا يهيج بِهِ بخار)
كثير وَلَا يكثر التَّعَب.
قَالَ والشقيقة تكون فِي دَاخل القحف لِأَن الدِّمَاغ يَنْقَسِم قسمَيْنِ فعلى قدرميل الْمَادَّة يكون وعلاجه علاج الصداع من أَي فزع كَانَت.
تياذوق. قَالَ إِذا أزمن الوجع فأحلق الرَّأْس وأطله بالفربيون وَالْملح والبورق لي يسْتَعْمل ضماد الْخَرْدَل وينفع من الصداع فِي الْجُمْلَة قلَّة الْأكل وَكَثْرَة النّوم.
قَالَ وَإِذا كَانَ الصداع لضربة فَإِن لم تكن جِرَاحَة فعالجه بالتكميد وبالدهن المفتر وَاحْذَرْ الْحمام أَو الشَّرَاب وَالْغَضَب والأغذية الحارة.
سعوط للصداع الْبَارِد مسك قَلِيل وميعة وَعَنْبَر يَجْعَل حبا ويسعط وَاحِدَة.
قَالَ وينفع من الصداع السعوط بمخ شَاة مَعَ دهن بنفسج أَو يسعط بالزبد.
قَالَ وينفع الصداع الْكَائِن بعقب النعاس أَن يضمد الصدغان والجبهة برماد معجون بخل قَالَ وَمِمَّا يهيج الصداع من الْأَطْعِمَة التوت وَثَمَرَة العوسج وَحب الصنوبر الْكِبَار والشهدانج والكمأة وَالتَّمْر والحلبة وبزر الْكَتَّان وَالشرَاب الشَّديد والميفختج وَالزَّبِيب.
ابْن سرابيون فِي الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة قَالَ هَذَا يحدث إِمَّا فِي الْجلد المغشى للقحف من خَارج وَإِمَّا فِي أحد غشائي الدِّمَاغ وَإِذا كَانَ فِي الغشاء الَّذِي تَحت القحف بلغ الوجع قَعْر الْعين أحس العليل كَأَن قَعْر عينه ينجذب إِلَى دَاخل فَإِن لم يبلغ الوجع إِلَى قَعْر الْعين فالوجع فِي الَّذِي فَوق الجمجمة وَيكون أَيْضا باشتراك وبانفراد فَالَّذِي باشتراك يهيج مرّة ويسكن أُخْرَى وَالَّذِي بانفراد يكون لَازِما وَإِن كَانَ مَعَ الوجع تمدد بِلَا ثقل فسببه ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ التمدد مَعَ ثقل فسببه أخلاط فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حرارة وضربان فَاجْتمع الوجع والتمدد والثقل والضربان والحرارة فسبب ذَلِك ورم حَار وَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ ثقل قَلِيل التمدد فاخلاط قَليلَة الرّيح وَإِن كَانَ التمدد كثيرا فالريح كَثِيرَة وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة وَلَيْسَ ثقل وَلَا ضَرْبَان وَلَا تمدد فسببه سوء مزاج حَار وَكَذَلِكَ فِي الْبَارِد فَإِنَّهُ إِن كَانَ من خلط أَو ورم حَار إِمَّا الإسهال وَإِمَّا الفصد وَإِن كَانَ الامتلاء ظَاهرا فِي جَمِيع الْبدن فَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ فِي الرَّأْس ويستدل على ذَلِك بِأَن الثّقل والتمدد وامتلاء الْعُرُوق إِنَّمَا يظْهر فِيهِ وَحده ألف فنقه بالعطوس والغرور وَإِن كَانَ لريح غَلِيظَة فانطل على الرَّأْس طبيخ المحللات وَإِن كَانَ حرارة فَقَط فصب على الرَّأْس الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَكَذَلِكَ فِي الْبَارِد الْأَشْيَاء الحارة فَقَط مثل دهن السداب وَنَحْوه وَإِن كَانَ من خلط)
غليظ فَبعد الإسهال ألزم الدَّلْك والأدوية القوية التَّحْلِيل مثل النطرون والخردل بعد حلق الرَّأْس وأدم التعطيس.
(1/158)
قَالَ وينفع من الشَّقِيقَة بعد التنقية أَن يدلك عضل الصدغ حَتَّى يحمر ثمَّ يرْبط ويطلى بقيروطى الفربيون إِن كَانَت برودة وبالافيون إِن كَانَت حرارة.
الصداع الْكَائِن باشتراك أعن بإصلاح ذَلِك العضوء وَإِذا أزمن الصداع فاقطع الشريانين اللَّذين فِي الصدغ وسلهما واكو الصدغين وَأم الرَّأْس ومؤخره.
لسابور أَقْرَاص الْمُثَلَّثَة الزواي اللصداع والسهر زعفران ومروافيون وبزربنج وقشر اصل اللفاح أَجزَاء سَوَاء يعجن بِمَاء الخس وَيجْعَل كالنرد وَيحك عِنْد الْحَاجة ويطلى.
حنين للصداع المزمن الْعَتِيق والشقيقة من القرابادين فلفل أَبيض وزعفران دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد فربيون دِرْهَم خرؤ الْحمام الْبَريَّة دِرْهَم وَنصف يعجن بخل وتطلى بخل وتطلى بِهِ الْجَبْهَة لي الصداع المزمن يحْتَاج إِلَى مثل هَذِه وَإِلَى دَوَاء الْخَرْدَل.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الشَّقِيقَة تكون لِأَن البخار فِي أحد بَطْني الدِّمَاغ لِأَن للدماغ حدا يفصله بنصفين والأبدان المستعدة لامتلاء الرَّأْس سَرِيعا هِيَ الْأَبدَان الَّتِي يكثر فِيهَا تولد الرِّيَاح البخارية الحارة الَّتِي تَجْتَمِع فِي فَم الْمعدة مِنْهَا أخلاط مرارية.
ابْن سرابيون ينْسَخ من كِتَابه نَقِيع الصَّبْر والنطولات وتدبير الصداع كُله إِن شَاءَ الله وَجُمْلَته إِنَّه انقع أُوقِيَّة صَبر فِي رَطْل من مَاء الهندباء وتجعله فِي كوز زجاج فِي الشَّمْس ثَلَاثَة أَيَّام مسدود الرَّأْس ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة إِلَى ثَلَاثَة أَوَاقٍ أَكْثَره مَعَ دِرْهَم من كثيرا إِن كَانَ السقل رديا هَذَا للحار وَأما الْبَارِد فَخذ افاوية الايارج وَالْأُصُول والبزور واطبخه خلا الزَّعْفَرَان وَبعد طبخه يصفى المَاء وانقع فِيهِ صَبر أَو يسقاه والنطولات لأَصْحَاب الْحَرَارَة وبالنفسج والورد وَالشعِير والخشخاش والخس يطْبخ والبرودة يالشيح والغار والمرزنجوش والبابونج والنمام والصعتر.
بولس قَالَ إِذا كَانَ فِي الصداع الرَّأْس حارا ملتهبا فاخلط بسويق الشّعير بزر قطونا واعجنه بِمَاء عصى الرَّاعِي وضمد بِهِ الرَّأْس وبدله كلما سخن أَو افْعَل ذَلِك ببزر قطونا بعصير الكزبرة فَإِنَّهُ جيد. ألف لي والخطمى والخل جيد والبزرقطونا بخل وَمَاء قَالَ وَأما الوجع الَّذِي مَعَ ضَرْبَان شَبيه بالنبض لي هَذَا يكون عَن الشَّقِيقَة فقد يَنْفَعهُ السداب والنعنع يضمد بهما مَعَ خبز ودهن ورد فَإِن لم يسكن بذلك فليحلق الرَّأْس ثمَّ يسْتَعْمل الطلاء ويحجم على النقرة ويربط)
على الْأَطْرَاف ويغمز ويعلق على الأصداغ العلق وَقد يكون صداع عَن النزلة والزكام فعالج النزلة فَإِنَّهُ يسكن.
اريباسوس مِمَّا يصدع التوت والعليق وَقَاتل أَبِيه وَحب العرعر وَحب الصنوبر الْكِبَار وَالتَّمْر والشهدانج والجرجير والحلبة والزعفران والثوم والمر والكرفس والكراث والبصل وَالشرَاب الريحاني وَالْعِنَب الَّذِي يَجِيء فِي ثقل الْعصير.
اريباسوس قَالَ فِي الثَّامِنَة إِذا لم تكن فِي الشَّقِيقَة حرارة مفرطة فِي الرَّأْس فعالج بالأدوية الحارة وينفع أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة أَن يقطر فِي آذانهم دهن فاتر قد فتق فِي الرطل مِنْهُ
(1/159)
نصف أُوقِيَّة فربيون لي على مَا فِي آخر الرَّابِعَة من جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة قد يكون صداع دَائِم من ضعف الرَّأْس وَآخر من كَثْرَة حسه فَإِذا رَأَيْت صداعا مزمنا لَا يسكن بالعلاجات وَلَا مَعَه عَلَامَات ظَاهِرَة فأيقن أَنه أحد هذَيْن النَّوْعَيْنِ وَفرق حِينَئِذٍ بَينهمَا وَبَين الَّذِي لذكاء الْحس فَإِن الَّذِي لذكاء الْحس والحواس مَعَه نقية صَافِيَة والمجاري نقية يابسة ثمَّ عالج بالمقوية والمخدرة. قَالَ أَبُو بكر فِي الشَّقِيقَة يسعط بدهن اللوزو مرمربى بِمَاء المرزنجوش فِي ذَلِك الشق ويدلك الشق ويكمد فَإِنَّهُ جيد. جورجس الصداع الَّذِي يبْقى بعد الْأَمْرَاض الحادة علاجه أَن يصب على الْيَد وَالرجل مَاء حَار كثير غدْوَة وَعَشِيَّة ثمَّ يمسح بالبنفسج وَيجْعَل أغذيته بأَشْيَاء بَارِدَة لَطِيفَة.
فِي السَّابِعَة من الميامر كَلَام يدل على إِنَّه يعْطى صَاحب الصداع والشقيقة أقراصا متخذة بالأفيون فَانْظُر إِذا كَانَ ذَلِك من حر فَبعد الاستفراغ وَإِذا احْتَاجَ إِلَى ذَلِك وتقليل الْغذَاء فأعطه فَإِن كَانَ من برد فَبعد الاستفراغ وتسخين الرَّأْس أعْطه لِأَنَّهُ ينوم جدا فَيصح العليل بِهِ لي ينفع من ضروب الصداع الَّذِي مَعَ مَادَّة ترك الطَّعَام وَالشرَاب إِلَّا الَّذِي من سوء مزاج الَّذِي مَعَه صفراء فِي الْمعدة.
من الْكَمَال والتمام قَالَ إِذا كَانَ صداع دموي وازمن وفصدت فَلَا يمْنَع من وضع المحاجم ألف يشرط على الْقَفَا والأخدعين وخاصة إِن رَأَيْت عروق الرَّأْس ممتلية.
بولس أَقْرَاص للشقيقة عَجِيبَة قَوِيَّة تفسيا جُزْء مر نصف جُزْء جاوشير وفربيون ربع ربع نطرون وحلتيت من كل وَاحِد خمس جُزْء فلفل وسكبينج سدس جُزْء يتَّخذ أقراصا ويسحق عِنْد الْحَاجة بخل ويطلى وَيتْرك سِتّ سَاعَات ثمَّ يستحم فَإِنَّهُ عَجِيب.
مُفْرَدَات جالينوس الفقاع وشراب الشّعير كُله مصدع الرَّأْس يعالج بِهِ الشَّقِيقَة والصداع الْعَتِيق)
كَمَا يعالج بالأدوية المحمرة.
عصارة الْحمار إِن استعط بِهِ مَعَ لبن ابرء الصداع الْعَتِيق الْمَعْرُوف بالبيضة.
الحنا إِذا سحق بخل ولطخ بِهِ الْجَبْهَة سكن الصداع والحنا إِذا خلط بالخل ودهن الْورْد ولطخ الصدغ والجبهة سكن الصداع.
لي الصَّبْر والكزبرة تمنع البخار أَن يصعد إِلَى الرَّأْس فَلذَلِك يمْنَع الصداع الْكَائِن عَن التهاب الْمعدة الكراث يصدع والجرجير التَّمْر يصدع.
ماسرجويه والجورجس قَالَا إِذا سعط من المومياى بِقَلِيل مَعَ الزنبق نفع من الصداع الْبَارِد.
ابْن ماسويه عصارة قثاء الْحمار نافعه جدا من الصداع الْعَتِيق الْمَعْرُوف بالبيضة إِذا سعط جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر الافيون إِذا سقى فِي الصداع المزمن كَانَ بِهِ النجَاة من الْمَوْت.
بولس فِي الصداع الَّذِي فِي الحميات قَالَ إِذا انحطت النّوبَة فصب على الرَّأْس دهن الْورْد وخل بَارِد فِي الصَّيف وفاتر فِي الشتَاء وخاصة إِن لم تكن الْحمى لهيبة
(1/160)
وَقد يَجْعَل مَعَه فِي بعض الْأَوْقَات خشخاش الافيون وَإِذا لم تكن حرارة لَكِن سدد وَغلظ طبخ فِي الدّهن والنمام وَإِن اشْتَدَّ الوجع ضمد الرَّأْس إِذا كَانَت حرارة بالورد وَسَوِيق الشّعير وَعصى الرَّاعِي والبزرقطونا وَمَاء الكزبرة وَمَاء الحلبة وبالخل وَالْملح يلطخ الْجَبْهَة وَالرَّأْس وَإِن كَانَت ريَاح غَلِيظَة وسدد ضمد بالمر والنمام والأشق واثفال دهن الزَّعْفَرَان والمر فَأَما الأوجاع الَّتِي تكون مَعَ ضَرْبَان يشبه النبض فقد نَفعهَا السداب والنعنع مَعَ الْخبز ودهن الْورْد وَإِن لم تسكن بِهَذِهِ العلاجات حلق الرَّأْس وضمد بالأشياء الْبَارِدَة اللينة وحجم النقرة وَأرْسل ألف العلق على الأصداغ وتربط الْأَطْرَاف وتغمز.
جَوَامِع اغلوقن قَالَ فِي الصداع الَّذِي يكون مَعَه فِي الرَّأْس التهاب شَدِيد يكون الْبَوْل ابيض لِأَن المرار ينجذب إِلَى الرَّأْس أَكثر لي تفقد هَذَا.
حنين فِي كتاب الْمعدة قَالَ فِي النَّاس من يهيج بِهِ من شرب المَاء الْبَارِد فِي غَايَة الْبرد صداع وَذَلِكَ يكون لِأَن معدته تسْقط قوتها الْبَتَّةَ فَيُصِيب إِلَيْهَا المرار وعلاجهم أَن يسقوا شرابًا لي أهرن فِي علاج الصداع الَّذِي من الشَّرَاب ألزمهُ يَوْمًا طَويلا حَتَّى تعلم أَن الشَّرَاب قد انهضم وَيعرف ذَلِك من الْبَوْل أَن يَتلون ثمَّ أدخلهُ الْحمام وتصب على رَأسه ماءا حارا كثيرا ثمَّ يخرج فيغذى بفروج قد طبخ فِي مَاء الحصرم أَو عدسة فِي الصَّيف أَو كرنب يسخن فِي الشتَاء وينام)
أَيْضا وَيَأْكُل تفاحا وسفرجلا ويشم رياحين بَارِدَة فَإِن لم يسكن وَبَقِي إِلَى الْيَوْم الثَّانِي فانطل عَلَيْهِ طبيخ البابونج وأعده إِلَى الْحمام وعالجه بِمَا يجفف ويحلل من الأدهان وَالْمَاء الْحَار على رَأس لي مصلح إِذا عرضت ضَرْبَة شَدِيدَة على الرَّأْس فابدأ بالفصد ثمَّ الإسهال وبالحقن وَأَن لم يكن حمى قَوِيَّة فَمثل طبيخ شَحم الحنظل وَأَن كَانَت حمى فبالتي هِيَ اللين واسقه أَن تكن حمى حب القوقايا وَاعْلَم أَن الإسهال وَاجِب فِي هَذِه الْعلَّة بِقُوَّة وَإِن كَانَت أدنى حرارة ليخف عَن الرَّأْس ويأمن الورم وَلذَلِك قد يحقن بِهَذَا صفته شَحم حنظل نصف دِرْهَم ملح دِرْهَم بورق دِرْهَم فلفل ثَلَاث أوراق مَاء الْعَسَل يحل ويحقن بِهِ وان كَانَ ورم حَار وَحمى فضع عَلَيْهِ دهن ورد وخل خمر يسير وَإِلَّا فافتق فِي دهن ورد نصف دِرْهَم واجعله فِيهِ شرابًا عتيقا قَابِضا والزمه الرَّأْس فاترا وان ابْتَدَأَ يرم فَخذ وردا وجلنارا ة عدسا وآملجا وسماقا وقشر رمان فاغله وأنطله بِهِ بَارِدًا أَو ضمد بثفله الرَّأْس وَقد يضمد بالأس والمر والكندر والطرفا والسفرجل مَعَ خل.
وَهَذَا مرهم خَاص بالشجة ودهن ورد وشمع يذاب وينشر عَلَيْهِ صَبر وَمر وقاقيا وَدم الْأَخَوَيْنِ قد سحقت بخل قبل ذَلِك وَيجمع الْجَمِيع فَأَنَّهُ نَافِع.
بولس نفوخ عَجِيب للصداع المزمن عصارة قثاء الْحمار وبخور مَرْيَم ونطرون ينْفخ فِي الْأنف وينفع من الصداع المزمن والصرع والرمد المزمن سوسن وعصارة قثاء الْحمار
(1/161)
من كل وَاحِد ورزن دِرْهَمَيْنِ ملح أندراني دِرْهَم يلطخ بِهِ الْأنف بدهن السوسن أَو دهن قد طبخ فِيهِ شَحم حنظل فَأَنَّهُ ألف عَجِيب وَاعْتمد فِي الشَّقِيقَة على فصد الْجَبْهَة وعرق الْأنف أَن كَانَ الْوَجْه حارا وخل الْخمر ودهن الْورْد على الرَّأْس وَألا فالحقن الحادة جدا ودلك الرَّأْس والعطوس الحادة مثل شَحم الحنظل وكندس وبخور مَرْيَم وَحب قوقايا وَنَحْوه والمراهم المحمرة وأدم الغرغرة الحادة وضمد بِمثل هَذَا حب الْغَار مقشرا ورق السداب بِالسَّوِيَّةِ خَرْدَل نصف جُزْء يسحق بِالْمَاءِ ويضمد بِهِ بعد النطل وَالْحمام فَأَنَّهُ عَجِيب وَإِذا سقط على قَفاهُ فعالجه بمرهم أسفيداج فَإِنَّهُ يبرؤ وأبلغ من ذَلِك يُؤْخَذ ذراريح وتفسيا وصمغ ودهن فِيهَا قيروطي ويضمد حَتَّى ينفط.
العلامات قد يكون أما فِي الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ خَارج القحف فيلين ورم رخو وَإِذا كَانَت تَحت القحف جحظت الْعين واحمرت وهاجت واختلطت وجعا شَدِيدا وبآخره تشنج فاطلب علاجه من كتاب بولس وَحَوله وَإِذا كَانَت خَارِجَة فالعلامة ظَاهِرَة: فيلغريوس من الْأَدْوِيَة)
الْمَوْجُودَة قَالَ الصداع يكون أما لاحتراق فِي شمس أَو لبرد وَأما لبخار كثير فِي الرَّأْس أما من الْمعدة من اجل الأغذية والإشربة وَأما من خَارج لاستنشاق هَوَاء كدر بخاري غليظ جنوبي وَيكون الصداع أَيْضا من شرب الشَّرَاب وَمن سقطة وَمن سرعَة حس الْمعدة وانصباب المرار وَمن التخم فِيهَا وَلم يرد فِي العلامات والعلاج شَيْئا إِلَّا فِي البُخَارِيّ وَالَّذِي بحس بتخمة الْمعدة فَإِنَّهُ قَالَ من كَانَ بِهِ صداع عَن بخار كثير فِي رَأْيه من دَاخل وخارج فَأَنَّهُ يعرض لَهُ مَعَ الوجع ضَرْبَان الشرايين لسدة وَسدر وتخئيلات فِي الْبَصَر ودودي فِي الْأذن فَيَنْبَغِي أَن يسهلوا ويجلسوه فِي مَوَاضِع بَارِدَة لَطِيفَة شمالية ويعطسوا فَأَنَّهُ أعظم علاجهم ويمنعوا نوم النَّهَار وخاصة بعد الْأكل وَكَثْرَة الْأكل وَأَن كَانَ يصعد من بخار مسح بالخل ودهن الْورْد وَأما الَّذِي لتخمة فليشرب المَاء الْحَار ويتقيأ ثمَّ يُطِيل النّوم وَأما من يصدع بعقب النّوم فيبادر بِالْأَكْلِ وَقد يعرض مَرَّات كَثِيرَة بِسَبَب الصداع الشَّديد ذهَاب الصَّوْت وَإِذا عرض ذَلِك بَغْتَة فلينطل الرَّأْس بِمَاء حَار كثير ويقطر فِي الْأذن ويحشى بِقطن لي رَأَيْت ذَلِك عرض بَغْتَة لجارية من صداع شَدِيد فساعة نطلت خف مَا بهَا وَكَانَ عرض لَهَا أَن لم تَتَكَلَّم ألف الْبَتَّةَ قَالَ وينفع من الشَّجَّة أَن يغسل بشراب ثمَّ يذر عَلَيْهَا دم الْأَخَوَيْنِ ويربط فَإِنَّهُ عَجِيب.
مَنَافِع الْأَعْضَاء الآلمة الْحَادِيَة عشر مَا يدل على أَنه يَنْبَغِي لصَاحب الصداع أَن يحلق رَأسه.
فِي رِسَالَة الْكِنْدِيّ فِي النقرس مَعَ وجع الْمعدة أَن دلك الرجل يذهب بثقل الرَّأْس لي كَانَ رجل بِهِ صداع فدلك رجله يَوْمًا وَلَيْلَة دَائِما فبرئ وَهُوَ للسرسام أَيْضا غَايَة وللزكام والصرع.
الطِّبّ الْقَدِيم للصداع بِالصَّبِيِّ الَّذِي ينفتح بِهِ الشؤون ويدق الْعُرُوق الصعتر يسحق نَاعِمًا ويعجن بدهن لوزمر ويطلى بِهِ الرَّأْس بعد غسله بِمَاء وملح وينفع من الصداع الْعَتِيق
(1/162)
يدق ورق الخاخ بِلَا مَاء ويعصر ويقطر مِنْهُ فِي المنخرين ثَلَاث قطرات ثمَّ يقطر فِيهِ بعد سَاعَة بنفسج خَالص وَليكن على الرِّيق ثمَّ يحسوا مرق اسفيداج وينفع من الشَّقِيقَة أَن يدخن بِوَزْن ذانقين سندروس وينفع من الصداع الشَّديد والشقيقة أَن يعجن رماد بخل ويضمد بِهِ فَأَنَّهُ عَجِيب للصداع مجرب أَيْضا تسحق الكبابة وتعجن بِمَا ورد وَيُوضَع على الهامة لي هَذَا تَحْقِيق ظَنِّي فِي الكبابة الْهِنْد ينفع مَعَ الشَّقِيقَة أَن يسعط بِمَاء أصُول السلق المعصور المقشر ثَلَاث قطرات وَمن قد مَالَتْ عينه وَشرف على الأنتشار واللقوة فانفخ فِي أَنفه هَذَا الدَّوَاء سكبينج بورق يعجن ببول ويطلى طست من دَاخله وَيُوضَع فِي الشَّمْس حَتَّى يجِف تحله ويلقى عَلَيْهِ ربعه كندس وينفخ مِنْهُ ثمَّ)
يسعط ببنفسج قَلِيل الأنيسون أَن يتبخر بِهِ واستنشق ببخاره يسكن الصداع.
جالينوس الفنجنكشت أَن ضمد بِهِ نفع من الصداع مَاء بقلة الحمقا يخلط بدهن ورد وَيُوضَع على اليافوخ.
للصداع الْعَارِض من احتراق الشَّمْس البرنجاسف قَالَ بديغورس خاصيته النَّفْع من وجع الرَّأْس الْبَارِد إِذا كمد بِهِ وتكميده بالطبخ والبخار وَأَن جعل مِنْهُ وَهُوَ مسلوق حَار عَلَيْهِ أَيْضا بعد ذَلِك كَانَ ابلغ البنفسج يذهب الصداع الْعَارِض من الْحَرَارَة وَالدَّم الحريف إِذا شم.
ابْن ماسويه النيلوفر أقوى فِي ذَلِك مِنْهُ دهن الرود نَافِع للصداع فِي ابْتِدَائه.
حنين قَالَ أَنا اسْتعْمل زبل الْحمار الراعية مَعَ بزر الْحَرْف فِي الصداع الْمُسَمّى بَيْضَة الحماما يسكن الصداع إِذا ضمد بِهِ الْجَبْهَة ورق الحنا إِذا ضمد بِهِ الْجَبْهَة مَعَ الْخلّ سكن الصداع وعصارة حَيّ الْعَالم نافعة من الصداع إِذا جعلت مَعَ دهن ورد وطلي بِهِ الرَّأْس واللفاح إِذا شم جيد للصداع الَّذِي من الصَّفْرَاء وَالدَّم الْحَار ألف.
ابْن ماسويه قَالَ الياسمين نَافِع إِذا شم من الصداع الني من البلغم اللزج.
ورق الْكَرم وخيوطه إِذا تضمد بِهِ سكن الصداع. دياسقوريدوس دهن اللوز المر نَافِع من الصداع. جالينوس وَاصل شَجَرَة اللوز إِذا طبخ وانعم دقة وخلط بِهِ خل ودهن ورد وضمد بِهِ الجبين نفع من الصداع واللوز يفعل ذَلِك.
دياسقوريدس وبخار مَاء الْبَحْر نَافِع من الصداع وَالْمَاء الفاتر نَافِع من الصداع.
روفس النعنع إِذا وضع مَعَ سويق الشّعير على الْجَبْهَة سكن الصداع والنمام الْبري يتضمد بورقه على الصدغ والجبهة للصداع الايرسا إِذا ضمد بُد الرَّأْس مَعَ الْخلّ ودهن ورد كَانَ نَافِعًا للصداع المزمن والايرسا يشفي من الصداع المزمن.
جالينوس السَّمَكَة المحللة قَالَ أَظن أَنَّهَا إِن وضعت وَهِي حَيَّة على رَأس من بِهِ صداع شفَاه بِمَاء يحدث من الخدر وَقد جربتها وَهِي ميتَة فَلم أَجدهَا تعْمل شَيْئا.
السقمونيا إِذا خلط باخل ودهن الْورْد وَجعل على الرَّأْس للصداع المزمن شفَاه.
(1/163)
بولس السداب الْبري إِن اسْتعْمل بالخل ودهن الْورْد نفع من الصداع دياسقوريدوس وعنب الثَّعْلَب إِذا أنعم دقة وضمد بِهِ أَبْرَأ الصداع وَالصَّبْر إِن خلط بالخل ودهن الْورْد وطلي بِهِ الْجَبْهَة والصدغ سكن الصداع وعصارة قثاء الْحمار إِن سعط بهَا مَعَ لبن أذهبت بالصداع المزمن)
وَقَالَ إِن اسعط بهَا مَعَ لبن أذهبت بالصداع المزمن وَقَالَ إِن استعط بعصارة قثاء الْحمار مَعَ اللَّبن ابرء الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة والمشتمل على الرَّأْس كُله الْبَتَّةَ وعصارة الْوَرق أَضْعَف مِنْهُ الشونيز إِن ضمد بِهِ الْجَبْهَة وَافق الصداع دهن الْغَار نَافِع للصداع إِذا خلط الأفيون بدهن الْورْد ودهن بِهِ الراس كَانَ صَالحا للصداع والخل إِن خلط بدهن ورد وَضرب ضربا وبل بِهِ صوف غير مغسول وَوضع على الصداع الْحَار نفع.
قَالَ ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة من الصداع الْبَارِد يطْبخ المزنجوش والنمام وأكليل وأصول السوسن الآسما نجوني والشبت وَيصب على الرَّأْس وينشق الجاوشير وَالصَّبْر والجندبيدستر وَأما الَّتِي ينفع من الصداع الْحَار فماء بقلة الحمقاء وَأما القرع المعصور وَمَاء برسان دَار ودهن ورد وخل خمر وَمَاء لِسَان الْحمل وَإِن وضعت على الرَّأْس مَجْمُوعَة أَو مُفْردَة وَكَذَلِكَ الطحلب ودهن النيلوفر ودهن ألف البنفسج ودهن الْخلاف ودهن الطّلع.
وَمَا يصدع التَّمْر وَاللَّبن والشهد وَالشرَاب الْعَتِيق الْأَصْفَر الحوصي اسحق للصداع الْحَادِث من احتراق يعالج بالأدهان الْبَارِدَة بدهن الناردين وَنَحْوه وَالَّذِي سَببه خلط حَار فِي فَم الْمعدة فبالقيء إِن لم يعسر عَلَيْهِ فَإِن عسر فَلَا تقيئه لَكِن أسهله بِمَاء نقع فِيهِ أفسنتين وَإِن كَانَ قد شربته طَبَقَات الْمعدة فبالأيارج وَإِذا كَانَ مَعَ حمى فبرد الرَّأْس جهدك إِلَّا أَن يكون قد حضر البحران وَإِن كَانَ من خمار فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْخمار وَإِن حدث من ضَرْبَة فبادر بالفصد ثمَّ احقنه بحقنة لينَة وكمد الرَّأْس بدهن مفتر فِي قطنة وَإِذا عرض للصبيان فقد ذكرنَا فِي بَاب السرسام.
مَجْهُول قَالَ إِن كَانَ مَعَ الصداع نزلة فَلَا ترطب الرَّأْس بالأدهان وَلَا تبرده وَلَكِن تعالج بشد الْأَطْرَاف فِي مَاء حَار وأدم ذَلِك وَإِن لم يكن سعال وَلَا زكام فرطب الرَّأْس وبرده وَإِن كَانَ مَعَه سهر فَاسْتَعِنْ بالمخدرة واسعط بدهن قرع وكافور ولينوفرولين امْرَأَة وَإِن كَانَ عَن الْمعدة فقيئه وَإِن كَانَ من برد أصَاب الرَّأْس فاسخنه بحب الغارو المرزنجوش والنمام والشيح والقيصوم وَنَحْوهَا يغلى وَيصب عَلَيْهِ ويدهن بدهنها وَإِن كَانَ فِي الراس ثقل فاسعطه بالأدهان الملطفة وَاجعَل غذاءه فِيهِ توابل حارة وضع الْأَطْرَاف فِي طبيخ الْأَشْيَاء الحارة اللطيفة.
وَهَذَا دهن جيد للصداع الْبَارِد شبت وبابونج يطْبخ بِالْمَاءِ عشرَة أَمْثَالهَا حَتَّى يبْقى ثلثه من المَاء ويصفى ويلقى فِيهَا عشر المَاء دهن خيري أصفر ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى الدّهن وَيُؤْخَذ)
فيدهن بِهِ الرَّأْس وَكَذَلِكَ يغرق الرَّأْس بدهن السوسن ويسعط بالسعوط الْحَار.
(1/164)
أدوية للصداع الْخَارِجِي الْعَالم والشل وعصارة عصى الرَّاعِي ولسان الْحمل وخل خمر ودهن ورد وَمَاء الخشخاش وورق الْخلاف وَمَاء ورد وَمَاء بقلة الحمقا وَمَاء قشور القرع وجرادته وَمَاء حماض الأترج وَمَاء نيلوفر والحمص والكافور وقاقيا وافيون ونرجس وبزربنج.
وأدويته الحارة شبت ونمام ومرزنجوش وغار وشيح وأكليل الْملك وورق ألف النسرين وترمس وكندس وراتينج وسكبينج وجاوشير وحلتيت وجندبادستر وعدس مر وبزر حَماما وكازي وصعتر وكرسنة.
الأدهان الْبَارِدَة الَّتِي يسعط بهَا دهن قرع ودهن بنفسج ودهن الْخَبَّازِي ودهن الْخلاف ودهن الْورْد ودهن النيلوفر.
الأدهان الحارة دهن خيري أصفر دهن السوسن دهن البابونج دهن الناردين دهن الْغَار دهن السداب دهن المرزنجوش دهن جندباستر.
سعوط ينفع من وجع الرَّأْس الْعَتِيق الصلب مرَارَة ثَوْر أَحْمَر ثَلَاثَة دِرْهَمَانِ مومياي دهمان مسك دِرْهَم كافور نصف يسعط مِنْهُ للصداع الْحَار الْقوي ويسعط بالأفيون بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.
للصداع البلغي والسوداوي من تذكرة عَبدُوس مرزنجوش ونمام وإكليل الْملك وصبر ومرو ورد البابونج وقسط وحماما وزعفران وساذج واشنة وَاصل السوسن وَحب الْغَار يطلى بهَا الصدغان.
عَبدُوس للصداع الْحَار طلاء صندلان وَورد وزعفران وشياف مامثيا وأفيون وبرزخس وَاصل اللفاح وورق نيلوفر وماورد وَمَاء الْخلاف يطلى عَلَيْهِ.
عَبدُوس وللصداع البلغمي من هُنَاكَ مر وصبر وفربيون وصمغ عَرَبِيّ وزعفران وجندبادستر وأفيون وقسط وكندر وأنزورت يعجن مَاء السداب ويطلى بِهِ.
أركاغانيس للصداع الشَّديد المزمن والسدر قَالَ بعد الفصد والإسهال احجوه على الْكَاهِل واكثروا إِخْرَاج الدَّم وامسحوا مَوَاضِع حجامته بملح مسحوق ثمَّ الكزبرة صُوفًا قد غمس فِي زَيْت يَوْمه ثمَّ ضَعُوا عَلَيْهِ كالغد دَوَاء حارا وَلَا تدمنوا دُخُول الْحمام فَإِنَّهُ يضعف عصب الرَّأْس مَجْهُول للصداع الْحَار المفرط يطلى بالأفيون من الصدغ إِلَى الصدغ بخل خمر فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته.)
من كناش ابْن اللَّجْلَاج إِذا كَانَ مَعَ الصداع كرب واشتعال قيئه فَإِنَّهُ يقيئ مرّة أَو بلغما أَو كِلَاهُمَا واجتذب وجع الرَّأْس بالحقن الحادة وربط الْأَعْضَاء السفلية ودلكها ومرخها وفصدها وخاصة السفلية والعطاس وَالْحمام ودلك الرَّأْس بمنديل لي شَيْء شاهدته كَانَ بِرَجُل وجع فِي الرَّأْس دَائِم وَكَانَ إِذا بدا يَأْكُل بِالْغَدَاةِ لم يهج بِهِ فَأمره ألف بعض الْأَطِبَّاء أَن يَأْكُل على الرِّيق سفرجلا وَنَحْوه مِمَّا يُقَوي فَم الْمعدة فسكن ذَلِك
(1/165)
عَنهُ وَقَالَ إِن فِي فَم معدته خلطا يُؤْذِيه ويألم الرَّأْس بمشاركته وَإِذا قويت سلم من ذَلِك.
من الْكَمَال والتمام للصداع الْحَار الفصد وحجامة السَّاق إِن لم يمْنَع مَانع والإسهال بالمطبوخ قَالَ وَإِن دَامَ الصداع وَعتق احجم النقرة واسق نَقِيع الصَّبْر اياما ويسعط ويخبص ويحلل بالمبردات وَيُخَالف ذَلِك الصداع الْبَارِد وينفع مِنْهُ نَقِيع أيارج مَعَ دهن خروع فَإِن أزمن الصداع نفع مِنْهُ سل العرقين النابضين اللَّذين إِلَى الصدغين ويكوي موضعهما وَإِن لم يسكن بعد السل أَيْضا فليكوي الْعُنُق أَيْضا فِي جانبيه ووسطه وَأما الرَّأْس وليحذر الشَّرَاب كُله والصداع الْحَادِث عَن ورم الرَّأْس امتثل فِيهِ مَا قدمنَا مَعَ حرارة أَو برودة.
طلاء للصداع الْحَار صندلان وَورد ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران دِرْهَمَانِ شياف مامثيا دِرْهَم وَنصف بزر الخس ثَلَاثَة أصُول اللفاح دِرْهَمَانِ ورد النيلوفر ثَلَاثَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ وَنصف يعجن بِمَاء الْخلاف وَنَحْوه ويضمد بمطبوخ على الْجَبْهَة والصدغين.
للصداع الْبَارِد صَبر مر فربيون جندبادستر أفتيمون قسط كندر يجمع بمطبوخ ويطلى مِنْهُ.
نَقِيع الأيارج نفع من الصداع هليلج أصفر بِغَيْر نوى وكابلي وأسود وبليلج وآملج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم بزركشوث خَمْسَة دَرَاهِم شاهترج عشرَة افسنتين خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وينقع فِيهِ من أيارج فيقرا أَرْبَعَة دَرَاهِم ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاثَة أَوَاقٍ أَو أَرْبَعَة أسبوعا وَلَاء أَو خَمْسَة أَيَّام.
حب الصَّبْر نَافِع للرأس والمعدة صَبر سِتَّة مصطكي أَرْبَعَة تَرَبد عشرَة ورد ثَلَاثَة تتَّخذ حباكبارا كالحمص الشربة أَرْبَعَة عشر حَبَّة عِنْد النّوم.
حب أيارج الفه ابْن ماسويه لشقيقة الرَّأْس والمعدة إيارج فيقرا نصف دِرْهَم هليلج أصفر دِرْهَم تَرَبد ثَلَاثَة دَرَاهِم ملح دانق هَذِه شربة ويتخذ حبا كبارًا. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء قولا أوجب أَن عِلّة الرَّأْس إِذا كَانَت من فضل فِيهِ فَإِن الإسهال يعطظم نَفعه لَهَا فِي الْغَايَة وفصد)
ألف القيفال فَإِن كَانَ فِي مقدم الرَّأْس فحجامة النقرة وَأَن كَانَ فِي مُؤخر الرَّأْس فعروق الْجَبْهَة.
من حفظ الصِّحَّة أما الرَّأْس الَّذِي تكون أوجاعه متواترة من قبل حرارة حس العصب الَّذِي ينبعث من الرَّأْس وَيصير إِلَى الْمعدة يَقُول: إِنَّه يكون ضرب من الصداع عَن الْمعدة لِأَنَّهُ ينبعث إِلَى الْمعدة مواد وفيهَا عصب كثير الْحس جدا فيألم بألم ذَلِك العصب.
قَالَ جالينوس وَيَنْبَغِي أَن يقدم فِي منع هَذَا النَّوْع من الصداع بِأَن يمْنَع الْخَلْط المراري من الانصباب إِلَى الْمعدة أَو يستفرغه حِين ينصب بأسرع مَا يكون قبل أَن يُؤَدِّي فَأن لَا ينصب أصلا إِلَى الْمعدة وَيكون يتَنَاوَل طَعَاما يَسِيرا مُوَافقا للمعدة لِأَنَّهُ أَن لم يُبَادر إِلَى ذَلِك أنصب المرار إِلَى الْمعدة فِي الْأَبدَان المولدة للمرار وَحدثت عَنْهَا أبخرة حارة تؤلم الرَّأْس وَقد ينصب لبَعض النَّاس من ذَلِك مَا ينصب من ينزل المَاء فِي عينه ويصيب بَعضهم بَعْضًا أَيْضا تشنج عرضي
(1/166)
ويميل التَّدْبِير إِلَى الْبرد الْكثير والرطوبة ويستفرغ مَا ينصب إِلَى الْمعدة بالقيء والإسهال وَيُقَوِّي فِي كل يَوْم معدهم بالمبادرة إِلَى الطَّعَام قبل أَن ينصب المرار إِلَى الْمعدة وينقي الْمعدة فِي الْأَحَايِين بايارج فيقرا لكَي تنقي طَبَقَات الْمعدة مِمَّا قد اكْتسبت من ذَلِك الْخَلْط وَيُقَوِّي معدهم من خَارج بدهن السفرجل ودهن المصطكي وَفِي الشتَاء بدهن النادرين.
قَالَ فيلغربوس فِي كتاب ذِي ثَلَاث مقالات أَن فصد الْعرق من الْجَبْهَة وإلزام الرَّأْس المحاجم ودلك الْأَطْرَاف ووضعها فِي مَاء حَار وَالْمَشْي الْقَلِيل وَترك الْأَطْعِمَة النافخة والبطيئة الهضم نَافِع الْأَعْضَاء الآلمة الصداع مِنْهُ شَيْء ثَابت دَائِم وَيُقَال لَهُ الْبَيْضَة وَيكون أما لضعف الرَّأْس واما لِكَثْرَة ريح وَيحدث كل وَاحِد من هذَيْن إِمَّا لخلط ردي وَإِمَّا لِكَثْرَة ريح وَقد يكون من الصداع شَيْء غير دَائِم وَهَذَا أَيْضا يحدث أما من ريح وَأما من خلط ردي والخلط يكون أما حارا وَأما بَارِدًا وَإِذا كَانَ الصداع فِي جَمِيع الرَّأْس وَكَانَ دَائِما فَهُوَ البيضه وَإِذا كَانَ غير دَائِم فَأَنَّهُ أَن كَانَ فِيهِ أجمع فَهُوَ صداع وَأَن كَانَ فِي بعضه فَهُوَ شَقِيقَة وَجَمِيع أَنْوَاع الصداع يكون أما الْخَلْط يحدث فِي غشاء الدِّمَاغ وَأما فِي الغشاء الَّذِي تَحت جلدَة الرَّأْس ويغشي القحف وَهَذِه ألف الْعلَّة أما لخلط ردي وَأما لريح والخلط أما حارا وَأما بَارِد.
ابْن ماسويه الصداع الْعَارِض فِي الْأَمْرَاض الحادة أنطل فِيهِ على رَأسه طبيخ الشّعير والبنفسج والخشخاش واحلب اللَّبن أَن لم يسكن بذلك واسعط بدهن القرع والبنفسج والنيلوفر وَيجْعَل ذَلِك إِذا كَانَ الْمَرَض من بخارات حادة فَأَما أَن كَانَ فِي الرَّأْس بخارات كَثِيرَة رقيقَة رطبَة)
فاجتنب هَذِه فَأَنَّهَا تزيد فِي الصداع ويستدل على ذَلِك بالثقل الْكَائِن من الصداع وَأما على الأول فبالخفة والطيران فِي الرَّأْس فَعِنْدَ ذَلِك تقدم على مَا وصفت فِي السعوط والتخبيص والنطول بالخطمي والبنفسج ودقيق الشّعير مطبوخة فَأن كَانَ مَعَ الصداع بخارات كَثِيرَة غَلِيظَة ويستدل عَلَيْهَا بالثقل والتمدد فاكبه على بخارات مَاء الرياحين وامنع من الدّهن وضع الْيَد وَالرجل فِي مَاء حَار مَرَّات فَأن صب المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف يحس العليل بالصداع ينزل فِي خرز الصلب ويحمر لَونه قبل ذَلِك ثمَّ يسكن ويجد لذَلِك رَاحَة فَأن لم يحسوا لذَلِك رَاحَة وَلم يسكن فَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يتوثق بشد أَطْرَافهم حَتَّى يوجعهم وَأَن اضطررت عِنْد الصداع الصعب فَشد البيضتين وَاعْلَم أَن مَاء الحصرم من بخار فَقَط.
قَالَ حنين فصد عرق الْجَبْهَة نَافِع لثقل الرَّأْس والأوجاع المزمنة فِي آخر الْأَمر إِذا لم تكن مَادَّة تنصب وَأما إِذا كَانَت بعد أَن تنصب فضع المحجمة على الْقَفَا إِذا كَانَ الوجع فِي مقدم الرَّأْس وَكَثِيرًا مَا يَكْفِي المحاجم فِي ذَلِك بِلَا شَرط وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى شَرط وَذَلِكَ يكون بعد استفراغ الْبدن كُله وَكَذَلِكَ فصد عروق الْجَبْهَة ينفع ثقل مُؤخر الرَّأْس فِي حدوثها ومنتهاها وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك أَيْضا بعد أَن تكون قد استفرغت جَمِيع الْبدن لِأَن لَا يحدث إِلَى الرَّأْس شَيْئا.
(1/167)
جورجس أَن كَانَ الصداع يخف ويهيج وَيكثر بعقب التخم وَالشرَاب ويهيج أَكثر ذَلِك بالغدوات وَالْأَيَّام الْبَارِدَة والجشاء فَاسد ويقيء بلغما وَمرَّة فالآفة من الْمعدة وَأَن كَانَ دَائِما وَكثير السيلان من مجاري الدِّمَاغ وَكَانَ فِي الْعين ظلمَة أَو دمعة وَكَثْرَة النّوم والكسل أُفٍّ فَأن ذَلِك خَالص بالدماغ وعلاجها جَمِيعًا التلطيف والإسهال بحب الصَّبْر والسعوط بمرارة الكركي والشليثا والمومياي ويضمد الصدغان بضماد المرزنجوش وورق الْغَار والشبت وَنَحْوه فعالجه بِهَذَا العلاج ثَلَاثَة أَيَّام فَهَذَا علاج الصداع الَّذِي مَعَ ثقل وَبرد وَالَّذِي مَعَ دوِي وامتلاء فِي الرَّأْس فَإِذا كَانَ مَعَ حرقة وحرارة فاسهله بالهليلج والسقمونيا وضمده بالقوابض الْبَارِدَة والأدهان الْبَارِدَة وَقد يعرض للرأس وجع بعقب الحميات الحريفة والمزمنة وَذَلِكَ يكون من شدَّة يبس الدِّمَاغ فعالجه بِمَا يعالج بِهِ السهر فَأن مَعَه سهرا قَالَ وَصَاحب الْبَيْضَة ينْتَفع بالتخبيصات اللينة وبسعوط المومياي والبنفسج ويعظم نَفعه بدواء الْمسك والشليثا والفلونيا والقرص الَّذِي يُسمى كَوْكَب إِذا ألح عَلَيْهَا ويطلى صدغيه بِهَذِهِ الإقرصة ويحتمي من جَمِيع الْأَطْعِمَة الحارة والمالحة ويقتصر على اللطيفة والسريعة الهضم فَإِن لم ينجع اسْتعْمل الكي وَصَاحب الْبَيْضَة يبغض)
الضَّوْء ويتخلى وَحده ويختل إِلَيْهِ أَنه يسمع جلبة وضوضاء وَكَأَنَّهُ يطْرق رَأْيه بالمطارق وَكَثِيرًا مَا ينفع بِشرب الْخِيَار شنبر ودهن اللوز وخبص رَأسه.
ابيذيميا مَتى عرض صداع لمن هُوَ فِي سَائِر أَحْوَاله صَحِيح فيأكل خبْزًا مبلولا بشراب صرف وَذَلِكَ أَن هَذَا الصداع إِنَّمَا يكون فِي أَكثر الْحَالَات من فضول حارة مجتمعة فِي الْمعدة فَإِذا ورد على الْمعدة طَعَام مسخن مَحْمُود عدل تِلْكَ الفضول وأعان على هضمها وانحدارها.
قَالَ حنين وَلَكِن أَن يكون الشَّرَاب صرفا لِأَنَّهُ يبلغ ذَلِك الممزوج باعتدال مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
الصداع الَّذِي بمشاركة الرَّحِم يكون فِي اليافوخ وَيكون أَكثر ذَلِك لورم فِي الرَّحِم حَار بعقب جالينوس قَالَ اسْتعْمل ذبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف فِي أوجاع الشَّقِيقَة المزمنة. جالينوس الرأسن يسْتَعْمل فِي الشَّقِيقَة ليبدل بِهِ مزاج الْعُضْو دهن نوي المشمش نَافِع من الشَّقِيقَة. ابْن ماسويه مَجْهُول للشقيقة يطلى الْجَانِب الصَّحِيح بِلَبن ألف اليتوع أَو كَمَا هُوَ وَلَا يطلى على الْوَجْه. سعوط للأوجاع المزمنة والشقيقة جندبادستر جاوشير زعفران مرَارَة دب بِالسَّوِيَّةِ يَجْعَل حبا مثل العدس ويسعط بِوَاحِدَة بِلَبن ودهن بنفسج آخر ينفع من الضربان الْحَار مِنْهُ الشَّديد المزعج سكر طبرزد وزعفران قَلِيل وكافور ينعم سحقه ويسعط مِنْهُ بِمَاء القثاء أَو مَاء الْخِيَار أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو يُؤْخَذ أفيون وسكر طبرزد يعجن بِمَاء هندبا وَبَيَاض الْبيض ويسعط مِنْهُ.
(1/168)
سعوط للشقيقة يَأْخُذ فربيون يذاب بدهن ناردين ويقطر فِي الْجَانِب الصَّحِيح أَن كَانَ مبتديا وَفِي الْعِلَل أَن كَانَ مزمنا. آخر للصداع الْحَار يُؤْخَذ كافور يُزَاد بِمَاء القثاء أَو بِمَاء الْخِيَار أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو يُؤْخَذ أفيون وسكر طبرزد يعجن بِمَاء الهندباء ويسعط مِنْهُ.
مَجْهُول للشقيقة يستحم صَاحبهَا بِمَاء الْخِيَار ويكب عَلَيْهِ فِي الْحمام ثمَّ يسعط بدهن فستق فَأَنَّهُ ينزل وَجَعه كُله إِلَى الْعُنُق فَإِن وجد يبسا بعد ذَلِك فاسعط بدهن القرع. جورجس قَالَ رُبمَا يعرض مِنْهُ اللقوة وَإِذا كَانَ ذَلِك مَعَ امتلاء الأصداغ فَأن فصدها نَافِع جدا.
شرب الْخمر الصّرْف ينفع من الشَّقِيقَة الكاينه من سدد وَبرد فَإِنَّهُ ينوم نوما معتدلا ثمَّ يسكن الوجع الْبَتَّةَ وَيَنْبَغِي أَن يسقوا بعد أَن يطعموا وَلَا يسقوا قبل الطَّعَام لِأَنَّهُ يرفع بخارا كثيرا ضَرْبَة فيزيد الوجع والاجود أَن يَأْكُلُوا خبْزًا منقوعا فِي خمر أَو طَعَاما مخلوطا فِيهِ خمر فَإِن هَذِه يرْتَفع مِنْهُ بخار قَلِيل قَلِيل ويسكن الْأَلَم وَيدْفَع سَببه فَأَما مُفْرد فَأَنَّهُ يرْتَفع مِنْهُ بخارا كثير دفْعَة يمدد)
تمديدا قَوِيا فيهيج الوجع لي هَذَا أَيْضا يسكنهُ بِآخِرهِ بِقُوَّة قَوِيَّة.
قَالَ والعطاس أَيْضا كثيرا مَا يشفي بِهِ الصداع الْكَائِن عَن أخلاط غَلِيظَة وتمدد.
روفس إِلَى الْعَوام الصداع الْحَار تجْعَل عَلَيْهِ الأدهان والمياه الْبَارِدَة مبردة بالثلج وتوسط الْغذَاء وَلَا يقلله وَيسْتَعْمل الهدوو السّكُون يَوْمًا ثمَّ يصب مَاء كثير على رَأسه وَيَأْخُذ مرا فيسحقه بخل ويضمد بِهِ الصدغين وخاصة أَن كَانَ الوجع فيهمَا فَأَنَّهُ نَافِع فَأَما الإقلال من الْغذَاء ألف فَأَنَّهُ نَافِع يزِيد فِي الصداع الْحَار وَأما الْبَارِد فيلستحم ويدهن بدهن الْغَار والسوسن والسداب ودهن البابونج ويملأ الْبَيْت مرزنجوشا ونماما فَأن ذَلِك نَافِع أَو نَحوه أَو مسك أَن لم يحضرا أَو أَن ركنت أَن فِي معدهم بلغما فقيئهم فَأَنَّهُ يسكن على الْمَكَان وَيعلم ذَلِك من النعاس مَعَه وَلَا يشرب الشَّرَاب فِي شَيْء من الصداع الْفُصُول الْبَوْل الشبيه ببول الْحمير ينذر بصداع كَائِن أَو يكون وَلَيْسَ مَتى كَانَ صداع وَجب أَن يكون الْبَوْل على هَذِه الْجِهَة وَذَلِكَ أَن الصداع قد يكون مَعَ حرارة مُفْردَة أَو صفراء فِي الرَّأْس خَاصَّة أَو فِي الْمعدة أَو رطوبات كَثِيرَة مشتبكة فِي الرَّأْس أَو سدد فِيهِ أَو ريَاح غَلِيظَة تتولد فِي الرَّأْس وَلَيْسَ من هَذِه وَلَا وَاحِد يُوجب ان يكون الْبَوْل على هَذِه الصّفة.
الأفاويه كلهَا تصدع لِأَنَّهَا تسخن اسخانا قَوِيا وَكلما يسخن اسخانا قَوِيا فَأَنَّهُ يصدع والأفاويه حارة سِيمَا السليخة والقسط والدارصيني والحماما لي يَنْبَغِي أَن يجْتَنب الإيارج أَلا حَيْثُ يظهران الْعلَّة من برد. الْفُصُول من أَصَابَهُ وجع فِي مُؤخر رَأسه ففصد الْعرق الَّذِي فِي الْجَبْهَة نَفعه وَكَذَلِكَ
(1/169)
أَن كَانَ الوجع فِي الْجَبْهَة فافصد مَعَه من كَانَ بِهِ صداع أَو وجع شَدِيد فِي رَأسه فَأن انحدر من مَنْخرَيْهِ أَو أُذُنَيْهِ قيح أَو مَاء فَأن مَرضه ينْحل بذلك.
قَالَ إِذا حدث فِي الرَّأْس وجع من قبل ورم من الأورام الَّتِي تكون من الدَّم أَو من قبل كَثْرَة رطوبات غير نضيجة فِي الرَّأْس فَأن ذَلِك الورم فِي تِلْكَ الْحَال إِذا تقيح وَخرج مِنْهُ قيح يسكن ذَلِك الوجع وَإِذا حدث فِي الرَّأْس الوجع من قبل ريح غَلِيظَة أَو كَثْرَة الدَّم أَو صفراء يلذع الرَّأْس أَو كَانَ بِالْجُمْلَةِ من مزاج ردي فالعلة تكون من أَشْيَاء آخر.
الميامر قَالَ الصداع من سوء مزاج لَا مَادَّة مَعَه أَو مَعَ خلط أَو من كَثْرَة الأخلاط فَقَط أوسدة فِي مجاري الرطوبات والبخارات.
قَالَ والصداع الشَّديد يحدث ألف من الْحَرَارَة والبرودة فَأَما الْعَارِض من اليبوسة)
فضعيف وَلَا يعرض من الرطوبه وَإِذا كَانَ سَبَب الصداع أخلاطا قد كثرت فِي الرَّأْس توجع بتمددها فَأَنَّهُ مَتى كَانَت فِيهِ وتميزه صَعب شَدِيد يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة وَيكون الصداع أَيْضا من سَبَب خَارج مثل الْحر وَالْبرد وَهَذِه سهلة العلاج مَا دَامَت مبتدية فَاسْتعْمل النطولات المبردة وإسهال الطبيعة وَقلة الْغذَاء وَلُزُوم الهدو وَالنَّوْم وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَالْحر والاستحمام من الْحمام والصياح والفكر وَالْجِمَاع وَيلْزم هَوَاء بَارِدًا فَأَما الْبَارِد فانطل عَلَيْهِ صوفة مفترة بدهن السوسن أَو دهن الْغَار أَو دهن السداب أَو دهن مرزنجوش وكمدهم بلبد مَرْعَزِيٌّ ودهن طيب ودثرهم وليمسكوا عَن الْغذَاء ويسهلوا الطبيعة ويناموا ويلزموا الرَّاحَة وَالسُّرُور ويحذروا الصياح والفكر وَالشرَاب والتبريد للبدن والتعرض للبرد.
قَالَ لَا شَيْء انفع للصداع الْحَار إِذا كَانَ حَدِيثا من دهن الْورْد الْجيد الصَّنْعَة أذهو يبرد غَايَة التبريد وصب على الرَّأْس بعد أَن يلف على الرَّأْس صُوفًا كَمَا يَدُور على القمحدوة إِلَى الحاجبين وَذَلِكَ أَن مُؤخر الرَّأْس يقبل الاحتراق سَرِيعا وَلَا يحْتَمل أَيْضا أَن يلاقي الْأَشْيَاء الْبَارِدَة فَيسلم مِنْهَا لِأَنَّهُ مبدء النخاع.
فَأَما اليافوخ فَإِنَّهُ لموْضِع سلاسة الشَّأْن الْمَعْرُوف بالإكليلي ولموضع رقة عَظِيمَة ورخاوته تصل الْحَرَارَة والبرودة إِلَى دَاخله سَرِيعا فَلذَلِك اصلح الْمَوَاضِع للأدوية الحارة والباردة احْتِيجَ إِلَيْهَا هَذَا الْمَوْضُوع وأجود مَا دبر الصداع الْكَائِن عَن احتراق أَو حرارة دهن الْورْد الطري الْقوي الْمبرد بالثلج فَأَما الْأَبدَان الَّتِي تتخوف مِنْهَا شدَّة الْبرد فدهن البابونج فِي مثل أبدان الخصيان وَنَحْوهم وَليكن استعمالك لهَذِهِ ولتدبيرها بِالْفِعْلِ على قدر الْعلَّة والسحنة وَاعْلَم أَن دهن الْورْد الْمبرد بالثلج نَافِع جدا فِي قمع البخارات والأخلاط الْكَثِيرَة المتصاعدة إِلَى الرَّأْس ألف وَسُوء المزاج الْبَارِد وَقد استعنت بِهِ عَن غَيره دَائِما وَإِذا كَانَ الْبَلَد حارا وَلم تقدر على تبريد دهن الْورْد بالثلج فبرده بالهواء اللَّيْل كُله واخلط مَعَه عصارة حَيّ الْعَالم
(1/170)
أَو عِنَب الثَّعْلَب أَو البزر قطونا أَو الحصرم وَاحْذَرْ عصارة اليبروج والخشخاش أَلا عِنْد الِاضْطِرَار وَعند ذَلِك أَيْضا فاجعلها قَليلَة وعصارة القرع وَنَحْو ذَلِك.
قَالَ وكما أَن الاحتراق فِي الشَّمْس سهل العلاج كَذَلِك إِذا برد الرَّأْس مَا دَامَ لم يزمن فيكفيك أَن تصب عَلَيْهِ دهن السداب مسخنا وتعمد بِهِ اليافوخ فَأن ذَلِك يُبرئهُ برءا تَاما فَأن احتجت إِلَى مَا هُوَ قوي فالق فِيهِ زيتونا ودهن السوسن ودهن الأقحوان ودهن الناردين فَأَما دهن البلسان)
فَلم أجد لَهُ فِيهِ كثير غَنِي فَأَما دهن المرزنجوش ودهن الْغَار فَأَنِّي قد جربتها وهما بالغان فَأَما الصداع الَّذِي يطول مكثه حارا كَانَ أَو بَارِدًا فَاحْلِقْ الرَّأْس وضمد الْحَار بالأضمدة المبردة كَمَا تقدم ذكرهَا والبارد بقيروطيات حارة وقيروطي الفربيون ويخلط مَعَه أوقيه فرفيون فِي كل رَطْل قيروطي.
وَأما الصداع الْكَائِن من شرب الشَّرَاب فَأَنِّي لما رَأَيْت أَن مَا كَانَ من الشَّرَاب اسخن فَهُوَ أَكثر تهيجا للصداع علمت أَن هَذَا الصداع إِنَّمَا يكون لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس بخارات حادة أَو أخلاط حادة وَلذَلِك يحْتَاج أَن يفصد نَحْو الفصد الْعَام لكل عِلّة يحْتَاج إِلَى الاستفراغ وَلِأَن هَذِه البخارات والأخلاط حادة فقد يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى أَشْيَاء تبرد كدهن الْورْد وَنَحْوه بعد أَن لَا يكون قد برد تبريدا شَدِيدا وَمَعَ ذَلِك النّوم والهدو بِالنَّهَارِ أجمع فَإِذا فعل ذَلِك النَّهَار أجمع فَلْيدْخلْ بالْعَشي العليل إِلَى الْحمام ويغذي بأغذية تولد دَمًا جيدا من غير أَن تسخن مثل مَاء كشك الشّعير وَالْخبْز المنقع فِي المَاء وَالْبيض النيمبرشت والخس والكرنب فَأن لَهُ خاصية يطفي البخارات والعدس وَشرب المَاء فَقَط وَأَن استرخت الْمعدة من المَاء فليأكلوا بعد الطَّعَام رمانا وسفرجلا نضيجا وليحذر ثَمَرَة النّخل فَأن خاصيته التصديع فَإِن نَامُوا بعد أكلهم نوما طيبا فيدخلوا إِلَى الْحمام من الْغَد سَرِيعا باكرا وَيصب على رؤوسهم فِي الْحمام مَاء حَار مَرَّات كَثِيرَة وليناموا فِي عقب الْحمام ويستريحوا مرّة ثمَّ يُعِيد الدُّخُول ثَانِيَة ثمَّ يغتدون بِمثل ألف الْغذَاء الامسى فَإِذا سكن صداعهم احتاجوا إِلَى الشَّرَاب فَأذن لَهُم فِي المَاء الرَّقِيق وأوفق أطعمتهم خصي الديوك والسمك الرضراضي وَأَجْنِحَة الديوك والإوز وَأَن غذوتهم بفرخ الْحمام لم يخط وَلَا يكثروا الإبزار فِي طبيخهم ويمسكون عَن الْحَرَكَة مَا دَامَ لم ينْتَه فَإِذا أَخذ فِي التنقص فليتمشوا فِي اهوية تصلح لَهُم أما بَارِدَة أَن كَانَ يجد لهيبا وحرارة وَأما معتدلة وَليكن قبل الطَّعَام ويقلون الْأكل وَلَا يَمْشُونَ بعده ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يَمْشُونَ مشيا رَفِيقًا أقل مِمَّا يَمْشُونَ قبل الطَّعَام وأجتنب دهن الْورْد من بقايا هَذِه العله وَاسْتعْمل دهن البابونج مغتراً ودهن السوسن وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار فِي الْحمام كَيْمَا تتحلل تِلْكَ البقايا ويجلب النّوم وَأَن اصطبغوا بالخل فَلَا يكون حاذفا فَأن هَذَا فِيهِ لطف وحرافة وَبعد هَذَا النّوم فَاسْتعْمل المسخنات أَكثر وأوفق كدهن الناردين والأدهان المطيبة.
بولونس فَأَما الصداع من ضَرْبَة وسقطة فضع على الرَّأْس دهن ورد وخل مفترين أَو يدق)
ورق الآس مَعَ مر وسداب ويضمد بِهِ أَو يطْبخ السفرجل بشراب ويضمد بِهِ وأدم
(1/171)
تكميده بِالْمَاءِ الْحَار وَيقطع لبود مَرْعَزِيٌّ وارح الْبدن واستفرغه وَأحذر عَلَيْهِ الشَّمْس وَدخُول الْحمام وَالشرَاب والصياح والفكر والأغذية الحامضة والحريفة والمالحة.
قَالَ جالينوس يَنْبَغِي أَن يعلم أَن هَذَا الصداع لَيْسَ هُوَ لشَيْء أَكثر من ورم حَار فَأن كَانَ مَعَه جراح فَأن لَهُ عرضا آخر مأخوذا من الْجراح فَأن وصلت الضَّرْبَة إِلَى أغشية الدِّمَاغ فَإِن صَاحبه قَالَ وَإِنَّمَا يخلط الْخلّ مَعَ دهن الْورْد فِي الأورام الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ وغشائيه لِأَن الْخلّ ينفع الورم فَأَنَّهُ أنفذ شَيْء من أَن ينفع الورم لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ قُوَّة تسخنه وَلَا قُوَّة مرخية وَلَكِن من أجل أَن يُوصل دهن الْورْد إِلَى بَاطِن القحف احتجنا أَن يكون المبدرق لطيفا وَيكون مَعَ ذَلِك بَارِدًا مرّة فَجعلنَا الْخلّ حارا مرّة فَجعلنَا الفريبون وَمَتى كَانَ الصداع هُوَ خَارج القحف فالخل يَضرهَا ألف وَهَذَا الصداع يسير وَإِذا كَانَ دَاخِلا فَهُوَ ينفع لِأَنَّهُ يبدرق الدّهن وَيكسر عاديته هُوَ أَيْضا فِي مَمَره ومسلكه وَهَذَا يصلح فِي الِابْتِدَاء فَأَما فِي الانحطاط فَإِنَّهُ يصلحه المسخنة والمرخية.
قَالَ رَائِحَة المر يصدع الأصحاء فضلا عَن المصدوغين.
قَالَ والصداع يهدؤ ويخف بِالْجُمْلَةِ بالتخبيص والطلي والنطول.
وَمن النَّاس من إِذا اجْتمع فِي معدهم فضل حَار يصدعون من ساعتهم فَهَؤُلَاءِ لذَلِك لَا يَغْدُونَ طعامهم لِأَن ذَلِك يصدعهم لِأَن الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام يزِيد فِي هَذِه وَحدهَا وَهَؤُلَاء علاجهم استفراغ هَذِه الأخلاط لَا علاج الرَّأْس فاقصد فِي ذَلِك فِيمَن سهل عَلَيْهِ أَن تقيئه فاسقه ماءا وقيئه بِمَاء حَار وَأما من عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فاستفراغها مِنْهُ اصعب وَأَشد وَمن اشْتَدَّ عَلَيْهِ جدا فبادربان تعطيه طَعَاما جيدا يُقَوي فَم الْمعدة مِمَّا يُولد دَمًا حميدا وان أمكن أَن يكون بعد دُخُول الْحمام فافعل وَلَا تطل الْحمام وليخفف الْعشَاء وأعن بهضمه وأعطه مَعَ الْخبز قسباً أَو زيتونا إِنَّمَا رَأَيْت أَنه أوفق لَهُ وَيعرف هُوَ ذَلِك من نَفسه فَإِن هَذَا التَّدْبِير نَافِع لمن بِهِ صداع من قبل الْمعدة.
وَإِذا كَانَ يحس مَعَ الصداع تمددا فَأَنَّهُ يكون أَكثر ذَلِك من شرب الشَّرَاب الْكثير والإمساك عَن الطَّعَام نَافِع لَهُ.
وَأما من كَانَ يحس فِي معدته بوجع يلذع وَكَانَ ذَلِك من أخلاط مرارية فالإمساك عَن الطَّعَام)
ضار لَهُ وَهَذِه الأخلاط إِذا كَانَت مصبوبة فِي تجويف الْمعدة سهل خُرُوجهَا بالمرار والقيء واعسر مَا يكون أَن يكون جرم الْمعدة متشربة لَهَا وانفع الْأَدْوِيَة لهَؤُلَاء الإيارج الْقَلِيل الزَّعْفَرَان لِأَن الزَّعْفَرَان مصدع.
قَالَ والشربة لهَؤُلَاء من الإيارج مِثْقَال بأَرْبعَة أَوَاقٍ مَاء.
(1/172)
قَالَ هَذَا كَاف للصداع الْمُتَوَلد عَن الْمعدة والصداع الْبَارِد يطلى مِنْهُ المنخران بدهن حَار يسخن مِنْهُ الرَّأْس أَن كَانَ العليل يحس كَأَنَّهُ ينخس فالسبب فِي ذَلِك حِدة الأخلاط أَو حِدة البخارات وَأَن كَانَ يحس شَدِيدا فالامتلاء من الأخلاط فَإِنَّهُ كَانَ ذَلِك التمدد من ريح فَأَنَّهُ لَا ثقل مَعَه وَأَن كَانَ مَعَ خلط كَانَ ثقيلا وَإِذا أَنْت عرفت الْعلَّة فَرَأَيْت العلاج لَا تسرع نجحه ألف قدم عَلَيْهِ فَأَنَّهُ رُبمَا كَانَت الرّيح متضاغطة فِي منافذ ضيقَة وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط شَدِيد الْغَلَط فَيحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل فِي تلطيفه وتوسيع المنافذ.
وَاعْلَم أَن الحقن حميدة فِي أَنْوَاع وجع الرَّأْس وَلَكِن يَنْبَغِي أَن تكون قَوِيَّة فَأن القوية قد تبلغ من قوتها إِلَى أَن يستفرغ مَا فِي تقعير الكبد لي فَيكون ذَلِك نَافِعًا للمعدة وينقي الرَّأْس بالغرور والمضوغ وَإِذا أزمن أنطل وخبص بالأشياء القوية جدا مثل الجندباستر وَنَحْوه ويفصد الْأنف والجبهة ويحجم النقرة فِي الِابْتِدَاء إِذا كَانَ الصداع قد دَامَ وعطس أَيْضا فِي الصداع المزمن وَأَن طَالَتْ اكثر فَعَلَيْك بالأدوية المحمرة فِيهَا وبالكي بعده.
قَالَ حنين أَنا اسْتعْمل فِي الْعلَّة الْبَارِدَة إِذا أزمنت عالجتها بالأدوية المحمرة الَّتِي فِيهَا الْخَرْدَل وثافسيا فِي الْحَار فَلَا أفعل ذَلِك لي الْحَال لَا يزمن هَذَا الْأَزْمَان وينفع من الصداع الْبَارِد أَن يُقيم العليل فِي الشَّمْس إِلَى أَن يسكن صداعه بعد أَن لَا يكون بِهِ امتلاء وَلَا تخمة.
سعوط قوى للصداع الْبَارِد المزمن ثافسيا مِثْقَال وَنصف أصل السوسن فربيون مِثْقَال وَنصف عسل مِثْقَال وَنصف منزوع الرغوة يعجن الْجَمِيع بعصارة أصل السلق واسعطه مِنْهُ قدر حَبَّة جاورس بِمَا يقطر مِنْهُ بِطرف الْميل.
آخر قد امتحنه جالينوس فربيون سِتَّة مَثَاقِيل حضض هندي أَرْبَعَة مَثَاقِيل يعجن بعصارة السلق ويقطر مِنْهُ فِي الْأنف بِالْمَاءِ إِذا أَنْت اسْتعْملت السعوطات القوية فِي جَمِيع الْمَوَاضِع فيدرج فادفها أَولا بِلَبن حليب ثمَّ بالزيت العذب ثمَّ بِمَاء السلق ثمَّ بآذان الفار ثمَّ بِمَاء الشبت وَلَا تغفل التدريج فَإِنَّهُ يحْتَمل حِينَئِذٍ احْتِمَالا سهلاً.)
سعوط يسْتَعْمل فِي الْعِلَل المزمنة ينقع شونيز بخل لَيْلَة بَالغا ثمَّ أسحقه من الْغَد وأسعطه بِهِ تقدم إِلَى الْمَرِيض فِي استنشاقه احتفظ بِهَذَا التَّدْبِير فِي بَاب اللقوة.
الميامر قَالَ يعرض فِي نصف النَّهَار فِي الرَّأْس وجع مؤلم وَأكْثر ذَلِك يكون بأدوار فَمن بلغ أمره إِلَى أَن لَا يُمكن أَن يمس الْيَد رَأسه فَإِن الغشاء الْمُحِيط لقحف مِنْهُ مأوف وَإِن جلدَة الرَّأْس لَيست تبرئة من الآفة فَثَبت وَانْظُر إِلَى الإسهال يحْتَاج أَو إِلَى الفصد فابدأ بِهِ ثمَّ اعْمَلْ قبل وَقت الدّور ألف بعد تنقية الْبدن وَالرَّأْس فادلك الصدغ من الْجَانِب الْأَلَم حَتَّى يحمر ويسخن ثمَّ بعد الدّور فضع عَلَيْهِ أدوية الشَّقِيقَة وَإِن كَانَ يجد حرارة فالأدوية الَّتِي تبرد بعض التبريد وَإِن كَانَ لَا يجد مَعهَا حرارة فالأدوية المسخنة غَايَة الأسخان واخلط كل وَاحِد من الصِّنْفَيْنِ شَيْئا يقوى الرَّأْس مِمَّا لَهُ كَيْفيَّة قابضة.
(1/173)
أقرصة نافعة من الشَّقِيقَة ثافسيا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فربيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل حلتيت ثَلَاثَة مَثَاقِيل مر مِثْقَال جاوشير تعْمل أقرصة تذاب بالخل وتطلى وَأما أَنا فاتخذت طلاء من فربيون لم احْتج مَعَه إِلَى غَيره رَطْل زَيْت لطيف لَا قبض فِيهِ ثَلَاثَة أَوَاقٍ شمع أُوقِيَّة فربيون حَدِيث وانطل بِهِ الشق مَعَ عضلة الصداغ وَإِن توهمت أَن الشَّقِيقَة من بخارات حادة فإياك وَهَذَا الدَّوَاء فَأَما الْبَارِد فَإِنَّهُ يقلعها فِي مرّة وينفع أَن يخلط بالدهن شَيْئا من فربيون ويقطر فِي الْأذن وَيكون نصف أُوقِيَّة فِي رَطْل دهن فَإِن لم يكن العليل ذكي الْحس فألقيت فربيون أَكثر لم يخط.
ابْن ماسويه فِي كِتَابه فِي الصداع قَالَ إِذا كَانَ الصداع عَن الْمعدة كَانَ فِي اليافوخ وسط الرَّأْس قبالة الْمعدة وَالَّذِي يكون من الكليتين فيوجد فِي النقرة وَفِي مؤخرة الرَّأْس وَالَّذِي يكون عَن عُضْو مّا فِي الْبدن فَإِنَّهُ يحس بألم ذَلِك الْعُضْو ثمَّ يكون الصداع كَأَنَّهُ عرض لَازم فالصداع الْكَائِن لعِلَّة تخْتَص الرَّأْس ثَابت وَالَّذِي بمشاركة يَزُول بِزَوَال تِلْكَ الْحَال وَلَيْسَ بِثَابِت فِي جَمِيع الْأَحْوَال.
عَلامَة الصداع الَّذِي من الصَّفْرَاء أَن يحدث حرارة شَدِيدَة فِي الرَّأْس ويبس فِي الخياشيم وسهر من غير ثقل فِي الرَّأْس ويصفر الْوَجْه ويجف اللِّسَان وَيلْزمهُ عَطش والنبض متواتر واطلب مَعَ ذَلِك الْأَشْيَاء الْمُتَقَدّمَة وَالسّن والمزاج.
وَالَّذِي من الدَّم أَن يحس مَعَ الْحر بثقل وَحُمرَة فِي الْوَجْه وعروق الْعين وتدر عروق الْجَبْهَة ويعظم النبض وَاسْتدلَّ بِالزَّمَانِ وَالسّن.
والبلغمى تَجِد مَعَه سباتا وثقلا فِي غير درور الْعُرُوق ورطوبة الْفَم والمنخرين وَضم إِلَيْهِ سَائِر)
وَالَّذِي من السَّوْدَاء فاليبس يلْزم صَاحبه من غير حرارة ظَاهِرَة وَضم إِلَيْهِ سَائِر الدَّلَائِل.
وَالَّذِي من الرّيح أَن ألف يجد هُوَ شَيْئا وانتقال الصداع من مَكَان إِلَى مَكَان ويستلذ الْأَشْيَاء الحارة وَالَّذِي يكون من ورم فِي الرَّأْس يكون فِي غَايَة الشدَّة ويبلغ إِلَى عِنْد الْعين ويعرض مَعَه اخْتِلَاط وجحوظ الْعين وينتو وَرُبمَا كَانَ بعقب سقطة وضربة وَقد يُصِيب النَّاس أَيْضا صداع بعقب الْجِمَاع وَهَذَا يكون لضعف الدِّمَاغ وامتلاء الْبدن وَيكون الصداع للبحران الْجَارِي فالباحورى لَا يعالج.
وَأما البلغمى فعالجه أَولا بالقيء ثمَّ بالإيارج وبنقيع الصَّبْر وبدهن الخروع فَإِن أزمن فبايارج اركاغانيس أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الافتيمون وَيَأْخُذ المعجونات الحارة والصداع الَّذِي من امتلاء الْجِسْم كُله افصد ولطف التَّدْبِير وَإِن كَانَ يرْتَفع من الرجل والساق فعصبّهما فضع فِي المَاء الْحَار وأدلك أَسْفَل الْقدَم بملح ودهن خيرى.
والصفراوي أسهله بالهليلج والسقمونيا وَبرد غذاءه والسوداوي أسهله سَوْدَاء وَمن علاج الصداع فصد الشرايين والحقن بالنحو الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ.
(1/174)
وَمن الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ عَلامَة الصداع الَّذِي من البخار الدوي والطنين وَأَن يدر الْأَوْدَاج فعطسه أَولا فَإِذا عطس كثيرا فَإِنَّهُ يخف عَنهُ ثمَّ عالجه بِمَا يوضع على الرَّأْس مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا الصداع الَّذِي علامته ذهَاب الشَّهْوَة والكسل والاسترخاء وَضعف الْمعدة اسْقِهِ ماءا فاترا كثيرا وَشد أَعينهم وقيئهم ثمَّ عالجهم بِمَا يُوَافق مِمَّا يوضع على الرَّأْس فَإِن اشْتَدَّ الوجع فصب على رؤوسهم ماءا حارا وَأكْثر مِنْهُ وضع فِي آذانهم صوفة فِيهَا دهن حَار وأسهلهم بالشهرياران والصداع الَّذِي عَن شرب الشَّرَاب غرق رؤوسهم بدهن الْورْد ومرهم بِالنَّوْمِ والسكون يومهم وأدخلهم الْحمام بالعشى وأطعمهم الْبيض والخس والكرنب وَالْمَاء الْبَارِد وأعده إِلَى الْحمام بعد الْغذَاء فَإِن دَامَ الصداع فَإِنَّمَا هُوَ من بَقِيَّة بخار غليظ فإسعطهم بدهن البابونج أَو دهن السوسن أَو دهن الشبت فَإِنَّهُ يحلل مَا بقى.
الصداع الْكَائِن من ضَرْبَة كمد الرَّأْس بصوف قد شرب دهنا مسخنا وأسهل بطونهم فِي رفق وحذرهم الشَّمْس وَالْحمام وَشرب الْخمر ألف والتعب والأطعمة الحامضة والحريفة ونطّل الرَّأْس بِالْمَاءِ الْحَار وَإِن كَانَ هُنَاكَ جرح فذر عَلَيْهِ راتينجا أَو ذَر عَلَيْهِ صبرا أَو كندرا معجونا بِعَسَل ونبيذ.)
اغلوقن قَالَ مَتى شكاشاك صداعا ثمَّ كَانَ بِهِ كرب وغثى ويحس فِي الْفُؤَاد فَيَنْبَغِي أَن تَأمره بالقيء فَإِنَّهُ يقىء إِمَّا مرّة وَإِمَّا بلغما وَإِمَّا جَمِيعًا فَإِن لم يحس فِي معدته بنخس بَين فَيَنْبَغِي أَن ينظر هَل حُدُوث ذَلِك من امتلاء فِي الرَّأْس أَو سدة أَو ورم فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي فِي الرَّأْس وَعلم ذَلِك يكون بِالْمَسْأَلَة هَل الوجع فِي كل الرَّأْس باستواء أَو فِي بعض الْمَوَاضِع أَشد ثمَّ هَل هُوَ مَعَ ثقل أَو لذع أَو تمدد أَو ضَرْبَان فَإِن الَّذِي مَعَ ثقل يدل على امتلاء وَالَّذِي عَن تمدد إِذا كَانَ مَعَ ثقل وَمَا كَانَ مَعَ لذع فعلى بخارات حادة أَو أخلاط حادة وَمَا كَانَ مَعَ ضَرْبَان فَيدل على ورم حَار وَمَا كَانَ عَن تمدد فَإِن كَانَ لَا ثقل مَعَه وَلَا ضَرْبَان فَهُوَ يدل على كَثْرَة ريَاح نِيَّة غير نضيجة غَلِيظَة نافخة وَإِن كَانَ مَعَه ضَرْبَان فَهُوَ يدل على ورم حَار فِي جرم من جنس الأغشية وَإِن كَانَ مَعَ ثقل فَهُوَ يدل على فضل محتبس فِي جَوف أغشية فَإِذا فحصت جَمِيع ذَلِك وحررته فاقصد بالعلاج قصد السَّبَب فَإِن كَانَت الْعلَّة بخارات أَو خلطا محتقنا فِي الرَّأْس فَانْظُر لَعَلَّ السَّبَب فِي ذَلِك أَن الإخلاط ذَابَتْ بحرارة حمى أَو فِي ذَلِك ضعف الرَّأْس وامتلاء غَالب فِي الْبدن كُله فعالج الامتلاء باستفراغ الْبدن كُله والامتلاء الَّذِي فِي الرَّأْس وَحده بالحقن وَشد الْأَطْرَاف وعالج ضعف الرَّأْس بإمالة الْخَلْط أَولا عَنهُ ثمَّ بتقويته بالأدهان القابضة وَإِن كَانَ الْفضل بَارِدًا غليظا فَاجْعَلْ على الرَّأْس أدهانا لَطِيفَة وَاسْتعْمل فِي بعض الرَّأْس العطوس والغرور ودلك الرَّأْس بمناديل يابسة وانثر عَلَيْهِ ملحا أَو خردلا وبورقا فَهَذَا علاج الصداع الْعَارِض بِسَبَب ضعف الرَّأْس.
وَأما الصداع الْعَارِض بعقب الْحمى فضع على الرَّأْس دهن ورد وخل
(1/175)
وَأما الْكَائِن قبل البحران فَإِنَّهُ لَا ينذر بِخَير.
قَالَ حنين فِي الْأَعْضَاء الألمة إِذا حصل الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة قيل إِنَّه مرض عسر الانقلاع لَا يحْتَمل صَاحبه صَوت قرع شَيْء وَلَا كلَاما قَوِيا وَلَا ضوءا ساطعا وَلَا حَرَكَة لكنه يحب أَن يستلقي ويسكن فِي مَكَان مظلم لعظم مَا بِهِ من الوجع ويبلغ الوجع إِلَى أصُول الْعين ويدور بنوائب ألف.
قَالَ وَالَّذِي يسْرع الامتلاء إِلَى رؤوسهم وَيكون أبدانهم مستعدة لِأَن يملأها نفعوا فِي الصداع مَتى تدبروا تدبيرا رديا وَمن بَين ذَلِك فِي هَذَا الصداع والوجع مرّة تكون فِي أغشية الدِّمَاغ وَمرَّة فِي الغشاء الْمُحِيط بالقحف وَإِذا كَانَ الوجع يبلغ إِلَى أصُول الْعين فالعلة فِي دَاخل القحف.
قَالَ والأبدان المستعدة للصداع هِيَ الَّتِي تتولد فِيهَا ريح بخارية كَثِيرَة حارة وَالَّتِي فِي فَم)
معدها فضول مرارية والوجع الريحي لَا يكون يتمدد وَأما الَّذِي عَن الْخَلْط المراري فيلذع وَالَّذِي عَن كَثْرَة الأخلاط فَمَعَ تمدد وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل حمرَة لون وحرارة حس بأخلاط حارة وَإِذا لم يكن فبارد وَقد يعرض الصداع من فضل الْحس وذكائه كَمَا يعرض اللذع لمن فَم معدته شَدِيد الْحس من أدنى شَيْء يلذع.
الساهر قَالَ يعتصر مَاء حَيّ الْعَالم وَمَاء الْخلاف وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء بقلة الحمقاء وَيجْعَل مَعهَا مَاء ورد وتبل فِيهِ خرقَة كتَّان ونوضع على اليافوخ والصدغ والجبهة فَإِنَّهُ يسكن الصداع طلاء للصداع الْحَار صندل وَورد ونيلوفر وبنفسج وعنب الثَّعْلَب وبزرخس وأصل اللفاح وأفيون وبنج وشوكران وعصارة الْخلاف وعصارة حَيّ الْعَالم وكافور يَجْعَل مَعَه طلاء.
سعوط للصداع الْحَار يسعط بدهن نيلوفر وكافور أَو بدهن الْخلاف وَمَاء الشوكران.
ضماد للسقطة على الرَّأْس والضربة مَاء الْخلاف وَمَاء الأثل وطين أرمني واكليل الْملك ودهن ورد يضْرب ويضمد بِهِ الرَّأْس.
نطول للصداع الْبَارِد المرزنجوش وشيح وبابونج واكليل الْملك يطْبخ وينطل عَلَيْهِ.
طلاء للصداع الْبَارِد فربيون وجندبادستر وقسط وَمر وصبر دِرْهَم دِرْهَم افيون وزعفران دِرْهَم وَنصف يعجن ذَلِك بشراب يطلى عَلَيْهِ.
طلاء للصداع الْبَارِد وَالرِّيح مومياى وجندبادستر ومسك وفربيون يجمع بزنبق ويقطر مِنْهُ فِي الْأنف.
الطبرى المداد إِذا طلى على الشَّقِيقَة عمل عملا عجيبا.
وللمسمى الْبَيْضَة إِذا فرط فاسعطه بِقدر فلفلة من الفلونيا أَو أَقْرَاص الْكَوْكَب.
(1/176)
للصداع الْعَتِيق الدَّائِم أحلق الرَّأْس واطله بالفربيون والخردل والتفسيا والمحجمة بِالشّرطِ على اليافوخ والحقن الحادة هَذَا علاج الْبَيْضَة وَقد يفقع عرق الصدغ والجبهة ويسل ويكوي وتحجم فيلغريوس قَالَ من الصداع ضرب يكون بعد الانتباه من النّوم يسكن من سَاعَته بتناول الطَّعَام لي رَأَيْت من كَانَ يصدع كل غَدَاة فَأَشَارَ عَلَيْهِ صديق لي أَن يَأْكُل بِالْغَدَاةِ خبْزًا وشيئا قَابِضا فَفعل فسكن صداعه وَقَالَ وخاصة التَّمْر أَن يصدع فليحذر.
قَالَ وعلاج الصداع الْكَائِن من الْخمار النّوم وتلطيف الْغذَاء وَالْحمام بعد النّوم الطَّوِيل بالعشى وَمن غَد ليحلل فضول البخارات فَإِن بقيت بَقِيَّة فدهن البابونج وَيصب مَاء حَار كثير على)
الرَّأْس وَإِن غلظ الْأَمر اسْتعْمل دهن السوسن أَيْضا ودهن الشبت تتحلل تِلْكَ البخارات الْبَاقِيَة يزِيد بذلك أَن بقى الْخمار يَوْمَيْنِ وَثَلَاثَة وَلَا تدع الْخمار مَا أمكن وَيَأْكُل فراريجا وعدسا وكرنبا وَجَمِيع مَالا يبخر ويقمع البخارات وَلَا يشرب إِلَّا المَاء.
الْأَلَم الَّذِي من ضَرْبَة قَالَ علاجه تكميد الرَّأْس بلبد مبلول بِزَيْت حَار والهدو وتقليل الْغذَاء واستفراغ الْبَطن ويحذر الْحمام والتعب وَالشَّمْس وَالشرَاب والأغذية الحامضة والحريفة والمالحة فَإِن عرض مَعَه جِرَاحَة قَليلَة فذر عَلَيْهَا دم الْأَخَوَيْنِ أَو صبرا.
ابْن ماسويه قَالَ الصداغ إِمَّا أَن يكون فِي الرَّأْس يَخُصُّهُ وَإِمَّا بمشاركة بعض الْأَعْضَاء فَالَّذِي يخص الرَّأْس يكون من الطبايع الْأَرْبَع وَمن الرّيح وَمن ضَرْبَة وَمن ورم وَالَّذِي بالمشاركة يكون بمشاركة الْمعدة أَو الكلى أَو بعض الْأَعْضَاء.
عَلامَة الَّذِي بالمشاركة أَن يهيج الصداع بهيجان ذَلِك الْعُضْو ويسكن بسكونه وَالَّذِي من الْمعدة مُشَاركَة يكون فِي اليافوخ وَالَّذِي من الكلى فَفِي الْقَفَا.
وعلامة الصداع الصفراوي يبس الخياشيم والعطش والسهر وخفة الرَّأْس وَسُرْعَة النبض ويبس اللِّسَان والمزاج وَنَحْو ذَلِك تختم بِهِ علامتك.
والدموي درور الْعُرُوق وجحوظ الْعين وَعظم النبض وَثقل الرَّأْس وَاخْتِمْ بِسَائِر العلامات العامية الْمَأْخُوذَة من سوء المزاج وعلامة البلغمى ثقل الرَّأْس وسبات ورطوبة المنخرين بِلَا لهيب والغذاء الرطب وَالتَّدْبِير البطال والشتاء والشيح وَنَحْو ذَلِك.
وعلامة السوداوي يبس وسهر من غير لهيب وكمودة اللَّوْن وخثورة النَّفس وَالتَّدْبِير المولد لذَلِك.
والريحى يجد حرا وخفة وتمددا بِلَا ثقل ألف وانتقالاً فِي النواحي.
عَلامَة الْكَائِن من ورم أَن يكون قَوِيا جدا كَأَن الرَّأْس يطْرق ويبلغ الوجع إِلَى أصل الْعين وَيكون مَعَه فِي الْأَكْثَر هذيان وَحمى وَيصير النبض منشاريا وتجحظ الْعين جدا وتحمر عروقها وتنئو.
(1/177)
الصداع الْكَائِن بعقب الْجِمَاع يَنْبَغِي أَن يتفرغ بدنه بالفصد والإسهال ويقوى رَأسه وَلَا يُجَامع إِلَّا بعد أَن يَأْخُذ شَيْئا قَابِضا يُقَوي فَم معدته وَلَا يصعد بخار.
مَجْهُول للصداع المزمن الْمُسَمّى بَيْضَة وَبِكُل صداع مزمن عَجِيب يحلق الرَّأْس ثمَّ يحل كف ملح فِي رَطْل مَاء وأعجن بِهِ حنا وأخضب بِهِ الرَّأْس ودعه اللَّيْل كُله فَإِنَّهُ يذهب بِهِ.)
مَجْهُول قَالَ قد يعرض للصداع والشقيقة من الاستفراغ كَمَا يعرض للنفساء وللتي تنزف دم الطمث وعلاج ذَلِك أَن يخص الرَّأْس بدقيق حوارى ودهن حل ويسعط بدهن البنفسج ودهن لوز حُلْو وَيطْعم بيضًا وحسا لباب الْبر وسكر ولوز وَلُحُوم الجدا والفراريج.
قَالَ وَإِذا عسر الصداع وازمن اقْطَعْ شرياني الصدغين وأكوهما وَإِذا كَانَ الوجع فِي مقدم الرَّأْس نَفعه حجامة النقرة وَقطع العرقين اللَّذين خلف الْأذن وَإِن كَانَ من خلف نفع فصد عرق الْجَبْهَة قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الوجع ثقل فَهُوَ عَن رُطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ الثّقل حرارة فَهُوَ دم وَإِن كَانَ مَعَ الْحَرَارَة سهر فَهُوَ صفراء وَإِن كَانَ مَعَ امتداد فريح.
من الكناش الْفَارِسِي يُؤْخَذ طرفا فَيدق وسكر سليماني وَمر وَنوى الخوخ واللب الَّذِي فِي جَوْفه وسندروس بِالسَّوِيَّةِ وَمن الطرفا ثَلَاثَة يكب عَلَيْهِ وَهُوَ يبخر ويشد رَأسه وعينه بعصابة وَيفتح فَمه وَعَلِيهِ كسَاء فِي رَأسه حَتَّى يدْخل فَمه وَأَنْفه وَأذنه.
سعوط ينفع من عظم الرَّأْس سبع وَرَقَات صعتر وَسبع حبات حرف أَبيض يسحق ويسعط بدهن بالشليثا بدهن بنفسج وَلبن جَارِيَة.
آخر يُؤْخَذ مرَارَة كركى ومرارة نسر وجندبادستر وبسباسة وزعفران وسكر طبرزد يعجن بِمَاء المرزنجوش ويحبب كالعدس ويسعط كل شهر ثَلَاثَة أَيَّام وَقدر الرَّأْس لتعلم نقصانه فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الْحَال الطبيعي.
الورم الَّذِي يخرج فَوق القحف تَحت الْجلد لين إِذا حسسه انْدفع بسهولة كالشيء الَّذِي يجْرِي مَا يشبه مائية ألف يُؤْخَذ قشور الرُّمَّان وَجوز السرو ويدقان بخل وَيلْزم شدا فَإِنَّهُ يفني تِلْكَ الرُّطُوبَة ويصلب الْموضع وَهَذَا عمل المخبرون عندنَا.
لَا تساع دروز الرَّأْس يحْتَاج أَن ينقى الرَّأْس من الْأنف والحنك غَايَة مَا يكون من التنقية وَيُوضَع على مَوضِع الدروز الَّتِي تتسع الْأَدْوِيَة القابضة وَيلْزم الشد وَإِن فرط الْأَمر فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا الكي على ذَلِك الدروز وحك الْعِظَام حَتَّى يدق ويتنفس البخار من هُنَاكَ فَلَا يفتح الدروز وفصد عرق الْجَبْهَة والصدغين والوداجين فَإِنَّهُ نَافِع إِن شَاءَ الله عز وَجل.
تمّ الْجُزْء الأول فِي أمراض الرَّأْس ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي فِي أمراض الْعين الْبَاب الأول فِي جمل من الْعين وَفِي الأورام فِي الجفن وَالْعين)
وَجَمِيع ضروبه وعلاج عَام فِي الْعين وَكَلَام مُجمل فِيهَا وَفِي أدويتها.
وَآله وَسلم تَسْلِيمًا كثير
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
استعنت بِاللَّه (الْجُزْء الثَّانِي)
(1/178)
(أمراض الْعين)
(1/179)
(فارغة)
(1/180)
(الْبَاب الأول)
(جمل من الْعين) (وَفِي الأورام فِي الجفن وَالْعين) وَجَمِيع ضروبه وعلاج عَام فِي الْعين وَكَلَام مُجمل فِيهَا وَفِي أدويتها.
جالينوس الرَّابِعَة من الميامر قَالَ ينظر فِي علل الْعين إِلَى كَثْرَة الْمَادَّة وقلتها وَشدَّة لذعها وَحُمرَة الْعين وكثيرة الدَّم فِي عروق الْعين وقلته وَكَثْرَة الْغذَاء وقلته وَاخْتِلَاف الألوان الْحَادِثَة فِيهَا وقلتها قَالَ التوتيا المغسول يجفف بِلَا لذع وَلذَلِك يعالج بِهِ الْعين إِذا كَانَت تنحدر إِلَيْهَا مَادَّة حريفة لَطِيفَة وَذَلِكَ بعد أَن يستفرغ الرَّأْس جملَة وَالْبدن أما بالفصد وَأما بالإسهال ويستفرغ الرَّأْس خَاصَّة بالغرور والمضوغ والعطوس والتوتيا المغسول من شانه أَن يجفف الرطوبات تجفيفا معتدلا وَيمْنَع الرُّطُوبَة الفضلية المحتقنة فِي عروق الْعين إِذا طليت الاستفراغ من النّفُوذ فِي نفس طَبَقَات الْعين وَكَذَلِكَ الرماد الكاين فِي الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس والسنار أَيْضا فَإِن اسْتعْملت أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تغرى وتسدد قبل أَن ينقي الرَّأْس أَو يستفرغ مَا فِيهِ من الْفضل فِي وَقت تكون الرطوبات هُوَ ذَا تجلب وتنحدر بعد إِلَى الْعين جلبت على الْمَرِيض وجعا شَدِيدا وَذَلِكَ لَان طَبَقَات الْعين تمدد بِسَبَب مَا يسيل إِلَيْهَا من الرطوبات وَرُبمَا حدث مِنْهَا لشدَّة الامتداد شقّ فِي الطَّبَقَات وتأكل.
قَالَ ولطيف بَيَاض الْبيض دَاخل فِي هَذَا الْجِنْس ويفضل عَلَيْهَا بِأَنَّهُ يغسل الرطوبات اللذاعة ويغري ويملس مَا يحدث فِي الْعين من الخشونة إِلَّا أَنه لَا يلحج وَلَا يرسخ فِي المسام كتلك وَلَا يجفف كتجفيفها فَلهَذَا لَيْسَ يجلب وجعاً فِي حَال وَأما عصير الحلبة فَهُوَ فِي لزوجته شَبيه ببياض الْبيض أَلا أَن فِيهِ قُوَّة تَحْلِيل وأسخان معتدل فَلذَلِك تسكن أوجاع الْعين هَذَا وَاحِد من)
أَجنَاس الْأَدْوِيَة.
وَمِنْهَا جنس آخر مضاد لهَذِهِ وَهِي الحادة الحريفة كالمومياي واللتيت والسكبينج والفربيون وَبِالْجُمْلَةِ كل دَوَاء يسخن اسخانا قَوِيا من غير أَن يحدث فِي الْعين خشونة
(1/181)
وجنس آخر وَهُوَ جنس الْأَدْوِيَة الجلائية مثل قشور النّحاس والقلقطار والمحرق والنحاس وتوبال النّحاس والزاج الْأَحْمَر والكحل. وجنس آخر وَهُوَ جنس الْأَدْوِيَة الَّتِي تعفن مثل الزرنيخين والزاج فِيهِ من هَذِه الْقُوَّة شَيْء يسير وجنس آخر وَهُوَ جنس الْأَدْوِيَة القباطة وَمَا كَانَ من هَذِه يقبض باعتدال فَهُوَ يقمع وَيمْنَع من تجلب إِلَى الْعين وَأما القوية الْقَبْض فمضرتها أَكثر من مَنْفَعَتهَا فِي قمع الْمَادَّة لِأَنَّهَا تحدث فِي الْعين خشونة وَلكنه قد يلقِي من مَنْفَعَتهَا فِي قمع الْمَادَّة ويلقي مِنْهَا فِي بعض الْأَوْقَات الْيَسِيرَة فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر ليجمع جرم الْعين ويقويه فيقوى على فعله.
فَأَما المعتدلة الْقَبْض فجيدة للرمد والقروح والبثور وَمِثَال هَذِه الْورْد وبزره وعصارته والسنبل والساذج والزعفران وأشياق ماميثا وعصارة لحية التيس.
فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تنضج أورام الْعين والقروح مثل المر والزعفران والجندبادستر والكندر وعصارة الحلبة فَهَذِهِ كلهَا من شَأْنهَا مَعَ الإنضاج أَن تحلل وخاصة المر وَقَالَ وَمن الْأَدْوِيَة المجففة بِلَا لذع والمملسة طين شاموس والتوتيا المغسول والقليميا المحرق المغسول والآبار المحرق المغسول على أَن فِي القليميا شَيْئا من جلاء فَهُوَ لذَلِك يُوَافق أنبات اللَّحْم فِي القروح والنشا المغسول وأسفيداج الرصاص إِذا أحرق ثمَّ غسل فَأَنَّهُ يصير مثل الْآبَار المحرق المغسول لي أَظن أَن الأسفيداج فِيهِ بَقِيَّة من الْخلّ وَذَلِكَ هُوَ إِلَى أَن يغسل خير قَالَ وَجُمْلَة كل دَوَاء لايتبين الطّعْم فِيهِ كيفيته وان كَانَ لَا بُد فشيء ضَعِيف وَهَذِه الْأَدْوِيَة تبين أَثَرهَا بطيئا لِأَنَّهَا لَيْسَ لَهَا كَيْفيَّة قَوِيَّة تعْمل بهَا دَائِما تجفف بِمَا لَهَا من الأرضية غير أَن الْأَطِبَّاء يستعملونها لعدمها التلذيع فِي الْعِلَل الحادة والمواد الحريفة والقروح لانه لَيْسَ جنس آخر من أَجنَاس أدوية الْعين غير هَذِه تصلح لهَذِهِ الْعِلَل.
ابْتِدَاء فِي الْكَلَام فِي القروح والمواد الحادة الَّتِي تسيل إِلَى الْعين وَالْكَلَام فِي البثور والمواد الحادة.
قَالَ وَفِي هَذِه الْعِلَل أَعنِي الَّتِي تجلب إِلَى الْعين فِيهَا مواد حريفة ردية وتزمن وتتآكل وَفِي القروح يتَقَدَّم فِي بعض الْبدن بالفصد والإسهال وحجامة الرَّأْس بعد ذَلِك وَقصر الشريان
(1/182)
الَّذِي خلف الْأذن وَقطع عروق الشريان الَّذِي فِي الصدغ أَن كَانَت الْعلَّة ردية لَا تحتبس سيلانها حَتَّى لَا يبْقى)
عَلَيْهَا شَيْء يهتم بِهِ إِلَّا مَا قد حصل فِي الْعين نَفسهَا ثمَّ يغلبها بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة فَإِن هَذِه تجفف هَذِه الْموَاد الردية على طول الزَّمَان تجفيفا لَا أَذَى مَعَه وَلَا يصلح ضرب من ضروب أدوية الْعين لهَذِهِ الْعِلَل خلا هَذِه وَلَا هَذِه يُمكن أَن يتَبَيَّن نَفعهَا والمواد دَائِما تسيل.
قَالَ لِأَن الْقَابِض يزِيد فِي الوجع وَيحدث فِي الْعين خشونة والحادة تزيد فِي رداءة هَذِه الأخلاط وحدتها وَفِي منعهَا القروح ونتوها وَلَا تدمل القروح وَلَا ينْبت فِيهَا لَحْمًا وَكَذَا المنضجة لَا تصلح لهَذِهِ أَيْضا وَلَا الْمرة والحريفة فَإِنَّهَا أبعد من أَن تصلح لَا مِثَال هَذِه الْعِلَل فَلم يبْق أَلا هَذَا الْجِنْس هَذِه الْعِلَل وَهَذِه الْأَدْوِيَة تسميها الْأَطِبَّاء الشياف الْأَبْيَض وَالْغَالِب عَلَيْهَا الإسفيداج وأذا حلب للقروح بِاللَّبنِ كَانَت أوفق للقروح لِأَن اللَّبن فِيهِ جلاء ألف والجلاء مُوَافق للقروح الَّتِي يحْتَاج أَن تمتلي كَمَا بَين فِي قوانين القروح فَأن لم يقدر على لبن عديم الرداءة فَيَحُك الشياف بطيخ الحلبة لِأَن فِيهِ شَيْئا من الْجلاء.
فَأَما بَيَاض الْبيض فَأَنَّهُ عديم الْجلاء الْبَتَّةَ وَهَذِه الْعِلَل الَّتِي ذكرتها من علل الْعين عسرة البرؤ لي يَعْنِي القروح والبثور والمواد اللطيفة الحادة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين دَائِما فَأن كَانَ مَعهَا فِي الأجفان خشونة كَانَت أرداء وأشر لِأَن طَبَقَات الْعين تألم وتتجع من هَذِه الخشونة فَأَما فِي الرمد فَرُبمَا أمكن أَن يقلب الجفن وَيحك بِبَعْض الشيافات الَّتِي تصلح الخشونة وَرُبمَا خلطنا بعض أدوية بأدوية الرمد وَأما فِي القروح فَلَا وَلَيْسَ يُمكن فِي القروح إِذا كَانَت مَعهَا خشونة فِي الأجفان إِلَّا أَن يحك الأجفان بمغرفة الْميل أَو بالفتيل حَتَّى ينقي وينظف ويلين فينشف مَا يسيل مِنْهَا وينظفه ثمَّ يطبق على الْعين لي لَا يَنْبَغِي أَن يحك الجفن فِي علاج القروح وينطبق لِأَن القروح تحْتَاج أَن يلْزم الرفادة فِي وَقت الحذر من النتو وَلَا يُؤمن أَن يلتزق فَإِن كَانَ لَيْسَ بشديد إِلَّا تراك الحك الْبَتَّةَ إِلَى أَن تبرء القرحة فَإِن اضطرت إِلَى ذَلِك فَإِذا حككته فنظفته ثمَّ ملسته بِبَعْض الألعبة وَنَحْوهَا لِئَلَّا يلتزق وحكه أسْرع وَلَا تشده شَدِيدا وَلَا طَويلا حَتَّى تأمن ذَلِك قَالَ وَإِذا انْقَطَعت الْمَادَّة عَن الْعين أنبت فِي القرحة اللَّحْم بشياف كندر وأذا نقيت من الرطوبات أنبت فِي القرحة اللَّحْم سَرِيعا وأندمل بسهولة.
فِي الرمد قَالَ الرمد ورم يحدث فِي الملتحم والملتحم جُزْء من الغشاء المغشي على القحف من خَارج وَلذَلِك رُبمَا رَأَيْت الورم فِي الرمد الشَّديد مجاورا للعين إِلَى حواليها حَتَّى يبلغ إِلَى الوجنة.)
(1/183)
قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يعالج بالعلاج الْعَام للورم من أجل أَنه ورم وَيُزَاد فِيهِ من أجل الْعين لما هِيَ عَلَيْهِ من شدَّة الْحس وَسُرْعَة التَّحَلُّل أَعْرَاض أخر يعالج الرمد بالأدوية تقمع وتمنع وَلَا يحدث فِي الْعين خشونة وَذَلِكَ يكون بِأَن لَا تكون قَوِيَّة الْقَبْض لَكِن تكون مجففة بِلَا لذع وَيكون مَعهَا بعض الرطوبات المسكنة الَّتِي ألف ذكرت كبياض الْبيض وَاللَّبن وطبيخ الحلبة وَمَتى مَا اسْتعْملت اللَّبن فَإِن بِكَوْن لبن امْرَأَة فتية سليمَة ويحلب من الثدي على المسن وَيحك بِهِ الأشياف ويقطر فِي الْعين وَهُوَ فاتر.
قَالَ وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن يسْتَعْمل هَذَا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا مبرحا أما لعظم الورم وَأما لرطوبات حريفة تسيل إِلَيْهِ وَأما فِي أَكثر الْأَمر فحسبك فِي علاج الرمد أَن تسْتَعْمل بَيَاض الْبيض مَعَ الشياف اليومية وَقد أبرأنا بِهَذِهِ الأشياف غير مرّة رمدا عَظِيما من يَوْمه حَتَّى أَن صَاحبه دخل الْحمام عشَاء ذَلِك الْيَوْم وكحلناه من غَد بشياف السنبلية فبرء برءا تَاما وَيَنْبَغِي إِذا عَالَجت الْعين بالأشياف السنبلية فِي عقب الرمد أَن تخلط مَعَه فِي أول الْأَمر شَيْئا يَسِيرا من الأشياف الحادة الْمُسَمّى اصطفطيان ويخلط مَعَه فِي الْمرة الثَّانِيَة أَكثر من ذَلِك الْمِقْدَار فأنك تكتفي بِاسْتِعْمَالِهِ مرَّتَيْنِ وَقبل إِدْخَاله الْحمام أَن يَنْبَغِي أَن يمشي قَلِيلا وَلَا يكثر.
فَأَما الشياف اليومية فَأَنَّهُ يَقع فِيهَا أقاقيا ونحاس باستر والكندر وتفقدها فَمَا كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْقَبْض فإدفه ببياض الْبيض والرطوبات وخاصة أَن كَانَت القوابض الْغَالِبَة عَلَيْهَا المعدنية فَأَما مَا كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ المرو الزَّعْفَرَان والكندر والحضض فاستعملها أغلط وكمد الْعين بالإسفنج أَن لَكِن خَفِيفا مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَأَن كَانَ شَدِيدا فكمده بإسفنج مَرَّات كَثِيرَة وخاصة فِي أَيَّام الصَّيف الطوَال وَيكون التكميد بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وَهَذَا كَاف فِي الرمد أَن شَاءَ الله القَوْل فِي القروح وقروح الْعين فِي الْجُمْلَة تحْتَاج إِلَى مَا ذكرنَا من علاجها فِي القروح عَامَّة ويخصها من أجل الْعين أَن يكون أدويتها فِي غَايَة الْبعد من اللذع كالتوتيا المغسول والعصارات الَّتِي ذكرت وَعند الوجع الشَّديد اسْتعْمل المخدرة قَالَ وَالْغَرَض أَن تحفظ القرحة نقية لِأَنَّهَا إِذا نقيت ملكتها الطبيعية واندملت فَأَما مَا دَامَ فِي الْعين ورم أَو وجع ألف فعالجها بشياف الكندر والأدوية المعدنية محرقة
(1/184)
مغسولة والعصارات الَّتِي لَا تلذع فَإِذا انفجرت القرحة فاخلط حِينَئِذٍ بهَا شياف الزَّعْفَرَان والأدوية المعدنية الَّتِي تجلوا الجرب الْخَفِيف وَمَا كَانَ من القروح يَأْكُل الطَّبَقَة القرنية حَتَّى المعدنية الَّتِي تجلوا الجرب الْخَفِيف وَمَا كَانَ من القروح يَأْكُل الطَّبَقَة القرنية حَتَّى)
يخَاف بنتو العنبية فعالجه الجرب الْخَفِيف وَمَا كَانَ من القروح يَأْكُل الطَّبَقَة القرنية حَتَّى يخَاف بنتو العنبية فعالجه بِمَا يسد وَيقبض وَلَا يبلغ إِلَى أَن تحدث خشونة الْبَتَّةَ فَأَما البثور الْحَادِثَة فِي الْعين والقيح الْمُتَوَلد تَحت الْقَرنِي وَهُوَ الْمَعْرُوف بكمنة الْمدَّة فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أدوية محللة وَمَا دَامَت هَذِه الْعِلَل قريبَة الْعَهْد وَمَعَهَا ورم بعد فعلاجها بشياف المر والكندر والزعفران فَإِذا طَالَتْ الْعلَّة احْتَاجَت إِلَى أدوية أَكثر تحليلا من هَذِه كَمَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك فِي الأورام الْحَادِثَة فِي طَبَقَات الْعين إِذا صلبت فَإِن هَذِه تنفعها الْأَدْوِيَة الَّتِي يَقع فِيهَا الصموغ الحادة بِمَنْزِلَة الَّتِي يتَّخذ لمن ينزل المَاء فِي عينه الظفرة والجرب فَإِنَّهُمَا يعالجان بأدوية تجلو جلاء قَوِيا وتطرح فِيهَا أدوية معفنة وَيحْتَاج إِلَى تذْهب الظفرة وترققها أَن تكون قَوِيَّة جدا.
تَحْصِيل جملَة أَفعَال أدوية الْعين قَالَ الْجِنْس الأول من أَجنَاس أدوية الْعين العديمة اللذع وَهِي المعدنيات المحرقة المغسولة بِاللَّبنِ وَبَيَاض الْبيض والحلبة والصمغ والكثيراء والنشاء.
قَالَ وجنس آخر الَّذِي لَهُ لذع يسير بِسَبَب أَنَّهَا يؤلف من أدوية لَهَا قبض يسير وجلاء يسير كالورد والكندر والزعفران والمر والأنزورت والحضض وَنَحْوهَا.
قَالَ وللكندر حرارة معتدلة وجلاء معتدل وَلِهَذَا ينضج وَيجمع الْمدَّة ويسكن الوجع وينظف القرحة وينبت اللَّحْم والزعفران فِيهِ أَيْضا تَحْلِيل وإنضاج وَكَذَلِكَ المر إِلَّا أَن الزَّعْفَرَان يقبض قبضا معتدلاً والمر يحلل وينشف الرطوبات ويجفف وَلَا يقبض وَيفْعل هَذَا فعلا قَوِيا والزعفران فأقوى من الكندر تحليلا والمر فأقوى من الزَّعْفَرَان إِلَّا أَن الكندر أنقى مِنْهَا للقروح لِأَنَّهُ لإجلاء فِي الزَّعْفَرَان والمر.
قَالَ والحضض الْهِنْدِيّ والجندبادستر المنزروت فقريبة من هَذِه والأنزورت يحلل وينضج والبارزد أقوى فِي ذَلِك من الأنزورت فِي الخصلتين فَأَما إكليل ألف الْملك وطبيخه فَإِنَّهُ منضج قَابض كالزعفران.
الشادنة تجفف الرطوبات وَهِي أَلين من القليميا لِأَن جوهره هوائي ينْحل لَا حجارى وسمطوس مثله الْكحل إِذا لم يغسل قَابض فَإِن غسل شَارف الْأَدْوِيَة الَّتِي لَا تلذع.
وَمِمَّا يجلو بِقُوَّة قشور النّحاس وتوباله والقلقطار المحرق فَإِن غسلت ضعفت إِلَّا أَنَّهَا يجلو قَلِيلا على حَال والزاج والزنجار يجلوان بِقُوَّة قَوِيَّة ويصلحان للجرب الصعب للصلابة وَبَعْضهمْ يلقِي مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة عفصا وَبَعْضهمْ يلقِي فلتفيا وَهُوَ أَشد الْأَدْوِيَة كلهَا
(1/185)
قبضا مَعَ حِدة قَوِيَّة جدا)
وقشور السَّاتِر فَإِنَّهُ دَاخل فِي هَذَا الْجِنْس وقشار الكندر أَقبض وَأَقل جلاء قَالَ والأدوية القوية الْقَبْض إِذا كَانَت أرضية صلبة الجرم حجارية فَإِنَّهَا تذوب الجرب والصلابة وتفتتها فَأَما مَا كَانَ مِنْهَا عصارات كعصارة الحصرم ولحية التيس وَنَحْوه وقاقيا فَإِنَّهَا تخرج من الْعين سَرِيعا لِأَن الدُّمُوع تغسلها لي فَهِيَ لذَلِك أقل عملا فِي هَذِه وَالْعُرُوق المحرقة من جنس مَا يجفف وَلَا يلذع أَو يجلو وارمانيقور يجلو وَكَذَلِكَ المداد الْهِنْدِيّ وَلذَلِك لَا يضران بالقرحة إِذا لم يكن مَعهَا ورم فَأَما الْعصير فَإِنَّهُ يجلو وَيقبض وَلذَلِك يدمل القروح وينبت اللَّحْم والورد فِي نحوره فِي الْفِعْل إِلَّا أَنه أَضْعَف من جدا فِي الْأَمريْنِ.
والنوشادر وزهرة السوسن وقشر ينبوت دَوَاء الجرب والزاج والزنجار والزرنيخ يدْخل فِي أدوية الجري والسليخة والساذج والدراصيني والحماما فَإِن الدارصيني مِنْهَا يحلل والحماما ينضج والبقية فِيهَا قبض وَتَحْلِيل.
الثَّالِثَة من الميامر وَاعْلَم أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة القليلة الْجلاء يصلح للجرب الْقوي وَيصْلح الْآثَار الَّتِي من القروح وَذَلِكَ أَنَّهَا ترققها وتلطف غلظها وتجلو من ظَاهرهَا شَيْئا فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لطبقات الْعين إِذا صلبت فَإِنَّهَا تؤلف من الأشق والمر والزعفران والبارزد ويخلط بهَا مَا هُوَ أقوى من هَذِه الصموغ لي مَجْمُوع الْعِلَل والأعراض والجوامع مَعَ التقاسيم الْبَصَر يعْدم أَو يضعف أما من قبل الحاس الأول أَعنِي الدِّمَاغ أَو من قبل المجاري ألف الَّتِي تنفذ مِنْهُ إِلَى الْعين وَأما من قبل الْأَشْيَاء الْقَابِلَة لذَلِك الْفِعْل كالرطوبات والطبقات وَإِذا كَانَ الضَّرَر عَن الدِّمَاغ مَعَ ضَرَره فِي التخبيل لِأَنَّهُ لَا يجوز أَن يكون مقدم الدِّمَاغ عليلاً إِلَّا وَالضَّرَر وَاقع بالتخبيل أما سوء مزاج وَأما سدة يسْتَدلّ على أَصْنَاف سوء المزاج وَأما بعض الأورام.
وَأما سوء مزاج فَأَما سوء المزاج الْحَار فليستدل عَلَيْهِ بِشدَّة لهيب الْعين مَعَ عدم الإبصار،
(1/186)
ويستدل وعَلى الْبَارِدَة كبرودة الثَّلج فِي الْعين مَعَ عدم الْبَصَر وَأما رُطُوبَة فَتحدث فِي الصّبيان وَفِي المزاج الرطب واليبس فِي الْمَشَايِخ.
وَأما الورم الْحَار فِي الْعصبَة فبالضربان والثقل مَعَ فقد الْبَصَر وَأما الورم السوداوي والبلغمي فبالثقل مَعَ فقد الْبَصَر وَلَا يحس بحرارة وَلَا ضَرْبَان وَالْوَقْت أَيْضا مستدل بِهِ وَذَلِكَ أَن الورم الصلب لَا يحدث أَلا فِي مُدَّة طَوِيلَة قَلِيلا قَلِيلا وَالِدَة فيستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث فِي الْمَوَاضِع ثقل دفْعَة وَمن أَن النَّاظر لَا يَتَّسِع وَلَا يضيق عِنْد)
التغميض والضوء والظلمة وَأما أَن تتفرق أَيْضا الْعصبَة وَهَذَا ينتو مِنْهُ الْعين دفْعَة مَعَ عدم الْبَصَر لِأَن النتو إِذا كَانَ وَالْبَصَر على حَاله فَإِنَّمَا استرخت العضلات على أصل الْعين فَإِذا كَانَ
3 - (أمراض الجليدي)
أما عَن أَصْنَاف سوء المزاج الثَّمَانِية أَو بزواله عَن مجاورة فزواله يمنه ويسره لَا يحدث ضَرَرا فِي الْبَصَر وَأما زَوَاله إِلَى فَوق وأسفل فَيحدث أَن يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ وَأَن غارت الرُّطُوبَة الجليدية صَارَت الْعين كحلاء وَأَن غلبت حَتَّى جحظت صَارَت الْعين زرقاء.
3 - (أمراض ثقب العنبي)
الضّيق والأتساع لحدة الْبَصَر جدا وَأَن كَانَ حَادِثا أضرّ بالبصر وَذَلِكَ أَنه يعرض أما لِأَن الطَّبَقَة العنبية رطبت فاسترخت وتعصبت أَو لِأَن الرُّطُوبَة الْبَيْضَة استفرغت فَصَارَ لذَلِك لَا تمدد الطَّبَقَة العنبية فضاف لذَلِك الثقب وَهَذَا ضار لِأَن هَذِه الرُّطُوبَة تحجب الشعاع عَن أَن يَقع على الجليدي دفْعَة وينديها ويحفظ مزاجها فَإِذا فقدت هَذِه عرض للجليدي اليبس وَذَهَاب الْبَصَر كَمَا يعرض لمن ينظر إِلَى الشَّمْس.
قَالَ وضيق النَّاظر الْعَارِض من ألف استفراغ الرُّطُوبَة الْبَيْضَة الَّتِي هِيَ محصورة فِي العنبية فعسر بُرْؤُهُ والعارض من ترطيب العنبية يسهل بُرْؤُهُ.
قَالَ فضيق الحدقة إِذا كَانَ من يبس لَا يبرؤ وَهَذَا أَكثر مَا يعرض للشيوخ فَأَما الضّيق الْحَادِث من نقص العنبية للرطوبة فَأَنَّهُ يبرؤ وَأما اعوجاج ثقب العنبية فَأَنَّهُ لَا يضر الْبَصَر الْبَتَّةَ ويعوج من أجل قرحَة حدثت فِي القرنية فَإِذا كَانَت صَغِيرَة نتاشيء قَلِيل من العنبي وَهُوَ المورسرج فيعوج بذلك ثقبتها وَلَا يضر الْبَصَر وَأَن نتاشيء كثير أبطل
(1/187)
الْبَصَر لِأَن الثقب العنبي يبطل الْبَتَّةَ ويحاذي الجلدي جرم العنبي وَرُبمَا نتا العنبي كُله وَبَطل الثقب الْبَتَّةَ.
3 - (أمراض القرنية)
أما أَن يغلظ كآثار القروح وَهَذَا إِذا لم يكن فِي وَجه الثقب لم يضر الْبَصَر الْبَتَّةَ ويجف ويتعطن من يبس فيقل صفاؤه فيضعف الْبَصَر ويعرض ذَلِك للشيوخ أَو يَتَّسِع ثقب العنبى وَيكون ذَلِك من جفاف العنبية وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا جَفتْ تمددت وأتسع ثقبها وَهَذَا عسر البرؤ جدا أَو لِأَن البيضية تكْثر فتمدد هَذِه الطَّبَقَة فيتسع الثقب أَو لِأَن ورما يحدث فِي العنبي وَهَذَانِ يسهل برؤهما لم يُعْط علامته.
3 - (أمراض العنبية)
الطَّبَقَة العنبية أَن انحرفت سَالَتْ الرُّطُوبَة البيضية وَعرض من ذَلِك قرب لِقَاء النُّور للجليدي فَيعرض من ذَلِك بِسُرْعَة مَا يعرض لمن ينظر إِلَى الشَّمْس وَالثَّانِي أَن يخرج الرّوح من تِلْكَ
3 - (أمراض البيضية)
الرُّطُوبَة البيضية تضر بالبصر أما لكميتها وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كثرت مددت الجليدية فاتسع الثقب فَصَارَ مَانِعا لنفوذ الْبَصَر فِيهَا بعمقها فيعدم الجليدية وقائها وسترها ثمَّ عرض من ذَلِك مَا يعرض من الشَّمْس وَأما لكيفيتها فَأَنَّهَا إِذا أثخنت لم يبصر الْإِنْسَان مَا بعد وَلَا يكون أَكثر أَيْضا لما قرب يبصر أَيْضا بصرا صَحِيحا وَأَن ثخنت ثخنا كثيرا وَكَانَ ذَلِك عِنْد الثقب نَفسه منع الْبَصَر وَكَانَ كَالْمَاءِ النَّازِل وَقد قيل أَن المَاء فِي الْعين هُوَ هَذَا وان ثخن بَعْضهَا وَكَانَ حول الثقب لم يبصر أَشْيَاء دفْعَة وَذَلِكَ أَن ثقب العنبي يكون مَا هُوَ مِنْهُ لَا يستر عَن الجليدي ضيق وَأَن كَانَ هَذَا الغلظ الثخن فِي الْوسط وحواليه مكشوفا ابصر الْإِنْسَان مَا يرَاهُ كَانَ فِيهِ كوَّة فَأن كَانَت فِيهِ أَجزَاء غَلِيظَة مُتَفَرِّقَة ألف رأى الْإِنْسَان كالشعر والبق بَين يَدَيْهِ وان تغير لَوْنهَا إِلَى الكدورة رأى الْأَشْيَاء كَانَ عَلَيْهَا كالضباب أَو الدُّخان وان احْمَرَّتْ رأى الْأَشْيَاء حَمْرَاء وَأَن اصْفَرَّتْ رأها صفراء.
أمراض الْقَرنِي أَن غلظ وَتَلَبَّدَ حدث فِي الْبَصَر ظلمَة وَأَن ترطب بصر الْأَشْيَاء فِي ضباب ودخان وَأما بِأَن ينقص مثل مَا يحدث للشيوخ وَهَذَا يكون أما لعرض يبس القرنية والتكمش يكون أما لنَفس الْقَرنِي فِي نَفسهَا وَيكون فِي هَذَا ثقب العنبي على مَا لم يزل عَلَيْهِ أَو لنُقْصَان الْبَيْضَة فيضيق ثقب العنبي وَأَن تغير لَونه إِلَى حمرَة أَو صفرَة أبْصر الْأَشْيَاء حَمْرَاء وصفراء.
أستعن بالرابعة من الْعِلَل والأعراض وتقاسيمه وجوامعه فِي كتاب الْعين إِذا نتت
(1/188)
القرنية من)
قرحَة كَانَت أضرت ذَلِك بالبصر على نَحْو قرب الجليدي من النُّور وَهُوَ الَّذِي يعرض مِنْهُ كالعشأ الْعرض من الشَّمْس وَأَن غلظ منع الْبَصَر وَذَلِكَ إِذا صَار دشبذا من أثر القرحة الأولى من الأخلاط قَالَ يَنْبَغِي أَن تدر الدُّمُوع حَيْثُ تُرِيدُ أَن تستفرغ أخلاطا مُخْتَصَّة فِي الْعين وبمنعها مَتى كَانَت تجذب بجذبها أوراما وقروحا فِي الْعين. الْخَامِسَة من الْفُصُول وَهِي آخرهَا قَالَ قد أبرأنا مرَارًا كَثِيرَة علل الْعين من رطوبات كَانَت تنصب إِلَيْهَا مُنْذُ مُدَّة طَوِيلَة باستفراغ الدَّم من نقرة الْقَفَا وَمَا فَوْقهَا بِوَضْع لمحجمة على تِلْكَ الْمَوَاضِع.
الْإِسْكَنْدَر من كَانَ يكثر النَّوَازِل إِلَى عينه فَلَا يُحَرك رَأسه فِي مَاء حَار وَلَا بَارِد جدا لِأَنَّهُ ضار وَيمْنَع من الدّهن على الرَّأْس.
السَّادِسَة من مسَائِل أبيذ يميا قَالَ أفضل الإحداق المعتدلة بالمعظم لِأَن الضيقة الصَّغِيرَة تدل على قلَّة الرّوح المنبعث فِي الْعصبَة والواسعة جدا يتبدد فِيهَا ذَلِك النُّور.
من كتاب جَامع الكحالين من الْمُحدثين مَا انسحق من أدوية الْعين فصوله وَمَا لم ينسحق فاجعله فِي كوز لطيف واشواه فِي فَحم حَتَّى يَحْتَرِق كسوار الْهِنْد وَغَيره حرّقه على هَذَا ثمَّ يُؤْخَذ من المغسول فيسحق مَا يَشَاء قَالَ وَاعْلَم أَن الزنجار يَأْكُل حجب الْعين ويهتكها ويؤثر فِيهِ وخاصة فِي أعين النِّسَاء وَالصبيان فأخلط بِهِ ألف الْكثير من الإسفيداج.
قَالَ والمغرية كالنشاء والأسفيداج والقليميا إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل والمادة قد انْقَطَعت لِأَنَّهَا أَن اسْتعْملت قبل ذَلِك منعت التَّحَلُّل فهاج الوجع لتمدد الطَّبَقَات إِلَّا أَن يكون فِي القروح فَأَما حِينَئِذٍ ينظر إِلَيْهَا لِأَنَّهَا عَظِيمَة هَاهُنَا وَلَا دَوَاء لَهَا غَيرهَا وَإِذا القى كَحال فِي عين دَوَاء فليصبر حَتَّى يذهب مُضْغَة وأثره الْبَتَّةَ ثمَّ يتبعهُ بميل آخر فَهُوَ أبلغ من ان يكون بعضه على أثر بعض.
قَالَ والرمد فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة والأمزجة الْبَارِدَة أطوال مُدَّة فَالْزَمْ العلاج وَلَا تضجر لِأَن حجب اعينها أَشد تكاثفاً.
قَالَ وَمِمَّا يعم جَمِيع أوجاع الْعين بعد قطع الْمَادَّة تلطيف الْغذَاء وتسهيل الطبيعة أبدا وَقلة الشّرْب وَترك الْجِمَاع وَشد الْأَطْرَاف ودلكها وتكميدها بِالْمَاءِ الْحَار وَشد السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ وخاصة عِنْد شدَّة الوجع وطلي الجفون والصدغين والجبهة فَإِن ذَلِك يمْنَع النزلة ولاشيء أضرّ بِالْعينِ الصَّحِيحَة والمريضة من دوَام يبس الْبَطن وَطول النّظر إِلَى الْأَشْيَاء المضيئة
(1/189)
وَقِرَاءَة الْخط الدَّقِيق والإفراط فِي الباه وكثيرة أكل السّمك المالح ودوام السكر وَالنَّوْم بعقب التملي من الطَّعَام فَلَا)
يَنْبَغِي لمن عينه ضَعِيفَة أَن ينَام أبدا حَتَّى ينحدر طَعَامه وَلَا يغسل الْعين فِي الرمد والقرحة بِمَاء بَارِد فَأَنَّهُ يحقن الْمَادَّة وَيمْنَع من انقلاع آثَار القروح وَقل من يَنْفَعهُ المَاء الْبَارِد إِلَّا لمن كَانَ بِهِ سوء مزاج حَار فَقَط بِلَا مَادَّة وَيلْزم خرقَة سَوْدَاء من بِعَيْنِه رمد حَار أم بثر وَيكون فِي مَوضِع قَلِيل الضياء وفراشه لَيْسَ بأبيض وَحَوله خضر وَمن كَانَت القرحة فِي عينه الْيُمْنَى فلينم على الْجَانِب الْأَيْمن وَكَذَلِكَ الْيُسْرَى وَلَا يَصِيح وَلَا يعطس وَلَا يدْخل الْحمام إِلَّا بعد نضوج الْعلَّة فَأن دخله فَلَا يُطِيل الْمكْث وَمن كَانَ بِعَيْنِه مَاء فليتوق الغرغرة والعطاس والصياح لِأَنَّهُ يجلب الْمَادَّة وَيَنْبَغِي أَن يسهل بالأيارج.
قَول جَمِيع الكحالين كل عين شَدِيدَة الْحمرَة كَثِيرَة الرُّطُوبَة ألف والرمض فالمادة دم فَأن كَانَت مَعَ شدَّة الْحمرَة جافة غير رمضة فالصفراء وان كَانَت الْحمرَة قَليلَة والرمص كثيرا فالبلغم وان كَانَت الْحمرَة والرمص قليلين فالسوداء والرمد الْكَائِن من دم وبلغم يلتزق فِي النّوم وَالَّذِي من صفراء وسوداء لَا يلتزق فِي النّوم وَيكون ذَلِك قَلِيلا جدا وَيَنْبَغِي أَن يقْصد أَولا إِلَى استفراغ الْمَادَّة المهجية للعين.
قَالَ وَيُسمى مَا خرج فِي بَيَاض الْعين بثر وَمَا خرج فِي سوادها قرح لِأَنَّهُ أعظم مضرَّة وَقَالُوا جَمِيعًا أَن البثر والقروح ثَلَاثَة أَنْوَاع يخرج فِي الملتحم وَهُوَ بثر ونوعان يخرجَانِ فِي القرنية وَمَا فِي الملتحم كُله أَحْمَر وَمَا فِي القرنية أَبيض وَأَن كَانَ أغبر إِلَى السوَاد كَانَ شرا وكل رفادة تكون عَلَيْهَا مَادَّة بَيْضَاء فثم وجع صَعب وضربان شَدِيد وَأَن كَانَت الْمدَّة إِلَى الصُّفْرَة أَو الغبرة والزرقة فَهِيَ أقل ضَرْبَان وَأَن كَانَت إِلَى الْحمرَة فَأَقل أَيْضا.
وَقَالُوا جَمِيعًا أَن جَمِيع أَلا كَحال الحجرية لَا يجوز أَن يسْتَعْمل إِلَّا بعد حرقها وتصويلها وإطالة سحقها بعد ذَلِك وَألا عظم ضررها وَليكن الْميل شَدِيد الملاسة لي يمر فِي الْجلد على ضيع المهالة مُدَّة حَتَّى يلين جدا وَيَنْبَغِي أَن يرفع الكحال الجفن ويرسله بِرِفْق وَيَردهُ وَلَا يَجْعَل وَيَضَع الذروربين الجفنين فِي المأقين وَلَا يخط فِي الْعين ميلًا فِي الرمد والوجع وَأما عِنْد قلع الْآثَار فليعمد بالدواء الْأَمر ويمره عَلَيْهِ جيدا وَإِذا قلب الجفن فليرده قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يختلس مُدَّة لترجع من تِلْقَاء نَفسه وكل عِلّة مَعهَا ضَرْبَان ووجع شَدِيد فليعالج بأدوية لينَة من الْيَابِسَة والرطبة كالرمد والقروح وكل عِلّة عتيقة مزمنة لأوجع مَعهَا كالجرب والسبل وآثار القروح والحكة والغشاوة والكمنة وبقايا الرمد والسلاق والظفرة فبالأدوية الجلائية المنقية على قدر مراتبها فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ)
من فَوتهَا وَإِن اجْتمعَا فأبدأ بِالَّذِي يوجع.
قَالُوا وَمَتى كَانَت الْموَاد تنصب إِلَى الْعين دَائِما فعلاجها فِي نَفسهَا بَاطِل وَأنْظر أَو لأهل ذَلِك من جَمِيع الْبدن أَو من الرَّأْس وَحده فَأن كَانَ من جَمِيع الْبدن ألف إِذا فاسفرغه أَو من
(1/190)
الرَّأْس وَحده فانفض الْبدن وأنفض الرَّأْس وأطله بالاطلية وَمَا كَانَ يسيل من خَارج القحف فَانْقَطع الشرايين وأطله بالأطلية وَمَا كَانَ يسيل دَاخل القحف فعلامته العطاس والحكة واللذع فافصد واسهل واستفرغ الرَّأْس وَمن ضعف بَصَره وشكله بِحَالهِ فَانْظُر ذَلِك من الدِّمَاغ نَفسه أَو من سدة فِي الْعصبَة أَو من يبس الْقَرنِي على أَن هَذَا يتَغَيَّر مِنْهُ شكله الحدقة وعالج بعد التثبيت وَالنَّظَر قَالُوا جَمِيعًا يحْتَاج فِي أول علاج الْقرح والبثور كلهَا إِلَى أدوية مركبة من أَصْنَاف شَتَّى مبردة كاسرة للحدة كلاسفيداج والنشاء والصمغ ومضجة كلانزورت والمرو الكندر والزعفران وَمَاء الحلبة ومخدرة كلأفيون وان تطاولت الْعلَّة وَلم تنضج فاخلط بهَا القوية الإنضاج كالأشق والجندبادستر لي نؤلف شَيْئا لكل نوع فَنَقُول إِذا تَأَخّر النضج فشيافات الِابْتِدَاء للدَّفْع فَقَط وشياف لمنع البثور وشياف للإنضاج وشياف لأنبات اللَّحْم وشياف لقلع الْآثَار وَقَالُوا من أمراض الْعين مَالا بُد من استفراغ الْبدن فِيهِ بِقصد وحجامة وإسهال وتلطيف الْغذَاء مَعَ الاكحال وَمِنْهَا مَالا يَكْتَفِي بالاكتحال فَالَّذِي لَا بُد مَعَه من التلطيف البثور والقروح والرمد الْحَار والسبل إِذا كَانَ مَعَه انتفاخ أَو ورم أَو شدَّة حمرَة وَكَثْرَة رُطُوبَة وقذي فَأَما مَا لَا يحْتَاج إِلَى استفراغ فَمثل آثَار القروح الَّتِي إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى جلاء وَسَائِر الأوجاع الَّتِي لَا يظْهر مَعهَا امتلاء وانتفاخ عروق الْعين وَلَا كَثْرَة رُطُوبَة سَائِلَة وَقد تخْتَلف أدوية القروح بِحَسب نقائها وضرها وَإِذا تطاولت الأورام فِي حجب الْعين وَلم تنضج وَلم تجمع مُدَّة فاكحله بالأنزوت المربي والزعفران والجندبادستر والكندس والحضض الْهِنْدِيّ وَمَاء الحلبة فَإِن لم تجمع فاخلط فِي هَذِه الحلتيت والسكبينج والأشق والدارصيني والساذج والسنبل وبادر بهَا قبل أَن يَأْكُل حجاب الْعين وتحرقها حرقا عَظِيما فلتسهل الرطوبات وأذا انْفَتح فعالجها بِمَا يجذب مَا فِيهَا من الْمدَّة ويملأ الجفن مثل الملكاية وادف الشياف الْأَبْيَض بِلَبن وبماء الحلبة وَإِذا بَقِي الْأَثر فَعَلَيْك بقشور الْبيض وبعر الضَّب وزبد الْبَحْر وانفخه الأرنب والمسحقونيا وَنَحْو ذَلِك.
قَالُوا إِذا كَانَ الوجع فِي الْعين من امتلاء فافرغ فَإِن لم يسكن فَأعْلم أَن الْمَادَّة قد رسخت فِي الْعُضْو فعالج بالأشياء المسكنة للوجع وَبِمَا يحلل من الكماد وَغَيره فَإِن لم يسكن بذلك فَعَلَيْك)
بالمخدرة وَاعْلَم أَن عظم مَا يحدث فِي الْعين آفَة القروح وعلامتها كَثْرَة الدُّمُوع وَشدَّة النخس والوجع وَيحْتَاج إِلَى أدوية مثل انفجارها إِلَى الْأَدْوِيَة اللزجة اللينة المغرية
(1/191)
الَّتِي لَا لذع فِيهَا وَلَا جلاء وَأما البثور فعلاجه بِجمع وبشد وَخير الْأَشْيَاء لَهُ التوتيا والشادنة والاثمد مغسولة مسحوقة على مَا وَصفنَا مرَارًا.
قَالَ مرانا وعَلى الْكَبِير وَعِيسَى بَاب الطاق وأبن الْجُنَيْد وَجَمَاعَة الْمَعْدُودين بَين الكحالين إِذا حدثت القروح فِي الْعين فَلَا تدع بعد الْقَصْد أَو حجامة السَّاق إِذا لم يُمكن الْقَصْد أَو أجمعهما وإسهال الطبيعة كل أَرْبَعَة أَيَّام بهليلج أَو تمر هندي أَو بِخِيَار شنبر وترنجين وأجاص أَو بِهَذَا فَهُوَ أَجود يُؤْخَذ من الكثيرا وَرب السوس جزؤ جزؤ وسقمونيا نصف جزؤ مشوي وَيجْعَل حب الشربة دِرْهَم وَيكون تَدْبيره إِلَى الطَّاقَة وَلَا يلطف جدا لِأَن فِي الْعلَّة طولا وَلَكِن الطف إِلَى جمع الْمدَّة وانفجار القرحة ثمَّ أَكثر فأعطه بعد انفجار القرحة الْفروج وأطراف الجدا لِئَلَّا تسْقط قوته لِأَن الْقُوَّة إِذا سَقَطت كثرت فتكثر الفضول فِي الْجِسْم وتكثر لذَلِك فِي عينه لِأَن الْقُوَّة إِذا سَقَطت كثرت الفضول فِي الْبدن وَاعْلَم أَن البثر الصَّغِير لَا يكَاد يجمع وينفجر إِلَّا ان تكون مادته شَدِيدَة الحرفة والشياف الْأَبْيَض يُبرئهُ ويجففه.
قَالَ وينفع أَن يكتحل القروح والبثور بعد الاستفراغ بالشياف الْأَبْيَض اللين الَّذِي إِلَّا قليميا فِيهِ وَلَكِن يتَّخذ من الأنزروت والنشا والصمغ والكندر والأفيون يعجن ببياض الْبيض رَقِيقا ويقطر فِي الْعين بالبان النِّسَاء فَأَنَّهُ جيد فِي هَذَا الْموضع إِلَّا أَن يكون الوجع شَدِيدا فالق حِينَئِذٍ فِي عينه الشياف الْمُتَّخذ من كثيرا ونشا وأفيون واسفيداج فَإِذا انفجرت القرحة فاكحله بالأحمر اللين والأبيض الَّذِي فِيهِ قليميا والساذج وَسَائِر الْأَحْجَار المجففة فَإِذا سكن اللذع والوجع واحتجت إِلَى تنقية القرحة فاخلط بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة جدا لتنقي القرحة وتنبت اللَّحْم مَعَ ذَلِك فَإِذا كَانَت القرحة زايلة عَن النَّاظر فَأَنَّهَا لَا تمنع الْبَصَر الْبَتَّةَ.
قَالَ وَيَنْبَغِي إِذا حدث النتو أَن يلْزم الرفادة والأكسيرين الَّذِي ذكرت لَك فَأَنَّهُ يطمئن ويسكن وَإِذا أردْت أَن تعالج الْبيَاض الْبَاقِي من اثر القرحة فالزمه الْحمام كل يَوْم ثمَّ أكحله بعد الْخُرُوج من الْحمام فَإِنَّهُ يلين الْبيَاض الْبَاقِي قَالَ وارفق وَلَا تخرق لِئَلَّا يخرق الغشاء فَيحدث النتو فَإِن نتأ فِي حَال فعالج بالأثمد والشاذنة والأسفيداج والزم الشد والرفادة لي رُبمَا لم يُمكن الْحمام لعِلَّة فِي الْبدن فاكب العليل على بخار المَاء الْحَار وَيفتح عينه مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى يعرق وَجهه ويحمر ثمَّ)
أكحله.
الرمد لَا يكحل الْعين الرمدة الشَّدِيدَة الوجع الوارمة بشياف نَافِع شَدِيد الْقَبْض قبل الاستفراغ وَانْقِطَاع الْمَادَّة لَكِن عالج الرمد مَعَ الامتلاء بالشياف الْأَبْيَض المراكب من كثيرا ونشا وصمغ واسفيداج وأفيون معجونا بِمَاء الكليل الْملك أدفه ببياض
(1/192)
الْبيض رَقِيق وقطره فِي الْعين وَلَا تستعمله بِاللَّبنِ لَان اللَّبن حَار جدا غير لذاع.
وَمَا احتجت إِلَيْهِ من القابضة فِي ابْتِدَاء الْعلَّة لِئَلَّا يقبل الْعين الْمَادَّة فَلَا يكون بليغة الْقَبْض جدا وَإِيَّاك اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المحللة الحارة فِي ابْتِدَاء الرمد والقروح إِلَّا أَن يكون الوجع شَدِيدا لِأَنَّهَا تملأ الْعين بِمَاء يجذب إِلَيْهَا والمخدرة فِي حَال شدَّة الوجع نافعة لَكِن لَا تطاول الْعلَّة فِيهَا فَإِنَّهَا تثبت الْعِلَل وتضعف الْبَصَر جدا فَإِذا سكنت الْموَاد ونقصت فالحمام والإكحال بالمحللة نافعة وَلَا يهجم أبدا بالأكحال الحادة فَتغير الْعين لَكِن يدرج إِلَيْهَا وَاسْتعْمل فِي الوردينج وَهُوَ الرمد الشَّديد الْبرد الْأَبْيَض ثمَّ الْأَصْفَر وينفع جدا فِي شدَّة الرمد الشياف الْأَبْيَض اللين وَهُوَ الَّذِي لَيْسَ فِيهِ من المعدنية.
الاسفيداج يداف ببياض الْبيض الرَّقِيق ويقطر فِي الْعين فِيهَا وَأما التكميد فَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَأكْثر مِنْهُ إِن كَانَ قَلِيلا فَيَكْفِي بِمرَّة أَو مرَّتَيْنِ وَليكن بِمَاء إكليل الْملك والحلبة.
فَأَما ألف الأضمدة فأتخذها من زعفران وإكليل الْملك وورق الكزبرة وصفرة الْبيض وَالْخبْز المنقع فِي عقيد الْعِنَب وان كَانَ الوجع شَدِيدا فأخلط فِيهِ قشور خشخاش وأفيونا وَأما الأطلية فَلْيَكُن من زعفران وَمَا مثيا وحضض وصبر والصمغ الْعَرَبِيّ على الأجفان وَإِمَّا مَا يطلى وَيُوضَع على الْجَبْهَة لمنع النَّوَازِل فَإِن كَانَ السيلان حارا فأتخذه من عوسج وسفرجل وَسَوِيق شعير وبقلة الحمقاء وبزر قطونا وعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَفِي الْجُمْلَة مَا يبرد وَيقبض فَأن كَانَ السيلان لَيْسَ بمفرط الْحَرَارَة فَلْيَكُن من غُبَار الرحا وَمر ويذاب الكندر ببياض الْبيض وَأَن كَانَ مَا يسيل بَارِدًا فاتخذه من كبريت وزفت وفلونيا وترياق قَالَ والشيح المحرق يمْلَأ الْحفر جدا لِأَنَّهُ يُخَفف ويجلو بِلَا لذع. قَالَ فَإِذا لم يبْق فِي الْعين لَا ورم وَلَا وجع أصلا من الرمد والقروح فَاسْتعْمل الشياف الْأَحْمَر والذرور الْأَصْفَر ليحلل بقايا الرمد والغلظ. من كتاب الْعين قَالَ قَالَ فالمسدد مِنْهَا أرضية يابسة وَمِنْهَا رطبَة لزجة سَائِلَة وَالْأول يصلح للتجفيف والسيلان واللطيف الْحَار وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ مَعَ قرحَة من بعد إفراغ الْبدن وَالرَّأْس وَانْقِطَاع ذَلِك السيلان)
لِأَنَّهَا تجفف الَّذِي قد حصل تجفيفا معتدلا ويمنعها من النّفُوذ فِي طَبَقَات الْعين فَأَما أَن كَانَ السيلان لم يَنْقَطِع فَلَا تسْتَعْمل لِأَنَّهَا أَن اسْتعْملت أَشْتَدّ الوجع لِأَن هَذِه بِمِقْدَار مَا مَعهَا عَن التغرية يعين على أَن تمنع تِلْكَ الرُّطُوبَة من التَّحَلُّل فتمدد لذَلِك صفاقات الْعين لِكَثْرَة مَا يحصل فِيهَا من الرُّطُوبَة وَرُبمَا تخرقت وتأكلت وَتَقَع هَذِه الادوية لَا يسْتَعْمل إِلَّا فِي طول الزَّمَان أَلا أَن نضطر إِلَيْهِ وَإِذا كَانَت فِي الْعين قرحَة وَكَانَ يسيل إِلَيْهَا رُطُوبَة
(1/193)
حريفة وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل جنس من الْأَدْوِيَة غَيرهَا لِأَن الْقَابِض يزِيد فِي الوجع لشدَّة جمعه وَمنعه الرطوبات أَن يسيل والحار يزِيد فِي رداءة الْمَادَّة وحرافتها والمرخي والمحلل والمنضج وَأَن كَانَت تنْزع الرُّطُوبَة فَإِنَّهَا لَا تملأ القروح وَلَا يقبض النتو والحامض والبورقي ألف لِأَنَّهَا تلدغ فتهيج الْعلَّة وَلَا يصلح لهَذِهِ الْعلَّة إِلَّا المعتدلة فِي الحرو وَالْبرد والمجففة بِلَا لذع كالتوتيا المغسول فإمَّا بَيَاض الْبيض وَاللَّبن وَنَحْوه فَيدْخل فِي علاج هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهَا تغري وتملس الخشونة الَّتِي تحدثها الْمَادَّة الحريفة لِأَنَّهَا تغسلها وتعدلها وتسكن الوجع لذَلِك ولزوجته تعين على طول بَقَائِهِ فِي الْعين وَلَوْلَا ذَلِك لاستعملنا المَاء مَكَانَهُ وَلَكِن الْعين يستنفع بطول بَقَاء الدَّوَاء فِيهَا لِئَلَّا يحْتَاج أَن يزعج كل ذَلِك يزِيد فِي وجعها وَهِي هَذِه رَقِيق بَيَاض الْبيض وَمَاء الحلبة المغسولة وَاللَّبن وَمَاء الصمغ والكثيرا وَاللَّبن بجلائه أوفق فِي القروح والحلبة أفضل بتحليلها يسكن الوجع الشَّديد أما بَيَاض الْبيض فيغري فَقَط وَلَا يسخن وَلَا يبرد وَلَا يجلو والصمغ والكثيرا يصلحان لعجن الْأَدْوِيَة الحجرية لَهَا فتلينها وتملسها فضل تمليس وَيصْلح أَيْضا إِذا حلت بِعَسَل الرطوبات اللزاعة وَمَا يصلح لَهُ بَيَاض الْبيض.
قَالَ وَأما الْجِنْس الثَّانِي وَهُوَ المفتحة فَإِنَّهَا تصلح إِذا أزمت الْمدَّة ويخلط بهَا المنضجة لتعدلها وَهِي الحليتت والسكبينج والأشق والفربيون وَالدَّار صيني والحماما والوج والسليخة والساذج والسنبل وَأما الجلائية فالقليلة الْجلاء الَّتِي لَا تلذع تصلح لجلاء الْبيَاض الرَّقِيق والقروح كالقليميا والكندر وَقرن الأيل المحرق وَالصَّبْر والورد.
وَمَا كَانَ مِنْهَا شَدِيد الْجلاء يصلح للأئر الغليظ والظفرة والجرب كتوبال النّحاس والزاج والزنجار والنشادر والقلقديس والنحاس المحرق فَأن غسلت قل لذعها وَنقص جلاؤها بِقدر غسلهَا وَأما المعفنة فَإِنَّهَا تصلح للظفرة والجرب والحكة إِذا أزمن وصلب وَهِي الزرنيخ والزاج. وَأما القابضة مِنْهَا تصلح لرفع السيلان فِي الرمد والقروح كالورد والماميثا والشاذنج ويخلط ألف فِيهَا قَلِيل من أقاقيا وَهُوَ قسطيداس وَمَاء الحصرم أقوى قبضا من هَذِه أَلا أَن العصارات تسرع الْخُرُوج من الْعين
(1/194)
والأرضية تبقى أَكثر، وَلذَلِك لَا تكَاد العصارات تنكأ الْعين كَمَا تنكأها الحجرية إِذا وضعت غير موضعهَا.
قَالَ وَمِنْهَا مَا يقبض قبضا شَدِيدا وَهَذِه لَا تصلح لدفع السيلان لِأَنَّهَا تورث من الوجع لخشونتها أَكثر من النَّفْع فِي دفع السيلان لَكِنَّهَا تسْتَعْمل فِي نَوْعَيْنِ فتخلط فِي بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر شَيْئا مِنْهَا فَيجمع الرّوح الباصر فِي الْعين فيقويه ويقلع أَيْضا بهَا خشونة الأجفان والجرب وَهَذِه هِيَ الجلنار والعفص وتوبال الْحَدِيد والقلقديس وَهُوَ أقواها كلهَا وألحجها فِي الخشونة مَا كَانَت حجرية وَأما العصارات كعصارة لحية التيس والاقاقيا وَمَاء الحصرم فَلِأَنَّهَا تخرج سَرِيعا من الْعين لَا تقلع الخشونة وَأما المنضجة فَلَا تستعملها فِي أورام الْعين وَفِي القروح إِذا كَانَت الْمدَّة محتسبة دَاخل القرنية أَولا وَحدهَا فَإِن لم تنجح خلطنا مَعهَا الْأَدْوِيَة القوية التَّحْلِيل وَفِي الأورام الصلبة فِي الْعين وَهِي الزَّعْفَرَان والمر والجند بادستر والكندر وَمَاء الحلبة والحضض والأنزورت والبارزد وإكليل الْملك وطبيخه.
وَأما المخدرة وَهِي الأفيون والنبج واللفالح فيستعملها وخاصة إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك حِدة وتأكل وقروح فَيَنْبَغِي أَن يستعملها بحذر لِأَنَّهَا تضعف الْبَصَر وَرُبمَا أتْلفه وَلِهَذَا يسْتَعْمل عِنْد الضَّرُورَة الشَّدِيدَة وَلَا يلح باستعمالها بل يستعملها وقتا يَسِيرا بِقدر مَا بِهَذَا الوجع فَإِذا هدأ تركنَا اسْتِعْمَالهَا واستعملنا بعقبها الأكحال المسخنة المتخذة بدار صيني.
مَجْهُول من كتاب مَجْهُول إِذا رَأَيْت الْعين حَمْرَاء وارمة تلقى رمصا فَأَنَّهُ رمد وَأَن كَانَت صَافِيَة وتلتزق بِاللَّيْلِ فَهُوَ رمد يَابِس شفاها كحل مضاض جدا وَإِذا طَال على الْعين الرمد فاقلب جفنها فَأن فِيهِ جربا والجرب بثر صغَار فَأن كَانَ الْعين لَا يقدر صَاحبهَا أَن يفتحها حَتَّى يدلكها دلكا كثيرا فعالجه بكحل مضاض وَإِذا رَأَيْت مَاء فِي الْعَينَيْنِ أحمرين فَهُوَ سلاق دواؤه شياف بَارِد وَلَا يدرها وأكحلها بكحل بَارِد.
جالينوس الصَّبْر نَافِع ألف للأورام الَّتِي فِي الْعين وشأنه منع مَا ينجلب بِهِ وَتَحْلِيل مَا قد حصل لي إِذا عملت الْجَامِع من كتاب الْعين فاقرأ أَعْرَاض الْعين من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض فَإِنَّهُ يشفيها شفاءا حسنا ولخصها وَزَاد مَرضا وَاحِدًا لم أره فِي غَيرهَا وَهُوَ رطب الْقَرنِي.
قَالَ جالينوس وإكليل الْملك مَعَ صفرَة الْبيض ودقيق الحلبة ودقيق البزركتان والميفختج يتَّخذ مِنْهَا ضماد.
لورم الْعين الْحَار الصلب
(1/195)
ابْن مَا سويه. الزَّعْفَرَان يمْنَع الْموَاد إِذا طلى على الْعين.)
مسيح الزَّعْفَرَان قد جمع قبطا إِلَى إنضاج لي لذَلِك هُوَ جيد للورم فِي الأجفان إِذا طلى عَلَيْهَا لي جملَة مصلحَة من كتاب الْعين والعلل والأعراض فِي ذكر علل الْعين.
أمراض الْعين جِنْسَانِ وَأما مرض يحدث فِي الْقُوَّة الفاعلة لِلْبَصَرِ وَأما فِي الْآلَة الَّتِي يكون بهَا الْبَصَر أَو الْحس أَو الْحَرَكَة والآفة تدخل على الْقُوَّة بِفساد مزاج أَو ورم أَو انتهاك يَقع فِي الدِّمَاغ وخاصة فِي الْموضع الَّذِي ينْبت فِيهِ أما العصب المجوف أَو العصب الَّذِي يجيئها بالحس وَفِي الْآلَة فارل الآفة بالعصبة المجوفة وَيحدث فِيهِ أما تغير مزاج ثَمَانِيَة أَصْنَاف وَأما أورام أَرْبَعَة أَصْنَاف وَأما تهتك وَأما تمدد وتطول وَأما أَن تشنج وَأما من سدد بورم وَغَيره وتتلوه الجليدية وتحدث فِيهَا أما أَن تَجف وَأما أَن ترطب وَأما أَن تنقل عَن موضعهَا أَو تَغْيِير عَن لَوْنهَا أَو تعظم أَو تصغر أَو يتفرق اتصالها فَأن زَالَت يمنة أَو يسرة عرض الْحول وَأكْثر مَا يعرض للصبيان وَأَن زَالَت إِلَى أَسْفَل أَو فَوق عرض أَن يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ لي وان غارت فَهَذَا عمل طَوِيل وَيُمكن أَن نقضيه إِذا فَرغْنَا.
من الْمقَالة المنقسمة الَّتِي فِي آخر كتاب الْعين من القرابادين الْكَبِير أَن حدث فِي الْعين الورم الْمُسَمّى التهبج فضمدها باسفنجة مشربَة بخل وَمَاء حَار مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ كمدها بِمَاء حَار وَحده أَن توجعت وَشد عَلَيْهَا بعصابة رقيقَة لي رَأَيْت فصد الآماق وعرق الْجَبْهَة نَافِعًا من جَمِيع الْعِلَل المزمنة فِي علل الْعين كالسبل الْقَدِيم والجرب والسلاق الْأَحْمَر وَنَحْو ذَلِك وَقصد بَين يَدي جمَاعَة كَانُوا ألف يتأذون بالسبل فجفت عَنْهُم وهدؤا وعرق الآماق وَهِي عروق الْجَبْهَة تَنْقَسِم قسمَيْنِ أَلا أَن عرق الْجَبْهَة ينفع الْعَينَيْنِ جَمِيعًا وفصد الآماق ينفع الْوَاحِدَة ونفعه أَكثر وأبلغ فَإِذا لم يُوجد فعرق الْجَبْهَة نَافِع جدا.
(1/196)
حنين فِي أَجنَاس أدوية الْعين قَالَ حنين أَجنَاس أدوية الْعين سَبْعَة مسدّد مغرى مملّس وَالثَّانِي مفتح وَالثَّالِث جلاّء وَالرَّابِع منضج وَالْخَامِس مخدّر وَالسَّادِس معفّن وَالسَّابِع قَابض فالمسددة المغرية ضَرْبَان أرضي يَابِس وَهِي تجفف بِلَا لذع وَهِي صَالِحَة التجفيف والسيلان اللطف الْحَار وخاصة مَعَ القروح وَتصْلح بعد إفراغ الْبدن وَالرَّأْس وَانْقِطَاع السيلان لِأَنَّهَا تجفف تجفيفا معتدلا وتمنع الرُّطُوبَة الَّتِي فِي أوراد الْعين من النّفُوذ فِي الطَّبَقَات فَإِذا كَانَ السيلان لم يَنْقَطِع فَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تشدد الوجع وَذَلِكَ أَن أورادة الْعين من كَثْرَة مَا تمتلي وتمتد الصفاقات فَرُبمَا تأكلت وَرُبمَا تخرقت وَمَنْفَعَة هَذَا لَا يتَبَيَّن أَلا فِي زمَان طَوِيل أَلا أَنَّهَا يضْطَر إِلَيْهَا إِذا كَانَت)
فِي الْعين قرحَة وتأكل فِي القرنية ونتو فِي العنبية وَإِذا كَانَ تسيل إِلَيْهَا رُطُوبَة حريفة لِأَنَّهُ لَا يُمكن تسيل منعا قَوِيا فَأَنَّهَا تحصر وَتجمع الْعين بِشدَّة فتزيد فِي الوجع والدواء الْحَار يزِيد فِي رداوة الرطوبات وَيجْرِي إِلَيْهَا والدواء المرخي والمحلل والمنضج يفرغ هَذِه الرطوبات السائلة إِلَّا أَنَّهَا لَا تملأ القروح وَلَا تدملها وَلَا تقبض النتو وَلَيْسَ يصلح لمثل هَذِه الْعلَّة إِلَّا الْأَدْوِيَة الْقَرِيبَة من الِاعْتِدَال وَإِلَى الْبرد مَا هِيَ إِلَى أَن يجفف يَسِيرا وَلَا يلْدغ الْبَتَّةَ وَهَذِه هِيَ التوتيا المغسول والاسفيداج والاثمد المغسول جالينوس وَفِي القليميا جلاء يسير مَعَ ذَلِك وَلَو غسل بعد الإحراق أَو لم يحرق الْبَتَّةَ وَفِي التوتيا قبض يسير وَكَذَا فِي الرصاص المحرق المغسول وَفِي الاسفيداج وَأما النشا فَإِنَّهُ إِذا تقصى غسله لم يكن لَهُ قبض الْبَتَّةَ وَلَا حراقة والمرطبة من هَذِه كبياض الْبيض الرَّقِيق وَلبن النِّسَاء ألف وطبيخ الحلبة أَو مَائِهَا وَمَاء الصمغ والكثيرا فَهَذَا أجمع لَا يلذع الْبَتَّةَ وتغري وتملس الخشونة وتسكن حِدة الرطوبات الحريفة وتغسلها فيسكن لذَلِك الوجع وَلها فِي الْعين بقايا للزوجتها وَهَذَا الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَن الْعين تنغسل عَنْهَا جَمِيع الْأَدْوِيَة أسْرع مِمَّا يخرج من جَمِيع الْأَعْضَاء وَلِهَذَا جعلُوا أَكثر أدويتها حجرية لما يُرَاد من طول بَقَائِهَا فِيهَا ولزوجة هَذِه يُطِيل بَقَاؤُهَا فِيهَا وَذَلِكَ أَجود شَيْء لِأَنَّك لَا تحْتَاج أَن تنبعث الْعين دَائِما ويسيل الجفن فِي كل قَلِيل فَإِن ذَلِك أعون مَا يكون على هيجان الوجع لِأَن الْعين حِينَئِذٍ تحْتَاج إِ
(1/197)
لى هدو وَسُكُون وخلط الْأَطِبَّاء الصمغ وَنَحْوه بالمعدنية لتليين خشونتها وَدفع عاديتها عَن الْعين ولطيف بَيَاض الْبيض يغري فَقَط وَأما مَاء الحلبة فَإِنَّهُ مَعَ ذَلِك يسكن ويحلل باعتدال وَلذَلِك يسكن كثيرا من أوجاع الْعين وَاللَّبن فِيهِ جلاء لمائيته وَلِهَذَا يخلط اللَّبن بالحلبة فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تملأ القروح لَان الَّتِي تملأ القروح تحْتَاج أَن يكون جلائية والصمغ والكثيرا يجمعان الْأَدْوِيَة ويقويان والمنضجة تسْتَعْمل فِي أمراض الْعين المحتسبة دَاخل القرنية فِي ابْتِدَاء ذَلِك وَحدهَا لِأَنَّهَا تنضج ذَلِك وتجذبه فَإِذا ازمنت الْمدَّة وَألا ورام لم تنجح هَذِه فِيهَا خلط بهَا الفتاحة الَّتِي لَهَا حرافة وَهَذِه المنضجات هِيَ المر والزعفران وجندبادستر وكندر وَمَاء الحلبة وحضض وأنزروت وبارزد وإكليل الْملك وَهَذِه كلهَا مَعَ مَا ينضج يحلل والمر أَكْثَرهَا تحليلا من الزَّعْفَرَان أقل تحليلا مِنْهُ وَفِيه قبض معتدل والكندر أقل تحليلا من الزَّعْفَرَان وَفِيه من جلاء وَلذَلِك يملاء القروح وَفِي الحضض أَيْضا جلاء وَقبض وَأما الجندباستر فأكثرها تقطيعا وتلطيفا والأنزروت مَعَه أَيْضا تَحْلِيل والبارزد أَكثر تحليلا مِنْهُ وإكليل الْملك كالزعفران وَمَاء الحلبة يحلل وَلَا يقبض.)
وَأما الفتاحة المحللة الَّتِي فِيهَا حرافة فَأَنَّهَا تخلط بِهَذِهِ وَيسْتَعْمل بعد إِذا طَال مكث الْمدَّة وَلم تنضجه وَلم تحلله أَو تجذبه هَذِه وَكَذَلِكَ فِي أورام وصفاقات الْعين إِذا لم تحللها المنضجة وَهِي الحليتت والسكبينج والأفربيون والأشق وَالدَّار صيني والحماما والوج والسليخة والسنبل والساذج وللسليخة والسنبل والساذج قبض قَلِيل ألف وَأما الآخر فَلَا قبض فِيهَا الْبَتَّةَ وَهَذِه الَّتِي تصلح لابتداء المَاء من جنس وَاحِد وَهِي المرارات وَمَاء الرازيانج وَأما الَّتِي تجلوا يَسِيرا فَلَا تلذع حِينَئِذٍ اسْتِعْمَال شَيْء غَيرهَا لَان القابضة وَأَن كَانَت تمنع الرُّطُوبَة فَأَنَّهَا تجلو الْأَثر الَّذِي لَيْسَ بغليظ وتملأ القروح وَهِي القليميا والكندر والقرون المحرقة وَالصَّبْر والورد والاثمد فِي هَذِه الطَّرِيقَة والقليميا معتدل فِي الْحر وَالْبرد والكندر إِلَى الْحر أميل وَلذَلِك يسكن الوجع وينضج وَهُوَ أقل جلاء وَأما الصَّبْر فمركب كالورد لَان فِيهِ مرَارَة تجلو بهَا وقبضنا تجمع بِهِ وتدمل فَأَما الْقُرُون المحرقة فبادرة يابسة إِلَّا أَنَّهَا بتجفيفها تملأ القروح لِأَنَّهَا تجفف الرُّطُوبَة وَأما الَّتِي هِيَ أَكثر جلاء من هَذِه وَهِي الشَّدِيدَة الْجلاء وَهِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة من الْأَدْوِيَة الجلائية فَأن الشَّدِيدَة الْجلاء تصلح للظفرة والجرب وحكة الأجفان والْآثَار الغليظة وَهِي توبال النّحاس والزاج
(1/198)
والزنجار والنوشادر والسريقون وَهُوَ دَوَاء الجرب والقلقديس والنحاس المحرق وزهرة النّحاس وَهَذِه كلهَا لذاعة وأقلها لذعا القلقديس المحرق وَأَن غسلت هَذِه قل لذعها وَنقص جلاؤها بِقدر نُقْصَان لذعها وَأما الْأَدْوِيَة المعفنة فَأَنَّهَا تصلح لقلع الخشونة والجرب المزمن الصلب وَقلع الظفرة المزمنة والحكة المزمنة وَهِي الزرنيخ والزاج وَهَذِه قد يخلط بالجلائية ليقوى بهَا.
فَأَما القابضة فاللتي مِنْهَا معتدلة الْقَبْض تصلح لدفع السيلان فِي الرمد والقروح والبثور كالورد وبزره والسنبل والساذج والمامثيا والزعفران وَمَاء الْورْد.
فَأَما القابضة فَأَنَّهَا تورث فِي هَذِه الْحَال لشدَّة جمعهَا وتخشينها من الوجع فَوق مَا ينفع الْمَادَّة وفقد يصير من أجل الوجع سَببا لتجلب الْموَاد فَيضر ضَرَرا شَدِيدا وَلَكِن يسْتَعْمل الْقَلِيل مِنْهَا فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر لِتجمع جَوْهَر الْعين وتقويه وَفِي الَّتِي تحفظ صِحَة الْعين لذَلِك الْمَعْنى أَيْضا وَيدخل أَيْضا فِي الَّتِي تقلع خشونة الأجفان لِأَنَّهَا تغري الأجفان وَتعين على قلع ذَلِك وخاصة إِذا كَانَ مَعهَا حِدة وَهِي كالجلنار والعفص الْفَج وتوبال الْحَدِيد والقلقند وَهُوَ أقواها كلهَا قبضا وأنجحها فِي قلع الخشونة مَا كَانَ أرضيا قَابِضا كالقلقند وزنجار الْحَدِيد وَأما القاقيا)
وعصارة الحصرم ولحية التيس فَأَنَّهَا تنغسل سَرِيعا فَلذَلِك لَا يقوى فعلهَا.
وَأما المخدرة فَأَنَّهَا تسْتَعْمل ألف إِذا خيف التّلف مَعَ شدَّة الوجع وخاصة أَن كَانَ مَعَ ذَلِك حِدة وتأكل من قُرُوح وأحذرها مَا أمكنك فَأَنَّهَا تضعف الْبَصَر وَرُبمَا أذهبت بِهِ الْبَصَر الْبَتَّةَ وَإِذا استعملتها أَيْضا استعملها وقتا يَسِيرا بِقدر مَا يسكن الوجع ثمَّ دعها ثمَّ اسْتعْمل بعقبها الأكحال المسخنة كالمتخذة بِالدَّار صيني والمخدرة كالأفيون والبنج وَمَاء اللفّاح وقشوره.
(1/199)
3 - (ذكر أدوية الْعين) وَاحِد وَاحِد الحلتيت قوي جدا يسْتَعْمل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل كَثِيرَة بِقُوَّة.
السكبينج حَار والحلتيت جلاء الْآثَار الَّتِي فِي الْعين ينفع من المَاء وظلمة الْبَصَر الْحَادِثَة عَن الغلظ والمر حَار فِي الثَّانِيَة جلاء يجلو آثَار القروح الَّتِي فِي الْعين وَلَا يخشن.
الكندر حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى جلاّء منضج يمْلَأ القروح ويسّكن الوجع الصمغ يَابِس معتدل فِي الْحر وَالْبرد يغري ويلين وَكَذَلِكَ الكثيرا أَلا أَنه أقل تجففا مِنْهُ.
البارزد ملين مُحَلل مخشن فِي الثَّانِيَة مجفف أَولهَا الأنزوروت مجفف بِلَا لذع ويلحم.
الحضض يَابِس فِي الثَّانِيَة معتدل فِي الْحر وَالْبرد فِيهِ قبض يسير وجلاء وتلطيف للغلظ الْعَارِض فِي وَجه الحدقة الأشق مُحَلل ملين. الحلبة حارة فِي الثاّنية يابسة فِي الأولى تحلل الأورام الصلبة الْورْد فِيهِ قبض وَتَحْلِيل وتجفف الماميثا يبرد تبريدا مَعَ قبض ألف لحية التيس يجفف الْأَعْضَاء إِذا استرخت.
القاقيا قوي التجفيف فِي الثَّالِثَة أَن لم يغسل فَأن غسل فَفِي الثَّانِيَة الرازيانج حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الأولى ينفع المَاء الَّذِي فِي الْعين البابونج حَار يَابِس فِي الأولى لطيف مُحَلل مرخي.
الصَّبْر يَابِس فِي الثَّالِثَة حَار فِي الأولى يلزق القروح الْعسرَة الِانْدِمَال وَيدْفَع ويجلو ويحّلل.
النشا بَارِد يَابِس مغرى العفص يَابِس فِي الثَّالِثَة بَارِد فِي الثَّانِيَة يدْفع السيلان ويشد الْأَعْضَاء الزَّعْفَرَان يسخن فِي الثَّانِيَة ويجفف فِي الأولى وينضج الجلنار فِي مَذْهَب العفص السنبل والساذج حاران فِي الأولى يابسان فِي الثَّانِيَة فِي آخرهَا مَعَ قبض وحدّة السليخة حارة يابسة فِي الثَّالِثَة لَطِيفَة مَعَ حِدة وَقبض وتقطيع وَتَحْلِيل.
الدَّار صيني يسخن ويجفف. البطباط يلزق ويبرد وَيدْفَع الحماما يسخن ويجفف فِي الثَّانِيَة وينضج.)
الشادنة تجفف وتقبض وَتَنْفَع من خشونة الأجفان وَزِيَادَة اللَّحْم فِي القروح.
الْملح يجلو ويجفف ويحلل النوشادر الطف مِنْهُ وَأقوى فِي ذَلِك
(1/200)
الزرنيخ محرق الزنجار نَاقص اللَّحْم القليميا يجفف ويفيق ويجلو معتدل فِي الْحر وَالْبرد فَأن أحرق وَغسل جفف بِلَا لذع وينفع القروح الَّتِي تحْتَاج ان يمْلَأ فِي الْعين وَجَمِيع الْبدن وَلَا سِيمَا الرّطبَة.
البورق ملطف مقطع للفضلة الغليظة اللزجة الزاج محرق مَعَ قبض شَدِيد.
الرصاص المحرق مجفف مَعَ حرافة ولذع فَأن غسل جفف بِلَا لذع الاثمد يجفف وَيقبض القلقنت يقبض قبضا قَوِيا مَعَ إسخان قوي ويجفف اللَّحْم الرطب القلقديس يقبض جدا وَيحرق وَهُوَ لطيف وَأم أحرق زَادَت لطافته وَقل لذعه النّحاس المحرق حَار قَابض يدمل القروح الَّتِي فِي الأجساد الْبَتَّةَ أَن غسل الإسفيداج بَارِد مغرى زهر النّحاس أَحْمَر والطف من النّحاس المحرق وَمن توبال النّحاس ألف وَلذَلِك يجلو خشونة الأجفان القسريفوق وَهُوَ دَوَاء الجرب أَكثر تجفيفا من القلقديس وَأَقل لذعا من الطف التوتيا المغسول يجفف بِلَا لذع وينفع البثر والقروح والسيلان توبال الْحَدِيد يجفف وَيقبض وينفع القروح الردية توبال النّحاس ينقص اللَّحْم ويذيب وَفِي كل توبال لذع ولطف المرارات تحد الْبَصَر بَيَاض الْبيض يغرى وَفِيه جلاء للرطوبة الَّتِي فِيهِ الْعِظَام المحرقة المغسولة بَارِدَة يابسة مسددة الجندباستر مقطع منضج الفلفل والسنبل نافعان فِي إدرار الدُّمُوع وظلمة الْبَصَر الْحجر الافروجى والأنزروت وَالصَّبْر والماميسا والقليميا والأثمد والزعفران نافعة لحفظ صِحَة الْعين وَمنع النَّوَازِل أَن نزل إِلَيْهَا دهن البلسان عصارة السداب والرازيانج ومرارات الْحَيَوَان والحلتيت وَنَحْوهَا نافعة من ظلمَة الْبَصَر وَابْتِدَاء المَاء لِأَنَّهَا تلطف وتغنى وتسخن قَالَ وَيَنْبَغِي هَذِه الْأَدْوِيَة وَغَيرهَا من الأكحال الحارة إِذا كَانَ الرَّأْس غير ممتل والهواء صَاف جدا وَلَيْسَ بالبارد جدا وَلَا بالجار جدا يَنْبَغِي أَن يعقب جَمِيع الأكحال الحارة اللذاعة أَن يقطر فِي الْعين لبن النِّسَاء ويكمدها حَتَّى يسكن اللذع ثمَّ يغسلهَا بعد ذَلِك وينقيها.
(1/201)
3 - (أمراض الجفن)
قَالَ حنين أمراض الجفن الْخَاصَّة لَهُ الجرب وَالْبرد والتحجر والالتصاق والشترة والشعيرة وانتشار الأجفان وَالْقمل والردينج والسلاق والحكّة والتآليل والشرناق والتوثه.
فالجرب أَرْبَعَة أَنْوَاع أَحدهَا إِنَّمَا هُوَ حمرَة وخشونة قَليلَة فِي بَاطِن الجفن وَالثَّانِي مَعَه خشونة أَكثر وَمَعَهُ وجع وَثقل وَالثَّالِث يرى مَعَه إِذا قلب الجفن مثل شقوق البثر وَالرَّابِع هُوَ مَعَ ذَلِك صلب شَدِيد وَأما الْبرد فنوع وَاحِد وَهُوَ رُطُوبَة غَلِيظَة فِي ظَاهر الجفن وَفِي بَاطِن الجفن شَبيه بالبرد.
والتحجر نوع وَاحِد وَهِي فضلَة أغْلظ من فضلَة الْبرد يتحجر فِي الْعين.
وَأما الالتصاق فنوعان أَحدهمَا التحام الجفن بسواد الْعين أَو ببياضها وَالْآخر التحام الجفنين بَعْضهَا بِبَعْض وَيحدث من قرحَة وَمن قطع ظفرة وَأما الشترة فَثَلَاث ضروب: الأول أما أَن ألف يرْتَفع الجفن الْأَعْلَى حَتَّى لَا يُغطي بَيَاض الْعين وَقد يعرض ذَلِك من الطَّبْع وَفِيمَا صلبت الجفن على خير مَا يَنْبَغِي أَو تقصر الأجفان أَو تنْقَلب إِلَى خَارج لي إِذا انْقَلب الجفن الْأَسْفَل إِلَى أَسْفَل حَتَّى لَا يُغطي الْبيَاض الشعيرة نوع وَاحِد وَهُوَ ورم مستطيل شَبيه الشعيرة يحدث فِي طرف الجفن وَأما الشّعْر الزَّائِد فنوع وَاحِد وَهُوَ شعر ينْبت فِي الجفن منقلبا بنخس الْعين وَأما انتثار الأشفار فضربان أما من رُطُوبَة حادة يصير إِلَيْهَا كالحال فِي دَاء الثَّعْلَب وَأما لعدم غذئها كالحال فِي الصلع وَهَذَانِ لَا حمرَة وَلَا صلابة مَعَهُمَا فِي الأجفان وَمِنْه نوع آخر يعرض مَعَه غلظ الأجفان وَحُمرَة وصلابة فِيهَا.
وَأما الْقمل فنوع وَاحِد وَهُوَ تولد قمل صغَار فِي الأشفار ويعرض لمن يكثر الْأَطْعِمَة ويقلل التَّعَب وَالْحمام.
الوردينج فضربان أَحدهمَا مَادَّة تسيل إِلَى الجفن فيحمر لَونه مَعَ غلظ شَدِيد وَثقل ورطوبة كَثِيرَة وَالْآخر يحدث من دم مربي لَونه يضر إِلَى الْحمرَة والورم والحمرة فِيهِ أقل والغرزان والحرفة فِيهِ أَكثر.
وَأما الحكّة فنوع وَاحِد ويعرض أما فِي الماقين وَأما فِي بَاطِن الجفن وَأما التآليل فورم حَابِس صلب يحدث فِي بَاطِن الجفن الْأَسْفَل أَو الْأَعْلَى أَو فِي ظاهرهما أَو فيهمَا جَمِيعًا.
(1/202)
وَأما الشرناق فسلعة فِي الجفن الْأَعْلَى يمْنَع العليل أَن يرفع بَصَره لي فَوق وَهُوَ جسم شحمي لزج منسج بعصب.)
وَأما التوثة فورم شكله كالتوثة جاس أَكثر مَا يعرض فِي الجفن الْأَعْلَى فَلذَلِك يعرف بِهِ.
3 - (أمراض الآماق)
ثَلَاثَة الغدة والسيلان والغرب فالغدة بار هِيَ اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَكْبَر فَوق الغدد الطبيعية.
وَأما السيلان فَهُوَ الدمعة الزَّائِدَة يعرض لنُقْصَان هَذِه اللحمة إِذا نقصت هَذِه انْفَتح رَأس الثقب الَّذِي بَين الْعين والمنخرين حَتَّى لَا يمْنَع الرطوبات أَن تسيل إِلَى الْعين وَيحدث ذَلِك من إفراط المتطببين وَقطع الغدة أَو إفراط الْأَدْوِيَة الحادة فِي قطع الظفرة والجرب.
وَأما الغرب فانه خراج يخرج فِيمَا بَين المأق ألف وَالْأنف وَرُبمَا صَار ناصورا فَذَلِك ثَلَاثَة أمراض.
3 - (أمراض الملتحمة)
الرمد والطرفة والظفرة والانتفاخ والجساء والحكة والسبل والودفة والدمعة والدبيلة فَأَما الرمد فَأَرْبَعَة أَنْوَاع أما من دم حَار جيد وَيكون بالكمية وَأما من دم بلغمي وَأما من دم صفراوي وَأما من دم سوداوي وَقد ذكرنَا علاماته فِي بَاب الرمد.
وَأما الطرفة فَهُوَ دم ينصب إِلَى الملتحم ثمَّ تخرق الأوراد الَّتِي فِيهِ وَهُوَ ضَرْبَان وَأما ينخرق الملتحم مَعَه وَأما أَن لَا ينخرق جَوْهَر الملتحم لَكِن بعض أوردته وَذَلِكَ يكون من ضَرْبَة وَنَحْوه وَأما الظفرة فَزِيَادَة من الملتحم يبْدَأ نباتها على الْأَكْثَر من المأق الْأَكْبَر وَرُبمَا امتدت على الملتحم كُله حَتَّى يبلغ الْقَرنِي ويغطي النَّاظر وَأما الانتفاخ فأربع ضروب أَحدهَا يحدث من ريح وَهَذِه النَّوْع يحدث بغنة من المأق الْأَكْبَر مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو قرض بقة واكثر مَا يعرض للشيوخ فِي الصَّيف ولونه على لون الأورام الْحَادِثَة من البلغم وَالثَّانِي أردؤ لونا والثقل فِيهِ أَكثر وَلذَلِك الْبرد فِيهِ أَشد وَإِذا غمزت عَلَيْهِ الإصبع بَقِي أَثَرهَا سَاعَة وَالثَّالِث لَونه على لون الْبدن والإصبع يغيب فِيهِ وَمِمَّا يمتلي أَثَرهَا سَرِيعا وَالرَّابِع صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري.
وَأما الجساءة فصلابة فِي الْعين مَعَ الأجفان وَلَا يعرض مَعهَا وجع وَغَيره ويعسر لذَلِك فتح الْعين مَعَ الأجفان فِي وَقت الانتباه من النّوم وتجف جفوفا شَدِيدا أَولا تنْقَلب الأجفان بصلابتها وَأكْثر ذَلِك تجمع فِي الْعين رمص صلب يَابِس.)
وَأما الحكة فَيُقَال لَهَا باليونانية اخروس وَهِي حكة تعرض فِي الملتحم من فضلَة بورقيه مالحة وَقد تعرض هَذِه الْعلَّة فِي الأجفان وَقد ذَكرنَاهَا أَيْضا هُنَاكَ.
(1/203)
واما السبل فنوعان أَحدهمَا يحدث من الأوردة الَّتِي تَحت القحف وَالْآخر من خَارجه وَقد ذكرنَا الْفرق بَينهمَا فِي بَابه.
وَأما الودفة فورم جاس فِي الملتحم ومواضعه مُخْتَلفَة وَكَذَلِكَ الوانه يكون مرّة فِي نَاحيَة الماق الْأَكْبَر وَمرَّة فِي الْأَصْغَر وَمرَّة عِنْد الإكليل وَمرَّة تَحت الجفن الْأَسْفَل وَيكون أَيْضا بَيْضَاء مرّة وحمراء أُخْرَى فَأَما الدمعة فَهُوَ سيلان الرُّطُوبَة من الرَّأْس إِلَى الْعَينَيْنِ وَرُبمَا كَانَ من الْعُرُوق الَّتِي تَحت القحف ألف وَرُبمَا كَانَ مِمَّا فَوْقهَا وَقد ذكرنَا علامته فِي بَابه.
وَأما الدُّبَيْلَة فَلم نقسمهُ لِأَن نوع وَاحِد وَهِي قرحَة ردية غائرة فِي الملتحم.
3 - (أمراض القرنية)
البثور والقروح والأثر والسلخ والدبيلة والسرطان والحفر وَتغَير اللَّوْن أما القروح فضربان أَرْبَعَة فِي سطح القرنية وَثَلَاثَة غائرة فالنوع الأول مِمَّا يعرض فِي سطح القرنية لَوْنهَا شبه الدُّخان وموضعها وَاسع وَالثَّانِي أَصْغَر موضعا وأبيض لونا وأعمق وَالثَّالِث ذُو لونين لِأَنَّهَا تَأْخُذ من الملتحم طرفا وَهِي على إكليل السوَاد أَحْمَر وأبيض قرحَة فِي ظَاهر القرنية شبه الشّعب فَأَما الغائرة فأولها قرحَة نقية صَافِيَة عميقة يُسمى باليونانية لوبويون وَالثَّانِي أَكثر أتساعا من الأول وَأَقل عمقا وَيُسمى باليونانية كيلوما وَالثَّالِثَة قرحَة وسخة كَثِيرَة الخشكريشة وَيُسمى امقرما إِذا أزمنت سَالَتْ مِنْهَا رطوبات الْعين كلهَا وَهِي الدُّبَيْلَة وَأما البثرة فَتحدث إِذا اجْتمعت رُطُوبَة بَين القشور الَّتِي مِنْهَا تركبت القرنية وألوانها مُخْتَلفَة أما بيض وَأما سود وَأما أَن يكون تَحت القشرة الأولى وَأما تَحت الثَّانِيَة وَأما تَحت الثَّالِثَة فَهِيَ لذَلِك ثَلَاثَة أَنْوَاع.
والأثر فنوعان أما رَقِيق فِي ظَاهر القرنية وَأما غليظ غائر.
وَأما السلخ فنوع وَاحِد يحدث مِمَّا يماس هَذَا الْحجاب من حَدِيد أَو قصب أَو غَيره أَو تكون أدوية حادة لي وَقد يكون السلخ من الجرب الردى فَهُوَ لذَلِك ثَلَاثَة أَنْوَاع أما بالحديد وَأما بالأدوية وَأما بالجرب وَأما السرطان فواحد وَهُوَ ورم يحدث من الْمرة السَّوْدَاء وَلَا برْء لَهُ وَأما الْحفر فَيعرض من نخسة تصيب الْعين فَرُبمَا انْتَهَت إِلَى الْعشْرَة الأولى أَو إِلَى الثَّانِيَة أَو إِلَى الثَّالِثَة لي قد يكون بعد خُرُوج الْمدَّة فَهُوَ لذَلِك سِتَّة ضروب ثَلَاثَة مِمَّا زدناه لِأَن هَذَا أَيْضا يكون فِي القشور)
الثَّالِثَة.
(1/204)
أمراض العنبية الضّيق والأتساع والنتو والأنخراق فَأَما الأتساع فضربان أَحدهمَا ينقبض جرم العنبي فتعظم ثقبته وتمتد وَالْآخر يسترخي جرم العنبي فيتسع الثقب.
وَأما ضيق الحدقة فَيكون أما من ورم وَأما من كيموس أرضي ينصب إِلَيْهَا وَأما من حرارة مفرطة تقبضها.
وَأما النتو فَأَرْبَعَة أَنْوَاع ألف أما أَن تنخرق قشور القرنية فَيطلع من العنبي شَيْئا يَسِيرا وَيُسمى رَأس النملة وَأما أَن يطلع أَكثر من ذَلِك فيسمن رَأس الرَّقَبَة وَأما أَن يطلع أَكثر من ذَلِك فيسمى رَأس المسمار ويعرض إِذا أزمن البثور وَقد ينتو القرنية إِلَّا أَن نتوها لَيْسَ بضار لي قَالَ والنتو يجب أَن يكون خَمْسَة أضْرب أَرْبَعَة نتوات وَنَوع آخر يُسمى العنبة أَن لم يطلع كَانَ مِنْهَا المسمار وَنَوع من نتو الْقَرنِي لَا نقسمهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بِمَرَض ضار.
3 - (أمراض ثقب العنبية)
فالماء وَهُوَ سِتَّة ضروب أَحْمَر ولون السَّمَاء وأخضر وأزرق أَو مثل المها أَو مثل الدُّخان فضروب المَاء سِتَّة.
3 - (أمراض الجليدية)
فزوالها يمنة ويسرة ويعوض من ذَلِك الْحول أَو لِأَن أَحدهَا إِلَى اسفل أَو إِلَى فَوق أَو الْحمرَة ويعرض مِنْهُ أَن يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ ويعرض من الْحمرَة أَن يرى الْأَشْيَاء حَمْرَاء أَو إِلَى الصُّفْرَة ويعرض مِنْهُ أَن يرى الْأَشْيَاء صفراء وَتغَير لَوْنهَا إِلَى السوَاد ويعرض مِنْهُ أَن يرى الْأَشْيَاء سَوْدَاء وَزِيَادَة بياضها ويعرض مِنْهُ أَن يرى الْأَشْيَاء بَيْضَاء أَو جحوظها ويعرض مِنْهُ أَن يرى الشَّيْء أعظم مِمَّا هُوَ مظْلمَة أَو أَن يعظم ويعرض مِنْهَا مَا يعرض من الجحوظ أَو غور أَنَّهَا ويعرض مِنْهَا أَن يبصر الشَّيْء أَكثر مِمَّا هُوَ أَو أصغرها ويعرض مِنْهُ مَا يعرض من الغوران
3 - (أمراض البيضية)
وَأما الرّطبَة البيضية فيغير لَوْنهَا فَأن تغير لَوْنهَا أضرّ بِالصبرِ وَلم يُبطلهُ الْبَتَّةَ ويعرض لَهَا جفافها وجفافها أَن كَانَ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة رأى النَّاظر أَن كل مَا يرَاهُ فِيهِ كوَّة وثقب وَأَن جَفتْ فِي مَوضِع وَاحِد رأى كل مَا رأى كَانَ فِيهِ كوَّة وَأَن جَفتْ كلهَا ضمرت الْعين وصغرت وَلم يبصر الْإِنْسَان شَيْئا أصلا وَأَن رطبت عظمت الْعين وترطبت الْعين جدا وَلذَلِك أَن صغرت صغرت الْعين وضمرت.
3 - (أمراض الزجاجية)
والصفاقة الشبكية وَإِنَّمَا يعرض ذَلِك من فَسَاد مزاجين وَذَلِكَ يكون على ضَرْبَيْنِ أما بسيط وَأما مركب فَهَذَا مَا كَانَ فِي التقاسيم من الْمقَالة الْخَامِسَة من كتاب حنين.
(1/205)
3 - (أمراض الْعصبَة المجوفة)
المجوفة فَأَما من سوء مزاج وَهِي ثَمَانِيَة وَأما إِلَى مثل السدة والضغط والورم وَإِنَّمَا انحلال الْفَرد مثل هتكها.
3 - (أمراض ثقب العنبي)
أما أمراض ثقب العنبي فَأَرْبَعَة اتساعه وضيقه وزواله وانخراقه فاتساعه يكون أما طبيعيا وَأما حَادِثا وَالَّذِي يحدث هُوَ إِمَّا من امتداد ويعرض فِي العنبية عَن المها فِي نَفسهَا وَيكون من يبس وَهُوَ مرض بسيط من سوء مزاج ألف يَابِس وَأما لِكَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وَهُوَ مرض مَعَ مَادَّة كالأورام وَأما ضيقها فَيكون أَصْلِيًّا وحادثا والحادث من استرخاء العنبية ويسترخي لعلتين أما لرطوبة تغلب على مزاجه فترخيه وَأما لقلَّة الرُّطُوبَة البيضية وضيق العنبية أبدا أَحْمَر فِي حِدة الْبَصَر وجودته إِذا كَانَ أَصْلِيًّا فَأَما الْحَادِث فردى وخاصة أَن كَانَ عَن نُقْصَان البيضية لَان الجليدية لَا تسترها حِينَئِذٍ عَن النُّور كثير شَيْء فيضره ذَلِك بهَا وَلِأَنَّهَا تعد أَيْضا من غذائها فيضعف وَيفْسد مزاجها على الْأَيَّام وَأَن كَانَ من استرخاء العنبية أَيْضا فَهُوَ رَدِيء لعلل قد يمكنك أَن تعرفها مِمَّا تقدم.
وَأما انخراق الحدقة فَيكون عرضا إِذا نتأ شَيْء من العنبي فِي القروح وَهُوَ يضر بالبصر أَو يلفه على مَا تقدم.
وَأما انخراق العنبية فَأن كَانَ صَغِيرا لم يضر وَأَن كَانَ عَظِيما سَالَتْ مِنْهُ الرُّطُوبَة البيضية وَيذْهب الْبَصَر.
قَالَ وَإِمَّا الرُّطُوبَة البيضية فالآفة تحدث فِيهَا أما فِي كميتها وَأما فِي كيفيتها فَأن كثرت حَالَتْ بَين الجليدية وَالْبَصَر الضَّوْء فأذهبت الْبَصَر وَأَن قلت لم يمنعهُ من الضَّوْء الْبَتَّةَ فأضربها وَقد تضمر أَيْضا إِذا قل غذاؤها وَأما أَن تغلظ فَأن كَانَ غلظها يَسِيرا لم ير الْبعيد وَلم يستقص النّظر إِلَى الْقَرِيب وَأَن غلظت كَانَ غلظها شَدِيدا فَأَنَّهُ أَن كَانَ فِي كلهَا منع الْبَصَر وَيُسمى هَذَا المَاء وَأَن كَانَ فِي بَعْضهَا فَأَنَّهُ يكون أما فِي أَجزَاء مُتَّصِلَة وَأما فِي أَجزَاء مُتَفَرِّقَة فان كَانَ فِي أَجزَاء مُتَّصِلَة)
فانه أما أَن يكون فِي الْوسط وَأما حول الْوسط فان كَانَ فِي الْوسط رأى من عرض لَهُ ذَلِك فِي كل جسم كوَّة لِأَنَّهُ يظنّ أَن مَالا يرَاهُ من الْجِسْم عميقا وَأَن كَانَ حول الْوسط منع الْعين أَن يرى أجساما كَثِيرَة دفْعَة حَتَّى يحْتَاج إِلَى أَن يرى كل وَاحِد من الْأَجْسَام على حِدته لصِغَر صنوبرة الْبَصَر وَنحن نقُول لصِغَر طَرِيق الشبح وَأَن كَانَ الغلظ من أَجزَاء مُتَفَرِّقَة فَأَنَّهُ يرى بَين يَدَيْهِ أشكال تِلْكَ الْأَجْزَاء الغليظة وقوامها كالبق وَالشعر وَمَا أشبه ذَلِك كَمَا يعرض فِي وَقت الْقيام من النّوم للصَّبِيّ والمحموم وَأما فِي لَوْنهَا فَأَنَّهَا أما أَن يتَغَيَّر كلهَا فَيرى الْجِسْم كُله باللون الَّذِي هُوَ عَلَيْهِ فَأن كَانَ
(1/206)
لَوْنهَا إِلَى الدكنة رأى الْأَجْسَام أجمع كَأَنَّهَا فِي ضباب أَو دُخان وَبِالْجُمْلَةِ فَأَنَّهُ يرى الْأَجْسَام باللون الَّذِي يَتلون ألف وَأَن كَانَ لَوْنهَا لون غير ذَلِك رأى الْأَجْسَام بذلك اللَّوْن وَأما أَن يتَغَيَّر لون بعض أَجْزَائِهَا فَيرى من أَصَابَهُ ذَلِك بَين عَيْنَيْهِ أشكالا بألوان تِلْكَ الْأَجْزَاء الَّتِي تَغَيَّرت ألوانها وَذَلِكَ شَبيه بِمن يعرض لَهُ المَاء لي أَلا أَن هَذِه لَهَا ألوان مُخْتَلفَة وَذَلِكَ بيض أبدا.
قَالَ وَأما الرّوح النوري فَأن الآفة تعرض لَهُ أما فِي الكمية وَأما فِي الْكَيْفِيَّة وَنحن نقُول لَيْسَ للروح النوري وَأما الجليدي الْقَابِل للشبح فَأن الآفة تعرض لَهُ على مَا نقُوله.
قَالَ أما فِي الكمية فَإِذا قل لم يبصر الشَّيْء من بعيد وَإِذا كثر أبصره من بعيد قَالَ وَأَن كَانَ لطيفا فَأَنَّهُ يستقصي النّظر إِلَى الْأَشْيَاء يثبتها ثبتا شَدِيدا وَأَن كَانَ غليظا فبالضد.
وَنحن نقُول أَن كَانَ جَوْهَر الجليدية شَدِيد الصفاء والرقة تشنجت فِيهِ الأشباح الْبَعِيدَة وَأَن كَانَ خلاف ذَلِك فبالضد وَأَن كَانَ شَدِيد الصقالة والملاسة لَو يحرم الشبح وَلَو لطف مِنْهُ وبالضد قَالَ وَأما مَا يُحَاذِي ثقب العنبية من القرنية فَأن جَمِيع آفاته تضر بالبصر ويعرض فِيهِ من نَفسه ثَلَاث ضروب من الْآفَات أما سوء مزاج وَإِمَّا مرض آلي وَأما انحلال فَرد فَأَما أمراضه الَّتِي من سوء مزاج فَأَنَّهُ أَن رطب رأى صَاحبه الْأَشْيَاء كَأَنَّهَا فِي ضباب أَو فِي دُخان وَأما أَن تغير لَوْنهَا وَيرى من أَصَابَهُ تِلْكَ الْأَشْيَاء بذلك اللَّوْن كَمَا يعرض لصَاحب اليرقان أَن يرى الْأَشْيَاء صفراء وَلِصَاحِب الطرفة أَن يرى الْأَشْيَاء حَمْرَاء وَأما يبس فَيحدث فِيهِ غُضُون تضعف الْبَصَر ويعرض ذَلِك للشيوخ كثيرا فِي آخر أعمارهم وَقد تتشنج القرنية لَا من أجل يبس يجفف لَكِن من نُقْصَان الرُّطُوبَة البيضية وَيفرق بَينهمَا أَن التشنج الْوَاقِع بالقرني من أجل نُقْصَان البيضى يعرض مَعَه ضيق الحدقة والغضون الَّتِي لَهَا من أجل اليبس فِي نَفسهَا لَا يعرض مَعَه ذَلِك وَأما الغلظ فِيهِ فَأَنَّهُ أَن كَانَ قَلِيلا أضرّ بالبصر كالآثار الْخفية من اندمال القروح وَأَن كَانَ غليظا أضرّ)
أضرارا عَظِيما بِأَن أفرط فِي الْعظم أتْلفه الْبَتَّةَ وَأما إنخراقه فعلى ذَلِك أَن كَانَ قَلِيلا أضرّ بالبصر إِذا كَانَ فِي هَذَا الْجُزْء من الْقَرنِي المحاذي لثقب الْعين وَأَن كَانَ كثيرا اتلفه الْبَتَّةَ.
وَأما آلا فَاتَ الْعَارِضَة فِي حركات الْعين الإرادية فَأَما أَن تضعف كالرعشة أَو تبطل كالفالج أَو يكون على غير مَا يَنْبَغِي كالتشنيج وَعلة ذَلِك كُله أما الدِّمَاغ ألف وَأما العصب الْمُتَّصِل بِالْعينِ.
الْأَعْضَاء أَلا لمة قَالَ جالينوس أمراض الْعصبَة المجوفة لَهَا ثَمَانِيَة من سوء
(1/207)
المزاج أما ورم وَأما سدة وَأما انتشار وَأما انْقِطَاع الْعصبَة الْجَارِي عَنْهَا الرّوح.
من كتاب الْبَصَر فِي الجموع فِي الْعين قَالَ ألّف للرمد الَّذِي لَا ضَرْبَان مَعَه فَاجْعَلْ مِمَّا يقبض قبضا معتدلا أَن كَانَ مَعَه ضَرْبَان فَأن لم يكن مفرطا فَاجْعَلْ مَعَه الْأَدْوِيَة المنضجة فِيهِ لِأَن لَهَا تسكين الوجع فان كَانَ الضربان شَدِيدا مقلقا فاخلط بهَا مخدرة وَلَا تدمن المخدرات لِأَنَّهَا تبطئ بانتهاء الْعلَّة وتنضجها وَإِذا انْتهى الرمد فَاجْعَلْ الْأَدْوِيَة المحللة أغلب عَلَيْهَا وَأما الأرماد المتطاولة فاخلط بالشياف الَّتِي تسْتَعْمل فِيهَا النّحاس المحرق والزاج المحرق والشادنة والتوبال والزرنيخ والمرقشيثا والسنبل واللؤلؤ والاثمد والاسفيداج والأصداف المحرقة وَجَمِيع المعدنية فاسحقه بالهاون بِالْمَاءِ بعد أَن تكون قد تخلته بِالْجَرِيرِ سَاعَة هوية ثمَّ صب عَلَيْهِ مَاء وحرّكة وصولّه وَاعد تصويله مَرَّات ثمَّ جففه واسحقه فان هَذَا احكم مَا يكون قَالَ وَاعْلَم ألف أَن الزنجار يَأْكُل حجب الْعين ويجففها ويهتكها فيرفق فِي اسْتِعْمَاله وخاصة فِي عُيُون الصّبيان والأبدان الرقيقة فاخلط بِهِ لَهَا كثيرا من الاسفيداج والنشا وادفه بِالْمَاءِ لتنقص حِدته إِذا اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الجلاءة فِي السبل والجرب والظفرة وترقيق أثر القروح وَغير ذَلِك فَمن كحلته فاصبر سَاعَة حَتَّى يسكن مضض الدَّوَاء ثمَّ أكحله ثَانِيَة بعد سَاعَة ليَكُون ذَلِك أبلغ فان تَوَاتر الْكحل ميلًا فِي أثر ميل فِي هَذِه الْأَدْوِيَة لَا يبلغ مَا يُرَاد من التنقية لَا يومن مَعَه نقُول الْعين ونكايتها.
قَالَ والذرور كُله ردي فِي بَدو القروح والرمد.
قَالَ وَإِذا عرضت أوجاع الْعين فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة وَفِي النَّاس الَّذين نشئوا فِي تِلْكَ الْبلدَانِ فَأن برؤها أَبْطَأَ ووجعها أَشد لاستكثاف حجب أَعينهم فَلَا تجزع والزم علاجك.
قَالَ وأجود الْأَشْيَاء لَا وجاع الْعين كلهَا بعد قطع الْمَادَّة قَدِيما كَانَ ذَلِك الوجع أَو حَدِيثا فِي)
الأجفان كَانَ أَو فِي دَاخل الطَّبَقَات تلطيف الْغذَاء وتسهيل الطبيعة وَقلة الشَّرَاب وَالْجِمَاع وتكميد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ بِالْمَاءِ الْحَار وَشد السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ وخاصة عِنْد
(1/208)
شدَّة الوجع وطلاء الصدغين بالأدوية القابضة وَرُبمَا طليت الأجفان فِي الْعِلَل المزمنة بالأدوية المحللة.
وَيَنْبَغِي لأَصْحَاب وجع الْعين أَن يمسكوا بِأَيْدِيهِم خرقا خضرًا أَو سَوْدَاء وَلَا يمسكوا بيضًا وَمن كَانَ بِعَيْنِه الرمد الْحَار وبئر يجلس فِي مَوضِع قَلِيل الضياء وَيجْعَل فرشه ثيابًا مصبغة ويفرش حواليه الآس وَالْخلاف الْخضر واجمع الكحالون أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تكحل بهَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي حدّ مَا لَا يحس دقة وَألا أنكئت الْعين وَعظم ضررها وأنفع الأميال المتين الشَّديد الملاسة وَيرْفَع الجفن ويقلبها بِرِفْق جدا ويؤدها ويردها فَإِذا أقلبها لم يَتْرُكهَا يَسْتَوْفِي فِي ذَاتهَا لَكِن يردهَا بِرِفْق وَيَضَع الذرور ويرفق عِنْد المأقين وَلَا يخلط بالميل فِي الْعين وَأَن كنت تُرِيدُ أَن تقلع الْبيَاض فتضعه على الْبيَاض وَحده وَتمسك سَرِيعا.
قَالَ وكل وجع مَعَه ضَرْبَان فيعالج بالأدوية المبردة والمسكنة للوجع وَأما الأوجاع الغبية مثل السبل والظفرة والسلاق والحكة وبقايا الرمد وآثار القروح وكل وجع لَا ضَرْبَان مَعَه فيعالج بالأدوية المنقية المذيبة.
قَالَ وَإِذا عرض وجع حاد مَعَ وجع مزمن ألف فابدأ بالحاد حَتَّى ينْصَرف.
قَالَ يُوشَع لابد فِي القروح والبثور والرمد الْحَار والسبل الَّذِي مَعَه انتفاخ وورم وَحُمرَة شَدِيدَة وَكَثْرَة قذى ورطوبة من الفصد والحجامة والإسهال فَأَما غير ذَلِك فَلَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك وذره وَيَكْفِي بالاكحال.
من كناش مسيح إِذا كَانَ امْتنَاع الْبَصَر من أجل فَسَاد مزاج الدِّمَاغ عرض مَعَه فَسَاد سَائِر الْحَواس وَأَن كَانَ الورم فِي العصبتين المجوفتين كَانَ على أَكثر الْأَمر مَعَه اخْتِلَاط لِأَن الدِّمَاغ يرم بالمشاركة وَأَن كَانَ من سدة لم يَتَّسِع أحد الناظرين.
(1/209)
(الْبَاب الثَّانِي)
(الرمد والوجع فِي الْعين. .) والوردينج وسيلان الْموَاد والسرطان وعلامتها والأورام فِي الْعين من الانتفاخ وَغَيره واليبس الْعَارِض من التُّرَاب وَالشَّمْس والورم الْحَار فِي الْعين وانتفاخ الأجفان وورمها والإرماد الحادة والضربان فِيهَا والبثور الَّتِي تحدث فِي الْعين من جنس النفاخات والأورام الرخوة فِي الأجفان.)
من كتاب أَصْنَاف الحميات الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ من أَصْنَاف الرمد مِنْهَا مَا يَنُوب غبا وَمِنْهَا مَا يَنُوب كل يَوْم قَالَ وَهَذَا الرمد يكون من فضول تنصب الْعين من أَعْضَاء أقوى مِنْهَا وَيلْزم الأدوار لتساوي عللها وَقد داويتها مَرَّات بِخِلَاف الكحالين الَّذين يكدون الْعين بَاطِلا بِمَا يعالجونها بِهِ وَأما نَحن فَرُبمَا داويناها بالحمام وَرُبمَا داويناها بالإسهال وَرُبمَا داويناها بِالشرابِ الصّرْف نسقيهم وَرُبمَا داويناها بالفصد والحقنة ونبرأ وَلَا نحتاج إِلَى كحل وَرُبمَا احتجنا إِلَى شَيْء يسير لي كَانَ فِي خلال كَلَام جالينوس أَن الرمد يكون من فضل أغذية الْأَعْضَاء الَّتِي فَوق الْعين وَإِذا كَانَ كَذَلِك فالإمساك عَن الْغذَاء ثمَّ دُخُول الْحمام يبلغ مَا يُرِيد لَان فضول الْبَاعِث تقل مَا قد جرى إِلَى الْعين وتنحل قَالَ وكل مَادَّة تنصب إِلَى الْعين فَإِنَّمَا تنحدر من الرَّأْس.
الْمقَالة الثَّالِثَة من حِيلَة البرؤ وَقد أبرأت أوجاعا صعبة من أوجاع الْعين جدا أما
(1/210)
بالحمام أَو بِشرب الشَّرَاب وَأما بفصد وَأما بإسهال ألف وَأما بتكميد وَهَذِه الأوجاع لَا يحس جلّ الْأَطِبَّاء أَن يعالجوها إِلَّا بالأفيون واليبروج والنبج ومضرتها للعين عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنَّهَا إِنَّمَا تسكن الوجع باماته الْحس وأعراف قوما لما ألح عَلَيْهِم الْأَطِبَّاء بِهَذِهِ لم يرجع أَبْصَارهم بعْدهَا إِلَى الْحَال الطبيعية لكِنهمْ مُنْذُ ذَلِك الْوَقْت بَدَت بهم ظلمَة فِي أَبْصَارهم فَلَمَّا طَال بهم الزَّمَان نزل فِي عين بَعضهم المَاء وَأصَاب بَعضهم خمول الْبَصَر وَبَعْضهمْ سل الْعين وَهُوَ الَّذِي يصغر مِنْهُ ويضيق الحدقة وَيكون من جفاف رطوبات الْعين إِذا قل أغتذاؤها. الْمقَالة الْخَامِسَة من حِيلَة البرؤ قَالَ الْموَاد المنصبة إِلَى الْعين إِذا احتجنا إِلَى تنقلها إِلَى عُضْو قريب نقلناها إِلَى المنخرين لي هَذَا إِذا كَانَت الْموَاد قد رسبت إِلَى الْعين لَا فِي أول الْأَمر فَعِنْدَ ذَلِك يكون نقلهَا إِلَى الْعُضْو الْأَقْرَب أسهل وَأولى مِنْهُ إِلَى الْعُضْو أَلا بعد وَيكون نقلك لَهُ بالتعطيس وصب الْأَشْيَاء الحارة فِي الْأنف والأرعاف.
الْمقَالة الثَّانِيَة عشر مِنْهُ قَالَ أَنا اسْتعْمل المخدرة فِي علاج وجع الْعين إِذا فرط الْأَمر فِيهِ جدا.
قَالَ وَلَا علاج وجع الْعين إِذا حدث عَن ريح نافخة كَانَت من أخلاط غَلِيظَة بالتكميد بالجاروس قَالَ وَأحذر اسْتِعْمَال الأفيون فِي تسكين الوجع الَّذِي من ريح غَلِيظَة. وَذَلِكَ أَنه وَأَن سكن فَأَنَّهُ يهيج بِهِ أَشد وَاسْتعْمل فِي هَذَا التكميد والإنضاج وَالْحمام وَالشرَاب فَأَما الوجع الَّذِي عَن خلط حاد تَأْكُل فَأن الأفيون حِينَئِذٍ لَيْسَ إِنَّمَا هُوَ مسكن للوجع بِالْعرضِ فَقَط بل هُوَ شاف قَالَ والدواء الْمُتَّخذ بالجندباستر والأفيون يسكن وجع الْعين أَن قطر مِنْهُ فِي الْأذن وان)
احتجت إِلَى ضماد فاطبخ الخشخاش بِالْمَاءِ وألق فِي ذَلِك دَقِيق الحلبة أَو دَقِيق برز كتَّان وضمد بِهِ قَالَ وَجَمِيع النَّاس يعلم أَن الشاف الْمُتَّخذ بالأفيون يسكن وجع الْعين الشَّديد جدا وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل عِنْد مَا يضْطَر إِلَيْهِ أَمر عَظِيم لِأَنَّهُ رُبمَا أَضْعَف الْبَصَر بَاقِي
(1/211)
الْعُمر بل رُبمَا أتْلفه جملَة وَلَكِن إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فاختر هَذَا الضَّرْب من العلاج أَعنِي الأفيون ثمَّ عالجه بعد ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يخْتَار ذَلِك الضَّرَر ويعالجه بِمَا يرد عَلَيْهِ مزاجه وأجود الْأَشْيَاء فِي ذَلِك شياف الدَّار صيني.
الثَّالِثَة عشر فِي هَذِه الْمقَالة أَيْضا الْعين يحدث فِيهَا الوجع الشَّديد أما لخلط لذاع ينصب إِلَى الْعين وَأما لخلط كثير يمدد طبقاتها أَو بخار غليظ يمدد قَالَ فداو التلذيع بِأَن تجذب الْخَلْط إِلَى أَسْفَل ألف وتستفرغه بالأدوية المسهلة وتصب فِي الْعين بَيَاض الْبيض فتشيل الجفن بِرِفْق وتصبه فِيهِ فَإِن القدماء لم يستخرجوا بَيَاض الْبيض للذع فِي الْعين أَلا يبْحَث مستقصى حميد لَان فِيهِ لزوجة فَهُوَ لذَلِك يطول مكثه وَهُوَ بعيد من كل لذعة فَهُوَ لذَلِك يغسل اللذع ويسكن عاديته الْخَلْط اللذاع كَمَا يسكن الشَّحْم لذع الأمعاء إِذا حقن بِهِ وَهُوَ احْمَد من اللَّبن فِي ذَلِك لِأَن فِي اللَّبن جلاءّ مَا وَرُبمَا كَانَ فَاسِدا فِيهِ طعم مُنكر قَالَ فَإِذا نضج الورم واستحكم نضجه وَكَانَ الْبدن كُله نقيا فالحمام أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء وَذَلِكَ أَنه يسكن الوجع من سَاعَته وَيقطع سيلان الْمَادَّة إِلَى الْعين وَذَلِكَ أَن جلها يستفرغ فِي الْحمام والبقية الَّتِي تبقى بل تمتزج وتعتدل برطوبة الْحمام وَأما الوجع الْحَادِث عَن تمدد الصفاقات من الامتلاء فَأخْرج الدَّم وأسهل الْبَطن وأدلك للأعضاء السفلية وَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ ثمَّ بعد ذَلِك إِذا انجذبت الْمَادَّة كمد الْعُضْو بِمَاء عذب معتدل الْحَرَارَة وَأما الرّيح الغليظة فعالج بعلاج التمدد من الامتلاء حَتَّى تجذب الأخلاط ثمَّ عالج الْموضع نَفسه وَلَا تسْتَعْمل الْأَشْيَاء الرادعة لَكِن الْأَشْيَاء المحللة كمد أَعينهم على مَا وصفت وقطر فِيهَا طبيخ الحلبة المغسولة قبل ذَلِك غسلا محكما فَإِن هَذَا دَوَاء يحلل أَكثر من كل شَيْء تداوى بِهِ الْعين وَلَا تروم التَّحْلِيل وَفِي الْبدن امتلاء لَكِن استفراغ الْبدن كُله.
قَالَ وَاعْلَم انه رُبمَا كَانَ الْبدن لَا امتلاء فِيهِ وَإِنَّمَا ينصب إِلَى الْعين مَا ينصب من عُضْو أَو عضوين يدفعان إِلَيْهِ فَإِذا طَالَتْ عِلّة الْعين وَلم يكن فِي الْبدن فضل فَعَلَيْك بعلاج الرَّأْس وَأَن كَانَ اكْتسب سوء مزاج حَار فبرده وَإِن كَانَ بَارِدًا فاطله بالأضمدة المحمرة وَإِن كَانَ سوء مزاج حَار فالاستحمام بِالْمَاءِ العذب ودهن ورد لتبدل مزاج الْخَلْط اللذاع وَرُبمَا كَانَ الدَّافِع لهَذِهِ الْمَادَّة)
إِلَى الْعين عروق وشرايين قد ضعفت فَصَارَت بِمَنْزِلَة المغيض فَيدْفَع إِلَى الْعين مَا يحصل فِيهَا وَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يشيل هَذِه الْعُرُوق ويتوغل فِي الْقطع إِلَى عمق كثير فَأن كَانَ الدَّافِع إِنَّمَا هُوَ من الْعُرُوق الْبَاطِنَة فَأن هَذَا العلاج لَا يُمكن فِيهِ بِالْقطعِ غير مسكن وَذَلِكَ إِذا كَانَت ألف مُتَأَخِّرَة دَاخل القحف قَالَ وَلذَلِك صَارَت مثل هَذِه السيلانات عسرة العلاج وَأما الَّتِي تسيل من الْعُرُوق الْخَارِجَة فقد يُمكن وَأَن لم يسل أَن يطلي
(1/212)
بالأضمدة المقبضة وَرُبمَا كَانَت الْعلَّة فِي وجع الْعين دَمًا حارا كثيرا يصعد إِلَى الرَّأْس وَيكثر فِي الشرايين خَاصَّة وَلِهَذَا علاج بَالغ وَهُوَ قطع الشريان الَّذِي خلف الْأذن وَيَنْبَغِي أَن يحلق الرَّأْس ثمَّ تجس الْعُرُوق الضوارب الَّتِي خلف الْأذن وَالَّتِي خلف الْجَبْهَة والصدغين فَينْظر أَيهَا أعظم وَأَشد حرارة ونبضا فيقطعه. جالينوس وَأما الْعُرُوق الصغار والمستبطنة للجلد فأنك أَن سللتها كَانَ صَوَابا وَقد يسل الْعرق الضَّارِب الْعَظِيم الَّذِي فِي الصدغ فَأن هَذَا الْعرق عَظِيم فلأجود أَن تحدثه أَولا ثمَّ تقطعه.
الرَّابِعَة من الْعِلَل ة الْأَعْرَاض الوردينج هُوَ الرمد الصعب الَّذِي تتقلب فِيهِ الأجفان إِلَى خَارج ويعلو بَيَاض الْعين للورم علوا كثيرا.
الثَّانِيَة من الميامر وجع الْعين يخف بالتخبيص والتكميد من بلي بالرمد الطَّوِيل الصعب يَنْفَعهُ السعوطات الحادة القوية الَّتِي فِيهَا شونيز وعصارة قثاء الْحمار وَحده وَمَا تخرج من الرَّأْس الثَّالِثَة من الميامر إياك أَن تسْتَعْمل الشياف الْأَبْيَض والأشياء المغرية قبل استفراغ الْبدن وَالرَّأْس لِأَنَّهَا تمنع التَّحَلُّل وَلَا يبلغ قوتها أَن تمنع مَا ينصب فتمدد طَبَقَات الْعين تمددا شَدِيدا وَيكون سَببا للوجع الشَّديد وَرُبمَا شقّ الطَّبَقَات وأكلها.
قَالَ وَبَيَاض الْبيض الرَّقِيق مَعَ أَنه يجلو الرطوبات اللذاعة ويملس الخشونة وَلَا يلحج ويسدد مسام الْعين فَهُوَ لذَلِك مَأْمُون أَن يزِيد فِي الوجع فَأَما طبيخ الحلبة فَأَنَّهُ مَعَ مَا فِيهِ من التمليس والتسكين يحلل باعتدال فَهُوَ لذَلِك يسكن أَكثر أوجاع الْعين.
شياف يسكن الوجع الشَّديد وينوم العليل من سَاعَته يُؤْخَذ شياف مامثيا سِتَّة عشر زعفران ثَمَانِيَة أفيون سِتَّة كثيراء ثَمَانِيَة جندباستر دِرْهَمَيْنِ يَجْعَل شيافا وَيسْتَعْمل فِيهِ عنزروت ثَمَانِيَة مَثَاقِيل.
آخر عَجِيب مامثيا جزؤ عنزروت ثلث جزؤ كثيراء مثله أفيون ثلث الْجَمِيع حضض هندي مثله عصارة البنج مثله عصارة الشوكران مثله صمغ سدس جزؤ يجمع بطبيخ ألف إكليل)
الْملك وَيجْعَل شيافا.
(1/213)
إرخيجانس إِذا كَانَت الْعلَّة تنجلب إِلَى الْعين مَادَّة فانفع الْأَشْيَاء لَهُ فِي الْغذَاء قلَّة الطَّعَام وَالشرَاب والإفطار على شرب المَاء القراح وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وأبلغ الْأَشْيَاء فِيهِ الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع ويسهل الْبَطن وَيغسل الْوَجْه بِالْمَاءِ الْبَارِد ثمَّ بِمَاء وخل ويجتنب شم الرياحين الحارة وَأكل الحامض والمالح وَالدُّخَان وضوء الشَّمْس والسراج وَيَضَع على عَيْنَيْهِ بِاللَّيْلِ صوفة مبلولة بشراب قَابض فَإِن لم يسكن التجلب بِهَذَا التَّدْبِير فليفصد وليمسك عَن الطَّعَام الْبَتَّةَ ويصابر الْجُوع والعطش إِلَّا انه يلتهب شَدِيدا ويسهل الْبَطن بدواء أقوى أَو بحقنة قَوِيَّة وَيُوضَع على الْجَبْهَة الأضمدة القابضة مِمَّا يسكن وجع الْعين كطبيخ إكليل الْملك بعقيد الْعِنَب وَضعه عَلَيْهِ أَو سويق الشّعير مَعَ عصارة رمان أَو خُذ رمانا فاطبخه حَتَّى يتهرئ بِمَاء عذب وَليكن حلوا وَضعه عَلَيْهِ أَو أسحق بزر الشوكران بِمَاء واطله على الْعين أَو ضمد الْعين بالجبن الحَدِيث أَو اطبخ الخشخاش بشراب حُلْو وَضعه عَلَيْهِ أَو إكليل الْملك يطْبخ بميفختج وَيُوضَع عَلَيْهِ ويخلط مَعَه زعفران وأفيون قَلِيل ويضمد بِهِ الْعين فَإِنَّهُ نَافِع جدا أَو يعجن بِالشرابِ وَيُوضَع على الْعين مَعَ دهن ورد فَإِنَّهُ يعظم تسكين للوجع أَو دق الْمسك الطري وضمد بِهِ الْعين وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير فانه يتعجب من عظم نَفعه وَمن سرعته وينفع فِي الْجُمْلَة كل مَا ينفع وَيقبض باعتدال وَهُوَ عِنَب الثَّعْلَب وبقلة الحمقا وَحي الْعَالم وورق الخشخاش والبرز قطونا خَاصَّة أعجنه بِالْمَاءِ وضمد بِهِ الْعين الَّتِي تنصب إِلَيْهَا مَادَّة حادة وَكَذَلِكَ الطحلب أَو ضمده بورق السداب مَعَ شَحم البط لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل من هَذِه مَا فِيهِ حرارة معتدلة فِي تسكين الوجع والباردة وَقَالَ يمْنَع الْمَادَّة الْكَثِيرَة من التجلب البنج وَسَوِيق الشّعير يضمد بِهِ بخل وَمَاء وَإِذا حَان وَقت الِابْتِدَاء وَجَاء الِانْتِهَاء فكمد الْعين وَمِمَّا ينفع مَنْفَعَة عَظِيمَة ويحلل الورم ويفشيه وَيُطلق الامتداد أَن كَانَ مِنْهُ شَيْء خرقَة كتَّان تغمس فِي سمن وتوضع على الْعين.
قَالَ الوردينج والرمد الَّذِي قد ارْتَفع فِيهِ بَيَاض الْعين على سوادها ويغطيه وينقلب الأجفان فاسحق صفرَة بَيْضَة مَعَ شَحم دب حَتَّى يصيرا كالمرهم ثمَّ اطله على خرقَة وَضعه على الْعين فَأَنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته أَو أسحق ورق البنج وصفرة الْبيض ألف وضع عَلَيْهِ أَو خُذ صفرَة بَيْضَة وزعفران وأفيون فاسحقه بشراب حَار وضع عَلَيْهِ وَأَن كَانَ وجع شَدِيد فأسحق زعفرانا فائقا بِلَبن وقّطره فِي الْعين أَو قطر فِيهِ عصارة الكزبرة وشيافا مَعْمُولا مَعَ أفيون)
وزعفران وَمِمَّا يمْنَع الْموَاد دقاق الكندر وَمر يسحق ببياض الْبيض ويطلى على الْجَبْهَة وَأَن سهر العليل فشمه المنومات فَأن النّوم جيد لَهُ.
(1/214)
وللمادة الْكَثِيرَة تنحدر إِلَى الْعين ضع على الهامة ضمادا من فوتنج وخل ويربط رِبَاطًا رخوا.
لتسكين الوجع أفيون وَورد وإكليل الْملك وصفرة الْبيض. ولمنع الْمَادَّة يسحق الحازون الْمُسَمّى فلحناس مَعَ حِينه يتدبق ويطلى من الصدغ ودعه حَتَّى يَقع من تِلْقَاء نَفسه فَأَنَّهُ لَا يَقع أَلا عِنْد البرؤ وأطل بالمراهم المجففة بالخل من الصدغ إِلَى الصدغ.
قَالَ وَأما اليبس الْعَارِض من الشَّمْس وَالتُّرَاب فِي الْعين فينتفع أَن يغسل بِمَاء عذب كثير صَاف بَارِد فِي الصَّيف فيسخن فِي الشتَاء وينفع التكميد بِالْمَاءِ الفاتر وبطيخ العدس.
السَّابِعَة من الميامر يصلح لمنع الْموَاد وتسكين وجع الرمد أَقْرَاص البزور المسكنة للوجع وَهُوَ مؤلف من المدرة للبول والمخدرة.
مثالها بزر الكرفس وأنسيون وبزر البنج وأفيون وسليخة سَوْدَاء تتَّخذ أَقْرَاص ويسقى كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة وَاحِدَة فَإِنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل ويسكن الوجع ويجلب النّوم لي شراب الخشخاش عَجِيب فاعتمد عَلَيْهِ فِي الرمد.
الْمُقدمَة الثَّانِيَة من الأخلاط من ربه وقوته قَوِيَّة فَنحْن نفصد هَذَا وَنخرج دَمه إِلَى أَن يعرض الغشى ثمَّ نكمد عينه بعد ذَلِك بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ نستعمل الإكحال المجففة.
الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ احمرار الملتحم إِنَّمَا يكون عَن ورم حَار فِي الدِّمَاغ أَو أُمِّيّه وَأما عَن امتلاء فِيهَا.
من كتاب المسئلة وَالْجَوَاب فِي الْعين مَا بَال من عظمت عَيناهُ فجحظا عِنْد الرمد وينتو ان أَكثر لعظمهما وَلِأَن رطوباتهما أَكثر قَالَ الدُّمُوع فِي الرمد بَارِدَة لِأَنَّهَا غير منهضمة وَفِي حَال الصِّحَّة حارة لِأَنَّهَا منهضمة.
قَالَ حلق الرَّأْس ينفع الرمد كَثِيرَة الشّعْر تضره أَلا أَن ينسبل الشّعْر إنسبالا كثيرا فَأَنَّهُ حِينَئِذٍ يَفِي بِأَن يجفف الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الرَّأْس يجذبها إِلَيْهِ فَأَما مَا دَامَ لم ينسبل فَأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وَلَا يَدعه ينتشر ألف.
قَالَ الرمد فِي الصَّيف أَكثر وَلَا يكون مَعَ الْحمى إِلَّا فِي الندرة وَإِذا حم صَاحب الرمد فِي الصَّيف أما أَن يَصح وَأما أَن يعمى.)
(1/215)
قَالَ الْفضل الْحَار الرَّقِيق يعمى فِي الْأَكْثَر إِذا نزل فِي الْعين وَلَا مغص مَعَه وَالَّذِي فِيهِ رمص فَلَيْسَ بحار وَلَا لطيف بل غليظ بَارِد وَهُوَ يُؤمن من الْعَمى وردائة القروح.
الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ من كَانَ بِهِ فَأَصَابَهُ اخْتِلَاف انْقَضى بذلك رمده.
السَّادِسَة أَن كَانَ بِإِنْسَان رمد فاعتراه اخْتِلَاف فَذَلِك مَحْمُود لِأَنَّهُ يجذب الْخَلْط الْغَالِب فِي الْبدن إِلَى أَسْفَل ويخرجه قَالَ جالينوس وَلذَلِك يَنْبَغِي للطبيب أَن يتبع فيسهل صَاحب الرمد بالمسهل والحقن.
قَالَ بقراط أوجاع الْعين يحللها شرب الشَّرَاب الصّرْف أَو الْحمام أَو التكميد وفصد الْعرق أَو شرب الدَّوَاء المسهل.
قَالَ جالينوس أَنِّي لما قَرَأت هَذِه لبقراط علمت أَنه لم يكذب فِيمَا كتب لكنه يحْتَاج إِلَى تَمْيِيز فَنَظَرت أَولا فِي أَسبَاب الوجع كلهَا حَتَّى عرفتها ثمَّ طلبت دلائلها حَتَّى عرفتها ثمَّ أقدمت على اسْتِعْمَال هَذَا العلاج وَأول من استعملته فِيهِ فَتى كَانَ بِعَيْنِه وجع وَكَانَ قد فصد فِي الْيَوْم الثَّانِي مُنْذُ هَاجَتْ عينه وَكَانَ ذَلِك صَوَابا وَكَانَ فاصده يعالجه بالأدوية الَّتِي جرت الْعَادة أَن يعالج بهَا من ربه ورم حَار فِي عينه وَكَانَ يُصِيبهُ من الوجع فِي أَوْقَات نَوَائِب تنوبه أَمر صَعب جدا وَكَانَ يَقُول لِأَنَّهُ يحس فِي ذَلِك الْوَقْت برطوبات حارة تجْرِي دفْعَة إِلَى عينه ثمَّ يَقُول أَنه تِلْكَ الرطوبات كَانَت تخرج قَلِيلا فتسكن صعوبة الوجع وشدته إِلَّا أَنه لم يكن يَخْلُو من الوجع الْبَتَّةَ وَجعل ذَلِك يُصِيبهُ على هَذَا الْمِثَال نَهَار يَوْم الْخَامِس كُله وتزيد فدعاني ورجلا من الكحالين الرؤساء فَأَشَارَ الكحال أَن يسْتَعْمل بعض الأكحال الَّتِي لَهَا تغرية مَعَ تسكين الوجع بِمَنْزِلَة الشياف الْمُتَّخذ من الإسفيداج المغسول والنشاء والأفيون لِأَنَّهُ رجا بذلك أَن يرد عَن الْعين مَا يجْرِي إِلَيْهَا بالأدوية المغرية ويخدر الْحس قَلِيلا بالمبردة.
وَكنت أَنا لَا أَزَال اتهمَ أشباه هَذِه الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ لِأَنَّهَا لَا تقوى على أَن تمنع وَترد مَا ينصب إِلَى الْعين إِذا كَانَ انصبابه قَوِيا كثيرا لَكِنَّهَا تَمنعهُ من أَن يخرج وَكَذَلِكَ أَن كَانَ ذَلِك الشَّيْء حارا أحدث فِي القرنية التآكل وَأَن كَانَ كثيرا عرض أَن يهيجها ويمددها تمديدا شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهَا تمزق فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلم يكن مَعَ الدَّوَاء من قُوَّة الإحدار مَا يبلغ أَن يَجْعَل الْعين لَا يحس بذلك الورم لم يكن شَيْئا وَأَن كَانَ مَعَه من الْقُوَّة على الإحدار مَا يبلغ أَن يَجْعَل الْعين لَا يحس بألم الورم ألف الْحَار الْعَظِيم الَّذِي فِيهَا وَجب ضَرُورَة أَن يضر شَيْئا بتة أَو يضعف بَصَره)
وَيبقى مَعَ ذَلِك فِي طَبَقَات الْعين غلظ جاس يعز بُرْؤُهُ قَالَ جالينوس فلمعر فَتى هَذِه الْأَشْيَاء ولعلمي
(1/216)
بِأَن الَّذِي ينصب إِلَى الْعين لَيْسَ هُوَ بِقَلِيل الكمية وَهُوَ مَعَ ذَلِك قوى الحدة والحرارة هَمَمْت أَن أبدأ بالتكميد لامتحن الْأَمر بِهِ فأعرف بِالْحَقِيقَةِ واستقصاء حَال الْعلَّة فَأن من عَادَة التكميد فِيمَن هَذِه حَاله أَن يسكن الوجع مُدَّة ثمَّ أَنه يجذب إِلَى الْموضع مَادَّة أُخْرَى وَذَاكَ أَنه بِالطَّرِيقِ الَّتِي بهَا يحلل مَا قد حصل فِي الْعين يجذب إِلَيْهَا غَيره من الْوَاضِع الْقَرِيبَة مِنْهَا فحين دَعَوْت بِالْمَاءِ الْحَار والإسفنج قَالَ الْمَرِيض أَنِّي قد جربت هَذَا العلاج طول نهاري مرَارًا كَثِيرَة فَوَجَدته يسكن عني الوجع ثمَّ يجلب على ّ مِنْهُ بعد قَلِيل مَا هُوَ أَشد مِنْهُ وَأعظم فَلَمَّا سمع ذَلِك الكحال وضمنت لَهُ الْمقَام عِنْده وتسكين الوجع بِلَا دَوَاء مخدر ثمَّ أدخلته الْحمام على الْمَكَان فَبلغ من سكُوت وَجَعه أَن نَام لَيْلَة أجمع وَلم ينتبه الْبَتَّةَ فصرت من ذَلِك الْيَوْم مَتى استدللت وَعرفت أَنه تجْرِي إِلَى الْعين رطوبات حارة وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء إِذا رد وجعها بِاسْتِعْمَال الْحمام.
ثمَّ رَأَيْت فَتى آخر تَأَمَّلت عينه فرأيتها جافة إِلَى أَن الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا منتفخة انتفاخا شَدِيدا مَمْلُوءَة دَمًا فَأَمَرته أَن يدْخل الْحمام ثمَّ يشرب بعده خمرًا قَلِيل المزاج وينام أَكثر فَنَامَ نوما ثقيلا لما فعل ذَلِك وانتبه قد سكن وجع عينه فهداني مَا رَأَيْت من ذَلِك أَن أكون مَتى رَأَيْت أَنه قد لحج فِي عروق الْعين دم غليظ من غير أَن يكون فِي الْبدن كُله امتلاء أَن أجعَل علاجي لصَاحب تِلْكَ الْحَال بِشرب الشَّرَاب لِأَن من شَأْن الشَّرَاب أَن يذيب ذَلِك الدَّم ويستفرغه ويزعجه بِشدَّة حركته من تِلْكَ الْعُرُوق الَّتِي قد لحج فِيهَا وَهَذَانِ النوعان من أَنْوَاع علاج الْعين عَظِيم النَّفْع أَن استعملا فِي مواضعهما وعَلى حسب ذَلِك الْخَطَأ فيهمَا أَن لم يستعملا على الصَّوَاب.
وَأما التكميد فَهُوَ أسلم وَأبْعد من الْخطر فاستعماله على حَالَة ريح وَذَلِكَ أَنه أما أَن يصير للطبيب عَلامَة يسْتَدلّ بهَا على نجاح مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما أَن يصير لَهُ سَبَب للصِّحَّة وَذَلِكَ أَنه أَن كَانَت قد علم أَن مَادَّة مَا يجْرِي إِلَى الْعين فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن التكميد يحلل مَا فِي الْعين حَاصِل فيبرئها ويردها إِلَى حَال الصِّحَّة وَأَن كَانَت الْمَادَّة تجْرِي بعد فَإِن أول مَا يسْتَعْمل التكميد ليسكن الوجع بعض السّكُون بالأسخان فَقَط ثمَّ إِنَّه بعد قَلِيل يزِيد فِي الوجع فَيصير ذَلِك عَلامَة لَك على الْعلَّة فتعلم أَنه يحْتَاج إِلَى استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَ ألف فِيهِ امتلاء مُطلق بالفصد وَأَن كَانَ فِيهِ رداءة خلط فبالإسهال من ذَلِك الْخَلْط وَلَيْسَ يعسر عَلَيْك تعرف ذَلِك.)
قَالَ فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء لم يحْتَمل شرب الشَّرَاب وَلَا اسْتِعْمَال الْحمام وَإِنَّمَا يصلح قَالَ فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء فَإِن الشَّرَاب وَالْحمام لَيْسَ بِبَعِيد أَن يمزق أغشية عينه فَأَما أَن كَانَ الوجع إِنَّمَا هُوَ بِسَبَب شدَّة رداءة دم غليظ من غير أَن يكون فِي الْبدن امتلاء فاستعماله الْحمام وَالشرَاب صَوَاب وَأما الفصد فَلَيْسَ بصواب. قَالَ هَذَا لي فِي قوم زَعَمُوا أَن الفصد وَشرب وَالْحمام كُله يَنْبَغِي أَن يجمع على صَاحب وجع الْعين.
(1/217)
من كتاب فصد الْعين قَالَ قد يظْهر من سرعَة نفع الفصد للعرق المحاذي للعين العليلة الْكَتف فِي علل الْعين العظمية الدموية مَا يَدْعُو النَّاس إِلَى التَّعَجُّب.
وَذَلِكَ أَن فَتى كثير الدَّم كَانَ فِي عينه ورم عَظِيم جدا والمادة تنصب إِلَيْهَا كثيرا والأجفان قد غلظت وفيهَا خشونة تلذع الْعين فتزيد فِي الضربان والوجع ففصدته وأخرجت لَهُ نَحْو ثَلَاثَة أَرْطَال دم فَلَمَّا كَانَ السَّاعَة التَّاسِعَة أخرجت لَهُ رطلا وَاحِدًا لي من هَاهُنَا يحْتَج قوم أَن التَّثْنِيَة يَنْبَغِي أَن يكون فِي السَّاعَة التَّاسِعَة قَالَ فانفتحت عينه على الْمَكَان فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي كحلناه بِبَعْض الشيافات بعد أَن خلطنا بِهِ شيأ من الشياف المتخذة من الشَّرَاب كَمَا أَن عادتنا أَن نفعله وَجَعَلنَا على جَفْنَة مِنْهُ ثمَّ كحلناه بعد ذَلِك فِي السَّاعَة الرَّابِعَة فَلَمَّا كَانَ فِي السَّابِعَة والتاسعة كحلناه وأدخلته الْحمام نَحْو مغيب الشَّمْس فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي جعلنَا مَعَ الشياف اللين من الشياف الْمُتَّخذ من الشَّرَاب شَيْء كثير لي هَذَا هُوَ الْأَحْمَر والأبيض وقلبنا أجفانه وحككناه فِي الْيَوْم الثَّالِث يرد فِي الْيَوْم الرَّابِع قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الرمد خشونة وغلظة فِي الأجفان فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى بغض الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا حِدة وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ الْبدن. قَالَ وأبلغ العلاج للورم الحاد مَا دَامَ مبتديا فِي الْعين فصد القيفال فَأَما بقاياه المزمنة ففصد الآماق.
من كتاب العلامات قَالَ عَلامَة الورم حمرَة تعرض فِي بَيَاض الْعين مَعَ دموع كَثِيرَة وورم وَحُمرَة وامتداد وَثقل وَإِذا لم تكن مَعَه دمعة فَهُوَ من جنس الْحمرَة وورمه أثقل وإبطا وَأما الْعَظِيم الانتفاخ جدا فَأَنَّهُ فلغموني والورم البلغمي فِي الْعين قد يبلغ إِلَى أَن يَعْلُو بياضه سوَاده ألف أَلا أَنه لَا تكون مَعَه حمرَة وَلَا تسيل مَعَه دموع وَمَعَهُ ثقل وَالَّذِي ينزل من الظَّاهِر يكون عروق الْجَبْهَة وَالْوَجْه منتفخة وعروق الْعين ظَاهِرَة وممتلية والأجفان ثَقيلَة وَإِذا كَانَت النزلة تنزل من دَاخل القحف لم يظْهر الامتلاء فِي الْعُرُوق الظَّاهِرَة وهاج العطاس والحكة فِي الحنك وَالْأنف.
السَّادِسَة من أبيذ يميا يَنْبَغِي أَن يكمد الْعين بجاورس فِي خرقَة لينَة.)
قَالَ مَتى حدث الوجع فِي الْعين أَن كَانَ فِي الْبدن كُله امتلاء فصدنا القيفال ثمَّ استعملنا بعد الإكحال الَّتِي هِيَ فِي غَايَة اللين ومنعناه النَّهَار أجمع الطَّعَام ثمَّ أدخلْنَاهُ الْحمام
(1/218)
بالْعَشي فَإِن لم يكن بِهِ امتلاء استعملنا بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا أَعنِي المسكنة ثمَّ الْحمام إِذا لم يحْتَج إِلَى فصد وَلَا إسهال.
السَّابِعَة من سادسة إبيذيميا الرمد الَّذِي يكون فِي الْعين فِيهِ عروق حمر هُوَ يَابِس وَيكون فِي أَوْقَات غور النّظر شفَاه الْحمام وَشرب الشَّرَاب وَجَمِيع التَّدْبِير الَّذِي رطب مَعَ حرارة معتدلة.
الأولى من الأهوية والبلدان قَالَ الَّذين بِلَادهمْ جنوبية يعرض لَهُم رمد كثير أَلا أَن ذَلِك الرمد لَا يكون طَويلا وَلَا شَدِيدا وَذَلِكَ لتخلخل مجاري عيونهم وأبدانهم وانطلاق طبايعهم فَإِن حدث فِي الْهَوَاء برد بَغْتَة فَعِنْدَ ذَلِك يطول الرمد ويصعب لِأَن عيونهم تكثف وأبدانهم كَذَلِك.
لي استكمال التكميد وَالْحمام هَاهُنَا والرمد فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة وَفِي الشتَاء لَا يهيج كثيرا فَإِذا هاج كَانَ صعبا مفرطا وَذَلِكَ لِأَن طَبَقَات الْعين تكون مستحصفة فَلَا ينجل ويتمدد وَكَثِيرًا مَا ينفرط أغشية الْعين لشدَّة التمدد وَأَصْحَاب الْأَبدَان اللينة والبلدان الحارة وان كثر الرمد فيهم فأنهم يسلمُونَ مِنْهُ وَلَا تطول مدتهم وَأَصْحَاب الْبلدَانِ الْبَارِدَة متكاثفة فَإِنَّهُ أقل مَا يعرض فيهم إِذا عرض لم يكادوا يسلمُونَ مِنْهُ وَطَالَ بهم.
الْيَهُودِيّ يصلح طلاء للورم الْحَار واسترخاء الأجفان صَبر أقاقيا شياف ماميثا وأفيون وزعفران يكون عنْدك وَعَن الْحَاجة أطله بِمَاء فَأَنَّهُ عَجِيب جدا.
آخر عدس مقشر صندل وَورد يَابِس كافور يطلى بِمَاء الهندباء.
أهران ينفع من الورم الْحَار فِي الْعين هندباء يدق وَيجْعَل مَعَه شَيْء من دهن ورد ودقيق شعير قَالَ والمواد الَّتِي تنحدر إِلَى الْعين أما الَّتِي تنحدر من خَارج القحف فسهل علاجها بالأطلية وفصد عرقي الصدغين وَالَّتِي خلف الآذان فكهما وعلامته ذَلِك حمرَة الْوَجْه وحرارة الْجَبْهَة وامتلاء الْعُرُوق وَأما الَّتِي تنحدر دَاخل القحف فَيكون عطاس ودغدغة وَهُوَ عسر العلاج.
لي علاجه الفصد وَقلة الْغذَاء وتقوية الدِّمَاغ وَالْعين وجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل بفصد الرجل والحقن الحادة والإسهال التَّام الْقوي واجتذاب الْمَادَّة نَحْو الْأنف أَنْفَع شَيْء وأبلغه فِيهِ وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت من يسيل من أَنفه رطوبات حادة فَيسلم دَائِما من الرمد وَلست أرى أَن علاجا أبلغ لمن يَعْتَرِيه رمد من مواد تنحدر إِلَى عينه من نفخ الْأَدْوِيَة الحادة فِي الْأنف وشمها لتميل الْمَادَّة إِلَيْهِ.)
قَالَ اهران علاج الرمد والقروح قلَّة الْأكل وَالشرَاب والسكون وَترك الْجِمَاع الْبَتَّةَ والفصد فِي أول جَانب الوجع.
(1/219)
بولس قَالَ إِذا حدث فِي الْعين وجع فَانْظُر هَل ذَلِك لفلغموني أم لخلط حاد أنصب إِلَيْهَا بِلَا ورم أم لامتلاء الصفاقات وتمددها من أخلاط غَلِيظَة أم لرياح منفخة فعالج اللذع بالأشياء الَّتِي تعدل المزاج فَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فاستفرغ الدَّم وإسهل وأدلك الْأَعْضَاء السفلية أفعل ذَلِك إِلَى أَن ينضج الورم حَتَّى إِذا نضج الورم الحاد وَلم تكن فِي الْبدن فضول كَثِيرَة فالحمام حِينَئِذٍ مُوَافق فَإِن كَانَ الورم فلغمونيا فعالج باستفراغ الدَّم وإسهال الْبَطن ودلك الْأَعْضَاء السفلية وَأما أَنْوَاع التمدد كُله فعالج باستفراغ الْبدن كُله ثمَّ بِمَا يحلل مَا قد احتقن فِي الصفاقات ويكمد بالأشياء الحارة وَيصب فِيهِ طبيخ الحلبة فَإِن كَانَ التمدد من دم غليظ فِي عروق الْعين من غير امتلاء الْبدن فليشرب الْخمر فَأن لَهُ قُوَّة تسخن وتفتح وتستفرغ.
قَالَ وَأما الرمد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ عَن سَبَب باد مثل حرارة الشَّمْس أَو غُبَار أَو دهن دخل الْعين فَأَنَّهُ ينْحل سَرِيعا بفقد السَّبَب البادي.
قَالَ وَأما الَّذِي يهيج بَال سَبَب باد وَلَا يكون مفرطا فَأَنَّهُ ينْحل فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة وَسَهل علاجه وَهُوَ أَن يتوقى الْأَسْبَاب الَّتِي يهيجه من خَارج ويقلل الْأكل وَالشرب وَالْحَرَكَة ويلين الْبَطن ويستفرغ الْبدن فَإِن لبث بعد ذَلِك اسْتعْمل الأشياف الْمَانِعَة فَإِذا سكن التزيد فأكحله بدواء السنبل وكمده بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وان كَانَت الْمَادَّة الَّتِي مِنْهَا الرمد ألف غَلِيظَة وَلَيْسَت بشديدة الْحَرَارَة فَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأشياف لِأَن هَذِه تزيد فِي غلظ الْمَادَّة بل اسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا قُوَّة تحلل وتدق ميل الشياف الْمُسَمّى حنا قون وَبعد استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَت الرُّطُوبَة شَدِيدَة الانحصار فِي الرَّأْس فانصب المحجمة على نقرة الْقَفَا بِشَرْط ثمَّ علق الْجَبْهَة من نَاحيَة الْعين الوجعة وضمد الْعين عِنْد الوجع الشَّديد بالضماد الْمُتَّخذ من الزَّعْفَرَان والكربرة والأفيون ودهن ورد وخشخاش وَإِن لم يكن الرمد حارا وَأَرَدْت أَن تدفع الْمَادَّة فأكحله بِالصبرِ فِي النَّوَازِل قَالَ إِذا ابتدأت النزلة وَنزل إِلَى الْعين فامنع من الطَّعَام وَالشرَاب مَا أمكن وَليكن الشَّرَاب المَاء وَيتْرك الْحَرَكَة وَالْجِمَاع ويفصد ويلين الْبَطن ويلطخ الْجُبَّة والأجفان بالأشياء الْمَانِعَة القابضة الْبَارِدَة وَإِن كَانَت النزلة بَارِدَة وَرَأَيْت لون الْعين أَبيض فأطل الْجَبْهَة بعد الاستفراغ وتلطيف التَّدْبِير أطل على الْجَبْهَة هَذَا الطلاء يُؤْخَذ من الكبريت الْأَصْفَر والبورق وَنَحْوهمَا)
والترياق مداف بِمَاء ويطلى على الْجَبْهَة فينفع من النزلات الْبَارِدَة وينفع أَيْضا إِذا شرب نفعا عَظِيما
(1/220)
فَإِن كَانَت النزلة تنزل فِي العمق فَإِنَّهُ يكون أقل زَمَانا فَاسْتعْمل استفراغ الْبدن وَبعده السعوط والتعطيس الدَّائِم والغرغرة ويحلق الرَّأْس ويطلى بالأشياء الَّتِي يحمره وَيسْتَعْمل فيهم سل الْعُرُوق وقطعها والعلاج بِالْيَدِ الَّذِي نذكرهُ والكي فِي وسط الرَّأْس إِلَى أَن يصل الكي إِلَى الْعظم والحجامة أَيْضا على النقرة وَلها قُوَّة عَظِيمَة ويميل الْمَادَّة إِلَى خَارج ويستدل على أَن النزلة تنزل خَارج القحف من امتلاء الْعُرُوق فِي الْوَجْه وتمددها فِيمَا يَلِي الصدغ والجبهة وينتفعون بالأضمدة المجففة والعصائب وَإِذا لم تكن هَذِه الْأَشْيَاء قريبَة الْعَهْد اعني دَلَائِل النزلة لَكِن كَانَ مزمنا وَعرض مَعَه عطاس مؤذ ودغدغة فِي الْأنف فَإِنَّهُ يسيل فِي الْبَاطِن قَالَ فَأَما الورم الرخو الْحَادِث فِي الأجفان فَإِنَّهُ ينفع مِنْهُ الكماد بالخل وَالْمَاء أَو بِمَا قد غلي فِيهِ عدس وَورد ويلطخ الأجفان عِنْد النّوم بالزيت.
قَالَ السرطان قد يعرض فِي الْعَينَيْنِ فِي الصفاق مَعَ ألم وتمدد وَحُمرَة ونخس فِي الصفاقات القرنية يَنْتَهِي إِلَى الأصداغ ألف وسيما عِنْد الحركات وَيذْهب بِشَهْوَة الطَّعَام ويهيج الْعلَّة من الْأَشْيَاء الحادة وَهِي على لَا شِفَاء لَهَا لَكِن يَنْبَغِي أَن يسكن وَجَعه بِشرب اللَّبن والأغذية المتخذة من الْحِنْطَة وَالَّتِي تولد كيموسا جيدا وَلَا يسخن الْبَتَّةَ وَيصب الأشياف اللينة المسكنة للوجع فِي الْعين وَيَعْنِي بِأَن يكون الْبدن كُله جيد الأخلاط غير ممتل وَلَا حاد الدَّم.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ الْحمام الْحَار يرمد الْعين فَمن كَانَ مستعدا لَهُ فَلَا يَنْبَغِي أَن يدْخلهُ.
شرك قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يعالج الْعين الوجعة ثَلَاثَة أَيَّام باللأكحال لنضج الوجع ثمَّ يعالج لي من الصَّوَاب أَن يقْتَصر فِي الرمد فِي الْأَيَّام الأول على الفصد والإسهال ودلك الْأَعْضَاء وَقلة الْغذَاء وَلُزُوم الدعة والسكون وَإِن كَانَت الْمَادَّة قَوِيَّة فَلَا بُد أَن يُقَوي الْعين.
كناش الاختصارات قَالَ عَلَامَات الرمد الْكَائِن من الْحَرَارَة أَن ترى الْعين حَمْرَاء وارمة ويلقى رمص فعالجها بالأشياف والذرور الْأَبْيَض وعلامة الرمد الْبَارِد أَن يكون الْعين مَعَ
(1/221)
الورم ثَقيلَة قَليلَة الْحمرَة فَعَلَيْك بالذرور الْأَصْفَر والغرز والشياف الْأَحْمَر اللين.
الوردينج قَالَ فَأَما الوردينج فَإِنَّهُ أَكثر مَا يعرض للصبيان وعلامته أَن ترى الْعين وارمة وخاصة جفونها حَتَّى أَنَّهَا تَنْشَق وَيخرج مِنْهَا الدَّم فذرها بالذرور الْأَصْفَر قَالَ وليحذر الْحمام والآبزن قَالَ ابْن مَا سويه الْخلّ لَيْسَ بِحَال لصَاحب الرمد لي جربت ذَلِك فَوجدت الْأَشْيَاء الحامضة)
القابضة كالحصرم والسماق أبلغ فِي ذَلِك لي على مَا رَأَيْت لطوخاً يلطخ الأجفان للورم يمْنَع انصباب الْموَاد يوخذ مثقالان حضض مِثْقَال صندل أَحْمَر دانقان أقاقيا نصف دِرْهَم شياف مامثيا ودانق زعفران وَيجمع وَيجْعَل شيافا ويطلى على الْعين الوارمة بِمَاء الهندباء إِن شَاءَ الله.
السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ إِذا ألمت الْعين وورمت فَاسْتعْمل أَولا المنقية إِمَّا بالفصد وَإِمَّا بالإسهال وَإِمَّا بهما جَمِيعًا ثمَّ امنعه الْغذَاء يَوْمه أجمع وبالعشي أدخلهُ الْحمام وأكحله بالأدوية الْبَعِيدَة من اللذع وَإِن لم تكن الْمَادَّة كَثِيرَة فيكفيك أَن تحميه الطَّعَام ثمَّ تحمه قَالَ وَاحْذَرْ الْبَتَّةَ الأكحال والأضمدة حَيْثُ تعلم أَن الْمَادَّة كَثِيرَة جدا لِأَنَّهَا لَا تحصره فيمدد الطَّبَقَات ويهيج الوجع.
أريباسوس قَالَ إِذا رسخت الْمَادَّة فِي الطَّبَقَات وأزمن الرمد والوجع ألف فَحِينَئِذٍ ينفع الْحجامَة على الأخدعين والعلق على الصدغين وَمَا قرب من الْعين.
قَالَ وَإِذا نضج الرمد فَادْخُلْهُ الْحمام وَقَالَ الْورْد يهيج الرمد الشَّديد فَلَا تكحله إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بل اقْتصر على تقطير اللَّبن فِيهِ والاستفراغ فَإِذا نضج حِينَئِذٍ فاكحله قَالَ وَأحذر فِي الرمد مَا يخنق ويضيق النَّفس وحلل الأورام فِي الأجفان بالاستفراغ والأطلية وَترك الْغذَاء فعالج فِي أول الْأَمر بِمَا يقبض قَلِيلا وَفِي آخر الْأَمر بِمَا يحلل.
ابْن طلاوس قَالَ إِذا بَدَأَ الرمد فَالْزَمْ الْبَيْت الْقَلِيل الضَّوْء ويقلل الْغذَاء وَلَا يشرب إِلَّا المَاء وَيكثر النّوم فَإِنَّهُ يسكن الْحَرَارَة واطل الجفون بدواء الْورْد والحضض والزعفران وَإِن لصق بِاللَّيْلِ فاغسلها بِمَاء وخل واكحل بشياف مجفف فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ فَإِن اشْتَدَّ أَيْضا فالإسهال والفصد وَالْجِمَاع يهيج وجح الْعين وَليكن الرَّأْس مرتفعا عِنْد النّوم ويقطر فِي الْعين اللَّبن وَإِن كَانَ شَدِيد الوجع تضمد بضماد يتَّخذ من الْورْد الْيَابِس يعجن بطبيخ إكليل الْملك.
(1/222)
دَوَاء أصفر مُحَلل عنزروت عشرَة صَبر دِرْهَمَيْنِ زعفران دِرْهَمَيْنِ حضض دِرْهَمَيْنِ مر دِرْهَم زنجبيل دِرْهَم.
من كتاب الوَاسِطِيّ جَامع الكحالين قَالَ إِذا كَانَ بصبي وردينج وَلم يقدر أَن يفتح عينه فَينْظر هَل فِيهَا قرحَة أم لَا فاكحله بالعنزروت والزعفران وأشياف مامثيا وأفيون فَإِنَّهُ لَا مضرَّة مِنْهُ على القروح وَهُوَ جيد للوردينج.
فيلغريوس قَالَ أبدء فِي وجع الْعين بالفصد والإسهال ثمَّ أغسل الحلبة غسلات وأطبخها بعده وقطر مِنْهُ أَو من اللين أَو بَيَاض الْبيض وَسكن الأورام بالضمادات المعمولة من صفر الْبيض وإكليل الْملك ودهن ورد وخبز فَإِذا سكن الوجع قَلِيلا فَاسْتعْمل الشياف الْأَبْيَض وامسح الرمص عَنْهَا)
بِرِفْق ولطف التَّدْبِير وَأَن بَقِي الثّقل فِي الرَّأْس بعد الاستفراغ وَكَانَ على الرَّأْس شعر كثير فاحلقه ليتنفس وعلق المحاجم على الأخدعين بِشَرْط كثير غاير موجع وغرغرة بِمَا يجلب بلغما كثيرا فَإِنَّهُ جيد لذَلِك وَأَن كَانَ مرطوب الرَّأْس بالطبع تعطسه. ألف من كتاب روفس كتب للعوام قَالَ إِذا عرض الرمد من الشَّمْس فأعطه شرابًا لِأَنَّهُ ينميه وعلاج هَذَا النّوم الطَّوِيل.
من كتاب الْعين لحنين قَالَ الرمد ثَلَاثَة أَصْنَاف صنف يعرض من سَبَب باد يعرض للعين كالغبار وَالدُّخَان والدهن ينصب فِي الْعين وَالشَّمْس الدَّائِم يُصِيب الرَّأْس وَهُوَ أخفها كلهَا وينقضي بِانْقِضَاء السَّبَب البادئ.
وَالثَّانِي وَالثَّالِث يكونَانِ من مَادَّة تسيل إِلَى الملتحم يورمه وَيلْزمهُ انتفاخ ووجع وصلابة وَحُمرَة كَمَا يعرض لسَائِر الْأَعْضَاء الوارمة وَيكثر الدُّمُوع وتشتد الْحمرَة وتمتلي عروق الْعين دَمًا وَهَذِه الْأَعْرَاض تلْزم النَّوْع الثَّالِث من الرمد إِلَّا أَنَّهَا تشتد وتعظم أَكثر وترم الجفنان كِلَاهُمَا وينقلبان إِلَى خَارج ويعسر حركتها وَيكون بَيَاض الْعين أرفع من سوادها لي بِقدر علو بَيَاض الْعين على سوَاده يكون عظم الرمد وَكَثْرَة الْمَادَّة وبقدر النخس والوجع يكون رداءة كَيْفيَّة وَقد رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة يَعْلُو الْبيَاض حَتَّى يُغطي أَكثر القرنية وَلَا ترى إِلَّا قَلِيلا وَلَا ترى الْبَتَّةَ وَفِي هَذِه الْحَالة لَا يبصر العليل شيأ الْبَتَّةَ وَيكون هَذَا فِي القروح كثيرا قبل نضجها.
فِي الانتفاخ قَالَ هُوَ أَرْبَعَة أَصْنَاف أَحدهَا يعرض من فضلَة بلغمية رقيقَة مائية ويعرض بَغْتَة وَأكْثر ذَلِك يعرض قبله فِي الآماق مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو بقة وَأكْثر مَا يعرض فِي الصَّيف للشيوخ ولون هَذَا الانتفاخ لون الورم البلغمي وَالثَّانِي هُوَ أَشد كدورة لون والثقل فِيهِ أَكثر وَالْبرد أَشد وَإِذا غمزت عَلَيْهِ بالإصبع بَقِي أَثَره فِيهِ سَاعَة
(1/223)
هوية وَالثَّالِث تغيب فِيهِ الإصبع إِلَّا أَنه يعود فِيهِ سَرِيعا جدا وَلَا وجع مَعَه ولونه لون الْبدن وَالرَّابِع يكون مَعَه فِي الجفون وَفِي الْعين كلهَا وَرُبمَا امْتَدَّ حَتَّى يبلغ الحاجبين والوجنتين وَهُوَ صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري والرمد المزمن وخاصة للنِّسَاء لي الانتفاخ قد عد فِي أمراض الملتحم وَأَنا أرى أَن يعد فِي أمراض الأجفان. 3 (السرطان الْعَارِض فِي الْعين) فِي السرطان قَالَ والسرطان الْعَارِض فِي الْعين يلْزمه وجع شَدِيد فِيهَا وامتداد الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا حَتَّى يعرض فِيهَا ألف شبه الفرسوس وَحُمرَة فِي صفاقات الْعين وأغشيتها وتحس شَدِيد يَنْتَهِي إِلَى الصدغين وخاصة أَن مشي العليل أَو تحرّك صعبة ويصيبه صداع ويسيل إِلَى عينه مَادَّة حريفة رقيقَة وَيذْهب عَنهُ شَهْوَة الطَّعَام وَلَا يحْتَمل الْكحل الْحَار ويؤلمه ألماً شَدِيدا قَالَ سيلان الْموَاد إِلَى الْعين رُبمَا كَانَ فِي الْعُرُوق الَّتِي فَوق القحف وَرُبمَا كَانَ فِي دَاخل القحف وعلامات السيلان خَارج القحف امتداد عروق الْجَبْهَة والصدغين والانتفاخ بتعصيب الرَّأْس وَبِمَا يلزق على الْجَبْهَة من الإضمدة القابضة فَإِن لم يظْهر من ذَلِك شَيْء وَطَالَ مكث السيلان ووأزمن كَانَ مَعَه حكة فِي الْأنف وعطاس فالسيلان فِي دَاخل القحف.
قَالَ الوجع الشَّديد يكون فِي الْعين أما لحدة الرُّطُوبَة الَّتِي تورمها أَو لتمدد صفاقاتها من امتلائها وَأما لارتباك ريح غَلِيظَة فَإِن كَانَ من حِدة الرُّطُوبَة فأفرغها بالمسهلة وأجذ بهَا إِلَى أَسْفَل بالحقن والدلك والشد للأطراف واغسل مَا سَأَلَ من الْعين ببياض الْبيض فَإِذا بَدَأَ الورم ينضج فالحمام نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة وَأَن كَانَ السيلان لن يَنْقَطِع لِأَنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته وَيقطع السيلان إِلَى الْعين لِأَن عامته تنْحَل من الْبدن كُله فِي وَقت الْحمام وَمَا بَقِي مِنْهُ يعتدل برطوبة المَاء العذب فَإِن كَانَ الوجع من امتلاء الصفاقات وتمددها فعالجه بإفراغ الْبدن بالفصد والإسهال ودلك الْأَعْضَاء السفلية وربطها ثمَّ من بعد بتكميد الْعين بِالْمَاءِ العذب المعتدل فِي الْحر وَأَن كَانَ الوجع من ريح غَلِيظَة فَاسْتعْمل بعد إفراغ الْبدن وجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل الْأَدْوِيَة المحللة مثل التكميد وتقطير مَاء الحلبة فَأَما قبل فرَاغ الْبدن فَلَا يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل دَوَاء محللا لِأَنَّهُ يجذب أَكثر مِمَّا يحلل وَانْظُر فَإِن الْفضل السَّائِل إِلَى الْعين رُبمَا سَالَ من الرَّأْس وَرُبمَا سَالَ إِلَى الرَّأْس من جَمِيع الْبدن فاقصد بالعلاج أَن كَانَ إِنَّمَا يسيل إِلَى الرَّأْس بأنواع استفراغ الفضول وَإِصْلَاح مزاجه وَأكْثر مَا يتَوَلَّد الفضول فِي الرَّأْس الرطب أَو الْبَارِد وَرُبمَا كَانَ الرَّأْس حارا فيولد فضلَة حارة فعالج كل مزاج بضده وَرُبمَا كَانَ الدِّمَاغ نَفسه فَقَط هُوَ الْبَاعِث للفضلة لَهُ فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تصلح مزاجه بضده وَرُبمَا أالف كَانَت تسيل الْأَدْوِيَة المجففة فَإِن لم يَنْقَطِع فسلها وأقطعها وَقد يعرض فِي الْعين وجع شَدِيد من دم غليظ
(1/224)
يرتبك فِي عروقها فترى الْعُرُوق الَّتِي فِي الْعين ممتلية وَالْعين)
ضامرة فعالج بِشرب الشَّرَاب الْعَتِيق فَإِنَّهُ يسخن ويحلل ذَلِك بعد دُخُول الْحمام.
علاج الرمد اسْتعْمل فِي أول الْأَمر أَن لم يكن الوجع شَدِيدا من الْأَدْوِيَة القابضة مَا لَيْسَ بمفرط الْقَبْض وتركب هَذِه من القابضة مثل الأقاقيا القابضة مَا لَيْسَ بمفرط الْقَبْض وتركب هَذِه من القابضة مثل الأقاقيا والمنضجة والمحللة مَعَ قبض كالزعفران والحضض الْهِنْدِيّ وَالَّتِي تحلل بِلَا قبض مثل المر والجندباستر والكندر وَالذكر وتفقد تركيبها فَإِن كَانَ الْقَابِض كثيرا فادفها ببياض الْبيض أَو بِاللَّبنِ أَو بِمَاء الحلبة وَأَن كَانَ الْقَابِض قَلِيلا غلظه فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك نقصت الْعلَّة من يَوْمهَا فَإِذا سكبت الْعلَّة اسْتعْملت الْحمام بعد مشي معتدل ثمَّ كحلته بكحل أقوى من هَذِه نَحْو الْكحل الْمُسَمّى باردبيون ليقْبض الْعين ويقويها واخلط بِهِ من الْكحل الحريف الْمُسَمّى باليونانية اصطعطيقان شَيْئا يَسِيرا ثمَّ زد مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا وَكلما أردْت أَن تكحل بِهِ الْعين فأنعم سحقه وشل الجفن بِرِفْق وَإِيَّاك والأدوية الحادة وَالْعين وجعة شَدِيدَة وجسمها قوي وَذَلِكَ الْوَقْت عَظِيم قَالَ فَأَما الرمد الغليظ الصعب فَاسْتعْمل فِيهِ الْورْد الْأَبْيَض فَإِذا رؤا نقص الورم فالوردي الْأَصْفَر.
وَأما التكميد فَأن كَانَ الوجع شَدِيدا فَأكْثر مِنْهُ وَأَن كَانَ يَسِيرا فاكتف بِاسْتِعْمَالِهِ مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَليكن بِمَاء إكليل الْملك والحلبة وَأما الأضمدة فَلْيَكُن من الزَّعْفَرَان والكزبرة وصفرة الْبيض وَالْخبْز المنقوع فِي عقيد الْعِنَب وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فاخلط فِيهِ طبيخ قشور الخشخاش الْأسود أَو بزره والأبيض وَأما الطلاء فليتخذ من الزَّعْفَرَان والماميثا والحضض وَالصَّبْر والصمغ وَأما مَا يوضع على الْجَبْهَة ليمنع السيلان فَإِن كَانَ الَّذِي يسيل حارا فليتخذ من ورق العوسج والبقلة الحمقاء والسفرجل والسويق والبرز قطونا وعنب الثَّعْلَب وَأَن كَانَ لَيْسَ بمفرط الْحَرَارَة فَمن غُبَار الرَّحَى والمر والكندر وَبَيَاض الْبيض وَأَن كَانَ بَارِدًا فَمن الكرنب والزفت والفاوانيا والترياق.
شياف يُبرئ الرمد الهين وَالْوسط فِي ابْتِدَائه ماميثا ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أنزرورت وزعفران مِثْقَال مِثْقَال أسفيداج الرصاص مِثْقَال أفيون نصف مِثْقَال يَجْعَل شيافا هَذَا هُوَ أحد الشيافات اليومية شياف نارديون وَهُوَ السنبلي أسفبداج الرصاص وَورد يَابِس ألف مِثْقَال مِثْقَال زعفران نصف مِثْقَال شياف ماميثا نصف مِثْقَال سنبل شَامي مِثْقَال صَبر مِثْقَال مر مِثْقَال حضض
(1/225)
الوردي الْأَحْمَر: ورد أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالان أفيون مِثْقَال صمغ مِثْقَال سفيداج مثقالان، يَجْعَل شياقا وَيسْتَعْمل بِلَبن جَارِيَة.)
زعفران مثقالين أفيون مِثْقَال صمغ مِثْقَال أسفيداج مثقالين يَجْعَل شيافا وليستعمل بِلَبن.
الوردي الْأَبْيَض الَّذِي يسْتَعْمل فِي الشَّديد فِي ابْتِدَاء الرمد أسفيداج الرصاص وشادنة وَورد من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران وسنبل من كل وَاحِد مثقالان يعْمل شياف هَذَا بِعَيْنِه.
فِي الميامر فِي الرمد أطباؤنا يستعملون الشياف الْأَبْيَض ثمَّ الْأَحْمَر للين فَأن أزمن فالأصطفطيقان ويستعملون من الذرور الْأَبْيَض ثمَّ الْأَصْفَر.
من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ لَا شَيْء أَجود من ماكان يلتصق عينه بِاللَّيْلِ من الإسهال الْقوي وتقليل الْغذَاء.
تياذوق قَالَ ابدأ فِي علاج الرمد بالفصد والإسهال وَقلة الْغذَاء واجعله مرّة وَاحِدَة وَترك الشَّرَاب وَالْجِمَاع والتعب والضوء وتغسل الْعين بِمَاء وخل وَمِمَّا وجع الْعين الشَّديد تسكينا عجيبا يُؤْخَذ مَاء الحلبة المغسولة فَيحل فِيهِ قَلِيل كثيرا ويقطر مِنْهُ وليوضع المحاجم على الْقَفَا.
من كتاب قسطا فِي الفصد قَالَ جالينوس من كَانَ بِهِ رمد قوي فافصده وَأخرج لَهُ دَمًا صَالحا فِي أول النَّهَار ثمَّ أطرح لَهُ فِي آخر النَّهَار وأكحل بالأشياف اللينة فِي آخر النَّهَار ثمَّ أكحله من غَد بِالْغَدَاةِ بالأشياف اللينة ثمَّ فِي السَّاعَة الرَّابِعَة ثمَّ فِي التَّاسِعَة وَأدْخل الْحمام نَحْو مغيب الشَّمْس ابْن سرايبون إِذا حدث الرمد الصعب فابدأ بفصد القيفال من الْجَانِب المحاذي للعين وَأخرج الدَّم فِي الْيَوْم الثَّانِي أَيْضا أَن كَانَت الْعلَّة صعبة ثمَّ أسهل بطبيخ الهليلج والتربد مَرَّات ليشفي الرَّأْس وَأَن لم تكن حِدة وَكَانَت رُطُوبَة كَثِيرَة وَشدَّة التزاق فَعَلَيْك بنقيع الصَّبْر ينقع بِمَاء الهندباء وَأَن بَقِي فِي الْعين بقايا رطوبات وآلام فَاسْتعْمل حب القوقايا مَرَّات.
قَالَ وَفِي وَقت التزيد يقطر فِي الْعين بَيَاض الْبيض الرَّقِيق اللَّيْل وَالنَّهَار كُله مدمنة لِأَنَّهُ
(1/226)
يعدل وَيغسل أَو قطر لَبَنًا مَعَ الأشياف الْأَبْيَض وضمد فَوق الْعين بالمبردات وَأَن أَشْتَدّ الوجع فَاسْتعْمل المخدرة.
قَالَ فان انْتَهَت الْعلَّة فَاسْتعْمل الذرور الْأَبْيَض وَإِذا انحطت فالأصفر الَّذِي فِيهِ ماميثا ألف وزعفران وَمر قَلِيل لي شياف يسْتَعْمل فِي الرمد الْحَار جدا يُؤْخَذ أسفبداج الرصاص أجواد مَا كَانَ مِنْهُ وأنعمه فيسحق بِمَاء الْورْد ويطلئ بِهِ قدح ويبخر بحصاة كافور يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء ونشا نصف جزؤ وَكَثِيرًا سدس جُزْء فَيجمع بِمَاء ورد ويشيف فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَإِن أردته أخف من هَذَا فَخذ الاسفيداج فاسحقه بِمَاء ورد وجففه ثَلَاث مَرَّات ثمَّ خُذ الأخلاط من الكافور عشر جزؤ فاجعله شيافا وأسحق الكافور مَعَ الأسفيداج)
بِمَاء الْورْد ولتخلط نعما فَإِن هَذَا كَمَا يشيف بِهِ الْعين يبرد غَايَة الْبرد ويستلذ.
ذرور مثل ذَلِك انزورت ويسقي لبن الأتن ثَلَاث مَرَّات ثمَّ ينعم سحقه ويلقي عَلَيْهِ اربعة نشا الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ إِذا حدث الرمد الشَّديد فأبدا بعد الفصد وَإِخْرَاج الدَّم إِلَى أَن يحدث الغشى أَن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَلم تغده من سَاعَته لَكِن من سَاعَته يكمده بالإسفنج بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ تسْتَعْمل بعد ذَلِك بعض الأكحال المجففة.
قَالَ جالينوس هَاهُنَا وَهُوَ آخر الْمقَالة الثَّالِثَة أَن جَمِيع الأكحال يجفف لي وَقد كَانَ بعض الكحالين يظنّ أَن الشياف الْأَبْيَض يرطب وَهَذَا غلط.
من تقدمة الْإِنْذَار لبقراط الرمص الرطب سليم بطيء البرؤ والرمص الْيَابِس سريع البرؤ إِلَّا أَنه يخَاف مِنْهُ قُرُوح الْعين فَإِذا كَانَ الرمص أَخْضَر والدمعة رقيقَة حارة جدا أفتحت الْعين هَذِه الْعلَّة وان طَال سيلان الرمص والدمعة والورم زَمَانا طَويلا فَإِن الشّعْر يَنْقَلِب أَو يخرج قرحَة من محنة الطَّبِيب.
جالينوس لم أر أحدا من معلمن داوى وجع الْعين بِشرب الشَّرَاب الْكثير صرفا كَمَا فعلت فِي هَذَا يدل على أَنه يسْتَعْمل مَعَه مِقْدَار كثيرا لي تَحْرِير مَا فِي السَّادِسَة من الْفُصُول إِذا هاج الرمد فابدأ بالفصد والإسهال أَن كَانَ دَلِيل
(1/227)
الامتلاء أَو رداءة الْخَلْط ظَاهِرَة وَاسْتعْمل التكميد أَولا بالإسفنج وَالْمَاء الْحَار فَإِن سكن الوجع ذَلِك وَلم يهج بعد ذَلِك فَذَاك العلاج وَإِن أهاجه فَانْظُر فَإِن رَأَيْت الامتلاء أَو رداءة الْخَلْط فافصد واستفرغ وَأَن لم تَرَ ذَلِك وَكنت قد فصدت واسهلت فَادْخُلْهُ الْحمام فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ أخلاط تنصب إِلَى الْعين وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء لي الْحمام ألف يصلح إِذا كَانَت مَادَّة تسيل إِلَى الْعين وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء وَكَانَ قد تقدم الفصد والإسهال وسكنت نائرة الدَّم وحدته وَانْقَضَت مُدَّة الِابْتِدَاء وَهُوَ أَن ترى الْعلَّة تزيد تزيدا سَرِيعا خبيثا لِأَنَّهُ مادام الْأَمر هَكَذَا فالحمام وَشرب الشَّرَاب خطر عَظِيم وخاصة أَن يكون الْجِسْم مستفرغا فَالصَّوَاب أَن لَا تسْتَعْمل الْحمام وَلَا الشَّرَاب إِلَّا بعد الفصد والإسهال وتقليل الْغذَاء وَمُدَّة سُكُون نائرة الرمد وزيادته لَكِن إِذا فصدت واسهلت فَاسْتعْمل التكميد وتحلب اللَّبن فَإِنَّهُ ضرب تكميد ماّ وَهُوَ يغسل مَعَ ذَلِك تِلْكَ الرطوبات الحادة.
فَإِن كَفاك ذَلِك وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْحمام على الشرايط الَّتِي شرطت فَأَما شرب الشَّرَاب فَإِنَّمَا يصلح للرمد الْيَابِس المزمن وَهَذَا رمد يكون الْعين فِيهِ جافة حَمْرَاء قحلة فَهَؤُلَاءِ اِسْقِهِمْ بعد)
الفصد شرابًا صرفا ونومهّم نوما طَويلا فَأَنَّهُ يَنْفَعهُمْ وَلَا يسْتَعْمل بالشياف الْأَبْيَض فَأَنَّهُ لَا كثير معنى لَهُ إِلَّا فِي القروح.
من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ الرمد المزمن الْيَابِس يمْلَأ كوز من مَاء حَار وَيُوضَع الْعين عَلَيْهِ وَمَتى برد بعده حَتَّى يلتهب فِي الْوَجْه حرارة مثل النَّار ثمَّ يقطر فِيهِ لبن حليب لي تفقدت فَوجدت الرمد الرطب الْكثير السيلان سريع الإنتهاء حَتَّى أَنَّك ترَاهُ فِي غَايَة هيجانه فَلَا يلبث إِلَّا لَيْلَة السَّادِسَة من تَفْسِير أبيذيميا قَالَ إِذا ألمت الْعين من مَادَّة انصبت إِلَيْهَا فصدنا القيفال إِن كَانَت عَلَامَات الْكَثِيرَة حَاضِرَة وَإِلَّا أسهلنا واستعملنا بعد ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة المغرية الْبَعِيدَة من اللذع الَّتِي هِيَ فِي غَايَة اللين ومنعناه الطَّعَام يَوْمه كُله ثمَّ أدخلْنَاهُ الْحمام بالْعَشي فَإِن لم يكن بِهِ امتلاء وَلَا رداءة أخلاط تركنَا الفصد والإسهال واستعملنا سَائِر مَا ذَكرْنَاهُ لي فِي خلال كَلَامه هَاهُنَا أَن هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي يومأ إِلَيْهَا اللَّبن وَبَيَاض الْبيض وَمَاء الحلبة وَأَنه لَيْسَ كحل فَإِن كحل فَأن كَانَ فالشياف الْأَبْيَض مرتفقا بِهَذِهِ السَّابِعَة من الميامر قَالَ يُعْطي صَاحب وجع الْعين الشَّديد من أَقْرَاص معمولة من الأفيون وبرز البنج والزعفران والمر قدر باقلاة لي هَذَا تَدْبِير جيد لِأَن صَاحب الرمد إِنَّمَا يحْتَاج بعد ألف الاستفراغ إِلَى نضج فافصد وأسهل وقلل الْغذَاء ثمَّ أعْط هَذَا أَو شراب الخشخاش أَو من الأفيون وَحده قدر حمصة فَأَنَّهُ ينيمه نوما غرقا فينضج عَلَيْهِ وَلَيْسَ فِيهِ مَكْرُوه كالحال فِي القولج.
من فُصُول أبيذيميا إِذا كَانَ الرمص حبا صغَارًا فَهُوَ أرداء مِنْهُ إِذا كَانَ حبا كبارًا وَذَلِكَ أَنه يدل على بطوء نضج الْمَادَّة والرمد الْيَابِس والقليل الرمص والرطوبة فِي الْعين بطيء النضج.
(1/228)
أزمان الْأَمْرَاض أَن ألتزق الأجفان غَايَة نضج الرمد قَالَ أبن طلاوس ليكن شراب صَاحب الرمد المَاء فَأَنَّهُ يسكن الْحَرَارَة وليكثر النّوم فَإِنَّهُ يسكن الْحَرَارَة وينضج ويقل الْغذَاء وأطل الْجَبْهَة والأجفان بالورد وَيمْنَع من كَثْرَة الْغذَاء وَأَن يغسل وَجهه بخل وَمَاء وَيسْتَعْمل بعض الأشياف الَّذِي يجفف بِلَا لذع ويسهل الْبَطن وَيجْعَل وسادته عِنْد النّوم مُرْتَفعَة ويحلق رَأسه ليتنفس وتمشط دَائِما.
من تجارب البيماستان مَا دَامَت الْعين تلتزق لَا تكحل بأحمر وَتَذَر بالأبيض وان الْأَبْيَض يسكن الحدة وينشف الرُّطُوبَة والأحمر يزِيد فِي الحدة والرطوبة.
جَوَامِع الْعِلَل والإعراض وانفع الألوان لِلْبَصَرِ الآسمانجوني ثمَّ الأدكن وَذَلِكَ أَن هذَيْن اللونين)
يجمعان الْبَصَر بِلَا عنف وَلَا استكراه وَأما الْأسود فَأَنَّهُ يضر بالبصر لِأَنَّهُ يجمع بعنف واستكراه وأضر مِنْهُ الْأَبْيَض وَذَلِكَ أَنه يبدد تبديدا شَدِيدا.
لي قد يُعْطي الكحالون العليل خرقَة سَوْدَاء ينظر إِلَيْهَا وَذَلِكَ صَوَاب لِأَنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَالة خَارج عَن الطَّبْع فَيحْتَاج إِلَى مَا يجمعه ويقويه جمعا أَشد.
قَالَ فِي الْجَوَامِع اصح الألوان لِلْبَصَرِ مادام صَحِيحا اللَّوْن الآسمانجوني والأدكن فَإِذا دخلت عَلَيْهِ الآفة فالأسود يَنْفَعهُ لِأَن كل إفراط شفَاه فإفراط ضِدّه. من الطِّبّ الْقَدِيم بَيَاض الْبيض وَاللَّبن ودهن ورد وَيضْرب وَيُوضَع على الْموضع فِي قطنة اللَّيْل كُله فينضج الرمد. لي اسْتعْمل هَذَا فِي الرمد الْيَابِس الْعسر النضج وَأَمْثَاله وَمن جيده أَن يضمد بالهندباء ودهن الْورْد وَمَاء قَالَ أَبُو جريج الأنزروت أبلغ الْأَدْوِيَة كلهَا فِي إِخْرَاج القذى من الْعين وخاصة إِذا خلط بالنشا وَالسكر.
ابْن ماسويه قَالَ أعظم فعل زبد الْبَحْر ألف لتنقية القذى من الْعين لِأَنَّهُ لَا عدل لَهُ فِي ذَلِك.
الخوز الفوفل جيد للحرف فِي الْعين يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ تشميزج ينفع من الرمد وأورام الْعين الحارة.
من فضول أبيذيميا إِذا كَانَ الرمص حبا صغَارًا فَهُوَ أشر مِنْهُ إِذا كَانَ كبارًا وَذَلِكَ أَنه يدل على بطوء نضج الْمَادَّة الَّتِي تولد عَنْهَا الْخَلْط.
الْمقَالة الأولى من الأخلاط قَالَ التغرغر بالأشياء الحارة الحريفة كالفوتنج الْجبلي والخردل والزوفا تقلب مَجِيء الْمَادَّة إِلَى الْعين حَتَّى يَجِيء إِلَى الْفَم وَكَذَلِكَ أَن عولج بهَا الْأنف.
لي إِذا رَأَيْت الرمد قد لزم الْإِنْسَان وَلَو أحس الحمية وَطَالَ أمره ودامت الْحمرَة
(1/229)
والسيلان وَلم ينْتَفع مَعَ ذَلِك الفصد والإسهال فَاعْلَم أَن فِي نفس طَبَقَات الْعين خلطا رديئا يحِيل مَا يَجِيئهُ وَلَو كَانَ جيدا فاقبل عَلَيْهِ بالتوتيا المغسول والنشاء والأسفيداج وأطاله فَإِنَّهَا تجفف تِلْكَ الرُّطُوبَة الرَّديئَة قَلِيلا قليا حَتَّى تفنيه وَلَيْسَ لهَذَا الصِّنْف علاج غير هَذَا الْبَتَّةَ.
لي وَرَأَيْت أبلغ العلاج فِي الرمد الصعب الَّذِي يَأْخُذ الْحمرَة فِيهِ حول الْعين وَإِلَى الوجنة وَذَلِكَ يكون لشدَّة ورم الملتحم لِأَن هَذِه الطَّبَقَة نباتها من ظَاهر فيتصل بِهَذِهِ بالفصد ثمَّ الْحجامَة مَعَه ثمَّ لُزُوم النّوم.)
من كتاب بقراط فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ النَّوَازِل الحارة الَّتِي تنحدر إِلَى الْعين ينتشرها لَهَا الأشفار وتحتك وتحمي الْعين وتورثها قروحا.
الأقرابادين يَنْبَغِي أَن يضمد الْعين من الأورام والضربان والجراحات بالبيض ودهن الْورْد وإكليل الْملك ويقطر فِيهَا أشياف أَبيض لين وَفِي الرمد يغسل الرمص بقطنة على ميل بِمَاء حَار ويغتذي بأغذية قَليلَة الْغذَاء ويحلق رَأسه ويحتجمه على الْكَاهِل بِشَرْط بليغ وان عظم الرمد فافصد الْجَبْهَة وضع فَوق الْعين باليل أسفنجة بخل وَمَاء أَو ورق الْكَرم والعليق والسفرجل مسحوقة بخل وَيَنْبَغِي أَن يوضع هَذِه الْمَوَانِع على الْجَبْهَة لَا على الْعين نَفسهَا فَإِنَّهَا تهيج الوجع ولغير الضماد كل سَاعَة فَأَنَّهُ أَنْفَع وَيُوضَع على الْعين نَفسهَا صفرَة بيض ودهن ورد وشراب وَلَا يُغير كل سَاعَة أَو طبيخ إكليل الْملك والحلبة ويشد الْأَعْضَاء السفلية وتحرج لدم وتسهل الْبَطن وَأَن رَأَيْت التمدد فِي الْعين شَدِيدا فَأَنَّهُ لَا يعدله شَيْء وَعَلَيْك بالقوابض فَوق الْعين ألف والمرخيات والمخدرات على الْعين نَفسهَا.
ضماد جيد كزبرة رطبَة خشخاش بقشوره وصفرة الْبيض ودهن ورد زعفران وشراب وإكليل وأفيون يطْبخ الخشخاش وإكليل الْملك حَتَّى يتهرأ بِالشرابِ وَالْمَاء ثمَّ يجمع.
فِي الْحَادِيَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء كَلَام يدل على أَنه يَنْبَغِي لصَاحب الرمد أَن يحلق رَأسه.
الثَّالِثَة من الميامر جملَة علاج الرمد بعد الفصد والإسهال أَن يسْتَعْمل الشيافات وَتحمل بعض اليومية وتركيبها من الحضض والزعفران والورد والأسفيداج وَنَحْوهَا مِمَّا يقبض وينضج وَغلب القابضة فِي الِابْتِدَاء والمنضجة تزاد مَتى اشْتَدَّ الوجع.
قَالَ ثمَّ يخلط بهَا بعد يَوْمَيْنِ الشياف السنبلية ثمَّ يَجْعَل فِيهَا اصطفطيقان قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يُزَاد مِنْهُ قَلِيلا،
(1/230)
وَإِن كَانَ فِي الأجفان خشونة حكت بأشياف متخذة من سك قد عجن بِمَاء الصمغ وَلَا يكحل بِهِ وَاحِد فِي الِابْتِدَاء بِمَا يصلح للجرب بل يقْتَصر على حلك الجفن فَقَط.
قَالَ وَلَا بُد من تكميد الْعين فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا بِمَاء البابونج والحلبة وَلَا سِيمَا أَن كَانَ وجع الْعين شَدِيدا وَالنَّهَار طَويلا.
قَالَ الرمد يَنْبَغِي أَن يعالج فِي ابْتِدَائه بِشَيْء يقمع وَيمْنَع من غير ان يحدث فِي الْعين خشونة وَهَذِه الَّتِي لَا قبض لَهَا شَدِيد.)
مسيح قَالَ إِذا كَانَت الْعين لَيست بكثيرة الورم والبثور وَكَانَ اللذع شَدِيدا فاعتمد على تَعْدِيل المزاج بالأغذية التفهة وصب المَاء العذب على الرَّأْس وَالْعين وَبَيَاض الْبيض وَاللَّبن فِيهِ والإلعبة.
ضماد جيد يسكن وزعفران وإكليل الْملك وورق كزبرة وصفرة بيض مشوي وأفيون ولب الخس وميفختج وَمَاء ورد جيد بَالغ.
أَيْضا بَيَاض الْبيض مشوي ودهن ورد فِي قطنه يغسل حلبة بِمَاء مَرَّات ثمَّ يغمر بِمَاء وَيتْرك يَوْمَيْنِ ثمَّ يوضع ثمَّ يغسل ثمَّ يصب عَلَيْهَا مثلهَا عشْرين مرّة مَاء أَو طبيخ حَتَّى يذهب النّصْف ثمَّ يصفى ويلقى فِي نصف رَطْل مِنْهُ دِرْهَم زعفران مسحوق ويعالج بِهِ فِي الِانْتِهَاء جيد للنضج وتسكين الوجع.
آخر ينضج ويحلل ويسكن الوجع إِذا كحل بِهِ زاج الأساكفة عسل مَا دي طبيخ الحلبة بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ جَمِيعًا بعد أَن يسحق الزاج كالكحل ويسحق بالعسل نعما ألف ويطبخ حَتَّى يغلظ بِمَنْزِلَة الْعَسَل الخائر وَيرْفَع فِي أناء زجاج ثمَّ يكحل مِنْهُ ويطلى أَيْضا بِهِ الأجفان. الْمسَائِل الطبيعية قَالَ الرمد الْيَابِس يكون الْمرة الغليظة الحريفة.
الخوز للرمد الْيَابِس زاج الحبر ينخل بحريرة ويطبخ مَعَه زبد الْبَحْر لَا ملح فِي طبخه حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يحل ويطلى.
فِي الَّتِي تسكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين والأرماد الحارة والضربان فِيهِ قَالَ إِذا ضمد حب الآس مَعَ السكر يسكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين دُخان الكندر قَوِيَّة مسكنة لأورام الْعين الحارة وَكَذَلِكَ دُخان الاصطرك وَلبن النِّسَاء إِذا قطر فِي الْعين الوجعة منع حِدة الوجع ويقمعها وخاصة أعين الصّبيان إِذا أدمن القطور فِيهَا وَإِن أَخذ صوف لبن وبل بِاللَّبنِ وَوضع عَلَيْهِ فعل ذَلِك ويحلل الأورام الْعَارِضَة للعين
(1/231)
إِذا خلط مَعَ بَيَاض الْبيض خلطا جيدا وَوضع على الْعين بصوف لين وَإِن قطر فِيهَا هَذَا الْمَخْلُوط سكن الوجع أفسنتين إِن طبخ بميفخيخ وضمد بِهِ الْعين الَّتِي فِيهَا ضَرْبَان سكنه.
البادروج إِن ضمد بِهِ مَعَ شراب سكنجبين سكن ضَرْبَان الْعين دَقِيق الباقلي إِذا عجن بِالشرابِ نفع أورام الْعين الْحَادِثَة من ضَرْبَة وبقلة الحمقا إِذا ضمد بهَا مَعَ سويق الشّعير نفع من الأورام الحارة فِي الْعين وَيدخل الإكحال الْمَانِعَة لسيلان الْموَاد الجاذبة إِلَيْهَا.
دياسقوريدوس وجالينوس بَيَاض الْبيض الرَّقِيق يسْتَعْمل فِي أوجاع الْعين الحارة.)
جالينوس صفرَة الْبيض مسلوقة إِذا إخلطت بالزعفران ودهن الْورْد نفع جدا من الضربان الْعَارِض للعين وَلحم الْبِطِّيخ يسكن ورم الْعين الْحَار. دياسقوريدوس عصير ورق البنج وقضبانه وبزره يخلط فِي الأشياف الْمسكن للأوجاع وَإِن خلط عصارته بسويق الشّعير أَو دياسقوريدوس البنفسج وَحده أَو بسويق شعير إِذا ضمد بِهِ ألف ينفع من أورام الْعين الحارة.
الْجُبْن الحَدِيث الرطب الْغَيْر المملح إِذا ضمد بِهِ الْعين الوارمة ورما حارا نَفعه وَقَالَ يهيأ من عصارة الجنطيانا لطوخا نَافِع للعين الوارمة ورما حارا. قَالَ دياسقوريدوس وَهَذِه العصارة الْبَارِدَة تقع فِي الأشياف مَكَان الأفيون والهندباء يعْمل مِنْهُ ضماد مَانع.
لي استخراجي إِذا كَانَ فِي الْعين رمد شَدِيد الحدة فَحل الشياف الْأَبْيَض بِمَاء الهندباء وقطر فِيهِ فَأن مَاء الهندباء مَعَ أسفيداج الرصاص بليغ جدا فِي التبريد.
وَأقوى من ذَلِك أَيْضا أَن تدق وتضمد بِهِ مَعَ قَلِيل دهن ورد فَأَنَّهُ نَافِع جدا وَلَا تتركه يحمي بل تبرده دَائِما على الثَّلج وتقيده وَهَذَا التَّدْبِير نَافِع فِي منع القروح فِي الْعين.
عصارة الْورْد إِذا قطع عَن ورقه الْأَحْمَر إطرافه الْبيض جيد جدا إِذا طلى على الْعين للأورام الحارة ويضمد بِهِ مَعَ الزَّبِيب وَحي الْعَالم نَافِع للأورام الحارة الْعَارِضَة للعين وَحي الْعَالم يكحل بِهِ فينفع الرمد جدا.
ورق اليبروج إِذا ضمد بِهِ نفع الأورام الحارة فِي الْعين وَثَمَرَة الْكَرم الْبري إِذا حرق على خرقَة جيد لأوجاع الْعين. دياسقوريدوس دُخان الكندر قَوِيَّة مسكنة للأورام الْعين الحارة والكرفس أَن ضمد بِهِ مَعَ الْجُبْن أَو مَعَ الشطران سكن.
(1/232)
جالينوس اللَّبن نَافِع للمواد الحادة المنحدرة إِلَى الْعين إِذا قطر فِيهَا وَحده خلط أَيْضا بالشياف اللين.
جالينوس اللَّبن نَافِع أَن وضع على خَارج الأجفان مَعَ دهن الْورْد وَالْبيض عِنْد نوم صَاحب الرمد وَذَاكَ أَنه ينضج الورم الَّذِي فِي عينه وَيَنْبَغِي أَن يكون سَاعَة يحلي.
أريباسوس قَالَ أَن ضرب اللَّبن سَاعَة يحلب من ثدي امْرَأَة شَابة صَحِيحَة مَعَ دهن ورد وخام وَبَيَاض الْبيض وضع فِي صُفُوف لين على الجفن عِنْد النّوم حلل الورم الْحَار الْعَارِض فِيهِ.
مَاء ورق لِسَان الْحمل إِذا أديف بِهِ الأشياف وقطر فِي الْعين نفع من الرمد الْحَار.
شياف ماميثا ينفع أورام الْعين الحارة. دياسقوريدوس وجالينوس المَاء الْحَار نَافِع للرمد المزمن)
روفس زهر شَجَرَة الفرجل نَافِع من أورام الْعين الحارة إِذا ضمدت بِهِ رطبا كَانَت الزهرة أَو الْيَابِسَة. دياسقوريدوس ورق السرو تضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير نَافِع يسكن ضَرْبَان الْعين للأورام الحارة والسماق إِذا نقع فِي مَاء ورد وأكتحل بذلك نفع.
المَاء ورد ينفع فِي ابْتِدَاء الورم الْحَار مَعَ مَادَّة وَيُقَوِّي الحدقة حِينَئِذٍ. ابْن ماسويه ودياسقوريدوس السداب تضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير سكن ضَرْبَان الْعين.
دياسقوريدوس العدس إِذا خلط بِهِ بعد طبخه فِي مَاء إكليل الْملك ودهن ورد سكن ورم الرمد والورم الْحَار والضربان وَالصَّبْر ينفع الأورام الحارة فِي الْعين.
دياسقوريدوس القرع أَن تضمد بِهِ سكن الأورام الجارة الْعَارِضَة للعين عصارة الشوكران يدْخل فِي أشياف المسكنة لأوجاع الْعين وينفع نفعا عجيبا من الضربان فِيهِ ويلين الورم الْحَار.
دياسقوريدوس الشادنة إِن خلط بِلَبن امْرَأَة نفع من الرمد والجرب فِي الْعين والحمرة المزمنة الدموية.
دياسقوريدوس إِذا خلط الأفيون بصفرة بيض مشوي وزعفران كَانَ صَالحا لأورام الْعين الحارة.
دياسقوريدوس وَإِسْحَاق إِذا حدث فِي الْعين ورم وضربان فاقتصر بالعليل على المزورات ومره بِالسُّكُونِ وَترك الْحَرَكَة بتة وَيجْعَل نَومه وَرَأسه مرتفعا وَلَا ينظر إِلَى الضَّوْء وَلَا يَصِيح واغمز يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وَأكْثر من دلكهما وشدهما أَيْضا شَدِيدا وحلها بعد ذَلِك وَأَجْعَل على عينه ورق البنفسج الطري أَو لبن جَارِيَة كَمَا حلب من سَاعَته مَعَ دهن ورد وبل بِهِ قطنة ورفدّها بِهِ من خَارج فَإِن كَانَ مَا يسيل من الْعين مالحا فقطر فِيهِ لَبَنًا أَو بَيَاض الْبيض ولفها من الرمص بِرِفْق وَأَن اشْتَدَّ الوجع فَخذ وردا يَابسا
(1/233)
أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران مِثْقَال يسحق ويعجن بِمَاء طبيخ إكليل الْملك وضمد بِهِ هَذَا يكون فِي أول الْأَمر إِلَى أَن يحضر الكحال.
مَجْهُول للبشر والورم الْحَار فِي الْعين نفع مِنْهُمَا سماق أطْعمهُ صفي ثمَّ طبخ حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يتَّخذ شيافا ويكحل بِهِ.
إِسْحَاق للوجع الشَّديد والضربان فِي الْعين والورم يطْبخ الرُّمَّان الحلو بشراب حُلْو وَيجْعَل ضمادا أَن شَاءَ الله.
والسعوط ينفع ألف من وجع الْعين لِأَنَّهُ ينفض مِنْهُ رطوبات دموية للورم فِي الْعين. من التَّذْكِرَة صفرَة بيض وفلفل وَمر وزعفران ودهن ورد تبل بِهِ صوفه وتوضع عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي فِي الرمد أَن يجْتَنب الْجِمَاع وَالْغَضَب لِأَنَّهُمَا يرفعان بخارا كثيرا إِلَى الرَّأْس وَالْحَرَكَة ويلين الْبَطن)
ويحجم النقرة والأخدعين والكاهل وَيلْزم السّكُون وَقلة الْغذَاء وَترك النَّبِيذ الْبَتَّةَ.
الْكَمَال والتمام لِابْنِ ماسويه الْموَاد الَّتِي تميل إِلَى الْعين يطْبخ ورق الدلب بخل وَيُوضَع على الْعين إِذا كَانَت الْموَاد حارة وَإِذا كَانَت غير حارة فَمَعَ مطبوخ.
قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء أَن المخدرات تسكن أوجاع الْعين الصعبة بإماتتها الْحس لَا بدفعها السَّبَب وانه رأى قوما لما ألح عَلَيْهِم ضعفت أَبْصَارهم وَنزل فِيهَا بعد ذَلِك المَاء.
قَالَ جالينوس الأشياف المتخذة بالأفيون تسكن وجع الْعين إِلَّا انه يخَاف أَن يعقب ضعفا فِي الْبَصَر فَإِذا سكنت بِهِ حِدة الوجع فعالج بعد ذَلِك بالأشياف الَّتِي تسخن واحمدها شياف دَار صيني.
قَالَ جالينوس قد رَأَيْت قوما كثيرا ابتدأت أَن ترم أَعينهم برؤا برءا تَاما فِي يَوْم وَاحِد بالإسهال وَقَالَ المحاجم الَّتِي تعلق على الفاس من أقوى الْأَشْيَاء الَّتِي تعالج بهَا الانحدار مَادَّة
(1/234)
تنصب إِلَى الْعين وأعظمه نفعا وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك بعد تنقية الْبدن كُله بالإسهال والفصد لِأَنَّهُ أَن علق عَلَيْهِ الْبدن كُله ممتلئ مَلأ الرَّأْس كُله.
وَقَالَ لِأَن الْعين عُضْو كثير الْحس يَنْبَغِي أَن يقطر فِيهِ عِنْد وَجَعه الْأَدْوِيَة بغاية الرِّفْق وَيكون مَا يقطر فِيهَا رطوبات بعيدَة عَن التلذيع جدا مثل الْبيض فَأَنَّهُ مُوَافق لَهُ لِأَنَّهُ بعيد عَن اللذع وَلِأَنَّهُ لزج يثبت زَمَانا ويسكن الوجع لِأَنَّهُ يملس الخشونة لِأَن هَذِه الرطوبات الَّتِي حَالهَا وقوامها هَذَا القوام تملس كل خشونة حَادِثَة عَن مَادَّة حريفة وبسبب طول بَقَائِهِ لَا يحوج إِلَى إِعَادَة صبها فِي كل وَقت وَهُوَ أَجود لِأَن شيل الجفن فِي كل قَلِيل إِذْ ذَلِك يؤلم الْعين وذكاء حس الْعين يُوجب أَنه يَنْبَغِي أَن يقطر فِيهِ مَا كَانَ أملس عديم الخشونة وَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يسحق أدويتها نعما.
وَقد يحدث الوجع الشَّديد فِي الْعين أما من حِدة خلط ينصب إِلَيْهَا وَأما لِأَن طبقاتها تمتد من اجل امتلائها ألف برطوبة أَو ريح بخارية وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالَات أجمع أَن يستفرغ الْبدن بالفصد والإسهال وَأول الْمَادَّة إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة بالشد والدلك والاستفراغ مِنْهَا وَإِذا كَانَ الوجع من تلذيع الْخَلْط الحاد قطرت فِي الْعين ببياض الْبيض كَيْمَا يكسر بذلك حِدة الْمَادَّة ويغسلها بِهِ بِاللَّبنِ الصَّحِيح فَإِذا نَضِجَتْ هَذِه الْمَادَّة واستحكم نضجها وَكَانَ الْبدن كُله نقيا فالحمام من أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء وَذَلِكَ أَن الوجع يسكن بِهِ من سَاعَته وَيَنْقَطِع سيلان الرُّطُوبَة الَّتِي كَانَت تسيل إِلَى الْعين وَذَلِكَ أَن جلّ الْمَادَّة يستفرغ فِي الْحمام من الْبدن كُله والبقية الَّتِي تبقى مِنْهَا تمتزج)
وتعتدل وعالج التمدد بعد الاستفراغ والدلك والربط فِي الْأَطْرَاف بتكميد الْعُضْو الوارم والوجع بِمَاء عذب معتدل الْحَرَارَة وَأما الْأَطْرَاف وَالرِّيح البخارية تداوي بهَا بعد الاستفراغ بطبيخ الحلبة بعد أَن يغسل فِيهَا مَرَّات فَإِن هَذَا يحلل أَكثر من سَائِر أدوية الْعين.
قَالَ وَقد تكون آفَة الْعين من الرَّأْس وَحده بِأَن يدْفع إِلَيْهِ الْموَاد وَأَن لم يكن جَمِيع الْبدن ممتليا وَلذَلِك مَتى طَال سيلان الْمَادَّة إِلَى الْعين فدع الْعين وَأَقْبل على الرَّأْس وَأصْلح مِنْهُ سوء مزاجه وَفِي أَكثر الْأَمر هَذَا يكون لسوء مزاج الْفَاعِل لمثل هَذَا أما بَارِدًا وَأما رطبا وَأما جَمِيعًا وَقل مَا يحدث مزاج حَار ينحدر بِسَبَبِهِ مَادَّة حريفة إِلَى الْعين وَإِذا كَانَ ذَلِك فِي الندرة فَلَا تداوه بالأدوية القوية بل بدهن الْورْد أَو الزَّيْت الأنفاق والاستحمام بِمَاء عذب كثير وَإِذا كَانَ بَارِدًا فبالأدوية القوية المحمرة نَحْو الْخَرْدَل والشونيز وَهَذِه الْمَادَّة رُبمَا كَانَ الدَّافِع لَهَا الدِّمَاغ نَفسه وَرُبمَا كَانَت الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وَفِي هَذِه الْحَالة تسيل الْعُرُوق وتقطعها قطعا بترة وتوغل فِي الْقطع إِلَى عمق كثير وَهَذَا مَتى كَانَت فِي الْعُرُوق الظَّاهِرَة.
فَأَما إِذا كَانَت فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة المخدرة من فَوق مَعَ العصب فَلَا يُمكن فِيهَا هَذَا وَلذَلِك فَهَذِهِ الْموَاد الَّتِي تنصب فِي هَذِه الْعُرُوق عسرة الْبُرْء وَأما إِذا كَانَت تنصب فِي الْعُرُوق الظَّاهِرَة إِلَى سطح الْجَسَد فقد يُمكن أَن يقوى بِمَا يوضع عَلَيْهَا أَيْضا فَيمْنَع ألف بذلك
(1/235)
السيلان من غير قطع وَرُبمَا كَانَ السَّبَب فر ضَرْبَان الْعين ووجعه دم حَار يصعد إِلَى الرَّأْس وَيكثر فِي الْعُرُوق الضوارب خَاصَّة وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يفتش عَن هَذِه الْعُرُوق فِي الرَّأْس وَفِي الصدغين وَخلف الْأُذُنَيْنِ ويحلق الرَّأْس ليتهيأ استقصاء التفتيش ثمَّ انْظُر أعظمها وأشدها حرارة فاقطعه وَقد يُمكن أَن تسل عروق الأصداغ فَإِنَّهُ علاج نَافِع وان رَأَيْت الْعرق الَّذِي تُرِيدُ قطعه عَظِيما ونبضه كثير فالأجزم أَن يرْبط مِمَّا يَلِي مِنْهُ أَصله بخيط برسيم لِئَلَّا تعفن سَرِيعا صم أَبتر الْعُرُوق فَإِذا نبت اللَّحْم بسل الْخَيط إِذا عفن بِلَا خوف وَأما الْعُرُوق غير الضوارب فالأجود فِيهَا إِذا كَانَت عظا مَا أَن يربطها أَيْضا وأسرع مَا يلتحم الْموضع إِذا كَانَ مَنْصُوبًا وَلم يحركه الْمَرِيض وَليكن ذَلِك كُله بعد استفراغ جملَة الْبدن حفظ الأصحاء قَالَ جالينوس يَنْبَغِي أَن ينْقل فضول الْعين فِي الْأَكْثَر إِلَى الْأنف فَإِن لم يُمكن فالي الْفَم بالغرور إِلَى الْأنف بالأشياء المعطسة المفتحة المسددة.
جالينوس أقاقيا عشرَة ماميثا خَمْسَة حضض عشرَة أفيون ثَلَاثَة صندل عشرَة قرنفل خَمْسَة زعفران مر خَمْسَة يَجْعَل شيافا وليطلى على الورم البلغمي بخل أَو بشراب وخل وللورم الْحَار)
بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.
أزمان الْأَمْرَاض قَالَ مَا دَامَ الَّذِي يجْرِي من الْعين دمع كثير رَقِيق حَار فَهُوَ ابْتِدَاء فَإِذا بدا يغلظ ويقل ابْتَدَأَ النضج حَتَّى إِذا غلظت والتصقت الأجفان بِهِ قَارب الْكَمَال حَتَّى إِذا قل هَذَا الرمص وَغلظ جدا فقد كمل النضج.
الْيَهُودِيّ لطوخ الْورْد نَافِع من الورم الْحَار وَالْحر والبثر والسلاق ورد خَمْسَة مَثَاقِيل صندل أَبيض مثله قاقلة نصف مِثْقَال أسفيداج نشا مِثْقَال كافور دانق زعفران نصف يعجن بِمَاء الهندباء.
الْيَهُودِيّ ضماد للورم الْحَار فِي الْعين يُؤْخَذ عدس مقشر وَورد أَحْمَر وقردمانا فيطبخ نعما حَتَّى يقوى ويصفى المَاء وَيضْرب مَعَ بَيَاض الْبيض وصفرته ودهن ورد وَيُوضَع على الْعين.
قَالَ جالينوس فِي الفصد رَأَيْت عينا اشتكت مُنْذُ عشْرين يَوْمًا فَلم يحدث فِيهَا قرحَة أَلا أَن بهَا ورما عَظِيما جدا والمادة المنصبة أليها كَثِيرَة والأجفان قد غلظت وَفِي الأجفان إِحْدَى الْعَينَيْنِ خشونة ألف إِذا لمست الْعين أَشْتَدّ ألمها وَزَاد فِي الضربان وتلذيع ذَلِك الْفضل
(1/236)
المنصب وَكَانَ الَّذِي يدبره يمنعهُ من الفصد ففصدته أول يَوْم ثمَّ عالجته سَاعَة فَصَارَ إِلَى مَكَان فِي السَّاعَة الْخَامِسَة فأخرجت فِي دفْعَة وَاحِدَة ثَلَاثَة أَرْطَال دم فَلَمَّا كَانَ فِي السَّاعَة التَّاسِعَة أخرجت لَهُ رطلا وَاحِدًا فانفتحت عينه من يَوْمه فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي كحلناه بِالْغَدَاةِ بِبَعْض الشيافات اللينة بعد أَن خلطنا بهَا بعض الأشياف اللينة المتخذة بشراب وَجَعَلنَا حك جفْنه بِهِ ثمَّ كحلناه فِي السَّاعَة الرَّابِعَة وكحلناه فِي السَّاعَة التَّاسِعَة وَأَدْخَلْنَاهُ الْحمام مَعَ مغيب الشَّمْس فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي نَبتَت أجفانه وعالجناه مرَّتَيْنِ وذدنا فِي مِقْدَار الأشياف الَّتِي فِيهَا الشَّرَاب فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث برْء برءا تَاما. قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يفصد مَا دَامَ ورم الْعين مبتديا القيفال فَإِذا بقيت مِنْهُ بقايا بَقِيَّة فافصد عرقي المأقين كثيرا.
الأهوية والبدان أَن الرمد الْعَارِض فِي الشتَاء والأبدان المستحصفة إِذا كَانَ قَوِيا رَدِيء جدا واقل مَا يعرض فَإِذا عرض كَانَ مِنْهُ انْشِقَاق صفاق الْعين كثيرا لِأَن الْموَاد لَا تخرج مِنْهُ.
أبيذيميا مَتى انصب إِلَى الْعين خلط لذاع حَار وَكَانَ الْبدن ممتليا تقدمنا بفصد القيفال ثمَّ استعملنا بعد الْأَدْوِيَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة اللين والبعد عَن التلذيع ومنعنا الطَّعَام نَهَاره كُله ثمَّ أدخلْنَاهُ الْحمام بالْعَشي وان لم يحْتَج إِلَى الفصد والإسهال استعملنا الْأَدْوِيَة وَسَائِر التَّدْبِير)
وَالْخمر الصّرْف فسكن أورام الْعين الَّتِي تكون عَن شدَّة.
أبيذيميا الذرب يشفي من الرمد وَقَالَ الرمد يمتلي فِيهِ عروق الْعين دَمًا كثيرا أَكثر مَا يكون فِي أَوْقَات غور الْبَطن وَيكون شفَاه بالحمام وَالْخمر وبجميع التَّدْبِير الَّذِي يرطب مَعَ حرارة معتدلة.
الأخلاط قَالَ إِذا كَانَ الْبدن قَوِيا وَلَيْسَ حمى وَحدث رمد مفرط فَأَنا نسيل الدَّم إِلَى أَن يحدث الغشي مثل الْحَال فِي الْحمى المحرقة ثمَّ نستعمل بعقب ذَلِك التكميد بالإسفنج اللين بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ نستعمل بعض الأكحال المجففة على أَن جَمِيع الأكحال مجففة.
(1/237)
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الرمد الَّذِي من الدُّخان وَالْغُبَار يَنْبَغِي أَن تغسل الْعين بِمَاء عذب ثمَّ تدبرهم بالراحة وَقلة الطّعْم وَلُزُوم الْكن والظلمة فَقَط فَإِنَّهُ كَاف وَكَذَلِكَ جَمِيع أَنْوَاع الرمد وأطل الأجفان بزعفران وَورد فَإِنَّهُ نَافِع ويكفيه ذَلِك وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن تغسل الْعين أَلا بِهَذَيْنِ.
قَالَ وطلاء الأجفان بالزعفران والورد نَافِع جدا وَفِي الفلغموني فِي الْعين ألف يَجْعَل الرَّأْس مرتفعا وَلَا يسمع صَوتا وَلَا حسا أَن أمكن ويدلك قَدَمَيْهِ ويربط أَطْرَافه وَيجْعَل على الْجَبْهَة أدوية مَانِعَة ويعالج الْعين بالمجففة بِلَا لذع وَأَن كَانَت مَادَّة مالحة أكالة يعالج بالبن وَبَيَاض الْبيض وَالْمَاء الفاتر ويبادره بالعلاج قبل أَن تحدث قُرُوح.
قَالَ جَمِيع الْأَشْيَاء الحريفة الحادة المنجرة إِلَى الرَّأْس كالعسل وَنَحْوه يحدث الرمد.
الْفُصُول قَالَ عِنْد امتلاء الرَّأْس يعرض الرمد ضَرُورَة أَلا أَن يكون الْعين فِي غَايَة الْقُوَّة.
إِذا كَانَ بِإِنْسَان رمد واعتراه اخْتِلَاف فَذَلِك مَحْمُود لِأَنَّهُ يجتذب الْخَلْط إِلَى أَسْفَل وَيَنْبَغِي للطبيب أَن يَقْتَدِي بالطبيعة وَلذَلِك يحقن الْأَطِبَّاء فِي الرمد ويسهلون بالأدوية من فَوق أوجاع الْعين قَالَ وأوجاع الْعين يحللها شرب الشَّرَاب الصّرْف أَو التكميد أَو الْحمام أَو فصد الْعرق أَو قَالَ جالينوس قد جرت عَادَة الْأَطِبَّاء أَن يستعملوا فِي الأوجاع الْحَادِثَة من الرمد الأكحال المغرية مَعَ تسكين الوجع كالشياف الْمُتَّخذ بالإسفيداج والأفيون والنشاء لأَنهم يرجون أَن يصدوا الْموَاد عَن الْعين بالأدوية المغرية ويحذرون مَسهَا بالأدوية المخدرة فَأَما أَنا فَلم أزل مِنْهُمَا لَا مِثَال هَذِه الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تقدر أَن تمنع وترتد مَا ينصب إِلَى الْعين إِذا كَانَ قَوِيا لكنه تبلغ من عَملهَا فِيهِ أَن يمنعهُ أَن يخرج فَإِذا كَانَ ذَلِك الْخَلْط حادا أقرح الطَّبَقَة القرنية وأحدث فِيهَا التآكل وان كَانَ كثيرا عرض أَن يمددها تمديدا شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهُ يفرق اتصالها فَيكون لذَلِك زَائِدَة فِي الوجع وَإِذا كَانَ الْأَمر فِي المغرية على هَذَا ثمَّ لم يكن مَعهَا لَا يحْتَملهُ صَاحبه وَإِن كَانَ مَعهَا من)
المخدرة أَمر قوي عرض من الوجع مَا يبلغ من شدَّة فعله أَن يَجْعَل الْعين لَا تحس بألم الورم الْحَار الْعَظِيم الَّذِي فِيهَا وَجب ضَرُورَة أَن يضر بِالْقُوَّةِ الباصرة حَتَّى أَن صَاحبهَا بعد سُكُون هَذَا الرمد عَنهُ أما أَن يذهب بَصَره بتة وَأما أَن يضعف وَيبقى مَعَ ذَلِك فِي طَبَقَات الْعين خلط جاس يعسر بُرْؤُهُ فَإِذا علمت أَن الْمَادَّة المنصبة إِلَى الْعين قَوِيَّة كَثِيرَة أَو حادة لذاعة وَقد أجتمع لَهَا الْأَمْرَانِ
(1/238)
فابدأ باستفراغ الْبدن كُله استفراغا قَوِيا أما بالفصد وَأما الإسهال حَتَّى تعلم انه لَيْسَ فِي الْبدن امتلاء وكمد الْعين الْحَار بإسفنج فَأن رَأَيْت التكميد يسكن الوجع سَاعَة ثمَّ يهيج مِنْهُ مَا هُوَ أَشد فَاعْلَم أَن الْمَادَّة الَّتِي تجْرِي إِلَى الْعين لَيست بالسيرة فَهُوَ يجلب إِلَيْهِ بعد أَكثر مِمَّا يحلل فأعد الاستفراغ وَأدْخلهُ الْحمام فَإِنِّي رَأَيْت ألف رجلا كَانَ قد فصد فِي أول رمده وَكَانَ يسكن عَنهُ الوجع بالتكميد سَاعَة العلاج ثمَّ يرد عَلَيْهِ وجع مفرط فأدخلته الْحمام فَبلغ من تسكينه الوجع أَن نَام يَوْمه أجمع بعد أَن كَانَ قد أسهره الوجع أَيَّامًا وليالي. وَاعْلَم أَنه قد يجْرِي إِلَى الْعين رطوبات حارة وَلَيْسَ فِي الْبدن امتلاء فَإِذا حدست ذَلِك فَاسْتعْمل الْحمام والتكميد وَالشرَاب الصّرْف من يَوْمك وَلَا تحْتَاج أَن تستفرغ الْبدن من ذَلِك.
وَأَنِّي رَأَيْت فَتى بِهِ رمد قد طَال فتأملت عينه فرأيتها جافة إِلَّا أَن الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا منتفخة انتفاخا شَدِيدا مملؤة فَأَمَرته أَن يدْخل الحمامثم يشرب بعد خمرًا قَلِيل المزاج وينام أَكثر يَوْمه وَفعل ذَلِك فانتبه وَقد سكن وجع عينه فهدء فِي مَا رَأَيْت من ذَلِك أَن أكون مَتى نَامَتْ قد يهيج فِي عروق الْعين دم غليظ من غير أَن يكون فِي الْبدن كُله امتلاء أَن أجعَل علاجي لصَاحب تِلْكَ الْحَال بِشرب الشَّرَاب لِأَن من شَأْن الشَّرَاب أَن يذيب ذَلِك الدَّم الغليظ ويستفرغه ويزعجه لشدَّة حركته من تِلْكَ الْعُرُوق الَّتِي قد لحج فِيهَا.
وَهَذَانِ النوعان من أَنْوَاع علاج الْعين عَظِيم النَّفْع أَن استعملا فِي مواضعهما وعَلى حسب ذَلِك الْخطر فيهمَا أَن لم يستعملا على الصَّوَاب وَأما التكميد فهوا سلم وابعد من الْخطر والمستعمل لَهُ على حَال ريح وَذَلِكَ انه أما أَن تصير لَهُ عَلامَة يسْتَدلّ بهَا على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما أَن يصير لَهُ لصحه الْعين وَذَلِكَ أَنه أَن كَانَت قد انْقَطَعت مَادَّة مَا يجْرِي إِلَى الْعين فِي ذَلِك الْوَقْت فيبرئها الْبَتَّةَ ويردها إِلَى حَال الصِّحَّة وان كَانَت الْمَادَّة تجْرِي بعد فَأن أول مَا يسْتَعْمل التكميد ويسكن الوجع بعض السّكُون بالأسخان فَقَط ثمَّ انه بعد قَلِيل يزِيد فِي الوجع فَتَصِير ذَلِك عَلامَة على الْعلَّة فَيعلم أَنه يحْتَاج إِلَى استفراغ الْبدن كُله أَن كَانَ فِيهِ امتلاء مُطلق بالفصد وان كَانَ فِيهِ)
رداءة خلط فبالإسهال من ذَلِك الْخَلْط وَلَيْسَ يعسر عَلَيْك تعرف ذَلِك اسْتعْمل الْحمام وَشرب الشَّرَاب فِي أوجاع الْعين قبل الاستفراغ أَن كَانَ الْبدن ممتليا لم يومن مَعَه أَن ينفطر طَبَقَات الْعين لشدَّة تمددها فَإِن كَانَ عَلَيْك وجع الْعين من غير امتلاء فِي الْجَسَد فاستعماله صَوَاب وَذَلِكَ أَنه يحلل الْخَلْط ويسكن الوجع ويبرئه برَاء تَاما ألف.
بختيشوع ضماد نَافِع لوجع الْعين المفرط صفرَة بيض مسلوق ودهن ورد
(1/239)
وزعفران وحماما يضمد فِيهِ فيسكن الوجع الشَّديد جدا الهندباء ينفع أورام الْعين الحارة إكليل الْملك يطْبخ بعقيد الْعِنَب وَيُوضَع على الوجع الَّذِي من الورم الْحَار بعد استفراغ الْبدن فينفع جدا والبابونج نَافِع أَيْضا جدا ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ صفرَة الْبيض نَافِع.
الرَّابِعَة من الميامر قَالَ جالينوس التوتيا المغسول يجفف بِلَا لذع وَلذَلِك يعالج بِهِ الْعين إِذا كَانَت تنحدر إِلَيْهَا مَادَّة حريفة لَطِيفَة وَذَلِكَ بعد ان يستفرغ الرَّأْس وَجُمْلَة الْبدن أما بالفصد وَأما بالإسهال وَالرَّأْس خَاصَّة يستفرغ بالغرور والعطوس والتوتيا المغسول من شَأْنه أَن يجفف الرطوبات تجفيفا معتدلا وَيمْنَع الرُّطُوبَة وَالْفضل المحتقنة فِي عروق الْعين إِذا طلبت الاستفراغ والنفوذ فِي ممر طَبَقَات الْعين وَكَذَلِكَ الرماد وَالَّذِي يكون فِي الْبيُوت الَّتِي يخلص فِيهَا النّحاس مَعَ النشاء فَإِن اسْتعْملت هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تغري وتشد قبل أَن تنقي الرَّأْس ويستفرغ مَا فِيهِ من الْفضل فِي وَقت تكون الرطوبات هوذا تنجلب وتنحدر بعد إِلَى الْعين جلبت على الْمَرِيض وجعا شَدِيدا وَذَلِكَ لِأَن طَبَقَات الْعين متمددة بِسَبَب مَا يسيل إِلَى الْعين من الرطوبات وَرُبمَا حدث فِيهَا بِشدَّة الامتداد شقّ فِي الطَّبَقَات وتأكل.
قَالَ ولطيف الْبيض دَاخل فِي هَذَا الْجِنْس ويفضل عَلَيْهَا فَأَنَّهُ يغسل الرطوبات اللذاعة ويغري ويملس مَا يحدث فِي الْعين من الخشونة إِلَّا أَنه لَا يلحج وَلَا يرسخ فِي الثقب والمسام الدقاق وَلذَلِك لَا يجفف كتجفيفها فَأَما عصير الحلبة فَهُوَ فِي لزوجته شَبيه ببياض الْبيض إِلَّا ان فِيهِ قُوَّة تَحْلِيل وإسخان معتدل وَلذَلِك يسكن أوجاع الْعين.
جالينوس الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض مضرَّة فِيمَا يحدث فِي الْعين من الوجع بِسَبَب مَا يحدث فِي طبقاتها من الخشونة اكثر من منفعَته فِي قمع الْمَادَّة فَأَما الْقَلِيل مِنْهَا يلقِي فِي الْأَدْوِيَة ليقوي الْعين ويتبين لَهَا بذلك أثر ونفع عَظِيم وَأما الْأَدْوِيَة القليلة الْقَبْض فجيد وللرمد خَاصَّة ثمَّ لسَائِر علل الْعين قروحاً كَانَت أَو بثراً أَو مواداً سَائِلَة وَمِثَال هَذِه الْورْد وبزرة وعصارته والسنبل والساذج)
والزعفران ألف والمر والماميثا والجند بادستر والكندر وعصارة الحلبة هَذِه كلهَا تنضج الأورام وَسَائِر علل الْعين وتحلل وخاصة المر.
وَقَالَ وَأول الإبتداء يَنْبَغِي أَن يجيد الأستفراغ لِئَلَّا نَكُون نَحن نعالج الْعين والأخلاط ذائبة تنصب إِلَيْهَا بالفصد وَرُبمَا فصدنا الشريانين اللَّذين نَاحيَة الْقَفَا حَيْثُ خلف الْأذن وحجمنا النقرة وَرُبمَا سللنا شريان الصدغ حَتَّى لَا يبْقى شَيْء يسيل فِيهِ مَا يسيل ثمَّ يبتدي بالأدوية فَإِن هَذِه الْموَاد إِذا طَال سيلانها أورام طَبَقَات الْعين سوء مزاج ثَابت يحِيل مَا تَحْتَهُ وَإِن كَانَ جيدا وَهَذَا النَّوْع من الوجع يزْدَاد بالأدوية الحادة رداءة ونفوراً ولذعاً وَكَذَلِكَ بالقوية
(1/240)
الْقَبْض يحْتَاج إِلَى مَا يجفف من غير لذع على مَا ذكرت وعملها قد تبين فِي زمَان طَوِيل وَيَنْبَغِي أَن لَا يضجر لذَلِك فَاسْتعْمل كل ضرب فِي مَوْضِعه وَاسْتعْمل من القوية الْقَبْض شَيْئا حَيْثُ يحْتَاج إِلَى جمع الْعين دلّت النتو والمر والكندر والزعفران والحلبة حَيْثُ يحْتَاج إِلَى إنضاج والحادة الحريفة حَيْثُ يحْتَاج إِلَى استفراغ وَلَا تبال باللذع الْحَادِث.
وَاعْلَم أَنه لَا يُوَافق الْعِلَل الحادة اللذاعة القروح دَوَاء فِيهِ كَيْفيَّة طعم ظَاهر لِأَن المر أَو الحامض وكل قوي تزيد فِي وجع هَذِه وَلَا يُوَافِقهَا إِلَّا المسيخة الطّعْم على مَا قد قلت وَقَالَ وتعالج هَذَا بالأشياف الْأَبْيَض يقطر فِيهَا ببياض الْبيض لِأَنَّهُ أوفق من اللَّبن فِي علاج الْعين وَإِذا كَانَ الرمد يكون يخشونة الجفن فَأَنا نقدم فنحك الجفن بأدوية الجرب حَتَّى نصلحه ثمَّ نعالج الرمد فَأَما فِي القروح فَلَا يُمكن ذَلِك.
قَالَ الرمد ورم حَار فِي الملتحمة. والملتحم قِطْعَة من الْجلد المغشى على القحف وعلاجه مُشْتَرك لعلاج الأورام ويخصه شَيْء من أجل الْعُضْو فعالجه بِمَا يمْنَع أَولا من غير أَن تحدث خشونة وَذَلِكَ يكون بِمَا لَا تكون قَوِيَّة الْقَبْض وَبعد الاستفراغ اسْتعْمل ذَلِك بالرطوبات الْبَعِيدَة من اللذع وَبَيَاض الْبيض وَبَيَاض الحلبة مُوَافق وَإِن كَانَ الوجع خَفِيفا فكمدها فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَإِن كَانَ قَوِيا فمرات وَلَا خَفَاء أَن هَذَا يكون بعد جودة الأستفراغ فَإِذا سكن الوجع وانْتهى فاكحله الأشياف السنبلية ومسه بِرِفْق وادخله الْحمام فَهَذَا كَانَ للرمد وَفِي بعض الْأَوْقَات عِنْد الوجع الشَّديد فِي القروح ألف نحل الأشياف بعصارة اليبروج والبنج وَنَحْوه.
قَالَ جملَة أدوية الْعِلَل الحادة فِي الْعين المعدنيات المغسولة والنشا والكثيرا والصمغ وَبَيَاض الْبيض وَاللَّبن وطبيخ الحلبة.)
كحل لِجَالِينُوسَ حَافظ لصِحَّة الْعين يُؤْخَذ من الْحجر الأفروجي فتكسره مثل البندق وينفخ عَلَيْهِ بفحم فِي بوطا أَو قدر حَتَّى يحمى كالنار لَا يرى فِيهَا دُخان فاقلبه فِي إِنَاء فخار وصب عَلَيْهِ سمناً لَيْسَ بعتيق وقلبها فِيهِ حَتَّى يطفي ناره ثمَّ احمها ثَانِيَة والقها فِي الشَّرَاب اللَّطِيف الْجيد الْأَحْمَر حَتَّى يطفي فِيهِ ثمَّ احمها ثَالِثَة وصب عَلَيْهَا عسلاً ثمَّ خُذْهَا فَإِنَّهَا تكون قد لانت وَصَارَ فِيهَا لزوجة ثمَّ خُذ من هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي أذكر وَهِي مسحوقة كالهبأ وَقد سحقت أَيَّامًا كَثِيرَة بنحاس محرق وفلفل أَبيض وورق الساذح أُوقِيَّة أُوقِيَّة وأثمد وَنصف وَمِمَّا أحرقت رطلا وأنعم سحق الْجَمِيع مَعًا فَإِذا أردْت أَن تجربه فصب عَلَيْهِ من دهن البلسان الصافي مِنْهُ لَا غير أُوقِيَّة وَنصف واسحقه حَتَّى يَسْتَوِي
(1/241)
مَعَه وأرفعه كحل يَابِس فَإِذا رَأَيْت بِهِ فِي الْعين كدورة وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا لَا تنْتَظر أَن يرمد وَلَكِن أفتح الْعين وَأمره فِيهِ بالميل على الجفن وَيَكْفِيك مِنْهُ أَن يخمل الْميل مثل الهبأ من غير أَن يقرب طَبَقَات الْعين وَلَا تغمض الجفن إِذا اكتحل وَفِي أَكثر الْأَمر يَكْفِي أَن يمر الْميل على الجفن الْأَسْفَل وَإِذا أردْت الأستكثار مِنْهُ فعلى إِلَّا على أَيْضا واكتحل بِهِ أَيْضا فِي الْأَيَّام لحفظ صِحَة الْعين إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا صفرَة بَيْضَة مشوية وَمَا يضمد بِهِ الْجَبْهَة فَيمْنَع انصباب الْموَاد إِلَى الْعين.
قَالَ جالينوس الكرنب وَسَوِيق الشّعير يوضع على الْعين نَفسهَا إِن كَانَ الوجع شَدِيدا صفرَة بيض مشوي وأكليل المللك مسلوق بشراب أَو عقيد الْعِنَب أَو سويق شعير معجون بعصارة الرُّمَّان الحلو ويطبخ أكليل الْملك بالميفختج ثمَّ اخلط بِهِ الزَّعْفَرَان وأفيون قَلِيل أَو ضمد بِهِ بعد أَن تعجنه بدهن الْورْد وَاجعَل المايعات على الْجَبْهَة والمسكنات للوجع على الْعين نَفسهَا مثل هَذَا الدَّوَاء يُؤْخَذ ورد وصفرة الْبيض وزعفران ودهن ورد فَيجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ وَأَن اشْتَدَّ الوجع فاخلط بهَا المخدرات أَو دَقِيق الْحِنْطَة إِذا طبخته بعقيد الْعِنَب وَوَضَعته عَلَيْهِ سكن الوجع أَو خذصفرة بَيْضَة مسلوقة وشيئاً ألف من أفيون وشيئاً من زعفران فاجمعها بشراب وضمد بِهِ الْعين وَإِذا كَانَ شَدِيدا فَحل الزَّعْفَرَان وأدفه بِاللَّبنِ وقطره فِي الْعين فَأَنَّهُ عَجِيب.
شياف لوجع الْعين المبرح يُؤْخَذ زعفران وأفيون مثل خمس الزَّعْفَرَان فاجعله شيافاً بعقيد الْعِنَب وَإِذا أردْت فحك وَاحِدَة بِلَبن امْرَأَة وقطره فِي الْعين وأطله أَيْضا من خَارج فَإِنَّهُ جيد وَإِذا كَانَ اللهيب والحرارة شَدِيدَة فضع على الْعين والجبهة بزر قطونا وَحي الْعَالم وهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن ورد وَبَيَاض الْبيض وَنَحْوه لي الْأَشْيَاء الحارة اللينة أَجود فِي تسكين الوجع من هَذِه)
واحتل فِي تنويم العليل فَإِنَّهُ نَافِع وَمِمَّا يطلي على الْجَبْهَة دَقِيق سميد وكندر أَبيض وَبَيَاض الْبيض ولزوجه الصدف وَالصَّبْر يلطخ من الصدغ إِلَى الصدغ وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض تجذب للعضو الوارم ورماً وفسخاً بِشدَّة عصرها لَهُ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يتْرك فِي الأورام وَذَلِكَ أَنَّهَا تهيج وجعاً شَدِيدا والأدوية القوية التَّحْلِيل تحدث تأكلاً بتهيج الوجع فَلذَلِك المعتدلة فِي هذَيْن أوفق فِي الأورام الفلمغمونية وخاصة إِن كَانَ فِي عُضْو حساس جدا رَقِيق مثل الْعين.
من اختيارات حنين الذرور الْأَصْفَر جيد بعد انْتِهَاء الرمد للصبيان أنزروت سَبْعَة دَرَاهِم شياف مامثيا أَرْبَعَة دَرَاهِم مر نصف دِرْهَم صَبر وسقوطري دِرْهَم أفيون وزعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ
(1/242)
الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة بِكُل مَكَان قَالَ إِذا رَأَيْت مَعَ الرمد بَيَاض ورمصاً أَبيض وَلم تَرَ حمرَة فاعط أيارجاً وَإِن كَانَت حمى وَثقل فالفصد وحجامة السَّاق والنقرة بَين الْكَتِفَيْنِ.
من كتاب الْعين الرمد ثَلَاثَة أَصْنَاف أَولهَا كدورة تعرض فِي الْعين عَن غُبَار أَو دُخان وَهَذَا إِذا ذهبت هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي هيجته يسكن إِن لم يكن قد أثرت فِيهِ جدا وَالثَّانِي ورم حَار فِي الملتحم وَالثَّالِث يكون هَذَا الورم صعباً على أَن الملتحم تعلو لشدَّة ورمه.
قَالَ والوجع الشَّديد فِي الْعين يعرض أما لحدة الرُّطُوبَة الَّتِي تمددها وَأما لتمديد صفا قاتها من امتلائها وَأما لإرتباك رطوبات غَلِيظَة أَو ريَاح ألف فِيهَا فَإِن كَانَ من حِدة الرُّطُوبَة فافرغوه بالمسهلة وتجذبها إِلَى أَسْفَل وأغسل مَا سَالَ إِلَى الْعين مِنْهَا ببياض الْبيض فَإِذا فرغت الْبدن وَبَدَأَ الورم ينضج فالحمام نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن كَانَ السيلان لم يَنْقَطِع لِأَنَّهُ يسكن الوجع من سَاعَته وَيقطع السيلان لِأَن عامته تنْحَل من الْبدن كُله فِي الْحمام وَمَا يبْقى يعتدل برطوبة المَاء العذب فَإِن كَانَ الوجع من تمددالصفاقات بامتلائها من رُطُوبَة فَاسْتعْمل الفصد والإسهال والجذب إِلَى أَسْفَل بذلك الْأَعْضَاء السفلية وربطها وكمد الْعين بِالْمَاءِ العذب الفاتر وَاسْتعْمل فَأَما قبل إفراغ الْبدن فإياك وَاسْتِعْمَال التكميد والأدوية المحللة بعد ذَلِك لِأَنَّهَا تجذب أَكثر مِمَّا تحلل وَرُبمَا كَانَت الفضول السائلة إِلَى الْعين إِنَّمَا هِيَ عَن الرَّأْس وَحده بِأَن فِيهِ امتلاء وَلَيْسَ فِي الْبدن ذَلِك فافصد حِينَئِذٍ لإفراغ الرَّأْس وَفِي الْأَمر الْأَكْثَر يكون حاراً ويولد فضلات حارة وَأصْلح مزاجه وَقُوَّة لِئَلَّا يُولد الفضول بعد استفراغه على مَا يجب المولد للفضلات فِي الْعين أما بَارِدًا وَأما رطبا وَفِي الْأَقَل يكون حاراً ويولد فضلات حارة وَأصْلح مزاجه وَقُوَّة لِئَلَّا يُولد الفضول بعد استفراغه على مَا يَنْبَغِي وَاعْلَم أَنه رُبمَا كَانَ الدِّمَاغ نَفسه هُوَ الْبَاعِث لهَذِهِ)
الفضلات إِلَى الْعين وَذَلِكَ يكون تَحت القحف فاستفرغه ثمَّ اصلح حِينَئِذٍ مزاجه وَرُبمَا كَانَت الفضلة تسيل من فَوق القحف وينفع حِينَئِذٍ الطلاء لَهَا بالأدوية المجففة فَإِن لم ينجح فَيَنْبَغِي أَن يقطح هَذِه الْأَدْوِيَة وتفرق أجزاءها وَرُبمَا عرض فِي الْعين وجع من دم غليظ يرتبك فِي أورادها فَقَط فيمددها فترى الْعُرُوق من الْعين فِي هَذِه الْحَال ممتلية وَالْعين ضامرة فعلاج ذَلِك بعد دُخُول الْحمام فَهَذَا علاج أوجاع الْعين فَأَما الرمد فَإِنَّهُ ورم حَار فِي الملتحم وَمَا فَوق الورم الْحَار فِي الْعين بِالْكُلِّيَّةِ وَمَا يخص الْعين من أجلهَا أَنَّهَا عُضْو كثير الْحس وَهِي لذَلِك سريعة الْأَلَم لَا يَنْبَغِي أَن تحمل عَلَيْهَا بالأدوية القوية بل تلينها وتجيد سحقها وتشيل الجفن بِرِفْق شَدِيد وَاسْتعْمل فِي أول الرمد إِن لم يكن وجع شَدِيد مَعَه الْأَدْوِيَة القابضة الَّتِي لَيست بمفرطة الْقَبْض كالاكحال الْمُسَمَّاة اكحال يَوْمهَا وتركيب هَذِه مِمَّا يقبض كالا قاقيا مِمَّا ينضج ويحلل من قبض مثل المر والجندبادستر والكندر الذّكر وتفقد تركيبها فَإِن كَانَ الْقَبْض فِيهَا أَكثر فادفها
(1/243)
ببياض الْبيض وَاللَّبن وَإِن كَانَ أقل لغلظها فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة تنقص الْعلَّة من يَوْمهَا فَإِذا سكنت الْعلَّة فَاسْتعْمل الْحمام من مشي معتدل ثمَّ أكحل بِمَا هُوَ أقوى من هَذِه ليقْبض الْعين ويقويها وَهَذِه هِيَ الْمُسَمَّاة نارديون وَهِي السنبلية وخلط بهَا من الأكحال الحريفة الْمُسَمَّاة اسطاطيقا فِي أول الْأَمر شَيْئا يَسِيرا ثمَّ زده فِي استعمالك إِيَّاه.
فَأَما الرمد الشَّديد الَّذِي يَعْلُو فِيهِ الملتحم على القرنية فَاسْتعْمل أَولا فِيهِ الحكل الْمُسَمّى الوردي الْأَبْيَض فَإِذا نقص الورم فالوردي الْأَصْفَر وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَأكْثر التكميد فَإِذا كَانَ يَسِيرا فيكفيك أَن تكمد مرّة أَو مرَّتَيْنِ بطبيخ إكليل الْملك والحلبة وَأما الأضمدة فاتخذها من الزَّعْفَرَان وإكليل الْملك وورق الكزبرة وصفرة الْبيض وَالْخبْز المنقع فِي عقيد الْعِنَب وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فاخلط مَعهَا بطبيخ قشور الخشخاش فَأَما الأطلية فأتخذها من الزَّعْفَرَان والماميثا والحضض وَالصَّبْر والصمغ وَأما مَا يوضع على الْجَبْهَة ليكن السيلان فَإِن كَانَت الْفَضِيلَة حارة فأتخذها من مَاء العوسج والسفرجل والسويق وعنب الثَّعْلَب والبزرقطونا وَبِالْجُمْلَةِ من جَمِيع مَا يبرد وَيقبض لي لوا ستعمل هَا هُنَا العفص والجلنار والسماق والصمغ والأفيون مَكَان أَجود هَذَا يحْتَاج إِلَى قبض قوي قَالَ وَإِن كَانَت الفضلة لَيست بشديدة الْحَرَارَة فاتخذها من غُبَار الرَّحَى والمر وتراب الكندر وَبَيَاض الْبيض وَإِن كَانَت بَارِدَة فاتخذها من الكبريت والزفت والفلونيا والزنجبيل والترياق وَنَحْو ذَلِك هَذَا الْوَضع يحْتَاج فِيهِ إِلَى شَيْء يقبض ذَلِك الْموضع وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون)
حاراً الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يُرْخِي حِينَئِذٍ فيخطي الْغَرَض وَلَيْسَ إِنَّمَا يسْتَعْمل هَذِه لِأَن تبدل المزاج وَلَكِن إِن كَانَت مَعَ ذَلِك مضادة للمزاج الردي فَهُوَ أَجود.
الأشياف اليومية وَهِي مَا ميثا ثَمَانِيَة مِثْقَال أنزروت زعفران من كل وَاحِد مِثْقَال وَاحِد أفيون نصف مِثْقَال يعجن بِالْمَاءِ ويتخذ شياف.
الشياف الْمُسَمّى نارديون وَهِي السنبلية قليميا زعفران وصمغ من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا كلس محرق عشرَة مَثَاقِيل أثمد وقاقيا من كل وَاحِد مِثْقَال سنبل شَامي اثْنَا عشر مِثْقَالا أفيون وَمر من كل وَاحِد سِتَّة عشر مِثْقَالا ألف يتَّخذ شيافاً بِالْمَاءِ.
شياف وردي أَبيض يُؤْخَذ أقليماً محرق مغسول واسفيداج الرصاص من كل وَاحِد رَطْل ونشا وَكَثِيرًا من كل ثَلَاث أَوَاقٍ صَبر نصف أُوقِيَّة صمغ عَرَبِيّ ثَلَاثَة أَوَاقٍ زعفران أُوقِيَّة وَنصف ورد منقى ورقه بالأظفار سِتَّة أوراق تسحق الْأَدْوِيَة بِمَاء الْمَطَر.
وردي آخر ورد طري أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالين أفيون وصمغ عرب مِثْقَال مِثْقَال يسحق
(1/244)
آخر جيد قليميا ورد طري من كل وَاحِد سِتَّة عشر مَثَاقِيل اسفيداج الرصاص زعفران ثَمَان مَثَاقِيل من كل وَاحِد أفيون مثقالان يسحق بِالْمَاءِ ويكتحل بِهِ بِلَبن أَو بَيَاض الْبيض وَهُوَ ينفع من القروح والمواد المنصبة إِلَى الْعين لي هَذَا العلاج الَّذِي يُشِير بِهِ حنين يعمله الْآن كحالون بالشياف الْأَبْيَض والأحمر اللين فَإِنَّهُم يبتدؤون بالأبيض فَإِذا انْتهى الرمد وانحط الورم استعملوا الْأَحْمَر اللين.
التقاسيم الرمد أَرْبَعَة أضراب إِمَّا دم يكثر فِي الْعين وَيكون مَعَه فِي الْعين حمرَة وحرارة شَدِيد والنبض ممتلىء عَظِيم والضربان فِي الْعين شَدِيد وَإِمَّا من دم صفراوي وَيكون مَعَه غرزان شَدِيد ودمعة مرّة وحرارة مفرطة وَنَحْو ذَلِك وَالثَّالِث يكون من كيموس بلغمي وَدَلِيل ذَلِك رُطُوبَة الْعين وَخلاف حالات الصَّفْرَاء وَالرَّابِع من السَّوْدَاء وَيلْزمهُ يبس وأعراض خلاف أَعْرَاض الرمد.
الْجَمَاعَة قَالَت فِي الْكتاب الْمَجْمُوع فِي الْعين كل عين تكون شَدِيدَة الْحمرَة كَثِيرَة القذى والرطوبة فَإِن الْخَلْط المهيج لَهَا الصَّفْرَاء وَإِن كَانَت عين حَمْرَاء كَثِيرَة الرُّطُوبَة فالبلغم وَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك غير رطبَة بل جافة فالسوداء والدموي والبلغمي مَعهَا التصاق عِنْد النّوم وَأما الصفراوي والسوداوي فَلَا وَإِن كَانَ فِي وَلَاء فشيء قَلِيل غير دَائِم.
قَالَ والوجع الَّذِي مَعَ مَادَّة علامته امتلاء الْعُرُوق وورم الجفون والملتحم والعطاس وَكَثْرَة القذى)
فِي الْعين وَعند ذَلِك فافرغ الْبدن ثمَّ إِن كَانَ مَعَ الوجع فِي الْعين ألف ورم فابدأ بالاستفراغ ولايقرب الرمد الشَّديد الوجع شَيْئا فِيهِ أَحْجَار معدنية قَوِيَّة الْقَبْض وخاصة إِن كَانَ الْبدن ممتلياً وَلَا فِي القروح لِأَن هَذِه فِي هَذَا الْوَقْت تمنع الإنحلال فيشتد الوجع وَيَأْكُل الطَّبَقَات.
طلاء للرمد الْحَار والضربان والرطوبة يُؤْخَذ ورد يَابِس وقشوررمان حُلْو وعدس مقشر يطْبخ بِالْمَاءِ ويخبص وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن ورد وَيُوضَع على الْعين وَتَأْخُذ عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد فتضعه عَلَيْهِ أَو ضع عَلَيْهِ خبْزًا رطبا أَو بزر قطونا أَو اطله بِاللَّبنِ ولباب الْخبز والأفيون والزعفران.
أهرن الرمد الشَّديد المزمن الْكثير الغرزان إِذا كَانَت الْمَادَّة الَّتِي تشيل إِلَى الملتحم وتورمه تسيل من خَارج القحف فعلامته انتفاخ الْعُرُوق الظَّاهِرَة وَحُمرَة اللَّوْن وَسُرْعَة نبض الْعُرُوق الَّتِي هُنَاكَ وحرارة الْجَبْهَة وَالَّتِي تسيل من دَاخل علامتها العطاس وحكة الْجَبْهَة وعلاج مَا كَانَ سيلانه من دَاخل صَعب عسر وَأما الَّتِي تسيل من خَارج فينفع مِنْهُ فصد الْعُرُوق الَّتِي خلف الْأذن وكيها وَقَالَ إِذا ثَبت الوجع فِي الْعين بعد الاكحال والعلاج فَعَلَيْك بتنقية الرَّأْس بالغراغر واضمد الصدغين والجفن الحادة وَشد الْأَطْرَاف.
(1/245)
3 - (الْعين والأورام والأوجاع الحارة) قَالَ ينفع أَن يوضع على الْمَوَاضِع الحارة من الْعين والأورام والأوجاع الحارة أَن يُؤْخَذ قشور الرُّمَّان وعدس وَورد بِالسَّوِيَّةِ ويطبخ بِمَاء عذب ويخلط المَاء بدهن الْورْد ويغلظ وَيُوضَع مِنْهُ على الْعين والجبهة وَأَيْضًا يُؤْخَذ أفيون وزعفران يعجنان بِمَاء البنج أَو بِمَاء الكزبرة ويطلى.
فيلغريوس ينفع من الْموَاد الحارة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين شرب المَاء الْبَارِد وَوضع بزر الشوكران على الْجَبْهَة للمادة الحارة الَّتِي تنصب إِلَى الْعين يُؤْخَذ ورق البادروج وَسَوِيق شعير فَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يوخذ خشخاش وبزر بنج شعير فضع عَلَيْهِ وكمد أَولا الْعين ثمَّ ضع عَلَيْهِ.
من مقَالَة فيلغريوس فِي مداواة الأسقام قَالَ صَاحب الرمد يلْزم الْمَكَان المظلم وَالنَّوْم وَشرب المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يطفي الْحَرَارَة والرمد وَيلْزم الْحمام فَإِنَّهُ يحلل بَقِيَّة.
الدَّوَاء للقذى فِي الْعين يغسل وَجهه بِمَاء وخل وَإِن اتّفق بِاللَّيْلِ فَاسْتعْمل الشيافات ألف اليبسة المججفة بِغَيْر لذع.
يشوع بخت قَالَ إِذا كَانَت الْحمرَة والحرارة غالبة جدا فِي الْعين وأحس اليبس فِي أصل عَيْنَيْهِ ينْزع فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ الفصد وسل عروق الإصداغ وَقطع الْعُرُوق الَّتِي خلف الْأذن. ابْن سرابيون اسْتعْمل فِي الرمد الفصد وَإِن كَانَ غَالِبا واحتجت إِلَى تَنْبِيه فِي الْيَوْم الثَّانِي فافعل واسقه طبيخ الأهليلج وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والتربد فَإِن كَانَ مَعَ الرمد رُطُوبَة كَثِيرَة جدا فَلَا تدع أَن يسْقِي هَؤُلَاءِ من نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الهندبا أَو عِنَب الثَّعْلَب.
وَإِذا انحطت الْعلَّة وسكنت الحدة فاعطهم القوقايا وَحب الصَّبْر فَإِذا نقيت الْبدن تنقية الْبدن تنقية كَامِلَة فاقبل على الْعين وقطر فِيهَا رَقِيق بَيَاض الْبيض نهارك وليلك كُله أَو لبن النِّسَاء مَعَ شياف أَبيض. وَإِن كَانَت الْمَادَّة بعد منصبة فضمدها بأطراف عِنَب الثَّعْلَب وَعصى الرَّاعِي وَنَحْوه والهندباء وَتغَير الضماد فِي كل سَاعَة واغسل الْوَجْه بِمَاء الْورْد وَالْمَاء الْبَارِد جدا مَعَ شَيْء يسير من خل فينفع هَؤُلَاءِ فِي الِابْتِدَاء الْأَدْوِيَة الدافعة فَإِذا انحط فاخلط بهَا المحللة وَاجعَل الضماد من دَقِيق الشّعير وإكليل الْملك وفقاح البابونج وكزبرة رطبَة وَاسْتعْمل من الأكحال الْمَعْرُوفَة الملكايا وَهَذِه صفته انزروت مربي بِلَبن الأتن ونشا فاكحل بِهِ أول الْأَمر فَإِذا انحط فاخلط فِيهِ ماميثا وزعفران يسيرومر.
(1/246)
من كناش مسيح ضماد نَافِع من الوجع الشَّديد والوردينج يُؤْخَذ زعفران وإكليل الْملك وكزبرة)
رطبَة ومخ بيض ولب الْخبز وعقيد الْعِنَب وأفيون وَمَاء ورد يتَّخذ مِنْهُ ضماد لي شياف للوجع الشَّديد على مَا رَأَيْته هَا هُنَا يُؤْخَذ زعفران شعر وزهر إكليل الْملك ولعاب البزركتان والبزر قطونا مجففين وأفيون وعصير الكزبرة مجففة فيسحق الزَّعْفَرَان وإكليل الْملك فِي هاون زجاج بشراب حَتَّى يلين ثمَّ يخلط الْجَمِيع وَيجْعَل شيافا وَيحل ويقطر فِي الْعين.
طبيخ الحلبة لوجع الْعين على مَا قَالَ يصب على الحلبة المَاء وَيتْرك نصف يَوْم ويصفى ثمَّ يُعَاد عَلَيْهَا مرّة أُخْرَى ثمَّ يطْبخ بِعشْرين مثلهَا مَاء حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ يصفى ويذر فِيهِ شَيْء من الزَّعْفَرَان مسحوقاً مثل نصف عشر المَاء ويقطر مِنْهُ فِي الْعين شياف يطلى بِهِ الأجفان يسكن الوجع يُؤْخَذ شياف ماميثا وبزر الودألف وورقه الرطب وحضض وعدس مقشر وصندل أَحْمَر يطلى بِهِ.
شياف وكحل يكحل بِهِ ويطلى على الأورام الحارة الرهلة صَبر وزعفران بِالسَّوِيَّةِ نصف شياف ماميثا أنزروت جزءين يسْتَعْمل شيافاً وطلاء.
قَالَ جالينوس الآبنوس يدْخل مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لهَذِهِ البثور الحضض نَافِع من الإنشقاقات الْحَادِثَة فِي الْعين.
فريغوريوس ورق الخروع إِذا دق وخلط بشوكران سكن الأورام البلغمية فِي الْعين الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بشراب حلل الأورام البلغمية فِي الْعين الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بشراب حلل الأورام النفخية الْعَارِضَة فِي جفون. علاج نَافِع من انتفاخ الأجفان فِي الرمد يتَّخذ من الصَّبْر والفيلزهرج والحضض وشياف ماميثا وفوفل وزعفران يطلي بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.
من تذكرة عَبدُوس قَالَ حنين الإنتفاخ أَرْبَعَة أَنْوَاع إِحْدَاهَا ريحي وَالثَّانِي من فضلَة بلغمية لَيست بغليظة وَالثَّالِث من فضلَة مائية وَالرَّابِع من فضلَة غليطة سوداوية وتمييز بَعْضهَا من بعض على مَا أَقُول أما الأول وَهُوَ الَّذِي من ريح فَإِنَّهُ يعرض بَغْتَة وَأكْثر ذَلِك يعرض فِي الصَّيف قبله فِي الماق مثل مَا يعرض من عضة ذُبَاب أَو بقة وَأكْثر مَا يعرض فِي الصَّيف للشيوخ ولون هَذَا الانتفاخ على مثل لون الأورام الْحَادِثَة من البلغم لي لَيْسَ مَعَ ثقل يحسه عَظِيمَة وحدوثه سريع وَالنَّوْع الثَّانِي أردء لوناً والثقل فِيهِ أَكثر وَالْبرد أَشد إِذا غمزت فِيهِ إصبعك غَابَتْ فِيهِ وَبَقِي أَثَرهَا فِيهِ سَاعَة هوية وَأما النَّوْع الثَّالِث الَّذِي يكون من فضلَة مائية فَإِن الإصبع يغيب
(1/247)
فِيهِ)
سَرِيعا وَلَا يبْقى أَثَرهَا كثيرا لِأَن الْموضع يمتلي سَرِيعا وَلَا وجع مَعَه ولونه لون الْبدن وَأما الرَّابِع الَّذِي يكون من فضلَة سوداوية فَإِنَّهُ يَأْخُذ الجفن وَالْعين كلهَا وَرُبمَا امْتَدَّ إِلَى أَن يبلغ الحاجبين والوجنتين وَهُوَ صلب لَا وجع مَعَه ولونه كمد وَأكْثر مَا يعرض فِي الجدري وَفِي الرمد المزمن وخاصة للنِّسَاء.
علاج الإنتفاخ قَالَ علاجه بِمثل الورم من استفراغ الْبدن وَتَحْلِيل الفضلة المستكنة فِي الْعين وانضاجها بالإكحال والأضمدة كَمَا وَصفنَا فِي بَاب الرمد إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي مثل هَذِه الْعِلَل لَا الْأَدْوِيَة المسددة وَلَا القابضة الَّتِي تسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء الرمد بل مَا يحل ويفش فِي جَمِيع أوقاته بعد استفراغ الْبدن.
فيلغريوس قَالَ الأورام الرخوة فِي الأجفان أَدَم تكميده بِمَاء حَار ألف فِي اسفنج حَتَّى يلين جدا ثمَّ ضع عَلَيْهَا اسفنجاً جَدِيدا قد شرب خل وَمَاء وشده فَإِنَّهُ يحلله إِن شَاءَ الله.
ابْن سرابيون للإنتفاخ الَّذِي يبْقى فِي الأجفان بعقب الرمد طلاء من فيلزهرج وَمَا مثيا وصندل وصبر وقاقيا وصمغ وأفيون وفوفل استعملها بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب إِذا كَانَ فِي الورم بَقِيَّة حمرَة أَو بِمَاء الهندباء ودخان الكندر مسكن للورم الْمُسَمّى سرطانً وَكَذَلِكَ دُخان الأضطريدوس.
دياسقورديدوس. ورق المرزنجوش الْيَابِس يتضمد بِهِ لَا ورام الْعين الصلبة.
الساذج إِذا غلى بشراب وضمد الأورام الصلبة فِي الْعين بعد سحقه جيد لَهَا سمسم إِن طبخت شجرته بشراب وضمدته الورم الصلب الَّذِي مَعَ ضَرْبَان وَغير ضَرْبَان فِي الْعين شفَاه والسمسم نَفسه يفعل ذَلِك والقيسوم أَن تضمد بِهِ مَعَ السفرجل الْمَطْبُوخ نفع أورام الْعين الصلبة.
دياسقوريدوس السماق والشقايق الْبري أَن طبخ بِالشرابِ وضمد بِهِ أَبْرَأ الأورام الصلبة فِي الْعين.
حنين قَالَ إِذا كَانَ السرطان فِي الْعين عرض مَعَه وجع شَدِيد وامتداد الْعُرُوق حَتَّى يعرض فِيهَا شبه الدوالي وَحُمرَة فِي صفاقات الْعين ونخس شَدِيد يَنْتَهِي إِلَى الصدغين وخاصة أَن مَشى من أَصَابَهُ ذَلِك أَو تحرّك حَرَكَة مَا ويصيبه صداع ويسيل إِلَى عَيْنَيْهِ مَادَّة حريفة رقيقَة وَيذْهب عَنهُ شَهْوَة الطَّعَام وَلَا يحْتَمل الْكحل الحاد ويؤلمه المَاء شَدِيدا وَلَا ينْتَفع بِهِ.
أهرن للورم الصلب فِي الْعين يُؤْخَذ جرجير فدقه وَأقله بِسم الْبَقر وَضعه عَلَيْهِ أَو خلط بِمَاء الحبق مَعَ دَقِيق الشّعير ودهن ورد وتضعه عَلَيْهِ أَو يَأْخُذ جَوف الْخبز فدقه بالطلاء ودهن الْورْد)
وَضعه عَلَيْهِ.
(1/248)
(الْبَاب الثَّالِث)
(الظفرة والطرفة والرشح. .) (وَهُوَ الدمعة والسبل والجرب) والجساء والكمنة والحكة والشعيرة والبردة والشرناق وَالْقمل والشترة والالتزاق والتحجر والتوثة والرمد الْيَابِس وَالْعُرُوق الْحمر والجحوظ والغور والحول وسل الْعين وصبغ الزرقة والضربة تصيب الْعين فتجرجها وترضها ونتو جملَة الْعين وَهُوَ الجحوظ وَالْعشَاء والروزكور وَمن يبصر من قريب وَلَا يبصر من بعيد وَمن يبصر من بعيد وَلَا يبصر من قريب وَمَا يَقع فِي الْعين ألف وَالْبرد يُصِيب الْعين والسلاق والتصاق الأجفان يطْلب فِي الْمُسَافِرين وَاللَّحم الزَّائِد فِي الْعين والجفن وَالْعُرُوق الْعَظِيمَة فِي الْعين وَفِيمَا يحكل بِهِ الْعين وخشونة الأجفان.
الرَّابِع عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ الرشح هُوَ سيلان الدُّمُوع دَائِما إِذا نقصت اللحمة الَّتِي فِي الماق الْأَعْظَم وَإِذا ذهبت أصلا أَو نقصت جدا فَلَا علاج لَهُ وَإِن لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ يبرأ بتنقية الْبدن كُله ثمَّ تنقية الرَّأْس ثمَّ اسْتِعْمَال الشياف الَّذِي يقبض معتدلاً وَهِي المتخذة بالماميثا والزعفران وأشياف السنبل المعجون بِالشرابِ.
الظفرة مَا دَامَت صَغِيرَة تقلعها الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو بِمَنْزِلَة أدوية الجرب وَإِذا صلبت وعظمت يعالج بالحديد.
النفاخات المائية تكون فَوق الجفن مَا دَامَت صغَارًا تعالج بالأدوية المجغففة وَمَا كثرت تعالج بالجديد.
الرَّابِع عشر من حِيلَة الْبُرْء إِذا استرخت العضلة اللَّازِمَة لأصل الْعصبَة المجوفة جحظت الْعين فَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا حَتَّى يتمدد تمدداً قَلِيلا لم يصل الْبَصَر مِنْهُ مضرَّة وَإِن
(1/249)
كَانَ كثيرا أذهب الْبَصَر بِزَوَال الْعين إِلَى بعض النواحي فَيكون إِمَّا لِأَن العضلة الَّتِي تحركت تشنجت أَو أَن الْمُقَابلَة استرخت وَزَوَال الحدقة إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ وَأما إِلَى نَاحيَة الماق الْأَعْظَم والأصغر فَلَا يضر الْبَصَر شَيْئا. الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ السبل يعرض للعين إِذا قل)
أغتذاؤها ورطوباتها فتنقص لذَلِك وتضمر.
صبغ زرقة الْعين فِي الرَّابِعَة من الميامر قَالَ اعصر قشور رمان حُلْو وقطره فِي الْعين ثمَّ قطر فِيهَا بعد سَاعَة ورد البنج يَأْخُذهُ على الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي وترفعه عنْدك.
آخر يَأْخُذ ثَمَرَة القاقيا وعفص قَلِيل ينعم سحقهما ويعجنان بعصارة شقايق النُّعْمَان حَتَّى يصير الْجَمِيع فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ يعصر فِي خرقَة وقطر عصارته فِي الْعين.
للشعيرة من الميامر يُؤْخَذ بورق قَلِيل وبارزد أَكثر مِنْهُ فَيجمع وَيُوضَع على الشّعير فَيذْهب بهَا أَو يوضع عَلَيْهِ شمع قد عجن بالزاج أَو طبيخ تين بشراب مغسل ثمَّ اسحق الْجَمِيع مَعَ بارزد وضع عَلَيْهِ أَو دَقِيق شعير وبارزد بطبيخ الزنبق بشراب مغسل ويخلط بالبارزد وَيجْعَل عَلَيْهِ. للبردة والشعيرة اسحق سكبينج بخل وتطله ألف. للطرفة يقطر فِيهَا دم الْحمام القراح من أصل الريش الَّذِي لم يستحكم ويقطر فِيهَا طبيخ أكليل الْملك وَإِن طَالَتْ الْعلَّة فيبخر الْعين بكندر وخثا الْبَقر بِالسَّوِيَّةِ أَو خُذ نانخواه وزوفا بِالسَّوِيَّةِ فاسحقه بِلَبن الْبَقَرَة وأكحل بِهِ بلعاب بزركتان. فِي الْمَرَض الْعَارِض فِي الْعين من ضَرْبَة كمده دَائِما فَإِنَّهُ يعظم نَفعه باسفنجة لينَة سِتّ مَرَّات ثمَّ ضع عَلَيْهِ اسفنجة بخل وينفع أَن يُؤْخَذ خَرْدَل عَتيق يسحق بِمَاء وَيُوضَع عَلَيْهِ وَيرْفَع مَرَّات كَثِيرَة وَلَا يتْرك عَلَيْهِ كثيرا أَو خُذ خزفاً وكمد بِهِ عَيْنَيْهِ تكميداً متوالياً.
الجرب قَالَ الجرب فِي الْعين والحكة تحدث كثيرا من الشَّمْس وَالْغُبَار وعلاجه كَمَا يحدث الْفضل والتكميد بِمَاء فاتر والاحتماء من المالح الحريف والقابض.
للظفرة قلقنت ونوشادر يتَّخذ شيافاً ويكحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.
للعشاء يكحل بصديد كبد الْمعز إِذا شويت وَيطْعم مِنْهَا ويكب على بخارها أَو يكحل الْعين بمرارة العنز أَو اكحله بِدَم الْحمام أَو بمرارته أَو بعصارة قثاء الْحمار وَأطْعم العليل السلق فَإِنَّهُ جيد
(1/250)
وللشعيرة كمدها بشمع أَبيض وأدلكها بجسد الذُّبَاب بِلَا رَأسهَا.
للسبل قَالَ فِي كتار تقدمة الْمعرفَة تقدمة الْمعرفَة فِي الْمقَالة الأولة وَإِنَّمَا يُمكن أَن تحمر الْعُرُوق الَّتِي فِي الْعين حَتَّى يرى الْعين حَمْرَاء يدل على امتلاء فِي الدِّمَاغ وأميه وَأما ورم حَار هُنَاكَ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَيَنْبَغِي للسبل أَن يستفرغ الدماع وتقوية بالأشياء المقوية والإمتناع مِمَّا يملأه الْبَتَّةَ.
وَقَالَ بعد هَذَا أَن يتَّصل بالملتحم بِمَا فِيهِ من الْعُرُوق وعَلى هَذَا فَلَيْسَتْ الْعِنَايَة بالداخل بل بالخارج فالأطلية إِذن جَيِّدَة.)
فِي الجرب وخشونة الأجفان وغلظها قَالَ فِي كتاب الفصد قد يحْتَاج إِلَى أدوية فِيهَا حِدة بِمِقْدَار عظم الْعلَّة وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ الْبدن بالفصد وَغَيره وخاصة إِذا كَانَت الْعين مَعَ ذَلِك هايجة لِأَن هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا حِدة إِذا اسْتعْملت قبل استفراغ الدَّم نعما أحدثت ورما فِي الْعين حاراً لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع والضربان ويجلب الْموَاد إِلَيْهَا قَالَ قد يعرض فِي الأجفان جساءاً شَدِيدا وخاصة عِنْد النّوم فَإِنَّهُ لَا يقدر أَن يغمضها حَتَّى يبلهما بِالْمَاءِ ألف أَو بريقه.
الجساءة بَين بَيَانا شَدِيدا لصاحبة من أَنه يعسر عَلَيْهِ أَن يغمضها إِذا كَانَت مَفْتُوحَة أَو يفتحها إِذا كَانَت مغمضة حَتَّى يحْتَاج إِلَى بلها.
الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ السبل هُوَ نُقْصَان يعرض فِي الحدقة وَينْقص لذَلِك جرم الْعين ويصغر فِي الحدقة وَينْقص لذَلِك جرم الْعين ويصغر وَيعرف على الْأَكْثَر فِي عين وَاحِدَة وَالْوُقُوف عَلَيْهِ سهل لِأَن الْعين الصَّحِيحَة تفصح الْمَرِيضَة.
قَالَ مَتى مَا يُصِيب الْعين من ضَرْبَة أَو سقطة على الرَّأْس فَإِن كَانَ بصرها بَاقِيا فَإِن العضل الممسك لَهَا تمدد أَو انهتك وَإِن كَانَ الْبَصَر ذَاهِبًا فالعصبة المجوقة قد انهتكت فَإِن كَانَ بِلَا ضَرْبَة فَإِن العضل بِهِ استرخاء وَإِن كَانَ مَعَ ذهَاب الْبَصَر فَإِن الآقة قد دخلت الْعصبَة المجوقة أَيْضا.
قَالَ الرشح والدمعة والسيلان هُوَ أَن تسيل الفضول دَائِما من المأق الْأَكْبَر وَذَلِكَ يكون لنُقْصَان اللحمة الموضوعية فِيهَا أما من دَوَاء حاد عولج بِهِ جرب أَو ظفرة وَأما بعلاج الْحَدِيد وَأما بالطبع لِأَن فِي هَذَا الْموضع ثقب إِلَى الْأنف إِلَى الْفَم لِأَن هَذَا الثقب الَّذِي من الْعين إِلَى الْأنف هُوَ فِي الْموضع الَّذِي مِنْهُ الثقب إِلَى الْأنف إِلَى الْفَم قَالَ الصَّبْر يجفف الْعين الرّطبَة لي شياف لرطوبة الْعين تركب من التوتيا وَالصَّبْر والهليلج والزنجيل.
مَجْهُول للدمعة ورطوبة الْعين شادنة وتوتيا ومرقشيثا وروسختج بِالسَّوِيَّةِ بسد ولؤلؤ نصف شياف ماميثا وصبر ربع ربع تتَّخذ كحلاً فَإِنَّهُ بَالغ.
(1/251)
الجساءة واسترخاء الأجفان قَالَ وَلذَلِك قد أحكم أَمر الثقب الدقاق الَّتِي فِي الأجفان الْخَارِج عَن المآق الْأَكْبَر قَلِيلا وَذَلِكَ أَنَّهَا نتفذ إِلَى المنخرين فَيُؤَدِّي إِلَيْهِمَا فتنجلب مِنْهُ الرُّطُوبَة فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة هَذَا من أصلح الْأَشْيَاء للأجفان وأوعاها إِلَى بَقَاء حركتها على أَجود الْوُجُوه وأحمدها)
أعنى أَن يكون يدْفع الرُّطُوبَة إِذا كثرت عَلَيْهَا ويستجلبها إِذا قلت عِنْدهَا وَذَلِكَ أَن اليبس المفرط يصلبها وَإِذا صلبت عسرت حركتها وانطباقها والرطوبة المفرطة تجعلها مظطربة ألف الْحَرَكَة لينَة وَأفضل حالاتها لحركتها الطبيعية للْحَال الْمُتَوَسّط.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ الْحول وانقلاب الْعين يعرض من الحرو اليبس والحول إِذا لم يكن مولوداً لَكِن حَادِثا فكثيراً مَا يكون بِهِ انصراف عِلّة من الرَّأْس كالصرع والسدر والسهر والدوار وَنَحْوهَا.
أبيذيميا الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ جالينوس أَنا أحك الجفن بالعينك أَو بمغرفة الْميل إِذا كَانَ فِيهِ جرب ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك الأكحال.
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ قد يعرض لقوم ضد مَا يعرض للأعشى حَتَّى أَنهم يبصرون بِاللَّيْلِ وَفِي قَالَ السَّبَب فِي الْعشَاء كَثْرَة الرُّطُوبَة وَهُوَ لذَلِك يحدث بأصحاب الْعُيُون الواسعة أَكثر لِأَنَّهَا أرطب وَكَذَلِكَ بالكحل قَالَ وَسبب الْجَهْر هُوَ إفراط التَّحْلِيل وَهُوَ يعرض للزرق والشهل يصرون فِي الْقَمَر أَكثر مِمَّا يبصر الزرق وَذَلِكَ أَن التَّحْلِيل من التَّنور يفرط على عُيُون الزرق.
اليهودى قَالَ إِذا حككت الجرب فحكه أبدأ إِلَى أَن يذهب الغلظ وَيرجع الجفن إِلَى حَاله من الرقة ثمَّ ذَر عَلَيْهِ الزَّعْفَرَان المطحون منخولاً بالحرير وضع عَلَيْهِ مخ بيض ودهن بنفسج على الْعين وشده ثَمَان سَاعَات ثمَّ افتحه واكحله من الغذ بالأحمر اللين
(1/252)
لي السبل من أردء الْعَمَل عِنْدِي أَن يعلق بعض السبل بالصنارة وَيقطع ثمَّ يعلق وَيقطع على مَا يعْمل أَصْحَابنَا الْآن لِأَنَّهُ يخرج الدَّم وَيمْنَع ويغمر وَلَكِن علق بالصنارة وادخل فِيهِ خيطاً بإبرة وَحده إِلَيْك ثمَّ علق وادخل فِيهِ خيطاً أبدأ حَتَّى يعلق كلما يعوم على قطعه بالخيط ثمَّ شلها إِلَيْك وَخذ فِي الْقطع مرّة فَإِنَّهُ أحسن مَا يكون وأيسر عملا فَإِذا علقت قِطْعَة بخيط أَو قطعتين شال لَك فَكل سبل فِي الْعين فاستمكنت وَإِذا أَنْت قطعت مَتى علقت قِطْعَة لظا وعسر تعلق الْبَاقِي من اللظا وَمن الدَّم.
اليهودى السبل يعرض فِي الْبلدَانِ الرّطبَة الومدة ويعدى ويتوارث.
لي الشياف للظفرة إِذا كَانَ قد سكن وجعها وَبَقِي أَثَرهَا زرينخ أصفر جُزْء أنزروت نصف جُزْء حجر الفلفل نصف جُزْء يعْمل شيافاً ألف ويقطر فِي الْعين مَاء الكزبرة.
الطَّبَرِيّ قَالَ السبل امتلاء فِي عروق الْعين فيغلظ لذَلِك وَقَالَ ينفع من الجساء التكميد بِمَاء حَار وَيُوضَع على الْعين بَيْضَة مَضْرُوبَة بدهن ورد أَو مَضْرُوبَة مَعَ شَحم البط وَيصب على)
الرَّأْس دهن كثير.
علاج الجرب وَأما الحكة يَعْنِي الجرب فعلاجه الحكة وَالْحمام وَيسْتَعْمل الدّهن على الرَّأْس وَيجْعَل الْغذَاء فِيهِ رطبا ويحكل بالأدوية الجالبة للدموع.
لنتوء الْعين يطلى عَلَيْهَا الأطلية وَيُوضَع عَلَيْهَا رصاصة وينوم على الفقا ويحذر العطاس والقيء ويحيل بِمَا يجلب البلغم وَيُعْطِي أطريفلا ويخفف غذاءه فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله.
أهرن قَالَ من يبصر من بعيد أَجود فِي طَبَقَات عينه بخار غليظ وينفع مِنْهُ مَا ينفع من العشا قَالَ وَجَمِيع المرارات نافعة مِنْهُ وَالْعَسَل والرازيانج وَنَحْوه.
الْكِنْدِيّ قَالَ كَانَ أَبُو نصر لَا يبصر الْكَوَاكِب وَلَا الْقَمَر بِاللَّيْلِ
(1/253)
فاستعط بِمثل عدسة طباشير بدهن بنفسج فَرَأى الْكَوَاكِب بعض الرُّؤْيَة فِي أول لَيْلَة وَفِي الثَّالِثَة برأَ الْبَتَّةَ وَجَربه غَيره فَكَانَ كَذَلِك وَهُوَ جيد للعشاء جدا.
بولس للطرفة قَالَ قطر فِي الْعين دم ريش الْحمام أَو لبن أمرءة حِين يحلب مَعَ شَيْء من كندر أَو اسحق شَيْئا من الكندر وَيصير فِي مَاء وملح ويقطر فِي الْعين أَو قطر شَيْئا من ملح أندراني وكمد الْعين بطبيخ الزوفا الْيَابِس فَأَما الورم وَالدَّم الْحَادِث من ضَرْبَة فيصلح لَهُ أَن يكمد بالخل وَالْمَاء يفعل ذَلِك دَائِما مَرَّات كَثِيرَة وَيُوضَع على الْعين إسفنج قد غمس فِي الْخلّ وَالْمَاء وَيُوضَع على الْعين إسفنج قد غمس فِي الْخلّ وَالْمَاء ويعصر الفجل مَعَ زبيب منزوع الْعَجم وَإِن كَانَ الورم يخَاف أَن يزِيد فضمد بالأشياء الْمَانِعَة.
علج الجساء وَأما الجسار فَإِنَّهُ يبس يعرض للعين فيعسر لذَلِك حركتها وَتَكون يابسة وينفع ذَلِك الكماد الدَّائِم باسفنج قد غمس فِي مَاء حَار وَيُوضَع على الأجفان فِي وَقت النّوم بَيَاض الْبيض ودهن الْورْد وشحم البط ولتمنعوا من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ويغطي الرَّأْس وَيَده ويلين الْبَطن.
وَأما الحكة فِي الْعين بِلَا مَادَّة تنصب إِلَيْهَا فعلاجه الْحمام وَإِلَّا دهان وَالتَّدْبِير المولد للدم الْجيد الرطب وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجْرِي الدُّمُوع ألف تذْهب الحكة والجساء والصلابة وترطب يبس الْعين.
قَالَ والشادنة جَيِّدَة للجرب وَكَذَا الْكحل الْمُتَّخذ بالزعفران وَيَنْبَغِي أَن يقلب الجفن ويطلي عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة النافعة ويمسكه سَاعَة ثمَّ يتخلى وَإِن كَانَ الجرب غليظاً فليحك بزبد الْبَحْر أَو بالسكر أَو بالقمادين.)
قَالَ فَأَما الرِّدَّة فَإِنَّهَا اجْتِمَاع رُطُوبَة غَلِيظَة صلبة فِي الجفن فادف الأشق والقنة بالخل وأطله الشعيرة وَأما الشعيرة فَإِنَّهَا شَيْء مستطيل لزج تجمع فِي منبت الشّعْر فكمده بالشمع الْأَبْيَض الحاد أَو انطله بطبيخ الصعتر وَأما الْقمل فنقّ الأجفان مِنْهُ ثمَّ الطخها بالشب.
الظفرة المزمنة قَالَ وللظفرة الْغَيْر المزمنة يُؤْخَذ قلقديس وملح أندراني جزؤين ضمغ نصف جزؤ يتَّخذ شيافاً بِمَاء الأشق ويكحل بِهِ وَأما العشأ فافصدهم من الْمرْفق ثمَّ المآق واسهلهم ثمَّ غرغرهم وعطسهم دَائِما واعطهم قبل الطَّعَام شراب الزوفا والسداب فَإِن لم تخف الْعلَّة فاعطهم المسهل ثَانِيًا وليتخذ من سقمونيا أَو جندبا دستر ويكحلوا بِعَسَل قد نزعت رغوته ويغمض الْعين لتنحصر الرُّطُوبَة داخلها أَو يُؤْخَذ شب مصري محرق جزؤين ملح أندراني جزؤ يسحق مَعَ الْكحل ويكتحل بِهِ.
علاج الْحول قَالَ للحول عِنْد الْولادَة يوضع البرقع على الْوَجْه ليَكُون
(1/254)
نظرهم على استقامة وَيُوضَع سراج بإزائهم ويلصق على المآق الْمُقَابل صوف أَحْمَر ليَكُون النّظر نَحوه.
من كناش اسكندر يُؤْخَذ من القلقطار أَو القليميا المحرق نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد زعفران مِثْقَال فلفل مِثْقَال وَنصف زرنيخ أَحْمَر نصف أُوقِيَّة نوشادر مِثْقَال أجعله شيافاً فَإِنَّهُ مجرب جدا.
للغلظ فِي الجفن والجرب قَالَ وَأما الْأَعْشَى فبرؤه أَن يداف النطرون فِي المَاء ويكحله شرك كحل نَافِع للدمعة فلفل جزؤ دَار فلفل جزؤين زبد الْبَحْر نصف جزؤ ملح هندي جزؤ أثمد ثَلَاثَة أَضْعَاف الْجَمِيع يَجْعَل بالسحق كحلا فَإِنَّهُ جيد للحكة ولقطع الدمعة نَافِع جيد.
من كتاب مَجْهُول قَالَ قد يكون العشا بمشاركة الْمعدة وبمشاركة الدِّمَاغ فَإِن كَانَ فِي جَمِيع الْأَوْقَات بِحَالهِ فَإِن ذَلِك من خاصية الْعين وَإِن تغير فِي بعض الْأَحْوَال فَإِن ذَلِك بمشاركة فَإِن كَانَ مَعَه صداع وَثقل فِي الرَّأْس والحواس ألف فَإِن ذَلِك من الدِّمَاغ وَإِن كَانَ يخف بخفة الْمعدة ويثقل بثقلها فَذَلِك عَن الْمعدة وَإِن كَانَ من خَاصَّة الْعين فاكحله بالأدوية الحارة اللطيفة وَإِن كَانَ من الْمعدة فَاسْتعْمل الأيارج وحذره الْأَطْعِمَة الرّطبَة وعشاء اللَّيْل ولتعمل الْقَيْء وَإِن كَانَ من الدِّمَاغ فَإِنَّهُ يكون ويسعط بالأشياء المحللة.
الروزكور قَالَ وَأما الروزكور فَإِن سَببه ضد الأول وَهُوَ من شدَّة يبس الْعين وَلذَلِك يضعف بَصَره بِالنَّهَارِ لِأَنَّهُ أحر مِمَّا يجب.)
قَالَ فعالجه لما يرطب الرَّأْس والدماغ وأسعطه بِاللَّبنِ ودهن بنفسج وضع على الرَّأْس مِنْهُ وليستحم بِالْمَاءِ العذب الفاتر.
الظفرة قَالَ الظفرة مِنْهَا صلب وَمِنْهَا لين وَمِنْهَا أصفر وَمِنْهَا أَحْمَر قَالَ فَمَا كَانَ مِنْهَا رخوة بَيْضَاء فلتقطع بالحديد وَمَا كَانَ مِنْهَا صلباً فَلَا تعرض لقطعه وَإِذا قطعته فقطر فِي الْعين وكمده ممزوعاً مَعَ الْملح وضمدها بمنح بيض ودهن ورد بِقطن جَدِيد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وليكثر فتحهَا ويقلبها كثيرا صَاحبهَا لِئَلَّا تلتزق بالجفن ثمَّ أكحلها بعد ثَلَاثَة أَيَّام بالباسليقون والأشياف الْأَخْضَر والروشنائي وَنَحْوه من الإكحال الحادة ليقلع أَصله وَلَا يعود.
(1/255)
وَالْقمل ينقى ثمَّ يمر على الأجفان من شياف الزيبق وَهُوَ الَّذِي يدْخلهُ زيبق مقتول.
قَالَ جالينوس الكمنة ريح غَلِيظَة وصاحبها يجد فِي عينه إِذا انتبه من النّوم كالرمل وَالتُّرَاب فاكحلها بطرخماطيقان.
الجرب فَأَما الجرب فاقلب الجفن فَإِن كَانَ يَسِيرا فحكه بسكر طبرزد وَإِن كَانَ كثيرا فنوشادر ثمَّ ذرها بذرور لين ثَلَاثَة أَيَّام وَإِن كَانَ شتاء فضمدها بعد الحك باللوز والكمون وَإِن كَانَ صيفاً فمخ الْبيض والبنفسج.
السبل قَالَ علامته إِنَّك ترى على الحدقة غشاء قد لبس السوَاد مثل الدُّخان فِيهِ عروق حمر وَصَاحبه لَا يبصر فِي الشَّمْس وَلَا فِي السراج جيدا فالقطه ثمَّ امضغ كموناً وملحاً وقطر فِيهِ وضمد فَوْقه بالبيض والبنفسج ثمَّ اكحل بعد يَوْمَيْنِ بالذرور الْأَصْفَر وبشياف أرميالوس يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى يندمل ثمَّ يكحل بالأشياف الحارة وَيكثر تقليب الحدقة عِنْد الشد لِئَلَّا يلتزق.
قَالَ وَمَتى إِن مَعَ بعض علل صداع شَدِيد فَلَا تعالجه حَتَّى تسل عرقي الصدغين وتسكن الصداع وَإِلَّا جلبت بلايا عَظِيمَة قَالَ ألف إِن رَأَيْت فِي الجفن الْأَعْلَى والأسفل خراجاً قد قاح فافتحه ثمَّ اطله بِالصبرِ والحضض.
الودقة قَالَ عَلامَة الودقة أَن يرى الْعين هايجة مبثورة تَدْمَع وَفِي بياضها نقطة حَمْرَاء وَإِن كَانَت الْعين مَعَ ذَلِك رمدة فذرها بالملكايا وبردها بالأشياف الْأَبْيَض وَإِن لم تكن رمدة فَيجْرِي للودقة الأشياف الْأَبْيَض الَّذِي بالكافور.
شرناق قَالَ شرناق سلْعَة تخرج فِي الجفن الْأَعْلَى يمْنَع أَن يرفع الجفن الْأَعْلَى نعما فشق الجفن من خَارج وَأخرجه.)
التوثة قَالَ والتوثة تكون من دم فَاسد ردي وَهُوَ أَن يرى فِي بَاطِن الجفن لحم أَخْضَر وأسود أَو أَحْمَر قاني رخو ينزف مِنْهُ الدَّم فِي كل وَقت فعلقه بالصنارة ومده واقطعه من أَصله ثمَّ قطر فِيهِ كموناً وملحاً وضمده بمخ بيض ودهن بنفسج ثمَّ من بعد أَيَّام فامرر عَلَيْهِ أشياف القلى أَو أشياف الزنجار.
(1/256)
الشبكرة قَالَ فَأَما الشبكرة فاكحل صَاحبهَا بأشياف دَار فلفل وليترك الْعشَاء بِاللَّيْلِ الْبَتَّةَ وَليكن الدَّار فلفل مسحوقاً معجوناً بِزِيَادَة كبد الماعز ويستمل الشبيار وَهُوَ حب الصَّبْر والأرياج لي على مَا رَأَيْت ينفع من الدمعة حضض هندي وهليلج أصفر وصمغ عرب وأقاقيا وشياف وشياف ينفع من الدمعة عَجِيب يُؤْخَذ حضض هندي وهليلج أصفر وأقاقيا وشياف مَا ميثا وعصارة السماق ودخان الكندر يجمع الْجَمِيع بالسحق بِالْمَاءِ وَيجْعَل شيافاً وَيحك ويكحل بِهِ إِن شَاءَ الله.
مَجْهُول قَالَ فقاح البنج يجفف فِي الظل واطبخه حَتَّى يثخن مثل الْعَسَل واكتحل بِهِ.
لمَوْت الدَّم فِي الأجفان وحوالي الْعين اغمس قطنة فِي مَاء وملح مسخن وضع على الْعين كل سَاعَة لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب شَمْعُون للقمل فِي الأشفار ينقع بِمَاء حَار ثمَّ يغسل بِمَاء الشب أَو يطلى بالشب أصُول الأشفار قَالَ الروزكور هَذَا لِأَن هَؤُلَاءِ بصرهم قَلِيل النُّور يتفرق كبصر الخفاش من أدنى نور فَلذَلِك يبصرون فِي النُّور الضَّعِيف قَالَ للعشاء اكحله بالفلفل والمسك فَإِنَّهُ عَجِيب أَو بدهن البلسان أَو بِمَاء الكراث وأبوال الصّبيان.
شَمْعُون قَالَ للحول اسعطه بعصارة ورق الزَّيْتُون.
الاختصارات لعبد الله بن يحيى وَهُوَ كناش قَالَ السبل علامته أَن يرى على الْقَرنِي والملتحم غشاوة ملبسة يشبه الدُّخان فِيهِ حول السوَاد عروق حمر وَصَاحبه لَا يبصر فِي الشَّمْس وَلَا فِي السراج لي صَاحب السبل لَا يقدر على أيفتح عَيْنَيْهِ ألف حذاء الشَّمْس والسراج يوجعه وَيَنْبَغِي أَن يطْلب عِلّة ذَلِك.
ابْن ماسويه برود للدمعة عَجِيب حَتَّى أَنه يبرىء الغرب نوى الهليلج الْأسود يحرق بِقدر مَا ينسحق وَيُؤْخَذ مِنْهُ آملج وعفص بِالسَّوِيَّةِ مثل النَّوَى المحرق وينخل بحريرة ويجيد سحقه أَيْضا ويكتحل بِهِ عَجِيب.
(1/257)
مثله أَيْضا ينقع هليلج أصفر صِحَاح فِي المَاء ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يصفى ويسقى بِهِ الْكحل المصول ثَلَاثَة)
أَيَّام ثمَّ يسحق جيد للدمعة جدا.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ يسْتَعْمل فِي بَاب الجرب أَولا بخشنة يعْنى حكه ثمَّ الإكحال الَّتِي تقلعه يكحل بأحمر أميالاً ثمَّ بأخضر ثمَّ بباسليقون.
السَّادِسَة قَالَ العشا يعرض على الْأَكْثَر فِي الْأَعْين الرّطبَة المزاج الْعَظِيمَة الكحلاء. قَالَ وَقد يحدث العشا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وبروزها قَالَ قد يعرض لمن حدقته ضيقَة كثيرا وَلمن عينه مُخْتَلفَة اللَّوْن لِأَن اخْتِلَاف لون الْعين يدل على اخْتِلَاف مزاجها وَصغر الحدقة على قلَّة الرّوح الباصر.
أيباسيس للشعيرة وَالْبرد عَجِيب كندر وَمر جزؤين لادن نصف جُزْء شمع جُزْء شب نصف جُزْء بورق أرمني نصف جُزْء يعجن بعكر إِذا نتأ جملَة الْعين فافصد أَولا وأسهل بعد ذَلِك بِقُوَّة ثمَّ ضع المحاجم على الأخدعين وضع على الْعين الْأَدْوِيَة القابضة والزمها الشدَّة وَأما كَثْرَة الدُّمُوع فيوافقه أَن يرافقه أَن يقطر فِي الْعين خل وَهُوَ عَجِيب للحول وكحل يحبس الدمعة جدا قليميا وتوتيا ومرقشيشا وبسد ولؤلؤ وسرطان بحري وروسختج وفلفل ونوشادر من كل وَاحِد مثقالين اسفيداج سِتّ مَثَاقِيل ينعم سحق الْجَمِيع بِمَاء صَاف ثَلَاثَة أَيَّام فِي هاون زجاج ثمَّ يكحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب لي هَذَا الْكحل وجدته لم أعب مِنْهُ شَيْئا وَهُوَ جيد بَالغ للشعيرة.
قَالَ وَمَا هُوَ عَجِيب للحول أَن يسعط عصارة ورق الزَّيْتُون فَإِنَّهُ جيد.
للشعيرة قَالَ ابْن طلاوس أذب شمعاً أَبيض وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ قنة ونطرون فاعجنه بالقنة وَخذ بالمرود شَيْئا يَسِيرا وضع عَلَيْهِ أَو خُذ خبْزًا فبلّه بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالعجين عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يبدده.
للطرفة اسلق ورق الكرنب وضمد بِهِ الْعين بعد أَن لَا ينفع الدَّم وَنَحْوه واطبخ صعتراً فِي المَاء وكمده برات وبل فِيهِ خرقَة وَضعهَا على الْعين أَو يكب ألف على بخاره
(1/258)
دَائِما ثمَّ يوضع عَلَيْهِ اسفنجة يخل وَمَاء فَإِن لم ينجح ذَلِك وبقى الورم والحمرة بِحَالهِ فاسحق الْخَرْدَل نَاعِمًا وَضعه عَلَيْهِ.
قَالَ وَإِذا وَقع فِي الْعين غُبَار أَو دُخان فقطر فِيهَا لَبَنًا وَإِن لم يكن فماء مَرَّات فَإِنَّهُ ينقيه وَيخرج مَا فِيهِ أَو خُذ راتينجا على رَأس ميل وعلّق شَعْرَة أَو تبنة إِن وَقعت فِيهِ.
من جَامع الحكالين قَالَ قطر للظفرة لبن امْرَأَة مَعَ كندر فَإِن خرقت الضَّرْبَة من الملتحم شَيْئا)
فامضغ كموناً وملحاً واجعله فِي خرقَة كتَّان واعصره فِيهِ وَإِن بَقِي أثر الدَّم غليظاً فاطرح الزرنيخ الْأَحْمَر مسحوقاً فِي المَاء ثمَّ فتره حَتَّى ينْحل فِيهِ وَخذ مَا صفي فقطره فِي الْعين.
علاج التوثة بالدواء الحاد قَالَ يكون فِي الجفن الْأَسْفَل وَإِذا أردْت ذَلِك فَمد الجفن الْأَسْفَل ثمَّ احش الْعين بالقطن اللين جدا شَدِيدا فَوق الحدقة لِئَلَّا يُصِيبهَا الدَّوَاء الحاد ودعه ساعتين حَتَّى يسود التوثة وَإِن احتجت إِلَيْهِ فأعد الدَّوَاء عَلَيْهِ فَإِذا أسود نعما فنظفه من الدَّوَاء واغسل الْعين بِاللَّبنِ مَرَّات لِئَلَّا يُصِيبهُ شَيْء من الدَّوَاء فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ لشدَّة الوجع غشي وقروح ثمَّ قطر فِيهِ بنفسجاً ليسكن وَجَعه ودق الهندباء واعجنه بدهن ورد وَضعه عَلَيْهِ وبدله فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى يسكن وَإِن احتجت أَن تعيد فاعد الْعَمَل. لي هَذَا تَدْبِير خطأ وَالْقطع أَجود مِنْهُ فاقطعه واقلبه كل يَوْم واكحله بالزنجارى فَإِنَّهُ بَالغ أَو شياف الزرنيخ. للعشا قَالَ للعشاء أكحله بعصارة قثاء الْحمار مَعَ بزر بقلة الحمقا بِالسَّوِيَّةِ يسحقان فَإِنَّهُ عَجِيب.
فيلغريوس قَالَ إِذا كَانَت الظفرة حَمْرَاء قريبَة الْعين أَو خضراء فكمد الْعين بِمَاء الْملح وَيسْتَعْمل دَقِيق الباقلي والأفسنتين والزوفا والفوتنج وَنَحْوهَا وقشور الفجل وَالزَّبِيب بِلَا عجم وَأما المزمنة السَّوْدَاء فيصلح الْخَرْدَل وَضَعفه لحم التِّين يضمد بِهِ.
من التَّذْكِرَة برود عَجِيب ينشف الدمعة توتيا شجري والهندي خير ثَمَانِيَة
(1/259)
دَرَاهِم كحل أصفهاني دِرْهَم قليميا الذَّهَب أَربع دوانيق شادنة دِرْهَم وَنصف يدق وينخل بحريرة ثمَّ يسحق فِي هاون نظيف وَيُؤْخَذ هليلج أصفر فيرض وينقع هليلجة وَاحِدَة بِخَمْسَة دَرَاهِم مَاء قطر الْحر يَوْمًا وَلَيْلَة ويسحق ألف بِهِ الْأَدْوِيَة وَيجْعَل مَعَه مَاء حصرم وَمَاء سماق من كل نصف دِرْهَم وقيراط كافور وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ عَجِيب لي يَنْبَغِي أَن يسترجع مَاء الفتاة لأبي الْعَبَّاس ورده إِلَى هَا هُنَا.
روفس إِلَى العوا قَالَ الْأَدْوِيَة المسخنة تذْهب بالدمعة.
الشعيرة قَالَ الشعيرة ورم حَار يكون فِي الجفن بالطول يَنْبَغِي أَن يغسل بِالْمَاءِ مَرَّات ثمَّ يذاب الشمع وَيدخل فِيهِ ميل وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب بِهِ ويسخن اسخاناً وَيُوضَع عَلَيْهِ.
من كتاب الْعين قَالَ الجساء صلابة تعرض فِي الْعين كلهَا مَعَ الأجفان يعسر فِيهَا فتح الْعين فِي وَقت الإنتباه من النّوم ويجف جفوفاً شَدِيدا وَلَا يَنْقَلِب الأجفان لصلابتها وَأكْثر ذَلِك يجْتَمع فِي الْعين رمص يَابِس صلب.)
قَالَ وَأما الحكة فيلزمها دمعة مالحة بورقية وحكة وَحُمرَة فِي الأجفان وقروح وَأما السبل فَإِنَّهُ عروق تمتلئ دَمًا غليظاً فليغلظ ويحمر وَأكْثر ذَلِك يكون مَعَه سيلان وحكة وَحُمرَة وَيُسمى الشرناق فَأَما الشرناق فَإِنَّهُ شَيْء يعرض فِي ظَاهر الجفن الْأَعْلَى ويعرض مَعَه عسر وهودبيلة شحمية لزجة منتسجة بعصب وأغشية ويعرض مَعَه عسر انفتاحه وشيله إِلَى فَوق.
الجرب وَأما الجرب فَأَرْبَعَة أَنْوَاع الأول وَهُوَ أخفها حمرَة وَيظْهر فِي بَاطِن الجفن مَعَ خشونة قَليلَة وَهُوَ أخف الْأَنْوَاع وَالثَّانِي فخشونته أَكثر وَمَعَهُ وجع وَثقل وكلا هذَيْن
(1/260)
النَّوْعَيْنِ يحدثان فِي الْعين رُطُوبَة كَثِيرَة وَالثَّالِث الخشونة فِيهِ أَكثر حَتَّى يرى فِي بَاطِن الجفن شبه شقوق التِّين وَالرَّابِع أَشد خشونة وأطول مُدَّة وَمَعَ خشونته صلابة شَدِيدَة لي لم يذكر أَن مَعَ هذَيْن النَّوْعَيْنِ رُطُوبَة فِي الْعين.
الْبردَة وَأما الْبردَة فرطوبة غَلِيظَة تجمد فِي بَاطِن الجفن شَبِيها بالبردة. التحجر وَأما التحجر فَإِنَّهُ ورم صَغِير يدمى ويتحجر.
الإلتزاق. وَأما الإلتزاق فَإِنَّهُ التحام الجفن ببياض الْعين أَو بسوادها أَو التحام إِحْدَى الجفنتين بِالْأُخْرَى وَالْأول يعرض من قرحَة أَو من بعد قطع الظفرة مَا أشبههَا: لي وَأما النَّوْع الثَّانِي فَيعرض عِنْد قرحَة فِي أحد الجفنين إِذْ بط وَأخرج مِنْهُ الطَّبِيب سلْعَة فِي طرفه ثمَّ أطبقها وشدهما فَإِنَّهُ قد يعرض أَن يلتحما.
الشترة وَأما الشترة فَثَلَاثَة ضروب أَحدهَا أَن يرْتَفع الجفن الْأَعْلَى حَتَّى لَا يغطى بَيَاض الْعين وَقد يكون ذَلِك من الْخلقَة أَو من قطع الجفن فِي عِلّة الشّعْر إِذا أسرف فِيهِ أَو فِي الْخياطَة وَالثَّانِي لَا يغطى ألف بعض بَيَاض الْعين وَقَالَ أَنه قصر الأجفان وعلته كعلة الأول إِلَّا أَنه أقل فِي ذَلِك وَالثَّالِث أَن ينْبت فِي دَاخل الجفن لحم فضلى من علاج يعالج فينسبل الجفن وَلَا ينْطَلق على مَا يجب.
أما الشّعْر فشعر يَنْقَلِب يَنْقَلِب فيسخن الْعين وَأما انتشار الْأَشْعَار فَمِنْهُ مَا يكون مَعَ غلظ فِي الجفن وَحُمرَة وصلابة وَمِنْه مَا يكون والجفن بِحَالهِ أما لداء الثَّعْلَب وَأما لرداءة الْمَادَّة.
الْقمل وَأما الْقمل فَإِنَّهُ شَيْء شَبيه بالقمل فِي أصل الأشفار يعرض لمن يكثر الْأَطْعِمَة ويقل التَّعَب وَالْحمام.
وَأما الشعيرة فورم مستطيل فِي طرف الجفن فِي شكل الشعيرة.)
(1/261)
(الْبَاب الرَّابِع)
(علل الْعين الْحَادِثَة عَن تشنج عضلها. .)
(واسترخائه وانهتاكه) قَالَ إِن مَال جملَة الْعين إِلَى أَسْفَل فَاعْلَم أَن العضل الَّذِي كَانَ يشيلها إِلَى فَوق استرخى وَإِن مَالَتْ إِلَى فَوق فَاعْلَم أَنه تشنج وَإِن مَالَتْ إِلَى إِحْدَى المأقين فَاعْلَم أَنه تشنج العضل الَّذِي يمدها إِلَى ذَلِك الْجَانِب وَاسْتَرْخَتْ الْمُقَابلَة لَهَا فَإِن نتأت جملَة الْعين بِلَا ضَرْبَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَإِن العضل الضَّابِط لأصل الْعصبَة امْتَدَّ وَإِن كَانَ الْبَصَر قد تلف فَإِن الْعصبَة النورية استرخت وَإِن كَانَ من ضَرْبَة وفقد مَعَه الْبَصَر فَإِن الْعصبَة انهتكت مَعَ العضل الماسك وَإِن كَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَاعْلَم أَن العضلة انهتكت فَقَط.
فَأَما العضل الَّذِي يُحَرك الجفن الْأَعْلَى فَإِنَّهُ أَن تشنج لم ينطبق وَحدثت شترة وَإِن استرخت لم يرْتَفع الجفن وَأما العضل الَّذِي يجذبه إِلَى أَسْفَل فبالظهر وَرُبمَا انطبق بعض الجفن وَلم ينطبق بعض وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ بعض العضل عليلاً وَبَعض لَا.
علاج الطرفة قطر فِي الْعين دم الْحمام أَو لبن امْرَأَة حاراً وَمَعَهُ شَيْء من كندر مسحوق أَو قطر فِيهَا مَاء الْملح أَو كمد الْعين بطبيخ الصعتر والزوفا الْيَابِس وَإِن كَانَ فِي الْعين ورم ألف فضمدها بزبيب منزوع الْعَجم مَعَ مَاء الْعَسَل فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ فجلا مدقوقاً فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ شَيْئا من خرء الْحمام. الإنتفاخ علاجه علاج الورم من إفراغ الْبدن وَتَحْلِيل الفضلة المستكنة فِي الْعين وانضاجها بالاكحال والأضمدة إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي مثل هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة المسددة الْبَارِدَة القابضة بل كل مَا يحلل ويغشى.
علاج الجساء عَلَيْك بالتكميد بِالْمَاءِ الْحَار وضع على الْعين عِنْد النّوم بَيْضَة مَضْرُوبَة مَعَ دهن ورد أَو شَحم البط وصب على الرَّأْس دهناً كثيرا.
علاج الحكة الْحمام والدهن على الرَّأْس وتعديل الْغذَاء وينفع الحكة والجساء جَمِيعًا الْأَدْوِيَة الحادة الجالبة للدموع لِأَنَّهَا يفرغ ذَلِك الْفضل الردي وَإِن كَانَت الحكة مَعَ رُطُوبَة فدواء أرسطراطيس لَهَا نَافِع.
(1/262)
الشترة لي علاج الشترة وَإِن كَانَ لقطع الأجفان فَلَا برْء لَهَا وَإِن كَانَت لتشتج العضل فبارخاء ذَلِك بالدهن والمروخ بدهن الخروع وَالْحمام والترطيب وَإِن كَانَت للحم ينْبت فِي دَاخل الجفن)
فَأَما الْقطع أَو الْأَدْوِيَة الأكالة كالزنجار والكبريت وَإِذا قطع فليكوى بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة لِئَلَّا ينْبت أَيْضا لحم فضل ويتعاهد ذَلِك مِنْهُ وَلَا بُد من شده ليعرف الْحَال فِيهِ وَكَذَلِكَ علاج الغدة.
السيلان إِن كَانَت اللحمة فنيت أصلا فَلَا ينْبت فَإِن كَانَت نقصت فاكحله على الماق نَفسه بالكندر وَالصَّبْر والماميثا والزعفران.
الْبردَة اسحق أشقا بخل واخلط بارزد وأطله عَلَيْهِ.
الشعيرة ادلكها بذباب مَقْطُوع الرَّأْس وضمدها بشمع أَبيض.
الْقمل انْزعْ الْقمل ثمَّ اغسله بمامء الْملح ثمَّ الصق على الأشفار شبا يَمَانِيا ومويزجا.
علاج الظفرة والجرب إِن كَانَا قد صلبا وأزمنا فَإِنَّهُمَا يعالجان بِالْقطعِ والحك وَإِن كَانَا رقيقين مبتديين عولجا بالأدوية الجالية كالنحاس المحرق والقلقند والنوشادر ومرارة العنز وَإِن لم ينجع خلط مَعهَا يَأْكُل ويعفن فَأَما الجرب فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تقبض قبضا شَدِيدا تقلعه وَإِن كَانَ مَعَ قرحَة أَو رمد عولج أَولا القرحة بأدويتها ثمَّ عولج الجرب بعد ذَلِك.
الْعشَاء يفصد ويسهل بَطْنه ثمَّ يُغَرْغر ويعطس وَيقطع الْعُرُوق الَّتِي فِي المأقين ويسقى قبل الطَّعَام زوفا يَابِس وسذاب ويكحل بالعسل مَعَ الشب ألف والنوشادر وبالرطوبة الَّتِي تسيل من الكبد المشوية وَيسْتَقْبل بِعَيْنِه بخارها.
علاج الجحوظ يفرغ الْبدن بالفصد والاسهال وَيُوضَع المحاجم على الْقَفَا ويربط الْعين وَيصب عَلَيْهِ مَاء بَارِد وَمَاء الهندبا وَمَاء البطباط وَسَائِر مَا يجمع وَيقبض
(1/263)
قَالَ الْأَدْوِيَة المضافة المدرة للدموع ينفع الحكة والجسا يتَّخذ من الزنجار والقلقطار والفلافل والزنجبيل والسنبل وَهَذِه تَنْفَع من ظلمَة الْبَصَر وَمن السدة وَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأكحال فِي وَقت يكون الرَّأْس قد يمتلي والهواء جنوبي.
الشرناق انطيلس وبولس قَالَا هَذَا شَيْء شحمى يخرج فِي الجفن الْأَعْلَى وَيمْنَع من صعُود الأجفان إِلَى فَوق ويعرض خَاصَّة فِي الصّبيان لرطوبة طبايعهم وَيصير الجفن الْأَعْلَى رطبا مسترخياً وَإِن نَحن كبسنا الْموضع بالسبابة وَالْوُسْطَى ثمَّ فرقناهما نتأ وسطهما قَالَ ويعرض لَهُم نزلات ويسرع إِلَيْهِم الدمعة وَيكثر فيهم الرمد كثيرا.
العلاج يجلس العليل ويمسك خَادِم رَأسه يجذبه إِلَى خلف ويمد جلدَة الْجَبْهَة عِنْد الْعين ليرتفع الجفن وَيَأْخُذ المعالج الجفن والأشفار فِيمَا بَين السبابَة وَالْوُسْطَى ثمَّ يغمز قَلِيلا بَين هذَيْن الإصبعين لتجتمع تِلْكَ الرُّطُوبَة وينضغط فِيمَا بَين الإصبعين وليجذب الْخَادِم الْجلد من وسط الْحَاجِب إِذا)
حصلنا نَحن الشرناق أَو كَيفَ كَانَ أسهل ثمَّ نشق نَحن عَن الشرناق بِرِفْق لِأَن الْجَاهِل رُبمَا قطع عمق الجفن كُله أَن ظهر لنا وَإِلَّا عمقنا أَيْضا وَيكون بِالْعرضِ حَتَّى يظْهر فَإِذا ظهر لففنا على أصابعنا خرقَة كتَّان لِئَلَّا يزلق الشرناق من أصابعنا ونجذبه يمنة ويسرة وَإِلَى فَوق حَتَّى يخرج فَإِن ظَنَنْت أَنه قد بَقِي مِنْهُ شَيْء فذر عَلَيْهِ من ملح ليَأْكُل بَقِيَّة مَا فِيهِ ثمَّ ضع عَلَيْهِ الْخِرْقَة المبلولة بالخل وَإِذا كَانَ من الْغَد وَأمنت الورم الْحَار فعالج بالأدوية الملزقة وَيكون فِيهَا حضض قَالَ انطليس وَرُبمَا استمسكت بصفاق الْعين فَخرج الصفاق مَعهَا وَإِن قطع كَانَ مِنْهُ خوف لي إِذا لَو قدرت أَنه إِذا كَانَ كَذَلِك فَالْوَاجِب أَن لَا تكشطه لَكِن تخرج مَا لَيْسَ بملتزق بالحجاب وتأكل الْبَاقِي ألف بالملح الَّذِي يذر فِيهِ.
انطليس وبولس وَمَا رَأَيْت فِي بيمارستان قَالَ الظفرة مِنْهَا ملتزق وَهِي تنكشط إِذا علق مِنْهَا مُتحد وَيحْتَاج إِلَى سلخ وعلاجها إِن تتَّخذ صنارة حادة قَليلَة التعقف ثمَّ يعلق بهَا الظفرة وَيدخل إبرة قد عقفت قَلِيلا ثفبتها وَفِيه خيط أَو شَعْرَة يفعل ذَلِك فِي مَوضِع أَو موضِعين مَا رَأينَا أَنه أَجود ويمتدها ليتعلق فَإِن كَانَ غير مُتحد جَامع مرّة وَإِن كَانَ متحداً سلخناه بسكين لَيست بالحادة مَعَ رفق لي وَرَأَيْت أَنا فِي البيمارستان سلخ بِأَسْفَل ريشة حَتَّى تبلغ إِلَى لحْمَة الآماق ثمَّ يقطع وَلَا يَنْبَغِي أَن يتْرك من الظفرة شَيْئا لِأَنَّهَا تعود أَن تركت وَلَا يستفضى على اللحمة فَيعرض الرشح وَلَكِن تقطع الظفرة مستأصلة فَقَط وَالْفرق بَين الظفرة واللحمة أَن الظفرة بَيْضَاء صلبة عصبية واللحمة حَمْرَاء لينَة لحمية ثمَّ يقطر فِي الْعين ملح وكمون ممضوغ وترفده ببياض الْبيض وتربط وَتحل من الْغَد وتكثر وَهُوَ مشدد وتحرح الْعين لِئَلَّا يلتزق فَإِذا حللته قطرت فِيهِ مَاء الْملح ثمَّ تعالج بِسَائِر العلاج وَإِن عرض ورم حَار اسْتعْملت مَا يسكنهُ.
(1/264)
ابْن سرابيون قَالَ أشياف الدينارجون مجرب للظفرة وَهَذَا فِيهِ زرنيخ.
الظفرة إِن كَانَت رقيقَة فعالجها بالروسختج والنوشادر والقلقديس وأصل السوس وأنفع من هَذِه شياف قَيْصر والباسليقون الحارة والروشنائي.
للعشاء وَالَّذِي يبصر من بعيد وَلَا يبصر من قريب فلفل وَدَار فلفل وقنبيل بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويدام الإكتحال بِهِ.
الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء السل أَكثر مَا يعرض فِي عين وَاحِدَة وَلَا يكَاد يخفى لِأَن الصَّحِيحَة تشهد على العليلة وَهُوَ أَن تنقص الحدقة وتضيق من غير أَن يكون فِي الصفاق القرنى عِلّة.)
شياف على مَا رَأَيْته فِي قرابادينات عدَّة وَهُوَ بَين الدينارجون وشياف قَيْصر يُؤْخَذ أصُول السوس عشرَة دَرَاهِم روسختج خمسته دَرَاهِم قلقطار ثَلَاثَة دَرَاهِم زنجار دِرْهَمَانِ نوشادر دِرْهَم زرنيخ أصفر دِرْهَم وَنصف يَجْعَل شياف أَو ذرور ويذر بِهِ الظفرة.
للظفرة عَجِيب يُؤْخَذ زرنيخ أصفر وَحجر الفلفل وملح أندراني يتَّخذ شياف وَيحل بِمَاء الكربرة الرّطبَة ويقطر ويؤلف شيافاً مِمَّا يحل الْآثَار.
للظفرة مَأْخُوذ من تجربة يُغني عَن الْحَدِيد يُؤْخَذ لب حب الْقطن فيستخرج دهنه ثمَّ يُؤْخَذ الخزف القضار فَيكْشف عَنهُ الْقصار ويدق الْبَاقِي ويسحق سحقاً نعما ويسحق بذلك الدّهن بميل فِي جلد مثل المهالة وَيحك بِهِ الظفرة فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى يرق إِن شَاءَ الله.
دَوَاء الْكَاتِب للظفرة ألف بدور فِي الْيَوْم مَرَّات حَتَّى يُؤْخَذ ربد الْبَحْر وبورق أرمنى وملح أندراني دِرْهَم دِرْهَم زنجار نصف دِرْهَم نوشادر نصف دِرْهَم اسفيداج الرصاص دِرْهَمَانِ أصُول السوس ثَلَاثَة دَرَاهِم يُعَاد عَلَيْهِ السحق مرّة بعد مرّة وخاصة على أصُول الشونيز ويذر بِهِ غدْوَة وَعَشِيَّة وَيحك بالميل والأجود أَن يكون بعد دُخُول الْحمام.
(1/265)
علاج الظفرة أَجود مَا يكون علاج الظفرة أَن يكب على بخار المَاء الْحَار حَتَّى يسخن الْعين ويحمر الْوَجْه أَو يدْخل الْحمام ثمَّ يحك بالميل من هَذَا الدَّوَاء أَو أدوية الجرب وَيحك بِهِ الظفرة ويمسك الجفن بِهِ سَاعَة ثمَّ يُرْسل وَمَتى اشْتَدَّ وجع الْعين كمده بِمَاء حَار وَغسل ثمَّ تعاود ذَلِك أَيَّامًا فَإِنَّهَا ترق وَتذهب الْبَتَّةَ وَلَو كَانَت أغْلظ مَا يكون يحول إِلَى هَهُنَا شياف قَيْصر إِن شَاءَ الله والباسليقون والورشنائي الحاد فَإِنَّهَا من جِيَاد أدوية الظفرة.
مَجْهُول للظفرة إِلَّا أَنه مجرب يسحق الكندر وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار وَيتْرك سَاعَة ويكتحل بذلك المَاء فَإِنَّهُ عَجِيب لي رَأَيْت الْإِجْمَاع وَاقعا على أَن النافع للحكة فِي الْعين وَالْأُذن البرودات المضاضة السيلة للدموع ودواء الحصرم نَافِع لذَلِك وَهُوَ دَوَاء ينفع من الحكة ويجلو ويضيء الْبَصَر وَيقطع الدُّمُوع ويبرد مَعَ ذَلِك يُؤْخَذ توتياً أَخْضَر مصول جزؤين هليلج أصفر محكوك وصبر أَحْمَر وفلفل وَدَار فلفل وَمَا ميران وعروق جُزْء يعصر بِمَاء الحصرم وَيتْرك حَتَّى يصفو ثمَّ الْعَاشِر من عمل التشريح قَالَ قد يعرض من عمق البط على الشرناق خطأء عَظِيم وَذَلِكَ أَن مددت جلدَة الجفن إِلَى نَاحيَة وَقطعت الْجلد والغشاء الَّذِي تَحْتَهُ فِي ضَرْبَة وَاحِدَة طلع الشَّحْم من مَوضِع الْقطع إِذا ضغطته بإصبعك الَّتِي قد أدرتها حول الْجلْدَة والممتدة من الجفن يحدث)
مِنْهُ وجع شَدِيد وورم حَار وَيبقى مِنْهُ بَقِيَّة صلبة يكون شَرّ من الشرناق فِي منع فتح الجفن وشره أَن يَنْقَطِع من العضلة شَيْء كثير فَتَصِير فِي مثل الجفن لي الحزم فِي ذَلِك أَن يقطع قَلِيلا قَلِيلا كَمَا يفعل فِي السّلع حَتَّى يظْهر الشَّحْم أَو يكون الْقطع فِي طول الْبدن.
قَالَ جالينوس فِي إِخْرَاج الشرناق فِي عمل التشريح قولا يحْتَاج إِلَيْهِ وَقد حولنا إِلَى تشريح الْعين فاقرءه من كتاب الفصد الجرب والخشونة فِي الأجفان يحْتَاج أَن يحل فِيهَا أدوية لَهَا حِدة ألف وَلَا يُمكن ذَلِك دون أَن يتَقَدَّم بالفصد ثمَّ يفعل ذَلِك وَإِلَّا جربت إِلَيْهَا أَكثر مِمَّا تخرجه.
(1/266)
من أقرابادين الْقَدِيم للظفرة يحك زرنيخ أَحْمَر بِلَبن ويقطر فِيهِ ثَلَاث قطرات غدْوَة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ عَجِيب لي فِي كشط للظفرة يعلق بالصنارة ثمَّ يقطع مِنْهَا بِرَأْس المقراض الدَّقِيق الرَّأْس مَا يكون مدخلًا للآلة ويتخذ آلَة من شبه آلَة الْفرج إِلَّا أَن رَأسهَا يكون حوضة أملس مثل مخيط المواشط وَلَا يكون حاداً بل فِي مِقْدَار حِدة المفرح فَقَط والخل فِي الْموضع ويشكط بهَا وَأَن لم يكن فيمر الصنارة على الظفرة ويتوقأ فليدهن تدهيناً وثيقاُ إِن شَاءَ الله.
الجرب خشونة فِي بَاطِن الإجفان إِذا لم يكن غليظاً كَفاهُ الشياف الْأَحْمَر وَإِن كَانَ شديداُ فالأخضر بعده وَإِذا كَانَ غليظاً يرى مَعَ الجفن غلظاً كثيرا شبه تحجر احْتَاجَ إِلَى حكة ثمَّ الأشياف وَأما الْخَفِيف فيكفيه الْأَحْمَر وَالْحمام والأسفيداج والتوتيا مجرب وَكَذَلِكَ الذرورالأبيض وَلَكِن يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ فِي الْعين مَعَ بعض هَذِه الْعِلَل رمد أَو قُرُوح حَتَّى يبرأ تِلْكَ ثمَّ يعالج بالحادة.
للسلاق مَعَ غلظ الأجفان وَحُمرَة شَدِيدَة يدق شَحم الرُّمَّان ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ يسكن ذَلِك وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك.
الجفن إِذا حك وأسرف فِيهِ استرخاء وانقلب الشّعْر إِلَى دَاخل وحد الحك إِلَى أَن تذْهب الخشونة وَيظْهر لين الجفن والحك بالورود وَلَا يُغَيِّرهُ.
للسبل صَاحب السبل لَا يسعط وَلَا يقرب الدّهن وَلَا شَيْئا يَجْعَل على رَأسه.
للشعيرة ويضمد بداخليون عَجِيب يضمد بِهِ اللَّيْل اجْمَعْ فَإِنَّهُ جيد.
علاج الجرب من جيد علاج الجرب أَن يكحل بالأحمر أَمْيَال ثمَّ بالأخضر ثمَّ بباسليقون والرمادي فِي ذَلِك لَهُ أثر حسن الْفِعْل جدا فَإِذا كَانَ إِنْسَان لَا يتهيأ لَهُ عمل شياف أَو يُرِيد أَن يُخَالف وَيعرف فَاسْتعْمل الرَّمَادِي فِي هَذِه الْعِلَل بَدَلا من الْأَحْمَر والأخضر وَبعد لقط السبل)
يكحل بالذرور الْأَصْفَر يَوْمَيْنِ ثمَّ يرد إِلَى الحادة ويعمد حك الجرب والحادة لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مَا يَأْكُل.
قَالَ جالينوس أَن الأَصْل السوس إِذا جفف وأنعم سحقه دَوَاء جيد للظفرة جدا دُخان المرو الميعة والقطران يصلح للحكة فِي الأماق.
(1/267)
جالينوس قَالَ الأشياف المتخذة بالمر ينفع من الظفرة نفعا عجيباً فِي الْغَايَة ويتلوها فِي ذَلِك شياف ألف الكندر وَبعدهَا شياف الزَّعْفَرَان فَمَا حاجتنا إِلَى تقطير دم الْحمام وَلنَا هَذِه وَأما الحلبة أَجود من الدَّم وَمَاء الْجُبْن جيد أَيْضا لذَلِك لي للجساء يُؤْخَذ شَحم الدَّجَاج ولعاب البزرقطونا وشمع ودهن فيضمد بِهِ وأبلغ من ذَلِك لعاب البزركتان والحلبة مَعَ الشمع والدهن وَالْحمام والإنكباب على المَاء الْحَار وحلب اللَّبن فِي الْعين وَغسل الأجفان والتضميد بِالْمَاءِ الْحَار مَعَ بعض الْبُقُول وبالزبد جالينوس الْبَيْضَة صفرتها وبياضها يضربان مَعَ دهن ورودو وَيُوضَع على الْعين إِذا أَصَابَهَا ورم حَار وألم من ضَرْبَة أَو جِرَاحَة جيد بَالغ نَافِع.
أطهور سفس ودهن خل وشمع ومخ عِظَام الْعجل ودهن حل وشمع ويذاب الْجَمِيع ويلطخ مِنْهُ على الأجفان الجلسية الصلبة البطئية الْحَرَكَة فَإِنَّهُ ينفعها ديارسقوريدوس والحضض يبرىء الأقاقيا يمْنَع نتو الْعين جملَة.
الباقلي يخلط بكندر وَورد وَبَيَاض الْبيض ينفع من نتو الحدقة ونتو جملَة الْعين وَالصَّبْر يسكن حِدة الْعين والمأق جدا.
البسد جيد للدمعة لِأَنَّهُ يجفف الْعين غَايَة التجفيف.
الخوز السكبينج أَن سحق وطلي على الشعيرة والبردة اذْهَبْ بهَا.
ابْن ماسوية مَاء الرُّمَّان الحامض جيد للظفرة إِذا اكتحلبها ابْن البطريق الرتة تسْتَحقّ ويكتحل بِمَائِهَا مَعَ الأثمد جيد للحول الخوز المسحوقيا والشورق حاران يقْطَعَانِ الظفرة.
مسَائِل الْفُصُول سل الْعين هُوَ أَن ترى الْعين أخفّ مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ وأصفر وأضيق حدقة.
(1/268)
الأقرابادين الْكَبِير قَالَ شياف الزرنيخ نَافِع للظفرة وللعروق الْحمر الَّتِي فِي الْعين وَهُوَ الشياف الْمَعْرُوف بالدينارجون نسخته قليميا شنجفر زرنيخ أَحْمَر سكرطبزرد دِرْهَم دِرْهَم مر وعروق وزعفران دانق دانق اشق نصف دِرْهَم كندر نصف دِرْهَم يحل الأشق فِي مَاء ويشيف)
بِهِ.
تياذوق قَالَ الكمنة رمد أَحْمَر يَابِس مزمن لَا رمص مَعَه وعروق الْعين فِيهِ ظَاهِرَة والسبل امتلاء عروق الْعين وَشبه غشاء عَلَيْهَا كلهَا.
لي مسيح للعشاء ليكْثر أكل السداب ويسقى قبل الطَّعَام ألف بِمَاء قد طبخ فِيهِ سداب ويكتحل بِهِ بشياف المرارات أَو بدهن بِلِسَان وَذكر سَائِر العلاج من الفصد والأرياج وصديد الكبد قبل ذَلِك.
للشعيرة سكبينج يحل بخل ويطلي عَجِيب قَالَ من كَانَ يعترية الدمعة دَائِما بِلَا وجع وَلَا سَبَب ظَاهر فعضلات عينه ضَعِيفَة لي علاجهم الأضمدة القوية المجففة المسخنة من أقمر عينه من الثَّلج فليضع فِي يَده خرقَة سَوْدَاء وليصب على عينه طبيخ تبن الْحِنْطَة بصوفة كمد بِهِ وَهُوَ فاتر أَو يحمى حجر وَيصب عَلَيْهِ شراب وَيضم الْعين حذائه أَو يكمد بالنبيذ بصوفة حارة أَو يكمد ببابونج وشواصر أَو مرزنجوش وشبت واذخر يغلى فِي قمقم ويكب عَلَيْهِ وليعطس بِبَعْض المعطسة.
للسبل يُؤْخَذ صفايح نُحَاس قبرصي يلقى فِي بَوْل وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يمرس ويكحل بذلك البوم مِمَّا وَصفه أَبُو عمر إِذا كَانَت الْعين سيلة مَعَ رمد حَار فَاتخذ من السماق وَحده أشيافاً واكحله فَإِنَّهُ يقطعهُ الْبَتَّةَ وينفع الرمد.
قَالَ حَكِيم بن حنين إِن جالينوس قَالَ يَنْبَغِي أَن يسقى من فِي عينه عروق كبار ممتلية دَمًا وَلَيْسَ بشديد الإمتلاء وَيُؤمر بِالنَّوْمِ فَذَلِك يُبرئهُ.
(1/269)
حنين قَالَ السبل عروق تمتلي دَمًا وتغلظ وتنتو وَيكون مَعهَا فِي الْأَكْثَر سيلان ودمعة وحكة وَحُمرَة وَاسْمهَا باليونانية مُشْتَقّ من اسْم الدوالي لي إِذا أزمن فَعَلَيْك بفصد الآماق وعروق الْجَبْهَة.
التقاسيم السبل أما أَن يكون سَبَب حُدُوثه من بَاطِن القحف من الجداول الَّتِي تميل فاستدل على ذَلِك بحمرة الْعُرُوق الَّتِي تظهر فِي القرنية كالغمام المغشى لَهَا وَيكون أكال وعطاس متوال وَكَثْرَة دموع وانتشار أشفار الْعين وضربان فِي قَعْر الْعين.
وَالْآخر أَن يكون بِهِ مسبلة من الْعُرُوق الَّتِي فَوق القحف ونعرفه من أَن مَعَه حس حرارة فِي الحواجب وَحُمرَة فِي الْخَدين وضرباناً شَدِيدا فِي عروق الصدغين وَالْعُرُوق المغشية للقرني والملتحم)
كالغمام الَّتِي تغشى وَهِي الَّتِي تسمى سبلاً أَو بعض الألوان الْحمر.
لقط السبل على مَا رَأينَا خُذ إبرة على عمل الصنانير فتجعل فِيهَا خيوطاً دقاقاً ثمَّ يدْخل فِي السبل وَيخرج الْخَيط مِنْهُ وتمسكه وتعلقه أَيْضا على هَذَا الْمِثَال فِي مِقْدَار مَا تُرِيدُ ثمَّ تشيل الخيوط لينشال السبل عَن الملتحم ثمَّ اقطعها على الْمَكَان بِطرف ألف المقراض وَانْظُر أَن يكون أَكثر تخدرك عِنْد الَّذِي على القرنية.
فَأَما الَّذِي على الملتحم فدون ذَلِك فَإِذا لقطته كُله وَرَأَيْت الملتحم قد صفى مِنْهُ فامضغ ملحاً وكموناً وقطره فِي الْعين ثمَّ يوضع عَلَيْهِ بَيَاض الْبيض فِي قطنة ودهن ورد وينام على قَفاهُ ثمَّ بعد أَيَّام إِذا برأَ فاكحله بالشياف الْأَحْمَر إِن شَاءَ الله وَقد يُؤْخَذ بِأَن يعلق بالصنانير وَلَا يعلق بالخيوط وَالَّذِي بالخيوط أحزم وأنصف.
الشُّيُوع بخت من كِتَابه قَالَ يجب إِذا لقط السبل مضغ ملح وكمون وقطر فِيهِ بخرفة ويضمد بصفرة الْبيض وَيَنْبَغِي أَن يُحَرك العليل عَيْنَيْهِ بِرَفْع إِلَى كل نَاحيَة لِئَلَّا يتشنج وينقبض إِلَى جَانب وَاحِد ويكحل من غَد للقط بالأقراماطيفان الْأَكْبَر ثمَّ بعد ذَلِك بالأشياف لي أَن أحسست من غَد يَوْم اللقط بالوجع وَكَانَ أَمر اللقط مُؤْذِيًا غليظاً فَيَنْبَغِي أَن لَا تفارق الْبيض حَتَّى يسكن الوجع إِن شَاءَ الله.
ابْن سرافيون قَالَ السبل هُوَ امتلاء يحدث فِي الأوراد الَّتِي فِي الْعين من دم غليظ يورمه ويحمره وَيحدث مَعَه فِي أَكثر الْأَمر حكاك فاستفرغ أَولا بالفصد والإسهال ثمَّ أكحل بالأدوية الَّتِي تعالج بهَا الرمد المزمن والجرب كأشياف الْأَحْمَر والأخضر لي شياف للسبل يذهب بِهِ الْبَتَّةَ يُؤْخَذ شب حامض الطّعْم لَا يسود وجلنار
(1/270)
وعصارة لحية التيس وملح أندراني وعصارة الحصرم يجفف فتتخذ مِنْهُ شياف بصمغ السماق أَو بصمغ الْقرظ ويكحل بِهِ ويداوم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقبض تِلْكَ الْعُرُوق أجمع وَلَا يهيج الْعين الْبَتَّةَ وزنجار الْحَدِيد نَافِع من الظفرة.
جالينوس الْجُحر الحبشي يذهب بالظفرة إِذا لم تكن صلبة جدا أَبُو عَمْرو الكحال زنجار محكوك جُزْء أشق نصف جُزْء يسحق على حِدة ثمَّ يجمعان ويسحقان ثَانِيَة ويخط فِي الْعين مِنْهُ خَمْسَة أَمْيَال بِالْغَدَاةِ وَخَمْسَة بالْعَشي ثمَّ يردهُ بعد بأصول السوس مسحوقة مثل الْغُبَار فَإِنَّهُ عَجِيب للظفرة.
لبن اليتوع يقلغ الظفرة وَثَمَرَة الْكَرم الَّذِي مَعَ الْعَسَل يبرىء الظفرة وَالْملح الَّذِي يذيب الظفرة)
وَاللَّحم الزايد فِي الْعين.
السرطان البحري إِذا خلط بالملح ألف الْمُخْتَص أذاب الظفرة.
جالينوس جلد سَمَكَة محرق مَعَ الْملح يذيب الظفرة. فِيمَا زعم جالينوس أَن ديا سقوريدوس قَالَ فِي كِتَابه أَن أصل السوس إِذا جفف وسحق كَانَ جيدا للظفرة.
مَاء الرُّمَّان الحامض نَافِع من الظفرة إِذا اكتحل بِهِ.
ابْن ماسويه الشب جَمِيع أصنافه يذيب اللَّحْم الزايد فِي الجفون لي اسْتِخْرَاج إِذا كحلت شَيْئا للظفرة وَالْبَيَاض فَخذ الدَّوَاء بِرَأْس الْميل وادلك بِهِ الْموضع نَفسه فَقَط دلكا جيدا أَو أمسك الجفن بِيَدِك سَاعَة ثمَّ دَعه لِئَلَّا يحْتَاج أَن يكتحل جملَة الْعين بذلك الدَّوَاء.
حَكِيم بن حنين حكى عَن جالينوس أَن التِّين إِذا طبخ بِعَسَل وخلط بِخبْز سميد وَشَيْء من قنة قَلِيل وضمدت بِهِ الشعيرة ابدأها وَحكى عَنهُ أَيْضا أَن السكبينج أَن لطخ بخل على الشعيرة والبردة حللها.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الشعيرة ورم مستطيل أَحْمَر يعرض فِي قَعْر جفن الْعين بالطول يغسل بِالْمَاءِ مَرَّات كَثِيرَة ويذاب الموم وَيدخل فِيهِ الْميل ويمر عَلَيْهِ حَتَّى يلتزق عَلَيْهِ أَو يكمد بلب الْخبز فَإِن كَانَ فيهمَا حِدة فيمسح عَلَيْهِمَا بخل.
الميامر قَالَ الظفرة تعالج بالقوية الْجلاء حَتَّى أَنه يَقع فِيهَا الْأَدْوِيَة المعفنة.
(1/271)
الميامر للشعيرة بارزد جزؤ بورق أرمنى جزؤ يخلط جَمِيعًا وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يعجن الشمع بِشَيْء من زاج ويضعه عَلَيْهِ أَو يطْبخ التِّين ويخلط بطبيخه بارزد وَيجْعَل عَلَيْهِ وينفع مِنْهُ وَمن الْبردَة سكبينج بخل ويطليه عَلَيْهِ وينفع للشعيرة دَقِيق الشّعير إِذا طبخ بشراب مغسل وخلط بِهِ بارزد وضمد بِهِ للظفرة قلقنت ونوشادر وصمغ قَلِيل يَجْعَل شيافاً وَيحك بِهِ بميل إِن شَاءَ الله قَالَ اجْعَل عَلَيْهَا صبرا وَهُوَ من الْأَدْوِيَة المجودة.
حنين الْقمل فِي الأشفار يحدث لمن يكثر الْأَطْعِمَة ويقل التَّعَب وَالدُّخُول إِلَى الْحمام.
قَالَ وَأما الغدة وَهِي عظم اللَّحْم فِي المأق الْأَكْبَر والشرناق هُوَ جسم شحمي لزج منتسج بعصب وأغشية يحدث فِي ظَاهر الجفن الْأَعْلَى.
وَأما الْبرد فرطوبة غَلِيظَة تجمد فِي بَاطِن شَبيه بالبرد وَأما التحجر فَإِنَّهُ فضلَة تتحجر فِي الجفن.)
قَالَ وَأما الإلتحام فَإِنَّهُ التحام الجفن بِالْعينِ ويلتحم أما بَعْضهَا بِبَعْض وَأما ببياض الْعين وَأما بسوادها وَأما بهما ألف جَمِيعًا.
وَأما الشترة فَثَلَاثَة ضروب أما أَن يرْتَفع الجفن الْأَعْلَى حَتَّى لَا يغطى بَيَاض الْعين وَذَلِكَ قد يكون بالطبع وَيكون من خياطَة الجفن على غير مَا يَنْبَغِي وَالضَّرْب الثَّانِي فَيكون من قَعْر الأجفان بالطبع وَالثَّالِث بانقلاب الأجفان إِلَى خَارج أما لقروح حدثت فِيهَا فاحدثت آثاراً صلبة وَلَحْمًا زايداً.
وَأما الشيعرة فورم مستطيل شبه الشعرة وَيحدث فِي طرف الجفن إِن كَانَت من أثر قرحَة فَلَا يبرىء وَلَا يعْمل الْحَدِيد وَإِن كَانَت من لحم زَائِد فَيَنْبَغِي أَن يفنى بالأدوية الحادة كالزنجار والكبريت وَأما أشبه ذَلِك وَكَذَلِكَ تفنى الغدة.
الْبردَة علاج الْبردَة اسحق أشقاً وبارزدا بخل يطلي عَلَيْهِ الشعيرة ورم مستطيل كالشعيرة فِي أَطْرَاف الجفن قَالَ فادلكها بجسد الذُّبَاب مَقْطُوع الرَّأْس وكمدها بشمع أَبيض.
الْقمل قَالَ أنزعه من الجفن ثمَّ أغسله بِمَاء الْملح ثمَّ أصلق على مَوضِع الأشفار شباً ومويزجا قَلِيلا مسحوقين. علاج الظفرة إِن كَانَت قد صلبت وأزمنت فَإِنَّهَا تعالج بِالْقطعِ وَإِن كَانَت مبتدئة فبالأدوية الجلائية كالنحاس المحرق والقلقنت والنوشادر والمرارات فَإِن لم ينجع هَذِه فاخلط مَعهَا مَا يَأْكُل ويعفن لي الشرناق إِنَّمَا هُوَ شَيْء يكون فِي الجفن إِلَّا على وَلَا يَتَحَرَّك مثل مَا يَتَحَرَّك السّلع
(1/272)
وَلَا هُوَ مستدير علاجه يتَّخذ فَتِيلَة من خرق كتَّان ويديرها حواليه إدارة حواليه إدارة إِذا غمزتها ضغطت الشرناق ثمَّ يشق جلدَة الجفن عَنهُ وَأَنت ضاغط فيبرز مِنْهُ وَيَأْخُذ خرقَة مرعزى أَو مَاله زيبر مثله فَيَأْخذهُ بهَا ويمده مدا يقلب كفك فِيهِ مرّة إِلَى ظهرهَا وَمرَّة إِلَى بَطنهَا وَيفْعل ذَلِك لينقلع من جانبيه لِأَنَّك إِن مددته علوا بَقِي جوابنه فَإِذا سللته فَمرَّة علوا فَإِنَّهُ يخرج بِأَصْلِهِ ثمَّ ضع عَلَيْهِ خرقَة بذرور أصفر.
فِي قطع الظفرة قَالَ أنطيلس أَن بقيت مِنْهَا بَقِيَّة عَادَتْ وَإِن استوصلت بِجَهْل قطع مَعهَا اللحمة الَّتِي فِي المأق ويعرض من ذَلِك الدمعة وَالْفرق بَين اللحمة والظفرة إِن الظفرة بَيْضَاء واللحمة سَوْدَاء واللحمة رخوة والظفرة صلبة فاقطعها ثمَّ قطر فِي الْعين ملحاً وكموناً وضع عَلَيْهَا بَيَاض بيض ودهن ورد ثمَّ بعد أَيَّام اكحله بالأحمر.
فيلغريوس ألف للصلابة الشبيهة بالثؤلول فِي الجفن يُؤْخَذ عكر الزَّيْت فيلطخ ويدلك بِهِ.)
ابْن سرابيون قَالَ من أدوية الظفرة القليلة الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا مَعَ الحدة جلاء مثل النّحاس المحرق والنوشادر والقلقديس وأصل السوس وانفع من هَذِه أشياف قَيْصر والباسليقون الحاد والروشناني فَقَالَ الْقمل يحدث فِي الأجفان من حرارة نارية تعْمل فِي رُطُوبَة فينقى الرَّأْس بحب الصَّبْر وبالقوقايا ثمَّ الزمه الْحمام والغرورات ثمَّ نقّ الأجفان من الْقمل واغسلها بِمَاء الْبَحْر أَو بِمَاء مالح وأطله بعد ذَلِك بالشب وَالصَّبْر والبورق بخل.
من كناش مسيح للشعيرة يحل السكبينج وليطلي عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ دم الورشان والشفانين وَالْحمام يكتحل بهَا حارة للطرفة.
جالينوس كَانَ رجل يقطر فِي الْعين الَّتِي بهَا طرفَة دم الْحمام الَّذِي فِي الْعُرُوق عِنْد الجناج فيكفيه الْحمام مَرَّات كَثِيرَة وَآخر وَكَانَ ينشف ريش فراخ الْحمام وَلم يصلب بعد ويعصر أُصُولهَا فِي الْعين وَقد يشفي الطرفة شياف المر وشياف الكندر وشياف الزَّعْفَرَان ولعاب الحلبة أَكثر فعلا من هَذَا الدَّم لبن النِّسَاء يخلط بِهِ كندر ويقطر فِي الْعين.
جالينوس ورق الْخلاف وزهرته أَن ضمد بِهِ نفع الصداع الَّذِي يَقع بالحدقة من أجل ضَرْبَة وينفع من الضَّرْبَة نفعا بَالغا الَّتِي تقع بِالْعينِ أَن يضْرب صفرَة الْبيض مَعَ دهن الْورْد وَيُوضَع عَلَيْهِ بقطنة وَمِمَّا يعظم نَفعه ويسكن الوجع رمان يطْبخ بشراب حُلْو ويضمد يه فَاسْتَعِنْ بِبَاب الضَّرْبَة والسقطة والأورام الحادة.
الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع للورم فِي الْعين صفرَة الْبيض وزعفران ودهن ورد ينعم ضربه ويقطر فِي الْعين وَيُوضَع عَلَيْهِ بقطنة.
اليهودى شياف الزرنيخ ينفع من الظفرة زرنيخ أَحْمَر مثقالين أنزروت مِثْقَال
(1/273)
سكرطبزد ماميران شادنة إقليميا صَبر من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يَجْعَل شياف.
من كتاب العلامات قَالَ قد يعرض من قيء عنيف وسعال وَصَوت رفيع أَيْضا الطرفة.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ للضربة يسكن وَجَعه جدا بباض الْبيض مَعَ دهن ورد يضْرب وَيجْعَل عَلَيْهِ وللطرفة إِن لم يكن مَعَه وجع فكمده بِمَاء الْملح وَإِن كَانَ وجع شَدِيد فدم ريش الْحمام.
الميامر ألف قَالَ يَنْفَعهُ دم أصُول ريش الْفِرَاخ يقطر فِي الْعين وَبَيَاض الْبيض ودهن ورد يوضع على الْعين بصوفة وصفرة الْبيض المسلوق وإكليل الْملك يوضع عَلَيْهَا أَو ورد الكرنب يسحق بشراب وَيُوضَع عَلَيْهَا وَإِذا طَالَتْ فليبخر الْعين بكندر أَو يصير حشيش الأفسنتين فِي)
صرة واغسلها فِي مَاء حَار يغلى ويكمد بِهِ الْعين ويكمد بِهِ الْعين فَإِنَّهُ يخرج الدَّم كُله أَو يُؤْخَذ نانخواه وزوفا يَابِس فاسحقه بِلَبن الْبَقر ثمَّ صّفه واكحله بصافيه أَو اكحله بلعاب البزركتان لي واكحله بلعاب الحلبة وَإِذا عرض لجملة الْعين ورم من ضَرْبَة فالتكميد الدَّائِم باسفنجة بِمَاء فاتر فَإِنَّهُ يعظم نَفعه لَهَا.
حنين قَالَ قطر فِي الْعين للطرفة دم الْحمام وَدم الورشان وَهُوَ حَار أَو لبن امْرَأَة وَهُوَ حَار مَعَ شَيْء من كندر مسحوق أَو قطر فِيهَا مَاء الْملح أَو كمد الْعين بِمَاء قد طبخ فِيهِ صعتر وزوفا يَابِس لي يُرِيد بتكميد الْعين أكبابها على بخار الطبيخ فَإِن كَانَ فِي الْعين ورم فضمدها بزبيب بِغَيْر عجمه معجوناً بِمَاء الْعَسَل أَو بخل فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ فجلا مدقوقاً فَإِن لم ينْحل فاخلط بِهِ شَيْئا من خرء الْحمام.
من كتاب الجموع قَالَ إِن كَانَت الضَّرْبَة خرقت الملتحم فامضغ كموناً وملحاً واجعله فِي خرقَة كتَّان واعصره فِي الْعين واغمس صوفة فِي بَيَاض بيض ودهن ورد وَضعه على الجفن بِرِفْق وَإِن عسر موت الدَّم فِي الملتحم فالق الزرنيخ الْأَحْمَر فِي مَاء فاتر ثمَّ دَعه يصفو وقطر من ذَلِك المَاء الفاتر فِيهِ فَإِنَّهُ يتَحَلَّل ذَلِك الدَّم.
أهرن قَالَ عالج الطرفة بِمَاء الصَّبْر يقطر فِيهَا أَو بِمَاء الرِّيق لي الصَّبْر قَبضه أَكثر من تَحْلِيله.
فِي الْعشَاء هَذِه الدِّمَاء تكتحل بهَا للعشاء.
وَأَبُو عمر ودياسقوريدوس سنجبوية يكتحل بِهِ أَو يستف مِنْهُ أَظُنهُ سنكبويه درهمي أخيرني من أَثِق بِهِ أَو يُؤْخَذ سنجبويه دِرْهَمَيْنِ فلفل دِرْهَم عروق الصباغين نصف نانخواه دانق وَنصف يكتحل بِهِ عَجِيب جدا أَو يغمس الْميل فِي شَحم الخنافس السوَاد
(1/274)
الْكِبَار ويكحل بِهِ خمس كحلات أَو يعجن سكبينج بِمَاء الرازيانج وَيكون بزعفران وَيجْعَل شياف ويكحل بِهِ رَقِيقا فَإِنَّهُ حَار جدا كبد الْمعز إِذا شوى فالرطوبة السائلة مِنْهُ نافعة للعشاء وَإِن فتح الْعين بحذاء بخار أَيْضا نفع.
دياسقوريدوس كبد الْمعز إِن غرز فِيهِ دَار فلفل وَوَج شوى واكتحل بالصديد الَّذِي يخرج ألف مِنْهُ إِبْرَاء الْعشَاء ابْن ماسويه مرَارَة العنز الوحشية إِذا اكتحل بِهِ أَبْرَأ الْعشَاء وَكَذَلِكَ مرَارَة التيس.
من كتاب العلامات جالينوس قَالَ من النَّاس من لَا يبصر بِاللَّيْلِ جيدا وَمِنْهُم من لايبصر بِالنَّهَارِ)
جيدا ويسمون باسم الخفاش.
جورجس قَالَ ينفع الْعشَاء نفعا عَظِيما الباسليقون والأشياف المعمولة بالجاوشير والأكسيرين الحادة.
أبيذيميا قَالَ سَبَب الْعشَاء الرُّطُوبَة قَالَ وَقد يكون نَاس لَا يبصرون بِالنَّهَارِ مثل بصرهم بِاللَّيْلِ.
الميامر قَالَ للعشاء صديد الكبد وَدم الْحمام أَيْضا إِن كحل بِهِ ومرارة العنز جيد لَهُ وعصارة قثاء الْحمار إِن كحل بِهِ جيد وليأكل السلق.
حنين قَالَ الْعشَاء يكون من غلظ الرّوح الباصرة لي هَذَا خطأ يكون عَن أَمر الْبَصَر لَكِن يكون من كدورة الجليدي فَلَا يتَصَوَّر فِيهَا إِلَّا الأشباح المرئية كَمَا أَنه لَا يتَصَوَّر فِي الْمرْآة الضدية الأشباح.
فليغريوس للصلابة الشبيهة بالثؤلول فِي الجفن عكر الزَّيْت يلطخ عَلَيْهِ ويدلك.
الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع لورم الْعين وصفرة بَيْضَة وزعفران ودهن ورد ينعم ضَرْبَة ويقطر فِيهَا وَيُوضَع عَلَيْهَا اليهودى شياف الدينارجون نَافِع من الطرفة وَقد ذَكرْنَاهُ قَالَ علاج يفصد من الساعد ويسهل بالدواء وبالحقنة وَيقطع الماقين ويسقى قبل الطَّعَام زوفا أَو سداب يَابِس ويكحل بالعسل مَعَ الشب والنوشادر وبصديد كبد الماعز إِذا كبت وَيسْتَقْبل بِعَيْنِه بخارها عِنْد التكبيب ويأكلها أَيْضا.
من كناش مَجْهُول قَالَ علاج الَّذين يبصرون من بعيد ولايبصرون من قريب علاج الْأَعْشَى.
أهرن قَالَ الْعشَاء وَالَّذين لَا يبصرون من قريب يكون من سَبَب وَاحِد وَهُوَ من غلظ جَوْهَر الجليدية.
(1/275)
أيشوع بخت قَالَ ينفع من الْعشَاء فصد القيفال ثمَّ فصد الآماق والاسهال والحقن الحادة ثمَّ الْحجامَة على القفاء والعلق على الأصداغ والأغذية اللطيفة السريعة الهضم والأدوية المعطسة فِي أخر الْأَمر والقي على الرِّيق والأكحال الجالية بعد هَذِه الْأَشْيَاء.
ابْن سرابيون قَالَ يحدث الْعشَاء للمشايخ وَلمن لَا يبصر مَا بعد وعلاجه الفصد والاسهال ثمَّ الحقن ثمَّ الغرغرة والمعطسات فَإِذا أحكمت فالأدوية الجالية وَمن الممتحن لذَلِك الفلفل وَدَار فلفل وقنبيل بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويكتحل بِهِ دَائِما وَأما كبد التيس فعجيب الْفِعْل.
قَالَ وللعشا يكحل ألف ترياق الأفاعي بِعَسَل.)
فِي الرمد الْيَابِس والحكة وخشونة الأجفان والجرب أَن احْرِقْ الآبنوس ثمَّ غسل صلح للرمد الْيَابِس وحكة الْعين والأسفنج المحرق يصلح للرمد الْيَابِس وَإِن غسل بعد الحرق كَانَ أَجود مِنْهُ إِذا لم يغْتَسل.
وأدمان قطور اللَّبن فِي الْعين ينفع خشونة الأجفان وعكر الْبَوْل بِفعل ذَلِك فِيمَا ذكر أطهورسفس. دياسقوريدوس الأشق يلين الخشونة الْعَارِضَة للجفون وعكر الْبَوْل بلين خشونة الأجفان.
جالينوس مَاء البصل إِذا خلط بِمثلِهِ توتيا سكن حكة الْعين دهن الْورْد يصلح لغظ الأجفان إِذا اكتحل بِهِ وعصارة ورق الزَّيْتُون الْبري يمْنَع انصباب الرطوبات إِلَى الْعين ولذل يَقع فِي الشيافات النافعة من تَأْكُل الأجفان والسلاق.
دُخان صمغ الصنوبر وصمغ البطم والمصطكى يدْخل فِي الأكحال الَّتِي تصلح للْمَاء فِي المتأكلة أَبُو عَمْرو يحكه ببلوطة تتَّخذ من قاقا وصمغ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
قشار الْكِنْدِيّ إِذا أحرق جيد للحكة فِي الْعين. المر نَافِع لخشونة الأجفان ودخانه كَذَلِك وتوبال النّحاس يحلل الخشونة الْعَارِضَة فِي الجفون والزنجار إِن خلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع للجساء فِي الجفن وَيَنْبَغِي أَن يكمد الْعين بعد ذَلِك بِمَاء حَار وتوبال النّحاس بالشياف الَّذِي يَقع فِيهِ يحلل النَّوْع الشَّديد من الجرب.
(1/276)
جالينوس السرطان البحري يحك بِهِ الجفن إِلَى أَن يدمى فَيكون فعل الشياف أَجود.
جالينوس جلد السَّمَكَة الْمُسَمَّاة سقنا جيد لِأَن يحك بِهِ الجفون الخشنة مَاء الحصرم نَافِع للجرب والحصرم نَافِع لتأكل الأماق ألف.
دُخان الصنوير ودخان المصطكى ودخان صمغ البطم جيد للآماق المتأكلة الصَّبْر نَافِع من حكاك الْعين والقلقطار والقلقديس إِذا أحرق وسحق واكتحل بِهِ نفع من الجرب وَالصَّبْر نَافِع من حكة الْعين.
دياسقوردوس والشادنة تذْهب بخشونة الأجفان إِذا خلطت بِعَسَل.
قَالَ جالينوس يُمكن أَن يسْتَعْمل وَحدهَا فِي مداواة خشونة الأجفان وَإِن كَانَت مَعَ أورام حارة برقيقة بَيَاض الْبيض أَو بِمَاء الحلبة وَإِن كَانَت خلوا ورق التِّين يحك بِهِ الأجفان والخردل أَن ضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل نفع من خشونة الأجفان من ذَلِك فبالماء يسْتَعْمل على مَا فِي كتاب الْأَدْوِيَة)
المفردة.
كتاب الفصد لِجَالِينُوسَ. غلظ الأجفان وخشونتها يحْتَاج أَن يسْتَعْمل فِيهِ بعض الْأَدْوِيَة الحارة لَا يُمكن ذَلِك دون استفراغ الْبدن بالفصد لِأَنَّهُ إِن لم يكن كَذَلِك أحدثت فِي الْعُضْو ورما حاراً لي يَنْبَغِي أَن يفصد مَرَّات ويسهل ويفصد بعد المأقين ثمَّ يحك الجفن بالحديد ثمَّ يحك الْبَاقِي بِحَدّ الْميل والأشياف إِن شَاءَ الله.
جورجس مِمَّا يعظم نَفعه للأكال فِي الْعين الباسليقون.
ابيذيميا. قَالَ يَنْبَغِي أَن يخشن أَولا الجفن بالحك بالعينك أَو بمغرفة الْميل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الحكاك وَجَمِيع مَا يلذع الْعين جملَة يبرئة الْخلّ المزوج بِالْمَاءِ إِذا اسْتعْمل وَالْمَاء الْبَارِد وَحده والأدوية المجففة بِلَا لذع وامشي فِي الْخضر بالغدوات وإسهال الْبَطن.
دَوَاء نَافِع للحكة فِي الْعين والسلاق يُؤْخَذ توتيا وأقليميا الذَّهَب وماميران وزبد الْبَحْر من كل دَوَاء وزن خَمْسَة دَرَاهِم ينْحل ويربى بِمَاء الحصرم وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله.
الجرب قَالَ الجرب يحْتَاج أَن يعالج بِمَا يجلو جلاء قَوِيا.
الميامر قَالَ من أدويته النوشادر وزهرة حجر آسيوس والزنجار وَيَقَع فِيهَا الزاج والزرنيخ
(1/277)
أَبُو جريج الأشق ينفع الجرب فِي الْعين إِذا اكتحل بِهِ.
اختيارات حنين يقْلع الجرب الْبَتَّةَ زنجار دِرْهَم اسفيداج نصف دِرْهَم أشق مثله ينقع الأشق بِمَاء السداب ويعجن بِهِ وَيجْعَل شيافاً.
من حنين أخف أَنْوَاع الجرب يعرض فِي سطح بطن الجفن حمرَة وخشونة قَليلَة وَالثَّانِي خشونة أَكثر وَمَعَهُ وجع وَثقل كِلَاهُمَا يحدثان فِي الْعين ألف رُطُوبَة وَالثَّالِث يرى فِيهِ إِذا قلبته شقوق وَالرَّابِع أطول مُدَّة من هَذَا وأصلب وَمَعَ خشونة صلابة شَدِيدَة لي إِذا أزمن الجرب فَعَلَيْك بالفصد بعد الْيَد من الآماق والجبهة وَطرح العلق على الأجفان مرّة بعد مرّة وأكحل بعد الحك من دَاخل ثمَّ إِعَادَة الحك بعد العلق والفصد أَيْضا بعد ذَلِك من الآماق فَإِنَّهُ ملاكه.
برود نَافِع للحكة فالسلاق وتوتيا وأقليميا وزبد ماميران وزبد الْبَحْر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم ينخل ويبرء وَيسْتَعْمل.
الجساء قَالَ هُوَ صلابة تعرض فِي الْعين كلهَا وخاصة فِي الأجفان ويعسر لذَلِك حَرَكَة الْعين والأجفان فِي وَقت الإنتباه من النّوم وَرُبمَا عرض مَعَه وجع وَحُمرَة وتجف الأجفان وَالْعين جفوفاً)
شَدِيدا وَلَا يَنْقَلِب الأجفان لصلابتها وَفِي الْأَكْثَر يجْتَمع فِي الْعين رمص يسير صلب وعلاجه أَن يكمد بِالْمَاءِ الْحَار وَيُوضَع على الْعين عِنْد النّوم بَيْضَة مَضْرُوبَة مَعَ دهن ورد أَو شَحم البط الحكة قَالَ الحكة تلزمها هَذِه الْأَعْرَاض دمعة مالحة بورقية وحكة وَحُمرَة فِي الأجفان وَالْعين وقروح.
قَالَ علاج الحكة بالحمام وَاسْتِعْمَال الدّهن وَالْمَاء العذب وينفع الحكة والجساء جَمِيعًا الْأَدْوِيَة الحارة الَّتِي تجلب إِلَيْهَا رُطُوبَة معتدلة وَإِن كَانَ مَعَ الحكة رُطُوبَة فَإِن دَوَاء أرسطوطاليس نَافِع لَهَا وَهَذَا دَوَاء أرسطوطاليس النافع للحكة والجرب نُحَاس محرق سِتَّة مَثَاقِيل زاج محرق وَمر من كل وَاحِد ثَلَاث مَثَاقِيل زعفران مثقالونصف فلفل مِثْقَال وَاحِد زنجار سِتَّة مَثَاقِيل شراب لطيف
(1/278)
رَطْل تسحق الْأَدْوِيَة بِالشرابِ حَتَّى يشربه ويجفف ثمَّ يصب عَلَيْهِ مثل الشَّرَاب ميفختج ويطبخ فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يغلظ وَيرْفَع أَيْضا فِي إِنَاء نُحَاس ثمَّ اسْتعْمل.
علاج الجرب للحنين إِن كَانَ قد أزمن فعالج بالحك وَإِن كَانَ رَقِيقا مبتدياً عولج بِالنُّحَاسِ المحرق والقلقنت والنوشادر ألف ومرارة العنز وَإِن لم تنجع هَذِه خلط بهَا الَّتِي تَأْكُل وتعفن وتقلعه أَيْضا الْأَدْوِيَة الَّتِي تقبض قبضا شَدِيدا وَإِن كَانَ مَعَ الجرب رمد فَإنَّا نخلظ بأدوية الرمد شَيْئا من أدوية الجرب وَإِن كَانَ مَعَ الجرب رمد فَإنَّا نخلط بأدوية الرمد شَيْئا من أدوية الجرب وَإِن كَانَ مَعَ تَأْكُل وحدة لم يُمكن أَن يعالج بدواء حاد وَلَكِن يقلب الجفن وَيحك ثمَّ يُرْسل لكَي لَا يزِيد الْعين بخشونته وجعاً فيزيد فِي السيلان لي للجرب على مَا رَأَيْت فِي كتاب مداواة الأسقام خُذ من الزنجار اثْنَي عشر درهما من الأشق سِتَّة دَرَاهِم فانعم سحقهما مَعًا حَتَّى يجود ذَلِك وأعجنه بِالْمَاءِ واجعله شيافاً فَإِنَّهُ عَجِيب ودع عَنْك التخاليط والفصول وَأما الشياف الْأَحْمَر فاتخذه بِمَاء من الشادنج والزاج المحرق والمر وَالشرَاب يحل فِيهِ فَإِن هَذَا مَعْنَاهَا وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِيهَا وَهَذَا فِي نِهَايَة الْجَوْدَة.
من مداواة الأسقام للجسأ مخ الْمعز المهرات بدهن ورد.
من كتاب الجموع أفضل مَا عولجت بِهِ الحك الَّتِي لَا حمرَة مَعهَا الْحمام والدهن على الرَّأْس والأدوية المضاضة.
أهرن للجرب فِي الْعين يُؤْخَذ نوار القرنفل فيسحق نَاعِمًا وتنخل بِآلَة السّير ثمَّ يقلب الجفن ويذر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحرق إحراقاً شَدِيدا ويسرع يبرىء الجرب جدا وأظن أَنه بزر القرنفل.)
فليغريوس للجساء قَالَ أطل خرقَة بزبد وَضعهَا على الأجفان الأسكندر قَالَ يكون رمد من يبس وَيكون مَعَ حكال شَدِيد وَحُمرَة وَقلة رمص وَإِن كَانَ مَعَه شَيْء فَيصير جفاف صلب وَالْبدن وَالْوَجْه مَعَه قحل وعلاجه الْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر وترطيب الْبدن وَاحْذَرْ فِي هَذَا الوجع الفصد.
من الْمَجْمُوع قَالَ هَذَا أَجود مَا يكون للجرب يقلب الجفن ويذر عَلَيْهِ عفص قد جعل مثل الهبأ بِلَا مَاء ثمَّ يذر عَلَيْهِ مِنْهُ وَيحْتَاج أَن يبْقى مقلوباً ساعتين أَو ثَلَاثَة والأجود أَن ينَام عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقْلع أَصله الْبَتَّةَ وَلَا يقبل بعد ذَلِك مَادَّة إِن شَاءَ الله.
ابْن سرابيون قَالَ الجرب أَرْبَعَة أَنْوَاع وأخف أَنْوَاعه الَّذِي يكون سطح الجفن الدَّاخِل فِيهِ خشونة مَعَ حمرَة وَالثَّانِي تكون الخشونة فِيهِ أَكثر وَأظْهر وَيحدث مَعَه وجع وَثقل وَالنَّوْع الثَّالِث يكون فِي بطن الجفن شقوق مثل الشقوق الْحَادِثَة فِي جَوف التِّين وَالرَّابِع أطول مُدَّة من هَذَا وَأَشد خشونة والنوعان الْأَوَّلَانِ يعالجان بالأدوية الحادة الجالية للدموع مثل الْأَحْمَر الحاد الجالي للدموع والأخضر وَأما النوعان الْآخرَانِ فيحكان بالسكر ألف أَو بالحديد أَو بالعسل بالفتيل
(1/279)
فِي الَّتِي تقلع سيلان الرطوبات من الْعين والبلة والدمعة
(1/280)
ودخان الكندر يقطع سيلان الرطوبات من الْعين وَكَذَلِكَ دُخان الأسطرك وَقَالَ أَن الآبنوس يقطع سيلان الرطوبات المزمنة إِلَى الْعين والأنزروت أَصَحهَا ورق الدلب الطَّرب فيطبخ بخل خمر وتضمد بِهِ الْعين.
وَقَالَ جالينوس أَنه يدْخل مَعَ الْأَدْوِيَة القاطعة للسيلان المزمن إِلَى الْعين.
وَقَالَ أَن الأنزروت يقطع الرطوبات السائلة إِلَى الْعين قرن أيل محرق مغسول جيد لمنع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين فِيمَا ذكر ديسقوريدوس وَقَالَ جالينوس هَذَا يخلط فِي الأشياف الْمَانِعَة للمواد من النُّزُول إِلَى الْعين لِأَن قوته مجففة دَقِيق الباقلي المقشر يوضع على الجفن لقطع سيلان الفضول إِلَى الْعين وَبَيَاض الْبيض أَن خلط بكندر ولطخ على الْجَبْهَة منع النزلة الحارة إِلَى الْعين قشر الْبِطِّيخ على الْجَبْهَة للعين الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول وعصير البنج يخلط فِي الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة لسيلان الفضول الحارة فينفع وبزره يقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين.
دياسقوريدوس ورق الدلب الطري أَن طبخ بخل خمر وضمدت بِهِ الْعين منع الرطوبات أَن تسيل إِلَيْهَا ودخان الكندر ينفع من الْعُيُون الرّطبَة وَإِذا لم يكن مَعهَا ورم احتملت دُخان القطران.)
جالينوس الزَّعْفَرَان يمْنَع الرطوبات أَن تسيل إِلَى الْعين لطخ أَو اكتحل بِهِ بِلَبن امْرَأَة.
دياسقوريدوس ورق الزَّيْتُون الْبري أَن تضمد بِهِ نفع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين دُخان الدند يقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين ودخان صمغ البطم والراتينج يدخلَانِ فِي الاكحال القاطعة للدمعة والحضض يقطع عَن الْعين سيلان الرُّطُوبَة المزمنة والنشا يصلح لسيلان الْموَاد إِلَى الْعين وَالْحجر الأفريقي يُوَافق سيلان الفضول إِلَى الْعين إِذا اكتحل بِمَا تسيل مِنْهُ وَثَمَرَة الْكَرم الْبري تضمد بِهِ لسيلان الفضول إِلَى الْعين مَعَ سويق شعير ودخان الكندر قَاطع لسيلان الرطوبات إِلَى الْعين وبزر لينافطوس هُوَ حريف إِذا أنعم سحقه وذر على الرَّأْس وَترك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ غسل بعد ذَلِك منع النَّوَازِل أَن تنزل إِلَى الْعين وينفع سيلان الْموَاد إِلَى الْعين ودخان الصنوبر الْكِبَار الْحبّ ينفع من الدمعة ورطوبة الْقَذْف أَن جعل فِيهِ كندر وَمر وصبر جَمِيعهَا أَو بَعْضهَا وَجعل فِي ثخن الطلاء وطلى على الْجَبْهَة والصدغ منع الْموَاد المنحدرة إِلَى الْعين. ودخان التِّين جيد للدمعة طبيخ أصل الثيل وعصارته تجفف وَلذَلِك يخلط بأدوية الْعين.
حِيلَة البرؤ قَالَ جالينوس رشح الدمعة يكون من نُقْصَان اللحمة الَّتِي فِي المآق الْأَعْظَم وَإِن نقصت نُقْصَانا كثيرا وَذَهَبت بتة لم يبرأ وَإِن نقصت قَلِيلا فَإِنَّهَا تبرؤ بِأَن تنقى الْبدن كُله ثمَّ الرَّأْس خَاصَّة ثمَّ يعالجها بالأدوية الَّتِي تقبض قبضا معتدلاً مثل الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالماميثا والزعفران والأدوية الَّتِي تتَّخذ بالسنبل وَالشرَاب لي هَذِه اللحمة تزيد بِدُخَان الكندر وَنَحْوه من المنبتة للحم ويحكها كل يَوْم بِرِفْق وَهُوَ ملاكها وَإِذا عظمت منعت الدمعة.
العلامات لِجَالِينُوسَ قَالَ إِذا أزمن وجع الْعين فَإِنَّهُ من أجل النَّوَازِل قَالَ وتنزل النَّوَازِل إِمَّا إِلَى ظَاهر جلد الْعين ويعرض من ذَلِك خشونة الجفن وورم غليظ وَثقل فِي الْعين وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وينفع بالأدوية القابضة إِذا وضعت عَلَيْهِ وَإِذا انصب إِلَى بَاطِنهَا جَاءَت دمعة حريفة وجرب ذَلِك ينْتَفع باللطوخات.
من كتاب الأخلاط قَالَ مضغ الْأَشْيَاء الحادة مثل العاقرقرحا وزبيب الْجبَال فِي الْعين جملَة حَتَّى يقلبه إِلَى الْفَم.
الأخلاط قَالَ الدُّمُوع تحْتَاج أَن تستفرغها حينا إِذا أردْت
(1/281)
تنقية الْعين مِمَّا فِيهَا وحينا يمْنَع عَنْهَا إِذا كَانَت تنحدر إِلَيْهَا من الدِّمَاغ مواد حريفة تحدث تأكلاً وقروحاً.
قوى النَّفس قَالَ جالينوس أَن الصَّبْر يجفف الْعين الرّطبَة.)
بختيشوع طلاء نَافِع يطلى على الصدغ والجبهة فَيمْنَع انصباب الْموَاد إِلَى الْعين كندر وصبر يخلط برطوبة الصدف الْحَيّ أعنى لزوجته ويلطى.
أَبُو جريج الأشق يمْنَع البلة من الْعين إِذا كحل بِهِ.
حنين الدمعة تكون لنُقْصَان اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَكْبَر قَالَ وَيكون من أفراط المتطببين فِي علاج قطع الغدة وَهِي هَذِه اللحمة إِذا عظمت وَأما للإلحاج على علاج الظفرة بِالْقطعِ والأدوية الحادة. حنين قَالَ سيلان الرطوبات لي الْعين يكون أما من فَوق القحف وَأما من تَحْتَهُ وَالَّذِي من فَوق القحف علامته امتداد عروق الْجَبْهَة والصدغين والإنتفاع بط وطلي الْجَبْهَة بِمَا يقبض وَإِن لم تظهر هَذِه العلامات وَطَالَ مكث السيلان مَعَ عطاس كثير فَإِن السيلان تَحت القحق فال حنين علاج السيلان إِن كَانَت اللحمة الَّتِي على ثقب المأق فَلَيْسَتْ تنْبت وَإِن كَانَت نقصت فَإِنَّهَا تنْبت بالأدوية الَّتِي تنْبت اللَّحْم وتقبض كالمتخذة بالزعفران والماميثا والصمغ وَالشرَاب والشب. اللزوجات قَالَ وَأما اللزوجات الَّتِي تلزق على الْجَبْهَة فتتنخذ من الْأَشْيَاء الَّتِي تلزق وتدبق بالموضع وتجففه وَمن الَّتِي تقبضه وتبرده بِمَنْزِلَة غُبَار الرَّحَى ودقاق الكندر مرو ألف اقلقيا وأفيون وَبَيَاض الْبيض ولزوجة الأصداف الْبَريَّة فَهِيَ نافعة للرطوبات الَّتِي تسيل إِلَى الْعين من خَارج القحف. من البيمارستان كحل عَجِيب للدمعة يلبس هليلجة عجين ويشوي على آجرة وَيتْرك إِلَى أَن يحمر الْعَجِين ثمَّ يُؤْخَذ لَحمهَا فينعم سحقه مَعَ دانق زعفران ويكتحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.
(1/282)
فِي نتوء الْعين والحول وَزَوَال الشكل والشتر والتشنج
قَالَ دياسقوريدوس والقاقيا يصلح نتوء الْعين ودقيق الباقلي إِذا خلط بالورد والكندر وَبَيَاض الْبيض ينفع من نتوء الحدقة خَاصَّة ونتوء الْعين جملَة. عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري ترد نتوء الْعين ونوء التَّمْر الْبري المحرق والسنبل جيدان لنتوء الْعين وورق العليق أَن تضمد بِهِ أَبْرَأ نتوء الْعين وعصارته إِذا جفف فِي الشَّمْس واستعملت كحلا غير ذَلِك أقوى. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء قولا أوجب أَن نتوء الْعين يَنْفَعهُ الإسهال نفعا جيدا. الْأَعْضَاء الألمة الْعين ينتو إِذا استرخت الثَّلَاث عضلات الَّتِي شَأْنهَا من أَن تثبتها وتضبطها وتحول لي إِذا جذبتها أحد العضلات السِّت إِلَى نَاحيَة المآق والعضل الَّتِي تحرّك الْعين سِتّ وَاحِدَة تحركها إِلَى فَوق وَأُخْرَى إِلَى المآق الْأَصْغَر وَالْأُخْرَى إِلَى الْأَكْبَر وعضلتان تديرانها إِلَى جَمِيع النواحي)
ويحرك الجفن ثَلَاث عضلا اثْنَتَانِ تحركانه إِلَى أَسْفَل وَوَاحِدَة تجذبه إِلَى فَوق والحول إِذا كَانَ إِلَى فَوق إو إِلَى أَسْفَل عرض أَن يرى الشَّيْء الْوَاحِد شَيْئَيْنِ. انخراق الْقَرنِي رُبمَا كَانَ بالطول أَيْضا وَلَا يكون على هَذَا بَيَاض لَكِن كَانَ صدع فَقَط ويعرض مِنْهُ أَن يطول النَّاظر. حنين قَالَ تشنج العضل اللَّازِمَة لأصل العصب المجوف لَا يضر الْعين لِأَنَّهَا تعين على فعلهَا واسترخاؤها ينتو مِنْهُ الْعين فَإِذا رَأَيْت الْعين قد نتئت فَإِن كَانَ نتؤها من غير ضَرْبَة وَكَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَإِن الْعصبَة المجوفة امتدت من استرخاء العضل الضَّابِط لَهَا وَإِن كَانَ الْبَصَر قد تلف فَإِن الْعصبَة النورية استرخت وَإِن كَانَ النتوء من ضَرْبَة فَإِن كَانَ الْبَصَر بَاقِيا فَإِن العضلة وَحدهَا انهتكت وَإِن ألف كَانَ الْبَصَر قد ذهب فَإِن الْعصبَة أَيْضا انهتكت. حنين علاج نتوء الْعين يفرغ الْبدن بالفصد والأسهال ويلقي محجمة على الْقَفَا وتربط الْعين وَيصب عَلَيْهَا مَاء مالح بَارِد وَمَاء الهندباء والبطباط والأشياء القابضة الجامعة. علاج التشنج فِي الْعين يفصد أَولا ثمَّ يقطر فِي الْعين دم شفنين أَو حمامة وَيُوضَع على الْعين قطن منقوع ببياض الْبيض ودهن ورد وشراب ويربط وَيفْعل فِي الْيَوْم الثَّانِي وَفِي الثَّالِث يكمد ويقطر فِيهَا لبن ويضمد ويكحل بالحكل الْمُسَمّى شيافون. فِي الْعين عضل لَازم لأصل العصب اللين وَهُوَ المجوف فَإِذا استرخى هَذَا جحظت
(1/283)
جملَة الْعين وَإِن كَانَ كَذَلِك قَلِيلا أضرّ بالبصر وَإِن كَانَ كثيرا أتْلفه لِأَن الْعصبَة تمتد امتداداً كثيرا. أهرن قَالَ ينفع من العنبية أَن يعصر الذراريح ويقطر فِي الْعين أَو يحكل بذلك المَاء. الْكِنْدِيّ قَالَ إِذا كَانَ الصَّبِي ينظر من نَاحيَة وَاحِدَة من عينه يعلق فِي النَّاحِيَة الْأُخْرَى صوفة سَوْدَاء فَإِن عينه تستوي وَإِذا كَانَ ينظر بِعَيْنيهِ جَمِيعًا على غير اسْتِوَاء فاقم أَمَامه فَإِنَّهُ ينظر إِلَيْهِ باستواء فيستوي نظره أَن شَاءَ الله. فِيمَا يحكل بِهِ الحدقة الْإِسْكَنْدَر القاقيا نَافِع لجحوظ الْعين فِي الْغَايَة من النَّفْع. البندق المحرق أَن خلط بِزَيْت وغرق يافوخ الصّبيان أَزْرَق وَقَالَ أَن قوما قَالُوا لبرد أحداقهم. دهن الزَّعْفَرَان والزعفران نَفسه إِذا اكتحل بِهِ بِالْمَاءِ يصلح للزرقة ودهنه تبرد أحداق الصّبيان. مَجْهُول يدْخل الْميل فِي جَوف حَنْظَلَة رطبَة يكحل بِهِ فَإِنَّهُ يسود الحدقة وَإِن كحل بِهِ سينور سَواد حدقتها ويكحل قَالَ دياسقوريدوس الْعين الزَّرْقَاء بقشور الْجُلُود مسحوقة بِمَاء فَإِنَّهَا تسوده وَإِن قطرت عصارة الحنظلة فِي الْعين الزَّرْقَاء سّودها. الميامر كحل الْعين الزَّرْقَاء الْأَصْلِيَّة يقطر فِيهَا مَاء قشور الرُّمَّان الحلو وَبعد سَاعَة يقطر فِيهَا مَاء ورق البنج معصوراً يعصر فِي رمانة وَيرْفَع أَو جُزْء قاقيا وَسدس جُزْء عفص يدق بعصارة شقايق)
النُّعْمَان ويعصر مِنْهُ فِي خرقَة ويقطر مِنْهُ فِي الْعين عصارة عِنَب الثَّعْلَب إِذا قطرت فِي الْعين سددت الحدقة. جَوَامِع الْأَعْضَاء العليلة الْمَعْرُوفَة بالزرقة تكون من جفوف ألف الرُّطُوبَة الجليدية فيزرق الْعين.
(1/284)
(الْبَاب الْخَامِس)
(الانتشار وأمراض ثقب الْعين) وضيق الحدقة وَجَمِيع أمراض ثقب العنبي وَالْمَاء وعلاجه وقدحه وَكَيف ينظر فِي الْعين الَّتِي فِيهَا مَاء أَو غَيره وَشدَّة الزرقة الَّتِي تكون فِي الْعين فِي سنّ الشيخوخة.
قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء ضيق الحدقة يكون من جفوف رطوبات الْعين إِذا قل أغتذاؤها أَو عرض لَهَا تقلص فِي طبقاتها قَالَ فِي الرَّابِعَة عشر مِنْهُ المَاء فِي أول كَونه ينْحل بالأدوية وَالتَّدْبِير فَإِذا استحكم فَلَا.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة فِي الْفرق بَين الخيالات الَّتِي تكومن عَن المَاء وَبَين الَّتِي عَن الْمعدة إِن الخيالات الكائنة فِي الْعين تكون إِمَّا لمشاركة الْعين للدماغ أَو لمشاركتها لفم الْمعدة وَإِمَّا لبدو المَاء والخيالات الَّتِي تكون عَن الْمعدة تكون فِي الْعَينَيْنِ كِلَاهُمَا بالسواء وَالَّذِي للْمَاء لَا يكون فيهمَا على مِثَال وَاحِد وَإِن كَانَ صَاحب الْعلَّة قد أحس بالخيالات مُنْذُ ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة أشهر ثمَّ لم ير فِي الْعين شَيْئا من الضبابة فالعلة من فَم الْمعدة لِأَنَّهُ فِي مُدَّة هَذَا الْوَقْت إِن كَانَ ذَلِك لماء لَا بُد أَن تظهر الكدورة فِي الحدقة وَإِن كَانَ لم يمض لِلْعِلَّةِ هَذَا الْوَقْت فسل هَل تِلْكَ الخيالات دائمة فِي كل وَقت أم قد تحف فِي بعض الْأَوْقَات حَتَّى لَا تكون الْبَتَّةَ فَإِن الدائمة تدل على أَنه من الدِّمَاغ والغير دائمة تدل على أَنه من فَم الْمعدة. وَلَا سِيمَا إِن كَانَ فِي الْوَقْت الَّذِي يحس فِيهِ بالخيالات تَجِد لاذعاً لذعاً فِي فَم معدته وأوكد من هَذَا أَن يكون إِذا تقيأ سكنت مِنْهُ تِلْكَ الْأَعْرَاض الْبَتَّةَ وَبَطلَت فَأَما إِن كَانَت الحدقة من إِحْدَى الْعَينَيْنِ أَشد كدراً أَو لَهَا جَمِيعًا أَو لَيست بصادقة الصفاء فَهُوَ ابْتِدَاء مَاء فَإِن كَانَ رجل حدقته بالطبع غير صَافِيَة فَانْظُر إِلَى الحدقتين فَإِن كَانَ أَحدهمَا كدراً فالعلة مَاء وَإِن كَانَ لم يمض مُنْذُ رأى الخيالات كثير زمَان فَإِن الكدورة من طبع الحدقتين لَا من المَاء ألف وخفف الْأَمر بِأَن تغذوه أقل من عَادَته بغذاء جيد الْخَلْط ثمَّ سَله من غَدَاة إِذا كَانَ قد استمرى غذائه حسنا فَإِن لم يرهَا فَإِنَّهُ عَن الْمعدة وَإِن)
بقيت بِحَالِهَا فَذَلِك المَاء ويؤكد ذَلِك إِن
(1/285)
كَانَت هَذِه الخيالات تبطل الْبَتَّةَ عِنْد تنَاول العليل الأرياج فَإِن ذَلِك للمعدة وَإِن بقيت فالعلة فِي الْعين نَفسهَا. قَالَ وَإِذا كَانَت هَذِه عَن الْمعدة فإيارج فَيقدر يبرئة فِي أسْرع مُدَّة وَمَا تعاهد جودة الاستمراء لي يقلل غذائه أَيَّامًا ويعتني بِحسن هضمه ثمَّ سَله هَل يجد تِلْكَ الخيالات دَائِما وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى هَذَا عِنْد مَا تكون عين صَافِيَة بالطبع.
دَلَائِل عدم المَاء أَن يكون فِي الْعَينَيْنِ كِلَاهُمَا على مِثَال وَاحِد وَأَن يكون إِذا استمرئ غذائه قلت وَإِن لم يسْتَمر ظَهرت بِقُوَّة وهاجت وَأَن صَاحبه إِذا تقيأ مرَارًا ذهبت تِلْكَ الخيالات وَأَن تكون لَهُ سِتَّة أشهر وَنَحْوهَا وَلم تكدر الحدقة لَكِن الْأَمر مَشْكُوك فِيهِ بعده وَأَن تكون الحدقة صَافِيَة وَأما الخيالات الْعَارِضَة عَن مُشَاركَة الدِّمَاغ فَإِنَّهُ يكون عِنْد ارتقاء الأخلاط المرارية إِلَى الدِّمَاغ وَفِي الحميات المحرقة وورم الدِّمَاغ لي وَعند الْقَيْء وَهَذَا سريع الزَّوَال غير لابث قَالَ وَقد يعْتَرض هَذِه الخيالات كثيرا لمن تكون رطوبات عينه صَافِيَة غَايَة الصفاء وَقُوَّة الباصرة حساسة جدا لي هَذَا هُوَ مثل من يعرض لَهُ الطنين فِي أُذُنه لزكاء الْحس وَيحْتَاج إِلَى المخدرة.
الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ ضيق الحدقة إِن كَانَ خلقَة كَانَ سَببا لحدة الْبَصَر وَإِن كَانَ حَادِثا فَهُوَ رَدِيء واتساع الحدقة رَدِيء فِي الْخلقَة كَانَ أَو حَادِثا وَأما اعوجاج الحدقة فَإِنَّهُ لَا يضر الْبَصَر شَيْئا فقد يتعرج الحدقة مَرَّات وَالْبَصَر بحله قَالَ ضيق الحدقة يكون إِذا نقصت الرُّطُوبَة البيضية ويضر بالبصر.
قَالَ فَتبقى الطَّبَقَة العنبة لَا يمددها شَيْء فتصغر الحدقة لَا وَلَيْسَ مَا يعرض فِي هَذِه الْعلَّة من سوء الْبَصَر بِسَبَب ضيق الحدقة وَلَكِن بِسَبَب نُقْصَان هَذِه الرُّطُوبَة جَوَامِع الْعِلَل والأمراض ضيق ثقب العنبى يكون من اليبس وَهُوَ يعرض أَكثر للمشائخ وَلَا يبرء وَقد يكون من الرُّطُوبَة وَهَذَا يبرء وَإِنَّمَا يكون ضيق الحدقة من الرُّطُوبَة واليبس ألف لِأَن العنبية تتشنج إِن رطبت وَإِن يَبِسَتْ.
الثَّالِثَة من الميامر قَالَ الْأَطِبَّاء قوالات من المرارات وَعسل النَّحْل وَأكْثر مَا يحْمَدُونَ مرَارَة سفاروس لي هُوَ الشبوط وَقَالَ صَار هَذَا جليد وَفعله حقير.
(1/286)
أرجيجانس قَالَ إِن مرَارَة الْبَازِي يبرء المَاء مرَارَة الرّقّ البحري يُبرئهُ.
الْمقَالة الأولى من قاطيطيريون قَالَ المَاء إِذا حط بالمقدحة يَنْبَغِي أَن يمسك بالمقدحة مُدَّة طَوِيلَة)
فِي الْموضع الَّذِي يُرَاد أَن يسْتَقرّ فِيهِ.
الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ المَاء الَّذِي يجْتَمع فِي الْعين يقف فِي هَذِه الرُّطُوبَة المنصوبة بَين الرُّطُوبَة الجليدية وَبَين الرُّطُوبَة الَّتِي قلت أَنَّهَا شبه بَيَاض الْبيض.
من كتاب مَا بَال قَالَ من نزل فِي عينه المَاء من مرض بِهِ فَإِنَّهُ لم يبرء.
الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ جالينوس أَن الزرقة الْعَارِضَة فِي الشيخوخة تكون من إفراط يبس الْعين قَالَ وَهَذِه الزرفة إِنَّمَا هِيَ جفوف يعرض فِي هَذِه الرُّطُوبَة وتوهم الْجُهَّال أَنَّهَا ضرب من المَاء الْمُتَوَلد فِي الْعين.
من كتاب العلامات قَالَ الْإِعْرَاض الَّتِي تعرض لصَاحب المَاء مثل البق ونسج العنكبوت وَيرى السراج سراجين وَضعف الْبَصَر قد يعرض من امتلاء فِي الرَّأْس وَفِي بَدْء السكتة والصرع عَن الْمعدة وَفِي هَذِه الْأَحْوَال تكون هَذِه الْأَعْرَاض مَوْجُودَة وَلَيْسَت فِي الْعين كدورة ويعرض مَعهَا أَحْلَام مفزعة واضطراب النّوم وطنين الْأذن وَثقل الرَّأْس إِذا كَانَ ذَلِك عَن امتلاء الرَّأْس وَأما إِذا كَانَ عدَّة أمراض تكون ذَلِك أَعْرَاض الْمعدة.
قَالَ وَالْمَاء يكون أَبيض وأسود وأزرق ولون الذَّهَب وأدكن قَالَ الْأَطِبَّاء قد يرفعون الجفن وَيَد لسكون الْعين وَيَنْظُرُونَ فَإِن كَانَ المَاء ينتشر بالدلك ثمَّ يعود ويجتمع فَإِن الْقدح لَا ينجع قَالَ إِلَّا أَن هَذَا أردئ جدا لَا يَنْبَغِي أَن يعْمل
(1/287)
لِأَنَّهُ يحول المَاء من مَوضِع إِلَى مَوضِع وَيجْعَل رديا عسر الْقدح سريع الإنتقال والزوال.
قَالَ وَلَكِن انْظُر إِلَى المَاء فَإِن رَأَيْته صافيانيرا مجتمعاً يكَاد الْبَصَر ينفذ فِيهِ فاقدحه وَإِن كَانَ كدراً غليظاً جَامِدا ألف صلباً فَلَا يقْدَح لي الْمَانِع من الْقدح عِلَّتَانِ أما شدَّة غلظ المَاء ولزوجته حَتَّى لَا يُمكن أَن تنتحي وَأما شدَّة رقته حَتَّى أَنه يعود إِذا تنحى.
من أَجزَاء الطِّبّ قَالَ أَن أقدم على قدح الْعين وَفِي الْبدن امتلاء أورداءة أخلاط أَو بالعليل صداع قبل أَن تصلح هَذِه الْأَشْيَاء أحدث ورماً فِي الطَّبَقَات الَّتِي ينكيها ويكسب الرَّأْس كُله مُشَاركَة فِي الْعلَّة للعين فَيَنْبَغِي قبل ذَلِك أَن تروم قلع هَذِه الْأَشْيَاء وَمن الْقدح يحفظ الْعين لِئَلَّا الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ جالينوس أَن المَاء يكون فِي الْموضع الَّذِي فِيمَا بَين الصفاق القرنى والرطوبة الجليدية والمقدحة يَجِيء فِي مَكَان وَاسع إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل وَعَن يَمِين وشمال وَفِي الْجُمْلَة أَنا قد نرى أَن المقدحة تَدور فِي جَمِيع الْجِهَات وَلَا تدفع شَيْئا فَيدل على أَن هُنَاكَ)
فضاء صَالح.
قَالَ إِذا شقّ الصفاق القرنى فَأول مَا يلقاك الرُّطُوبَة البيضية وَهَذِه الرُّطُوبَة تنصب وتسيل وَتخرج من الثقب الَّذِي يكون عِنْد الْقدح كثيرا وَمَعَ ذَلِك تقلص الْعين وغورانها.
وَقَالَ بعد هَذَا أَن الرُّطُوبَة البيضية تدفع الْجَفَاف عَن الجليدية وَعَن بَاطِن الصفاق العنبى لي فَمن هَا هُنَا يبين لَك أَن البيضية دَاخل العنبية فَأَما القَوْل الأول الَّذِي قَالَ أَن أول مَا يلقاك إِذا شققت الرُّطُوبَة البيضية يعْنى من الرطوبات لَا من الطَّبَقَات وَأما أَن البيضية تسيل عِنْد الْقدح كثيرا فَإِنَّمَا يكون ذَلِك مَتى أثقب العنبى وَهُوَ لدقته يخَاف ذَلِك عَلَيْهِ وَلذَلِك رَأس المهت غير مَحْدُود هَذَا لَكَانَ رَأس المهت يَنْبَغِي أَن يكون فِي غَايَة الحدة لَا يحْتَاج أَن ينكى عَلَيْهِ بِقُوَّة شَدِيدَة جدا لَكِن أُرِيد بِهِ أَن يكون إِذا نفذ القرنى دفع العنبى واندفع لَهُ لِأَنَّهُ لَيْسَ بحار والعنبى مَعَ رقته مدمج عَلَيْهِ لزوجة كَأَنَّهُ غرقى الْبيض فَينزل المهت عَنهُ وَقَالَ والزرقة إِنَّمَا هِيَ جفوف الرُّطُوبَة البيضية لي جَاءَ رجل ليقدح عينه وَكَانَ مَا لم يستحكم فَأَمَرته أَن يديم أكل السّمك ويحتجم لَكِن
(1/288)
الْيَهُودِيّ قَالَ لَيْسَ للْمَاء الْأَخْضَر وَالْأسود والكدر جدا والأصفر لَهُ علاج قَالَ إِذا جلس الرجل للقدح فاجلسه على كرْسِي ومره أَن يشبك أَصَابِع يَدَيْهِ على سَاقيه قَالَ والمقدحة تدخل تَحت القرنى والرطوبة البيضية تَحت العنبي.
قَالَ إِذا قدحته فضع على عينه مخ بيض ودهن بنفسج مضروبين ألف بقطنة وينام على الْقَفَا ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يغسل عينه وَإِن كَانَ ورم ووجع فأعد عَلَيْهِ وينام أَيْضا على الْقَفَا سَبْعَة أَيَّام.
الطَّبَرِيّ شم المرزنجوش خير لمن يخَاف عَلَيْهِ نزُول المَاء فِي عينه وَكَذَلِكَ ينشق دهنه قَالَ إِن رَأَيْت المَاء يَتَحَرَّك فَإِنَّهُ يُرْجَى بُرْؤُهُ وَأَن لم يَتَحَرَّك من مَوْضِعه فَلَا برؤله وينفع من ابْتِدَاء المَاء وإرسال العلق على الصدغين وينفع من اتساع الحدقة الْحجامَة على الْقَفَا.
أهرن قَالَ يكون المَاء ضروباً فَمِنْهُ أَبيض لطيف جدا وَمِنْه أغْلظ إِلَّا أَنه أَبيض أَيْضا وَمِنْه أغبر أشهل وَمِنْه أَخْضَر.
قَالَ وَالَّذِي يقْدَح الْأَبْيَض والأغبر من هذَيْن مَا إِذا دلكته بإبهامك على الجفن فأزلته سَرِيعا لم يَتَحَرَّك لَكِن لَزِمت مَكَانهَا وَلَا يتشتت وَلَا يتفرق ثمَّ يعود فَأَما الَّذِي إِذا شددت الْإِبْهَام على الجفن ودلكته ورفعته سَرِيعا تفرق وتتشتت ثمَّ عَاد فَاجْتمع فَإِنَّهُ رَدِيء جدا لي دَوَاء جيد للْمَاء يوخذ من شَحم الحنظل فيطبخ ويعقد عصيره وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَمن دهن البلسان نصف)
جزؤ وَمن الفربيون مثله وَمن النوشادر مثله فيعجن بمرارة مَاعِز غَلِيظَة قد شمست وَيجْعَل شيافاً وَيسْتَعْمل بِمَاء الرازيانج وَقَالَ وينفع من المَاء الإكتحال بالنوشادر فَإِنَّهُ عَجِيب.
من اختيارات الْكِنْدِيّ يُؤْخَذ بزر الكتم فينعم سحقه جدا ثمَّ يحكل بِهِ الْعين فَإِنَّهُ نَافِع جدا فِي تَحْلِيل المَاء وإذهابه.
من أسرار علاج المَاء بولس قَالَ قد يعرض اتساع الحدقة فيبصر الْإِنْسَان لذَلِك الْأَشْيَاء أصفر مِمَّا هِيَ عَلَيْهِ وَرُبمَا بَطل الْبَصَر الْبَتَّةَ فيعالجوا بالفصد والإسهال ثمَّ يفصدوا المأقين ويحجموا على النقرة وينطل الْعين وَالْوَجْه بِمَاء الْملح وخل قَلِيل وَيغسل بِهِ الْوَجْه مرَارًا قَالَ وَقد يعرض ضيق الحدقة فَيرى الْأَشْيَاء أكبر مِمَّا هِيَ فبالرياضة ودلك الرَّأْس وَالْوَجْه وَالْعين دلكا مُتَتَابِعًا ونطول الْوَجْه بِالْمَاءِ العذب والأدهان واحكلهم بالإكحال الحادة فَإِنَّهَا جَيِّدَة لَهُم.
قَالَ وَقد يعرض للرطوبة الجليدية يبس فَيذْهب صفاؤها وَيصير منظره كمنظر المَاء وَلَيْسَ هُوَ بِمَاء وَلَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ
(1/289)
لي فَأَما المَاء فَيَنْبَغِي أَن يعالج قبل استحكامه بالفصد والإسهال الْمُتَّصِل بالحنظل والقنطوريون ويمنعوا الْحمام وَشرب المَاء مَا أمكن ويلطفوا التَّدْبِير وليتغرغروا ألف صلباً فَلَا تقدحه لي والتخيلات عَن الْمعدة فيعالجوا بالأريارج مَرَّات كَثِيرَة مُتَوَالِيَة ويكحل لأبتداء المَاء نسخته سكبينج ثَلَاثَة حلتيت عشرَة خربق أَبيض عشرَة يَجْعَل أشيافاً ويحكل بِهِ.
وينفع من المَاء دهن البلسان والمرارات وَالْعَسَل وَالزَّيْت الْعَتِيق وَمَا ينحو نَحوه لي الْفرق بَين الْعلَّة وَبَين المَاء بِأَنَّهُ شَدِيد الْبيَاض غير مشف صلب غير متحرك.
من كناش الاسكندر لابتداء المَاء خربق أَبيض أُوقِيَّة فلفل أَبيض نصف أُوقِيَّة أشق نصف سدس أُوقِيَّة يتَّخذ أشيافاً بعصارة الفجل جيد لابتداء المَاء.
مَجْهُول قَالُوا ألوان المَاء مُخْتَلفَة مِنْهَا كلون الدُّخان أسود وأبيض وأصفر وأخضر وأحمر والمحمود من ذَلِك مَا كَانَ صافي اللَّوْن كلون اللُّؤْلُؤ الْبراق وَأما سَائِر ذَلِك فَلَا برؤله قَالَ مر صَاحب المَاء أَن يقوم وينتصب وَيجْعَل ناظره بحذاء ناظرك سَوَاء وضع إبهامك فَوق الجفن الْأَعْلَى وغمزه وادلكه ثمَّ ارفعه سَرِيعا فَإِن رَأَيْت تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي فِي ثقب العنبي يَتَّسِع ويترجرج وينتهض فَإِنَّهُ يقْدَح وَإِن كَانَ لَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ وَهُوَ على لون الجفن ثَابت لَا يترجرج فَلَا يقْدَح أوضع على الْعين قطنة وانفخها بفيك نفخاً شَدِيدا بالنفخ الْحَار نفخاً بِشدَّة ثمَّ نفخها سَرِيعا فَإِن تحرّك وَكَانَ صافياً فَإِنَّهُ يقْدَح وَأَيْضًا إِن كَانَ مَعَ المَاء صداع فَلَا يقْدَح لِأَنَّهُ يزِيد وَالْمَاء الْأَبْيَض الْجيد الصافي)
المترجرج الَّذِي يبصر صَاحبه الشَّمْس والضياء فَإِذا قدحته فليستلقي على قَفاهُ وَفِي مَوضِع مظلم ويشد الْعين كَيْلا تَزُول وَيَأْكُل طَعَاما خَفِيفا ويضمد الْعين بمخ بَيْضَة وورق بنفسج وقطن نقي ويرفد فَوْقه برفادة لينَة وجدد ذَلِك فِي كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ على مَا ترى من حرارة الْبدن وقطر فِي عينه لبن جَارِيَة وَبَيَاض الْبيض إِلَى أُسْبُوع وَليكن مفتراً فَإِذا مَضَت الْأَيَّام وَسكن الوجع فقطر فِيهِ الشياف الْأَبْيَض وبرده بالبرودة اللينة.
قَالَ المَاء الَّذِي مثل حَبَّة لُؤْلُؤ يبصر بهَا الشعاع مَاء طيب والأخضر الَّذِي لَا يبصر بِهِ الشعاع مَاء رَدِيء لَا يقْدَح.
شَمْعُون قَالَ إِنَّمَا يجب الْقدح إِذا لم يبصر صَاحبه بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ وَلَيْسَ بصداع وَلَا سعال ألف وَإِذا قدح فليقع مثل الْمَيِّت لَا يَتَحَرَّك ويحذر الْغَضَب وَالْجِمَاع وَالشرَاب.
لابتداء المَاء يسعط بمرارة الديوك أَو ينقع الزَّعْفَرَان أَو يكحل بِمَاء الفوتنج الْبري أَو بالفلفل أَو الْمسك.
الاختصارات من كتاب عبد الله بن يحيى قَالَ المَاء ألوان فالجيد مِنْهُ الطّيب الَّذِي يقْدَح مَا كَانَ مِنْهُ أَبيض صَاف كلون اللُّؤْلُؤ الْبراق وَإِذا كَانَ صَاحبه يبصر قَلِيلا بِالنَّهَارِ فَإِنَّهُ لم يجْتَمع فَلَا يقْدَح حَتَّى يجْتَمع. قَالَ وَلَا يقْدَح لآسمانجوني والزجاجي وَالْأسود والأغبر والأخضر. قَالَ وَإِذا كَانَ قدح فليستلقي ويشد رَأسه لِئَلَّا يَتَحَرَّك وأطعمه أخف الطَّعَام
(1/290)
وأسرعه هضما ورفده بعد أَن تضع عَلَيْهِ مخ بَيْضَة مَعَ دهن بنفسج وجدد ذَلِك فِي أول النَّهَار وَآخره ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ قطر فِي عينه لَبَنًا إِلَى أُسْبُوع فَإِذا كَانَ سكن الوجع بعد السَّابِع يقطر فِيهِ شياف أَبيض قَابض وليقدح أما فِي ابْن ماسويه قَالَ لَا يقْدَح المَاء حَتَّى يجْتَمع فَإِن قدحته وَلم يستحكم جَمِيعه عَاد.
من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ اتساع الحدقة يكون لثَلَاثَة أَسبَاب إِمَّا ليبس الطَّبَقَة العنبية وَإِمَّا لورم يحدث فِيهَا وَأما الرُّطُوبَة تكْثر فِي داخلها وَالَّذِي من اليبس عسر الْبُرْء وَالَّذِي لورم يسيل بُرْؤُهُ وَكَذَلِكَ الَّذِي عَن الرُّطُوبَة وَيكثر فِي داخلها يكون علاجه بالاستفراغ قَالَ مَا يُحَاذِي الثقب من الْقَرنِي ينكمش إِمَّا ليبس كَمَا يعرض للشيوخ وَإِمَّا لإستفراغ الرُّطُوبَة البيضية وَيفرق بَينهمَا أَن مَعَ هَذَا ضيق الحدقة وَلَيْسَ مَعَ الأول ذَلِك.
أريباسوس قَالَ يصلح لابتداء المَاء أَن يخلط عصارة الرازيانج بِمثل ربعه عسل ويغلى حَتَّى يغلظ ويكتحل بِهِ دَائِما فَإِنَّهُ عَجِيب.)
وَقَالَ يضعف الْبَصَر من اتساع ثقب العنبى فَيرى الْأَشْيَاء أَصْغَر مِمَّا هِيَ وَتعرض لَهُ فِي آخر الْأَمر ظلمَة.
وعلاجه الفصد والإسهال وَقطع عروق المأقين والمحاجم على الأخدعين ويسكب على الْوَجْه وَالْعين مَاء وملح.
قَالَ وضيق الحدقة مِنْهُ مَا يحدث مَعَ صغر الْعين كلهَا ألف وَمِنْه مَا يحدث فِيهِ وَحده ويعالج بِالْمَاءِ الفاتر العذب وَالدُّخُول إِلَى المَاء وَفتح الْعين فِيهِ والإكتحال بِالْمَاءِ.
الْكَمَال والتمام شياف المرارات ينفع فِي الظلمَة والإنتشار وَالْمَاء وَزَاد فِيهِ سوى المرارات سلخ الأفاعي وخطاطيف محرقة وزنجبيل وفلفل أَبيض وسكبينجا وَمَرا.
من كتاب الْعين اتساع ثقب العنبي يعرض فِيهِ إِمَّا من ضَرْبَة شَدِيدَة وَهُوَ مَعَ
(1/291)
مرض حاد وَيكون من ورم فِي العنبية وَالثَّانِي يعرض بِلَا سَبَب باد وَأكْثر مَا يعرض للنِّسَاء وَالصبيان وكل من عرض لَهُ لَا يبصر شَيْئا فَإِن أبْصر فقليلاً وَهُوَ مرض مزمن لي اتساع الثقب يعرض إِمَّا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية فيمدد العنبية وَإِمَّا ليبس شَدِيد فِي العنبية فيتسع الثقب وَإِمَّا لورم فِي العنبي وضيقه أما لقلَّة البيضية ويتمم.
فِي عَلَامَات المَاء إِذا اجْتمع واستحكم فَإِنَّهُ سهل الْمعرفَة وَقبل أَن يجْتَمع فَإِنَّهُ يخفي سَببه وَله عَلَامَات مِنْهَا أَن يرى قُدَّام عينه كالبق الصغار أَو كالشعر أَو شعاعات فَإِذا اجْتمع وكمل المَاء بَطل الْبَصَر. وَإِمَّا أصنافه فَإِن مِنْهُ شَدِيد الزرقة والصفاء وَمِنْه كالزجاج فِي لَونه وَمِنْه أَبيض كَالْبردِ وَمِنْه كلون السَّمَاء وَمِنْه أَخْضَر وَمِنْه مائل إِلَى الزرقة.
قَالَ وَقد يكون جمود فِي الرُّطُوبَة الجليدية تشبه المَاء وَلَا يَنْبَغِي أَن يقْدَح وَرُبمَا كَانَ مَعَ المَاء سدة فاستدل عَلَيْهِ بتغنميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ وَمن الْفرق بَين الْأَعْرَاض الْحَادِثَة من المَاء والحادثة عَن بخارات الْمعدة فَانْظُر أَولا فَإِن كَانَ التخيل بالعينين مَعًا وبالسواء فيهمَا فَإِنَّهُ من الْمعدة وَإِن وَانْظُر أَيْضا فِي الْوَقْت وَذَلِكَ بِأَن تنظر هَل مَضَت لَهُ مُدَّة نَحْو ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة مُنْذُ عرض التخيل ثمَّ تفقد الحدقة بعد هَذِه الْمدَّة فَإِن لم تكن فِيهَا كدورة فَإِن ذَلِك عَن الْمعدة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون ذَلِك للْمَاء وَلَا يكدر الحدقة فِي هَذِه الْمدَّة وَأَيْضًا إِن رَأَيْت التخيلات فِي جَمِيع الْأَوْقَات لابثة بِحَال وَاحِد فَإِنَّهَا للْمَاء فَإِن كَانَت تخف حينا فَإِنَّهُ للمعدة وخاصة إِن كَانَت تخف عِنْد الْجُوع وتثقل عِنْد التُّخمَة وَإِن كَانَت تسكن بعقب الْقَيْء وتتمم ذَلِك كُله أَن أَخذ الفيقرا فيسكن)
مَا تَجدهُ فَأَما الَّذِي للْمَاء فَلَا يسكن ألف للفيقرا وَالَّذِي للمعدة فبالفيقرا شفاؤه ويعرض مثل هَذِه التخيلات عَن ألم الدِّمَاغ إِلَّا أَن ذَلِك يكرن فِي الْأَمْرَاض الحادة وَإِذا كَانَ ورم حَار فِي مقدم الدِّمَاغ فَيكون عِنْد الْقَيْء مثل هَذِه التخيلات.
علاج ابْتِدَاء المَاء يفرغ الْبدن بفصد واسهال وتلطيف غذَاء ويكحل بأدوية المرارات وَمَا.
الرازيانج وَعسل وسكبينج وحلتيت وكندش ودهن بِلِسَان وفلفل وأشق قَالَ وينفع من المَاء الْعَسَل وَلبن البلسان وزيت عَتيق وعصارة الرازيانج والحلتيت والمرارات فَكل هَذِه ينفع من الظلمَة وَمن ابْتِدَاء المَاء لِأَنَّهَا تلطف وتقى وَاسْتعْمل هَذِه وَغَيرهَا من الإكحال الحادة فِي حَال خفَّة الرَّأْس وشمالية الْهَوَاء وَلَا يكون شَدِيد الْحر وَلَا شَدِيد الْبرد وَلَا تستعمله وَالرَّأْس ممتل وقطر بعقبها فِي الْعين لبن النِّسَاء وكمدها حَتَّى يسكن الوجع.
فِي المَاء لأنطليس وبولس قَالَ بولس المَاء يجْتَمع تَحت الْقرى وَإِذا استحكم منع الْبَصَر الْبَتَّةَ وَإِذا لم يجْتَمع نعما أَضْعَف الْبَصَر.
(1/292)
قَالَ ويعرض للشيوخ لضعف تحلل البخار مِنْهُم وَضعف حرارتهم الغريزية وَفِي الْهَوَاء الْبَارِد الشَّديد وبعقب فَيْء شَدِيد أَو ضَرْبَة أَو سقطة أَو صداع أَو مرض مزمن وَقد ينْعَقد فِي ثقب العنبي شَيْء صلب غليظ لَيْسَ مِمَّا يُورث الْعَمى وَلَا علاج لَهُ ويميز بَينهمَا أَن صَاحب المَاء يفرق بَين اللَّيْل وَالنَّهَار وَمَوْضِع قرص الشَّمْس وَأُولَئِكَ لَا. قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يغمض الْعين الَّتِي فِيهَا المَاء ويعصر جفن الْعين بالإبهام وَإِلَى الْعين يكبسه ويحركه إِلَى هَذَا الْجَانِب وَهَذَا الْجَانِب ثمَّ يفتح الْعين وَينظر فِيهَا وَذَلِكَ أَن المَاء إِذا لم يكن بعد اجْتمع واستحكم إِذا عصرته بالإصبع يفْتَرق وَيَنْقَطِع وَإِذا كَانَ مجتمعاً يصير أَولا أعرض مِمَّا كَانَ ويتسع ثمَّ يرجع إِلَى شكله وعظمه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَإِن كَانَ المَاء جَامِدا فَإِنَّهُ لَا يَتَحَرَّك بالغمز الْبَتَّةَ لَا فِي الْعرض وَلَا فِي الشكل.
قَالَ واللون أَيْضا يدل على ذَلِك لِأَن الْحَدِيد والأسربي يدل على أَنه قد اجْتمع اجتماعاً متوسطاً وَأَنه مُوَافق العلاج ألف وَأما مَا كَانَ شَدِيد الْبيَاض كلون الجبسين وبلون الْبرد فَإِنَّهُ شَدِيد الجمود لَا يصلح للقدح.
قَالَ أنطيلس الجبسين وَالْأسود جدا رديئان لَا يصلحان للقدح.
قَالَ وقدح المَاء المستمسك الَّذِي لَا يترجرج بالعصر وَلَا يَزُول عَن شكله وَلَا ينْتَفع بِهِ وَذَلِكَ أَن الشَّديد الجمود لَا يتَعَلَّق إِذا نحى عَن النَّاظر بِشَيْء لكنه لَا يعود من سَاعَته ويرتفع لِأَنَّهُ شَدِيد)
الملوسة لَا رُطُوبَة لَهُ.
قَالَ وَمن المَاء ضرب لَا يسْتَمْسك أبدا وَمِنْه مَا يسْتَمْسك بعد سِنِين كَثِيرَة وَالَّذِي يقْدَح مِنْهُ الْمُجْتَمع باعتدال وَلَا يقْدَح المرقق جدا وعلامة المرقق أَن يتقطع من الغمز وَالْعصر وعلامة الجامد أَن لَا يَتَحَرَّك بتة وعلامة المعتدل الجمود أَن يعرض ويتسع ثمَّ يعود إِلَى شكله.
قَالَ والبردي الشَّديد الْبيَاض لَا يقْدَح لِأَنَّهُ شَدِيد الجمود والأسربي يقْدَح لِأَنَّهُ يدل على أَنه معتدل الجمود.
العلاج قَالَ يجلس العليل فِي الْفَيْء حذاء الشَّمْس لِأَن المَاء يرى فِي هَذَا الْموضع رُؤْيَة بَيِّنَة فَأَما فِي الشَّمْس أَو فِي نور كثير فَلَا يرى ويربط عينه الصَّحِيحَة لِئَلَّا يهرب مِمَّا
(1/293)
يرى ويؤمن العليل أَن ينظر إِلَى الزاوية الْعُظْمَى نَحْو أَنفه وَلَا يلْتَفت نَحْو الزاوية الصُّغْرَى ثمَّ يبعد الثخن عَن سَواد الْعين بِقدر طرف الْميل لي هَذَا ليَكُون إِذا دخلت المقدحة وَيَنْتَهِي إِلَى ثقب العنبي فَقَط.
قَالَ فتعلم على ذَلِك الْموضع بذنب المقدحة بِأَن يغمز عَلَيْهِ حَتَّى يصير فِيهِ جوبة وَذَلِكَ لخلتين إِحْدَاهمَا ليتعود العليل الصَّبْر ويمتحنه وَالثَّانِي ليصير للرأس الحاد مَكَان يقوم فِيهِ لَا يزلق عَنهُ إِذا دفعناه بِشدَّة ثمَّ يضع الرَّأْس الحاد فِي ذَلِك الْمَكَان ويغمز بِقُوَّة حَتَّى يحس بالمقدحة قد وصلت إِلَى فضاء وَيَنْبَغِي أَن يكون قدر ذهَاب المقدحة إِلَى العمق قدر الْعد الَّذِي يكون من العنبى إِلَى آخر السوَاد.
قَالَ ثمَّ يصير المقدحة فَوق المَاء فَإِن النّحاس يظْهر لصفاء الْقَرنِي ثمَّ نزله خلف الغشاء الْقَرنِي الَّذِي فِيهِ المَاء ويسكبه إِلَى أَسْفَل ويمسك المقدحة عَلَيْهِ سَاعَة ثمَّ تشيلها فَإِن صعدت كبسناه أَيْضا حَتَّى لَا يصعد ثمَّ يخرج المقدحة إخراجاً بانفتال قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يقطر فِي الْعين شَيْئا من ملح وَمَاء وَيغسل بِهِ الْعين ألف وَيَضَع عَلَيْهَا قطنة بصفرة الْبيض ودهن ورد ويشدها ويشد مَعهَا الصَّحِيحَة لِئَلَّا تتحرك الْأُخْرَى بحركتها ويستلقي العليل فِي بَيت مظلم ويحذر العطاس وَالْكَلَام والحركات الشَّدِيدَة ويلطف غذائه إِلَى السَّابِع وَيكون الشد بِحَالهِ إِلَى ذَلِك الْيَوْم إِلَّا أَن يمْنَع مَانع من وجع أَو ورم حَار ثمَّ يحل ويجرب هَل يبصر وَلَا يجرب هَل يبصر بعد الْقدح على الْمَكَان لِأَن ذَلِك يصعد بِالْمَاءِ سَرِيعا لتفرس الْإِنْسَان بالناظر وَإِن عرضت لَهُ مرَارَة فَحل الْعين قبل السَّابِع ورم إصْلَاح مَا حدث.
انطيلس قَالَ إِذا دخلت المقدحة فَلْيَكُن الرَّأْس الحاد مائلاً إِلَى الزاوية الصُّغْرَى لِأَنَّهُ كَذَا يسلم)
سَائِر الأغشية ثمَّ أدره قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يَجعله فَوق المَاء ثمَّ اكبسه إِلَى الْأَسْفَل.
قَالَ فَإِن كَانَ المَاء كدراً عسر الإنكباس يعلق وَيرجع فبدده بالمقدحة فِي النواحي كلهَا فَإِنَّهُ قد يبرؤ إِبْرَاء تَاما وأدفعه إِلَى الزاوية الصُّغْرَى أَو الْكُبْرَى أَو إِلَى فَوق وَانْظُر فِي أَي مَكَان يجس أَجود وَيتَعَلَّق فادفعه وَقد تعلق مَرَّات كَثِيرَة فَوق فبرأ العليل وَلم يعاود. قَالَ وَاعْلَم أَنه رُبمَا قد أمعنت المقدحة فَخرج الدَّم وجمد فِي ثقب الْعين فَعرض من ذَلِك شَيْء لَا يبرؤ الْبَتَّةَ.
قَالَ وَبعد الْقدح شدّ الْعَينَيْنِ جَمِيعًا وضع عَلَيْهِمَا دهن ورد وبيض وَلَا يحلهَا إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مَا لم يحوجك إِلَى ذَلِك وجع أَو ورم وَإِذا حللتها فاسخنها قَلِيلا بتكميدها بِمَاء طبيخ الْورْد أَو ورق الْخلاف يفعل ذَلِك إِلَى السَّابِع وَإِلَى تَمام سُكُون الوجع ثمَّ يحله وَأَن رَجَعَ المَاء فِي بعض هَذِه الْأَيَّام فَأدْخل المقدحة ثَانِيَة فِي ذَلِك الثقب بِعَيْنِه لَا فِي غَيره لِأَن ذَلِك لَا يلتحم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ فِي غضروف.
(1/294)
تياذوق مِمَّا يَنْبَغِي أَن يَدعه صَاحب المَاء الْحجامَة والسمك وَلُحُوم الضان وَالصَّوْم والنبيذ والبقول وَيَأْكُل مرّة نصف النَّهَار وينفع من بدؤ المَاء وَيحد الْبَصَر أَن يسحق شَيْئا من حلتيت بِعَسَل ويكتحل بِهِ وَيَأْكُل مِنْهُ صَاحب الوجع أَو يكتحل بِشَيْء من الفربيون أَو كماذريوس ألف.
للانتشار لي إِذا كَانَ الانتشار من ضَرْبَة يعالج بالفصد أَولا ثمَّ يحجم الفاس ثمَّ يوضع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة ويقطرها فِي الْعين لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ ورم حَار فِي العنبي وَأَكْثَرهم يسكن عَنهُ وَإِن لم تعالجه فِي مُدَّة عشري يَوْمًا والأجود أَن تعالج وَأَن لَا يكون فِي مَوضِع مضيء لِئَلَّا تتعب الْعين بالضوء ينظر فِيهِ وَمِمَّا يصلح أَن يضمد بِهِ ورق الهندباء الْمُسَمّى سطوى.
قَالَ بختيشوع أَنه جيد الإنتشار من ضَرْبَة وَهَذَا يعْمل بخاصيته وينفعه الْورْد الرطب واليابس والصندل والفلفل والقرنفل والنيلوفر وورق الْخلاف نَافِع جدا وزهرته فَإِذا سكنت الحدة فدقيق الباقلي بِالشرابِ يعجن وَيُوضَع عَلَيْهِ قَالَ وَأَنه نَافِع للإنتشار.
وَرَأَيْت الْغُلَام الأعجمي الَّذِي كَانَ أَصَابَهُ انتشار أصَاب عينه لما عالجه ابْن عَليّ بالوردي برأَ فِي عشرَة أَيَّام فَرد هَا هُنَا نُسْخَة وردي جيد وَالَّذين ينتشرون من ضَرْبَة يبصر قَلِيلا فقد كَانَ ذَلِك الْغُلَام وَرجل آخر مغربي أَصَابَهُ نشابة فِي عينه فانتشر يبصر قَلِيلا.
الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ الْعلَّة الْمُسَمَّاة الزرقة إِنَّمَا هُوَ إفراط يبس الرُّطُوبَة الجليدية وَهُوَ)
أعظم آفَات الْعين لي هَذَا يشبه فِي النّظر إِلَى المَاء إِلَّا أَنه أَبيض جصي لَا يشف راكداً لَا يَتَحَرَّك من مَكَانَهُ الْبَتَّةَ فَاعْلَم ذَلِك وَلَا تقدحه قَالَ والمقدحة يَجِيء وَيذْهب فِي مَكَان وَاسع وَيرى من جَمِيع النواحي لي هَذَا الْمَكَان هُوَ الْموضع الَّذِي يُؤْخَذ فِيهِ الْقَرنِي عَن العنبي حَتَّى صَار يشبه الصنج لي فِي هَذَا الْموضع من الْكتاب حجَّة على من توهم أَن المَاء دَاخل العنبي فَإِنَّهُ قد صرح لي وَقَالَ فِي مَا بَال من أَصَابَهُ المَاء من ضَرْبَة لم يبرء وَهَذَا إِنَّمَا يكون لِأَن الأنبوب الْمَوْضُوع على الْبَيْضَة يخترق فَيدْخل إِلَى الثقب مَتى قدح مَاء آخر لي كَانَ ابْن فراس يتخيل مثل البقة مُدَّة طَوِيلَة وَلم تكن فِي عَيْنَيْهِ كدورة إِلَّا أَنه كَانَ
(1/295)
دَائِما وَهَذَا يدل على أَنه كَانَ قُدَّام الجليدي فِي طرف البيضية أَو الْقَرنِي شَيْء يُوجب ذَلِك.
مسَائِل الْفُصُول قَالَ مِقْدَار ثقب العنبي يكون بِقدر الرطوبات فَإِن أفرطت مددتها مدا شَدِيدا فاتسع لذَلِك وبالضد ألف.
الْمقَالة الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ صغر ثقبتي العنبي يكون إِمَّا لنُقْصَان البيضية فيعدم التمدد وَإِمَّا من ترطب الطَّبَقَة العنبية فتكمش قَالَ وسعة الحدقة تكون إِمَّا لرطوبة كَثِيرَة تمدد العنبية وَهِي كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وَإِمَّا لِأَن يكون هَذَا التمدد وَقع فِي العنبي نَفسه قَالَ والطبقة العنبية تتمدد إِمَّا من ورم يعرض لَهَا وَإِمَّا من يبس وَإِمَّا لِكَثْرَة الرُّطُوبَة الَّتِي تحويها وتمددها. قَالَ وَالَّذِي يكون بِسَبَب جفونها عسر الْبُرْء وَإِمَّا للسعة الكائنة بِسَبَب الورم الْحَار وَغَيره مِمَّا يَلِي قَعْر العنبية فمددها فَإِنَّهُ يبرؤ لي قد بَان من كَلَامه أَنه للإنتشار ثَلَاثَة أَسبَاب وللضيق سببان قَالَ والرطوبة البيضية إِن غلظت نقصت من جودة الْبَصَر وَإِن غلظت غلظاً كثيرا كحالها الْمُسَمَّاة نزُول المَاء عاقب الْبَصَر وَإِن وَقع هَذَا الغلظ فِي الثقب كُله وَلَكِن حواليه أبْصر من بِهِ ذَلِك الْأَشْيَاء أَصْغَر مِمَّا هِيَ لِأَن حدقته قد ضَاقَتْ وَإِن وَقع ذَلِك فِي الْوسط أبْصر فِي الَّذِي يبصره كوَّة لِأَن عينه لَا يَقع على بعض مَا ينظر إِلَيْهِ وَيَقَع على حوالي الْموضع الَّذِي يبصره فيظن أَن مَا لَا يبصره لَيْسَ كوَّة هُوَ فَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة الغليظة مبددة فِي مَوَاضِع كوَّة من الحدقة رأى كَأَن بقاً يطير أَو ذراً أَو شكل أَمر قَالَ وَرَأَيْت غُلَاما عرض لَهُ أَن أصَاب عينه حَدِيدَة حَار فسالت الْبَيْضَة وتكمش ثقب حدقته من سَاعَة وصغرت وتكمشت القرنية أَيْضا بأجمعها إِلَّا أَنه لما عولج اجْتمعت هَذِه الرُّطُوبَة وبرأ إِلَّا أَن هَذَا أَمر نَادِر قَلِيل فَأَما فِي أَكثر الْأَمر فَيتبع سيلان هَذِه الْعَمى.)
السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ ينزل فِي عيونهم المَاء يَنْبَغِي أَن ينظر هَل يَتَّسِع النَّاظر إِذا غمضت الْعين الْأُخْرَى فَإِن كَانَ لَا يَتَّسِع فَإِن الْقدح لَا يَنْفَعهُ لِأَن مَعَ ذَلِك سدة لي ينظر فِي هَذَا لي دَوَاء جيد للإنتشار من ضَرْبَة فيعجن دَقِيق الباقلي ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد جداُ.
أريباسوس ألف يصلح لضيق الحدقة شياف يتَّخذ من الآس والزعفران لي عماد هَذَا على الملينات القوية مِنْهَا لِأَن الْقوي صلب لي وَالْعلَّة الْمُسَمَّاة زرقة وَهِي أَن ينظر فِي ثقب العنبي فَيرى كَأَن ذَلِك الْموضع من الْخبز العنبي هُوَ أَزْرَق فَإِن كَانَ العنبي كُله أَزْرَق فَلذَلِك الْموضع يكون أَشد زرقة حَتَّى يستبين ذَلِك وَصَاحبه لَا يبصر إِذا استحكم ويضعف بَصَره إِذا بدا وَإِنَّمَا هُوَ جفوف وَغلظ يعرض للجليدي.
(1/296)
لي إِذا حدث من الْقدح فِي الْعين دم فَلَا تبال بهَا الْبَتَّةَ لَكِن امزجه بِالْمَاءِ بِالضَّرْبِ بالمقدحة ويكبسها جَمِيعًا إِلَى أَسْفَل وَرُبمَا كَانَ المَاء عسر الْوُقُوف فيمد مِنْهُ عمدا بِأَن يغمز المقدحة إِلَى نَاحيَة الزواية الصُّغْرَى فضل غمز ثمَّ يمزجها جَمِيعًا ويكبسها لي اعْلَم أَن ضيق الحدقة يكون من اليبس والرطوبة فَاعْلَم التَّدْبِير والسحنة ثمَّ عَلَيْك بالعلاج ذكرت هَذَا بعد إِذا كَانَ مَعَ ضيق الحدقة ضعف الْبَصَر فالعلة من يبس لِأَن ضيق الثقب لَا يكون عِلّة لسوء الْبَصَر فِي شَيْء من الْأَحْوَال وَكَذَا قَالَ جالينوس بل إِنَّمَا يكون ذَلِك بِالْعرضِ لِأَن ضيقه دَلِيل على يبس قد نَالَ الجليدي لقلَّة الْبيض وَإِذا كَانَ إِنَّمَا الضّيق لِكَثْرَة الْبيض فالجليدية بِحَالِهَا الطبيعية والثقب يزْدَاد جودة فِي الْبَصَر.
الثَّالِثَة من قاطاجانس قَالَ الْمعز تقدح عيونها بِآلَة دقيقة وَفِي خلال كَلَامه أَن ذَلِك لَا ينفع فِي قدح أعين النَّاس لي إِذا رَأَيْت مَعَ ضيق حدقة الْعين كلهَا ضامرة خَفِيفَة فالعلة من جفاف رطوبات الْعين وَقلة اغتذائها وَإِذا كَانَت الْعين مَعَ ذَلِك سَمِينَة منتفخة وَقل مَا يكون فالعلة من ترطيب العنبية فَلذَلِك استرخت فيكمش الثقب لي وتفقدت غير وَاحِد فَرَأَيْت أحداقهم لَيست خَالِصَة الصفاء بل كدرة ضبابية فَاحْسبْ الرّقّ يكون بالضد الأول.
قاطيطريون قَالَ من ينظر فِي عَيْنَيْهِ المَاء أَو لغيره وَنَحْوه من جَمِيع مَا يعالج بالحديد فَيَنْبَغِي أَن يميله ويزيله عَن اسْتِقْبَال الشَّمْس وَبِالْجُمْلَةِ فافعل ذَلِك لجَمِيع من يعتل عينه وَذَلِكَ أَن لَيْسَ يمكننا استقصاء تعرف مَا يحدث فِي الْعين من الْعِلَل ألف والعليل مواجه للضوء لأستقصاء معالجته وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يهرب فِي علاج الْعين بِالْيَدِ وَفِي تعرف مَا بهَا من الْعِلَل من مُوَاجهَة الضَّوْء ويتحرى أَن يكون إِمَّا مستدبر للضوء وَإِمَّا زابلاً من مُوَاجهَة وَقَوْلِي هَذَا إِنَّمَا هُوَ لما دَاخل)
الجفن فَإِن الإجفان قد يُمكن أَن يعالج وَالْإِنْسَان مُسْتَقْبل للضوء نَحْو قطع الجفن والشرنانق وَبِالْجُمْلَةِ كل علاج يحْتَاج الطَّبِيب فِيهِ إِلَى أَن تكون الْعين مَفْتُوحَة الأجفان فإمَّا إِن كَانَت الْعين قد رمدت رمداً شَدِيدا أَو كَانَت فِيهَا قرحَة فَإِن المعالج يَنْبَغِي أَن يكون محول الْوَجْه عَن الضَّوْء أصلا فِي وَقت علته خلا الْوَقْت الَّذِي يُرِيد الطَّبِيب أَن يقطر فِي عينه الدَّوَاء فَإِن فِي ذَلِك الْوَقْت يَنْبَغِي أَن يمِيل إِلَى الضَّوْء ليراها حسنا وَلَا
(1/297)
يستقبله وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن يكشط ظفرة أَو يقْدَح أَو يعالج بِنَحْوِ هَذَا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يجلس العليل جلْسَة تسلم بهَا الحدقة من مصاكة الضَّوْء وملاقاته وَلَا يحول بَين الطَّبِيب وَبَين جودة النّظر واستقصائه.
قَالَ من يقْدَح عينه أَن لم يحفظ شكله الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الطَّبِيب وَأخذ يَتَحَرَّك ويتمدد تمدداً شَدِيدا حَتَّى يمْلَأ وَجهه الدَّم كَانَ ذَلِك ردياً جدا. من كتاب الْعين قَالَ الثقب يَتَّسِع أما من الطَّبْع وَأما من مرض وَالْمَرَض يكون لإمتداد العنبية وتمددها يعرض أما اليبس وَأما الورم وَأما لِكَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وضيقة ويعرض بالطبع وَأما لمَرض ومرضه الَّذِي يضيقه قلَّة أَو يترطب الطَّبَقَة العنبية.
تجارب البيمارستان الْعين المقدوحة ترى المَاء ترى المَاء فِيهَا يترجرج تَحت القرنى أَو تَحت النَّاظر أَو حواليه وَقد برْء غير وَاحِد من الإنتشار وَابْتِدَاء المَاء بالإكتحال بالحلتيت وَالْأكل مِنْهُ وَهُوَ عَجِيب فِي جلاء الْبَصَر. لي معجون جيد للْمَاء فِي ابْتِدَائه إِن شَاءَ الله وَج حلتيت زنجبيل بزر الرازيانج يجمع بِعَسَل وَيسْتَعْمل كل يَوْم بندقة.
قَالَ عصارة البصل إِذا اكتحل لَهَا للْمَاء النَّازِل فِي الْعين جدا نفع. بزر ألف الرازيانج نَافِع لمن ينزل المَاء فِي عينه والرازيانج كُله والسكبينج أبلغ الْأَدْوِيَة للْمَاء النَّازِل فِي الْعين لي يسْتَعْمل فِي الإنتشار ورق الْخلاف أَن ضمد بِهِ بعد أَن يدق ينفع من الإنتشار الْحَادِث من ضَرْبَة لي يعصر ويجفف وَيسْتَعْمل مَعَ الْورْد شيافاً لذَلِك أَو كحلاً فَإِنَّهُ بليغ.
المرارات تحد الْبَصَر وَالْفضل الَّتِي فِيهَا مرّة حَمْرَاء اللَّوْن وعَلى الَّتِي فِيهَا خضراء كثير جدا فِي الحدة ويخلط بهَا مَاء الرازيانج ودهن بِلِسَان وسكبينج وَعسل.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ الْعلَّة الْمُسَمَّاة الزرقة تحدث عَن يبس الجليدية لي قد رَأَيْت رجلا ضَعِيف الْبَصَر فنغرسنت فِي ناظره فرأيته كدراً زرقاء ثمَّ جعلت أدمن النّظر إِلَيْهِ أشهر أهل يزِيد لظني أَنه أبتداء مَاء فَكَانَ بِحَالهِ فحدست أَنَّهَا الزرقة فَأَقْبَلت عَلَيْهِ بالترطيب بِكُل حِيلَة)
فَكَانَ أصلح وَلم يبرء برءاً تَاما.
وَقد قَالَ جالينوس أَن الزرقة الْحَادِثَة عَن يبس الجليدية مرض عسير الإنقلاع جدا.
دياسقوريدوس النقط جيد للْمَاء فِي الْعين ودقيق الباقلي إِذا عجن بشراب وضمد بِهِ كَانَ بليغ النَّفْع من الإنتشار الْحَادِث من ضَرْبَة.
دياسقوريدوس عصارة بخور مَرْيَم أَو ورقة أَن خلط بِعَسَل أَو كحل أذهب المَاء الْبَتَّةَ
(1/298)
والشونيز إِذا سحق وخلط بدهن الأيرسا وسعط بِهِ نفع من ابْتِدَاء المَاء فِي الْعين جدا والحلتيت أَن خلط بِعَسَل أَو اكتحل بِهِ اذْهَبْ بِهِ ابْتِدَاء المَاء والسكبينج يذهب ابْتِدَاء المَاء وَهُوَ نَافِذ فِي ذَلِك لي الفرفيون لَهُ قُوَّة جالية للْمَاء الْعَارِض فِي الْعين إِلَّا أَن لذعه لَهَا يَدُوم النَّهَار كُله فَلذَلِك يخلط بِعَسَل أَو بِغَيْرِهِ وَيدخل فِي الأشياف ليكسر من حِدته.
ابْن ماسويه قَالَ الزَّعْفَرَان خاصيته إذهاب الزرقة الْعَارِضَة بعقب الْمَرَض لي يَعْنِي المَاء لي لَوْلَا أَن المَاء قد يزِيد ويستحكم اجتماعه بعقب الْحجامَة وخاصة على النقرة وَأكل السّمك وَلذَلِك تَأمر بذلك إِذا أَبْطَأَ اجتماعه وَأَنه ألف قد يعرض بِلَا ضَرْبَة لعِلَّة أَنه لَيْسَ من أمراض سوء المزاج الْبَتَّةَ وَلَكِن من أجل ذَلِك يعلم أَنه قد يكون من انتفاخ أنبوب العنبي وَإِنَّمَا تكون لسقطة أَو ضَرْبَة وَهُوَ جُزْء من الرُّطُوبَة البيضية وَالْآخر من بخار البيضية إِذا غلظ وَلم يلتف فيتحلل وَيخرج من نفس بدن القرنية وَكَذَلِكَ أرى أَن الْأَدْوِيَة القوية التَّحْلِيل اللطيفة نافعة مِنْهُ خَاصَّة بعقب تكميد الْعين وَكلما يسخن الرَّأْس كالشراب الصّرْف الْعَتِيق الْقَلِيل وتكميد الْعين باليابس وتقليل الْغذَاء وتجفيف الْبدن واسخانه وَتَحْلِيل البخار الَّذِي قد بَدَأَ يجْتَمع وخاصة أَن أعين بِبَعْض الأشياف المحللة.
حنين اتساع ثقب العنبى العرضي يكون من شَيْء يمددها وتمددها إِمَّا لورم يحدث فِيهَا من ضَرْبَة أَو غَيرهَا وَإِمَّا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية وَإِمَّا من يبس فِيهَا فيمدد لذَلِك ثقبتها وضيقها يكون إِمَّا من رُطُوبَة العنبية وَإِمَّا من قلَّة البيضية وَقد يعرض أَن يرى شبه البق وَالشعر وَلَيْسَ لإبتداء مَاء لَكِن لجفوف البيضية فِي بعض الْمَوَاضِع لي الْفرق بَينهمَا أَن يكون بعقب سخونة نَالَتْ الْبدن وبعقب نُقْصَان من الْعين وَقلة رطوبتها البيضية حَتَّى يظْهر النُّقْصَان عَلَيْهَا يحرز إِن شَاءَ الله لي جَمِيع هَذِه التخيلات أَربع ضروب إِمَّا لإبتداء مَاء وَإِمَّا لشَيْء فِي الْمعدة وَإِمَّا لجفاف البيضية وَإِمَّا لذكاء الْحس لي شياف عَجِيب استخراجي على مَا رَأَيْت فِي كتاب غَرِيب ينقع)
شَحم الحنظل فِي المَاء ثمَّ يعْقد ذَلِك المَاء وَيُؤْخَذ مرَارَة تَيْس فتجفف فِي جامة وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشر دَرَاهِم عقيد شَحم الحنظل فِي المَاء دِرْهَمَانِ ونوشادر مِثْقَال وفربيون مِثْقَال يجمع الْجَمِيع للْمَاء تُؤْخَذ الْجلْدَة الخضراء الَّتِي تكون على قانصة الحباري فينظف ويجفف فِي الظل ويجاد سحقها ويكتحل بِهِ مَعَ الْعَسَل ينفع من نزُول المَاء فِي الْعين. شياف المرارات الْمُخْتَصر النافع تُؤْخَذ زنجبيل وفلفل وَدَار فلفل وَدَار صيني ودردي محرق وَوَج وصمغ ألف الزَّيْتُون الْبري وعروق الصباغين ورماد الخفاش ورماد الخطاطيف محرقة
(1/299)
بنوشادر وفربيون وحلتيت وسكبينج فيسحق فِي هاون نصحا ثمَّ يسقى بحرارة الماعز ومرارة الشبوط حَتَّى يعجن ثمَّ يتَّخذ شيافاً بمرارة الماعز ومرارة الشبوط وأكحله بِمَاء السذاب فَإِنَّهُ كَاف.
تشريح الْأَحْيَاء الْمَرَض الْمَعْرُوف بالزرقة المزمنة ينتى جمود الرُّطُوبَة الجليدية وانعقادها وَيحدث مِنْهَا غشي تَامّ.
مسيح مازاد من أدوية المَاء الدَّاخِل فِي شياف المرارات دم الورل زنجبيل فلف رماد الخطاطيف شرذق سلخ الْحَيَّة. قَالَ إِذا اتَّسع النَّاظر من غيران يتَغَيَّر لَونه رأى صَاحبه الْأَشْيَاء الْأَصْغَر فافصد قيفاله فِي ذَلِك الْجَانِب أَو احجم اخدعيه ثمَّ اسهله ثمَّ انطل رَأسه وعينه بِمَاء الْبَحْر أَو بِمَاء وملح وخل ممزوج وقطر فِي الْعين لبن امْرَأَة بعد أَن يكتحل بالإكحال الَّتِي تعرف بالسنبلية وَأما من يرى الْأَشْيَاء الْأَصْغَر فليداوم غمز رَأسه وعينه ينطل بِمَاء عذب فاتر ويدهن الرَّأْس بدهن البنفسج وَالْخَيْر ويكحل بحكل مضاض حاد.
للْمَاء يُؤْخَذ الْجلْدَة الخضراء الَّتِي تكون من قانصة الحباري فينظف ويجفف فِي الظل ثمَّ يجاد ويكحل للْمَاء فَإِنَّهُ عَجِيب.
دياسقوريدوس وَمَاء البصل إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل ينفع من ابْتِدَاء المَاء.
دياسقوريدوس الحلتيت إِذا اكتحل بعد أَن يخلط بالعسل اذْهَبْ بابتداء المَاء.
جالينوس عصارة البصل نافعة من المَاء النَّازِل فِي الْعين.
بولس شَحم الأفعى يمْنَع من نزُول المَاء فِي الْعين المرارات القوية تصلح لإبتداء نزُول المَاء والسكبينج يشفي المَاء النَّازِل فِي العيناستفراج لي كَمَا رَأْي جالينوس عصارة غور مَرْيَم إِن اكتحل بِهِ مَعَ عسل نفع من نزُول المَاء فِي الْعين. دياسقوريدوس مزفيون قَالَ قُوَّة جالية للْمَاء فِي الْعين إِلَّا أَن لذعها إِيَّاه تدوم النَّهَار كُله لذَلِك اخلط بالعسل وبالأشياف الفاعلة لذَلِك النفطة نَافِع)
للْمَاء فِي الْعين والرازيانج نَافِع لمن نزل فِي عينه المَاء.
(1/300)
جالينوس قَالَ الشونيز إِن سقط بِهِ بعد أَن يحك بدهن الايرسا وَافق ابْتِدَاء نزُول المَاء فِي الْعين.
دياسقوريدوس قَالَ جالينوس السكبينج أفضل الْأَدْوِيَة للْمَاء النَّازِل فِي الْعين وَالْعَقْرَب البحري خير لَهُ. دياسقوريدوس وعروق الصباغين وعصارتها جَيِّدَة لبدو المَاء فِي الْعين.
دياسقوريدوس لبن التِّين الْبري وعصارة ورقه إِذا اكتحل بِهِ مَعَ الْعَسَل نَافِع لإبتداء المَاء فِي حنين قَالَ بولس زعم جالينوس أَن دماغ الخفاش مَعَ عسل ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء فِي الْعين.
اسْتِخْرَاج شياف المرارات الْمُخْتَصر النافع يُؤْخَذ زنجبيل فلفل دَار فلفل دَار صيني دردي محرق وَج صمغ الزَّيْتُون الْبري عروق الصباغين رماد الخفافيش رماد الخطاطيف محرقة نوشادر فربيون حلتيت سكبينج فيسحق فِي هاون نعما ثمَّ يسقى مرَارَة الماعز ومرارة الشبوط حَتَّى يعجن ويكتحل بِهِ بِمَاء السذاب أَو يُؤْخَذ فربيوناً جُزْءا فلفل أَرْبَعَة أَجزَاء فَاجْعَلْ مِنْهَا شيافاً بمرارة الماعز ومرارة الشبوط ويكتحل بِهِ بِمَاء السذاب فَإِنَّهُ نَافِع.
من الْعِلَل والأعراض يَنْبَغِي أَن ينظر أَولا ألف إِلَى من فِي عينه مَاء هَل يَتَّسِع ثقب أحد عَيْنَيْهِ إِذا فتح الْأُخْرَى فَإِذا كَانَ كَذَلِك نظرت هَل يقْدَح المَاء أم لَا وَذَلِكَ أَنه إِن عدم الْخلَّة الأولى لم يبصر وَإِن قدح لِأَن هُنَاكَ سدة فِي الْعصبَة المجوفة وَيفرق بَين الخيالات الَّتِي ترى فِي مثل البق وَغَيره إِذا كَانَ من المَاء وَإِذا كَانَ من غلظ مُنْقَطع فِي الرُّطُوبَة الجليدية بل الَّذِي يكون من المَاء يكون على حَالَة وَاحِدَة دَائِما وَالَّذِي عَن الرُّطُوبَة البيضية يكون فِي بعض الأحيان أخف.
الْأَعْضَاء الألمة الخيالات الَّتِي تتقدم نزُول المَاء فِي الْعين قد يكون عَن الدِّمَاغ قَالَ لَيست تكون هَذِه الخيالات دائمة وَتَكون عِنْد نزُول الآفة بالموضع المتخيل من الدِّمَاغ وَقد يكون بمشاركة الْمعدة وَيفرق بَينه وَبَين الَّذِي يخص الْعين الَّتِي تُرِيدُ أَن تنزل فِيهَا مَاء بِأَن الَّذِي من الْمعدة فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا سَوَاء والذيث يخص الْعين إِمَّا فِي عين وَاحِدَة وَإِمَّا غير مستوى فيهمَا وَلَا يكَاد يَسْتَوِي الْأَمر فيهمَا وَإِن كَانَت الْعلَّة متطاولة الزَّمَان فيهي يخص الْعين أَيْضا وَإِن كَانَت قريبَة الْعَهْد فَيجوز أَن يكون بمشاركة الْمعدة وَقد تكون من الدِّمَاغ وَإِن كَانَت تدوم على حَالَة وَاحِدَة فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَت تزيد وتنقص فالعلة بمشاركة الْمعدة وَإِن كَانَ إِذا شرب أيارج الفيقرا انْتفع بِهِ فالعلة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ لَا ينفع بذلك فالعلة تخص الْعين.
قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء أَن المرار الْقِتَال الَّذِي يخلط بِهِ لبن بعض اليتوعات القاتلة)
تفش المَاء إِذا كَانَ رَقِيقا مبتدياً.
(1/301)
جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر إِن دم الخفاش إِذا خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ نفع من نزُول المَاء فِي الْعين وَكَذَلِكَ يفعل دماغ الشَّاة وَقَالَ فِيهِ أَيْضا أَن مرَارَة ضبعة العرجاء تَنْفَع من نزُول المَاء إِذا خلطت بِعَسَل واكتحل بهَا.
من كتاب العلامات إِذا أردْت النّظر إِلَى المَاء الَّذِي فِي الْعين فشل الجفن الْأَعْلَى ومره أَن ينظر إِلَى فَمه إِلَى أَسْفَل وادلك الْعين بابهامك فَإِن ذَلِك أبين لِأَنَّهُ عِنْد الْحَرَكَة تتبين طبيعة المَاء أَو كَانَ فيهمَا جَمِيعًا غير متساوي فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَ التخيل فِي الْعَينَيْنِ فَإِذا رَأَيْته نيراينفذ فِيهِ الْبَصَر فَهُوَ طيب وَإِن كَانَ غليظاً كدراً فَهُوَ ردي.
قَالَ جالينوس ضَمَان أدوية المرارات عَظِيم وَإِمَّا فعلهَا فكثيراً مَا لَا يتَبَيَّن مِنْهُ شَيْء الأخسيس جدا.
من الأكحال الممتحنة شياف لبدو نزُول المَاء وَهُوَ يقْلع الْبيَاض وينفع الإنتشار يُؤْخَذ مرَارَة نسر فَيجْعَل فِي سكرجة وَيجْعَل دِرْهَم حلتيت فِي صرة وتلدكه فِيهِ وَهُوَ مسخن حَتَّى ينْحل كُله فِيهِ ثمَّ يلقِي فِيهِ دِرْهَم دهن بِلِسَان ثمَّ يَدعه حَتَّى يلغظ ويجعله شيافاً وأرفعه فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب.
لي فِي هَذَا الْإِصْلَاح لَهُ. مَجْهُول قَالَ أقِم من بِعَيْنِه مَاء بَين يَديك محاذياً للشمس وضع إبهامك على جفْنه الْأَعْلَى ثمَّ ارْفَعْ يَديك سَرِيعا وَانْظُر إِلَى المَاء فَإِن لم تره يَتَحَرَّك حِين رفعت يدك وحركته فَإِنَّهُ يقْدَح وَأما الَّذِي يتفرق ويجتمع فَلَا علاج لَهُ.
حنين قَالَ المَاء فِيمَا بَين العنبي والرطوبة الجليدية وَهِي رُطُوبَة غَلِيظَة تجمد فِي ثقب العنبي فنحجر بَين الجليدي وَبَين الإتصال ويستدل على ابتدائها وَهُوَ أصعب لِأَنَّهُ إِذا استحكم سهلت الْمعرفَة أَن يرى من قد أَصَابَهُ ذَلِك وَلم يستحكم قُدَّام عينه شبق البق الصغار يطير أَو يرَوْنَ شبه الشّعْر أَو شعاعاً فَإِذا كملت الآفة ذهب الْبَصَر الْبَتَّةَ وألوان المَاء مُخْتَلفَة فَمِنْهُ يشبه الْهَوَاء وَمِنْه مَا يشبه الزّجاج وَمِنْه أَبيض وَمِنْه أَخْضَر وَمِنْه بلون السَّمَاء وَمِنْه يمِيل إِلَى الزرقة وَهَذَا إِذا كَانَ المَاء شَدِيد الجمود وَهَذَا النَّوْع أعنى شَدِيد الجمود لَا يكَاد يبرؤ بالقدح وَيَنْبَغِي قبل الْقدح أَن تَأمر بتغميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ فَإِن لم يَتَّسِع ثقب الْأُخْرَى العليلة لم يتَعَيَّن فِي الْقدح لِأَنَّهُ وَإِن قدح صَالحا لم يبصر لِأَن عِلّة ذهَاب الْبَصَر حِينَئِذٍ لَيست
(1/302)
هِيَ المَاء بل الْعلَّة فِي نفس العصب)
الأجوف وَقد يعرض التخيلات الَّتِي فِي ابْتِدَاء المَاء من علل تكون فِي الْمعدة وَيفرق بَينهمَا إِن كَانَ التخيل فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا مَعًا أَو بِعَين وَاحِدَة وَهل تخايل إِحْدَى الْعَينَيْنِ مثل تخايل الأخرة سَوَاء فَإِنَّهُ إِن كَانَ التخيل فِي إِحْدَى الْعَينَيْنِ أَو كَانَ فيهمَا جَمِيعًا غير متساوي فالعلة فِي الْعين وَإِن كَانَ التخيل فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا وبالإستواء فيهمَا فالعلة من الْمعدة.
وَأَيْضًا سل عَن الْوَقْت فَإِن كَانَ قد مضى ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة مُنْذُ كَانَ التخيل وَمَعَ ذَلِك لَيست بالحدقة ضباب وَلَا كدر لَكِنَّهَا صَافِيَة فالعلة عَن الْمعدة وَإِن كَانَ لم يمض للتخيل زمَان طَوِيل فَانْظُر هَل التخيل ألف دَائِم أَو يخف فِي بعض الأحيان ويثقل فِي بعض فَإِن دَوَامه دَلِيل المَاء وسكونه وَخِفته وقتا بعد وَقت دَلِيل ألم الْمعدة وخاصة إِن كَانَ هيجانه عِنْد التخم وسكونه عِنْد حسن الأستمراء أَو التَّخْفِيف من الطَّعَام وَإِذا كَانَ مَعَ كَون التخيل يجد صَاحبه فِي معدته لذعاً أَو تقياً الفضلة اللذاعة سكن التخيل فَإِنَّهُ دَلِيل الْمعدة وَإِن كَانَ ينْتَفع بالفيقرا ويسكن ذَلِك التخيل فَذَاك دَلِيل أَنه عَن الْمعدة وَهَذَا الدَّوَاء شفاؤة وَالَّذِي يكون عَن المَاء فَلَا علاج المَاء قَالَ يفرغ الْبدن ثمَّ الرَّأْس ويلطف الْغذَاء وَيسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تقع فِيهَا المرارات وَمَاء الرازيانج والحلتيت وَالْعَسَل ودهن البلسان والفلفل والأشق قَالَ والأدوية النافعة للْمَاء تتَّخذ من المرارات وعصارة الرازيانج والحلتيت وَالْعَسَل ودهن البلسان وَنَحْو ذَلِك وكل هَذِه ينفع من ضعف الْبَصَر من ابْتِدَاء المَاء لِأَنَّهَا تلطف وتسخن وتنقى الْأَعْضَاء الألمة يفرق بَين الخيالات إِذا كَانَت فِي الْعين لإبتداء المَاء وَبَين الكائنة عَن الْمعدة بِأَن الكائنة عَن الْمعدة تكون فِي الْعَينَيْنِ جَمِيعًا على مِثَال وَاحِد وَالَّذِي يخص الْعين لَا يكَاد يجْتَمع لكليهما وَإِن اجْتمع فَلَا يَسْتَوِي حَالهمَا فِيهِ فَإِن كَانَت للخيالات مُدَّة ثَلَاثَة أشهر أَو أَرْبَعَة أشهر وَكَانَت الحدقة مَعَ ذَلِك صَافِيَة نيرة من الضبابة فالعلة عَن الْمعدة وَإِن لم يمض لذَلِك هَذَا الْوَقْت فَانْظُر هَل تِلْكَ الخيالات دائمة مُنْذُ حدثت فَإِن الدائمة تدل على المَاء فِي الْعين وَغير الدائمة على عِلّة الْمعدة وخاصة إِن كَانَ إِذا خف بطنة واستمرء غذائه حسنا لم يحس بهَا وَإِذا كَانَ يحس بهَا بعقب لذع فِي الْمعدة ويسكن عَنْهَا إِذا هُوَ تقيأها على الْمَكَان فَإِن هَذَا وَكيد وتجد قوما لَيست الحدقة مِنْهُم بالطبع صَافِيَة فَلَا تعجل حَتَّى يجْتَمع إِلَى ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل وَانْظُر هَل العينان جَمِيعًا على مِثَال وَاحِد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ على مِثَال وَاحِد فأجري أَن لَا تكون كدورته من أجل المَاء لَكِن من أجل طبيعتهما وَأَقل غذَاء من يتخيل أَيْضا هَذِه الخيالات وسله بعد استمرائه هَل يرى ذَلِك أَو هَل)
نقص مَا رأى فَإِن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ عَن الْمعدة وَإِن كَانَ عَن الْمعدة سهل بُرْؤُهُ بِشرب هَذَا الأرياج وجودة ألف استمراء الْغذَاء.
انطليس قَالَ المَاء يعرض فِي الْعين يعين عَلَيْهِ برودة المزاج وَبرد الْهَوَاء ورطوبة الْعين وَالَّذِي يقْدَح هُوَ المعتدل الجمود فَأَما الجامد والمترقق جدا فَلَا يقْدَح وَالَّذِي إِذا
(1/303)
غمزت إبهامك على الجفن وحركته وَرفعت الجفن فَلم تره قد تفرق ثمَّ عَاد وَرجع لَكِن بَقِي بِحَالهِ لَا يَتَحَرَّك فَهُوَ جامد قَالَ وَالَّذِي لَونه لون الْحَدِيد والأسرب فَإِنَّهُ معتدل الجمود فليقدح وَأما الَّذِي لَونه مثل الجبسين أَو كلون الْبرد فَإِنَّهُ شَدِيد الجمود فَلَا يقْدَح لي ينظر فِي هَذَا الْكتاب الْمَجْمُوع قَالَ من كَانَ بِعَيْنِه مَاء فَلَا يتقيأ فَإِنَّهُ يجلب إِلَيْهَا مَا بقى مَادَّة.
انطليس فِي الْقدح قَالَ يجلس العليل فِي الظل وَفِي مَوضِع يُحَاذِي وَجهه قرص الشَّمْس ويمسك رَأسه ويأمره بِمد حدقته إِلَى الزاوية الْعُظْمَى مَعَ قطر الْميل شَبيه الإلتفات إِلَى الصُّغْرَى قَالَ وَيبعد عَن سَواد الْعين بِقدر طرف المقدح ليَكُون إِذا دَاخل الطّرف كُله إِلَى الْعين بلغ النَّاظر ثمَّ خُذ رحى الرَّأْس فاكبس الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن تضع عَلَيْهِ المقدح ليصير لَهُ جوبة وَلَا يَزُول رَأس المقدح بِقدر مَا يبلغ الحدقة أَو يحوزها قدر شعيرَة وَلَا يكون أطول من ذَلِك لِأَنَّهُ إِن كَانَت أطول فَشد عَلَيْك شَيْء والأجود ذَلِك زمانات صغر تركبها وتنزعها مَتى شِئْت ثمَّ انكى على المقدح حَتَّى يخرق الملتحم والقرنى فَإِن العنبي ينْدَفع لَهُ وَلَا يخرقه لِأَن عَلَيْهِ لزوجة وَلَيْسَ رَأس المقدح بحاد فَإِذا دخل المقدح فضع على الْعين قطنة وغمّضها حَتَّى تستوي الحدقة ودع المقدح فِي مَوْضِعه ثمَّ افتحها وَانْظُر أَيْن ترى رَأسه فَإِن كَانَ لم يبلغ مَوضِع المَاء فاغمزه قَلِيلا وَإِن كَانَ قد جاوزه فجره إِلَى خلف حَتَّى يكون مَعَ المَاء سَوَاء فَإِذا فعلت ذَلِك فشل أَسْفَل المقدحة قَلِيلا قَلِيلا فَإِن رَأسه ينكبس وَلَا تزَال تفعل ذَلِك بذنب المقدحة على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ واقصد أَن تغمر المَاء إِلَى أَسْفَل فَإِن كَانَ عسر أَن يرجع إِذا غمرته فبرده فِي النواحي أَيْن سهل عَلَيْك حَتَّى يبصر من سَاعَته فَإِذا فرغت فضع على الْعين بَيَاض الْبيض ودهن الْورْد ثَلَاثَة أَيَّام وَيكون دَائِما ألف على الْقَفَا ثمَّ بعد ذَلِك اكحله بالشياف الْأَبْيَض لِأَن الْعين لابذ أَن يهيج فَإِذا قدحت فَشد الْعين الَّتِي لَا يقْدَح وَكَذَلِكَ عِنْد النّوم على الْقَفَا شدّ الْعين الْأُخْرَى وينام فِي بَيت مظلم وتعاهده بِالنّظرِ لتعرف حَاله وَانْظُر أَن لَا يهيج بِهِ عطاس وَلَا يتَكَلَّم وَلَا سعال وَلَا تحله إِلَى ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا أَن يحدث أَمر يُوجب ذَلِك فَإِن احتجت أَن تعيد فيع الْقدح فَفِي ذَلِك الثقب بِعَيْنِه لِأَنَّهُ لَا يلتحم)
سَرِيعا.
قاطيطريون قَالَ جالينوس إِن القادح يحْتَاج أَن يمسك المَاء تَحت المقدحة مُدَّة
(1/304)
طَوِيلَة فِي الْموضع الَّذِي يُرِيد أَن يسْتَقرّ فِيهِ حَتَّى يلتزق بذلك الْموضع التزاقاً عَظِيما.
الْعِلَل والأعراض قَالَ إِن ملاك الْقدح وجودته أَن يكون قَلِيل الوجع قَالَ وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي مَوضِع غَالب الضَّوْء وَلَا يُقَابل الشَّمْس على التَّحْقِيق يترادى عَنهُ قَلِيل.
قَالَ انطيلس وَقوم بطّوا أَسْفَل الحدقة وأخرجوا المَاء قَالَ وَهَذَا إِنَّمَا يكون فِي المَاء اللَّطِيف وَأما فِي الغليظ فَلَا لِأَن الرُّطُوبَة البيضية تسيل مَعَ ذَلِك المَاء وَقوم ادخُلُوا فِي مَكَان المقدح انبوب زجاج ومصوه فامتصوا الرُّطُوبَة البيضية مَعَه.
الاسكندر قَالَ مرَارَة الضبع نافعة لمن نزل فِي عينه المَاء وَكَذَلِكَ مرَارَة الذِّئْب فَإِنَّهَا قَوِيَّة تمر فِيهِ وَفِي جَمِيع الغشاوات فِي الْعين ومرارة النسْر إِذا خلطت مَعَ فرانسيون وَإِن صبَّتْ مرَارَة الأرنب فِي عين من بِهِ المَاء ابرأه قَالَ ومرارة الْكَلْب تَنْفَع لمن فِي عينه لحم ميت وتمنع بَدو نزُول المَاء فِي الْعين وَالْقَدِيم النَّازِل وَالْبَيَاض يَنْفَعهُ عصارة اناغلس مَعَ عسل وزبل الفار جيد للْمَاء.
ايشوع بخت قَالَ المَاء الَّذِي يتفرق وَيعود سَرِيعا جدا إِلَى حَاله لَا ينجو فِيهِ الْقدح.
ابْن سرابيون قَالَ المَاء يحدث فِي ثقب العنبى بَين الطَّبَقَة العنبية إِلَى الرُّطُوبَة الجليدية.
لي قد قَارب الْحق وَقد فَرغْنَا نَحن مَكَان المَاء على التَّحْقِيق ألف قَالَ والصافي النير فَإِنَّهُ يقْدَح والكدر فَلَا قَالَ وَيصْلح لهَذِهِ الْعلَّة فِي الِابْتِدَاء الايارجات الْكِبَار وَنَحْو ذَلِك وَمن الشيافات الاصطفطيقان والغريز والأنفع فِيهَا شياف المرارات وكل مرَارَة إِذا خلطت بالعسل لس شياف المرارات تُؤْخَذ مرَارَة الماعز فَيغسل ويلقى فِيهِ لكل اوقية درهما حلتيت فربيون ويحلان فِي مَاء السذاب ويمزج بِهِ ويشيف فَإِنَّهُ عَجِيب.
من كناش مسيح إِذا كَانَت الخيالات ترى من نوع وَاحِد دَائِما فالعلة بجفن الْعين وبالضد.
قَالَ إِذا كَانَ المَاء مستحكماً فَلم يبصر العليل لَا بِاللَّيْلِ وَلَا بِالنَّهَارِ وَكَانَ صَحِيحا قوي الْبدن لَيْسَ بِهِ صداع وَلَا سعال وَلَا زكام وَكَانَ مِمَّن يضْبط نَفسه عَن الْغَضَب وَالْحَرَكَة وَالشرَاب وَالْجِمَاع فليقدح وَإِلَّا فَإِن علاجه فضل لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يرجع المَاء بِهَذِهِ الْأَسْبَاب الَّتِي ذكرنَا وَإِمَّا أَن يشْتَد وَجَعه لَا سِيمَا إِن كَانَ بِهِ صداع.
دَقِيق الباقلى إِذا عجن بِالشرابِ نَافِع من اتساع ثقب الحدقة دياسقوريدوس وجدت فِي)
قرابادين عَتيق إِن شياف المرارات نَافِع للانتشار وَرَأَيْت فِي الْجَامِع وَغَيره من الْكتب مَا صَحَّ بِهِ عِنْدِي صِحَة قَوِيَّة أَن الْأَدْوِيَة النافعة لنزول المَاء فِي الْعين هِيَ بِعَينهَا نَافِع للانتشار.
(1/305)
كحل أصبته فِي الْجَامِع ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء وَابْتِدَاء الانتشار هَكَذَا وصف وَيقوم هَذَا الشياف مقَام شياف المرارات ينفع من الانتشار وينفع مِنْهُ المرارات مُفْردَة إِذا جعلت شيافاً مَعَ مَاء الرازيانج والشهد وَغير ذَلِك وَإِذا كحل بهَا رطبَة والصموغ وَغير ذَلِك من أدوية المَاء.
وَهَذِه صفة الْكحل يُؤْخَذ سذاب بري أَو بستاني إِن لم يصب برياً وبورق ارمني وبزر الفجل وصبر وزعفران وملح هندي وخردل وفلفل أسود ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر النانخواه ونوشادر وزنجار من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وَنوى الهليلج الكابلى محرق وبزر الرازيانج وفلفل أَبيض وزبد الْبَحْر من كل وزن أَرْبَعَة دَرَاهِم قليمياً الذَّهَب ومرقشيشا ونحاس محرق ألف وحضض خَمْسَة خَمْسَة فراخ الخطاطيف المحرقة ونوشادر وقشور الغرب وَمَاء الغرب من كل وَاحِد عشرَة عشرَة دَرَاهِم مرستة دَرَاهِم فلفل ثَلَاثَة وَنصف شونيز ثَلَاثَة وَنصف توتيا هندي ثَلَاثَة وَنصف تسْتَحقّ هَذِه الْأَدْوِيَة بِمَاء السذاب المعصور وَمَاء الفجل وَمَاء الرازيانج يسحق بِهَذِهِ اسبوعاً سحقاً نَاعِمًا ثمَّ يشيف ويجفف فِي الظل ويكتحل بِهِ على الرِّيق وَعند النّوم كل يَوْم وَلَا يكتحل بِهِ على الشِّبَع فَإِنَّهُ نَافِع غَايَة الْمَنْفَعَة.
اسْتِخْرَاج جيد يُؤْخَذ فربيون وحلتيت وزنجبيل وفلفل وبردى محرق فيسحق بمرارة شبوط وَيجْعَل شيافاً ويكتحل بِهِ بِمَاء السذاب للانتشار جيد بَالغ أَو خُذ فلفلاً منخولاً بالنفض فِي طاقات حَرِير جُزْءا فربيون نصف جُزْء فاعمل شيافاً بمرارة الماعز وَاتخذ من الفلفل وَحده مَعَ المرارة واكتحل بِهِ بِمَاء السذاب وَمَاء الرازيانج فَإِنَّهُ نَافِع لي أصبت فِي بعض الْكتب إِن ثَمَرَة سوى لِأَنَّهُ فِي الثَّالِثَة من اليبس تَنْفَع من الانتشار وَلم اعْلَم مَا هَذِه الثَّمَرَة وَلَكِن هُوَ شَاهد على أَن الانتشار من الرُّطُوبَة لي الْأَدْوِيَة القابضة نافعة جَيِّدَة للانتشار إِذا لم تكن بَارِدَة وَكلهَا يصلب اللَّحْم وَلذَلِك ارى أَن الاكتحال بالملح الاندراني خير مَا يكون لهَذِهِ الْعلَّة وَكَذَلِكَ الشبت والاكتحال الْمَعْمُول من القاقيا وَنَحْوه شياف المرارات يُؤْخَذ مرَارَة الشبوط ومرارة نسر ومرارة الجداة بِالسَّوِيَّةِ مجففاً ويعجن بِمَاء الرازيانج المغلي المروق وَيجْعَل شيافاً.
شياف لي يُؤْخَذ مرَارَة التيس الْجبلي أَو الأهلي إِن لم يصب فجففه ثمَّ اعجنه بِمَاء الرازيانج)
المغلي المروق وَتجْعَل شيافاً.
(1/306)
قَالَ جالينوس فِي كتاب الْفُصُول إِن الْعين إِذا عدمت الْغذَاء وجفت ضَاقَتْ حدقتها والرطوبات مَتى كَانَت معتدلة مددت الحدقة باعتدال وَإِذا افرطت مددتها تمديداً شَدِيدا وَاسِعًا رديا.
بختيشوع ورق سطوى وَهُوَ نوع من الهندبا نَافِع الانتشار من ضَرْبَة. حنين للانتشار يكون إِمَّا بِسَبَب باد وَإِمَّا من ضَرْبَة أَو سقطة فإمَّا الَّذِي يعرض ألف من ضَرْبَة فَإِنَّهُ مرض حاد يكون من رم يعرض فِي العنبة وَأما الَّذِي يكون بِسَبَب باد فَمَرض مزمن وَأكْثر مَا يعرض للنِّسَاء وَالصبيان وَأكْثر من يُصِيبهُ لَا يبصر شَيْئا وَإِن أبْصر فقليلاً وَيكون كلما يبصره اصغر مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ.
شياف المرارات تؤذ مرَارَة السبَاع والطيور وَدم الحرذون وخطاطيف محرقة وسلخ الأفعى وزنجبيل وفلفل أَبيض يتَّخذ شيافاً بِمَاء الرازيانج وَيحك على خشب آبنوس ويكتحل بِهِ لبدّو المَاء.
من الْعِلَل والأعراض وَكتاب الْعين ثقب العنبي يَتَّسِع ويضيق واتساعه يكون إِمَّا من الْخلقَة أَو يكون عارضاً والعارض يكون إِمَّا لِكَثْرَة الرُّطُوبَة البيضية الَّتِي فِي جَوْفه فتمدده تمديداً شَدِيدا فتتسع لذَلِك ثقبته وَهَذَا اتساع بِالْعرضِ وَإِمَّا لِأَن يُخَفف نفس العنبية فيتمدد ثقبتها وَهَذَا اتساع بالجوهر يخص العنبي لَا بِالْعرضِ وَإِمَّا ضيق الثقب فَيكون إِمَّا من الْخلقَة وَإِمَّا عارضاً فإمَّا الْعَارِض فَمِنْهُ بالجوهر وَهُوَ أَن يسترخي العنبي من رُطُوبَة تغلب عَلَيْهِ وَإِمَّا بِالْعرضِ وَهُوَ أَن تقل الرُّطُوبَة البيضية فَلَا تمددها فيتضايق لذَلِك الثقب لي رئينا هَذَا فِي آخر يحدث عَنهُ عدم الْبَصَر لليبس والرطوبة وَإِمَّا لسدة فِي الْعصبَة فاستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث فِي الْموضع ثقل دَفعه لي رَأَيْت فِي هَذَا هُوَ أَن الثقب الَّذِي فِي العنبي يَتَّسِع ويضيق لفضل يفعل ذَلِك لَكِن يضيق مرّة حِين يكثر الضَّوْء ويتسع أُخْرَى حِين تقل الْعلَّة الَّتِي نذكرها فِي البحوث الطبيعية وَلَو كَانَ الْأَمر على مَا يَقُول هَؤُلَاءِ أَنه لَا يَتَّسِع ثقب العنبي إِلَّا لرطوبة تمدده أَو ليبس يغلب عَلَيْهِ أَو لمجىء الرّوح الَّذِي فِي الْعين المغمضة إِلَيْهِ لم يَتَّسِع فِي الظلمَة وَلكنه يضيق فِي الضَّوْء لي سل أبدا فِي هَذِه لعلل عَن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم والمزاج وعالج بِحَسب ذَلِك وعالج ضيق الحدقة بِمَا يرطب ويحلل ويرخي كاللبن فِي الْعين والسعوط والأشياء المرطبة وَالْحمام وَالشرَاب والانتشار بالضد من هَذَا العلاج.)
قَالَ جالينوس ضيق الحدقة إِذا كَانَ خلقَة كَانَ سَببا لحدة الْبَصَر وَإِذا كَانَ حَادِثا ردياً جدا لِأَن هَذَا يكون من نُقْصَان الرُّطُوبَة قَالَ ذَلِك جالينوس فِي الْعِلَل والأعراض
(1/307)
قَالَ ألف وَأما ضيق الحدقة الْحَادِث بِسَبَب رُطُوبَة العنبي واسترخائه فَإِنَّهُ أسهل مداواة لِأَن تيبيس المرطب أسهل من ترطي الْيَابِس.
لي لَيْسَ جالينوس هَاهُنَا كَلَام مُنْتَظم وَذَلِكَ إِن ضيق الحدقة يكون سَببا لحدة الْبَصَر وَإِنَّمَا يكون ردياً إِذا كَانَ من يبس فَإِذا كَانَ من رُطُوبَة يجب أَن لَا يضر بالبصر بل يزِيد فِيهِ.
ايشوع بخت قَالَ إِذا ضَاقَتْ الحدقة رأى صَاحبهَا الْأَشْيَاء كَأَنَّهَا أكبر مِمَّا هِيَ وينفعه حب القوقايا وصب المَاء الْحَار على الْوَجْه وَالرَّأْس والعينين والافاوية المسخنة وَيسْتَعْمل لَهُ هَذَا الشياف جاوشير دِرْهَم رماد الخطاطيف أَرْبَعَة دَرَاهِم زنجار دِرْهَم يتَّخذ شيافاً لي اتساع الحدقة عندنَا استرخاء وضيقها تشنج وعَلى حسب ذَلِك يجب أَن يكون التَّدْبِير. كمل الْبَاب فِي المَاء والانتشار ويتلوه.
(1/308)
(الْبَاب السَّادِس)
(ضعف الْبَصَر) (ونقصانه الْبَتَّةَ وشكل الْعين بِحَالِهَا) وَحفظ الْبَصَر وتحديده والأشياء الَّتِي تضعف الْبَصَر وَمن يبصر بعيد وَلَا يبصر من قريب أَو من يبصر من قريب وَلَا يبصر من بعيد وَمن يرى فِيمَا يرى كوَّة أَو يرَاهُ أَصْغَر أَو يرَاهُ أكبر أَو يرَاهُ بِغَيْر لَونه وَالْعشَاء والروزكور.
الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض الآلمة قَالَ جالينوس مَتى كَانَت الْعين لَا ترى فِيهَا آفَة وَالْبَصَر مَفْقُود فالآفة فِي الْعصبَة المجوفة إِمَّا لورم وَإِمَّا لصلابة وَإِمَّا لسدة وَإِمَّا لسوء مزاج ماّ لي قد أجمع النَّاس عى أَن أكل الْملح الْكثير يضعف الْبَصَر وَرَأى ذَلِك لتجفيفه فَقَط فَإِنَّهُ لأَصْحَاب الْأَبدَان الرّطبَة لَا يتَبَيَّن ضَرَره وَأَجْمعُوا على أَن الْجِمَاع يضعف الْبَصَر وَالْأَمر فِيهِ كَالْأولِ عِنْدِي.
من الْمقَالة الرَّابِعَة من جَوَامِع حِيلَة البرؤ قَالَ الآفة تحدث بالبصر وشكله بِحَالهِ إِمَّا بِسَبَب العصب وَإِمَّا بِسَبَب الرّوح ألف الباصر والعصب تناله الآفة إِمَّا لورم وَإِمَّا لسوء مزاج)
ويستدل على كَون الورم الْحَار فِي العصب المجوف بالضربان والحمرة والثقل مَعَ فقد الْبَصَر وَأما الورم الْحَادِث عَن البلغم والحادث عَن السَّوْدَاء فالثقل وَعدم الْحَرَارَة وَيفرق بَيْنَمَا بطول الْوَقْت وَذَلِكَ لِأَن الورم الصلب لَا يكون إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة قَلِيلا قَلِيلا ويستدل على سوء المزاج الْحَار فِي العصب باللهب الشَّديد فِي الْعين مَعَ عدم الْبَصَر وَأما اليبس والرطوبة فَإِن يحدث فِي الْأَسْنَان فَيحدث عدم الْبَصَر لليبس فِي الْمَشَايِخ وللرطوبة فِي الصّبيان وَإِمَّا لسدة فِي الْعصبَة فاستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث فِي الْموضع ثقل دفْعَة.
(1/309)
الْمقَالة لرابعة من الْعِلَل والأعراض قَالَ كثير مِمَّن استقصى النّظر إِلَى لشمس عِنْد الْكُسُوف إِمَّا أَن ذهبت أَبْصَارهم الْبَتَّةَ وَإِمَّا ضعفت ضعفا شَدِيدا لابثاً قَالَ إِذا كَانَ مَعَ فقد الْبَصَر ضَرَر فِي سَائِر الْحَواس فالآفة فِي الدِّمَاغ وَإِذا لم يكن ذَلِك فالآفة قد يُمكن أَن تكون فِي الْعصبَة المجوفة إِمَّا سدة وتمحنه بتغميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ وبالنقلة من الجو النيّر إِلَى الظُّلم وَقد يكون من نقص القرنية وتكمّشها ويبسها وصلابتها ضعف الْبَصَر وَذَلِكَ يعرض للمشايخ كثيرا أَو قد يعرض للشبان أَيْضا فَإِن كَانَ مَعَ ضيق الحدقة فالآفة يبس فِي هَذِه الطَّبَقَة وَحدهَا كَمَا يكون فِي الشيخوخة وعلاجه الترطيب وَفتح الْعين فِي المَاء الفاتر العذب والأغذية المرطبة وَنَحْو ذَلِك.
الثَّالِثَة من الميامر قَالَ يخلط بالأدوية الحادة الَّتِي تتَّخذ لِلْبَصَرِ من الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض جدا شَيْئا ليقوى جَوْهَر الْعين ويفسده فيقوى فعله لي هَذَا تركيب الدَّوَاء الْمُتَّخذ من زنجبيل ونوشادر وفلفل وهليلج يحفظ.
قَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تمنع أَن يحدث فِي الْعين عِلّة هِيَ الَّتِي تمنع الرطوبات أَن تسيل إِلَيْهَا وَإِن جلّ أمراض الْعين لسيلان الرطوبات إِلَيْهَا فَإِنِّي وجدت أفضل هَذِه بالتجربة نَفسهَا وأفضلها الَّذِي اتخذته انا بِالْحجرِ الافروجي وَصفته فِي ألف الثَّالِثَة من الميامر لي وَإِمَّا نَحن فنعتاض عَنهُ بالتوتيا والكحل والشادنة والروسختج والقليميا يجود عَملهَا بالسحق ويمر على الجفن بالميل فَإِنَّهُ فِي غَايَة اليبس وَيَنْبَغِي أَن يسْقِي مَاء قشور الرُّمَّان بثفله ويعجن بِهِ ثمَّ يسحق وَيرْفَع إِن شَاءَ الله فَإِن هَذَا إِذا كحل بِهِ لم يدع أَن يرطب الْعين وَلَا يدمن فَإِنَّهُ يجففها جدا وينثر الأجفان وَرَأَيْت الْإِجْمَاع وَاقعا على أَن دهن البلسان يحد الْبَصَر ويحفظ عَلَيْهِ صِحَة إِذا وَقع فِي الأشياف.
لضعف الْبَصَر مرَارَة الْحُبَارَى مَعَ عصارة فراسبون وَعسل فائق يبزىء ضعف الْبَصَر سَرِيعا أَو يكحل بالمر والفلفل بِالسَّوِيَّةِ يَجْعَل شيافاً وَيسْتَعْمل أَو يُؤْخَذ زعفران وفلفل ويعالج بِهِ مَعَ)
مرَارَة الثور.
الْمقَالة الْعَاشِرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ الشُّيُوخ ينقص مِنْهُم الصفاق الْقَرنِي فَيكون ذَلِك سَببا
(1/310)
الطبرى كَثْرَة الْبكاء يضعف الْبَصَر ويولد سبل الْعين الْيَهُودِيّ من بعض كتب الْهِنْد قَالَ يَنْبَغِي فِي حفظ صِحَة الْعين أَن يكحل بالحضض فِي كل جُمُعَة مرّة فَإِنَّهُ يجلب مَا فِيهَا من غلظ الرطوبات لي اهرن إِذا رَأَيْت الْبَصَر مفقوداً وشكل الْعين بِحَالهِ لَا يُنكر فَانْظُر فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك آفَة أُخْرَى فِي الْحَواس الآخر فالعلة فِي الدِّمَاغ وَإِلَّا فالعلة فِي العصبتين المجوفتين وَإِن كَانَت سدة فِي الْعصبَة لم يَتَّسِع النَّاظر فِي حَال التغميض الْأُخْرَى.
ماسرجويه قَالَ فعل إِلَّا قليميا والتوتيا وتحوه من الْأَدْوِيَة يجفف البلة وَالْعين وَكَذَلِكَ السرطان البحري والكحل والشادنة وَنَحْوهَا والمرقشيثا والؤلؤ والصدف. من اختياران الْكِنْدِيّ كحل يحفظ الْبَصَر ويحده يُؤْخَذ توتيا فَيغسل بِالْمَاءِ سبع مَرَّات ثمَّ يُوزن مِنْهُ بعد أَن يجِف خَمْسَة مَثَاقِيل وَمن الْكحل والمرقشيثا مغسولين مرّة أَو مرَّتَيْنِ مثقالين يجمع ويسحق بِالْمَاءِ ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم سَاعَة ثمَّ يسْقِي مَاء مرزنجوش مروق بالنَّار ثمَّ يَجْعَل مَعَه مِثْقَال سك وَنصف دانق كافور ويسحق نعما وَيرْفَع فَإِن عَجِيب.
بولس قَالَ اسْتعْمل فِي ضعف الْبَصَر وكلا لَهُ الفصد من الْمرْفق ثمَّ من الماق ألف والعلق
(1/311)
على الأصداغ ودلك الْأَطْرَاف وَإِذا طَال الزَّمَان فاستمل العطوسات والقيىء على الرِّيق والأكحال الْمَعْرُوفَة لذَلِك بعده كالمرارات أَو الْعَسَل والرازيانج والفلفل وَنَحْوهَا.
مَجْهُول قَالَ إِن كَانَ امْتنَاع الْبَصَر عَن الدِّمَاغ فَإِن صَاحبه يجد صداعاً ودوياً وطنيناً فِي الرَّأْس وَيكون قد تقدم ذَلِك سَبَب من ضَرْبَة وَغَيره وَإِن كَانَ فِي الْآلَة الَّتِي ينبعث فِيهَا النُّور فَإِن دَلِيل ذَلِك إِن لَا يَتَّسِع إِحْدَى الحدقتين فِي حَال التغميض وَإِن لم يكن لَا هَذَا وَلَا الأول فالعلة فِي سَائِر آلَات الْعين فَحِينَئِذٍ فَانْظُر فِي حَال الثقب وَسَائِر الْآلَات قَالَ فإمَّا ضعف الْبَصَر الْكَائِن من بدوّ مَاء وانتشار غَيره فانفع الْأَشْيَاء كحل المرارات وَشرب الايارجات وَترك الطَّعَام الغليظ فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك صداع فَانْظُر فَإِن كَانَ من الْقَفَا فاكو اخدعيه وَإِن كَانَ من الْمُقدم فسل شريان صدغيه قإن ذَلِك يثبت بَصَره بِحَالهِ لي الْأَشْيَاء الَّتِي تضعف الْبَصَر الشبت والكرنب والعدس والبادروج وَالْملح واللحوم الغليظة والخل والحجامة وَالْجِمَاع حصن من اختياراته صفته برود الرُّمَّان الَّذِي يُسمى جلاء عُيُون النقاشين يُؤْخَذ رمان حُلْو)
ورمان حامض صَادِق الحموضة فيعصران بِالْيَدِ فِي عصارة نظيف وَتجْعَل كل وَاحِد على حِدته فِي قنية وَيجْعَل فِي الشَّمْس مشدود الرَّأْس من أول خيزران إِلَى آخر آب ويصفى كل شهر من الثفل ويرمى بالثفل ثمَّ يجمعان بِالسَّوِيَّةِ بعد ذَلِك وَيُؤْخَذ لكل رَطْل مِنْهُمَا صَبر وفلفل ونوشادر دِرْهَم دِرْهَم من كل وَاحِد برطل من مَاء الرمانين فينعم سحقه ويطرح فِيهِ وَيرْفَع فَإِنَّهُ كلما عتق كَانَ أَجود ويكتحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.
بولس برود يحفظ الْعين وَيحد الْبَصَر يسحق التوتيا بِمَاء المرزنجوش اسبوعاً ثمَّ يتْرك يجِف ويسحق وَيسْتَعْمل.
شياف لنقوش الْمَنْسُوب إِلَى حِدة الْبَصَر يُؤْخَذ سكبينج وجاوشير وملح اندراني وزنجار وفلفل أَبيض وحلتيت ودهن البلسان ومرارة الثور وَدَار فلفل وزنجبيل يجمع ألف الْجَمِيع بعصير الرازيانج.
اريباسيس قَالَ مِمَّا يحفظ الْبَصَر لِئَلَّا يظلم أَن يغوص الْإِنْسَان فِي مَاء بَارِد فِي الصَّيف وَيفتح عينه فِيهِ مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يُفِيد الْعين ضِيَاء كثيرا ويدمن قِرَاءَة الْكتب فَإِنَّهُ يُفِيد الْبَصَر قُوَّة ويدع الشَّرَاب لغليظ الحلو خَاصَّة والأغذية الَّتِي يطول لبثها فِي فَم الْمعدة والعسرة الهضم وَالَّتِي تولد اخلاطا غَلِيظَة وَالَّتِي يبخر إِلَى الرَّأْس كالبصل والكراث والجرجير وَنَحْوهَا وَلَا يستلقي على الْقَفَا مُدَّة طَوِيلَة ويحذر الرِّيَاح الشمالية أَن يسْتَقْبل عينه وَالْبرد
(1/312)
والثلج وَالدُّخَان وَالْغُبَار ويقطر فِي عينه كل يَوْم قطرات بنقيع الرازيانج ينقع الرازيانج طرياً فِي مَاء الْمَطَر فِي زجاجة وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يصفى ويقطر من فِي الْعين.
ابْن طلاؤس قَالَ لضعف بصر الْمَشَايِخ يدلك الْأَطْرَاف ويدام مشط لرأس وَيشْرب شراب الافسنتين قبل الطَّعَام وسكنجبين العنصل ويعطس ويغرغر بالعسل والخردل.
الساهر لحدة الْبَصَر مَا اتخذته لنَفْسي فانتفعت بِهِ عصرت مَاء الرُّمَّان المز واغليته حَتَّى ذهب النّصْف ثمَّ القيت نضعه عَلَيْهِ منزوع الرغوة واغليته حَتَّى اخْتَلَط وَغلظ وَجَعَلته فِي الشَّمْس عشْرين يَوْمًا ثمَّ اكتحلت مِنْهُ فاضاء بصرى.
آخر فائق مَاء الرُّمَّان الحامض وَمَاء الرازيانج المعصور ومرارة الْبَقر وَالْعَسَل بِالسَّوِيَّةِ وَيجمع وَينْزع رغوته ويكتحل بِهِ.
لي شياف لحدة لبصر يُؤْخَذ مرَارَة الْبَقر مجففاً وَدَار فلفل وهليلج وتوتيا يجمع بِمَاء الرازيانج)
وَيجْعَل شيافاً وَيحك بِهِ ويكتحل بِهِ إِن شَاءَ الله.
آخر باسليقون أَبُو السدى يُؤْخَذ هليلج أصفر وزنجبيل خَمْسَة خَمْسَة فلفل أَبيض دِرْهَمَانِ نوشادر دِرْهَم هَذَا عَجِيب جدا.
لظلمة الْبَصَر والدمعة مَجْهُول لظلمة الْبَصَر الَّذِي يصعب عَلَيْهِ قِرَاءَة نقش الْخَاتم مَاء البصل وَعسل يكتحل بِهِ.
التَّذْكِرَة لظلمة الْبَصَر يكتحل بالوج والدارصيني وعود البلسان وحبه واللؤلؤ والمر واللبان والقنطوريون الدَّقِيق والفلفل والزنجبيل وَمَاء الرازيانج وَمَاء الغرب وَمَاء الفجل والدارفلفل والحلتيت إِن اكتحل ألف بِهِ أَو أكل مِنْهُ يحد الْبَصَر وَأكل الفجل والاكتحال بِهِ والقطران ودهن البلسان وفراخ الخطاطيف المحرقة وَمَاء البصل وَعسل وَمَاء الْخَرْدَل الرطب والافسنتين وَمَاء الحاشا والجاوشير لي الاكحال الَّتِي تحفظ الْبَصَر تؤلف من الْأَحْجَار الْيَابِسَة مثل الْكحل والتوتيا والمرقشيثا والبسد والشادنة والسرطان البحري تربى بِمَاء الْمَطَر ثمَّ يلقى عَلَيْهَا من السنبل والساذج الْهِنْدِيّ وَالصَّبْر شَيْئا قَلِيلا ويكتحل بِهِ ويربى فِي الصَّيف بِمَاء ورد وَإِن أردْت أَن يحد الْبَصَر فبماء الرازيانج والسذاب
(1/313)
وللتحفظ من الرمد يكتحل بِمَاء الحصرم والسماق.
كحل يحفظ الْعين من الرمد الحزازة وَهُوَ من اكحال الصَّيف سرطان بحري وشادنة ولؤلؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة نشا دِرْهَمَانِ وَنصف اسفيداج الرصاص دِرْهَمَانِ بزر الْورْد ثَلَاثَة دَرَاهِم شياف ماميثا دِرْهَم رب الحصم دِرْهَم كافور دِرْهَم توبال الْأَحْجَار بِمَاء الْورْد ثمَّ يجمع مَعَ الآخر ويسحق بِمَاء الْورْد ويكحل بِهِ فِي الصَّيف بِأَن يغمس الْميل فِي مَاء ورد فِي الشتَاء بِمَاء بَارِد.
روفس إِلَى لعوام قَالَ ضعف الْبَصَر الْحَادِث عَن النّظر إِلَى الشَّمْس يشفيه النّوم الطَّوِيل وَالشرَاب وَقَالَ إِذا أَرَادَ أَن يحدث بالبصر ضعف فعلامته تبدء الْعين تظلم وَتَكون اشفار الْعين متفننة الألوان مثل قَوس قزَح وَيرى بَين يَدَيْهِ بريقاً فَهَذَا ينذر لضعف يُرِيد أَن يحدث فِي الْبَصَر فَيجب أَن يبْدَأ بتقنية الْبدن وَإِصْلَاح الْغذَاء.
من كتاب حنين قَالَ إِذا بَطل الْبَصَر أَو نقص من غير أَن يكون فِي أَسْفَل العي آفَة ظَاهِرَة فَإِن ذَلِك من أجل الْعصبَة المجوفة وَإِمَّا من أجل الدِّمَاغ. وأمراض الْعصبَة إِمَّا من سوء مزاج وَإِمَّا من ورم أَو سدة أَو ضغطة أَو انحلال فَرد مثل هتك يعرض لَهَا فَإِذا رَأَيْت قد ذهب الْبَصَر وَالْعين)
بِحَالِهَا فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الرَّأْس مَعَ ذَلِك ثقل وخاصة فِي عمقه وَمَا يَلِي قَعْر الْعين فَاعْلَم أَن رُطُوبَة كَثِيرَة سَالَتْ إِلَى عصبَة الْعين فضغطتها أَو ورمتها فَإِن خبّر العليل بِأَنَّهُ كَانَ أَولا يتخيل التخيلات الَّتِي يتخيلها صَاحب المَاء ثمَّ ذهب بَصَره وَلَيْسَ فِي شكل الْعين آفَة وَلَا بِهِ ثقل فِي قَعْر الْعين وَلَا الرَّأْس فَاعْلَم أَن علته من سدة فِي العصب ويستدل على السدة أَيْضا بتغميض إِحْدَى لعينين وَلَا يَتَّسِع الْأُخْرَى وَلم يُعْط عَلَامَات الْأُخْرَى وَيَنْبَغِي أَن يُعْطي عَلَيْهَا عَلَامَات قَالَ فَإِن ذهب الْبَصَر ألف بعقب سقطة أَو ضَرْبَة أَو قيىء شَدِيد وَكَانَت الْعين ثبتَتْ أَولا ثمَّ أَنَّهَا غارت بعد فَاعْلَم أَن الْعصبَة انهتكت قَالَ وَإِن رَأَيْت من يبصر من قريب وَلَا يرى من بعيد أَو يرى مَا صغر وَلَا يرى مَا كبر فَإِن ذَلِك لضعف الرّوح الَّذِي ينبعث من الدِّمَاغ فَإِن رَأَيْت بضد ذَلِك حَتَّى يرى من بعيد وَلَا يرى من قريب من مثل مَا يعرض للمشايخ أَو يرى بِالنَّهَارِ وَلَا يرى بِاللَّيْلِ علمت أَن ذَلِك لغلظ الرّوح النفساني وَكَثْرَة الفضول المخالطة لَهُ فِي ضعف الْبَصَر خَاصَّة يخرج الدَّم من الْعُرُوق الَّتِي فِي المأقين ويطرح العلق فِي الصدغين لي يَنْبَغِي أَن يحذر فِي أَي نوع من ضعف الْبَصَر هَذَا وَقَالَ وينفع من ظلمَة الْبَصَر والسدة الباسليقون وَهُوَ الْمُؤلف من القلتقار والنحاس المحرق والزنجار والفلفل والزنجبيل والسنبل وبماء الرازيانح لي هَذَا جيد فاعمل عَلَيْهِ وَيُزَاد كافور قَلِيل وَالَّتِي تحفظ الْعين وتمنع التجلب مِنْهُمَا تتَّخذ بِالْحجرِ الافروجي أَو بالاثمد أَو بالقليميا وَالصَّبْر والماميثا والزعفران والانزروت قَالَ وَلَا يسْتَعْمل الباسليقون وَنَحْوه من الْأَدْوِيَة الحادة وَالرَّأْس ممتل والهواء جنوبي وَلَا فِي صميم الصَّيف والشتاء ويقطر ابدا فِي بعدة لبن ليسكن لذعه.
(1/314)
ابْن ماسويه فِي المنقية قَالَ الَّتِي تظلم الْبَصَر ان ادهنت الخس إِذا كثر مِنْهُ والعدس والبادروج والكراث النبطى والشامي.
ولحدة الْبَصَر يكحل العليل بِمَاء البادروج وَشَيْء من جاوشير. قَالَ وَالزَّيْتُون النضيج يضر لِلْبَصَرِ.
قريطن كحل عَجِيب لسُقُوط الْأَشْعَار وَحفظ صِحَة الْبَصَر والدمعة يُؤْخَذ قليميا فَيدق دقاً جريشاً ويعجن إِن أردْت حفظ حِدة الْبَصَر بشحم الأفاعي وَإِن أردْت حفظهَا خَاصَّة فبعسل وَاجْعَلْهَا فِي كوز واحرقه حَتَّى لَا يرى دخاناً يخرج من الثقب الْبَتَّةَ فَإِذا لم يخرج من الثقب الدُّخان فاقلع الطَّبَق ورش عَلَيْهِ الْمَطْبُوخ واسحقه سحقاً نَاعِمًا وَخذ مِنْهُ جُزْءا وروسختجا وكحلاً ولازوردا نصفا نصفا فاجعله كحلاً ألف فَإِنَّهُ عَجِيب.)
من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي سياسة الصِّحَّة قَالَ يحفظ على الْعين صِحَّتهَا وَيمْنَع النَّوَازِل إِلَيْهَا أَن يداف الحضض بِالْمَاءِ ويقطر مِنْهُ فَإِن يمْنَع الْعين من قبُول الْموَاد وَيفْعل مثل ذَلِك الأشياف الَّذِي تهَيَّأ من السنبل والحضض جدا وَقَالَ ويضر بالبصر السكر الدَّائِم والباه وَالشرَاب الحلو والأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء والبطيئة النضج والمصدعة والمهيجة للباه والحريفة والسوداوية وَمن كَانَ بِهِ مَعَ ضعف الْبَصَر ثقل الرَّأْس فَليخْرجْ الدَّم ن الْجَبْهَة أَو الْأنف أَو الآماق وَكَثْرَة النّوم والسهر يضر بِالْعينِ وَيسْتَعْمل يصره فِي الْقِرَاءَة وَالنَّظَر فِي نقوش الْخَوَاتِم فَإِن ذَلِك لَهُ رياضة ولابد من النّظر إِلَى شَيْء مُدَّة طَوِيلَة كالمبهوت وَينظر إِلَى أَشْيَاء مُخْتَلفَة ويدلك عينه إِذا قَامَ من النّوم دلكا رَفِيقًا وينفع فِي بعض الْأَحْوَال اسْتِعْمَال الاكحال الحادة الَّتِي يحدر الدُّمُوع فَإِنَّهَا تجلو عينه وَتخرج الرطوبات ويدام لين الْبَطن وَلَا يكثر اسْتِعْمَالهَا.
شَابُور كحل الساذج الْحَافِظ للعين المقوي لَهَا اثمد سِتَّة توتيا أَرْبَعَة قليميا
(1/315)
دِرْهَمَانِ بسد مثله لُؤْلُؤ نصف دِرْهَم زعفران نصف دِرْهَم مسك قِيرَاط ساذج هندي دِرْهَم ينعم سحقه وتستعمل هَذِه الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة تسحق بِالْمَاءِ فِي الهاون أَيَّامًا ثمَّ تجفف وتلقى عَلَيْهَا إِن شَاءَ الله.
دَوَاء الْكَاتِب كحل يحفظ الْعين صِحَّتهَا وينشف البلة ويضيء الْعين شياف ماميثا وبزر الْورْد من كل وَاحِد دِرْهَم هليلج أصفر نصف دِرْهَم عصارة الحصرم دِرْهَم كحل مربى بِمَاء الْمَطَر السَّابِعَة من آراء بقراط وفلاطن قَالَ فِيهِ قولا أوجب أَن السدة هُوَ أَن لَا يَتَّسِع إِحْدَى الناظرين وَلَا يضيق بتغميض الْأُخْرَى وَفتحهَا من غير أَن يكون قد اتَّسع أَو ضَاقَ بل هُوَ حَافظ لشكله.
من قرابادين شَابُور الْكَبِير كحل يحفظ الْعين ويقويه وَيقطع الدمعة جيد بَالغ وَهُوَ الدمعة عجيبب ينقع الأثمد فِي مَاء الْمَطَر احدا وَعشْرين لَيْلَة ألف أَو المَاء الَّذِي يقطر تَحت الْحبّ ثمَّ خُذ مِنْهُ عشْرين درهما ومرقشيثا ثَمَانِيَة دَرَاهِم وتوتيا أَخْضَر وقليميا من كل وَاحِد اثْنَتَيْ عشر درهما لُؤْلُؤ صغَار دِرْهَمَانِ مسك دانق كافور دانقان زعفران دانقان ساذج من كل دِرْهَم يسحق الأثمد والمرقشيثا والتوتيا واللؤلؤ بِمَاء الْمَطَر ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْيَوْم عشر مَرَّات يسحق وَيتْرك حَتَّى يجِف ثمَّ يسحق وتلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة مسحوقة منخولة بحريرة ويعاد عَلَيْهِ السحق جيدا وَيرْفَع ويكحل بالعشيات والغدوات جيد بَالغ.
لحدة الْبَصَر اريباسيوس قَالَ يلقى رازيانج طرى فِي إِنَاء زجاج وَيتْرك فِيهِ اسبوعا ثمَّ يقطر مِنْهُ فِي الْعين كل يَوْم غدْوَة وَعَشِيَّة أَرْبَعِينَ يَوْمًا ويلطف غذاؤه.)
من سياسة الصِّحَّة قَالَ من عرض لَهُ من الباقهين ضعف الْبَصَر فَلَا يكحله بل أكبه على مَاء حَار مَرَّات وَمرَّة أَن يمشي فِي الْبَسَاتِين لي أتيت بصبي كَانَ بِهِ قرانيطس فبرأ مِنْهُ كَانَ لَا يبصر الْبَتَّةَ وحدقته لَا قلبة بهَا صافيتين نقيتين لَا وَاسِعَة وَلَا ضيقَة فأشرت عَلَيْهِ أَن ينطل رَأسه لي على مَا رَأَيْت فِي المعجونات معجون يحد الْبَصَر غَايَة الحدة زنجبيل وَوَج وايارج فيقرا أجزاءه سَوَاء حليتت ربع جُزْء ويعجن بِمَاء الرازيانج الرطب أَو طبيخ بزره وَعسل يسْتَعْمل دَائِما قدر بندقة كل يَوْم جيد للانتشار وَابْتِدَاء المَاء وظلمة الْبَصَر.
(1/316)
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ الطَّبَقَة القرنية إِن رطبت فَوق حَدهَا ضعف الْبَصَر وَصَارَ كدرا وَإِن يَبِسَتْ نقصت وَنقص الْبَصَر كالحال عِنْد الشيخوخة لي ينفع من الأول كحل المرارات وعلامته أَن يرى الْأَشْيَاء كَأَنَّهَا فِي ضباب من غير أَن تكون حدقته كدرة وَالثَّانِي يكون لون القرنى قَلِيل المَاء لِأَنَّهُ لَا يستبين فِيهِ انسانك إِذا نظرت فِيهِ الأبكد وعلاجه الترطيب.
عصارة الكمون الْبري يجيد الْبَصَر وَيخرج مِنْهُ رطوبات كَثِيرَة عَجِيبَة فِي ذَلِك. دياسقوريدوس عصارة البصل عَجِيبَة ألف إِذا اكتحل بهَا فِي تَحْدِيد الْبَصَر الَّذِي أفسدته رطوبات غَلِيظَة عصارة الفراسيون ويكحل بِهِ فَيحد الْبَصَر جدا السكبينج ابلغ الْأَدْوِيَة فِي تَحْدِيد الْبَصَر الَّذِي فِيهِ ضعف عَن أخلاط غَلِيظَة.
حنين التوتيا المغسول أَشد تجفيفاً من سَائِر الْأَدْوِيَة وَلَا يلذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع جيد لمنع الْموَاد إِلَى الْعين وتقوية الْعين لي اعْتمد عَلَيْهِ بدل حجر افروجي الْكحل قد جمع إِلَى التجفيف قبضا فَهُوَ لذَلِك جيد بَالغ لمنع الْموَاد عَن الْعين ودهن البلسان إِن اكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر.
والآبنوس يجلو الظلمَة الَّتِي فِي الْبَصَر جلاءا قَوِيا وَيدْفَع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا والحضض جيد لظلمة الْبَصَر لي أَنا اسْتعْمل هَذَا حَيْثُ حِدة ومواد سَائِلَة فَإِنَّهُ يمْنَع من ذَلِك.
إدمان أكل العدس يظلم الْبَصَر والكرنب يظلم الْبَصَر إِذا أكل إدمان أكل الخس يغشي الْبَصَر البادروج يغشي الْبَصَر إِذا أَكثر أكله مَاء الباذروج يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ وَيمْنَع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين ويجففها بِقُوَّة الكراث الشَّامي يظلم الْبَصَر إِذا أدمن وَجَمِيع أَنْوَاعه.
مَاء البصلإذا خلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع من ضعف الْبَصَر وظلمته الفلفل يجلو ظلمَة الْبَصَر الزنجبيل جيد لظلمة الْبَصَر الصعتر إِذا أكل فِي الطَّعَام جيد لظلمة الْبَصَر السداب إِذا أكل اُحْدُ الْبَصَر مَاء السداب مَعَ مَاء الرازيانج إِذا اكتحل بِهِ نفع من ظلمَة الْبَصَر الشبت إِن أدمن أكله)
أَضْعَف الْبَصَر مَاء الرازيانج إِذا جفف فِي الشَّمْس وَطرح فِي الاكحال المتخذة لِلْبَصَرِ انْتفع بِهِ والصمغ الَّذِي يخرج من سَاقه قوي جدا فِي ذَلِك أقوى من الرازيانج السكبينج يجلو ظلمَة الْبَصَر
(1/317)
ويحده البقلة الحمقاء قَالَ روفس فِي موضِعين إِنَّهَا تضعف الْبَصَر إِذا أدمنت.
الْجَوْز الْإِكْثَار من البصل يظلم الْبَصَر. ماسرجويه وَابْن ماسويه الدارصيني يحد الْبَصَر إِذا أكل فِي بِالطَّعَامِ أَو اكتحل بِهِ وَذَلِكَ خاصيته ابْن ماسويه ألف الزَّعْفَرَان يحد الْبَصَر.
الساهر قَالَ ابرأت ظلمَة الْبَصَر الْحَادِثَة فِي عقب الْأَمْرَاض الحادة بِمَاء الْجُبْن ثمَّ بِاللَّبنِ والدهن على سدهشار الْخلّ يضعف الْبَصَر إِن أدمن أكله. ابْن ماسويه الخس يضعف الْبَصَر إِن أدمن أكله.
مسيح قَالَ قد يعرض ضعف الْبَصَر من غَلَبَة اليبس عَلَيْهِ وعلامته ضمود الْعين وكدرها وَأَن يكون عَلَيْهَا شبه الْغُبَار وتتخيل فِيهَا خيالات سود وَيُسمى هَذَا الْمَرَض بِخَبَر الْعين.
كحل جربته يحد الْبَصَر ويجلوه اقليميا الْفضة توتيا اثمد وشادنة سرطان بحري محرق مغسول نُحَاس محرق وقشور النّحاس مغسولة كلهَا صَبر زعفران ساذج هندي دِرْهَم دِرْهَم فلفل وَدَار فلفل ونوشادر نصف نصف دِرْهَم يسْتَعْمل دَائِما قَالَ إِذا كَانَ الْإِنْسَان يبصر من قريب بصراً ضَعِيفا وَلَا يبصر من بعيد فَهُوَ رَدِيء والمولود على ذَلِك لَا يبرؤ والحادث يعالج بِكَثْرَة الاسهال.
لي كحل يحد الْبَصَر جيد توتيا هندي وروسحتج ومرقشيثا ثَلَاثَة دلااهم يسحق بِمَاء الرازيانج بلاماء ثمَّ يلقى عَلَيْهِ فلفل وَدَار فلفل وَدَار صبني وزنجبيل وَوَج وماميران ونوشادر دِرْهَم دِرْهَم يسحق وَيرْفَع جيد بَالغ.
مسيح ينفع من الْعشَاء وَكَثْرَة البلة والظلمة وَيُقَوِّي الحدقة وَيحد الْبَصَر عصير الرُّمَّان الحلو والحامض وَعسل منزوع الرغوة بِالسَّوِيَّةِ مَاء الرازيانج ضعف وَاحِد يَجْعَل فِي قَارُورَة ويطرح فِيهِ فِي حفظ الْبَصَر وتحديده الدّهن الَّذِي يهيأ من أَغْصَان الشَّجَرَة التدمرية الَّتِي يكون مِنْهَا الاومالي يصلح لظلمة الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ قَالَ دياسقوريدوس إِنَّه صَالح لظلمة الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ دياسقوريدوس الآبنوس يجلو ظلمَة الْبَصَر جلاءا قَوِيا وَإِن اتخذ مِنْهُ سِتِّينَ وحك عَلَيْهِ الشياف ألف جود فعلهَا وَإِن أردْت اسْتِعْمَاله فَخذ برادته واسحقها نَاعِمًا وانخلها بحرير ثمَّ انقعها بشراب ريحاني ثمَّ انْعمْ سحقها واعمل شيافاً.)
(1/318)
قَالَ جالينوس قد وثق النَّاس من الآبنوس إِنَّه يجلو مَا يكون قُدَّام الْعين فَيمْنَع الْبَصَر.
وَقَالَ بولس إِنَّه يجلو الغشاوة الَّتِي تعرض للعين والرطوبة الَّتِي تستخرج من شَجَرَة الغرب إِذا قشرها آبان ظُهُور الزهرة ثمَّ يُؤْخَذ مجتمعة يكحل بهَا يجلو ظلمَة الْبَصَر قَالَ دياسقوريدوس العنصل يلطف الفضول إِذا شرب وعصير انا غلس إِذا جعل مَعَ الْعَسَل نفع من ضعف الْبَصَر.
دياسقوريدس افسنتين ينفع من غشاوة الْعين دياسقوريدوس الحلتيت إِذا خلط بالعسل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر دهن البلسان يحد الْبَصَر ويجلو ظلمته دياسقوريدوس عصارة البادروج إِذا اكتحل بِهِ يحد الْبَصَر دياسقوريدوس والوج يحد الْبَصَر وَيذْهب بظلمته فِيمَا ذكر دياسقوريدوس ويحي ابْن ماسويه. دياسقوريدوس مَاء البصل إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل ينفع من ضعف الْبَصَر دياسقوريدوس كبد لماعز على الصّفة الَّتِي فِي بَاب الْعشَاء يحد الْبَصَر وَيذْهب جالينوس قَالَ عصارة البصل يذهب بظلمة الْعين إِذا كَانَت من أخلاط غَلِيظَة إِذا اكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس الدَّار صيني يجلو ظلمَة الْبَصَر. ابْن ماسويه خاصيته أَن يحد الْبَصَر الضَّعِيف إِن أكل أَو اكتحل بِهِ جمعا قَالَ دياسقوريدوس قد يسْتَعْمل الدردي المحرق بدل التوتيا فَيذْهب بغشاوة الْعين لي التوتياإذن يذهب بغشاوة الْعين.
وَقَالَ بولس يَنْبَغِي أَن يغسل بعد حرقه وَيدخل فِي أدوية جلاء الْعين عصارة الوج.
دياسقوريدوس الزَّيْت الْعَتِيق إِذا اكتحل بِهِ يحد الْبَصَر.
دياسقوريدوس صمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان شَدِيدا يجلو ظلمَة الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ.
دياسقوريدوس زنجبيل يذهب بظلمة الْبَصَر الْحَادِث من الرُّطُوبَة إِذا اكتحل بِهِ والمربى ينفع من ذَلِك إِذا أكل.
ابْن ماسويه بزر الجزر إِذا دق بِعَسَل واكتحل بِهِ ابرء الغشاوة جالينوس الحضض يبرىء ظلمَة الْبَصَر الحاشا إِن اسْتعْمل ألف فِي الطَّعَام ينفع من ظلمَة الْبَصَر.
روفس قَالَ الحاشا يشفي ظلمَة الْبَصَر الحرمل إِن سحق سحق بالعسل أَو الشَّرَاب ومرارة الدَّجَاج وَمَاء الرازيانج نفع ضعف الْبَصَر عصارة الحندقوتى إِذا خلطت بالعسل واستعملت نَفَعت من ظلمَة الْبَصَر الأفاعي إِذا قطع أطرافها ونظف بطونها وَيَنْبَغِي أَن يحذر أَن ينشق المرارة وينعم غسلهَا وطبخت بِمَاء وملح قَلِيل وشبت وشراب وَأكل لَحمهَا نفع من ضعف الْبَصَر واحدّه.)
(1/319)
دياسقوريدوس قَالَ بولس سلخ الأفاعي إِذا سحق مَعَ الْعَسَل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر جدا الكندر يجلو ظلمَة الْبَصَر. جالينوس عصارة الكمون الْكرْمَانِي تحد الْبَصَر جدا إِذا أكل الكرنب اُحْدُ الْبَصَر ونفع من ضعفه. جالينوس قَالَ الكرنب يحدث ظلمَة الْبَصَر إِلَّا أَن تكون الْعين من الأَصْل أرطب من المعتدل. دياسقوريدوس دهن اللوز ينفع من كدر الْبَصَر.
دياسقوريدوس جَمِيع أَجزَاء نَبَات لسايطوس إِذا خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ يحد الْبَصَر وبذر لسايطوس إِذا شرب يفعل ذَلِك دياسقوريدوس المر يجلو ظلمَة الْعين إِذا اكتحل بِهِ. جالينوس المرقشيثا محرقاً أَو غير محرق لَهُ قُوَّة جالية لظلمة الْبَصَر. حنين الروسختج يجلو غشاوة الْعين. دياسقوريدوس زهر النّحاس كَذَلِك. دياسقوريدوس النطرون إِن اكتحل بِهِ مَعَ عسل اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس السليخة جَيِّدَة فِي أدوية الْعين الَّتِي تزاد بهَا حِدة الْبَصَر.
دياسقوريدوس السندروس يبرىء ضعف الْبَصَر إِذا اديف بشراب واكتحل بِهِ.
دياسقوريدوس السكر الجامد على الْقصب نَافِع من ضعف الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ وَهُوَ يتفتت كالملح. دياسقوريدوس السكر الَّذِي يجلب من الحجار يشبه الْملح الاندراني. وسكر الْعشْر ابْن ماسويه السكبينج إِن اكتحل بِهِ جلا الْبَصَر وأذهب ظلمته وغشاوته.
قَالَ جالينوس هُوَ من أفضل الْأَدْوِيَة لظلمة الْبَصَر الْحَادِثَة عَن أخلاط غَلِيظَة عصير السداب يحد ألف الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ. ابْن ماسويه روفس قَالَ السداب يحد الْبَصَر.
دياسقوريدوس السداب إِن أكل مملوحاً وَغير مملوح اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس. عصارة القنبيل يخلط بعصارة الرازيانج وَالْعَسَل ويكتحل بِهِ تحد الْبَصَر الْعَقْرَب البحري جيد لغشاوة الْبَصَر. دياسقوريدوس الْعَسَل يجلو ظلمَة الْبَصَر.
دياسقوريدوس مَاء الحصرم يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ. دياسقوريدوس. عروق الصباغين قَالَ جالينوس إِنَّهَا نافعة لمن يحْتَاج إِلَى تَحْدِيد الْبَصَر لِاجْتِمَاع شَيْء عِنْد حدقته يحْتَاج أَن يحلل.
دياسقوريدوس قَالَ بديغورس خاصيتها حِدة الْبَصَر وتقويته إِن خلط عصارة
(1/320)
الكاكنج المنوم بِعَسَل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس الفجل يحد الْبَصَر.
ابْن ماسويه عصارة الفراسيون تسْتَعْمل لحدة الْبَصَر. دياسقوريدوس الفلفل جال لظلمة الْبَصَر. دياسقوريدوس عصارة بخور مَرْيَم إِن اكتحل بِهِ مَعَ عسل نفع من ضعف الْبَصَر الصعتر يحد الْبَصَر الضَّعِيف ابْن ماسويه إِذا كَانَ من الرُّطُوبَة. دياسقوريدوس الصدف)
السلطي إِذا حرق ثمَّ غسل جلا الْبَصَر من الرُّطُوبَة صمغ الفراسيا يحد الْبَصَر عصارة القنطوريون الصَّغِير إِذا خلطت بالعسل جلت ظلمَة الْبَصَر. دياسقوريدس القيسوم يجلو غشاوة الْبَصَر دياسقوريدوس مَاء الرازيانج إِذا جفف فِي الشَّمْس ثمَّ جعل فِي الاكحال المحدة لِلْبَصَرِ نفع جدا وماؤه الرطب يفعل ذَلِك أَيْضا والصمغة الَّتِي تخرج من سَاق شجرته إِذا أقلعت أقوى فِي حِدة الْبَصَر. دياسقوريدوس القطران يدْخل فِي الاكحال المحدة لِلْبَصَرِ دياسقوريدوس شَحم السّمك النَّهْرِي إِذا أذيب فِي الشَّمْس ثمَّ خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ اُحْدُ الْبَصَر. دياسقوريدوس شَحم الأفعى إِذا خلط بقطران وَعسل وزيت عَتيق نفع من الغشاوة فِي الْعين وَجَمِيع أَصْنَاف الشبت يجلو غشاوة الْبَصَر.
دياسقوريدوس دُخان الزفت جيد لضعف الْبَصَر الْحَادِث من أخلاط. دياسقوريدوس لبن التِّين الْجبلي ألف وعصارة ورقة إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل جيد لظلمة الْبَصَر الْحَادِث من أخلاط غَلِيظَة. دياسقوريدوس شَجَرَة الغرب يشرط فِي وَقت مَا تورد وَتجمع الدمعة الْجَارِيَة من تِلْكَ امواضع فتستعمل فِي مداواة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تقف فِي وَجه الحدقة وَيظْلم بهَا الْبَصَر لأ هَا جالية لَطِيفَة.
جالينوس وَهَذِه الصمغة جالية لظلمة الْبَصَر. دياسقوريدوس الْخَرْدَل إِن دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع من الغشاوة. جالينوس الْخَرْدَل محد لِلْبَصَرِ إِذا اكتحل بِهِ.
ابْن ماسويه قَالَ بولس زعم جالينوس أَن رماد الخشاف يحد الْبَصَر إِن أكل الخطاطيف بعد شيها احدت الْبَصَر. دياسقوريدوس وَكَذَلِكَ إِن حرقت الْأُم مَعَ الْفِرَاخ فِي قدر وخلط رمادها بالعسل واكتحل بِهِ.
قَالَ جالينوس وَقد يسْتَعْمل هَذَا الرماد لحدة الْبَصَر والخربق الْأَبْيَض يدْخل فِي الأشياف الجالية لِلْبَصَرِ.
(1/321)
الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقي الْبَصَر وتحده قَالَ ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة المنقية للعين المحدة لِلْبَصَرِ هَذِه دهن الخروع إِذا شرب نقي مافي الْعين من الْخَلْط الغليظ وخاصة إِن شرب مَعَ نَقِيع الصَّبْر أَو نَقِيع ايارج فيقرا وَالزَّيْت يفعل ذَلِك ودهن الفجل ودهن الْغَار ودهن الحلبة ودهن النرجس ودهن الشبت ودهن المرزنجوش ودهن السوسن والاقحوان هَذِه كلهَا ينقي الْعَينَيْنِ وَكَذَلِكَ وَكَذَلِكَ يفعل دهن البلسان إِذا شرب أَو اكتحل بِهِ والحضض يفعل ذَلِك والشطرج والسكبينج والوج والكماذريوس وَكَذَلِكَ خاصية مَائه وَمَاء القنطوريون الدَّقِيق وَمَاء البادروج وَمَاء البصل وَمَاء السداب وَمَاء الرازيانج وَمَاء)
الكرفس وَمَاء الحندقوقي وَمَاء شقايق النُّعْمَان وخاصة مَاء اصله وَدم السلحفاة وَمَاء الكبد المشوية إِذا غرز فِيهَا الدَّار فلفل والفلفل ومرارة ضبعة العرجاء ومرارة الديك ومرارة الذِّئْب ومرارة الْكَلْب ومرارة النعامة ومرارة النعجة ومرارة شَحم الأفعى ودماغ البومة ودماغ الخطاطيف ودماغ ابْن عرس وجند بادستر وقلقند وروسحت ج وقشور كندر وشيح وَدَار صيني وعاقرقرحا وفربيون هَذِه كلهَا إِذا اكتحل بهَا جلت ونفعت الْعين والوج وماءه وَدَار صيني وَحب البلسان واللوز المر والبان وَمَاء الرازيانج وقنطوريون الدَّقِيق ودهن البلسان هَذِه كلهَا إِذا اكتحل بهَا احدت الْبَصَر وَكَذَلِكَ يفعل الفلفل وَالدَّار فلفل والزنجبيل وَمَاء الغرب إِذا اكتحل بهَا جلا الْبَصَر يَعْنِي لبن الغرب والفجل إِذا أكل اُحْدُ الْبَصَر وَإِن اكتحل بمائه والسداب أكل ألف أَو اكتحل بمائه وَكَذَلِكَ الحلتيت إِن كحل الْعين بقشور السليخة بعد سحقها ونخلها أَو كحل بالقطران أَو سلخ الْحَيَّة بعد نخله بحريرة أَو بفراخ الخطاطيف بعد حرقها وسحقها أَو أطْعمهُ فجلا أَو سدابا وأكحله أَيْضا بِمَاء السداب وبماء البصل مَعَ الشهد أَو بِمَاء الْخَرْدَل الطري أَو الفلفل بعد سحقه ونخله أَو أكحله بِمَاء الافسنتين أَو بِمَاء الحاشا أَو أطْعمهُ صعتراً رطبا أَو يَابسا أَو اكحله بالجاوشير وَإِن القي فِي مَاء البادروج شَيْء من جاوشير واكحل بِهِ نفع أَو فِي بعض هَذِه الْمِيَاه.
دياسقوريدوس النطرون إِذا اكتحل بِهِ مَعَ عسل اُحْدُ الْبَصَر. دياسسقوريدوس عصير الشَّرَاب يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بِهِ الْعَسَل يجلو ظلمَة الْبَصَر وَكَذَلِكَ الْخَرْدَل يحد الْبَصَر وَجَمِيع الْحَواس وصمغ الفراسيا يحد الْبَصَر الْخَرْدَل إِن دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع الغشاوة. ابْن ماسويه قَالَ بولس إِن رماد الخفاش يحد الْبَصَر.
اركيغانيس فِي الأدواء المزمنة قَالَ إِذا عرض من وجع الرَّأْس ضعف الْبَصَر فَيَنْبَغِي إِذا علم ذَلِك أَن يتوقى التخم وَالْبرد وَالْحر الشَّديد والنور الساطع والعشا والسهر وَالنَّوْم المفرطين ويتعاهد الْحمام دَائِما والقيء بعد الشَّرَاب.
(1/322)
من التَّذْكِرَة كحل لظلمة الْبَصَر كحل بِمَاء الفجل أَو يدهن بِلِسَان فَإِنَّهُ ألف قوي وَأكل الفجل ينفع والحضض يحد الْبَصَر إِذا اكتحل بمائه وَمَاء شقايق النُّعْمَان.
من التَّذْكِرَة لظلمة الْبَصَر يكتحل بالزنجبيل الْيَابِس أَيَّامًا إِن شَاءَ الله. مَجْهُول. وَأما إِذا كَانَت مَعَه رُطُوبَة فزنجبيل وهليلج أسود بِالسَّوِيَّةِ يكتحل بِهِ وَلَا يكثر.)
تيقولاوس فِي كِتَابه فِي فلسفة ارسطوطاليس قَالَ أَيْضا الْمَشَايِخ يعرض لَهُم تكمش وَلذَلِك لَا يقبل الضَّوْء قبولاً جيدا.
اسْتِخْرَاج ذَا يعرض من اليبس ودواؤه الترطيب بالحمام والأغذية وَفتح الْعين فِي المَاء الفاتر الصافي من كَانَت عَيناهُ ضعيفتين أَو تهيجان سَرِيعا لسعة أورادهما وحمرتهما اَوْ لسبل أَو جرب فيهمَا أَو غير ذَلِك فَلَا يَأْمَن بعد أَن يتملأ من الطَّعَام وَالشرَاب وليدع الْأَشْيَاء الضارة لفم الْمعدة والمتخذة من البصل والكراث والبادروج وليدع الْحمام ويديم دلك اسافل الْبدن وشدها وَالْيَدَيْنِ ووضعها فِي المَاء الْحَار والفصد ودواء الْمَشْي قبل النوايب الَّتِي قد اعتادها ويحذر من الْعِلَل والأعراض الْبَصَر يتعطل إِمَّا من الْعُضْو الْخَاص وَإِمَّا مِمَّا يخْدم ذَلِك الْعُضْو وَالْقُوَّة الباصرة لَا تفعل فعلهَا إِمَّا لسدة تحدث فِي الْعصبَة وعلامة ذَلِك أَن لَا تتسع الْعين الْأُخْرَى عِنْد تغميض أحداهما وَإِمَّا أَن يتفرق اتِّصَال هَذِه الْعصبَة والرطوبة الجليدية إِن مَالَتْ أحد الماقين لم يضر الْأَبْصَار فَإِن زَالَت إِلَى فَوق أَو إِلَى أَسْفَل رأى الشَّيْء شَيْئَيْنِ.
وثقب العنيبة يضر الْأَبْصَار على أَربع جِهَات إِمَّا بِأَن يَتَّسِع وَإِمَّا بِأَن يضيق وَإِمَّا بِأَن يَزُول عَن مَوْضِعه وَإِمَّا بِأَن يَزُول عَن مَوْضِعه وَإِمَّا بِأَن ينفتق واتساعه ضار بالبصر مولوداً كَانَ أَو حَادِثا وَأما ضيقه فَإِن كَانَ مولوداً فَهُوَ جيد لِأَنَّهُ يَجْعَل الْبَصَر اُحْدُ وَإِن كَانَ حَادِثا فَهُوَ رَدِيء لِأَنَّهُ يعرض من غور الرُّطُوبَة البيضية وَهَذَا يكون أَكثر ذَلِك فِي الْمَشَايِخ وَفِي التَّدْبِير الْيَابِس وَيكون أَيْضا لترطيب الطَّبَقَة العنبية وَهَذَا يبرؤ وَأما الأول فَلَا وَذَلِكَ أَن الْمَرَض الْيَابِس عسر البرؤ الرُّطُوبَة البيضية تضر بالبصر إِذا كثرت ألف وَإِذا قلت وَإِذا غلظت وَأما قلتهَا وَكَثْرَتهَا فَيضر ثقب العنبى وَأما غلظها فَإِنَّهُ يغلظ الْبَصَر ويجعله عسر الْقبُول للتأثير وَإِن استحالت عَن لَوْنهَا رَأَتْ الشَّيْء بذلك اللَّوْن فَإِن اصْفَرَّتْ رَأَتْ الْأَشْيَاء صفراء وَكَذَلِكَ فِي سَائِر الألوان فَإِن وَقع هَذَا الغلظ فِي هَذِه الرُّطُوبَة بحذى مَرْكَز ثقب الْعين ظن أَن مَا يرَاهُ فِيهِ كوَّة وَذَلِكَ أَنه لَا يرى من الْجِسْم موضعا وَيرى مَا حوله فيظن بِمَا لَا يرَاهُ وَأَن فِيهِ كوَّة فَإِن كَانَ وُقُوع هَذِه الرُّطُوبَة الغليظة حوالي المركز مِمَّا يَلِي الْمُحِيط لم يره شَيْئا كثيرا دفْعَة كَمَا يرَاهُ السَّلِيم وَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة الغليظة مُنْقَطِعَة متبددة فِي مَوَاضِع كَثِيرَة رأى أَمَام عَيْنَيْهِ بقّا يطير
(1/323)
ويتخيل هَذَا أَيْضا كثيرا وبعقب الْقَيْء وَلمن يُرِيد أَن يُصِيبهُ رُعَاف وَهَذَا لَا يكون دَائِما كَمَا يكون فِي المَاء الْعَارِض فِي الْعين وَإِن غلظت الرُّطُوبَة البيضية كلهَا حَتَّى يكون مَا هُوَ مِنْهَا بحذاء ثقب العنبى غليظ)
أَيْضا منع الْبَصَر وَقد يمْنَع الْبَصَر أَيْضا والين بِحَالهِ وَلَا يتَبَيَّن أثر سدة وَلَا غير ذَلِك من أجل بطُون الدِّمَاغ.
وَإِن غلظت جملَة الرُّطُوبَة البيضية إِلَّا أَنه اغلظ لَا يعوق الْبَصَر بِمرَّة لم ير صَاحبه الْأَشْيَاء من بعد وَإِن كَانَ مَا يرَاهُ من قرب بِقدر ذَلِك الغلظ والطبقة القرنية فَإِنَّهَا إِن غلظت اضرت بالأبصار ويعرض هَذَا لَهَا من الرُّطُوبَة وَذَلِكَ إِنَّهَا تغلظ وتمتلي فيقل لذَلِك شفيفها وتأديتها الأشباح وَإِن يَبِسَتْ أَيْضا شَدِيدا حدث فِيهَا تشنج وقصور فَلم يقبل الأشباح على مِثَال مَا يجب وَهَذَا يعرض للمشايخ كثيرا وَإِن تغير لَوْنهَا رأى العليل الْأَشْيَاء بلونها فَإِن كَانَت صفراء كَمَا يعرض لليرقان رأى الْأَشْيَاء صفراً وَإِن كَانَت حَمْرَاء رأتها حَمْرَاء كَمَا يعرض فِي الطرفة وَإِن رقت بِأَكْثَرَ من لحَال الطبيعي أضرّ ذَلِك بالبصر لِأَنَّهَا تزيل النُّور إِلَى الجليدي أَكثر مِمَّا لَهُ وَإِن غطاها شَيْء مثل الظفرة وَأثر حرقة وَإِن كَانَ التشنج الْحَادِث فِي القرنية من نُقْصَان البيضية ضَاقَ مَعَه ثقب النَّاظر وَهَذَا يعرض للمشايخ وَإِذا كَانَ مَعَ عِلّة تخص القرنية نَفسهَا كَانَ الثقب بِحَالهِ.
من الْعِلَل والأعراض اللَّوْن الْأَبْيَض يفرق اتِّصَال نور الْعين وَلذَلِك يؤلمها وَالْأسود يجمع الطَّبَقَات أَيْضا ألف جمعا شَدِيدا فَلذَلِك يؤلمها واللون الآسمانجوني مَا دَامَ الْبَصَر صَحِيحا فَأَما مَتى كَانَ عليلاً فَإِن اللَّوْن الْأسود أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ لِأَن شِفَاء كل أفراط بضده.
من الْأَعْضَاء الآلمة الآفة تنَال الْأَبْصَار إِمَّا من أجل العصب وَإِمَّا من أجل الرّوح الباصر والعصب تناله الآفة إِمَّا من ورم وَإِمَّا من سوء مزاج وَإِمَّا من سدة والورم الْحَادِث فِي عصبَة الْعين إِن كَانَ فلغمونيا كَانَ مَعَ ضَرْبَان وَثقل وَإِن كَانَ حمرَة كَانَ مَعَ شدَّة حرارة وَكَذَلِكَ مَعَ الورم السوداوي يحدث ثقل وَيحدث فِيهِ ورم بلغمي لي لم يُعْط عَلامَة قَالَ يفرق بَين الاورام الحارة والباردة بطول وَقت الْعلَّة لي طول وَقت الْعلَّة يدل أَن الورم سوداوي وبلغمي وَبَين السوداوي والبلغمي إِن البلغمي أقل ثقلاً فإمَّا سوء المزاج الْحَادِث فِي الْعصبَة فَإِن كَانَ حاراً كَانَ مَعَه لهيب وَإِن كَانَ بَارِدًا كَانَ مَعَه برد شَبيه بالثلج واليابس يعرف بِالتَّدْبِيرِ الْيَابِس وَسن الشُّيُوخ وَالرّطب بِالتَّدْبِيرِ الرطب وَسن الصّبيان.
وَأما السدة فيستدل عَلَيْهَا من أَنه يحدث ثقل فِي الرَّأْس فِي الْموضع دفْعَة وَأما الرّوح الباصر فيناله الآفة إِمَّا قَلِيلا فَيقطع أَولا أَولا كَمَا يعرض فِي الشُّيُوخ وَإِمَّا أَن يَنْقَطِع جملَة كَمَا يحدث فِي)
السكتة
(1/324)
لي الْأَبْصَار لَا يُمكن أَن يكون انْقِطَاعه لأجل عِلّة فِي الدِّمَاغ ثمَّ لَا يكون ذَلِك ضَرْبَة إِلَّا مَعَ ضَرَر بِالْفِعْلِ الْكَائِن من العصب النَّابِت من مقدم الدِّمَاغ فإمَّا قَلِيلا قَلِيلا فَيمكن كَمَا يكون فِي الْمَشَايِخ.
حفظ الصِّحَّة قَالَ جالينوس إِن الْعين تحفظ صِحَّتهَا بجذب فضولها إِلَى المنخرين والفم بالعطوس والغرور وتقويتها بالأكحال الْيَابِسَة المعمولة بِالْحجرِ الأفروجي الَّذِي نصفه فِي الميامر يمر الْميل الَّذِي يَأْخُذ بِهِ هَذَا الْكحل على الجفن فَقَط وَلَا يُصِيب طبقاتها يفعل ذَلِك فِي كل يَوْم.
الْيَهُودِيّ ضعف الْبَصَر الَّذِي يكون من كَثْرَة الْبكاء هُوَ من اليبس وجفاف ألف الجليدية لي الَّذِي يبصر فِي الظلمَة وَلَا يبصر فِي الضَّوْء يكون من اليبس وبالضد وَالدَّلِيل على الأول أَن الَّذين ينظرُونَ إِلَى الضَّوْء تضيق أحداقهم فَإِن كَانَ الْإِنْسَان لَا يبصر فِي الضَّوْء يكون من اليبس فَهُوَ ضيق الحدقة يحكم النّظر فِيهِ كَذَلِك.
فِي الترياق إِلَى قَيْصر إِن جلد الأفعى إِذا سحق بِعَسَل واكتحل بِهِ نفع من ضعف.
روفس إِلَى من لَا يجد طَبِيبا قَالَ الظلمَة الْعَارِضَة للمشايخ يصلح لَهُم أَن يمشوا مشياً لينًا ويتدلكوا وَلَا يتملئوا من الطَّعَام وَلَا يَأْكُلُوا الحريفة ويتوقوا من كل مَا يرْتَفع مِنْهُ بخار إِلَى الرَّأْس ويتقيؤا بِرِفْق بعد الطَّعَام وَالشرَاب وَإِذا عرض الزُّكَام فِي الْأنف باعتدال نفع من ظلمَة الْبَصَر وَكَذَلِكَ العطاس وليفرغر بِمَا يجلب البلغم وَمِمَّا ينذر بِضعْف الْبَصَر لم يعْهَد وَيرى قبالة عَيْنَيْهِ مثل البق والشقيقة والصداع فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فاقلل غذاءه ورضه ونقه إِن شَاءَ الله.
بختيشوع يظلم الْبَصَر الخس والكراث والبادروج والكرنب والعدس والجرجير والشبت إِذا أَكثر مِنْهَا.
(1/325)
غريز جيد من اختيارات حنين مجرب يُؤْخَذ قليميا وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم لُؤْلُؤ وَمر من كل وَاحِد وزن دِرْهَمَيْنِ مرَارَة النسْر ومرارة الحجل من كل وَاحِد دانق فلفل أَبيض دانقان ونوشادر ومسك وكافرر من كل وَاحِد دانق يسحق وَيسْتَعْمل برود الرُّمَّان وَهُوَ الْمُسَمّى جلا عُيُون القاشين يُؤْخَذ رمان حُلْو ورمان صَادِق الحموضة فيعصران بِالْيَدِ فِي غضارة نظيفة كل وَاحِد على حِدته وَيجْعَل كل وَاحِد مِنْهُمَا فِي إِنَاء زجاج ويستوثق من رَأسه ويشمس فِي أول حزيران ويصفى كل شهر عَن الثفل ويرمى بالثفل ثمَّ يُؤْخَذ من الصَّبْر والفلفل وَالدَّار فلفل والنوشادر دِرْهَم دِرْهَم لكل رَطْل من مَاء الرمانين فينعم سحقه)
ويحله ويلقى فِي مَاء الرمانين ويكحل بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَمَا عتق ازْدَادَ وَهَذَا جلاء لَا شَيْء بعده فِي الْجَوْدَة إِن شَاءَ الله.
نُسْخَة غريزة لسَائِر الكحال نَافِع يُؤْخَذ قليميا الذَّهَب وشادنة وتوتيا هندي وتوبال النّحاس الشّبَه يحمى وَيتْرك يبرد ويطرق ويرقق حَتَّى تَأْخُذ حَاجَتك ويجاد سحقه يصلح للمشايخ والعيون الرّطبَة.
مَجْهُول كحل عَجِيب يحفظ صِحَة الْعين شادنة تِسْعَة أَجزَاء توتيا ثَلَاثَة أَجزَاء قليميا الذَّهَب جُزْء وَيجمع بعد التصويل بِهَذَا الْوَزْن ويكتحل بِهِ ألف فَإِنَّهُ يقوم مقَام الْكحل الْمُتَّخذ بِالْحجرِ الأفروجي لِجَالِينُوسَ.
مَجْهُول إِذا كَانَ شكل الْعين بَاقِيا وَالْبَصَر مفقوداً فَأول مَا ينظر إِلَيْهِ هَل ضَاقَتْ الحدقة أَو اتسعت وَإِن كَانَتَا مشابهتين فيغمض إِحْدَى عَيْنَيْهِ فَإِن اتَّسع الآخر فقد حدث بِبَعْض ثقب العنبى آفَة وَإِلَّا فَهُوَ علل آخر قَالَ وَأما ضعف الْبَصَر الْحَادِث عَن اليبس فعلاجه عسر وأنفع شَيْء لَهُ الاستعاط بدهن النيلوفر وترطيب الْبدن بالغذاء وَالشرَاب وَالْحمام ويسعط بدهن قرع حُلْو وَيصب على رَأسه الطبيخ الَّذِي يهيأ للوسواس ويقطر فِي عَيْنَيْهِ بَيَاض الْبيض ويحلب فِيهَا اللَّبن لبن حمَار مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع.
اطهورسفوس قَالَ يُؤْخَذ فراخ الْخَطَأ طيف وَيقطع وَيحرق بِقدر مَا يسحق ويخلط مَعَه شَيْء من سنبل ويهيأ كحل فَإِنَّهُ يحبس الْعين حَتَّى ترى إِذا اكتحل مِنْهَا إِنَّهَا قد عظمت ويسود الحدقة حنين قَالَ إِذا كَانَ الْبَصَر قد ذهب وَلَيْسَ يُنكر من شكل الْعين شَيْئا الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ فِي
(1/326)
الرَّأْس مَعَ ذَلِك ثقل خَاصَّة فِي عمقه وَفِيمَا يَلِي قَعْر الْعين فَإِنَّهُ آفَة الْبَصَر من رُطُوبَة كَثِيرَة سَالَتْ إِلَى عصب الْعين فَإِن أخبرنَا العليل إِنَّه قد يتخيل أَولا مَا يتخيله أَصْحَاب المَاء ثمَّ عدم الْبَصَر ثقبته فَإِن علته فِي العصب وَاسْتدلَّ على السدة فِي العصب بِأَن تغمض إِحْدَى الْعَينَيْنِ فَإِن لم تتسع الْأُخْرَى فهناك سدة فَإِن كَانَ أَصَابَهُ قبل ذهَاب الْبَصَر سقطة أَو ضَرْبَة شَدِيدَة على رَأسه أَو كَانَ تقيأ قيأ شَدِيدا فنفت من ذَلِك عينه ثمَّ إِنَّهَا غارت بعد وضمرت فَإِن عصبَة عينه انهتكت لي قد يكون أَن ترى الْقَرِيب وَلَا ترى الْبعيد وَيرى بأصغر وَلَا يرى بأكبر وبالضد فَانْظُر فِي ذَلِك أجمع وَفِي علله واسخرجه وعلاجه إِن شَاءَ الله علاج ضعف الْبَصَر.
قَالَ حنين يقْصد المأقين ويطرح اللق على الصدغين وَقَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الدُّمُوع ينفع من)
السدة وظلمة الْبَصَر وَإِنَّهَا تؤلف من الجلاءة بِقُوَّة مثل القلقطار والزنجار وَمن ألف الفلافلي وسنبل الطّيب وَأما الَّتِي تحفظ صِحَة الْعين وتمنع حُدُوث الْعِلَل فِيهَا فيتخذ بِالْحجرِ الْمَنْسُوب إِلَى فروجية والأنزروت وَالصَّبْر والماميثا والاقليميا والأثمد والزعفران وينفع من ظلمَة الْبَصَر أَيْضا المتخذة بدهن البلسان والمرارات والحلتيت وَالْعَسَل والرازيانج وَنَحْوهَا.
علاج ضعف الْبَصَر قَالَ مَتى ذهب الْبَصَر وَالْعين لَا يُنكر مِنْهَا شَيْء فَذَلِك لعِلَّة الْعصبَة المجوفة وَيكون ذَلِك إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لمَرض إِلَى فمها مثل سدة أَو ورم وَإِمَّا لانْقِطَاع المجاري فِيهَا عَنْهَا قَالَ ويعرض للمشايخ أَن يضعف أَبْصَارهم بِسَبَب تكمش القرنية أَو بِسَبَب قلَّة البيضية فَإِن كَانَ ثقب الحدقة ضيقا فالسبب فِي ذَلِك قلَّة الرُّطُوبَة البيضية وَإِن كَانَ بِحَالهِ كَانَ صافياً فَيمكن أَن يَكْفِي السَّبَب فِي ذَلِك تكمش القرنى وَيحْتَاج إِلَى عَلامَة وعلاجه صَعب لِأَن ترطيب هَذِه الطَّبَقَة لَيْسَ مِمَّا يسهل وَقَالَ أَجود الألوان لِلْبَصَرِ اللَّوْن الآسمانجوني ثمَّ الأدكن لِأَنَّهُمَا مركبان من السوَاد وَالْبَيَاض فَلَا يفرقان الْبَصَر كالأبيض وَلَا يجمعانه جمعا عنيفاً مستكرها كالأسود وَهَذَا مَا دَامَ الْعُضْو صَحِيحا فَأَما إِذا كَانَ الْعين قد ضعفها ضوء الشَّمْس وَنَحْوه فالأسود جيد لَهَا لِأَن شِفَاء الضِّدّ بالضد.
الساهر قَالَ مَاء الْجُبْن نَافِع من ظلمَة الْبَصَر الْكَائِن نَحْو الْخَلْط المراري وبعقب الْأَمْرَاض الحادة
(1/327)
لي اللَّبن جيد لضعف الْبَصَر الْحَادِث عَن يبس إِذا سقى.
من الْكتاب الْمَجْمُوع قَالَ قد قَالَت الْأَوَائِل لَا شَيْء أضرّ بِالْعينِ الصَّحِيحَة وَهِي بالوجعة أَشد أضراراً من دوَام يبس الْبَطن وَالنَّظَر إِلَى الْأَشْيَاء المضيئة والانكباب على قِرَاءَة الْخط الدَّقِيق وإفراط الْجِمَاع وإدمان الْخلّ والمالح والسمك وَالنَّوْم بعقب الامتلاء من الْأكل الْكثير لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس كثيرا فَلَا يَنْبَغِي لمن كَانَت بِعَيْنِه عِلّة أَن ينَام بعقيب الطَّعَام حَتَّى ينهضم.
مَجْهُول قَالَ من يخَاف أَن يذهب بَصَره فَليَأْكُل من السلجم نياً ومطبوخاً وعَلى الرِّيق والشبع مَا قدر عَلَيْهِ أَو حَتَّى يشْبع مِنْهُ فَإِنَّهُ جيد لَهُم.
الْكحل الْأَكْبَر يحفظ صِحَة ألف الْعين وَيذْهب بالبلة وَهُوَ البرود الْفَارِسِي يُؤْخَذ كحل وتوتيا ومرقشيثا وقليميا بِالسَّوِيَّةِ من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم مصولة وَمن اللؤلؤالمصول دِرْهَمَانِ وَيُؤْخَذ من الساذج الْهِنْدِيّ والزعفران والسنبل دِرْهَم دِرْهَم وَمن الكافور دانقين وَمن لمسك دانق يجمع ويكتحل بِهِ غدْوَة وَعَشِيَّة لي يَكْتَفِي فِي هَذَا بالكحل والكافور والسنبل إِن شَاءَ الله لي)
يُؤْخَذ من الْكحل المصول خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الْمسك دِرْهَم وَمن الكافور دانق يسْتَعْمل إِذا رَأَيْت الْعين بِحَالِهَا وَالْبَصَر مَعْدُوم فَانْظُر أَولا هَل هُنَاكَ سدة وَيعلم ذَلِك بِأَن تَأمره أَن يغمض احداهما فَإِن اتسعت الْيُمْنَى عِنْد تغميض الْيُسْرَى فَلَا سدة فيهمَا وَأي الْعين لم يَتَّسِع ناظرها فالآفة فِي الْعصبَة على رَأْي جالينوس وَأما على مَا يرى فَفِي العنبى.
ضعف الْبَصَر ضعف الْبَصَر أَو ذَهَابه وشكل الْعين بِحَالهِ يكون إِمَّا من قبل الدَّاء الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس السدة ونسميه نَحن بطلَان انقباض الْعين واتساعه وَأما الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس غلظ الرّوح الباصر وَهُوَ عندنَا على الْحَقِيقَة غلظ الجليدي وَإِمَّا لتكمش القرنية وكدورة يعرض فِيهَا وَهَذَا يعرض للمشايخ وَأما يبس الْعين وَقلة الرُّطُوبَة البيضية وَهَذَا إِنَّمَا يعرض للمشايخ وَأَصْحَاب الْأَمْرَاض الحادة والطويلة حِين النّفُوذ حَتَّى يرجع الدِّمَاء وَيكثر لَهَا فِي أبدانهم وَأما الَّذِي يُسَمِّيه السدة فيعرفه على مَا ذكر وينقل صَاحبه من ظلمَة إِلَى ضوء وَينْعَقد النَّاظر وَهُوَ أصح وأجود وَلم يذكر جالينوس لَهَا وَهُوَ عسر بِالْحَقِيقَةِ لِأَنَّهُ فِي العضل الَّذِي يبسط فِي العنبى ويقبضه وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِيهِ نعما وَطَرِيق علاجه طَرِيق علاج العضل الَّذِي يبطل أَفعاله.
فَأَما نُقْصَان البيضية فيستدل عَلَيْهِ بِنُقْصَان الْعين وغورانها وعلاجه الْغذَاء الرطب
(1/328)
وَالْحمام وَالنَّوْم والراحة والدهن على الرَّأْس والسعوط وَأما تكمش القرنية وكدورتها فَينْظر إِلَيْهَا عيَانًا وَهُوَ عسر العلاج ويتفقد على حَال بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب الْحَار وعلاج نُقْصَان البيضية وَإِمَّا من كدورة تعرض فِي جَوْهَر الجليدي فَلَا يسهل التشبح ألف فِيهَا وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس غلظ الرّوح الباصرة وَيكون مِنْهُ الْعشَاء الَّذِي لَا يبصر الشَّيْء من قريب وَلَا من بعيد لِأَن شبح الْبعيد لَا يسهل تصَوره فِيهِ لغلظه وشبح الْقَرِيب لَيْسَ أَيْضا يقوى على التَّأْثِير مثل مَا يوضع الشَّيْء الَّذِي يشم فِي الْأنف فَإِنَّهُ لَا يشم وَله طبيعة وَهِي أَنه مَتى كَانَ مُمكنا فِي الجليدي للطفه أَن يتشبح فِيهِ الأشباح بسهولة فَإِنَّهُ إِذا كَانَ بَينه وَبَين الْبَصَر بعد وسط كَانَ الْبَصَر أَشد تجفيفاً لِأَن الشبح يتَأَكَّد فِي سطوح الْهَوَاء وَهَذَا طَرِيقه فَأَتمَّ بالبحث فِي البحوث الطبيعية.
وَإِمَّا أَن يكون الجليدي شَدِيد اللطف والرقة أَو فِي غَايَة الصغر والضعف فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك لَا يتضوء الأشباح المنيرة جدا وَلذَلِك يبصر بِالنَّهَارِ جيدا لِأَن الأشباح حِينَئِذٍ يَمْتَد منيرة فَأَما فِي غير هَذَا من الْعِلَل الضارة بالبصر فَقل مَا يرى فِي الْعين مِنْهَا تَغْيِير يظْهر للحس وَمن هَذِه الْعلَّة عِلّة مشتبهة وَهِي ضيق العنبى فَإِنَّهُ لَا يعلم ذَلِك إِلَّا أَن يكون فِي عين وَاحِدَة لنَفسهَا بِالْأُخْرَى أَو)
يكون النَّاظر قد رأى هَذِه وَالْعين فِي حَال صِحَّتهَا وَإِلَّا لم يكن مِمَّا يرَاهُ على ضيق الحدقة.
اهرن قَالَ أَحْمد الْعُيُون الصَّغِيرَة الغائرة قَلِيلا الَّتِي إِلَى اليبس فإمَّا الْعِظَام النابتة فَلَا يقدم الدَّهْر الرُّطُوبَة والألم قَالَ وَمِمَّا يحد الْبَصَر أَن يعصر مَاء الرُّمَّان الحلو ويجعله فِي قَارُورَة ضيقَة الرَّأْس فِي شمس حَتَّى يغلظ ثمَّ يكتحل بِهِ ترفعه عنْدك فَإِنَّهُ مَتى عتق كَانَ أَجود لَهُ إِن شَاءَ الله.
وَقَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل للبياض وَتحفظ صِحَة الْعين تسْتَعْمل فِي الشتَاء ممسكة وَفِي الصَّيف كافورية إِن يلقى مَعهَا فِي الشتَاء مسك وَفِي الصَّيف كافور لي تذكر جملَة أَمر ذهَاب الْبَصَر وَصُورَة يبسه أَولا فَإِنَّهُ رُبمَا يكون الْبَصَر قد فقد أَو ضعف وَلَيْسَ فِي شكل الْعين كثير تَغْيِير وَإِن كَانَ فَيكون قَلِيلا وَإِن كَانَ لَا يبصر الْإِنْسَان وَلَيْسَ فِي الحدقة اتساع وَلَا ضيق بَين وَلَا كدورة وَالْعين بِحَالهِ فَانْظُر هَل هُنَاكَ سدة بِأَن تنقله من الضَّوْء إِلَى الظلمَة وتفقد اتساع النَّاظر بتغميض إِحْدَى الْعَينَيْنِ أَيْضا فَإِن تفقدت ذَلِك وَكَانَ على الْحَال الطبيعية ألف فَانْظُر فَلَعَلَّ الثقب قد اتَّسع فضل اتساع أَو ضَاقَ فضل ضيق وَإِنَّمَا لم يستبن لَك ذَلِك من أجل إِنَّك لم تكن قد رَأَيْت الحدقة فِي الصِّحَّة وَهَذَا إِنَّمَا يمكنك أَن تعرفه بِأَن لَا يتشابه حَال الحدقتين لَكِن يكون إِحْدَاهمَا يضيق أَكثر مِمَّا يَتَّسِع أَو يَتَّسِع أَكثر مِمَّا يضيق فَإِذا تقصيت النّظر فِي أَمر الثقب وَعلمت إِنَّه لم يحدث لَهُ ضيق وَلَا اتساع خَارج عَن الطَّبْع وَانْظُر فِي أَمر العصب الجائي فَإِنَّهُ إِن كَانَ ثقل فِي الرَّأْس وابطأ فِي الْحَواس اجْمَعْ وَسَائِر ذَلِك من ضَرَر الْحَواس فالعلة من الدِّمَاغ وَعند ذَلِك فَانْظُر إِلَى
(1/329)
التَّدْبِير وَحَال الْبدن وَالنَّوْم واليقظة ليستدل أَمن يبس هُوَ أم من رُطُوبَة وَانْظُر إِلَى الْعين إِنَّمَا ترَاهُ متقلصة مَهْزُولَة هِيَ أم بِخِلَاف ذَلِك وَخذ مِنْهَا دَلِيلا وَقبل هَذِه كلهَا انْظُر هَل الحدقة كدرة أم لَا فَإِنَّهَا إِن كَانَت كدرة لم تحتج إِلَى شَيْء من هَذَا وَأعلم أَن من يبصر الشَّيْء من قريب وَلَا يبصر من بعيد قد غلظت رطوبته الجليدية وَيحْتَاج إِلَى تلطيف التَّدْبِير وَمن يبصر من بعيد وَلَا يبصر من قريب فقد ذكرنَا علته وتحتاج أَن يغلظ تَدْبيره والإعشاء قد غلظت رطوبته وَيحْتَاج أَن يلطف تَدْبيره فَإِن رطوبته قد غلظت حول الجليدي وَكَذَلِكَ من لَا يبصر فِي دفْعَة الْأَشْيَاء وَمن يبصر الْأَشْيَاء حمراً فَإِن لم يكن بِهِ طرفَة وَلَا يرقان فأسهله وافصده وَأخرج من بدنه الْخَلْط الَّذِي يُولد اللَّوْن وَمن كَانَ يرى الشَّيْء شَيْئَيْنِ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كثيرا لَا حِيلَة فِيهِ لِأَن جليدية حدقتيه ليستا موضوعتين على سمت وَاحِد لَكِن إِحْدَاهمَا أرفع من الْأُخْرَى إِن عَالَجت)
فعالج بِأَن تشد شَيْئا فَوق عينه الحولاء ليكْثر النّظر نوها فيستوي فإمَّا من مَالَتْ جليديتاه إِلَى الآماق إِلَّا أَنه لم يعل إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى فَإِنَّهُ لَا يضر فِي الْأَبْصَار شَيْئا وَمَتى من حرفت عَيناهُ ذهب بَصَره وَذَلِكَ إِلَى الرُّطُوبَة البيضية تسيل ويتخسف عينه وَإِن كَانَ يرى الْأَشْيَاء فِي ضباب ودخان فَإِنَّهُ قد رطب قرنيته وَإِن كَانَ ترَاهَا صفراء أَو حَمْرَاء فقد احْمَرَّتْ أَو اصْفَرَّتْ وَإِذا تشنج القرنى ضعف الْبَصَر لِأَن صفاءه يقل وَذَلِكَ يكون للهرم وَإِمَّا لقلَّة الرُّطُوبَة ألف البيضية وَيكون مَعَهُمَا جَمِيعًا ضمور الْعين.
فِي آفَات كل آلَة من آلَات الْعين إِن حدث بالعصبة هتك بتة حجظت الْعين وانخسفت وَبَطل الْبَصَر وَإِن حدث فِيهَا سدة صلبة لَا تنْحَل بَطل الْبَصَر وَإِن انخرق القرنى نتا العنبى وَإِن انخرق العنبى انصبت البيضية وعمى الْبَصَر وَإِن انخرق الملتحم قَلِيلا لم يضر ذَلِك.
قَالَ جالينوس من تكمشه الطَّبَقَة القرنية إِذا لم يكن الْعين ضامرة فَإِن الرُّطُوبَة البيضية نَاقِصَة وَإِن كَانَ غير ضامرة فَإِنَّمَا هُوَ من يبس فِي الْقَرنِي وَهَذَا عسر وَيكون فِي الْهَرم.
من مقَالَة جالينوس فِي شِفَاء الأسقام ينفع من ضعف بصر الْمَشَايِخ لُزُوم الْمشْط كل يَوْم دَائِما مَرَّات وَشرب الافسنتين قبل الطَّعَام وسكنجبين العنصل والعطاس والغرور.
من كتاب مسيح توتيا هندي وكحل وهليلج أصفر وزنجبيل صيني ومرارة القبج يسحق بِمَاء المرزنجوش ثمَّ يلقى عَلَيْهِ شَيْء من مسك وَشَيْء من كافور ويكحل بِهِ جيد لتقوية الْعين وجلاتها.
(1/330)
القَوْل فِي الغرب وَهُوَ ناصور الْعين وَالْخَرَاج الْمُسَمّى فوقيلا والفتق الَّذِي فِي الآماق ونقصان اللحمة وزيادتها.
من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ إِذا عظمت اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَعْظَم منعت فضول الْعين إِن تنصب إِلَى الْأنف فيحتقن هُنَاكَ حَتَّى يصير مِنْهَا الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بالغرب.
الميامر قَالَ الدَّوَاء الْمُتَّخذ ببرادة النّحاس ونوشادر وشب تبرىء ناصور الْعين وَهُوَ دَوَاء حاد قد كتب فِي بَاب مَا يقْلع اللَّحْم.
الْمقَالة الْخَامِسَة قَالَ قد يخرج عِنْد المأق الْأَعْظَم خراج صَغِير وَكَثِيرًا مّا يتفجر بِلَا لذع وَذَلِكَ إِلَى نَاحيَة الْعين فيعسر لذَلِك بُرْؤُهُ وَإِن كَانَ هَذَا يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي مداواته بالأدوية المحللة بِلَا لذع وَذَلِكَ أَن الحادة تؤلم الْعين فيزيد ورمه وَلذَلِك يعسر برؤ هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يعالج بالأدوية القوية وَلَا يُمكن ألف أَيْضا أَن يشد عَلَيْهِ الدَّوَاء مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يشد الْعين مَعَه وَالْعين لَا تحْتَمل أَن يشد إِلَى هَذِه الْمدَّة.)
ارجيجانس قَالَ قد يضمد بدقيق الكرسنة مَعَ عسل أَو رماد الْكَرم معجوناً بِعَسَل أَو يخلط الكندر بخرء الْحمام الطرى ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد أَو يُؤْخَذ ميويزج وزوفا اسحقها واخلطهما وضعهما قبل أَن ينفجر أَو اسحق الزاج وَضعه عَلَيْهِ قبل أَن ينفجر قَالَ فَإِن لم يبرأ فشقه وَفرق شقتي الثقب ثمَّ أثقب ذَلِك الْموضع بمثقب دَقِيق ثقباً دقاقا مُتَقَارِبَة ثمَّ ضع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمَعْرُوف بدواء الرَّأْس فَإِنَّهُ يقشر مَا يعلوه من القشرة ويبرء إِذا كشف عَن الْعظم حَتَّى يظْهر واكوه بالنَّار فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك تقشرت عينه قشرة وبرأ وَرُبمَا كوى بِأَن يَجْعَل فِيهِ قمع صَغِير يوضع أَسْفَله على عظم الْعين وَيصب فِيهِ اسرب مذاب فتكويه بذلك ويبرء.
من كتاب العلامات قَالَ قد يعرض فِي مأق الْعين خراج إِذا وضعت عَلَيْهِ الإصبع غَابَ وَإِذا رفعتها عَنهُ عَاد إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ لَونه لون الْجَسَد وَأما الورم الْمُسَمّى اخيلوس فَإِنَّهُ ضَرْبَان مِنْهُ مَا يسيل مَا فِيهِ إِلَى الْأنف وخاصة إِذا دلك الْعين بإصبعه وَمِنْه مَا لَا يسيل مَا فِيهِ إِلَى الْأنف وَمِنْه مَا يخرج إِلَى خَارج الْأنف وَهُوَ إِذا لم يسل إِلَى الْأنف عفن على طول الزَّمَان وَصَارَ بِمَنْزِلَة ناصور لي وكي ناصور الْعين يَنْبَغِي أَن تفتح فتحا وَاسِعًا لتدري مَا يعْمل ثمَّ يجْرِي أَن يَقع فِي أَسْفَل مَكَان يُمكن أَن يَقع من الجوية لِأَن الَّذِي فَوق لَا ينفع لِأَن من هُنَاكَ ثقباً إِلَى الْأنف إِلَّا إِنَّه فَوق لَا ينفع وَيجْرِي بالمثقب واغمز حَتَّى تعرف أرْخى الْموضع حَيْثُ تَجدهُ غضروف الْأَعْظَم ثمَّ تسيل مَا قدرت وَاجعَل يدك إِلَى نَاحيَة الْأنف وَإِيَّاك أَن تميل يدك إِلَى نَاحيَة الْعين فَإِنَّهُ يقطع طبقاتها ويسيل الْعين الْبَتَّةَ فَإِذا وقفت على ذَلِك فاغمزه عَلَيْهِ بِقُوَّة حَتَّى يخرج الدَّم من الْأنف والفم فَعِنْدَ ذَلِك تفقد الثقب ثمَّ
(1/331)
اكوه حِينَئِذٍ بمكاوي اكما حَتَّى يغلي مَا حوله نعما مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاث ويقشر كل مرّة ثمَّ يوضع فِيهِ شيرج يقطر حَتَّى يسْقط الخشكر يشة ألف ثمَّ يعالج بمرهم حَتَّى يبرأ. بولس على مَا قَالَ جالينوس فِي ذكر الطين الأرمني فِي النواصير شَيْء من مَا أَقُول يَنْبَغِي أَن يبط الناصور ويعصره وينظفه ويقلع جَمِيع لَحْمه الردى ثمَّ تجْعَل فِيهِ قطنة قد غمست فِي مَاء الخرنوب النبطى الرطب مَرَّات فَإِنَّهُ يضمر ويلتحم إِن شَاءَ الله.
بولس قَالَ يُؤْخَذ ورق السداب البستاني الْيَابِس فيسحق بِمَاء الرماد وَيجْعَل على اخيلس قبل أَن يبلغ الْعظم وَبعد أَن يبلغ الْعظم فَإِنَّهُ يدمله ادمالاً جيدا بَالغا ويبلغ ادماله إِلَى الْعظم وَهُوَ يلذع فِي أول مَا يوضع ثمَّ يلذع واعجب مَا فِيهِ إِنَّه لَا يعرض مِنْهُ أثر قَبِيح وَهُوَ عَجِيب.
آخر يسحق صَبر وَمر برطوبة الحلزون ويحشى بِهِ فَإِنَّهُ جيد. بولس دَوَاء جيد لناصور الْعين)
وَسَائِر النواصير ويحلل مَعَ ذَلِك الصلابات كلهَا ويحلل الْمدَّة ويغشيها يُؤْخَذ من الزَّيْت رَطْل وَمن المرداسنج ثَمَان اواق وَنصف وَمن الزرنيخ أُوقِيَّة يطْبخ المرداسنج وَالزَّيْت نعما ويذر عَلَيْهِ الزرنيخ وَيرْفَع عَن النَّار قبل أَن يحرق الزرنيخ وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله لي كَانَ بِابْن سوَاده غرب إِلَّا إِنَّه ضَعِيف فغمزته فَلم يسل مِنْهُ شَيْء حَتَّى أَنه رمد فَشد عَلَيْهِ أَيَّامًا فَلَمَّا غمزته بعد ذَلِك سَالَ وَظهر أمره فَلذَلِك لَا هُوَ حَيّ يشد الْعين ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يغمزه هَذَا إِذا لم ترتنوا فإمَّا إِذا رَأَيْت نتوا فقد كَفاك.
ابْن طلاوس قَالَ ادخل فِي الغرب من الخربق الْأسود فَإِنَّهُ يقْلع اللَّحْم الردى أَو خُذ من الزنجار اثنى عشر درهما واشقا سِتَّة دَرَاهِم فَاجْعَلْ مِنْهُ شيافاً وضع مِنْهُ فِي الغرب واحشه بزاج وَعسل لي هَذِه الْأَشْيَاء إِنَّمَا يداوي بهَا بِأَن يحقن الغرب ثمَّ يبط ويحشى بِهَذِهِ.
والدواء الْحَار خير من ذَلِك كُله.
الساهر قَالَ لناصور الْعين زرنيخ وقلى ونورة وزنجار والزاج اسْتَعْملهُ لي قد صَحَّ مَا قُلْنَاهُ.
من كتاب الْعين الغرب خراج يخرج فِيمَا بَين المأق وَالْأنف فَإِن تقيح رُبمَا انفجر إِلَى الْأنف فَجرى من الْأنف مُدَّة مُنْتِنَة وَرُبمَا انفجر إِلَى المأق الْأَعْظَم وَإِلَى الْعين وَهُوَ شَرّ وَإِن اغفل صَار ناصورا وأفسد الْعظم وَرُبمَا جرت الْمدَّة تَحت ألف جلدَة الجفن وانسدت غضاريفه وَإِذا غمزت على المأق خرجت الْمدَّة وَأما الغدة فَإِنَّهُ عظم اللَّحْم الَّذِي على
(1/332)
رَأس الثقب الَّذِي بَين الْعين والمنخرين الْخَارِجَة عَن الِاعْتِدَال وَأما الرشح فَيكون إذانقصت هَذِه اللحمة حَتَّى لَا تمنع الرطوبات من أَن تسيل إِلَى الْعين نَفسهَا وَلم يدران يردهَا إِلَى الثقب الَّذِي إِلَى المنخرين ونقصانها يكون عَن إفراط عَلَيْهَا بالأدوية الحادة فِي علاج الظفرة والجرب.
علاج الرشح والغدة قد ذكرنَا فِي بَاب أدواء الْعُيُون الصغار فحوّل هُنَاكَ.
علاج الغرب قَالَ يعالج أَولا بعلاج الورم من الْمَنْع والتحليل فَإِن لم ينفع فِيهِ ذَلِك فِيمَا يفجر فَإِذا انفجر فعالج القرحة على مَا نخبر فِي بَاب الْعُرُوق وَقد يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء فِيهِ الماميثا والزعفران وورق السداب مَعَ مَاء الرماد والصدف المحرق بِمَا فِي جَوْفه مَعَ المر وَالصَّبْر.
بولس وانطيلس فِي الناصور قَالَ انطليس يخرج عِنْد المأق الْأَكْبَر خراج فَرُبمَا كَانَ خَارج حَتَّى ترى نفخته محسوسة وَرُبمَا كَانَ إِلَى دَاخل فَلَا يتَبَيَّن ورمه الْبَتَّةَ وَمَا كَانَ لَهُ ورم ظَاهر سَالَ مِنْهُ قيحه وَلم يفْسد اللَّحْم وَرُبمَا سَالَ إِلَى الْأنف وَمِنْه مَا ينفجر إِلَى الْعين وَقد ينفجر إِلَى)
الْجَانِبَيْنِ دَاخِلا وخارجاً وَمِنْه مَا يكون كثير العمق غائراً وَمِنْه مَا لَيْسَ بغائر.
قَالَ فالتي لَا تكون كَثِيرَة الْغَوْر فَإِنَّهَا لَا تفْسد الْعظم وَرُبمَا أفسد عظم الْأنف كُله وَالَّتِي تميل مِنْهَا إِلَى خَارج يسيرَة العلاج وَلَا سِيمَا إِن كَانَ لَهُ فَم ينصب مِنْهُ فإمَّا الَّذِي يمِيل لي الْعين فَإِن علامته الوجع الْعَارِض فِي الْعين فِي كل قَلِيل بَغْتَة بِلَا سَبَب وسيلان الدُّمُوع من المأق وَيخْتم ذَلِك أَن يسيل الْمدَّة من الآماق إِذا غمزت عَلَيْهِ.
العلاج إِن كَانَ الورم غير غائر وَلَا مزمن فَإِنَّهُ لم يفْسد الْعظم فبطه وَإِن كَانَ الورم غير غائر وَلَا مزمن فَإِنَّهُ لم يفْسد من اللَّحْم كُله وادمل الْبَاقِي وَإِن كَانَ قد وصل إِلَى الْعظم فاكوه حَتَّى يبلغ الْعظم ويكوي الْعظم ألف حَتَّى تنقشر مِنْهُ قشرة وَيَأْكُل اللَّحْم الْفَاسِد فَإِن لم ترد أَن تكويه فالدواء الحاد.
بولس قَالَ إِذا كَانَ الْخراج مائلاً إِلَى خَارج فبطه وجفف اللَّحْم إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى الْعظم وَإِن كَانَ الْعظم لم يفْسد فحكه وَإِن كَانَ قد فسد فاكوه بعد أَن توقع على الْعين إسفنجاً بِمَاء ملح وَمن النَّاس من إِذا شرع اللَّحْم الْفَاسِد اسْتعْمل الثقب لتسيل الْمدَّة إِلَى الْأنف أما نَحن فقد اكتفيناه بالكي وَحده قَالَ وَإِن كَانَ الغرب يمِيل إِلَى الآماق وَلَيْسَ بغائر فاقطع من الْخراج إِلَى الآماق وَخذ مَا تهَيَّأ من اللَّحْم الْفَاسِد وجففه بالأدوية وَمَا يجفف ذَلِك تجفيفاً عجيباً الزاج إِذا سحق كالغبار وذر على الْموضع وَالصَّبْر أَيْضا إِذا سحق مَعَ قشار الكندر.
تياذوق كحل للغرب يصول القليميا ثمَّ يسحق بِالْمَاءِ أَيَّامًا وَيحل قلقديس بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ صفوته ويجمد مِنْهَا بِالسَّوَادِ ويجمعان ويسحقان ويجعلان فِي كوَّة من
(1/333)
فخار جَدِيد وتوضع فِي بَاطِنه خل ويشد رَأسه يطبق وَيتْرك خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى يدْخل إِلَيْهِ فِي الْكوز ندى الْخلّ ويرطبان ثمَّ يخرج ويسحق حَتَّى يجِف وَعند الْحَاجة يَجْعَل مِنْهُ قَلِيل فِي المأق نَفسه بميل إِن شَاءَ الله.
أَشرت على صديق لي إِلَى سعيد الصَّانِع وَكَانَ بِهِ غرب أَن يقطر فِيهِ هليلجاً محكوكاً فِي المأق نَفسه فَقلت مدَّته ولطى وجف وقارب الْبُرْء وَالْعلَّة يبرء برؤاً تَاما على مَا أرى وَأَنا أرى أَن يتَّخذ لَهُ كحل من دَوَاء الرَّأْس الَّذِي ينْبت على اللَّحْم على الْعِظَام العاربة لي يُؤْخَذ صَبر وانزروت وماميثا وتراب الكندر محرقاً وزاج وَمر يسحق نعما وَيجْعَل مِنْهُ فِي المأق إِن شَاءَ الله الْخَامِسَة من قاطاجانس مرهم يكوى الغرب قنطوريون دَقِيق مِثْقَال مر ثلثا مِثْقَال عفص نصف مِثْقَال ايرسا مِثْقَال انزروت مِثْقَال زنجار ربع مِثْقَال شياف ماميثا نصف مِثْقَال يعجن بِعَسَل)
ويعالج يبرىء كل ناصور.
السَّادِسَة قَالَ ينفع من الغرب أَن يضمد بالمراهم الْحَادِثَة ذكرت فِي بَاب تَحْلِيل الْمدَّة فَإِنَّهَا تحلله وتمتص الرطوبات وَهَذَا ألف خَاص بِهِ يطْبخ المرداسنج بِزَيْت ويطرح مَعَه بِالسَّوِيَّةِ ملح ونوشادر ويطبخ حَتَّى يلتزج وَيُوضَع عَلَيْهِ.
اريباسيوس قَالَ للغرب المنفجر اسحق السكبينج بخل وَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ عَجِيب قَالَ جالينوس إِذا دق مَعَ خل وضمد بِهِ وَحده نفع الأورام الَّتِي تكون فِي المأق الْأَعْظَم أَكثر من كل شَيْء وَإِن ضمد يلزق ويجفف. دياسقوريدوس البابونج أَن يضمد بِهِ ابرأ الغرب المنفجر.
دياسقوريدوس دَاخل الْجَوْز الزنج إا وضع على نواصير الْعين نفع مِنْهَا دهن الْجَوْز يداوى بِهِ الغرب. دياسقوريدوس دوسرا إِذا تضمد بِهِ مَعَ الدَّقِيق ابرء الغرب المنفجر وَقد يسْتَعْمل عصارته مَعَ الدَّقِيق لذَلِك.
وَقَالَ جالينوس إِنَّه يشفي النواصير فِي المأق.
ثَمَرَة الْكَرم الْبري إِن خلط بعد سحقه بالعسل والزعفران ودهن ورد ويضمد بِهِ نفع من الغرب المنفجر فِي ابْتِدَائه دياسقوريدوس كَمَا ذريوس مَعَ زَيْت إِن اكتحل ابرأ اخيلوس.
دياسقوريدوس لِسَان الْحمل إِذا جعل مَعَ الْملح وضمد بِهِ ابرأ نواصير الْعين.
(1/334)
لي قَالَ اخبرني من أَثِق بِهِ إِنَّه ابرأ ناصور الْعين بِأَن حشاه بالمر فادمله وَقواهُ وبرء برءاً تَاما.
دياسقوريدوس عِنَب الثَّعْلَب إِذا أنعم دقه وضمد بِهِ ابرأ الغرب المنفجر. دياسقوريدوس عصير عِنَب الثَّعْلَب إِذا خلط بِخبْز نَافِع للغرب المنفجر.
من الْعِلَل والأعراض قَالَ قد تعظم اللحمة الَّتِي فِي المأق الْأَعْظَم وتصغر فَإِذا عظمت منعت الدُّمُوع وَسَائِر فضول الْعين من أَن يجْرِي إِلَى المنخر فيحتقن هُنَاكَ حَتَّى يكون مِنْهَا الغرب لي النواصير الَّتِي فِي الْعين تعالج إِمَّا بالكّي وَهُوَ أَن يفتح بمبضع وَيقدر كم يدْخل الْميل فِيهِ ثمَّ يكوى بمكاوي مثل الْميل وَيكون شَدِيد الْحمرَة جدا والأخيف أَن يلتزق وَإِذا كويته أول كيّة فحكّه بِخرقَة ثمَّ اكوه أَيْضا ويكفيه ثَلَاث مَرَّات وحد الكي أَن يغلى مَا حوالي المكوى غلياناً شَدِيدا ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ قطنة بشيرج وَيعْمل بهندبا ويعالج حَتَّى تسْقط الخشكريشة ألف ثمَّ تعالج بالمرهم إِن شَاءَ الله والناصور إِذا غمزت عَلَيْهِ شَدِيدا اضر وَخرج الْمدَّة من الآماق وَإِمَّا أَن يثقب ويكوي وَهُوَ أبلغ وَلَا يكَاد يبرؤ إِلَّا بِهِ وَرُبمَا برأَ إِذا ثقب بِلَا كي واثقبه بحديدة مثل)
الأشفار إِلَّا إِنَّهَا أغْلظ مستديرة الرَّأْس ينقيه إِلَى نَاحيَة الْأنف ينكى عَلَيْهِ ويدار بِقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى يخرج الدَّم من الْأنف والثقب وَأَنا أَحسب أَنه إِن خشِي فِي هَذِه الْحَال بزاج وَحده ابرأه إِن شَاءَ الله.
للناصور فِي الْعين يُؤْخَذ صمغ عَرَبِيّ وَمر ثَلَاثَة أماله فيعجن بمرارة الْبَقر ويحشا فِيهِ وَيلْزق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا ينقلع حَتَّى يُبرئهُ لي أَيْضا يعجن المر بالدقيق ويحشى فِيهِ فَإِنَّهُ يبرؤ برءاً تَاما لي اسْتِخْرَاج على أَشْيَاء فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء يُؤْخَذ مر وايرسا ولحاء نبت الجاوشير ودقيق الكرسنة وزراوند طَوِيل جزؤ جزؤ وَمن المر جُزْءا ودردى الْخمر المحرق وزنجار جزؤ جزؤ فَيجمع ذَلِك بالدبق ويلف بِخرقَة خشنة على مجس وَيحك بِهِ الناصور وَيجْعَل الدَّوَاء فِيهِ وَيتْرك يَوْمًا ثمَّ يخرج الفتيلة ويعاد الحك والتنظيف وَيجْعَل الدَّوَاء فِيهِ وَيتْرك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة على قدر مَا يرى من بقاياه فَإِنَّهُ يُبرئهُ بِإِذن الله الدَّقِيق يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة.
من العلامات لِجَالِينُوسَ قَالَ قد يعرض فِي مأق الْعين ورم يكون الآماق إِذا غمزت عَلَيْهِ وَيرجع إِذا تركته ثمَّ يعود قَالَ وَقد يعرض فِي المأق رطوبات فَإِن لم تسل فِي الثقب الَّذِي فِيهِ إِلَى الْأنف عفن وقاح وازمن وَصَارَ ناصوراً وَأكْثر مَا يسيل إِلَى الْأنف إِذا دلك بالإصبع وَذَلِكَ إِذا كَانَ مَفْتُوحًا.
بختيشوع إِن حشى بالآس ناصور الْعين ابرأه الْجَوْز الزنج يحشا بِهِ ناصور الْعين يُبرئهُ إِن شَاءَ
(1/335)
الميامر للناصور كندر وَمر بِالسَّوِيَّةِ شب نصفهَا نطرون نصفهَا يعجن ويحشا فِيهِ قَالَ قد يخرج بَين النف والمأق الْأَكْبَر خراج يُقَال لَهُ اخيلس شبه بديلة صَغِيرَة وَرُبمَا انفجر إِلَى الْعين وعسر بُرْؤُهُ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي مداواة هَذَا الْخراج بالأدوية الَّتِي تحلل بِلَا لذع.
ارجيجانس قَالَ ضمده بدقيق كرسنة مَعَ عسل أَو اخلط كندرا وخرء الْحمام وضمد بِهِ يعْمل عملا حسنأً وَإِذا كَانَ الْخراج لم ينفجر بعد فَخذ ميويزجا واشقا فاخلطهما ألف بِعَسَل وَضعه عَلَيْهِ أَو اسحق الزاج وَضعه عَلَيْهِ.
للناصور من دَوَاء الأكحال المجربة تلوث فَتِيلَة فِي ديك بر ديك وَيحك الناصور بِخرقَة خشنة وتبرد كل يَوْم مَرَّات حَتَّى تعْمل عَلَيْهِ ثمَّ يَجْعَل فِيهِ دهن شيرج حَتَّى يَقع الخشكريشة وَإِن احتجت أعدت حَتَّى ينقى إِن شَاءَ الله.
اطهورسفوس خرؤ الْحمام إِن سحق وحشى بِهِ الغرب أَو وضع عَلَيْهِ نفع جدا.)
حنين الغرب خراج يخرج فِيمَا بَين المأق الْأَكْبَر إِلَى الْأنف وينفتح فِي الْأَكْثَر إِلَى المأق وَإِن غفل عَنهُ صَار ناصوراً وأفسد الْعظم وَرُبمَا كَانَ سيلان الْمدَّة مِنْهُ إِلَى المنخرين بالثقب الَّذِي من الْعين إِلَى الْأنف وَرُبمَا جرت الْمدَّة تَحت جلدَة الجفن فأفسدت غضاريفه وَإِذا غمزت على الجفن سَالَ الْقَيْح من الْخراج.
من مداواة الأسقام للغرب يُبرئهُ الْبَتَّةَ يُؤْخَذ زاج اثنى عشر درهما اشق سِتَّة دَرَاهِم فاعجنه بِهِ واجعله قرصة واحش مِنْهُ الغرب فَإِنَّهُ يُبرئهُ لي وَهَذَا الدَّوَاء نَافِع لجرب وَحده جيد بَالغ نَافِع عَجِيب.
الساهر لنواصير الْعين تتَّخذ فتايل من الأشق والزنجار وَيجْعَل فِيهِ. مَجْهُول للنواصير فِي الآماق يدق صمغ حَبَّة الخضراء مَعَ شَيْء من خرق كتَّان حَتَّى تصير مرهماً ويحشى فِيهِ لي سَمَاعا ورؤية أَصْحَاب الْجِرَاحَات إِذا جَاءَهُم الناصور الَّذِي فِي الْعين إِذا كَانَ منفتحاً شَقوا ذَلِك الْموضع وأوسعوه ثمَّ كووه وَإِن كَانَ غير منفتح أمروا إِن كَانَ يعصر يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى تجمع فِيهِ الْمدَّة وَيفتح فيشال وَيبين الْموضع الَّذِي يحْتَاج أَن يفتح وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن تحشوه بالدواء تركت يحتقن مدَّته أَيَّامًا حَتَّى يظْهر ذَلِك الْموضع الَّذِي يجب أَن يَقع فِيهِ الشق نعما وَشقه ونظفه واحشه بادويتك إِن شَاءَ الله إِذا أردْت أَن تعالج هَذِه فَدفعهُ أَيَّامًا لَا يعصره ألف حَتَّى ينتو مَوَاضِع يدلك فقدره بهَا وَهُوَ أَن تغوصها فِيهِ حَتَّى يبلغ الْعظم وَتعلم ذَلِك من الممانعة ثمَّ تعرف ذَلِك الْمِقْدَار فَإِذا كويت فَادْخُلْ المكاوي بذلك الْمِقْدَار حَتَّى
(1/336)
يبلغ الْعظم أَيْضا وَقد وضعت على الْعين عجيناً قد وضع على الثَّلج حَتَّى برد جدا فضع وَاحِدًا وترفع آخر وَهُوَ بَارِد فَإِذا كويته بإحكام فاقلع الخشكريشة.
من الكناش الْفَارِسِي قَالَ مِمَّا يبرىء الغرب أَن يَجْعَل عَلَيْهِ شَحم الحنظل مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم قبل أَن يقيح وَإِذا قاح حشى فِيهِ فَإِنَّهُ يبرؤ لي علاج تَامّ للغرب أشيافاً يُؤْخَذ زاج وصبر وقشور كندر وقليميا وعفص فج وانزروت فَيجْعَل شيافاً ويقطر فِي المأق نَفسه بعد أَن يعصر وينقى فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وينام على ذَلِك الْجَانِب ويقطر فِيهِ فَإِنَّهُ إِذا لم يكن مزمناً كَفاهُ وَإِن كَانَ مزمناً فاحقنه وَهُوَ أَن تَدعه أَيَّامًا لتحقن الْمدَّة وتسيل إِلَى الْموضع ثمَّ بطه فَإِن كَانَ الغرب لَيْسَ بِكَثِير الْأَزْمَان ويسيل مِنْهُ شَيْء غريز وَلم يجِف مَرَّات ثمَّ عَاد وَرشح قَلِيل فَإِن الْعظم لم يُفْسِدهُ.
وَحِينَئِذٍ رُبمَا كَانَ فَسَاد اللَّحْم أَيْضا قَلِيلا وَذَلِكَ إِذا لم يكن مزمناً جدا وَلَا كَانَ مَا يسيل مِنْهُ)
ردياً وَحِينَئِذٍ يَكْفِيك أَن تحشوه بعد البط بالأشياف الَّذِي وصفناه وَإِن كَانَ اللَّحْم إِذا بططته رَأَيْته فَاسِدا ردياً فالدواء الحاد حَتَّى يَأْكُل اللَّحْم كُله ثمَّ يدمله من بعد إِسْقَاط الخشكريشة فَإِنِّي قد رَأَيْت خلقا برأَ علته وَإِن ظهر الْعظم وَكَانَ فَاسِدا فَلَا بُد من كيه وَإِن لم يكن فَاسِدا فَخذ فِيمَا ينْبت اللَّحْم وَإِن كَانَ اللَّحْم إِذا جس المجس يزلق عَنهُ فَإِنَّهُ أملس وَلَيْسَ بفاسد وَإِن كَانَ خشناً فَإِنَّهُ مثقب فَاسد لي اسْتعْمل فِي ذهَاب ناصور الْعين الدَّوَاء الحاد الْأَخْضَر وَقد جعلته شيافاً فَإِنَّهُ أحسن.
مُفْرَدَات جالينوس والدوسر يبرىء النواصير الَّتِي عِنْد المأق.
والبابونج زهرَة وَأَصله يُبرئ الغرب المنفجر مادام لم يعْتق ويزمن إِذا ضمد بِهِ فانه إِذا زمن فان الْعظم قد فسد لي هَذِه مادامت جراحات أغْنى ورما لم يتقيح ألف فعالج بالجوز الزنخ والدوسر وَنَحْوه من الْأَشْيَاء القوية التَّحْلِيل فَإِذا انفجر عولج بالمر والاقاقيا والزنجار والانزروت وَنَحْوهَا فَإِن حَتَّى إِن الْعظم الَّذِي فسد فبالكي والثقب والقلقديس. انطيلس قَالَ يكون من الغرب نوع لَيْسَ لَهُ انفجار لَا إِلَى الْعين وَلَا إِلَى الْأنف وَإِنَّمَا هُوَ نتو عِنْد الآماق فَقَط وَإِذا غمرته لم خرج مُدَّة من الآماق وَلَا من الْأنف ويجد العليل لَهُ وجعا ويرمد فِيهِ بِلَا عِلّة كل سَاعَة ويرشح الدمع فَعِنْدَ ذَلِك فَاعْلَم أَن الْخراج لَيْسَ بمنفجر إِلَى الْعين هَذَا يشق ويعالج لي على مَا رَأَيْت لبولس الخراجات عِنْد الآماق لَا ينْتَظر بهَا إِلَى النضج لَكِن عجل بطها وَهِي بعد نِيَّة لِئَلَّا يمثل إِلَى نَاحيَة الْعين وتنفجر من هُنَاكَ فَتَصِير نواصير لي عالج بدواء الأصقير يَجعله شيافا ويقطر فِي مأق الْعين بعد عصره على مَا تعرف فَإِن هَذَا يَنُوب عَن الدَّوَاء الحاد.
(1/337)
الخوز قَالَت أصل الْكبر يُبرئ نواصير الآماق وَعَن الْهِنْد يمضغ الماش وَيُوضَع على الغرب فَإِن لَهُ خاصية عَجِيبَة يُبرئهُ.
فِي إنبات الأشفار وتحسينها والزاقها وَغلظ الأجفان الْحمر. 3 (السلاق) الْحمر بِلَا أشفار وَهُوَ السلاق الميامر يلزق الشّعْر بالراتينج لي يلزق بالدهن الصني وَيلْزق بالمصطكى أَو يدنى إِلَيْهِ حَدِيدَة محمية ويلطخ على الْعشْر وَيلْزق قَالَ للأجفان الغليظة الْحمر الَّتِي لَا أشفار لَهَا خرؤ الفار وبعر الْمعز ورماد الْقصب بِالسَّوِيَّةِ يكتحل بهَا فَإِنَّهُ ينفع هَذِه الأجفان وينبت الأشفار مَعَ ذَلِك وَأما الَّتِي لَا يتْرك الشّعْر بعد الْقلع يعود فَفِي بَاب الشّعْر. الْيَهُودِيّ قَالَ إِذا كَانَ ذهَاب الأشفار مَعَ غلط الأجفان وَحُمرَة وحكة فَذَلِك سلاق وَهُوَ لخلط ردى ينصب إِلَى الأجفان بِحَالِهَا فَذَلِك من اليبس بولس كحل يحسن الأشفار وينبتها
(1/338)
يُؤْخَذ نوى التَّمْر ثَلَاثَة ألف دَرَاهِم سنبل رومى دِرْهَمَانِ بسحق وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ ينْبت الأشفار جيدا قَالَ وينفع من السلاق نفعا عَظِيما إِن يسحق خرؤ الفار بِعَسَل ويكتحل بِهِ وَيطْلب أنبات الأشفار فِي بَاب إنبات الشّعْر وَبَاب دَاء الثَّعْلَب وينفع من ذَلِك أَن يدلك الأجفان ثمَّ يدلك بشحم الأوز أَو شَحم الدب فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
اريباسيوس كحل ينْبت الأشفار جيد جدا وخاصة للأطفال ويحسنها وينميها أثمد جزؤ الرصاص المحرق نصف جزؤ توبال النّحاس زعفران ورد مر سنبل هندي كندر دَار فلفل من كل وَاحِد ربع جزؤ وَنوى التَّمْر ثَلَاثَة دَرَاهِم يحرق كُله فِي أناء فخار بِقدر مَا ينسحق وينعم سحقه ويلّت بِقَلِيل دهن بِلِسَان وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ عَجِيب.
مَجْهُول مِمَّا تنْبت الأشفار جدا وتحسنه أَن يحرق الشيح ويسحق ويكتحل بِهِ ويمر على الأجفان إِن شَاءَ الله.
ابْن طلاوس لتساقط الأشفار يحرق زبل الفار ويعجن بِعَسَل ويطلى بِهِ الأشفار فَإِنَّهُ ينْبت سَرِيعا ويطوله. كحل عَجِيب فِي إنبات الأشفار كحل سِتَّة عشر درهما رصاص محرق ثَمَانِيَة دَرَاهِم قشور النّحاس ثَلَاثَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم ورد دِرْهَم مر نصف دِرْهَم كندر ذكر دِرْهَم اجمعها فِي إِنَاء واشوه تشوية بَالِغَة ثمَّ اخرجه واسحقه نعما وصب عَلَيْهِ دهن بِلِسَان ملعقتين ثمَّ تيبسه وَاسْتَعْملهُ.
حنين فِي الْعين كحل جيد للانتشار فِي الأجفان إِذا كَانَ لَيْسَ مَعَه غلظ فِي الجفن يُؤْخَذ نوى التَّمْر المحرق وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وموبحوسه دِرْهَمَانِ اكحل بهَا وينفع من الَّذِي يكون مَعَ غلظ)
الأجفان أَن يسحق خرء الفار مَعَ عسل ويكتحل.
3 - (علاج الشّعْر)
3 - (الْقطع أَو الكي أَو الإلصاق أَو النتف) ابْن ماسويه فِي المنقية قَالَ مِمَّا ينْبت الأشفار جدا نوى التَّمْر يحرق ويسحق وينخل بحريرة وينخل بحريرة ويخلط مَعَه شئ من اللادن ويعجن بدهن الآس ويطلى بِهِ الأجفان مَرَّتَانِ بِاللَّيْلِ أُصُولهَا فَإِنَّهُ نَافِع.
قَالَ وينفع جدا أَن يُؤْخَذ سنبل الطّيب وقشور الصنوبر جزئين ألف يؤحذ مِنْهُمَا بعد النّخل بالحرير فيكحل مِنْهُ جيد بَالغ انطيلس وبولس مَا رَأَيْت أَنا فِي البيمارستان فِي علاج الشّعْر الزايدة قَالَ هُوَ أَرْبَعَة أَصْنَاف الزاقه وكيه ونطله وتقصير الجفون وَأما تَقْصِير الجفون فأجوده أَن ينظر فَإِن كَانَ الجفن قصير الأشفار لَا يُمكن أَن يضْبط ضبطا جيدا وادخل فِي وسط الجفن إبرة وَمر فِيهِ خليط بِهِ اضبط بِهِ واقلت وَيكون امساكك لَهُ بالسبابة والأبهام ويغمز الجفن بالميل حَتَّى يَنْقَلِب ثمَّ يشق دَاخله فِي الْموضع الْمُسَمّى اجانة لِأَنَّهُ شبه جَوف الاجانة من المأق إِلَى المأق ثمَّ يدْخل فِي الجفن فِي الْجلد فَوق خيوطه فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَاحِد فِي الْوسط وَاثْنَانِ فِي نواحي الآماق وتمدها إِلَيْك لتقدر بِهِ كمية الْقطع فَإِذا رَأَيْت الشّعْر قد انشال كُله وَخرج إِلَى برْء وقدرت الْمِقْدَار الَّذِي يَكْفِيك فاقطع بذلك الْمِقْدَار لِئَلَّا تورث شترة ثمَّ اقْطَعْ ذَلِك الْقدر ثمَّ خيطه فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع وَالْقطع إِنَّمَا يَقع فِي جلد الجفن الظَّاهِر فَقَط وَيجْعَل عَلَيْهِ الذرور الْأَصْفَر على خرقَة بِقدر وَيجْعَل فَوْقه خرقَة مبلولة بخل وَمَاء ليمنع الورم وَهُوَ يبرء فِي ثَلَاثَة أَيَّام فَهَذَا مَا رَأَيْت فِي البيمارستان.
بولس إِنَّه رُبمَا شقّ الاجّانة ويمتد الجفن بالعضل ويجعله فِيمَا بَين خشبتين متجوفتين كالدهق ويشده شداً شَدِيدا وتدعه فَإِن تِلْكَ العضلة تَمُوت فِي أَيَّام عشرَة أقل أَو أَكثر حَتَّى تسْقط الْبَتَّةَ وتقصر الأجفان وَإِن عرض أَن يكون فَعَلَيْك بالمرخيات حَتَّى يلين وَيطول قَلِيلا وَإِن عرض أَن يكون أقل مِمَّا يَنْبَغِي فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المقبضة وَأما كيّه فَإِنَّهُ إِنَّمَا يجوز لشعرة أَو شعرتين تكوى بحديدة شبه الأبرة يقْلع أَولا الشّعْر وَيُوضَع على الْموضع محماة.
قريطن كحل جيد لنبات الأشفار ويحسنها نوى تمر محرق سَبْعَة دَرَاهِم سنبل رومى دِرْهَمَيْنِ وَثلث اتَّخذهُ كحلاً فَإِنَّهُ جيد جدا وَهُوَ للجرب جيد لي نوى تمر محرق وسنبل وَلَا)
زورد ودخان الكندر فيتخذ كحلاً هَذَا من القرابادين للسلاق وإنبات الأشفار.
تياذوق كحل يحسن الأفار جداّ اثمد سِتَّة عشر اسرب محرق بكندر ثَمَانِيَة
(1/339)
دَرَاهِم روسختج مِثْقَال ألف مر مِثْقَال زوفاً يَابِس مِثْقَال سنبل وكندر ذكر وفلفل أَبيض مِثْقَال نوى التَّمْر المحرق ثَلَاثُونَ نواة يجمع ويسوى لَيْلَة ثمَّ يسحق بِشَيْء من دهن بِلِسَان ثَلَاثَة دَرَاهِم يسْتَعْمل إِن شَاءَ الله.
قَالَ جالينوس فِي عمل التشريح قولا الْحَاجة شَدِيدَة فِي قطع الجفن وَقد كتبناه فِي عمل التشريح وَجُمْلَته أَن العضل الَّذِي تشيل الجفن رَأسه إِنَّمَا يبلغ إِلَى تَحت الْحَاجِب بِقَلِيل وَلَا يتوسط الجفن وَأما الَّذِي بحذاء الجفن الْأَعْلَى إِلَى أَسْفَل فَإِن رَأسه يبلغ إِلَى حَيْثُ الأشفار وخاصة فِي المأقين فَإِذا قطعت الجفن فتوقأ نَاحيَة المأقين وخاصة إِن كَانَ قَطعك مستفلاً فَأَما فِي الْوسط من المأقين وَفِي الْوسط فِي طول الْبدن أَعنِي بَين الْحَاجِب والأشفار فَلَا خوف فِيهِ. دياسقوريدوس دقاق الكندر جيد فِي إنبات الأشفار والسلاق وَيصْلح للسلاق خَاصَّة دُخان الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ اُحْدُ كدخان الزفت والقطران والميعة واللازورد ويجفف الرطوبات الجائية إِلَى الأجفان وَيصْلح مزاجها وينبت الشّعْر. دياسقوريدوس السنبل جيد لإنبات الْأَشْعَار وَيُقَوِّي الأجفان جدا وينبت الشّعْر.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه قَالَ يسحق السنبل الْأسود وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج ثمَّ يمره بالميل على الجفن فينبت الأشفار.
بولس وَأما نظمه فَقَالَ انطليس خُذ إبرة الرقانين فَأدْخل فِي ثقبها شَعْرَة من شعر النِّسَاء وَمد الراسين ليصير شبه العروة ثمَّ أَدخل شَعْرَة أُخْرَى فِي هَذِه العروة لِأَنَّك تحْتَاج إِلَيْهَا ثمَّ نوم العليل على قَفاهُ وَمد إِلَيْك الجفن وارفع الإبرة من دَاخل الجفن إِلَى خَارجه ثمَّ تمتد الإبرة وَالشعر إِلَّا أَن يصير دَاخل الجفن من الشعرة الَّتِي رَأسهَا فِي الإبرة شبه عُرْوَة صَغِيرَة ثمَّ تشيل الشعرة الَّتِي تنخس وَتدْخلهَا فِي تِلْكَ العروة وتدفعها بميل وتمتد العروة قَلِيلا ليضيق مَا أمكن ثمَّ تمدها بِمرَّة ليخرج ذَلِك الشعرة إِلَى خَارج الجفن فَإِن انسلت مِنْهَا فَمد الشعرة الَّتِي ألف فِي جَوف العروة فَإِن العروة ترجع من الرَّأْس إِلَى دَاخل الجفن فَإِذا دخل من الرَّأْس شَعْرَة الجفن فِيهَا وَاعد عَمَلك حَتَّى يخرج إِلَى دَاخل فَإِذا خرجت فامسح عَلَيْهَا سبع مَرَّات لِئَلَّا ينسل وَإِنَّمَا احتجت إِلَى الشعرة الَّتِي تدخل فِي العروة لتجذب بهَا العروة مَتى لم تخرج الشعرة بِرِفْق لِئَلَّا يَنْقَطِع)
فَيحْتَاج إِلَى إِعَادَة إِدْخَال الإبرة وَيبقى شعرًا قَوِيا وَإِن أدخلت الإبرة ثَانِيًا فَمن مَكَان آخر لِأَنَّك إِذا أدخلتها فِي ذَلِك الْموضع ثَانِيَة اتَّسع وَلم تضبط الشعرة.
(1/340)
الشترة لما رَأينَا فِي البيمارستان تعلق بالصنارة بالخيط بعد أَن تسلخ لغضروف عَن الْجلد كالحال فِي قطع الجفن ثمَّ يقطع ذَلِك الْمِقْدَار عَن الغضروف الثَّانِي وَتَكون قد أدخلت فِي الْجلد خيطين وتمد أَو تلزق بالجبهة ليجذب الْجلد وَإِذا كَانَت فِي الجفن الْأَعْلَى فالمد مَا اقل مَا يكون فِي الجفن الْأَسْفَل.
قريطن كحل ينْبت الأشفار وَيقطع الدمعة ويحفظ الْعين ويحفظ صِحَّتهَا قليميا يعجن بِعَسَل وَيحرق فِي كوز مسدود الرَّأْس حَتَّى لَا يخرج دخانه من الثقب ثمَّ تقلع الطَّبَق ويرش عَلَيْهِ شراب ثمَّ أفرغه على صلابة واسحقه وجففه وَخذ مِنْهُ جُزْء روسختج نصف جُزْء وكحلاً مغسولاً جُزْءا وَمن اللازورد نصف جُزْء فارفعه وامرر مِنْهُ على الأشفار جيد بَالغ عَجِيب جدا.
كحل آخر عَجِيب مجرب كحل رَطْل رصاص محرق نصف رَطْل توبال النّحاس أُوقِيَّة كندر وناردين هندي وفلفل أَبيض وزعفران أوقيية نوى التَّمْر المحرق خمسين عددا يجمع فِي فخارة ويوقد تَحْتَهُ حَتَّى يصير الْكوز أَحْمَر ثمَّ يسحق نعما ويقطر عَلَيْهِ دهن بِلِسَان بِقدر مَا يخرج مِنْهُ رِيحه فَإِنَّهُ عَجِيب لرمد الصّبيان والسلاق والأشفار وتحسين الجفون لَا وَرَاءه غَايَة وَيَنْبَغِي أَن تطلى بِهِ الأجفان عشَاء وينام عَلَيْهِ وَيغسل بِالْغَدَاةِ بِمَاء بَارِد.
فِي السلاق وَمَا يحسن الأشفار وينبتها وَيلْزق الشّعْر المنقلب وَيمْنَع من نَبَاته السلاق غلظ الأجفان مَعَ حمرَة وتأكل المأق وَسُقُوط الأشفار. دياسقوريدوس دُخان القطران جيد للسلاق. دياسقوريدوس دُخان صمغ الصنوبر وصمغ البطم والمصطكى جيد للمأق المتأكل.
دياسقوريدوس عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري يمْنَع إنصباب الرطوبات إِلَى الْعين وَلذَلِك يَقع فِي الأشياف الْمَانِعَة من تَأْكُل الأجفان والمأق. دياسقوريدوس دهن الْورْد يصلح لغلظ الأجفان إِذا اكتحل بِهِ. دياسقوريدوس صمغ البطم يلزق الشّعْر المنقلب. دياسقوريدوس دُخان البطم والمصطكى والراتينج وَنَحْوهَا يدْخل فِي الأكحال المحسنة لهدب الْعين والمأق المتأكل والأشفار الساقطة دياسقوريدوس شَحم الأفعى يمْنَع من نَبَات الشّعْر فِي الْعين. بولس دُخان الكندر يحسن لأشفار الْعين.
جالينوس اللازورد ينْبت شعر اجفان. قَالَ جالينوس إِن اللازورد يكتحل بِهِ وَحده وَمَعَ)
الْأَدْوِيَة النافعة لأنتشار اجفان وَإِذا كَانَت دقاقاً ضعافاً وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يبرد الْعُضْو إِلَى مزاجه الْأَصْلِيّ.
(1/341)
دياسقوريدوس والمصطكى يلزق الشّعْر المنقلب إِلَى الْعين والناردين جيد لسُقُوط الأشفار لنفعه إِيَّاهَا وإنباته لَهَا.
نوى التَّمْر المحرق المطفى بِخَمْر يسْتَعْمل بعد غسله فِي الأكحال الَّتِي يحسن هدب الْعين.
دياسقوريدوس مَاء الحصرم نَافِع جدا لتأكل الآماق دُخان الصنوبر الْكِبَار الْحبّ نَافِع للآشفار المنتشرة والآماق المتأكلة. دياسقوريدوس الصَّبْر يسكن حكة الجفن. دياسقوريدوس الصدف النبطي إِذا أحرق وَغسل أذاب غلظ الجفون. دياسقوريدوس الصدف الْمُسَمّى بِالشَّام طيلس إِذا احْرِقْ وخلط بقطران وقطر على الجفن الَّذِي ينْزع مِنْهُ شعر لم يَدعه يعاود نَبَاته ورطوبة الأصداف تلزق الشّعْر.
قَالَ جالينوس الأصداف الصغار الجافة إِذا أحرقت يبلغ من إحراقها إِنَّهَا إِن خلطت مَعَ القطران وقطرت فِي الْموضع الي يقْلع مِنْهُ الشّعْر منع نَبَاته وَقد يلزق برطوبة الصدف شعر الجفن الفتق يلزق الشّعْر الَّذِي فِي الجفن. دياسقوريدوس القلقطار ينقي الْعين بالإلصاق جالينوس واكتحل بِهِ منع من غلظ الأجفان. دياسقوريدوس الصُّوف يصلح للمأق المتأكلة والجفون الجاسية الَّتِي قد تساقط شعرهَا.
دياسقوريدوس دُخان البلبوت يصلح لتحسين هدب الْعين وَيصْلح ألف لتساقط الأشفار وتأكل المأق. دياسقوريدوس دُخان الزفت يفعل ذَلِك.
دَوَاء ينفع من انتشار الأشفار سنبل الطّيب بعد سحقه ونخله بحريرة وقشور الصنوبر بِالسَّوِيَّةِ يكتحل بِهِ جيد لذَلِك.
(1/342)
ابْن ماسويه مِمَّا يحسن الشفار يُؤْخَذ نوى التَّمْر فيحرق وينخل ويخلط مَعَه اللادن ويعجن بدهن الآس ويطلى بِهِ فيحسنها وَأما مَا يمْنَع إنبات الشّعْر فِي الجفن فاقرء فِي بَاب نَبَات الشّعْر لي تَدْبِير للشعر الزايد يُؤْخَذ حَدِيدَة فِي دقة الإبرة قدر شبر فيعطف رَأسهَا على زَاوِيَة قَائِمَة قدر عقد ثمَّ يحمى الرَّأْس جيدا ويقلب الجفن ويمده إِلَيْك وَيَضَع على أصل الشعرة المنقلبة فتكويه نعما فَإِنَّهُ يحرق وَلَا يعود وَلَا ينْبت فَإِن كَانَ شعرًا كثيرا فاكوي كل مرّة وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ وَلَا يكوى قريطن مِمَّا ينْبت الشفار ويبرىء الجرب نوى التَّمْر المحرق سَبْعَة ناردين فليطى دِرْهَمَانِ يَجْعَل كحلاً إِن شَاءَ الله. دَوَاء جيد لتساقط الأشفار والجرب والسلاق ويحفظ الْعين يُؤْخَذ قليميا)
رَطْل فَيدق جريشا ويعجن بِعَسَل وَيجْعَل فِي إِنَاء فخار لَا يخرج دخانه ثمَّ ارْفَعْ فَم الْكوز واطفه بمطبوخ واسحقه وَخذ مِنْهُ نُحَاس محرق مغسول ولازورد فانعم حَقه وَاسْتَعْملهُ.
من اختيارات حنين قَالَ يقْلع الشّعْر ويطلى مَكَان بمرارة الهدهد فَإِنَّهُ كَاف لَا يحْتَاج إِلَى غَيره.
اطهور سفوف قَالَ يوضع الكندر على خمير ملتهب ويكب فَوْقه طست وَيُؤْخَذ دخانه فيخلط بِهِ شَحم البط والزوفا الرطب ويكحل فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي إنبات الشّعْر فِي الأشفار وتحسينها.
حنين قَالَ ذهَاب شعر الأجفان رُبمَا كَانَ من غير ورم وَحُمرَة فِيهَا بل رُطُوبَة فِيهَا مثل ذَا الثقب وَإِمَّا مَعَ حمرَة وَغلظ وقروح فِي الأجفان.
السلاق هُوَ تَأْكُل الآماق فَقَط والوردينج غلظ الأجفان مَعَ حمرَة.
حنين ألف كحل ينفع من انتشار الأشفار إِذا لم يكن مَعَه غلظ فِي الجفن يُؤْخَذ نوى التَّمْر وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم وموبسحوسه وزن دِرْهَمَيْنِ اسحقها واكحل بهما.
آخر يُؤْخَذ اثمد وقليميا وقلقديس وزاج بِالسَّوِيَّةِ دقها واعجنها بالعسل ثمَّ احرقها واسحقها واكحل بهَا. آخر جيد لسُقُوط أشفار مَعَ غلظه وحمرته اسحق خرؤ الفار مَعَ عسل واكتحل بِهِ.
علاج الشّعْر قَالَ علاج الشّعْر قطع الجفن.
(1/343)
اهرن قَالَ للشعر يشق الْموضع الَّذِي يُسمى الاجانة وَهُوَ حَيْثُ الجفن خرف يشبه الاجانة قَالَ والاجانة إِذا نبت هُنَاكَ لحم فضل سوى الشّعْر وَلم يَدعه يَنْقَلِب إِلَى الْعين لي هَذَا شَاهد أَيْضا على جودة النبطين.
قطع على مَا رَأَيْنَاهُ يُؤْخَذ القمادين الصَّغِير ويقلب الجفن ثمَّ يشق بِهِ تَحت الاجانة وَيَنْبَغِي أَن يشقه حَتَّى يَنْقَلِب القمادين من الزاويتين اللَّتَيْنِ من المأقين جَمِيعًا فَإنَّك إِن شققت الْوسط وَكَانَ عِنْد الزاويتين مختلفتين لم ينل بالشق فِي الْوسط كثير شَيْء فَهَذَا ملاكه وَإِذا شققته هَكَذَا فقد أحكمت النبطين فَعِنْدَ ذَلِك تقدر مِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَن تشيله من الجفن وَإِن كَانَ الشّعْر فِي مَوضِع مّا أَشد انقلاباً فِي الْعين فَاجْعَلْ الْقطع فِي ذَلِك الْموضع أعظم ثمَّ أَدخل إبرة فِي الجفن بخيط فِي ثَلَاث مَوَاضِع متقابلة على خطّ سَوَاء وَخذ الخيوط بِيَدِك وشلها حَتَّى ترى مَا يقطع وَلِئَلَّا يقطع الجفن قطعا بِخرقَة لِأَنَّك إِنَّمَا تحْتَاج أَن تقطع جلد الجفن الْأَعْلَى فَقَط ثمَّ اقْطَعْ مادون الخيوط)
بكاز ثمَّ خيط فِي مَوَاضِع كل مَوضِع بعقدتين أَو ثَلَاث ثمَّ ذَر عَلَيْهِ ذرورا أصفر أَو رطب خرقَة وَضعهَا عَلَيْهِ حَتَّى يلتحم وَإِذا كَانَت شَعْرَة أَو اثْنَتَيْنِ أَو خَمْسَة فانتف مِنْهَا كل يَوْم وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ وامو الْموضع بمكوى مثل الإبرة فِي الدقة متعففة الرَّأْس على هَذِه الصّفة. دياسقوريدوس يحمى حَتَّى يصير مثل لون الدَّم وَيُوضَع على الْموضع نَفسه جدا ثمَّ يوضع على الجفن بَيَاض الْبيض ودهن ورد فَإِذا ابرأ مَا كويت فانتف واكو أَيْضا إِن شَاءَ الله.
علاج انطليس الاسكندروس للسلاق نَافِع عَجِيب يُؤْخَذ قشور صنوبر وحجارة أرمينية فَيجْعَل كحلاً فَإِنَّهُ انفذ مَا كَون فِي إنبات الأشفار.
ابْن سرابيون ألف إِذا لم يكن مَعَ ذهَاب الأشفار غلظ وَلَا حمرَة فَذَلِك دَاء الثَّعْلَب أَو مثل قرع وَإِذا حدث مَعَ غلظ وصلابة فَذَلِك هُوَ السلاق وَالنَّوْع الأول أَعنِي دَار الثَّعْلَب يعالج بتنقية الرَّأْس ثمَّ يطلى بالأدوية الحادة على الأجفان وَأما النَّوْع الثَّانِي فابدأ بالأدوية المحللة ثمَّ أكحله بِالْحجرِ الأرمني فَإِنَّهُ نَافِع جدا من انتشار الأشفار الْحَادِث من خلط ويقوى الْعُضْو.
تمّ القَوْل على الْعين وَبِه كمل السّفر الأول من كتاب الْحَاوِي بِحَمْد الله وعونه والصلوة على النَّبِي رَسُوله وَعَبده وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا. وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ فِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ الثَّانِي عشر لمحرم عشر وسِتمِائَة وَذَلِكَ على يَدي مُحَمَّد بن الْوَلِيد البياسي الْمَأْمُور بطليطلة أطلق الله سَبيله مِمَّا انتسخه لخزانة متملكة بهَا للوزير الْحَكِيم لبي سليمن دى ابْن نحميش الإسرائيلي وَفقه الله ويتلوه إِن شَاءَ الله فِي السّفر الثَّانِي القَوْل فِي الْأذن وجمود الدَّم فِيهَا وتركيبها والعلل الْعَارِضَة فِيهَا والدلائل الدَّالَّة عَلَيْهَا وعلاج جَمِيع ذكر. . أسهل الله تَعَالَى العون ليه بمنه وَكَرمه لِأَن بِهِ مَعُونَة.
تمّ الْجُزْء الثَّانِي ويتلوه الْجُزْء الثَّالِث فِي الْأذن وَالْأنف والأسنان
(1/344)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(1/345)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(الْجُزْء الثَّالِث)
(أمراض الْأذن وَالْأنف والأسنان)
(1/346)
(أمراض الْأذن)
ب فِي الْأذن وجمود الدَّم فِيهِ والطرش والصمم وَثقل السّمع والدود والوجع والدوي والطنين والقروح والبثر والورم من حراوٍ برد أَو ضَرْبَة أَو شدخ صدفها والسدد فِيهَا والرياح)
وجريان الْمدَّة وسيلان الرطوبات وَدخُول المَاء فِيهَا واجتماع الْوَسخ وَمَا يَقع فِيهَا وَغير ذَلِك قَالَ جالينوس فِي أَصْنَاف الحميّات أَن من أوجاع الْأذن مَا يَدُور بنوايب.
حِيلَة الْبُرْء فِي قُرُوح الْأذن قَالَ كَانَ رجل من فرقة الْحل يعالج قرحَة عتيقة كَانَت فِي الْأذن بالمرهم الْمُتَّخذ بالقيليما فَكَانَت تزداد فِي كل يَوْم عفونة وتمتلي صديداً كثيرا من أَنه توهم أَن فِي أقْصَى ثقب السّمع ورما فعالجه بالمرهم الْمُتَّخذ من الْأَرْبَعَة الْأَدْوِيَة فَكَانَ الْأذن قد أشرف على العفونة بذلك أَكثر وأشر وَإِنَّمَا كَانَ يفعل ذَلِك لِأَن مرهم القليميا يدمل القروح الَّتِي فِي الْيَد وَالرجل أدمالآً جيدا وَلَيْسَ عِنْدهَا وَلَا اكْتِسَاب دَلِيل على الْأَدْوِيَة وَمن الْأَعْضَاء فَأَرَادَ أَن يدمل قرحَة الْأذن بالدواء الَّذِي يدمل بِهِ القروح الَّتِي فِي ظَاهر الْبدن وَأَيْضًا فَإِن عِنْدهم أَن الورم أَيْن مَا كَانَ وَمَتى كَانَ يَنْبَغِي أَن يحل بالأشياء الَّتِي ترخى فَلذَلِك علاج هَذَا العلاج الردي وَأما أَنا فبعلمي بِأَن الْأذن عُضْو جَاف يَابِس جدا علمت أَنِّي أحتاج أَن أداويه بالمجففات جدا وَلَكِن لِأَن ذَلِك الطَّبِيب قد كَانَ عود الْأذن بمرهم الباسليقون وَهُوَ مرخى لم أر أَن أنقله إِلَى دَوَاء قوي التجفيف بِعَيْنِه الَّتِي انْظُر فِي الْعَادة واكتسب مِنْهَا دَلِيلا فعمدت إِلَى شياف ماميثا فادفته بخل وقطرّته فِي أُذُنه فَبَدَأَ اصلاحه فِي يَوْم وعاجلته فِي الْيَوْم الثَّانِي بأقراص أندرون إياماً أَرْبَعَة وَكَانَ عزمي أَن هُوَ احْتَاجَ إِلَى مَا هُوَ أقوى تجفيفاً أَن أعَالجهُ بِمثل دَوَاء خبث الْحَدِيد وأطلي أَيْضا خَارج الْأذن بالأشياء الَّتِي تجفف غَايَة التجفيف مثل الدَّوَاء الْمُتَّخذ ب بالغرب أَو بأقراص اندرون وَلَكِن هَذَا الرجل برأَ
(1/347)
وَلم يحْتَج إِلَى هَذِه على أَنه قد كَانَ أشرف من سوء العلاج على عفن أُذُنه الْبَتَّةَ وَقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يظنّ أَنه أَن عولج أذن وارمة بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة أصَاب العليل مِنْهُ تشنج لِأَن عِنْده أَن الورم فِي جَمِيع الْمَوَاضِع يحْتَاج أَن يرخى وَقد كَانَ فِي الْأذن ورم قَالَ وَلَكِنِّي أَنا لمعرفتي بِفضل يبس الْأذن جدا على سَائِر الْأَعْضَاء علمت أَنه يحْتَاج أَن يداواه بأدوية تجفف غَايَة التجفيف.
لي إِنَّمَا لم يصلح القليميا لِأَنَّهُ مغرى قَلِيل التجفيف بِالْإِضَافَة إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهَا الْأذن.
قَالَ الْموَاد الْجَارِيَة إِلَى الْأذن إِذا أردنَا أَن ننقلها إِلَى عُضْو قريب نقلناها إِلَى المنخرين قَالَ وَأما أَفْرَاد من أَصْحَاب القروح فِي الْأذن فَيحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من هَذِه بِسَبَب أَنه كَانَت ببعضهم فِي أُذُنه قرحَة قد أَتَت عَلَيْهَا سنة تَامَّة أَو سنتَانِ فإنيّ داويتهم بدواء أقوى من هَذِه الْأَدْوِيَة وَهُوَ خبث الْحَدِيد ينخل بالحرير الصفيق غَايَة الصفاقة يُعَاد عَلَيْهِ السحق حَتَّى يصير كالغبار ويطبخ)
بعد هَذَا كُله بخل ثَقِيف جدا حَتَّى يصير هُوَ والخل فِي ثخن الْعَسَل وَيكون الْخلّ أَرْبَعَة أضعافه أَو خَمْسَة أضعافه فَإِنَّهُ دَوَاء قوي جدا لَا عديل لَهُ فِي هَذَا.
وَقَالَ فِي آخر السَّادِسَة أَن مجْرى السّمع على قربه من الْعصبَة النابتة من الدِّمَاغ قد يحْتَمل أَن يداوي بالأدوية القوية التجفيف.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ أَنا اسْتعْمل)
3 - (المخدرة فِي وجع الْأذن) إِذا أفرط وَخفت أَن يتشنج العليل ويختلط وَمِنْه قَالَ عالج وجع الْأذن بالدواء الْمُتَّخذ بالأفيون والجندبادستر تديفهما بشراب حُلْو وتصبه فِيهِ وَإِذا كَانَ وجعها من ريح غَلِيظَة تولدت عَن أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فإياك وَاسْتِعْمَال الأفيون وَاسْتعْمل الكماد بالجاورس والأشياء الَّتِي تحلل الرّيح وتلطف التَّدْبِير وَترك الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ ينضج وينحل وَيجوز أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء الَّذِي فِيهِ مَعَ الأفيون جندبادستر وَأَن احتجت إِلَى ضماد فاطبخ الخشخاش بِمَاء والق على المَاء دَقِيق حلبة وبزر كتَّان وضمد بِهِ.
قَالَ وَمَتى حدث فِي الْأذن ضَرَر عَن اسْتِعْمَال المخدرات فَاسْتعْمل بعده الجندبادستر وَحده تقطره فِي الْأذن.
وَقَالَ فِي الثَّالِثَة من الميامر أَن وجع الْأذن يسكن بالتخبص والطلي والنطول وَلَا يسْتَعْمل المخدرة أَلا أَن يخَاف الغشي.
الثَّالِثَة من الميامر قَالَ يحدث وجع الْأذن عَن برودة ب وَهَذِه الْبُرُودَة تحدث إِمَّا من قبل ريح بَارِدَة تلقى الرجل فِي الطَّرِيق وَأما من استحمام بِمَاء بَارِد ويتوجع أَيْضا عَن مَاء
(1/348)
يدْخل فِيهَا وَلَا سِيمَا مَتى كَانَ ذَلِك المَاء دوائياً ويتوجع أَيْضا عَن ورم وَهَذَا الورم مرّة يكون فِي الْجلد المغشي على الْأذن وَمرَّة يكون فِي بَاطِن الْأذن وَهُوَ الصماخ وَذَلِكَ عِنْد مَا يكون حُدُوث الورم فِي الْعصبَة الَّتِي بهَا يكون السّمع وَيكون من خلط حاد ينصب إِلَيْهَا من الْبدن أَو ريح نافخة غَلِيظَة ترتبك فِيهَا.
قَالَ وَمَا كَانَ من وجع الْأذن بَارِدًا فالأدوية الحارّة تبرئه فِي أسْرع الْأَوْقَات قَالَ والقرويون يطبخون عصير البصل والثوم فِي الزَّيْت ويقطرون مِنْهُ فِي الْأذن قَالَ وَأَنا أعمد فِي هَذَا الْموضع فِي الفرفيون فاخلط مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير مَعَ زَيْت كثير وألقيه فِي الْأذن وَرُبمَا خلطت بِهِ شَيْئا من)
الفلفل بعد أَن أجيد سحقه لِأَن الأوجاع الْبَارِدَة تنْتَفع بِهَذِهِ الْأَشْيَاء القوية الأسخان نفعا عَظِيما.
دهن الأقحوان أيضاُ نَافِع لهَؤُلَاء إِذا قطر فِي الْأذن وَأَن قطّرت فِيهِ دهناً قد طبخ فِيهِ سذاب نفع نفعا بَينا وَإِذا كَانَ سَبَب الوجع مَادَّة حريفة من مَاء دوائي دخل فِيهَا أَو مَادَّة حريفة قد انصبت إِلَيْهَا فَمَلَأ الْأذن دهناً عذباً وصببته عَنهُ ونشّفه وعاوده مرّات كَثِيرَة حَتَّى يغسل ذَلِك الخطل وقطّر فِيهِ اللَّبن أَو بَيَاض الْبيض على هَذَا النَّحْو مرّات كَثِيرَة ولتكن مفترة فَإِنَّهُ يسكن الوجع الْحَادِث من هَذَا الْفَنّ وشحم البط نَافِع لَهَا وَكَذَلِكَ شحوم الثعالب فَإِن كَانَ الوجع من ورم فابلغ الأِشياء مرهم باسليقون يذاب بدهن الْورْد فَإِن اشْتَدَّ الوجع جدا واضطررت فَاسْتعْمل المخدرة فَإِذا كَانَ الوجع مبرحاً فَاجْعَلْ فِيهَا من الأفيون جُزْءا وجندبادستر نصف جُزْء وَإِلَّا بِالسَّوِيَّةِ.
جالينوس يسْتَعْمل فِي ورم الْأذن هَذَا الدَّوَاء والشحوم خَاصَّة شَحم البط والدجاج وَأَنا أَحسب أَن اسْتِعْمَال هَذِه وَإِن كَانَ يسكن الوجع جميد الْعَاقِبَة وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل إِلَّا فِي شدَّة الوجع جدا إِذا كَانَ الوجع قد وَقع بالفصد والإسهال وَيسْتَعْمل بعقبه شياف ماميثا وخل.
جالينوس يسْتَعْمل نُسْخَة هَذَا الدَّوَاء جندبادستر أَولا سحقاً بليغاً ثمَّ يلقى عَلَيْهِ الأفيون ويسحق بشراب حُلْو وَيسْتَعْمل أقراصاً ويحتفظ بِهِ ويداف وَقت الْحَاجة بشراب حُلْو ويفتر ويلقى فِي الْأذن يعصر فِيهَا من صوفة وَإِيَّاك أَن تقطّر ب فِي الْأذن شَيْئا إِلَّا فاتراً بِقدر مَا يُمكن العليل احْتِمَاله وجرب قَلِيلا فَإِن احْتمل العليل اسخن مِنْهُ فزد فِي اسخانة مَا احْتمل العليل وَإِذا اسْتعْملت تكميد الْأذن بِبَعْض الأدهان المسكنة للوجع فقّوها واملأ الْأذن مِنْهُ ودعه سَاعَة ثمَّ صبّه ثمَّ عاود مَرَّات ثمَّ املأهما مِنْهُ وضع فيهمَا قطنة فَإِن احتجت أَن تعاوده فعلى هَذَا.
قَالَ وَإِن كَانَ فِي الْأذن ريح غَلِيظَة فَاجْعَلْ مَعَ الدّهن بعض الْأَدْوِيَة المعالجة المقطّعة وتعرف هَل ذَلِك من ريح غَلِيظَة أَو خلط غليظ لزج بالسؤال من السَّبَب البادي وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل قد أَصَابَهُ فِيمَا سلف برد فَإِنَّمَا اجْتمع فِي أُذُنه ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ يشكو ثقلاً وَلم يزل يسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الغليظة فَإِنَّهُ قد اجْتمع فِي أُذُنه أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَذَلِكَ أَنه مَتى
(1/349)
كَانَ الرجل مُسْتَعْملا للأغذية الغليظة وَحدث عَلَيْهِ برد يُصِيبهُ هاج الوجع بِسَبَب عدم تحلل مَا يتَحَلَّل)
فاخلط حِينَئِذٍ مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا رغوة البورق والنطرون ودهن اللوز والخربقين والكندش واللوز والزراوند وَالدَّار صيني وكل الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح سدد الْكُلِّي وكل دَوَاء لطيف لَا يلذع مثل أصُول قثاء الْحمار وأصول الْكَرم الْأسود والأبيض وأصول اللوف وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا مرَارَة وَلَا يلذع فَإِن هَذِه تجلوا مَا فِي الْأذن من الْوَسخ ويفتّح مسامه وَيقطع الأخلاط الغليظة ويفتّح السدد.
قَالَ وَإِيَّاك أَن تعالج بالأدوية القوية الْحَرَارَة الْأذن الَّتِي فِيهَا ضَرْبَان وعالج مَا كَانَ مَعَ ضَرْبَان شَدِيد بشياف ماميثا والخل ودهن الْورْد فَإِن هَذِه جَيِّدَة للورم فِي الْأذن.
فِي قُرُوح الْأذن قَالَ وَمَا كَانَ من قُرُوح الْأذن قريب الْعَهْد فالماميثا يُبرئهُ الْبَتَّةَ وَحده إِذا سحق بالخل والشياف الوردية وشياف الماميثا فَإِن كَانَ يجْرِي مِنْهَا قيح كثير فعالجه بأقراص اندرون فَإِن لم ينجح هَذِه فاسحق خبث الْحَدِيد بخل ثَقِيف فِي شمس أَيَّامًا كَثِيرَة وقطر مِنْهُ على ثِقَة بِهِ.
قَالَ ووجع الْأذن يبرؤ ويسكن بالتكميد بالأدهان المطيّبة الفاترة وبدهن الناردين ومرهم الباسليقون وَالَّذِي فِيهِ لذع وضربان يسكن ببياض الْبيض وَاللَّبن وَاسْتعْمل أَقْرَاص اندرون وَغَيرهَا مرّة بشراب حُلْو وَمرَّة بخل وَمَاء وَمرَّة بخل فَقَط على حسب مَا ترى من شدَّة الوجع فَإِنَّهُ إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الْخلّ.
دَوَاء جيد يحلل تحليلاً بِلَا أَذَى وينفع من ب الأوجاع الْبَارِدَة يحل القنّة بدهن السوسن ويفتر ويقطر فِيهِ التكميد عِنْد ضَرْبَان أما من دَاخل وَأما من خَارج بِأَن يصبّ فِي الْأذن مفتراً كَمَا مر فِي الشحوم ويصبّ عَنْهَا مَرَّات.
قَالَ 3 (التكميد باليابس خير للأذن) من التكميد الرطب أعنى أَن يكمّد بالجاورس أَو بِقِطْعَة لبد مرغزي مسخّن فَهَذَا تكميد الْيَابِس وَأما الرطب فيطبخ سداب بالزيت والخل وَمَا يَجْعَل تَحت إجّانة عَلَيْهَا قمع وثقب ذَنْب للوجع فِي الْأذن مَعَ سيلان الْمدَّة قشور رمان وشب وزعفران وأفيون وجندبادستر وَمر وكندر يعجن بخل وَعسل وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ دَوَاء نَافِع لِأَنَّهُ يجفف ويسكن الوجع جدا.
دَوَاء جيد للقيح فِي الْأذن أقماع الْورْد وقشور رمان وقلقطار وزاج وعفص وتوبال النّحاس جزؤ جزؤ وَمر وكندر وشب وقلقنت نصف نصف يسحق بخل إياماً حَتَّى يصير مثل الطرار وَيجْعَل أقرصة وَيسْتَعْمل بخل ويقّطر فِي الْأذن.
(1/350)
3 - (الدوي والطنين) قَالَ مِنْهُ مَا يتَوَلَّد من ريح نافخة وَمِنْه مَا يكون من قبل نقاء حاسة السّمع وذكائها فَإِن كَانَ الدوي والطنين عَن ريح نافخة فعالجه بالأدوية الَّتِي تقطّع وتلّطف ويستدل على الدوي والطنين من ذكاء الْحس بِأَن يرى الرجل فِي طبعه سريع الْحَواس وذكيها وَأَن تكون قد عولجت بالأدوية الَّتِي تقطع وتلطف إِن لم ينفع فعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يخدر الْحس قَلِيلا كالبنج والأفيون فَإِنَّهُ يبرىء للدوي قطّر فِيهِ عصارة قثاء الْحمار أَو خربق أسود مطبوخاً بخل أَو قطّر فِيهِ دهن الْغَار أَو دهن الكراث أَو دهن ورد أَو زَيْت قد طبخ فِيهِ شَحم الحنظل أَو دهن ألبان أَو شَحم البط أَو دهن لوز مر.
بصل النرجسفي الطرش قَالَ إِذا أزمن صَار مِنْهُ صمم وَيَنْبَغِي أَن يُقَصَّص صَاحبه بساذج وشحم الحنظل ويغرغر ويجفف رَأسه بِكُل حِيلَة وَيُدبر التَّدْبِير اللَّطِيف ويقطّر فِي الْأذن مَا يقطّع ويلطف الْمَشْي فَإِنَّهُ جيد للتجفيف عَن الرَّأْس.
أَبُو لوعس قَالَ كمده بقمع بطبيخ الأفستين أَو بطبيخ ورق الْغَار أَو الزوفا الْيَابِس أَو عصارة قثاء الْحمار قطره فِي الْأذن أَو خربق أسود أدخلهُ فِي الْأذن. 3 (الدَّم السَّائِل من الْأذن) اسْتَعِنْ بِبَاب نزف الدَّم وبباب جمود الدَّم وَيقطع النزف أَن يخلط عصارة ب بخل ويقطر فِي الْأذن يقطع النزف بِأَن يطْبخ عفص بخل ويقطر أَن تسحقه بخل وعفص وَتجْعَل مِنْهُ شافية ودعها خَمْسَة أَيَّام ثمَّ أخرجهَا آخر يُؤْخَذ حرف جزؤ وبورق ربع جُزْء واعجنهما بجرم التِّين واعمل مِنْهُ شايفة مطاولة وأخرجها كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يخرج من الْأذن وسحا كثيرا ويخفف السّمع من سَاعَته وينفع الْعَسَل يدْخل فِي ثقب الْأذن مِنْهُ وَمن الْوَسخ وينفع من الطرش الإسهال الدَّائِم الْمُتَوَاتر وتلطيف الْغذَاء وتغطية الرَّأْس وَشرب المَاء الْحَار وَمَاء الْعَسَل.
قَالَ يصاح فِي الْأذن بِصَوْت عَال فعلا متوالياً وقطر فِيهَا دهناً قد طبخ فِيهِ أصُول الْخُنْثَى أَو 3 (المَاء الَّذِي يَقع فِي الْأذن) يدْخل فِيهِ ميل عَلَيْهِ صمغ بطم مداف أَو دبق أَو غَيره من نَحوه وَيخرج بِهِ فَإِن لم يخرج فليعطّس ويسد الْأنف والفم فَإِنَّهُ يتمدد الْأذن وَيخرج افْعَل ذَلِك مَرَّات فَإِنَّهُ أَن يقي هُنَاكَ فَإِنَّهُ يحدث ورماً أَو يخْشَى التشنج فَعَلَيْك بالأرخاء جهدك.
(1/351)
للديدان وَغَيره يقطر فِيهَا عصارة الحنظل وقثاء الْحمار أَو خل وبورق أَو عصارة الْكبر أَو عصارة فوتنج. 3 (الْوَسخ) ينشر فِي الْأذن بورق وَيصب عَلَيْهِ خل وتدعه لَيْلَة مسدودة الرَّأْس ثمَّ يدْخل من الْغَد الْحمام افْعَل ذَلِك ليَالِي.
3 - (ورم الْأذن)
يقطر فِي الْأذن عصارة البنج ودهن الْورْد. 3 (الطنين) قطر فِيهَا شَحم البط واطبخ رمانة حلوة بشراب واسحقها وضمدها بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا أَو يُؤْخَذ عدس فيطبخ بِمَاء ويضمد بِهِ أَو خُذ مرداسنج وعدس وزعفران وأفيون قَالَ يمرخه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد قَالَ وينفع هَؤُلَاءِ الأمساك عَن الْغذَاء وإسهال الْبَطن والسكون وليحذر الشَّمْس وَالْحمام وَالْحَرَكَة والقيء والصياح. 3 (الْجِرَاحَات الَّتِي تخرج فِي أصل الْأذن) قَالَ هَذِه دَاخِلَة فِي جنس الورم فِي اللَّحْم الرخو وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالقمع وَالْمَنْع الَّذِي هُوَ أول آخر العلاج قَالَ وخاصة هَذِه الْجِرَاحَات الَّتِي فِي أصل الْأذن فَإنَّا نعالجها بضد الْمَنْع وَالدَّفْع وَذَلِكَ إِنَّا نعالجها بالجذب بالأدوية الجاذبة وَأَن لم تُؤثر هَذِه الْأَدْوِيَة فِيهَا أثرا مَحْمُودًا استعملنا المحاجم.
وَذَلِكَ أَن عنايتنا أَن نجتذب الْخَلْط المؤذي من دَاخل ب الْبدن إِلَى خَارجه لَا سِيمَا مَتى كَانَت الْعلَّة فِي الرَّأْس أَو كَانَ ذَلِك فِي الحميات فَأَما فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ على جذب الْخَلْط الَّذِي دَفعته الطبيعة نحرص على أَن نعين الطبيعة إِلَى ظَاهر الْبدن ليخرج ذَلِك الْخَلْط عَن الدِّمَاغ أَو يقطع الْحمى فَإِن كَانَ الْخراج فِي نَفسه قوي التجلب فَلَا يَنْبَغِي أَن نعينه بالجذب الْبَتَّةَ بل نكله حِينَئِذٍ إِلَى الطبيعة وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ التجلب قَوِيا واستعملت المحجمة أَو دَوَاء بجذب عرض للعليل وجع صَعب جدا لِكَثْرَة مَا يمِيل إِلَى الْموضع ضَرْبَة واشتدت حماه وضعفت قوته وَلَكِن فِي مثل هَذَا الْموضع اقصد لتسكين الوجع بالأدوية المرخية فَإِن هَذِه لاعتدال حَرَارَتهَا ورطوبتها تسكن الوجع وتنضج الأخلاط وَتجمع الْقَيْح وَإِذا جمع فبطه واستفرغ الْمدَّة أَن كَانَت كَثِيرَة وألاّ فحلّل الْمدَّة بالأدوية اللطيفة الجاذبة تدعها عَلَيْهَا وتقلها كل يَوْم مرَّتَيْنِ وتكمده وتعيده حَتَّى يتَحَلَّل على مَا وصفناه فِي بَاب تَحْلِيل الْمدَّة ثمَّ الَّتِي تلين على مَا بيّنا هُنَاكَ وَهَذِه الخراجات)
إِذا لم تكن عَظِيمَة قَوِيَّة مَعهَا وجع شَدِيد يسهل علاجها وَذَلِكَ أَنَّهَا لَا تبادر إِلَى جمع الْمدَّة وَلَا توجع وجعاً شَدِيدا وحسبك فِي هَذَا الْموضع أَن تكمد الْموضع بكماد اللبلج وتضمده بأضمدة أَكثر حرارة وَأكْثر تحليلاً.
(1/352)
قَالَ إِذا كَانَ الْخراج الَّذِي فِي أصل الْأذن يبتدىء بوجع شَدِيد فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أضمدة تسكن الوجع وَإِلَى تكميد متوالي بِمَاء قراح قد طرح فِيهِ شَيْء قَلِيل من ملح وَلِهَذَا الورم أدوية تخصه وتحلله اطلبها فِي بَاب الْخَنَازِير فَإِن هَا هُنَا قانون الفوجيلا فَقَط وَهَذِه الخراجات مَا كَانَ مِنْهَا لَا يطْمع أَن يتَحَلَّل إِلَّا بتقيح لعظمه وَشدَّة ضرباته فبادره واعنه على التقيح فَأَما مَتى كَانَ الورم يَسِيرا لَا تبادر إِلَى التقيح فالداخليون ومرهم مساساوس يُبرئهُ لي جملَة أَمر الْخراج فِي أصل الْأذن انْظُر إِلَى مِقْدَار عظمه وَمِقْدَار ضربانه وَحَال الْبدن فَإِن كَانَ الْبدن ممتلياً والعظم والضربان قَوِيا فَعَلَيْك بالأدوية المسكّنة للوجع ودع الطبيعة وفعلها وَإِن كَانَ فِي الرَّأْس عِلّة رَدِيئَة أَو حميات وَرَأَيْت الدّفع ضَعِيفا فاعن الطبيعة بالأدوية الجاذبة والمحاجم فَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَن تَفْعَلهُ فِي أول الْأَمر فَإِذا خرج وانْتهى منتهاه فَانْظُر فَإِن كَانَ مَا يتَحَلَّل من غير أَن يتقيح فحلله بالداخليون وَنَحْوه مِمَّا هُوَ أقوى مِنْهُ مثل الزفت ورماد الكرنب وَمثل النورة والشحم الْعَتِيق فَإِن لم ينْحل فانضجه بالأضمدة المنضجة وَإِن كَانَ هُوَ مُنْذُ أول الْأَمر يُبَادر ب إِلَى النضج فاعنه على ذَلِك ثمَّ رم إِن كَانَ الْقَيْح لورم يسير بِأَن يحلله بالأدوية وَإِن كَانَ غليظاً فبطّه وعالجه.
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ إِذا خرجت فِي الْأذن خراجات حارة عظمية وَكَانَت عَنْهَا حميات قَوِيَّة يخْتَلط بهَا الذِّهْن فالأحداث يموتون مِنْهَا أَكثر من الْمَشَايِخ وَذَاكَ أَن الْحمى يكون فِي الْمَشَايِخ أَلين واختلاط الذِّهْن فيهم أقل فيبقون إِلَى أَن تتقيح آذانهم فيتخلصون بهَا فَأَما الشبّان فلشدة حرارتهم يشْتَد اختلاطهم ووجعهم وَيَمُوت أَكْثَرهم قبل أَن تتقيح آذانهم.
الثَّالِثَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ أوجاع الْأذن الحارة مَعَ الْحمى القوية الدائمة دَلِيل ردى لَا يُؤمن على صَاحبه أَن يخْتَلط عقله وَيهْلك.
قَالَ جالينوس أما هَذَا الوجع فَإِنَّهُ يَعْنِي بِهِ الْحَادِث فِي الصماخ لِأَنَّهُ لَا يكون من أجل غضاريف الْأذن مثل هَذَا الْخطر فَأَما من الصماخ فلقربه من الدِّمَاغ فقد يكون مثل هَذَا سَرِيعا
(1/353)
ويعرض مِنْهُ السكتة بَغْتَة إِذا صَارَت الْمَادَّة الموجعة للأذن إِلَى الدِّمَاغ بَغْتَة فَانْظُر فِي سَائِر دَلَائِل الْهَلَاك)
واعمل بِحَسبِهِ قَالَ وَقد يعطب الشابّ من هَذِه الْعلَّة فِي السَّابِع فَأَما الْمَشَايِخ فابطأ من ذَلِك وَذَلِكَ أَن الْحمى يكون فيهم الين واختلاط الْعقل أخف ويسبق آذانهم فيتقيح ذَلِك وَلَكِن فِي هَذِه الْأَسْنَان لهَذَا الْمَرَض عودات قاتلة فَأَما الشبّان فَقيل أَن تتقيح آذانهم يهْلكُونَ وَأَن مدت آذانهم فِي حَال سلمُوا أَن كَانَ مَعَ ذَلِك عَلامَة أُخْرَى حميدة.
الميامر الْأَدْوِيَة النافعة من رض الْأذن المر الصَّبْر الكندر اسفيداج الرصاص يطلى عَلَيْهَا من خَارج وَإِذا ورم دَاخله لشدَّة الضَّرْبَة وهاج الوجع يقطر فِيهِ شَحم البط وَالسمن وَأَن نزف الدَّم فعصير الكراث والبادروج.
من اختيارات حِيلَة الْبُرْء قَالَ القروح فِي الْأذن يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة التجفيف جدا على قربهَا من الدِّمَاغ لي المائين عندنَا إِذا أزمنت الْمدَّة الَّتِي تَجِيء من الْأذن جدا وطلات حَشْوًا الْأذن بِقطن حَشْوًا شَدِيدا وَلم يدع صَاحبه ينَام على ذَلِك الْجنب وَإِنَّمَا يُرِيدُونَ بذلك حقن الْمدَّة فَإِذا احتقنت يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة خرج خراج فِي أصل الْأذن فانضجوه وبطوه وعالجوه فبرأ وبيّن لذَلِك سيلان الْمدَّة عَن الْأذن.
السَّادِسَة من ثَانِيَة أبيذيميا قَالَ نَحن نقطر فِي الوجع الشَّديد من الْأذن اللَّبن من حلمة الثدي كَيْمَا يسكن بحرارته المعتدلة ويغري وَهُوَ نَافِع لي القَوْل الَّذِي هَا هُنَا من وضع المحجمة على الْأذن عِنْد ب الوجع الشَّديد إِنَّمَا هُوَ غلط وَقع فِي اتِّصَال الْكَلَام بعضه بِبَعْض لَا وَجه لَهُ الْبَتَّةَ فَإِن شِئْت فاقرأه لتعلم ذَلِك.
الْيَهُودِيّ إِذا كَانَ الوجع فِي الْأذن من البلة والسدة فقطر فِي الْأذن مَاء الأفسنتين رطبا كَانَ أَو يَابسا أَو مَاء قشور الفجل وَمَا يفتح الصمم يدق ورق الحنظل الرطب ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن وَهُوَ فاتر أَو قطر فِيهِ شايف المرارات قَالَ ونيفع من الصمم بعقب البرسام التخبص الْمُتَّخذ بدقيق الشّعير وأكليل الْملك والبابونج ودهن حل فاتر يلين الْعصبَة وَيُطلق السّمع لي فَيَنْبَغِي أَن يضمد بالملينات لِأَن هَذَا إِنَّمَا يحدث من جفاف يكون فِي ذَلِك العصب الَّذِي يَجِيء إِلَى الْأذن قَالَ وينفع النطول على رُؤْسهمْ إِن شَاءَ الله.
اهرن دَوَاء جيد لقروح الْأذن انزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وقشور كندر وشياف ماميثا وَمر وزبد الْبَحْر وبورق ارمني وصب فِي الْأذن خل واغسله يصبهُ عَنهُ مَرَّات ثمَّ يدْخل فَتِيلَة فنظفه ثمَّ يلوث الدَّوَاء بِعَسَل وتجعله فِيهِ مفتراً افْعَل ذَلِك غدْوَة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ يَأْكُل الْفَاسِد وينبت الصَّحِيح)
ويبرئه.
ولجمود الدَّم فِيهَا عصير الكراث وخل يقطره ويقطر فِيهِ أَو يلقى فِيهِ انفحة أرنب مَعَ خل لي والأدوية الَّتِي تحلل الدَّم خُذْهَا من بَابه قَالَ وانفخ فِي الْأذن الْكَثِيرَة الفيح زاجاً.
(1/354)
وللدود يقطر فِيهِ عصير البصل وعصير الأفسنتين والكراث النبطي.
قَالَ اهرن أَن لم يكن أفسنتين رطب فطبيخه.
اهرن للصمم وَثقل الْأذن عصير ورق الحنظل يقطر فِيهِ أَو جندبادستر ودهن الْغَار يقطر فِيهِ وهما جيدان للأوجاع الْبَارِدَة الغليظ. الطَّبَرِيّ قَالَ هَذَا دَوَاء نَافِع للوجع فِي الْأذن جدا شَحم الأوز وأفيون وزعفران يجمع الْجَمِيع بعد أَن يذوب الشَّحْم وينقى وَيجْعَل الشَّحْم أَكثر.
لثقل السّمع الْعَارِض بعد الْأَمْرَاض الحارة يقطر فِيهَا خل مسخن مَعَ عصار الافسنتين.
ولدخول المَاء فِي الْأذن يهيج السعال فَإِنَّهُ يخرج المَاء من الْأذن.
اهرن إِذا كَانَ مَعَ الصمم فَسَاد فِي سَائِر الْحَواس فالعلة فِي الدِّمَاغ وَإِن كَانَ خلاف ذَلِك فالعلة فِي عصب الْأذن فَقَط وَذَلِكَ إِذا لم تكن آفَة فِي المجرى فَإِذا حدث ثقل السّمع فالحث عَن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم والدلائل فَإِن وجدت امتلاءً دموياً فافصد ولطّف التَّدْبِير وَإِن وجدت طنيناً وثقلاً بِلَاد درور الْعُرُوق وَلَا حِدة فاسهل بِمَا يفرغ البلغم عَن الرَّأْس وَاسْتعْمل بعد ذَلِك الغراغر القوية والعطوس وصب الْمِيَاه المطبوخة بالخشخاش الحارة على الرَّأْس نَحْو ب البرنجاسف والمرزنجوش وورق الْغَار والبابونج وَنَحْوهَا واكب الْأذن على بخارها فِي قمع وَاسْتعْمل الأدهان الحارة فَإِن ذَلِك يحلل فضول الأخلاط ويجفف السّمع وَاجعَل فِي الْأذن من هَذِه الْأَدْوِيَة والأدهان فَإِن رَأَيْت ثقل السّمع بِلَا ثقل وَلَا امتلاء فَإِنَّهُ من السدد فاكب العليل على طبيخ الْأَشْيَاء اللطيفة وقطّر فِي الْأذن افسنتين ونحون من الْأَشْيَاء المرّة فَإِنَّهُ يفتّح السدود والأشياء اللطيفة كالشونيز والفجل وعصارة الحنظل الرطب نَافِع جدا للصمم الْكَائِن من سدة وأخلاط غَلِيظَة والجندبادستر ودهن الْغَار جيد للصمم الْكَائِن من الْبرد وخدر العصب أَو مرارات السبَاع بدهن لطيف حاراً أَيهَا شِئْت وينفع من الأوجاع الكائنة عَن الرّيح وعلامته تمدد بِلَا ثقل الأكباب على أبخرة الحشايش اللطيفة والأوجاع الَّتِي مَعَ حرارة اعْتمد فِيهَا على الفصد والإسهال بالمطبوخ ويقطر فِي الْأذن
(1/355)
المبردة المقوية المسكنة للوجع وَأَن هاج فِي الْأذن وجع من قرحَة فاسحق بزرنيخ أَو أفيون مَعَ شَحم بط وَضعه فِيهِ مَعَ اسفيداج الرصاص أَو ضع فَتِيلَة)
بعنب الثَّعْلَب وَبَيَاض الْبيض ودهن ورد وَكَذَلِكَ للورم الْحَار والوجع الْحَار فَإِذا سكن وجع القرحة فَعِنْدَ ذَلِك عالج بالأدوية القوية التجفيف المنقية للقيح مثل الزاج وخبث الْحَدِيد وَنَحْوهَا وَلَا تعالج بِهَذِهِ مَا دَامَ الوجع شَدِيدا والأوجاع العتيقة المزمنة لَا تكون مَعَ حرارة فعالجها بالأدوية الحارة اللطيفة وَإِن كَانَ إِنْسَان خرج الدَّم من أُذُنه ثمَّ ثقل سَمعه بعد ذَلِك فَلَعَلَّ مُدَّة قد جمدت فِي صماخه فينقيه بِمَا يحلّل الدَّم المنعقد وينفع من رُطُوبَة الْأذن والمدة الْخلّ والمر وطبيخ ورق الآس والشبت وَنَحْوهَا من المجففات وَيقتل الدُّود فِيهَا الافسنتين والحنظل والمرارات وعصير الْكبر والسقمونيا والخل وعصير الفجل والقطران وعصارة السداب والفوتنج وينفع من الْوَسخ بورق وخل وينفع من الْحَصَاة وَمَا يدْخل فِيهَا العطيس لي يعْمل ذَلِك بعد صب الدّهن فِي الْأذن وَتَركه لَيْلَة ثمَّ يدْخل الْحمام ويكمده بِمَاء حَار حَتَّى يحمر ذَلِك الْموضع خَاصَّة ويلين نعما ثمَّ يعطّس بِقُوَّة فَإِنَّهُ يَتَّسِع الْموضع وَيخرج إِن شَاءَ الله وَإِذا عطس فليقبض على مَنْخرَيْهِ وَفِيه ليخرج الرّيح من الْأذن لي استخرج سَبَب الوجع من التدبر وَالسّن وَالزَّمَان والمزاج والوجع الْحَار بِلَا مَادَّة لَا يكون مَعَه تمدد وَلَا ثقل ب وَلَا تَدْبِير يُوجب امتلادً وَيكون مَعَ حرارة وَحُمرَة وينفع هَؤُلَاءِ اللَّبن يقطر فِيهِ وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَالْخلاف وَأما الْبَارِد فيقطر فِيهِ دهن السداب وَأما إِذا كَانَ مَعَ ثقل وَكَانَ التَّدْبِير يُوجب الامتلاء فاستفرغ أَولا ثمَّ عالج وَإِذا كَانَ تمدد بِلَا ثقل فَعَلَيْك بالتجارب الَّتِي تفشّ الرِّيَاح مثل طبيخ الصعتر والحاشا والنّمام والمرزنجوش وقطر مِنْهَا فِي الْأذن أَيْضا وَهَذَا علاج نَافِع يعلق على الْأذن محجمة مَمْلُوءَة مَاء حاراً. وَإِذا كَانَ فِي الْأذن ثقل
(1/356)
وتمدد وضربان وحرارة فهناك فلغموني فافصد أَولا وَاسْتعْمل مَا يسكن الوجع من الأدهان تقطرها فِيهَا فاترة وتصب فَإِنَّهَا تسكن الوجع وَليكن دهن ورد وشحم البط أَو شَحم الثَّعْلَب، فَإِن اضطررت فَاسْتعْمل مَا يخدر لِأَن شدَّة ضَرْبَان الورم الْحَار خطر جدا فِي الْأذن لقربها من ادماغ فَلَا تدع بعد استفراغ الْبدن التكميد الدَّائِم بالدهن الفاتر تصبه فِيهَا وتصبه عَنْهَا فَإِن ذَلِك سُكُون الوجع، فَإِن لم يسكن فَاسْتعْمل التخدير، وَإِذا كَانَ مَعَ الورم الْحَار قرحَة فاسحق الحضيض والأفيون وَأدْخلهُ فِيهَا بصوفة وَعسل وَاسْتعْمل هَذَا فِي الضربان الشَّديد مَعَ القرحة، والقروح الْقَرِيبَة الْعَهْد يكفيها شياف الماميثا والمزمنة تحْتَاج إِلَى أَن يخلط القطران بالعسل وَيدخل فِيهِ فَإِنَّهُ ينقيه جدا وَأما الدوي فَمَا كَانَ مِنْهُ فِي الحميات فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ يسكن بسكونها فَإِن دَامَت بعد الْحمى أَو كَانَت بِلَا حمى فكّمد الْأذن بِمَاء حَار قد طبخ فِيهِ افسنتين وصبّ فِيهَا خلا ودهن ورد أَو عصارة الفجل مَعَ دهن ورد أَو طبيخ الخربق بالخل وَإِن كَانَ الدوي مزمناً من خلط غليظ لزج فآية ذَلِك أَنه لَا يشْتَد بل يكون قَلِيلا فَاسْتعْمل فِيهِ الْخلّ والنطرون وَالْعَسَل.
صفة جَيِّدَة يُؤْخَذ خربق أَبيض ثَلَاثَة زعفران ثَلَاثَة جندبادستر ثَلَاثَة نطرون عشرَة يسْتَعْمل بالخل.
وللدوي الشَّديد جندبادستر وبزر الشوكران يسحق بالخل ويقطر.)
بصل النرجس الْمَوْلُود لَا يبرؤ والمزمن جدا لَا يبرؤ والكائن فِي الْأَمْرَاض الحادة ينْحل من نَفسه وينحل بالإسهال وَأما الْكَائِن من خلط غليظ فجّ فَإِنَّهُ يعالج بالفصد والإسهال والغرور والسعوط وَاسْتعْمل الحمية وَيصب على الْأذن مَاء السداب والمرارات والخربق والقنة والجندبادستر وَنَحْوهَا فَأَما الرض وَالْفَسْخ الْحَادِث فَاسْتَعِنْ فِيهِ بِبَاب الرض أَيْضا.
قَالَ: أما بقراط فَأمر أَن لَا يعالج بِشَيْء وَأما الْحَدث فَإِنَّهُم يَأْخُذُونَ ب مرا وصبراً وكندراً وقاقياً بِالسَّوِيَّةِ يلطخ بالخل أَو بَيَاض الْبيض أَو يُؤْخَذ لب الْخبز ويمرس مَعَ الْعَسَل ويضمد بِهِ فَإِن عرض فِيهِ ورم حَار فضمده بالسمسم المدقوق وَاجعَل فِي مجْرى الْأذن صوفة قد
(1/357)
لبّت بالدهن وَلَا تشدها إِلَّا شداً خَفِيفا أَن لم تَجِد بدّاً وَأما الخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن فَاسْتَعِنْ بِبَاب الْخَنَازِير أَيْضا وَهَذَا قَالَ بولس قَالَ أَن كَانَ الْخراج فِي الْأَمْرَاض الحادة لبحران فَلَا تمنع مِنْهُ بل أعن عَلَيْهِ بالمحاجم والأدوية الجاذبة والكماد الدَّائِم لِأَنَّهُ أَن عَاد إِلَى دَاخل كَانَ ردياً خَاصَّة أَن لم يكن لَهُ رَأس حاد فَإِن كَانَ رَأس لَهُ حاد فَإِن دَفعه قوي وَيَكْفِيك أَن تضع عَلَيْهِ المقيحة وَأَن كَانَ الْخَارِج بِلَا حمرَة وَلَا ورم فِي الرَّأْس وَقلة اندفعت فافصد وعالج علاج الأورام الحارة وَإِذا جمع مُدَّة فحلّله بالدواء الَّذِي يهيّأ بالثوم.
وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة خَفِيفا فَإِن الكماد بالملح وَحده يحلله قَالَ أوضع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالأقحوان فَإِن هَذَا الدَّوَاء نفس الْمدَّة بِلَا وجع فَإِن أزمن الْخراج الَّذِي فِي أصل الْأذن فليعجن رماد الصدف بالشحم وَالْعَسَل وضع عَلَيْهِ أَو تين قد طبخ بِمَاء الْبَحْر أَو فراسيون وملح فَإِنَّهُ يحلله أَو ضمده بالأشق أَو الْمقل ولبنى الرُّمَّان والزفت وشحم الثور ومخ الْإِبِل وَنَحْوهَا واستعن بِبَاب تَحْلِيل الأورام. 3 (انسداد الْأذن بِلَا وجع) يحس صَاحبه كَأَنَّهُ مسدود بقطنة أسحق عصارة السلق ومرارة الثور وصب فِيهِ أَو ضع فِيهِ دهن السوسن لي أَو ضع فِيهِ قطنة بدهن مرزنجوش.
قَالَ الورم الَّذِي فِي الصماخ ردي وَيكون مَعَه حمى واختلاط الْعقل وأسرع من يهْلك من ذَلِك الشبّان فَأَما الْمَشَايِخ فَلِأَنَّهُ لَا يكون بهم حمى يتقيح ويستريحون مِنْهُ وَرُبمَا هَلَكُوا بعد التقيح أَيْضا بِأَن تسيل الْمدَّة إِلَى الدِّمَاغ قَالَ فابدأ فِي علاج الشبّان من ذَلِك بِأَن تمرخ دهن الْورْد بخل خمر وتصب مِنْهُ قَلِيلا وَهُوَ فاتر فِي الْأذن وَقد يصب عَلَيْهِ بعد ذَلِك قشور القرع من دهن ورد وَأَن احتجت فاخلط الأفيون وَلبن امْرَأَة لي الفصد نَافِع من هَذَا الوجع قَالَ: الْغَايَة والإسهال وَالطَّعَام الْقَلِيل وَشرب المَاء.
للقروح خُذ لباناً فادفه بشراب وقطره فِيهِ فَإِنَّهُ يَأْكُل اللَّحْم الْمَيِّت وينبت الْحَيّ
(1/358)
لي الانزروت وَالْعَسَل يفعل ذَلِك حَقًا وَجُمْلَة أَنه يحْتَاج إِلَى الْمَنْع من التقيح ثمَّ إِن لم يكن فَإِن يعان على ذَلِك بالتكميد بِالْمَاءِ الْحَار ببخار بأنبوب وبالذهن الفاتر وبمرهم باسليقون فَإِذا فتح ب عمل فِي سيلان الْمدَّة ثمَّ نقيه بِمَاء يغسل ثمَّ فِي الحامة سَرِيعا بِمَا يجفف بِقُوَّة وَهُوَ توضر وَتَنصر اسْتعْملت القوية التجفيف والأكالة لي خُذ زرنيخاً أَحْمَر فاسحقه نعما بِعَسَل وادخل فِيهِ فَتِيلَة واجعله فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع جدا بَالغ النَّفْع تنقى وتجفف القروح وَلَا تؤذى صَاحب وثق بِهَذَا 3 (الضَّرْبَة تصيب الْأذن) اطلبه فِي بَاب الضرة أَو تحّول إِلَيْهِ قَالَ اعْتمد على المر ودقاق الكندر وألطخه عَلَيْهِ وَلَا تشده شَدِيدا فَإِنَّهُ يجذب لَكِن بِرِفْق.
شرك قَالَ يقطر فِي الْأذن الوجعة من الرّيح وَالْبرد دهن الْخَرْدَل قد طبخ فِيهِ حلتيت وزنجبيل وشل وَهُوَ آخر الْفِعْل فَإِنَّهُ عَجِيب.
مَجْهُول للثقل والطرش فِي الْأذن يُؤْخَذ صَبر وجندبادستر وشحم الحنظل وفرفيون فيعجن بمرارة الْبَقر وَيجْعَل شيافاً وَيحك عِنْد الْحَاجة ويقطر فِي الْأذن إِن شَاءَ الله.
وَقَالَ مِمَّا هُوَ نَافِع للصمم جدا أَن يَأْخُذ كافوراً أَجود مَا تقدر عَلَيْهِ فينعم سحقه وَتجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة وَتدْخل فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع جدا لي مجرب الكبابة والقافلة. 3 (الصمم) يدق الفجل وَالْملح ويقطر فِي الْأذن أَو يقطر فِيهَا مرَارَة العنز فَإِنَّهُ جيد بِإِذن الله ويستخرج دهن الْخَرْدَل فيقطر فِي الْأذن وَيُوضَع فِيهِ قطنة ملوّثة بِهِ ويغمز جيدا إِن شَاءَ الله وينام عَلَيْهِ بِاللَّيْلِ فَإِنَّهُ نَافِع للصمم أَو قطر فيهادهن اللوز من الْجبلي فَإِنَّهُ نَافِع إِن شَاءَ الله.
لوجع الْأذن عَجِيب جدا يُؤْخَذ من ورد خام فَيصب عَلَيْهِ خل ثَقِيف ويغليه غليات ثمَّ يَدعه حَتَّى يفْطر ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن قطرات تسكن الوجع وَهُوَ جيد للضربان.
شَمْعُون علاج مُوَافق لجَمِيع أوجاع الْأذن يحذر التخم والامتلاء من الطَّعَام خَاصَّة الغليظ وليأكل مِنْهُ ألطفه وأسرعه هضماً ونزولاً وَليكن بَطْنه أبدا ليّناً وليحذر الْبرد
(1/359)
وَالرِّيح فِي أُذُنه وَيكون عَلَيْهَا وقاء أبدا ويكمدها فِي الْأَحَايِين إِذا أَصَابَهَا برد.
لثقل السّمع قطّر فِيهَا بعد التنقية عصارة الكراث ومرارة الْبَقر أَو طبيخ شَحم الحنظل أَو ضع فَتِيلَة خربق فِي الْأذن فَتِيلَة الْخَرْدَل والبورق والتين ودعه ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ صَحَّ فِي أُذُنه بِصَوْت شَدِيد صايحاً دَائِما لَا يفتّر ثمَّ انفخ فِي أُذُنه بأنبوب نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ أذنَاهُ أَو اتخذ حبا من جندبادستر وحبّ الْغَار يعجن بخل وَيحك ويقطر فِيهَا دهن اللوز والمر الْجبلي فَإِنَّهُ يبرؤ أَو ضع فِي الْأذن أنبوباً على قدره ومصّه بِشدَّة مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع للصمم الشَّديد ب.
ابْن ماسويه ينفع من الصمم دهن الكاوي الْعَتِيق وينفع مِنْهُ مرَارَة العنز مَعَ دهن الْورْد وينفع الصمم فَتِيلَة الْخَرْدَل.)
فيلغريوس قَالَ انفع مَا خلق القيروان الله للطنين والدوي والثقل دَوَاء الفوتنج المغسول الْمَوْصُول فِي حفظ الصِّحَّة يقطر فِيهِ وَلَا تكون فِي الْأذن حرارة وورم حَار فَإِنَّهُ يهيّجه.
مَجْهُول ينفع من الدوي دهن الْورْد إِذا قطر مَعَ خل وينفع من الرّيح الغليظة والوجع الْبَارِد جندبادستر وفلفل وفرفيون وشونيز يَجْعَل حبا كالعدس ويداف وَاحِدَة فِي دهن الرازقي ويقطر فِيهِ إِن شَاءَ الله. 3 (الطرش) قَالَ ينفع من الطرش عَجِيب يُؤْخَذ سمسم وخردل بِالسَّوِيَّةِ فَيخرج دهنهما ثمَّ يقطر مِنْهُ فِي الْأذن وَيكون أبدا رَأسه مسدوداً. قَالَ وَمِمَّا يعظم نَفعه للصمم الَّذِي يكون من بلة كَثِيرَة فِي الرَّأْس يوضع على الرَّأْس بعد حلقه ضماد الْخَرْدَل.
ابْن طلاوس قَالَ ينفع من الدوي فِي الْأذن أَن يقطر فِيهِ طبيخ الأفسنتين أَو يقطر فِيهِ عصارة الفجل أَو خل خمر ودهن ورد وَأَن أزمن فليقطر فِيهِ مَاء قثاء الْحمار أَو يَجْعَل فِيهِ فَتِيلَة الْخَرْدَل والتين فَإِنَّهُ يُخَفف السّمع.
قَالَ وَإِيَّاك أَن تغافل عَمَّا يَقع فِي الْأذن من حجر ونواة فَإِنَّهُ يهيج الورم والوجع ثمَّ التشنج وَالْمَوْت لَكِن رم إِخْرَاجه بِمَا يتدبق بِهِ فَإِن لم يخرج فبالعطاس وإمساك النَّفس لي فَإِن لم يخرج تصب فِي الْأذن دهناً مفتراً وَتدْخل فِي الْحمام ثمَّ تعطس هُنَاكَ.
الساهر قطور جيد مجرب لوجع الْأذن الْحَار دهن ورد جزؤ خل خمر مثله يطْبخ حَتَّى يذهب الْخلّ ويقطر فِي الْأذن.
(1/360)
قطور ينضج البثور الَّتِي فِي الْأذن طبيخ التِّين وَالْحِنْطَة يقطر فِي الْأذن وتملأ وتوضع فِيهِ فَتِيلَة فيسرع نضجه لي الْحَال فِي هَذِه البثور كالحال فِي الخراجات فَإِذا أَنْت رمت التسكين مُدَّة وَلم يكن يسكن وَاشْتَدَّ الضربان فاعن على التفتيح.
فيلغريوس قَالَ قد يعرض وجع الْأذن بِسَبَب ريح بَارِدَة تصيبه واستحمام بِمَاء بَارِد. قَالَ ولثقل السّمع أسهله بالأيارج بشحم الحنظل وأدم الغرغرة بالخردل ثمَّ كمده بطبيخ الأفسنتين بأنبوب أَو بطبيخ ورق الْغَار وَبعد ذَلِك اغل الخربق الْأسود فِي الْخلّ وقطر مِنْهُ فِي الْأذن.
التَّذْكِرَة قَالَ لثقل السّمع مرَارَة مَاعِز وبوله وللدوي يقطر فِيهِ عصير الأفسنتين أَو عصير الفجل مسخنة.)
الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع الجلنار يقطر فِيهِ وَمَاء القرع ودهن ورد فَإِنَّهُ عَجِيب.
3 - (دَوَاء نَافِع للدوي فِي الْأذن)
يُؤْخَذ دهن السوسن وَشَيْء من مَاء السداب أَو دهن لوزمر وخل خمر ب المنجح قَالَ يحدث مَعَ البثرة فِي الْأذن حرارة وحرقة وضربان شَدِيد وعلاجه فِي أول الْأَمر الفصد وَاللَّبن ودهن الْورْد وَمَاء القرع وَنَحْوهَا فَإِن لم يسكن وَأَرَدْت أَن تنضج فقطر فِيهِ طبيخ التِّين وبزرمر ويقطر فِيهِ حَتَّى ينضج فَإِذا انفجر عولج بالمرهم من خل خمر ومرداسنج وأسفيداج ودهن ورد وانزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وَأَن أزمن فالتي فِيهَا عروق وَأَن أزمن أَكثر فالق فِيهِ زرنيخا أصفر لي يسحق المرداسنج بالخل ودهن الْورْد حَتَّى يَرْبُو ثمَّ يلقى عَلَيْهِ سرنج وانزروت
(1/361)
وعروق وزرنيخ أصفر ويعالج بِهِ الْمدَّة فِي الْأذن عَجِيب وَيجْعَل فِي الْأذن فَتِيلَة بمرهم باسليقون فَإِنَّهُ ينضج ويفجّر الورم.
قَالَ فِي الْمنْهَج فَإِنَّهُ يلقى فِيهِ من السرنج مثل مرداسنج وَمن دم الْأَخَوَيْنِ جزؤ وَمن الانزروت ثلثا جُزْء وعروق نصف جُزْء زرنيخ ربع جُزْء والأدوية الْمَوْجُودَة.
قَالَ يكون وجع الْأذن من ريَاح بَارِدَة أَو من برد يُصِيبهُ وَبعد الْخُرُوج من الْحمام أَو ورم أَو ريح غَلِيظَة أَو أَشْيَاء ردية تنصب فِي الْأذن قَالَ يسْتَدلّ على الْحَرَارَة بحمرة الْوَجْه وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم قَالَ الَّذِي يوجع لما دخل فِيهِ صب فِيهِ دهن مسخن وَاجعَل قطنة بدهن الْورْد مسخناً فِيهِ وَالَّذِي لريح لَا منفذ لَهَا فاعرفه بتمدد الْعُضْو فاعطه وأدلك أُذُنه وَبعد الدَّلْك اكبه على بخار المرزنجوش والفوتنج فادهنه عِنْد النّوم بدهن البابونج وشبت.
المنقية لِابْنِ مَا سويه لوجع الْأذن من الْبرد يقطر فِيهَا مَاء بزر البنج الْأَبْيَض أَو مَاء ورق الغرب.
من سياسة الصِّحَّة ينْسب إِلَى جالينوس قَالَ مِمَّا يحفظ على الْأذن صِحَّتهَا وَيمْنَع النَّوَازِل إِلَيْهَا الْورْد والزعفران والسنبل وَقَالَ ينفع من طنين الْأذن أَكثر من كل شَيْء الإسهال والغرغرة.
تياذوق قَالَ لَا شَيْء أَنْفَع للريح فِي الْأذن من أَن يُؤْخَذ مثل العدسة من جندبادستر فيداف فِي دهن النادرين ويقطر فِيهِ وَقد يكون دوِي فِي الْأذن من الْحَرَارَة ويسكن إِذا قطر فِيهِ دهن الْورْد لي امتحن ذَلِك بِأَن تقطر فِيهِ أَولا وَتنظر فعله قَالَ وينفع من أوجاع الْأذن جملَة قلَّة الطَّعَام وإسهال الْبَطن والهدو والراحة قَالَ وَقد رَأَيْت كثيرا برؤا من الثّقل فِي الْأذن بدهن الفجل أَو)
بعصير الفجل وينفع مِنْهُ أَن ينْفخ فِي آذانهم بالمزمار نفخاً شَدِيدا.
الخوزي قَالَت أَنه لَا يعرف دَوَاء لوجع الْأذن أبلغ ب من شَحم الأوز.
ابْن سرابيون ينفع من الطرش من سدة بِلَا وجع خربق أَبيض مثقالان ... . . سِتَّة
(1/362)
عشر مِثْقَالا زعفران ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بالخل ويقطر فِي الْأذن وَيصْلح أَن يقطر فِيهِ مَاء الأفسنتين فاتراً مَعَ دهن لوز مر.
لوجع الْأذن الْحَار يطْبخ دهن الْورْد بالماورد والخل حَتَّى يفنى ثمَّ يداف فِيهِ فلونيا حَدِيثَة ويقطر فِيهِ وَإِن كَانَت هُنَاكَ دَلَائِل ورم حَار فَقدم الفصد فَإِن صَاحبه على خطر إِن كَانَ فِي الصماخ ثمَّ أدف أفيونا فِي مَاء وقطر فِيهِ أَو خل ودهن ورد فَإِذا قاح وَجَرت الْمدَّة فَاسْتعْمل الْعَسَل والانزروت فَإِن طَال الْأَمر ونتن المدّة فَاسْتعْمل مرهم بالزنجار.
الطرشة الْقَدِيمَة المزمنة الَّتِي قداتي لَهَا عشر سِنِين والمولود لَا برْء لَهُ وعلاج مَا يبرؤ مِنْهُ طَوِيل أَيْضا يكون بأدامة النفض والغرور وَأَن يَجْعَل فِي الْأذن جندبادستر يقطر فِيهِ مَعَ دهن الشبت أَو مَاء السداب مَعَ عسل أَو مرَارَة مَاعِز مَعَ بارزد.
الطنين يكون للناقهين ولذكاء الْحس وَالرِّيح غَلِيظَة محتسبة فَإِذا كَانَ يهيج ويسكن فَذَلِك ريح وَإِن كَانَ ثباتاً فسببه أخلاط غَلِيظَة.
الدوي الَّذِي للناقة قطر فِيهِ خل خمر ودهن ورد ليقوي الْعُضْو وَالَّذِي لريح غَلِيظَة أسحق شَيْئا من فربيون بدهن الحنا قطر فِيهِ أَو جندبادستر مَعَ دهن السداب وَالَّذِي لأخلاط غَلِيظَة خربق وعاقر قرحا وبورق يتَّخذ أقراصاً ويلقى فِي الْأذن بخل أَو يُؤْخَذ كندش وزعفران وجندبادستر مِثْقَال مِثْقَال خربق أَبيض أَربع مَثَاقِيل بورق مثله يقرص وَعند الْحَاجة يداف ويقطر فِيهِ فَإِنَّهُ جيد للطنين والطرش.
دَوَاء لوجع الْأذن الْحَار يداف أَرْبَعَة دَرَاهِم ميعة سَائِلَة ومثقالان بارزد فِي أُوقِيَّة وَنصف خيري حَتَّى ينحلا وَيرْفَع عِنْد الحادة يفتر ويقطر فِيهِ وَالَّذِي لريح غَلِيظَة أَكثر الأكباب على بخار الإفسنتين والشيح والفوتنج والصعتر وقطر فِيهِ بعد ذَلِك دهن الفجل.
للطنين قرنفل ذكر نصف دِرْهَم مسك دانق يداف بِمَاء المزرنجوش والسداب ويقطر فِي الْأذن.
من قرابادين حنين جيد جدا للطنين فِي الْأذن دهن السوسن بخلط مَعَه قَلِيل مَاء السداب أَو دهن اللوز المر وخل خمر ويقطر ب.)
(1/363)
الثَّالِثَة من الميامر للوجع الْحَادِث عَن ضَرْبَة ينقع قِطْعَة كندر أَبيض فِي اللَّبن حَتَّى ينْحل ويقطر فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن على الْمَكَان.
الأقرابادين ينفع من وجع الْأذن من ضَرْبَة أَن يكمد بطبيخ البنجنكشت والحرمل والآس يطْبخ ويكب الْأذن عَلَيْهِ وَقد دهنتها بشيرج فَإِنَّهُ جيد بَالغ ويدهن حواليها.
روفس فِي شرى المماليك قَالَ كلما كَانَت القرحة فِي الْأذن أعتق كَانَت أشرّ ويستدل على شرارتها بسعة ثقب الْأذن وبالصديد المنتن الرَّقِيق فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال لَا يُؤمن أَن ينْكَشف بعض عِظَام الْأذن لي فِي مثل هَذِه الْحَال يحْتَاج أَن يدْخل المراهم الكاوية ثمَّ الَّتِي تبنى على الْعِظَام الْعَارِية اللَّحْم وابدأ بِهَذِهِ فَإِن انجيت وَإِلَّا فالكاوية. ج عصير الفوتنج النَّهْرِي يقتل الديدان فِي الْأذن دهن الشادنج نَافِع لوجع الْأذن من سدة عصارة الْكبر يقتل الديدان فِي الْأذن القطران يقتل الدُّود فِي الْأذن عصير جَرَادَة القرع أَن قطّر فِي الْأذن مَعَ دهن ورد سكن الوجع والورم الْحَار الحضض جيد لسيلان الْمدَّة وقروحها عصارة الفراسيون يسْتَعْمل فِي علاج وجع الْأذن إِذا طَال وَعتق واحتيج إِلَى شَيْء يفتح وينقى ثقب السّمع وَالْأُخْرَى الَّتِي تَجِيء مَعَ عصبَة السّمع من الغشائين اللَّذين على الدِّمَاغ لي هَذَا جيد للطرشة. د ودهن الْخُرُوج جيد لوجع الْأذن
(1/364)
د دهن اللوز المر جيد لوجع الْأذن ودويها وطنينها وَكَذَلِكَ دهن ألبان ودهن البنج الْأَبْيَض جيد لوجع الْأذن.
شياف جيد لوجع الْأذن والمدة السائلة من الْعشْرَة أفيون ثَلَاثَة دَرَاهِم جندبادستر دِرْهَمَانِ ماميثا أَرْبَعَة دَرَاهِم يستمل عَجِيب. د المر إِذا خلط بحلم الصدف وضمد بِهِ صدف الْأذن من هشم وضربة نفع. د الكندر إِذا خلط بِخَمْر حُلْو وقطر فِي الْأذن سكن عَامَّة أوجاعها لَا يخطى فِي ذَلِك. د الكندر إِذا خلط بزفت وطلي بِهِ نفع من شدخ صدف الْأذن لي ليطلي بِهِ بِلَبن القطران إِذا قطر فِي الْأذن قتل الدُّود وَسكن الدوي والطنين.
دهن الْغَار جيد لثقل السّمع جدا وَأَن خلط بِهِ دهن ورد وخل خمر عَتيق نفع من دوِي الْأذن ووجعه وطنينه.
اللادن إِذا قطر فِي الْأذن مَعَ الشَّرَاب ودهن ورد سكن أوجاعها سلخ الْحَيَّة إِذا طبخ بشراب)
وقطر فِي الْأذن كَانَ نَافِعًا من أوجاعها جدا.
مَاء البصل إِذا قطر فِي الْأذن نفع من الطنين والطرش وسيلان الْمدَّة وَالْمَاء الْوَاقِع فِيهِ.
الزوفا والصعتر إِذا بخر الْأذن بطبيخه حلل الرّيح مِنْهُ ب جدا. عصارة السداب إِذا سحقت مَعَ قشور رمان مسحوق وقطر فِي الْأذن سكن وَجَعه الْبَتَّةَ لي هَذَا جيد فِي الوجع الْبَارِد وَالَّذِي لَيْسَ بشديد الْحَرَارَة وَهُوَ بليغ.
الأنيسون إِذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر فِي الْأذن نفع مَا يعرض فِي بَاطِنهَا فِي الأنصداع من سقطة وضربة نَافِع لوجع الْأذن جدا يغلي فِي الدّهن ويقطر فِيهِ.
مَا سرجويه عصير البصل نَافِع للْمَاء الَّذِي يدْخل فِي الْأذن لَا شَيْء أَجود مِنْهُ.
روفس فِي شري المماليك قَالَ إِن أزمن سيلان الْمدَّة من الْأذن خيف أَن يكون بعض عِظَامه قد يكْشف وخاصة أَن كَانَ صديداً رَقِيقا منتناً.
الْمقَالة الأولى من الأخلاط قَالَ مَتى كَانَت مَادَّة سَائِلَة إِلَى الْأذن فَإِنَّهُ قد ينقلها إِلَى نَاحيَة الْفَم
(1/365)
لي كَانَ رجل أَصَابَهُ ريح شمالية بَارِدَة زَمَانا طَويلا فِي رَأسه وَأذنه فاستكنت بِإِذْنِهِ فادخلته الْحمام وكمدت أُذُنه خَارِجا بعد ذَلِك وقطرت فِيهِ دهن فجل مسخن فسكن. لي الرطوبات المزمنة تسيل من الْأذن أما لِأَن الرَّأْس يدْفع إِلَيْهَا الْفضل دَائِما وَأما لنا صور وَيفرق بَينهمَا أَن يكون يسيل أَحْيَانًا مُدَّة وَأَحْيَانا مَاء وَأَشْيَاء آخر وخاصة إِذا ثقل الرَّأْس فَعِنْدَ ذَلِك فأكب على تنقية الرَّأْس وجرّ الْفضل عَن الْأذن إِلَى الحنك بالغرغرة وَأما لنا صور فاحقن الْمدَّة وكمد أصل الْأذن وضع عَلَيْهِ المقيحة ثمَّ رم ثمَّ بطّه فَإِنَّهُ يبرؤه.
مرهم عَجِيب لقروح الْأذن دم الْأَخَوَيْنِ انزروت زبد الْبَحْر بورق أرمني كندر مر شايف ماميثا اغسل الْأذن بخل مَرَّات أَو بشراب ثمَّ ادف هَذَا بِعَسَل وخل أَو شراب وصبّه فِيهِ وضع فِيهِ قطنة وَأعد فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِلَى أَن يبرأ فَإِنَّهُ عَجِيب يَأْكُل الْمدَّة وينبت اللَّحْم الصَّحِيح. لي وَسمعت رجلا يَقُول أَنه دخل فِي أُذُنه مَاء فعسر ب خُرُوجه وَأمره طَبِيب أَن يقطر فِيهَا مَاء مَا يملئها ثمَّ يضطجع عَلَيْهَا قَالَ فَخرج الأول وَالثَّانِي بذلك لي وَإِنَّمَا يهيج من ذَلِك بعد أَن يجيد بالعفن وينفع مِنْهُ أَن يدْخل الزرافة مَا أمكن وَقد لف على رَأسهَا قطن ثمَّ يمصّ وعيدان الشبت المعسل والتكميد وَأَن يمْلَأ بدهن وتصبه مَرَّات فَإِن المَاء يتبعهُ أَو يمْلَأ وَيصب وَأَن يدْخل فِيهِ مَا ينشف بِقُوَّة قَوِيَّة أَو يكمد أصل الْأذن تكميداً متوالياً فَإِنَّهُ يجفف مَا فِيهِ إِن)
شَاءَ الله لي لَا شَيْء خير للشَّيْء إِذا دخل فِي الْأذن من أَن يمْلَأ رطوبات فَإِنَّهَا يخرج.
مسيح قَالَ يخرج الدُّود بالأنبوب والمص قَالَ وينفع من وجع الْأذن فِي
(1/366)
الْجُمْلَة قلَّة الْغذَاء وجودة الهضم والأغذية الْخَفِيفَة كالبقول وتليين الْبَطن الحقنة فِي كل وَقت والراحة وَترك الْجِمَاع والحذر للريح وَيلْزم رَأسه قلنسوة أَو عِمَامَة تَأْخُذ الْأذن أَو يضمد بدقيق شعير وبزركتان وأكليل المللك وحلبة وبابونج ومرزنجوش وشبت وبنفسج وأصول الخطمى تخبص بدهن وخل وَمَاء على النَّار ويضمد بِهِ فاتراً قَالَ وَإِذا كَانَ مَعَ الدوي قشعريرة وَحمى فَإِنَّهُ لورم لي ويسيل من الْأذن رطوبات لَا يفتر مِنْهَا كاللعاب من الْمعدة.
مسيح أَن سَالَ من الْأذن مَاء رَقِيق منتن فِيهِ صفرَة وحرارة فَلَا تردعه وَلَا تَمنعهُ وَلَكِن قطر فِي الْأذن مَا يغسل ويجلوه وينقي مثل الْعَسَل والمرو وَنَحْوهَا مَعَ شَيْء من دهن ورد لي يحْتَاج فِي هَذِه الْحَالة إِلَى تكسير العادية وَيغسل كاللبن قَالَ واللورم خلف الْأذن أَن كَانَ موجعاً فاقصد بالمسكنة الحارة اللينة وَأَن كَانَ صالباً وَلم يذهب إِلَى النضج فضمده ببعر معز بخل فَإِنَّهُ يحلله ويحلل الْخَنَازِير.
مَجْهُول للصمم يسحق كافور أَجود مَا يقدر عَلَيْهِ ويتخذ شيافة وَيدخل فِي الْأذن نَافِع من من الْأَدْوِيَة المختارة يغلي الأبهل فِي دهن خل فِي مغرفة حَتَّى يسود الْجَوْز ويقطر نَافِع من الصمم جدا.
يجتيشوع للضربان الشَّديد الَّذِي يخْشَى من التشنج عَلَيْك بِمَا يرخى ويحلل فقطر سمن بقر عَتيق مسخن لي حدث على أبي عبد الله الجبهالي وجع مَعَ نخس وضربان صَعب فَكَانَ يسكنهُ دهن البنفسج مَعَ الكافور وَلَا يسكنهُ دهن الْورْد ثمَّ أَنه اسْتعْمل ضماداً متخذاً من بابونج وأكليل الْملك وبنفسج يَابِس وخطمى ودقيق الشّعير وَنَحْو ذَلِك مَذْكُور فِي كناش سرابيون فِي بَاب وجع ب الْأذن وضمد بِهِ اللحي الْأَسْفَل كُله وَهُوَ حَار فسكن الوجع
(1/367)
وَهَذِه نُسْخَة الضماد بِعَينهَا يُؤْخَذ سوق الباقلي والبابونج والبنفسج الْيَابِس ودقيق الشّعير والخطمى وأكليل الْملك بيل الْجَمِيع بِمَاء فاتر ودهن بنفسج يضمد بِهِ وَهُوَ فاتر إِن شَاءَ الله.
قَالَ وورق الغرب إِذا دق وعصر قشره الرطب مِنْهُ وأغلى مَعَ دهن ورد فِي قشر رمان نفع من وجع الْأذن يطْبخ فِي رماد حَار حَتَّى يسخن.
لبن النِّسَاء مَعَ شَحم الور أَن خلط وقطر فِي الْأذن الَّتِي تَشْتَكِي من ضَرْبَة أَو ورم حَار نَفعه)
فِيمَا ذكر أطهور سفوس يقطر فِيهِ فاتراً فَإِن كَانَت وارمة ورماً حاراً فَهَذَا نَافِع لَهَا بخار طبيخ الأفسنتين نَافِع لوجع الْأذن والأنيسون أَن خطّ بلدهن ورد وقطر فِي الْأذن أَبْرَأ مَا يعرض فِي بَاطِنه من الصداع من سقطة أَو ضَرْبَة. د ودهن الناردين مُوَافق لوجع الْأذن ودويها وطنينها إِذا خلط بشحم وقطر فِيهَا.
قَالَ ج الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ نَبَات وردان نَافِع من وجع الْأذن.
وَقَالَ جالنيوس أطباء دَهْرنَا يستعملون فِي هَذَا بَوْل الثور إِذا أديف بِهِ المر وقطر رَقِيقا فِي الْأذن يسكن وَجَعه. د مَاء البصل إِذا قطر فِي الْأذن نفع من الطنين وَالْمَاء إِذا دخل فِيهَا. د البلبوس إِذا خلط بالسويق نفع من شدخ الْأذن عصير البنج الْأَبْيَض أَو الْأَحْمَر مُوَافق لجَمِيع وجع الْأذن. د دهن البنج نَافِع من جَمِيع أوجاع الْأذن. د الزَّيْت الَّذِي يطْبخ بِهِ الدويبة الَّتِي تكون فِي جرار المَاء ويستدبر إِذا مست جيد لوجع الْأذن طبيخ الزوفا أَن كمد الْأذن ببخاره حلل الرِّيَاح الْعَارِضَة فِيهِ. د سلخ الْحَيَّة إِذا طبخ بشراب وقطر فِي الْأذن كَانَ نَافِعًا من أوجاعها جد. د أصُول الحماض إِذا طبخت بِالشرابِ وضمد بِهِ ورم الْأذن حلّله والكندر إِذا خلط بالزفت أَبْرَأ شدخ صدف الْأذن وَأَن خلط بِالْخمرِ وقطر فِي الْأذن نفع من جَمِيع أوجاعه. ح الكبريت إِذا خلط بِالْخمرِ وَالْعَسَل ولطخ على شدخ الْأذن أبرءه. د مَاء الكراث إِذا خلط بخل خمر وكندر وَلبن أَو دهن ورد وقطر فِي الْأذن فَإِنَّهُ يسكن وجعها ودويها وطنينها.
قَالَ ابْن ماسويه أَن صب فِي الْأذن مَعَ خل وكندر ودهن ورد نفع من وجع
(1/368)
الْأذن الْعَارِض من الْبرد والرطوبة دهن اللوز المر جيد لوجع الْأذن ودويه وطنينه. د عصارة ورق لِسَان الْجمل إِذا قطر فِي الْأذن سكن الوجع وعصارة اللبلاب الْعَظِيم ينفع من الْمَادَّة المتجلّبة إِلَى الْأذن إِذا أزمنت والقروح العتيقة فِيهَا ب فَإِن كَانَت فِي بعض الْأَوْقَات حادة فليخلط فِيهَا دهن ورد.
قَالَ ابْن ماسويه أَن خلط مَاء اللبلاب بدهن ورد وقطر فِي الْأذن سكن وَجَعه الْحَار المر أَن طلي مَعَ لحم الصدف على غضروف الْأذن المشدوخة أبرءه. ج مرافيون جندبادستر ماميثا يَجْعَل فِي الْأذن يسكن الورم الْحَار فِيهِ. د الْملح يسْتَعْمل مَعَ الْخلّ لوجع الْأذن ومرارة الثور يخلط بِمَاء الكراث ويقطر فِي الْأذن لطنينه. د عصارة النعناع مَعَ مَاء عسل يقطر فِي الْأذن مَعَ خمراو مَاء اذْهَبْ الرّيح والطنين والدوي)
مِنْهَا. د دهن الأيرسا يُوَافق دوِي الْأذن وطنينه إِذا اسْتعْمل بالخل والسداب واللوز المر. د عصارة السلق ينفع وجع الْأذن عصارة السداب يقتر فِي قشر رمان ويقطر فِي الْأذن سكن دويها وأوجاعها. د عصارة عِنَب الثَّعْلَب أَن قطرت فِي الْأذن نَفَعت من الوجع فِيهِ. ج عصارة الفراسيون تسْتَعْمل فِي وجع الْأذن المزمن.
قَالَ أرى أَنه ينفع مَا كَانَ من الوجع مزمناً طَوِيل الْمدَّة. د عصارة جَرَادَة قشر القرع نَافِع من وجع الْأذن الْحَادِث عَن ورم حاد إِذا اسْتعْمل مَعَ دهن ورد.
جالينوس عصارة قثاء الْحمار نافعة من وجع الْأذن إِذا قطر فِيهَا. د أَن أخرج مَاء الشهدانج وَهُوَ طري وقطر فِي الْأذن سكن وَجَعه. د دهن الشهدانج نَافِع نَافِع من وجع الْأذن من الْبُرُودَة ابْن ماسويه والعلل المزمنة فِيهَا.
عصارة حب الرُّمَّان إِذا طبخت مَعَ الْعَسَل جيد لوجع الْأذن لي رَأَيْت أطباء دَهْرنَا متفقين على نفع السنجار من وجع الْأذن.
القطران إِذا قطر فِي الْأذن مَعَ مَاء قد طبخ زوفا سكن دويه وطنينه. د شَحم الدَّجَاج وشحم الأوز ينفع من وجع الْأذن.
(1/369)
د شَحم الثَّعْلَب ينفع من وجع الْأذن. د التِّين الْيَابِس إِن دق وخلط بخردل مسحوق بِالْمَاءِ وَجعل فِي الْأذن أَبْرَأ دويها وحكتها. ج شَحم الثَّعْلَب إِذا أذيب وقطر فِي الْأذن سكن وجعها. د كُسب حب الْغَار إِذا أخلط بِخَمْر عَتيق ودهن ورد وقطر فِي الْأذن سكن وجعها ودويها. د دهن الْغَار نَافِع لأوجاع الْأذن. د عصارة ورق الغرب أَو قشره إِذا كَانَ رطبا أَن طبخت العصارة أَو سحق القشر ثمَّ طبخ مَعَ دهن ورد فِي قشر رمان على رماد حَار نفع من وجع الْأذن. د الخروع جيد لوجع الْأذن. ج الْخَرْدَل إِذا خلط بِالتِّينِ وَجعل فِي الْأذن نفع الدوي فِيهِ. ج دهن الْخَرْدَل يصلح للأوجاع المزمنة. ج اسْتِخْرَاج يصلح لوجع الْأذن المزمن الْبَارِد.
ابْن ماسويه الأفيون يحل بدهن اللوز والزعفران والمر ويقطر فِي الْأذن كَانَ ب صَالحا لوجعه.) د قَالَ بولس أَن سحقت أَجْوَاف الخنافس وأغليت بالزيت وقطرت فِي الْأذن سكن وَجَعه. د بخار الْخلّ ينفع من الطنين والدوي. ج أَن قشور أصل الْخُنْثَى أَن قوّر واسخن فِي تقويره زَيْت وقطر فِي الْأذن سكن الوجع. د ابْن ماسويه ينفع من الوجع فِي الْأذن شيافة ذَكرنَاهَا فِي بَاب مَا ينقى الْأذن وَمَاء الكراث مَعَ الْخلّ ينفع من إِذا كَانَت علته من برد وَكَذَلِكَ مَاء البصل مَعَ شَحم الدَّجَاج وخل خمر ودهن ورد وَلبن امْرَأَة ترْضع جَارِيَة ينفع من الوجع الْحَار.
وَأما الَّتِي تَنْفَع من الطنين دهن الفستق يقطر فِي الْأذن مَعَ شَحم الأوز أَو دهن السوسن مَعَ خل خمر ودهن اللوز المر وقطران مَعَ شَيْء من طبيخ الزوفا الْيَابِس أَو مَاء السداب وَقَالَ إِذا كَانَت الْعلَّة من رطبَة وريح غَلِيظَة وَأما وجع الْأذن الْعَارِض من الْبرد يقطر فِي الْأذن دهن الخروع أَو دهن اللوز المر أَو دهن
(1/370)
الفستق وشحم الأوز أَو دهن الْغَار أَو كندر مداف فِي خمر ويقطر وَيكون خمرًا عتقياً أَو شَحم الثَّعْلَب بعد إذابته وتصفيته أَو يغلي نسج العنكبوت بدهن ويقطر فِي الْأذن فَإِذا عرض من الْحر فقطر فِيهِ مَاء بزربنج أَبيض وَمَاء ورق الغرب ودهن ورد وَلبن جَارِيَة وَمَاء لِسَان الْحمل ويغلي الخراطين بدهن ويقطر مَعَ شَحم الأوز.
إِسْحَاق إِذا حدث فِي الْأذن الوجع من مَادَّة حريفة حادة فصب فِيهَا دهن ورد فاتر ودعه سَاعَة وصبّه ونشّفه وَأعد عَلَيْهِ أَو بَيَاض الْبيض الرَّقِيق مفتراً أَو لبن جَارِيَة وَأَن كَانَ فِيهَا ورم فادف قَلِيلا من مرهم باسليقون مَعَ دهن الْورْد وقطر فِيهَا وَإِن كَانَ الوجع من برد أَو ريح بَارِد فقطر فِيهَا دهن الناردين أَو بلّ قطنة بخل خمر وبورق فاجعله فِي الْأذن وَأَن سَالَ مِنْهَا مُدَّة قطر فِيهَا ماميثا مدافاً بخل خمر.
مَجْهُول للدوي فِي الْأذن دهن السوسن وَمَاء السداب ودهن لوزمر يقطر فِيهِ مَعَ شَيْء من خل خمر أَو يقطر فِيهِ مرَارَة الثور وَمَاء الكراث ولوجع الْأذن الْحَار قطر فِيهِ لبن النِّسَاء وشياف أَبيض.
وللوجع الْبَارِد يسكنهُ جيدا بَالغا لوان يغلي القنة فِي دهن شهدانج ويقطر فِي الْأذن وَيمْسَح بقطنة لينته وَيجْعَل عَلَيْهِ من ثقب الْأذن وأيضاُ يُؤْخَذ جندبادستر وَمثل سدسه أفيون يدافان فِي مطبوخ ويفتر ويلقى فِي الْأذن وللحرارة يقطر دهن الْخلاف وخل خمر ودهن ورد وللوجع الشَّديد الْبَارِد والدوي وَثقل السّمع من برد يقطر فِيهِ قطران غدْوَة وَعَشِيَّة.)
دَوَاء جيد لوجع الْأذن شياف ماميثا لبن جَارِيَته بَيَاض بيض دَقِيق ب وأفيون وعصارة حَيّ الْعَالم ودهن ورد وخل خمر يقطر فِيهِ.
دهن ينفع من وجع الْأذن الْبَارِد من تذكرة عَبدُوس وللريح الغليظة صَبر ومصطكي وَمر وحضض وجندبادستر يطْبخ بدهن سوسن.
مَجْهُول دهن الْخَرْدَل نَافِع من وجع الْأذن الْبَارِد جدا.
قَالَ فِي الْجَامِع أَن الْغَرَض فِي الأورام الَّتِي فِي الْأذن الجذب إِلَى خَارج لأقمعها حَيْثُ هِيَ كَمَا يفعل بِسَائِر الأورام فَلَا تعالجها فِي أول الْأَمر بِمَا يدْفع كنحو سَائِر الأورام.
قَالَ دَوَاء للورم فِي الْأذن شَحم البط وشحم الدَّجَاج من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف شَحم الثَّعْلَب دِرْهَم يغلي جَمِيعًا بدهن ورد ويقطر فِي الْأذن غدْوَة وَعَشِيَّة وَنصف النَّهَار قَالَ فِي مَوضِع آخر إِنَّا نعالج وجع الْأذن بِمَا يجذب الوجع إِلَى خَارج مثل المحجمة وَغَيرهَا وَلَا نعالج بِمَا يقمع وَيمْنَع.
(1/371)
من الْكَمَال والتمام لوجع الْأذن الْبَارِد يطْبخ الخراطين بمطبوخ ويخلط مَعهَا شَيْء من شَحم بط ويقطر فِيهِ أَو يعصر فِيهِ شَيْء من قثاء الْحمار فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَيقتل الْهَوَام فِيهِ ولوجع الْأذن يدق بالشهدانج الرطب ويقطر وللوجع الْبَارِد يقطر فِيهَا قطران.
جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء مِمَّا يسكَن للوجع فِي الْأذن جندبادستر وأفيون بِالسَّوِيَّةِ يعجن بميفختج وَيجْعَل شيافاً ثمَّ يحك مِنْهُ ويقطر فيالأذن فَإِن حدث فِي الْأذن مِنْهُ صمم فعالجه بعد ذَلِك بالجندبادستر وَحده مَعَ شراب وَقَالَ فِيهِ قولا أوجب أَن الإسهال ينفع الْأذن إِذا كَانَ من امتلاء فِي الرَّأْس نفعا عَظِيما.
من حفظ الصِّحَّة قَالَ وَأما الْأُذُنَيْنِ فاحفظ صحتهما بِأَن تجلب فضلهما إِلَى المنخرين بالعطوس وَإِلَى الْفَم بالغرور وتقويهما فِي نفوسهما بالماميثا وَحده بِأَن تحله وتقطره فيهمَا وَهُوَ فاتر بالميل وَإِن رأيتهما قد قَوِيا حَتَّى لَا يقبلا شَيْئا مِمَّا يسيل إِلَيْهِمَا فقطر فيهمَا دهن ناردين فايق وينفعهما أَيْضا ويقويها الشايف الْمَعْمُول بالماميثا والمعمول بالورد والشياف الزَّعْفَرَانِي والمعمول بالسنبلة وَالشرَاب.
الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ الخنفساء إِن غليت بالزيت وقطرت فِي الْأذن سكن الوجع من سَاعَته.
أبيذيميا مَتى كَانَ فِي الْأذن وجع وقِي شَدِيد فليقطر فِيهَا اللَّبن مَرَّات كَمَا يحلب من ثدي امْرَأَة)
فَهُوَ أَجود فَإِنَّهُ يسكن بحرارته المعتدلة الوجع ويغري ويلين ويشفي الْمَوَاضِع الَّتِي قد خشنت وألمت بتليينه وملاسته ودسومته وعذوبته والمحجمة تُوضَع عَلَيْهِمَا فِي الوجع الَّذِي من الرّيح الشَّدِيدَة.
قَالَ جالينوس وضع لمحجمة عسير على الْأذن إِلَّا أَن تكون عَظِيمَة وَأَنا أرى أَنه لَا يُمكن أَن يوضع عيه وَأَن كَانَ ب الوجع من ورم فَإِنَّهُ لَا يَنْبَغِي المحجمة وخاصة فِي ابْتِدَائه فَإِنَّهُ يهيج وَيزِيد فِي الوجع فَإِنَّمَا يصلح المحجمة للريح الغليظة البادرة.
(1/372)
أبيذيميا لوجع الْأذن من سدد وَبرد ويسقى خمر صرف بعد أَن يطعم شَيْئا فَإِنَّهُ ينيم وينبّه وَقد يسكن الوجع كُله وَأقوى مَا ذكر من ذَلِك فِي بَاب الشَّقِيقَة الأخلاط إِذا كَانَت الْموَاد مائلة إِلَى الْأذن فاملها بالغراغر الحارة والمضوغات إِلَى الْفَم.
ووفس إِلَى الْعَوام قد يعرض فِي الندرة فِي الْأذن وجع شَدِيد جدا حَتَّى يعرض مَعَه حمى وَذَهَاب الْعقل وهلاك وَحي غير أَن ذَلِك قليلاُ وَأكْثر أوجاع الْأذن شَدِيدَة حارة يعرض مَعهَا سهر وضربان ويتقيح سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يعتني أَن لَا يصير فِي الْأذن فلغموني فَإِنَّهُ يعسر بُرْؤُهُ.
قَالَ نَحن نقطر فِي الْأذن فِي مبدأ الأوجاع دهن الْورْد أَو شارباً مفتراً مَعَ زَيْت أَو عصارة الْورْد أَو عصارة القنطوريون الصَّغِير وطبيخ سلخ الْحَيَّة بدهن ورد وَالْحَيَوَان الَّذِي يكون تَحت جرار إِسْحَاق للأذن يَجْعَل عَلَيْهَا ضماد من دَقِيق شعير مطبوخ بشراب وَشَيْء من الزَّيْت يَجعله عَلَيْهِ مسخناً وَيَأْخُذهُ قبل أَن يبرده ويسخنه ويعيده وَإِذا كَانَ الوجع دَائِما فاسخنه أَكثر وانقص من الْغذَاء والزمه الرَّاحَة وَلَا يقطر فِي الْأذن شَيْئا مُؤْذِيًا لَهَا وَلَا يتبعهَا بِشَيْء يوضع بعنف فَإِن ذَلِك سَبَب بلَاء عَظِيم وَإِذا انْتهى الوجع وَقد انحط فضمده بدقيق شعير وأكليل الْملك مطبوخ بعقيد الْعِنَب وَقد يقطر فِيهِ عصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو دهن اللوز المرّ والمرارات واصلحها مرَارَة الماعز وَالْبَقر وَالْخِنْزِير والقبج واخلط مَعهَا دهن ورد أَو لوز أَو لَبَنًا قَالَ وَالْبَوْل أقوى شَيْء فِي تسكين وجع الْأذن ويسكن الفلغموني وَيقطع مَا يسيل مِنْهُ بِسُرْعَة وَقُوَّة فليستعمل على ذَلِك.
قَالَ وَقد يكون سَبَب الوجع مرَارًا كَثِيرَة الْوَسخ فَانْظُر فِي ذَلِك وَقَالَ وَيذْهب بالدوي خَاصَّة عصارة البصل إِذا قطر فِيهِ أَو عصارة الكراث مَعَ الشَّرَاب أَو السداب مَعَ دهن السوسن فَإِذا سَالَ مِنْهَا الْقَيْح فَإِنَّهُ يجففه الشَّرَاب الْعَتِيق وَمَاء الأفستين والشبت وعصارة عصى الرَّاعِي وَالْعَسَل والعفص المدقوق والقطران مَعَ الْخلّ وَالْبَوْل الْعَتِيق إِذا
(1/373)
غسلت بِهِ والنطرون مَعَ الشَّرَاب)
قَالَ فإمَّا الورم الْكَائِن من رض يُصِيب الْأذن فَدفع عَلَيْهِ دقاق الكندر ويخلط مَعَه دَقِيق الْحِنْطَة وأعجنه ببيضة وَيجْعَل عَلَيْهَا وَلَا يرْبط على الْأذن شَيْئا من خَارج فَيكون سَببا للوجع ب.
الميامر قَالَ أحد الْأَسْبَاب الْحَادِثَة عَنْهَا وجع الْأذن هُوَ الْبُرُودَة تصيب الْأذن أما فِي طَرِيق وَأما لاستحمام بِمَاء بَارِد ولدخول مَاء فِيهِ وخاصة إِن كَانَ مَاء دوائياً وَيحدث أَيْضا وجع الْأذن من قبل ورم يحدث فِيهَا وَهَذَا الورم يكون مرّة غائراً فَيكون فِي نفس الصماخ فِي الْعصبَة نَفسهَا الَّتِي تكون بهَا السّمع وَرُبمَا كَانَ بَارِدًا أَو الوجع يكون من الورم على طَرِيق التمدد وَيكون الوجع من ريح نافخة لَا مخلص لَهَا. وكما أَن الرطوبات اللذاعة مَتى انصبت من خَارج فِي الْأذن حدث وجع كَذَلِك أَيْضا إِذا انصبت إِلَيْهَا من دَاخل حدث فِيهَا من وجع وكل شَيْء يحدث فِي الْأذن عَن الْبُرُودَة فالأدوية الحارة تبرئه فِي أسْرع الْأَوْقَات والقرويون يقورون البصلة الْعَظِيمَة ويملؤونها زيتاً ويجعلونها على رماد حَار ثمَّ يقطرون مِنْهَا فِي الْأذن أَو يغلون الثوم أَو مَاءَهُ وَمَاء البصل فِي الزَّيْت ويقطرونه فِيهَا فَأَما أَنا فَإِنِّي اعْتمد على الفرفيون فاخلط مِنْهُ القليلة بالزيت الْكثير وَاسْتَعْملهُ وَرُبمَا خلطت أيضاُ بِهِ شَيْئا من الفلفل بعد أَن أجعله هباء لِأَن الأوجاع الْبَارِدَة فِي الْأذن ينْتَفع بِهَذِهِ
(1/374)
الَّتِي تسخن اسخاناً قَوِيا نفعا عَظِيما ودهن الأقحوان نَافِع أَيْضا إِذا قطر مِنْهُ فِي الْأذن وَكَذَلِكَ دهن النادرين وَإِن طبخت السداب فِي زَيْت نظيف وقطرته فِيهِ عظم نَفعه فَأَما من كَانَ وَجَعه من مَاء دخل فِيهَا لَهُ قُوَّة دوائية أَو مَادَّة لذاعة تنجلب إِلَيْهَا من الْبدن فداوه بِأَن تقطر فِيهِ الدّهن العذب حَتَّى يمْلَأ مِنْهُ الْأذن ثمَّ تنقيه بِقطن ناعم وعاود القطور أَيْضا مَرَّات والنشف وَبَيَاض الْبيض أَيْضا يسكن مثل هَذَا الوجع وَكَذَلِكَ ألبان النِّسَاء وكل شَيْء يعالج بِهِ الْأذن فَلْيَكُن مفتراً تفتيراً يَسِيرا معتدلاً وشحم البط نَافِع جداُ فَإِن مَعَه من تسكين الوجع أَمر قوي جدا وَكَذَلِكَ شحوم الثعالب وَإِن كَانَ سَبَب الوجع ورم فابلغ علاجه دهن الْورْد ويخلط مَعَه شَيْء من الباسليقون ومرهم الشحوم نَافِع أَيْضا فَإِن اشْتَدَّ الوجع واضطررنا إِلَى اسْتِعْمَال المخدرة فَإنَّا نخلط الأفيون ببياض الْبيض وبلبن امْرَأَة ونخلط مَعَ الأفيون جندبادستر وَيَنْبَغِي أَن يخلط الأفيون والجندبادستر وَيكون معداً عنْدك على وزنين تجْعَل الأفيون نصف الجندبادستر وَأما بِالسَّوِيَّةِ فتجعل فِي الوجع المبرح وَفِي الَّذِي هُوَ أسكن الَّذِي فِيهِ جندبادستر أَكثر ويعجن الدَّوَاء بعقيد الْعِنَب الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ بَالغ فِي تسكين الوجع وَيكون مَرْفُوعا عنْدك فَإِن) ب إِذا طَالَتْ مدَّته قَلِيلا كَانَ أَجود وَذَلِكَ أَن كيفياتها تتمازج وتعتدل وتسحقها سحقاً مستقصى تسحق أَولا الجندبادستر نعما ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الأفيون وعقيد الْعِنَب وتسحق حَتَّى تختلط نعما ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الجندبادستر المسحوق ويجاد سحق الْجمع وتعمل مِنْهُ أقراصاً وتحتفظ بهَا وَإِذا احتجت ادفت بالميفختج وقطرت فِيهِ بعد أَن تفتر وَيكون تقطيرك فِيهَا مَرَّات وَاحْذَرْ الزرافة فَإِنَّهَا تفزع أَن تزيد فِي الوجع وَاجعَل الْحَد فِي سخونة مَا يقطره فِي الْأذن أَن يسكن العليل عَنهُ وَأَن تَأمره أَن يلمسه وَينظر موقعه فَإِن احْتمل أَن يزِيد فِي اسخانه فزد فِيهِ مَا دَامَ بحّر فاتر أَو يحْتَملهُ من غير أَن يتَأَذَّى بِهِ وَاحْذَرْ أَن توجع فِي القطور وَالْمسح شَيْئا من الْأذن وَأَن توهمت أَن فِي الْأذن ريحًا غَلِيظَة أَو خلطاً غليظاً لزجاً فَاجْعَلْ فِيمَا تعالج بِهِ الْأذن من الْأَشْيَاء المفتّحة وتقف على أَن سَبَب الوجع ريح غَلِيظَة أَو خلط غليظ لزج بالمسئلة عَنهُ وَذَلِكَ أَن العليل إِن كَانَ قد أَصَابَهُ برد فِيمَا سلف فَإِنَّمَا اجْتمعت فِي أُذُنه ريح نافخة غَلِيظَة وَإِن كَانَ يشكو ثقلاً وَلم يزل يسْتَعْمل الْأَطْعِمَة البلغمية فَإِنَّهُ قد اجْتمع فِي أُذُنه أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فَمن كَانَت هَذِه حَاله فَالصَّوَاب أَن يخلط مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا رغوة البورق والنطرون والخربقين ودهن اللوز المر والكندش والزراوند وَالدَّار صيني وكل دَوَاء مر المذاق لَا يلذع مثل الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتّت الْحَصَا فَإِن هَذِه كلهَا تنقى ثقب الْأذن بِلَا أَذَى ويجلو مَا فِيهِ من الْوَسخ وَيقطع مَا يجْتَمع مَا فِيهِ من الأخلاط الغليظة ويفتّح السدد الْحَادِثَة فِيهِ عَن الفضول وَإِذا كَانَ فِي الْأذن ورم يسير حَار فشياف ماميثا يُؤْخَذ ويسحق بِمَاء الْقطر ويقرص ويجفف ويخلط مَعهَا شَيْء من صمغ ليجمع مثل نصف سدسه واسحقها بخل وقطره فِي الْأذن.
(1/375)
الدوي والطنين قَالَ والدوي والطنين مِنْهُ مَا يتَوَلَّد عَن ريح نافخه وَمِنْه مَا يكون من نقاء حاسة السّمع وذكائها فَانْظُر هَل كَانَ الطنين يَسِيرا ثمَّ يزِيد قَلِيلا قَلِيلا أَو حدث دفْعَة وَلَيْسَ يُمكن أَن يفرق بَينهمَا من أول الْأَمر لَكِن إِذا اسْتعْملت الْغرُور والمضوغ وَلم ينقص الطنين مَال فكرك إِلَى أَنه لذكاء الْحس وخاصة أَن كَانَ الرجل ذكي الْحس سَرِيعا حاداً السّمع فَإِنِّي قد رَأَيْت رجلا هَذِه حَاله فعالجته بِأَن خلطت فِي الَّذِي عالجته شَيْئا مخدراً فبرأ من علته بِأَنا خدرناه قَلِيلا.
الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة اسْتدلَّ على سَبَب الوجع بِالسَّبَبِ البادي وبحال الْوَجْه وَالْبدن ب وينفع من الوجع الْبَارِد أَن يغلي الثوم فِي الدّهن أَو البصل ويقطر فِيهِ وَالَّذِي يدْخل فِيهِ المَاء أَن يَجْعَل فِيهَا قطنة فِيهَا دهن مسخن جدا أَو يغلي فَوْقه بمرهم مسخن كمرهم الباسليقون وَأما)
الوجع من حرارة فقطر فِيهَا اللَّبن ودهن الْخلاف والنيلوفر وأعده بمرهم يبرد وَالَّذِي من الرّيح فاعرفه بِشدَّة التمدد فعطّه وادلكه وَبعد ذَلِك بساعة فكبّه على مَاء الرياحين اللطيفة وَأَن اشْتَدَّ الوجع فادف جندبادستر فِي دهن قطره فِيهِ وكمده باسفنج حَار وَاسْتعْمل البورق بالخل فَإِنَّهُ يخلل تِلْكَ السدة وَيخرج الرّيح وَإِن كَانَ وجع بَارِد فَاجْعَلْ من الكمون شافياً بِعَسَل ودسّه فِيهِ لي إِذا كَانَ فِي الْأذن أَيَّامًا وجع شَدِيد وضربان قوي وَحُمرَة حواليه ثمَّ يسكن الوجع بعد ذَلِك وانصب من الْأذن رُطُوبَة أَو مُدَّة فَاعْلَم أَن الوجع كَانَ لدمل خرج فِي الصماخ ونضج وَرُبمَا لم ينضج لَكِن يتَحَلَّل ويستدل على الضربان للخراج هُوَ أم لسوء المزاج بِلَا مَادَّة بامتلاء ودرور الْعُرُوق.
اهرن للوجع من برد أَو ريح أَو برد الْهَوَاء قطر فِي الْأذن جندبادستر قد أديف بدهن الْغَار أَو ابْن سرابيون قَالَ يحدث الوجع فِي الْأذن أما عَن سدة وَأما عَن ريح بَارِدَة غَلِيظَة لَا تَجِد مخلصاً أَو عَن ورم أَو بِسَبَب بثرة تخرج فِي الصماخ وَالَّذِي من ورم مَعَه ضَرْبَان شَدِيد وتمدد ولهيب وَرُبمَا كَانَ مَعَه حمى وَالَّذِي عَن أخلاط بَارِدَة وسدة فَفِي الرَّأْس نَفسه ثقل وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم غليظ مبرد مولد للفضول عالج وجع الْأذن الَّذِي عَن امتلاء من أخلاط غَلِيظَة بالفصد واستفراغ الْبدن بالمسهل وتنقية الرَّأْس بالغرورات وبايارج
(1/376)
أرجيجانس جيد ويسهلهم بِهِ ويعظم نفع التعطيس لم قَالَ وينفع من وجع الْأذن الْبَارِد النفط الْأَزْرَق يقطر فِيهِ ودهن الكاوي.
قَالَ وَأفضل من هَذِه فِي علاج وجع الْأذن دهن العقارب إِذا قطر فِي الْأذن ويلت فِيهِ صوفة وتوضع عَلَيْهِ فَإِن سَالَ من الْأذن صديد فدهن الشهدانج نَافِع فَإِذا كَانَ وجع الْأذن حاراً فقطر فِيهَا بَيَاض بيض بِلَبن جَارِيَة وشياف أَبيض وَإِن الدَّوَاء الْمصْرِيّ وَهُوَ زنجار وَعسل وخل بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل وَيجْعَل مِنْهُ بفتيلة فِي الْأذن
(1/377)
قَالَ والطنين رُبمَا عرض من ضعف الْأذن مثل مَا يعرض للناقهين أَو من كَثْرَة حس الْأذن وَذَلِكَ يعرض للَّذين حسهم ذكي جدا أَو عِنْد البحران أَو من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد مخلصاً وَيفرق بَينهمَا بِالنّظرِ فِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِنَّهُ إِن كَانَ التَّدْبِير مغلظاً مبرداً مُوجبا لسوء الهضم فالطنين عَن كيموسات ردية غَلِيظَة فِي الْأذن واعرف ذَلِك أَيْضا من دَوَامه فَإِن كَانَ يهيج ويسكن بأدوار فَإِنَّهُ ريح فَإِن كَانَ لسرعة حس الْأذن فقطر فِيهَا قَلِيلا من شوكران مَعَ جندبادستر بِالسَّوِيَّةِ مسحوقة بالخل فتّرهما وقطّر فِي الْأذن وَإِن كَانَ عَن ضعف كَمَا يعرض)
للناقه فقطر فِيهَا أَولا طبيخ الأفسنتين واغسلها بِهِ ثمَّ قطر فِيهَا بعد ذَلِك دهن ورد وخل خمر مفتّرين فَإِنَّهُ يقويها وَإِن كَانَت الطنينات من ريح نافخة فاسحق شَيْئا من فرفيون مَعَ دهن الحنا وقطر فِي الْأذن أَو قطر فِيهِ جندبادستر ودهن السداب.
دَوَاء عَجِيب لثقل السّمع والطنينات يُؤْخَذ خربق أَبيض مِثْقَال جندبادستر ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم نطرون دانقان وطسوج يعجن الْجَمِيع بخل وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ عَجِيب جدا بَالغ.
دَوَاء عَجِيب لوجع الْأذن الصعب الشَّديد يُؤْخَذ مرَارَة ثَوْر وكيلها دهن خيري فيغلى على رماد حَار أَو بِنَار لينَة حَتَّى يذهب المرارة ثمَّ يرفع ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن عِنْد الوجع الصعب قَالَ أَن انْبَعَثَ من الْأذن دم على حد بحران فَلَا تحبسه أَلا أَن يفرط وَإِن كَانَ بِلَا بحران أَو أفرط عِنْد البحران فاحبسه بطبيخ العفص وَمَاء الكراث والماميثا والفاونيا وَنَحْوهَا يقطر فِيهَا وَإِن جمد فِي الْأذن علقَة دم فقطر فِيهِ خلا وعصارة كراث.
قَالَ وَمن كَانَ بأذنه ب وجع أَو ريح غَلِيظَة فالنافع لَهُ أَن يعلق أُذُنه على بخار طبيخ الشبت والبابونج وأكليل الْملك وورق الْغَار والفوتنج والمرزنجوش فِي قمقم مسدود الرَّأْس جدا فَإِذا نضج جعل على القمقم أنبوب وَجعل الأنبوب فِي الْأذن ثمَّ يقطر فِيهِ بعد ذَلِك دهن الفجل مفتراً ودهن قد حل فِيهِ جندبادستر أَو يمضغ الصعتر ويلقى فِي الْأذن.
من الكناش الْفَارِسِي والهندي قَالَ يُؤْخَذ شَحم حَنْظَلَة وَثَلَاث ثومات وسكرجة مَاء
(1/378)
السداب فَيصب عَلَيْهَا غمرها زَيْت ويغلي بِرِفْق غليات ثمَّ يصفّى ويقطر فِي الْأذن لوجعه.
وللقروح فِي الْأذن جيد بَالغ تتَّخذ فَتِيلَة بِعَسَل وتلوث فِي الانزروت المسحوق ويدخله فَإِنَّهُ يبرؤ فِي أَيَّام وطبيخ الآس وورقه وحبه وعصارة ورقه وَلبن النِّسَاء إِن جعل مَعَه عسل وفتر فِي قشر رمانة وقطر فِي الْأذن المنتنة الرّيح نفع جدا فِيمَا ذكر أطهورسفوس.
أطهورسفوس قَالَ وينفع من وجع الْأذن أَن يقطر فِي الْأذن بَوْل الْإِنْسَان بعد أَن يعْتق أفسنتين أَن أديف بِعَسَل وَجعل فِي الْأذن قطع سيلان الرطوبات مِنْهَا. د بَوْل الْإِنْسَان الْمُعْتق بِمَنْع سيلان الْقَيْح من الْأذن. د إِذا أسخن فِي قشور الرُّمَّان وقطر مِنْهُ فَإِنَّهُ يخرج الدُّود مِنْهُ. د لعاب الْإِنْسَان الصَّائِم إِذا قطر فِي الْأذن اخْرُج الدُّود من سَاعَته.
أطهورسفوس قَالَ جالينوس بَوْل الْإِنْسَان يبرىء الْأذن الَّتِي يخرج مِنْهَا الْمدَّة وَمَاء البصل)
يبرىء الآذان الَّتِي تسيل مِنْهَا الْمدَّة وورق الزَّيْتُون الْبري أَن دقّ بشراب وعصر وجففت العصارة وَرفعت أقراصاً كَانَ نَافِعًا إِذا قطرت فِي الْأذن القرحة الَّتِي تسيل مِنْهَا رُطُوبَة إِذا خلطت بِعَسَل وزيت. د عصارة ورق الْجَوْز إِذا قتر وقطر فِي الْأذن نفع من الْمدَّة والحضض يصلح للآذان الَّتِي تسيل مِنْهَا مُدَّة. ج د جالينوس خبث الْحَدِيد أَشد تجفيفاً من سَائِر الأخباث وَأَن أَنْت سحقته بخل خمر ثَقِيف جدا ثمَّ طبخته مَعَه كَانَ مِنْهُ دَوَاء يجفف الْقَيْح الْجَارِي من الْأذن المزمن مَاء الْكبر إِذا عصر وقطر فِي الْأذن قتل الدُّود فِيهَا. د المر إِذا خلط بأفيون وجندبادستر وماميثا ابرء الْأذن الَّتِي تسيل مِنْهَا مُدَّة.
روفس مرَارَة الثور إِذا خلطت بِلَبن امْرَأَة وَلبن عنز وقطر فِي الْأذن الَّتِي تسيل مِنْهَا الْقَيْح ابرأه. د النطرون أَن جعل فِي الْأذن مَعَ خمر قطع سيلان الرطوبات مِنْهَا ويقلع الْوَسخ ... . طبخ السماق ويقطر فِي الْأذن الَّتِي تسيل مِنْهَا قيح مَاء الحصرم جيد للآذان
(1/379)
الَّتِي تسيل مِنْهَا الْقَيْح وعصا الرَّاعِي نَافِع من قُرُوح الآذان ب وَإِذا كَانَ فِيهَا قيح كثير جففه. د عصارة الفوتنج تقتل دود الْأذن والقطران إِذا قطر فِي الْأذن مَعَ الْخلّ قتل الدُّود فِيهَا. ج والزوفا الَّذِي من الْوَسخ جيد إِذا خلط بشحم الأوز لقروح الْأذن والشبت إِذا خلط بعصارة البرسيان دارو نفع من سيلان الفضول من الْأذن. د الزفت الرطب إِذا اسْتعْمل بدهن الْورْد نفع من الرُّطُوبَة الَّتِي تسيل من الآذان. د مَاء ورق الخوخ يقتل الدُّود فِي الآذان إِذا صب فِيهَا.
ابْن ماسويه طبيخ الْخلاف يصب فِي الْأذن الَّتِي تخرج مِنْهَا مُدَّة وعصارة أصل الْخُنْثَى أَن مزجت بشراب وَمر وكندر وَعسل وقطر فِي الآذان الَّتِي تجْرِي مِنْهَا الْمدَّة نفع وينفع أَيْضا وَحده.
ابْن ماسويه الَّتِي تقتل الدُّود فِي الْأذن مَاء ورق الخوخ الطري يقطر مِنْهُ خمس قطرات مَعَ قطرتين من قطران وَمثله خل خمر وَقَلِيل بورق.
إِسْحَاق إِن سَالَ مِنْهَا قيح فقطر فِيهَا الماميثا مدافاً بالخل واللدود قطر فِيهَا مَاء ورق الْكبر وأصوله معصوراً وقطر مَاء ورق الخوخ معصوراً وبصل حريف معصور مَاؤُهُ.
للقروح فِي الْأذن عدس مقشر وآس يَابِس وأقماع الرُّمَّان وعفص فج وثمر عوسج يطْبخ بِمَاء)
حَتَّى يُقَوي ثمَّ يغسل بِهِ الْأذن مَرَّات ثمَّ يَجْعَل فِيهِ شياف أَبيض مدافاً بِلَبن جَارِيَة.
للقروح الْبَارِدَة صَبر دِرْهَمَانِ عسل منزوع الرغوة ثَلَاثَة مطبوخ ريحاني أَربع أَوَاقٍ يطْبخ حَتَّى يبْقى أوقيتين وَيغسل بِهِ الآذان مَرَّات ثمَّ يَجْعَل فِيهِ دم الْأَخَوَيْنِ وانزروت يعجنان ويجعلان فِي للقروح الْبَارِدَة زاج محرق واسفيداج الرصاص ورد بِغَيْر أقماعه زرنيخ أَحْمَر وشب مِثْقَال مِثْقَال صَبر جندبادستر ثُلثي مِثْقَال من كل وَاحِد كندر مثقالان خبث الْحَدِيد ثَلَاث مَثَاقِيل ينخل بحريرة ويعجن بدهن ورد وَيجْعَل فِي الْأذن.
(1/380)
للقيح السَّائِل من الْأذن يُؤْخَذ الزنجار وخل وَعسل ويطبخ جَمِيعًا حَتَّى يسخن وَيجْعَل فِيهِ فَتِيلَة وَيدخل فِي الْأذن جيد بَالغ. د يُؤْخَذ الزنجار جزؤ وَمن الْخلّ ثَمَانِيَة أَجزَاء وَمن الْعَسَل سِتَّة ينفع هَذَا كل قرحَة فِي الْأذن وَالْأنف وَجَمِيع الخراجات والبثور الآكلة.
للمدة السائلة من الْأذن لَا يخطى زاج محرق واسفيداج وصبر وكندر وَورد أَحْمَر وزرنيخ وخبث الْحَدِيد وشب يماني مثل الْكحل يلوث فِيهَا فَتِيلَة مرّة بمرهم اسفيداج وَمرَّة بمرهم باسليقون وَيجْعَل فِيهِ ب إِن شَاءَ الله.
حِيلَة الْبُرْء تداوي قُرُوح الْأذن الَّتِي لَيست مزمنة بشياف ماميثا والخل وَإِن كَانَت أقوى فبأقراص اندرون.
وللقروح المزمنة الَّتِي قد أَتَت عَلَيْهَا سنة أَو سنتَانِ خبث الْحَدِيد يدق وينخل بحريرة ويطبخ بأَرْبعَة أضعافه خل ثَقِيف حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل وَيجْعَل فِي الْأذن بفتيلة وَلِأَن الْعُضْو يَابِس جدا فقد تبين فِي قوانين القروح أَنَّهَا تحْتَاج من الْأَدْوِيَة إِلَى مَا يجفف جدا.
من حفظ الصِّحَّة قَالَ عالج قُرُوح الْأذن بدواء اندرون وَنَحْوه واجتذب الفضلة إِلَى المنخرين بالعطاس وَإِلَى الْفَم بالغراغر وَاسْتعْمل مَا وصفت فِي بَاب الْجِرَاحَات للَّذين عندنَا إِذا أزمن خُرُوج الْمدَّة من الْأذن وَلم يَك يحِيل فِيهِ دَوَاء يَأْخُذُونَ نوى الهليلج وعفص فيحرقونه ويجمعونه بدهن خيري أَو بدردي البزر وينظفون الْأذن بفتيلة أَولا ثمَّ يجعلونه فِيهِ وَرُبمَا جعلُوا فِيهَا دَوَاء حاداً إِذا أزمن جدا حَتَّى ينقى ثمَّ يعالجون والمتوسط يعالجونه بالأسود والْحَدِيث يعالجونه بالأبيض خَاصَّة إِذا كَانَ مَعَ ورم.
الميامر قَالَ مَا كَانَ من القروح فِي الْأذن قريب الْعَهْد فَإِن الماميثا يُبرئهُ إِذا سحق بخل وقطّر إِن كَانَت تسيل مِنْهَا مُدَّة قَليلَة وَإِن كَانَت الْمدَّة كَثِيرَة فَهِيَ تحْتَاج إِلَى مثل أَقْرَاص اندرون وَأَن لم)
ينجح هَذَا أَيْضا فليؤخذ خبث الْحَدِيد بعد سحقه بخل ثَقِيف فِي الشَّمْس أَيَّامًا كَثِيرَة وقطره فِيهَا فَإِنَّهُ منجح وَيَنْبَغِي أَن يكون سحقه نَاعِمًا جدا قَالَ وَأَنا أَقُول أَن أوجاع الْأذن تسكن بِدُونِ الشحوم والباسليقون وبالتكميد والوجع الْحَار اللذاع بِاللَّبنِ وَبَيَاض الْبيض والأفيون يسكن الوجع وَأَن نفع فَإِنَّمَا ينفع بِجِهَة الْعرض بِأَن ينيم العليل فينضج الْعلَّة وَيَنْبَغِي أَن لَا يتْرك مَا أمكن فَإِنَّهُ قوي الْمضرَّة فِيمَا أَنه حَتَّى يذهب السّمع الْبَتَّةَ.
دَوَاء للمدة فِي الْأذن خُذ خشباً محرقاً وَمَرا واسحقهما نقي الْأذن من الْمدَّة ثمَّ اجْعَل فِيهِ مِنْهُ فَتِيلَة وَإِذا حدست أَن وجع الْأذن لقروح يابسة فِيهَا فَاجْعَلْ فِيهَا مرهم الشحوم والباسليقون
(1/381)
وَإِذا كَانَ تسيل مِنْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة فينفخ فِيهَا عفص أَو ينْفخ فِيهَا زاج أَو ينفج فِيهَا شب محرق.
روفس فِي تَدْبِير الْأَطْفَال قَالَ يَجْعَل فِيهَا صوفة مبلولة ملّوثة فِي شب أَو نَبِيذ عَتيق أَو عسل وترمس قَالَ وَفِي آذان الصّبيان رُطُوبَة يحسبها الْجُهَّال مُدَّة وَإِنَّمَا هِيَ فضل غذَاء فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فمرهم لَا يرضعون ب بِاللَّيْلِ فَإِن كَثْرَة تِلْكَ الرُّطُوبَة تذْهب وتجف الْأذن.
من اختيارات حنين دَوَاء ينفع من الرُّطُوبَة والقروح الَّتِي تكون فِي آذان الصّبيان يُؤْخَذ مرهم الاسفيداج ومرهم باسليقون بِالسَّوِيَّةِ فاخلطهما وعالج بِهِ فَإِنَّهُ امتحن فَوجدَ نَافِعًا وَأَيْضًا للأذن المتقيحة خبث الْحَدِيد وحضض مسحوقين ينقع بخل خمر ثَقِيف ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن فينتفع بِهِ جدا.
اهرن للرطوبة والقيح يسيل من الْأذن إِذا أردْت تجفيفيه صب عَلَيْهِ خبث الْحَدِيد وخلا حاذقاً ودعه حَتَّى يغلظ كالعسل ثمَّ قطر مِنْهُ فِي الْأذن وانعم سحق الْخبث ثمَّ القه فِي الْخلّ أَو ضع فِيهِ شبّا محرقاً وَمر بفتيلة كل يَوْم مرَّتَيْنِ.
البثور الَّتِي تكون فِي الْأذن ينفع مِنْهَا فِي أول الْأَمر مرهم اسفيداج وَأَن أردْت أَن ينضج فباسليقون إِلَى أَن ينقى ثمَّ مرهم الْعُرُوق ليجففه وَأَن أزمن وَصَارَ شبه ناصور مرهم الزنجار حَتَّى ينقى ثمَّ الْأَحْمَر وَرُبمَا جعل فِيهِ إِذا أزمنت الْمدَّة ونتنت الدَّوَاء الحاد أَيَّامًا حَتَّى ينقى ثمَّ يَجْعَل فِيهِ بعد ذَلِك مرهم اسفيداج وَاعْلَم أَن الزاج جيد للمدة والرطوبة فِي الْأذن بَالغ فِي ذَلِك قَالَ ذَلِك اهرن.
اهرن دَوَاء جيد للمدة والرطوبة فِي الْأذن يُؤْخَذ صَبر وَمر وأفيون وزاج يعجن بالخل وَيجْعَل)
فَتِيلَة ويقطر فِيهِ فَإِذا أزمنت قروحه ونتنت فماء الزَّيْتُون المربى بالملح وَمَاء الصحناة فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات حَتَّى يبرأ أَو مري يقطر فِيهَا أَيَّامًا فَإِن هَذِه كلهَا تنشف
(1/382)
وتجفف البلة والمدة وَيسْتَعْمل إِذا لم يكن مَعَه وجع وَأَن خرج من الْأذن دم وَخفت أَن يجمد فِيهِ فقطر فِيهِ عصير الكراث وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يحلل الدَّم وطبيخ ورق الآس يجفف بلة الْأذن ومدته.
قَالَ دياسقوريدوس أَن صب خل العنصل فِي الْأذن نفع من ثقل السّمع وَمَاء البصل إِذا قطر فِي الْأذن نفع من ثقل السّمع وبخار مَاء الْبَحْر نَافِع من عسر السّمع. د مَا كَانَ من زهر النّحاس أَبيض أَن سحق وَنفخ بمنفخة نفع من الصمم المزمن. د عصارة فراسيون تسْتَعْمل إِذا احْتِيجَ إِلَى شَيْء من الْقَيْح وينقى ثقب السم وعصبه. ج كسب حب الْغَار إِذا خلط بِالْخمرِ الْعَتِيق ودهن ورد وقطر فِي الْأذن نفع من عسر السّمع والخردل أَن خلط بِالتِّينِ وَوضع فِي ثقب السّمع نفع من ثقل السّمع والخربق الْأسود إِن أَدخل فِي الْأذن الثَّقِيلَة السّمع وَترك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة عظم نَفعه وبخار الْخلّ إِذا كَانَ حاراً نفع من عسر السّمع.
قَالَ ابْن مَا سويه الْعَسَل ب إِذا قطر فِي الْأذن نفع من الْوَسخ وَإِن خلط بفتيلة نقي مَا فِي الْأذن دهن لوزمر أَو دهن جوز أَو شَحم البط أَو مَعَ الكبينج أَو مَعَ دهن السوسن أَو مَعَ دهن الصنوبر أَو مَعَ دهن الزوفا الْيَابِس ينقى مَا فِي الْأذن وينفع من أوجاعه الْبَارِدَة وَحب الْغَار إِذا خلط بِالشرابِ وقطر فِيهَا نقي وَسكن الوجع الْبَارِد وطبيخ التِّين ودهن الْورْد ينقى وينفع من الوجع الْبَارِد.
لثقل الْأذن من برد مرَارَة مَاعِز وبوله وَمَاء السداب وجندباستر وعصارة الأفسنتين وَاصل الوسن الآسما نجوني وَحب الْغَار بِالسَّوِيَّةِ يجمع بدهن السوسن أَو دهن الشبت والناردين ويلقي مِنْهُ فِي الْأذن نصف دِرْهَم بِمَاء ورق السداب إِن شَاءَ الله وَهُوَ أَيْضا نَافِع للوجع الْبَارِد.
وللوسخ فِي الْأذن قردماناً مِثْقَال بورق ارمني نصف مِثْقَال تين أَبيض يعجنه ويجعله فِيهِ ينفع إِن شَاءَ الله.
للْمَاء يَقع فِي الْأذن يمص بقصبة ثمَّ يقطر فِيهِ دهن لوز حُلْو.
(1/383)
من التَّذْكِرَة لثقل السّمع إِذا أَنْت عالجته بالفتيلة المعمولة من الْخَرْدَل والتين فاعقب ذَلِك بدهن قد أغلي فِيهِ أصل الْخُنْثَى وَهُوَ حَار مُمكن. د ينفع من ثقل السّمع دهن لوز حُلْو ودهن البابونج)
وشحم البط مَعَ مرَارَة الثور.
من الْجَامِع للطرش يقطر فِي الْأذن بَوْل الْمعز مَعَ شَيْء من مرَارَة الْمعز أَو عصير السداب مَعَ شَيْء من عسل فَإِنَّهُ نَافِع إِذا طلي من دَاخل الْأذن وخارجها بجندبادستر ودهن الشبت أَو دهن الْغَار أَبُو برغوة الأفسنتين وَمَعَ دهن الناردين أَو دهن السوسن فَهَذَا كُله بعد الإسهال والتنقية وَإِخْرَاج الدَّم أَن احْتَاجَ إِلَيْهِ وحجامة النقرة.
أصبت فِي كتاب قد فخم أمره وَشهد بالتجربة أَن زَيْت العقارب وَهُوَ الَّذِي ينقع فِيهِ العقارب أَن قطر فِي الْأذن أَبْرَأ الصمم وَأَن شَحم الطير الَّذِي يُقَال لَهُ البادنجان أَن أذيب وقطر فِي الْأذن اذْهَبْ الصمم.
الْعِلَل والأعراض بطلَان السّمع أَو رداءته تكون أما من قبل دُخُول الآفة على الَّذِي مِنْهُ يكون السّمع وَهُوَ الْجُزْء من الدِّمَاغ الَّذِي تنْبت مِنْهُ الْعصبَة الَّتِي تجنىء نَحْو الْأذن وَأما بِدُخُول الآفة على المنفذ الَّذِي تجْرِي فِيهِ الْقُوَّة من هَذَا الَّذِي يكون بِهِ السّمع وَذَلِكَ هِيَ الْعصبَة وَعلل هذَيْن من أَصْنَاف سوء المزاج وَأما الآفة تدخل على ثقب السّمع وَذَلِكَ سدد أما أَن يكون للحم فيلغريوس قَالَ قد برْء خلق من الطرش بدهن الفجل وبدهن المويزج بالصياح فِي الْأذن وبالبوق إِذا حدث ب بالصمم وَجَمِيع الْحَواس على حَالهَا والمجاري سليمَة فالآفة فِي الرّوح الْخَاص من أَرْوَاح عصب الدِّمَاغ وَإِن كَانَت الْحَواس مَعَه عليلة فالآفة فِي الدِّمَاغ وَكَذَلِكَ فقس فِي سَائِر الْحَواس وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ هُوَ العليل وَحده فعصبة الَّذِي تجيئه الآفة وَإِذا كَانَ بشركة فِيهِ وَاحِدَة أُخْرَى وَكَذَلِكَ أَن اشْترك كلهَا فالدماغ عليل إِذا عرض طرش بعد البرسام فاسعط بدهن النيلوفر وَغَيره مِمَّا يرطب.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ يهيج من الْوَسخ أوجاع فِي الْأذن ودوي وابطأ السّمع وَإِذا كَانَ يَابسا فَلَا ينقيه دون أَن يلينه لِأَن تنقيته عسرة مؤلمة فَاجْعَلْ فِيهِ نطرون بخل فَإِذا لِأَن فنقه فَإِنَّهُ ينْحل وَاعد ذَلِك حَتَّى تنقيه مَرَّات ثمَّ قطر فِيهِ دهن لوز مر فَإِنَّهُ يحلل مَا كَانَ غليظاً ويابساً من هَذِه الأوساخ.
بختيشوع الكبريت أَن بخر بِهِ الْأذن نفع من نقاء السّمع.
الميامر قَالَ لَا يَنْبَغِي أَن يتوانا عَن علاج الطرش لِأَنَّهُ يؤل إِلَى الصمم التَّام
(1/384)
فانفض بدنه بايارج شَحم الحنظل وتغرغر وتجفف رَأسه وتقويه بِكُل ضرب من التقوية ويلطّف تَدْبيره ويقطر فِي)
الْأذن أدوية مقطعَة ملطفة يُؤْخَذ حرف جُزْء وبورق سدس جُزْء فاسحقهما واعجنهما بِعَسَل التِّين بِلَا حَبَّة واعمل مِنْهُ شيافاً متطاولة وادخله فِي الْأذن وَأخرجه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يخرج وسخاً كثيرا ويجف الْأذن فليستعمل الرياضة وينفع مِنْهُ إِدْخَال عسل بالفتل فِي الْأذن وَهَذَا أَيْضا ينفع من اللَّحْم النَّابِت فِي الْأذن.
كماد ناف لثقل السّمع يغلي أفسنتين فِي قدر ويكمد بقمع أَو خُذ من الخربق الْأسود فاخلطه بِعَسَل وادخله فِي الْأذن حَتَّى يَأْكُل مَا يمْنَع السّمع وادهن الصياح الشَّديد فِي الْأذن وبالبوق فَإِن السّمع يرجع وللماء يدْخل فِيهَا يحجل على رجله من جَانبهَا أَو يمص بأنبوب.
(1/385)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(أمراض الْأنف)
فِيمَا يحدث فِي الْأنف من النتن وَعدم الشم والقروح والسدد والرعاف والبواسير وَغَيرهَا مِمَّا يحدث فِي الْأنف وعلاج مَا يحدث من حر السعوط والعطوس والخنان وينبق اللَّحْم فِي الْأنف الْمُسَمّى الْكثير الأرجل وَيُسمى البسفايج والسرطان وَمَا يهيج الرعاف والحكة واللذع فِي الْأنف وسيلان مَادَّة حريفة والخشكريشة.
قَالَ جالينوس فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء أَن الْأنف عُضْو متوسط فِي اليبس بَين الْعين وَالْأُذن فَهُوَ أيبس من الْعين وأرطب من الْأذن فَلذَلِك يَنْبَغِي ب أَن يعالج قُرْحَته بأدوية تجفف مِمَّا يعالج بِهِ قُرُوح الْعين وَأَقل يبساً من الَّتِي تعالج قُرُوح الْأذن الْأذن تعالج بِالَّتِي فِي غَايَة اليبس مثل أَقْرَاص اندرون وموساس وَنَحْوه.
من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ يقطع من اللَّحْم النَّابِت فِي اللَّحْم الْمُسَمّى الْكثير الأرجل الطَّبَقَة الدَّاخِلَة من الْأنف.
3 - (الْمقَالة الثَّالِثَة من)
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
قَالَ الآفة تحدث بالشم أما لسوء مزاج يحدث فِي البطنين المقدمين من بطُون الدِّمَاغ وَأما لسدة تحدث بالعظم الشبيه بالمصفاة.
الثَّالِثَة من الميامر للسدة فِي الْأنف ينفع الشونيز فِي خل خمر أَيَّامًا ثمَّ يسحقه بِهِ نعما ويقطر فِي الْأنف ومره أَن ينشق مَا أمكن إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يفتح السدد لي هَذَا العلاج يفتّح ضيق النَّفس إِن شَاءَ الله.) 3 (الرَّائِحَة المنتنة فِي الْأنف) قَالَ هَذَا يكون من قَلِيل رطوبات عفنة تنجلب إِلَى المنخرين وَمَتى كَانَت هَذِه الرطوبات مَعهَا حِدة أحدثت قرحَة قَالَ وعلاج النتن وَاللَّحم النَّابِت فِي الْأنف والقروح فِيهِ أَن تعمد أَولا إِلَى جملَة الرَّأْس فتجففه وتنقيه بالغرور والمضوغ والعطوس والمراهم الْيَابِسَة عَلَيْهِ ثمَّ يقْصد حِينَئِذٍ إِلَى علاج المنخرين فَاجْعَلْ غرضك فِي نَتن المنخرين إِلَى القابضة والمرة ليجمع لَك الْمَنْع والتحليل والتجفيف.
ارجيجانس قَالَ قطر فِي الْأنف عصارة فوتنج إِذا سحق يَابسا أَو انفخ فِيهِ خرباً أَبيض
(1/386)
وصدفاً محرقاً كل يَوْم أَو أطل جَوف الْأنف بالأفوريقون وَهُوَ دَوَاء الجرب أَو بالقلقطار.
الَّتِي فِي الْأنف والبسفائج فِيهِ شب وَمر جُزْء قلقطار وعفص ربع جُزْء من كل وَاحِد يغسل الْأنف بشراب وينفخ فِيهِ وَيدخل فِيهِ فَتِيلَة ملوثة أَيْضا وَإِن كَانَ النتن قَدِيما فعالجه بالقلقطار والزرنيخ الْأَحْمَر والسنبل والياسمين والزعفران والمر والحماما فَإِنَّهُ يجففه ويطيبه.
فِي البسفايج بِالْقَلْعِ والدلك دَوَاء الأمقر وَهُوَ مَكْتُوب فِي بَاب قلع اللَّحْم الزايد لي تتَّخذ دَوَاء حَار هَكَذَا أقاقياً وزاج وزرنيخ ونورة وقلى وخل مربى أَيَّامًا فِي شمس ثمَّ يدْخل مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ يقلعه.
دَوَاء الأمقر زنجار نوشادر شب خل يجود عمله فِي شمس يسحق وينفخ فِي الْأنف ويملأ الْفَم مَلأ مَاء فِي ذَلِك الْوَقْت.
آخر يقْلع الْبَاسُور زرنيخ وقلقنت وخل يسحق بِهِ ويجفف وينفخ فِي الْأنف.
للقروح ب فِي الْأنف خبث الأسرب يَعْنِي الكمنة وشراب ودهن الآس يسحق بِالشرابِ نعما ثمَّ يدق الآس ويطبخ فِي إِنَاء على نَار ليّنة فحّم حَتَّى يغلظ وَيرْفَع فِي إِنَاء نُحَاس ويعالج بِهِ قُرُوح الْأنف أَو عالجها بِمَاء الرُّمَّان الحامض يطْبخ فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يصير على النّصْف وادخل فِيهِ فَتِيلَة والطخه دَاخل الْأنف أَو اطبخ رمانة حلوة مَعَ قشرها بشراب وَضعه خَارج الْأنف أَو خُذ مرداسنج واسفيداج جزؤ جزؤ وقشور رمان نصف جُزْء شراب ودهن الآس خَمْسَة أَجزَاء يسحق الأخلاط بشراب نعما حَتَّى يتشربه ثمَّ بدهن الآس ثمَّ اجْعَلْهُ فِي إِنَاء أسرب وارفعه وعالج مِمَّا يعالج بِهِ الخشكريشة فِي الْأنف الزوفا وشحم البط وشمع أصفر وشحم الأيل وَنَحْوهَا وَالْعَسَل بفتيلة يقْلع ذَلِك ويعالج القروح الَّتِي مَعهَا وجع شَدِيد بالأسرب المحرق المغسول)
واسفيداج ومرداسنج ودهن ورد وشمع.
للبسفايج ينفع فِيهِ الدَّوَاء الحاد وَإِذا ورم دَعه حَتَّى يخشكر ثمَّ اسْتعْمل الشمع والدهن أَو الْعَسَل ثمَّ اعد النفخ افْعَل ذَلِك مَرَّات فَإِنَّهُ يقلعه كُله.
قَالَ جالينوس فَأَما مَا اسْتَعْملهُ أَنا للبسفايج فَإِنِّي آخذ رماناً حلواً وحامضاً بِالسَّوِيَّةِ واعصره بعد أَن أدقه بقشوره وأطبخ العصارة طبخة يسيرَة وارفعها فِي إِنَاء أسرب وأسحق الثفل الَّذِي بَقِي حِين عصرت حَتَّى اجْعَلْهُ مثل الْعَجِين واسقيه شَيْئا من العصارة واجعله أشيافاً مطاولة وادفعه ثمَّ أَدخل مِنْهُ فِي الْأنف واريح العليل مِنْهُ فِي الْأَوْقَات بِأَن آخذه وَإِذا أَخَذته طليت الْأنف بالعصارة والحنك وانشفه مِنْهُ ثمَّ أُعِيدهُ وأواظب عَلَيْهِ: وعَلى جَمِيع أدوية الْأنف لِأَنَّهَا تنْحَل وتسهل عَنهُ سَرِيعا يحْتَاج فِي كل وَقت أَن يجدد لَهُ الدَّوَاء الَّذِي يوضع فِيهِ أَن كَانَ مِمَّا يسيل كَمَا يفعل بِالْعينِ قَالَ فَإِنَّهُ يَأْكُل البسفايج وَيذْهب النتن فِي مُدَّة بِلَا ألم. 3 (إِخْرَاج الشَّيْء الَّذِي يَقع فِي الْأنف) اجْعَل فِي الْأنف دَوَاء معطساً واقبض على الْفَم وعَلى الْجَانِب الصَّحِيح السَّلِيم فَإِنَّهُ يخرج وَأعد ذَلِك مَرَّات.
(1/387)
3 - (قُرُوح الْأنف) قَالَ جالينوس أَنا أعالجها بأقراص فراسيون واندرون مرّة بخل وَمَاء ومرّة بشراب ومرّة بخل على مَا أرى. 3 (نَتن المنخرين) قَالَ عَالَجت رجلا غَنِيا بالدواء الْمُسَمّى اندروخون مَعَ شراب طيب ريحاني فبرأ سَرِيعا برْء عجيباً قَالَ هَذَا وَهُوَ الَّذِي يدْخل فِي الترياق اقرء مَا فِي قانون القروح فَإِنَّهُ ب الْعِمَاد ... . إِن شَاءَ الله قَالَ ينْفخ فِي الْأنف زاج نفخاً كثيرا ويمسك الْأنف سَاعَة هوية وَإِن نزل الدَّم إِلَى الْفَم بزق أَو تلوث فَتِيلَة بِمَاء الزاج وَتدْخل فِي الْأنف وتبرد الْجَبْهَة وَتجْعَل الرَّأْس مرتفعاً وتشد العضدين والرسغين والأنثيين والركبتين ويمسك فِي الْفَم مَاء ثلج وتشد أُذُنَيْهِ جيدا فَإِن نزل شَيْء من الدَّم إِلَى الْبَطن فاسقه مَا يقطع واحقنه ليخرج وَإِلَّا نفخ الْمعدة واهاج لطشي يلتقط جوز الدلب ويجفف فِي الظل ثمَّ يَجْعَل على مسح ويدلك بدستيان حَتَّى يخرج زئبره كُله وَيرْفَع فِي كيزان فخار جَدِيدَة تَبرأ بهَا وَأَن نثر عَلَيْهَا من تُرَاب الفخار فَهُوَ أَجود ويشد رَأسه وَعند الرعاف ينعم سحقه كالهباء وينفخ فِي الْأنف فيحتبس على الْمَكَان وَيَنْبَغِي أَن يدْخل الأنبوب فِي الْأنف والدواء فِيهِ ثمَّ ينْفخ حَتَّى يبلغ موضعا كثيرا وَيفْعل ذَلِك مرَارًا.
يُؤْخَذ نورة وزاج وعفص أَخْضَر وزرنيخ أَحْمَر فينعم سحقه ويلوث فِيهِ فَتِيلَة بالجبر ويدس فِي الْأنف وَشد أنف جيد لَهُ.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من كتاب الأخلاط)
3 - (الرعاف) قَالَ قد رَأَيْتُمُونِي مَرَّات كَثِيرَة اسْتعْمل فِي الرعاف الْعَارِض بدفق وخفر شَدِيد عصر انْقِطَاع مثل الْعَارِض فِي البحران أَن اسْتعْمل الفصد وَإِخْرَاج الدَّم إِلَى أَن يعرض الْعشي وَذَلِكَ أَن فِي مثل هَذِه الْحَال مَا دَامَت الْقُوَّة قَوِيَّة بِحَالِهَا لَا يَنْقَطِع جرية الدَّم إِلَى ذَلِك الْموضع فَإِذا استرخت ضعف دَفعهَا ثمَّ اسْتعْمل المحاجم ليجذب الدَّم أما على الطحال أَو على الكبد أَو عَلَيْهَا لي إِذا رَأَيْت الْبدن قَوِيا ممتلياً فَإِن المحجمة لَا يبلغ مَا تريده من إمالة الدَّم على الْموضع لِأَن فِي الدَّم فضلا كثيرا فاستفرغ أَولا ثمَّ اسْتعْمل المحجمة.
(1/388)
كتاب الفصد قَالَ إِذا رَأَيْت الرعاف يَجِيء بخفر وَشدَّة فَلَا تطل وَلَا تدافع فَتسقط الْقُوَّة وَلَا)
يُمكن العلاج وبادر الفصد من الْجَانِب الْمُقَابل ثمَّ شدّ الْأَطْرَاف من الْإِبِط إِلَى الْكَفّ وَمن الحالب إِلَى الْقدَم تبتديء بالشد الَّتِي قد ذكرهَا الْأَطِبَّاء مِمَّا ينْفخ فِي الْأنف وَمِمَّا يطلي على الْجَبْهَة وَالرَّأْس فَكلهَا ضَعِيفَة.
من كتاب العلامات قَالَ اللَّحْم النَّابِت فِي الْأنف رُبمَا كَانَ رخوا أَبيض وَهَذَا أيسر علاجاً وَلَا وجع مَعَه وَرُبمَا كَانَ يضْرب إِلَى الكمودة والحمرة وَهُوَ شَدِيد الوجع وعلاجه أعْسر وخاصة أَن كَانَ يسيل مِنْهُ صديد منتن ردي وَرُبمَا طَال حَتَّى يخرج ب من الْأنف أَو الحنك وَيُسمى حِينَئِذٍ المغلق آلَة الشم بَين بقريب من الْبُرْهَان أَن نَتن الشم يكون بالطنين من الدِّمَاغ وبالحلمتين النابتتين مِنْهُمَا.
السدة وَقَالَ فِي علاج السدة الَّتِي تبطل الشم أَن رجلا كَانَت نالته عِلّة فِي حاسّة الشم بِسَبَب زكام ونزلة أزمنت فلجأ إِلَى العلاج بالشونيز وهوان يَأْخُذ الشونيز فيسحقه حَتَّى يصير كالغبار ودقه ثمَّ يخلط بِزَيْت عَتيق ويسحق بِهِ أَيْضا سحقاً نَاعِمًا ثمَّ يومر العليل أَن يمْلَأ فَاه وينكس رَأسه إِلَى خلف بغاية مَا يُمكنهُ ويسعط بِهِ ويأمره أَن يجتذب النَّفس إِلَى دَاخل أَشد مَا يكون بِفضل قُوَّة قَالَ فَانْتَفع بِهِ المَاء اسْتَعْملهُ ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة نفعا بَينا عَظِيما. قَالَ وَقد يعرض من هَذَا العلاج لبَعض النَّاس لذع شَدِيد فِي الرَّأْس ويسكن فِي قدر يَوْم وَلَيْلَة من ذَات نَفسه وَبَعض النَّاس لَا يعرض لَهُ ذَلِك أصلا.
مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ الفصد وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا فِي مَرَّات كَثِيرَة علاج قوي جدا وَأقوى مِنْهُ المحجمة على الْجَانِب الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الدَّم.
السَّادِسَة من السَّادِسَة قَالَ من لم ينله من الرعاف صفرَة شَدِيدَة فِي اللَّوْن وَكَانَ قبل أَن يحدث بِهِ الرعاف أَحْمَر اللَّوْن جدا فَإِنَّهُ لَا يَنَالهُ مِنْهُ كثير ضَرَر وَأَن كثر خُرُوج الدَّم مِنْهُ مَا دَامَ لَا يحول لَونه اسْتِحَالَة شَدِيدَة قَالَ فَأَما الَّذين يَسْتَحِيل ألوانهم من الرعاف أَحْمَر اللَّوْن جدا فَإِنَّهُ لَا يَنَالهُ مِنْهُ كثير ضَرَر وَأَن كثر خُرُوج الدَّم مِنْهُ مَا دَامَ لَا يحول لَونه اسْتِحَالَة شَدِيدَة قَالَ فَأَما الَّذين يَسْتَحِيل ألوانهم من الرعاف جدا وَلم يَكُونُوا قبل ذَلِك حمر الألوان ثمَّ استحالت ألوانهم بالرعاف اسْتِحَالَة شَدِيدَة وَبَردت أبدانهم بردا شَدِيدا فَإِنَّهُ لَا يُؤمن عَلَيْهِم الْوُقُوع فِي الاسْتِسْقَاء وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي اللَّوْن الْحَائِل فَإِنَّهُ رُبمَا بَقِي مُدَّة الزَّمَان بَين انبعاث الدَّم وَرُبمَا لم يبْق كَمَا بَقِي فَانْظُر مَا الْغَالِب على ذَلِك اللَّوْن المستحيل الصَّفْرَاء أم البلغم أم السَّوْدَاء وَكم مِقْدَار يزِيدهُ لي)
تعرف ذَلِك من لون الْبدن بل حَال إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْبيَاض والترهل أَو إِلَى الصُّفْرَة المشوبة بسواد قَالَ وَذَلِكَ لِأَن الْأَبدَان الَّتِي المرار عَلَيْهَا أغلب فَإِن الآفة الَّتِي تنَال الْبدن مِنْهَا من انبعاث الدَّم المفرط أقل والأبدان الَّتِي تغلب عَلَيْهَا البلغم أَو هِيَ فِي الْجُمْلَة بَارِدَة ينالها من انبعاث الدَّم المفرط أعظم الآفة قَالَ فَأَما الشَّرَاب فَإِنَّهُ يهيج انبعاث الدَّم
(1/389)
لكنه ينعش الْقُوَّة فَمن رَأَيْته قد بلغ مِنْهُ انبعاث الدَّم أَن سَقَطت قوته وَبرد بدنه كُله بردا شَدِيدا فاسقه الْخمر الْقَلِيل المزاج فَإِن الشَّرَاب يقويها وَلَا يبلغ أَن يهيج انبعاث الدَّم وَأَحْرَى ب أَن يسْقِي مِنْهُم من كَانَ لَونه قبل الرعاف لَيْسَ بأحمر أَو أَن كَانَ حَائِلا قبل الرعاف فَأَما من كَانَ لَونه قبل الرعاف أَحْمَر وَلم يحل الرعاف لَونه كثير حَالَة فَلَا تسقه فَإِنَّهُ يجلب من تهيج الدَّم أَكثر مِمَّا ينفع فِي تَقْوِيَة الْقُوَّة لي هَذَا تَدْبِير الرعاف الْكَائِن بأدوار وَيَنْبَغِي أَن يضاد الْخَلْط الْغَالِب فِي وَقت سُكُون النّوبَة.
الْيَهُودِيّ ذرور ينْفخ فِي الْأنف للبخر قصب الذريرة وبزر النسرين وبزر الْورْد وقرنفل دِرْهَم دِرْهَم عفص نصف دِرْهَم مسك قَلِيل وكافور ينْفخ فِي الْأنف أَيَّامًا كَثِيرَة.
مَجْهُول للبواسير والبسفائج فِي الْأنف قَالَ إِسْحَق زاجاً أَخْضَر مثل الْكحل وانفخ فِيهِ غدْوَة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ يبريء.
اهرن قَالَ يمْتَنع الشم من أدوية مخدرة يسعط الْإِنْسَان بهَا قَالَ إِذا لم تَرَ فِي الْأنف شَيْئا نابتاً وَلَا كَانَ بالإنسان خنان وَلَا بالمنخرين وَكَانَ الشم مفقوداً فَإِن ذَلِك من الدِّمَاغ فابحث عَن السَّبَب وَالتَّدْبِير وليستدل بِهِ على المزاج الْمُفْسد للدماغ ثمَّ عالج بالسعوط والأدوية المضادة وَإِن كَانَ ذَلِك من ثقل رطوبات فِي الْمُصَفّى فالشونيز وَنَحْوه قَالَ وَإِذا جعلت فِي الْأنف مَا يَأْكُل البواسير من الْأَدْوِيَة الحادة فضع على رَأس العليل مَاء حاراً وحبه حبا حاراً واسعطه بِلَبن ودهن قرع وسكر فَإِن ذَلِك يقطع العطاس ويسكن اللذع لي إِنَّمَا مَا حدرت الغنة تدل على لحم نابت فِي المنخرين لِأَنَّهُ يتبع الْكَلَام شَيْء من الصَّوْت بِمَنْزِلَة الطنين فَإِذا كَانَ المجرى الَّذِي بَين الْأنف والفم مَفْتُوحًا خرج هَذَا الطنين فِيهِ وَكَانَ لَهَا الْكَلَام صافياً وَإِذا انسد المجرى وَاحْتَاجَ أَن تخرج هَذَا من الْأنف كَانَ الْكَلَام لذَلِك فِيهِ غنة وَهَذَا هُوَ الْمِقْدَار من النَّفس الَّذِي يحْتَاج أَن يخرج فِي حَال الْكَلَام يحرر ذَلِك إِن شَاءَ الله.
بولس للرعاف لي يقطر فِي الْأنف مَاء ثلج حَتَّى يحس بِأَنَّهُ قد خدر بردا فَإِنَّهُ علاج قوي إِلَّا أَنه عِنْدِي مخوف يخَاف أَن يحدث على الدِّمَاغ حَادِثَة لكنه جيد بَالغ وَينْتَفع بِهِ. وبولس)
(1/390)
أَمر أَن يوضع على المنخرين من خَارج وعلامتهماأن يعتريهما الرعاف وَينْتَفع بِهِ.
شرك قَالَ خير مَا عَالَجت بِهِ الرعاف أَن ينعم دق الجلنار ونخله ثمَّ يسعط بِمَاء لِسَان الْحمل.
مَجْهُول ينفع من انسداد الْأنف بِالرِّيحِ الْمَانِع من النَّفس أَن يقطر فِيهِ دهن لوز مر جبلي صغَار ويسحق حرمل وفلفل أَبيض وينفخ فِيهِ.
شَمْعُون قَالَ البسفايج أَن قطّ بالحديد وَترك ينْبت سَرِيعا فَلذَلِك الْوَاجِب ب أَن يكوي مَعَ ذَلِك بالأدوية الحادّة للرعاف طيّنه بطين قد بلّ بِمَاء بَارِد بدنه كُله تطييناً جيدا فَإِنَّهُ يبرد دَمه ويحتبس.
قَالَ دَوَاء يهيج الرعاف يَجْعَل شيافة من فوتنج يرى وَيُوضَع فِي المنخرين أَو يَجْعَل شيافة من فقاح الأنجرة وَيجْعَل فِي المنخرة أَو يُؤْخَذ كندش وفرفيون يَجْعَل شيافاً بمرار الْبَقر.
من اختيارات الْكِنْدِيّ للسدة فِي الْأنف وفقد الشم يُؤْخَذ شونيز فينقع فِي خل ثَقِيف يَوْمًا السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ الْأَبدَان الَّتِي دَمهَا مراري يعرض لَهَا الرعاف أَكثر لِأَن المرار بحدته يفتّح أَفْوَاه الْعُرُوق قَالَ وَمن هَذِه الْأَبدَان ينْتَفع بالرعاف كانتفاعها بالبواسير وَهَذِه لَا تحْتَاج إِلَى علاجه بتة لي علاج ذَلِك إسهال الصَّفْرَاء وتعديل الدَّم بعد بالغذاء قَالَ واعط من يكثر بِهِ الرعاف لرقة دَمه الأغذية الْمُغَلَّظَة ويسقون اللَّبن ويطعمون الْجُبْن الرطب وَيُوضَع فِي الْأنف الْأَدْوِيَة القباضة قَالَ وَخذ وَضعهَا إِلَى أَن يخرج وَهِي بيض.
من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض إِذا بَطل الشم الْبَتَّةَ فإمَّا أَن يكون لسؤ مزاج فِي
(1/391)
البطنين المقدمين من الدِّمَاغ وَأما لسدة كَامِلَة تحدث فِي الْمُصَفّى أَو فِي المجرى وَإِذا قل فلضرر يَقع فِي هَذِه.
واغلوقن قَالَ إِذا كَانَ الرعاف لعرق انفجر فِي الْأنف فَعَلَيْك بالأدوية الَّتِي تنفخ فِي المنخرين لي يَنْبَغِي أَن يتفقد ذَلِك فَإِن هَذَا النَّوْع هُوَ أَنْفَع لَهُ من الاستفراغ وجذب الدَّم وعلامة ذَلِك أَن لم يُمكن النّظر إِلَيْهِ أَن يرى الدَّم غزيراً سريع الجرية فَأَما الْقطر الدَّائِم فَلَا يكَاد يكون من عرق.
جَوَامِع اغلوقن قَالَ رُبمَا سخن الرَّأْس حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة المحجمة فتجتذب الرطوبات من الْبدن لي ينفع فِي الْعِلَل الَّتِي تصيب النَّاس فِي الصَّيف وَهِي الحكة واللذع فِي الْأنف مَعَ سيلان مَادَّة حريفة من الْأنف والدموع من الْعين أَن يبرد الرَّأْس بردا شَدِيدا وَينظر مَا يحدث.
قَالَ وَقد يكون نَتن الْأنف لعفن يَقع فِي الْعظم الشبيه بالمصفى وَهُوَ الخياشيم لي هَذَا لَا حِيلَة الساهر قَالَ قرص يسحق وينفخ فِي الْأنف يقطع الرعاف قرطاس محرق زاج جلنار عفص أقاقياً شب دم الْأَخَوَيْنِ أفيون اجْعَلْهُ قرصاً وَعند الْحَاجة أنفخ مِنْهُ فِي الْأنف لي يَنْبَغِي أَن ينْفخ)
فِي الْأنف لوزة بَيْضَاء لينَة أَو خزف أَبيض أَو غُبَار الكيزان فَإِنَّهُ جيد أَو رُؤُوس الْقصب ورؤوس المكاليس.
فيلغريوس ب قَالَ شدّ الْأُذُنَيْنِ يقطع الرعاف وَكَذَلِكَ شدّ الْأُنْثَيَيْنِ والثديين والأطراف.
بولس قَالَ يكون فِي الْأنف لحم نابت وَرُبمَا خرج إِلَى خَارج وَرُبمَا أفسد شكل الْأنف وأهاج الوجع لِأَنَّهُ يمدده قَالَ وَانْظُر فَمَا كَانَ من هَذِه الْجِرَاحَات جاسياً صلباً كمد اللَّوْن ردي الْمَذْهَب فداوه وَلَا تقدم عَلَيْهِ بِالْقطعِ والجرد لِأَنَّهَا سرطانية ينفر وتهيج ضنكاً وَشدَّة وَمَا كَانَ مِنْهَا أَبيض أَو لينًا مسترخياً لحمياً فعلاجه أَن يقطع بسكين دقيقة ثمَّ يدْخل فِيهِ بعد ذَلِك ويجرد نعما وَإِن كَانَ توثياً ردياً عفن الْمَذْهَب كويته بالأدوية وَالنَّار بمكاو صغَار دقاق إِن لم تمنع الْأَدْوِيَة العفنة وَيصب فِي المنخرين بعد ذَلِك خل وَمَاء فَإِن
(1/392)
جاد النَّفس وَإِلَّا فَاعْلَم أَن مِنْهُ فِي العمق شَيْئا فَخذ حِينَئِذٍ خيطاً فاعقد عَلَيْهِ عقدا وَأدْخلهُ بإبرة أسرب معقفة فِي المنخر وَأخرجه من الحنك ثمَّ اجذبه باليدين كالمنشار لتقدح بِهِ بَقِيَّة اللَّحْم الْبَاقِي فِي العمق ثمَّ لف خرقاً على أنابيب رصاص أَو ريش وَاجْعَلْهَا فِي الْأنف ليبقى مَفْتُوحًا وَلَا تمنع النَّفس وامسح الْخرق بأقراص اندرون وبدواء القرطاس وَنَحْوه ليجفف تجفيفاً قَوِيا وتمنع أَن يعود نابت اللَّحْم لي الَّذِي رَأَيْت فِي السيمارستان أَن يجرد الْأنف بميل الْأنف بِقُوَّة فَرُبمَا سقط مِنْهُ قدر نصف رَطْل أَشْيَاء سمجة مثل بطُون الدَّجَاج والنفاخات وبلاغم زجاجية وَلحم رخو ثمَّ يستعملون بعد ذَلِك الْخَيط من شعراو شَيْء خشن والأجود أَن يعْمل على مَا قد رَأَيْنَاهُ نَحن وَهُوَ أَن يَجْعَل طلقه تَدور لِأَنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه يَقع الجرد فِي الأعالي وَيسلم الحنك فَأَما بِالْوَجْهِ الآخر فكثيراً يفْسد الحنك لِأَن أَكثر قوته يَقع على الحنك ويجعلون فِيهِ بعد مرهم الزنجار والأجود أَن يَجْعَل فَتِيلَة كَمَا ذكر بولس وَمن هَذَا ضرب ردي جدا سرطاني بل هُوَ سرطان وَدَلِيله أَن يكون غائراً فِي الْأنف قَابِضا على غوره وعَلى الحنك وَيلْزمهُ عَنهُ ضيق فِي النَّفس وَالصَّوْت فإياك والجرد فِيهِ فَإِنِّي رَأَيْت رجلا من أهل بلدي فسد أَنفه وَوجه كُله بخطائهم عَلَيْهِ وَلَا يتَعَرَّض إِلَّا للرخو فَأَما الصلب فَعَلَيْك بالأدهان والتليين وَجَمِيع مَا يلينه فَإِنَّهُ يخف بذلك أَذَاهُ بعض الحفة.
تياذوق ينفع من الرعاف وضع المحاجم على الفخذين وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد إِلَى أَن يخضر وشربه قَالَ وليداف من الأفيون ويقطر فِيهِ وشم الأرايح المنتنة يقطع الدَّم أَيْضا.
الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا الْغُلَام الصَّحِيح ب الْجِسْم إِذا كَانَ يعرض)
لَهُ الرعاف كثيرا ... ... الْبيض السليق وَنَحْوهَا من الْمُغَلَّظَة لي والأشياء المبردة العفصة واليابسة لِأَن الحامضة يلطف قَلِيلا فاسقه اللَّبن الْمَطْبُوخ والجبن الرطب وَمَتى لم يَنْقَطِع الرعاف بالمحاجم فضع محاجم أخر على مَوْضِعه على الْبَطن.
(1/393)
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ نَتن الْأنف يكون إمّا لِأَن فِيهِ لَحْمًا رديّاً منتناً وَإِمَّا لِأَن أخلاطاً ارتبكت فِي الْمُصَفّى فعفنت وإمّا لِأَن الْعظم الشبيه بالمصفى نَفسه عفن وَقد يكون أَن يشم العليل ريحًا منتناً إمّا لِأَن فَفِي هَذِه الْمَوَاضِع عفناً وإمّا فِي بطُون الدِّمَاغ لي يفصل ذَلِك وَيُحَرر إِن شَاءَ الله.
مُفْرَدَات بزر اللوف يشفي البواسير فِي الْأنف وَإِن كَانَت سرطانية والدارشيشعان جيد لنتن الْأنف إِذا طبخ بشراب أَو أدخلت فِيهِ فَتِيلَة مِنْهُ. د الكندر قَالَ يقطع نزف الدَّم الَّذِي من حجب الدِّمَاغ وَهُوَ ضرب من الرعاف قوي. د هَذَا أقوى مَا يكون من الرعاف ويعرض من انفتاح شرايين فِي المنتجسين وينفع مِنْهُ أَن يسحق الكندر كالكحل وينفخ فِي الْأنف بمنفخة نفخاً شَدِيدا ويلوث فِيهِ فتايل ويحشى الْأنف ليرتفع رِيحه إِلَيْهِ وينفع من هَذَا النَّحْو الكافور وَمَاء البادروج وَمَاء رَوْث الْحمار لِأَنَّهُ يصل من الْمُصَفّى إِلَى هُنَاكَ فيكويه قَلِيلا وَيكون هَذَا الرعاف بعقب الْأَمْرَاض الحادة وَشدَّة الصداع وَقد جربت مَاء رَوْث الْحمار فِي فَتى كَانَ بِهِ ذَلِك فَكَانَ عجيباً.
مَاء الكراث إِذا خلط بخل قَلِيل ودقاق الكندر قطع الرعاف لَا مثل لَهُ فِي ذَلِك وبزر اللوف إِذا دس فِي المنخرين بصوفة اذْهَبْ بواسير الْأنف والسرطان فِيهِ وَقطع الرعاف لي أَشد الرعاف الَّذِي يكون من انفتاح الْعُرُوق والشرايين الَّتِي يكون مِنْهَا الشبكة وَيكون بعقب حِدة وصداع وَمرض حاد وسقطة وضربة ينفع مِنْهُ مَاء البادروج والكافور وينفع مِنْهُ الموميائي يسعط بِهِ والطين الْمَخْتُوم والكهربا والكندر يتَّخذ مِنْهُ شيافة وَيحل ويسعط فَإِنَّهُ جيد لي وأظن أَنه يكون مَعَ هَذَا الرعاف اخْتِلَاط الذِّهْن أَو سبات أَو عَارض ب ردي من الدِّمَاغ لِأَن مَادَّة الرّوح النفساني تقل بِهِ جدا جدا ماسرجويه ومسيح الكافور مَانع للرعاف
(1/394)
لي الْفرق بَين البواسير والسرطان فِي الْأنف صلابة المغمز وسخونة المجس وحدّة فِي الحنك ثمَّ استبرء فِي ذَلِك بِأَن تسيل فَإِن كَانَ حدث بعقب زكام وَعلل فِي الرَّأْس وسيلانات من الْأنف فَإِنَّهُ بواسير وَإِن كَانَ إِنَّمَا حدث والمنخران صافيان وَكَانَ فِي أَوله مثل حمصة ثمَّ أقبل يتزايد فَإِنَّهُ)
سرطان وحسّ الحنك وتفقد صلابته فَإِذا فرغت من ذَلِك كُله فَاعْلَم أَن السرطان لَا يكون لَهُ فِي الْأنف رَأس كرأس التفاحة فَإِن رَأَيْت فِي الْأنف ذَلِك فجسه بمجس وَانْظُر إِلَى رخاوته وصلابته وَانْظُر فِي لَونه ورطوبة مَا يسيل مِنْهُ وَمن الْأنف فِي الْحلق فَإِن ذَلِك دَلِيل على الْبَاسُور والسرطان يَابِس صلب وَبِالْجُمْلَةِ فالسرطان لَا يكَاد يخرج فِي تجويف الْأنف وَيطول فِيهِ بل هُوَ أبدأ نَحْو الحنك وَلَكِن استبرئه على حَال تغمزه بالميل لتعرف صلابته وَسُرْعَة اندماله وجس الحنك فَإِن رَأَيْته رخواً كالحال الطبيعية فَلَيْسَ بسرطان.
قسطن عصارة السلق يبرىء قُرُوح الْأنف جدا.
ابْن البطريق قشر الرتة الْأَعْلَى ينفع إِذا سعط بِهِ قدر فلفلة من الخشم والسدة.
انطليس لي مصلح على مَا رَأَيْته يتَّخذ سكين دقيقة يُمكن أَن تدخل فِي الْأنف ويقلب فِي الْأنف وَيكون لَهَا جَانب وَاحِد حاد فَقَط وَلَا يكون رَأسهَا حاداً بل وراقية مثل سكين الورّراقين ويتخذ لَهُ آلَة صفر مثل ميزاب المسعط وَلَا يكون رَأسه مثل ميل الْأنف بل مَقْطُوعًا مثل ميزاب المسعط سَوَاء ثمَّ يجلس العليل على كرْسِي مُقَابل للضوء وَيقوم خَادِم
(1/395)
خَلفه ويقلب رَأسه إِلَى خلف وَيقبض على طرف الْأنف ويشيله إِلَى فَوق فَأَما طرفِي الْأنف فَإِن كَانَ الْيَسَار أمسكنا نَحن بِالْيَدِ الْيُسْرَى ونمدّه إِلَى خَارج وَإِلَى فَوق وَإِن كَانَ فِي الْأَيْمن يمده خَادِم لأَنا نَحن نحتاج أَن نعمل باليمنى ثمَّ يدْخل تِلْكَ السكينَة وَيقطع بهَا من ذَلِك اللَّحْم مَا يهيأ وَمَا قطعناه اخرجناه بالجفت حَتَّى يخرج مَا تهَيَّأ ثمَّ يدْخل الْمُجَرّد فيجرد مَا بَقِي ثمَّ يَأْخُذ قلقطارا وعفصا وزنجارا فيسحقه ويلّف قطنة على ريشة مَقْطُوعَة وأنبوب ليمكن العليل أَن يتنفس ويلوثه فِي ذَلِك ويدخله فِي الْأنف بعد أَن يغسلهُ من الدِّمَاء غسلا جيدا بِالْمَاءِ والخل وَإِن بَقِي شَيْء دَاخل للرعاف حِكَايَة عَن حرباء يُؤْخَذ زنجار وقلقطار ب فيدافان بخل خمر فايق يصيران بِهِ فِي قوام الْعَجِين وَيعْمل مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ نَافِع جدا ... . . يجذب شبه الكي فليستعمل إِذا اشْتَدَّ الْأَمر وينفع القلقنت لِأَنَّهُ فِي غَايَة الْقَبْض وَمَعَ حِدة وكي مُفْردَة لي الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح سدد الْمُصَفّى وَيقطع الرطوبات الغليظة جدا الْخلّ الشوينز بَوْل الْحمل الكندش العرطنيشا العاقر قرحاً الفلفل شَحم الحنظل عَجِيب جدا بزر الأنجرة المرارات المرزنجوش الفوتنج السلق عصارة الْخَرْدَل لي أَن حدثت السدة فعالج أَولا ببخار الْخلّ وَهُوَ أَن يسخن فِي مَاء وردية وَيقرب رَأسهَا فِي الْأنف فَإِن كَفاهُ والأفيطبخ فِيهِ شونيز وَأَن كفي وإلاّ فقطر فِيهِ شيأ من المرارات)
وَمَتى هاج صداع فعالج بعده بالبنفسج فَإِن اضطررت فصر بعد إِلَى علاج الشونيز وتاجره بِنَحْوِهِ لي أقوى مَا يعالج بِهِ الرعاف أَن يفصد أَن رَأَيْت امتلاء فَإِن لم تره فَشد على الْعَضُد رِبَاطًا. وَكَذَلِكَ على الْفَخْذ ليتمليا من الدَّم وَشدَّة فِي الْأُذُنَيْنِ ليتمليا من الدَّم والخصيتين وضع المحاجم على الْبَطن فَإِن سكن وَإِلَّا فانفخ الْأَدْوِيَة فِي الْأنف.
نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ لما رَأَيْت الْفَتى الَّذِي أَصَابَهُ بحران بالرعاف قد جرى مِنْهُ نَحْو أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصف شللت بدنه إِلَى فَوق واشممته خلا مبرداً بثلج وسقيته مِنْهُ وَوضعت مِنْهُ على الْجَبْهَة بصوفة وربطت مفاصله فلمّا رَأَيْت أَن ذَلِك لم ينفع فِيهِ وضعت المحاجم على الْجَانِب بولس قَالَ فِي الرعاف الشَّديد لَا ينقى المنخرين من الدَّم الجامد فِيهِ فَإِنَّهُ ينفع لي رعف رجل فَرَأَيْت أَنه قد خرج مِنْهُ فِي ثَلَاثَة أَيَّام خَمْسَة وَعشْرين رَطْل دم وَمَات
(1/396)
لي جربت مَاء الكافور والبادروج فَوَجَدته جيدا لي رَأَيْت فِي البيمارستان صبياناً حدث بهم خنان فَكَانَ صَاحب الْجِرَاحَات قد عرف ذَلِك فَلَا يداويهم بِشَيْء أَكثر من أَن يَجْعَل فِي الْأنف شمعاً ودهناً وشنكاراً وَحده حَتَّى أَن يذهب من ذَات نَفسه فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِن لم يعالج.
من كتاب الرقي للخنان يطْبخ عفص بِمَاء الرُّمَّان الحلو بعد أَن يدق وَيصب عَلَيْهِ خمره ويطبخ حَتَّى يشربه ثمَّ يجفف ويخلط مثل نصفه كندر وانزروت وَيجْعَل شيافاً بِمَاء بَقِي من الرُّمَّان الَّذِي طبخ بِهِ العفص وَعند الْحَاجة يسعط فِي أنف من بِهِ خنان وَيحل ويغرغر بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام لي النتن فِي الْأنف إِذا كَانَ مَعَه رُطُوبَة فَعَلَيْك بالقلقطار والعفص والفلتفيون وَمَا يجفف ب بِقُوَّة فَانْظُر كَيفَ يقطع الفلتفيون القروح لي إِذا كَانَ يَجِيء بخفر شَدِيد وَكَانَ رَقِيقا أَحْمَر فَإِنَّهُ من انفتاح شرايين الشبكة لي اسْتعْمل الفصد بِسُرْعَة فِيمَا رَأَيْته من الرعاف قوي الْخُرُوج جدا كثيرا وَلَا تؤخره وَأما مَا يسيل قَلِيلا قَلِيلا فَلَا يخَاف عَنهُ سُقُوط الْقُوَّة بِسُرْعَة بِسَائِر العلاج لي الرَّبْط يَنْبَغِي أَن يكون فِي أصل الْعُضْو ليمتلي دَمًا وربط الْعُضْو كُله خطاء عَظِيم.
(1/397)
شياف عَجِيب للرعاف على مَا رَأَيْته فِي الميامر يُؤْخَذ حضض جزؤين صَبر جزؤ صمغ عَرَبِيّ ربع جُزْء ويشيف وَعند الْحَاجة يحل بِالْمَاءِ حلا عَظِيما ويلوث فِيهِ فَتِيلَة وَيدخل فِي الْأنف ويلوث بِهِ الْأنف مَرَّات ثمَّ يطلي فَتِيلَة طلياً مشعباً وَيدخل فِيهِ ويمسك طرفِي المنخرين وقانون هَذِه المغرية أَنَّهَا تجْعَل على الْموضع بغروبتها مثل الغشاء وَهُوَ أبلغ من الذرورات وَيَنْبَغِي أَن ينقي لَهَا الْأنف من الدَّم الجامد ثمَّ يطلي قَالَ وينفع من الرعاف أَن يمسك العليل فِي فَمه مَاء الثَّلج وَإِن)
سَالَ من الدَّم شَيْء كثير فِي الْجوف فبادر بحقنة فَإِنَّهُ إِن جمد نفخ الْبَطن وهيج الغشي.
مسيح للرعاف قَالَ يوضع الْأَطْرَاف فِي المَاء الْحَار وَأَن أفرط قطرنا فِيهِ الْأنف يكوي وَهُوَ خطر لي انْقَطع الرعاف عَن أخي بِمَاء الكزبرة الرّطبَة قطر فِي أَنفه ونشّفه على الْمَكَان وَمن جيد أدوية القروح الخشكريشة فِي الْأنف شمع ودهن يسحق مَعَه أهليلج أصفر حَتَّى يصير مرهماً ويتعالج بِهِ واحسب أَن العفص خير مِنْهُ جربنَا فَلم نجد شَيْئا انفع لَهُ من المرهم الْأَبْيَض.
الخوز قَالَت يكوي من بِهِ بخر الْأنف كَيَّة على وسط الرَّأْس وَيجْعَل فِيهِ هَذَا آس قصب الذريرة نسرين ورد قرنفل ب بِالسَّوِيَّةِ مرعفص نصف نصف مسك حَبَّة كافور جزؤ لكل مِثْقَال من الدَّوَاء أقليميا ملح انداراني قِيرَاط لكل مِثْقَال انفخ فِيهِ وادخل فِيهِ بفتيلة.
وللخشكريشة المزمنة يفصد عرق فِي طرف الْأنف أَو يعقر بالظفر بعد فصد القيفال.
لقطع العطاس من الرَّضِيع يشوي كُلية شَاة صَحِيحَة وَلَا ينضج ويعصر ويسعط بِهِ مَعَ مثله دهن بختيشوع للنتن فِي الْأنف يدْخل فِيهِ زبد ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ عَجِيب وللسدة الْمَانِعَة من النَّفس عدس مر دِرْهَم جندبادستر نصف أفيون قِيرَاط زعفران قِيرَاط مسك قِيرَاط مر نصف دِرْهَم يتَّخذ حبا ويسعط بِمَاء المرزنجوش الرطب ودهن البنفسج جيد للخشم والسدة وَالنَّتن وللبواسير فِيهِ يسعط بِمَاء الباقلي الرطب قَطْرَة مِنْهُ كل يَوْم
(1/398)
والحلتيت إِذا خلط بقلقنت وزنجار وَجعل فِي المنخرين أَيَّامًا قلع اللَّحْم النَّابِت فِيهِ فَإِذا أكله فليشل بالكلبتين مِنْهُ. د الدارشيشعان جيد لنتن الْأنف إِذا طبخ بشراب وَجعل فِيهِ فَتِيلَة وَاحْتمل. د الرزنيخ مُوَافق لقروح الْأنف. د الكندس خاصيته تَحْلِيل الرِّيَاح من المنخرين.
بديغورس عصارة العنقود الَّذِي على طرف لوف الْحَيَّة إِذا عصر وَشرب صوفه إِذا أَدخل فِي المنخرين اذْهَبْ بِاللَّحْمِ الزايد والسرطان فِيهِ.
جالينوس قَالَ بزر اللوف الْجيد يشفي السراطين والبواسير فِي الْأنف عصارة اللبلاب يشفي القروح العتيقة فِي الْأنف قَالَ ابْن مَا سويه إِذا خلط بدهن ورد وقطر فِي الْأنف اذْهَبْ بِالرِّيحِ المنتن مِنْهُ وَغسل مَا فِيهِ من الأوساخ المَاء الْحَار جيد لنتن الْأنف ونبات اللَّحْم فِيهِ.
روفس. د زهر النّحاس يذهب اللَّحْم الزايد فِي الْأنف. د دهن يذهب نَتن المنخرين إِذا دهن بِهِ. د جوز السرو إِذا أَخذ وأنعم دقه مَعَ التِّين وَأدْخل فِي الْأنف نفع من اللَّحْم النَّابِت ابْن ماسويه الصَّبْر ينفع الأورام والقروح الْحَادِثَة فِي المنخرين ج عصارة الرُّمَّان الحامض إِذا)
طبخت مَعَ خل نَفَعت من القروح الَّتِي فِي بَاطِن الْأنف. د من كتاب هرادس قَالَ إِذا ذهب الشم فعطس صَاحبه وألزمه خاماً ثقيفاً يشمه وألزمه بخار الْخلّ فِي مَنْخرَيْهِ بالقمع وَأَن أزمن وأعي فأطبخ مَعَ الْخلّ أرغابن واحم حِجَارَة وألقها فِيهِ وَشمه ودخنه بكبريت وضمد أَنفه بملح حَار فَإِنَّهُ يبرىء.
سعوط لبخر الْأنف عود هندي سك حضض عدس مر كافور زعفران سكر يسعط بِمَاء القرنفل.
(1/399)
من تذكرة عَبدُوس نَافِع لنتن الْأنف ب مر وراتينج وعفص ونحاس محرق وجرمازج كندر رمان بورق ملح عَاقِر قرحاً قرد مانا قشور أصل الْكبر دبق قيسوم كمون كرماني زراوند طَوِيل شيح كندر كبريت زبد الْبَحْر بناست حب الْغَار ورق الْكَرم يَابِس خمير علك دهن بنفسج يعْمل مرهم وَيحْتَمل بفتيلة.
للداء الْمُسَمّى بسافيج وَهُوَ كثير الأرجل جوز السرو وتين مدقوقين تبله وتجعله فِي الْأنف دَوَاء يمحو اللَّحْم النَّابِت فِي الْأنف توبال النّحاس مَعَ الْمَطْبُوخ والدواء الْمصْرِيّ الْمُتَّخذ من الْخلّ وَالْعَسَل والزنجار.
من جَامع بن ماسويه لكره الْأنف مر وصبر سمحاني دِرْهَم دِرْهَم ماش مقشر سِتَّة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم وَنصف رامك العفص وطين أرمني وسك دون يطلي بِمَاء الأثل إِن شَاءَ الله.
من الْكَمَال والتمام قَالَ إِن كَانَت القروح فِي الْأنف رطبَة فيخلط بقيروطي دهن ورد أَو آس ومرداسنج وخبث الْفضة واسفيداج ويطلي وَإِن كَانَت يابسة فيخلط القيروطي مَعَ مخ سَاق الْبَقر وَيكون القيروطي بدهن بنفسج أَو دهن سمسم أَو دهن لوز حُلْو وَهُوَ أَجود ويخلط مَعَ شَيْء من كثير أَو رغوة حب السفرجل ورغوة الخطمى والبزر قطونا يطلي عَلَيْهَا فِي الْيَوْم مَرَّات وَاسْتعْمل فِيهَا حجامة النقرة والإسهال ويحذر الْعَبَث بالأنف وللنتن فِي الْأنف يطْبخ دارشيشعان بشراب ريحاني ويستنشق أَيَّامًا كَثِيرَة وللبسفايج فِيهِ يدق جوز السرو يَجْعَل فِيهِ أَيَّامًا كَثِيرَة يذهب.
الْعِلَل والأعراض تدخل الآفة على حس الشم بِأَن لَا يشم أصلا أَو يشم شماً ضَعِيفا أَو يشم ريحًا ردية ويكن ذَلِك إِمَّا من قبل الدِّمَاغ وإمّا من قبل الْعظم الشبيه بالمصفى وإمّا من قبل مجْرى المنخر وَالرِّيح الردي يكون من تعفن يحدث فِي ذَلِك الْعظم أَو فِي غَيره وَمنع الشم من)
قبل سدة من لحم أَو ورم أَو غير ذَلِك.
فيلغريوس إِذا بَطل الشم فانطل الرَّأْس بِالْمَاءِ الْحَار وألزمه المحاجم وأدلك الرَّأْس دلكا قَوِيا الْأَعْضَاء الآلمة الشم يبطل إِمَّا لعِلَّة فِي بطُون الدِّمَاغ وَإِمَّا لسدة فِي الْعظم الشبيه بالمصفى لي رَأَيْت أُنَاسًا يثقب مِنْهُم الحاجز فِيمَا بَين المنخرين وعلامة ذَلِك أَن ترى الخشكريشة من الْجَانِبَيْنِ مقابلين ودواؤه الشمع والدهن ليليّن فَقَط.
من آلَة الشم قَالَ جالينوس العلاج بالشونيز لبُطْلَان الشم يُؤْخَذ الشونيز فَيدق حَتَّى يصير فِي حد الْغُبَار ثمَّ يخلط بِزَيْت صفيق ثمَّ يُؤمر العليل أَن يمْلَأ فَاه مَاء وينكش ب رَأسه إِلَى
(1/400)
خلف بغاية مَا يُمكنهُ ويبعط بِهَذَا الدَّوَاء ويؤمران يجتذبه شَدِيدا إِلَى دَاخل يفعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام مُتَوَالِيَة بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُ ينفع نفعا عَظِيما وَرُبمَا أصَاب العليل من هَذَا العلاج لذع شَدِيد فِي مقدم رَأسه لي الشم يبطل إِمَّا من أجل مَا دون المجرى النَّافِذ إِلَى الْفَم وَإِمَّا مِمَّا فَوْقه فَإِذا بَطل مِمَّا أَسْفَل رَأَيْت الْمَانِع إمّا لَحْمًا وإمّا غَيره وَأَيْضًا فَإِنَّهُ يمْنَع النَّفس وَأَن بَطل مِمَّا فَوق لم يمْنَع النَّفس وَلم ير فِي هَذَا المجرى شَيْء فَحِينَئِذٍ إمّا أَن تكون السدة فِي الْمُصَفّى وإمّا فِيمَا يُقَابله من الْأُم الصلبة وإمّا بِفساد مزاج الدِّمَاغ إِلَّا أَنه كَانَت الفضول تجْرِي من المنخرين على الْعَادة فَلَيْسَتْ سدة فِي الْمُصَفّى وَالأُم الغليظ وَأَن امْتنعت الفضول فَيمكن أَن يكون ذَلِك ليبس الدِّمَاغ فَإِن لم يكن يَابسا فَلَيْسَ إِلَّا لسدة وعلاج السدة فِي الْمُصَفّى كَانَت أَو فِي الْأُم بالأشياء الحادة المحللة نَحْو بَوْل الْجمل والكندش والشونيز والبخارات الحارة كبخار الْخلّ والفوتنج فِي الْحمام بعد أَن يلين الْبدن والأمياء الحارة على الرَّأْس وَإِن كَانَ من فَسَاد مزاج الحلمتين النابتتين من الدِّمَاغ اللَّتَيْنِ بهما يكون الشم فَإِن هَذَا الْفساد للمزاج يكون بَارِدًا كالحال فِي بطلَان حسّ الأعصاب ودواؤه الأدهان المسخنة والسعوط بالجندبادستر وبشيء من الفرفيون وَنَحْو ذَلِك والمسك.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ ينفع من قُرُوح الْأنف العفض وَالْعَسَل وَحب الآس مَعَ الشَّرَاب وَمَاء الرمانين مطبوخين حَتَّى يغلظا.
والتين فِي الْأنف إِن كَانَ حَدِيثا فقطر فِيهِ عصارة الفوتنج أَو أنفخ فِيهِ وَهُوَ يَابِس أَو خُذ سَعْدا وشباً وَمَرا زعفراناً وزرينخاً فَاجْعَلْ مِنْهُ بخل الفوتنج الْأنف قَالَ وانفع شَيْء لرض الْأنف تحشوه دَاخِلا وتسويه خَارِجا ويمرخ الحشو قَلِيلا حَتَّى يَسْتَوِي إِن شَاءَ الله.
الميامر قَالَ نَتن الْأنف يكون من رطوبات عفنة تنجلب إِلَى الْأنف وَهَذِه الْمَادَّة إِذا كَانَت حريفة)
أحدثت قرحَة مُنْتِنَة وَإِن لم تكن عفنة لَكِن كَانَت حريفة أحدثت قروحاً غير مُنْتِنَة وَالْغَرَض فِي هَذَا العلاج وعلاج البسفايج فِي الْأنف أَن يُقَوي جملَة الرَّأْس ثمَّ يقْصد إِلَى المنخرين وَليكن غرضك فِيهِ أَن تجففه بأدوية تجمع منعا وتحليلاً.
لين الْأنف يُؤْخَذ ورق الياسمين فيسحق بِالْمَاءِ ويطلي بِهِ الْأنف فَإِذا عَالَجت بواسير الْأنف بالأدوية الكاوية الأكّالة فعّطسه بعد ليخرج مَا أكلت.
مرهم جيد لقروح الْأنف ب خبث الأسرب شراب عَتيق ودهن الآس بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْجَمِيع مَا يسحق وَيجْعَل على نَار لينَة فِي إِنَاء نُحَاس واحفظ بِهِ وداو بِهِ قُرُوح الْأنف أَو خُذ أسرباً محرقاً مغسولاً فاخلط بِالشرابِ ودهن الآس واجعله مرهماً فَإِنَّهُ جيد.
(1/401)
لنتن رَائِحَة الْأنف مَاء رمان حُلْو وحامض يطْبخ فِي إِنَاء نُحَاس حَتَّى يغلظ وَيجْعَل فِيهِ بعض الأفاويه وَيجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة فِي الْأنف للحم النَّابِت فِي الْأنف قلقنت وزنجار وحلتيت ينعم سحقه ويطلي بِهِ ويعاد خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يقْلع بخفة وَإِذا وَقع فِي الْأنف شَيْء فعطسه بِقُوَّة فَإِنَّهُ يخرج.
جالينوس مَا استعملته إِنَّا فَوَجَدته نَافِعًا أَن تَأْخُذ من ثَلَاثَة أَصْنَاف الرُّمَّان الحلو والحامض والقابض عددا وعظماً سَوَاء وَيكون بَالِغَة نضيجة طرية فدقها نعما بقشورها واعصرها واطبخها طبخة يسيرَة وَاجْعَلْهَا فِي إِنَاء نُحَاس وَخذ الثفل فانعم دقّه وَاتخذ مِنْهُ شيافاً متطاولة وادخل مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ يقْلع الْبَاسُور فِي زمَان فِيهِ طول إِلَّا أَنه من غير لذع وَلَا وجع وَلَا يهيج ورما كَمَا يفعل الْأَدْوِيَة الحارة وَإِن كَانَ الْبَاسُور صلباً فَاجْعَلْ الرُّمَّان الحامض أَكثر وَأَن كَانَ كثير الرُّطُوبَة فالقابضة وارحه من الأشياف وقتا بعد وَقت تخرجه من أَنفه وَتجْعَل فِيهِ تِلْكَ العصارة تطليه بهَا وتقطرها فِيهِ وتطلي حنكه أَيْضا بِهِ فِي الْموضع الَّذِي ينفذ إِلَى الْأنف بريشة فَهَذَا مَا جربت وَهُوَ سليم بِلَا وجع لي يَنْبَغِي أَن يعْمل هَذَا من الرُّمَّان الحامض وَحده فَإِنَّهُ يكون قَوِيا وَيجْعَل فِيهِ زنجار النوشادر فَإِنَّهُ يعلم عملا قَوِيا وَلَا يهيج وجعاً بتة إِن شَاءَ الله قَالَ وَأَن جففت الأشياف الَّذِي من الرُّمَّان وسحقته ونفخت مِنْهُ فِي الْأنف جَازَ وَأعد عَلَيْهِ فِي كل سَاعَة فَإِنَّهُ يسيل وَيخرج فَكَذَلِك كل عصارة ودواء يَابِس ينْفخ فِي الْأنف يحْتَاج أَن يُعَاد كل قَلِيل وَأما القروح فِي الْأنف فَإِنِّي أعالجها بأقراص اندرون وَنَحْوهَا وأدفها مرّة بشراب ومرّة بخل ممزوج ومرّة بخل صرف بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ العليل.
قريطن لنتن الْأنف مر أَرْبَعَة دَرَاهِم وَثلثه سليخة دِرْهَم وَسدس حَماما مثله يدق بِعَسَل)
ويطلي بِهِ الْأنف.
آخر ميعة سَائِلَة أَرْبَعَة دَرَاهِم وثلثين حَماما دِرْهَمَيْنِ وَثلث سليخة دِرْهَم وَسدس اسْتَعْملهُ كَمَا قُلْنَا.
آخر ناردين دِرْهَمَيْنِ وثلثين مر دِرْهَم وَسدس يعجن بِعَسَل أَو مطبوخ ريحاني.
من اختيارات حنين دَوَاء يفتّح سدد الْأنف ب بِقُوَّة عَظِيمَة ينقع الشونيز فِي خل ثَقِيف يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يخرج ويسحق مَعَ زبيب عَتيق ويقطر مِنْهُ فِي الْأنف ويجتذب الْهَوَاء مَا أمكنه فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله.
الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الآفة الْحَادِثَة بالشم تكون إِمَّا لِأَنَّهُ حدثت بالبطنين المقدمين
(1/402)
من بطُون الدِّمَاغ عِنْد مَا يفْسد مزاجهما وَإِمَّا سدة وَآفَة عرضت بالعظم الشبيه بالمصفى الَّذِي تدخل فِيهِ بخارات الْأَشْيَاء المشمومة.
الساهر قَالَ إِن كَانَت فِي الْأنف قرحَة يابسة فليؤخذ شمع جُزْء ومخ سَاق الْبَقر وَيصب عَلَيْهِ دهن بنفسج ويذاب ويخلط كثيرا أَو بعض الرغوات اللينة وَيجْعَل على فَتِيلَة وَتدْخل فِي الْأنف وَأَن كَانَت رطبَة فَاجْعَلْ فِيهَا مرهماسفيداج بمرداسنج ودهن الآس والورد.
الطَّبَرِيّ قَالَ مَاء اللبلاب أَن قطّر فِي الْأنف نفع من النتن فِيهِ.
ابْن سرابيون قَالَ حس الشم يبطل إِمَّا لآفة تنَال الْبَطن الْمُقدم من الدِّمَاغ وَإِمَّا لآفة تنَال مجاري الْأنف وَإِمَّا مَا كَانَ من الآفة فِي مجْرى الْأنف قَرِيبا ظهر للحس وَمَا كَانَ غايراً كَانَ العليل يتَكَلَّم مَعَه من أَنفه فَإِن لم يكن شَيْء من هَذِه فالآفة فِي بطن الدِّمَاغ فَحِينَئِذٍ فَانْظُر مَا يسيل من الدِّمَاغ أنضيج هُوَ أم لَا وغليظ أم رَقِيق وَفِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإنَّك تعلم أَي سوء مزاج أضرّ بِهِ قَالَ وَأَن لم يسل مِنْهُ شَيْء فَإِنَّهُ يقف على حَال ذَلِك لسوء مزاج وَأَن كَانَ بِلَا مَادَّة من حَال الرَّأْس فعالج الَّذِي بِلَا مَادَّة بِمَا تغير مزاجه وَالَّذِي مَعَ مَادَّة بِمَا ينفضه من الإسهال والعطاس والغرور وعالج السدد الْحَادِثَة فِي المصفي بالمعطسة القوية والبخارات المحلّلة للسدد وَبَوْل الْجمل مجففاً مسحوقاً وانفخه فِي الْأنف أَو خُذ زرنيخاً أَحْمَر فداو بِهِ يَبُول الْجمل أَيَّامًا ثمَّ أعجنه فِي خرط الْأنف يدْخل فِيهِ ميل الْأنف وَهُوَ مثل لِسَان المسعط ويجرد ويقلب بِقُوَّة إِلَى فَوق جردا عميقاً بِقُوَّة فَإِنِّي قد رَأَيْت أَنه يخرج أَشْيَاء كَثِيرَة مثل مصارين السّمك قدر نصف رَطْل وَأكْثر فَإِن انْفَتح النَّفس وإلاّ فَاجْعَلْ فَتِيلَة بمرهم أَخْضَر فِيهِ أَيَّامًا ليَأْكُل مَا بَقِي وإلاّ فَخذ خيطاً)
شافة أَو صُوفًا وَاجعَل عَلَيْهِ كل ثَلَاث أَو أَربع عقد يتمم ذَلِك إِن شَاءَ الله.
من كناش مَجْهُول يسحق عود البلسان وينفخ فِي الْأنف فَإِنَّهُ نَافِع لنتن الْأنف لي الغّنة إِنَّمَا تكون لِأَن الرّيح لَا تخرج من الْأنف خُرُوجًا سلساً بل تنكسر وتدور فِيهِ ثمَّ ترجع إِلَى الْفَم كَمَا تَدور فِي الْأَشْيَاء ب المجّوفة من العيدان وَغَيرهَا فَلذَلِك تدل الغنة على سدة أَو ورم فَوق. د قَالَ الْكحل يقطع الرعاف الْعَارِض من الْحجب الَّتِي فَوق الدِّمَاغ وورق الأنجرة إِذا دقّ وَجعل فِي المنخرين قطع الرعاف مَاء البادروج قَاطع للرعاف. د ابْن ماسويه دماغ الدَّجَاج أَن شرب بشراب قطع نزف الدَّم الْعَارِض من حجب الدِّمَاغ. د دم الْحمام الرعاف إِذا سحق بخل وشم وَجعل مِنْهُ فَتِيلَة وَأدْخل فِي الْأنف. د ابْن ماسويه قل أَن أنعم دقّه وَنفخ فِي الْأنف قطع الرعاف. د الكراث النبطي إِذا خلط بدقاق الكندر قطع الرعاف.
(1/403)
د قَالَ ابْن ماسويه أَن جعل فِي مَائه دقاق الكندر مسحوقاً وخل واستعط بِهِ قطع الرعاف.
بديغورس. د السداب أَن جعل فِي الْأنف مسحوقاً قطع الرعاف.
القلقطار أَن خلط بِمَاء الكراث قطع الرعاف عصارة ذَنْب الْخَيل يقطع الرعاف. د وَقَالَ ذَلِك أَيْضا جالينوس وَشهد ابْن ماسويه مِمَّا يقطع الرعاف عفص محرق مطفي بخل خمر خَمْسَة عشر درهما قشور الكندر سَبْعَة دَرَاهِم رامك العفص ورامك البلح من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم أقاقيا خَمْسَة دَرَاهِم عصارة يتَوَقَّف طبداس سَبْعَة دَرَاهِم قرطاس محرق عشرَة دَرَاهِم ينخل ويعجن بِمَاء الكراث وَمَاء البادروج وَيُوضَع فِي الْأنف ويطلي على الرَّأْس خطمي ودقيق شعير بخل خمر وَمَاء ورد.
ابْن ماسويه قَالَ مِمَّا ينفع من الدَّم الَّذِي يخرج من الدِّمَاغ من سقطة أَو ضَرْبَة اسْقِهِ أدمغة الدَّجَاج وَأكْثر مِنْهُ مَرَّات كَثِيرَة واسقه مَاء الرُّمَّان الحامض وضع على رَأسه النرسيان دارو بعد دقها مَعَ دهن الْورْد.
إِسْحَاق للرعاف يطلي على الْجَبْهَة طين أَو خزف محكوك قد سحق برطوبة بعض الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة وَيدخل فِي المنخرين فَتِيلَة قد لوّثت فِي كندر مسحوق قد بل قبل ذَلِك بِمَاء الكراث وَشد بعضدين والساقين وصب المَاء الْبَارِد على الرَّأْس والماورد.
مَجْهُول للرعاف قرطاس محرق زاج محرق أقافيا جلنار نرسيان دارو ودع محرق
(1/404)
أفيون)
رامك العفص لِسَان الْحمل اسفتج محرق زاج محرق بزر البادروج قشور الكندر عصارة لحية التيس عفص محرق مطفي بخل خمر دم الْأَخَوَيْنِ شب صَبر مر دَوْمًا دم دَقِيق ب الطّلع يَجْعَل أقراصاً بِمَاء لِسَان الْحمل ويسعط بِمَاء البادروج أَو بِمَاء الثَّلج مَعَ شَيْء من كافور وَهِي النُّسْخَة التامّة.
وَمن أدويته أيضاُ كبريت وَورد بأقماعه وَقرن أيل محرق وعصا الرَّاعِي وَحي الْعَالم ومدار وجبين ونسج العنكبوت وروث الْحمار وَمَاء الكراث والقلقطار ووبر لأرنب وَبَيَاض الْبيض والنورة بوخار الْخلّ الَّذِي يرش على حجر أَو حَدِيد محمى دارشيشعان حضض ويحذر كَثْرَة الطَّعَام وَلَا يقرب الشَّرَاب وَلَا الْجِمَاع ورماد كور الصاغة يعجن بخل خمر ويطلي بِهِ الرَّأْس أَو يحل الزاج بِمَاء وَيشْرب فِيهِ صوفة ويلوث فِي زاج ويحتمله فَإِنَّهُ يقطع الْحيض والرعاف وَمن علاجه المحاجم على الكبد وَالطحَال وَمَاء القثاء المرّ يسعط بِهِ والكزبرة وجفت البلوط ووسخ السفود وكمّون كرماني وكهربا وكافور والحبر الَّذِي يكْتب بِهِ وَالْملح الجريش. يضمد بِهِ الرَّأْس كُله.
من تذكرة عَبدُوس للرعاف باقلي وقشور كندر ومرّ وَقِرْطَاس محرق وزاج يسعط بِهِ أَو ينْفخ فِي الْأنف رماد الضفادع المحرقة أَو يسعط بِمَاء الثَّلج أَو بِمَاء القثاء المرّ مَعَ كافور أَو يَجْعَل فِي ولكسر الْأنف صَبر مرّ زعفران ماش رامك طين ارمني ورومي وسك وخطمي ولادن يطلي بِمَاء الأثل.
من الْكَمَال والتمام يسعط بِمَاء القاقلي معصوراً فَإِنَّهُ يحبس الرعاف ويضمد الرَّأْس بالجص الْمَيِّت ويعجن بِمَاء الْورْد ويطلي بِهِ بحنّاً بالخل ويضمد بِهِ الجبين أَيْضا ويقطر فِي الْأنف مَاء قثاء مرّ مَعَ كافور وينفخ فِي الْأذن رماد الضفادع.
(1/405)
ابْن ماسويه فِي كتاب الحميات الرعاف الَّذِي من مرض حاد اسعطه بِمَاء الثَّلج وَمَاء الكافور ولطخه بالصندل وَمَاء الْورْد واسعطه بِمَاء القثّار المرّ مَعَ الكافور فَإِنَّهُ يقطع قطعا شَدِيدا وانفخ فِي أَنفه كافوراً ولطخ جَبهته بأفيون وَمَاء ورد وَأعلم أَن أدمان شم الكافور يقطع الرعاف وَإِذا كَانَ الرعاف من غير حمى فَإِنَّهُ يقطعهُ الفصد وَيخرج الدَّم فِي الْيَوْم الأول ثَلَاث مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ فِي الْيَوْم الثَّانِي وحجامة السَّاق أَيْضا يقلعه.
جالينوس فِي الفصد قَالَ إِذا رَأَيْت الدَّم فِي الرعاف قد خرج قدرا كَافِيا فَلَا تبط وَتنظر حَتَّى)
تسْقط الْقُوَّة لَكِن بَادر بالفصد من الْجَانِب المحاذي سَوَاء ثمَّ شدّ الْأَطْرَاف بخرق كتَّان قَوِيَّة شدا وثيقاً ثمَّ ضع على ذَلِك الْجَانِب من الْبَطن فِيمَا دون الشراسيف محجمة فَإِن هَذَا يقطع الدَّم ب عل مَا جربناه فإمّا الَّتِي يعالج بهَا الْأنف فَهِيَ ضَعِيفَة.
أبيذيميا قَالَ جالينوس أعلم أَن الفصد قوي للرعاف فَإِذا فصدت من بِهِ رُعَاف وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ الممتلي فَإِذا سيّلت الدَّم قَلِيلا فكفّ وَأَقْبل على تَغْلِيظ الدَّم لي يَنْبَغِي فِي الضَّعِيف أَن تسيّل دَمًا قَلِيلا ثمَّ تقبل على تبريد الرَّأْس وَجُمْلَة الْبدن بِالْمَاءِ الْبَارِد والأغذية الْبَارِدَة حَتَّى يغلظ وتسيّل من غَد وَمن بعد غَد إِذا احتجت إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا فَإِن ذَلِك أولى مَا يعْمل إِن شَاءَ الله لي فصد الْعرق الكتفي من خلف انفع من فصد من الْمرْفق لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يقطع جرية الدَّم إِلَى الرَّأْس وَهَذَا يحبس الرعاف إِلَّا أَن يكون من عروق ضوارب والرعاف يسْرع إِلَى المراهقين لِأَن دمهم كثير ونشوهم قد قل عَمَّا كَانَ يتَقَدَّم من أَجله دم كثير.
أبيذيميا الرعاف المفرط يعظم مضرته جدا خَاصَّة لأَصْحَاب البلغم وَأَصْحَاب الصَّفْرَاء فَأَقل وَمن كَانَ لَونه أَحْمَر فمضرته لَهُ أقل أَن لم يبلغ أَن ينزف بتة حَتَّى يبرد بدنه وَمن كَانَ لَونه حَائِلا فمضّرته لَهُ أَشد وَمن بلغ بِهِ الرعاف إِلَى أَن يحول لَونه ويبرد بدنه وَتسقط قوته فَيجب أَن تسقيه الْخمر ضَرُورَة وخاصة إِن كَانَ قبل الرعاف حَائِل اللَّوْن وَأما من كَانَ لَونه قبل ذَلِك أَحْمَر وَهُوَ قوي فِي وَقت الرعاف غزير الدَّم وَلم يُضعفهُ كَثْرَة خُرُوج الدَّم فَلَا تسقيه لِأَنَّهُ يهيج بِهِ الرعاف أَكثر فَأَما الأول فَإِنَّهُ لَا يبلغ من شدَّة اسخانه لَهُ أَن يزِيد فِي رعافه لِأَن بدنه شَدِيد الْبرد.
من كتاب الأخلاط قَالَ أَنا اسْتعْمل فِي الرعاف الَّذِي من بقايا البحران الفصد حَتَّى يعرض الغشي لِأَن هَذَا الرعاف شَدِيد الخفر وَالْقُوَّة وَإِذا عرض الغشي أَو استرخت القوّة
(1/406)
أسكن وَلَا يكَاد يسكن الرعاف الَّذِي يخفر وَقُوَّة الطبيعة قَوِيَّة إلاّ بذلك أَعنِي بعد استرخاء الْقُوَّة فَاسْتعْمل مَعَ ذَلِك المحجمة.
الميامر تبرد الْجَبْهَة وَالرَّأْس دَائِما بالثلج وَيكون مُرْتَفع النصبة ويربط الْعَضُد والرسغ والأربية والمنكب والأذنين شداً جيدا والخصيتين ويمسك فِي الْفَم الثَّلج وَمَاء بَارِد يلتقط جوز الدلب ويجفف فِي الظل ثمَّ ألبس دستيان وأدلك ذَلِك الْجَوْز على مسح وَأجْمع زهره واحتفظ بِهِ فِي إِنَاء فخار جَدِيد وَانْظُر لَا يصبيه ندى ثمَّ انفخ مِنْهُ فِي الْأنف فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.)
فيلغريوس أعلم أَنه رُبمَا عرض للمرعوف أَن يضعف ب فيستلقي على ظَهره فَينزل الدَّم إِلَى بَطْنه ويجمد فتضعف قوته وينفخ بَطْنه ويكاد يختنق فيعالج بالقيء على مَا فِي بَابه.
الساهر للرعاف تشد الخصيتان وَالْيَدَانِ والعضدان.
(1/407)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(أمراض الْأَسْنَان)
فِي الْأَسْنَان واللثة وَتَحْلِيل قلعهَا وكيّها وشدّها بالسلاسل وَغَيرهَا والتأكّل والتفتّت والدود فِيهَا وَفِيمَا ينْبت لحم اللثة وَفِي الآكلة فِي اللثة وَفِي حفظ صِحَة الْأَسْنَان واللثة وَفِي أَسْنَان الطِّفْل وتسهيل نباتها وَفِي جلائها بالسنونات وَمَا يجفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاه الصّبيان وَالرِّجَال.
من الثَّانِيَة عشر قَالَ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالأفيون والجندبادستر يسكن وجع الْأَسْنَان إِذا قطر فِي الْأذن.
3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
فِيمَا أَظُنهُ من كتاب حِيلَة الْبُرْء إِذا غلب اليبس على الْأَسْنَان تفتت وانكسرت سَرِيعا قَالَ وتأكل الْأَسْنَان يكون من أخلاط حارّة تنصب إِلَيْهَا.
الميامر وجع الْأَسْنَان يسكن بالتكميد والتخبيص على الْأَسْنَان واللحي.
الْخَامِسَة من الميامر قَالَ جالينوس الْأَسْنَان لَيست إِنَّمَا تحسّ بالوجع فَقَط بل قد يعرض لَهَا ضَرْبَان مثل الضربان الْعَارِض فِي اللَّحْم إِذا تورم وَكَثِيرًا مّا يعرض الوجع فِي أصل الْعصبَة الَّتِي تجيئه وَفِي اللثة ويتوهّم أَنه وجع الْأَسْنَان وَلَيْسَ حِينَئِذٍ بِالسِّنِّ فِي نَفسه وجع قَالَ الوجع الَّذِي يبْقى فِي أثر قلع السن إِنَّمَا هُوَ من قبل الورم الْحَادِث فِي الْعصبَة الَّتِي تَأتي أَصْلهَا وَالسَّبَب فِي سُكُون الوجع عِنْد لقع السن أَن الْعصبَة لَا تتمدد حِينَئِذٍ وَلِأَن مَا يجيئها ينفذ ويتحلل.
قَالَ 3 (قبُول الْأَسْنَان للخضرة والسواد) يدل على قبُولهَا للمواد وَأَنَّهَا تغتذي وتنمي وَيعلم ذَلِك أَنه إِذا قلع السن زَاد الْمُقَابل لَهُ من فَوْقه وأسفله وَذَلِكَ أَنه لَا ينطحن وَقَالَ هزال الْأَسْنَان ورقّتها الْعَارِضَة للمشايخ لَا علاج لَهَا وَلذَلِك يَتَحَرَّك أَسْنَان الْمَشَايِخ لِأَن أواريها تتّسع عَنْهَا وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يحتال لَهُم بتقوية اللثة بالأدوية القابضة.
قَالَ فأمّا تفتّت الْأَسْنَان وتكسرها فَيعرض بهَا ذَلِك للينها فقوّه بالأدوية القابضة قَالَ وَالَّتِي تصيرها فِي لون البادنجان وَنَحْوه فسبب ذَلِك ب رطوبات ردية تصير إِلَيْهَا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعالجها بعلاج الَّتِي يتأكل.
(1/408)
3 - (وجع اللثة) قَالَ أوفق الْأَشْيَاء فِي وجع اللثة من ورم يحدث فِيهَا شَجَرَة المصطكي إِذا سخن اسخاناً معتدلاً وَأمْسك فِي الْفَم وَيَنْبَغِي أَن يكون حَدِيثا وينفع جَمِيع الأوجاع الَّتِي يكون فِي فضاء الْفَم أَعنِي الأورام وَذَلِكَ أَنه يقمع وَيمْنَع وَلَا يحدث خشونة كالقابضات ويحلل مَعَ ذَلِك تحليلاً لَا أَذَى مَعَه.
قَالَ وَأكْثر مَا يفع هَذَا الدّهن من وجع اللثة إِذا كَانَ مَعَه وجع وَذَلِكَ أَنه مَعَ القمع يسكن الوجع وَلَا تحدث خشونة شَدِيدَة كَمَا تحدث الْأَشْيَاء القويّة الْقَبْض فَإِن هَذِه لشدَّة قبضهَا يسكن الوجع.
لوجع الْأَسْنَان أطبخ الفوتنج بالخّل ومضمضه بِهِ أَو أطبخ عَاقِر قرحاً أَو شَحم حنظل ويمسك ذَلِك الطبيخ فِي فِيهِ وقتا طَويلا وَيكون الْخلّ فايقاً ليحدر بلغماُ كثيرا أَو أطبخ الكبيكج فِي خل ويمسك.
قَالَ وينفع جَمِيع المقطّعة الملّطفة بِقُوَّة وَهَذَا الطبيخ شهد لَهُ أبولونيس إِنَّه يسكن الوجع من سَاعَته يُؤْخَذ خَمْسَة أَسْنَان ثوم وكندر ذكر نصف مِثْقَال وكف ورق الآس يدق الْجَمِيع ويطبخ بقوطولي خل ويحرك بخشب صنوبر دهني أَو يطْرَح مِنْهُ مَا يطْبخ من قمعه فِي الْفَم وقتا طَويلا وَيَنْبَغِي أَن يوضع على السن الوجعة قبل هَذَا الدَّوَاء وَبعده دهن البلسان أَو جاوشير ويغمز عَلَيْهِ العليل بِأَسْنَانِهِ وَفِي مَكَان آخر يتمضمض بِهِ ويدع البلغم ثمَّ يتمضمض بعده بدهن ورد ساذج للسن الْمَأْكُول يحشى بالفوتنج المسحوق وبصمغ البطم أَو بالكبريت والحضض أَو بالزاج وضمغ)
البطم أَو أجعَل فِيهِ دهن اللوز المرّ وقطر دهن اللوز فِي الْأذن الَّتِي فِي الْجَانِب الَّذِي فِيهِ السن المتأكل أَو شونيز اسحقه بالزيت واحشه فِيهِ أَو أطل حواليه ودع صَاحبه يضم فَاه وقتا طَويلا ثمَّ يَفْتَحهُ حَتَّى يسيل لعابه.
للأكال قَالَ وضع فِي الأكال فلفل ورغوة البورق وبارزد وَعسل أَو عَاقِر قرحاً وفلفل ومرّ وحلتيت وبارزد وشونيز وثوم وملح يعجن الْجَمِيع أَو مَا شِئْت مِنْهُ ويحشى فِيهِ أَو يحشى بعفص وقطران.
قَالَ وللأسنان الَّتِي تفتت ويجد صَاحبهَا وجعاً شَدِيدا يكوى وضع عَلَيْهَا.
(1/409)
قَالَ والميويزج إِذا مضغ يخدر بلغماً كثيرا ويسكن الوجع. 3 (التكميد) قَالَ وينفع وجع الْأَسْنَان التكميد من خَارج بالملح والجاورس وبالخرق إِذا سخنت اسخاناً شَدِيدا وَمن خَارج بصفرة الْبيض وَالزَّيْت الْحَار يُؤْخَذ بِشَيْء وينفط ب عَلَيْهِ وَيُوضَع عَلَيْهِ شمع ويدني مِنْهُ حَدِيد محمى مَرَّات وَيَنْبَغِي أَن لَا يكمد الْأَسْنَان إلاّ قبل الطَّعَام بساعتين قَالَ وَإِذ اشْتَدَّ الوجع فبخر فَم العليل ينفع فَإِن لم يسكن فاثقب وسط السن بمثقب دَقِيق وقطر فِيهِ الزَّيْت المغلي مَرَّات فَإِن لم يسكن فاقلعه فِي الَّتِي تقلع الْأَسْنَان ينقع عَاقِر قرحاً فِي الْخلّ الْفَائِق جدا أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فاسحقه وأطل بِهِ الْأَسْنَان إِلَى أَن يلين الوجع والشمع أطل الوجع بِهِ ودعه سَاعَة ثمَّ مدّه وأطله أَيَّامًا كَثِيرَة بزاج أَخْضَر مَعَ خلّ ثَقِيف أَو أطله بِلَبن اليتوع فَإِنَّهُ قوي.
للأسنان المأكولة يحفظها وَيمْنَع أَن يكسرها وَأَن تنقيه يَجْعَل عَلَيْهَا خربق أسود معجوناً بالعسل.
لوجع الْأَسْنَان أطل اللعبة البربرية التدمرية وَهُوَ أصل اليبروج وأصول البنج يطْبخ بشراب ويمسك فِي الْفَم. 3 (مضوغ لوجع الْأَسْنَان) فوتنج جبلي وعاقرقرحا وفلفل أَبيض وَمر يعجن بِلَحْم الزَّيْت ويبندق وَيُعْطِي بندقة ليمضغ للمأكول.
قَالَ قد استعملته فَوَجَدته يحفظ الْأَسْنَان المأكولة ويمنعهما من الوجع يطْبخ زنجبيل بخل وَعسل وينعم سحقه ويحشى فِي السن الْمَأْكُول ويطلي حواليه أَو عالجه كَذَلِك بِلَبن اليتوع أَو خُذ أفيوناً روفس إِلَى الْعَوام قَالَ إِذا اشْتَدَّ الوجع فكمد اللحى بالجاورس أَو بالخرق المسخنة
(1/410)
وكمد الضرس نَفسه بالزيت المسخن يغمص فِيهِ عود ويقطر عَلَيْهِ أَو يوضع عَلَيْهِ شمع ذائب أبدا وَليكن التكميد من دَاخل وخارج قبل الطَّعَام وَبعده بِمدَّة طَوِيلَة.
سنُون يمْنَع التأكل عَجِيب بورق حرف السا وَهُوَ السكر بِالسَّوِيَّةِ يستن بِهِ.
دَوَاء عَجِيب صمغ الزَّيْتُون مثقالين خربق أسود دهن بِلِسَان مِثْقَال ميعه رطبَة مِثْقَال فلفل مِثْقَال بنج مِثْقَال أفيون مِثْقَال جندبادستر مِثْقَال خطمى ثَلَاث مَثَاقِيل حلتيت جاوشير مِثْقَال سكبينج مِثْقَال عاقرقرحا لبنى مِثْقَال مِثْقَال ميويزج مِثْقَال قطران مَا يَكْفِي أَن يعجن بِهِ يَجْعَل فِي حد المرهم قد جرب هَذَا الدَّوَاء فِي خلق عَظِيم فَوجدَ عَظِيم النَّفْع لي إِن لم تَجِد صمغ الزَّيْتُون ودهن البلسان فَلَا عَلَيْك.
لقلع السن يلطي بعاقرقرحا قد نقع بخل خمر ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يسحق حَتَّى يصير مثل الخلوق ويطلي عَلَيْهِ يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة كل يَوْم مَرَّات فِي أَصله بعد أَن يحلل ويحركه فَإِنَّهُ يَتَحَرَّك ويسلس فَإِذا بلغ مَا تُرِيدُ فَإِنَّهُ يحيك بِلَا وجع أَو أفعل مثل ذَلِك بأصول قثاء الْحمار.
للَّتِي تنتو وتزيد قَالَ الْأَسْنَان إِذا ابتلت وطالت ب أوجعت فِي وَقت الْكَلَام وَوقت المضغ وَقد يَنْبَغِي أَن يحرق إمساكاً شَدِيدا ويبرد بمبرد لطيف حادّ جدّاً ويمسك نعما لِئَلَّا يَتَحَرَّك وَإِلَّا هيّج الوجع فَإِن أحس بالوجع عِنْد الْبرد فدع الْبرد وَسكن الوجع أَيَّامًا ثمَّ عوّد وَلَا تشد يدك فِي الْبرد عَلَيْهِ وتعدم إِلَّا يسْتَعْمل حَتَّى يقوى وَيرجع.
للضرس يمضغ البقلة الحمقا أَو يمسك فِي الْفَم زَيْت مسخن. 3 (نَبَات أَسْنَان الطِّفْل) أطل لثته بدماغ الأرنب أَو شدّ الصدف الْمُسَمّى فحلناس فِي قِطْعَة جلد فِي عضد الطِّفْل فَإِن أَسْنَانه تخرج بِلَا وجع.
لوجع الْأَسْنَان وضع ورق الكبيكج على عضد العليل من جَانب سنة العليل سكن الوجع من سَاعَة وَإِن أحدث فِي العصب قرحَة فَيَنْبَغِي أَن يعالج بعد ذَلِك.
قَالَ جالينوس قد وثق النسا بِهَذَا وبالأول ثِقَة شَدِيدَة لتجربتهم لَهَا.
لوجع اللثة خل يطْبخ فِيهِ أصُول النبج ويتمضمض بِهِ.
(1/411)
وَالَّتِي فِيهَا ورم الزق عَلَيْهَا شبّا وملحا وَبعد أَن تلدغ دلكا نعما مضمضهم بطبيخ ورق الزَّيْتُون أَو شراب عفص.
قَالَ وَأما اللثة الَّتِي تنتفخ وتحمر وترم وتتأكّل فاكوها بالزيت المغلي بصوفة على طرف ميل حَتَّى تبرأها قد ضمرت وابيضت فَإِن الآكلة تسْقط وتنبت لَحْمًا صَحِيحا من عِنْد الْموضع الصَّحِيح ثمَّ اسْتعْمل فها العفص اكسنونافن وَمن المر قدر باقلاة يَجْعَل سنونا فَإِنَّهُ ينْبت لحم اللثة ويشده.
قَالَ للوجع عِنْد نَبَات السن يُؤْخَذ سعد وَسمن ودهن السوسن فاخلطهما وَضعهَا على مَوضِع منبت السن.
اللَّحْم الزايد فِي اللثة اجْعَل عَلَيْهِ قلقنت فَإِنَّهُ يفّتته. 3 (حفظ الْأَسْنَان من الوجع) والأكال يتمضمض بطبيخ أصُول اليتوع بشراب فِي الشَّهْر مرّتين فَأَنَّهُ لَا يُصِيبهُ وجع الْأَسْنَان الْبَتَّةَ ويدلك فِي الشَّهْر مرّة بترمس أَو تَأْخُذ شبّاً يَمَانِيا وشيئاً من مر فيدلك بِهِ اللثة والأسنان فَإِنَّهَا لَا تتأكل أبدا فَإِذا انتفعت بِهَذِهِ فَاسْتعْمل بعده الْعَسَل.
للمأكول عاقرقرحا ولببن اليتوع وبارزد وفلفل يعجن بميعة ويوذع فِي الأكال يسكن الوجع على الْمَكَان.
لوجع الْأَسْنَان أفيون وبزر البنج يعجنان بعقيد الْعِنَب أَو عسل وَيُعْطى مِنْهُ باقلاة بالْعَشي فَإِنَّهُ ينّومه ويسكن الوجع لي وَيُوضَع فِي السن مِنْهُ لي لَيْسَ مَوضِع اسْتِعْمَال التخدير فِيهِ أولى وَلَا أسلم من الْأَسْنَان لِأَنَّهُ لَا غَايَة لذَلِك فمل إِلَيْهِ مَعَ ترك الْغذَاء وَطول النّوم.
لتأكّل الْأَسْنَان وجعها يمْتَنع من مأن يطْبخ أصُول الْكبر بالخل حَتَّى يذهب النّصْف ويمسك مِنْهُ فِي الْفَم.
الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا ب قَالَ وجع الْأَسْنَان يكون إِمَّا من ورم وَإِمَّا من تَأْكُل وَإِمَّا من برد شَدِيد وَإِمَّا من فضلَة تنصب إِلَيْهَا من الرَّأْس لي إِذا لم تجدها متأكلة وَلم تَجِد دَلَائِل حر وَبرد مفرط فَعَلَيْك تنقية الرَّأْس واستفراغه وتقوية الْأَسْنَان.
(1/412)
الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ الضرس الوجع قد يسكن وَجَعه بِالْقَلْعِ فَإِن حركته بشدّة وَلم تقلعه زَادَت فِي وَجَعه.
السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا الْأَسْنَان المتأكلة الوجعة أَن حشيث بفلفل بعد أَن تكون الْمَادَّة قد انْقَطع مجيئها لَكِن فِي آخر الْأَمر أَن يحشي الْأَسْنَان المأكولة الوجعة بالفلفل أَو بالدري المحرق أَو بالعاقرقرحا أَو بالفرفيون وَبِالْجُمْلَةِ فَكل مَا يسخن اسخاناً قَوِيا أَو بِمَا يخدر الْحس وَيَنْبَغِي أَن لَا يحشى بِشدَّة لِأَن الحشو الشَّديد يهيج الوجع جدّاً.
جالينوس عالج وجع الْأَسْنَان فِي الإبتداء بِمَا يمْنَع فَإِن تمّ لَك الْأَمر بذلك وَذَلِكَ يكون بِأَن يمْنَع هَذِه قبُول الْخَلْط فَذَاك وعلامته أَن لَا يحدث فِي الْموضع ورم فَإِن حدث ورم فعالج بِمَا يحلل بِلَا لذع وَهِي أَشْيَاء حارّة رطبَة فَإِن عولج بِهَذِهِ أَيْضا وَلم يسكن فَعِنْدَ ذَلِك وَقت اسْتِعْمَال الدردي والفلفل المحرق وبالجمله جَمِيع مَا قوي اسخانه.
الْيَهُودِيّ قَالَ إِذا دنا وَقت نَبَات الْأَسْنَان فادلك اللثة دَائِما بالعسل وانثر على اللثة سعتراً وادم)
ذَلِك فَإِن ذَلِك يُوسع مجاريه ويسهل خُرُوجه ويعتري الْأَطْفَال فِي ذَلِك الْوَقْت لين الْبَطن قد ذَكرْنَاهُ فِي تَدْبِير الْأَطْفَال.
وَقَالَ صرير الْأَسْنَان فِي النّوم يكون لضعف عضل الفكين وأحدث بالصبيان وَفِيهِمْ يكون أَكثر وَيذْهب عَنْهُم إِذا أدركوا قَالَ والكافور يمْنَع أَن يَتَّسِع مَوضِع التأكل فِي الْأَسْنَان إِذا حشي بِهِ عَجِيب فِي ذَلِك.
قَالَ إِذا كَانَ وجع الْأَسْنَان من الْبُرُودَة فأدلكه بالزنجبيل وَالْعَسَل وَإِن كَانَ من اليبس فاطله دَائِما بالرمد وشحم البط وَإِن كَانَ من البلة فبالخل وَالْملح وَإِن كَانَ من سدة وخلط غليظ فبالخل وشحم الحنظل والعاقرقرحا يتمضمض بِهِ الْأَسْنَان وَإِن كَانَ من حرارة فبماء عِنَب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَأكْثر مَا ينْتَفع بِهِ الْأَسْنَان فِي أَكثر الْأَحْوَال التجفيف لِأَن طباعها يَابِس وَهُوَ يحفظ عَلَيْهَا صِحَّتهَا ويتّخذ هَذِه من الملحح وَالْعِظَام المحرقة والأقاقيا والآملج والعفص والفلفل وَنَحْوهَا والسكّ والسعد قَالَ وَإِذا رايت فِي الْأَسْنَان أكالاً شبه القروح فاكوه بالزيت المغلي يقطر عَلَيْهِ ب بصوفة فَإِنَّهُ يبرؤه.
الْيَهُودِيّ قَالَ يسحق أصُول الحنظل فِي الْخلّ سحقاً نَاعِمًا ثمَّ ينقى الْأَسْنَان ويطليه عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام وَأَن نقعت العاقرقرحا فِي خل الْخمر أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ جعلت مِنْهُ فِي أصل الضرس بعد أَن يجيد سحقه وَتركته عَلَيْهِ سَاعَة ثمَّ جذبته حاداً انْظُر فِي هَذِه وَأَن يطلي الصَّحِيحَة بالموم.
للطبري ينفع من أوجاع الْأَسْنَان الْحجامَة تَحت اللِّحْيَة بِشَرْط.
(1/413)
اهرن قَالَ الْأَسْنَان توجع إِمَّا لسوء مزاج حَار أَو بَارِد أَو يَابِس أَو لرطوبة حرّيفة تنصب إِلَى أُصُولهَا وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة قد تشبث فِي أصلوها لَا تَجِد مسلكاً وَإِمَّا لفضل غليظ ينصب إِلَى اللثة فيرم العمور ويوجع لذَلِك الْأَسْنَان.
قَالَ والوجع الَّذِي من سوء مزاج فَقَط تفقد العلامات فَإِن رَأَيْت امتلاء الْجَسَد فافصد أوّلاً واحبس الْفضل عَن الْأَسْنَان من أَي عُضْو صَار إِلَيْهِ ثمَّ أخرج الدَّم من الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِن رَأَيْت وجع الْأَسْنَان من قبل رُطُوبَة ردية فِي فَم الْمعدة فاسقه أيارج وَلَا تعالج فِي ابْتِدَاء وجع الْأَسْنَان بالأشياء الحارّة إِذا كَانَ ذَلِك من انصباب الْفضل وَانْظُر الْفضل الَّذِي فِي فَم الْمعدة بلغم هُوَ أَو مرّة فاخرجه بِمَا يصلح لَهُ من الْأَدْوِيَة نَحْو الفيقرا والسقمونيا واعطه أغذية وأدوية تصلح لكل وَاحِد وَإِن كَانَ مَعَ الوجع ثقل فِي رَأسه فَاعْلَم أَن ذَلِك الْفضل ينصب إِلَى الْأَسْنَان)
من الرَّأْس فاسقه الفيقرا أَو غرغره فَإِن لم يحْتَمل الإسهال فغرغره فِي الْيَوْم مرّات فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ تغرغره بسكنجبين فِي الْيَوْم مَرَّات فَإِنَّهُ ينقى الرَّأْس واللثة وعطّسه بالكندس وَنَحْوه فَإِذا عَالَجت وفرغت الْمَادَّة فَعِنْدَ ذَلِك إِن كَانَ الوجع من الْبرد فعالج نفس الْأَسْنَان بالعسل والزنجبيل وَإِن كَانَ من الْحر فمضمضه بعصير الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ وجع الْأَسْنَان من اليبس فلين اللثة والأسنان بالزبد وشحم البّط والأدهان وَإِن كَانَ وجع الْأَسْنَان من الرُّطُوبَة فعالجه بالخل وَالْملح يتمضمض بِهِ وَمَا كَانَ من وجع الْأَسْنَان من ريح غَلِيظَة مرتبكة فعالجه بالعاقرقرحا وشحم الحنظل والجاوشير والمر والبورق وَإِنَّمَا يوجع الْأَسْنَان من اليبس بِأَن يجِف عمورها.
اهرن فِي الْأَدْوِيَة المفردة الْمَوْجُودَة يُؤْخَذ عروق وصبر وقشور التوت بِالسَّوِيَّةِ وزرنيخ أصفر مثلهَا يسحق ويعجن بالعسل وَيجْعَل حوالي الضرس مُدَّة فَإِنَّهُ يقلعه بسهولة جدّاً لي انْظُر فِي وجع السن هَل اللثة ب وأرمة وَهل هُنَاكَ ورم حارّ فَإِن كَانَ ذَلِك فَعَلَيْك بالفصد وإمساك الْخلّ والماورد ودهن ورد فِي الْفَم وَإِن كَانَ وجع شَدِيد بِلَا ورم فِي اللحى وَلَا حمرَة فِي اللثة فأدلك أصل السن الوجع بعاقرقرحا وفلفل ونوشادر دلكا جيدا وَأعد ذَلِك مرّات ثمَّ أدلكها بميعة وجندبادستر وأفيون وكمد اللحى تكميداً متوالياً لي قَالَ الأوجاع الْعَارِضَة للأسنان إِذا لم تكن فِي اللثة ورم حَار رُبمَا كَانَت فِي جرم الْأَسْنَان بأعينانها وَرُبمَا كَانَ الوجع فِي العصب الَّذِي ينزل إِلَيْهَا وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى
(1/414)
أدوية قَوِيَّة فَلذَلِك صَارَت أدويتهم تؤلف بالخل الثقيف فَإِذا كَانَ الوجع من ورم حارّ فِي اللثة فأجود مَا يعالج بِهِ دهن شَجَرَة المصطكى فاتراً ويمسك فِي الْفَم وَليكن حَدِيثا فَإِن الْعَتِيق ينقص فضيلته بِقدر ذَلِك.
لوجع الْعصبَة الَّتِي تَحت الْأَسْنَان يطْبخ فِي الْخلّ عفص وزرنيخ وأصل الْكبر وأصل قثاء الْحمار وشحم الحنظل وعاقرقرحا يمسك فِي الْفَم.
قَالَ وليوضع فِي أكال الْأَسْنَان لبنى الرُّمَّان مَعَ الأفيون أُوقِيَّة كبريت أصفر مَعَ حضض أَو تبخره ببزر البنج بقمع وَإِن كَانَت نَوَازِل تنزل إِلَى الْأَسْنَان فامسك فِي الْفَم طبيخ الْأَشْيَاء القابضة ويذر على الْأَسْنَان من الْملح جُزْء وَمن الشب مثله وَليكن الشب قد أحرق وأطفي بالخل ثمَّ انْعمْ سحقهما ثمَّ يتمضمض بعده بِخَمْر.
إِذا أردْت قلع السن بِلَا وجع فاعجن الدَّقِيق بِلَبن اليتوع وَضعه عَلَيْهِ ثمَّ ضع فَوْقه ورق اللبلاب)
الْعَظِيم الحاد واتركه سَاعَة فَإِنَّهُ يتفّتت من نَفسه.
قَالَ وَيصْلح للضرس مضغ بقلة الحمقاء أَو يدلك الْأَسْنَان بِزَيْت انفاق أَو يلطخ بعكر زَيْت قد قَالَ للأسنان الَّتِي قد نالها الْبرد حب الْغَار والشب والزراوند الطَّوِيل لي هَذَا هُوَ الَّذِي يُسمى ذهَاب مَاء السن قَالَ للّثة المتأكلة يُؤْخَذ دهن ورد جُزْء عفص أَرْبَعَة أَجزَاء مر جزءين تكبس بِهِ اللثة وَيتْرك ساعتين ثمَّ تمضمض بعده بِلَبن الأتن فَإِنَّهُ يمْنَع التأكل والعفونة وينفع فِيهِ من أَن يكبس بالجلنار وخبث الْحَدِيد ثمَّ يتمضمض بخل العنصل أَو خل قد طبخ فِيهِ ورق الزَّيْتُون الذن يملح أَو عصارة السداب مَعَ دهن المصطكي.
شَمْعُون قَالَ لَيْسَ دَوَاء أبلغ فِي جذب البلغم من أصُول الْأَسْنَان وأسرع تسكيناً للوجع من طبيخ شَحم الحنظل بالخل وَإِذا كَانَت برودة فبالشراب وينفع مِنْهُ طبيخ الهليلج بالخل نفعا بليغاً.
قَالَ وينفع من خدر الْأَسْنَان ب إمْسَاك الطلي الحاد فِي الْفَم ومسحها بالسداب والفلفل وعاقرقرحا لي يَعْنِي بِهِ مَا يتَأَذَّى بالبرد.
قَالَ ويحفظ الْأَسْنَان على صِحَّتهَا الْعَسَل والخل يطْبخ ويتمضمض بِهِ فِي الشَّهْر أَيَّامًا ويقلع الْأَسْنَان الصَّحِيحَة العاقرقرحا وقشور التوت والأصف يطْبخ بالخل بعد جودة
(1/415)
السحق ويشرط حوالي الضرس ويطلي وينتظر فَإِنَّهُ يسْقط أَو يطلي حوله بالزرنيخ المربى بالخل فَإِنَّهُ يرخيه يَنْبَغِي أَن يطْلب عَلامَة الديدان فِي الْأَسْنَان قَالَ إِذا حَان للطفل نَبَات أَسْنَانه فَلَا تعطه شَيْئا يمضغ ولتدخل الداية اصبعها كل سَاعَة وتدلك لثة الصَّبِي دلكا جيدا لتسيل الرُّطُوبَة الردية الَّتِي تكون مَادَّة الوجع وليمسح بعد ذَلِك بشحم الدَّجَاج ومخ الأرنب وَأَن اشْتَدَّ الوجع فأطل الْموضع بعصارة عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد مسخن وَإِن طهرت الْأَسْنَان قَلِيلا فاضمد عُنُقه وَرَأسه وفكّيه بصوف مغموس فِي الدّهن وقطر فِي أُذُنه دهناً فَإِن اسْتطْلقَ بَطْنه فاضمده بالممسكات من خَارج واسقه العصارات القابضة وأقلل غذاءه وَإِن انعقلت طَبِيعَته جدا فحمّله شيافة مسهلة واطعمه مرق اللبلاب وأوجره مِنْهُ مسعطاً.
سندهشار قَالَ أعلم أَن أوجاع الْأَسْنَان أَكْثَرهَا من ريح فامسك لأوجاعه فِي الْفَم دهن شيرج مسخن أَو سمن الْبَقر مسخناً أَو يُؤْخَذ من الْأَدْوِيَة المسكنة للريح فيطبخ ويمسك فِي الْفَم.
مَجْهُول مِمَّا يقْلع السن يُؤْخَذ بزر الأنجرة وقنّة بِالسَّوِيَّةِ فَيُوضَع فِي أصل الضرس الَّذِي يُرَاد قلعه فَإِنَّهُ ينقلع سَرِيعا.)
ابْن طلاوس قَالَ إِذا اشْتَدَّ وجع الْأَسْنَان فكمد اللحى الَّذِي فِيهِ بالجاورس المسخن دَائِما فَإِن أردْت قعله بِلَا وجع فاعجن الدَّقِيق بِلَبن الشبرم ودعه حواليه ثَلَاث سَاعَات فَإِنَّهُ يقلعه لي على مَا رَأَيْت يتَّخذ آلَة طَوِيلَة لَهَا رَأس معرقف كصورة ف فَإِذا اشْتَدَّ وجع الضرس وأويس من فلاحه حميت الْموضع المعرقف مِنْهَا وَوَضَعته على الضرس مرّات حَتَّى يستقصى كيّه فإ وَجَعه يسكن على الْمَكَان إلاّ أَن ذَلِك الضرس يتفتّت وَيَنْبَغِي أَن يلقم الْفَم فِي هَذِه الْحَال كرة وَبَاب ألطف من هَذَا يضع على اللثة عجيناً ويشد نعما ثمَّ يتَّخذ مغرفة صَغِيرَة مثل مَا يكون لتنظيف الْأذن فيستقى بهَا زيتاً مغلياً وتصبّه على وسط الضرس مرّات فَإِنَّهُ عَجِيب.
سنُون أَبيض طباشير ورخام وزبد الْبَحْر وملح اندراني فَتِيلَة واشنان مربى ب بكافور يسحق.
(1/416)
مَجْهُول إِن الصق صمغ الزَّيْتُون الْمصْرِيّ على الْأَسْنَان سَقَطت بِلَا مشقة.
يُوسُف التلميذ فِي التَّذْكِرَة. دَوَاء مجرب يقْلع الْأَسْنَان بزر القُرّيص وبرنجاسف وعاقرقرحا ومقل وحلتيت وأصول الحنظل يلصق على السن المتحرك ولوجع الْأَسْنَان من الْبرد فوتنج ونانخواه وشبت يطْبخ بخل ويمسك فِي الْفَم.
للأسنان المتأكلّة يذاب زرنيخ أَحْمَر بِزَيْت ويغلي وقطر مِنْهُ فِي أصل الضرس وأكاله نَافِع.
من قرابادين الصُّحُف دَوَاء يقْلع الْأَسْنَان أصل البرنجاسف وبزر القُرّيص وعاقرقرحا وأصل الحنظل وكندر أَبيض من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم مقل وحليتت دِرْهَمَيْنِ ينعم سحقه ويلصق على السن المتحرك فيقلعه ويلصق على أُصُوله المازريون المسحوق ويحرك بعد سَاعَة بأنبوبة فَإِنَّهُ ينقلع.
المنجح والكمال قا لينفع من الْحفر وَيذْهب بِهِ الْبَتَّةَ زجاج وقنبيل بِالسَّوِيَّةِ يدق وينخل ويدلك من كتاب حنين فِي حفظ الْأَسْنَان واللثة قَالَ يَنْبَغِي لمن أَرَادَ أَن يبْقى صِحَة أَسْنَانه ولثته أَن يحذر فَسَاد الطَّعَام فِي معدته ويحذر كَثْرَة الْقَيْء ولاسيّما الحامض مِنْهُ ومضغ الْأَشْيَاء الصلبة والعلكة كالناطف والتين وَكَثْرَة الْأَشْيَاء الصلبة مثل الْجَوْز والبلوط فَإِن هَذِه كلهَا إِذا صلبت تزعزع أصُول الْأَسْنَان حَتَّى أَنَّهَا تتحرك وتقلع وتحدث فِيهَا ضروب من الْأَمْرَاض ويجتنب كل مَا يضرس مثل الحصرم وحماض الأترج والمركب من الحامض والقابض ويحذر على الْأَسْنَان الشَّيْء المفرط الْبُرُودَة كالثلج والفواكه المبردة ولاسيّما بعد تنَاول الشَّيْء الْحَار ويحذر على كل شَيْء)
سريع العفن كاللبن والسمك المالح والصحناة والكواميخ ويحذر أَيْضا مَا يبقي بَين الْأَسْنَان من الطَّعَام وينقيها بِجهْدِهِ من غير ازعاج للأسنان وَلَا نكاية
(1/417)
اللثة لِأَن إدمان الْخلال والعبث بِهِ ينكى اللثة فَمن اجْتنب هَذِه بَقِي لَهُ سَلامَة أَسْنَانه ولثته فَإِن أَرَادَ أَن يستظهر فليستعمل السنونات لي قد ذكرنَا مَا ذكر من وُجُوه فَسَاد الطَّعَام فِي بَاب الْمعدة.
قَالَ وأجود السنون مَا كَانَت مَعَه قُوَّة مجففة باعتدال وَلَا يكون لَهُ إسخان وَلَا تبريد ظَاهر لِأَن التجفيف من أوفق الْأَشْيَاء للأسنان إِذا كَانَ طباعها يَابسا وقوتها وصلابتها باليبس وَلِأَنَّهُ قد ينالها شَيْء من الرُّطُوبَة المنحدرة من الرَّأْس والمتصعدة من الرية والمعدة مَعَ مَا يكتسبه من رُطُوبَة الْأَشْرِبَة ب والأطعمة فيسترخي لذَلِك كثيرا وَيحْتَاج هِيَ واللثة إِلَى تجفيف فإمَّا الإسحان والتبريد فَلَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا فِي الندرة وَعند زَوَالهَا عَن طباعها زوالاً شَدِيدا وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى مَالَتْ إِلَى الْبرد فَيَنْبَغِي أَن تكون فِي السنون قوّة إسخان وبالضد فَهَذَا مَا يسْتَعْمل من السنون لحفظ الصِّحَّة وَقد يسْتَعْمل سنونات للزِّينَة إِمَّا لجلاء الأوساخ أَو الْحفر أَو التبييض أَو لشدَّة اللثة لي هَذَا مرض. قَالَ حنين وَإِذا اسْتعْمل سنُون لجلاء الْأَسْنَان وَلغيره فَيَنْبَغِي أَيْضا أَن يكون فِيهَا مَعَ قُوَّة الْجلاء قُوَّة التجفيف مَا دَامَت الْأَسْنَان بَاقِيَة على طباعها فِي الْحر وَالْبرد ويميله إِلَى الْحر وَالْبرد بِحَسب ميلها إِلَيْهَا.
قَالَ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للأسنان يَنْبَغِي أَن يكون مَعهَا قُوَّة تجفيف كَمَا قلت إلاّ أَنَّهَا مَتى لم تكن الْأَسْنَان قد مَالَتْ عَن طباعها فَلَيْسَ يحْتَاج فِي حفظهَا إلاّ إِلَى التجفيف فَقَط فَأَما إِذا كَانَت قد حدثت بهَا آفَة فَيحْتَاج أَن يكون مَعَ التجفيف مضادة لتِلْك الآفة بِحَسب قوتها.
قَالَ فأمّا الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بِلَا حر وَلَا برد فجوز الدلب ولحا شَجَرَة الصنوبر وَقرن الأيل المحرق وَنَحْوهَا لي مِمَّا لَا كَيْفيَّة لَهُ فِي الطّعْم ظَاهِرَة وَلَا صلابة أرضية.
سنُون تقَوِّي الْأَسْنَان واللثّة وَلَا يحدث كثير حر وَلَا برد قرن الأيل المحرق عشرَة دَرَاهِم ورق السرو المحرق عشرَة دَرَاهِم جوز الدلب غير محرق خَمْسَة دَرَاهِم البنطافلن عشرَة برسياوشان محرق خَمْسَة دَرَاهِم ورد منزوع الأقماع ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب ثَلَاثَة دَرَاهِم ينعم سحقه ويستّن وَلِهَذَا مَعَ حفغظ جلاء فَإِن رَأَيْت فِي الْأَسْنَان واللثة فضل رُطُوبَة زايدة واحتجت إِلَى أَن تزيد فِيهِ مَا يحلّل فزد فِيهِ أصل الخطمى سَبْعَة دَرَاهِم فَإِن احتجت إِلَى جلاء أَكثر فَأصل الهليون وَمَتى احتجت إِلَى مَا يحلّل وَيدْفَع مَعًا وَذَلِكَ يكون إِذا رَأَيْت فِي أصُول الْأَسْنَان واللثة)
رطوية ورأيتها تزيد
(1/418)
فألق مَكَان مَا وَصفنَا أصل الحماض وَإِلَى مَا هُوَ أقوى مِنْهُ لحا شَجَره التوث وَأقوى مِنْهُ ورق الطرفاء وورق الآس وَإِن كَانَت الْأَسْنَان واللثة قد مَالَتْ إِلَى الْبرد فَاسْتعْمل مَكَانَهُ حب الْكبر وَأقوى مِنْهُ قشر أصل الْكبر فَإِن غلب الْبرد حَتَّى يوجع الْأَسْنَان وَكَانَ ذَلِك لأكل الْأَشْيَاء المبردة بالثلج والثلج نَفسه وَمَاء الثَّلج أَو لعِلَّة انحدرت من الرَّأْس فَاسْتعْمل مَا يسخن مَعَ التجفيف إسخاناً قَوِيا مثل الفوتنج والجعدة والفراسيون والسذاب والصعتر والعاقر قرحا والميوزيج ب والفلفل والمر وَحب الْغَار والأبهل وَاسْتعْمل السنون الَّذِي فِيهِ مثل هَذِه الْأَشْيَاء والعاقرقرحا جَمِيعًا بسكنجبين أَو مضغ الميويزج مَعَ المصطكي حَتَّى تجلب إِلَى الْفَم رُطُوبَة كَثِيرَة ثمَّ يسْتَعْمل السنون فَإِنَّهُ أبلغ وانفذ.
مِثَال سنُون يُقَوي اللثّة ويسخن مَعَ ذَلِك رماد الفوتنج الْجبلي والبري عشرَة عشرَة حب العرعر ورق السرو خَمْسَة أبهل ثَلَاثَة دَرَاهِم أيرسا خَمْسَة دَرَاهِم مر ثَلَاثَة دَرَاهِم سنبل الطّيب أَرْبَعَة دَرَاهِم عاقرقرحا وسليخة ودارصيني دِرْهَمَيْنِ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم ملح اندرا فِي معجون اندراني معجون بِعَسَل محرق ثَلَاثِينَ دهماً يجمع ويستّن بِهِ ويبلغ ذَلِك مبلغ هَذَا أَن يضع الإبهل وأصل الْكبر وقشره وعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ويسحق ويدلك بهَا الْأَسْنَان وَانْظُر فَمَتَى كَانَت اللثة مائلة إِلَى الْحمرَة والسخونة فَاسْتعْمل السنونات الْبَارِدَة المرّكبة من العفص وثمر الطرفا والورد والجلنار والشب قويها وَقَوي بردهَا خَاصَّة فَمَتَى كَانَت اللثة مُفَارقَة للأسنان حمرا ينجلب إِلَيْهَا فضل حَار.
مِثَال سنُون بَارِد بزر الْورْد خَمْسَة دَرَاهِم آس ثَلَاثَة دَرَاهِم ثَمَر الطرفا عشرَة دَرَاهِم شب يماني دِرْهَمَيْنِ كافور نصف دِرْهَم صندل دِرْهَمَيْنِ وَأَن احتجت فِي هَذِه الْحَالة إِلَى أَن تمسح اللثة بدهن فافعل فَإِنَّهُ يكسر عَادِية الْخَلْط الردي وَرُبمَا احتجت أَن تمضمضه بِمَاء القرع والخل وَنَحْوه إلاّ أَن يكون اللَّحْم رطبا من صَاحبه فَإِنَّهُ يَنْبَغِي عِنْد ذَلِك إلاّ تمضمضه بِمَاء الْبُقُول المرطبة لَكِن يقْصد ألاّ يجفف مَعَ الْبرد بِقُوَّة قَوِيَّة يطْبخ القوابض فِي الْخلّ لي وأركّب هَذَا الطَّرِيق إِذا كَانَت الْأَسْنَان تتوجع من الْحر.
قَالَ والخل قد يسْتَعْمل فِي الْعلَّة الحارة والباردة جَمِيعًا لِأَنَّهُ يبرد الحارة ويلطف الْبَارِدَة وتوصل قُوَّة الْأَدْوِيَة إِلَى الْغَوْر فليستعمل فِي الْعلَّة الحارة وَحدهَا أَو مَعَ المَاء فِي الْبَارِدَة مَعَ الْعَسَل وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تكسر برده.)
قَالَ وَأَنا أكرهها لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يحدث فِي الْأَسْنَان حدث رديّ ويصل شَيْء مِنْهَا إِلَى الْجوف وَكَذَلِكَ احذر مِنْهَا إِلَى الْجوف مَتى كَانَ فِيهَا خربق أَو حنظل أَو نَحْو ذَلِك.
قَالَ فَإِذا كَانَ الوجع إِنَّمَا هُوَ فِي اللثة وَحدهَا تكون اللثة تتوجع إِذا غمزت عَلَيْهَا
(1/419)
فالفضل حِينَئِذٍ فِي اللثة وَحدهَا فَلَا يَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يتَعَرَّض لقلع شَيْء من الْأَسْنَان وَرُبمَا كَانَ ب يحس الوجع فِي أصُول الْأَسْنَان فَقَط وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ الْفضل إِنَّمَا هُوَ فِي العصب الْمُتَّصِل بالأضراس وَأَن قلع ذَلِك فِي الْحَال خفّ الوجع وَلم يسكن بتة وَإِنَّمَا يُخَفف لِأَن العصب يستريح من التمدد الَّذِي كَانَ يَنَالهُ وَلِأَنَّهُ ينفرج لَهُ طَرِيق التَّحَلُّل وَلِأَن الْأَدْوِيَة عِنْد ذَلِك تَلقاهُ وتلامسه وَإِذا كَانَ الوجع يحس فِي الضرس نَفسه فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يسكن الوجع الْبَتَّةَ إِذا قلع.
قَالَ والأسنان وَإِن كَانَت عظاماً يقبل الْفضل ويستدل على ذَلِك بأنك رُبمَا رَأَيْت الضرس قد أسود وَنفذ السوَاد فِي بدنه كُله وَأَيْضًا فَإنَّك تجدها تنمي دَائِما ويستدل على ذَلِك أَنه إِذا سقط ضرس طَال المحاذي لَهُ لِأَنَّهُ لعدم احتكاكه بِالَّذِي سقط فَبَان نموّه والنموّ لَا يكون إِلَّا لِأَن الْغذَاء يداخل جرمها ثمَّ يتشبّه بِهِ.
قَالَ وَإِذا كَانَت الْأَسْنَان مِمَّا تغتذي وتنمي فَإِنَّهُ قد يعرض لَهَا الْمَرَض الْكَائِن من كَثْرَة إنصباب الموادّ إِلَيْهَا كَمَا يعرض لسَائِر الْأَعْضَاء وَهُوَ الورم أَو من قلّة إنصباب الْغذَاء إِلَيْهَا فَيعرض لَهَا أَن تدق وتجف حَتَّى يَتَحَرَّك فِي أواريها كَمَا يعرض للمشايخ وَالْأول يحْتَاج إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ سَائِر الأورام الَّتِي مَا يدْفع عَنْهَا بتقويته وتشديده لَهَا وَبِمَا يحلل ويفنى مَا حصل فِيهَا بإسخانه وتجفيفه إِيَّاهَا وَيَنْبَغِي أَن يكون غرضك فِي التسديد وَالْمَنْع فِي أول الوجع فَإِذا رَأَيْت فِي اللثة والفم وَالرَّأْس كُله أَمَارَات الْحَرَارَة فالأدوية المحللة فِي آخر الْأَمر وَإِذا رَأَيْت أَمَارَات الْبرد وَأما تحرّك الْأَسْنَان فِي أواريها الْعَارِض من الشيخوخة فَلَا علاج لَهُ إِلَّا شدّ اللثة بالقابضات فَإِنَّهُ مَتى قبضت اللثة امسكتها بعض الْإِمْسَاك وَقد يعرض التحرك للأسنان من ضَرْبَة أَو من رُطُوبَة كَثِيرَة تبل العصب الْمُتَّصِل بِأَصْلِهِ ويرخيه وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى أَرْبَعَة أَصْنَاف من الْأَدْوِيَة مجففة مثل قرن الأيل وبعر الْمعز والبرسياوشان والتوتيا وَنَحْوهَا ومحللة مَعَ تجفيف مثل المر والسداب والقطران والزفت وخل العنصل وقابضة مَعَ تجفيف مثل العفص والشبّ والحصرم وَمَا يحلل مَعَ قبض مثل المصطكي والسنبل والساذج والزعفران وَالْملح لي يحْتَاج إِلَى القابضة والعفصة فِي الضَّرْبَة والزعزع وَيحْتَاج إِلَى المحلّلة مَعَ تجفيف وَالْقَبْض مَعَ تجفيف عِنْد بلّة العصب وَيفرق بَينهمَا بِأَن)
يَتَحَرَّك بِلَا صَوت.
قَالَ وَقد يعرض للأسنان الْحفر والسواد والوسخ الَّذِي يتَوَلَّد عَلَيْهَا ويعالج بالأدوية الجلاءة مثل الزراوند المدحرج ب والسرطان البحري المحرق والصدف المحرق وَالْملح المحرق بالعسل والنطرون والبورق والكندر الْأَخْضَر أجوده وَزيد الْبَحْر والزجاج والسنبازج والقيسوم والسعتر المحرق.
(1/420)
وَيَنْبَغِي أَن لَا يلّج على الْأَسْنَان بِالسِّوَاكِ فَإِن ذَلِك يذهب بملاستها وتخشنها وَيكون ذَلِك سَببا لتولد الْحفر والوسخ عَلَيْهَا.
وَذَلِكَ أَن السنونات الحارة تخشنها فتولد عَلَيْهَا الأوساخ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا يذهب بملاسة الْأَسْنَان لِأَنَّهَا تتشنج وتنحفر أسْرع والسواك والسنونات الحارة أَيْضا تضر بِطرف اللثة الدَّقِيق الْمُتَّصِل بالأسنان وَذَلِكَ لِأَن فِي أَطْرَاف اللثة رُطُوبَة طبيعية لزجة لاصقة تعين على إلتصاقها بالأسنان والسنون الحارة تفنى تِلْكَ الرُّطُوبَة فتبرؤ لذَلِك اللثة من الْأَسْنَان.
قَالَ وَيمْنَع من تولد الْحفر أَن يدهن الْأَسْنَان عِنْد النّوم إِن كَانَ هُنَاكَ برد فبدهن الناردين وَإِلَّا فبدهن الْورْد وَإِن دلك بهما مخلطين وأبلغ مَا تكون منفعَته الدّهن إِذا دلك قبر ذَلِك بالعسل حَتَّى تنقى ثمَّ مسحت بالدهن من ظَاهرهَا وباطنها.
مِثَال سنُون ينقي ويقلع الْحفر زجاج محرق أَرْبَعَة دَرَاهِم قيسور محرق أَرْبَعَة ملح معجون بِعَسَل محرق ثَلَاثَة دَرَاهِم ينخل بحريرة وَيسْتَعْمل وَقد يعرض للأسنان التأكّل والتفتت وَيكون ذَلِك لرطوبات حارة تنصب إِلَيْهَا ويعالج بالأدوية المجففة فَإِن كَانَ الْفضل كثيرا حَتَّى لَا يُمكن وَإِن كَانَ الْفضل إِنَّمَا يصير إِلَى الرَّأْس من سَائِر الْبدن فنقي الْبدن إِمَّا بالإسهال وإمّا بهما وَيلْزم بعد ذَلِك التَّدْبِير الَّذِي يولّد دَمًا جيدا غير حرّيف وَيحْتَاج فِي هَذِه الْعلَّة إِلَى القوية التجفيف المحللة مثل سلخ الْحَيَّة وصمغ البطم واللوز المر والشونيز والفلفل والزنجبيل والبورق والقطران وَالْعَسَل والقنّة والجاوشير والعاقرقرحا والمر والحلتيت والأنجدان والثوم وَالْملح والكبريت وَلبن اليتوع وقشور أصل الْكبر وَإِلَى مَا فِيهِ مَعَ التجفيف
(1/421)
قبض قوي كالعفص وصمغ السماق والزاج والشبّ فَهَذِهِ إِذا أدخلت فِي الأكال أَو طليت على الضرس كُله نَفَعت ونشفت الْفضل المولد للتأكل وافنته وسكنت الوجع فَإِن كَانَ التأكل قد أفرط فِيهِ فَإِن بعض هَذِه تنقيه وتقلعه بِلَا وجع مثل العاقرقرحا بالخل أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ يسحق وَيُوضَع على الضرس الْمَأْكُول فَإِنَّهُ يقعله وَكَذَلِكَ)
لبن اليتوع مَعَ دَقِيق ب الكرسنة ودقيق الترمس أَو مَعَ القنّة يجمع وتوضع عَلَيْهِ الزاج الْأَحْمَر وأصل قثاء الْحمار والكبريت والميويزج كلهَا تقلع الضرس وَإِذا أردْت أَن تطليه عَلَيْهِ فالبس على سائرها شمعا لي لَا يَضرهَا وأطل عَلَيْهِ كل يَوْم حَتَّى ينقلع فَإِنَّهُ لأوجه لكثير التأكل إلاّ الْقلع فإمَّا الْقَلِيل التأكل فَالْوَجْه فِي علاجه اسْتِعْمَال مَاله قبض مَعَ تَحْلِيل مثل الحضض وَالصَّبْر والآس ودهن الناردين وَنَحْوهَا ويعرض للأسنان التثلم والتكسر وَسَب ذَلِك لين عروقها وعلاجه التصليب والتقوية بالأدوية للقابضة فإمَّا اللثة فقد يعرض فِيهَا وجع شَدِيد إِذا ورمت ويسكنه أَن يُؤْخَذ دهن ورد خَالص ثَلَاث أَوَاقٍ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم يسحق ويغلي فِي الدّهن ثمَّ يتْرك حَتَّى يفتر ويتضمض بِهِ وَهَذَا يسكن الوجع الْعَارِض من ورم سَائِر أَجزَاء الْفَم لِأَنَّهُ يدْفع الْفضل دفعا رَفِيقًا ويحلل بِلَا لذع ودهن الآس أَيْضا وَالصَّبْر مَعَ الْعَسَل وَالشرَاب الَّذِي قد طبخ فِيهِ ورد يذهب هَذَا الْمَذْهَب.
قَالَ وَهَا هُنَا يغلط الْأَطِبَّاء لأَنهم يستعملون القوية الْقَبْض لاستكراهها للعضو بِشدَّة عصره إِنَّمَا يحْتَاج فِي هَذَا الْمَكَان إِلَيّ مَا يدْفع بِرِفْق ويحلل قَلِيلا ويرخي ويسكن الوجع مثل مَا وَصفنَا وَقد يعرض اللثة رُطُوبَة حَتَّى يسترخي وَمِمَّا يجفف ذَلِك ويشد اللثّة أَن يطْبخ جلنار بخل ويتمضمض بِهِ أَو يطلي عَلَيْهَا شبّ يماني بالعسل وَالْملح والنوشادر صَالح لَهَا وعلك المصطكي أَن خلط بِهِ شَيْء من الميويزج صَالح والمضمضة بشراب قد طبخ بِهِ ورق الإجاص وبماء الزَّيْتُون المملوح.
قَالَ مِمَّا يشد اللثّة المر والفوتنج الْبري المحرق. طوقد وصف القدماء مَا يشد اللثة لبن الأتن وَلم أقدم على تجربته لِأَنِّي لم أعلم بأيّ قُوَّة يفعل ذَلِك وَقد يسيل من اللثّة دم وأبلغ مَا يعالج بِهِ إمْسَاك مَاء لِسَان الْحمل فِي الْفَم والتمضمض بالخل.
فَأَما القروح الْعَارِضَة فِي اللثة فأبلغ مَا يعالج بِهِ الحضض يطلي عَلَيْهِ بِعَسَل وَرُبمَا كَانَ مَعَ قُرُوح قد يؤلف سنونات يقبض اللثة ويشدّها ويطيب ريح الْفَم مثالها مصطكي وعود وساذج وأبهل وجلنار وسماق. وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالة أَن يَجْعَل مَا فِيهِ من المسخنات والمبردات بِقدر الْحَاجة.
(1/422)
وَقد يعرض للثّة أَن ينقص لَحمهَا وَمِمَّا ينْبت ب لَحمهَا الكندر الذّكر وَدم الْأَخَوَيْنِ والأيرسا والكرسنة وَالْعَسَل.
سنُون ينْبت لحم اللثة دَقِيق الكرسنة عشرَة دَرَاهِم بعجن بِعَسَل وَيجْعَل قرصة وَيُوضَع على)
خرقَة جَدِيدَة على الْجَمْر حَتَّى يُمكن أَن يسحق ويشادف الاحتراق أَو يخبز فِي تنور أَو يوضع على آجرة فِيهِ ثمَّ يسحق ويخلط مَعَه من دم الْأَخَوَيْنِ أَرْبَعَة دَرَاهِم وكندر ذكر مثله وأيرسا وزراوند مدحرج دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ ويسحقان ويستنّ بِهِ ويتمضمض قبله وَبعده بخل العنصل ويدلك اللثة بعده بالعسل وَحده.
قَالَ وَمن أَحْمد مَا يعالج بِهِ اللّثة والأسنان الْعَسَل وَذَلِكَ أَنه ينقي اللّثة والأسنان ويجلوها جلاءً مغتدلاً حَتَّى يحدث لَهَا ملاسة وصقالة وينبت مَعَ ذَلِك لحم اللّثة فقد جمع جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ اللّثة والأسنان وَهُوَ أسهلها كلهَا اسْتِعْمَالا.
وَقد ظن قوم أَنه يُرْخِي اللّثة وَلَا يفعل ذَلِك بل يشده لِأَنَّهُ مجفف فِي الثَّانِيَة مَعَه حراقة وجلاء قوي وَالْملح وَالسكر أَيْضا يذهب مَذْهَب الْعَسَل وَهُوَ بخشونته يَأْكُل وسخ الْأَسْنَان ويجلوها وَإِن سحق الطبرزد مِنْهُ خَاصَّة وخلط بالعسل كَانَ مِنْهُ سنُون يجلو الْأَسْنَان ويقبضها ويملّسها وينقي اللّثة ويشدها.
تشريح الْعِظَام قَالَ جالينوس إِن الْأَسْنَان من بَين سَائِر الْعِظَام يحس حسّاً بيّناً وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تقبل عصباً ليّناً من الدِّمَاغ.
من مسَائِل ابْن ماسويه قَالَ الْملح نَافِع للضرس جدا لِأَنَّهُ مضاد للحموصة الَّتِي أضرت.
تياذوق مثقالان حنظل أَرْبَعَة مَثَاقِيل حرمل يغليه بخل خمر ثمَّ يتمضمض بِهِ فَإِنَّهُ جيد مجرب لوجع الْأَسْنَان وينفع مِنْهُ أَن يطْبخ الْإِذْخر والإيرسا وَجوز السرو فِي الشَّرَاب الْقوي ويمسك فِي الْفَم مَعَ المر.
ابْن سرابيون للأسنان البادنجانية المسودة يُؤْخَذ سك محرق أَرْبَعَة أَوَاقٍ فلفل أَرْبَعَة دَرَاهِم حما مَا ثلثة دَرَاهِم ساذج هندي دِرْهَمَيْنِ جصّ محرق ثَمَانِيَة يسْتَعْمل فَإِنَّهُ جيد يدْفع تِلْكَ الْمَادَّة الَّتِي تعفن وَتسود للآكلة والضرس المتأكل احشه بالسك الممسك الْفَائِق فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَيمْنَع الأكال ويطيب النكهة
(1/423)
لي سنُون يسكن وجع الْأَسْنَان ويطيب الْفَم يصلح للملوك سك وَمر وأبهل وسنبل وَجوز السرو وعاة قرحا يسحق ويدلك بِهِ الْأَسْنَان جيدا ويمسك فِي الْفَم فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَيُقَوِّي وَيمْنَع الْموَاد أَن تنصب إِلَى السنّ.
وَمن بليغ لوجع الْأَسْنَان طبيخ العاقرقرحا وقشور أصل الْكبر وَجوز السرو يطْبخ فِي خل بَالغ الثقافة ويتمضمض بِهِ ويمسك ب فِي الْفَم طَويلا أَو طبيخ الزراوند الطَّوِيل أَو سلخ الْحَيَّة)
لِأَنَّهُ يجففّ بِقُوَّة.
قَالَ وَإِذا لم ينفع شدّ اللثة وَبَقِي السنّ متحركاً فأكو أَصله وشده بسلسلة ذهب.
قَالَ الضرس إِمَّا أَن يكون من الحامضة القابضة وَإِذا حدث ابْتِدَاء فَمن بلغم فِي الْمعدة حامض يعالج الْحَادِث من الأغذية بمضغ الفرقين بالجوز والفندق ودهن الغابة يمسك فِي الْفَم والشمع والعلك يمضغ.
قَالَ وَمن الْأَدْوِيَة فالمسح بالزراوند الطَّوِيل وَحب الْغَار والحلتيت وَلبن الللاغية والعنصل لي هَذَا ينفع ذهَاب مَاء السن لي على مَا رَأَيْت لِجَالِينُوسَ دوء جيدا لمن أفرط عَلَيْهِ وجع الْأَسْنَان وتأذى بِهِ وأزمن وَكَانَ يتَعَاهَد لِأَنَّهُ يجفّف تجفيفاً قَوِيا ويسخن يُؤْخَذ فوتنج يَابِس وقسط وعاقرقرحا وَمر وزنجبيل وَسعد وسنبل وإبهل وميويزج.
ينعم سحقه وتدلك بِهِ الْأَسْنَان دلكا جيدا طرفِي النَّهَار وَلَا يبلغ مَاءَهُ فَإِنَّهُ جيد بَالغ.
يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي تسخينه وتكميده بصفرة بيض مسخن مَا يجفف الْأَسْنَان بِقُوَّة بِلَا حرارة أقاقيا وجلنار وشب يسكن بِهِ وقشور بيض وقرون محرقة مغسولة وَنَحْوهَا.
(1/424)
فلدفيون جيد للآكلة جدا أقاقياً اثْنَي عشر درهما بِالسَّوِيَّةِ نورة غير مطفية ثَمَانِيَة دَرَاهِم شب ثَمَانِيَة دَرَاهِم يَجْعَل أقراصاً بالخل وترفع للْحَاجة.
لسابور مجرب فلفل عشرَة عاقرقرحا ميويزج زنجبيل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق ارمني سِتَّة دَرَاهِم ينعم سحقه ويدلك بِهِ الْأَسْنَان واللّثة فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي تسكين وجع الْأَسْنَان.
من كتاب غَرِيب للضربان فِي الضرس بِلَا ورم حَار اسحق خردلاً وَضعه فِي أَصله فَإنَّك ترى عجبا من نَفعه إِن شَاءَ الله.
الرَّابِعَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ أوجاع الْأَسْنَان الكائنة عَن مَادَّة رقيقَة تسيل إِلَيْهَا من فَوق يَنْبَغِي أَن يعالج فِي أول الْأَمر بِمَا يمْنَع لِئَلَّا ترم اللثة ويعتني باستفرغ الْبدن وتغذيته باللطيف المعتدل فَإِن حدث ورم فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الحارة الرّطبَة الَّتِي تستفرغ الْمَادَّة بِلَا لذع فَإِن لم يسكن وَحدث بِهِ سهر فَاسْتعْمل المخدرة فَإِن لم يسكن بِهِ أَيْضا فعالجها بِمَا يقْلع السَّبَب الْفَاعِل بِأَن تكسبها كبساً دَقِيقًا مثل الفلفل والعاقرقرحا والدردي ب المحرق والفريبون لي على مَا رَأَيْت الوجع فِي السّن إِمَّا إِن يكون لِأَن اللّثة وارمة يحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى الفصد وَإِلَى المائعة الَّتِي لَا تخشن وَرُبمَا كَانَ فِي الْعصبَة الَّتِي تَأتي أَسْفَل السنّ وَلم يُعْط)
جالينوس عَلامَة والعلامة إِذا كَانَت فِي نفس السنّ احسّ بالوجع إِلَى طرف السنّ وَإِذا كَانَ فِي الْعصبَة أحسّ بالوجع غائراً وَفِيه شَيْء شَبيه بالضرس واشتكى مَعَه الفك فَإِذا اشْتَكَى الفك واللثة غير وارمة فَهُوَ لتمدد الْعصبَة وَيحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة القوية جدا كالمتخذ بالخل والفوتنج والعاقرقرحا هَذَا عِنْد التَّحْلِيل فِي آخر الْأَمر فَأَما فِي أول الْأَمر إِذا أردْت الْمَنْع بخل وعفص وَانْظُر حِين يوجع الْأَسْنَان هَل اللّثة وارمة أم لَا فالنوعان الْآخرَانِ فعلاجهما وَاحِد فَإِذا نظرت فِي ذَلِك فَانْظُر فَإِن كَانَ دَلَائِل ورم فِي أصل الْأَسْنَان أَو فِي اللّثة فَخذ فِي الْمَانِعَة أما الَّذِي فِي اللثة فبدهن الْورْد المفتّر والمصطكي وَأما الَّذِي فِي أصل السنّ فبالعفص والخل وَبعد ذَلِك بالمحللة أما الأول فبالشراب المسخن وَأما الثَّانِي فَخَل وفوتنج وعاقرقرحا وَإِن كَانَ الوجع من أخلاط غَلِيظَة أَو ريَاح نافخة فالتكميد والترياق والجوع الإسهال.
دَوَاء مِنْهُ للوجع المبرح أفيون وَمر وفلفل ويعجن بِعَسَل ويطلي بِهِ السنّ الوجع يُؤْخَذ مِنْهُ فِي الْفَم.
للَّذي يوجعه إِذا شرب الْبَارِد يكمد بصفرة الْبيض حارة جدا ويغيرها من الطَّعَام الْحَار فَإِن سكن وإلاّ أدلك بايارج فيقرا فَإِن سكن وَإِلَّا أدلك بالترياق.
(1/425)
ابْن طلاوس قَالَ إِذا اشْتَدَّ الوجع فَاسق العليل فلونيا وَيَأْخُذ مِنْهُ فِي فِيهِ لينام فَإِنَّهُ ينَام وينضج الوجع ويسكن لي انْظُر إِذا ألم السن إِلَى اللّثة فَإِن كَانَ هُنَاكَ ورم فافصده وأسهله ومضمضه بأَشْيَاء يسيرَة الْقَبْض مَعَ مرخية كدهن الْورْد وَالْخلاف وألصق عَلَيْهِ وردا وعدساً وطباشرياً وبزر الْورْد وكافوراً وَلَا تسْتَعْمل جلاء القوية الْقَبْض والحدّة الْبَتَّةَ فَإِن اشْتَدَّ الوجع فمضمضه بِالْمَاءِ الْحَار وكمّد اللحى فَإِن اشْتَدَّ فأعطه قدر دانقين أفيوناً لينام فَإِنَّهُ يصبح وَقد سكن لِأَن الورم ينضج وَإِن كَانَ الوجع بِلَا ورم فَعَلَيْك بالخل الَّذِي قسطبخ فِيهِ الْأَشْيَاء الحرّيفة ثمَّ بِالْمَسْحِ بالفلفل وَنَحْوه وَيتْرك الْغذَاء الْبَتَّةَ إِلَى أَن يسكن وَيشْرب شرباً صرفا قَلِيلا وَيكثر الغرغرة ثمَّ الدَّلْك بالفلفل والأيارج. قَالَ وينفع من ورم اللّثة أَن يلفّ صوفة على ميل وتغمسه فِي زَيْت مسخّن وتضعه على اللّثة فَإِنَّهُ يسكن الوجع وَنَفس الورم سَرِيعا ب وَهُوَ عَجِيب جدا.
يُوسُف الساهر قَالَ إِذا لم ينجح فِي الضرس دَوَاء وَاشْتَدَّ الوجع فَخذ زيتاً فاغل فِيهِ مرزنجوش وحرمل ثمَّ احم مسلتين معرقفتي الرَّأْس وأغمسهما وَهِي حارة فِي ذَلِك الزَّيْت وادخل أَحدهمَا الْفَم وَضعهَا على الضرس حَتَّى يبرد فَإِذا بردت فضع الْأُخْرَى حَتَّى تكويه سِتّ كيّات)
فِي سِتّ مَرَّات فَإِن الوجع يسكن سكوناً عجيباً لي لوجع الْأَسْنَان يسكن من سَاعَته كبيكج أُصُوله وورقه خربق أَبيض ميويزج شيطرج عاقرقرحا فلفل كندش سك سعد سنبل زراوند طَوِيل إِذْ خر شَحم الحنظل أصل الْكبر ينعم سحقه ويلصق بأصول الْأَسْنَان الوجعة فَقَط ويتحفظ لَا ينزل مِنْهُ شَيْء إِلَى الْبَطن ويبزق مَاءَهُ ويلصق مَرَّات كَثِيرَة فَإِنَّهُ يسكّن الوجع الْبَارِد الغليظ والأجود أَن يتمضمض كل مرّة بعده بخل فايق قد طبخ فِيهِ عاقرقرحا وشيطرج وَهَذَا العلاج يسكّن الوجع علاجاً وَلكنه يفتّت السنّ وَذَلِكَ أَنه بَالغ فِي التجفيف.
دهن نَافِع لورم اللثّة يُؤْخَذ دهن ورد فينقع فِيهِ أَو يغلي سنيل وَورد يَابِس ومصطكي ويتمضمض بِهِ.
مضمضة لوجع الْأَسْنَان عَجِيب يُؤْخَذ خربق أَبيض وكندش وعاقرقرحا وشيطرج هندي يطْبخ بالخل ويمسك فِي الْفَم مَرَّات. ح مُفْرَدَات القطران يسكّن وجع الضرس الْمَأْكُول إِذا قطر فِيهِ وينقيه كُله وَيَرْمِي بِهِ
(1/426)
لي امسح الضرس الوجع من الْبرد بالقطران المسحن مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن الوجع سَرِيعا أَو بدهن الْخَرْدَل. ح قَالَ لَيْسَ شَيْء من الْأَدْوِيَة يجفف تجفيف الدارصيني وَلَا مَا هُوَ مِنْهَا فِي غَايَة الْحَرَارَة على أَن الدارصيني لَيْسَ بقوى الإسخان لي هَذَا جيد لوجع الأضراس جدا يدلك بهَا أَو مضغ ويعصر عَلَيْهَا. ح قَالَ أصل الباداورد وأصل الشكاع ينفع مَتى طبخ بِالْمَاءِ ويمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان الزراوند المدحرج ينقى الْأَسْنَان الوسخة ويسكن الوجع الْحَادِث مِنْهَا من ريح غَلِيظَة وخلط غليظ أصل لِسَان الْحمل يمضغ أَو يطْبخ بِمَاء ويتمضمض بِهِ أوجع الْأَسْنَان جيد لي هَذَا اسفاراغس قَالَ أَصْلهَا وبزرها يشفى من وجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُ يجفّف بِقُوَّة من غير أَن يسخّن وَهَذَا هُوَ أَكثر شَيْء يحْتَاج إِلَيْهِ الْأَسْنَان خَاصَّة الكنبيكج أَصله وورقه إِذا جفّف وعولج بِهِ الْأَسْنَان سكّن وجعها مَعَ أَنه ينقيّها لِأَنَّهُ يجفّف تجفيفاً قَوِيا. ح دهن المصطكي ودهن حَيَّة ودهن الْحبَّة الخضار ب ودهن الْإِذْخر كل وَاحِد مِنْهَا يلين ويحلّل مَعَ قبض قَلِيل لي فَهِيَ لذَلِك نافعة من ورم اللثّة جدا لي قشر أصل الْكبر يجلب بلغماً كثيرا فَهُوَ لذَلِك نَافِع لوجع الْأَسْنَان إِذا مضغ أَو تغرغر بطبيخه يطْبخ مرّة بخل وَمرَّة بشراب وَمرَّة يمضغ وَحده على حسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.)
القطران أَن قطّر مِنْهُ فِي الضرس الْمَأْكُول سكّن الوجع وَقت الضرس لي إِذا احتجت أَن تقلع ضرساً مَأْكُولا فاحشه بِهَذِهِ الَّتِي تفتّت وَالَّتِي تقلع مَرَّات حَتَّى يتفتّت.
عصارة التوث وربّه جيد لأوجاع اللّثة لِأَنَّهُ يقبض باعتدال.
لحا شَجَرَة الدلب يبلغ من تجفيفه أَن تشفى وجع الْأَسْنَان إِذا طبخ بخل ويمضمض بِهِ أصل العاقرقرحا يسكّن وجع الْأَسْنَان الْحَادِث عَن برد إِذا طبخ.
أصل اليتوعات إِذْ طبخ بخل وَأمْسك فِي الْفَم شفي وجع الْأَسْنَان فَأَما لَبنهَا فَإِنَّهُ يقطر فِي السّن المتأكل فيشفيه وينقّيه.
الْعُرُوق الصفر نافعة جدا لوجع الْأَسْنَان إِذا مضغت السّمن إِذا سخّن قَلِيلا ودلك بِهِ اللّثة مَرَّات سهل نَبَات الْأَسْنَان من الصَّبِي وَكَانَ نَافِعًا جدا للورم فِي اللّثة اللَّبن الْحَار إِذا تمضمض بِهِ مَرَّات شفي أورام اللثّة السّمن ينضج جَمِيع الأورام فِي الْفَم إِذا كَانَ قد انْقَطع
(1/427)
السيلان إِلَيْهَا ويسكن أوجاعها دماغ الأرنب إِذا شوي وَأكل نفع الصّبيان فِي خُرُوج أسنانهم بِمَنْزِلَة مَا يفعل السّمن وَالْعَسَل. ح قشور الصنوبر إِذا طبخ بخل بعد أَن يدق ويمضمض بِهِ وَهُوَ حَار سكّن وجع الْأَسْنَان القفر إِذا سخن وَوضع مِنْهُ على الضرس الوجع سكّن وَجَعه طبيخ قشور التوث والقطران إِذا قطّر مسخّناً فِي السّن المأكولة نفع من وجع الْأَسْنَان وتفّتت السنّ الْمَأْكُول.
أصل الحمّاض أَن طبخ بشراب يسكّن الوجع طبيخ الهليون أَو طبيخ بزره يسكن وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د الثوم إِذا طبخ مَعَ الكندر وخشب الصنوبر الدسم وَأمْسك فِي الْفَم مِنْهُ خفف وجع الْأَسْنَان. د الْكبر أَن طبخ ثمره بخل وَأمْسك فِي الْفَم سكن وجع ب الْأَسْنَان شيطرج أَن علق الطري مِنْهُ فِي عنق من يشتكي سنّه سكن الدرد.
حرمل أَن مضغ سكن وجع الْأَسْنَان لَا يعدله فِي ذَلِك شَيْء طبيخ الصعتر يبرىء وجع الشونيز إِذا طبخ بالخل مَعَ خشب الصنوبر الدسم وَأمْسك فِي الْفَم أبرء وجع الْأَسْنَان لي أرى أَنه لَا شَيْء أبلغ لقلع الْأَسْنَان من الْخلّ وَلَا أَشد تحريكاً لَهَا مِنْهُ فليطلي بدردي الْخلّ الحلتيت يوضع فِي أكال الْأَسْنَان فيسكّن وَجَعه ويخلط بالكندر ويلطّخ على خرقَة وَيُوضَع على الْأَسْنَان الوجعة فيسكّن ويطبخ مَعَه الصعتر فينتفع والأنجدان وورق هَذِه الشَّجَرَة يفعل ذَلِك أصل)
الخطمى إِذا طبخ بالخل وَأمْسك فِي الْفَم سكّن وجع الْأَسْنَان.
اريباسيوس قَالَ إِذا أحسست أَن أَسْنَان الصَّبِي تخرج فَقدم وأطل لثته كل يَوْم مَرَّات بالزبد فَإِنَّهَا تخرج بِلَا وجع وخاصة إِن كَانَ مَعَ عسل.
مسيح الكزمازج نَافِع من تَأْكُل الْأَسْنَان.
الْيَهُودِيّ قَالَ يطلي لثة الصَّبِي كل يَوْم بالزبد ويمر عَلَيْهِ شعير كَأَنَّهُ يحلّل فَإِنَّهُ يسهل نَبَاته.
الفلاحة الكرنب أَن أطْعم الصَّبِي سهل نَبَات أَسْنَانه.
(1/428)
الْيَهُودِيّ خاصية الكراث فَسَاد الْأَسْنَان واللثّة.
الدِّمَشْقِي ومسيح المر يمْنَع تأكّل الْأَسْنَان إِذا دلك أَو حشي فِيهَا وَذَلِكَ أَنه بَالغ التجفيف مَعَ قَلِيل اسخان فاعتمد عَلَيْهِ الخوز قَالَت الفوفل الْيَابِس جيد للأسنان.
الخوز السندروس لَا يعدله شَيْء فِي النَّفْع من وجع الْأَسْنَان تانبول شَيْء يمضغه الْهِنْد يُقَوي ابْن ماسويه إِن دلك السّن الْأَلَم بالثوم سكّنه من سَاعَته إِن كَانَ من برد لي دَاء يسكن وجع الْأَسْنَان جندبادستر فلفل حلتيت عاقرقرحا زنجبيل خَرْدَل زريوند يعجن بِعَسَل الزنجبيل ويدلك بِهِ عِنْد الْحَاجة السنّ واللثّة الوجعة مرّات.
الثَّالِثَة من الأخلاط قَالَ قد يعرض لنا الضرس مَتى رَأينَا إنْسَانا يَأْكُل الْأَشْيَاء المضرّسة.
لوجع الْأَسْنَان الَّذِي من ورم اللّثة يُؤْخَذ نَبِيذ زبيب عَتيق ودهن ورد خام ويطبخ ويمسك ذَلِك الدّهن فِي الْفَم فَإِنَّهُ عَجِيب لي كَانَ بِرَجُل وجع شَدِيد فكّمدت لحيته تكميداً متداركاً حَتَّى احمّر ثمَّ قطرت زيتاً مسخّناً على سنّه وامرته أَن يعّض على شَيْء حَار وسط خبز حَار حِين خرج من التنّور فورم لحيته وسكّن الوجع
(1/429)
وَآخر ضمدت لحيته ببزر كتَّان وحلبة وشبت وخطمى وبابونج وَرُبمَا مرخته بِزَيْت والجندبادستر والفرفيون ودلكت أصل السّن بِهِ.
الَّتِي تسهل قلع السن عاقرقرحا حنظل شبرم مازريون بورق ضفادع عروق قشر التوت زرنيخ أصفر قشرالكبر بزر الأنجرة بلنجاشف مقل حلتيت.
على مَا فِي الميامر قَالَ إِذا اشْتَكَى إِلَيّ إِنْسَان وجع السّن فَانْظُر أوّلاً هَل لثّته وارمة فَإِن النَّاس لَا يفرّقون من وجع السن وورم اللثّة ووجعها فَإِذا لم يكن فِي اللثّة ورم فَحِينَئِذٍ الوجع فِي السنّ نَفسه قَالَ وَأكْثر مَا يكون من فضل غذاءها وَيحْتَاج إِلَى مَا يحلل بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِلَى الْجُوع وَلِأَن غذَاء الْأَسْنَان والعصب لزج بَارِد صَار ينفع مِنْهُ الحارة اللطيفة الْمُقطعَة فجملة أَمر السنّ أَنه)
مَتى لم يكن من قبل اللّثة فَأذن يَنْبَغِي أَن يعالج بالقوية الإسحان والتقطع خَاصَّة بِالَّتِي تجتذب البلغم كشحم الحنظل والقنطوريون والخربق الْأَبْيَض وَنَحْوه لَكِن يَبْغِي أَن لَا تبلع والأسنان تتحرك إمّا لسعة الأواري أَو لِأَن الْعصبَة الْمُتَّصِلَة بهَا ترطب فتسترخي وعلاجها الْقَبْض إلاّ أَن الآخر يحْتَاج إِلَى مَا يسخن مَعَ ذَلِك.
قَالَ الْأَسْنَان فِي نَفسهَا تتوجع من شرب المَاء الْبَارِد والثلج والأغذية الْبَارِدَة فَيكون سَبَب وجعها سوء مزاج بَارِد بِلَا مادّة وَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى أَن يسخن بِمَاء يكمد ويدلك ويمسك فِي الْفَم وَرُبمَا كَانَ من سوء مزاج بَارِد مَعَ مَادَّة تنحدر من الرَّأْس وَإِمَّا من جَمِيع الْبدن وَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا يحلل ب مَا صَار إِلَيْهَا من المضوغات وَنَحْوهَا الحارة بعد تنقية الْبدن أَو الرَّأْس والأجود أَن تسْتَعْمل المضوغات المحلّلة والتكميد والدلك بعد جمع الْأَمريْنِ.
مسيح قَالَ الطَّعَام الحارّ جدا والبارد جدّاً ردي للأسنان وشره أَن يعاقبا.
قَالَ احش المثقوب بالمر مَعَ المصطكي والميعة وَإِذا لم يكن ورم فِي اللثّة وَكَانَ وجع السّن مُؤْذِيًا جدّاً فَاسْتعْمل الحارة جدا كالفلفل والفرفيون وكمّد خَارِجا بالملح ويحشى فِي المتأكل الوجع الحلتيت فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته.
فلدفيون عَجِيب قَالَ صبّ رطلين خل فِي فخار جَدِيد وَيُوضَع فِي تنّور لَيْلَة مغطى الرَّأْس ثمَّ افتحه إِذا برد وَخذ زرنيخاً أَحْمَر ونورة جزءين فاعجنه بذلك الْخلّ وَعند الْحَاجة يدلك بِهِ فَإِنَّهُ يصلب اللثّة جدا وَيَكْفِي فِي السّنة ثَلَاث مَرَّات ويتمضمض بعده بخل عسل إِن شَاءَ الله.
وَمِمَّا ينفع الْحفر أَن يدهن الْأَسْنَان عِنْد النّوم ويحذر كلما يخشنها لي اسْتعْمل للجلاء القلي فَإِنَّهُ يجلو ويلين ونملس مَعَ ذَلِك.
(1/430)
تجربة لي للوجع فِي السّن عفص شب نوشادر عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بقطران وَيرْفَع ويدلك بِهِ السن عِنْد الوجع ويحشى فِي أكالة.
وَأَيْضًا عَجِيب مجرب يحمل مِنْهُ إِلَى الْبلدَانِ لجودته لب نوي الخوخ وَمثل نصفه فلفل يعدن بقطران ويدلك بِهِ السن أَو يحشى فِي أكالة يوضع عَلَيْهِ بقطنة ويعض عَلَيْهِ.
الطبيعيات لبن التوث يعجن بِهِ كندر يقْلع الضرس أَن ألصق عَلَيْهِ فِي سَاعَة.
سنُون عَجِيب يُؤْخَذ كشك الشّعير فيرضّ ويلتّ بِعَسَل وقطران يسير شَامي وَيجْعَل قرصاً ويلفّ فِي قرطاس وَيجْعَل فِي تنور على آجرة فَإِذا اسودّ لَونه أخرج وَتحل ثمَّ تضم قشار الْعود)
وجلنار وقشور رمان وَسعد وملح من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم ويستنّ وَهَكَذَا يحرق الشّعير.
جبرئيل بن بختيشوع يشدّد ويجلو ويطيب دَقِيق شعير وملح عجين بِالسَّوِيَّةِ يلت بِعَسَل ويعجن بمطبوخ ريحاني وقطران شَامي ويخبز فِي تنور على آجرة حَتَّى يحرق ويسحق ويلقى عَلَيْهِ وزن عشْرين درهما كزبازك وَسعد وفوفل أَرْبَعَة أَرْبَعَة دَرَاهِم زنجبيل أَرْبَعَة دَرَاهِم وَيسْتَعْمل ويسكّن الضرس الْمَأْكُول أَن يحشوه بأفيون ب أَو فلونيا.
قَالَ ديسقوريدوس أَن قرن الإيل إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الضرس والمحرق مِنْهُ يجلو الْأَسْنَان وعصر أَنا غلس إِذا قطر فِي المنخر الْمُخَالف للوجع سكّن الوجع والحلتيت يوضع فِي أكال الْأَسْنَان فيسكّن وجعها ويخلط أَيْضا بالكندر ويلطخ على خرقَة وَيُوضَع على السنّ الوجع فسكّن وَجَعه ويطبخ مَعَه الزوفا والتين بخل ممزوج بِمَاء ويتمضمض بذلك الطبيخ فيفعل ذَلِك.
طبيخ أصل الباداورد جيد لوجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د قَالَ جالينوس إِنَّه ينفع من وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د قَالَ جالينوس إِنَّه ينفع من وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بطبيخه طبيخ البنج أَو بزر البنج بخل ينفع إِذا تمضمض بِهِ من وجع الْأَسْنَان وطبيخ أصل البوصين إِذا أمسك فِي الْفَم يسكّن وجع الْأَسْنَان والجاوشير إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان سكّن وجع الْأَسْنَان قشور الدلب إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ نفع وجع الْأَسْنَان. ح طبيخ أصل الهليون إِذا تمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان.
وجالينوس قَالَ بزر الهليون وَأَصله يبريء وجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُمَا يجففان من غير اسخان
(1/431)
وَهَذَا أَكثر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ خَاصَّة دهن الْورْد يتمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان وزيت الأنفاق يُقَوي الْأَسْنَان إِذا أمسك فِي الْفَم وصمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان شَدِيدا إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان سكّن وَجَعه وطبيخ الزوفا بخل أَن تمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان. د. الزاج الْأَحْمَر الْمُسَمّى سوري يبريء وجع الأضراس المتأكلة إِذا جعل فِي الأكال وَإِن أخر مَا فِي الحنظلة ومليت بخل وطبخت على رماد حَار وتمضمض بِهِ وَافق وجع الْأَسْنَان وَإِن تمضمض بطبيخ سلخ الْحَيَّة بشراب نفع من وجع الْأَسْنَان.
بولس قَالَ سلخ الْحَيَّة مجفف غَايَة التجفيف وَلذَلِك إِن طبخ بالخل وتمضمض بِهِ اذْهَبْ لوجع الْأَسْنَان طبيخ أصُول الخطمى بشراب أَن تمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان أصل اليتوع إِذا)
طبخ بالخل ويمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان وَلَا سيّما المتأكلة وَلبن اليتوع لِأَنَّهُ أقوى يَجْعَل فِي الأكال نَفسه ويشد فَوْقه بموم لِئَلَّا يُصِيب اللثة لِأَنَّهُ يقرح من سَاعَته وَيَنْبَغِي أَن يَجْعَل حول السنّ شمع ثمَّ يقطر ويحترز مِنْهُ أصل الكرفس الْبري إِن علق فِي الرَّقَبَة سكّن وجع الْأَسْنَان لكنه يفتتها لِأَنَّهُ يجففها تجفيفاً قَوِيا.
جالينوس بزر الكارث إِذا عجن بالطران بعد سحقه ويحرث مِنْهَا الأضراس الَّتِي فِيهِ الديدان د ثَمَر الْكبر وقشور أُصُوله إِذا طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان.
قَالَ وَإِن عضّ بالسنّ الْأَلَم على أصل الْكبر الرطب نفع. د جالينوس قَالَ قشور أصل الْكبر ينفع من وجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بطبيخه مرّة بخل ومرّة بشراب ومرّة يعضّ عَلَيْهِ فَقَط على قدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
إِن طبخ لِسَان الْحمل ومضمض بِهِ أَو مضغ الأَصْل نَفسه سكّن وجع الْأَسْنَان. د لِسَان الْحمل قَالَ جالينوس يسْتَعْمل فِي مداواة جَمِيع وجع الْأَسْنَان وَيُعْطِي صَاحب الوجع فِي السّن أَصله لمضغه ويطبخ الأَصْل أَيْضا بِالْمَاءِ وَيُعْطِي ذَلِك ليتمضمض بِهِ والميويزج إِذا طبخ بالخل ويمضمض بطبيخه.
(1/432)
روفس السندروس قَالَ لَا يعدله شَيْء فِي النَّفْع من وجع الْأَسْنَان وطبيخ أصل السوس الْبري إِذا تمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان لِأَن هَذَا الأص قَابض مُحَلل مَعًا.
جالينوس وصمغ سماق الدباغين يَجْعَل فِي أكال الْأَسْنَان فيسكّن وجعها. دَوَاء خل العفص إِذا وضع فِي الْأَسْنَان المأكولة سكّن وجعها وعروق الصباغين مَتى مضغت نافعة من وجع الْأَسْنَان جدا.
جالينوس كبد سَام أبرص إِذا وضع فِي الْأَسْنَان المأكولة سكّن وجعها. د قَالَ جالينوس قرنة محرقة كَذَلِك يسكّن وجع الْأَسْنَان الْحَادِث عاقرقرحا الْبرد. د إِن طبخ قشور الكاكنج المنوم وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم سكّن وجع الْأَسْنَان. د قشور الصنوبر إِن أغلي بالخل وتمضمض بِهِ أبرء وجع الْأَسْنَان.
بولس القفر إِذا وضع فِي السّ الوجع سّكنه. د طبيخ قثاء الْحمار بخل جيد لوجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ. د القنة إِن وضع مِنْهَا على السّن الوجع إِذا دخل فِي أكاله سكّن والقطران إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان الوجعة فتّت السّن. د وَإِن تمضمض بِهِ مَعَ الْخلّ سكّن وَجَعه أَيْضا.) د أصُول اليشطرج إِن علقته فِي عنق من يشتكي أَسْنَانه يظّن بإنه يسكّن الوجع. د الشونيز إِن طبخ بالخل مَعَ شب مَعَ خشب الصنوبر الدسم وتمضمض بِهِ حاراً سكّن وجع الْأَسْنَان.
(1/433)
د ورق التوث إِن أنعم دقه وطبخ بالخل وتمضمض بِهِ حاراً سكّن وجع الْأَسْنَان. د وَكَذَلِكَ إِن طبخ خشبه بعد أَن يشقّق صغَارًا طبيخ شجر التوث وورقه نَافِع لوجع الْأَسْنَان ودمعة التوث تصلح لوجع الْأَسْنَان ب د لبن التِّين إِذا جعل فِي أكال الْأَسْنَان سكّن وجعها. د إِن طبخ الثوم وخشب الصنوبر وكندر وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم نفع وجع الْأَسْنَان. د أصل الخطمى إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان. د إِن طبخت الخراطين بالزيت وقطّر فِي الْأذن الْمُخَالف للسّن الوجع أبرءه. د الْخلّ حميد فِي جَمِيع أوجاع الْأَسْنَان وَإِن كَانَ الوجع بَارِدًا فليسخّن ويتمضمض بِهِ.
ابْن ماسويه عصارة أصل الْخُنْثَى إِذا قطر فِي الْأذن الْمُخَالف للسّن الوجع يسكّن الوجع. د الخربق الْأسود إِذا طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكّن وجع الْأَسْنَان.
قَالَ جالينوس الخربقين كِلَاهُمَا تفعلان ذَلِك.
قَالَ إنَّهُمَا ينفعان الْأَسْنَان لشدّة تجفيفهم وإسخانهما.
ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من تأكّل الأضراس أَن يوضع فِي الْموضع الْمَأْكُول قطران مَعَ جَوف العفص وبزر الكراث بعد سحقه ودقّه وعجنه بالقطران يفعل مثل ذَلِك الحلتيت.
إِسْحَاق إِذا تأكّل الضرس فاسحق الشونيز بخل ثَقِيف واحش بِهِ أكاله وَإِن كَانَ وَجَعه من برد فامضغ عَلَيْهِ العاقرقرحا والميويزج ويمضمض بسكنجبين أَو مَاء عسل قد طبخ فِيهِ زوفا وفوتنج بري وَإِن كَانَ من حرّ فماء الْورْد وَمَاء السماق والخل مُوَافق لَهُ وَإِن كَانَ يجد فِي الْأَسْنَان بردا شَدِيدا فليجعل عَلَيْهِ ورق الْغَار وحبه مسحوقين بِالسَّوِيَّةِ.
من تذكرة عَبدُوس لوجع الْأَسْنَان يطْبخ الخربق الْأسود بخل ويتمضمض بِهِ أَو البنطافلن أَو ميويزج يطْبخ بخل ويمسك فِي الْفَم أَو ورق الدلب أَو ورق الْغَار يطْبخ بخل أَو عفص ويمسك فِي الْفَم.
من التَّذْكِرَة للأسنان المتأكلة والوجع مِنْهَا يذاب زرنيخ أَحْمَر بِزَيْت يغلي فِيهِ ويقطّر فِي الشَّافِعِي الأكمال نَافِع جدا.
قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء جندبادستر وأفيون يَجْعَل شيافاً بشراب حُلْو ميفختج ويقطّر فِي)
الْأَسْنَان المأكولة ويقطّر فِي الْأذن الَّذِي من جَانِبه فَإِنَّهُ يسكّن وجع العليل.
الْعِلَل والأعراض قَالَ قد يعرض للأسنان أَن ينكسر بِغَلَبَة اليبس على الْجَسَد.
(1/434)
أبيذيميا قَالَ وجع الْأَسْنَان إِمَّا من ورم أَو لتأكّل أَو من حرّ شَدِيد وَرُبمَا حدث من فضلَة تنصب إِلَيْهَا من الرَّأْس.
الْأَسْنَان المتأكلّة يَنْبَغِي أَن تعالج مُنْذُ أوّل وجعها بِدفع الْمَادَّة عَنْهَا فَإِذا جعلت فِيهَا فالأشياء الحارّة الرّطبَة وَإِن أزمن الوجع جدا وَطَالَ فليحشى بعده بالفلفل المسحوق وَلَا يعنف الحشو لِأَنَّهُ يوجع ويضرّه وَإِن أفرط الوجع فِي حَال ب فليحشى بالمخدّرة.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ إِذا تحرّك الضرس والسّن الوجع فاقلعه بِرِفْق جدا واتّق قلع مَا لَا يتحرّك فَإِنَّهُ رُبمَا عرض مِنْهُ أَن ينْكَشف اللَّحْم ويعفن ويهيج مِنْهُ وجع شَدِيد جدا وَرُبمَا عرض مِنْهُ وجع الْعين ويولّد الْقَيْح وَالْحمار وينفع من وجع السّن أَن يَجْعَل عَلَيْهِ شب يماني ويكبّس السّن عَلَيْهِ فَإِذا انحلّ جعل غَيره وَإِن أردْت أَن لَا ينْحل سَرِيعا فلفّ عَلَيْهِ خرقَة رقيقَة وينفعهم طبيخ الكراث بالخل أَو طبيخ ورق الجعدة أَو طبيخ خشب الصنوبر الدسم مَوضِع العقد أَو طبيخ الميويزج بشراب أَو طبيخ أصل الآس بخل أَو ورق اللاعبة والعاقرقرحا أَو الفوتنج يتضمد بِهَذِهِ سحنته أَو يَجْعَل على الْأَسْنَان صمغ العوفا دائر مَعَ السداب أَو الجاوشير أَو الحلتيت يخلط بِشَيْء يسير من الفلفل وألزق الشمع وَيجْعَل فِيهِ أَو عَلَيْهِ أَو يَجْعَل فِيهِ قنة فَأَما المتأكلة فَاجْعَلْ فِيهَا شَيْئا مِمَّا ذكرنَا أَو اجْعَل فِيهَا لبن التِّين أَو أفيوناً وقنّة أَو زرنيخاً مَعَ موم أَو زبيب الْجَبَل أَو الفلفل وصمغ وموم ويهيأ وَلبن اليتوع مَعَ قطران وتخوف عَلَيْهِ من القطران الْكسر وَاحْذَرْ أَن ينكسر فَإِنَّهُ يعظم ضَرَره ووجعه.
دَوَاء مجرب يُؤْخَذ شب وَعسل فيطبخ فِي إِنَاء نُحَاس ويقطّر مِنْهُ فِي السّن الْمَأْكُول وَهُوَ مسخّن أَو احشه بعلك البطم أَو يُؤْخَذ ورق القوقور وَهُوَ النبوت وورق الزَّيْتُون فيعجنان بصمغ البطم وَيجْعَل فِيهِ فَإِن مجرب.
بختيشوع قَالَ يَجْعَل فِي الأكال حلتيت يسكّن من سَاعَته وَيجْعَل فِيهِ موم لِئَلَّا ينْحل وَكَذَلِكَ الجاوشير.
الميامر قَالَ جالينوس إِن السّن يألم فِي نَفسه وَيَجِيء إِلَى أصل كل سنّ عصبَة فَتلك الْعصبَة تألم وَإِنَّمَا يسكن الوجع إِذا قلع السّن لِأَنَّهُ لَا يعرض لَهَا بعد ذَلِك تمدد لِأَنَّهَا قد استرخت من)
الرَّبْط والعظم الَّذِي بِسَبَبِهِ كَانَت تتمدد قد صَار لَهَا مَوضِع ينفذ مِنْهُ مَا يتحلّل وَصَارَ الدَّوَاء يُمكن يلقاها مماسة وكما إِنَّه يحضّر لون السّن كلّه حَتَّى يصير كالبادنجان كَذَلِك لَيْسَ بعجيب أَن يعرض لَهَا شَبيه بالورم قَالَ وَمِمَّا يعرف بِهِ ذَلِك تموها فَإِن السّن الَّذِي يقْلع قد يَعْلُو السّن الَّذِي يُقَابله.
قَالَ وحركة الْأَسْنَان الطبيعية تعرض من أَنَّهَا تهزل فتتّسع مراكزها وَلَا دَوَاء لَهُ كَمَا يعرض فِي الشيخوخة وَهَؤُلَاء إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُقَوي لثتهم فَقَط ليقوي على حفظ الْأَسْنَان وَهَؤُلَاء إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُقَوي لثتهم فَقَط ليقوي على حفظ الْأَسْنَان قَالَ والوجع الَّذِي هُوَ فِيهَا يشبه الفلغموني فِي سَائِر الْبدن فَإِنَّمَا يعرض للشبّان والتأكّل إِنَّمَا يكون لأخلاط ردية تنصّب إِلَيْهَا فَإِن كَانَت قَليلَة داويت نفس السّن بالأدوية المجفّفة
(1/435)
وَإِذا كَانَ الْخَلْط كثيرا احتجت أَن تنقي الرَّأْس وَقبل ذَلِك جملَة الْبدن فَأَما الْأَسْنَان الَّتِي تسرع الْكسر فَإِن ذَلِك لرطوبتها فقوّها بالأدوية المجفّفة وَكَذَلِكَ فالتي يخضرّ لَوْنهَا فسببه رطوبات ردية فعالجها بِمَا لَهُ تجفيف.
قَالَ جالينوس إِذا كَانَ فِي الْأَسْنَان وجع من غير وجع فِي اللثة فَيمكن أَن يكون ذَلِك الوجع فِي السن نَفسه وَيُمكن أَن يكون فِي الْعصبَة الَّتِي تَأتي أَصْلهَا وَلذَلِك يحْتَاج من جنس الْأَدْوِيَة القابضة المحللة فِي أَوْقَاتهَا إِلَى القوية جدا وَلذَلِك يسْتَعْمل الْخلّ الْبَالِغ الثقافة لي لِأَن الوجع إِذا كَانَ فِي السن نَفسه فَإِنَّمَا هُوَ فِي عظم وَيَنْبَغِي أَن يكْتب من الْأَعْضَاء دَلِيلا على اخْتِيَار قُوَّة الدَّوَاء فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الْعصبَة الَّتِي تحتهَا فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغوص فِي السن واللثة حَتَّى يصل إِلَيْهَا فَيَنْبَغِي أَن يكون قَوِيا وَأعْطى لوجع الْأَسْنَان خل قد أغْلى فِيهِ عاقرقرحا أَو شَحم الحنظل يتمضمض بِهِ مرّات كَثِيرَة ويمسكه وقتا طَويلا أَو إِسْحَق شونيزاً واعجنه وضع مِنْهُ فِي السن الوجع وَعَلِيهِ وضع فِي الْمَأْكُول فلفل وبارزد وَعسل أَو حلتيت أَو شونيز أَو ثوم أَو عفص معجوناً بقطران وَإِن طَال الوجع فَاحم حَدِيدَة وَضعهَا على السن مرّات فَإِنَّهَا تصيره لَا تقبل الوجع وينفع فِي الوجع الشَّديد أَن يكمد الفك الجاورس وَالسّن الوجع بالدهن المسخّن أَو يوضع شمع على السن الوجع ويدني مِنْهُ بِالْفِعْلِ مرّات فَإِن كَانَ الوجع مبرحاً فاثقب السن بمثقب ثمَّ عالج فَإِنَّهُ لَا يتأكل أبدا وَيمْنَع أَن يوجع بتة فَإِن اشْتَدَّ دفْعَة لثبته فَاسْتعْمل بعده عسلاً أَو يغلي شونيز ثمَّ يسحق بخل ثَقِيف ويدخله فِي الأكال فَإِنَّهُ يقف وَلَا يزِيد.
حنين فِي إصْلَاح الْأَسْنَان يسْتَدلّ على أَن الْأَسْنَان تقبل الفضول من أَنَّهَا تسودّ فلولا أَنَّهَا قد)
قبلت ذَلِك الْفضل لما اسودّت وَالثَّانِي إِنَّه إِذا قلع الضرس من أَسْفَل طَال الْأَعْلَى الَّذِي يُقَابله وبالضد وَذَلِكَ إِنَّه فِي الْحَال الأول كَانَ مَا يُقَابله يطحنه فِي وَقت المصغ فَلَمَّا قلع الْمُقَابل لم يطحن فَيعلم من ذَلِك أَنَّهَا تنمي دَائِما فَلذَلِك لَيْسَ بمنكر أَن يعرض لَهَا الأوجاع.
حنين إِذا كَانَ العليل يحسّ بالوجع فِي أصل الْأَسْنَان فَإِن قلعهَا يُخَفف عَنهُ الوجع وَذَلِكَ أَن الْعصبَة الَّتِي يجيئها يستريح من التمدد والخلط أَيْضا يتحلّل بسهولة والأدوية أَيْضا تتحلل بسهولة والأدوية أَيْضا تَلقاهُ لِقَاء مماسّة وَإِذا كَانَت الْأَسْنَان تتأكّل فَإِن كَانَ ذَلِك يَسِيرا فالأدوية القوية التجفيف يمْنَع من ذَلِك فَإِن كَانَ كثيرا فلينقى البيدن ثمَّ الرَّأْس كلّه فَإِن ذَلِك من خلط حرّيف.
والأدوية الَّتِي تمنع التأكل هِيَ الزاج والعفص وَالْملح والشونيز والفلفل والزنجبيل والبورق وَنَحْوهَا من القويه التجفيف وَاسْتعْمل الْبَارِدَة فِي مَكَانَهُ والحارة فِي مَكَانَهُ فَإِن هَذِه إِن طلي بهَا أصل السن الوجع أَو حشي فِي أعاليه منع أَن يتأكل.
(1/436)
أطهور سفس قَالَ يُوجد فِي ذبل الذِّئْب عِظَام حادّة فلتؤخذ وتنقى وَإِن لم تكن حادة فليحدد رؤوسها بسكين فَإِذا اشْتَكَى أحد سنه شَرط بهَا مَوْضِعه حَتَّى يسيل الدَّم فَإِن وَجَعه يسكن من سَاعَته لي على مارأيت إِذا أزمن وجع السن وَلم تحتل فِيهِ الْأَدْوِيَة فَاتخذ لَهُ المكوى على هَذِه الصوة واحمه حَتَّى تلقى الشرر لشدَّة حمرته ثمَّ ضع وَاحِدًا على مَوضِع المضغ واثنين من الْجَانِبَيْنِ تكويه ثَلَاث كيات أَو خمس أَو سبع فَإِنَّهُ يسكن وَجَعه وَلَا يقبل بعد ذَلِك وَإِن استقصي عَلَيْهِ تفتت بعد كيه وَقع.
الطَّبَرِيّ قَالَ يضر بالأسنان الحلو والحامض والحار والبارد المفرطين والبارد بعقب الْحَار والحار قَالَ فَإِذا اشْتَدَّ وجع الضرس متأكلاً كَانَ أَو غَيره وَلم تحتل فِيهِ الْأَدْوِيَة فاكوه بحديدة معقفة الرَّأْس دقيقه وَإِن كَانَ متأكلاً فموضع الأكال وحواليه فضع عَلَيْهِ المكوى.
اهرن مَا كَانَ من الْأَسْنَان يوجع من قبل الْبرد فأدلكه بالعسل والزنجبيل وَنَحْو ذَلِك حَتَّى يسخنها وَمَا كَانَ من قبل اليبس فأدلكه بالزبد وشحم البط وَنَحْوه وَمَا كَانَ من قبل الرُّطُوبَة فغرغره بالخل وَالْملح وَمَا كَانَ من السدد فبالأدوية اللطيفة مثل الحنظل والمر والبورق وَنَحْوه لي وجع الْأَسْنَان من الْبرد هُوَ الَّذِي يُسمى ذهَاب مَاء السن ووجعه من اليبس هُوَ الضرس.
من الكناش الْفَارِسِي قَالَ لوجع الضرس اجْعَل على أُصُوله مَاء الكافور فَإِنَّهُ عَجِيب. د وشراب ورق الآس وطبيخ ورق الإجاص البرّي.)
وَقَالَ جالينوس قرن الأيّل المحرق يشد اللثة. وَقَالَ د العنصل يشد اللثة المسترخية. د بزر الْورْد إِذا أنعم دقه ونثر عَلَيْهِ هُوَ وفقاحه أَي زهرته الَّتِي فِي وَسطه. د الزَّيْت الأنفاق يشد اللثة إِذا أمسك فِي الْفَم. د وَالْملح الَّذِي يكبس فِيهِ الزَّيْتُون ينفع دَرَاهِم إسترخاء اللثة. د للثة الدامية المسترخية يلفّ صوف ب على ميل ويغمس فِي زَيْت الزَّيْتُون البرّي وَهُوَ حَار وَيجْعَل على اللثة إِلَى أَن يبيض مرّات لي هَذَا كيّ. د خل العنصل يشد الْأَسْنَان المتحركة. د الزاج الْأَحْمَر الْمُسَمّى سوري يشد الْأَسْنَان والأضراس المتحركة. د الحضض نَافِع من وجع اللثة.
(1/437)
د الحسك إِذا خلط بالعسل أبرء وجع اللثة. د زنجار الْحَدِيد يشد اللثة. د العفص الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم واللوز الرطب إِذا أكل بقشوره الدَّاخِلَة شدت اللثة ودبغتها.
ابْن ماسويه لبن الأتن إِذا تمضمض بِهِ يشد الْأَسْنَان واللثة. د عصارة ورق لِسَان الْحمل يصلح اللثة الدامية المسترخية إِذا تمضمض بِهِ. د المصطكي إِذا مضغ شدّ اللثة وطبيخ ورق شَجَرَة المصطكي إِذا مضغ شدّ اللثة. د المرو إِذا طبخ بشراب وتمضمض بِهِ شدّ اللثة والأسنان. د طبيخ الميويزج إِذا تمضمض بِهِ يذهب برطوبة اللثة وَالْملح إِذا تضمد بِهِ مَعَ المَاء الْبَارِد يشد اللثة.
روفس الزنجار نَافِع لأورام اللثة وانتفاخها. د النطرون يخلط بالعجين ويخبز جيد لمن يعرض لَهُ إسترخاء فِي أَسْنَانه. د السندروس لَا يعدله شَيْء فِي نَفعه من تساقط اللثة. د السماق إِذا تمضمض بنقيعه شدّ اللثة والأسنان المتحركة.
ابْن ماسويه السنبازج يشفي اللثة الرهلة لِأَن فِيهِ قُوَّة من قوى الْأَدْوِيَة المحرقة. د العفص إِذا ذرّ مسحوقاً على اللثة منع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا. د مَاء الحصرم جيد للثّة الرخوة. د قرن العنز إِذا أحرق حَتَّى يبيض سكّن وجع اللثة الهايجة.
بولس العليق إِن مضغ شدّ اللثة. د الصَّبْر يشد اللثة. د حَبَّة الصدف الصلب إِذا أحرق شدّ اللثة الرهلة والقلقطار والقلقديس نَافِع من أورام اللثة والقروح الخبيثة الرَّديئَة فِيهَا.
(1/438)
د القيسوم يقبض اللثة. د طبيخ الجلنار ينفع اللثة والأسنان المتحركة. د مَاء الرمانين بشحمهما)
يشد اللثة.
ابْن ماسويه الشب يشد اللثة ويمسك الْأَسْنَان إِذا خلط بالخل أَو بالعسل.
ابْن ماسويه الشاهترج مقوي دَافع لوجع اللثة. د الْخلّ يشد اللثة الدامية والمتبرية من الْأَسْنَان.
ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الَّتِي تقَوِّي اللثة وتشد الْأَسْنَان السماق والورد بأقماعه وبزر الْورْد والحضض والعفص المحرق المطفي بخل خمر وفلفل وأقماع الرُّمَّان وَحب الآس النضيج وَالْملح الإندراني المقلي المطفي بخل خمر ورامك والعفص بِالسَّوِيَّةِ يدق ويلصق عَلَيْهِ ويتمضمض بعده بخل خمر وَمَاء السماق.
إِسْحَاق برود يشد اللثة والأسان ب جلنار عفص حب الآس الْأَخْضَر ورد بأقماعه سماق جَفتْ بلوط يذّر على اللثة.
سنُون أَبيض يشد ويطفي الْحَرَارَة عفص وبزر الْورْد وسنبل الطّيب وجوف الخزف الْأَخْضَر وملح بِالسَّوِيَّةِ يستنّ بِهِ.
مَجْهُول لإسترخاء اللثة وتحرّك الْأَسْنَان آس يَابِس عفص أَخْضَر سماق منفي من حبه جلنار أصل العوسج وثمره شب ملح ورد بأقماعه ينعم سحقه ويستّن بِهِ ويتمضمض بعده بِمَاء قد أغلي فِيهِ ثمره وكسبرة بعد أَن ينقى الدَّوَاء مُدَّة طَوِيلَة.
وَأَيْضًا لإسترخاء اللثة يطْبخ ورق السرو وعفص وجلنار بخل ويديم التمضمض بِهِ.
للحفر زجاج وقيسور ينعم سحقه ويدلك بِهِ الْحفر وَلَا يُصِيب اللَّحْم وينفع من ورم اللثة والعمور وإسترخاء لحم اللثة وَالدَّم الَّذِي يخرج أَن يديم إمْسَاك مَاء الآس المعصور فِي فِيهِ أَو عصارة ورق الزَّيْتُون الرطب أَو اللَّبن الحامض.
للحفر يسحق السبنازج ويستاك بِهِ أَيَّامًا فَإِنَّهُ يقْلع الْحفر وَاللَّحم الْمَيِّت من اللثة.
اللثة إِذا حدث فِيهَا حمرَة فِيهَا كمودة إِلَى السوَاد فقد امتنحت أَن تعالج بالفلتفيون علاجاً خَفِيفا فَإِذا اسودّت أَو استرخت أَو تأكلّت فَلَا علاج إِلَّا هُوَ يدلك بِهِ دلكا شَدِيدا وَيتْرك نصف سَاعَة ثمَّ يتمضمض بالخل وَالْملح المنقعين أَيَّامًا وَهَذَا الْخلّ وَالْملح يدْفع تأكّل اللثة وَيقوم مقَام الدَّوَاء الحاد إِذا كَانَ متعفناً قَوِيا.
لوجع اللثة من تذكرة عَبدُوس شب سماق جَفتْ بلوط ورد بأقماعه جلنار رامك ثَمَر الطرفا ورق الْحِنَّاء الْمَكِّيّ عود الكاذي حب الآس إهليلج كابلي محرق عفص أقاقيا يتمضمض بِهِ بِمَاء)
ورد وَمَاء الآس
(1/439)
لفساد اللثة تدلك بالفلتفيون الَّذِي فِيهِ أقاقيا وزيت وزرنيخ ونورة مربى بالخل أسبوعاً فِي شمس حارة حَتَّى يدمي وَيتْرك حَتَّى يسيل ويدلك أَيْضا ثمَّ يتمضمض بالخل.
الميامر قَالَ ينفع من وجع اللثة طبيخ أصل البنج بخل يتمضمض بِهِ وللورم فِيهَا أَو يلصق عَلَيْهَا شب وملح إندراني ربع الشب ويدعه حَتَّى يلذع ثمَّ يتمضمض بطبيخ ورق الزَّيْتُون.
قَالَ فَأَما الآكلة فِي اللثة والحمرة والإنتفاخ فاغمس صوفة على رَأس ميل فِي زَيْت مغلي وَضعه عَلَيْهَا إفعل ذَلِك حَتَّى تبيضّ اللثة وتستوي وَيذْهب ذَلِك الإنتفاخ ويبيض الْموضع فَإِنَّهُ يبطل الآكلة وَترى لحم صَحِيح ينْبت من حد اللَّحْم الصَّحِيح وَاسْتعْمل بعد هَذَا السنون فَإِن نَفعه عَظِيم فِي هَذ الْموضع يُؤْخَذ من العفص أكسونافن وَمر قدر باقلاة وَيسْتَعْمل ب يَابسا.
سنُون يجلو ويبيض الْأَسْنَان ويطيب رايحة الْفَم وَيمْنَع من تَأْكُل الْأَسْنَان ووجعها بورق وحر السيفا وَهُوَ السقن وَمر بالسويه يسحق وَيسْتَعْمل لي هَذَا جيد إستعمله بصدف محرق إِن لم تَجِد السقن.
قَالَ إِذا عرضت القروح فِي الْمَوَاضِع الحارة الرّطبَة بِمَنْزِلَة الْفَم أسرعت العفونة والأدوية القوية الَّتِي تُوضَع فِي الْفَم تتحلل وَلذَلِك يضْطَر إِلَى الْأَدْوِيَة القوية لهاتين العليتين فيضطر الْأَمر إِلَى الْأَدْوِيَة المحرقة.
قَالَ وعالج أَنْوَاع الْفساد الَّذِي فِي اللثة بالفلفيون وَوصف أدويته وَهِي الفلتقيون أَو بالكي وَإِذ كويتها فاكو إِلَى أَن ترى الرطوبات الَّتِي تسيل من القورح وَقد إنقطعت وَهَذَا فِي جَمِيع قُرُوح الْفَم وَليكن مَا قرب من الْمَوَاضِع الَّتِي تكوي مغّطاة بعجين وَنَحْوه ثمَّ اسْتعْمل لقلع آثَار الكي فَإِنَّهُ يقعله قلعاً جيّداً مَعَ خل.
سنُون عَجِيب الْفِعْل جدا حَمده حنين عِنْد تجربته لَهُ من اختيارات حينن يُؤْخَذ ورد ثَلَاثَة دَرَاهِم سعد خَمْسَة دَرَاهِم اهليلج أصفر بِلَا نوى خَمْسَة عشر قرقة الدَّار صيني ثَلَاثَة شب دِرْهَمَيْنِ عاقرقرحا سَبْعَة دَرَاهِم نوشادر دَرَاهِم دَار فلفل سك دَرَاهِم دِرْهَم زعفران دَرَاهِم ملح خَمْسَة دَرَاهِم سماق الدباغة دِرْهَمَيْنِ ثَمَرَة الطرفا
(1/440)
ثَلَاثَة دَرَاهِم قاقلة أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنباد سِتَّة عشر درهما جلنار أَرْبَعَة دَرَاهِم يجمع الْجَمِيع بعد السحق إِن شَاءَ الله.
من كتتاب حنين فِي إصْلَاح اللثة وَاللِّسَان قَالَ يببغي لمن يُرِيد أَن تدوم سَلامَة أَسْنَانه أَن يحذر فَسَاد الطَّعَام فِي معدته والإلحاح على الْقَيْء وخاصة إِن كَانَ مَا بَقِي حامضاً فَإِن ذَلِك مُفسد)
للأسنان وَإِن تقيأ فليغتسل الْأَسْنَان واللثة بعد ذَلِك بِمَا يدْفع ذَلِك الضَّرَر وَاجْتنَاب إدمان مضغ الْأَشْيَاء العلكة واليابسة فَإِن هَذِه رُبمَا كسرتها وَرُبمَا أذهبت أُصُولهَا ويحذر عَلَيْهَا الشَّيْء المفرط الْبُرُودَة وخاصة بعقب تنَاول الطَّعَام الْحَار ويحذر عَلَيْهَا أَيْضا الْأَطْعِمَة السريعة العفونة مثل الألبان والأجبان والمالح والصحناء وَإِن أكل أحسن غسلهَا مِنْهُ ويحذر مَا يبقي بَينهَا فِيهَا من الطَّعَام فَإِنَّهُ يكون سَببا للعفونة فَإِن تجتنب هَذِه تديم سلامتها إِذا كَانَت جيّدة من الأَصْل فَإِن أَحْبَبْت الإستظهار اسْتعْمل السنونات.
قَالَ أَجود السنونات مَا جفف تجفيفاً متوسطاً وَلم يسخن وَلم يبرد لِأَن التجفيف مُوَافق للأسنان المتأكلة طباعها لَهُ وَكَذَلِكَ اللثة فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى التجفيف دَائِما فَأَما الإسخان والتبريد فَلَا يحْتَاج الْأَسْنَان ب إِلَيْهِ إِلَّا عِنْد خُرُوجهَا من طباعها فَمَتَى دَانَتْ على حَال صِحَّتهَا فالسنون لَا يَنْبَغِي أَن يكون مسخناً وَلَا مبرداً فَإِذا زَالَت زيد فِي إسخانها أَو تبريدها بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَإِن كَانَ فِي اللثة فضل رُطُوبَة فزد فِي السنون مَا يحلل وَمَتى كَانَ قد نَالَ الْأَسْنَان برد من طَعَام بَارِد فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الحارة مثل الصعتر والسداب فِي المضغ والسنون.
للأسنان الَّتِي قد بردت يُؤْخَذ من الأبهل وقشور أصل الْكبر والعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ فيدلك بهَا الْأَسْنَان وَمَتى أردْت إنبات اللَّحْم فِي اللثة فاطرح فِي السنون أيرسا ودقيق الكرسنة والشعيرة وَنَحْوه فَإِن هَذِه تنْبت لحم اللثة وَمَتى كَانَت مائلة إِلَى الْحمرَة والرطوبة فَاسْتعْمل القوابض كالجلنار والعفص والشب والأمياه الْبَارِدَة والقابضة للّثة فِي أول فَسَادهَا الدَّلْك الْخَفِيف بالفلتفيون وَإِذا كثر الدَّم فِيهَا فالتحليل والدلك بعد التَّحْلِيل بالقوابض الْبَارِدَة كالورد بزره والكافور والصندل لِئَلَّا ترم وَإِذا كَانَت فَاسِدَة فيكوى مَا فسد مِنْهَا حَتَّى يسعط ثمَّ يعالج بعد ذَلِك بِمَا ينْبت اللَّحْم حَتَّى يلتأم اللثة وَيرجع إِن شَاءَ الله وَقد رَأَيْت من سقط فكّه السفلاني كُله بتة وَمَا أسْرع مَا تبدر إِلَيْهِ العفونة والنواصير إِذا كَانَت مُدَّة تَحت الضرس وَلم تبادر بقلع ذَلِك فكثيراً مَا يثقب اللحى حَتَّى يصير للناصور رَأس من الذقن بحذاء ذَلِك السن الَّذِي الْمدَّة تَحْتَهُ وبرء هَذَا الناصور بقلع ذَلِك السن أَولا ثمَّ عالجه بالدواء الحاد وَالسمن بعده وَإِذا فسد الفكّ فَلَيْسَ لَهُ إِلَّا السّمن حَتَّى يسْقط أَو ينقلع مِنْهُ مَا انقلع من الطَّعَام وَإِذا كَانَ الْفساد فَوق فَإِنَّهُ يقْلع مِنْهُ عِظَام فَقَط لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يفْسد اللحى الْأَعْلَى كُله إِلَّا فِي صعوبة شَدِيدَة فَيبرأ حِينَئِذٍ من عِظَام الخد.)
(1/441)
3 - (جملَة مَا يسْتَعْمل فِي الْفَم من السنونات) والمضامض ترجع إِلَى سَبْعَة أَنْوَاع إِمَّا يبرد فَقَط وَلَا يقبض قبضاَ شَدِيدا مثل بزرالورد وبزر الخس والكافور والصندل والأفيون الْقَلِيل والعدس المقشر وَنَحْو ذَلِك وَهَذِه تسْتَعْمل عِنْد ابْتِدَاء حرارة.
وَأما مَا يقبض قبضا قويّاً وَلَا يبرد وَلَا يسخن مثل الْعِظَام المحرقة والأكلاس والآجر وَنَحْو ذَلِك.
وَأما مَا يقبض ويسخن مثل الأبهل والسرو والسعد وأخلاط الأِياء لحارة مثل الصعتر وقشر الْكبر بالسنونات القابضة.
وَأما مَا يقبض بِقُوَّة ويبرد مَعَ ذَلِك مثل السماق والجلنار والعفص وأخلاط الأفيون الْقَلِيل ب.
وَأما مَا يحرق ويكوي وَهُوَ يسْتَعْمل عِنْد فَسَاد اللثة والأسنان مثل الفلتفيون.
وَأما مَا يجلو فَقَط مثل القيسوم والسنبازج والآجر والخزف فَجَمِيع السنونات من هَذِه الْأَجْنَاس السَّبع مَتى كَانَ الوجع فِي اللثة إِذا غمزت عَلَيْهَا أَو يحس العليل الوجع فِي اللثة فَلَا يقْلع الْأَسْنَان فِي تِلْكَ الْحَالة فَإِنَّهُ يزِيد الوجع فَأَما مَتى كَانَ فِي أصل الْأَسْنَان فَإِنَّهُ يخفبه الوجع إِذا قع وَتصل قَالَ وَيَنْبَغِي أَن يحذر السنون الْحَار والخشن لِأَنَّهُ يضر بالموضع الدَّقِيق من اللثة الَّذِي يتَّصل بالأسنان فَيكون شَيْئا لَا يبريء مِنْهُ فِي طول الْمدَّة وَمِمَّا يمْنَع من تولد الْحفر أَن يغسل الْأَسْنَان نعما بِمَا يجفف بِخرقَة ويدهن فِي الشتَاء أَو عِنْد غَلَبَة الْبرد بدهن ألبان إِذا أردْت النّوم وَأما فِي الصَّيف وَغَلَبَة الْحر فبدهن الْورْد ظَاهرهَا وباطنها.
قَالَ وَأما اللثة فقد يعرض فِيهَا الوجع عِنْد الورم يحدث فِيهَا ويسكنه أَن يَأْخُذ دهن ورد خَالص مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ مصطكي ثَلَاثَة دَرَاهِم يسحق المصطكي ويلقى فِي الدّهن ويغلي ثمَّ ترك حَتَّى يفتر ويتمضمض بِهِ وَقد يسكن هَذَا الدَّوَاء للوجع الْعَارِض من ورم سَائِر أَجزَاء الْفَم لِأَنَّهُ يدْفع الْفضل دفعا رَقِيقا من غير أَن يحس كَمَا تفعل الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض ويحلل أَيْضا من غير لذع وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن يسْتَعْمل فِي هَذَا الْموضع الْأَدْوِيَة القوية الْقَبْض لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع فيزيد لذَلِك الورم وَلَا القوية التَّحْلِيل وَذكر مَا قَالَ جالينوس فِي ذَلِك وَقد كتبناه فِي بَاب الأورام.
قَالَ: ودهن الآس فِي نَحْو هَذَا الدَّوَاء وَالشرَاب الَّذِي يطْبخ فِيهِ ورد يَابِس قَالَ وَإِذا عرض فِي)
اللثة بلّة استرخت فليتمضمض بطبيخ الجلنار ويلصق عَلَيْهَا مِنْهُ وَنَحْوه والتمضمض بِمَاء الزَّيْتُون المملوح يشدّ اللثة ويطرد العفونة قَالَ وَمن أبلغ مَا يعالج بِهِ اللثة الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم التمضمض بِمَاء لِسَان الْحمل وَثَمَرَة الْكَرم الْبري حِين يعْقد إِذا أحرق قَلِيلا على نَار فَحم
(1/442)
وَترك حَتَّى يَحْتَرِق ثمَّ يسحق ويطلي على اللثة يماء لِسَان الْحمل والتمضمض بالخل.
وأبلغ مَا يعالج بِهِ القروح فِي اللثة الحضض بِعَسَل يطلي عَلَيْهَا أَو بالسعتر المحرق والبورق وَالشعِير محرقة كلهَا يخلط رمادها بِعَسَل وَكَذَلِكَ الأبهل.
قَالَ وَمِمَّا ينْبت لحم اللثة وَيزِيد فِيهَا الكندر والزرواند المدحرج وَدم الْأَخَوَيْنِ والأيرسا ودقيق الكرسنة وخل العنصل وَالْعَسَل ب.
سنُون ينْبت اللَّحْم يُؤْخَذ من دَقِيق الْكر سنة سِتَّة عشر درهما فيعجن بِعَسَل وَيعْمل مِنْهُ قرصة وتوضع على خزف جَدِيد وتوضع على جمر حَتَّى يُقَارب الإحتراق أَو يخبز فِي تنّور ثمَّ يسحق ويخلط مَعَه دم الْأَخَوَيْنِ أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الكندر الذّكر مثله وَمن الايرسا والزراوند المدحرج من كل وَاحِد دِرْهَمَيْنِ يسحق ويستّن بهَا ويتمضمض قبله بخل العنصل وتدلك اللثة بعْدهَا بِعَسَل.
قَالَ وَمن أَحْمد مَا يعالج بِهِ اللثة والأسنان الدَّلْك بالعسل وَذَاكَ أَنه قد جمع مَعَ التنقية والجلاء بهَا وصقلها إِلَى أَن ينْبت لحم اللثة وَهُوَ أَنْفَع مَا عولج بِهِ وأسهلّه إستعمالاً.
وَقد ظنّ قوم إِنَّه يرخى اللثة لحلاوة وَلم يعلمُوا إِنَّه لَا يرخيها من الحلاوات إلاّ مَا كَانَ فِي طباعه رطبا وَالْعَسَل يَابِس وَإِنَّمَا ترخى الحلاوات إِذا كَانَت مُفْردَة لإحراقه مَعهَا كَمَا مَعَ لعسل أَو قبض كَمَا مَعَ المر وَلَا جلاء فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ يرخى لَا محَالة وَيعرف يبس الْعَسَل ويجلو أوساخ الْأَسْنَان وَأَن سخن الطبرزد مِنْهُ وخلط بالعسل جلا الْأَسْنَان وَقَبضهَا ونقى اللثة وشدّها.
من كتاب عِيسَى بن ماسويه فِي تَدْبِير السّنة قَالَ السِّوَاك يجفف اللِّسَان ويطيب النكهة وينقّى الدِّمَاغ ويلطف الْحَواس ويجلوا الْأَسْنَان ويشد اللثة وَيَنْبَغِي أَن يستاك كل أحد بِمَا يُوَافقهُ وَمِمَّا ينفع المحرور قضبان الْخلاف وَالَّذين لثتهم ضعفيفة قضبان الطرفاء ويغمس المسواك فِي الماورد ويستنّ بالصندل الْأَحْمَر والكبابة من كل وَاحِد جُزْء رماد الْقصب نصف جُزْء زبد الْبَحْر نصف جُزْء عاقرقرحا وميويزج من كل وَاحِد سدس جُزْء وقتات الْعود ثُلثي جُزْء فَإِنَّهُ نَافِع.
الساهر ولي فِيهِ إصْلَاح سنُون جيد للحرارة فِي الْفَم والرخاوة فِيهِ يُؤْخَذ صندل وبزر الْورْد)
وثمر الطّرف وسماق وجلنار وملح اندراني ومسك وكافور ويسوك بمسواك خلاف إِن شَاءَ الله وَيُزَاد فِيهِ طباشير.
(1/443)
ابْن سرابيون قَالَ: الْأَسْنَان الَّتِي تسود عالجها بالأدوية المجففة لِأَن ذَاك إِنَّمَا هِيَ رطوبات رَدِيئَة تنصب إِلَيْهَا، ولتحريك الْأَسْنَان إِذا أعياك الْأَدْوِيَة القابضة وَلم تنجح فاكو أُصُولهَا أَو قيدها بسلسلة ذهب إِن شَاءَ الله.
ابْن ماسويه ينفع من استرخاء اللثة قطع الجهاررك والإحتجام على الذقن تَحت الْحِكْمَة لي اللثة الرهلة الْحمرَة الدامية تحلل والتحليل ب هُوَ أَن يشرط بالمبضع وَيتْرك الدَّم يسيل مِنْهُ من الكناش الْفَارِسِي قَالَ مِمَّا يشدّد الْأَسْنَان المتحركة عفص وزرنيخ أَحْمَر ونورة وخل تربى بِهِ أَيَّامًا ثمَّ يلصق عَلَيْهِ لي الفلتفيون الْقوي الْقَبْض جيد لتحريك الْأَسْنَان.
سنُون جيد لتحريك الْأَسْنَان ملوكي يُؤْخَذ سك وشب بِالسَّوِيَّةِ ويستنّ بِهِ وَيُؤْخَذ سك وَورد وصندل وَسعد يتَّخذ سنُون معتدل جيد لجَمِيع أوجاع الْأَسْنَان.
فِي الضرس وَذَهَاب مَاء الْأَسْنَان بقلة حمقاء قَالَ جالينوس إِن هَذِه البقلة تشفى الضرس.
قَالَ إِسْحَاق إمْسَاك الدّهن فِي الْفَم وَلبن الأتن ومضغ بقلة الحمقاء جيد الضرس.
مَجْهُول للضرس مصطكي ودردي الزَّيْت محرق بِالسَّوِيَّةِ ورق الْغَار نصف جُزْء يَجْعَل عَلَيْهِ والجوز واللوز والجبن جيد.
من الْعِلَل والأعراض الضرس يكون إِمَّا لِأَشْيَاء حامضة وَإِمَّا لِأَشْيَاء عفصة.
الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ الضرس يحدث من برودة.
من مسَائِل طبّية قَالَ المالح يذهب بالضرس لِأَن المالح يضاد الحامض جدا.
اهرن للضرس مضغ علك الأنباط والشمع أَو مضغ القار الَّذِي فِي دنان الشَّرَاب.
ابْن سرابيون يمضغ العلك والزفت الْمَأْخُوذ من دنان الشَّرَاب وعكر الزَّيْت إِذا مسح بِهِ.
الزراوند الطَّوِيل وَحب الْغَار والحلتيت إِذا مضغت لي يعلم صدق مَا قَالَ جالينوس إِن الضرس يكون من الحامض وَمن العفص إِن الْأَشْيَاء الحامضة كالاجاص الخام والمشمش وَنَحْوهَا مثل الحصرم وَغَيره أسْرع أضراساً من الْخلّ الثقيف الْقَلِيل العفوصة.
وَمِمَّا يقْلع الْأَسْنَان ويفتّتها عكر الزَّيْت إِن طبخ مَعَ الحصرم إِلَى أَن يثخن كالعسل وطلي على الْأَسْنَان المتأكلة قلعهَا.
(1/444)
لقلع الْأَسْنَان يلصق عَلَيْهِ قُدَّام وَخلف ماذريون وَيتْرك سَاعَة ثمَّ يقْلع فينقلع إِن شَاءَ الله أَيْضا يسحق عروق الحنظل بخل فِي غَايَة الثقافة ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطليه عَلَيْهِ أَيَّامًا فيرخيه حَتَّى ينقلع بِالْيَدِ وَكَذَلِكَ يفعل بالعاقرقرحا فيقلعه فِي أَيَّام أَيْضا يُؤْخَذ أصل برنجاسف وعاقرقرحا وبزر قرّيص)
وكند ومقل وحلتيت منتن وأصل الجنطيانا ومازريون ينعم دقها ويلصق عَلَيْهِ وَيتْرك هنيئة إِن شَاءَ الله.
دَوَاء من تذكرة عَبدُوس يقْلع السن الْفَاسِد يُؤْخَذ بزر الأنجره وبرنجاسف وكندر وعاقرقرحا ومقل وأصل الحنظل وحلتيت يلصق على السن المتحرك إِن شَاءَ الله إِن ألصق صمغ الزَّيْتُون على الْأَسْنَان سَقَطت بِلَا مشقة ب الميامر قَالَ ينقع العاقرقرحا بخل ثَقِيف أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ اسحقه بالعجين وأطل الْأَسْنَان السليمة بشمع وأطل الوجعة بِهِ ودعه سَاعَة ثمَّ خُذْهَا بكلبتين أَو بالأفيوالي لي يَنْبَغِي أَن يتْرك الطلي قَوِيا ويعاد كل سَاعَة وَيُزَاد مرّة بعد مرّة وَإِن احْتَاجَ طلي أَيَّامًا حَتَّى يبرءه قطر أرخاه ثمَّ يقْلع.
قَالَ وأطلها بزاج أَحْمَر بخل ثَقِيف أَيَّامًا فَإِنَّهَا تسْقط وَيفْعل ذَلِك فعلا قَوِيا لبن اليتوع والزاج الْأَحْمَر يسحق بِهِ ويطلي بِهِ وَفِي مَوضِع آخر ينقع العاقرقرحا بالخل ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطلي بِهِ السن ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يوالي الْقلع أَو أفعل ذَلِك بأصول قثاء الْحمار لي اسْتِخْرَاج يعجن الشمع بِلَبن اليتوع ويعجن أبدا ثمَّ تلصقه على الضرس وتدعه مرّة وتعيد أُخْرَى مثله تفعل ذَلِك مَرَّات حَتَّى توالي للجذب فَإِن هَذَا أَجود مِمَّا يحْتَاج وَنَحْوه.
الحلتيت إِن جعل فِي السن الْمَأْكُول فِيهِ وَكَذَلِكَ القطران بقوّة قَالَ حنين وَإِذا أفرط التأكل فِي ضرس فاقلعه بالأِياء الَّتِي تقلعه بِلَا وجع مثل العاقرقرحا المنقع بخل أَيَّامًا كَثِيرَة وَلبن اليتوع مَعَ دَقِيق الكرسنة وَهُوَ الترمس أَو مَعَ القنّة والزاج الْأَحْمَر أَو أصل قثاء الْحمار والكبريت وزبيب الْجَبَل وألبس على الْأَسْنَان فِي تِلْكَ الْحَالة شمعاً وَإِذا كَانَ التأكل يَسِيرا فأطله بالمجففات واحشه فِيهِ.
مِمَّا يسهل نَبَات أَسْنَان الطِّفْل وَفِي السمة دماغ الأرنب إِذا أكلوه يسهل نَبَات أَسْنَان الصَّبِي فِيمَا قَالَ د.
وَقَالَ جالينوس دماغ الأرنب إِذا دلك بِهِ منابت الْأَسْنَان نفع نفعا عَظِيما فِي سهولة نَبَات الْأَسْنَان وسهله وَمنع الوجع فِي اللثة.
(1/445)
قَالَ اريباسوس فِي الْعَسَل قولا فِي ذكره للزبد يُوجب إِنَّه يلين لثة الصَّبِي تَلْيِينًا قَوِيا.
من الْكَمَال والتمام قَالَ يسْرع نَبَات أَسْنَان الصَّبِي إِن يدلك بِسمن الْبَقر أَو مخ الْغنم أَو مخ)
الأرنب.
فِيمَا يجفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاه الصّبيان وَالرِّجَال إِن شويت الفارة وأطعمت الصّبيان جفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاههم.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ الرُّطُوبَة فِي الْفَم ييبسها العفص وعنب الثَّعْلَب يطبخان بالخل ويمسكان فِي الْفَم ويطبخ الكراث بالخل ويمسك وَالشرَاب الْقَابِض قد طبخ فِيهِ ورق الرُّمَّان.
ابْن ماسويه فِي كتاب الإسهال كَثْرَة التبزق يكون من رُطُوبَة الْمعدة لي علاجها ب التجفيف بالقيء ومضغ المصطكي والأبهل والأيارج وَنَحْو ذَلِك والزنجبيل المربى جيد لذَلِك.
قَالَ بولس الَّذين يكثر لعابهم أسقهم نَقِيع الصَّبْر ثمَّ يتمضمضون بِمَاء الزَّيْتُون المملّح وبخل العنصل.
مَجْهُول إِن ان اللعاب عَن الْمعدة فأعطه الاطريفل والأيارج وَحب الصَّبْر وَاسْتعْمل الغرغرة والقيء وسف السويق على الرِّيق وَاحْتِمَال اعطش بعده والقلايا والأطعمة الْيَابِسَة إِن كَانَ عَن الرَّأْس فأسخن الرَّأْس فأعطه قُوَّة وقى الحنك بالمقبضات.
للّعاب الْكثير يمسك فِي الْفَم أقاقياً وعصي الآس والعوسج أَو عصير السفرجل أَو طبيخ العفص أَو الفوّة أَو قشور الكندر.
(1/446)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(الصَّوْت) فِيمَا يحدث بالصوت وَمَا يصلح خشونة قَصَبَة الرئة وَفِي بحوحة الصَّوْت الْمقَالة الأولى من كتاب الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ كَانَ رجل يعالج بالحديد فبرد مِنْهُ العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق فَانْقَطع صَوته فداوينا هَذَا العصب بِمَا يسخّنه فَرجع صَوته وَكَثِيرًا مّا يَنْقَطِع هَذَا العصب فِي علاج الْخَنَازِير فَيذْهب نصف الصَّوْت إِذْ أقطع من جَانب. الرَّابِعَة الصَّوْت يبطل أَو يضعف عِنْد آفَة تحل بالعصب الَّذِي يَأْتِي عضل الحنجرة أَو عِنْد نزلة تليى الْحلق والحنجرة أَو عِنْد الصياح الشَّديد أَو عِنْد الورم الْحَار يحدث أَولا فَإِن هَذَا يورم هَذِه الْأَعْضَاء أَو عِنْد انْقِطَاع مادّة كالحال فِي ضيق النَّفس أَو فالج فِي آلَات النَّفس أَو جراحات الصَّدْر.
السَّابِعَة من الميامر قَالَ انْقِطَاع الصَّوْت رُبمَا كَانَ من أجل النَّوَازِل الَّتِي تنزل من الرَّأْس إِذا طَال مكثاً وَرُبمَا كَانَت لاحتباس مُدَّة فِي فضاء الصَّدْر أَو لقرحة فِي الرية أَو لصياح.)
البحوحة بحوحة الصَّوْت تكون من هَذِه الْأَسْبَاب بِأَعْيَانِهَا وَتَكون أَيْضا من استنشاق هَوَاء بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت وبحوحته من جنس وَاحِد وَالْفرق بَينهمَا فِي الْقلَّة وَالْكَثْرَة وَذَلِكَ إِن انْقِطَاع الصَّوْت يكون إِذا كَانَت آلَات الصَّوْت قد ابتلّت واستنقعت بالرطوبة ابتلالاً شَدِيدا واستنقاعاُ يعسر انحلاله والبحوحة إِنَّمَا تكون إِذا كَانَت هَذِه الْآلَات قد ترطبت قَلِيلا فإمَّا الْكَائِن من الصَّوْت الْعَظِيم الحاد فَإِنَّهُ يحدث لداخل قَصَبَة الرية والحنجرة تورّماً وكما
(1/447)
أَن الْحمام ينفع الْأَعْضَاء الْخَارِجَة إِذا أَصَابَهَا إعياء والمروخات اللينة كَذَلِك ينفع هَذَا الْعُضْو الْحمام والأدوية الملينة الَّتِي هِيَ تماسّه وَلذَلِك ترى القنادين والمستعملين للصياح الشَّديد يكثرون الاستحمام ويأكلون الْأَطْعِمَة المرخية وَإِذا هم احمئوا بخشونة استعملوا الْأَشْيَاء المغرية المتبردة فَإِن لم تخف عَنْهُم استعملوا بعد ذَلِك ذَلِك الْأَدْوِيَة الحلقومية ويجعلون طعامهم بِاللَّبنِ والنشأ وَالْبيض والأطرية فَإِن لم يبرؤا بِهَذِهِ وضعُوا تَحت السنتهم الْحبّ الَّذِي يذهب الورم ويقيئه اعني الْمُتَّخذ بِالشرابِ الحلو والصمغ والكتيرا وَرب السوس وَهَذِه أَشْيَاء تلين الخشونة وتنضج مَا يبْقى من الورم وتبرئه تبرّأ تَاما وَيجب أَن ينَام العليل على قَفاهُ وَيُطلق عضل الحنجرة لينزل فِيهَا قَلِيلا ثمَّ لَا يُمكن أَن يصير الصَّوْت مَعَ ذَلِك صافياً دون أَن يسْتَعْمل بعد ذَلِك أدوية تجلوا بِلَا لذع بمنزل الحسا الْمُتَّخذ من الباقلي وَمَاء كشك الشّعير وبزر الْكَتَّان لِأَن هَذِه الْأَشْيَاء متوسطة بَين المغرية والقوية الْجلاء وَالَّتِي هِيَ أقوى من هَذِه هِيَ صمغ البطم والكندر وَالْعَسَل المنزوع الرغوة واللوز المر وَمِنْهَا مَا هُوَ أقوى من هَذِه كدقيق الكرسنة وَنَحْوهَا ألف ألف وَيصْلح للَّذين فِي حَنَاجِرهمْ ورم عقيد الْعِنَب لِأَنَّهُ يغري ويجلو أَو يلّين بِسُكُون فَأَما طبيخ التِّين فَهُوَ أقوى من هَذِه تحليلاً وَجَاء وَأصْلح الْأَشْيَاء إِذا حدث فِي عضل الحنجرة أعياء من صياح الْأَطْعِمَة اللينة والأدوية المغرية وَيتْرك الشَّرَاب الْبَتَّةَ حَتَّى يجِف الورم فَإِذا جف فقد يُمكن أَن يشرب شرابًا حلواً مرّة فَإِذا جف الورم فليزد مَعَ هَذِه شيأً يَسِيرا من الَّتِي تجلوا أَو تزاد فِي قُوَّة الْجلاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تبلغ الْقُوَّة الْجلاء الَّتِي لَهَا حدّة وحرافة مِثَال الأول اللَّبن والأطرية والنشا وَالثَّانِي السّمن وأصول السوس وعقيد الْعِنَب وَالثَّالِث الْعَسَل والباقيل وكشك الشّعير وطبيخ التِّين ثمَّ الَّتِي هِيَ أقوى كالمتخذ بالمر والعنصل وَنَحْوهَا قَالَ يكون ابتداءنا فِي هَذِه الحادة من ألينها ثمَّ يتوقى إِلَى أقواها إِن احتجنا إِلَى ذَلِك. مِثَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل للصوت زعفران مِثْقَال مر نصف فلفل ربع مِثْقَال عسل مَا يعجن بِهِ وَإِذا جعلت مرا وزعفراناً قَلِيلا فِي عقيد الْعِنَب)
الْكثير صلح لذهاب الصَّوْت فِي أول أمره والجافة القوية تصلح لَهُ فِي أول الْأَمر. 3 (إنقطاع الصَّوْت) يقشر قضبان الكرنب من قشورها وتدفع إِلَى العليل ليمضغها ويمصّها ويبلعها قَلِيلا.
آخر اطبخ عصير الكرنب مَعَ الْعَسَل والقمقم فَإِنَّهُ من سَاعَته يَنْفَعهُمْ لي ليكن هَذَا الدَّوَاء عنْدك فَإِن استعملته وَلم تره يفعل فَاجْعَلْ عَلَيْهِ قَلِيل حلتيت.
(1/448)
دَوَاء آخر زعفران جُزْء حلتيت نصف جُزْء عسل عشرَة أَجزَاء يطْبخ حَتَّى يغلظ وينثر عَلَيْهِ الدَّوَاء نثراً وَيُعْطِي مِقْدَار بندقه.
آخر بارزد سِتَّة مَثَاقِيل فلفل مِثْقَال بورق مثله عسل سِتّ أَوَاقٍ يطْبخ حَتَّى يغلظ وينثر عَلَيْهِ.
آخر أَيْضا زعفران مر كندر رب السوس لب الزَّبِيب. آخر اليق مِنْهُ كثيرا مر كندر عصارة سوسن يعدن بِلَحْم التَّمْر اللحيم وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المر والفلفل والزعفران والحلتيت والبارزد وصمغ البطم وَنَحْوه.
السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء يعرض من ابتلال عشَاء قَصَبَة الرية وآلات الصَّوْت فَوق الْمِقْدَار بحّة الصَّوْت وَمن أفراط يبسها الصَّوْت الحاد كصوت الْحَيَوَان الطَّوِيل الْعُنُق.
الأولى من كتب الصَّوْت قَالَ إِذا ابتلّت غضاريف الحنجرة ابتلالاً عَظِيما انْقَطع الصَّوْت وَإِذا ابتلّت قَلِيلا صَار مظلماً ابحّ الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا البحوحة إِذا عرضت للمشايخ لم يكد يتبّرء. الْيَهُودِيّ قَالَ الصَّائِم يخشن صَوته ويصفو وَيَنْبَغِي أَن يتْرك من بَقِي بِصَوْتِهِ الحارة والحامضة والمالحة إلاّ تعرض رُطُوبَة كَثِيرَة أَفِي لحلق فَيَأْخُذ الْأَشْيَاء الحارة. أهرن قَالَ إِذا كَانَ الصَّوْت إِنَّمَا يبّح لِأَن نَوَازِل تنزل دَائِما من الرَّأْس فاعط الخشخاش وَنَحْوه من ضَرْبَة المائعة من النَّوَازِل حب يصفي الصَّوْت الأبّح من الرُّطُوبَة خَرْدَل ثلثة دِرْهَم فلفل دِرْهَم اعجنه بِعَسَل واجعله حبّاً كالحمص وَيُوضَع تَحت اللِّسَان وَهُوَ جيد للرطوبة. الطَّبَرِيّ ينفع من ألف ألف تصفية الصَّوْت أَن يَأْخُذ فِيهِ الكبابة.
أهرن يجب لمن يُرِيد أَن يبْقى لَهُ صَوته أَن يجْتَنب كَثْرَة الصياح والأطعمة الحرّيفة والحامضة والمالحة والقباضة الخشنة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يعرض فِي الصَّوْت آفَة من رُطُوبَة من نَوَازِل وَغَيرهَا فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى الْأَشْيَاء الحارة كالزنجبيل والفلفل والخردل وَلَا يَأْكُل طَعَاما قوي الْحَرَارَة قَالَ وَمَوْضِع الصَّوْت ينْتَفع بالأشياء الحلوة المعتدلة السخونة الطبيعة دِيَة الصَّوْت وأغذيته النشاء وَالسكر واللوز والطلا الحلو ومرق السرمق وَالْخيَار والقرع والباقلي والكثيرا وَالزَّبِيب)
والصنوبر والصمغ والتين والحلبة وبزر الْكَتَّان والعفص وَمَاء الشّعير وأصل السوسن وَفِي نَحْو الآخر اللبان والمر والبارزد وَالْعَسَل والحلتيت والعوسج وعلك الأنباط وَقد يفر الصَّوْت الْهَوَاء الْبَارِد فأعجن لَهُ بعض هَذِه الْأَدْوِيَة بشراب حُلْو وأعطه يَجعله تَحت لِسَانه وبزر الأنجرة يدْخل
(1/449)
دَوَاء جيد من الصَّوْت الْمَرِيض من حرارة يُؤْخَذ حب القثاء وَكَثِيرًا وَرب السوس ونشا يعجن بلعاب بزر قطونا وبشيء من جلاب وَيجْعَل حبّاً واللوز المر من أدوية الثَّانِي الأولى من مسَائِل أبيذيميا البحوحة تكون لرطوبة تغرق آلَات الصَّوْت. تياذوق قَالَ ينفع من انْقِطَاع الصَّوْت ليبس التبريد أَن تُؤْخَذ ملعقة من دهن البنفسج حِين يُرِيد النّوم فَإِنَّهُ جيد وينفع من انْقِطَاع الصَّوْت الرُّطُوبَة كَانَ أَو يبس تين يَابِس جزؤ فوتنج نصف جُزْء يطبخان جَمِيعًا ويصفيان ويخلط بهما شَيْء من صمغ عَرَبِيّ حَتَّى يتعسل ويلعق مِنْهُ عِنْد النّوم قَالَ وينفع من بحّة الصَّوْت أَن يمسك دهن البنفسج فِي الْفَم يسيغه قَلِيلا لي لَا تكون البحوحة إِلَّا من الرُّطُوبَة وَلَا يكون الصَّوْت الحاد الصافي جدا إِلَّا من يبس الحنجرة كَمَا يعرض للمحمومين حمى حادة محرقة فَإِنَّهُ يصير أَصْوَاتهم كأصوات الكرابحي فِي الصلابة. أَقْرَاص الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة الْكَلَام فِي الصَّوْت المضرور.
الثَّانِيَة من الصَّوْت البحوحة تعرض إِمَّا من أجل تَوَاتر الْحلق أَو من رُطُوبَة عارضة فِي آلَات الصَّوْت تبلها.
قَالَ وَلذَلِك صَار الْإِنْسَان من قبل أَن يَأْكُل أَو يشرب صَوته صَاف وَإِذا شرب أَو تنَاول طَعَاما رطبا نقص صفاء الصَّوْت مِنْهُ وَمَال إِلَى الإظلام فَإِن أَكثر من الشَّرَاب صَار الصَّوْت أبّح قَالَ وَالصَّوْت المظلم مُقَدّمَة الصَّوْت الأبّح وَكِلَاهُمَا يعرضان للمشايخ كثيرا لِكَثْرَة الرطوبات العرضية فيهم وَمن قدر من الْمَشَايِخ أَن يتحفظ حَتَّى لَا يتَوَلَّد فِيهِ فضول كَثِيرَة صَار صَوته أَجود من صَوت الشَّاب وأصفى وَذَلِكَ ليبس آلَات الصَّوْت فيهم.
وبالجلمة فَإِن صفاء الصَّوْت تَابع ليبس الحنجرة قَالَ الْآلَة الأولى للصوت هُوَ الْجِسْم ألف ألف الْمُشبه بِلِسَان المزمار وَبَاقِي الْآلَات خدمه إِنَّمَا تضيق للضعفاء والمرضى حُلُوقهمْ وتدّق أَصْوَاتهم لثقل تحرّك الصَّدْر عَلَيْهِم كُله وَمن أجل ذَلِك لَا يكون لَهُم هَوَاء كثير يخرجونه فيضيقون بالحنجرة لَكِن يكون ذَلِك الْقَلِيل حادّاً فَيسمع أبين لِأَن النَّفس الْقَلِيل الضَّعِيف إِن وسعت لَهُ الحنجرة لم يسمع الْبَتَّةَ لي جملَة مَا فِي الْأَعْضَاء الآلمة فِي الصَّوْت المضرور الصَّوْت يضعف أَو يبطل إِمَّا لآفة تحل بالعصب الَّذِي يفعل النفخة لِأَن مَادَّة الصَّوْت النفخة وَهَذِه هِيَ)
العضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع وَإِمَّا لآفة حدثت بعضل الحنجرة لِأَن بِهَذِهِ يكون من النفخة قرع وَإِذا كَانَ كَذَلِك أمكن الْإِنْسَان إِخْرَاج الصَّوْت وَلم يكن لَهُ قرع
(1/450)
وَإِمَّا لابتلال الحنجرة وَفِي هَذِه الْحَال يكون الصَّوْت ابّح مظلماً وَيكون بعقب نزلات وَإِمَّا لورم فِيهَا وَفِي هَذِه الْحَال يكون فِي الْحلق وجع وَيكون بعقب الصياح كثيرا وَتلك العصب تصيبها آفَة إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لعلاج بالحديد وَإِمَّا لضربة وسقطة عَلَيْهَا. من كتاب ارطاميدس فِي تخمين الصَّوْت قَالَ للارتعاش مُدَّة أَن لَا يَصِيح وَلَا يغنن شهرا وَلَا يرفع صَوته بالْكلَام وَلَا يكثر مِنْهُ ثمَّ ليغن وَهُوَ مُسْتَقل فِي فرَاشه قبل انفجار الصُّبْح وَقد وضع على الحافة فَوق صَدره لبنة رصاص بِقدر مَا يحتملها ثمَّ ليجتنب الْأَصْوَات الَّتِي فِيهَا صيحات شَدِيدَة مُدَّة ثمَّ يتدرج إِلَيْهَا واللبنة على صَدره قَالَ وَاجعَل غذاءه غذَاء يُقَوي جَنْبَيْهِ كالأكارع والعضل والأشياء القوية وَالْعِنَب والسفرجل وجنبه الجو وَالْمَشْي الْكثير والهبط والصعود وَالرُّكُوب والصحناء الْكثير وَالْغَضَب واتعاب الْيَدَيْنِ خَاصَّة وَجَمِيع الْجِسْم فَإِنَّهُ يُقَوي وَلَا يرتعش وينفع من انْقِطَاع الصَّوْت الكراث الشَّامي والكشك وعصارة البصل وَالْعَسَل والأدمغة وَالْبيض وَجَمِيع الْفَاكِهَة الَّتِي فِيهَا خَاصَّة تصفية الصَّوْت كالفستق قَالَ وَانْقِطَاع الصَّوْت هُوَ أَن يكون انبسط بعض الانبساط فبادر فِي علاجه قبل أَن يُقَوي خُذ صفرَة الْبيض المسلوق والسمسم المقشور وَاللَّبن الحليب من كل وَاحِد ملعقة فاسقه بِمَاء ثلثة أَيَّام واطعمه عنباً أَبيض شتوياً حلواً واطبخ هَذَا الْعِنَب بِمَاء وانقع فِيهِ كعكاً واسقه أَو خُذ لَبَنًا فانزع زبده ثمَّ خُذ عسلاً فصبّه عَلَيْهِ شرابًا قدر ربعه واسقه غدْوَة وَعَشِيَّة ومره يمشي مشياً معتدلاً.
البحوحة اسْتعْمل الكراث الشَّامي للبحوحة عَجِيب دَقِيق السميد ولب حب الصنوبر وزرنيخ وبنج أوقيتان أَو ثَلَاث وشراب دقّها واعجنها بِعَسَل وألعقه ثَلَاثَة أَيَّام وادخله الْحمام إِذا كَانَ ذَلِك لِكَثْرَة الصياح وادهن الصَّدْر والحلقوم مِنْهُ وحسّه بالغدوات كشكاً أَو لَبَنًا حليباً أَو مَاء النخالة فَإِن ثَبت على ذَلِك فغرغره بطبيخ الحلبة.
دَوَاء جيد للبحوحة خُذ رمانة أملسية حلوة رقيقَة القشر فادمنها فِي رماد حَار فَإِذا لانت فاقلع قمعها وخرّط داخلها ألف ألف يحسه نقية كَمَا يناط الْبيض النيمبرشت بعد أَن يصب فِيهَا جلاب قَلِيل ثمَّ مره يتحساه وَخذ خبز حوارِي حاشا فانعم دقه واتخذه حساء بِلَبن فَإِنَّهُ مَعَ ذَلِك جيد للزكام والنزلة وصب على رَأسه مَاء حاراً معدّلاً أَو خُذ حمصاً منفعاً بِمَاء ملوثة بِعَسَل وليبلع مِنْهُ صحاحاً ثَلَاث حبات أَو أَربع وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء فَإِنَّهُ نَافِع نعما أَو أَخذ صفرَة بيض نيمبرشت بِلَا ملح واخلطها بِعَسَل وَحده يَأْكُل مِنْهَا فَإِنَّهُ جيد لمن يبّح صَوته من كَثْرَة الصياح وَأما خشونة الصَّوْت فَيعرض من الْبرد وَمن إدامة الترنم وعلاجه الغرغرة بِالْمَاءِ الْحَار وحمّه ومرّخ صَدره بدهن مسخن وامنعه الترنم وأطعمه تنياً سميناً قد أنقع فِي
(1/451)
ميفختج وليحذر من يُرِيد الْإِبْقَاء على صَوته الْقَابِض والمالح والحامض والحرّيف والخشن وينفع مِنْهُ الإحساء بِاللَّبنِ من دَقِيق سميد وَلَو حول ومرّ إِذا جعل لعوقا بالعسل أَو قضبان الْكَرم مشوية فِي الرماد والأكارع نافعة جدا والحلبة وَالزَّيْت والصمغ والكثيرا وَأكل السّمك والدجاج مشوية بِلَا ملح حارة وَرب السوس وَالْحمام وتمريخ الصَّدْر والعنق بأدهان مفترة وَلَا يسهر وَلَا يكثر الباد قَالَ وَأكل الفجل بِعَسَل ينجو البحوحة الكائنة من كَثْرَة الصياح فِي سَاعَة.
دَوَاء جيد كثيرا جُزْء خشخاش أَبيض ربع جُزْء لوز حُلْو نصف جُزْء رب السوس ربع جُزْء اعجنه بلعاب البزرقطونا واجعله حبّاً وَاسْتَعْملهُ للحلق الخشن العنيف الْحَار الملتهب فَإِنَّهُ بَالغ بِمثلِهِ سكرطبرزد أَو جلاّباً.
آخر طين أَمرنِي جُزْء ورد أَحْمَر خَمْسَة أَجزَاء رب السوس نصف جُزْء سكرطبرزد نصف جُزْء أعجنه وحسّه هَذَا يصلح للحلوق الهايجة من الدَّم الحارة الرّطبَة الَّتِي فِيهَا ورم.
ولورم اللهاة يسْتَعْمل الْجلاب. آخر يدق الزنجبيل المربى حَتَّى يصير كالمخ ثمَّ يلقى عَلَيْهِ نصفه دَار فلفل كالكحل وربعه زعفراناً وَمثل الْجَمِيع نشَاء ويسحق بِمَاء سكرطبرزد محلول أَو بِعَسَل)
وَهُوَ جيد للحلوق الرّطبَة الْكَثِيرَة البلغم وَإِذا رَأَيْت الْحلق يَابسا قشفاً مَعَ حرارة فاسقه لعاب بزر قطونا بجلاب كَثِيرَة وليأكل دجَاجَة سَمِينَة اسفيد باجة أَو حسا كعك يهيأ بِلَبن ودهن ورد. ج الميعة تَنْفَع من البحوحة نفعا عجيباً المرّ مَتى وضع مِنْهُ قدر باقلاة تَحت اللِّسَان ويبلع مَا ينْحل مِنْهُ أَولا فأولاً فَإِنَّهُ يلين قَصَبَة الرية ويصفى الصَّوْت الميعة السائلة جَيِّدَة لبحوحة الصَّوْت وانقطاعه قضبان الْكَرم الَّتِي إِذا مضغت ومصّ مَاؤُهَا أصلحت الصَّوْت الْمُنْقَطع الكراث النبطي إِذا أكل نقي قَصَبَة الرية. د الثوم إِذْ أكل نيّاً أَو مشوياً أَو مطبوخاً صفى الْحلق الْخَرْدَل إِذا دقّ وَضرب بِمَاء الْعَسَل وتغرغر بِهِ اذْهَبْ الخشونة المزمنة الْعَارِضَة من قَصَبَة الرية الحلتيت مَتى أذيب بِالْمَاءِ ويجرع صفي الصَّوْت الَّذِي عرضت لَهُ البحوحة من ضَرْبَة.
ابْن ماسويه لحم الدَّجَاج يصفي الصَّوْت الصَّوْت يبّح إِمَّا لابتلال الحنجرة وَإِمَّا لحادثة حدثت ألف ألف فابطلت فعل العضل الَّذِي يكون بِهِ فعل القرع وَيبقى النفخ على حَالهَا والآلة الَّتِي يكون بهَا القرع هُوَ العضل والعصب الَّذِي يضم الحنجرة لِأَن القرع إِنَّمَا يكون بانضغاط الرّيح فِي الحنجرة ثمَّ فَوق لأي شَيْء هُوَ بالشديد الْمُتَقَدّم لَهَا يُوجب حُدُوث رُطُوبَة فِي الْمَوَاضِع أم لَا.
الْمسَائِل الطبيعية السهريبّح الصَّوْت والصياح بعد الْأكل يفْسد الصَّوْت الكراث والثوم إِذا طبخا يصفيان الصَّوْت ويذهبان البّح.
(1/452)
د الاصطرك وخل العنصل يصفيان الصَّوْت ويقويانه والحلتيت ينفع من خشونة الْحلق المزمنة فَإِن أديف المَاء ويجرع صفي الصَّوْت الَّذِي يعرض لَهُ بحوحة ضَرْبَة من سَاعَة. د الْبَيْضَة تصلح أَن تكون مَادَّة للأدوية الجيدة لقصبة الرية وَتَنْفَع فِي نَفسهَا إِذا كَانَت فِي حد مَا يحمي من خشونة الْحلق من أجل صياح أَو خلط حاد انصب إِلَيْهَا لِأَنَّهَا تلحج فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع العليلة ويسكن وجعها. د خل العنصل إِذا تحسى خشن الْحلق وصلب لَحْمه لي هَذَا يضر بالصوت إِذا كَانَ مُنْقَطِعًا من حرارة وَاحْتَاجَ أَن يملس أَكثر من كل شَيْء وينفع إِذا كَانَ من رطوبات قد بلت العضل وارخته. د البلبوس)
يخشن الحنك وَاللِّسَان. د الزرنيخ إِذا لعق بالعسل صفي الصَّوْت ورق الكرنب إِذا مصّ مَاءَهُ أصلح الصَّوْت المتقطع الكراث النبطي إِذا أكل نقي قَصَبَة الرية المر مَتى وضع تَحت اللِّسَان وازدرد مَا ينْحل مِنْهُ صفي الصَّوْت الميعة تشفي البحوحة لعاب حب السفرجل يرطب يبس قَصَبَة الرية دهن الأيرسا يليّن خشونة قَصَبَة الرية ويجوّد الصَّوْت الحرباء المملوح مَتى أكل نقي الْحُلْقُوم الَّذِي فِيهِ رُطُوبَة والحرباء غير المملوج ينقي قَصَبَة الرية ويجوّد الصَّوْت. بولس قصب السكريلين خشونة الصَّدْر.
ابْن ماسويه عصارة الشونيز إِذا شربت صلحت لخشونة قَصَبَة الرية. د التِّين الْيَابِس مُوَافق لقصبة الرية الثوم يصفي الْحلق نيّاً أكل أَو مطبوخاً مَتى دقّ الْخَرْدَل وَضرب بِالْمَاءِ الْعَسَل وتغرغر بِهِ نفع من خشونة قَصَبَة الرية المزمنة الْخِيَار يلين خشونة قَصَبَة الرية إِذا أكل.
الصَّوْت تنقعه الْأَشْيَاء اللينة المعتدلة ويتأذى بالأشياء الحرّيفة والحامضة والمالحة
(1/453)
والأشياء اللينة السبستان وطبيخ الْعِنَب يَعْنِي عقيده والعناب وَالرُّمَّان الحلو الْمَطْبُوخ بِشَيْء من دهن بنفسج وسكرطبرزد ومخ الْبيض ومرق السرمق والقرع والسناء والزعفران وَالسكر ودهن اللوز والكثيرا وَلحم الزَّبِيب وَحب الصنوبر ألف ألف والصمغ الْعَرَبِيّ والتين وَحب القثاء وحلبة وبزر الْكَتَّان مغلو والجرجير المغلو وَنَحْوهَا. دَوَاء نَافِع من بحّة الصَّوْت وخشونة الْحلق حمص مغلو مقشور وجرجير مقشور مطحون وبزركتان مغلو من كل وَاحِد عشرَة صنوبر مقشر ثَمَانِيَة دِرْهَم كثيرا خَمْسَة لحم الزَّبِيب عشرُون تجْعَل نبادقة وَتُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ والعشي كل مرّة ثَلَاث بَنَادِق دَوَاء لوجع الْحلق الَّذِي من رُطُوبَة وبحة الصَّوْت جيد جدا علك الأنباط وكندر وزعفران وَمر وَكَثِيرًا ودارصيني وحماماً وصنوبر وعصير السوس بالسواء سنبل الطّيب نصف جُزْء بارزد ربع جُزْء عسل أَرْبَعَة أَجزَاء تمر هندون أذب الْعَسَل والعلك ولاتمر وذر عَلَيْهِ واجمعه حبّاً وَإِن أسقطت التَّمْر جَازَ واسقه بِمَاء الزوفا. اسْتِخْرَاج لبحح الصَّوْت الرطب كندر وَمر وحلتيت وفلفل وزعفران وحماماً وَرب السوس ... تجمع بسكرطبرزد وَتجْعَل حبا وَيُوضَع تَحت)
اللِّسَان.
دَوَاء لانْقِطَاع الصَّوْت تين يَابِس وحبق يطْبخ ويصفى وأسحق بِهِ صمغاً حَتَّى يصير لعوقاً غدْوَة وَعَشِيَّة. دَوَاء لذهاب الصَّوْت والسعال الباردين جيد كندر أَرْبَعَة دَرَاهِم مر دِرْهَمَانِ طلاء مطبوخ ربع رَطْل بطبخ الطلاء حَتَّى يغلظ ويذر عَلَيْهِ ويلعق مِنْهُ وَهُوَ دَوَاء جيد ينفع من وجع الْبَطن وقروح الرية. دَوَاء نَافِع من ذهَاب الصَّوْت الْعَارِض من خشونة الْحلق زعفران دِرْهَمَانِ عصير كرنب نبطي سكرجة عسل منزوع الرغوة مثله غلّه حَتَّى يثخن وذر عَلَيْهِ الزَّعْفَرَان وألعقه غدْوَة وَعَشِيَّة.
دَوَاء نَافِع من انْقِطَاع الصَّوْت والخشونة فِيهِ من الْبرد زعفران ثَلَاثَة دَرَاهِم مر وَاحِد وَنصف لبان عصارة الشونيز من كل وَاحِد دِرْهَم حلتيت نصف دِرْهَم يعجن بطلاء ويخبص وَيسْتَعْمل على مَا وصفت وَمَتى بّح الصَّوْت من رطوبات تنزل إِلَى اللهاة فاخلط فِي الْأَدْوِيَة
(1/454)
قابضة كهذه الدَّوَاء لبان علك النبط جلنار من كل وَاحِد دِرْهَم صمغ عَرَبِيّ خشخاش كثيرا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن بطلاء ويخبص وَيسْتَعْمل.
دَوَاء حَار ينفع من بحّة الصَّوْت الَّذِي يكون من كَثْرَة الرُّطُوبَة وَهَذَا دَوَاء يذيب الرُّطُوبَة خَرْدَل مغلو ثَلَاثَة دِرْهَم فلفل دِرْهَم يعجن بعد السحق بِعَسَل منزوع الرغوة ويخبص وَيُوضَع تَحت اللِّسَان فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
دَوَاء حَار ينفع من بحّة الصَّوْت وخشونة الْحلق وينقي الْحلق من البلغم لوزان مقشران بارزد لبان من كل وَاحِد نصف اللوزين زعفران ربع وَاحِد اللوزين يعجن بِعَسَل ويصيّر فِي إِنَاء زجاج ويسقي مِنْهُ نَافِع جدا لما يعرض فِي الْحلق من الرطوبات الغليظة والبلة الردية وَهُوَ مسكن للوجع.
دَوَاء فائق معتجل من انْقِطَاع الصَّوْت حلبة لوزان مقشران من كل وَاحِد جُزْء بزركتان مغلو جزآن لباب القبج صمغ عَرَبِيّ كثيرا أصُول السوس حب الصنوبر من كل وَاحِد جُزْء يعجن بطلاء وَهُوَ دَوَاء معتدل جيد للبحح واليبس فِي الْحلق وَالرّطب مِنْهُ واليابس ألف ألف الْعِلَل والأعراض الخشونة تدخل على الْحلق من الْأَطْعِمَة والأشربة وَكَثْرَة الصَّوْت قَالَ وَالصَّوْت الحاد الَّذِي يشبه أصوات الكرابجي يكون من يبس آلَات الصَّوْت.
الْأَعْضَاء الألمة آلَات الصَّوْت الحنجرة والعضل المحرك لَهَا والجسم الشبيه بِلِسَان المزمار والعصب الرَّاجِع إِلَى فَوق الصَّوْت يبطل إِمَّا لعِلَّة فِي الحنجرة وَفِي عضلة المحرك لَهُ أَو فِي عضل)
التنفس أَو فِي الرية وقصبتها أَو لآفة فِي الدِّمَاغ أَو فِي العصب المجاور للعرق الْعَظِيم الَّذِي ينبث مِنْهُ العصب الرجع إِلَى فَوق وَقَالَ أَيْضا الصَّوْت يَنْقَطِع إِمَّا لآفة فِي العضل كَمَا يعرض فِي الخوانيق الصعبة وَإِمَّا من أجل العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وَقَالَ أَيْضا الصَّوْت يَنْقَطِع إِمَّا لآفة فِي العضل كَمَا يعرض فِي الخوانيق الصعبة وَإِمَّا من أجل العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وَإِمَّا من أجل اللهاة إِذا قطعت من أَصْلهَا وَإِمَّا من أجل أَعلَى الحنك إِذا كَانَ شَدِيد الرُّطُوبَة بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي النَّوَازِل وَالصَّوْت الَّذِي يَنْقَطِع من كَثْرَة الصياح انْقِطَاعه من يبس.
أبيذيميا دقة الصَّوْت تنْحَل بالدوالي إِذا حدثت فِي السَّاق الْيُسْرَى أَو الْبَيْضَة الْيُمْنَى وَلَا تنْحَل بِغَيْر هذَيْن.
بختشيوع الميعة نافعة من انْقِطَاع الصَّوْت وخشونته. الميامر قَالَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل لقصبة الرية مؤلّفة من ثَلَاثَة أَجنَاس من الْأَدْوِيَة أَو لَهَا االحماسة وَآخِرهَا اللذاعة وَبَينهَا الَّتِي تجلو جلاء قَوِيا فالمملّة مَا اتخذ بعقيد الْعِنَب والصمغ والكثيرا وأصول السوس واللذاعة المتخذة بالفلفل والسليخة والدارصيني والبارزد والتناسب وَالْوسط فِي الْجلاء فَاتخذ بكشك الشّعير واللوز ودقيق الباقلي وَنَحْوهَا قَالَ
(1/455)
وَانْقِطَاع الصَّوْت يتبع أَشْيَاء كَثِيرَة فَرُبمَا كَانَ من نَوَازِل وَقد يكون لقرحة فِي الرية وَقد يكون لصياح شَدِيد وَرُبمَا كَانَ من استنشاق هَوَاء بَارِد وَانْقِطَاع الصَّوْت يكون إِذا ابتلت آلَات الصَّوْت بالرطوبة ابتلالاً عنيفاً يعسر انقلاعها والبّحة تكون إِذا كَانَ ذَلِك نَاقِصا قَالَ وَانْقِطَاع الصَّوْت من كَثْرَة الصياح هُوَ شَبيه بالأعياء يعرض للإعضاء وَينْتَفع بالاستحمام كنفع سَائِر الْأَعْضَاء وتوضع بعد ذَلِك فِي الْفَم الْأَدْوِيَة الملينة كالشراب الحلو والصمغ والسوس فَإِن هَذِه تحلّل هَذَا الورم الْحَادِث فِي قَصَبَة الرية من أجل الصياح وَاجعَل أطعمتهم من ذَلِك الحسى وَيَنْبَغِي أَن يحْتَمل العليل السعال وَلَا يتشاغل ويبلع مَا يذوب أَولا فأولاً وينام على قَفاهُ لينزل مِنْهُ شَيْء كثير فِي قَصَبَة الرية وَلَا يتم برْء هَؤُلَاءِ حَتَّى يستعملوا الْأَدْوِيَة الجالية.
وَيجب أَن يعالج الصَّوْت الذَّاهِب من صياح أَولا بالأغذية اللينة فَإِذا خف ذَلِك داويتها بِمَا يجلو جلاءً وسطا فَإِذا كَانَ تَأَخره نقلته إِلَى المحلّلات على ألف ألف قد ربّح حَتَّى يبلع من المحلّلات القوية إِن احتجت إِلَيْهَا وَمن المماسة الأطرية وَاللَّبن وَالْبيض والصنوبر وبزرالكتان ويحرز فِي ذَلِك الْوَقْت الشَّرَاب ثمَّ يشرب إِذا خف الورم لي نقُول إِن الصَّوْت إِذا انْقَطع من شدَّة الصياح فَإِنَّهُ يحدث فِي قَصَبَة الرية ورم من شدَّة كدّها فَإِذا خف الورم فليشربوا لاشراب الحلو)
وينفع فِي هَذَا الْوَقْت السّمن والحسا الْمُتَّخذ باللوز وَاللَّبن وَالْعَسَل والنشا والسميد فَإِن ذَلِك الورم حب جيد لانْقِطَاع الصَّوْت كثيرا وصمغ عَرَبِيّ من كل وَاحِد سنة زعفران وَاحِد كندر رب السوس وَاحِد وَنصف فلفل أَبيض خَمْسُونَ حَبَّة لحم التَّمْر السمين ثَلَاثَة ينقع الكثيرا فِي عقيد الْعِنَب حَتَّى ينْحل وَيجمع الْجَمِيع حبا كالباقلي وتوضع تَحت اللِّسَان. ارطاميدس فِي تخشين الصَّوْت قَالَ من أَصَابَهُ ارتعاش فِي صَوته فأمّره أَن يدع الصَّوْت شهرا ويقلل الْكَلَام ثمَّ مره أَن يتَغَنَّى وَهُوَ مستلق بِالْغنَاءِ السَّاكِن الْهَادِي ثمَّ أبعد حَتَّى يرجع إِلَى عَادَته وغذّه بِمَا يقوى جَنْبَيْهِ كأكارع النحري والكراث الشَّامي والكشك وعصارة البصل وأدمغة الحملان والصنوبر وَالْعِنَب وَأدْخلهُ الْحمام بعد الْغذَاء ورضّه قبل ذَلِك رياضة وسطا وأدلك رَأسه دلكا شَدِيدا إِلَى أشمل حالاته.
(1/456)
دَوَاء للصوت الخشن قَالَ خشونة الصَّوْت تعرض من الْبرد وإدامة الترنم وَيجب لصَاحبه أَن يهجر المالح والحامض وَالشرَاب أَيَّامًا وَقَالَ وَخذ مَاء رمانة رقيقَة القشر فاجعلها فِي رماد حَار فِيهِ جمر فَإِذا لانت فاقلع قمعا وَسطهَا بخلال حَتَّى يصير مَا فِيهَا مثل الْعَجِين وَاجعَل فِيهَا عسلاً وأحسها أَو خُذ خَبرا يَابسا واسحقه واجعله بِاللَّبنِ حسا فَإِنَّهُ نَافِع للصوت والزكام والنوازل أَو خُذ كراثاً شامياً فاسلقه بِمَاء نعما فَإِذا لَان ونضج فصبّ عَلَيْهِ عسلا وأغله حَتَّى يغلظ ويلعق فَإِنَّهُ جيد للبحح. ولبحوحة يذهب بهَا ينفع الحمص فِي المَاء حَتَّى يلتزق وألق على الحمص وَهُوَ صَحِيح عسلاً ومره فليبلع مِنْهُ ثَلَاث حبات أَو أَرْبعا وَلَا يشرب عَلَيْهِمَا مَاء فَإِنَّهُ فِي غلظ الصَّوْت قَالَ هَذَا يكون كصوت الرصاص إِذا صك بعضه بَعْضًا مظلماً كدراً قَالَ يمشي صَاحبه فِي الصقيع وَيقْعد إِلَى مَوَاضِع عالية ويمسك بَغْتَة ويحضر ويسارع وَيدخل الْحمام ويدلك دلكا شَدِيدا يَابسا بخرق كتَّان وغذّه بأغذية ملطفّة كالمالح وَالشرَاب الْعَتِيق والخل الحاذق والفلفل قَالَ ودقة الصَّوْت هُوَ ضد هَذَا وجلّ مَا يعرض من السهر وَقد يعرض فِي الترنم بعد الطَّعَام وَالسَّبَب الْقوي فِيهِ هُوَ ضعف الصَّوْت وربّما كَانَ من استطلاق الْبَطن فليودع صَوته وَيلْزم الرّكُوب وَالْحمام بِالْغَدَاةِ والأغذية المعتدلة وَلَا يحمل على معدته فِي كميته وامنعه الباه والأطعمة الْيَابِسَة فَإِن صَوته يرجع إِلَيْهِ.
فِي الصَّوْت الحشن الصَّوْت الخشن ألف ألف يعرض لمن قطعت لهاته لِأَن هَؤُلَاءِ يَجدونَ عِنْد مبدء الصَّوْت دغدغة شَدِيدَة ويهيج بهم نخع وتنحنج وَلَا يصبرون على طول العياء حَتَّى تشتد حُلُوقهمْ بعد هنيئة فَخذ لهاؤلاء من عقيد الهنب وَالْعَسَل واطبخه حَتَّى يخرج رغوته)
ومرّخه بعد ذَلِك بِمَاء حَار وغرغره بِهِ واسقه مِنْهُ وَكلما عتق هَذَا الشَّرَاب كَانَ أَجود فَاسْتَكْثر مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع لجَمِيع أوجاع الْفَم وَالْحلق ويصفي الصَّوْت ويحسّنه وَيصْلح لأكْثر أدواء الصَّوْت.
قَالَ وَقصر النَّفس ضَرَر على الملحين فَيَنْبَغِي أَن يتدرج إِلَى تطويله فَإِن الْعَادة إِذا صادفت نفسا طَويلا بلغت بِهِ الْغَايَة وَإِن صادفت نفسا قَصِيرا زَادَت فِيهِ وَمر صَاحبه بالإحضار الْقَلِيل وَلَا يمعن فَإِنَّهُ إِن أمعن بَطل صَوته الْبَتَّةَ وليفعل ذَلِك بِالْغَدَاةِ والعشي وليطل الْمكْث فِي الْحمام وَيصب على رَأسه مَاء حاراً فِي الْحمام وليحتبس نَفسه مَتى مَشى فِيهِ فَإِذا خرج من الْحمام فليشرب شرابًا فَإِن الشَّرَاب يغذو الرّوح أَكثر من المَاء وَيشْرب بعد الْغذَاء أَيْضا شرابًا وليشرب شربات كبارًا بِنَفس وَاحِد وليتعاهد بعد ذَلِك امتساك النَّفس
(1/457)
طَويلا حَتَّى يتدرج نَفسه إِلَى أَن يبلغ أطول التراجع فِي نفس وَاحِد وليصعد السلّم ولينزل وَلَا يتنفس إِلَّا قَلِيلا ومضغ العلك جيد لَهُ لِأَن مضغ العلك ينفع من ضَرَر الْفَم والرية والصدر وَهُوَ يعين على طول النَّفس وَمن أدوية الصَّوْت أَن يحمي دَقِيق سميد قد طبخ بِلَبن حليب وَيَأْكُل سوق الكرنب مشوية فِي الرماد ويأكلها أَيْضا مَعَ الْعَسَل وأبلغ شَيْء لَهُ أكارع الْبَقر فيأكل عصبها فَقَط وأجود مَا يكون أَن يطْبخ عصبها فِي الْعَسَل إِلَى أَن ينضج ويؤكل والحلبة أَيْضا نافعة وَأكل السّمك والدجاج مشوية حارة بِلَا مرى وَالْحمام وَمسح الْعُنُق أجمع بالدهن وَاجعَل فِي الْحمام دهن لوز وَاجعَل رجلَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ فِي المَاء الْحَار.
قَالَ وَمن غلظ صَوته من عَارض ردي فعلاجه سهل وَمن غلظ من كَثْرَة الصياح فَلَيْسَ علاجه بسهل وَمن نفخ فِي البوق كثيرا فَإِن هَؤُلَاءِ يحتبس النَّفس فِي رياتهم فيعسر علاجهم.
الْعَارِضَة من الصياح ربّما بَرِيء صَاحبهَا فِي سَاعَة وَاحِدَة بإن يَأْكُل فجلاً بِعَسَل لي الفجل المربى جيد لذَلِك فاعتمد عَلَيْهِ وَهَذَا الصِّنْف من رداءة الصَّوْت يعسر علاجه فِي الْمَشَايِخ خَاصَّة وَلَا يعالج الشَّيْخ فَإِن العلاج كثيرا مَا يُصِيبهُ بزيدة شرّاً لِأَن البلغم فِي هَؤُلَاءِ كثير وَأما الشبّان فعالجهم بِثِقَة وابدء فِي ذَلِك بدلك رَأسه وَاجعَل قطنة بدهن الناردين فِي منخريها ويخرجها بساعة بعد أُخْرَى ويتمضمض بتمشي أَو يتغرغر بالعسل أَو بِاللَّبنِ وَيَد من وضع الصمغ الْعَرَبِيّ تَحت لِسَانه ألف ألف وَيشْرب شرابًا حلواً ويتحسى صفرَة بَيْضَة وَالْعَسَل وَالْبيض منضجين وكمد رَأسه بِمَاء حارّ باسفنجة حَلقَة وَاتخذ لَهُ ضماداً من بزركتان وزفا ودهن ورد وشمع واجعله على الْعُنُق.)
دَوَاء من هَذَا الْكتاب خُذ كثيرا وصمغاً عَرَبيا من كلواحد جُزْء وَسدس جُزْء من أفيون وجزء خشخاش أَبيض ولوزاً مقشراً نصف جُزْء وَثمن جُزْء يدق الْجَمِيع واجمعه بلعاب السفرجل واجعله حبّا وَاسْتَعْملهُ للحلوق الخشنة والحارة الْيَابِسَة فَإِنَّهُ عَجِيب فِيهَا.
آخر للحلوق البغلمية فلفل زعفران وَمر وزنجبيل مربى يدق الزنجبيل واصنعه حبّاً وَاجعَل مِنْهُ تَحت اللِّسَان فَإِنَّهُ جيد لذَلِك.
آخر جيد للصوت يُؤْخَذ مَاء الكراث الشَّامي ولعاب البزرقطونا وشحم الدَّجَاج وَعسل يطْبخ حَتَّى يصير لعوقاً فَإِنَّهُ جيد وَأكل السكر واللوز جيد لتصفية الصَّوْت.
للبحوحة الْيَابِسَة دَوَاء الحمص وَالْعَسَل الَّذِي كتبناه فَإِنَّهُ يصلح للبحوحة الْيَابِسَة.
(1/458)
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ اشرف عضل الصَّوْت هُوَ الَّذِي يحرّكه العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق والعصب الرَّاجِع إِلَى فَوق من الزَّوْج السَّادِس من أَجزَاء الدِّمَاغ وَلَا يبلغ الْجَهْل بِأحد من المعالجين أَن يقطعوا الزَّوْج السَّادِس بِلَا تعمد فَأَما العصبتان الراجعتان إِلَى فَوق فَرُبمَا قطعوهما وَرُبمَا شكوهما فِي علاج الْحَدِيد من غير علم فَيبْطل الصَّوْت وَرُبمَا بردتا بِأَن تكشفا فَيضر ذَلِك بالصوت حَتَّى يسخنا وَيعود إِلَى طباعهما قَالَ وَإِذا ابتلّت الطَّبَقَة الَّتِي تعم الْحلق والحنجرة برطوبة كَثِيرَة اضرّت بالصوت اضراراً شَدِيدا والنوازل النَّازِلَة من الرَّأْس كلهَا تضر بالصوت وَكَثْرَة الصياح أَيْضا يحدث فِي عضل الحنجرة مثل الورم وَجَمِيع الأورام فِي المري وَحَيْثُ تضغط قَصَبَة الرية والحنجرة تضرّ بالصوت مضرَّة غير أولية.
الطَّبَرِيّ مِمَّا يصفي الصَّوْت أَن تُؤْخَذ الكبابة فِي الْفَم.
أهرن قَالَ فينفع من بحح الصَّوْت من كَثْرَة الرُّطُوبَة أَن يُؤْخَذ خَرْدَل مغلو غلواً يَسِيرا ثَلَاثَة دَرَاهِم وفلفل دِرْهَم يَجْعَل حبا بِعَسَل ويمسك فِي الْفَم فَإِنَّهُ ينقي ذَلِك البلغم وينفع مِنْهُ الحلتيت.
مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ الصَّوْت يعسر من اليبس والرطوبة وَلذَلِك يجد من إِصَابَته حمى حادة محرقة فجففت حنجرته وقصبة ريته فَصَارَ صَوته كصوت الكراكي والأشباه الطَّوِيلَة الْأَعْنَاق أَعنِي صلباً شَدِيدا وَأما من الدموية مثل مَا يعرض عِنْد الزُّكَام والنوازل لي من هَا هُنَا يعلم أَن الصَّوْت إِذا كَانَ مَعَ ضَرَر صلباً شَدِيدا فَذَلِك عَن اليبس وَإِذا كَانَ كدراً مظلماً فَعَن الرُّطُوبَة.
فِي التنفس قَالَ فِي الثَّانِيَة من الأخلاط التنفس المنتن يدل على أخلاط عفنة فِي آلَات النَّفس مَتى)
لم تكن فِي الْفَم قَالَ التنفس الْمُتَوَاتر مَتى كَانَ مَعَ صغر يدل على ألم فِي بعض آلَات النَّفس أَو الْأَعْضَاء لمتصلة بهَا وَمَتى كَانَ تواتره مَعَ عظم دلّ على التهاب شَدِيد فِي ذَلِك الْأَعْضَاء وَأما التنفس الْبَارِد فَإِنَّهُ ردي لِأَنَّهُ ألف ألف يكون عِنْد انطفاء الْحَرَارَة فِي الْقلب وعَلى ألم الْقلب فِي نَفسه.
الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ التنفس إِذا كَانَ متواتراً دلّ على ألم وعَلى التهاب فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فَوق الْحجاب وَإِذا كَانَ عَظِيما وَفِيمَا بَين مُدَّة طَوِيلَة دلّ على اخْتِلَاط عقل وَإِذا كَانَ يخرج من الْأنف والفم وَهُوَ بَارِد فَهُوَ قتال جدا.
قَالَ ج التنفس الْمُتَوَاتر إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك عَظِيما فَإِنَّهُ يدل على حرارة كَثِيرَة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك صَغِيرا دلّ على وجع فِي آلَة التنفس مَعَ حرارة وَأما المتفاوت فَإِن كَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ يدل على اخْتِلَاط عقل وَإِن كَانَ صَغِيرا دلّ على انطفاء الْحَرَارَة وَقلة الْحَاجة إِلَيْهَا قَالَ وَهَذِه الْأَصْنَاف هِيَ أخص أَصْنَاف سوء التنفس بالأمراض الحادة قَالَ وَأما جودة التنفس
(1/459)
فَإِن لَهُ قُوَّة عَظِيمَة فِي الدّلَالَة على السَّلامَة فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي تكون مَعَ الْحمى قَالَ لِأَن جودة التنفس تدل على سَلامَة آلَات التنفس مَعَ الوجع والأورام الحارة وَمَا قرب مِنْهَا بالمعدة والكبد وَالطحَال تدل على أَنه لَيْسَ فِي وَاحِد مِنْهَا حرارة شَدِيدَة وَلَا ورم حَار فبالواجب إِذا حسن التنفس دلّ على سَلامَة إِذْ كَانَ ينذر بِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الإحشاء حرارة غَرِيبَة ردية وَلِأَن الْحَرَارَة الغريزية سَاقِطَة ضَعِيفَة وَذَلِكَ أَن الْخَوْف فِي الْأَمْرَاض الحادة إِنَّمَا يكون من أفراط الْحَرَارَة وَإِمَّا من ورم ملتهب عَظِيم وَإِمَّا من سُقُوط الْقُوَّة وَالنَّفس الْحسن يُؤمن من هَذَا كُله.
الرَّابِعَة من الْفُصُول مَتى انْقَطع التنفس فِي إِدْخَال الْهَوَاء وأخراجه حَتَّى يعرض مِنْهُ أَن يستنشق الْهَوَاء فِي دفعتين أَو نَحْوهَا فِي مثل ذَلِك فَإِنَّهُ ينذر بتشنج لِأَن ذَلِك لَا يكون إِلَّا وَقد عرض للعضل الَّذِي يكون بِهِ التنفس شَيْء من التشنج وَأَن توترت الْحَال فِيهِ صَار فِي جَمِيع الْبدن تشنج ظَاهر.
السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ النَّفس الَّذِي لَا يستتم انبساط الصَّدْر فِيهِ فِي مرَّتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي يستنشق استنشاقاً كالحال عِنْد بكاء الصَّبِي إِمَّا إِن يكون من ضعف عضل الصَّدْر وذ إِنَّمَا يكون من سُقُوط الْقُوَّة وَإِمَّا أَن يكون من يبس آلَات النَّفس وَرُبمَا كَانَ مِنْهُمَا وَرُبمَا كَانَ من حَال قريبَة من حَال التشنج فِي آلَات الصَّدْر فَإِن الْقُوَّة الضعيفة إِذا عجزت أَن ينبسط الصَّدْر بِقدر)
الْحَاجة فِي ضَرْبَة وقفت وَقْفَة تستريح فِيهَا ثمَّ عَادَتْ فاستتمت فعلهَا والآلة الصلبة لَا تواتى الْقُوَّة الَّتِي تبسطها بسلامة فتقف من انبساطها قسراً وَأما الْحَال الْقَرِيبَة فِي التشنج فَإِنَّهَا تفعل هَذَا التنفس إِذا غلب الْبرد على عصب الصَّدْر وعضله وَالَّتِي ترى هَذِه الْحَالة إِذا كَانَ ذَلِك مَعَ حمى فَلَيْسَ يكون إِلَّا من صلابة آلَات التنفس وَغَلَبَة اليبس عَلَيْهَا وَذَلِكَ ردي فِي الْأَمْرَاض الحادة والتنفس الَّذِي يستتم انبساطه فِي مرَّتَيْنِ ردي جدا فِي الْأَمْرَاض الحادة.
من الْأَمْرَاض الحادّة قَالَ شدَّة الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج التنفس وَهُوَ الإنقباض ألف ألف يكون لثكرة اجْتِمَاع البخارات الغبارية أَو لحدتها وَذَلِكَ يكون إِمَّا لِكَثْرَة الْحَرَارَة وَإِمَّا لرداءة الأخلاط قَالَ وَخُرُوج التنفس من النَّائِم أعظم وخاصة إِن كَانَ قد تنَاول طَعَاما كثيرا لِأَن البخارات الدخانية تكْثر فِي جَوْفه لإجتماع الْحَرَارَة.
الثَّانِيَة من آراء ابقراط وافلاطن قَالَ اخراج النَّفس عمدا يكون بآلات غير
(1/460)
الَّتِي تكون بهَا قسراً أَعنِي بِشدَّة الْحَرَكَة والرياضة وَكَذَلِكَ إِخْرَاج الْهَوَاء الَّذِي يكون عمدا يكون بعضل غير ذَلِك الَّذِي يكون إِخْرَاجه قسراً.
الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا أَصْحَاب الذبْحَة إِذا صَار نفسهم قصراً قَالَ فِي النَّفس الْعَظِيم يَتَحَرَّك الصَّدْر كُله وَأما فِي النَّفس الصَّغِير فَإِنَّهُ يَتَحَرَّك مِنْهُ الْحجاب فَقَط والمواضع الَّتِي فِيمَا بَين الأضلاع.
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة أَصْحَاب الذبْحَة إِذا صَار تنفسهم قَصِيرا فَتلك عَلامَة جَيِّدَة وَأَصْحَاب السرسام وَأَصْحَاب اخْتِلَاط الْعقل إِذا صَار نفسهم متواتراً فَتلك عَلامَة محمودة أَصْحَاب اخْتِلَاط الْعقل يتنفسون تنفساً متفاوتاً عَظِيما وَالنَّفس الَّذِي بالضد يدل على نُقْصَان الْعلَّة وَأَصْحَاب الذبْحَة فلأنهم لَا يقدرُونَ أَن يتنفسوا لهَذَا بطول مُدَّة إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه فيهم فَيكون تنفسم فِي زمن طَوِيل فَإِذا قصر ذَلِك دلّ على سَعَة قد حدثت للمجرى وَبِالْجُمْلَةِ فَالنَّفْس المضاد للمرض جيد قَالَ أَصْحَاب الذبْحَة تطول مُدَّة دُخُول الْهَوَاء وَخُرُوجه فيهم لضيق الْآلَة فَلذَلِك لَا بُد أَن يكون متواتراً ليستدرك مَا فَاتَ فِي طول الْمدَّة والتفاوت فيهم عَلامَة جَيِّدَة وَذَلِكَ أَنه يدل على أَن زمَان إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه قد نقص وَلَا ينقص ذَلِك إِلَّا لسعة قد حدثت.
الثَّانِيَة من الثَّالِثَة إِذا كَانَ فِي التنفس يَتَحَرَّك ورقة الْأنف فَذَلِك يكون إِمَّا لِأَن الْقُوَّة قد خارت)
وَإِمَّا لِأَنَّهُ قد شفي على الإختناق وَإِمَّا من ذبحة وَإِمَّا من مدّة أَو خلط فِي الصَّدْر والرية قَالَ وَهَذَا التنفس يَتَحَرَّك فِيهِ أعالي الصَّدْر إِلَى مايلي الْكَتِفَيْنِ قَالَ الْإِنْسَان مَا دَامَ بِالْحَال الطبيعية وَلم يحصر وَلم يَتَحَرَّك ويتنفس فَإِنَّمَا يكون بأسافل الصَّدْر ممايلي الْحجاب وَقد بيّنا ذَلِك فِي كتَابنَا فِي علل التنفس فَإِذا احْتَاجَ إِلَى هَذَا أَكثر حرّك مَعَ ذَلِك أعالي صَدره ممايلي الْكَتِفَيْنِ حَتَّى يُحَرك صَدره كُله حَرَكَة استكراه وَهَذَا يعرض فِي الصِّحَّة عِنْد الْحَرَكَة الشَّدِيدَة وَفِي هَذَا الْحَال إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى هَذَا التنفس لتزيد الْحَاجة فإمَّا فِي ذَات الرية وَنَحْوهَا فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك لضيق الْآلَة لِأَن الْآلَة إِذا ضَاقَتْ احْتَاجَت أَن يسْتَدرك مَا فَاتَ فيعظم الإنبساط.
الرَّابِعَة من الثَّالِثَة النَّفس المتفاوت الصَّغِير يحدث إِذا مَاتَت الْقُوَّة الحيوانية وَهَذَا يخرج من الْأنف والفم وَهُوَ بَارِد وَهُوَ مهلك لَا محَالة وَأما النَّفس الْقصير المتفاوت فَيدل على وجع فِي آلَات التنفس أَو فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تتحرك بحركتها وَالنَّفس فِي الحميات القوية عَظِيم متواتر.
أهرن قَالَ قد يكون ضرب من رداءة التنفس لَا لعِلَّة من آلَات التنفس أَكثر من ألف ألف إِن الْحجاب انشال إِلَى فَوق وانحطّ إِلَى أَسْفَل.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ إِن إنْسَانا يُحَرك صَدره كُله فِي التنفس حَتَّى تكون حركته تصعد وتبلغ من قُدَّام إِلَى الترقوتين وَمن الْجَانِبَيْنِ إِلَى مُعظم لحم الْكَتف وَمن خلف إِلَى مُعظم الْكَتِفَيْنِ.
(1/461)
أَقُول أَن هَذَا التنفس يدل على ثلثة أَشْيَاء إِمَّا حرارة ملتهبة فِي الْقلب أَو فِي الرية وَإِمَّا ضيق فِي بعض آلَات التنفس وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة المحركة لعضل الصَّدْر فيشت حِينَئِذٍ فَانْظُر إِلَى النبض هَل يدل على كَثْرَة الْحَرَارَة ثمَّ انْظُر فِي مخرج النَّفس اعني الأنقباض هَل يكون كثيرا دفْعَة بنفخة فَإِن هَذَا ينذر بحرارة كَثِيرَة وَمَعَ هَذَا خشن الصَّدْر فَإِن وجدته مَعَ ذَلِك حاراً ملتهباً فقد صَحَّ الْأَمر أَنه للحرارة وتؤكد على ذَلِك حمرَة الْعَينَيْنِ وَالْوَجْه والعطش والحرارة فِي الرَّأْس ويبس اللِّسَان وخشونته وَقَول الْمَرِيض أَنه يَحْتَرِق احتراقاً فَإِن كَانَت عَلامَة الْحَرَارَة لَيست بظاهرة والصدر ينبسط أعظم انبساط فَفِي آلَات التنفس شَيْء من الضّيق إِمَّا ضيق فِي الحنجرة فَلَا يدْخل الْهَوَاء وَإِمَّا أَن يكون فِي الصَّدْر والرية أخلاط أَو خراج من ورم أَو رُطُوبَة وَإِن وجدته يُحَرك جَمِيع صَدره وَأَعلاهُ وأسفله فِي التنفس وتنضم ورقتا الْأنف مِنْهُ وَقع تحريكه لجَمِيع الصَّدْر لَا ينبسط كثراً بل إِنَّمَا يَتَحَرَّك فَإِن ذَلِك لضعف عضل الصَّدْر وَذَلِكَ أَن ضعف الصَّدْر)
يضْطَر أَصْحَابه بِأَن يستعملوا جَمِيع العضلات ليستدركو بِالْكَثْرَةِ مَا فَاتَ بِالْقُوَّةِ ثمَّ ذكر هَاهُنَا ذكرا شافياً فاقرءه من حَيْثُ يَقُول الْكَلَام من تعرّف الْمَوَاضِع العليلة مِمَّن بِهِ رداءة التنفس فاقرءه وَحَوله إِلَى مَنْفَعَة التنفس.
قَالَ يتنفس الصّبيان أَكثر وَأَشد تواتراً لِأَن التنفس فيهم أَكثر فهم يَحْتَاجُونَ إِلَى إِخْرَاج فنور الأخلاط والمشايخ أقل وَأَبْطَأ وأشدها دقّاً وَمَا يتَبَيَّن ذَلِك بِحَسب ذَلِك وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَزْمَان والأمزاج فَإِن الحارة تحْتَاج إِلَى نفس أَكثر وبالضد قَالَ والممتليون عَن الْغذَاء يتنفسون نفسا صَغِيرا متواتراً لضيق الْحجاب عَلَيْهِم من أجل الْمعدة وَكَذَلِكَ الْحمال والمستنشقون.
الثَّامِنَة من التشريح الْكَبِير قَالَ مَا دَامَ الْحَيَوَان صَحِيحا فَإِنَّمَا يُحَرك بَغْتَة من أَسْفَل الصَّدْر فَقَط.
فِي القروح الْحَادِثَة فِي فضاء الْفَم كُله إِلَى الْحلق واللثة والقلاع ونزف الدَّم الْكَائِن من الْفَم من فصد وَغَيره يحول إِلَى هَا هُنَا والأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم والآكلة والبثور وَنَحْو ذَلِك.
يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة ونبات الْأَسْنَان ويحول بَاب اللثة إِلَى بَاب الْأَسْنَان.
الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء مَا كَانَ من قُرُوح الْفَم ذَات صديد كثير فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف بِقُوَّة كالزهر وَخُنْثَى وَحده أَو مَعَ عسل أَو شراب معسّل والأيارج والدواء الْمَعْرُوف ببرود الْعين إِمَّا يَابسا وَإِمَّا معجوناً ألف ألف بِعَسَل
(1/462)
لي هَذَا ثمَّ يُزَاد الأفراطاطيقون مدوفاً بشراب معسّل أَو غير معسل أَو تلطخ هَذِه القروح بأقراص موساس وعصارة السماق والحصرم وبسائر مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا فإمَّا الَّتِي هِيَ أقل رُطُوبَة وَأبْعد من الرداءة فالتي تجفف تجفيقاً يَسِيرا تبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ كالأدوية المتخذة بالتوث وَثَمَرَة العليق وعصارة قشور الْجَوْز الرطب وأبلغ من هَذِه الْمُتَّخذ بعصير الْعِنَب وَجوز السرو فإمَّا القروح الَّتِي فِي غَايَة الرُّطُوبَة وَهِي قريبَة من الْعظم فَلَا يُؤمن بِهَذَا السَّبَب أَن يُفْسِدهُ وَيحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة اليبس جدا من أجل طبيعة الْعِظَام أَنَّهَا يابسة وَكَذَلِكَ أسحق أَنا أَقْرَاص موساس وَاجْعَلْهَا على الْموضع يابسة لي مثل هَذَا يحْتَاج إِلَى الفلدفيون الَّذِي فِيهِ شَيْء صَالح من أقاقياً أَو من جَفتْ البلوط وَمَا أصلحه فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع لِأَنَّهُ يمْنَع العفن الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ يفعل الْخلّ وَالْملح الْمُعْتق فِي شمس إِذا تمضمض بِهِ وَأمْسك فِي الْفَم منع العفن لي لحم الْفَم يَابِس جلاء اللِّسَان فَلَا تظن أَن جالينوس نَاقض هَا هُنَا فِي اسْتِعْمَاله فِي الْفَم أدوية قَوِيَّة اليبس وَله مَعَ ذَلِك قَوْله أَنه عُضْو تدوم فِيهِ الْحَرَارَة والرطوبة فَهُوَ)
لذَلِك بَعدت من العفن لِأَنَّهُ لَا يتروح كَسَائِر الْمَوَاضِع المكشوفة فَيحْتَاج لهَذَا أَن يجفف جدا ليؤمن العفن فِيهِ.
الميامر لي على مَا رَأَيْت مِمَّا يعظم نَفعه لقروح الْفَم الحارة والقلاع والسحج والورم الْحَار ورد وبزر الْورْد وصندل وسماق وطباشير وزعفران وعدس مقشر وَمَاء ورد والزعفران والماورد نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة.
السَّادِسَة من الميامر يعم الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم أَن تحْتَاج إِلَى فصد وحقنة وإسهال كَسَائِر الأورام فَإِن الغشاء المخلل لداخل الْفَم كُله أَكثر تخلخلاً وَأَشد لبثاً من الْجلد المخلل لجَمِيع الْجِسْم وتوّق من أدوية الْفَم أَن لَا تكون أَشْيَاء إِذا نزلت فِي الْحلق اضرت قَالَ إِذا حدث فِي الْفَم قُرُوح أسرعت فِي العفن لحرارته ورطوبته وَلِهَذَا يستعملون أقوى الْأَدْوِيَة حَتَّى إِنَّهُم يستعملون فِيهِ مَا يكوى.
دَوَاء للعفن فِي الْفَم وَجَمِيع الْأَعْضَاء قلقطاء جزآن نورة جزؤ زرنيخ نصف جُزْء يسحق جَمِيعًا العفص وَيسْتَعْمل لي مَا أَجود تركيبه فاعتمد عَلَيْهِ وألق ملحاً فِي خل ثَقِيف جدا وامسكه فِي الْفَم فَإِنَّهُ يدْفع العفن وَغَيره فَإِن علت العفن فاكو الْموضع العفن كُله ثمَّ ضع على الخشكريشة عسلاً مَعَ ورد وبزره وترده إِلَى أَن تنقلع الخشكريشة وَإِلَى أَن يبرء. ج فِي القلاع هُوَ قُرُوح فِي الغشاء النَّفْسِيّ على دَاخل الْفَم مَعهَا حرارة نارية وَأكْثر حدوثها فِي أَفْوَاه الصّبيان وخاصة إِن كَانَ اللَّبن ردياً أَو كَانَ العضل لَا يسْتَمر لينه جيدا وعَلى الْأَكْثَر هِيَ سهلة العلاج تخف وتسكن بالقابضة باعتدال وَرُبمَا طَالَتْ وتأكلت وعسرت وَهَذِه تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى.
(1/463)
للقلاع الْخَبيث شب عفص يسحقان كالغبار ويدلك بِهِ الْفَم جيدا فَإِنَّهُ يقْلع قشوراً وَيذْهب الدَّاء واعمل على أَن ألف ألف يغمس الْأصْبع فِي زَيْت ثمَّ اغمسها فِي هَذَا الدَّوَاء وادلك بِهِ الْفَم جدا ويتمضمض بزنجار وخل ويدلك بعفص وخل.
للقلاع الْأسود جيد مجرب زبيب دون عجم انيسون عسل يعجن بِهِ ويطلى بِهِ القلاع مَكَانَهُ فَقَط.
آخر حضض سماق عسل ورد عدس مقشور وَنَحْوهَا من الْأَدْوِيَة الْخَفِيفَة للقلاع فَأَما العفص)
والزنجار والقلقنت والزاج وَنَحْوهَا فللقلاع الردي وَالْعَسَل يدْخل مَعَ هَذِه.
قَالَ ج اسْتعْمل التَّخْفِيف فِي العلاج الْخَفِيف وَالْقَوِي فِي القوى والعفص مَتى يسحق بخل غليظ أَو طلي بِهِ دَوَاء قوي فِي القلاع الردي وشحم البط وَهَذَا لَا يصلح للقلاع الَّذِي فِيهِ عفونة والعفصة والحارة الَّذِي مَعَ عفونة قَالَ وسيلان اللعاب الْكثير دَال على قُوَّة الْعلَّة قَالَ والقلاع الْأَحْمَر من جنس الفلغموني والأصفر الْمشرق من جنس الْحمرَة والأبيض من جنس البلغم والمزمن الكمد من جنس السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ الْأَخْضَر وَالْأسود وَمَا كَانَ مَعَه تلهب وحرارة فالصفراء فِيهِ أغلب فَإِذا عرفت هَذَا وَكنت عَارِفًا بقوى الْأَدْوِيَة وَمَا يتبعهَا لَهَا بِحَسب الْأَبدَان والأعضاء سهل العلاج قَالَ إِنَّا أطْعم الْأَطْفَال للَّذين قد صَارُوا يَأْكُلُون مِمَّن بِهِ قلاع عدساً مَعَ خبز يسير ومخ عِظَام الأيل والعجل وسفرجلا وتفاحاً وزعروراً وعنزاً وَإِن كَانَ لهيباً خلطت وأطعمت حسا وهندباء وَالَّذين لَا يَأْكُلُون أطْعم الْمُرضعَة هَذِه الْأَشْيَاء والمائل من القلاع إِلَى الْحمرَة أطل أبدان الصّبيان فِي الِابْتِدَاء بِمَا يقبض قبضا يَسِيرا ويبرد أَكثر وَبعد بِمَا يحلل بِلَا لذع والمائل إِلَى الْحمرَة المشرقة أَزِيد فِي تَدْبِير الطلاء والأبيض بالأدوية الَّتِي تجلو والكمد الْأسود بِمَا يحلل تحليلاً قَوِيا وَمن كَانَ مِنْهُم أكبر من هَؤُلَاءِ أعالجهم بِهَذَا وأزيد فِي قُوَّة الْأَدْوِيَة والأبدان التَّامَّة أعالجها بأقوى من ذَلِك الْجِنْس من الْأَدْوِيَة وَلم أزل إِلَى هَذِه الْغَايَة أكتفي فِي علاج هَؤُلَاءِ بالزاج وَكنت أكتفي مِنْهُم بالزاج مخلوطاً بشراب قَابض.
وَإِن كَانَ القلاع وسخاً سحقت الزاج بشراب معسّل وزدت فِي قوته ونقصت ورققت وغلظت بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وأطل مَوضِع الْعلَّة وَمِمَّا ينفع هَؤُلَاءِ أَعنِي الْأَبدَان القوية التَّامَّة نفعا بليغاً القلقطار المسحوق بالزيت إِلَّا أَن هَذَا قوي جدا فَأَما القلاع الْمُبْتَدِي فعصارة الحصرم مسحوقة بِالشرابِ والسماق وَأما الصّبيان فيكفيهم بزر الْورْد والورد وطبيخ الْأَشْيَاء الخفيفية الْقَبْض وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الْأَبدَان الرّطبَة الرُّخْصَة إِذا كَانَ القلاع خَفِيفا وَإِمَّا القلاع الردي وخاصة فِي بدن صلب لَيْسَ برطب فَيحْتَاج إِلَى أقوى الْأَدْوِيَة وَهِي الَّتِي تقبض قبضا قَوِيا وَالَّتِي تلذع لذعاً شَدِيدا.
قَالَ وَالزَّيْت وجده ردي للقلاع لِأَنَّهُ يُرْخِي ويرطب ويوسخ أَلا أَنه إِذا خلط بالقلقطار
(1/464)
سكن عَادِية القلقطار وصلحاً جَمِيعًا لِأَن القلقطار يلذع لذعاً شَدِيدا وَكَانَ دَوَاء نَافِعًا كالشمع والدهن والزنجار فَإِن عفن القلاع وَصَارَ قروحاً فَلَا تسمّه حِينَئِذٍ قلاعاً لَكِن قروحاً عفنة وَعند)
ذَلِك اسْتعْمل لهَذَا ألف ألف أدوية القروح العفنة لي هَذِه القوية التجفيف المحرقة الكاوية والقوية الْقَبْض مَعهَا وَمِنْهَا الدَّوَاء الحاد الَّذِي قُلْنَا من قلقطار وزنجار ونورة وَالَّذِي يعْمل من خل وملح وَنَحْوه هَا هُنَا وَوصف رجل لقلاع الصّبيان أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يَأْكُلُوا المالح والحامض والقابض قَالَ ج قد أصَاب وَيَنْبَغِي أَن ينظر فِي الحامض.
الثَّانِيَة من الْفُصُول القروح الكائنة فِي الْفَم الْأَمر فِيهَا بَين أَنَّهَا من غَلَبَة الصَّفْرَاء.
من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء القروح الَّتِي فِي الْفَم تحْتَاج لرطوبة الْموضع إِلَى تجفيف قوي جدا وَلَا يحْتَمل اللِّسَان ذَلِك لِكَثْرَة حَبسه وحركته ورخوصته.
الْيَهُودِيّ من أَجود مَا تداوي بِهِ البثور فِي الْفَم وَاللِّسَان الماميران الصيني ثمَّ الفوتنج والورد والسماق والجلنار والكافور والطباشير.
فلفيديون للعفن والآكلة فوتنج مَا ميران جلنار زرنيخ كافور قاقلة كبابة طباشير يذر عَلَيْهِ ينفع العفن ويسكن لي برود للفم جيد ورد طباشير عدس مقشور طرخون مجفف مسحوق وورقه وَأَصله كبابة تذر عَلَيْهِ برود لي تَمام سماق جلنار عدس مقشور طباشير بزر البقلة الحمقاء كبابة أصل الطرخون ورد صندل كافور قَلِيل يَجْعَل على اللِّسَان ويتمضمض بخل حصرم وماورد ودهن ورد إِن كَانَ بهَا وجع.
الْيَهُودِيّ مَا كَانَ من القلاع أسود وَهُوَ الآكلة الردية فعالجه بالفلفيديفون الَّذِي هُوَ على هَذِه الصّفة زرنيخان أقاقياً قاقلة ورد وصندل كافور يذر على الْموضع الْأسود وَإِن كَانَ أَبيض فعالجه بالكزمازج وَهُوَ ثَمَرَة الطرفاء.
برود للفم سماق بزر الْورْد نشا بزر البقلة الحمقاء طباشير سكرطبرزد كافور زعفران ينْفخ فِي الْفَم مَرَّات وَمِمَّا ينفع من القلاع الغائر الردي أَن يحرق مازريون وَيُوضَع رماده على مَوضِع الوجع والبثور أَو يطْبخ المازريون بخل ويتمضمض بِهِ وَلَا ينزل إِلَى الْحق.
فِي اللهاة يعجن العفص بخل ويطلي بِهِ اليافوخ من الصّبيان فَإِنَّهُ يبريء من اللهاة
(1/465)
وينفع من اللهاة أَن يديم الغراغر بالمياه القابضة وَمِمَّا ينفع مَاء الْجُبْن وَالْملح وَأَن يتغرغر بِاللَّبنِ الحامض الرايب.
مَجْهُول برود للفم صفرَة الْورْد يَعْنِي بزره أَو ورده منقى سِتَّة نوشارد اثْنَان زعفران نصف طباشير وَاحِد وَنصف كافور ربع بزر البقلة الحمقاء اثْنَان سكرطبرزد وَاحِد وَنصف كبابة مثله ينعم سحقها وَيسْتَعْمل.)
أهرن برود للحلق والفم طباشير نشا حب الْورْد منقى زعفران من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ حب الفرفير ثَلَاثَة دَرَاهِم عفص سماق قاقلة من كل وَاحِد نصف سكر مثل الْجَمِيع يدق الْكل وينفخ فِي الْحلق والفم لي برود جيد من البثور فِي الْفَم بزر الْورْد طباشير سماق كبابة عدس مقشور عاقرقرحا كافور ورق الطرخون مجففاً ينعم سحقها وَيجْعَل فِي الْفَم وَرَأَيْت جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا ألف ألف آثَار الطرخون المجفف ينعم سحقها وَيجْعَل فِي الْفَم كالكبابة والعاقرقرحا نافعة للبثور فِي الْفَم.
أهرن برود جَامع للقلاع سماق بزرالورد زعفران نشا سكر طبرزد طباشير بزر الفرفير بِالسَّوِيَّةِ يطلي بِهِ لِسَان الصَّبِي وَغَيره إِن كَانَ البثر أَحْمَر بِمَاء الرُّمَّان الحلو وَإِن كَانَ قلاع أَبيض فبسكنجبين أَو بِعَسَل وَإِن كَانَ فِي الْحلق فانفخ فِيهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَأما القلاع الردي الْأَبْيَض فعالجه بزاج محرق وأيرسا وشب وَمر وَعسل قَالَ وينفع من القلاع والبئر فِي فَم الصَّبِي والحمى الحادة والعطاش للصَّبِيّ طباشير وَورد وَحب الْخِيَار من كل وَاحِد جُزْء هيوفاريقون نصف جُزْء أعجنه بعصير الكزبرة الرّطبَة واجعله أقراصاً واسق الصَّبِي مِنْهُ قَلِيلا امْتنع صبي من اللَّبن فَأمرت أَن يدلك فيمه بسكرطبرزد فكسنت البثور مِنْهُ وعاود المص القلاع إِذا كَانَ ملتهباً حاراً يحْتَاج أَن يكون الْبرد غَالِبا على أدويته مثل هَذَا التَّرْكِيب بزرالورد بزر الرجلة عدس مقشر نشا ماميثا صندل سماق كافوريسير وَإِن كَانَ اللهيب أقل احْتَاجَ أَن يكون الْقَبْض أقوى مثل هَذَا ورد سماق جلنار عفص فجّ ثَمَرَة الطرفاء وَإِن كَانَ القلاع أَبيض فزد فِيهِ من الْأَدْوِيَة الحارة من الْأَدْوِيَة القلاع مِقْدَار ذَلِك مثل هَذَا ورد عدس مقشر جلنار عفص شب سعد زعفران كبابة قاقلة عاقرقرحا وَيسْتَعْمل وَهَذِه الْخَمْسَة من أدوية القلاع وَهِي حارة أَعنِي السعد والزعفران والكبابة والقاقلة والعاقرقرحا وَقد يدْخل مَعَ هَذِه أبهل وَجوز السرو وَإِذا كَانَ للقلاع خَالص الْبيَاض أَو مائلاً إِلَى السوَاد فَيحْتَاج الْأسود إِلَى أدوية محرقة كالقلقطار والزنجار والشب وَنَحْو ذَلِك.
بولس مَتى حدث نزف دم من الْفَم يدق الكراث وَضعه عَلَيْهِ وأسحق اسفنجاً مسخناً قد غمس بِزَيْت مطبوخ حَتَّى غلظ وضمده عَلَيْهِ وغرغره بالقابضة الْبَارِدَة بِالْفِعْلِ جدا قَالَ وَقد يكون من فَسَاد الطحال قُرُوح فِي اللثة ردية جدا
(1/466)
لي اسْتَعِنْ بِسَائِر علاج نزف الدَّم قَالَ إِذا تعفنت القروح فِي الْفَم فَلَا شَيْء اذْهَبْ لَهَا من زرنيخ ونورة وقلقطار زنجار وَنَحْو هَذِه فَإِنَّهَا)
تجففها تجفيفاً قَوِيا أَخْبرنِي صديق لي أَنه أكل حب الحنظل المطيب الصيحان فَأَصَابَهُ فِي فَمه سلاق شَدِيد فَأمره بعض النَّاس أَن يَأْخُذ رب الصرو فِي فَمه ويمسكه سَاعَة حَتَّى يمتلي فَمه ثمَّ يُرْسِلهُ وَيتْرك حَتَّى يسيل كل مَا سَالَ مِنْهُ فَذهب ذَلِك الْبَتَّةَ.
شَمْعُون قد يكون من شدَّة البخارات الَّتِي ترْتَفع من الْمعدة فِي الْفَم قُرُوح وبثور ردية قَالَ التنفط الْكَائِن فِي الْفَم لَونه لون الْخَلْط الْغَالِب فَإِن كَانَ أَحْمَر فدموي أَو أصفلا فصفراوي أَو أَبيض فبلغمي أَو أَخْضَر أَو أسود فسوداوي. السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيمياء قد يحدث فِي الْأَطْفَال القلاع ألف ألف لحدة اللَّبن الَّذِي يشربون وَهَذَا يسكن سَرِيعا بالأدوية القليلة الْقَبْض.
فيلغريوس لَا شَيْء أبلغ لبثور الْفَم من إمْسَاك دهن الْإِذْخر فاتراً فِي الْفَم ودهن الوّج أَيْضا جيد وَلَا شَيْء خير للثّة الوارمة الَّتِي فِيهَا جنس حرارة من دُخُول الْحمام فِي الْيَوْم مَرَّات قُلْنَا والإغتسال بِمَاء حَار عذب وَالْأكل بعد أغذية لَا حِدة فِيهَا ويدهن رَأسه بدهن ورد وخل خمر وَيشْرب وَيَأْخُذ فِي فِيهِ شراب الخشخاش الْأسود.
الساهر للقلاع الْأَحْمَر بزر ورد ونشا وطباشير وصندل وكزبرة وبزر الرجلة وجلنار وزعفران وكافور وسماق وكبابة بِالسَّوِيَّةِ.
الْكَمَال والتمام عالج بثور الْفَم فِي الأبتداء بِدفع الْمَادَّة كالصندل والسماق والكافور والجلنار وَمَاء الْورْد وَفِي مُنْتَهى الْعلَّة بطبيخ الحنا الْمَكِّيّ بِمَاء الكزبرة الرّطبَة ويخلط بِهِ شَيْء من زعفران وَعسل ويتمضمض بِهِ ويلين الْبَطن بطبيخ الهليلج وتوضع محجنة تَحت الذقن وَإِذا أزمن واحتجت إِلَى مَا يحلل فَخذ الماميران والعاقرقرحا والإيرسا يطْبخ بسكنجبين أَو متلت ويتمضمض بِهِ.
بولس مَتى عفنت اللثة وَلم يصلح العفن على الْأَدْوِيَة الكاوية فاكو بمكاو دقاق وَإِيَّاك والتواني
(1/467)
سرابيون كَثْرَة سيلان لعاب الْفَم دَال على شدَّة الوجع فِي القلاع والقلاع يكون أَحْمَر وأصفر وأبيض وأسود.
للقلاع الْحَار الملتهب بزر ورد وسماق وطباشير وبزر رجلة ... ... . ورق حنا مكي جلنار كافور.
للقلاع الْأَبْيَض أهليلج أصفر ماميثا طباشير جلنار قاقلة عاقرقرحا كبابة زعفران قَلِيل سعد)
يسْتَعْمل وللأسود قلقطار أقاقياً شب جلنار وللآكلة فليفديون سورنجان يدلك بِهِ ويتمضمض بعده بِمَاء ورد ودهن ورد وخل.
سَابُور للبثر الحارة فِي الْفَم نشا وسكر طبرزد من كل وَاحِد خَمْسَة طباشير دِرْهَمَانِ بزر ورد وبزر الرجلة وعدس مقشر من كل وَاحِد ثَلَاثَة ثلثة زعفران كافور قاقلة من كل وَاحِد دانقان يسحق وَيرْفَع جيد بَالغ.
ولعفن اللثة أقاقياً اثْنَا عشر درهما زرنيخان اثْنَا عشرَة درهما بِالسَّوِيَّةِ نورة غير مطفاة ثَمَانِيَة مر وشب من كل وَاحِد سِتَّة دَرَاهِم يقرص بخل فَإِنَّهُ عَجِيب.
من اقرابادين حنين سنُون يقطع الدَّم المفرط الْخَارِج من اللثة ثَمَر الطرفاء سك من كل وَاحِد ثَلَاثَة عصارة لحية التيس طين ارمني من كل وَاحِد دِرْهَم دارصيني نصف دِرْهَم إبهل دِرْهَم يدلك بِهِ قَالَ وَمن أدوية تعالج بِهِ عفونة اللثة بحسك يَابِس مسحوق بِمَاء الْعَسَل أَو بالأبهل لي على مَا رَأَيْت لِجَالِينُوسَ فِي الثَّالِثَة من الثَّانِيَة إِذا حدث بطفل قلاع فَاسق الْمُرضعَة مَا يصلح لَبنهَا فَإِن فِيهِ حِدة واقبض فَم الطِّفْل قبضا معتدلاً.
مُفْرَدَات ج الزراوند المدحرج يبريء قُرُوح اللثة وَيمْنَع العفن برطاينقي يطْبخ ويجفف طبيخه فَيكون دَوَاء نَافِعًا ألف ألف لقروح الْفَم من العفن نَافِع جدا السعد ينفع قُرُوح الْفَم لِأَنَّهُ قوي التجفيف ورق الحنا ينفع من قُرُوح الْفَم والقلاع جدا وخاصة فِي أَفْوَاه الصّبيان وَكَذَلِكَ الحضض. د وعصارة التوث والطين الارمني وَاللَّبن الْحَار ينفع إِذا أمسك فِي الْفَم من أورام اللثة الشّعير نَافِع من القروح المتأكلة فِي الْفَم إِذا اسْتعْمل دارشيشعان ينفع القلاع إِذا تمضمض بطبيخه بشراب وَكَذَلِكَ القروح الردية الساعية وعصارة الْورْد جَيِّدَة للوجعفي اللثة بزر الْورْد جيد إِذا نثر على اللثة الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الْموَاد والحضض جيد لقروح اللثة أقاقياً جيد لقروح الْفَم والعفص الْفَج ينفع القلاع وَيدْفَع سيلان الْموَاد إِلَى اللثة مَاء ورق لِسَان الْحمل إِذا أَدِيم التمضمض بِهِ أبرء قُرُوح الْفَم وَلَو كَانَت فِي غَايَة الرداءة ويبريء اللثة الدامية المسترخية.
ماسرجويه البقلة الحمقاء وبزره جيد للقلاع وخاصة للَّذي يعرض للصبيان الطباشير جيد
(1/468)
ابْن ماسويه الكزبرة خاصيتها أَن تَنْفَع القلاع إِذا مضغت.
الخوز لِسَان الثور وورقه إِذا أحرق نَافِع من القلاع وَفَسَاد اللثة والحرارة فِي الْفَم.)
مسيح المصطكي جيد لوجع الْفَم واللثة لي تذاب مصطكي فِي قدح مطين فَإِنَّهُ يذوب كالعسل وَيصب عَلَيْهِ دهن ورد فاتر يسير فَإِن شِئْت فاسحق المصطكي كالكحل ودهن الْورْد عَلَيْهِ فِي شمش شَهْرَيْن والأجود لِأَن هَذَا لَا ينْحل وَالْأول ينْحل وَإِن شِئْت غل دهن ورد وانثر مصطكي حَتَّى ينْحل فِيهِ لي عَجِيب للقلاع الفروشي يجلب من مَكَّة عَجِيب للقلاع يمسك فِي الْفَم فَإِنَّهُ يسكنهُ على الْمَكَان للورم الممتد فِي أقصاء فضاء الْفَم المؤذي قَالَ يفصد وَلَا يحجم ويسهل ويقطر فِي الْأذن دهن لوز فاتر فِي الْجَانِب ويضمد من خَارج ببزر كتَّان وحلبة ودقيق شعير ويتغرغر بطبيخ هَذِه وَيشْرب شرابًا صَالحا بمزاج كثير على طَعَام لين معتدل فَإِنَّهُ يسكن.
من الأقرابادين للبثور سلخ الحسك ورد خَمْسَة عاقرقرحا شب قاقلة كبابة من كل وَاحِد دِرْهَم للبثر فِي القلاع يمسك فِي الْفَم حضض أقاقيا رماد قَرَاطِيس جيد للقروح الساعية فِي الْفَم برطانيقي وَكَانَ تَفْسِيره بُسْتَان أمزوز عصارته ترفع وَتحرق لِأَنَّهُ دَوَاء نَافِع الْفَم وقروحه البابونج إِذا مضغ أبرء القلاع والقروح والدارشيشعان جيد للقلاع إِذا طبخ بشراب وتمضمض بِهِ نفع. د وَقَالَ ج قد اسْتعْملت الديفروخس فِي قُرُوح الْفَم وَحده وَمَعَ عسل لِأَنَّهُ جيد لمثل هَذِه الْأَعْضَاء الحارة الرّطبَة ورق الزَّيْتُون الْبري إِذا مضغ إبرء القلاع والقروح وعصارته وطبيخه يفعل ذَلِك الزرنيخ مُوَافق لقروح الْفَم. ج السّمن ينضج ويحلل جَمِيع علل الْفَم الَّتِي من جنس الأورام بعد انْقِطَاع مَا كَانَ يتجلب. د ورق الْحِنَّاء إِذا مضغ ابرء القلاع والعفونة والقروح الْمُسَمَّاة الْحمرَة فِي الْفَم خَاصَّة مَاء الكزبرة الرّطبَة النَّفْع من البثر الْعَارِض فِي الْفَم وَاللِّسَان إِذا تمضمض بِمَائِهَا المصطكي جيد لقروح الْفَم الحسك مَتى خلط بِعَسَل أبرء القلاع والعفونة اسْتِخْرَاج لي ألف ألف يَنْبَغِي أَن تتَّخذ من هَذِه أَشْيَاء تكون عسرة كالانتخاب وَإِن شِئْت جعلت طبيخاً فَلَا بَأْس.
ابْن ماسويه اللوز الرطب إِذا أكل بقشره الدَّاخِل سكن مَا فِي اللَّحْم من حرارة وَاللَّبن يتمضمض بِهِ للقروح فِي الْفَم والحنك
(1/469)
قَالَ ج لست احْتَاجَ أَن أَقُول فِي نفع اللَّبن السَّلِيم الأورام فِي الْفَم إِذا تمضمض بِهِ وتسكينه فَإِنَّهُ عَجِيب النَّفْع. د لِسَان الْحمل إِذا تمضمض بعصير ورقه دَائِما أبرء قُرُوح الْفَم الميويزج إِذا خلط بِعَسَل أبرء القلاع.) د وَالْملح إِذا خلط بسويق الشّعير وضمد بِهِ الآكلة فِي الْفَم نفع وَالْمَاء الفاتر نَافِع من تَأْكُل اللثة وَجرى الدَّم مِنْهَا وللقروح فِي الحنك واللهاة روفس مرَارَة السلحفاة تصلح للقروح الردية الْحَادِثَة فِي أَفْوَاه الصّبيان. د المَاء الْجَارِي على معادن النّحاس نَافِع لذَلِك.
روفس الشّعير كَذَلِك وللتأكل فِي الْفَم. ج ينفع قُرُوح الْفَم الخبيثة المربى الْمَعْمُول بالسميكات أَن تمضمض بِهِ والعفص نَافِع من القلاع. د ج الصَّبْر نَافِع من قُرُوح الْفَم وبثوره. د مَاء الحصرم جيد للقلاع. د ج أَطْرَاف العليق وورقه إِذا مضغت نَفَعت من القلاع الصَّبْر نَافِع من الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم والقروح عصارة حب الرُّمَّان الحامض نافعة جدا إِذا طبخت مَعَ عسل. د الشب مَتى خلط بِعَسَل نفع القلاع تانبول خاصيته تَقْوِيَة الْفَم طبيخ الْخُنْثَى إِذا لم يكن قَوِيا جدا يخلط مَعَ عسل نَافِع للقلاع خصى الْكَلْب الْكَبِير إِذا اسْتعْمل يَابسا أبرء القروح الخبيثة فِي الْفَم الْحِنَّاء الْمَكِّيّ نَافِع من القلاع مَتى مضغ.
ابْن ماسويه الدارشيشعان مَتى ذَر فِي الْفَم نفع من البثر فِيهِ إِذا كَانَ مَعَ رُطُوبَة والحنا يفعل ذَلِك والأقاقيا والعفص والتوث الغض والمجفف ويتمضمض بِمَاء الحنا الْمَطْبُوخ وبماء الْورْد الْمَطْبُوخ اشنان تصلح للفم الْحَار المشرف فِي العفن اشنان ورد صندل قرفة كافور يَجْعَل فِي أَسْنَانه.
للقلاع والبثر يحرق لِسَان الثور فِي كوز جَدِيد وَيُؤْخَذ رماده وَيجْعَل عَلَيْهَا بريشة.
برود للحرارة فِي الْفَم ورد صبيح طرفا عفص أَخْضَر نيلوفر ورق عوسج صندل طباشير سماق عدس مقشر جلنار من كل وَاحِد جُزْء كافور ثلث جُزْء حصرم بزر الخس جُزْء يلزق عَلَيْهَا.
برود جيد يمضغ وَيَأْخُذ مِنْهُ جُزْء وَمن الحصرم جزئين يابسين.
فلفيديون أقاقيا خَمْسَة وَثُلُثَانِ نورة عشرَة زرنيخ أصفر وأحمر من كل وَاحِد ثَلَاثَة شب
(1/470)
خَمْسَة مر اثْنَان عفص وَاحِد تعْمل أقراصاً بعصارة لِسَان الْحمل وَيسْتَعْمل وَأَيْضًا قلقطار زنجار عفص بِالسَّوِيَّةِ يجاد سحقه ويعالج بِهِ الْفساد والآكلة وَأَيْضًا ميويزج قسط أصل الشبت)
يسحق ويعالج بِهِ.
برودفائق لبثور الْفَم والحرارة ورق الْورْد وبزرالورد وَثَمَرَة الطرفا وعفص أَخْضَر ورد النيلوفر وورق العوسج وصندل وطباشير وسماق وعدس مقشر وجلنار وحصرم يَابِس وتوث شَامي بزر الخس وكافور يعجن بِمَاء ورد ويقرص وَيجْعَل مِنْهُ عِنْد الْحَاجة على الأورام والبثور وينفع من تذكرة عَبدُوس كثيرا نشا ماميران زعفران كافور حناء مكي سماق بزرالورد كزبرة يابسة مغلوة كبابة ورق الزَّيْتُون فوتنج جوز السرو عفص حضض شياف ماميثا صندل.
من الْكَمَال والتمام شب كثيرا لِسَان الثور زعفران كافور حنا مكي سماق بزر الْورْد بزر القثاء كزبره يابسة مغلوة كبابة ورق الزَّيْتُون فوتنج عدس مقشر باقلا جوز السرو عفص حضض لِسَان الْحمل صندلان طباشير خرؤ الْكَلْب وخاصة فِي البثر الشَّديد الرُّطُوبَة فوفل اسْتعْمل من هَذِه فِي البدى الْبَارِدَة وَفِي الْأَخير الحارة طباشير عاقرقرحا برسيان دارو أَو يحجم تَحت اللِّحْيَة ثَمَر الطرفاء أصل السوسن وافصد وأسهل وخاصة بالشاهترج.
حِيلَة الْبُرْء مَا كَانَ من قُرُوح يُربي كثير الصديد فعالجه بالتجفيف تجفيفاً قَوِيا بِمَنْزِلَة القروح دَوَاء ماسواس وَحده وَمَعَ العل والأيارج وبرود الْفَم إِمَّا مَعَ عسل وَإِمَّا مَعَ شراب وَإِمَّا وَحده وَينْتَفع بدواء ماسواس وبعصارة السماق والحصرم وبسائر مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا فَإِن كَانَت أقل رُطُوبَة فَيَكْفِي مَا هُوَ دون هَذِه كثمرة العليق وعصارة قشور الْجَوْز فَإِن كَانَت فِي غَايَة الرُّطُوبَة وموضعها قريب من الْعظم لم يُؤمن بِهَذَا السَّبَب على الْعظم العفونة وَيحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة جدا بِسَبَب يبس الْعظم.
أبيذيميا القلاع فِي أَفْوَاه الصّبيان إِذا لم يكن ردياً يَكْفِي أَن يقبض فَم الصَّبِي قبضا معتدلاً.
روفس إِلَى الْعَوام القروح الردية جدا ردية فِي الْفَم وخاصة فِي الصّبيان والشبان لِأَن العفن يسْرع فِي هَؤُلَاءِ إِلَيْهَا وَيسْقط كثير لُحُوم أشداقها وَالْوَاجِب فِي مثل هَذِه أَن يحتال فِي منع العفونة بِأَن يتغرغر بالعفصة كطبيخ الآس والعوسج والورد والطراثيث وأجود مَا يكون أَن يطْبخ هَذِه بشراب ويطلي عَلَيْهَا نُحَاس محرق وزاج وَقِرْطَاس محرق وعفص مَعَ عسل إِن كَانَت الْعلَّة ردية فيابسة وَحدهَا فَإِنَّهَا أقوى وينفع التغرغر فيطبخ الفوتنج والنعنع وَنَحْوهَا وَتَنْفَع هَذِه القروح وتنقيها تنقية شَدِيدَة أَن يخلط الخزف بالأدوية الَّتِي تسْتَعْمل فِيهِ قَالَ والقلاع قُرُوح مائلة إِلَى الْبيَاض ويعرض أَكثر ذَلِك للصبيان وينفع سحقاً بعصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو بعصارة ورق الزَّيْتُون)
أَو بالورق نَفسه أَو بالحضض أَو يُغَرْغر بِلَبن الأتن أوّلاً فَأَما الفلغموني فِي اللثة فَاسْتعْمل فِيهِ لبن الأتن وطبيخ الْأَشْيَاء الْبَارِدَة القابضة وَأما الدَّم الْخَارِج من اللثة فالخل الْقوي الحموضة والشبت فَأَما القروح الرهلة فِي اللثة والفم فعالجها بقشور
(1/471)
النّحاس أَو بالزرنيخ أَو بقفز وَمر يخلطان بشراب واسحقها وأطلها على هَذِه القروح إِذا لم تتخوف أَن تحرق اللثة أَو أطلها بِعَسَل وزرنيخ أَو بقشور النّحاس أَو حلّ الزنجار بالنَّار ومضمضه فَإِنَّهُ يبريء هَذِه القروح ويسكن أوجاع اللهاة وَسَائِر قُرُوح الْفَم لي احذر عِنْد اسْتِعْمَال هَذِه من نزُول ألف ألف شَيْء إِلَى الْحلق قَالَ. فَأَما وجع اللهاة فيسكنها الزاج والقموليا وَالْملح إِذا ألزقت عَلَيْهِ وَأما حكاك اللثة فَيذْهب الْفُصُول القروح فِي الْفَم تكون من غَلَبَة الصَّفْرَاء.
للقلاع للصبيان خَاصَّة نَافِع سماق وَعسل يتدلك بهما والقلاع الْأَبْيَض يحْتَاج إِلَى عسل والأحمر إِلَى القابضة وَالْأسود ردي عفن يحْتَاج إِلَى المجففات كالزاج والقلقطار قَالَ والقلاع الْأَحْمَر الْمشرق هُوَ من جنس الْحمرَة وَالَّذِي لَا لهيب مَعَه من جنس البلغم والردي الْأسود يمِيل إِلَى السَّوْدَاء والأحمر يدل على غَلَبَة الدَّم والمشرق على الصَّفْرَاء والأبيض على البلغم والأخضر وَالْأسود على السَّوْدَاء وَإِذا كَانَ مَعَه لهيب وحرارة فَهُوَ من خلط حَار وَبِالْعَكْسِ فيعالج كل صنف بِمَا يصلح لَهُ.
قَالَ ج أَنا أطْعم الصّبيان الَّذين بهم قلاع سفرجلاً وتفاحاً وعدساً وكمثرى وزعروراً وَنَحْوه وَإِن لم يصيروا إِلَى حد الْأكل فاغذوا المرضعات بِهَذِهِ وَإِن رَأَيْت القلاع أَحْمَر فأطله بِمَا يقبض قبضاُ يَسِيرا وَإِن كَانَ مشرقاً فاجعلها أقوى وَإِن كَانَ أَبيض طليته بِمَا يحلل وَإِن كَانَ أَخْضَر طليته بالقوية التَّحْلِيل فَأَما الْأَبدَان التَّامَّة فعلى هَذَا السَّبِيل إِلَّا أَنه بأدوية أقوى وأكتف فِي ذَلِك بِالشرابِ والزاج فَإِن احْتَاجَ إِلَى أقوى فبالزنجار يطلي على الْفَم بشراب وزاج وَيصْلح فِي المبتداء عصارة الحصرم والسماق ويكتفي الصّبيان فِي الإبتداء ببزر الْورْد نَفسه والقلاع إِذا كَانَ فِي جسم صلب يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة وبالضد حَتَّى إِنَّهَا تحْتَاج إِلَى مَا يلذع وَالزَّيْت إِذا خلط روفس فِي تَدْبِير الصّبيان القلاع الْأسود قَاتل للصبيان ويعرض بهم كثيرا وَلِهَذَا تسمى القرحة المصرية وَغير الْأسود يذر فِي أَفْوَاه الصّبيان أصُول السوسن مسحوقة أَو ورد يَابِس وزعفران وفلفل وَمر وعفص وكندر فَإِن هَذِه مُفْردَة ومركبة نافعة للطفل فَإِن جعل مَعهَا عسل نفع ويسقى الصَّبِي بعد أَن يعالج بِهَذَا عسلاً ممزوجاً أَو عصارة رمان حُلْو.)
الساهر للقلاع الْحَار بزر الْورْد طباشير عدس مقشور كزبرة يابسة مغلوة بزر الرجلة كافور صندل أَبيض فوفل يسحق وَيسْتَعْمل.
من الكناش الْفَارِسِي للقلاع والبثر الْأَحْمَر سماق وبزر الْورْد زعفران نشا سكر طباشير بزركرفس من كل وَاحِد دِرْهَم وأطل بِهِ لِسَانه بعصير رمان حُلْو إِن كَانَ أَحْمَر أَو بِمَاء ورد إِن كَانَ القلاع أَبيض فأطله بسكنجبين وأنفخ مِنْهُ فِي الْحلق عِنْد الوجع.
تمّ القلاع ونبدء بِذكر العلق.
(1/472)
(فِي العلق وَمَا ينشب فِي الْحلق وَيقوم فِي المجرى وعلاج المخنوق والغريق) الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة إِذا رَأَيْت من يتنخع أَو يتقيأ دَمًا صديدياً فيسئل هَل شرب مَاء من مَوضِع فِيهِ علق وتفقد حلقه بعناية ألف ألف والعلقة فِي الْأَيَّام الأول يُمكن أَن تفوت الْحس فَإِذا مرت الْأَيَّام فَلَا لِأَنَّهَا تعظم وتنتفخ وَالدَّم الَّذِي يسيل عَن مصل الْعلقَة رَقِيق صديدي فَاسْتعْمل بِالْحلقِ شُعَاع الشَّمْس وتفقده بعناية وَإِن كَانَ يتنخع الدَّم من غير سَبَب تقدمه من ضَرْبَة على الرَّأْس وَنَحْوه وَلَا ثقل وَلَا وجع فِي رَأسه فَإِن كَانَ يتقيأ مثل هَذَا الدَّم الرَّقِيق الصديدي وأقّر بإنه شرب مَا فِيهِ علق فأعطه دَوَاء يقيء فَإِنَّهُ يتقيء العلق.
الثَّالِثَة من الْفُصُول من خنق وَبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى الغشي وَلم يمت أَن خرج من فَمه زبد فَلَا يكَاد يتَخَلَّص وَإِن لم يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن يُزْبِد فَإِنَّهُ يتَخَلَّص لِأَن الزّبد لَا يكون إِلَّا من شدَّة الإضطراب وَالْحَرَكَة الشَّدِيدَة للروح والرطوبة دَاخِلا حَتَّى أحدثت كالغليان وَيفْسد مزاج الْقلب مَعَ ذَلِك فِي الْأَكْثَر.
من الْمُقَابلَة للأدواء ينفع من الْعقل شرب مَاء الثَّلج وَأكل الثَّلج وَكَانَ طَبِيب فاره يَأْمر بالحمام ثمَّ يدْخل فِي الْحلق اسفنجاً قد غمس فِي مَاء ثلج فَتخرج الْعلقَة ويدخله الْحمام مَرَّات فَإِذا استرخى الْجِسْم بالحمام أخرجه فأطعمه حسا متخذاً من عدس وضمد خَارج الرَّقَبَة بأدوية بَارِدَة وينفعهم الْخلّ الحاذق وَالْملح يتجرعه فَإِنَّهُ تسْقط العلق فَإِن نزلت إِلَى الْبَطن سقيت المسهلة فَتخرج.
الْيَهُودِيّ من خنق فَخرج من فِيهِ زبد مَاتَ من وقته أَو غرق فَاخْرُج وَقد اخضر وَجهه اهرن اقم من بلغ علقَة مُقَابل الشَّمْس وَافْتَحْ فَمه واغمز لِسَانه إِلَى أَسْفَل بمغرفة الْميل فَإِن رَأَيْت علقَة وامكنك اخذها بكّلاب فضع الكّلاب فِي أصل رَأسهَا لِئَلَّا يَنْقَطِع فَإِن لم ترو لم يُمكن)
بالجذب فَخذ خردلاً دِرْهَمَيْنِ وبورقاً أَرْبَعَة وأسحقه وانفخه فِي الْحلق مَرَّات وافسنتيناً وشونيزاً مسحوقين وانفخه فِي الْحلق مَرَّات أَو أطبخه وغرغره وَإِن كَانَت فِي الْمعدة فاسقه طبيخ الترمس والأفسنتين أَو لب الأترنج يطْبخ بخل ويسقى نصف سكرجة فَإِنَّهُ يَقْتُلهَا أَو يُخرجهَا وينفع فِي الْحلق زاج أَو يطعم ثوماً ويعطّس ثمَّ يَجْعَل فِي فِيهِ مَاء ثلج يمسِكهُ مَعَ شدَّة الْعَطش فَإِنَّهَا تخرج إِلَى الْفَم وَإِن خرج دم كثير بعد خُرُوج العلق فَعَلَيْك بالأدوية القابضة.
(1/473)
بولس من خنق أَو غرق أَو أختنق بأدوية فَخرج من فَمه زبد كثير فَلَا علاج لَهُ وَمن سواهُم فَإِنَّهُ يفِيق بصبّ خل وفلفل فِي الْفَم أَو خل مَعَ القريص مسحوقاً بخل ثَقِيف وَكَذَا من غرق.
قَالَ وَإِذا تحللت الْحمرَة الَّتِي تلِي الْعُنُق يفتحون أَعينهم من ساعتهم وَكَذَا الغريق.
فيلغريوس إِذا رَأَيْت من لَا يَسْتَطِيع يتنفس من مَنْخرَيْهِ ويقذف دَمًا أَيَّامًا كَثِيرَة من غير ضَرْبَة وَلَا وجع فَإِن علقَة فِي حنكه فتفقده وَإِذا كَانَت فِي ثقب الحنك ألف ألف إِلَى الْأنف فاسعطه بشونيز وخل أَو بعصارة قثاء الْحمار وتعرس فِي حلقه وَأَنْفه فِي شمس.
ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية تخرج العلق من الْحلق بالغرغرة بخل وملح وحلتيت.
سرابيون فينفث الدَّم من علقَة تفقد حَلقَة فِي شمس واكبس لِسَانه ثمَّ وجّه الْميل فَإِن ظَفرت فَخذهَا بقالب البواسير واجذبها قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا تَنْقَطِع فَإِن لم تطهر للحس فَخذ خل خمر أوقيتين وبورقا ثَلَاثَة دِرْهَم وسنى ثوم يدق البورق والثوم ويذاب فِي الْخلّ ويتغرغر بِهِ أَو دِرْهَمَيْنِ خَرْدَل وَأَرْبَعَة دِرْهَم من بورق انفخه فِي الْحلق فَإِن صَارَت فِي الْمعدة فَخذ فيطوماً وافسنتيناً وشونيزاً وترمساً وقسطاً وَمَرا ولب الأترنج وسرخساً من وَاحِد درهما بخل ممزوج ويذاب بخل ممزوج وَيشْرب فَإِن حدث بعد خُرُوج العلق نفث الدَّم فعالج بالقابضة والمغرية الَّتِي تعالج بهَا لي يُعْطي على الْعلقَة الَّتِي لَا ترى وَالَّتِي فِي الْمعدة عَلَامَات.
الثَّانِيَة من حَرَكَة الصَّدْر والرية إِذا عدم الْحَيَوَان التنفس واشفي على الاختناق تشنج ثمَّ اختنق وَمَات.
الطَّبَرِيّ ادخل رجل الْحمام من أجل علقَة وامسك فِي الْبَيْت الْحَار حَتَّى كَاد يغشى عَلَيْهِ وملأ فَمه مَاء ثلج فَخرجت.
الفراسيون يستعملون فِي الَّذِي ينتشب فِي الْحلق وَترى الْقوس يثن وَيدْفَع بِهِ وَهُوَ أَجود من الذّبْح.
بديغورس يستعملون فِي الَّذِي خَاصَّة شَجَرَة الغرب اخراج العلق من الْحلق إِذا تغرغر بعصير)
ورقه وَقَالَ إِذا تغرغر بالحلتيت مَعَ الْخلّ قلع العلق من الْحلق. د الْخلّ الَّذِي يلقِي فِيهِ ملح صَالح وَيعتق أَيَّامًا كَثِيرَة يخرج العلق والخل أَن يحمي قلع العلق من الْحلق وَإِن القي فِيهِ ملح فجيد وَيعتق أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يخرج العلق.
إِسْحَاق إِن نشب فِي الْحلق شوك فَخذ لَحْمًا فشرّحه وشدّ فِيهِ خيطاً وثيقاً ومره أَن يبتلعه ثمَّ اجذبه فَإِن لم يخرج فاعده مَرَّات واعطه جَوف الْخبز اللين يبلعه والتين الْيَابِس بعد المضغ قَلِيلا وغرغره بميفختج قد طبخ فِيهِ تين وخلط بِهِ جميز وَرُبمَا خرج بالقيء وَإِن كَانَ صلباً كالنواة وَالْحجر فَاضْرِبْهُ ضَرْبَة على قَفاهُ فَإِنَّهُ ينْدر.
(1/474)
الْمُقَابلَة للأدواء يسقى للعلق مَاء الثَّلج وَيُعْطى الثَّلج وَيدخل الْحمام حَتَّى يحمى وَيدخل اسفنج مبلول بِمَاء بَارِد فِي حلقه فتتعلق بِهِ الْعلقَة ثمَّ تخرج ويطعمون بعد ذَلِك الحسا الْمُتَّخذ من العدس ويضمد خَارج الرَّقَبَة بأدوية بَارِدَة أَو يسقى خلا حاذقاً جدا مَعَ ملح فَإِن دخلت الْبَطن أسهلت الطبيعة وَاسْتعْمل الْخلّ وَالْملح لتَمُوت.
الْيَهُودِيّ أطمعه ثوماً أَو خردلاً وَلَا تسقه مَاء ثمَّ املأ فَمه مَاء بَارِدًا فَإِنَّهَا تخرج إِلَيْهِ وينفخ زاج فِي الْحلق فَإِنَّهَا يَقْتُلهَا.
من كتاب السمُوم الْمَنْسُوب ألف ألف إِلَى ج يعرض من تعلق العلق بِالْحلقِ نفث دم وغم وكرب علاجه مَاء ثلج أَو حلتيت ويتجرع خلا ثقيفاً ويتغرغر دَائِما بقلقطار وَمَاء وَيجْلس فِي آبزن حَار جدا ويملؤ فَمه مَاء الثَّلج أَو يحمي بدنه فَإِن العلق تخرج إِلَى فَمه.
الْأَعْضَاء الألمة إِذا نفث دَمًا وَهُوَ صَحِيح فَانْظُر فَمه فِي ضوء وغمز لهاته بالميل وتفقد حلقه لِئَلَّا تكون فِيهِ علقَة.
أطهورسفس زبل النمس يطلي بِهِ فَم من ابتلع عظما أَو شَوْكَة نَحْوهَا وَخَلفه فَإِنَّهُ يجذبه ويخرجه.
مَجْهُول للحديد وَنَحْوه مِمَّا ينشب فِي الْحلق يشرب كل يَوْم خزفاً مسحوقاً درهما بِمَاء حَار ويتقيأ فَإِنَّهُ يَرْمِي بِهِ والفواق يعين على قلعه وَخُرُوجه من الْحلق.
سرابيون إِن توهمت أَن علقَة تعلّقت بِالْحلقِ فاقم العليل قبالة الشَّمْس واكبس لِسَانه بِمَعْرِِفَة الْميل فَإِن ظَهرت الْعلقَة فَخذهَا بقالب البواسير واقبض على رَأسهَا لِئَلَّا تَنْقَطِع فَإِن كَانَت دَاخِلا لَا تظهر فَخذ خل خمر أوقيتين وبورقاً ثلثة دِرْهَم وسني ثوم ودقها بالخل مدقوقة وغرغره انفخ فِي الْحلق خردلاً وبورقاً مسحوقين.) (اللِّسَان) الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض يعرض للسان أَن يحس بطعم مُنكر عِنْدَمَا يكون ممتلياً من رُطُوبَة غَرِيبَة فيحس عِنْدهَا طعم مَا يذوقه بطعم تِلْكَ الرُّطُوبَة وَذَلِكَ إِن الشَّيْء الَّذِي يُؤْتى بِهِ إِلَيْهِ من خَارج يصير محركاً للخلط الَّذِي هُوَ غامض فِي اللِّسَان وَقد يعرض أَيْضا أَن يكون الْإِنْسَان يجد طعم شَيْء فِي فَمه من غير أَن يَذُوق شيأ وَذَلِكَ يكون من جودة حس اللِّسَان.
(1/475)
من جَوَامِع هَذَا الْكتاب الرِّبَاط الَّذِي تَحت اللِّسَان مَتى كَانَ اتِّصَاله إِلَى رَأس اللِّسَان أقرب كَانَ أضرّ على الْكَلَام وبالضد.
الْعَاشِرَة من صناعَة التشريح قَالَ إِذا كَانَ هَذَا الرِّبَاط يتَّصل بِرَأْس اللِّسَان قطعناه لنطلق اللِّسَان والمزمار يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يلصق بِأَعْلَى الحنك وجوانب الْفَم إِذا أَرَادَ الْإِنْسَان إِخْرَاج الصَّوْت عِنْد مَا يتَكَلَّم فَإِذا تكلم بِكَلِمَة وَاحِدَة انْطلق لِسَانه انطلاقاً عجيباً وَكَانَ ذَلِك لمنيئة ردية فِي حنجرته وَكَانَ الْأَطِبَّاء يعذبونه بالأدوية فاشرت عَلَيْهِ بِقَبض صَدره فِي ابْتِدَاء كَلَامه قبضا يَسِيرا ثمَّ أَنه بعد ذَلِك كَانَ إِذا أَرَادَ أَن يقبضهُ غَايَة انقباضه قَبْضَة فَقَالَ مَا أحسن مَا أَشرت عليّ وَعجب من نَفسه كَيفَ لم يفهم مَا يعرض لَهُ لِأَنَّهُ قَالَ يعرض لي انْقِطَاع الصَّوْت إِذا خاطبت بخصومة أَو الْيَهُودِيّ إِذا ابطأ كَلَام الْأَطْفَال فأدلك اللِّسَان بخل وَعسل وملح دراني ويعبث بِاللِّسَانِ ويحرك فِي الْأَحَايِين ألف ألف قَالَ والفافاً يكون من رُطُوبَة فِي أصل اللِّسَان فَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر احْتبسَ نَفسه وتسخن فَانْطَلق وَلِهَذَا إِذا انْطَلقُوا بِمدَّة مثل المغنيين وَغَيرهم قَالَ لَا تكون امرءة فافاة وَلَا عجمي الثغ بالراء قَالَ الخرس عظيمو الألسن لَا تَدور ألسنتهم فِي أَفْوَاههم وَإِذا عظم اللِّسَان ضعفت الْمَادَّة الَّتِي تكون مِنْهَا الْأذن وعضلتها فَيكون اصم قَالَ وأجود لألسن المعتدل فِي طوله والعريض الرَّقِيق الطّرف الشبيه بِلِسَان الطير فِي رقة طرفه فَإِن اللِّسَان الْعَظِيم يكون صَاحبه لَا يخرج الْحَرْف وَلَا يُرْسل لِسَانه جيدا وَيكون ارتّ والعريض جدا يكون الْكن وَالصَّغِير يكون الثغ لِأَنَّهُ يقصر بالحروف كَالَّذي يعرض للصبيان عِنْد قصر السنتهم كالألثغ فَإِذا كبروا فصحوا ذهبت اللثغة قَالَ تعرف مَا حدث فِي اللِّسَان من سوء المزاج بلون اللِّسَان وبالحرارة وَالْبرد والثقل واللكنة إِذا كَانَت من رُطُوبَة وَمَا عرض من يبس فبالقبض والصغر والتشنج وَكَذَا الطعوم الْحَادِثَة فِيهِ قد يدل على الأخلاط المستكنة فِيهِ وَامْتِنَاع الْكَلَام فِي الحميات الجلاءة لجفاف العضل وتشنجه يعالج بحلب اللَّبن على الرَّأْس وتمريخ فقار الرَّقَبَة والنطل بالدهن وَرُبمَا بَقِي بعد)
البرسام ثقل اللِّسَان فافصد العرقين الَّذين تَحْتَهُ وَرطب الدِّمَاغ بسعوط دهن النيلوفر وَنَحْوه وينقع للصَّبِيّ إِذا أَبْطَأَ كَلَامه وَثقل اللِّسَان من المرءة وَالرجل عاقرقرحا وقشور كندر ميويزج فلفل جندبادستر يدلك تَحت وَفَوق دلكا جيدا قَالَ وَيكون تَحت اللِّسَان ورم صلب وَيُسمى الضفدع
(1/476)
وَإِذا عرض الضفدع غلظت الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وامتلئت وَكَانَ فِي فصدها خطر من التّلف.
3 - (علاج الضفدع)
الْأَدْوِيَة القوية التجفيف كالزنجار والبورق والمر الأشنان والعفص والشب يلصق عَلَيْهِ وَهَذَا أسلم عفص جُزْء شب أصُول السوسن زعفران من كل وَاحِد نصف جُزْء وَيُوضَع عَلَيْهِ ولإسترخاء اللِّسَان غرغره بالأيارج والخردل وللصبيان إِذا أَبْطَأَ كَلَامهم أدلك أَطْرَاف ألسنتهم وَكلهمْ واستدعهم الْجَواب.
مَجْهُول للضفدع تَحت اللِّسَان عَجِيب صعتر فَارسي قشور رمان ملح يدق ويدلك بِهِ تَحت اللِّسَان للصَّبِيّ فَإِنَّهُ يذهب بِهِ.
الطَّبَرِيّ لثقل اللِّسَان نوشادر فلفل زنجبيل عاقرقرحا ميويزج بورق صعتر ملح هندي شونيز مرزنجوش يَابِس يدق ويطرح فِي مَاء حَار ويتغرغر بِهِ على الرِّيق أَيَّامًا تباعا أَو بِمَا شئ مِنْهَا ويتغرغر بالأيارج مَعَ سكنجبين على.
اهرن عَلامَة الْحَرَارَة فِي اللِّسَان شدَّة حمرته أَو أسوداده أَو صفرته وَشدَّة جفوفه وعلامة الْبرد فِيهِ شدَّة بياضه وخدره وعلامة الرُّطُوبَة استرخاءه وَكَثْرَة رطوبته وعظمه وَثقله عَلامَة اليبس تقلصه وجفافه والطعم الَّذِي يجْرِي اللِّسَان دَلِيل على الْخَلْط الْغَالِب يعالج كل ضرب بضده من فصد وإسهال أَولا ثمَّ بِمَا يوضع عَلَيْهِ ويتغرغر بِهِ وَإِذا كَانَ فِي اللِّسَان امتلاء فافصد العرقين الَّذين ألف ألف تَحْتَهُ بعد فصد القيفال وغرغر بأَشْيَاء يجلب الْفضل إِذا كَانَ رطبا مسترخياً وبأشياء تشد إِذا كَانَ الْمَادَّة سَائِلَة وَكَانَ ضَعِيفا وَإِن عرض لَهُ تشنج فِي العضلة أَو غلظ وَكَانَ مَعَ ذَلِك برودة فكمد الرَّقَبَة عِنْد أول الفقار بطبيخ إكليل الْملك وبابونج وخبص الثفل وَضعه عَلَيْهِ وَإِذا عرض لَهُ ورم حَار فغرغره بِمَا ءعنب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ بَارِد لطيف وبماء الهندباء وبالرائب الحامض وَإِن عرض فِيهِ ورم صلب فغرغره بِلَبن حليب ويطبخ أصل السوس ويطبخ الحلبة وَالتَّمْر أَو بِالشرابِ وَإِذا عرضت فِيهِ بثور ردية فبماء السماق وَورد وَإِن عرض فِيهِ)
قُرُوح فَاتخذ مرهماً من عصارة عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وعدس مقشر وَورد وَضعه عَلَيْهِ. 3 (لاسترخاء اللِّسَان) ضع عَلَيْهِ وَتَحْته حبا مَعْمُولا من حلتيت وعلك الأنباط تَجْعَلهُ قدر حمصة فِي فِيهِ طول يَوْمه ثَلَاث حبات ويبذق مَا يجلب ويغرغر بِالْغَدَاةِ وَنصف النَّهَار قبل أَخذ الحمصة بِنصْف سَاعَة بالخردل أَو يَد من الْحمام والتعرق.
من كتاب هندي إِذا خرج اللِّسَان من الْفَم وَطَالَ وَعظم من الْأَدْوِيَة المسهلة والمقيئة فَخذ زنجبيلاً وفلفلاً وَدَار فلفل ملحاً درانياً وانعم دقها وادلك بِهِ لِسَانه وَبِمَا اشبهه فَإِنَّهُ يدْخل أَو خُذ الثِّمَار الحامضة الَّتِي تشْتَهي وتجلب اللِّسَان كالخوخ وَنَحْوه فَيقطع بالسكين وأدلك بِهِ لِسَانه فَإِنَّهُ يحلل مِنْهُ بلغماً كثيرا ويتقلص لِسَانه وَيدخل لي هَذَا يصلح فِي الخوانيق أَيْضا.
بولس الضفدع ورم حَار تَحت اللِّسَان وخاصة فِي الصّبيان فأدلك. الْموضع بالزاج
(1/477)
والزنجار وَإِن أمكن الفصد فافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وليؤخذ زنجار وقلقطار وعفص بِالسَّوِيَّةِ وَيُوضَع عَلَيْهِ ويتمضمض بالمياه القوية الْقَبْض الَّتِي فِيهَا تَحْلِيل كطبيخ ورق الزَّيْتُون وأصول الْكبر.
شرك جوارش يُطلق اللِّسَان وَيذْهب ثقله كمون أسود وكرماني وملح هندي قرفة من كل وَاحِد نصف مِثْقَال دَار فلفل مائَة عدد فلفل مِائَتَان سكر ثَمَانِيَة استار يستف فَإِنَّهُ يُطلق اللِّسَان وينفع من غلظ الطحال والبواسير وَغير ذَلِك.
شَمْعُون قَالَ إِذا طان طرف اللِّسَان طَوِيل الرِّبَاط فشل وعلق صنارة ثمَّ أَدخل فِيهَا إبرة واحزمه حَتَّى يَنْقَطِع الحزم وَلَا تقطع بحديدة فيهيج انبعاث الدَّم وضع على الْموضع أدوية حادة لِئَلَّا يعود فيلزق سَرِيعا لي إِنَّمَا تهيج انبعاث الدَّم إِذا قطعت شيأ من الْعُرُوق الْخضر الَّتِي تَحت اللِّسَان فَأَما إِذا ترفقت ذَلِك فَلَا وَقد قطعتها بتفقد مَرَّات فَسلم يهج وَإِن هاج سهل. ج علاجه الفلفديون لَا وَجه لَهُ بل زج أَولا لِأَنَّهُ يقبض مَعَ ذَلِك قَالَ فِي الِامْتِنَاع من الْكَلَام فيفتش عَنهُ بمشاركة الدِّمَاغ أم لَا فَإِن كَانَ مَعَه ضَرَر الْحَواس فَهُوَ بمشاركة الدِّمَاغ وَإِن لم يكن مَعَه ذَلِك فَانْظُر أتشنج هُوَ أم استرخاء أم صلابة فِي حزم ألف ألف اللِّسَان تعسر حركته أم رُطُوبَة أم غلظ أم ورم قد ثقله فعالج اليبس بِمَا يَلِيق من طلاء وغرغرة كَالْمَاءِ الفاتر ولعاب الحلبة أَو طبيخها والاسترخاء بالأدوية والطبيخات الحادة القوية والورم البلغمي فِي اللِّسَان اطله)
بِمَا يحلله مِمَّا يسْتَعْمل فِي آخر الخوانيق.
3 - (دَوَاء الصّبيان)
لمن يبطيء كَلَامه مِنْهُم وللرجل إِذا ثقلت السنتهم عاقرقرحا قشور أصل الْكبر من كل وَاحِد نصف دِرْهَم ميويزج دِرْهَم فلفل دانق جندبادستر مثله يدلك بِهِ اللِّسَان نعما من تَحت وَمن فَوق ويلصق عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ نوشادر وَدَار فلفل وعاقرقرحا يدلك بِهِ ويضمد الفقار بِزَيْت أَو موم وغرغره بخردل أَو فوتنج وزوفا يَابِس وصعتر وطبيخها والح عَلَيْهِ بالْكلَام والفزع الشَّديد حَتَّى يلجأ إِلَى الْكَلَام قَالَ والاسترخاء يعالج بأضمدة على الفقار بِهَذَا العلاج ولتشنج بأضمدة ملينة وَنَحْوهَا مِمَّا يمسك فِي الْفَم قَالَ والضفدع يكون من شدَّة الرُّطُوبَة فعلاجه بأدوية مجففة كالزاج والجلنار والشب والعفص يدام عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يجفف وَلَا يقطع فَإِنَّهُ مخوف من نفث الدَّم.
الاختصارات إِذا عرض للسان تشنج فِي عضلاته كمد مايلي الْقَفَا بالبابونج وأكليل الْملك وشب واطله ثمَّ ضمده بالخبيص الْمُتَّخذ الْمُتَّخذ بالبابونج وأكليل الْملك وشب ودقيق الْحوَاري فَإِن عرض فِي اللِّسَان ورم صلب فغرغر بطبيخ الحلبة وبزركتان وَلبن وَعسل وامتثل فِي جَمِيع أورامه علل الخوانيق ويذاق فَمه بنادوق أيرسا ومقلاً يُزَاد فِي هَذَا الطبيخ ويمسكه فِي الْفَم.
(1/478)
ساربيون إِذا حدث فِي اللِّسَان ورم حَار فاتج نَحْو الخوانيق وَإِن حدث استرخاء فِي الْكَلَام فاسهله بالقوقايا مَرَّات ثمَّ بالأيارجات الْكِبَار وأدم الغرغرة القوية ورضه بالْكلَام وانح نَحْو علاج الفالج.
بولس لخشونة اللِّسَان لَا ينَام على الْقَفَا وَلَا يفتح فَاه إِلَّا قَلِيلا ويمسك فِي فِيهِ حبوباً قَاطِعَة للعطاس ويدلك لِسَانه بلعاب الحلبة وبخرقة كتَّان خشنة حَتَّى تنقلع الخشونة ويمسك فِي فِيهِ نوى الإجاص يقلبه أَو سبستان الْأَسْنَان أَو سكر حجازي مسحوقاً.
معجون أَخَذته عَن تجربة لثقل اللِّسَان زنجبيل وَوَج يعجنان بِعَسَل وَيُؤْخَذ غدْوَة وَعَشِيَّة كالجوزة ويدلك بِهِ اللِّسَان أَيْضا ويمسكه فِي الْفَم قِطْعَة وَج دايماً فَإِنَّهُ عَجِيب وينفع من ذَلِك أَيْضا رب الْجَوْز.
الْكَمَال والتمام غرغرة لثقل اللِّسَان خَرْدَل صعتر زنجبيل فلفل عاقرقرحا من كل وَاحِد ثَلَاثَة حب رمان مغلو خَمْسَة ويتغرغر بالسكنجبين الخوز الوج جيد لثقل اللِّسَان.
ابْن ماسويه مَاء الكرنب النبطي خاصيته تجفيف اللِّسَان.)
مسيح دَوَاء خَاص لثقل اللِّسَان دارصيني قسط حَماما سنبل بِالسَّوِيَّةِ ساذج زراوند بزركرفس نانخاه بزر الشبت مر ثلث جُزْء ألف ألف من كل وَاحِد لوفسطيقون جلنار سياليوس دوقو كمون انيسون من كل وَاحِد ثلث جُزْء لُؤْلُؤ كهرباً من كل وَاحِد ثلثا جُزْء يعجن بِعَسَل وَيُعْطى قدر بندقة وَأَيْضًا حلتيت دِرْهَم علك البطم دِرْهَمَانِ يتَّخذ حبا ويمسك تَحت اللِّسَان ويتعمد الغرغرة بالخرجل ويستحم بالحمة.
الخوز قَالَت الوج جيد لثقل اللِّسَان.
ابْن ماسويه مَاء الكرنب النبطي خاصيته تجفيف اللِّسَان.
مسيح دَوَاء خَاص لثقل اللِّسَان دارصيني قسط حَماما سنبل بِالسَّوِيَّةِ ساذج زراوند بزر كرفس نانخاه بزر الشبت مر ثلث جُزْء ألف ألف من كل وَاحِد لوفسطيقون جلنار سياليوس دوقو كمون انيسون من كل وَاحِد ثلث جُزْء لُؤْلُؤ كهربا من كل وَاحِد ثلثا جُزْء يعجن بِعَسَل وَيُعْطى قدر بندقة وَأَيْضًا حلتيت دِرْهَم علك البطم دِرْهَمَانِ يتَّخذ حبا ويمسك تَحت اللِّسَان ويتعمد الغرغرة بالخردل ويستحم بالحمة.
الخوز قَالَت الوج جيد لثقل اللِّسَان.
مَجْهُول لشقاق اللِّسَان يمسك فِي الْفَم لعاب بزرقطونا فِي الْيَوْم مَرَّات وَحده وَيشْرب مَعَه دهن ورد وَيشْرب مَاء الشّعير وَيَأْكُل سمكًا وأكارع.
للجسا وورم اللِّسَان يمسك فِي الْفَم نَقِيع الحلبة أَو نَقِيع بزر الْكَتَّان وأيرسا أَو طبيخ التِّين والحلبة وينفع من الورم فِيهِ خَاصَّة أحرق أصل الرازيانج ويلصق عَلَيْهِ أَو حب الْغَار أَو زبيب منقى يدق وَيلْزق عَلَيْهِ عصارة الكرنب خاصيته تجفيف اللِّسَان الثقيل من البلغم.
ابْن ماسويه اسْتِخْرَاج لي مضغ الميويزج والتمضمض بِهِ يجفف اللِّسَان الثقيل من الرُّطُوبَة لِأَنَّهُ قوي الجلب من الْفَم وَكَذَلِكَ العاقرقرحا والخردل والنعناع أَن دلك بِهِ اللِّسَان لانت خشونته.
(1/479)
د سماق الدباغين مَتى خلط بِعَسَل جلي خشونته.
ابْن ماسويه خاصية الْخَرْدَل تجفيف اللِّسَان الثقيل. د وينفع من ذَلِك الْأَدْوِيَة المنقية للفم والحنك وأصل اللِّسَان الثقيل وَالرَّأْس بالغرغرة والمضوغ وَهِي مَذْكُورَة فِي بَابه.
للضفدع تَحت اللِّسَان زاج محرق سورنجان يجمعان ببياض الْبيض وَيجْعَل تَحت اللِّسَان وَله)
من تذكرة عَبدُوس زاج محرق وسوري يجمعان ببياض الْبيض وَيجْعَل تَحت اللِّسَان.
مَجْهُول لثقل الْكَلَام فربيون كندش يدلك بِهِ اللِّسَان المعتقل والألثغ وَلَا يبلع رِيقه. من الْجَامِع لِابْنِ ماسويه لثقل اللِّسَان وجودة الذِّهْن جندبادستر أفتيمون زنجبيل قسط مر بزرحند قوقاً مر اسطوخزدوس شَحم حنظل قردماناً عاقرقرحا ميويزج يعجن بِعَسَل الزنجبيل المربى وَيُوضَع على الأخدعين والنقرة مَا أمكن بِاللَّيْلِ والمعدة خَالِيَة بطبيخ المرزنجوش والنمام.
الْعِلَل والأعراض إِذا كَانَ اللِّسَان رباطه الَّذِي هُوَ مشدود أقرب من أَذَى الْأَسْنَان فَهُوَ أضرّ بالْكلَام وَانْظُر فِي الطِّفْل أَو مَا ينظر فِي ذَلِك. (حس المذاق) تدخل عَلَيْهِ الآفة إِمَّا لعِلَّة فِي الْموضع من الدِّمَاغ أَو من العصب الجائي مِنْهُ إِلَى اللِّسَان أَو لنَفس لحم اللِّسَان أَو للغشاء المغشي عَلَيْهِ ويعرض ذَلِك إِمَّا لسوء مزاج أَو لتفرق اتِّصَال أَو لمَرض آلي فَإِذا أحسّ اللِّسَان يطعم ردي كالملوحة والمرارة فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك الْخَلْط الردي قَوِيا جدا أحسّ بطعمه وَإِن كَانَ ضَعِيفا أحس فِيهِ إِذا أكل شيأ فَقَط لَان ذَلِك الشَّيْء يُشِير لتبيان الطّعْم الَّذِي فِي اللِّسَان للتغير الْوَاقِع.
فيلغرغورش من عدم الذَّوْق غرغر بأدوية قَوِيَّة ولعق دماعه بهَا ثمَّ اطعمه بصلاً وثوماً وكل شَيْء حريف وخلا وخردلاً وَإِن فقد الْكَلَام عالجه بالغراغر ألف ألف واللطوخات الحادة الجاذبة وَعلمه أَن يتَكَلَّم بالْكلَام الصعب وَيخرج لِسَانه من شدقه إخراجاً كثيرا
(1/480)
أَو تفزعه بِأَن تكويه بالنَّار وَاسْتعْمل الغرغرة ومضغ الكندر معجوناً بميويزج وفلفل.
الْأَعْضَاء الألمة إِذا حدثت آفَة فِي حس اللِّسَان وذوقه فَهُوَ فِي الزَّوْج الثَّالِث من أَزوَاج العصب وَإِن كَانَت الآفة فِي حركته فَفِي السَّابِع.
آلَات الْكَلَام اللِّسَان الْأَسْنَان الشفتان المنخران.
الْيَهُودِيّ قَالَ خير اللِّسَان الدَّقِيق الرَّقِيق الطّرف الَّذِي يشبه طرفه أَلْسِنَة الطير لرقّته ودقّته والعظيم وَالصَّغِير يضّران بِهِ والعظيم لَا يخرج الْحَرْف وَلَا يدبر لِسَانه جدا سَرِيعا كَمَا أَن الْقصير يصير الثغ لِأَنَّهُ يقصر بالحروف عَمَّا يَنْبَغِي كالصبيان الَّذين يقصر ألسنتهم فهم لثغ فَإِذا كبروا ذهبت اللثغة إِذا عرض الخرس بعد برسام فافصد العرقين الَّذين تَحت اللِّسَان فَإِذا عرض تشنج فِي أَصله فعالجه وكمد الْعُنُق من غير الْقَفَا بِمَاء البابونج والمرزنجوش وخبصّة بدقيق حوارِي)
وبابونج ودهن خل.
دَوَاء لثقل اللِّسَان وإبطاء الْكَلَام فِي الصّبيان وَغَيرهم مجرب عاقرقرحا أصُول أصل الْكبر من كل وَاحِد نصف ميويزج دِرْهَم دَار فلفل دانق جندبادستر مثله ينعم سحقه ويدلك بِهِ تَحت وَفَوق جيد وَيُوضَع عَلَيْهِ أَيْضا أَو فلفل وَدَار فلفل وعاقرقرحا ونوشادر وجندبادستر وقشور أصل الْكبر فاعمل بِهِ والح على الصّبيان بِكَثْرَة الْكَلَام وتسهلهم مِنْهُ دَائِما.
أطهورسفس شَحم البط أَو شَحم الدَّجَاج إِذا خلط مَعَ عسل وَمسح على الألسن الَّتِي خشنت فِي الْمَرَض لينها.
الساهر اعْتمد لخفة اللِّسَان على الغراغر الجالية كزنجبيل وخردل وبورق وشحم حنظل وفلفل وَنَحْوهَا وَحب الشيطرج جيد لثقل اللِّسَان وأيارج فيقرا نَافِع من ثقله إِذا دلك بِهِ اللِّسَان أَو شرب.
سرابيون لثقل اللِّسَان ادم الغرغرة بخردل وعاقرحا وقشور الْكبر وَنَحْوهَا ورضه فِي أول الْعلَّة بالْكلَام الْخَفِيف فَإِذا انْتهى فبالصعب وعلاجه علاج الفالج.
مَجْهُول لثقل الرَّأْس يعرض من سوء مزاج بَارِد فليمسك فِي الْفَم عاقرقرحا وخردل ويغرغر بالأيارج وَمن ورم حَار فِي اللِّسَان وعلاجه يُغَرْغر فِي الإبتداء بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وبآخره بِلَبن حليب وَإِذا أزمن فافصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان.
حب لثقل اللِّسَان عاقرقرحا دارصيني ميويزج خَرْدَل جندبادستر قسط بِالسَّوِيَّةِ يَجْعَل حبا مفرطحاً بلعاب الْخَرْدَل ويمسك تَحت اللِّسَان.
(1/481)
(فِي الأورام والقروح والنغانغ) يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة والأورام ألف ألف الْبَاطِنَة يَنْبَغِي أَن يحول إِلَى هَا هُنَا مَا فِي بَاب الْمعدة.
حِيلَة الْبُرْء من الرَّابِعَة الأدواء الَّتِي فِي هَذِه الْمَوَاضِع علاجها التغرغر فَإِذا أردْت علاج القرحة فبماء الْعَسَل وَنَحْوه مِمَّا لَهُ جلاء قَلِيل وَمَتى أردْت أَن تختمها وتدملها فبالقابضة والمغرية قَالَ ورم اللِّسَان رجل حَتَّى لم يَسعهُ فَمه فأعطيته قوقايا لأجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل وَرَأى هُوَ فِي النّوم إِن يَأْخُذ عصارة خس فَفعل وبريء.
الرَّابِعَة عشر مِنْهُ قَالَ احتل لكل حِيلَة فِي رد اللهاة إِلَى حَالهَا الطبيعية بالأدوية وَلَا تسرع إِلَى)
قطعهَا حَتَّى إِذا دقَّتْ وَصَارَت كالسير اقطعها بالحديد أَو بالأدوية المحرقة الَّتِي تحرق وتكوي الْأَعْضَاء الألمة الْخَامِسَة الخوانيق الَّتِي تَزُول فِيهَا فقار الْعُنُق يعسر المبلع فِيهَا لضيق المري حَتَّى أَنه رُبمَا انصب مَا يشرب من انفه.
الأولى من الْعِلَل والأعراض إِذا قطعت اللهاة رُبمَا اضرّ قطعهَا بمخارج اللَّفْظ وَبَردت بِهِ الرية والصدر.
السَّادِسَة من الميامر الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم وَالْحلق تحْتَاج فِي ابتدائها إِلَى الفصد والإسهال كَسَائِر الأورام ثمَّ يسْتَعْمل المايعة مِمَّا يُقَوي كالأغذية الَّتِي تصير فِي الْبَطن وَفِي آخر الْعلَّة المحللة وَالْوسط بَينهمَا جَمِيعًا قَالَ والمر والزعفران من أقوى الْأَدْوِيَة وَرب التوث لَهُ أَيْضا تَحْلِيل وَله وللزعفران جَمِيعًا انضاج الورم قَالَ وَأَن اخلط فِي الِابْتِدَاء عصارة السماق والحصرم وَنَحْوهَا والجلنار وَغَيره بِرَبّ التوث فَإِذا انْقَطع التَّحَلُّل خلطت فِيهِ مرا وزعفراناً لينضج الورم فَإِذا كَانَ آخرا القيت فِي رب التوت بورقاً وَمَرا كثيرا وَرُبمَا القيت فوتنجاً جبلياً وزوفا مَعَ مَاء عسل وصعتراً ونعنعاً لِأَنَّهُ يحْتَاج فِي الِابْتِدَاء إِلَى المايعة فَإِذا انْقَطع التجلب فبالمنضجة ثمَّ المحللة قَالَ وَأَنا اسْتعْمل مُنْذُ قريب عصارة قشور الْجَوْز لِأَن لَهَا قبضا مَعَ لطافة تغوص وانفع
(1/482)
مَا يكون الْقَبْض إِذا كَانَ من جَوْهَر لطيف لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يبلغ العمق قَالَ وَهَذَا الدَّوَاء أفضل من هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا فيعالج بالقابضة فِي الأبتداء واخلط بهَا الْأَشْيَاء الحارة قَالَ وَاسْتعْمل فِي الِابْتِدَاء مَاء الحصرم والسماق وَرب التوت وَنَحْوهَا وَفِي الْمُنْتَهى طبيخ التِّين اللَّحْم وَنَحْوه مِمَّا يسكن الوجع وينضج وَفِي آخر الْأَمر طبيخ الفوتنج وحاشا وَنَحْوه بِمَاء الْعَسَل وَمر وبورق وكبريت ويتغرغر بِجَمِيعِ مَا وصفناه والحلتيت نَافِع فِي هَذَا الْوَقْت وَعند صلابة الأورام والحرمل والعاقرقرحا وطبيخ التِّين وطبيخ النخالة وَمَاء الْعَسَل الَّذِي قد طرح فِيهِ فوتنج وَهِي مِمَّا تنضج وتحلل وَإِن طرح فِي مَاء الْعَسَل رغوة البورق وكبريت وحلتيت وحرف صَار مِمَّا يحلل قَوِيا وَيصْلح فِي آخر الْعِلَل والفلفل يحلل جدا من هَذَا الْموضع والمر يحلل تحليلاً قَوِيا لَا أَذَى مَعَه وَمَعَهُ مَعَ هَذَا تسكين وانضاج فَهُوَ مُوَافق جدا وَأما الْخلّ فَهُوَ يحلل وَيقطع وَيمْنَع مَعَ ألف ألف ذَلِك فَهُوَ لذَلِك أوفق مَا يكون وَهَذَا يعْمل بِخَاصَّة وَقد جرب هَذَا تحرق فراج الخطاطيف مَعَ ملح ينثر عَلَيْهَا فِي تنور ويخلط بهَا ربعهَا مرا وَيسْتَعْمل عِنْد الإختناق الصعب بِأَن ينْفخ فِي الْحلق مرّة بعد أُخْرَى وزبل الْكلاب الَّتِي تَأْكُل الْعِظَام مُوَافق للأختناق ورجيع النَّاس نَافِع جدا جدا وليطعم)
صبي خبْزًا وترمساً ويحرض أَن يستمريء غَدَاة وَيرْفَع رجيعه لي بِأَن أطْعم ترمساً خَالِصا كَانَ رجيعه عجيباً للخوانيق وَهَذِه ينْفخ فِي الْحلق أَو يلطخ الْحلق بهَا مَعَ عسل وشراب ويتغرغر بهَا.
فِي اللهاة القانون فِيهَا كَمَا تقدم اسْتعْمل فِي ابْتِدَاء أورامها القوابض على قدر عظم الورم ويتغرغر بطبيخ السماق والجلنار وثمر الطرفا قَالَ وَاعْلَم أَن القوابض وَغَيرهَا إِذا جمعت كَانَ أقوى من المفردة وَإِن ذَلِك لعجب كَيفَ صَارَت كَذَلِك وتزعزع.
أبيذيميا إِن الغدد الَّتِي فِي النعانع وَمَا يَليهَا من جَانِبي الحنك تسرع إِلَى الْقبُول للرطوبات وينفعها أَن تغمز عَلَيْهَا بالإصبع من دَاخل وَنحن نستعمل هَذَا العلاج وَذَلِكَ أَنَّهَا تلطي بالغمز لِأَنَّهَا رخوة اسفنجية وَتجْعَل على الإصبع فِي أول الْأَمر أَشْيَاء قابضة كرب التوت وَنَحْوهَا مِمَّا هُوَ أَشد قبضا مِنْهُ فَإِذا نضج ذَلِك الورم وَكَانَت تِلْكَ الغدد مَمْلُوءَة رُطُوبَة لزجة طرحنا فِي ذَلِك الدَّوَاء شيأ من رغوة البروق أَو ملحاً أَو كبريتاً أَو شيأ مِمَّا يلذع كلذع هَذِه ويحلل ويستفرغ وَلَا يجب أَن يسْتَعْمل هَذِه أَولا فَأَما مَتى كَانَ الورم فِي الْحلق نَفسه فَلَا يسْتَعْمل الغمز بالإصبع وَلَا مثل هَذِه الْأَدْوِيَة القوية المحللة قَالَ وَالدَّفْع بالإصبع علاج قوي فِي الذبْحَة الَّتِي يدْخل مِنْهَا الفقار وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكنهُ أَن يَدْفَعهُ إِلَى خَارج وَمِمَّا تعالج بِهِ الذبْحَة فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان.
من كتاب الأخلاط إِذا كَانَ الْجِسْم قَوِيا وَلَيْسَت هُنَاكَ حمى فِي غلَّة الخوانيق فافصد
(1/483)
إِلَى أَن يعرض الغشي وَاسْتعْمل الغراغر المرطبة فَإِنَّهَا يَنْفَعهُ وَاسْتعْمل المسكنة للوجع والأضمدة من خَارج كَذَلِك ثمَّ اسْتعْمل فِي آخر الْأَمر الغراغر المجففة من دَاخل والمراهم الجاذبة للورم من خَارج إِلَى خَارج.
روفس إِلَى الْعَوام إِن لم تفصد صَاحب الخوانيق فاحجمه على السَّاق واخرج لَهُ دَمًا كثيرا فَإِنَّهُ يخف مَا بِهِ على الْمَكَان لي يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل فِي هَذَا الشَّرْط مَرَّات وان احتجت اعدت الْحجامَة من غَد وَبعد غَد والحقنة مُوَافقَة بِالْمَاءِ وَالزَّيْت الصاحب هَذَا الدَّوَاء وَالْعَمَل والنطرون يجذب قَلِيلا قَلِيلا وبالنطرون وَالْملح وَيسْتَعْمل أَيْضا الإسهال ويتغرغر بِمَاء الشّعير الرَّقِيق مَعَ عسل أَو بطبيخ الفوتنج والكتراث وَذَلِكَ إِن هَذِه ينقي البلغم الَّذِي إِذا صَار إِلَى الْحُلْقُوم تولد مِنْهُ هَذَا الْمَرَض ويضمد الْعُنُق خَارِجا بشراب قد طبخ بِزَيْت وَمَاء وبزركتان وَنَحْوهَا من الأضمدة فَإِن ظهر فِي الْعُنُق خَارِجا فلغموني فَذَلِك دَلِيل الْبُرْء وَمَتى ظهر خَارِجا)
شَيْء فأدهنه بِسمن عَتيق وزوفا معجوناً بثوم وزيت وَإِن كَانَ فِي الْحلق أَو اللهاة ورم سَالَ مِنْهُ شَيْء إِلَى الْحُلْقُوم ألف ألف أَو أَسْفَل أورث حرقة شَدِيدَة ونزف دم مَعَ بصاق فانقص الْغذَاء ثمَّ احْرِقْ أصل الرازيانج وألصقه عَلَيْهِ دَاخِلا وألصق عَلَيْهِ عفصاً وورداً ونشا واطبخ عصارة الرُّمَّان الحامض بالعفص أَو الشب والورد والخل وأطل عَلَيْهِ فَإِنَّهُ دَافع وَإِن اديمت الغرغرة بِمَاء الشّعير وبطبيخ العدس نفع قَالَ لِأَن الْحلق فِي هَؤُلَاءِ يجْتَمع فِيهِ بلغم صَار مِمَّا يَنْتَفِعُونَ بِهِ أَن تطلي بالزوفا والحاشا والفوتنج مَعَ شراب الْعَسَل مطبوخة فَإِنَّهَا تنقي البلغم سَرِيعا فيخف لذَلِك وَإِن كَانَت هَذِه الْعلَّة تعتادهم فأطله بخل ونطرون وَعسل أَو بالحتليت بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ نَافِع أريباسيس دَوَاء جيد للهاة شب ورد طراثيث يعجن بِعَسَل وتطلى بِهِ اللثة فَإِنَّهُ عَظِيم الْغناء نَافِع جدا وتدمن الغرغرة بِمَاء حَار وَفِي كل ساعتين يطلي طليتين بِهَذَا الدَّوَاء وَإِن اشْتَدَّ الوجع غرغره بِمَاء حَار وأكبس اللهاة وَحدهَا إِلَى نَاحيَة الْأَسْنَان فَإِنَّهَا إِذا خرجت هُنَاكَ لم تزعزع الْحلق وَلم تؤذ.
أبيذيميا اسْتعْمل الْغمر والشيل إِلَى فَوق إِذا تورمت اللوزتان ورماً بلغمياً أَو دخل الفقار أَو استرخى عظم الحنك وَاحْذَرْ الغمز فِي سَائِر صنوف الخوانيق أَو الحنجرة فِيهَا وارمة ورماً موجعاً وَقَالَ إِنَّه يدبر الوجع فيغلظ الْأَمر والفصل بَين مَا يحْتَاج إِلَى غمز وَالَّذِي لَا يحْتَاج الوجع وَعَدَمه لِأَن الْعَدَم للوجع ورم رهل بلغمي والوجع فلغموني فإمَّا دُخُول الفقار فَيحْتَاج إِلَى غمز دايماً وَيجب أَن يتَّخذ إِلَيْهِ غمزها
(1/484)
لي على مَا رَأَيْت لَا شَيْء انفع للخوانيق من الشياف والحقن القوية المتخذة من شَحم الحنظل وَيجوز مرهم مرَارَة ثَوْر وبورق والفصد ليؤمن انصباب مَادَّة ثمَّ يتغرغر بغراغر محللة فَإِنَّهَا ينفع جدا بسكنجبين وخردل.
أبيذيميا شَرّ أَصْنَاف الذبْحَة وأسرعها قتلا مَا لم يتَبَيَّن فِي الْحلق وَلَا فِي الْعُنُق خَارِجا ورم وَلَا حمرَة لون وَكَانَ مَعَه وجع شَدِيد وَنَفس الانتصاب فَهَذَا يقتل من الْيَوْم الأول أَو إِلَى الرَّابِع فَأَما مَا فِيهِ وجع وضيق مثل هَذَا لَكِن يرى فِي الدَّاخِل إِذا نظر إِلَيْهِ ورم من خَارج وَهُوَ أَيْضا قَاتل لشدَّة الوجع وضيق النفسن فَإِن هذَيْن هما العرضان الرديان لكنه أَبْطَأَ وَأما مَا كَانَ من هَذِه أَعنِي من هَذِه الشَّدِيدَة الوجع والضيق فِي النَّفس والورم فِي الدَّاخِل وَفِي الْخَارِج الْحمرَة واللون وَفِي الْعُنُق والصدر فَرُبمَا سلم مِنْهَا وَذَلِكَ يكون إِذا لم يغب الشَّيْء الظَّاهِر إِلَى دَاخل لي وَأما السليمة فَمَا لم يكن ضيق النَّفس فِيهِ شَدِيدا.)
من مسَائِل الْفُصُول الخوانيق تعرض أما قَلِيلا قَلِيلا وَإِمَّا بَغْتَة والبغتة تكون الآفة فِيهَا فِي الحنجرة والعارض قَلِيلا فَفِي بعض آلَات النَّفس فَأَما الَّتِي فِي الحنجرة فَمِنْهُ بِلَا وجع وَذَلِكَ يكون لورم من حبس الورم فِيهَا أَو لفالج فِي عضل الحنجرة أَو لِاجْتِمَاع الْحَالين أَو لأفراط يبس على عضل الحنجرة فتشتد اللوزة أَو يضيق لذَلِك المرجى أَو لوجع وَذَلِكَ لورم حَار فِيهَا ويستدل على الَّذِي بِلَا وجع أَمن اليبس هُوَ أَو من الرُّطُوبَة أَو ليبس الْفَم أَو رطوبته بِالتَّدْبِيرِ وَأَن يكون إِذا غرغرت بِمَاء حَار نفع أَولا وَأما ألف ألف الَّذِي لآلات النَّفس فَأَما ألف الصَّدْر وَإِمَّا فِي الْحلق وَإِمَّا أَن يكون لفالج فِي عضل الصَّدْر وَإِمَّا لضيق فضاء الصَّدْر وَإِمَّا لورم فِي الرية أَو خلط غليظ والورم يكون حاراً أَو بَارِدًا ودلايله مَعْرُوفَة من نوع النَّفس وَأما الَّذِي فِي الْعُنُق فيد يكون باشتراك الحنجرة وقصبة الرية مَعَ المري وَحين يكون الورم يكون حاراً أَو بَارِدًا ودلايله مَعْرُوفَة من نوع النَّفس وَأما الَّذِي فِي الْعُنُق فقد يكون باشتراك الحنجرة وقصبة الرية مَعَ المري وَحين يكون الورم فِي المري يكون ضيق المبلع أَشد من ضيق النَّفس وَأما أَن يكون الورم فِي آلَة التنفس فَيكون بالضد وَفِي هَذِه يكون إمّا فِي العضل الدَّاخِل أَو فِي الْخَارِج لي إِذا رَأَيْت الخوانيق صعبة قد أشرف صَاحبهَا على الخناق فافصد القيفال وَأخرج عشرَة دِرْهَم ثمَّ افصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان من ساعتكوأخرج من القيفال كل سَاعَة من عشرَة دِرْهَم إِلَى ثلث مائَة دِرْهَم من العرقين جَمِيعًا إِذا ساعدت الْقُوَّة ثمَّ خُذ فِي سَائِر العلاج الحلتيت ينفع اللهاة الوارمة اظنه إِذا شم متواتراً لِأَنَّهُ قَالَ ينفع كنفع الفاوانيا فليشم أَو يعلق فِي الْعُنُق قَالَ والخيوط الْكَثِيرَة وخاصة إِذا كَانَت من الأرجوان الَّذِي يصعد من الْبَحْر ويصبغ إِذا أخذت وألقيت فِي عنق أفى وخنق بهَا اللثة أَخذ من كل وَاحِد من تِلْكَ الخيوط مِنْهَا
(1/485)
فلفّ كَمَا يَدُور فِي عنق من بِهِ ورم النغانغ أَو غَيره نفع من جَمِيع أورام الْحلق والعنق وَرَأَيْت الْعجب العجيب من نَفعه أَيَّاهُ.
جالينوس اللهاة أَن احْتِيجَ مَا يدمل من سَاعَته بِأَفْضَل شَيْء لذَلِك الديفروخش وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَاللَّبن نَافِع من الورم الْحَار فِي اللوزتين إِذا كَانَ يضْرب ويوجع جدا لِأَنَّهُ يسكن ذَلِك الوجع لي اسْتَعْملهُ حَيْثُ تحْتَاج إِلَى تسكين الوجع وَلَيْسَ يحقرك فِيهِ شَيْء إِلَى التَّحْلِيل لِأَنَّهُ لَا خوف من الاختناق لِأَنَّك فِي هَذَا الْموضع إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى تسكين الوجع فَقَط.
خرء الْكَلْب الْأَبْيَض الَّذِي يَأْكُل الْعِظَام جيد لوجع الحنجرة قَالَ وَكَانَ رجل يحْتَاج أَن يفصد فِي كل سنة من خوانيق فطلاه بدواء وَقد أشرف على الاختناق فبرىء وَلم يحْتَج إِلَى فصد ثمَّ)
أعَاد ذَلِك مَرَّات فَكَانَ كَذَلِك وَذَلِكَ أَنه كَانَ يطعم صَبيا خبْزًا محتمراً وترمساً ويسقيه شرابًا عتيقاً ويقلل غذاءه ليستمريه جدا ثمَّ يَأْخُذ ذَلِك الزبل فيجففه وَلَا يَأْخُذ الأغايط الْيَوْم الثَّالِث فَيَجِيء وَلَا ريح لَهُ فيسحقه وينفخ على ورم الحنجرة وَقد جرب بِأَن أطْعم الصَّبِي خبْزًا وَلحم دَجَاج فَلم ينقص فعله شَيْئا. د رماد الخطاطيف يطلى بِعَسَل على الخوانيق دَاخِلا الزفت الرطب إِذا تحنك بِهِ كَانَ جلاء جيدا للخوانيق وَجَمِيع صنوفها وورم اللهاة القطران إِذا طلي بريشة دَاخِلا نفع من الخوانيق الحضض إِذا تحنك بِهِ جيد للخوانيق وَالْعَسَل جيد لورم اللوزتين وبزر الفجل إِذا طبخ بخل وتمضمض بِهِ حاراً نفع من الخناق والخردل إِذا دق وَضرب مَاء الْعَسَل وتغرغر بِهِ أبره الخوانيق والفلفل مَتى تحنك بِهِ مَعَ عسل أبرء الخوانيق مَاء البصل إِذا تحنك بِهِ نفع من الخوانيق الحلتيت مَتى خلط بِعَسَل وتحنك بِهِ أبرء ورم اللهاة وَإِذا مزج بِمَاء الْعَسَل ... . .
ابْن ماسويه ألف ألف الحندقوقا يُورث الخوانيق فليؤكل بِعْهُ هندباء أَو خس.
الفلاحة عصارة الكرنب ينفع الخوانيق إِذا تغرغر بهَا وَمَاء الكرنب المعصور النبطي يتغرغر بِهِ مَعَ سكنجبين فيجلب بلغماً كثيرا ويبرء الخوانيق. سندهشار المَاء الْحَار المغلي جيد لوجع ابْن ماسويه المَاء الْحَار المغلي جيد لوجع الْحلق والخوانيق وَقَالَ الْخلّ مقلص للهاة إِذا تغرغر بِهِ وَالْخيَار شنبر جيد للخوانيق مَعَ طبيخ الزَّبِيب والتين رَأَيْت لاتطيلس المعالج علاجاً مهولاً للخوانيق وَلَكِن يعْمل إِذا علم أَن الْمَوْت وَاقع من الاختناق وَقد رَأَيْت جراحات فِي الْحُلْقُوم خرج مِنْهُ النَّفس ثمَّ التحمت وعاش أَصْحَابهَا وَهَذَا العلاج إِن تشق الأغشية الْوَاصِلَة بَين حلق قَصَبَة الرية ليدْخل النَّفس مِنْهُ وَيُمكن بعد أَن يتَخَلَّص الْأذن وتسكن تِلْكَ الْأَسْبَاب الْمَانِعَة من النَّفس إِن يحاط وَيرجع إِلَى حَاله وَوجه علاجه أَن يمد الرَّأْس إِلَى خلف ويمد الْجلد ويشق ثمَّ يمد بخيطين إِلَى فَوق وأسفل حَتَّى
(1/486)
تظهر قَصَبَة الرية ثمَّ يشق بَين حلقتين من خلفهَا الغضروفية الغشاء الَّذِي يصل بَينهمَا ويشق وَسطه سَوَاء ليَكُون للخياطة مَوضِع فَإِذا سكن لورم وَكَانَ النَّفس يدْخل فليخط وليمسك قَلِيلا وَاجعَل عيه دروزاً أَصْغَر قَالَ فِي اللوزتين إِذا فتحت الْفَم وجدتهما نابتتين.
قَالَ تعلقان بصنارة وتقطعان باستدارة كَأَنَّهَا تتوهم بَيْضَة يقطع مِنْهَا ربعهَا حَتَّى تسْقط مِنْهَا قِطْعَة كَبِيرَة ويلصق عَلَيْهِ بعد أَن تتْرك حَتَّى ينزف دَمًا كثيرا وينكس رَأسه إِلَى أَسْفَل لِئَلَّا)
يدْخل الدَّم إِلَى خَلفه ويمضمض بِمَاء وخل وَيسْتَعْمل حَتَّى ينقى ويلصق عَلَيْهِ زاج وقلقطار وَهَذَا علاج عسير وشق قَصَبَة الرية أَسْفَل من الحنجرة خير مِنْهُ وَخذ ذَلِك من بولس.
الْأَعْضَاء الألمة الخوانيق أحد أصنافها يكون عِنْدَمَا يتورم الْحلق وَهُوَ مَوضِع الَّذِي عِنْده يَنْتَهِي طرف الحنجرة وَالثَّانِي لَا يرى شَيْء مِمَّا فِي الْفَم وَالْحلق وَلَا شَيْء مِمَّا هُوَ خَارج يكون وارماً وَيكون الْمَرِيض يجد حس الاختناق فِي مَنْخرَيْهِ وَالثَّالِث عِنْدَمَا يكون الْموضع الْخَارِج من الحنجرة على مثل مَا عَلَيْهِ الْموضع الدَّاخِل من الْعلَّة.
وَالْخَامِس عِنْد زَوَال الخرزة إِلَى قُدَّام لورم أَو خراج يحدث فِي العضل الْعَام للخرز وَكَثِيرًا مّا يعرض ذَلِك أَيْضا عِنْدَمَا يحدث المري مَعَ هَذَا العضل عِلّة رُبمَا كَانَ عِنْدَمَا يحدث عِلّة بالعضل الَّذِي يضم المري إِلَى الحنجرة وَيكون أَيْضا عِنْدَمَا يحدث بالعضل الْخَاص بالحنجرة الَّتِي يفتحها فَهَذِهِ الْعِلَل تحدث عسراً فِي النَّفس إِلَّا أَنه لَا يشرف صَاحبهَا على الاختناق وَأَصْحَاب هَذِه الْعِلَل يعسر عَلَيْهِم الازدراد ويجدون أيضاُ وجعاً يكون ذَلِك خَاصَّة عِنْدَمَا يصعد الشَّيْء الَّذِي يشربونه إِلَى أَفْوَاههم وَكَثِيرًا مَا يَمْتَد وينبسط الورم فيتورم مَوَاضِع من الْحلق وَاللِّسَان مَعًا كَمَا ذكر أبقراط فِي كِتَابه.
الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الأملة ألف ألف المري يضيق إِذا ضغطته خرز الْعُنُق قَالَ وَإِذا حدث ورم فِي المري نَفسه ضَاقَ المبلع بِسَبَبِهِ وَحدث مَعَه وجع شَدِيد عِنْد الازدراد وعسر البلغ خَاصَّة إِذا لم يكن العليل منتصباً وَلذَلِك لَا يمِيل العليل إِلَى الاتنصاب قَالَ افرق بَين المبلع اهرن الخوانيق خَمْسَة أَصْنَاف إِمَّا أَن يكون فِي طرف المري أَو فِي طرف قَصَبَة الرية حَيْثُ مَا ترى أَو يكون دَاخِلا فِيهَا حَيْثُ لَا ترى أَو تدخل الخرز قَالَ إِذا كَانَ الورم دموياً وجد صَاحبه فِي فَمه طعم الشَّرَاب وَإِذا كَانَ بلغمياً وجد ملوحة وَيكون كثير اللعاب والورم الرخو لين إِن ظهر وَأما الدموي فاحمر قَالَ إِذا عتق فَخذ بورقاً وكبريتاً وحلتيتاً ودارصينيان وفلفلاً ويغرغر بسكنجبين مَعَ هَذِه وللهاة أسحق عفصاً بخل وَأدْخل فِيهِ ريشة وَضعه على اللهاة مَرَّات فَإِنَّهَا تتشمر وتتقلص وأطل مِنْهُ على بافوخ الصَّبِي إِذا نزلت لهاته فَإِنَّهُ عَجِيب وَقد ينفع المتكهلين أَيْضا لَكِن هُوَ للصبيان أبلغ وينفع من كل ورم فِي الْحلق واللهاة
(1/487)
إِذا جَاوز أسبوعاً أَن يلقى نصف مِثْقَال من حلتيت فِي أُوقِيَّة خل ويتمضمض بِهِ فَإِنَّهُ يدْفع اللهاة ويحلل الخوانيق لي على مَا رَأَيْت لروفس انْظُر فِي الخوانيق هَل هُنَاكَ حرارة شَدِيدَة وَحُمرَة وضربان وَأَسْبَاب توجب)
الفلغموني فَإِن كَانَت وَإِلَّا فبادر على الْمَكَان بالغرغرة بِمَاء الْعَسَل والتين والفوتنج فَإِنَّهُ فِي الْأَكْثَر ورم بلغمي تنشر بِهِ النغنغ وخاصة إِذا رَأَيْت الْفَم يسيل مِنْهُ لعاب كثير وَمن كَانَت تتعاهده خوانيق دتدور فَإِن ذَلِك لشَيْء يسيل من رَأْيه فانفضه قبل الْوَقْت وعطسه وَإِيَّاك حَده إِلَى الْحلق بل غرغره بأَشْيَاء مقوية وَإِن اضطررت فادلك الرَّأْس وَاجعَل عَلَيْهِ خردلاً.
ابْن ماسويه نفخ الخوانيق يُغَرْغر بِلَبن مَاعِز وَقد انقع فِيهِ بزر مرو ويطبخ التِّين مَعَ خِيَار شنبر مسيح عَجِيب لنزول اللهاة رماد الْقصب أَو البردي أَو الخوص ينفع بِمَاء ويصفى بعد أَن يسكن ويقلى فِي عفصل أَو قشور رمان وشب وسماق ويتغرغر بِهِ قَالَ للورم فِي الْحلق مَرَاتِب فَإِذا رَأَيْت أَنه قد نضج فاجهد أَن تفجره الْغرَّة والغمز عَلَيْهِ.
ابْن ماسويه الإجاص خاصته نفع اللهاة.
من الطِّبّ الْقَدِيم ينفع من الخوانيق العطيس بالكندس والقسط وورق الدفلي والمرزنجوش.
من تَدْبِير الْأَمْرَاض لأبقراط إِن تركت اللهاة تقلعت واسودت فَإِنَّهَا تسخن النغانغ بمجاورتها لِأَنَّهَا قد سخنته فِي ذَلِك الْوَقْت جدا فتجذب دَمًا كثيرا وتخنق من يعتاده الخوانيق فليحذر أَن تسخن رَأسه وَهُوَ ممتلي إِذا كَانَت الخوانيق مَعَ اللهاة الممتلية فَفِي الْحق دَاخِلا ورم وبلغم كثير فضع المحجمة ألف ألف الأولى واحلق الرَّأْس وألصق بمحجميتن فَوق الْأُذُنَيْنِ ودعهما مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ خُذْهَا وكمد الْحلق بخل ونطرون وسداب وحرف فِي قمع وقمقم وكمد اللحى والخد بأسفنج وَمَاء حَار وغرغره بطبيخ الصعتر والفيجن والنطرون وخل ثمَّ بِمَاء الْعَسَل ولف على قضيب آس صُوفًا لينًا وتوثّق مِنْهُ وادخله فِي الْحلق بعد التكيد وحركه ليقلع اللاصق هُنَاكَ واحقنه وَإِن مَال إِلَى خَارج أَي مَوضِع كَانَ فضمده بسلق ودهن ورد وحذره الْحمام وَهِي خوانيق ردية وَإِن كَانَ ورم الْحلق يرى فافرغه بإصبعك فَإِن كَانَ لينًا ممتلياً ففجره بحديدة وَإِن مَاتَت مَعهَا لهاة معلقَة فاقطعها وغرغره بخل قَالَ وادخل فِي حلقه قَصَبَة يتنفس مِنْهَا مُوَافقَة للْعَمَل وهيج البصاق بالغرغرة ودلك اللِّسَان الْحلق وَنَحْوه بالأدوية الحارة وضع محجمة بِشَرْط قوي تَحت الذقن والثدي فَإِنَّهُ يجذب إِلَيْهِ جذباً قَوِيا ويخفف الْعلَّة وافصد تَحت اللِّسَان والمرفق والذقن وإياه وَالشرَاب وَاقْتصر بِهِ على مَاء الشّعير فَإِذا صَحَّ فأسهله بقثاء الْحمار الحَدِيث لِئَلَّا تعاود.
(1/488)
د ينفع من ذَلِك شراب الآس وطبيخ ورق الإجاص إِذا طبخ بشراب ويتغرغر بشراب قطع)
سيلان الْموَاد إِلَيْهَا إِلَى اللهاة واللوزتين وَكَذَلِكَ المري لي مر حلتيت بورق ونشادر وبزر الفجل وخردل وفلفل وحرمل وفوتنج وخرؤ الكلقب ورماد الخطاطيف وزبل النَّاس وَهَذَا دَوَاء الخطاطيف وَيَنْبَغِي أَن يُزَاد فِيهِ مرَارَة ثَوْر وعصارة قثاء الْحمار.
3 - (ورم اللهاة)
ج جَمِيع الشّجر الَّذِي فِيهِ عفوصة إِذا طبخ ورقه وقضبانه كَانَ ذَلِك الطبيخ ينفع لورم اللهاة النغانغ.
أطهورسفس ينفع من اللوزتين وَالْحلق واللهاة إِذا ورمت شرب بَوْل الْإِنْسَان الْمُعْتق وزبل النَّاس نَافِع لورم اللوزتين. د إِذا تمضمض بعصارة ورق الأنجرة وأضمد ورم اللهاة الأفسنتين إِذا خلط بنطرون وعجن بِعَسَل وتحنك بِهِ نفع من ورم عضلات الْحلق والحلتيت إِذا خلط بِعَسَل وتحنك بِهِ حلل ورم اللهاة ويتغرغر بِهِ مَعَ مَاء القراطين فينفع. ج الحلتيت ينفع بِفعل فِي ورم اللهاة كَفعل الفاوانيا فِي الصرع. د ج بولس قَالَ جالينوس داويت اللهاة بساعة قطعتها بديفروخش وَاعَدت عَلَيْهَا حَتَّى اندملت لِأَنَّهُ قوي فِي ذَلِك وَقد استعملته فِي مداوات الخوانيق بزبل الْإِنْسَان يَابسا يخلط بِعَسَل ويحتنك بِهِ فينفع من الخناق قَالَ وَقد جربت زبل الْكلاب الَّتِي تطعم الْعِظَام أَيَّامًا وتحتبس حَتَّى يكون زبلها أَبيض لَا انتن لَهُ فِي مداواة أورام الحنجرة مَعَ أدوية نافعة لذَلِك فَوَجَدته عجيباً قَالَ وَكَانَ عندنَا رجل يبريء الخوانيق بزبل صبي ألف ألف يطعمهُ خبْزًا مُحكم الصَّنْعَة وترمساً إِلَى آخر كَلَامه على مَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة الزوفا أَن خلط مَعَ طبيخ التِّين كَانَ مِنْهُ غرغرة حميدة للخناق من ورم العضلات الدَّاخِلَة. د دهن الحنا نَافِع من الخناق الْقسْط مَتى خلط بِعَسَل أبرء أورام العضل الَّتِي عَن جَانِبي الْحلق.) ج إِن أخذت خيوطاً كَثِيرَة وخاصة إِن كَانَت مِمَّا تصنع بالإجوان الَّذِي يصعد من الْبَحْر فألقيت فِي عنق أَفْعَى وخنقت ثمَّ أَخذ كل وَاحِد مِنْهَا ولف كَمَا يَدُور على عنق من بِهِ ورم النغانغ أَو جَمِيع أورام الْحلق وَرَأَيْت الْعجب من فعله قَالَ وَاللَّبن الصَّحِيح حِين يحلب عَظِيم النَّفْع من ورم اللهاة الْحَار والنغانغ والخوانيق سكنها وَعظم نَفعه لَهَا الْمقل الْعَرَبِيّ خَاصَّة يسْتَعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الحنجرة وَهِي الَّتِي تسمى نيل قَصَبَة الرية بِأَن تلين بريق صَائِم وتوضع عَلَيْهِ.
أريبابيس يسْتَعْمل فِي الورم الَّذِي يكون فِي الرَّقَبَة وَهُوَ الْمُسَمّى نبلة قَصَبَة الرية على
(1/489)
نَحْو مَا قَالَ جالينوس الْملح مَتى خلط بِعَسَل وخل وزيت وتحنك بِهِ سكن الخناق وَإِذا خلط بِعَسَل نفع أورام اللهاة والنغنغ ومواد البثور ... . . فعل ذَلِك بمرارة السلحفاة صلح لذَلِك زهرَة النّحاس إِذا خلطت بِعَسَل نَفَعت لذَلِك وَالْمَاء الْجَارِي على معادن النّحاس ينفع لذَلِك أَيْضا.
روفس د الأيرسا صَالح لمن بِهِ الخناق إِذا تحنك بِهِ أَو تغرغر بِهِ مَعَ عسل. د ج كَانَ رجل يحرق رُؤْس السميكات المملوحة ويعالج بهَا اللهاة الوارمة ورما صلباً مزمناً والسكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الجرجير للخناق إِذا تغرغر بِهِ والسكنجبين نَافِع من الذبْحَة شرب أَو تغرغر بِهِ.
ابْن ماسويه العفص يمْنَع سيلان الرطوبات إِلَى اللهاة الْعَسَل مَتى تحنك بِهِ أَو تغرغر بِهِ أبرء أورام الْحلق مَاء الحصرم إِذا جعل مَعَ مَاء عسل وشراب نفع من الخوانيق بزر الفجل إِذا طبخ بسكنجبين وتغرغر بِهِ حاراً نفع من الخناق وأصل الفاشرا يعْمل مِنْهُ مَعَ الْعَسَل فَهُوَ لعوق للخوانيق بزر الفجل أَن طبخ بسكنجبين وأصول الفاشرا وتغرغر بِهِ نفع من الخناق والفلفل أَن تضمد بِهِ مَعَ عسل حلل الخوانيق وبزر الفجل نَافِع للخوانيق بِخَاصَّة والحلتيت إِن شدت مِنْهُ قِطْعَة على عنق من لهاته وارمة سكنته قَالَ جالينوس الصَّبْر أَن خلط بِعَسَل وشراب وَافق ورم العضل الَّتِي عَن جَانِبي أصل اللِّسَان عصارة قثاء الْحمار إِذا تحنك بهَا مَعَ عسل أَو زَيْت د القطران إِذا وضع على الْحلق نفع من الخناق وورم اللوزتين والزفت الرطب إِذا تحنك بِهِ جيد للخوانيق وورم اللهاة وعصارة التوث إِن خلط بهَا عسل كَانَت نافعة للورم الْحَار الَّذِي فِي عضل الْحلق فَإِن جعل فِيهَا شب وعفص وَمر وَسعد وزعفران وَثَمَرَة الطرفا وأصل السوسن الآسمانجوني قويت جدا والتوث الحامض ألف ألف نَافِع لورم الْحلق الْحَار لَا سِيمَا إِن طبخت)
عصارته مَعَ عصارة الْعِنَب والمر والزعفران والأقاقيا والشب والعفص وَثَمَرَة الطرفا.
ابْن ماسويه الَّتِي الباس مُوَافق للحلق. د طبيخ التِّين البابس إِذا تغرغر بِهِ جيد للورم الْحَار فِي قَصَبَة الرية وَالْحلق والخردل إِذا دق وَضرب بِمَاء وخلط بِمَاء الْعَسَل وتغرغر بِهِ وَافق الأورام الْعَارِضَة عَن جَانِبي أصل اللِّسَان أَن تحنك بِهِ برماد الخطاطيف نفع من الخناق وورم اللهاة وَمَتى ملحت وجففت وَشرب مِنْهَا مِثْقَال بشراب نفع من الخناق. د تخلط بِعَسَل وتطلي على حنجرة من بِهِ خناق وَجَمِيع أورام اللهاة وَالْحلق نَفعه وَقد يملح ويسقى مِنْهُ مِثْقَال والغرغرة بالخل تقطع سيلان الْخَلْط إِلَى الْحلق وتدفع الخناق وتبريء اللهاة الساقطة والخل يقلص اللهاة ابْن ماسويه إِذا تغرغر بِهِ.
(1/490)
د قَالَ ابْن ماسويه للخوانيق الَّتِي من بلغم وَمرَّة سَوْدَاء رماد الخطاطيف بعد ذَبحهَا وإحراقها وسحقها وَيسْتَعْمل ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الْعَسَل.
مِمَّا رَأَيْته للخوانيق إِذا كَانَ يخنق صَاحبه تلقى نَار فِي قَارُورَة وَتجْعَل على النقرة فَيَأْخُذ كالمحجمة وَلَا تُؤْخَذ إِلَى أَن يسْقط وَإِن احتجت فأعدها فَإِنَّهَا بُرْؤُهُ.
لوجع اللهاة الوارمة جوز السرو وملح دراني ونوشادر ونورة وعروق وسماق وعفص وطراثيث وثمر الطرفا وشياف ماميثا وحضض وجلنار وعدس وكزبرة وطباشير وأقاقيا وطين ارمني وورق السفرجل وكافور وبزر الْورْد وقيموليا وصندل وحنا وَهُوَ مُشْتَرك للحار والراد وَنوى اهليلج أسود وَهُوَ مُشْتَرك وَحب الآس وَمَا ورد وعنب الثَّعْلَب والرجله وبزر الخس وَمَاء الآس وَكَذَلِكَ الْحَال فِي البثور.
إِسْحَاق للخوانيق بَادر بفصد القيفال وَأخرج بِحَسب الْقُوَّة واحقن بعد ذَلِك وَامْتنع من الطَّعَام إِلَّا مَا لابد مِنْهُ وغرغر بِمَاء الشّعير الدَّقِيق وسكر بِمَاء خِيَار شنبر فَإِن لم تكن حرارة تلتهب بطبيخ التِّين الْأَبْيَض السمين فَإِن كَانَت حرارة فبطبيخ العدس والورد ودهن لوز حُلْو وَمِمَّا يعظم نَفعه خرؤ الْكَلْب الْأَبْيَض يعجن بجلاب بعد جفافه ويطلي بِهِ الحنك وَهُوَ أقوى من كل دَوَاء لهَذِهِ الْعلَّة وَيجب أَن يجلس الْكَلْب فِي بَيت وَيطْعم الْعِظَام ويغرغر العليل بِرَبّ التوث وَاللَّبن الحليب)
وَإِن كَانَت ثمَّ رُطُوبَة فالسكنجبين فَإِذا بَدَت الْعلَّة تنحط فالميفختج بِمَاء كزبرة. مَجْهُول للورم الْحَار فِي النغانغ رمان حامض أَربع أَوَاقٍ شب دِرْهَمَانِ عفص أَخْضَر نصف أُوقِيَّة بزر الْورْد أَرْبَعَة دِرْهَم يتغرغر بِهِ وَأَيْضًا يتغرغر بنقيع جميز شَدِيد الحمضة فِي مَاء ويصفى ويداف فِي أوقيتين مِنْهُ مِثْقَال أقاقيا وَمثله عصارة لحية التيس وَورد وشب وطباشير ويديم التغرغر بِهِ وَمن أدويته خرؤ الْكَلْب وخطاطيب ألف ألف محرقة وزبل النَّاس. غرغرة بَارِدَة لَهُ رب التوث وَمَاء ثَمَر العوسج بِالسَّوِيَّةِ سِتّ أَوَاقٍ عدس مقشر مثقالان أقماع رمان وخرؤ الْكَلْب وَلبن حليب ودهن ورد وسكر أَبيض من كل وَاحِد مثقالان ويدام التغرغر بِهِ.
تذكرة عَبدُوس يُغَرْغر للخوانيق بِخِيَار شنبر ممدوس بِمَاء كزبرة رطبَة معصور مغلي مصفى وبلعاب بزرقطونا ودهن بنفسج وبلبن حليب أَو بِمَاء الجميز مَعَ دهن ورد أَو بِمَا جُزْء ورد وسماق منقع فِيهِ فَإِن تقيح فغرغره بخرء كلب أوخرء النَّاس أَو خرء دَجَاج.
الْكِنْدِيّ الذبْحَة تعرض من سيلان الكيموسات الَّتِي فِي الرَّأْس إِلَى الْأَوْدَاج فِي الشتَاء أَو الرّبيع إِذا كثرت الرطوبات اللزجة فيهمَا لسعتهما ينشفان رطوبات كَثِيرَة وَتلك الرطوبات بَارِدَة لزجة فتستر مجاري الرّيح وَالدَّم وترفعهما لَا يتحركان فَإِذا اسود اللِّسَان لذَلِك وَصَارَ مدوراً اختنق الْإِنْسَان مِنْهُ وَعَن جَانِبي اللهاة عرفان عظيمان إِذا امتلآ ألزما اللِّسَان وَاللِّسَان اسفنجي يَابِس كثر نشفه من هذَيْن وَيصير طوله عرضا وَإِذا اشتدت حمرته وجساؤه فَحِينَئِذٍ يختنق صَاحبه.
اسْتِخْرَاج لي: انْظُر فِي الخوانيق إِلَى لون اللِّسَان واللهاة، فَإِن كَانَا أحمرين وَالْوَجْه أَحْمَر فلتكن عنايتك بِمَا يخرج الدَّم أَكثر، وَإِن كَانَا أبيضين فبمَا يجلب الرطوبات. من كتاب جالينوس فِي العلامات المنسوبة إِلَيْهِ الخناق ضَرْبَان إِمَّا مَعَ ورم اللهاة واللوزتين والحنجرة وَالنَّفس فِي هَذَا يضيق بحس بالورم ويشتهي الْقَيْء فَإِذا ادخل يَده وجد هَذِه الْأَعْضَاء جاسية جافة فَإِذا اشْتَدَّ الوجع وانتفخ الْعُنُق جَمِيعًا وورم الْوَجْه وسال اللعاب واحمرت الْعين وتدلى اللِّسَان وصغرت المجسة وكثفت وَلم يقدر على الِاضْطِجَاع وَإِمَّا بِغَيْر ورم وَهَذَا تهزل مَعَه الرَّقَبَة وَلَا يقدر أَن تميل إِلَى النواحي وتغور عينه وتمتد جلد جَبهته وَلَا يظْهر ورم فِي حلقه لَا من دَاخل وَلَا من خَارج ويعرض لَهُ حكاك فِي الرَّقَبَة فَإِن عرضت حمرَة فِي الرَّقَبَة طَوِيلَة كَانَت عَلامَة صَالِحَة وَإِن زَالَت هَذِه الْحمرَة بَغْتَة كَانَ ردياً.
الْجَامِع إِنَّا لَا نداوي وجع الْحلق بِمَا يدْفع أَولا كَمَا يفعل بِسَائِر الْأَعْضَاء بل بِمَا يلين كالشمع ودهن البنفسج لِئَلَّا يختنق صَاحبه وَمِنْه أَيْضا دق من خرء الديوك دِرْهَمَيْنِ فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من رب التوث وغرغر بِهِ.)
من الْكَمَال والتمام للخوانيق واللهاة جوز السرو وملح دراني ونوشادر ونورة وعفص وسماق وقاقياً وشب وورق السوسان وماميران وحضض وَمر وثمر الطرفا وعروق وجلنار وَورد ورماد الخطاطيف وقيصوم محرق تحرق وينفخ مِنْهَا ألف ألف فِي الْحلق نَافِع من الخوانيق وورم اللهاة وللخوانيق يَجْعَل زفت فِي ربت التوث ويتغرغر بِهِ وَقَالَ إِن كَانَت خوانيق مَعَ حرارة فافصد واحجم فِي أَوَائِل الْعلَّة أَولا ولين الطبيعة بالأشياء الملينة الْبَارِدَة وخاصة عِنَب الثَّعْلَب وَليكن طَعَامه سرمقاً وحاشا وعدساً وبقلة يَمَانِية بدهن لوز حُلْو وغرغره بِرَبّ التوث مَعَ خِيَار شنبر وبماء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ خِيَار شنبر وَشَيْء من زعفران أَو بجميز قد حل بِمَاء حصرم أَو رمان حامض وبلبن مَاعِز حلب مَعَ سكر أَو بِمَاء كزبرة ودهن بنفسج وَخيَار شنبر وسكر أَو بطبيخ عدس مقشر وَورد وأصل السوسان أَو بِمَاء الرجلة وانفخ فِي الْحلق فِي الِابْتِدَاء جلناراً وشباً وغرغره دَائِما بِمَاء الثَّلج فَإِن كَانَت من برودة فغرغره فِي الِابْتِدَاء بِرَبّ الْجَوْز مَعَ شَيْء من شب وَفِي الْمُنْتَهى بمثلث مَعَ شَيْء من عاقرقرحاً أَو بدواء الخطاطيف بِمَاء الرازيانج المغلي الْمُصَفّى وجزء من خرء كلب أَبيض درهما وورداً دِرْهَمَيْنِ وزعفراناً نصف دِرْهَم يعجن بجلاب ويطلي بِهِ دَاخل الْحلق بريشة ويتغرغر أَيْضا بِلَبن مَاعِز حليب حَار وَيكون طَعَامه مَاء حمص ولبلابا وَيفجر الأورام فِي الْحلق الغرغر بِمَاء حَار مَعَ بزر مر وَقد صفي مِنْهُ بعد أَن انقع فِيهِ يسحق ويتغرغر بِهِ أَو بالزبد أَو السّمن فَإِذا انفجر الورم فصفرة بَيْضَة نيمبرشت إِلَى الرقة مَعَ نشا وطين ارمني وَكَثِيرًا وَيفجر الأورام أَيْضا طبيخ التِّين إِذا طبخ بِمَاء الشّعير وَخيَار شنبر بطبيخ التِّين وطبيخ بصل النرجس وَيفجر الأورام سَرِيعا التغرغر بخرء الْكَلْب مدوفاً بجزئين من مثلث ويمرخ الْحلق بشمع ودهن بنفسج وَكَثِيرًا.
(1/491)
للخناق الْكَائِن من رُطُوبَة كَثِيرَة يطلي دَاخل الْحلق بخرء كلب ومرارة ثَوْر بِعَسَل أَبُو بغائط إِنْسَان مَعَ عسل بريشة وينفع من ذَلِك من خَارج أَو ينفع بخل فِي سكنجبين ويتغرغر بِهِ فَإِنَّهُ جيد للخناق الرطب. ج فِي حلية الْبُرْء مَتى حدث بالفم وَالْحلق وَاللِّسَان ورم فالغرغرة فِي هَذِه الْحَال كإسهال الْبَطن عِنْد تورم الأمعاء وَذَلِكَ خطأ فاجتنبه فَإِنَّهُ يجر الْموَاد إِلَيْهِ والجيد إِذا ابْتَدَأَ الورم فِي هَذِه الْمَوَاضِع أَن ينجذب إِلَى المنخرين وَكَذَا يفصد لَهَا الْعرق الكتفي فَإِن لم يظْهر فالأكحل أَولا ثمَّ العرقين الَّذين تَحت اللِّسَان لي قَول جالينوس هَذَا إِنَّمَا هُوَ فِي غرغرة لَهَا حِدة وحرارة تجتذب)
إِلَى الْمَوَاضِع فَأَما غرغرة بَارِدَة فَإِنَّهَا بِأَن تمنع أولى من أَن تجذب بعد أَن تجْرِي فِي ذَلِك بالأتعب عصب الْعَضُد فِي الِابْتِدَاء بِكَثْرَة الغرغرة فَإِنَّهُ يُمكن أَن يصير ذَلِك سَببا لجذب الْمَادَّة. ج رَأَيْت من عظم لِسَانه حَتَّى لم يمْنَع فَاه وَلم يكن تعود الفصد الْبَتَّةَ فأشرت عَلَيْهِ يَأْخُذ حب القوقايا فَفعل وأشرت بِأَن ألف ألف يضع على لِسَانه بعض مَا يبرد يَأْخُذ ذَلِك يَوْمه أَلا أَنه عالجه بعد أَن امسك مَاء الخس فِي فِيهِ فبريء. الْأَعْضَاء الألمة الخوانيق خَمْسَة اضْرِب أَحدهَا خنق من عِلّة ظَاهِرَة وَآخر مَعَه حمرَة فِي الْحلق وَآخر مَعَه حمرَة خَارج الْحلق وَآخر مَعَه حمرَة فِي الرَّقَبَة وَالْخَامِس تحدث من أجل زَوَال الفقار وَقَالَ فِيهِ أَيْضا انسداد المري يكون من زَوَال الفقار أَو من ورم بَاطِن.
الْيَهُودِيّ الخوانيق الَّتِي من زَوَال الفقار إِذا نَام على قَفاهُ لم يُمكنهُ أَن يسيغ إِذا اجْتهد لِأَنَّهُ رخو والورم الصلب يحدث قَلِيلا قَلِيلا ويعقب الورم الْحَار أَو غَيره وَلَا يحدث ابْتِدَاء بَغْتَة وَهُوَ عسر قَاتل لِأَنَّهُ بطيء التَّحَلُّل.
من كتاب الفصد يجب على حسب القانون الَّذِي ذكرنَا فِي الورم الْحَار إِذا كَانَ فِيمَا بَين الحنك إِلَى قَصَبَة الرية إِن تفصد أَولا القيفال واستفرغ دَمًا صَالحا مَا دَامَ فِي الْكَوْن فَإِذا رسخ وَانْقطع السيلان فافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان.
(1/492)
انذار من الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ خوانيق يتَغَيَّر عُنُقه عَن لَونه من الْحمرَة وابيض واخضر وعرق ابطاء واربيتاه عرقاً بَارِدًا مَاتَ من يَوْمه أَو من غَد.
أبيذيميا الذبْحَة هِيَ كل ورم يعرض مَعَه ضيق فِي الْمبلغ وَهُوَ ضروب وشرها الَّذِي لَا يظْهر مَعَه فِي الْحلق إِذا فتحت الْفَم وغمزت اللِّسَان إِلَى أَسْفَل ورم وَلَا يكون خَارِجا وَيكون مَعَ ذَلِك لون الرَّقَبَة بِحَالِهَا وَفِي القف غور إِذا غمزت ذَلِك الْموضع اشْتَدَّ الوجع لِأَن هَذَا يكون إِمَّا من ورم إِمَّا فِي العضل الدَّاخِل من الحنجرة أَو فيمايلي ذَلِك الْموضع الدَّاخِل من المري أَو فِي العضل الَّذِي من وَرَاء المري لِأَن هَذَا لَا يرى إِذا نظر فِي الْفَم باستقصاء وَهَذِه الْمَوَاضِع تتصل بهَا رباطات تنبث فِي فقار الرَّقَبَة وأعصاب تنبث من النخاع وَهَذِه تمدد الخرز والنخاع إِلَى دَاخل فتجذب لذَلِك الفقارات والنخاع إِلَى دَاخل وَلذَلِك لَا يغورالموضع من خَارج وَهُوَ أَشد أَصْنَاف الخوانيق وجعاً وَهُوَ الذبْحَة وَمِنْه صنف أقل وجعاً مِنْهُ وَمَعَهُ ورم وَحُمرَة فِي الْحلق وَهُوَ أَيْضا قتال جدا إِلَّا أَنه يقتل أَبْطَأَ من الأول وَالَّذِي لَا تكون مَعَه حمرَة فِي الْعُنُق وَالْحلق فَإِنَّهُ أطولها)
مُدَّة وَمن الرّيح الَّذِي ينجذب فِيهَا خرز الْقَفَا نوع شَدِيد الوجع إِذا لمس جدا وَهُوَ الْكَائِن فِيمَا فَوق الْفَقْرَة الثَّانِيَة أَو غَيرهَا لِأَن هَذِه الْفَقْرَة منتصبة قَائِمَة لِأَنَّهَا قريبَة من الدِّمَاغ إِذا لم ترم الغدد الَّتِي فِي الرَّقَبَة فِي علل الذبْحَة فَلَيْسَتْ هَذِه الْعلَّة من كَثْرَة الدَّم لَكِن ألف ألف من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة وخاصة إِن لم يكن الْموضع حَار الملبس وَكَانَ بَارِدًا وَقلة الوجع تدل على برد وَإِذا كَانَ النَّفس فِيهَا طبيعياً وَلَيْسَ فِي الْجَانِب الملامس لقصبة الرية من المري ورم بل فِي الْجَانِب الَّذِي لَا تلامسه وَقد يتَغَيَّر النَّفس وَقت الازدراد وَإِن لم يكن فِي هَذَا الْجَانِب ورم وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة الْكَلَام من المنخرين هُوَ امْتنَاع النغم الَّتِي كَانَت تخرج من المنخرين من أَن تخرج مِنْهُمَا وَيفهم ذَلِك من أَن تضبط عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُ لَا يخرج حِينَئِذٍ للفظ الَّذِي فِيهِ مدّ وَلَا رَاء وَنَحْو ذَلِك وَكثير مَا يعرض مَعَه درور الْعُرُوق الَّتِي فِي الأصداغ وَالْوَجْه. ج إِذا لم يكن الورم الَّذِي فِي المري عَظِيما جدا لم يحدث ضيق النَّفس فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَا يبلع فِيهَا شَيْئا وَكَثِيرًا مَا تجحظ مَعَ هَذِه الْعلَّة الْعين وَالَّتِي من الْبرد أطول مُدَّة من الَّتِي من الْحر جدا وَلَا يكون مَعهَا حمى وَإِذا عرض هَذَا الورم الَّذِي يمد الفقار فِي جَانب أورث كثيرا الفالج من جانبيه وَفِي الْوسط لَا يفعل ذَلِك ويعرض من الْجَانِب الْمُقَابل للجانب المسترخي وَأبين مَا يكون هَذَا الاسترخاء والتمدد فِي الَّذين يصيبهم من الْجَانِب الآخر فِي الْوَجْه واللحى الْأَسْفَل وَأكْثر مَا يبلغ هَذَا الفالج من الْجِسْم إِلَى الْيَد لِأَن العصب الَّذِي ينبث من الرَّقَبَة لَا يُجَاوز هَذَا الْموضع.
من كتاب العلامات الْمَنْسُوب إِلَى جالينوس الخناق صنفان بورم وَهُوَ مَا يورم اللهاة واللوزتين أَو طرف قَصَبَة الرية أَو المري ونواحيه قَالَ وَكلما كَانَ التورم إِذا فتح الْفَم عِنْده فَأدْخل الإصبع فِيهِ وجدت هَذِه يابسة جافة جدا فَإِذا اشْتَدَّ الوجع انتفخت الرَّقَبَة كلهَا وورم
(1/493)
الْوَجْه وسال اللعاب وَخرج اللِّسَان وَبَردت الْأَطْرَاف وصغرت المجسة وَلَا يقدر أَن يضطجع وَإِذا كَانَ بِلَا ورم عرض هزال فِي الرَّقَبَة وامتداد الْجَبْهَة ويضيق النَّفس كثيرا وَلَا يكون فِيهِ ورم الْبَتَّةَ لَا من دَاخل وَلَا من خَارج ويعرض لَهُ حكاك فيمايلي الرَّقَبَة فَإِذا عرضت لَهُ حمرَة فِي الرَّقَبَة وطالت كَانَت عَلامَة جَيِّدَة وَإِن انسلخت وَذَهَبت سَرِيعا كَانَت عَلامَة ردية.
وَالَّذِي بورم فَهُوَ إِمَّا أَن تلْحقهُ الْعين دَاخِلا أَو لَا تلْحقهُ الْعين أَو ورم دَاخِلا وخارجاً والأورام.
إِمَّا دموية أَبُو بلغمية أَو الْحمرَة أَو سقيروس وَهُوَ الورم الصلب الَّذِي تكون مادته السَّوْدَاء وَلَا يكَاد يكون وَهَذِه إِمَّا أَن يكون فِي اللهاة أَو فِي اللوزتين أَو فِي عضل الحنجرة أَو فِي المري من دَاخل)
وخارج وَهُوَ الَّذِي تَزُول مِنْهُ قفار الرَّقَبَة إِلَى دَاخل وَالَّذِي بِلَا ورم يحْتَج أَن ينظر فِيهِ لم يخنق إِذا لم يكن ورم وَأَنا أَظُنهُ حرارة ويبساً فَقَط.
جورجس الورم فِي الْحلق إِمَّا من دم ويظن صَاحبه فِي فَمه مملوة ألف ألف خمرًا عتيقاً أَو من صفراء ويظن أَن فِي حلقه خلا حاذقاً أَو من بلغم ويظن أَن فِي فَمه ملحاً أَبُو بورقاً وَلَا يكون من الْمرة السَّوْدَاء لَا يعرض بِسُرْعَة لكنه يَجِيء أَولا فأولاً لي هَذَا إِذا كَانَ سرطان فِي الْحلق وَهُوَ قَاتل إِذا عظم لَا محَالة عالج الصَّفْرَاء وَالدَّم بالغرارغر والنثورات المبردة والبلغمي قَالَ انفع شَيْء لَهُ الْعذرَة قَالَ وتخلط الدَّم لَكِن ألف ألف من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة وخاصة إِن لم يكن الْموضع حَار الملمس وَكَانَ بَارِدًا وَقلة الوجع تدل على برد وَإِذا كَانَ النَّفس فِيهَا طبيعياً وَلَيْسَ فِي الْجَانِب ورم وَهُوَ الَّذِي تسميه الْعَامَّة الْكَلَام من المنخرين هُوَ امْتنَاع النغم الَّتِي كَانَت تخرج من المنخرين من أَن تخرج مِنْهُم وَيفهم ذَلِك من أَن تضبط عَلَيْهِمَا فَإِنَّهُ لَا يخرج حِينَئِذٍ للفظ الَّذِي فِيهِ مدّ وَلَا رَاء وَنَحْو ذَلِك وَكثير مَا يعرض مَعَه درور الْعُرُوق الَّتِي فِي الأصداغ وَالْوَجْه. ج إِذا لم يكن الورم الَّذِي فِي المري عَظِيما جدا لم يحدث ضيق النَّفس فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَا يبلغ فِيهَا شَيْئا وَكَثِيرًا مَا تجحظ مَعَ هَذِه الْعلَّة الْعين وَالَّتِي من الْبرد أطول مُدَّة من الَّتِي من الْحر جدا وَلَا يكون مَعهَا حمي وَإِذا عرض هَذَا الورم الَّذِي يمد الفقار فِي جَانب أورث كثيرا الفالج من جانبيه وَفِي الْوسط لَا يفعل ذَلِك ويعرض من الْجَانِب الْمُقَابل للجانب المسترخي وَأبين مَا يكون هَذَا الاسترخاء والتمدد فِي الَّذين يصيبهم من الْجَانِب الآخر فِي الْوَجْه واللحى الْأَسْفَل وَأكْثر مَا يبلغ هَذَا الفالج من الْجِسْم إِلَى الْيَد لِأَن العصب الَّذِي ينبث من الرَّقَبَة لَا يُجَاوز هَذَا الْموضع.
من كتاب العلامات الْمَنْسُوب إِلَى جالينوس الخناق صنفان بورم وَهُوَ مَا يورم اللهاة واللوزتين أَو طرف قَصَبَة الرية أَو المري ونواحيه قَالَ وَكلما كَانَ التورم إِذا فتح الْفَم عِنْده فَأدْخل الإصبع فِيهِ وجدت هَذِه يابسة جافة جدا فَإِذا اشْتَدَّ الوجع انتفخت الرَّقَبَة كلهَا وورم الْوَجْه وسال اللعاب وَخرج اللِّسَان وَبَردت الْأَطْرَاف وصغرت المجسة وَلَا يقدر أَن يضطجع وَإِذا كَانَ بِلَا ورم عرض هال فِي الرَّقَبَة وامتداد الْجَبْهَة ويضيق النَّفس كثيرا وَلَا يكون فِيهِ ورم الْبَتَّةَ لَا من دَاخل وَلَا من خَارج ويعرض لَهُ حكاك فيمايلي الرَّقَبَة فَإِذا عرضت لَهُ حمرَة فِي الرَّقَبَة وطالت كَانَت عَلامَة جَيِّدَة وَإِن انسلخت وَذَهَبت سَرِيعا كَانَت عَلامَة ردية.)
الَّذِي تَزُول مِنْهُ فقار الرَّقَبَة إِلَى دَاخل وَالَّذِي بِلَا ورم يحْتَاج أَن ينظر فِيهِ لم يخنق إِذا لم يكن ورم وَأَنا أَظُنهُ حرارة ويبساً فَقَط.
جورجس الورم فِي الْحلق إِمَّا من دم ويظن صَاحبه من فَمه مملوة ألف ألف خمرًا عتيقاً أَو من صفراء ويظن أَن فَفِي حلقه خلا حاذقاً أَو من بلغم ويظن أَن ألف فَمه ملحاً أَو بورقاً وَلَا يكون من الْمرة السَّوْدَاء لَا يعرض بِسُرْعَة لكنه يَجِيء أَولا فأولاً لي هَذَا إِذا كَانَ سرطان فِي الْحلق وَهُوَ قَاتل إِذا عظم لَا محَالة عالج الصَّفْرَاء وَالدَّم بالغراغر والنثورات المبردة والبغلمي قَالَ انفع شي لَهُ الْعذرَة قَالَ وتخلط بِعَسَل وَبعده بخرء كلب وَبعد دَوَاء الخطاطيف ويسقي نَقِيع الصَّبْر.
أبيذيميا قَالَ أَصْحَاب الذبْحَة إِذا تغير نفسهم فَصَارَ قَصِيرا فَهُوَ عَلامَة محمودة لِأَنَّهُ لضيق حَنَاجِرهمْ لَا يقدرُونَ أَن يدخلُوا هَوَاء كثيرا إِلَّا فِي زمَان طَوِيل فَيكون لذَلِك نفسهم طَويلا فَإِذا قصر نفسهم دلّ على رُجُوع الْآلَات إِلَى الْحَال الطبيعية قَالَ وَيجب أَن تكون الْأَدْوِيَة فِي أَوَائِل هَذِه الْعلَّة إِلَى الْقَبْض أميل وَفِي آخرهَا التَّحْلِيل وَلَا تكون صرفة فِي حَال وَفِي الأبتداء أَيْضا يجب أَن يكون مَعَ القوابض شَيْء من تَحْلِيل وَلَا بِآخِرهِ يجب أَن تكون محللة صرفة بل يكون مَعهَا شَيْء من الْقَبْض اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يزمن فَعِنْدَ ذَلِك تحْتَاج إِلَى محللة صرفة وَكَذَا إِذا لم يُمكن لضعف الْقُوَّة الفصد فَهَذَا هُوَ التَّدْبِير بِعَيْنِه وَأما الأغذية فَيجب أَن تكون إحساء ثمَّ بالمواضع وَلَا تنيلكها وَتقوم لَهُ مقَام الضماد وَإِذا كَانَ الورم عَظِيما فَلَا تقتصر على الْأَدْوِيَة من دَاخل حَتَّى يضمد من خَارج وَلَا يسْتَعْمل المَاء الْحَار عَلَيْهِ أَولا وَلَا الاستحمام وَأكْثر من ذَلِك فِي انحطاط وَلَا تقرب الشَّرَاب الْبَتَّةَ فَإِن شرب النَّبِيذ شَرّ شَيْء للأورام وَإِذا خرج الشَّرَاب من المنخرين فَهُوَ فِي الخوانيق نزل على غَايَة ضيق المبلع والهلاك قريب قَالَ وَإِذا خرج لصَاحب الذبْحَة ورم فِي جنبه الْمُقَابل للناحية كَانَ بذلك انحلال مَا بِهِ.
(1/494)
أبيذيميا قَالَ إِذا درت عروق الصدغين فِي الذبْحَة فقد قَارب الاختناق وَيدل ذَلِك مِنْهُم على غَايَة الامتلاء.
انطليس وبولس فِي اللهاة قد تسيل إِلَيْهَا رطوبات من الرَّأْس فتسترخي وتستطيل وترم وتمنع النَّفس وَرُبمَا امتدت وَلم تقدر على الرُّجُوع إِلَى موضعهَا واقطع هَذِه ضَرُورَة وتعرف هَذِه من الْأَزْمَان من أَن الورم ينقص وَيذْهب عَنْهَا وَلَا تنقص هِيَ وَترجع إِلَى مَكَانهَا قَالَ وَالَّتِي تكون)
طَوِيلَة رقيقَة شبه ذَنْب الْجَرَاد راكبة اللِّسَان لَيست بالحمراء وَلَا سَوْدَاء فَإِن قطعتها خطر وَقد تقطع وتكوى بأدوية مرحقة وَالْقطع خير وأصوب للَّتِي لَا خوف مِنْهَا وأترك قدر أَصْلهَا الطبيعي وتقطع الْبَاقِي وَإِيَّاك أَن تقطعها من الأَصْل عِنْد الحنك لَا تضر بالصوت ويهيج انفجار الدَّم والكي أَن يوضع الدَّوَاء فِي قالب وَيقبض على اللهاة ويمسك سَاعَة حَتَّى يعلم ثمَّ يُعَاد ذَلِك حَتَّى يسود فَإِذا اسودت فَإِنَّهَا تسْقط بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَاحْذَرْ أَن يبلع شَيْئا من هَذَا الدَّوَاء فَإِن وَقع فِي الْفَم مِنْهُ شَيْء تركت لعلاج ألف ألف تياذوق قَالَ إِذا أردْت أَن تقطر فِي حلق صَاحب الذبْحَة فليفتح فَاه وليدلع لِسَانه واغمز لِسَانه إِلَى أَسْفَل ثمَّ انْظُر قَالَ وينفع أَكثر من نفع سَائِر الْأَدْوِيَة أَن يُؤْخَذ رجيع صبي ورجيع كلب ورماد الخطاطيف ورماد السراطين يسحق الْجَمِيع ويتغرغر بِهِ بِمَاء الْعَسَل اَوْ يتغرغر بدواء الحرمل.
ابْن سرابيون أَصْحَاب الخوانيق إِذا صعبت الْعلَّة تكون أفواهم مَفْتُوحَة وَلَا يقدرُونَ على البلع وَمَتى أكْرهُوا عَلَيْهِ خرج من الْأنف وَيكون صَاحب هَذِه الْعلَّة اغن وَمن خرج من فِيهِ زبد فَلَا علاج لَهُ فافصد القيفال أَولا وَأخرج من الدَّم عشرَة دِرْهَم كل سَاعَة إِلَى الْيَوْم الثَّالِث لِأَن هَذَا النَّحْو يقْلع الفضلة بعده وَلَا يسْقط الْقُوَّة وَأَيْضًا قَالَ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَؤُلَاءِ من إِخْرَاج الدَّم كثيرا وَلَا يُمكن أَن يخرج ضَرْبَة لِأَنَّهُ يغشى عَلَيْهِم ويحتنقون وهم ضعفاء لِأَن غذاءهم يقل فَإِن بَقِي الوجع مَعَ ذَلِك فافصد عرقي اللِّسَان وهما اللَّذَان تَحت اللِّسَان من ذَلِك الْيَوْم وَلَا تؤخره إِلَى الْغَد فاحقن بحقنة حادة لكَي تجذب الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل وَإِذا لم تكن حمى فِيمَن شَحم الحنظل والتين والنخالة والقنطوريون والبورق وَالسكر ودهن حل وَإِن كَانَت الْحمى فليّن بطونهم بِخِيَار شنبر قد حل فِيهِ عدس مقشر وخشخاش لِأَنَّهُ يمْنَع الْمَادَّة وَيمْنَع النَّوَازِل ثمَّ اسْتعْمل الغراغر القابضة كطبيخ الْورْد والجلنار وعنب الثَّعْلَب فَإِذا جَاوَزت الْمدَّة وَجَاء الِانْتِهَاء فاطرح محللة مَعَه وَإِذا كَانَ بآخلاه فَاسْتعْمل طبيخ التِّين وطبيخ أكليل الْملك وَاللَّبن وَالْخيَار شنبر المروق بطبيخ النخالة وَأقوى من هَذِه مَاء الْعَسَل الَّذِي قد طبخ فِيهِ فوتنج وَإِن بَقِي بعد هَذَا شَيْء فداوء الحرمل ودواء قثاء الْحمار ودواء الخطاطيف والكرنب وخرؤ الْكَلْب وَالنَّاس وَمَتى هاج من هَذِه فِي الْحلق خشونة ووجع فغرغر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب بِلَبن حليب
(1/495)
قَالَ إِن حدث فِي اللهاة ورم وَلم يكن ملتهباً انْظُر فَإِن كَانَ الْفضل الَّذِي ينصب إِلَيْهَا كثيرا فَاسْتعْمل المائعة باعتدال كطبيخ)
السرو وَالْمَاء والخل وَرب التوت وَإِن كَانَ ورماً حاراً فغرغر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَقد يدْخل فِي بعض الْأَدْوِيَة المحللات واحذرها إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلياً وارفع اللهاة بمغرفة الْميل وَتَكون على الغرفة الْأَدْوِيَة القابضة والمحللة ويجذب فِي ذَلِك إِلَى خَارج وَليكن رَأس المغرفة على خطّ مُسْتَقِيم والدواء جلنار جزؤ شب نصف جزؤ كافور عشر وَقد ينفع النوشادر فَإِن نفدت اللهاة من الأِياء الشَّدِيدَة الْقَبْض فَاسْتعْمل نشا وَكَثِيرًا وصمغ وغرغر بِمَاء الشّعير وَمَاء النخالة والطلا المفتر فَإِذا انْتهى الورم فاخلط ألف ألف بهَا سَعْدا وزعفراناً وفقاح الْإِذْخر واشنه فَإِذا دق أصل اللهاة وَعظم رَأسهَا وأسود فقاطعها بعد أَن لَا يكون الْجِسْم ممتلياً وَالزَّمَان لَيْسَ بحار فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك ناله نزف عَظِيم وَعند ذَلِك احتل بعلاجات أخر.
الذى بِهِ مُدَّة تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي لَا يُمكن أَن يتغذى فِيهَا فَإِنَّهُ إِن كَانَ قَوِيا وَجلسَ مَكَانا بَارِدًا أمكن أَن يحي عشْرين يَوْمًا وَإِن لم يَأْكُل الْبَتَّةَ وأكب أَنْت بالعلاج على الْحلق بالغرغرة بالخردل والفوتنج والسكنجبين والبورق وَنَحْوه فَإنَّك لَا تديم ذَلِك يَوْمَيْنِ أَلا توسع الْحلق وَأما من افصد وأسرف عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِن لم يغتذ ثَلَاثَة أَيَّام بعد ذَلِك مَاتَ الْبَتَّةَ. فَلذَلِك أرى أَن تتركه الْبَتَّةَ فِي الْأَبدَان الضعيفة واعمل على أَن لَا يتَحَلَّل من الْجِسْم شَيْء ليقوي على ترك الْغذَاء وأصرف عنايتك إِلَى مَا يحلل الورم بالأشياء الحارة والقوابض وَغَيرهَا إِذا جمعت كَانَتَا أقوى من المفردة وارفعها بالأدوية الْيَابِسَة بمغرفة الْميل كالعفص والجلنار وَفِي دفعك لَهَا مدها إِلَى من خَارج قَلِيلا مَعَ غمزك لَهَا إِلَى فَوق وَإِيَّاك وعلاجها بالقوابض الحادة فَإِنَّهَا تهيج وَهِي كالقنت وَنَحْوه وَتثبت وَانْظُر فِي مِقْدَار عظم ورمها وَمِقْدَار حَرَارَتهَا وَمِقْدَار مَا يسيل مِنْهَا وَمِقْدَار امتلاء الْجِسْم ثمَّ اجْعَل أدويتك بِحَسب ذَلِك فَإِنَّهُ رُبمَا احْتِيجَ أَن يخلط بأدوية مسكنة للوجع بِسَبَب شدته وَرُبمَا احْتِيجَ أَن تخلط أدوية محللة مَعَ المائعة من أول الْأَمر لِكَثْرَة مَا
(1/496)
ينصب قَالَ والحلتيت نَافِع من ورمها نفعا عَظِيما إِذا صلب وَعتق ورم اللهاة فِي آخر الْأَمر والعفص والشب من جيد الْأَدْوِيَة فِي أول الْأَمر.
ارجيجانس يصلح للأورام فِي الْفَم والنغانغ واللهاة وَالْحلق الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام والهدو والغراغر القابضة كالخل الممزوج بِمَاء طبيخ الْورْد وَنَحْوه والسماق وَالرُّمَّان والخل الفاتر جيد للحنك جدا. ج اسْتعْمل الْملح فِي آخر الْأَمْرَاض لَا فِي أَولهَا لِأَنَّهُ مُحَلل.)
أرجيجانس مِمَّا يعظم نَفعه للخوانيق أَن يصب فِي أُذُنه دهن لوز ويضمد خَارِجا بأضمدة من بزركتان وحلبة ودقيق شعير فَإِن زَاد ورم النغانغ ألف ألف يُرِيد أَن يجمع فاعنه على ذَلِك بالغراغر الدائمة الَّتِي لَا يفتر بطبيخ التِّين أَو بِمَاء الْعَسَل فَإِن صعبت الخوانيق فكاد العليل يختنق فاحقن بحقنة قَوِيَّة والفصد من الْيَد وعلق المحاجم على الْقَفَا وَتَحْت الذقن مَعَ شَرط وَاسْتعْمل التمكيد والتضميد اسْتِعْمَالا متواتراً فَإِن لم يبرأ بِهَذِهِ فافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَالَّتِي فِي الماق وَالَّتِي فِي الْجَبْهَة وأطل الْحلق بمرارة الثور وعصارة قثاء الْحمار والقنطوريون بالخل الثقيف يطلي عَلَيْهِ ورماد الخطاطيف واشو الخطاطيف وأطعمهم فقد قيل إِنَّهَا تسكن الوجع من أبوليوس للهاة المسترخية عفص أَخْضَر جزءان شب ونوشادر من كل وَاحِد جُزْء أجمع وأدفع بهَا اللهاة بمغرفة الْميل مسع جذب إِلَى خَارج لَا يسْتَعْمل النوشادر فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وَمَا دَامَت اللهاة حمراً لِأَنَّهُ قوي التَّحْلِيل إِذا كَانَ بآخرة فَإِنَّهُ صَالح.
الثَّالِثَة من الأخلاط مَرِيض بِهِ خناق وقوته قَوِيَّة فَبعد الفصد الَّذِي يبلغ بِهِ الغشي اسْتعْمل الضمادات المسكنة للوجع الَّتِي ترطب أَولا ثمَّ بِآخِرهِ الَّتِي تجفف وتجد الْفضل المحتبس فِي الورم إِلَى خَارج من دَاخل.
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة القرحة فِي الْحلق مَعَ حمى يدل ردي فَإِن انضاف مَعَ ذَلِك دَلِيل آخر من الدّلَالَة الرجية الموصوفة فِي تقدمة الْمعرفَة فالمريض بِسوء حَال لِأَن
(1/497)
حُدُوث قرحَة مَعَ حمى يجل على أَن خلطاً حاراً فِي الْبدن ردياً وهيج الوجع مَتى يلقِي شَيْئا وَيزِيد فِي الْحمى وَإِن كَانَ مَعَه دَلِيل ردي هلك قَالَ أردأ الذبْحَة واقتلها بِسُرْعَة مَا لَا يظْهر فِي الْحلق وَلَا فِي الرَّقَبَة شَيْء بَين وكل مَعَه وجع شَدِيد وضيق نفس منتصب وَهَذَا قد يختنق فِي الرَّابِع على الْأَكْثَر وَفِي الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث قَالَ إِذا فتح الْفَم وغمز اللِّسَان إِلَى أَسْفَل وَلم يتَبَيَّن غلظ هناكل وَلَا يتَبَيَّن خَارج الْعُنُق غلظ وَلَا شَيْء خَارج عَن الطبيعية وَمَعَ ذَلِك ضيق لانفس والورم فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويضطر العليل فِي التنفس أَن ينْتَصب رقبته وَيحدث فِي ذَلِك أَيْضا وجع أَشد فِي الورم الْحَار ويعظم يختنق وَإِمَّا الصِّنْف الَّذِي يتَبَيَّن فِي الْفَم إِذا غمزت اللِّسَان ألف ألف إِلَى أَسْفَل ورم وَحُمرَة فالورم هُنَاكَ أميل إِلَى فَوق وَلَيْسَ فِي عضل الحنجرة وَلذَلِك يعسر النَّفس فِي هَذِه أقل وَبِهَذَا الْمِقْدَار يتَأَخَّر قَتله عَن الأول لي حَتَّى يعظم هَذَا أيضاُ ويبلغ أَن ترم عضل الحنجرة وَرُبمَا منع النَّفس الْبَتَّةَ وَإِمَّا الذبْحَة الَّتِي تكون مَعهَا الْحمرَة والورم فِيهَا بَينا حِين فتح الْفَم وتحمر)
مَعَه الرَّقَبَة والصدر فَأَبْطَأَ مُدَّة وَأُخْرَى أَن سلم مِنْهَا إِذا كَانَت الْحمرَة الَّتِي فِي الرَّقَبَة والصدر وَلَا تغور إِلَى دَاخل.
قَالَ. ج أردأ أَصْنَاف الذبْحَة إِذا كَانَ لَا يُمكن فِيهَا إِلَّا أَن تنتصب العليل مَا كَانَ الوجع فِيهَا شَدِيدا وَلم تظهر حمرَة فِي الْحلق وَلَا الرَّقَبَة وَلَا عرض يتَبَيَّن للحس وَأَقل أصنافها رداءة الَّتِي لَا يعسر مَعهَا النَّفس وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا مَعَ تورم الْحلق والرقبة وحمرتها فَأَقل الْأَصْنَاف شرا الَّتِي لَا يكون فِيهَا ألم شَدِيد وَلَا عسر نَفسه فَإِن فِي هَذِه الذبْحَة الحنجرة سليمَة وَإِنَّمَا الورم فِيهَا فِي الْحلق أَو الرَّقَبَة أَو فيهمَا وَالْغَالِب على الْخَلْط الْمُحدث لهَذِهِ الذبْحَة فِي الْحلق لمرار وَالدَّم فَأَما الورم الرخو البغلمي فَإِنَّهُ إِذا حدث فسليم وبرؤه سريع وَلَا تكون عِلّة حداة سريعة.
من ظَاهر الْعُنُق إِلَى بَاطِنه وَلم يحدث شَيْء من هَذِه بل ازْدَادَ ذَلِك الوجع وضيق النَّفس فقاتل والأجود أَن يكون فِي الخوانيق والخراجات فِي الْعُنُق أَن يمِيل الْمَادَّة إِلَى خَارج لَا إِلَى دَاخل لِأَنَّهَا إِمَّا أَن تخنق إِذا قويت وَلم تنضج أوتورث تقيحاً إِذا نَضِجَتْ لِأَن الْمدَّة تسيل إِلَى قَصَبَة الرية.
فِي أمراض اللهاة اللهاة مَا دَامَت حمراً عَظِيمَة فبطها أَو قطعهَا خطر لِأَنَّهُ يتبع ذَلِك
(1/498)
أورام عَظِيمَة وانبعاث دم لَكِن يجب مَا دَامَت هَكَذَا أَن تضمد بأدوية فَإِذا ضمدت وَصَارَ طرفها أعظم وَأَغْلظ وأميل إِلَى الكمدة وأعلاها أرق فَفِي ذَلِك الْوَقْت ثق بِالْقطعِ والأجود أَن يَدُوم علاجها فِي هَذَا الْوَقْت أَيْضا بعد استفراغ الْبَطن فَإِذا فعلت قطعت حِينَئِذٍ.
قَالَ ج اللهاة الوارمة ورماً حاراً قطعهَا وبطها خطر مَا دَامَت ورامة لإنه يهيج انبعاث دم شَدِيد فَإِذا ضمدت فاقطعها حِينَئِذٍ وخاصة إِن انحدرت الطبيعة قبل ذَلِك بِكَثِير واحذرها الطّيب.
الثَّانِيَة من الْفُصُول الذبْحَة الْحَادِثَة فِي الخريف مرارية والربيعة بلغمية.
الرَّابِعَة مِنْهُ إِذا فتحت الْفَم وَرَأَيْت الْحلق لَا ورم فِيهِ وَعرض ألف ألف اختناق بغية فالآفة عِنْد ذَلِك إِنَّمَا هِيَ فِي الحنجرة فَقَط لِأَن الأختناق بغة إِنَّمَا تعرض من أجل الحنجرة والورم الْحَادِث فِي الرية لَا يختنق بَغْتَة بل لَا يزَال يتدبر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يختنق وَكَذَا الْمدَّة فِيهَا وَفِي قَصَبَة الصَّدْر أمره يطول وَلَا الورم أَيْضا فِي قَصَبَة الرية لِأَن فضاءها وَاسع وَهِي غضروفية لَا يُمكن الورم الْحَادِث فِيهَا إِلَى أَن يَنْتَهِي من الْعظم إِلَى مَا يملاها ويسدها فقدان تكون الحنجرة فَقَط)
يكون من أجلهَا الأختناق بَغْتَة لِأَن النَّفس فِيهَا ضيق والعضل الَّذِي فِي جوفها إِذا حدث فِيهِ ورم أمكن أَن يسد ذَلِك التجويف فيطلق طَرِيق النَّفس وحدوث الأختناق دَاخل الحنجرة من ورم حَار مَعَه وجع أَو من ورم صلب.
يبطل فيضيق لذَلِك مجْراهَا فَيحدث أختناق أَو لفرط يبس العضل الَّذِي فِي دَاخل الحنجرة فيتوتر كثيرا فيضيق لذَلِك مجْراهَا وَقد بيّنت هَذَا العضل أَي عضل هُوَ وَكَيف يغلق ويسد الحنجرة فِي كتاب الصَّوْت. ج إِذا عرض للأسنان أَن يمْتَنع عَلَيْهِ البلع وَلم يظْهر ورم لَا فِي دَاخل الْحلق إِذا فتح فَاه وَلَا فِي خَارجه فَإِنَّهُ قتال لِأَن الورم حِينَئِذٍ يكون إِمَّا فِي العضل المستبطن أَو ورم فِي نفس المري إِذا حدثت أورام هُنَاكَ رُبمَا مدت فقار الرَّقَبَة كَمَا يَد الورم تَحت السقب فقار الظّهْر فَيظْهر من ذَلِك تقطع فِي الْعُنُق وَالْفرق بَين الَّذِي يمِيل مِنْهُ الفقار إِلَى دَاخل وَغَيره التقطع وَاعْلَم أَن هَذَا إِذا رَدِيء جدا عسر العلامات لعسر الْوُقُوف على مَوضِع الْعلَّة وخاصة إِذا كَانَ فالج فِي العضل أَو يبس أَو زَوَال الخرز فَهُوَ إِذا قَاتل وَاعْلَم أَن
(1/499)
الْمضرَّة الْحَادِثَة الْمَانِعَة للنَّفس أُوحِي قتلا من الْمَانِعَة للبلغ بِقدر عظم الْحَاجة إِلَى النَّفس إِذا كَانَ البلغ قد امْتنع وَالنَّفس بِحَالهِ وَالْعلَّة ألف طرف المري وَيُمكن أَن يحدث فِي طرف المري ورم عَظِيم يمْنَع النَّفس وورم عَظِيم فِي طرف الحنجرة وَيمْنَع البلع وَإِمَّا غير الطّرف من المري وقصبة الرية أَعنِي أوساطها فَلَا لِأَنَّهُ لَا يحدث فالمري ورم يغمز على قَصَبَة الرية حَتَّى يضيعها وَلَا يدخلهَا هَوَاء مِنْهُ وَأُخْرَى أَلا يحدث إِلَّا فِي قَصَبَة الرية مثل هَذَا. الْخَامِسَة ألف ألف من الْفُصُول من إِصَابَته ذبحة فنضجت وافضت الْمدَّة إِلَى رُتْبَة فَإِنَّهُ يختنق فِي سَبْعَة أَيَّام فَإِن تخلص نفث الْمدَّة.
السَّادِسَة من الْفُصُول إِذا ظهر الورم خَارج الْعُنُق فِي صَاحب الذبْحَة فَهُوَ مَحْمُود لِأَن انْتِقَال الْعلَّة من بَاطِن إِلَى ظَاهر أَجود لي بالضد إِن غَابَ من خَارج إِلَى دَاخل الورم أَو الْحُرْمَة فرديء.
السَّابِقَة من الْفُصُول إِذا عسر البلع وَلم يتَبَيَّن ورم من دَاخل عِنْد فتح الْفَم فتحا شَدِيدا أَو لطا اللِّسَان باللحى الْأَسْفَل لطاً شَدِيدا فالعلة فِي تِلْكَ الْحَال فِي الطَّبَقَة الْبَاطِنَة من طبقتي المري الَّتِي تستبطن أَيْضا الحنجرة وَهِي مُشْتَركَة لما وَقد بيّنت أَن الْمعدة تجتذب تِلْكَ الطَّبَقَة إِلَى أَسْفَل عِنْد نُفُوذ الطَّعَام من الْفَم ويجذب تِلْكَ الطَّبَقَة الحنجرة إِلَى فَوق فنسيلها فاذاً عظم ورم فِي الحنجرة فِي)
تِلْكَ الطَّبَقَة رُبمَا لم توات الْمعدة أصلا عِنْدَمَا يجذبها إِلَى أَسْفَل وَرُبمَا وأتتها بعسر وَلذَلِك مَا لَا ايبلع صَاحب هَذِه الْعلَّة الْبَتَّةَ فَإِن بلع فِي الندرة فبعسر شَدِيد.
من الفصد من تعتريه الخوانيق فِي الرّبيع ... فَإِن لم يظْهر بِهِ امتلاء وأبلغ الفصد فِي الأبتداء القيفال فَإِن أزمن فالعروق الت تَحت اللِّسَان وَهَذَا فِي جَمِيع الأورام الَّتِي فِي فضاء الْفَم.
من الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ خوانيق فتغيرمؤخر عُنُقه عَن مِقْدَار حمرته فابيض وعرق إبطه فأربيت عرقاً بَارِدًا مَاتَ من يَوْمه أَو من غَد.
من كتاب العلامات. الخوانيق ضَرْبَان بورم أَو بِلَا ورم وَالَّذِي بروم يكون مَعَ ورم اللوزتين أَو اللهاة أَو طرف قَصَبَة الرية ويضيق النَّفس ويتحرك الْقَيْء فَإِذا فتح فَاه وَأدْخل إصبعه جست هَذِه الْأَعْضَاء جاسية جدا فَإِذا اشْتَدَّ الوجع انتفخت الرَّقَبَة كلهَا وورم الْوَجْه وسال الرِّيق وَامْتنع البلع وَخرج اللِّسَان وَبَردت الْأَطْرَاف وَصغر النبض وأسرع وتقلب وَلم يضطجع واستروح إِلَى الأنتصاب وَالَّذِي بِلَا ورم يعَض فِي الرَّقَبَة هزال وتمدد وَلَا يقدر
(1/500)
يميلها فِي الجوانب ويكمد لون الْوَجْه وتغور الْعين وتمتد جلدَة الْجَبْهَة وَيكون اللَّوْن رصاصياً ويضيق النَّفس ويعرض فِي الرَّقَبَة ونواحيها حكاك فَإِن عرضت لَهُ حمرَة فِي الرَّقَبَة وأقامت فَهِيَ عَلامَة جَيِّدَة وَإِن غارت بِلَا سَبَب وَبَطلَت كَا ذَلِك رديئاً.
الْحَادِيَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قوم كثير قطعت لهواتهم فاستقصى الْقطع من الأَصْل أضرّ ذَلِك بأصواتهم وَمَعَ ذَلِك كَانُوا يحْمُونَ الْهَوَاء الَّذِي يستنشقونه بَارِدًا شَدِيدا فيتأذون بِهِ حَتَّى إِن كثيرا مِنْهُم ناله من ذَلِك برد مقرط فِي صَدره وريته وَمَا لذَلِك فَلَا يجب أَن تقطع من أَصْلهَا بل أترك من أَصْلهَا شَيْء.
الثَّانِيَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا الحنجرة طرف قَصَبَة الرية وطرف المريء يتَّصل بهَا ألف ألف خلفهَا إِلَى نَاحيَة الْقَفَا وَخلف المريء العضل الَّذِي يثني الرَّقَبَة إِلَى قُدَّام مُتَّصِل المريء مَمْدُود على بَاطِن بالفقار كُله فَإِذا فتحت الْفَم نعما وغمزت اللِّسَان ظهر لَك طرف الحنجرة والمريء فَمَتَى فتحت الْفَم فِي الذبْحَة جدا وغمزة اللِّسَان أَسْفَل وَلم يتَبَيَّن لَك ورم فالورم فِي العضل الَّذِي فِي دَاخل الحنجرة أَو فيمايلي ذَلِك الْموضع من المريء أَو فِي العضل الَّذِي من وَرَاء المريء ويتصل بهبذا العضل الَّذِي من وَرَاء المريء رباطات تنْبت من فقار الرَّقَبَة وأعصاب تنْبت من النخاع تَنْقَسِم فِيهِ قَالَ جذبت إِلَيْهَا الفقارات والنخاع فينخفض لذَلِك خَارج الرَّقَبَة ويتقصع حَتَّى ترى)
ذَلِك بِالْعينِ وباللمس وتوجع إِذا غمز ذَلِك الْمَكَان وَإِذا كَانَ الورم عِنْد الْفَقْرَة الثَّالِثَة الْمُسَمَّاة السّنيَّة وفوقها كَانَت عَظِيمَة الْخطر لقرب ذَلِك النخاع من الدِّمَاغ فَلَا يُؤمن مَعَه التّلف بِسُرْعَة وَإِذا كَانَ هَذَا الْموضع فَهُوَ اسْلَمْ وَإِذا لم ترم الغدد فِي مثل هَذِه الْعِلَل فتدل على أَنَّهَا بغلمية وَلَيْسَت دموية وَلَكِن هِيَ من أخلاط بَارِدَة لزجة وَكَذَا عدم الوجع أَو قلته تدل على أَن الْعلَّة بلغمية لَا دموية وَقد يظْهر فِي هَذِه الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان شَدِيد الأمتلاء وَمن بِهِ فِي المريء ذَلِك لَا يزدرد شَيْئا فَإِن استكره نَفسه خرج من أَنفه وَقد يكون ذَلِك لضغط الورم الَّذِي فِي العضل الَّذِي خلف المريء وَإِذا لم يكن مَعَه ضيق نفس فَإِنَّهُ لم تنَلْ الحنجرة فِي نَفسهَا وَلَا فِيمَا يجاوزها وَرُبمَا لم يكن فِي الحنجرة ورم إِلَّا أَن ورم المريء يضيقها وَهَؤُلَاء يضيق نفسهم لغمز المريء على بَاطِن قَصَبَة الرية وَإِذا كَانَ الورم فِي العضل الَّذِي خلف المريء لم يضق النَّفس إِلَّا عِنْد البلع فَقَط.
أما إِذا كَانَ على الْوسط والفقار بِالسَّوِيَّةِ فَلَا يكون وَذَلِكَ أَن العصب إِنَّمَا يخرج من جَنْبي الفقار فَإِذا حدث الورم قبالة جَانِبه مد ذَلِك الْجَانِب مدّاً عنيفاً وضغط
(1/501)
النخاع وَشد الفقار المائل وَأكْثر ذَلِك لقُوَّة فِي الْوَجْه وَإِلَى الْيَد فَقَط فَأَما إِلَى سَائِر جَمِيع الْجِسْم فَلَا لِأَن العصب النَّابِت من الْوَجْه يَنْقَسِم النَّفس الْوَجْه وَالْيَدَيْنِ.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا فِي ورم الْحلق أَولا الفصد والأدوية القابضة ثمَّ اخلط بهَا بعد ذَلِك قَلِيلا مَا فِيهِ تَحْلِيل ثمَّ يُزَاد فِي لمحللات فَإِن أزمن وَطَالَ إِلَى صلابة وجساءة المحللة فَقَط فَإِن لم تَوَاتر الْقُوَّة للفصد فالأدوية الَّتِي تكون اسْتِعْمَالهَا على هَذَا وَفِي انحطاط الْعلَّة اسْتعْمل الشَّرَاب وَالْحمام بِالْمَاءِ الْحَار وتطل المَاء الْحَار عَلَيْهِ والأضمدة المحللة ولتكن الأغذية إحساء من أَشْيَاء نافعة وَفِي الأبتداء الْمَانِعَة وَفِي الأنتهاء المحللة ألف ألف وَاقْتصر على شرب المَاء إِلَى السَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا الأورام الَّتِي فِي النخاع النغنغ وَمَا يَليهَا من جَانب الحنك قد تغمز إِلَى مَا بَين الناحيتين بعد أَن تطلى الْأَصَابِع الَّتِي تغمز بهَا بِبَعْض الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة من هَذِه الأورام وَذَلِكَ أَن هَذِه اللحمة رخوة اسفنجية تسرع إِلَى قبُول الْفضل وتنتفخ وتجتمع فِيهَا رُطُوبَة بلغمية إِذا ورمت فَلهَذَا صَار انغمز المعتدل بالأصابع يَدْفَعهَا ويلطيها بأصولها كَمَا تفعل الْأَدْوِيَة القابضة فَنحْن نستعمل القابضة والغمز مَا دَامَ الورم فِي ابْتِدَائه وَاسْتعْمل مَعَ الْخمر رب التوت وَمَا هُوَ أَشد قبضا مِنْهُ فَإِذا تطاولت الْعلَّة ونضج الورم وَكَانَت الغدة مَمْلُوءَة رُطُوبَة خلطنا فِي رب)
التوت بروقاً أَو رغوته أَو ملحاً أَو كبريتاً شَيْئا قَلِيلا أَو غير ذَلِك مِمَّا فعله التَّحْلِيل واللذع وجذب البلغم الزجاجي قَالَ فَأَما من كَانَ الورم فِي الْحلق نَفسه فَلَا تسْتَعْمل من الْأَدْوِيَة مَا هَذِه حَاله وَلَا الغمز وَلِهَذَا يخطيء الْجُهَّال فيتسعملون هَذَا العلاج حَيْثُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويظنون أَن جَمِيع هَؤُلَاءِ يضرهم الغمز.
بِمَا يجلب البلغم كثيرا والفصد من الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِذا درت الْأَوْدَاج والصدغان وعروق الْجَبْهَة وعروق الْوَجْه وَلم يكن العليل يتنفس إِلَّا منتصباً فقد شَارف الأختناق وَإِطْلَاق الْبَطن لَهُم نَافِع جدا والفصد أبلغهَا نفعا.
الْيَهُودِيّ قَالَ ج الخوانيق خَمْسَة اضْرِب إِمَّا أَن يكونفي قَصَبَة المريء من داخلها ورم حَار أَو فِي طرف قَصَبَة الرية من داخلها ورم حَار أَو فِي طرف قَصَبَة الرية من داخلها أَو بالعضل الْمُحِيط بِهَذَيْنِ من خَارج أَعنِي اللَّحْم الَّذِي يمد بَين هَذِه أَو لتداخل الفقارات والأولان أعظم بلية وَلَا يدْخل شَيْء الْبَتَّةَ فِيهِ وَالثَّالِث وَالرَّابِع أوسع وَأَقل بلية وَالْخَامِس شَرها كلهَا ويعرض إِذا ورم عضل الْحلق ورما
(1/502)
شَدِيدا يحدث لذَلِك التمدد للفقار قَالَ وَيكون الورم فِي هَذَا الْموضع دموياً أَكثر وبلغمياً وصفراوياً أَيْضا وَلَا يكون سوداوياً لِأَن الذبْحَة أسْرع وورم السَّوْدَاء يكون بطيئاً وعلامة الدموي امتلء الْوَجْه والحمرة نَحوه والتدبر الْمُتَقَدّم أَن يتنخع صديداً دموياً ويجد طعم الشَّرَاب الحلو فِي فَمه وَعند ذَلِك افصده والصفراوي يجد عطشاً وحرارة أَكثر ويجد فِي حلقه مضضاً وحرفة كحرفة الْأَشْيَاء الحريفة والخل الحاذق فَلَا تفصد لي هَذَا غلط وَقَالَ وَإِذا كَانَ بلغمياً كَانَ أَكثر مِنْهُ وأحس بِهِ ألف ألف رخواً وَيكون طعم الْحلق كالملح لِأَنَّهُ من بلغم مالح قَالَ الْيَهُودِيّ بعد ذَلِك وَأفضل علاج الخوانيق الَّتِي من دم وصفراء الفصد ثمَّ خِيَار شنبر والحقنة ويعالج أَولا بسماق وَورد وجلنار وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَرب التوث وَنَحْوهَا وَفِي الِانْتِهَاء بطبيخ الطين وَالْخيَار شنبر وَاللَّبن الحليب الْحَار وَنَحْوهَا وَفِي الصعُود بالحراة اللطيفة كالثوم والحلتيت وعصير الكرنب وَالْعَسَل والفلفل والدارصيني ينفع فِي سكنجبين وَفِي مَاء الْعَسَل ويتغرغر بِهِ دَائِما وَمن النثورات الْورْد والجلنار والماميثا والحضض وَنَحْوهَا وَقَلِيل كافور وَفِي الِانْتِهَاء خرؤ الْكَلْب وخطاطيف محرقة ونوشادر وكندر وَمر ينْفخ مِنْهُ لي بعد الْفَرَاغ من الغرغرة وَقَالَ إِذا عسر بلع المَاء على الْمَرِيض فاغمز أكتافه غمزاً شَدِيدا فَإِنَّهُ يَتَّسِع المجرى وَينزل المَاء.)
أهرن نفوخ ينْفخ فِي الْحلق فِي ابْتِدَاء الذبْحَة ببزر الْورْد وسماق وعدس مقشر واهليلج أسود وهال وقافلة وكبابة من كل وَاحِد جزؤ عاقرقرحا نصف جُزْء طباشير عصير السوس ونوشادر ربع جُزْء ينْفخ فِي الْحلق.
الطَّبَرِيّ قَالَ أبقراط يعرض من الذبْحَة حمّى وضيق مبلع قَالَ وَمن كَانَ نَفسه متواتراً وصوته قد بَطل أَو دق أَو ضعف فَإِن خرز رقبته سَاقِطَة والموجعة مِنْهُ الْحمرَة والفغتموني وأشدها وجعاً الفلعموني والبلغمي وَجَعه يسير.
أبقراط قَالَ صنع على الخرزة الثَّانِيَة إِلَى الأولى محجمة وَإِذا ضغط الْحلق الورم جدا وجف الرِّيق أدخلت فِي الْحلق ريشة أَو قَضِيبًا قد رضَ وعوج ملفوفاً عَلَيْهِ خرق فَإِنَّهُ ينقي البلغم ويلطي الورم وغرغر آخرا بطبيخ الفودنج وَإِذا عتق فبالحتيت وَالدَّار صيني لي نفوخ فِي الْحلق فِي حَال الشدَّة عذرة صبي يَأْكُل ترمساً وخرء كلب أَبيض وخطاطيف محرقة ونوشادر وَيحْتَاج أَن يدمن فِي الثوم مَرَّات عِنْد خوف الأختناق وَفِي الأبتداء يُؤْخَذ عفص فج وأقاقياً وسماق وَورد
(1/503)
نفوخ جيد نَافِع من الورم إِذا أردْت تَحْلِيله زبيب أسود بِلَا عجم وحلبة مغسولة وَشَيْء من فوتنج أطبخه وصف مَاءَهُ وحلّ فِيهِ حلتيتاً وغرغره.
آخر وَهُوَ لطيف نَافِع مَاء الهندباء يحلّ فِيهِ خِيَار شنبر ويغرغر بِهِ آخر يطْبخ الحلبة بِمَاء الْعَسَل ويتغرغر بِهِ.
أهرن إِذا حدث فِي المري ورم فِي طرفه من دَاخل أَو فِي طرف قَصَبَة الرية من دَاخل كَانَ صعباً رديئاً فِي المبلع وَهَذَا فِي التنفس وَإِذا حدث فِي العضل المطيف بِهَذَيْنِ فَهُوَ أَشد والمبلع والتنفس والكائن فِي دُخُول فقار الرَّقَبَة رَدِيء جدا وَتَكون الأورام فِي هَذَا الْموضع من جَمِيع الأخلاط خلا السَّوْدَاء لِأَنَّهُ لَا يكون ألف ألف إِلَّا بطيئاً قَلِيلا وَالدَّلِيل على كل ورم مَا تخصه من العلامات فعلامة الفلغموني امتلاء الْعُرُوق وَحُمرَة الْوَجْه وَالتَّدْبِير المولد لذَلِك ويجد فِي طعم فَمه طعم الشَّرَاب والحمرة ويجد كرباً وعطشاً وَكَانَ فِي حلقه خلا حاذقاً وعَلى البلغمي بسيلان اللعاب وبطول اللِّسَان وَكَانَ فِي الْفَم ملحاً وعلاجه أَولا الفصد والإسهال والغرغرة والتجّوع.
نثور جيد للورم الْحَار فِي الْحلق ورد وطباشير وبزر رجلة وعفص سماق قاقلة سكر ينْفخ مِنْهُ فِي الْحلق لي بزر الْورْد سماق جلنار كَافِر يسير ينْفخ فِيهِ.
غرغرة جَيِّدَة تطبخ أصُول السوسان وكبابة المَاء ويغرغر بِهِ وغرغر أَصْحَاب الورم الْحَار فِي)
الأبتداء بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والورد والسماق وَفِي الصعُود بالطلا وَأَصْحَاب البلغم بالسكنجبين وبماء الْعَسَل وطبيخ المرزنجوش والفوتنج بِمَاء الْعَسَل فِي آخر الْأَمر.
نثور للورم إِذا أزمن وَطَالَ دَار صيني فلفل حلتيت يسحق وينفخ مِنْهُ قَلِيل قَالَ والخطاطيف المحرقة قَوِيَّة تحرق فِي تنور كثير الْجَمْر وَيَنْبَغِي أَن تذبح ويسيل دَمهَا على أَجْنِحَتهَا ثمَّ يذر عَلَيْهَا ملح وَيجْعَل فِي كوز مطيّن ويوثق رَأسه وَيجْعَل فِي التَّنور الْحَار جدا حَتَّى يَحْتَرِق.
حب آخر جيد عَن الأنتهاء مر نصف جُزْء أصل السوس جزءان حلتيت ربع جُزْء يعجن بعصارة كرنب أَبُو بعقيد الْعِنَب وَيجْعَل تَحت اللِّسَان وينفع من الأورام العتيقة فِي الْفَم إِذا لزم وَلم ينْحل فصد الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان فَإِذا خرج من الدَّم مَا يَكْفِي فغرغره بخل وملح وَمَا يوضع على اللهاة نَوْعَانِ من الْأَدْوِيَة مَا يقبضهَا ويرفعها كالعفص يسحق بخل
(1/504)
يُؤْخَذ مِنْهُ بريشة وَيلْزق على اللهاة أَو يسحق عفص بخل ويطلي على قرطاس وَيُوضَع على اليافوخ فَإِنَّهُ يسيل اللهاة وَمَا يقطعهَا كالحتليت والشب يَجْعَل على أَصْلهَا فَإِنَّهُ يقطعهَا ويطلي بِعَسَل أَو يتَّخذ صَاحبهَا بأعواد شب يقمع فِي فِيهِ فَإِنَّهُ يقبض اللهاة جدا أَو أحرق قصباً أَو خوصاً واغسل رماده بخل وَيجْعَل فِي المَاء شب وعفص وسماق ثمَّ يُغَرْغر بِهِ فَإِنَّهُ يقبض اللهاة أَو يلقى ملح فِي مخيض حامض ويتمضمض بِهِ وينفع من كل ورم غليظ فِي الْحلق واللهاة مَا جَاوز مِنْهَا عشرَة أَيَّام اهرن مِمَّا ينفع فِي ابْتِدَاء الخوانيق نفعا عجيباً رب خشخاش متخذ بالأشياء القابضة يتَّخذ رَطْل خشخاش وَعشرَة إرطال مَاء ألف ألف ينقع يَوْمًا وَلَيْلَة ويطبخ حَتَّى يصير رطلين ويصفي وَيجْعَل عَلَيْهِ أقاقياً سماق جلنار شَيْء من سكر يطْبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُعْطى مِنْهُ فَإِنَّهُ ينفع النَّوَازِل جدا.
بولس مَتى حدث ورم والنغانغ وتقيح فليغرغر بشراب الْعَسَل حَتَّى تنقى الْمدَّة والقيح ثمَّ يتغرغر بطبيخ عدس وَورد الورم لَا تمس اللوزتين بالأصابع فَإِن مست فلتسكن بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا.
للوزتين دق رمانة حلوة مَعَ قشرها وَخذ من عصارتها سِتَّة أَجزَاء وَمن الْعَسَل جزأ يطْبخ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويلطخ بِهِ اللوزتان وَلَا تمس اللهاة بالأصابع بِشدَّة بل يلطخ بريشة قَالَ وَإِذا حدث ورم فِي العضل فَإِنَّهُ يحدث إِمَّا فِي عضل المري وقصبة الرية الدَّاخِل أَو الْخَارِج أَو فِي الحنجرة الدَّاخِلَة أَو الْخَارِجَة يعرض مَعهَا ضيق النَّفس والوجع وَرُبمَا عرض جمر مَعَه وَحُمرَة فِي)
الْعُنُق وَالْوَجْه وتمدد ورم فَإِذا عرضت ذبحة من زَوَال فقار الرَّقَبَة إِلَى دَاخل من سقطة أَو ضَرْبَة فَلَا علاج لَهُ وَإِمَّا سَائِر أَصْنَاف الذّبْح فلتفصد فِيهِ على الْمَكَان وَأخرج من الدَّم فِي مَرَّات كَثِيرَة من غَد وَمن بعد غَد لأَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى استفراع دم كثير فَإِن خرج فِي مرّة وَاحِدَة غشي عَلَيْهِم فَإِن غشي عَلَيْهِم اختنقوا من ساعتهم لِأَنَّهُ يمْنَع ثبات الْقُوَّة عسر النَّفس فَإِن لم تسكن الْعلَّة فاقصد تَحت اللِّسَان أَو أشرط اللِّسَان نَفسه ولين الْبَطن بحقنة وانطل على الْأَطْرَاف مَاء حاراً وشدها جيدا أَو ضع على الْعُنُق صُوفًا مغموساً فِي زَيْت وغرغر بأَشْيَاء بَارِدَة وَإِذا لم تكن حِدة أَو كَانَ الِانْتِهَاء فاخلط فِي مَا تغرغر بِهِ نطروناً وشيئاً من كبريت أصفر فَإِن خلطت زبل الْكلاب بِعَسَل ولطخت بِهِ الورم نفع جدا وَكَذَلِكَ رماد الخطاطيف ودواء الحرمل وضع العلق على الذقن واحجم الذقن أَيْضا والنقرة وَاسْتعْمل الغرغرة بطبيخ السوس والصنوبر وَالشَّيْخ والإيرسا والطين والسداب فَإِن هَذِه كلهَا من الغراغر القوية أَو غرغر بخردل وسكنجبين فَإِن عرضت من هَذِه الْأَشْيَاء حِدة وحارة فِي الْحلق فأعطه دهناً حاراً وَليكن قَلِيلا وَمَاء الشّعير جيد وَلَا يَأْكُل شيأ الْبَتَّةَ إِلَّا مَعَ الْعَسَل إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَمن بعد الثَّالِث مَاء الشّعير وَمن بعد السَّابِع مخ الْبيض والأحساء اللينة.
وَطول الْعلَّة وَقدر الْغذَاء بِحَسب ذَلِك لِأَنَّهُ إِن كَانَت الْعلَّة حارة جدا
(1/505)
والعليل قوي فالأمتناع من الْغذَاء أصلا أَجود مَا يكون وبالضد قَالَ إِذا انحطت الْعلَّة فالحمام ومرّخ الْعُنُق بقيروطي قد شرب مَاء السداب.
من كناش الاسكندر يُغَرْغر فِي الخوانيق الصعبة بخل وَعسل وخردل مَجْمُوعَة فَإِن كَانَ ورم جاس فَإِن انفع مَاله دَوَاء الحرمل يغرغربه ويطلي من دَاخل وخارج قَالَ وَإِن خلطت ألف ألف فِي الدَّوَاء يعلم بالحرمل هَذِه الثَّلَاثَة لم تحتج إِلَى فصد وَلَا إسهال وَهِي خرء الْكَلْب وخرء صبي وعصارة قثاء الحماء من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف فِي كل أُوقِيَّة من الدَّوَاء قَالَ وَيَكْفِي أَن تعالج بزبل الْكَلْب وقثاء الْحمار وَإِذ امكنك فاطله وَإِذا لم يمكنك فانفخه فِي الْحلق بمنفاخ فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِن أردْت إِلَّا رجيع طعم فاطعم الْكَلْب عظاماُ يابسة قَلِيلا أَيَّامًا وَالصَّبِيّ خبْزًا وترمساً وَإِذا فصدته فَاخْرُج دَمه فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يعسر عَلَيْهِ لِأَنَّهُ مَتى غشي عَلَيْهِ هلك واختنق وَهُوَ يحْتَاج إِلَى إِخْرَاج دم كثير وَإِذا فصدته وَرَأَيْت الْعلَّة وَقْفَة فَلَا تدع فصداً تَحت اللِّسَان فِي ذَلِك الْيَوْم فَإِنِّي قد فعلت ذَلِك مَرَّات فَوجدت نَافِعًا وَمَعَ هَذَا فَلَا)
تسرف بالفصد فِي هَذِه الْعلَّة قَالَ وَإِذا كَانَ بِامْرَأَة وَكَانَ قد انْقَطع دم حَيْضَتهَا فافصد الصَّافِن وَكَذَا أَن كَانَ ذَلِك بعقب ذَلِك احتباس من بواسير فَإِنِّي قد فعلت ذَلِك فَوَجَدته بَالغا جدا والحجامة نافعة إِذا لم يكن الْجِسْم ممتلياً لإنه يجذب من تِلْكَ النواحي ويخف الاختناق قَالَ وليمرخ الْعُنُق بدهن وَيُوضَع عَلَيْهِ صوف بدهن أَولا ثمَّ اشياء تجذب بِقُوَّة قَوِيَّة إِلَى خَارج وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي آخر الْأَمر وارتبك الورم مثل النطرون والتين والكبريت وَغَيرهَا وَكَذَلِكَ يكمد فَإِنَّهُ يُوسع ويجذب إِلَى خَارج وَيحْتَاج إِلَى هَذِه ضَرُورَة إِذا تورم الْحلق وَهُوَ عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب ذَلِك الْخَلْط إِلَى خَارج فاغذه بِمَاء الْعَسَل بعد ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ انقله إِلَى مَاء الشّعير بعد ثَلَاثَة أَيَّام إِلَى سَبْعَة أَيَّام ثمَّ إِلَى مخ الْبيض والفراريج إِلَى تَمام الْعلَّة.
مَجْهُول ينفع من الخوانيق ويجففها التعطيس بالأشياء الحادة كالكندس وورق الدفلا والقسط.
شَمْعُون إِذا لم ترو ورماً ظَاهرا وَكَانَ العليل يضطرب وَلَا يقدر أَن يسيغ المَاء فاحجم الأخدعين وانتظر قَلِيلا واحجم على الرَّأْس محجمة وَاحِدَة وَأَن لبث بعد ذَلِك فصد القيقال وَأكْثر من إفراع الدَّم لعِلَّة يتَخَلَّص وَلَا يفتر من الغرغرة بِمَا يحلل وَلَا تَدعه ينَام الْبَتَّةَ وَقد تكون من أفراط ورم
(1/506)
اللهاة خوانيق رَدِيئَة وينفع من اللهاة والخوانيق إسهال الْبَطن على كل حَال والفصد.
دَوَاء للذبحة عَجِيب رماد الخطاطيف دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم ناردين نصف يجمع بِعَسَل ويعالج وَهَذَا أَجود مِنْهُ رماد الخطاطيف وعذرة الصّبيان وزبل الْكلاب ورماد السراطين بِالسَّوِيَّةِ أطل بِهِ وادخل الْحلق بِالسَّوِيَّةِ ثمَّ خُذ فراخ الخطاطيف السمان فاذبحه وذر عَلَيْهَا ملحاً وَضعهَا فِي قدر وطينه وتوضع فِي تنور حَتَّى تصير مُمكنَة للسحق وَرُبمَا انصب الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ الخوانيق من الْحلق إِلَى الرية والمعدة ألف ألف وَسَائِر الْأَعْضَاء إِلَى الْقلب وَهلك وبخاصة مَتى وصل إِلَى الْقلب فَلهَذَا يجب أَن يتفقد ذَلِك وَأَن انصب إِلَى الْمعدة هاج الوجع والقيء وَإِن انصب إِلَى الرية هاج السعال وَلم يكن وجع وان انصب إِلَى الْقلب أهاج الخفقان ثمَّ الْمَوْت وَقَالَ إِذا مَال خرز الْعُنُق إِلَى دَاخل فَادْخُلْ الإصبع إِلَى الْحلق وادفع بِقُوَّة شَدِيدَة إِلَى خَارج فَإِنَّهُ يستريح قَالَ وامسح لعابه دَائِما فغنه أولى أَن تيجلب ويسرع تنقية الْفضل قَالَ وامسح لعابه دَائِما فَإِنَّهُ أولى أَن يتجلب ويسرع تنقية الْفضل قَالَ وانفخ النوشادر فِيهِ فَإِنَّهُ يسْرع فرج صَاحب الخوانيق.)
الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا يسْتَعْمل فِي أول الخوانيق القابضة وَفِي آخرهَا المحللة وَلَا تخل القوابض من محللة والمحللة من قوابض إِلَّا فِي آخر الْأَمر إِذا صَار الورم إِلَى الجسأ والصلابة فَحِينَئِذٍ اسْتعْمل الضماد بِمَا ترخى وَالْمَاء الْحَار على الْعُنُق وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الضماد والنطل إِذا كَانَ الورم عَظِيما.
السَّادِسَة من أبيذيميا من العلاجات القوية للذبح الغمز على الورم بالأصابع إِلَى فَوق وإسهال الْبَطن وفصد القيفال وَالْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان والغراغر والسعوط بِمَا يحدر بلغماً كثيرا قَالَ وَاحْذَرْ الغمز إِذا كَانَ ثمَّ ورم حَار ووجع فَإِنَّهُ يضر وَاسْتَعْملهُ إِذا كَانَت رُطُوبَة كَثِيرَة قد ملئت ونفخت اللوزتين وَفِي مثل الفقار إِلَى دَاخل وَإِذا استرخى عظم الحنك فاغمزه إِلَى فَوق فَإِنَّهُ نَافِع أَو الْعظم الشبيه بالشبكة وَقد تسهل هَذِه الْعِظَام فتح الْفَم بِشدَّة.
فليغرغورس تحْتَاج الخوانيق إِلَى أدوية محللة إِذا كَانَت فِي أبدان صلبة سوداوية وتحتاج إِلَى أدوية اللين وبالضد من ذَلِك فِي الصّبيان وَالنِّسَاء وَإِذا اسْتعْملت دَوَاء الحرمل وخطلت بِهِ عِنْدَمَا تُرِيدُ أَن تقويه بورقاً وعصارة قثاء الْحمار وحلتيتاً وزبل الْكلاب وخردلاً وذرق الخطاطيف تبريء الخوانيق وَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره وَإِن شِئْت أَن تلينه خلطت بِهِ نشا وورداً وَنَحْوهمَا قَالَ وَيحْتَاج فِي الخوانيق الصعبة إِلَى المحاجم على الْقَفَا وفصد عروق اللِّسَان والمحاجم على الْكَاهِل وأنطل الْعُنُق وَالْحلق
(1/507)
وَقَالَ رجيع الصَّبِي يبريء إِذا لطخ بِعَسَل دَاخل الْحلق مِمَّن شَارف على الاختناق فَمن لم يمكنك فصده وَخفت أَن يختنق فَعَلَيْك بِمَا وصفت من رجيع الصَّبِي فَإِنِّي جربته وَوَجَدته نَافِعًا بليغاً فِي ذَلِك وَإِن أردْت أَن لَا تكون للرجيع رَائِحَة فأعط الصَّبِي أغذية حارة وَلُحُوم الحجل والدجاج فَإِنَّهُ يكون أبلغ فعلا وَلَا تكون لَهُ رَائِحَة كريهة.
الْكِنْدِيّ إِذا اسود اللِّسَان وَصَارَ مدوراً اختنق صَاحبه وَدلّ على كَثْرَة الامتلاء وَلِهَذَا اسود وَنقص طوله لِأَنَّهُ زَاد فِي عرضه.
كَمَال ابْن ماسويه قد يحْتَاج إِلَى انضاج ورم الْحلق ليجتمع وينفجر وينضج بطبيخ التِّين وَالْخيَار شنبر مَتى تغرغر بِهِ ألف ألف مَعَ أصل السوس والبنفسج والحليب من اللَّبن يحلب فِي الْحلق نَافِع وَمَتى أردْت انفجاره سَرِيعا فَعَلَيْك بخرء الْكَلْب ورماد الخطاطيف والبورق والخردل وينفع من الخوانيق الصعبة زبل الْكلاب وزبل النَّاس وفجل منتقع فِي سكنجبين ويتغرغر بِهِ.)
روفس إِلَى من لَا يجد طَبِيبا فِي جَوَامِع قَالَ فِي الخوانيق الفصد قَالَ هُوَ أوجب مَا يسْتَعْمل والحجامة على السَّاق فَإِن الْعلَّة تخف بِهِ من سَاعَته إِذا أخرج مِنْهُ دم كثير والحقن الحادة فَإِنَّهَا حَاضِرَة النَّفْع ثمَّ يُغَرْغر بِمَا يجلب البلغم وَقَالَ يفصد فِي الخوانيق أَو يحجم فِي السَّاق ثمَّ الحقن الحادة والتغرغر بِمَا يجلب البلغم الَّذِي قد مَلأ الْموضع بِمثل الفوتنج والخردل وَنَحْوه مطبوخاً فِي مَاء الْعَسَل فَإِن الْعلَّة تخف سَرِيعا وانطل الْعُنُق بالسداب لابري والخردل وَنَحْوه مطبوخاً فِي مَاء الْعَسَل لهيج الورم ويخرجه قَالَ خُرُوجه دَلِيل الْبُرْء لي فِي خلال كَلَامه إِن الخوانيق تكن لورم بغلمي فِي النغانغ فَإِن من أول الْأَمر يَنْبَغِي أَن يتغرغر بِمَاء الْعَسَل.
انطيلس من علاج اللوزتين والخوانيق البط وَالْقطع قَالَ وَإِذا أشرف نزف الدَّم وضعت المحاجم على الْعُنُق خَلفه والصدر وفصدنا عروقاً فِي هَذِه الْمَوَاضِع ليجذب الدَّم وغرغر بِمَاء الزاج وذر مِنْهُ عَلَيْهِ.
قل بولس أَيْضا ذَلِك على نَحْو قَول أنطيلس إِلَّا أَنه غير مقنع.
من تقدمة الْمعرفَة شَرّ الذّبْح واقتلها سَرِيعا مَا لم يتَبَيَّن فِي الْحلق ورم وَلَا فِي الرَّقَبَة خَارِجا شَيْء يتَبَيَّن وَلَا ظَهرت فيهمَا وَكَانَ الوجع فِي نِهَايَة الشدَّة وَمَعَهُ انتصاب نفس فَإِن هَذَا تخنق فِي الْيَوْم الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع. ج يزِيد بقوله لَا تظهر لَا فِي اللَّوْن وَلَا فِي الْحَرَارَة وَلَا فِي الإنتفاخ لَا من خَارج وَلَا من دَاخل وَالْحلق هُوَ الْموضع الَّذِي إِذا غمرت اللِّسَان وَنظرت فِي الْفَم رَأَيْت فِي هَذَا الفضاء مجربين المريء والحنجرة وَهُوَ طرف قَصَبَة الرية فَمَتَى لم يتَبَيَّن فِي هَذِه ورم فَاعْلَم أَن الورم فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة من الحنجرة وَلذَلِك يختنقون لِأَن مجْرى النَّفس يضيق وَإِذا اشْتَدَّ أَيْضا اختنق وَلِهَذَا يضطرب أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة وينتصبون لينفتح مجْرى الحنجرة مِنْهُم
(1/508)
ويجذب الْهَوَاء ولسبب الورم الَّذِي فِي عضل الرَّقَبَة ليحدث وجع شَدِيد وَإِمَّا الذبْحَة الَّتِي فِيهَا وجع على هَذِه الْحَال وتظره مَعهَا حمرَة وورم فِي الْحلق فَإِنَّهَا قتالة جدا إِلَّا أَنَّهَا أَبْطَأَ من الأول وانتصاب النَّفس فِي هَذِه لَا يكون مثله فِي الأول لِأَن عضل الحنجرة لَا يرم فِي هَذِه الْحَال ورماً مفرطاً وَالَّتِي يحمر مَعهَا الْحلق الرَّقَبَة لي يجب أَن يعلم من قَوْله الرَّقَبَة من خَارج فَأَبْطَأَ مُدَّة وَأَحْرَى بالسلامة مِنْهَا إِذا كَانَ فِي الرَّقَبَة والصدر حمرَة لم تغمز بَغْتَة إِلَى دَاخل وَهَذَا الصِّنْف لَا يعسر فِيهِ النَّفس لَكِن يحدث مَعَه ألم شَدِيد)
مَعَ تورم الْحلق والرقبة وحمرتها وَأَقل رداءة ألف ألف من حِدة مَا لَا يكون مَعهَا أَيْضا مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء وَجمع وهوان تكون الْحمرَة ظَاهِرَة فِي الرَّقَبَة وَالْحلق والضيق فِي النَّفس لَا يكون مَعَه وَلَا وجع فَإِن من هَذِه حَاله من الذبْحَة الحنجرة فِيهَا سيليمة من الغلظ وَإِنَّمَا اجْتِمَاع الْمَادَّة فِيهَا فِي الْحلق. لي أرَاهُ يغشى طرف المرىء أَو فِي الرَّقَبَة أَو فيهمَا جَمِيعًا قَالَ وَالْغَالِب على هَذِه الْمَادَّة فِي الْأَكْثَر المرار وَمَتى حدث فِيهَا الورم البلغمي سهل برءه فَإِن كَانَت غَلَبَة الْحمرَة ظَاهِرَة فِي الرَّقَبَة والصدر قبل نضج الورم وينفث العليل مُدَّة أَو قبل أَن يخرج خراج فِي ظَاهر الْجِسْم وَلم يكن فِي يَوْم البحران وَرَأَيْت الْمَرِيض كَأَنَّهُ قد ألمه فَذَلِك قد يدل على موت أَو على غوره لِأَن ذَلِك حِينَئِذٍ لَيْسَ لِأَنَّهُ لم ينضج بل لغوره إِلَى دَاخل لضعف الْأَعْضَاء فَإِن لم يكن فِيهَا قُوَّة قتل وَإِن دَفعته أَيْضا عَادَتْ الْعلَّة والأجود أَن تكون الْحمرَة وَسَائِر الخراجات مائلة إِلَى خَارج وَلِأَن ميلها إِلَى دَاخل يحدث اخْتِلَاط عقل وَفِي أَكثر الْأَمر يؤول إِلَى التقيح فَأَما اللهاة فَمَا دَامَت حمرا عَظِيمَة فبطّها وقطعها خطر لِأَنَّهُ قد يتبع ذَلِك أورام وانبعاث دم فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ فِي أَن يضمد بِسَائِر الْحِيَل فَإِن تغرغر تَجْتَمِع تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي تسمى العنبة وَصَارَ طرفها أعظم وأميل إِلَى الكمدة وأعلاها أرقّ فَفِي ذَلِك الْوَقْت ثق بقطعها والأجود أَن تستفرغ الْبَطن أَولا إِن كَانَ الزَّمن مواتياً. ج مَتى قطعت اللهاة وَبهَا ورم فلغموني تبع ذَلِك نزف دم وأورام عَظِيمَة وَكَذَا إِن بططتها فَإِذا تسكن الورم وَخفت فثق بقطعها وخاصة إِن أجَاب الطَّبْع من نَفسه أَو بعلاج إِذا كَانَ مَا يبرز من الْبدن فِي علل الخوانيق بِالْحَال الطبيعية فداخل الْبدن نقي وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى استفراغ قَالَ الخوانيق الكائنة فِي الرّبيع إِلَى البلغم أقرب وَالَّتِي فِي الخريف إِلَى المرار إِذا لم يظْهر فِي الخوانيق ورم لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا وَالدَّم حِينَئِذٍ فِي العضل المستبطن للمريء أَو فِي نفس المريء وَبَين هذَيْن العضوين والنخاع الأغشية المحيطة بِهِ وَبَين الفقار مُشَاركَة بعصب ورباطات فَإِذا امتدت تِلْكَ العصب والرباطات نَحْو الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الورم انجذب الخرز أَعنِي خرز الفقار إِلَى دَاخل وَإِلَى جَانب وَإِن كَانَ الامتداد إِنَّمَا هُوَ إِلَى جَانب فَإلَى جَانب وَإِن كَانَ الامتداد عرضا فِي الْجَانِبَيْنِ فَإلَى دَاخل إِذا ظهر الورم الَّذِي فِي دَاخل إِلَى خَارج فِي الذبْحَة كَانَ ذَلِك دَلِيلا مَحْمُودًا لِأَن الْجيد أَن تنْتَقل الْعلَّة من الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة إِلَى الْخَارِجَة.
(1/509)
بختيشوع الحلتيت إِذا تغرغر بِهِ مَعَ مَاء الْعَسَل نفع من الخناق جدا سَرِيعا.) لي إِذا قدرت أَن الْعلَّة فلغموني فِي الْحلق فاستفرغ من الدَّم بالفصد من القيفال وَالْحَبل والحجامة على السَّاق وشدّ الْيَد وَالرجل وضعهما فِي المَاء الْحَار وادلكهما والغرغرة بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وورق الْخلاف والطرفا وَرب التوث وَرب الْجَوْز وَنَحْوهَا مِمَّا يمْنَع ويردع ألف ألف وَلَا يضمد خَارج الْعُنُق بِمَا يمْنَع لِأَنَّهُ يرد الْفضل إِلَى دَاخل بل ضع على خَارج الْعُنُق بزر الْكَتَّان والبابونج ودهن السرج ودقيق الشّعير وَنَحْوهَا مِمَّا لَا تبلغ قوته أَن يجذب من الْجِسْم بل من الْحلق إِلَى خَارج وَاسْتعْمل إِذا ألجيت إِلَى شدَّة الوجع إِلَى الغرغرة بِاللَّبنِ الْحَار والفانيز وبشراب بنفسج ولعاب بزر الْكَتَّان وميفختج فَإِنَّهُ تسكن الوجع فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فافصد الْأَوْدَاج والعرقين الَّذين تَحت اللِّسَان وغرغر بطبيخ الزوفا وحاشا وخردل وحلتيت وتدرج إِلَى ذَلِك واطل على الْعُنُق المراهم القوية الْحمرَة ليظْهر الورم والحمرة إِلَى خَارج فَهَذَا علاج الخوانيق الحارة وَبِالْجُمْلَةِ كَانَت صفراوية أَو دموية وَإِن كَانَت بلغمية فأسهل الْبَطن بمسهل قوي وأحقنه وليمسك عَن الْغذَاء فيهمَا جَمِيعًا وَيشْرب فِي الأول مَاء الشّعير وَفِي هَذَا مَاء الْعَسَل والطخ بعد ذَلِك الرَّقَبَة باضمدة محللة وغرغرة بحلتيت وَمَاء الْعَسَل وبطبيخ الزوفا والخردل وَنَحْوهَا فَأَما الخناق من السَّوْدَاء فَمَا يكَاد يكون وَإِن كَانَ كَانَ قَاتلا.
بختيشوع الْخلّ إِذا ادمن الغرغرة بِهِ جيد للهاة الساقطة وخاصة إِن كَانَ مَعَ شب أَو عفص أَو ثَمَرَة الطرفا.
الميامر الأورام الْعَارِضَة فِي الْفَم يعمها وَجَمِيع الأورام إِنَّهَا تحْتَاج فِي الِابْتِدَاء إِلَى أدوية مَانِعَة والمانعات كلهَا بَارِدَة إِلَّا أَنَّهَا مِنْهَا مَا يبرد مَعَ قَبضه وَهِي أقوى ويخص الْعُضْو من نَفسه استدلالات أخر وَهِي أَن الغشاء المغشي على الْفَم أَكثر تخلخلاً وَأَشد لينًا من الْجلد المخلل على جَمِيع الْجِسْم فَإِنَّهُ يحس بِكَرَاهَة الْأَدْوِيَة وَيخَاف مِنْهُ أَن يسْلك شَيْء من الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا إِلَى المريء والرية وليتحفظ مِمَّا هُوَ ضار وَلذَلِك قد يضر الدَّوَاء الَّذِي فِيهِ الفلفيديون إِذا دوى مِنْهُ الْفَم وَلم يخْتَر شَيْء مِنْهُ أَلا ينزل إِلَى المريء والمعدة والرية ضَرَرا عَظِيما وتمكث رداءة طعمه فِي الْفَم زَمَانا طَويلا فَيفْسد طعم الطَّعَام فليجتنب أَمْثَال هَذِه فِي أدوية الْفَم إِلَّا من ضَرُورَة قَالَ وَفِي ابْتِدَاء الأورام الحارة بعصارة التوت الساذج والساذج أَجود وَأما رب التوت الْمُتَّخذ بالعسل فَهُوَ أبقى لِأَنَّهُ بِلَا عسل يسْرع إِلَيْهِ الْفساد وَهُوَ أَجود من الساذج إِذا انْتهى الورم الْقَابِض والمحلل وَفِي الانحطاط المحللة فَإِن يبْقى فِي الورم شَيْء صلب فَحِينَئِذٍ تكون كلهَا محللة)
خَالِصَة قَالَ وللمر والزعفران فِي رب التوت فعل شرِيف وَذَلِكَ أَن الزَّعْفَرَان يرفع المرّ بِقَبْضِهِ والمر يغوص بِلُطْفِهِ فَيبلغ الْفِعْل عمق الْأَعْضَاء وتقتلع مِنْهَا وَفِي عصارة التوت قبض كثير وَكَذَلِكَ فِي الزَّعْفَرَان والمر لطيف فيعاون كل وَاحِد صَاحبه وَأَنا أخلط بِرَبّ التوت فِي الِابْتِدَاء عصارة الحصرم أَو عصارة السماق أَو بزر
(1/510)
الْورْد أَو عصارته ألف ألف وجلنار فَإِذا وَقعت فِيهِ هَذِه الْأَشْيَاء كَانَ أقوى فِي الِابْتِدَاء فَأَما فِي الِانْتِهَاء فَلَا وَلَكِن يكون فِيهِ زعفران ومرّ فَقَط لينضج الورم وَعند الانحطاط ألق فِيهِ المحللات كالزوفا والفوتنج ورغوة البورق والحاشا والصعتر.
قَالَ والرب الْمُتَّخذ من قشور الْجَوْز مَعَه مَعَ الْقَبْض قُوَّة لَطِيفَة تصل إِلَى العمق وَقد صحّ عِنْدِي أَنَّهَا أفضل الْأَدْوِيَة للفم وَأَنا أتخذها أَرْبَعَة أَصْنَاف فالق فِي بعض أَجْزَائِهِ قابضة وَفِي الثَّانِي مرّاً وزعفراناً وَفِي الثَّانِي كبريتاً وبورقاً واترك جُزْءا ساذجاً فَاسْتعْمل الساذج للصبيان والقابض فِي الِابْتِدَاء والمنضج فِي الِانْتِهَاء والمحلل فِي الآخر.
رب التوت تركيب ج عصارة توت جُزْء عسل جُزْء مر وزعفران لكل سِتَّة أَرْطَال ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَإِن أَحْبَبْت أَن تلقي فِيهِ القوابض فَثَلَاث أَوَاقٍ عصارة حصرم فجفف أَو سماق وألق الزَّعْفَرَان والمر بِآخِرهِ لِأَن قوتها تضعف بطول النضج وَإِذا أردْت أَن تلقى فِيهَا من المحللة فرغوة البورق والكبريت وَيكون البورق فِي هَذَا الْقدر من الْعَسَل والعصارة أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَمن الكبريت مِثْقَال وَكَذَا تركيب رب الْجَوْز على هَذَا إِلَّا أَن عسله أَكثر كثيرا وَيصْلح لهَذِهِ الْعِلَل فِي وَقت التَّحْلِيل أَن تغلي الفوتنج الْجبلي وأخلطه بعقيد الْعِنَب وغرغر بِهِ أَو فوتنجا أَو حاشا وَفِي وَقت الِانْتِهَاء والنضج طبيخ التِّين وعقيد الْعِنَب وَفِي الِابْتِدَاء مَاء الحصرم وَمَاء السماق وَرب الْجَوْز وَإِنَّمَا يصلح للإمساك فِي الْفَم والغرغرة لَا أَن يبلغ فَإِنَّهُ لَيْسَ بِنَافِع للمعدة كربّ الرُّمَّان والسفرجل قَالَ وَرب الْجَوْز تطبخ عصارته حَتَّى تغلظ قَلِيلا ثمَّ يخلط مَعهَا من الْعَسَل بِقدر لَا بِكَثْرَة ويطبخ وَإِن طبخت السماق بعقيد الْعِنَب كَانَ دَوَاء نَافِعًا لوجع الْحلق فِي الِابْتِدَاء والانتهاء قَالَ والحلتيت أَيْضا نَافِع لصلابة الأورام فِي الْحلق والجوف قَالَ وَمن الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح عِنْد التَّحْلِيل طبيخ التِّين وطبيخ النخالة وَمَاء الْعَسَل الَّذِي قد طبخ فِيهِ فوتنج أَو جعل فِيهِ بورق أَو كبريت أَو حلتيت وينفع من اللوزتين خطاطيف بَريَّة تحرق وَيُؤْخَذ رمادها أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران وسنبل من كل وَاحِد مِثْقَال يعجن بِعَسَل ويعالج بِهِ بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ تُؤْخَذ فراخ الخطاطيف فينثر عَلَيْهَا مَعَ ريشها ملح ويسد فَم الفخارة وَضعه فِي نَار جمر حَتَّى تحترق)
وَتصير رَمَادا.
وللهاة إِذا وضعت عَلَيْهَا أدوية قابضة كالشب وبزر الْورْد وَنَحْوه فضعه عَلَيْهَا بمغرفة الْميل واغمزها بهَا وَليكن غمزك لَهَا بِأَن تجرّها إِلَى نَاحيَة اللِّسَان فَإِن هَذِه النصبة أَجود من النصبة المائلة نَحْو الحنجرة قَالَ وَلَا أعرف دَوَاء أقوى فِي كل ورم يخَاف أَن يختنق صَاحبه من زبل الْكَلْب الْأَبْيَض إِذا نخل بحريرة بعد أَن يجفف ويلطخ الْحلق بِهِ بِعَسَل ورجيع صبي يطعم خبْزًا وترمساً وَيَعْنِي بهضمه جدا ويلطّخ أَيْضا بالعسل قَالَ اللهاة تعالج بالأدوية ألف ألف القابضة مَعَ الغمز إِلَى خَارج وأجود أدويتها الشب الْيَمَانِيّ لِأَنَّهُ ألطفها والقلقنت والزاج الْأَحْمَر ينورها ويهيجها وَإِن كَانَت عِلّة اللهاة يسيرَة وَالْبدن نقياً فالأدوية القابضة تفي بأبرائها وَمَتى كَانَ الْجِسْم ممتلياً واللهاة ضَعِيفَة فَإِنَّهَا قاتلة والأبدان تعالج بالمحللة مَعَ
(1/511)
المايعة وَإِن كَانَ الوجع أشدّ فاخلط أَيْضا مخدرة وابتدء من المحللة بالألين لِئَلَّا تهيج واعمل فِيمَا تخلط على حسب مَا تقدر من حرارة اللهاة وحمرتها أَو مَا تسيل مِنْهَا وامتلأ الْجِسْم والحلتيت أقوى شَيْء وأجوده فِي علاج اللهاة وحمرتها أَو مَا تسيل مِنْهَا وامتلأ الْجِسْم والحلتيت أقوى شَيْء وأجوده فِي علاج اللهاة الَّتِي قد صلبت وَطَالَ ورمها واسلك فِيهَا قوانين الخوانيق وَإِذا رَأَيْت الورم يزْدَاد صعوبة فِي الْحلق واللهاة فصبّ فِي الْأذن دهن لوز حُلْو وعاونه على التقيح بإدامة الغرغرة بطبيخ التِّين فَإِن غشي على العليل وَخفت أَن يكون قد بَدَأَ يختنق فاحقنه بحقنة قَوِيَّة وافصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان والجبهة وعَلى المحاجم على الْقَفَا وَتَحْت الذقن بِشَرْط كثير وَاسْتعْمل التكميد من خَارج دَائِما والتضميد بالأشياء الفاترة واطل على الورم مرَارَة الثور وعصارة قثاء الْحمار فَإِنَّهَا بالغان قويان وَاجعَل مَعَهُمَا عسلاً واطله برماد الخطاطيف واعلق فِيهِ على بخار طبيخ الفوتنج بقمع ليدْخل مِنْهُ كثير وَاجعَل فِي ذَنْب القمع قَصَبَة ولفّها حَتَّى يدْخل البخار حلقه.
أرجيجانس اسْقِهِ عِنْد الاختناق بورقاً وَمَاء وزيتاً. ج أَنا لم أسْتَعْمل ذَلِك لِأَنِّي لم أعرفهُ بالتجربة وَالْقِيَاس للهاة جيد. للخوانيق عفص شب بِالسَّوِيَّةِ ونوشادر نصف جُزْء.
برود جيد للخوانيق من اختيارات حنين طباشير وبزر الْورْد جزءان فوتنج جُزْء عدس مقشر جُزْء زعفران خمس جُزْء عَاقِر قرحاً خمْسا جُزْء ورق الزَّيْتُون جزؤ تسحق كلهَا وتنخل بحريرة فيلغريوس فِي مداوات الأسقام خرؤ الْكلاب وذرق الطير وخردل وعصارة قثاء الْحمار)
يسْتَعْمل فِي الخوانيق بعد الْمُنْتَهى عِنْد مَا تُرِيدُ التَّحْلِيل قَالَ وَإِن غرغرت صَاحب الخوانيق بخردل وَعسل بعد الْمُنْتَهى لم تحتج إِلَى غَيره وَكَذَا إِن سحقت بَعْضهَا وألزقتها فِي حلقه قَالَ وتقوى أدوية الخناق وَإِذا وَقعت فِيهَا عصارة قثاء الْحمار ورجيع النَّاس وَالْكلاب فَإِن مثل هَذِه الْأَدْوِيَة تبرء الخناق وَلَو لم يكن قد افتصد وَلَا تقلّل الْغذَاء وَإِذا اسْتعْملت هَذِه الْأَدْوِيَة لم تحتج إِلَى المحاجم الَّتِي تُوضَع فِي القفاء والكاهل وَلَا إِلَى فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان قَالَ وَقد طَالَتْ تجربتي لرجيع النَّاس وَالْكلاب فِي الخوانيق وَلَو اسْتعْمل وَحده هَذَا العلاج لكفى وَلَقَد رَأَيْت مِنْهُ عجيباً وخاصة رجيع الصَّبِي الَّذِي يطعم خبْزًا وترمساً فَإِنَّهُ يخلص من الخناق المهلك.
أطهورسفس قَالَ تحرق الخطاطيف حَتَّى تصير رَمَادا ويطلى ألف ألف فِي الْيَوْم مَرَّات وينفخ فِي الْحلق مِنْهُ فَإِنَّهُ يبرىء قَالَ وَتحرق مرَّتَيْنِ حَتَّى تصير رَمَادا فَإِنَّهَا لَا ينفع إِلَّا كَذَلِك وَهِي كَذَلِك أَنْفَع مَا تكون وَاللَّبن الْحَار إِذا تغرغر بِهِ جيد فِي الخوانيق لِأَنَّهُ ينضج قَالَ لَا تقطع اللهاة حَتَّى ترَاهَا مسترخية ذابلة شبه السّير فَعِنْدَ ذَلِك فاقطعها فَإِنَّهُ لَا يعرض من قطعهَا نزف وَلَا شَيْء من الْأَعْرَاض الرَّديئَة قَالَ وَإِن خنقت أَفْعَى بخيط كتَّان وربط ذَلِك الْخَيط فِي عنق من بِهِ خوانيق سكن ورم اللوزتين.
(1/512)
اغلوقن: الذبْحَة فلغموني تكون فِي الْحلق.
الْأَعْضَاء الألمة الذبْحَة الكائنة من دُخُول فقار الْعُنُق أَكثر مَا يعرض للصبيان وأشدها الكائنة فِي الْفَقْرَة الأولى من فقار الْعُنُق وبحسب ميلها إِلَى أَسْفَل تكون أقل رداءة إِلَّا أَن الفقار الْأَعْلَى أشرف.
الذبْحَة خَمْسَة أَصْنَاف أَحدهَا ورم الْحلق وَهُوَ الْموضع الدَّاخِل فِي الْفَم الَّذِي يَنْتَهِي عِنْد طرف الحنجرة وَالثَّانِي لَا يرى فِي هَذَا الْموضع ورم أصلا وَلَا فِي شَيْء من أَجزَاء الْفَم وَلَا الْحلق وَلَا خَارج الْعُنُق ويحس الْمَرِيض مَعَ ذَلِك بِجِنْس الاختناق وَالثَّالِث يكون الورم خَارِجا من مَوضِع الْحلق لَا فِي الْحلق نَفسه وَالرَّابِع أَن يكون فِي الْحلق وخارجاً عَنهُ وَلَيْسَ يَعْنِي بِخَارِج سطح الْعُنُق الظَّاهِر لَكِن يُرِيد الَّذِي يتَّصل بِموضع الْحلق من الْفَم قَالَ وَمَعَ هَذَا صنف آخر وَهُوَ زَوَال الخرز وَذَلِكَ عِنْدَمَا يحدث بالموضع خراج فيمدد الخرز ويجد بِهِ إِلَى دَاخل كالحال فِي الحدبة قَالَ أَصْحَاب الخوانيق أغْلظ مَا عَلَيْهِم الْأَمر وَأَشد فِي البلع إِذا استلقوا وَإِذا انتصبوا كَانَ أسهل عَلَيْهِم وللانتصاب حَظّ عَظِيم فِي المعونة على نزُول الطَّعَام.
انطليس اقْطَعْ اللهاة الرقيقة الطَّوِيلَة الَّتِي تشبه ذَنْب الجرد الراكبة)
اللِّسَان فَأَما المستديرة القصيرة السَّوْدَاء أَو الْحَمْرَاء فَإِن قطعهَا خطر وَصفَة قطعه أَن تغمز اللِّسَان إِلَى أَسْفَل وَتمسك اللهاة بقالب البواسير وتجذب إِلَى أَسْفَل ثمَّ تقطع وَلَا تستأصل لِأَنَّهَا مَتى قطعت من قرب الحنك هاج لذَلِك انفجار الدَّم وَلَا تقطع اللهاة كلهَا بل يقطع مِنْهَا قَلِيل قدر مَا تبقى اللهاة الكائنة فَإِن انفجر الدَّم فَعَلَيْك بالدواء الحاد وتوق أَلا ينزل إِلَى الْحلق أَو يُصِيب اللِّسَان.
برود ينْفخ فِي الْحلق للورم الْحَار ورد يَابِس طباشير نشا بزر الْورْد بزر الرجلة عفص سماق سكر طبرزد يتَّخذ ذروراً.
من تشريح الْحَيَوَان الْمَيِّت كثير مِمَّن قطعت لهواتهم من أُصُولهَا أضرّت بأصواتهم وَآخَرُونَ كَانُوا يحسون بِشدَّة الْبرد إِذا انتشفوا فأورثهم لذَلِك سعالاً وَكَانُوا أَيْضا يسعلون من أدنى غُبَار يصيبهم أَو دُخان لِأَن اللهاة كَانَت قبل ذَلِك ألف ألف تمنع وُصُول ذَلِك إِلَى قَصَبَة الرية لِأَنَّهَا كَانَت تلتزق والهواء أَيْضا لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يَدُور وينقلب حَتَّى يلطف ويسخن بسخونة معتدلة قبل وُصُوله إِلَى قَصَبَة الرية.
الساهر. انفخ فِي الْحلق عِنْد الورم الصعب خطاطيف محرقة ونوشادر مثل ثلثه يجمع وينفخ فِي الْحلق والخوانيق يُغَرْغر مِنْهَا فِي أول الْأَمر بِمَا يمْنَع ثمَّ بِمَا ينضج فَإِن جمع مُدَّة فِيمَا
(1/513)
يفجر كلعاب الْخَرْدَل والجميز والتين وَنَحْوهَا فَإِذا انفجر فِيمَا ينقى ثمَّ بِمَا يجفف بِلَا لذع.
أَبُو داؤد أَمر أَن تشال اللهاة بالسك والنوشادر فَإِنَّهُ عَجِيب. لي إصْلَاح من المنجح لِابْنِ ماسويه للخوانيق أَرْبَعَة حُدُود أَولهَا أَن يُغَرْغر بِمَا يمْنَع الْمَادَّة وَهِي الْمِيَاه القابضة والباردة كَمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَالْخلاف والطرفا وطبيخ العدس وَنَحْوهَا فَإِذا انْتهى وَأَرَدْت التَّحْلِيل فبالشراب والمر والزعفران وَنَحْوهَا فَإِن أردْت الانضاج فغرغر بِاللَّبنِ الحليب وَالسكر وبعقيد الْعِنَب وبنخالة السميذ وَالسكر وبشيرج لاتين وَإِن أردْت أقوى فبطبيخ التِّين ويلقى فِيهِ خَرْدَل فَإِذا انفجر وقاح فبمَا ينقى الْقَيْح مثل مَاء الْعَسَل فَإِذا تنقى فمل إِلَى القابضة ليقوى الْموضع ويندمل.
أهرن لَا تقطع اللهاة حَتَّى يدق أَصْلهَا ويغلظ طرفها وَيكون فِي الطّرف رُطُوبَة كالقيح وَإِذا صَارَت كَذَلِك فاقطعها إِن شِئْت بحديد وَإِن شِئْت بأدوية كالحلتيت والشب فَإِنَّهَا تقطعها. لي إِذا قطعت اللهاة قل صَبر صَاحبهَا على الْعَطش وَصَارَ مستعداً للسعال من أدنى سَبَب)
من الْغُبَار وَالدُّخَان والهواء الْبَارِد لوصولها إِلَى الْحلق بِسُرْعَة.
دَوَاء أهرن لاسترخاء اللهاة وسقوطها عفص أَخْضَر غير مثقوب يسحق بخل وَيلْزق على اللهاة فاتراً يقبضهَا وترتفع وضع مِنْهُ على اليافوخ واطله على قرطاس وخاصة للصبيان أَو يفتح فَمه وَيسْتَقْبل بِهِ دُخان عيدَان الشبت فَإِنَّهُ يقبضهَا وترتفع أَو يتغرغر بِمَاء الْجُبْن أَو الرائب الحامض مَعَ ملح وينفع من اللهاة والحرق والبثر وَابْتِدَاء الخوانيق الحارة أَن تنقع سماق فِي لبن حليب ويتغرغر بِهِ فِي الْيَوْم عشر مَرَّات وينفع من كل ورم فِي الْحلق يُجَاوز أسبوعاً أَن ينقع حلتيت فِي خل ويتغرغر بِهِ فِي الْيَوْم.
(1/514)
لي جربت فِي نَفسِي وَرَأَيْت أَن أَجود مَا يكون أَن سَاعَة مَا يحس الْإِنْسَان بنزول اللهاة والخوانيق يتغرغر بخل حامض قَابض مَرَّات كَثِيرَة فَإِنَّهُ إِن يخرج مِنْهُ بلغماً كثيرا لزجاً ويقلص اللهاة من سَاعَته والورم فِي الْحلق أَكثر بلغمي والخل مُوَافق جدا لقطع مَا حصل وَيمْنَع ويردع فَلَا شَيْء مثله وبحسب حِدة الْعلَّة يجب أَن يكون الْخلّ أَقبض ألف ألف فَإِذا لم تكن حادة فتلكن أحدّ وَأَقل قبضا.
سرابيون إِذا حدث فِي أَصْحَاب الخوانيق وَترى فِي أَفْوَاههم لم يبرؤا وَقَالَ افصد القيفال فِي الخوانيق وَأخرج الدَّم قَلِيلا إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع يخرج فِي كل يَوْم مَرَّات كل مرّة شَيْئا قَلِيلا لِأَن الاستفراغ دفْعَة يجلب غشياً ويجلب الاختناق سَرِيعا لِأَن الفضلة تجذب إِلَى الْحلق سَرِيعا وَأَصْحَاب الخوانيق يضعفون لأَنهم لَا يغتذون فَيجب أَن تسْقط قوتهم وَإِذا ضعفوا وصعب الْأَمر فَلَا تُؤخر فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَلَا تَدعه يَوْمه إِلَى غَد الْبَتَّةَ وأحقن بحقن حادة فِيهَا شَحم حنظل إِلَّا أَن تكون حمى حادة فَإِن كَانَت حمى خَفِيفَة فاسقه مَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ مثل نصف الشّعير عدساً فَإِنَّهُ يقمع حِدة الدَّم وغرغره فِي الِابْتِدَاء بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وطبيخ الْورْد والسماق وَرب الْجَوْز والتوت وَفِي الْوسط بطبيخ التِّين وَالْخيَار شنبر ونخالة السميذ وَمَاء الْعَسَل والميفختج وبآخره خرؤ الْكلاب والكبريت ودواء الحرمل ودواء الخطاطيف وزبل النَّاس وعصارة قثاء الْحمار.
ابْن ماسويه الخوانيق لَا تعرض من سَوْدَاء لِأَن ذَلِك لَا يكون إِلَّا فِي زمن طَوِيل لِأَن الورم السوداوي يحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة.
مَجْهُول من خنق فازبد فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ لَا يبرء فَأَما من لم يُزْبِد فصب فِي حلقه لَبَنًا مَعَ فلفل)
كثير وبزر قريص مسحوق بخل ثَقِيف فَإِذا ظَهرت حمرَة إِلَى خَارج بَرِيء لَا محَالة والغريق ينكس رَأسه ليسيل المَاء ثمَّ يدخن حَتَّى يتنفط.
آخر أَكثر مَا يعرض للهاة من الْأَمْرَاض الاسترخاء وَرُبمَا كَانَ فِيهَا كلهَا وَرُبمَا كَانَ فِي طرفها وَأَصلهَا وعلاجها الْقطع بعد الفصد والغراغر المبردات وَإِذا كَانَ فِي أصل اللِّسَان ورم فتوقّ الْحَدِيد فَإِنَّهُ يخْشَى عَنهُ النزف وَإِن كَانَ فِي طرف اللِّسَان فَلَا خوف عَلَيْهِ من النزف وعلاج استرخاء اللهاة بعفص وَنَحْوه لي عَلامَة استرخاء اللهاة إِن تجدها قد سَالَتْ وطالت من غير ورم فَأَما الوارمة فتجدها قد غلظت.
مَجْهُول عَلامَة الخناق الصفراوي الوجع الشَّديد والعطش واللهب وَكَانَ فِي الْحلق خلا حامضاً وَله مضض شَدِيد وَهُوَ عسر الْبُرْء وَالَّذِي من الدَّم فالحمرة فِي الْوَجْه وامتلاء الْعُرُوق وَكَأن فِي فِيهِ شرابًا والبلغمي لَا وجع مَعَه غَالِبا ويسترخي لِسَانه وَيخرج إِلَى خَارج وعلاجه فِي الِابْتِدَاء إِلَى الرَّابِع الفصد والدافعة وَبعد الرَّابِع بميفختج وَخيَار شنبر ورازيانج
(1/515)
وَقطع الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان والحلتيت بالعسل نَافِع فِي هَذِه الْعلَّة وَإِذا فصدتهم فَأخْرج لَهُم الدَّم فِي أَيَّام كَثِيرَة فِي كل يَوْم مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا لتجذب الْمَادَّة وَلَا تسْقط الْقُوَّة وشدّ أَطْرَافهم لتميل الْمَادَّة إِلَيْهَا.
ابْن ماسويه إِن استرخت اللهاة فأكبسها كبساً بنوشادر واهليلج ألف ألف وعاقر قرحاً وشبّ مُفْردَة ومركبة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك استرخاء فِي اللثة فافصد الجهارك واحجم تَحت الْحِكْمَة وغرغر بخل وسماق إِن شَاءَ الله.
(1/516)
(بَاب فِي التنفس)
وتقدمة الْمعرفَة مِنْهُ بِمَا يدل عَلَيْهِ وَفعله فِي الْجِسْم يَنْبَغِي أَن يلْحق كل بَاب يدل على مرض بذلك الْمَرَض وَينزل هَاهُنَا أَيْضا 3 (قَالَ ج فِي) 3 (سوء التنفس) النَّفس مركب من حركتين إِحْدَاهمَا جده الْهَوَاء إِلَى دَاخل وَالْأُخْرَى دَفعه إِلَى خَارج وَله وقفتان من هَاتين إِحْدَاهمَا الوقفة الَّتِي بَين أَجزَاء الانبساط وَابْتِدَاء الانقباض وَهُوَ أقصرهما وَالْأُخْرَى الَّتِي بَين أَجزَاء الانقباض وَأول الانبساط وَهِي أطولهما قَالَ إِذا كَانَ الْفضل الدخاني قد أجمع مِنْهُ شَيْء كثير كَانَت حَرَكَة الْهَوَاء إِلَى خَارج وَهُوَ الانقباض سَرِيعا عَظِيما وبالضد لِأَن الطبيعة تحْتَاج أَن تدفع مِنْهَا أَكثر من دَفعهَا فِي الْحَالة الطبيعية وَدفعهَا بالانقباض وَكَانَت الْحَاجة إِلَى التبريد بالهواء شَدِيدَة فَإِن الانبساط يزِيد وَيَنْبَغِي أَن تفسو كلا إِلَى حَالَته الطبيعية لِأَن حَرَكَة الانقباض فِي الشَّبَاب أقوى بالطبع لِأَن حَاجتهم إِلَى إِخْرَاج البخار الدخاني أَكثر وَكَذَلِكَ فِي الْأَوْقَات والأمزاج فَإِن الحارة تكسب عظما وتواتراً والبارد على ضد ذَلِك وَفِي حَال النّوم يكون الانقباض أسْرع وَأعظم لِأَن الهضم هُنَاكَ يكون فتكثر البخارات الدخانية والاستحمام الحارّ يَجْعَل النَّفس سَرِيعا عَظِيما والبارد على ضد ذَلِك وَجَمِيع الْأَمْرَاض الحارّة تجْعَل النَّفس عَظِيما سَرِيعا متواتراً وخاصة مَتى كَانَت فِي آلَات النَّفس الْعَظِيم الْكثير الانبساط والانقباض والسريع الَّذِي يسْرع فِي إِدْخَال الْهَوَاء إِذا أَدخل وَفِي إِخْرَاجه إِذا أخرج والمتواتر الَّذِي ينقص فِيهِ زمَان السّكُون وَهُوَ زمَان الانقباض.
قَالَ وَفِي الْأَمْرَاض الْبَارِدَة بضد ذَلِك إِذا كَانَ الصَّدْر ألماً صَار النَّفس صَغِيرا متواتراً لِأَن الصَّغِير لحركته وَقلة الْحَرَكَة أقل لوجعه وَإِنَّمَا يصير متواتراً ليدرك مِنْهُ بالتواتر مَا فَاتَهُ بِعظم فَإِن لم يكن لهيب وحرارة مَعَ ذَلِك فِي الْقلب وَغَيره نقص التَّوَاتُر وأبطئت حَرَكَة الصَّدْر لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى السرعة ويصعب عَلَيْهِ لوجعه فَلَا يَفْعَله وَإِن كَانَ اللهيب قَائِما فالحاجة إِلَى استدخال الْهَوَاء الْكثير قَائِمَة فَإِنَّهُ يزِيد فِي التَّوَاتُر كلما نقص من الْعظم لِأَن التَّوَاتُر أخف عَلَيْهِ وَأَقل لوجعه من أَن ينبسط انبساطاً كثيرا لعظم الْحَرَكَة وَطول مدَّتهَا فَإِن فِي أوجاع الصَّدْر الَّتِي لَيْسَ الْقلب ملتهباً مَعهَا ينقص عظم الانبساط وَيزِيد فِي التَّوَاتُر.)
فَإِن كَانَ الْقلب مَعَ ذَلِك متواتراً وَالنَّفس الَّذِي يكون من أورام صلبة وسدد وَبِالْجُمْلَةِ لضيق فِي آلَات النَّفس يكون صَغِيرا متواتراً وَالسَّبَب فِي ذَلِك ألف ألف إِنَّمَا يجذب من الْهَوَاء قَلِيل
(1/517)
فَيحْتَاج أَن يجذب بِسُرْعَة مَا كَانَ يبلغهُ بسعة المجرى والضيق يكون فِي آلَات النَّفس على وَجْهَيْن إِمَّا فِيهِ نَفسه كَمَا يعرض فِي الربو والأورام وَإِمَّا لشَيْء يضغط آلَات النَّفس كالحال فِي الاسْتِسْقَاء والحيال وورم الكبد وَالطحَال وَعند الشِّبَع أَو من أجل حدبه من خلف أَو قُدَّام وتفرق بَين الضّيق الْكَائِن مَعَ وجع وَالَّذِي لَا وجع مَعَه إِن الَّذِي مَعَه وجع تقل سرعته إِلَّا أَن يكون مَعَ حمى فَإِن كَانَ مَعَ حمى أفرط التَّوَاتُر.
وَإِن كَانَ الْهَوَاء الْخَارِج بِالنَّفسِ أسخن وَلَيْسَ هَذَا فِي الضّيق فَقَط وَالَّذِي بِلَا وجع النَّفس الْعَظِيم المتفاوت يدل على اخْتِلَاط الْعقل لِأَن الْمُخْتَلط يشْتَغل بأَشْيَاء تصده من أَن يتنفس فَإِذا أكدته أَخذ من النَّفس ضَرْبَة مَا فَاتَ فيعظم لذَلِك وتطول مُدَّة الانقباض وَهَذَا الْإِمْسَاك عَن النَّفس وَيكون التنفس مُخْتَلفا لِلْعِلَّةِ الَّتِي يخْتَلف لَهَا النبض وَيكون اختلافه مدّة بسرد ونظام ومدّة بِلَا سرد وَلَا نظام مثل النبض إِذا عرض فِي إِدْخَال الْهَوَاء أَو فِي إِخْرَاجه سُكُون قبل استتمامه كَأَنَّهُ يجتذب الْهَوَاء فِي دفعتين أَو يُخرجهُ فقصبة الرية مَمْلُوءَة أخلاطاً ورطوبات وَيكون إِمَّا فِي الشوصة وَإِمَّا فِي ذَات الرية وَلَا بُد فِي حُدُوث التنفس الْمُخْتَلف أَن تكون قَصَبَة الرية ضيقَة لِأَن التنفس الْمُخْتَلف يحدث إِذا كَانَ فِي آلَات النَّفس وجع أَو شَيْء مَانع من الْبسط فتميل الْقُوَّة مرّة إِلَى تَخْفيف الوجع فيصغر الانبساط فَإِذا أشرفت على الاختناق مَالَتْ إِلَى تَعْظِيمه أَصْحَاب الوجع الَّذين يتنفسون نفسا صَغِيرا وبهم مَعَ ذَلِك حَاجَة تدعوهم إِلَى عظم الانبساط يتنفسون نفسا عَظِيما بَينا وَذَلِكَ أَن الْعَظِيم يوجعهم فَإِذا أشرفوا على الاختناق استعملوه ضَرُورَة من اخْتَلَط ذهنه كَانَ نَفسه عَظِيم الانبساط وَمن نقص حره الغريزي كَانَ انبساطه صَغِيرا وَكَانَت مَعَ ذَلِك عودته بطيئة من كَانَ بِهِ وجع مَعَ زِيَادَة الْحَاجة إِلَى التنفس كَانَ انبساطه عَظِيما متواتراً وَكَذَلِكَ من كَانَ بِهِ ضيق آلَات النَّفس فَإِذا كَانَ مَعَ ذَلِك حرّ كَانَ التوتر أسْرع وَرُبمَا دعت الضَّرُورَة أَن يتنفس نفسا عَظِيما لِلْعِلَّةِ الَّتِي ذكرنَا. وَيَعْنِي من أَصْنَاف سوء النَّفس وَاحِدَة وَهِي الْعَظِيم السَّرِيع وَهَذَا يكون عِنْد شدَّة الْحَاجة ومواتاة الْآلَة.
أَصْنَاف سوء التنفس إِمَّا عَظِيم متواتر وَإِمَّا عَظِيم متفاوت وَإِمَّا صَغِير سريع متفاوت هَذَا فِي الانبساط وَمثل هَذَا فِي الانقباض والانقباض جملَة يدل على الْحَاجة إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِن يخرج)
والانبساط إِلَى مَا يحْتَاج أَن يدْخل فَلذَلِك إِذا غلبت الْحَرَارَة الدخانية على الْقلب كَانَ الانقباض أَعنِي إِخْرَاج النَّفس عَظِيما سَرِيعا مِثَال أنزل أَن اجتذاب ألف ألف الْهَوَاء إِلَى دَاخل صَار
(1/518)
أَصْغَر وَأَبْطَأ وإخراجه وَدفعه إِلَى خَارج صَار أعظم وَأقوى أَقُول إِن صَاحب هَذِه الْحَال قد نقصت حرارته الغريزية وزادت فِيهِ الْحَرَارَة الدخانية وبالضد الانبساط الْعَظِيم إِذا كَانَ مَعَ تَوَاتر دلّ على شدَّة الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ تفَاوت فعلى اخْتِلَاط الذِّهْن النَّفس الْعَظِيم إِذا كَانَ متواتراً دلّ على شدَّة الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ تفَاوت فعلى اخْتِلَاط الذِّهْن النَّفس الصَّغِير يدلّ على الوجع وَإِمَّا على الضّيق وَإِمَّا على قلَّة الْحَاجة فَإِذا كَانَ التَّوَاتُر دلّ على الوجع وَإِمَّا على الضّيق وَإِمَّا على قلَّة الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ تفَاوت لي وَيفرق بَين الوجع وَبَين الضّيق أَن الضّيق يَدُوم الصغر فِيهِ والوجع رُبمَا وَقع فِي الْوسط وَاحِد عَظِيم لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْحَال تكون الْحَاجة مَعَه أسْرع أَو باحتباس الوجع وَبِأَن الَّذِي من الضّيق أَن حمل نَفسه على نفس عَظِيم كَانَ كَأَنَّهُ لَا يُمكنهُ فَأَما الَّذِي كَون من وجع فيمكنه لَكِن يوجعه وَله مثل الْأَصْنَاف الَّتِي قدمنَا من السرعة وَمعنى السرعة إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه سريع متواتر سريع متفاوت بطيء متواتر بطيء متفاوت وَمثل ذَلِك فِي الانقباض وَهُوَ إِخْرَاج الْهَوَاء فَذَلِك سِتَّة عشر ثَمَانِيَة فِي الانبساط وَثَمَانِية فِي الإنقباض وَذَلِكَ أَن الْمُفْردَات سِتَّة عَظِيم وصغير وسريع وبطيء ومتفاوت ومتواتر. فالعظيم وَالصَّغِير يكونَانِ فِي كَيْفيَّة الإدخال والإخراج والسريع والبطيء فِي سرعَة حركته الإدخال والإخراج والتواتر والتفاوت فِي الزَّمَان الَّذِي بَين آخر الإنقباض وَأول الانبساط والتنفس الْكثير الْمُتَوَاتر الْقَلِيل السرعة يكون عَن وجع مَعَ تزايد الْحَاجة والقليل الْمُتَوَاتر الْكثير السرعة يدل على تزيد الْحَاجة وَيلْزمهُ الْعظم ضَرُورَة وَيلْزم الأول الصغر ضَرُورَة وَأما الْمُتَوَاتر البطيء فَيسْقط لِأَن مَا ينْدر بِهِ بيّن مِمَّا قدمْنَاهُ والمتفاوت السَّرِيع يسْقط أَيْضا لِأَن أمره بيّن من الأول والطيء المتفاوت قد علم مِمَّا تقدم وَتحصل مِمَّا تدل سِتَّة أَصْنَاف فَقَط وَتسقط الْبَاقِيَة لن دلايلها دَاخِلَة فِيمَا تقدم عَظِيم متواتر عَظِيم متفاوت صَغِير متواتر صَغِير متفاوت بطيء متواتر سريع متفاوت فتختلف وَتسقط الْبَاقِيَة وَالِاخْتِلَاف يدل على مَا ذكرنَا فحصّل ذَلِك وجرّده وَهَذَا أبعد أَن يتفقد أَمر عَادَة الرجل فِي نَفسه لِأَن النَّاس يتنفسون ضروباً بعد أَن تكون آلَة الصَّدْر سليمَة من الاسترخاء والتشنج وَرُبمَا اخْتَلَط الذِّهْن وَلم يكن النَّفس عَظِيما متفاوتاً وَفِي هَذِه الْحَال يكون وجع مَانع من عظم النَّفس فيضمك إِلَى صغره ولصغره إِلَى تواتره سوء التنفس يعرض دَائِما مَعَ الورم الْحَار فِي)
جَمِيع آلَات النَّفس والصدر وَالْجنب والرية والحجاب وَفِي أورام الكبد الحارة الفلغمونية وخاصة إِن كَانَ فِي حدبتها وَفِي ورم عَظِيم فِي الطحال وخاصة إِن كَانَ مِنْهُ ألف ألف فِي أَعْلَاهُ وَأَعلاهُ هُوَ الَّذِي إِلَى الرَّأْس أقرب فَإِنَّهُ يعرض لجَمِيع هَؤُلَاءِ نفس صَغِير متواتر ويتولد أَيْضا من ورم الأمعاء وَلِذِي القولن إِذا
(1/519)
كَانَ ورماً فلغمونياً وَفِي المستسقين والحبال وَأَصْحَاب الْبُطُون الْعِظَام والممتلين وَأَصْحَاب الربو والمدة واعوجاج الصلب يصير صَغِيرا متواتراً للضيق وَفِي الَّذين ذَكَرْنَاهُمْ أَولا للوجع إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا جلب اخْتِلَاط الْعقل وَجعل النَّفس صَغِيرا متواتراً وَإِذا كَانَ اخْتِلَاط الذِّهْن عَظِيما والوجع ضَعِيفا جدا لم يتَغَيَّر نَفسه عَن الْعظم والتفاوت والورم فِي الطحال لَا يكَاد يزحم الْحجاب إِلَّا أَن يكون عَظِيما.
قَالَ أبقراط فِي الْمقَالة السَّادِسَة من أبيذيميا التنفس مِنْهُ الصَّغِير الْمُتَوَاتر وَالصَّغِير المتفاوت والعظيم الْمُتَوَاتر والعظيم المتفاوت والعظيم إِلَى خَارج وَالصَّغِير إِلَى دَاخل والعظيم إِلَى دَاخل وَالصَّغِير إِلَى خَارج والممتد والمسرع وَالِاسْتِنْشَاق بعد الِاسْتِنْشَاق والحار والبارد وَحكى عَن أبقراط أَنه قَالَ فِي الْأَمْرَاض الحادة أَن التنفس الْمُتَوَاتر يتعب مَا دون الشراسيف ومراق الْبَطن. ج أَن أبقراط وصف فِي هَذَا القَوْل أَصْنَاف التنفس الرَّدِيء وَأَقُول أَن التنفس مركب من جزئين أَحدهمَا إِدْخَال الْهَوَاء وَالْآخر إِخْرَاجه وَيلْزمهُ بِالْعرضِ سكونان أَحدهمَا الَّذِي بعد إِدْخَال الْهَوَاء قبل أَن يَدُوم إِخْرَاجه وَالْآخر بعد خُرُوج الْهَوَاء من قبل إِدْخَاله وَالنَّفس الْعَظِيم هُوَ الَّذِي يدْخل فِيهِ الْهَوَاء أَكثر مِمَّا يخرج وَالصَّغِير ضد لذَلِك والمتفاوت مَتى كَانَ الصَّدْر يسكن أَكثر من السّكُون الطبيعي وَإِذا كَانَت مُدَّة سكونه قَصِيرَة كَانَ متواتراً وَإِذا تركبت هَذَا كَانَ مِنْهَا أَرْبَعَة تراكيب الْمُتَوَاتر الصَّغِير والمتفاوت الْعَظِيم والمتفاوت الصَّغِير والمتواتر الْعَظِيم والعظيم إِلَى دَاخل وَالصَّغِير إِلَى خَارج هُوَ الَّذِي يستنشق هَوَاء كثيرا وَيخرج قَلِيلا وضده الممتد هُوَ الَّذِي يكون فِي مُدَّة طَوِيلَة والمسرع ضِدّه يكون فِي مُدَّة قَصِيرَة وَالَّذِي يستنشق فِي مرَّتَيْنِ وَالَّذِي يخرج الْهَوَاء فِي مرَّتَيْنِ وكل شَيْء يسْتَحق أَن يذكر فِي بَاب قد رددناه إِلَيْهِ قَالَ وَمن بردت آلَات النَّفس مِنْهُ فناله من ذَلِك سوء النَّفس فَالنَّفْس الصَّغِير جيد لَهُ وَالنَّفس الَّذِي يَتَحَرَّك مِنْهُ ورقتا الْأنف يعرض لمن يصير إِلَى حَال الاختناق من الذبْحَة أَو من ذَات الرية أَو غَيرهَا من أمراض الصَّدْر أَو لمن خارت قوته وضعفت وَفِي هَؤُلَاءِ)
ترى العالي إِلَى مَا يَلِي الْكَتِفَيْنِ يَتَحَرَّك ويسمي الْأَطِبَّاء هَذَا النَّفس نفسا عَالِيا فَإِن الْإِنْسَان مادام فِي صِحَّته وَكَانَ فَارًّا من حَرَكَة إرادية مزعجة فَإِنَّمَا يتنفس بأسافل صَدره ممايلي الْحجاب فَإِذا احْتَاجَ أَن يتنفس استنشاقاً أَكثر حرك مَعَ أسافل صَدره مَا يتَّصل من فَوق فَإِذا احْتَاجَ إِلَى ذَلِك حَاجَة شَدِيدَة جدا حرك مَعَ ذَلِك أعالي صَدره ممايلي الْكَتِفَيْنِ حَتَّى يُحَرك الصَّدْر حَرَكَة استكراه أَو كَمَا يعرض فِي حَال الصِّحَّة لم يحضر إحضاراً شَدِيدا.
من الْأَمْرَاض الحادة ألف ألف قَالَ يعرض النَّفس الْمُتَوَاتر والعظيم عِنْد انضغاط الْحجاب من الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة المحتبسة وَذَلِكَ أَنه يجب ضَرُورَة أَن يقل الْهَوَاء عِنْد الإدخال من أجل ضغط الْمعدة للحجاب فلكي يستتم الْحَيَوَان مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يقل الْهَوَاء عِنْد الإدخال إِمَّا أَن ينبسط الصَّدْر بسطاً وَاسِعًا كثيرا وَإِمَّا أَن يواتر ذَلِك.
(1/520)
من مُخْتَصر فِي النبض على رَأْي ج التنفس مركب من انبساط وانقباض ووقفتين إِحْدَاهمَا قبل الانبساط وَالْأُخْرَى قبل الانقباض والوقفة الَّتِي قبل الانبساط أطول كثير من الَّتِي قبل الانقباض مادام الْجِسْم بِحَالهِ الطبيعية وَكَذَلِكَ مُدَّة الانبساط أطول وإدخاله الْهَوَاء فِي وَقت أَبْطَأَ وَمُدَّة الانقباض أقصر وإخراجه الْهَوَاء فِي وَقت أقل أَو الوقفتان يتبعان فِي الطول وَالْقصر طول وَقت الانبساط والانقباض فيطولان ويقصران بطولهما وقصرهما وَأمره شَبيه بِأَمْر النبض فاقرء بَاب النبض واستعن بِهِ. وَإِذا كَانَ النَّفس إِلَى خَارج سَرِيعا كَانَت الوقفة قبله قَصِيرَة وَإِذا كَانَ بطيئاً كَانَت طَوِيلَة لِأَن التنفس إِلَى دَاخل يَعْنِي فِي الانبساط إِنَّمَا يكون سَرِيعا عِنْد فضل حَاجَة إِلَى الْهَوَاء الْبَارِد وَإِذا كَانَ التنفس إِلَى دَاخل بطيئاً كَانَ الْأَمر فِي الوقفة الَّتِي قبله على الضِّدّ لِأَن الطبيعة لَا يخفر بهَا شَيْء إِلَى سرعَة اجتذاب الْهَوَاء وعَلى هَذَا الْقيَاس يجْرِي أَمر التنفس إِلَى خَارج وَهُوَ الانقباض وَذَلِكَ إِنَّمَا يسْرع إِذا كَانَ البخار الدخاني فِي الْقلب وَالْعُرُوق يخفر الطبيعة لإخراجه وافهم مثل هَذَا فِي النبض انبساطه وانقباضه.
تقدمة الْمعرفَة والتنفس الْمُتَوَاتر يدل على ألم فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فَوق الْحجاب وَإِذا كَانَ عَظِيما ثمَّ كَانَ فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة دلّ على اخْتِلَاط الْعقل وَإِذا كَانَ يخرج من المنخرين والفم وَهُوَ بَارِد فَإِنَّهُ قتال لِأَن التنفس عِنْد الْأَلَم يكون صَغِيرا متواتراً وَأما عِنْد الالتهاب فعظيماً متواتراً وَأما المتفاوت وَهُوَ الَّذِي يكون فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ عَظِيما دلّ على اخْتِلَاط الذِّهْن وَإِن كَانَ صَغِيرا دلّ على انطفاء الْحَرَارَة وَقلة الْحَاجة إِلَى التروّح وَالَّذِي يخرج بَارِدًا على ذَلِك يدل)
على سَلامَة الْقلب والرية والحجاب على أَن الْأَعْضَاء الَّتِي تتصل بِهَذِهِ لَيست بهَا عِلّة مؤلمة وَلَا ورم حَار أَعنِي الْمعدة والكبد وَالطحَال لِأَن هَذِه تلاصق الْحجاب وَمَتى لم يكن فِي هَذِه التهاب شَدِيد وَلَا ورم حَار فِي الْأَمْرَاض الحادة فليعظم الرَّجَاء فِي السَّلامَة.
الْفُصُول إِذا كَانَ التنفس مُنْقَطِعًا قبل الاستتمام إِمَّا فِي الانبساط وَإِمَّا فِي الانقباض وَإِمَّا فيهمَا فَيدل على تشنج لِأَن ذَلِك يكون قد نَالَ عضل الصَّدْر طرف من التشنج فَإِن عظم ذَلِك أدنى عظم نَالَ صَاحبهَا التشنج. لي أعد النّظر فِي الْمقَالة الأولى من سوء التنفس وَضعهَا على تَرْتِيب ونظام كَمَا فعل جالينوس وتفصل مَا ترى ألف ألف مِمَّا نقُول مِثَال ذَلِك نقُول إِن التنفس مركب من إِدْخَال الْهَوَاء وَهُوَ الانبساط والوقفة الَّتِي تكون قبل أَن تبدء بِإِخْرَاج الْهَوَاء أَعنِي الانقباض والوقفة الَّتِي تكون بعده حَتَّى تبدء بانبساط ثانٍ فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَجزَاء حركتان إِحْدَاهمَا انقباض وَالْأُخْرَى انبساط وسكونان أَحدهمَا قبل الانقباض وَالْآخر قبل الانبساط وَالَّذِي قبل الانقباض أقصر بالطبع من الَّذِي قبل الانبساط وَكَانَ النَّفس إِنَّمَا هُوَ ثَلَاثَة أَجزَاء الانبساط والسكون الَّذِي
(1/521)
بعده والانقباض لِأَن النَّفس الْوَاحِد يتم بِهَذِهِ الثَّلَاثَة الْمعَانِي فَأَما السّكُون الَّذِي قبل الانبساط فَإِنَّهُ مُشْتَرك فِيمَا بَين النفسين وَلَكِن بِجِهَة الثَّلَاثَة تمّ الْأَمر أَن يُقَال إِن لَهُ أَرْبَعَة أَجزَاء أول وَيلْزم النَّفس من جِهَة الْحَرَكَة اثْنَتَانِ إِحْدَاهمَا السرعة وَالْآخر الْعظم والسرعة وضدهما إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه فِي مُدَّة أقصر والعظم هُوَ بسط الصَّدْر أَو قَبضه فِي مَسَافَة أعظم وَمن السّكُون المتفاوت والمتواتر فَتَصِير أَصْنَاف التنفس سِتَّة عَظِيم وصغير وسريع وبطيء ومتفاوت ومتواتر فَأَما المركبة فستة عشر صنفا لِأَن تركيب الْعَظِيم مَعَ الصَّغِير والسريع مَعَ البطيء والمتفاوت مَعَ الْمُتَوَاتر تسْقط لِأَنَّهَا أضداد وَتسقط أَيْضا عكوس كَثِيرَة. لي يُمكن أَن يُؤْخَذ الدَّلِيل من النَّفس أبين وأوضح مِنْهُ من النبض فِي بعض الْأَحْوَال فَإِذا رَأَيْت النَّفس يدْخل سَرِيعا وَيخرج سَرِيعا فَإِنَّهُ على حرارة وَيجب أَن يَنْقَسِم ذَلِك كُله باستقصاء.
الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ سوء التنفس الَّذِي لَهُ فترات ودفعات وَيكون خُرُوجه ودخوله بكُرهٍ شَدِيد قَالَ ذَلِك يكون بِسَبَب السكتة. الرَّابِعَة وَفِي الربو وضيق الْآلَة بِالْجُمْلَةِ وَفِي ضعف الْقُوَّة قد ينبسط الصَّدْر انبساطاً كثيرا إِلَّا أَنه لَا يدْخلهُ هَوَاء كثير وَلَا يكون للهواء فِيهِ خُرُوج ينفخه ضَرْبَة كالحالة عِنْد الْحَرَارَة الْكَثِيرَة فِي الصَّدْر قَالَ عظم النَّفس الَّذِي يَتَحَرَّك فِيهِ جَمِيع)
الصَّدْر يكون إِمَّا لحرارة شَدِيدَة فِي الصَّدْر وَإِمَّا لضيق وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة وَإِمَّا لَهَا كلهَا إِلَّا أَنَّهَا إِن اجْتمعت كلهَا مَاتَ العليل على الْمَكَان وَإِن اجْتمع اثْنَان يعسر مَا يتَخَلَّص فَإِذا كَانَ من حرارة مَعَ ذَلِك تَوَاتر ونفخة وَسُرْعَة وَهُوَ حَار يخرج مِنْهُ وَهُوَ يتروّح إِلَى الْبَارِد وَإِذا كَانَ من قُوَّة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ لَا يكون تَوَاتر وَلَا سرعَة وَلَا نفخة إِلَّا أَن يخفر مَعَ حرارة شَدِيدَة وَله فِيمَا يَخُصُّهُ انقباض ورقتي الْأنف قَالَ وَكَذَلِكَ من كَانَ ينبسط صَدره أعظم مَا يكون لسَبَب ضيق فَإِنَّهُ لَا يخرج مَعَه نفخة وَلَا هُوَ حَار إِلَّا أَن يكون مَعَ ذَلِك حرارة كالحال فِي ذَات الرية فَإِن هَؤُلَاءِ يتنفسون التنفس الْعَظِيم جدا ألف ألف الْمُتَوَاتر السَّرِيع وَلَا يكفيهم ذَلِك فضلا عَن غَيره وَالَّذين بهم ربو يبسطون الصَّدْر كُله لَكِن لَا يكون هُنَاكَ تَوَاتر وَلَا نفخة وَلَا هَوَاء حَار وَالَّذين بهم مُدَّة فِي الصَّدْر بِلَا هَوَاء حَار ونفخة وَلَا يكون أَيْضا هَؤُلَاءِ يختنقون سَرِيعا لِأَن قوتهم تكون قد سَقَطت لِأَن كل من جمع فِي صَدره مُدَّة قد بلغ إِلَيْهِ الضعْف ضَرُورَة وَمَعَ أَصْحَاب ذَات الرية والربو بَاقِيَة. وَجُمْلَة فالنفخة خَاصَّة بالحرارة الْكَثِيرَة وَأَصْحَاب الذبْحَة أَيْضا يتنفسون كَهَذا التنفس إِلَّا أَنه يكون مَعَ سرعَة وتواتر لِأَن النَّفس يدْخل قَلِيلا فَيحْتَاج أَن يستلحق مَا قد فَاتَ فَأَما نفخة فَلَا تكون وَأما الْعَظِيم المتفاوت فَهُوَ يدل على اخْتِلَاط عقل فَقَط وَالصَّغِير المتفاوت يدل على برد فِي الْقلب وغنى عَن التنفس وَالصَّغِير الْمُتَوَاتر يدل على وجع
(1/522)
فِي آلَات التنفس وَالَّذِي يَنْقَطِع بِسُكُون يسير ثمَّ يتنفس وَهُوَ المتضاعف كَنَفس الباكي يكون إِمَّا لتشنج فِي آلَات النَّفس وَإِمَّا لأجل حرارة كَثِيرَة تضطر العليل إِلَى شدَّة المتواترة فِي إِدْخَال النَّفس وإخراجه فَأَما تَعْطِيل النَّفس وَهُوَ الَّذِي يبلغ من صغره أَلا يلْحقهُ الْحس فَهُوَ من عِلّة تحدث فِي قَالَ التنفس الَّذِي ينبسط فِيهِ الصَّدْر كُله إِذا كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون فِي الرية خلط غليظ أَو مُدَّة حواليها أَو فِي قصبتها وَحِينَئِذٍ فافصل بَين هذَيْن فَإِن النَّفس الَّذِي مَعَه تحير يدل على أَن الَّذِي فِي الرية رطوبات فَإِنَّهُ مِنْهَا فِي قصبتها وَالَّذِي بِلَا تحير يدل على ورم لم ينضج فِي الرية أَو حواليها خَارِجا عَنْهَا أَو رطوبات حولهَا خَارِجا وَإِذا حدث مثل هَذَا التنفس بَغْتَة فَاعْلَم أَنه قد سَالَ إِلَى الرية من الرَّأْس أَو من غير مَادَّة وَأما إِن كَانَ مَعَه قبل ذَلِك ذَات جنب فَلم تستنق جيدا فَاعْلَم أَن ذَلِك مُدَّة. الأولى من سوء التنفس قَالَ التنفس مركب من إِدْخَال الْهَوَاء وإخراجه من سكونين أَحدهمَا بعد إِدْخَال الْهَوَاء وَهُوَ أَصْغَر وَالْآخر بعد إِخْرَاجه وَهُوَ أطول بكمية قَالَ والتنفس المعتدل هُوَ الَّذِي يحفظ أجزاؤه هَذِه يلمد فِيهِ الْخَاص فِي الكمية)
والكيفية قَالَ وَالْخُرُوج عَن الِاعْتِدَال يلْزم الحركتين أَعنِي دُخُول الْهَوَاء وَخُرُوجه فِي الكمية والكيفية لِأَن الْحَرَكَة مركبة من مِقْدَار الْمسَافَة الَّتِي فِيهَا تكون وَمن مِقْدَار الزَّمَان فَأَما السّكُون فَهُوَ وَاحِد للبسط وَلذَلِك إِنَّمَا هُوَ اعتداله وَخُرُوجه عَن الِاعْتِدَال فِي الكمية أَعنِي فِي مِقْدَار الزَّمَان الَّذِي فِيهِ يكون قَالَ فيخص من هَاهُنَا أَن أَصْنَاف سوء المزاج البسيطة سِتَّة السَّرِيع والبطيء والعظيم وَالصَّغِير والمتفاوت والمتواتر قَالَ وَنحن قَائِلُونَ فِي تَعْرِيف هَذِه ثمَّ فِي أَسبَابهَا ثمَّ نقُول فِي المركبة قَالَ السرعة والبطء والعظم والصغر تقال فِي الحركتين أَعنِي فِي إِدْخَال الْهَوَاء إِلَى دَاخل وَفِي إِخْرَاجه فَيُقَال إِذا كَانَ يدْخل هَوَاء كثيرا وينبسط الصَّدْر فِي مَسَافَة طَوِيلَة عَظِيما وَإِذا كَانَ بالضد صَغِيرا وَيُقَال إِذا كَانَ يدْخل الْهَوَاء فِي زمن قصير ويخرجه فِي زمن قصير وَإِذا كَانَ يدْخلهُ فِي زمن طَوِيل بطيئاً قَالَ وَأما التَّفَاوُت والتواتر فيقالان فِي ألف ألف السكونين الَّذين قبل الانبساط وَالَّذِي قبل الانقباض قَالَ وَأما أَنْيَاب التنفس فَإِنَّمَا يُؤْخَذ من الْأَشْيَاء الفاعلة لَهَا قَالَ وَهِي ثَلَاثَة الْقُوَّة الفاعلة للنَّفس والآلة الَّتِي يكون بهَا وَالْحَاجة الَّتِي لَهَا يكون قَالَ مَتى كَانَت هَذِه الثَّلَاثَة بِالْحَال المعتدلة للحيوان كَانَ النَّفس طبيعياً معتدلاً وَمَتى حدث فِي شَيْء من هَذِه حَادث فَلَا بُد أَن يعرض فِي النَّفس ضَرَر من أجل ذَلِك الْحَادِث بِقدر عظم الْحَادِث وصغره.
(1/523)
قَالَ وَاعْلَم أَن علم التنفس لَيْسَ بِدُونِ النضب فِي الْمَنْفَعَة وَهُوَ أبين مِنْهُ ويشاركه فِي أَسبَاب كَثِيرَة قَالَ وَقد أوضحت فِي كتاب النبض أَن سرعَة الْحَرَكَة تكون من أجل تزيد الْحَاجة وَقُوَّة المواتاة ومواتاة الْآلَة فَإِن حضرت الْحَاجة أَشد فَإِنَّهُ قد يُمكن وَإِن كَانَت الْقُوَّة لَيست بالقوية فَإِنَّهُ لَا يُمكن حِينَئِذٍ أَن تكون حَرَكَة سريعة بل يكون يدل على السرعة تَوَاتر لِأَن التَّوَاتُر فِي جَمِيع الْأَفْعَال إِنَّمَا يكون عِنْد تَقْصِير الْفِعْل عَن مِقْدَار الْحَاجة لعظمه وسرعته فتخفر لحَاجَة عنند ذَلِك إِلَى أَن تقل مُدَّة ترك الْفِعْل حَتَّى يسْرع الرُّجُوع. لي الَّذِي بَين فِي النبض أَن الْعظم يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة وَآلَة مواتية وحاجة دَاعِيَة فَإِذا تزيدت الْحَاجة أَكثر فَعِنْدَ ذَلِك تتزيد السرعة قَالَ وَعظم التنفس أَيْضا يحْتَاج إِلَى أَن تكون الْحَاجة دَاعِيَة وَالْقُوَّة قَوِيَّة والآلة مواتية قَالَ وَأما الصغر والإبطاء فَلَيْسَ يحْتَاج فِي كَونهمَا إِلَى أضداد هَذِه ضَرُورَة بل قد يَكْتَفِي بِوَاحِدَة من هَذِه لِأَنَّهُ إِن نقصت الْحَاجة نُقْصَانا كثيرا نقص لذَلِك الْعظم والسرعة وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة لِأَن الْحَيَوَان قد اسْتغنى ثمَّ اسْتعْمل آلَته وقوته وَكَذَلِكَ إِن ضعفت جدا ثمَّ كَانَت الْآلَة مواتية وَالْحَاجة شَدِيدَة وَكَذَلِكَ إِن حدث فِي الْحَالة مَانع وَكَذَلِكَ)
الْحَاجة وَالْقُوَّة باقيتين فَإِن الْعظم والسرعة ينقص بِقدر الشَّيْء الَّذِي يُوجد قَالَ تزيد الْحَاجة إِذا كَانَت سَائِر الْأَشْيَاء فَاعْلَم أَن الْحَرَارَة قد زَادَت أَقُول إِنَّه إِن كَانَ تزيدها يَسِيرا فَإِن الانبساط يكون أعظم مِمَّا كَانَ بِأَمْر بَين وَإِن تزيدت الْحَرَارَة تزيداً كثيرا فَإِنَّهُ يكْتَسب مَعَ الْعظم سرعَة وَإِن تزيدت أَيْضا فمتواترة فَإِن نقصت الْحَرَارَة وَهُوَ معنى فولبل نقصت الْحَاجة وَكَانَت الْآلَة وَالْقُوَّة بحسبهما فَإِن أول مَا ينقص التَّوَاتُر ثمَّ بعده السرعة ثمَّ الْعظم حَتَّى يكون النبض أَشد تَفَاوتا من الطبيعي بِمِقْدَار وَأَبْطَأ مِنْهُ بِمِقْدَار معتدل وأصغر بِمِقْدَار يسير لِأَن الْقُوَّة مَا دَامَت قوته لم يُمكن الانبساط أَصْغَر من الْمِقْدَار الطبيعي بِشَيْء كثير وَلَا أَبْطَأَ مِنْهُ بِشَيْء كثير جدا لَكِن يكون التَّفَاوُت فِي غَايَة الطول ألف ألف إِن كَانَت الْحَاجة قد نقصت نُقْصَانا قَوِيا كثيرا قَالَ وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الانقباض إِلَّا أَن شدَّة الْحَاجة فِي الانقباض إِنَّمَا يكون لتزيد البخارات الدخانية الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج فَإِنَّهُ إِذا كَانَت الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج هَذِه البخارات شَدِيدَة لكثرتها أَو لحدتها كَانَ الانقباض أَعنِي خُرُوج النَّفس سَرِيعا عَظِيما متواتراً وَيكون بطيأً صَغِيرا متفاوتاً فِي ضد هَذِه الْحَالة وعَلى مِثَال هَذِه الْحَالة فِي الانبساط يكون هَاهُنَا أَيْضا فَإِنَّهُ إِذا ذهبت الْحَاجة نقص أَولا زمَان السّكُون الَّذِي قبل الانبساط ثمَّ سرعته ثمَّ الْعظم.
قَالَ وَالْحَال فِي استفراغ الرّوح النفساني وتحلله كالحال فِي تزيد الْحَرَارَة فَإِن الَّذين يستفرغ مِنْهُم يتنفسون عَظِيما سَرِيعا متواتراً وَالَّذين لَا يستفرغ مِنْهُم فبالضد فَإِن اجْتمع تزيد الْحَرَارَة إِلَى استفراغ الرّوح كَانَ النَّفس إِلَى دَاخل أسْرع وَأعظم وَأَشد تواتراً وبالضد وبالخلاف قَالَ وَأما الانقباض فَإِنَّمَا يكون عَظِيما سَرِيعا متواتراً إِذا كَانَت هَذِه الفضول الدخانية كَثِيرَة وَيكون صَغِيرا بطيأً متفاوتاً وَإِذا كَانَت هَذِه الفضول قَليلَة.
(1/524)
قَالَ وَأما الْأَسْنَان فالسن الَّتِي فِيهَا الْحَيَوَان نامٍ يكون النَّفس فِيهِ أعظم وَأَشد تواتراً فِي الانبساط والانقباض لِأَن الْحَرَارَة الَّتِي فِي السن النامي أَكثر فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى تروّح أَكثر والفضول الدخانية فيهم أَيْضا أَكثر لِأَن هَذِه الفضول إِنَّمَا تكون بِحَسب كَثْرَة الهضم لِأَنَّهَا فضول الهضم وَكَذَلِكَ الْحَال فِي أَوْقَات السّنة والبلدان والأمزجة فَإِنَّهُ فِي الْحَار يعظم ويسرع ويتواتر وَفِي الْبَارِد بالضد وَكَذَلِكَ فِي الْأَعْمَال وَالْأَحْوَال والتصرفات قَالَ والاستحمام أَيْضا مَا كَانَ بالحار يَجْعَل النَّفس سَرِيعا عَظِيما متواتراً وَمَا كَانَ بالبارد فبالضد وَأما النّوم فَإِنَّهُ يَجْعَل الانقباض أعظم وأسرع من الانبساط لِأَن الهضم يكون فِي حَال النّوم أَكثر لِأَن الْحَرَارَة تَجْتَمِع فِيهِ فِي دَاخل الْجِسْم فيكثر لذَلِك)
اجْتِمَاع الفضول الدخانية غَايَة الْكَثْرَة.
قَالَ وَأما الْأَمْرَاض فَجَمِيع مَا تتزيد فِيهِ الْحَرَارَة مثل الحميات تتزيد فِيهَا سرعَة النَّفس وعظمه وتواتره وخاصة فِيمَا كَانَ مِنْهَا فِي الْقلب نَفسه أَو فِيمَا قرب مِنْهُ حرارة مفرطة وَأما الَّتِي نقصت فِيهَا الْحَرَارَة فينقص النَّفس حَتَّى أَنه رُبمَا لم يتَبَيَّن للحس الْبَتَّةَ كالحال فِي اختناق الْأَرْحَام قَالَ وَجَمِيع هَذِه الْأَشْيَاء النبض فِيهَا مُشَاركَة للنَّفس قَالَ وَلِأَن النَّفس فعل إراديّ والنبض فعل طبيعيّ يَخْتَلِفَانِ فِي أَشْيَاء مِنْهَا أَن النبض إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والآلة مواتية وَالْحَاجة دَاعِيَة لَا يُمكن أَن يَجْعَل بالإرادة صَغِيرا والتنفس قد يكون ذَلِك فِيهِ لِأَنَّهُ إِن عرض فِي آلَات النَّفس وجع فَإِن الصَّدْر ينبسط انبساطاً أقل عظما لِأَن عظم الانبساط يهيج الوجع ويشتد لَهُ وَإِذا صغر الانبساط لم يبلغ للْحَاجة قدرهَا فيعتاض من ذَلِك التَّوَاتُر ألف ألف لِأَن يسْتَدرك من الْهَوَاء بِقدر مَا فَاتَهُ بِعظم الانبساط فَتكون هَذِه الْحَالة كمن لَا يتهيء لَهُ أَن يشرب رية فِي جرعة حَتَّى يَسْتَوْفِيه فيغرفه فِي جرعات كَثِيرَة متواترة قَلِيلا قَلِيلا وَمن حالات الوجع فِي الصَّدْر يكون التنفس بكليته يَعْنِي انبساطه وانقباضه بطيئاً صَغِيرا متواتراً وَيكون بعد صغره عَن الِاعْتِدَال أَكثر من بعد سرعته لِأَن تأذي الصَّدْر بِالْوَضْعِ لعظم الانبساط أَكثر مِنْهُ بِسُرْعَة فَإِن السرعة وَإِن كَانَت مؤذية فَإِنَّهَا من أجل قصر مدّتها يكون أذاها أقل وَذَلِكَ لِأَن السرعة تصيره وتؤدّيه إِلَى الَّذِي تشتاق إِلَيْهِ ويستريح الصَّدْر سَرِيعا وَأما عظم الانبساط فَإِنَّهُ مؤذٍ من كل الْجِهَات من أجل شدَّة هَذِه الْحَرَكَة وليتمدد الورم والضغاطة فيألم مِنْهُ من كل وَجه فَلذَلِك لَا ينقص فِي حَال الوجع الشَّديد أَكثر من السرعة.
قَالَ فَإِن كَانَ وجع الصَّدْر بِلَا حرارة يخفر وَيَدْعُو إِلَى النَّفس الْعَظِيم لَكِن تكون حرارة الْقلب بِحَالِهَا الطبيعية فَإِنَّهَا ترى رُؤْيَة بَيِّنَة حَرَكَة الصَّدْر أَبْطَأَ يَعْنِي النَّفس فَأَما إِن كَانَ مَعَ الوجع الْقلب ملتهباً فَإِن السرعة تُوجد لشدَّة الْحَاجة ومبادرته للتطفية فَلَا تنقص السرعة لَكِن ينقص الْعظم نُقْصَانا كثيرا والخلقة المتواترة من أجل خفر الْحَاجة. فَإِن كَانَ مَعَ الوجع تلهب أَيْضا فَإِنَّهُ يزِيد فِي السرعة أَيْضا وَيزِيد فِي التَّوَاتُر بِمِقْدَار أَكثر.
قَالَ والتواتر وَإِن كَانَ قد يلْحق التنفس الَّذِي عَن تلهب الْقلب فَقَط وَهُوَ خفر الْحَاجة وَالَّذِي عَن الوجع فَإِن الْفرق بَينهمَا أَن جملَة مَا قُلْنَا أَن الوجع فِي آلَات النَّفس يَجْعَل
(1/525)
التنفس صَغِيرا متواتراً وَأَن الَّذِي عَن الوجع صَغِير كثيرا وَمَعَهُ أَيْضا أَبْطَأَ وَإِن كَانَ أقل من الصغر قَالَ فَأَما)
التنفس الْكَائِن عَن الوجع مَعَ تلهب الْقلب فينفصل عَن تلهبه فَقَط بالصغر لِأَنَّهُ أَصْغَر من الكاين عَن التلهب بِلَا وجع وينفصل من الكاين عَن الوجع فَقَط فَإِنَّهُ أَشد تواتراً وأسرع وَأعظم وَأَبْطَأ قَالَ فالضعف الَّذِي يتَغَيَّر فِيهِ النَّفس من أجل الوجع لَا يشبه أَمر التنفس فِيهِ أَمر النبض وَأما سَائِر ذَلِك الَّذِي ذَكرْنَاهُ فيشبهه فِي السَّبَب والتغير قَالَ والتغير الْحَادِث فِي النَّفس من سدد أَو أورام صلبة أَو ضغط أَو صنف من أَصْنَاف ضيق فِي الصَّدْر والرية فَإِنَّهُ يُغير النَّفس تغيراً مشتبهاً لتغير النبض قَالَ والتنفس والنبض يكونَانِ جَمِيعًا فِي هَذِه الْأَحْوَال أَعنِي فِي هَذِه حَال الضّيق صَغِيرا سَرِيعا متواتراً أما كَونه متواتراً فَلِأَن مَا ينجذب من الْهَوَاء يكون قَلِيلا لضيق الْآلَة الَّتِي بهَا يجذب وَإِمَّا متواتراً فَلِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يسْتَدرك بِهِ مَا فَاتَ من الْعظم ليكمل مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الْحَاجة وَإِمَّا سَرِيعا فلهذه الْعلَّة أَيْضا وَقد بَينا فِي كتاب النبض أَن عظم الانبساط إِذا وفى الْحَيَوَان مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من إِدْخَال الْهَوَاء لم يطْلب السرعة وَلم يؤف انْتقل إِلَى السرعة ألف ألف إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإِن وفاه لم تَوَاتر فَإِن لم يوفه أَيْضا تَوَاتر حِينَئِذٍ وَفِي أَحْوَال الضّيق يكون النبض والتنفس أَيْضا مُخْتَلفين وَالِاخْتِلَاف عَلامَة خَاصَّة لهَذِهِ الْعِلَل.
هُنَا تمّ القَوْل فِي بَاب التنفس وبتمامه تمّ الجزؤ الجزءالثالث فِي أَكثر النّسخ ويتلوه الْجُزْء الرَّابِع فِي الربو وضيق النَّفس ورداءته
(1/526)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا (الْجُزْء الرَّابِع)
(أمراض الرئة)
(الربو وضيق النَّفس ورداءته) ألف ألف الْمقَالة الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة اسْتَعِنْ بهَا من حَيْثُ ذكر علل الرئة إِذا حدث ضيق النَّفس بَغْتَة مَعَ ثقل فِي الصَّدْر فقد انصبّ إِلَى الصَّدْر نَوَازِل كَثِيرَة دفْعَة أَو)
انصبّت إِلَيْهِ من الْمَوَاضِع الْمُجَاورَة لَهُ وَيكون النَّفس الضّيق ابطأ إِمَّا لِأَن أَقسَام قَصَبَة الرية مَمْلُوءَة أخلاطاً وَإِمَّا لِأَن حول الرئة قَيْحا يمْنَع من أَن ينبسط أَو دَمًا ويفصل بَينهمَا بِأَن هذَيْن تتقدمه ذَات الْجنب وَالْآخر نفث الدَّم فَإِذا لم يكن شئ من هَذِه فَإِن سَبَب الضّيق والربو أخلاط بلغمية وَنَفث الشَّيْء يعسر إِمَّا لغلظة وَإِمَّا لرقته وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة يستعان من هَذِه الْمقَالة بالمواضع الَّتِي يَقُول الِاسْتِدْلَال من رِدَاءَهُ التنفس على الْمَوَاضِع الألمة. 3 (الميامر) السَّابِعَة من الميامر دَوَاء يصعد المدّة وقشور القروح والأغشية من الرئة وينقي تنقية بليغة وَهُوَ نَافِع من السلّ سكبينج وَمر مثقالان قردمانا وحرف مثقالان آس مِثْقَال يعجن بشراب حُلْو جند بادستر مِثْقَال قَالَ يصنع مِنْهُ حبّ ويسقى نصف مِثْقَال بِمَاء فاتر.
لي أَقْرَاص تنّقي تنقية بليغة جدا يُؤْخَذ من السكبينج وبزر الأنجرة وحرف وقردمانا وفلفل وترمس و. . يعجن بطبيخ التِّين وَيُعْطى مِنْهُ مِثْقَال باوقية من مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ بفوذنج عسل رَطْل يُؤْخَذ ويطبخ حَتَّى يغلظ وينثر عَلَيْهِ أُوقِيَّة فلفل مسحوق ويخلطان جيدا وَمثله مرّ وَيُعْطى كل يَوْم مِنْهُ بندقة فَإِنَّهُ ينقي جدا قَالَ وَمن عرض لَهُ أَن يتنفس تنفساً متواتراً من غير حَرَكَة وَلَا حمى فَإِن بِهِ ربوا وَيُسمى نفس الانتصاب لأَنهم يضطرون أَن ينتصبوا كي يسهل نفسهم وَفِي وَقت النّوم يزِيد أبدا وَيكون صَدره أَعلَى كثيرا لِأَن نَفسه إِذْ ذَاك أسهل وصدورها تنبسط كلهَا إِلَّا أَن فِي قصب رئاتهم أَو حول الرئة إِمَّا مّدة وَإِمَّا رُطُوبَة غَلِيظَة فَلَا يكفيهم مَا يجتذبون من الْهَوَاء وَقد يحدث ضيق النَّفس من ورم فِي الرئة من جنس الدُّبَيْلَة وَمن ورم فِي قصب الرئة يضيق بِهِ المسلك يحْتَاج أَن يفصل بَين هذَيْن وَالَّذِي من أجل مَا فِي القصبة لِأَن العلاج يخْتَلف
(2/7)
والفصل هُوَ أَن الضّيق الَّذِي لقصبة الرئة لَا يدْخل الْهَوَاء فِي زمن سريع فَيكون عِنْد ألف ألف تَنْشَق الْهَوَاء زفرات وَالَّذِي بخراج مَعَه حمى وَإِن كَانَ بَارِدًا فثقل شَدِيد وَالَّذِي فِي قَصَبَة الرئة يكون مَعَه نفث وانتفاع بِهِ ويتوق إِلَى السعال وَالَّذِي لخراج فِي الصَّدْر يوجع الصَّدْر بالغمز وَالَّذِي لأخلاط حول الرئة يَبْدُو النفث بعد مُدَّة ويحسّ بثقل وانتصاب إِذا انْقَلب من جنب إِلَى جنب قَالَ وعلاج من بِهِ خلط غليظ فِي قَصَبَة الرئة أَن يلطف بالأدوية الْمُقطعَة وعلاج الدُّبَيْلَة أَن تعالج بأدوية ملطفة ويوافقهما شرب الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق غير أَنه إِذا كَانَ خراج فِي الرئة يجب أَن يشرب قَلِيلا وَإِذا كَانَ خلط غليظ فِي قَصَبَة الرئة فليشرب مِنْهُ كثيرا لِأَن الْأَدْوِيَة الَّتِي)
تنقى أَمْثَال هَذِه الرطوبات لابدّ أَن تهيج سعالاً لِأَن الشَّيْء الغليظ للزوجته لَا يصعد بسهولة وَكَذَلِكَ يحْتَاج إِلَى فضل رُطُوبَة زَائِدَة يسهل بهَا صعُود.
لي تنقية مَا فِي الصَّدْر تعسر إِمَّا لغلظة وَهَذِه تحْتَاج أَن يلطف وَذَلِكَ يكون بالأدوية الْمُقطعَة وبالرطوبات اللطيفة إِن كَانَ غليظاً جدا يَابسا وَإِمَّا لرقته لِأَنَّهُ يفلت من الرّيح وَذَلِكَ يكون بتغليظه بالنشا والكثيرا وَإِمَّا لكثرته وَذَلِكَ أَنه يحْتَاج أَن يقلل وَلَا يكثر الْغذَاء وبالصوم وبالقيء وبالإسهال وببزر الأنجرة والبسبائج وقثاء الْحمار وشحم الحنظل ومرق الديك الْعَتِيق وَإِمَّا أَن يكون لضعف الْقُوَّة وَيحْتَاج أَن يعان بالعطاس 3 (الربو الَّذِي يكون عَن خلط غليظ) قَالَ والربو الَّذِي يكون عَن خلط غليظ فِي قَصَبَة الرئة يجب أَن يعْطى أدوية مقطعَة للخلط اللزج وَإِن يُزَاد الْخَلْط مَعَ ذَلِك بالأدوية والأغذية رُطُوبَة وَأما الخراجات فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تلطّف وتجفّف وأنفع الْأَشْيَاء لَهَا الْأَدْوِيَة الَّتِي من جنس الأفاويه فَإِن هَذِه كلهَا لَطِيفَة مجففة وفيهَا مَعَ ذَلِك إسخان وَأما الربو فأنفع الْأَدْوِيَة لَهُ الَّتِي تلطّف من غير إسخان بِقُوَّة وَلذَلِك أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم خلّ العنصل والعنصل نَفسه والسكنجين العنصلي واجتنب مَا يسخن إسخاناً قَوِيا لِأَنَّهَا تغلظ الْخَلْط ويعسر نفثه وَالَّذِي يبّرد تبريداً قَوِيا لِأَنَّهَا تخمره وتغلظه وتجعله عسر الإنجذاب أَو الذوبان ويعسر نفثه فَلذَلِك قد أَجَاد مؤلفو هَذِه الْأَدْوِيَة للربو إِذا لم يخلطوا فِيهَا شَيْئا من القابضة لِأَن هَذِه فِي غَايَة المضادّة لهَذِهِ الْعلَّة.
لي قد بَين لَك جالينوس كَيفَ يغلظ الْخَلْط الرَّقِيق إِذا احتجت إِلَى ذَلِك وبيّن إِنَّك تحْتَاج أَن تسقى فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مَا يجفّف بِقُوَّة فَإِن أردْت تلطيفه فأمزج بالرطوبات اللطيفة الْكَثِيرَة ورطّب الْبدن بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب الْحَار وبماء الْعَسَل وبالشراب اللَّطِيف الرَّقِيق ثمَّ أعد الْأَدْوِيَة الَّتِي تقلع بالنفث حَتَّى تستنظفها أجمع وَلَا تعط فلفلاً وقردماناً وخردلاً ألف ألف إِلَّا
(2/8)
3 - (دَوَاء الربو)
للربو يعصر بصل العنصل ويطرح على العصارة مثلهَا عسلاً فايقاً ويعقد على نَار فَحم ويسقى مِنْهَا وَيكون مسطرن قبل الطَّعَام وَآخر بعده.
آخر فودنج وحاشا وايرسا وفلفل وَدَار فلفل وانيسون يعجن وَيُعْطى بِعَسَل مِنْهُ قدر البندقية غدْوَة وَعَشِيَّة أَو يسقى طبيخ الزَّبِيب والحلبة المغسولة حَتَّى تتهّرى ويصفّى ويسقى مِنْهَا مَرَّات كَثِيرَة أَو يُؤْخَذ شيح وقضبان الذاب فيطبخ ويعقد طبيخهما بِعَسَل وَيُعْطى مِنْهُ أُوقِيَّة مَعَ سكنجبين.
حب يسهل بِهِ أَصْحَاب الربو وَأفهم من الربو أَنه خلط غليظ فِي قصب الرئة شَحم حنظل نصف مِثْقَال انيسون سدس مِثْقَال يعجن بِالْمَاءِ ويحبّب ويحقن قبله بِيَوْم بحقنة ساذجة يسقى من غَد هَذَا كُله بِمَاء الْعَسَل.
آخر حنظل وشيح بِالسَّوِيَّةِ بورق نصف جُزْء أصُول السوسن جزءان جوشير مثله بحبّب وَيُعْطى مِنْهُ من دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف وينتظر سَاعَة ثمَّ يسقى مَاء الْعَسَل نصف قوطولي وَكَذَلِكَ يفعل بِالْأولِ.
آخر خَرْدَل مِثْقَال ملح الْعَجِين نصف مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار نصف مِثْقَال تجْعَل ثَمَانِيَة أَقْرَاص ويسقى يَوْمًا وَيَوْما لَا بِمَاء عسل.
لي مسهل للربو شَحم حنظل دانقان بزر الأنجرة دِرْهَم بورق نصف دِرْهَم أفتيمون مثله يعجن بِمَاء الْعَسَل ويعطونه وَهُوَ شربة وينتظر ثَلَاث سَاعَات ويسقون أوقيتين أَو ثَلَاثًا من مَاء الْعَسَل.
معجون تَرَبد بزر الأنجرة ولب القرطم وأفتيمون وبسبايج وخردل يعجن بعصارة العنصل وَالْعَسَل وَيُعْطى ثَلَاثَة دَرَاهِم فَإِنَّهُ يسهل وينقى جدا وَيُعْطى لغير الإسهال دِرْهَم.
حب يسهل النفث وَلَا يسهل مر فلفل بزر الأنجرة سكبينج خَرْدَل يعجن بعصارة العنصل وَالْعَسَل وَيُعْطى غدْوَة وَعَشِيَّة عِنْد النّوم.
الثَّانِيَة من أمراض الحادة قَالَ نقاء الرئة مِمَّا يكون فِيهَا يكون بالسعال وَذَلِكَ أَن جَمِيع الْأَشْيَاء المائية الرقيقة فِي الْغَايَة تجْرِي حول الْهَوَاء الَّذِي يخرج بالسعال وتنصّب إِلَى ضد الْجِهَة الَّذِي يسْلك الْهَوَاء فِيهِ لِأَن الْهَوَاء الْخَارِج فِي السعال يحمل مَعَه تِلْكَ الأخلاط وَمن الْبَين أَنه يَنْبَغِي أَن يكون غلظ الأخلاط بالمقدار الَّذِي يُمكن أَن يدْفع الْهَوَاء وَلَا يكون بِمَنْزِلَة الطين الَّذِي
(2/9)
قد رسخ فِي)
قَصَبَة الرئة وَلَا بِمَنْزِلَة المَاء الرَّقِيق الَّذِي يتفرق إِذا دفعتها الرّيح بل يكون معتدلاً فِي الرقة والغلظ قَالَ فالأخلاط اللزجة لَيست تحْتَاج إِلَى ترطيبها فَقَط بل وَإِلَى أَن تجلى والجلاء يكون عِنْد الْأَشْيَاء الحلوة وَكَذَلِكَ التقطيع وَأحذر من الْأَشْيَاء الحامضة وَلذَلِك مَاء الْعَسَل مُوَافق جدا لنفث الأخلاط الغليظة وَأما السكنجبين فالأخلاط اللزجة وَالثَّانِي بعد مَاء الْعَسَل مَاء الشّعير وَبعده ألف ألف الشَّرَاب الحلو إِذا كَانَ الشَّيْء قد نضج وَاحْتَاجَ إِلَى نفث.
الثَّانِيَة من الْفُصُول الربو والسعال إِذا عرض للمشايخ لم يكد يبرؤ لِأَن هَذِه علل يعسر نضجها فِي الشَّبَاب فضلا عَن الْمَشَايِخ. 3 (أَصْحَاب الربو عالجهم بِمَا يسهل البلغم) السَّادِسَة مِنْهَا أَصْحَاب الربو عالجهم بِمَا يسهل البلغم الْكثير.
من التَّدْبِير الملطف الْخُمُور الحلوة جَيِّدَة إِذا شربت مَعَ الْأَشْيَاء الملطفة لنفث مَا فِي الصَّدْر لِأَنَّهَا تسخن وتحلل وترقق وَمَا كَانَ فِي الصَّدْر إِذا كَانَ صلباً فَإِنَّهُ يحْتَاج فِي سهولة نفثه إِلَى أَن يرطب لِأَن نفث الشَّيْء الصلب يكون عسيراً وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة فَإِذا هاج بِأحد سعال شَدِيد وَكَانَ الْخَلْط يَابسا عَظِيما لم يُؤمن أَن تصدع الْعُرُوق شدَّة السعال فرقق الْخَلْط ولطف قَلِيلا ليسهل نفثه.
السَّابِعَة نم مَنَافِع الْأَعْضَاء الْعُرُوق الَّتِي فِي الرئة تنفذ كلهَا إِلَى أصل وَاحِد وَهُوَ التجويف لي مرّ هَاهُنَا أول مَا يفصد فِي ضيق النَّفس من الْجَانِب الْأَيْسَر لِأَن هَذَا التجويف من تجاويف الْقلب مِنْهُ ينْبت الْعُرُوق الضوارب وَمِنْه يتروّح الْقلب بالهواء وَإِذا خف الدَّم فِي هَذَا الْجَانِب اتَّسع الْمَكَان وَسَهل الانبساط أَكثر وَأما التجويف الْأَيْمن من الْقلب فَإِنَّهُ خاصّ بِالدَّمِ الَّذِي يصعد من الكبد إِلَى الْقلب وَلذَلِك مَتى كَانَ خفقان فِي الْقلب وامتلاء دموي فَالْأولى أَن يفصد مِنْهُ.
لي من التَّاسِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة من ضيق النَّفس ضرب يكون عَن نزُول نَوَازِل دائمة من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر وعلاج هَذَا الضّيق من النَّفس مَعَ النَّوَازِل يكون بالأدوية الموصوفة الَّتِي فِيهَا البنج والأفيون وَمن أَجود الْأَدْوِيَة لَهَا فِيمَا قَالَ جالينوس الطين الأرميني وَذَلِكَ أَنه يمْنَع النَّوَازِل الْبَتَّةَ.
التَّاسِعَة من أبيذيميا إِذا كَانَ فِي الرئة مَا يحْتَاج أَن يخرج فالسعال نَافِع وتهييجه وَاجِب بِحَسب الْحَاجة طبيخ الزوفا يسهل النفث وَيُطلق الْبَطن مُحِيطَة وتين أَبيض وزوفا يَابِس وزبيب منزوع)
الْعَجم وأصول السوسن وأصول كرفس وكزبرة الْبِئْر وبسبايج وَتَربد مقشر من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ حَتَّى يصير المَاء ربعه ويصفّى ويسقى.
الأولى من الأغذية من كَانَت فِي صَدره أوجاع مزمنة بِلَا حمى فاطبخ لَهُ حلبة مَعَ تمر سمين وأخلط بهَا عسلاً كثيرا واعقده بالنَّار على جمر بِلَا دُخان حَتَّى يثخن ثخناً معتدلاً واسقه قبل
(2/10)
اهرن قد يكون ضروب من الربو يهيج من ريح يحتقن فِي الصَّدْر فينفخه وعلاجه بالأدوية الَّتِي تفتّح السدد تَأْخُذ شبتا وبابونجا ومرزنجوشا فاطبخه وكمّد بِهِ الصَّدْر والجنبين ومرّخهما بدهن الناردين ودهن الْغَار ودهن السداب وَسَائِر الأدهان الحارة واسقه شخذنايا وامر وسيا ألف ألف وَفِيه واسقه مِثْقَالا من السكبينج أَو جوشير.
للربو من رُطُوبَة فلفل أَبيض رَطْل كاشم نانخواه فودنج من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ بزركرفس حاشا أُوقِيَّة أُوقِيَّة أعجنه بِعَسَل واجعله حبّا واسق مِنْهُ بندقة وَاحِدَة بِمَاء الْعَسَل.
للربو الَّذِي من الرّيح المحتقنة فِي الصَّدْر جند بادستراشق جزؤ جزؤ دقّهما واسق العليل نصف دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل.
آخر حبق حاشا ايرسا فلفل أَبيض أنيسون أحد سَوَاء أعجنه بِعَسَل الشربة مِنْهُ جوزة بِمَاء الْعَسَل.
3 - (دَوَاء يسكّن الربو لَيْسَ لَهُ نَظِير)
دَوَاء يهيج الْقَيْء وَيخرج الفضول ويسكّن الربو وَلَيْسَ لَهُ نَظِير خَرْدَل دِرْهَم ملح مثله بورق أرميني نصف نطرون دانق إسق مِنْهُ درهما بِخَمْسَة أساتير من المَاء وَالْعَسَل وَيكون الْعَسَل أُوقِيَّة وَإِذا كَانَ مَعَ الربو غلظ الكبد فألق فِي الْأَدْوِيَة غافثا وافسنتينا وفوه وزراوند وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ الربو من صغر فِي الصَّدْر والرئة فَلَا يَكْتَفِي بالانبساط فيتدارك النَّفس لذَلِك كالحال فِي الْمعدة الصَّغِيرَة.
الطَّبَرِيّ للبلغم الغليظ يشرب درهما وَاحِدًا من أسقولوقندريون فَإِنَّهُ يلطّفه ويخرجه عَجِيب فِي ذَلِك.
الطَّبَرِيّ الربو الْكَائِن من شدَّة يبس الرئة وحرارتها لَا يكون بنفث يسقى لبن الأتن وَلبن الْمعز وتدرج كَذَلِك ثَلَاثَة أسابيع.
اهرن إِذا كَانَ مَعَ ضيق النَّفس فِي الصَّدْر حرارة فضع عَلَيْهِ المراهم والقيروطي المبردة الملّينة كالمتخذ بدهن البنفسج ولعاب الرجله والبزرقطونا وَنَحْو ذَلِك وَإِذا كَانَ مَعَ برد غَالب فالأدهان والصموغ الحارة نَحْو دهن النرجس والسوسن والبابونج وإكليل الْملك وَنَحْوه قَالَ وينفع من ضعف عضل النَّفس الَّذِي لَا يقدر الْإِنْسَان أَن يتنفس حَتَّى ينْتَصب دهن السوسن.
(2/11)
لي هَذَا ضرب من سوء التنفس يعرض لضعف العضل فَقَط وعلامته أَنه لَيست مَعَه حرَّة وَلَا سعال وَإِنَّمَا هُوَ ضيق فِي النَّفس فَقَط وَقد يكون ضيق النَّفس من أجل يبس وتعرف ذَلِك من نهوك الْجِسْم مَعَ صلابته وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم فعالج ذَلِك بِالْمَاءِ الْحَار والمروخ بشحم البط ودهن قرع واسق هَؤُلَاءِ لَبَنًا مطبوخاً بِمثلِهِ مَاء مَعَ شئ من الفانيذ وبنفسج فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ وَمن بِهِ ضيق النَّفس من حرارة شَدِيدَة بِمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وسكر وبنفسج وَالَّذِي من رُطُوبَة غَلِيظَة فأعطه شخذنايا وأعطه مَاء السداب وَمَا كَانَ من الرُّطُوبَة الغليظة تُرِيدُ أَن تخرج فطبيخ الحلبة وَالزَّبِيب بِمَاء الْمَطَر يُؤْخَذ زبيب منزوع الْعَجم جَفْنَة وحلبة مغسولة مثله وكوز مَاء مطر يطْبخ نعما ويصفّى ويسقى غدْوَة وَعَشِيَّة أَرْبَعَة أساتير كل يَوْم مفتّراً وَقد يهيج ضيق نفس شَدِيد جدا من جمود دم فِي قَصَبَة الرئة من أجل ضرب من ضروب نفث الدَّم فأعط للأشياء الَّتِي تذيب الدَّم وَهِي الملطّفة وَامْتنع القوابض إِلَى أَن يخرج ذَلِك الدَّم إِذا كَانَ الصَّدْر ضيقا والرئة صَغِيرَة كَانَ صَاحبه أبدا ضيق النَّفس بالطبع.)
بولس قَالَ الربو الَّذِي هُوَ انتصاب النَّفس علاجه تلطيف الكيموس اللزج بالأدوية الَّتِي ترقّق ذَلِك الْخَلْط فَلذَلِك يَنْتَفِعُونَ بخل العنصل ألف ألف وسكنجبينه وبأيارج فيقرا وبالإسهال الدَّائِم وبالأدوية القوية وبالقيء بالفجل وَيَأْخُذُونَ من الْأَدْوِيَة الزراوند المدحرج والقنطوريون الْكَبِير وبزر الفوذنج والزوفا والشونيز وَإِن احْتِيجَ إِلَى الفصد فصد قبل أَخذ هَذِه ويدرّ على الصَّدْر ويمّرخ بِمَا يرقق ويلطف كدهن السداب ودهن الشبت أَو مثل هَذَا الدَّوَاء ويخلط بالأدهان وَصفته أنيسون ودردي خمر محرق وفقاح الْإِذْخر وزرنيخ وبورق يخلط بالدهن ويدلك مَا يَلِي الصَّدْر وَيسْتَعْمل أَيْضا الأضمدة الَّتِي تجذب الفضول المائية الَّتِي تسْتَعْمل للاستسقاء وَقد يسقون البورق بشراب الْعَسَل.
آخر بورق سَبْعَة دَرَاهِم فلفل دِرْهَم محروث سِتَّة دَرَاهِم الشربة ملعقة بِمَاء.
دَوَاء لقيء أَصْحَاب الربو خَرْدَل دِرْهَم بورق تِسْعَة قراريط عصارة قثاء الْحمار قِيرَاط وَنصف يعْطى مَعَ هَذَا الْوَزْن دهن اللوز فَإِنَّهُ يخرج فضولاً كَثِيرَة وينقى بِلَا أَذَى وَإِن عرض فِي حَال من شدَّة الربو اختناق فأعطهم بورقاً أَرْبَعَة دَرَاهِم بِمَاء وَعسل قدر خَمْسَة أَوَاقٍ ودرهمي حرف فَإِنَّهُ ينفع من سَاعَته وَهَذَا مِمَّا ينفع من عرق النِّسَاء.
الاسكندر كل شَيْء يكثر الْبَوْل فَإِنَّهُ رَدِيء لمن فِي صَدره غلظ يحْتَاج إِلَى تنقيته لِأَنَّهُ يخرج رَقِيق البلغم وَيمْكث الْبَاقِي فِي صَدره وَلَكِن اسْتعْمل فِي ذَلِك الأغذية الرّطبَة الرقيقة.
ابْن ماسويه الربو مَعَ الْحَرَارَة اطبخ الفودنج بِاللَّبنِ واسقهم وَإِن كَانَ صَبيا يحْتَاج أَن ينفث مَا فِي صَدره فليطبخ بِلَبن أمه ويوجر أَو يطْبخ بِمَاء الرزيانج الرطب مَعَ اللَّبن ويسقى الصَّبِي.
(2/12)
اريباسيوس أعظم العلاجات نفعا من الربو الزراوند المدحرج وبزر الفودنج.
كناش اللَّجْلَاج إِذا كَانَ عسر النفث بِلَا بحوحة فَإِنَّهُ من اليبس وَإِذا كَانَ مَعَ بحوحة فَإِنَّهُ من الرُّطُوبَة.
الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة خُذ خربقاً أَبيض وفودنجا جبليا وَمن بزر الأنجرة فلفل قَلِيل يعجن وَيجْعَل حبا وَيُعْطى.
ابْن سرابيون إِذا كَانَ الْإِنْسَان يتنفس نفسا متواتراً مثل الَّذِي قد أحضر فَإِن ذَلِك هُوَ الربو وَيحدث عَن خلط لزج يتَعَلَّق فِي قَصَبَة الرئة وَيصْلح لَهُم التَّدْبِير الملطف الْمخْرج للخلط الغليظ من الرئة وَذَلِكَ بِأَن تسخن الرية إسخاناً معتدلاً وَيكون ذَلِك بالرياضة والدلك والأدوية وليدلك)
بالمناديل وَلَا يقرب الدّهن إلاّ أَن يَنَالهُ من الدَّلْك إعياء وَتَكون الرياضة بطيئة ثمَّ يَنْتَهِي إِلَى السرعة وامنعهم الْحمام وخاصة فِي الشتَاء ويحذرون جَمِيع الْأَشْيَاء المرطبة وينفعهم الْخبز الْحَار النضيج الَّذِي قد نثر عَلَيْهِ انيسون وشونيز وكمون والطريخ الْعَتِيق وَالْخبْز الْحَار جيد للربو وَمن الْبُقُول الرشاد والفجل والصعتر والأنيسون والنعنع والسلق والخردل وَلُحُوم الأرانب والظباء والأيائل لِأَنَّهَا يابسة وَلُحُوم الثعاليب تنفعهم بِخَاصَّة ألف ألف وتضرهم الْحُبُوب الغليظة والمنفّخة لِأَن هَذِه تحدث ضيق النَّفس وليشربوا الشَّرَاب الْعَتِيق الزنجاني وَمَاء الْعَسَل ويقل الشَّرَاب جملَة وَلَا يشْربُوا الْبَارِد وَلَا على طعامهم وَلَا دفْعَة بل يؤخّروه مَا أمكن ويشربوه قَلِيلا قَلِيلا وليقلوا النّوم لِأَن النّوم الطَّوِيل يحدق ضيق النَّفس فِي الأصحاء فضلا عَن هَؤُلَاءِ وَلَا يَنَامُوا بعقب الْغذَاء وَلَا بِالنَّهَارِ إلاّ أَن يصيبهم من ترك نوم النَّهَار فَتْرَة وحرارة وإعياء فليناموا حِينَئِذٍ نوماً يَسِيرا وَيجْرِي أَن تَنْطَلِق بطونهم كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ بالأغذية بالأشياء الملينة وَالَّذِي يصلح لَهُم مرق الديك الْهَرم ولب القرطم واللبلاب والسلق وَالْكبر المملح والطريخ الْعَتِيق يُؤْكَل قبل الطَّعَام وَاجعَل فِي مَاء الشّعير شَيْئا من الفربيون واسقه فَإِن نَفعه لَهُم عَظِيم والأفتيمون ممدوح جدا يسقون مِنْهُ مثقالين بطلاً فَهَذِهِ مِمَّا يَكْتَفِي بهَا فِي تليين طبايعهم وليمرخ الصَّدْر بدهن السوسن وبدهن الْغَاز وبدهن الشبت والسداب والأدهان الحارة الطّيبَة ويحلّ مَعَه قَلِيل شمع لِئَلَّا يسْرع التَّحْلِيل واسقهم كل يَوْم ثُلثي دِرْهَم من زراوند مدحرج بِمَاء السداب الرطب محبّباً دِرْهَم وانقع بزر القريص بالخل واسقهم
(2/13)
ذَلِك الْخلّ واسقهم درهمي رشاد بدهن لوزحلو واسقهم القنطوريون الغليظ فِي ابتدائها فَهُوَ انفع وَالرَّقِيق فِي آخرهَا اجْعَلْهُ حبا بِعَسَل مَعْقُود فَإِنَّهُ جيد واعظم من هَذِه نفعا هَذَا الطبيخ وَصفته زوفاً يَابِس وفراسيون وَاصل السوس وايرسا وكما ذريوس وجعدة وحاشا وفوذنج ويقطر عَلَيْهِ دهن اللوز المر أَو من دهن حب الصنوبر واسقهم إِيَّاه وَيصْلح لَهُم حب الْغَار والعنصل والبناست والبارزد والعاقرقرحا والجوشير أبلغ الْأَشْيَاء نفعا لَهُم وَلَكِن يحذر مِنْهُ لنكايته للعصب وانتقل من دَوَاء إِلَى دَوَاء لِئَلَّا تألفه الطبيعة فَإِذا صادفت مَا هُوَ أبلغ فالزمه وانفع مَا اسْتعْمل فِي الربو القيئي وَلَا سِيمَا بعقب الْغذَاء بالملح والفجل والسكنجبين العنصلي وَإِن حصرت على الخربق فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون على أَن الخربق غير مَكْرُوه وَلَا مخوف فِي علل الصَّدْر وَإِن شِئْت فاعذر الخربق فِي الفجل وانفعه بسكنجبين ثمَّ يُؤْكَل ذَلِك الفجل فَإِنَّهُ غير مخوف.)
قَالَ وَإِن كَانَ العليل ضَعِيف الصَّدْر فدع القيىء الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل فِيهِ الإسهال الدَّائِم بقثاء الْحمار والفراسيون والغاريقون والأفتيمون فَإِن هَذِه مَعَ إسهالها فِيهَا خَاصَّة نفع لهَذَا الدَّاء فاستعملها فِي الصَّدْر أَربع مَرَّات فَإِنِّي قد أبرأت بِهِ وَحده خلقا كثيرا وَمَتى لم يتهيأ ذَلِك فالحقن بالقنطوريون والحنظل وَنَحْوهمَا.
سفوف جيد للربو رشاد ثَلَاثُونَ درهما سمسم عشرُون قريص عشرَة زوفا يَابِس مثله فانبذ مثله.
حب ينقي الصَّدْر غاريقون ثَلَاثَة أصل ألف ألف السوس مقشر فراسيون دِرْهَم تَرَبد خَمْسَة أيارج أَرْبَعَة شَحم حنظل اثْنَان عنزروت مثله مر دِرْهَم يحبّب بميفختج الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر وَمِمَّا يعظم نَفعه لعوق الحلبة والتين إِذا لم يكن حمى فَإِن كَانَت حمى مَعَ الربو فالعلاج أصعب وَيحْتَاج أَن يرفق بِقدر حرارة الْحمى وَلَا يضجر فِي هَذِه الْعلَّة من طول النّوبَة فَإِنَّهَا طَوِيلَة.
بخور للربو والسعال الْعَتِيق زرنيخ كبريت بِالسَّوِيَّةِ يعجن بشحم الكلى ويبخر بِهِ بقمع.
آخر لَهُ وللسل يجفف الرئة مر سليخة زعفران بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِالشرابِ ويتبخر مِنْهَا بِوَاحِدَة فِيهَا دِرْهَم.
آخر للسعال المزمن ويوسع النَّفس من سَاعَته زرنيخ أصفر وزراوند طَوِيل يسحقان ويعجنان بِسمن الْبَقر ويبندق ويبخر مِنْهُ بدرهم فَهُوَ عَجِيب يبخر فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات عشرَة أَيَّام أَو نَحْوهَا بصبر سقوطرى فَإِنَّهُ جيد أَو باللبنى السائلة والبارزد والزرنيخ فَإِنَّهُ جيد.
(2/14)
أقربادين مجرب حنين حب ينقى آلَة النَّفس خَاصَّة غاريقون ثَلَاثَة أيرسا وَاحِد فراسيون مثله تَرَبد ثَلَاثَة أيارج فيقرا أَرْبَعَة شَحم حنظل اثْنَان عنزروت اثْنَان الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة.
الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ الْأَدْوِيَة المدرّة للبول لَا تصلح لنفث مَا فِي الصَّدْر لِأَنَّهَا اسخن من ذَلِك فَهِيَ تجفف أبدا قَالَ فَأَما فِي هَذِه الْأَدْوِيَة فلتكن قطاعة وَلَكِن يَنْبَغِي أَن لَا يكون لَهَا أسخان لكَي لَا تجفف تجفيفاً شَدِيدا وَيُؤْخَذ أَيْضا مَعَ الأحساء والأشربة المرطبة.
لي على مَا رَأَيْت فِي الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة عِنْد علل الرئة للربو الَّذِي يَبْتَدِئ قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يلْزم صَاحبه يكون من سوء مزاج بَارِد يحدث فِي الرئة فَإِنَّهُ على الْأَيَّام يمْلَأ الرئة رطوبات وَهَذَا يحدث بالمشايخ كثيرا وعلاجه تسخين الصَّدْر مَا أمكن فَإِن اضْطر فضماد الْخَرْدَل والأبخرة)
الحارة غَايَة لَهُ والحبوب الَّتِي تجْعَل بِاللَّيْلِ فِي الْفَم المتخذة من العلك والمر والجوشير. لي دَوَاء من التَّدْبِير الملطف أدمان التَّدْبِير الملطف يذهب بالربو لي لم أر أبلغ فِي قلع مَادَّة الربو والسعال الْكثير الرُّطُوبَة من الْقَيْء وَرفع الصَّوْت بِالْقِرَاءَةِ الطَّوِيلَة فَإِنَّهُ يكثر النفث جدا.
مُفْردَة ج كزبرة الْبِئْر تخرج الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر بِقُوَّة واللوز المر يخرج الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر بِقُوَّة والزراوند المدحرج مثله.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض إِذا حدست إِن الْمَادَّة كَثِيرَة وَمن أجلهَا يمْتَنع النفث فاستفرغ الْبدن بدواء مسهل. ج الراسن حسن الْفِعْل إِذا خلط ألف ألف فِي اللعوقات الَّتِي تخرج الأخلاط من الصَّدْر. د الحاشا يسهل نفث الأخلاط الفودنج النَّهْرِي نَافِع من ضيق النَّفس الَّذِي لخلط فِي الصَّدْر والجبلى أقوى وينفع نفعا فِي الْغَايَة الْحَرْف والخردل جيدان للربو والقنطوريون الْجَلِيل أَصله ينفع من ضيق النَّفس والسعال الْعَتِيق الشونيز نَافِع للربو الزفت الرطب جيد للربو جدا قضم قُرَيْش يعين على النفث الفراسيون ينقي الصَّدْر بالنفث الزراوند يسهل النفث وَمَعَ ذَلِك جيد لنفث الدَّم الساساليوس ينفع من نفس الانتصاب المر جيد للربو وللسعال الْقَدِيم سقولوقندريون أَنْفَع الْأَدْوِيَة كلهَا للربو ورئة الثَّعْلَب مَتى شربت مجففة نَفَعت من الربو.
(2/15)
أطهورسفس رئة الثَّعْلَب طرية تدق مَعَ رماد مثل نصفهَا ثمَّ تجفف فِي الشَّمْس ثمَّ تعجن بِعَسَل وترفع وتسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل كل يَوْم بسكرجة شراب صرف فَإِنَّهُ عَجِيب النَّفْع جدا يسقى أَرْبَعَة أَيَّام. د الايرسا يسهل النفث جدا ويلطف الرطوبات الغليظة فِي الصَّدْر القردمانا جيد للرطوبات الغليظة فِي الصَّدْر وَحب البلسان جيد للربو وضيق النَّفس المر يشرب مِنْهُ قدر بندقة للربو وضيق النَّفس حب الغارجيد للربو وضيق النَّفس التِّين جيد للربو الفجل جيد للربو وضيق النَّفس الكراث الشَّامي يخرج مَا فِي الصَّدْر من الأخلاط الغليظة الفلفل إِذا خلط فِي اللعوقات اخْرُج الْخَلْط الغليظ ونفع من السعال المزمن العنصل جيد للربو وللسعال المزمن والخشونة واجتنبه عِنْد القرحة فِي الْجوف الغاريقون نَافِع من الربو الزراوند المدحرج جيد للريون القنطوريون الْكَبِير نَافِع للربو والسعال المزمن وَنَفث الدَّم لي هَذَا يصلح إِذا كَانَ مَعَ النفث دم الزوفا مَعَ مَاء الْعَسَل جيد من الربو والسعال المزمن وعسر النَّفس الفوذنج جيد للربو وضيق النَّفس)
الحاشا جيد للربو والضيق الساساليوس يُبرئ السعال المزمن وينفع جدا من عسر النَّفس الكمون يسقى بخل ممزوج بِمَاء لعسر النَّفس الَّذِي يحْتَاج مَعَه إِلَى الانتصاب الشونيز مَتى شرب مَعَ النطرون سكن عسر النَّفس الَّذِي يحْتَاج مَعَه إِلَى انتصاب السكبينج جيد لوجع الصَّدْر والسعال المزمن ويقلع الفضول الغليظة الَّتِي فِي الصَّدْر القنة تُؤْخَذ للسعال المزمن وعسر النَّفس 3 (الأغذية لمن كَانَ فِي صَدره أوجاع مزمنة) ج من الأغذية من كَانَ فِي صَدره أوجاع مزمنة بِلَا حمى فاطبخ الحلبة مَعَ تمرسمين وَيُؤْخَذ شيرجها ويخلط بِهِ عسل مثله ويطبخ على جمر حَتَّى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقى قبل وَقت الطَّعَام بِوَقْت كَبِير.
الحلبة قَالَت الخوزانها تنقي الصَّدْر.
ابْن ماسويه الكمون إِن شرب بخل ممزوج نفع من الربو.
سيد هشار قَالَ المَاء الْحَار إِذا شرب جيد للربو والسعال. لي معجون القنة على مَا رَأَيْت للربو ألف ألف زوفا وقردمانا وايرسا بزر الأنجرة غاريقون أفتيمون أَجزَاء سَوَاء بِعَسَل مثلهَا الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم يشرب كل أُسْبُوع مرّة حَتَّى ينقلع الوجع فَإِنَّهُ عَجِيب وَيشْرب فِي سَائِر الْأَيَّام درهما كل يَوْم بِمَاء الْعَسَل.
السَّابِعَة من قاطاجانس دَوَاء جيد التَّرْكِيب يعالج بِهِ علل الصَّدْر إِذا أزمنت زبد
(2/16)
الْبَحْر وَمر ونطرون ودهن بِلِسَان أُوقِيَّة أُوقِيَّة فرييون أُوقِيَّة ميعة سَائِلَة أُوقِيَّة يجمع ويمّرخ بِهِ الصَّدْر الضّيق الَّذِي لقصبة الرئة لَا يدْخل الْهَوَاء فِي زمن سريع فتتبين عِنْد تَنْشَق الْهَوَاء زفرات وَالَّذِي بخراج مَعَه حمى وَإِن كَانَ بَارِدًا فثقل شَدِيد وَالَّذِي فِي قَصَبَة الرئة مَعَه نفث وَينْتَفع بِهِ وسوّق إِلَى السعال وَالَّذِي لخراج فِي الصَّدْر يوجع الصَّدْر بالغمز وَالَّذِي بأخلاط حول الرئة يَبْدُو النفث بعد مُدَّة ويحسّ بثقل وانتصاب إِذا انْقَلب من جنب إِلَى جنب. ج الأقحوان إِن شرب يَابسا كَمَا يشرب الأفتيمون نفع من الربو إِذا شرب بِغَيْر زهرَة بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق نفع من البهر وَنَفس الانتصاب فِيمَا ذكر اطهورسفس. د بزر الأنجرة إِذا دق وخلط بِعَسَل ولعق منع عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وَيخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر ورق الأنجرة إِذا طبخ مَعَ مَاء الشّعير أخرج مَا فِي الصَّدْر من الأخلاط الغليظة.)
وَقَالَ ج بزر الأنجرة يخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر والرئة إِذا شرب.
اريباسيوس إِن الأنجرة تعين على قذف الرطوبات الغليظة من الصَّدْر والرئة. قَالَ د ارغيون يسقى من ورقه درخمي بميبختج للربو والأشقيل نَافِع إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات بِعَسَل للربو فِيمَا زعم ديسقوريدوس وينفع مِنْهُ إِذا أكل نيّاً كَانَ أَو مشوياً وَإِن كَانَ مسلوقاً فعل ذَلِك يلعق بِعَسَل. د خَاصَّة الأشقيل النَّفْع من الربو الأشق إِن خلط بِعَسَل أَو لعق بِمَاء الشّعير وتحسى نفع من د دهن البلسان يُوَافق عسر النَّفس لانضاجه الفضول وَقَالَ حب البلسان نَافِع من نفس الانتصاب إِذا شرب وَقَالَ بَوْل الصّبيان لم يحتلموا إِذا تحسى وَافق عسر النَّفس. د وَج بَوْل الْأَطْفَال قد جرب فِي ضيق النَّفس ونفع لَكِن لَيْسَ نَفعه بِأَكْثَرَ من نفع غَيره من الْأَدْوِيَة النافعة لَهُ. د الباقلي يعين نفث الأخلاط الَّتِي فِي الصَّدْر والرئة. د وَج البلبوس مُوَافق لمن يحْتَاج أَن ينفث شَيْئا من صَدره إِذا لم يسلق إِلَّا مرّة وَاحِدَة وَإِن سلق مرَّتَيْنِ قلّ فعله فِي ذَلِك. د طبيخ البرشياوشان يعين على نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة مرق
(2/17)
الديك الْعَتِيق على مَا رَأَيْت فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع جدا للربو إِذا تعوهد بالإسهال بِهِ. د أَو يطْبخ على هَذِه الصّفة الَّتِي وصفهَا ابْن ماسويه والكراث فِي الربو أَجود الزراوند المدحرج إِن شرب مِنْهُ نفع ألف ألف الربو الزوفا مَتى طبخ بِالتِّينِ وَالْعَسَل والسداب نفع من الربو وَنَفس الانتصاب. د الزرنيخ يسقى بِمَاء الْعَسَل لمن فِي صَدره قيح يحْتَاج أَن يقذفه وَقد يخلط براتينج وَيعْمل مِنْهُ ج السّمن نَافِع جدا من نفث مَا فيال صدر والرئة إِذا أردْت أَن تنضج الْعلَّة فَإِن لعق وَحده فانضاجه لِلْعِلَّةِ أَكثر وَإِذا لعق مَعَ عسل ولوزمر كَانَ انضاجه أقل وإعانته على النفث أَكثر صمغ الْحبَّة الخضراء مُوَافق لنفث مَا فِي الصَّدْر إِذا لعق بِعَسَل طبيخ الحلبة إِذا عقد مَعَ شيرج التِّين كَانَ جيدا لنفث البلغم الَّذِي فِي الصَّدْر.
ابْن ماسويه الْحَرْف مَتى طبخ فِي الاحساء وتحسى أخرج الفضول من الصَّدْر.) د وَج الْحَرْف يلقى فِي أدوية الربو لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة كَمَا يقطعهَا الْخَرْدَل. ج الْحَرْف جلاء لما فِي الصَّدْر والرئة من البلغم اللزج.
ابْن ماسويه طبيخ الحاشا مَتى اسْتعْمل مَعَ عسل نفع عسر النَّفس المخروج إِلَى الانتصاب والبهر. د وَج الحاشا يعين على نفث مَا يكون من الصَّدْر والرئة. ج الطين الأرميني ينفع من يُصِيبهُ عسر النَّفس مُدَّة بعد مُدَّة بِسَبَب نُزُوله تنصب إِلَى الرئة. ج بزر الْكَتَّان إِذا خلط بِعَسَل ولعق أخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر وَسكن السعال دَقِيق الكرسنة مَعَ عسل يعين على نفث مَا فِي الصَّدْر. ج الكبريت إِذا تدخن بِهِ نفع من الربو وَأَن تحسى فِي بَيْضَة أخرج الْقَيْح الَّذِي فِي الصَّدْر د الكمون يسقى بخل ممزوج لعسر الانتصاب وبزر الكرفس الْمُسَمّى سمرينون نَافِع لعسر النَّفس والكراث الشَّامي مَتى طبخ مَعَ مَاء الشّعير أخرج الرطوبات الَّتِي فِي الصَّدْر.
ابْن ماسويه مَتى طبخ بِمَاء الشّعير حلّل البلغم الغليظ الْمُتَوَلد فِي الصَّدْر. د دهن لوز مرّ نَافِع من الربو اللوز المر يخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر والرئة.
(2/18)
ج لِسَان الْحمل يصلح أَن يغتذى بِهِ أَصْحَاب الربو. د أصل لوف الْحَيَّة نَافِع من انتصاب النَّفس. د وَأَن شوى وَأكل بالعسل سهل نفث الرُّطُوبَة المزمنة من الصَّدْر والمر أَن سحق وعجن بِعَسَل نفع الصَّدْر الَّذِي تنصبّ إِلَيْهِ الْموَاد. د يشرب من المر قدر باقلي لانتصاب النَّفس. د ساهناه دَوَاء مَعْرُوف جيد للربو وعسر النَّفس. د السندروس يسقى للربو. د عصارة السفرجل نافعة من الربو وأصل السوسن الآسمانجوني يعين على نفث الأخلاط جوز السرو إِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب بِالْخمرِ نفع من الربو. د سكبينج يقْلع الفضول الغليظة الَّتِي فِي الصَّدْر قَالَ الساساليوس بزره وَأَصله نَافِع من نفس د أصل الساساليوس الأفريطشي قوي جدا فِي إِخْرَاج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر مَتى لعق بِعَسَل.) د ساساليوس نَافِع من نفس الانتصاب السّلْعَة نافعة من الربو مَتى تبخر بِهِ والسعد نَافِع للربو.
بولس طبيخ السذاب الرطب والشبت الْيَابِس جيد لوجع الصَّدْر وعسر النَّفس. د الْعنَّاب نَافِع ألف ألف للربو.
ابْن ماسويه الفجل مَتى سلق وَأكل كَانَ جيدا للربو والأخلاط الغليظة فِي الصَّدْر أصل
(2/19)
الفاشرا يعْمل مِنْهُ لعوق مَعَ الْعَسَل نَافِع من الربو وَقَالَ الفراسيون ينقّي الصَّدْر والرئة بالنفث. ج قَالَ أصل نَبَات بخور مَرْيَم قد يشفي أَصْحَاب الربو طبيخ الفوذنج نَافِع من الربو وَقَالَ الفوذنج يخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر والرئة بالسعال وعصارته تبرئ ضيق النَّفس. د وَج طبيخ القيسوم مَتى شرب ورقه مسحوقاً نفع من نفس الانتصاب. د القفر مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من الربو وعسر النَّفس. د الإسهال بعصارة قثاء الْحمار نَافِع جدا للَّذين بهم سوء التنفس يخلط بهَا ضعفها من الْملح وَمن الأثمد مَا يُغير لَوْنهَا وَيعْمل حبا ويسقى بِمَاء فاتر. د القنطوريون الْكَبِير إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب نفع من الْورْد وَأَصله نَافِع من ضيق النَّفس القنة جَيِّدَة لضيق النَّفس. د الراسن يَجْعَل مَعَ الْعَسَل لعوقاً نفع من عسر النَّفس. ج إِن الراسن إِذا جعل فِي اللعوقات النافعة من نفث الأخلاط الغليظة نفع. د الزفت الرطب نَافِع من الربو. د وَج يلعق مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف مَعَ عسل. د قضم قُرَيْش نَافِع لما ينفث من الصَّدْر قَالَ ذَنْب الْخَيل نَافِع من ضيق النَّفس التافسيا يعين على نفث الفضول التِّين الْيَابِس جيد لنفث الفضول وَهُوَ جيد للربو ويطبخ مَعَ الزوفا وَيشْرب فينقي الفضول زبيب الْجَبَل نَافِع من ضيق النَّفس رئة الثَّعْلَب تجفف وتشرب فتنفع من الربو وَإِذا عمل مِنْهُ لعوق بالعسل نفع من الربو وعسر النَّفس وَقَالَ الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ نفع من الربو والخل يتحسى فيوافق عسر النَّفس المحّوج إِلَى الانتصاب.
(2/20)
ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة المنقّية لما فِي الصَّدْر والرئة بزر الأنجرة وبزر الجزر البّرى وبزر الخشخاش الْأسود وبزر كتّان وحاشا وبزر الفجل والفجل نَفسه إِذا أكل والخردل والأنيسون وقردمانا وبزر)
قثاء وبزر بطّيخ والشونيز وورق السذاب والجعدة والغار حبّه وورقه وقشور السليخة وَدَار صيني وقسط مر وحلو وحماما وسنبل الطّيب وقشور أصل الْكبر وبصل الفار واللوز المر وَالشرَاب الحلو وَاصل السوسن وجندبادستر والأشنة وثمر الطرفاء وثمر الصنوبر وَمَاء الْعَسَل والأشج والقيصوم ومقل الْيَهُود وصمغ الانجدان وفراسيون والجوشير وَالزَّبِيب الحلو المنقى من عجمه والفوذنج النَّهْرِي والزراوند الطَّوِيل والمدحرج والقنة وعصارة الفراسيون وأصل الفوذنج والقنطوريون وموم وعلك الأنباط وَحب العرعر واسطوخدوس والتين الْيَابِس وأصل السوس والكراث الشَّامي إِذا طبخ مَعَ شعر مهروس وقردمانا وعصارة السلق ومخ الْبيض إِذا تحسى هَذِه أجمع نافعة للصدر والرئة والسعال الْعَتِيق وَالْخَرَاج فِي الصَّدْر والحجاب.
ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة لعسر النَّفس إسق من دهن البلسان درهما مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ ألف ألف من مَاء التِّين أَو حب البلسان أَو عيدانه من كل وَاحِد دِرْهَم بِمَاء السكر المغلي وَقَالَ فِي الربو اسْقِهِ رئة الثَّعْلَب بعد تجفيفها ونخلها دِرْهَم بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ وَيطْعم زيرباجه بِلَحْم الديك الْهَرم يطْبخ بالشبت والنعنع وَمَاء اللبلاب مَعَ لباب القرطم للربو والبهر والرطوبة اللزجة فِي الصَّدْر دِرْهَمَانِ من رئة الثَّعْلَب مجففة مسحوقة بِمَاء التِّين.
قسطاً فِي بَاب علل الدَّم إِن الدَّم إِذا سخن ولد بخارات كَثِيرَة تضيق لَهَا آلَات النَّفس.
إِن اللَّجْلَاج قَالَ إِن كَانَ عسر النَّفس من غير بحوحة فَهُوَ من يبس وَإِن كَانَ من بحوحة فَهُوَ من رُطُوبَة وَإِن كَانَت مَعَه حمى فهناك ورم حَار قريب من الْقلب فِي الرئة أَو فِي بعض آلَات النَّفس.
مَجْهُول للربو يُؤْخَذ مرادسنج وزرنيخ أَحْمَر ينعم دقها ويطليان بصفرة بَيْضَة على خرقَة كتَّان جَدِيدَة وابتلها ودعها عنْدك واقطع مِنْهَا قطعا وبخره باّجانة وقمع ذرّة فِي فِيهِ إِحْدَى وَعشْرين يَوْمًا فَإِنَّهُ يُبرئ برْء تَاما.
لعوق نَافِع من النَّفس واللهث الشَّديد عصير الأشقيل وَعسل بِالسَّوِيَّةِ وَيكون الْعَسَل منزوع الرغوة حَتَّى ينغمز وَيسْتَعْمل.
الْأَعْضَاء الألمة التنفس الَّذِي يكون قسراً بِجهْد شَدِيد وَيحدث إِمَّا عِنْد مَا يعْمل عملا عنيفاً جدا وَإِمَّا عِنْد مَا يغلب على الْقلب لهيب نَارِي وَإِمَّا لحدوث سدة وَإِمَّا لحدوث ورم وَإِمَّا لضعف قُوَّة العضل.
(2/21)
ضيق النَّفس يدل على ثَلَاث علل إِمَّا على ورم حَار حَادث من الدَّم وَإِمَّا)
لضيق مجاري النَّفس وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة النفسية.
وَدَلِيل الورم من النبض وَخُرُوج النَّفس الْعَظِيم وَحُمرَة الصَّدْر وَالْوَجْه والعطش والاشتياق إِلَى الْهَوَاء الْبَارِد وَأما ضيق آلَات النَّفس فَإِن كَانَ فِي الْحلق فَهُوَ يدل على حرارة الْمَوَاضِع وَإِن كَانَ فِي الحنجرة دلّ على الخناق الَّذِي لَا يظْهر وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر دلّ عَلَيْهِ الوجع الضَّعِيف وَإِن كَانَ فِي الرئة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي لَحمهَا حدث مَعَ الضّيق ثقل وتمدد وَإِن كَانَ فِي غضاريفها حدث مِنْهُ مضض دَاع إِلَى السعال وَقد يكون ضيق النَّفس من ضَرْبَة تصيب الخرزة السَّادِسَة وَذَلِكَ إِن عصبه من هُنَاكَ يجِئ ضيق النَّفس إِذا كَانَ من أجل الحنجرة كَانَ مَعَه خناق وَإِن كَانَ فِي الرئة فَإِنَّهُ أَن كَانَ فِي أَقسَام قصبتها حدث مَعَه حَرَكَة السعال بِمَنْزِلَة نفس الانتصاب وَإِن كَانَ فِي عروقها الضوارب بِمَنْزِلَة مَا يعرض فِي الربو عرفت ذَلِك من النبض الْمُخْتَلف وَإِن كَانَ فِي نفس الرئة فبخروج هَوَاء حَار بِالنَّفسِ وَيكون النَّفس سَرِيعا متواتراً.
أَصْنَاف ضيق النَّفس أَرْبَعَة وَذَلِكَ إِمَّا أَن يكون عَظِيما متواتراً يدل على اختلال الذِّهْن وَإِمَّا عَظِيما متواتراً يدل على الوجع.
لي قد يعرض ضق النَّفس من ضيق الصَّدْر وَقلة مَوضِع انبساطه أَو صغر الرئة وَذَلِكَ كُله يكون فِي الْخلقَة ألف ألف لَا يُمكن أَن يعالج بدواء علاجه أَن يتنشق أبدا هَوَاء بَارِدًا ليقوم الْقَلِيل مقَام الْكثير فِي ترويح قلبه وَإِلَّا سخن مزاج قلبه وَتَبعهُ اخْتِلَاج قَالَ فِي التَّدْبِير الملطف أَن الْخُمُور الريحانية الحارة الحلوة مَعَ ذَلِك عَظِيمَة النَّفْع للأمراض الْعَارِضَة فِي الصَّدْر والرئة إِذا لم يكن هُنَاكَ حمى وَلَا صداع وخاصة مَا يحْتَاج مِنْهَا أَن ينقّى بِالْقَذْفِ ويسهل ذَلِك لِأَن الرُّطُوبَة الَّتِي تُرِيدُ أَن تقذف سهلاً لَا يحْتَاج أَن يقطع فَقَط لَكِن وَإِن ترطب وتسخن ترطيباً معتدلاً وَهَذِه الْخمر تقدر إِن تفعل ذَلِك لِأَن مَا قذف مِنْهَا وَهُوَ يَابِس أَكثر من الْمِقْدَار يهيّج تهييجاً شَدِيدا يعسر نُفُوذه وَلَا يُؤمن حِينَئِذٍ أَن تتخرق بعض الأوعية لَا يجب أَن يكون فِي هَذِه الْعلَّة الشَّرَاب فِيهِ قبض أصلا فَهَذِهِ فِيمَا زعم تنقّى الصَّدْر إِذا اسْتعْملت مَعَ أدوية ملطفة.
ابيذيميا إِذا حدث فِي الْأَعْضَاء السفلي ورم حلل الربو وَمِنْه الربو إِنَّمَا هُوَ النَّفس الحثيث كَنَفس من يحضر فَأَما نفس الانتصاب فَالَّذِي إِذا انضجع صَاحبه خَافَ أَن يختنق فَصَارَ يُسَارع إِلَى الانتصاب والحمى تشفي من الربو.
الأخلاط مَتى أردْت استفراغ الأخلاط من الصَّدْر والرئة باعتدال فأعطه فلفلاً يمضغه مَعَ)
المصطكي.
الميامر ينفع هَؤُلَاءِ الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق يشربون مِنْهُ بِمِقْدَار كثير لِأَن كثرته تسهل صعُود مَا يحْتَاج أَن يصعد وينفع مِنْهُ عصارة بصل العنصل فيلقي عَلَيْهِ مثله عسلاً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُعْطى مِنْهُ مسطرن قبل الطَّعَام وَآخر بعده أَو يتَّخذ رُبّ من الفوذنج
(2/22)
والايرسا على هَذِه الصّفة هَذِه الْعلَّة بِالْجُمْلَةِ تحْتَاج إِلَى يقطع الأخلاط الغليظة من غير إسخان بيّن فَلذَلِك العنصل يوافقهم وسكنجين العنصل وَأما القابضة فَفِي غَايَة المضادة وشحم الحنظل من أدويته وَكَذَلِكَ عصارة قثاء الْحمار شَحم حنظل مِثْقَال وَنصف أصل السوس مثقالان أصل الجوشير مثله شيح مِثْقَال بورق مِثْقَال وَنصف يعْمل بِالْمَاءِ حبّا كالباقلي واسق مِنْهُ أَربع حبّات وينتظر نصف سَاعَة ثمَّ اسْقِ مَاء الْعَسَل نصف قوطولي.
آخر خَرْدَل مِثْقَال ملح وعصارة قثاء الْحمار نصف مِثْقَال من كل وَاحِد تجْعَل أقراصاً ثَمَانِيَة عددا وتسقى يَوْمًا وَيَوْما لَا بِمَاء الْعَسَل.
اطهورسفس خُذ رئة الثَّعْلَب طرية واعجنها برماد وَضعهَا فِي الشَّمْس واسحق مِنْهَا أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَعَ عسل وامزجه بشراب صرف مِقْدَار سكرجة واسقه للربو أَرْبَعَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرء بِهِ.
ابْن سرابيون لعوق يخرج الفضول الغليظة من الصَّدْر لعاب الْخَرْدَل الْأَبْيَض يلقى عَلَيْهِ مِقْدَاره عسلاً ويطبخ حَتَّى يصير لعوقاً وَيُؤْخَذ مِنْهُ عالج سوء النَّفس الَّذِي من ورم حَار فِي الصَّدْر بِمَاء الشّعير وَالسكر الْأَبْيَض وَمَاء القرع وَنَحْو ذَلِك وعالج سوء النَّفس الَّذِي من ضعف العضل الَّذِي يبسط الصَّدْر بالأدهان اللطيفة نَحْو ألف ألف دهن النرجس والسوسن والرازقي وبالأفاوية كالسليخة والسنبل يَجْعَل قيروطاً بِهَذِهِ الأدهان وتذّر عَلَيْهِ هَذِه الأفاوية وألزمه عضل الْجنب والصدر وفقار الظّهْر والرقبة وَهَذَا التنفس كثيرا مَا يكون وهوان ترى ثقبي الْأنف تتحرك فَقَط وكّمد أَيْضا بِمَاء البابونج والمرزنجوش وضع على الصَّدْر فِي عِلّة الورم الْحَار قيروطاً بِمَاء الثَّلج وَإِذا كَانَت الْعلَّة بَارِدَة فقيروطي دهن السوسن وَإِن كَانَ سوء التنفس من يبس فكمّده بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ شَحم البط وشمع ودهن حل وَإِن كَانَ من رُطُوبَة فِيمَا يسهل النفث وينفع من سوء التنفس الَّذِي من يبس لبن وفانيذ وينفع من سوء التنفس الَّذِي من برد شخذ نايا بِمَاء فاتر وينفع من سوء النَّفس الرطب مَاء البابونج وَمَاء الشبت سكرجة ينفع الربو.)
الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا كخل العنصل وبصل العنصل وسكنجبين الْمُتَّخذ بالعنصل وينفعهم نفعا جيدا القيشور وَهُوَ الفينك مَعَ البورق وعكر الشَّرَاب المحرق مَعَ فقاح الأذخر والزرنيخ مَعَ الفربيون أَو يُؤْخَذ من القيشور جزءان وَمن البورق جزؤ يدق وينخل وينثر على الدّهن وَيضْرب حَتَّى يحمّر كلون الدَّم وَيسْتَعْمل إِن لم يكن تفريح أَو شرب فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك سكّن السعال والقيح وَأعظم من هَذِه نفعا الْمَنْفَعَة الدائمة بالأدوية
(2/23)
القوية والقيء بالفجل وضع المراهم الَّتِي تحمّر الصَّدْر وتجذب الصديد وينفع للربو شرب الزراوند المدحرج بِالْمَاءِ وأصل القنطوريون الأكبروحب السقولوقندريون وَأَصله وبزر الفجل البّري وبزر الفوذنج النَّهْرِي والبّري والزوفا والسوسن الآسمانجوني والشونيز والدود الَّتِي تَحت جرار المَاء وَيجب أَن تُؤْخَذ هَذِه الدُّود وتلقى فِي إِنَاء خزف وتلقى حَتَّى تبيضّ ثمَّ يخلط مَعهَا عسل مطبوخ وَيُعْطى مِنْهَا ملعقتان قبل الطَّعَام وَبعده. د أصل القنطوريون الْكَبِير مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وَشرب أَو ايرسا أَو فراسيون نفع جدا قَالَ والربو هُوَ انتصاب النَّفس وَذَلِكَ إِن صَاحب الربو يضْطَر إِلَى الانتصاب وَأَن يَجْعَل على الْمَوَاضِع الَّتِي تلِي صَدره من الْفراش ارْفَعْ مَوضِع وَقد يعرض شبه مَا يعرض لأَصْحَاب الربو من رداءة التنفس للمتقيحين وَالَّذين رئاتهم وارمة لِأَن هَذَا النَّوْع من سوء التنفس إِنَّمَا هُوَ لضيق يحدق فِي آلَات النَّفس والربو بِالْحَقِيقَةِ هُوَ الَّذِي فِي أَقسَام قَصَبَة الرئة من رطوبات كَثِيرَة لصقة يمْنَع من امتلائها من الْهَوَاء وعلاج الربو يكون بالأدوية الملطفة والمقطعة من غير اسخان بيّن وَأعظم الْأَشْيَاء نفعا لأَصْحَاب الربو ربّ العنصل وخل العنصل وسكنجبين العنصل وَنَفس جرم العنصل والزراوند المدحرج إِذا شرب بِمَاء نفع من الربو نفعا عَظِيما وأصل القنطوريون إِن شرب نفع وَكَذَلِكَ عصارته والزفت الرطب نَافِع لأَصْحَاب الربو والفوذنج النَّهْرِي جيد لأَصْحَاب الربو والشونيز إِذا شرب نفع من انتصاب النَّفس ورئة الثَّعْلَب ألف ألف مَتى ملحت وجففت وشربت نَفَعت جدا والزوفا والسوسن والدود الَّذِي تَحت جرار المَاء ينفع من الربو وَيَنْبَغِي أَن يغلي هَذَا الْحَيَوَان على جمر حَتَّى يبيضّ ثمَّ يسحق ويخلط بِعَسَل قد طبخ وَيُعْطى مسطرن.
للربو عصارة العنصل وَعسل بِالسَّوِيَّةِ يطبخان على جمر حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل قبل الطَّعَام وَبعده.
بولس علاج البهر إفناء الْخَلْط اللزج بالأدوية القاطعة وينفعهم خل العنصل وسكنجبينه)
والعنصل المشوي إِذا خلط بعس وينتفعون بالأريارج والإسهال الدَّائِم بالأدوية المسهلة والقيء بالفجل والسكنجبين وَشرب الزراوند المدحرج والقنطوريون الْكَبِير وبزر الفوذنج والزوفا والإيرسا والشونيز والدوابّ الَّتِي تَحت جرار المَاء وَإِن احْتَاجَ إِلَى الفصد فليفصد قبل كل شئ ويحقن ويضمد الصَّدْر من خَارج بِالتِّينِ ودقيق أصل السوسن ودقيق الشّعير وعلك البطم ويذّر عَلَيْهِ أَيْضا دَقِيق السوسن ودهن السداب ودهن الشبت.
دَوَاء يخلط بالأدهان قيشور أَرْبَعَة دَرَاهِم دردي خمر محرق مثله زرنيخ جزؤ فقاح الأذخر جزءان فربيون جزؤ بورق جزءان يدقّ ويسحق بالدهن ويدلك بِهِ مَا يَلِي الصَّدْر وَيسْتَعْمل أَيْضا الأضمدة الَّتِي لَهَا قُوَّة على جذب الفضول المائية.
(2/24)
للربو جعدة وشيح أرميني وكما فيطوس واشق وجندبادستر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَقد يُعْطون من البورق قدر ملعقة مَعَ خمس أَوَاقٍ من شراب الْعَسَل.
آخر بورق تِسْعَة دَرَاهِم فلفل دِرْهَم محروث سِتَّة دَرَاهِم يعْطى مِنْهُ ملعقة مَعَ مَاء.
آخر خَرْدَل دِرْهَم بورق تِسْعَة قراريط قثاء الْحمار قِيرَاط وَنصف يَجْعَل ثَمَانِيَة أَقْرَاص وَيُؤْخَذ مِنْهَا قرصان فِي أول النَّهَار فَإِنَّهَا تخرج من فَوق فضولاً وتنقّى بِغَيْر أَذَى وَالَّذِي بلغ بهم الْأَمر من هَذَا إِلَى شبه الاختناق أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق مَعَ دِرْهَم حرف بِخمْس أَوَاقٍ مَاء وَعسل فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ من سَاعَته.
مَجْهُول إِذا كَانَ ضيق النَّفس مَعَ حرّ وتلهّب وعطش فالبنفسج المربى ورغوة بزر قطونا وَمَاء الشّعير ويمّرخ الصَّدْر بدهن بنفسج وشمع أَبيض وَإِن كَانَ مَعَ برد فَيُؤْخَذ بزر كتّان وحلبة ورازيانج وأصل الكرفس وتين ويطبخ ويسقى وَإِن كَانَ مَعَ يبس غَالب فاللبن أَجود مَا عولج بِهِ مَعَ عسل قَلِيل وَيُؤْخَذ قَلِيلا قَلِيلا ويمّرخ الصَّدْر بدهن نرجس وبابونج وَيشْرب هَذَا الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ نَافِع فِي الْغَايَة تطبخ حلبة وزبيب بِلَا عجم بِمَاء مطر وَيشْرب أَربع أَوَاقٍ فاترا.
مُفْرَدَات ج إِن قوما يسقون دم البومة لضيق النَّفس وَقوم يطْعمُون البومة اسفيذباجا ودمها يقطرونه على الشَّرَاب ويسقونه وَلَيْسَ يسقى الدَّم على أَنْوَاع ضيق النَّفس وَقد شاهدت ضيق النَّفس لم يسقه هَذَا الدَّم وَقَالَ أَن الربو يكون من خلط غليظ يسدّ أَقسَام قَصَبَة الرئة وشفاؤه استفراغ ذَلِك ألف ألف الْخَلْط وَذَلِكَ يكون بالسعال فينفث وَذَلِكَ يكون بِأَن يشرب العليل مرَارًا دَوَاء حاراً إِنَّمَا شِئْت مِنْهَا بسكرجة مَعَ عسل وعالج الربو الَّذِي يهيج من الرّيح بالتكميد)
والأدوية اللطيفة كالبابونج والمرزنجوش يطْبخ ويكمدّ بِهِ الصَّدْر وبدهن الْقسْط ودهن الْغَار ودهن الناردين ودهن السداب وأعطه الشخذنايا والقضز واسقه مِثْقَال سكبينج أَو مِثْقَال جوشير وعالج الربو الَّذِي يكون من رُطُوبَة غَلِيظَة فِي قَصَبَة الرئة بِمَا يُخرجهَا وينقيها فَهَذِهِ أَصْنَاف الربو وَفَسَاد النَّفس وَهِي إِمَّا حر وَإِمَّا برد وَإِمَّا رُطُوبَة وَإِمَّا يبس أَو ريح أَو ضعف العضل أَو امتلاء قَصَبَة الرئة.
(2/25)
طبيخ للربو مجرب يُؤْخَذ كف زبيب منزوع الْعَجم وَمثله حلبة مغسولة وَمن مَاء الْمَطَر فأطبخه حَتَّى يتهرّى بِنَار لينَة ثمَّ صفه واسق مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة أساتير فَإنَّك ترى عجيباً قَالَ إِذا كَانَ تتَابع النَّفس وسرعته مَعَ حمى فَفِي الصَّدْر ورم حَار فِي الرئة وَإِن كَانَ بِلَا حمى فَفِي الصَّدْر غلط خَارج عَن الطَّبْع بَارِد أَو رُطُوبَة لزجة أَو فِي أَقسَام قَصَبَة الرئة وَإِمَّا خَارِجهَا فِي الفضاء الْمُحِيط بهَا فَإِن لم يكن مَعَه سعال فَإِن ذَلِك خَارج الرئة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك سعال فداخل الرئة والرطوبة تسيل فِي الرئة فِي الفضاء الَّذِي حولهَا إِمَّا من الرَّأْس وَإِمَّا من الصَّدْر فَإِن كَانَ من الرَّأْس عرض عسر النَّفس سَرِيعا بَغْتَة وَإِن كَانَ قَلِيلا فَإِن ذَلِك من الصَّدْر والجرجرة إِنَّمَا تكون لريح ترفع رُطُوبَة تنْدَفع لَهَا حَتَّى تخرج الرّيح وتمرّ فِيهَا وَلِأَنَّهَا تمانع بِشدَّة فَيكون لذَلِك صَوت.
سرابييون إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتنفس كتنفس من أحضر إحضاراً شَدِيدا فَلذَلِك هُوَ الربو قَالَ وَنَفس الانتصاب نوع مِنْهُ ويعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يحلل الفضلة الغليظة عَن الرئة وَهُوَ بِمَا يسخن الرئة إسخاناً متوسطاً بالمروخ والرياضة وَالتَّدْبِير الملطف فأدلكهم بالمناديل الخشنة وَلَا يقربُوا الدّهن وأدلكهم فِي الْحمام بالنطرون وَنَحْوه وأبدء بِأول رياضتهم بطيئة وأسرع بِآخِرهِ لِأَن الرياضة السريعة إِذا كَانَت فِي أول الْأَمر يهيج الربو بهم وأغذهم بعد الرياضة وأمنعهم الْحمام وخاصّة فِي الشتَاء وَجَمِيع الأغذية الرّطبَة وَإِن كَانَت حارة وَأَجْعَل فِي خبزهم البزور الملطفة شونيزا وكمونا وأنيسونا ونانخواه والرشاد وأعطهم السّمك المالح الْعَتِيق والفجل والصعتر والفوذنج وَلُحُوم الوحشى واليابس والمهزول من الْحَيَوَان وَأحذر عَلَيْهِم من الْحُبُوب فَإِنَّهَا تنفخ ويهيج الربو واسقهم الشَّرَاب الْعَتِيق الريحاني وَمَاء الْعَسَل وأجود مَا يَفْعَلُونَ أَن لَا يشْربُوا على الطَّعَام ويلبثوا بعده ويحتملوا الْعَطش وَاجعَل أشربتهم قَلِيلا قَلِيلا فِي دفعات كَثِيرَة وَليكن نومهم قَلِيلا قَلِيلا لِأَن النّوم إِذا طَال أحدث ضيق النَّفس فِي الأصحاء فضلا ألف ألف عَن المرضى وَإِيَّاك أَن يَنَامُوا)
بعقب الْأكل وَلَا بِالنَّهَارِ الْبَتَّةَ وَإِن لم يغتذوا بِالنَّهَارِ وتعبوا فَلَا بَأْس أَن يَنَامُوا قبل الْغذَاء نوماً يَسِيرا وَانْظُر أَن تَنْطَلِق طبايعهم فِي يَوْم دفْعَة أَو دفعتين بِمَا يليّن الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً وَيصْلح أَن تلين طبايعهم بطبيخ ديك هرم وقرطم وسلق وَالْكبر المملوح والطريخ الْعَتِيق يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً غير مؤذ فَقَدمهَا قبل الْغذَاء فَإِن لم يلين الْبَطن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء فَاجْعَلْ لَهُم شَيْئا من الفربيون فِي مَاء الشّعير وأعطهم فَإِنَّهُم يَنْتَفِعُونَ بِهِ من جِهَة حرارته والأفيثمون إِن شرب مِنْهُ مثقالان عَجِيب فِي هَذِه الْعلَّة بميبختج ومرّخ الصَّدْر بدهن السوسن ودهن الْغَار مَعَ شئ من شمع ليقوم على الصَّدْر وأعطهم كل يَوْم ثُلثي دِرْهَم من الزراوند المدحرج بِمَاء أَو سكبينج بِمَاء سداب معصور
(2/26)
ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم وينفع الْكَرم الْأسود وفقاح القيصوم أَو خُذ بزر الأنجرة فانقعه فِي الْخلّ يَوْمًا واسقهم حب الرشاد درهما بدهن لوز وأعطهم لعوق العنصل واسقهم حب الْغَار بِمَاء أَو طبيخ الفثيمون أَو طبيخ القنطوريون الغليظ فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وَفِي آخرهَا الدَّقِيق وَإِن شِئْت ألعقهم القنطوريون بالعسل وانفع من هَذِه الَّتِي وصفناها طبيخ يتَّخذ من زوفا يَابِس وفراسيون وايرسا وكماذريوس وجعدة وحاشا وفوذنج برّي ويسقى مَعَ دهن حب الصنوبر أَو دهن اللوز المرّ وَاعْتمد على هَذَا فَإِنَّهُ عَجِيب وينفعهم التناسب إِذا ابتلعوه وَحده أَو مَعَ شئ من عَاقِر قرحاً والبادروج والأشج فَأَما الجوشير انفع شئ من هَذِه الْعلَّة لَكِن يجب الِاحْتِرَاز مِنْهُ لِأَنَّهُ منهك للعصب وغيّر الْأَدْوِيَة حينا وحيناً لخلتّين إِحْدَاهمَا أَن الطبيعة إِذا أَلْقَت دَوَاء لم تكد تنْتَفع بِهِ لِأَنَّهَا تُقِيمهُ مقَام الْغذَاء وَالْأُخْرَى أَن العقاقير قد تخْتَلف بالدرج فَرُبمَا كَانَ أَحدهَا أوفق وأعمل وأنفع مَا اسْتعْمل فِي انتصاب النَّفس الْقَيْء وخاصة بعد الطَّعَام بالفجل على مَا جرت بِهِ الْعَادة فَإِن جعل مَعَه خربقاً كَانَ ذَلِك أَنْفَع مَا يكون غير أَن الخربق غير مَحْمُود فِي أوجاع الصَّدْر فَإِن أردْت الْأَمْن مِنْهُ فَخذ بدل أُصُوله رؤسه واسحقها واسق مِنْهُ واغرز فِي الفجل خربقاً ودعه يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اسْتعْمل ذَلِك الفجل وَإِن لم يحْتَمل العليل الْقَيْء لضعف بدنه فَعَلَيْك بالحقن الَّتِي فِيهَا حِدة وأشرف مَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْعلَّة التنقية بقثاء الْحمار والفربيون فَأَما الفيثمون والغاريقون فَإِنَّهُمَا لَهما مَعَ ذَلِك خاصّة فِي هَذَا الوجع وَاجعَل مِنْهُمَا حبا ونقّ بِهِ دَائِما فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَقد رَأَيْت خلقا يخلصوا من هَذِه بالغاريقون والأفيثمون.
حب للربو غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم ايرسا دِرْهَم فربيون مثله بزر أنجرة دِرْهَم تَرَبد محكوك خَمْسَة أيارج أَرْبَعَة شَحم حنظل ونزروت دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مر دِرْهَم يحبّب بميبختج الشربة)
ألف ألف دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر.
لعوق للربو عنصل مشوي ثَلَاثَة دَرَاهِم ايرسا دِرْهَم فربيون مثله زرفا يَابِس دِرْهَمَانِ زعفران نصف دِرْهَم يعجن بِعَسَل وَيسْتَعْمل يجب أَن يطْرَح مِنْهُ الزَّعْفَرَان.
حب للربو الرشاد ثَلَاثَة دَرَاهِم سمسم عشرُون درهما زوفا يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم فانيذ عشرُون يدقّ وَيسْتَعْمل.
(2/27)
لعوق الحلبة حلبة تطبخ قَلِيلا ثمَّ تطبخ مَعَ التِّين الدسم حَتَّى ينضج الْجَمِيع يصفى مَاؤُهُ ويعقد مَعَ عسل وَأعْطِ مِنْهُ قبل الطَّعَام وَلَا تجزع من قلَّة أثر الْأَدْوِيَة فِي هَذِه الْعلَّة إِذْ لَا تُؤثر دفْعَة وَأكْثر النقلَة مِنْهَا من دَوَاء إِلَى دَوَاء بِحَسب مَا ترى أَنه ينفع وبخّره بالزرنيخ والكبريت بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بشحم الكلى ويتلقى بخاره بقمع أوخذ مرا وقسطاً وسليخة وزعفراناً ولبنى بِالسَّوِيَّةِ فاعجنه وبخّره بِهِ أَو خُذ زرنيخاً أَحْمَر وزراوند طَويلا يعجن بالسمن ويتخذ مِنْهُ بندقة فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
من النبض الْكَبِير الربو وَإِن كَانَ من الْعِلَل المتطاولة فَإِن لَهُ نَوَائِب حادة على مِثَال الصرع وَقد ذكرنَا نبضه فِي بَاب النبض الأفيثمون يفتح النَّفس اطلب من قَالَه فِي بَاب المسهلة.
للربو الْقوي تَرَبد ثَلَاثَة أصل السوس عشرَة بنفسج خَمْسَة ايرسا ثَلَاثَة بزر الأنجرة ربّ القرطم ثَلَاثَة ثَلَاثَة أصُول قثاء الْحمار والحنظل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بياضة غاريقون وَاسْتَعْملهُ على حسب مَا ترى.
مسيح بخور زيتون أسود مَعَ نواة شَحم الْمعز وبعر الأرنب وميعة وزرنيخ من كل وَاحِد بِقدر التوتة وَقد يبخّر بدقيق الشّعير وببزر السداب والزراوند المدحرج والزرنيخ يعجن بمخ الْبيض.
لي يحْتَاج أَن يحرر مَا يُزَاد مِنْهَا قَالَ وَيجب أَن يتَحَمَّل المبخّر تَنْشَق البخور مَا أمكن واجتهد فِي ذَلِك وبخّرهم أسبوعاً وأطعمهم خبْزًا بمرق دسم فَإِنَّهُ يُبرئ من السعال الْعَتِيق المزمن وَلَا يَذُوق شَيْئا غير ذَلِك الْخبز بالمرق أسبوعاً أَو حسا من خبز حوارِي بِسمن وَعسل وَمن أدويته أَيْضا المر والقنطوريون وورق النبق وقشور وأخثاء الْبَقر وقشور الصنوبر والمر والقنة وينفع من السعال الْعَتِيق والنفث المنتن المزمن.
حنين فِي الترياق الزَّعْفَرَان يُقَوي آلَات النَّفس ويسهل النَّفس جدا.)
تقاسيم الْعِلَل إِذا حدث تشنج فِي العضل الَّذِي يبسط الصَّدْر كَانَ إِدْخَال النَّفس مضعفاً فِي مرَّتَيْنِ وبالضد. لي هَذَا ضرب من سوء التنفس ينفع مِنْهُ المرخ لتِلْك العضل ومجاريها.
الثَّانِيَة عشر من النبض الربو إِن كَانَ متطاولاً فَإِن لَهُ نَوَائِب حادة على مثل نَوَائِب الصرع.
من الْفَائِق قد يكون ضرب من ضيق النَّفس شبه الربو من استرخاء عضل الصَّدْر أَو من تشنجه وَالَّذِي ينفع من الاسترخاء الأدهان اللطيفة الحارة كالسوسن والنرجس والقسط وَكَذَلِكَ التشنج الرطب واليابس الأدهان وَالْمَاء الْحَار وَيكون ربو من ريح وينفع مِنْهُ سقِِي الجندباستر والأشق وزن دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل وينفع من الربو الغليظ الرطب جدا كبريت ألف ألف ورق سداب وَمر وافسنتين وزراوند وشونيز وخردل يحبّب كالحمص ويسقى حمصة بِالْغَدَاةِ وَمثلهَا بالْعَشي.
(2/28)
(فِي نفث الدَّم وقيثه وتنخعه وَجَمِيع أَصْنَاف الدَّم الْخَارِج من الْفَم) يَنْبَغِي أَن يرد إِلَى هَاهُنَا منا فِي بَاب الْمعدة والسل والدق وَالَّذِي فِي بَاب العلق واستعن بِبَاب السل وَبَاب الْمعدة وحوّل مِنْهُ مَا يجب إِلَى هَاهُنَا فقد رَأَيْت أَن أجمع نفث الدَّم والسل فِي مَكَان حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يفصل.
الْخَامِسَة من الْفُصُول إِذا نفثت الْمَرْأَة دَمًا فانبعث دَمهَا بالطمث سكن عَنْهَا قيء الدَّم. ج لذَلِك نقتدي نَحن بالطبيعة فنجذب الدَّم بالفصد إِلَى ضد الَّتِي مَال إِلَيْهَا. ج السَّابِعَة من الْفُصُول الدَّم الَّذِي يقذف من الرئة لَا يكون فِي جَمِيع الْأَحْوَال زبدياً وَإِنَّمَا يكون زبدياً إِذا كَانَ يخرج من جَوْهَر الرئة أَعنِي من لَحمهَا وَالَّذِي يخرج من عروقها فَلَا وَقد يقذف الدَّم الزُّبْدِيُّ فِي بعض الْحَالَات أَصْحَاب ذَات الْجنب وَأَقل مِنْهُم أَصْحَاب الرئة وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا كَانَت فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا الْعلَّة حرارة مفرطة نارية.
من السَّابِعَة فِي الدَّم الَّذِي يتقيىء من غير حمى سليم وعالجه بالأشياء القابضة وَالَّذِي يتقيىء من الْحمى رَدِيء قَالَ وَقد قَالَ قوم أَنه عني هَاهُنَا بقوله بِقَذْف السعال وَهَذَا خطأ وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يَصح أَنه مَتى لم يكن مَعَ نفث الدَّم الَّذِي من الرئة الْحمى فَهُوَ سليم حق فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن لَا يبرء وَإِن لم يبرء سَرِيعا وَإِذا دَامَت بِهِ علته وطالت فَإِنَّهُ لَا محَالة يعرض لَهُ بِآخِرهِ حمى فَافْهَم من يتقيىء على الْحَقِيقَة أَن يتقيأ إِنَّمَا يُرَاد بِهِ مَا يخرج من الْمعدة وَذَلِكَ أَنه إِذا لم يكن من قيء)
الدَّم حمى فَإِنَّهُ يدل على أَنه لَيْسَ هُنَاكَ ورم وَإنَّهُ إِنَّمَا كَانَ من انفتاح عرق أَو قرحَة حدثت بِلَا ورم وَلذَلِك يبرء سَرِيعا بالأدوية القابضة فَأَما القروح الَّتِي مَعهَا ورم وَحمى فَلَا يُمكن أَن تبرء هِيَ فِي ذَلِك لَا تبقى على مِقْدَار من الْعظم لَكِنَّهَا تتسع دَائِما وتزداد خبثاً.
من الفصد من كَانَ قد نفث دَمًا وَبرئ مِنْهُ وَكَانَت هَيْئَة الصَّدْر بِحَال يسهل مَعهَا أَن يتهتّك عروقه إِذا اجْتمع فِيهَا الدَّم فبادر بفصده فِي الرّبيع لحفظ صِحَّته وَإِن لم تظهر فِيهِ عَلَامَات الامتلاء. لي وَلَا تدع فصده كَمَا تظهر عَلَامَات الامتلاء أبدا وَهَؤُلَاء هم الَّذين صُدُورهمْ ضيّقة. لي من كَانَ فِي صَدره ضيق وَنَفث الدَّم سَرِيعا من أدنى عِلّة فامل الدَّم إِلَى أسافل بدنه بفصد الصَّافِن فاحفظ صِحَّته بذلك وافصد الباسليق وَيجب أَن تقدم أَولا فصد الباسليق ثمَّ فصد الصَّافِن ثمَّ يسقى مَا يمْنَع ويجفف الصَّدْر.
(2/29)
لي المستعدون لنفث الدَّم وَالَّذين قد نفثوا من صُدُورهمْ ألف ألف ورئاتهم دَمًا وبرؤا فليتحفظوا من النَّوَازِل والامتلاء وَمن الْأَسْبَاب الْبَادِيَة كالضجة وَنَحْوهَا فَإِن بِهَذِهِ الثَّلَاثَة يكون حفظ صحتهم وَقَالَ إِن رَأَيْت إنْسَانا تركيب بعض أَعْضَائِهِ ردي وخاصة صَدره فافصده على الْمَكَان.
من الْمَوْت السَّرِيع إِذا نفث إِنْسَان دَمًا فَإِنَّهُ بِسَبَب مدّة فَإِن انْقَطع عَنهُ نفث تِلْكَ المّدة بَغْتَة مَاتَ.
من العلامات رُبمَا كَانَ بالإنسان بواسير فِي مقعدته وَهَؤُلَاء ينفثون فِي الْحِين بعد الْحِين فينتفعون بِهِ وَأَصْحَابه أبدا مصفرون.
من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ قد ينفع فِي نفث الدَّم من الرئة الفصد الَّذِي يخرج مِنْهُ الدَّم مَرَّات كَثِيرَة جدا قَلِيلا قَلِيلا ويجرع الْخلّ مرّة بعد مرّة جرعة وَسَائِر تَدْبيره جذب الدَّم عَن الرئة بشد العضدين وَالرّجلَيْنِ ودلكهما.
أهرن ينفع من نفث الدَّم لبن مطبوخ لِأَنَّهُ يغري ويلصق ومخيض الْبَقر لِأَنَّهُ يقبض ويبرد والأضمدة القابضة على الصَّدْر. 3 (ضماد لنفث الدَّم) ضماد لنفث الدَّم إِذا وضع على الصَّدْر صَبر مر كندر قاقياً دم الْأَخَوَيْنِ شياف ماميثا جَفتْ البلوط عفص فج رامك يتَّخذ بِمَاء الآس ويضمد بِهِ الصَّدْر أَو خُذ قشور رمان مجففة فاسحقها واعجنها بخل.
من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ من الْأَشْيَاء الطبيعية أَنه إِذا مضغ الرجلة وابتلع قطع نفث الدَّم من سَاعَته.
بولس إِذا كَانَ نفث الدَّم لانْقِطَاع شئ من الْعُرُوق كَانَ الدَّم غزيراً وَقد يكون الدَّم لانْقِطَاع شئ من الْعُرُوق وَمن سَبَب من خَارج كالسقطة والضجة والهواء الْبَارِد وَقد يكون من امتلاء الْعُرُوق وَمن تأكلها وَمن انفتاحها ويتقدم التأكل أَشْيَاء حريفة أَو نزلة حريفة ويتقدم فتح أَفْوَاه الْعُرُوق الامتلاء وَالتَّدْبِير المرطب فَلَا يكون مَعَه حمى وَلَا وجع كَمَا يكون مَعَ الَّذِي فِي الآكلة بل يَجدونَ عِنْد خُرُوج الدَّم رَاحَة وَلَذَّة قَالَ وَالدَّم الزُّبْدِيُّ إِلَى الْبيَاض يجْرِي من جرم الرئة وَالْأسود الغليظ يَجِيء من الصَّدْر إِذا كَانَ مَعَه وجع الصَّدْر فَأَما الَّذِي يَجِيء من الرئة فَإِنَّهُ يَجِيء مُنْقَطِعًا بِلَا وجع وينفع هَذَا النفث الدَّم أَولا رمثاً ثمَّ حمى قَالَ وَقد رَأَيْت من نفث حصبات بعد نفث الدَّم بسعال شَدِيد وجف سعاله ثمَّ مَاتَ بالسل قَالَ وَالَّذِي يَجِيء بالتنخع والسعال الْيَسِير وَكَانَ زبدياً خَفِيفا فَذَلِك من قَصَبَة الرئة وَإِذا كَانَ الدَّم أسود جَامِدا وَكَانَ فِي الصَّدْر وجع فَإِنَّهُ من الصَّدْر علاج ذَلِك أَن تمنع النزلة من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر من عرض لَهُ نفث الدَّم من نزلة فافصد لَهُم الْعرق من سَاعَته إِلَّا أَن
(2/30)
تكون النزلة حريفة جدا فاربط الْأَطْرَاف وتدلك بِزَيْت حَار أَو بدهن قثاء الْحمار وأطعمهم الْأَشْيَاء العفصة واسقهم أَقْرَاص الكهربا واحلق الرَّأْس وضع عَلَيْهِم الضماد الَّذِي يهيأ بزبل الْحمام البّري قدر ثَلَاث سَاعَات ثمَّ انزعه ألف ألف واذهب بِهِ إِلَى الْحمام وَلَا تدهن رَأسه ثمَّ أغذه بالإحساء وأعطه عِنْد النّوم ترياقاً ومرّخ جَمِيع جسده وأدلكه خلا الرَّأْس فَإِن دَامَت الْعلَّة فعلّق المحاجم على الْقَفَا فَهَذَا علاج نفث الدَّم الْكَائِن من أجل نزلة تنصّب من الرَّأْس وَأما نفث الدَّم الْعَارِض من الْبرد فدبّرهم وأعطهم أَشْيَاء حارة مَعَ الْأَشْيَاء القابضة وأعطهم دَوَاء الفلافلي مَعَ أَقْرَاص الكهربا وَالَّذين يقذفون الدَّم من الامتلاء افصدهم وليناموا منتصبين وليحذروا الْكَلَام الشَّديد وتوضع على الْمَوَاضِع الوجعة اسفنجة قد غمست بخل وَمَاء فاتر وَإِن الَّذِي يَجِيء من الدَّم غزيراً كثيرا)
فَاجْعَلْ الضماد أقاقيا وقشور رمان وعفصاً وخلاً وسفرجلاً وَشَرَابًا عفصاً وينتفعون بِأَكْل الرجلة وَأقوى مِنْهَا عصارتها إِذا شربت والطين الْمَخْتُوم إِذا شرب والشاذنة إِن شرب مِنْهَا سِتَّة قراريط وَأما الَّذين نفث دمهم من تأكّل فاخلط فِي أدويتهم افيونا وليترك الْغذَاء إِلَى الرَّابِع إِن احتملت الْقُوَّة فَإِن لم يحْتَمل فاغذ بالخبز المغسول بِالْمَاءِ الْبَارِد وَأما الَّذِي يبصق من الحنك الدَّم فليستعملوا الغرغرة بالأشياء العفصة الَّتِي تسْتَعْمل فِي الرعاف فَإِن هَذَا علاج هَذَا النَّوْع وليبادر بعلاج نفث الدَّم لِأَنَّهُ معطب إِذا تَأَخّر علاجه وَإِذا دَامَ نفث الدَّم آل إِلَى السلّ فَإِذا سكن نفث الدَّم فدبرهم تَدْبِير النَّاقة وأعطهم السّمك واكارع الْخَنَازِير وأدمغتها ومرهم بتمريخ جَمِيع الْجِسْم ودلكه وامنعهم من كَثْرَة الاستحمام وَشرب الشَّرَاب والخوى وَالْغَضَب وَالْجِمَاع. لي على مَا رَأَيْت وَسمعت يُؤْخَذ بزربنج وقشور أصل اللفاح وطين الْبحيرَة والكندر والأقاقيا وبزر الرجلة وبزر البادروج وجلنار وكافور وَيجْعَل قرصاً الشربة دِرْهَمَانِ بِنصْف أُوقِيَّة من مَاء البادروج وَنصف أُوقِيَّة من البقلة الحمقاء.
من كناش الأسكندر قَالَ قد يكون نفث الدَّم من أَطْعِمَة حارة كَثِيرَة الْغذَاء أدمنت أَو انْتِقَال إِلَى بلد أَو مسكن حَار أَو كَثْرَة استحمام وَكَانَ ينفث قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ من انتفاخ الْعُرُوق وَإِذا كَانَ من ضَرْبَة أَو طفرة أَو حمل حمل ثقيل أَو برد شَدِيد فَإِنَّهُ من انْشِقَاق إِلَى كَانَ يَجِيء كثيرا فَإِن كَانَ يخرج كثيرا وَهُوَ رَقِيق إِلَى الشقرة ويربى
(2/31)
بِلَا وجع فَإِنَّهُ من الرئة فَإِن كَانَ الصَّدْر متوجعاً وَالدَّم لَيْسَ بأشقر وَلَا يربى وَلَا كثير فَإِنَّهُ من الصَّدْر وَالدَّم يدْخل إِلَى الرئة كَمَا تدخل الْمدَّة وَإِذا كَانَ الدَّم يَجِيء من قَصَبَة الرئة بِلَا سعال بل بالتنخع وَمَتى كَانَ نفث الدَّم من امتلاء الْعُرُوق فافصد الْأكل واخرج الدَّم رويداً رويداً فِي مَرَّات كَثِيرَة ألف ألف فَإِنَّهُ أَجود وفصد الصَّافِن نَافِع من ذَلِك جدا ثمَّ مره أَن يحسو خلا وَمَاء حاراً فَإِنَّهُ يغسل الْأَمْكِنَة الوجعة وينفي الدَّم الخاثر وَلَا يَتَكَلَّمُونَ وَلَا يتنفسون نفسا كثيرا قَالَ وَلَا تكون أغذيتهم حارة بِالْفِعْلِ بل إِلَى الْبُرُودَة وَاجعَل أغذية من كَانَ بِهِ ذَلِك لانتفاخ الْعُرُوق واخراقها قابضة وَمن كَانَ بِهِ ذَلِك لقرحة عفن أَو شقّ فمغرية وَلَا يسقون شَيْئا فِيهِ جلاء وَلَا حِدة وَلَا حراقة غير الْخلّ قَالَ ولنفث الدَّم اسْقِ من عصارة الرجلة فَإِنَّهُ دَوَاء مُرْتَفع جدا ويأكلونها أَيْضا وكزبرة الْبِئْر دَوَاء نَافِع لجَمِيع أَصْنَاف نفث الدَّم وَكَذَلِكَ عصى الرَّاعِي وَمَاء لِسَان الْحمل وَإِذا لم تكن حرارة فعصارة الكرّات والخل تمنع نفث الدَّم وعصارة الراسن وضمد بالأشياء القابضة مَعَ الْخلّ ودهن الآس)
وشراب قَلِيل قَابض فَإِن كَانَ مَعَ نفث الدَّم سيلان الْبَطن أَو سهر فَاسق مِنْهُ وَهَذَا جيد لنفث الدَّم كندر يسحق كالكحل ثَلَاثُونَ قيراطاً بربّ الآس أَو بعصارة الرُّمَّان فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لي يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من كندر مسحوق ومعجون بربّ الآس أُوقِيَّة أَو يسْقِيه بلوطاً وكندرا يشف مِنْهُ أَو يعْطى هَذَا القرص طباشير طين مختوم عقاقياً كافور يسقى بِمَاء البادروج يشف من العفن ... ... من الشب الْيَمَانِيّ اسْقِهِ فَإِنَّهُ برءه قَالَ وَأما إِذا كَانَ نفث الدَّم من عفن فَلَا تسْتَعْمل القابضة لَكِن مَا يغذى ويعدلّ تسكن رِدَاءَهُ العفن وحدّته وَاتَّقِ قطع الْعُرُوق إِذا رَأَيْت أَن الَّذِي يخرج من العفن قد كثر وخاصّة إِن كَانَ العليل قضيفاً وصدره قد جفّ وَذهب لَحْمه فَإِن هَذَا مشرف على السلّ وأعطه مَاء الشّعير والملوخيا وَنَحْوه وَلَا يقربون الْخلّ وَلَا الْملح وَلَا البصل وَلَا نَحوه قَالَ فَأَما نفث الدَّم الْكَائِن من أجل نزلة حريفة فاحرص أَن تجْعَل مزاج الرَّأْس بَارِدًا رطبا بالخل ودهن الْورْد وَالْمَاء الْبَارِد فَإنَّك مَتى فعلت ذَلِك قطعت ذَلِك الزُّكَام الْحَار وانقطعت النزلة الحريفة فاجهد جهدك فِي النطول والضماد والسعوط الْبَارِد على الرَّأْس وغرغر العليل بطبيخ البنج وطبيخ عِنَب الثَّعْلَب وَحي الْعَالم وَاجعَل من هَذِه مَعَ الدّهن على الْمَوَاضِع من الرَّأْس قَالَ وعجبنا من جالينوس كَيفَ ضادّ هَذَا الْمَذْهَب حَتَّى ضرّ العليل وَلم يَنْفَعهُ وَأما أَنا فقد جرّبته وامتحنته. لي ينظر فِي هَذَا فَإِن فِيهِ غَلطا لِأَن الرَّأْس إِذا برّدته لتبدل مزاجه سَالَتْ نَوَازِل كَثِيرَة إِلَى الصَّدْر وحطّت فِيهِ وَإِذا اسخنته امْتنع أَن ينزل إِلَى الصَّدْر مِنْهُ شئ الْبَتَّةَ قَالَ ج ضادّ هَذَا الْمَذْهَب الْبَتَّةَ حَتَّى أَنه جعل على الرَّأْس أدوية محرقة وَسَقَى الترياق والأميروسا وَهَذِه كلهَا يزِيد فِي العفن. لي هَذَا خطأ فِي هَذَا أَيْضا وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَدْوِيَة تمنع العفن لِأَنَّهَا تجفف القويّ
(2/32)
فَأَما الَّتِي ذكرهَا فَإِنَّهَا توضر القرحة قَالَ وَقد أبرأت خلقا مِمَّن ألف ألف نفث الدَّم بالشاذنة سحقتها كالكحل وسقيت من غبارها أَرْبَعَة وَعشْرين قيراطاً بِمَاء الرُّمَّان أَو بِمَاء البرسان دَارا وَكَذَلِكَ القروح فِي الرئة فَإِنَّهُ كَانَ يجففها أَشد من سَائِر الْأَدْوِيَة وَلَا تهيج وتؤذي بالسعال وَيُبرئ القروح لي هَذَا ليضادّ ج فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف القرحة الَّتِي فِي الرئة وَلَا تبلغ قُوَّة هَذِه أَن تجفف حَتَّى تمنع التعفن كَمَا تفعل تِلْكَ قَالَ وَإِن لم تقدر تِلْكَ على الشاذنة فعالجه بالطين الْمَخْتُوم وَالْحجر الأرميني قَالَ فَأَما إِذا كَانَت النزلة بَارِدَة وَكَانَ مَا يسيل خاماً بَارِدًا فَعِنْدَ ذَلِك فأعطه ترياقاً)
وَقد كويت كيّة على الرَّأْس فِي وَسطه فبرئ وانقطعت النزلة وَسكن السعال وليجتنب كل من ينفث الدَّم الْجِمَاع وَالْغَضَب والصياح والكرفس وَالصَّبْر وَالْخبْز الْعَتِيق وَالشرَاب وَالشَّمْس وَالْمَاء الْحَار والأطعمة الْحَار وليعتمد على اللَّبن ويجعله غذاءه وَالْخبْز الحريف الرطب فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لَهُ مِنْهُ وَأَنا أعرف رجلا مكث السّنة كلهَا يَأْكُل اللَّبن بالخبز السميذ ويشربه واجتنب الشَّرَاب وَلم يشربه الْبَتَّةَ فبرئ من قرحَة الرئة.
قسطاً فِي علل الدَّم قد يكون ضرب من قيء الدَّم عَن الامتلاء الشَّديد وَينْتَفع بِهِ وَلَا بَأْس على صَاحبه مِنْهُ وَإِنَّمَا هُوَ فضل دفعية الطبيعة وَصَاحبه يجب أَن يتوقى الامتلاء لِأَنَّهُ إِن أفرط وَلم ينْدَفع مَاتَ فَجَاءَهُ لِأَنَّهُ يمْلَأ بطُون الْقلب وَيمْنَع النبض.
السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ بَين أَقسَام قَصَبَة الرئة والشرائين منافذ ينفذ فِيهَا البخار وَلَا ينفذها الدَّم مَا دَامَت على الْحَال الطبيعية فَإِن اتسعت فِي حَال وَوَقع شَيْء من الدَّم فِي قَصَبَة الرئة وَحدث نفث الدَّم.
الْخَامِسَة من الْفُصُول من خرج مِنْهُ بالسعال دم ويربى فَإِنَّهُ من الرئة وَلَيْسَ مني لم يكن زبدياً فَلَيْسَ نم الرئة لِأَن الزُّبْدِيُّ لَا يكون إِلَّا من قرحَة فِي لحم الرئة وَغير الزُّبْدِيُّ قد يكون من عرق انْفَتح فِي الرئة.
لي ثمَّ افصل بَينهَا وَبَين الَّذِي من الصَّدْر بِالسَّوَادِ ومجيئه قَلِيلا قَلِيلا فَإِن هَذِه دَلَائِل الصَّدْر.
من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ قد رصد وجرب فَوجدَ النّظر إِلَى اللَّوْن الْأَحْمَر يزِيد فِي عِلّة من بِهِ نفث الدَّم.
تجارب المارستان لَا يسقى صَاحب نفث الدَّم لَبَنًا إِلَّا منهوكاً لِأَن اللَّبن يزِيد فِي الدَّم جدا وَيكثر نفثه لِأَنَّهُ يمْلَأ الْعُرُوق دَمًا.
(2/33)
لي وَكَذَلِكَ من يسعل ويقذف رطوبات وَهُوَ شَحم لَيْسَ لَهُ اللَّبن جيدا فَإِن اللَّبن يمْلَأ الصَّدْر والرئة رطوبات فَلذَلِك يصلح للمسلولين الَّذين قد نحفوا جدا والسعال الْيَابِس وللسوداء خَاصَّة. لي مصلح ابْن سرابيون قَالَ الدَّم الَّذِي يخرج من الْفَم ألف ألف إِمَّا من آلَة الْغذَاء وَإِمَّا من آلَة النَّفس وَإِمَّا ينزل من الرَّأْس فَالَّذِي من الْمعدة ونواحيها يكون بالقيء فِي هَذَا الْمَوَاضِع. لي فَإِن كَانَ بِالْقربِ خرج من أدنى حَرَكَة بابتداء حَرَكَة الْقَيْء كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِي آلَة التنفس وَكَانَ بِالْقربِ خرج بالنخع قَالَ وَالَّذِي من آلَة التنفس يخرج بالسعال.) لي كلما كَانَ الْبعد كَانَ السعال أَشد قَالَ وَالَّذِي ينزل من الرَّأْس من الحنك ونواحيه يخرج بالتنحنح وَيكون الوجع فِي أم الرَّأْس إِن كَانَ ينزل من الرَّأْس. لي وَإِن لاّ فَفِي الحنك ونواحيه وَالَّذِي ينبعث من آلَة التنفس إِمَّا من الصَّدْر وَإِمَّا من الرئة وَالَّذِي من الرئة إِمَّا من لحم الرئة وَإِمَّا من عروقها فَالَّذِي يَجِيء من الصَّدْر يَجِيء غليظاً منعقداً إِلَى السوَاد لِأَنَّهُ يحمر فِي طول مسافته وَمَعَهُ وجع فِي الصَّدْر وَذَلِكَ الْموضع الَّذِي ينقع من الصَّدْر هُوَ الْموضع الَّذِي فِيهِ الشق وَقد جربت بِأَنَّهُ إِن نَام العليل على ذَلِك الْجَانِب كَانَ النفث أَكثر لعِلَّة قد ذَكرنَاهَا فِي بَابه استخرجت هَذِه الْعلَّة من الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء حَيْثُ يذكر فِيهِ تزريق مَاء الْعَسَل فِي الصَّدْر وَالَّذِي من لحم الرئة فَإِنَّهُ قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَى مَا يَجِيء من عروق الرئة من الصَّدْر وَهُوَ مائل إِلَى الْبيَاض والرقة زبدي وَهُوَ شَرّ مَا يكون وأوقعه فِي السلّ وَأما الَّذِي فِي عروق الرئة فَأكْثر وَهُوَ أَحْمَر رَقِيق يسخن بِالْإِضَافَة إِلَى مَا يخرج من الصَّدْر وَلحم الرئة وَلَيْسَ بأرقّ من الْخَارِج من لحم الرئة بل أغْلظ مِنْهُ وأشبه بِالدَّمِ وَخُرُوج الدَّم من عروق الرئة تكون إِمَّا لانفتاح فِيهَا أَو لتشققها وَإِمَّا لتأكّلها وانفتاح فِيهَا يكون إِمَّا لامتلائها وَكَثْرَة دَمهَا وَإِمَّا لسقطة وضربة وضجّة وَإِمَّا لحدّة الدَّم فَقَط فاستدل على الامتلاء دَمًا كلهَا فَيكون بحمرة الدَّم من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَكَثْرَة الاستحمام وَالسّن وعلامات فِي الامتلاء فِي الْجِسْم وَفِي أَن صُعُوده يكثر كثيرا غليظاً فِي دفْعَة وَاحِدَة وَاسْتِعْمَال العليل الطَّعَام بعد الْحمام وَالطَّعَام الْحَار وَيكون صُعُوده ونفثه بسهولة وَلَا وجع مَعَه وَلَا حمى فَأَما انفتاح الْعُرُوق لحدة الدَّم فَإِنَّهُ تكون مَعَه حرارة حادة ولطافة فِي الدَّم كثيرا فَأَما التأكّل فَيكون من نزلة حريفة أَو مّدة أَو من اسْتِعْمَال أَطْعِمَة حريفة وَلَا ينبعث مِنْهُ شَيْء كثير دفْعَة وَيكون مَعَه وجع وَحمى وَيكون تفتق الْعُرُوق من برد شَدِيد جدا أَو من حمل عنيف وَالدَّم الْحَار مِنْهُ غزير كثير وَيحدث فِي أَكثر الْأَمر مَعَ ورم والتخلص عسير لَا يكَاد ينجع.
3 - (علاج انفتاح الْعُرُوق)
علاج انفتاح الْعُرُوق أبدأ بفصد الباسليق الْإِبِط وَأخرج الدَّم فِي الْيَوْم الثَّانِي وَفِي الثَّالِث أَيْضا بِقدر الْقُوَّة وَيسْتَعْمل العليل الدعة وَترك الْكَلَام الْبَتَّةَ كلما يضطره إِلَى شدَّة النَّفس فَإِن لم يهج بِهِ مَعَ النفث سعال مؤذ شَدِيد فيسقى الْخلّ فِي نفث الدَّم فمره يتجرع الْخلّ الثقيف الممزوج بِمَاء
(2/34)
لتنقي الرئة من دم أَن انْعَقَد فِيهَا فَإِن كَانَ ألف ألف السعال مُؤْذِيًا فأحذر الْخلّ واحتل بِكُل حِيلَة لزوَال السعال بالمسكنات كالكثيرا أَو الصمغ وَنَحْوهمَا وَليكن منتصباً لِأَنَّهُ إِذا لم يكن منتصباً وَقعت أَجزَاء الصَّدْر بَعْضهَا على بعض فَحدث من ذَلِك سعال والسعال لَهُ أردى مَا يكون لِأَنَّهُ يحدث ورماً وَيمْنَع ختم الْموضع فَانْظُر إِن لم يكن الْجِسْم نقياً فأسهله من الْخَلْط الْغَالِب عَلَيْهِ فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة المغرية كالطين والشب والكهربا والجلنار بِمَاء السفرجل فَإِن لم يكن حمى فبالشراب وَيكون الْغذَاء قَلِيلا قَابِضا فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم من الرَّأْس إِلَى الحنك فأفصد أَولا القيفال ثمَّ غرغر بالأشياء القابضة وبّرد الرَّأْس بالأضمدة. لي ينظر فِي ذَلِك فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى إسخان ويعطون أَشْيَاء من المخدرة لينيموهم نوماً معتدلاً ويسكن سعالهم وضمد الصَّدْر بالقابضة فَأَما نفث الدَّم من لحم الرئة فعالجه بِمثل ذَلِك لَكِن لَا يحْتَاج إِلَى خل واسقه أدوية ملحمة يابسة كالطين والشاذنة بِمَاء الْعَسَل فَإِن هَذَا جيد للتأكّل بتنقية أبدانهم كثيرا وبالأغذية الجيدة لِأَن ذَلِك يكون من أخلاط ردية وبالأشياء الْبَارِدَة المسكنة وَلَا تدع الفصد وتليين الْبَطن بالأشياء الملينة واسق الشاذنة والطين والكهربا وَدم الْأَخَوَيْنِ والشاذنة من شَأْنهَا التجفيف للقرحة وتبريئها سَرِيعا وَلَو قد بَدَأَ بنفث مّدة تسحق حَتَّى تصير كالهباء ثمَّ تسقى وَيكون الشَّرَاب مَاء الْمَطَر فَإِن لم يكن فَمَا قد أنقع فِيهِ ورد وطين أرميني.
سفوف جيد لنفث الدَّم مَعَ حِدة وتأكّل طباشير وطين أرميني وشاذنة عشرَة من كل وَاحِد بسد كهربا لُؤْلُؤ من كل وَاحِد خَمْسَة صمغ كثيراء سِتَّة سِتَّة خشخاش أسود بزر رجلة بزر ورد بزر لِسَان الْحمل جلنار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الْمَطَر.
آخر كندر طين مختوم صمغ دم الْأَخَوَيْنِ قاقيا الشربة درهما.
مُفْردَة ج الرجلة جَيِّدَة لنفث الدَّم إِذا أكلت. لي استعملها حَيْثُ تكون مَعهَا حرارة وعطش شَدِيد فَإِنَّهَا فِي غَايَة التطفية والترطيب مَعَ)
قبض عصارة لحية التيس جيد لنفث الدَّم القنطورين الْجَلِيل مَتى شرب من أَصله مثقالان بِمَاء إِن كَانَت حمى وبشراب إِن لم تكن حمى نفع من نفث الدَّم. لي قد ذكر فِي تقدمة الْمعرفَة إِنَّه يكون ضرب من نفث الدَّم عَن ورم فِي الرئة دمويّ يرشح مِنْهُ إِلَى قَصَبَة الرئة وَالْفرق بَينه وَبَين سَائِر تِلْكَ أَنه قَلِيل لَيْسَ كَالَّذي ينفتق فِي الرئة عروق وَمَعَهُ ألف ألف حمى شَدِيدَة وَعظم نفس غَالب قوي جدا أَو حمرَة الْوَجْه وَأَكْثَره ينضج فِي أَرْبَعَة أَيَّام أَو أُسْبُوع وَهُوَ سليم فَإِن بَقِي على حَاله بعد الْأُسْبُوع فَهُوَ أشرّ وَهَذَا الضَّرْب لَا يعالج بِمَا يقبض بل بالفصد. أول الْأَمر ثمَّ بالإنضاج قشور الكندر يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي نفث الدَّم لِأَنَّهُ نَافِع الزراوند جيد لنفث الدَّم الطين الْمَخْتُوم جيد لنفث الدَّم.
(2/35)
الخوز إِن سحق ونثر فِي الْفَم قطع الدَّم السايل وَلَيْسَ دَوَاء اقْطَعْ للدم الْبَتَّةَ الطين اللاني جيد لنفث الدَّم جدا الكندر إِذا شرب نفع من نفث الدَّم والقشر قوي فِي ذَلِك الآملج يقطع نفث الدَّم جدا حب الآس جيد لنفث الدَّم. لي هَذَا جيد إِذا كَانَت خشونة مَعَ الصَّدْر بزر الكراث دِرْهَمَانِ مثله سماق يقطع نفث الدَّم المزمن الغاريقون مَتى شرب قطع نفث الدَّم من الرئة والصدر الراوند جيد لنفث الدَّم.
روفس مَاء البادروج جيد لنفث الدَّم.
الخوز لَا دَوَاء اقْطَعْ للدم من الطين الْمَخْتُوم الْخَالِص. لي الموميائي عَجِيب الْمرة السَّوْدَاء قَالَ تنصّب إِلَى الْمعدة فِي وَقت الْجُوع الشَّديد دم خَالص مسَائِل السَّادِسَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا أنهتاك عروق الرئة والصدر من الْبرد يحدث فِي الَّذين أمزجتهم يابسة وأبدانهم قحلة صلبة أسْرع مِمَّا يحدث بالأبدان الرّطبَة اللينة.
لي والسعال الشَّديد الدَّائِم لَا يتَخَلَّص صَاحبه من نفث الدَّم وَذَلِكَ أَنه لِشِدَّتِهِ ودوامه لأبدان يهتك عرقاً فَمَتَى رَأَيْت ذَلِك فبادر بالفصد كي تجفف عَن الْعُرُوق وأمرخ الصَّدْر وانطله وجرع المَاء الْحَار ليأمن ذَلِك.
لي رَأَيْت امْرَأَة تنفث دَمًا أسود غليظاً جمد بعضه وَلم يجمد بعض وَوجدت سَاعَة قَذَفته لذغاً وحرقة فِي المريء لَا تطلق بقيء بهَا أَيَّامًا وَلم يتبع ذَلِك مَكْرُوه الْبَتَّةَ بل جف طحال عَظِيم كَانَ بهَا وَرجل آخر تقيأ مثل هَذَا كُله سنة فتحسى حَالَته عَلَيْهِ فَاعْلَم أَنه قد يكون قيء الدَّم وإسهاله عَن الكبد وَعَن الطحال إِمَّا ليدفع فضلا ردياً فِيهَا وَإِمَّا ليدفع امتلائها شَدِيدا وَإِن لم)
يكن ردياً فَلَا تعجل بِمَنْعه وَانْظُر هَل هِيَ عَادَة وَهل يُوجب التَّدْبِير ذَلِك وَهل ساءت الْحَال بعقبه أم صلحت 3 (تَلْخِيص حِيلَة الْبُرْء) تَلْخِيص حِيلَة الْبُرْء ينفع من نفث الدَّم من الرئة الفصد وَإِخْرَاج دم يسير فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا ومره أَن يتجرع خلا حاذقاً ممزوجاً بِمَاء مّرات لِأَنَّهُ يمْنَع النزف وَيحل مَا جمد أَيْضا الْخلّ يمْنَع النزف وَيحل مَا جمد.
لي فَإِذا فعلت ذَلِك فَخذ فِي الحام الْخرق قبل الْقَيْء يَوْم بتدبير جالينوس وَهُوَ أَن تشد عضداه وأرنبتاه على مَا يعلم وجرعه الْخلّ الممزوج ثَلَاث مَرَّات بِمِقْدَار ساعتين أَو ثَلَاث ثمَّ اسْقِهِ من الْأَدْوِيَة المفردة المغرية القابضة والمخدرة والجالبة للنوم ألف ألف بخل فَإِن ذَلِك بليغ
(2/36)
وَيكون الْخلّ ممزوجاً كثيرا وبعصارة السفرجل مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم ولاتخذه الْبَتَّةَ إِن كَانَ قَوِيا يَوْمه فأغذه بلحوم الطير ومره أَن لَا يتَكَلَّم فضلا عَن أَن يَصِيح وَلَا يتعب ودبّره كَذَلِك إِلَى السَّابِع فَإِنَّهُ يتخلّص.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قد يعرض أَن ينفث الْإِنْسَان دَمًا أسود غليظاً مَعَ غشي شَدِيد وحرقة وَذَلِكَ هُوَ فضل انصّب من الطحال قَالَ وَقد يعرض من جمود الدَّم فِي الْمعدة والصدر الْمَذْكُورَة من جمود الدَّم.
لي إِذا رَأَيْت إنْسَانا كَانَ يقذف دَمًا من صَدره أَو تقيأه وَلم يكن كَانَ بِهِ ذَلِك لَكِن تقدم بِسَبَب يجب مِنْهُ نفث الدَّم أَو قيئه فَلم يَكُونَا ثمَّ عرضه صفرَة اللَّوْن وذبول وَغشيَ وَصغر النبض وسخونة الْجِسْم واسترخاء فَاعْلَم أَن الدَّم قد جمد إِمَّا فِي صَدره وَإِمَّا فِي الرئة فَلَا يُمكن ذَلِك وَذَلِكَ أَن الدَّم كَمَا يصير إِلَيْهَا يهيج السعال فَيخرج وَأعْطِ من سَاعَته كَمَا يحل علق الدَّم وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر وَاجعَل مَعهَا مَا يغسل.
3 - (أدوية نافعة من نفث الدَّم)
الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ القطاعة المفتخة كلهَا ردية للَّذين ينفثون الدَّم من رئاتهم لِأَن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى ضدها وَهِي القابضة.
من أخير الثَّالِثَة من تَفْصِيل السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ الفصد وَاجِب فِي نفث الدَّم أوجب مِنْهُ فِي ذَات الْجنب إِذا كَانَت خَفِيفَة أَو كَانَت السخنة ردية لم تحتج إِن تفصد مَا نفث الدَّم فافصد فِيهَا وَلَو كَانَت الْقُوَّة سَاقِطَة.
تياذوق لنفث الدَّم جيد بليغ إِن يمسك عصير الخباز فِي الْفَم ويسيغه قَلِيلا قَلِيلا.
لي يَجْعَل مَعَه صمغ ولعاب بزر قطونا وَفِي الخباز لزوجة عَجِيبَة.
من تشريح ارسسطراطيس ج ويحبئ إِلَى من بِهِ نفث الدَّم فيستقر عَنهُ بالرياضة القوية فيقتله وَكَانَ كَلَامه إِذا كَانَ امتلاؤه دموياً. ج فقاح الأذخر نَافِع من نفث الدَّم وقشر الغرب يفعل ذَلِك الإسفنج المحرق بعد غمسه فِي الرئة صَالح لنفث الدَّم قرن الأيل إِذا احْرِقْ وَشرب مِنْهُ طنجاران مَعَ كثيراء نفع من نفث الدَّم وَقَالَ الآس يُؤْكَل رطبا ويابساً لنفث الدَّم وثمر الغرب إِذا أكل نَافِع لنفث الدَّم. د وَقَالَ ج قد زعم قوم أَن قرن الأيّل خَاصَّة أَحْمد من غَيره من الْقُرُون إِلَّا أَنه إِذا احْرِقْ وَغسل بعد الإحراق شفي نفث الدَّم.
قَالَ د إِن شرب من بعض الأنافح ثَلَاث أبولسات نفع من نفث الدَّم والبلوط وجفته نَافِع وَكَذَلِكَ طبيخه.
(2/37)
ج الرجلة نافعة من نفث الدَّم إِذا أكلت وعصارتها أبلغ فِي ذَلِك إِذا شربت.
بادورد ج أَصله صَالح لنفث الدَّم مَتى شرب وَيقطع نفث الدَّم الْبَتَّةَ وينفع نفعا بيّناً من نفث الدَّم وَالْأسود مثل ذَلِك وَإِذا شوي فليشوى بفحم لَا دُخان لَهُ فَإِنَّهُ نَافِع نفعا عَظِيما وَقَالَ إِن قشرت الْبَيْضَة وتحسيت نَفَعت من نفث الدَّم وَأَنا أَقُول مَتى خلط مَعهَا ألف ألف شَيْء يغري وَفِيه يبس كالكاربا أَو شَيْء يقبض كالجلناز وبزر الخشخاش وبزر البنج إِذا شرب مِنْهُ أَو بولسان نفع نفث الدَّم المفرط. د وَج طبيخ الدارشيشعان يحبس نفث الدَّم. د أقماع الْورْد إِذا شربت قطعت نفث الدَّم والكاربا يفعل ذَلِك والحضض يسقى بِمَاء لنفث) د وَج سرمفطون نَافِع لنفث الدَّم. د ثَمَرَة الطرفاء نافعة لنفث الدَّم مَتى شربت والطراثيث خاصّته حبس الدَّم.
بديغورس الطين الْمَخْتُوم والطين الَّذِي يلقب بكوكب ساموس جيدان. د الطين الأرميني نَافِع جدا من نفث الدَّم. ج عصارة ورق الْكَرم نافعة من نفث الدَّم. د الْكَرم البّري مَتى شربت ثَمَرَته نَفَعت من نفث الدَّم والكندر نَافِع من نفث الدَّم وقشوره أَنْفَع لذَلِك والكزبرة المغلوّة نافعة لذَلِك.
ابْن ماسويه بزر الكراث النبطي إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ مَعَ حب الآس قطع نفث الدَّم المزمن من الصَّدْر. د وَج اللوز المر مَعَ نشا ونعنع جيد لنفث الدَّم صمغ اللوز نَافِع لنفث الدَّم واللوز المر نَافِع من نفث الدَّم.
ابْن ماسويه عصارة ورق لِسَان الْحمل نافعة من نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة وَإِذا شربت طراثيث نفع من نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة. ج المصطكي جيد نَافِع من نفث الدَّم.
(2/38)
د مَتى طبخ قشر أصل شَجَرَة المصطكى وورقها دَائِما طَويلا ثمَّ صفي ذَلِك المَاء وطبخ حَتَّى يثخن كالعسل كَانَ نَافِعًا لنفث الدَّم وَمَاء الْمَطَر جيد لنفث الدَّم مَتى جعل بَدَلا من المَاء القراح فِي الشَّرَاب.
روفس القسب نَافِع من نفث الدَّم شراب التَّمْر مُوَافق لنفث الدَّم وَمَتى شربت عصارة نعنع بخل قطعت نفث الدَّم قَالَ ج هَذَا لأجل عفوصته يقطع نفث الدَّم مَا دَامَ لم يعْتق إِذا شرب بخل ممزوج السفرجل نَافِع من نفث الدَّم إِذا شربت عصارته بشاذنة نَفَعت نفعا عَظِيما. د السفرجل نَافِع من نفث الدَّم مَتى أكل مشوياً فَهُوَ أقوى فِي ذَلِك وَأَقل خشونة للصدر وزهر السفرجل نَافِع لنفث الدَّم وماؤه إِذا شرب نفع من نفث الدَّم.
ابْن ماسويه جوز السرو إِذا دق نعما وَشرب بِخَمْر نفع من نفث الدَّم. ج الْغذَاء الْمَعْمُول من السّمك نَافِع من نفث الدَّم إِذا طرح فِي الإحساء. د مَاء الحصرم صَالح لنفث الدَّم الْقَرِيب الْعَهْد وَيحْتَاج إِن تكْثر عفوصته فَإِنَّهُ قوي.) د عَصا الرَّاعِي نَافِع من نفث الدَّم وَكَذَلِكَ زهر العليق وَالصَّبْر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء بَارِد قطع نفث الدَّم وَقَالَ أصل القنطوريون إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم إِذا لم تكن حمى بشراب وَإِذا كَانَت فبالماء نفع من النفث الدموي من الصَّدْر وأصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من نفث الدَّم د حب الرُّمَّان الحامض إِذا أنقع فِي مَاء الْمَطَر وَشرب نفع من نفث الدَّم.
بولس الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بِالْمَاءِ قطع نفث الدَّم. د الجلنار نَافِع من نفث الدَّم. د الزراوند ألف ألف مَتى شرب نفع من نفث الدَّم. د وَج الشاذنة إِذا حكّت وشربت بِمَاء البرسيان دارو نَفَعت من نفث الدَّم.
ذَنْب الْخَيل قَالَ جالينوس أَنه نَافِع لنفث الدَّم من الصَّدْر قرن الثور المحرق إِن شرب بِالْمَاءِ نفع من نفث الدَّم. ج بزر الخطمى نَافِع من نفث الدَّم وَأَصله نَافِع من نفث الدَّم أَيْضا لِأَن لَهُ قبضا.
ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة النافعة لنفث الدَّم راوند صيني دَار شيشعان قشور الكندر مصطكي جوز السرو قشور الصنوبر قشور شَجَرَة مَرْيَم طراثيث آملج طين أرميني ورد بأقماعه مَاء إعصار الْورْد رمان حامض حب رمان مطبوخ بِمَاء الْمَطَر حب الآس صمغ
(2/39)
عَرَبِيّ قرن أيّل محرق وانفحة الأرنب لِسَان الْحمل بقلة الحمقاء غاريقون هَذِه كلهَا مَتى شرب مِنْهَا وزن دِرْهَمَيْنِ بِمَاء أَطْرَاف الْورْد أَو بِمَاء لِسَان الْحمل نَفَعت من نفث الدَّم.
اسحاق أبدأ بفصد الباسليق وَمِمَّا يقطعهُ الرجلة والراوند والطين الْمَخْتُوم والصمغ الْعَرَبِيّ مَجْهُول سفوف لنفث الدَّم كزبرة مغلوة عصارة لِسَان الْحمل بزر الرجلة مغلوة قرن أيّل محرق كهربا بَيْضَاء جلنار نشا مغلو عشرَة جَفتْ البلوط أقاقياطباشير ورد بأقماعه سَبْعَة راوند صيني بزر حماض مغلواً سادوران بسد مغسول مَرَّات ثَمَان صمغ محمض خَمْسَة عشر طين مختوم خَمْسُونَ بزر قطونا ثَلَاثُونَ تدق هَذِه الْأَدْوِيَة بأجمعها حاشا البزر قطونا وَيجمع بِمَاء لِسَان الْحمل وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِالْغَدَاةِ والعشي دِرْهَمَانِ كل مرّة والغذاء عدس مقشر مغلو مطبوخ بخل وَمَاء الرُّمَّان.
نفث الدَّم يكون من أَربع جِهَات إِمَّا من شقّ يكون لطفرة أَو ضجة أَو ضَرْبَة أَو إِمَّا لحركة نفسية من الْغم الشَّديد والحزن وَإِمَّا من تَأْكُل الأخلاط الحريفة وَإِمَّا لفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وَذَلِكَ)
يكون للامتناع من الطَّعَام وَالشرَاب وَكَثْرَة الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وإدمان البطالة ويفصل بَين دم التأكلّ وَغَيره بِالسَّوَادِ والعفن وَمن الشق وَغَيره بِالْكَثْرَةِ والقلة وَذَلِكَ إِن كل صدع الْعُرُوق عُزَيْر ويتقدمه سَبَب باد وَالدَّم الْخَارِج من الرئة رَقِيق لطيف لَهُ رغوة وَخُرُوجه بِلَا وجع وَالَّذِي من الصَّدْر لَهُ رغوة وَمَعَهُ وجع لِأَن الصَّدْر كثير العضل والرئة لَا عضل لَهَا يعالج مَا كَانَ من نفث الدَّم عَن الْأكلَة بِمَا يسكّن تِلْكَ الحدّة ويعدّل مزاجها مثل اللَّبن الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَمَاء القرع والرجلة ولسان الْحمل وَإِن كَانَ بالحمى يعالج بِاللَّبنِ وَمَاء الشّعير والأسفيوش وَالَّذِي من انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق بالفصد وَقلة الْغذَاء وبالقابضات بعد كالعفص والسماق والجلنار وَحب الآس وطباشير وطبيخ الْورْد وَمَاء الْحَدِيد المحمي فَإِنَّهُ قَابض جدا وخاصّة مَاء الْحَدِيد يسقى مِنْهُ إِن لم تكن حمى وَيَأْكُل من اللحوم الْيَابِسَة كالقطا والشفانين والدراج وكل لحم قَلِيل الدَّم وطبيخه بخل ورمان حامض ألف ألف وسماق إِن كَانَ من شقّ وصدع سقِِي مَا يغري كالصمغ القرط وصمغ أم الغيلان وصمغ الأجّاص عَجِيب جدا والطين الأرميني والنشا وَيطْعم سرمقا وأكارع تُؤْكَل ويطبخ مَاء الشّعير وسمكا نهرياً أسفيد باجا والأكارع جَيِّدَة فِي جَمِيع أَصْنَاف الدَّم.
(2/40)
قسطاً إِذا كثر الدَّم فِي الْعُرُوق جدا يحرق بَعْضهَا كَانَ مِنْهُ نفث الدَّم والنواسير وَنَحْو ذَلِك وَإِن لم يُمكنهُ ذَلِك لقُوَّة الْعُرُوق فِي أجرامها كَانَ عَنهُ إِذا كثر جدا موت الْفجأَة وَقد يكون فِي صِحَة الْجِسْم إِذا لم يفرط وَكَانَ الْجِسْم قَوِيا قَالَ وَقد رَأَيْت رجلا تهوع بعد الشَّرَاب دَمًا كثيرا فَانْتَفع بِهِ وَهَذِه الْعُرُوق تنفتق فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَلَيْسَ تنفتق الشرائين لِأَن عَلَيْهَا شرائين أَحدهمَا غليظ جدا وَلِأَنَّهَا لَا تمتلئ بِالدَّمِ امتلاء شَدِيدا لِأَن فِيهَا روحاً كثيرا وَحدث الْخرق فِي عُضْو كثير الْحَرَكَة كالرئة وَكَانَ وَاسِعًا عسر بُرْؤُهُ.
ابْن اللَّجْلَاج مَتى خرج الدَّم بالنفث زبدياً فَهُوَ من الرئة وَإِن كَانَ صافياً غليظاً فَمن الصَّدْر.
من جَامع ابْن ماسويه لنفث الدَّم يُؤْخَذ ورد بأقماعه وعدس مقشر وطراثيث وجلنار وطين من الْجَامِع نُسْخَة جَامِعَة لنفث الدَّم بسد كهربا لُؤْلُؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة شاذنة مغسولة بِمَاء الْمَطَر مجففة عشرَة عشرَة نشا مغلو أَربع صمغ عَرَبِيّ مغلو سَبْعَة جلنار ثَلَاثَة ورد أَحْمَر منزوع الأقماع طباشير أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف بزر الرجلة سِتَّة دَرَاهِم بزر الجلنار وبزر الخطمى مغلوان خَمْسَة خَمْسَة طين قبرسي خَمْسَة عشر طين أرميني أَرْبَعُونَ بزر لِسَان الْحمل وورقة سِتَّة دَرَاهِم بزر الخس أَرْبَعَة دَرَاهِم سنبل خَمْسَة دَرَاهِم قرن أيّل محرق مغسول مجفف)
عشرَة بزر حماض منقى مغلو ثَلَاثَة وَنصف راوند صيني خَمْسَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَم وَنصف خشخاش أسود خَمْسَة دَرَاهِم عصارة أمبرباريس خَمْسَة لَك مغسول ثَلَاثَة كثيراء خَمْسَة كزبرة مغلو عشر كندر ثَلَاثَة ورق النعنع مجفف ثَلَاثَة طلق خَمْسَة شب ثَلَاثَة قاقيا مغسول بِمَاء الْمَطَر أَرْبَعَة طراثيث سَبْعَة إنفحة الأرنب والجدي خَمْسَة سرطان محرق عشرُون درهما دم الْأَخَوَيْنِ خَمْسَة لِسَان الثور عشرَة يُؤْخَذ مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء لِسَان الْحمل.
من الْكَمَال والتمام لنفث الدَّم المفرط حب الآس وبزر الكراث النبطي يسقى مِنْهُ بِمَاء أَغْصَان الْورْد وأطرافه المعتصرة أَو يسقى مَاء النعنع مَعَ الْخلّ.
دَوَاء جيد لَهُ بزربنج أَبيض زنة دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل.
الْكَمَال والتمام وَقَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء من لم يسْتَعْمل من أَصْحَاب نفث الدَّم الفصد والإسهال فيلغرغورش للدم الَّذِي يخرج من الْفَم إِمَّا أَن ينزل من الرَّأْس وَذَلِكَ يكون بِلَا قيء وَلَا سعال فَإِذا خرج بسعال فَيكون أَيْضا إِن كَانَ من قَصَبَة الرئة يَسِيرا زبدياً وَإِن كَانَ من
(2/41)
الرئة كَانَ غزيراً رَقِيقا وَإِن خرج من الصَّدْر فَإِنَّهُ كثير وَالْخَارِج من الْبَطن بِلَا سعال وَإِذا خرج الدَّم من الرئة لم يسْتَعْمل خل أَلْبَتَّة من دَاخل وَيسْتَعْمل من خَارج وَيلْزم الصَّدْر المحاجم وامنعه الْحمام وَالْحَرَكَة وَالْغَضَب والصياح والحزن والأغذية الحريفة وَالدُّخَان وَالْغُبَار وَإِن كَانَت امْرَأَة أدررنا طمثها بِقُوَّة قَوِيَّة فَإِنَّهُ ملاكها. 3 (خُرُوج الدَّم من الْفَم) الْأَعْضَاء الألمة خُرُوج الدَّم من الْفَم إِمَّا من المريء وَإِمَّا من فَم الْمعدة وَإِمَّا من قعرها وَإِمَّا من الْفَم وَإِمَّا من الْحلق وَإِمَّا من قَصَبَة الرئة وَإِمَّا من الرَّأْس وَإِمَّا من الرئة وَإِمَّا من الصَّدْر خُرُوج الدَّم من المريء يتعرف من الوجع بَين الْكَتِفَيْنِ وَخُرُوجه من فَم الْمعدة أَشد وجعاً وَخُرُوجه من الْحلق وَخُرُوجه من قَصَبَة الرئة يكون شَيْئا بعد شَيْء مَعَ سعال يسير ووجع قَلِيل فِي اللّبة وَخُرُوجه من الرَّأْس يتقدمه ثقل فِي الرَّأْس وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَيخرج أَيْضا بالتنخع وَخُرُوجه من الرئة يخرج دفْعَة بِمِقْدَار كثير غير وجع وَخُرُوجه من الصَّدْر وَقد صَار علقاً ومقداره يسير وَلَا يخرج دفْعَة وَيكون مَعَ وجع فِي الصَّدْر وسعال لَازم لكل مَا يخرج من آلَات النَّفس وَإِمَّا ينزل من الرَّأْس أَيْضا إِلَيْهَا قد أصبْنَا عَلامَة فِي الْأَعْضَاء الألمة وكتبناها حَيْثُ هَذِه الْعَلامَة.
لي يحْتَاج إِلَى عَلامَة تفرق بَين الَّذِي ينزل من الرَّأْس إِلَيْهِ وَبَين مَا يخصص الصَّدْر قَالَ نفث الدَّم يكون إِمَّا من خرق وَإِمَّا من تأكلّ وَإِمَّا من علقَة فِي الْحلق ويستدل على الْخرق أَن يكون قد تقدمه صُرَاخ شَدِيد أَو ضَرْبَة على الصَّدْر أَو مجاذبة شَدِيدَة ويستدل على التأكلّ أَن يكون قد تقدمته نزلة ثمَّ يخرج دم يسير أوّلاً ثمَّ بعد ذَلِك دم كثير دفْعَة ويستدل على القرحة أَن يخرج الدَّم دفْعَة من غير سَبَب من خَارج والجسم ممتل وَلَا يكون مَعَه توجّع ويستدل على الْعلقَة أَن يكون الدَّم لطيفاً مائياً قَالَ وَقد يكن نفث الدَّم عَن برودة مفرطة وَعَن حرارة مفرطة وَعَن الإلحاح فِي الاستحمام وبسبب أَطْعِمَة وأشربة حارة إِن أدمنت أَو بِسَبَب خلط مراري يَأْكُل أَو بِسَبَب بلغم مالح.
لي كندر وجلنار وَدم الْأَخَوَيْنِ وأقاقيا وهيوقسطيرين وأفيون وكهربا وصمغ ونشا وطين مختوم فاسقها لغداة بِمَاء بَارِد وَكَذَلِكَ بالْعَشي وَنصف النَّهَار والشربة دِرْهَمَانِ بِنصْف أُوقِيَّة من مَاء البادروج وَليكن بَين يَدَيْهِ طين أرميني أَو مختوم قد صوّل وعجن بلاليط بالصمغ الْعَرَبِيّ وَطيب بِشَيْء من كافور لينتقل بِهِ وَاجعَل غذاءه أكارع وَطَعَامًا مطبوخاً فِيهِ أكارع ودهّنه شَحم الْمعز ويطلي صَدره ألف ألف بالصندل والجلنار والورد والأقاقيا بِمَاء الْورْد فَإِنَّهُ يمسك عَن نَفسه من يَوْمه.
(2/42)
الْيَهُودِيّ قرص كهربا نَافِع من نفث الدَّم كاربا وجلنار وَورد وقاقيا ورامك وطراثيث وصمغ عَرَبِيّ كثيراء خشخاش دم الْأَخَوَيْنِ أفيون يعجن بِمَاء البرسيان دارو ويسقى بِمَاء الشّعير.)
إبيذيميا المجنحون يتَوَلَّد فيهم ريَاح كَثِيرَة غَلِيظَة وَتَكون عوناً على نفث الدَّم وَذَلِكَ أَن الرّيح الْكَثِيرَة الغليظة قد تفتق الْعُرُوق وتشقها غير مرّة وَأرى ذَلِك يتَوَلَّد فيهم من أجل ضعف من كتاب الأخلاط الدَّم الَّذِي يخرج من الْفَم إِمَّا أَن ينحدر من فَوق وَمن نَاحيَة الدِّمَاغ وَإِمَّا من الحنك وَإِمَّا من الْحلق وَإِمَّا من الحنجرة وَإِمَّا من قَصَبَة الرئة وَإِمَّا من الصَّدْر وَإِمَّا من المريء وَإِمَّا من الْمعدة وَلَا يجب أَن ينظر صَاحب نفث الدَّم إِلَى الْأَشْيَاء الْحمر لِأَنَّهُ يذكّره فينفث.
روفس فِي كِتَابه إِلَى من لَا يجد طَبِيبا نفث الدَّم من الصَّدْر يَنْقَطِع بِمَاء البادروج قَالَ والصقالبة يكتفون فِي قطعه بطبيخ أصل القنطوريون الْكَبِير.
الْفُصُول نفث الدَّم يكون بِالْعرضِ من ضَرْبَة أَو سقطة وَنَحْو ذَلِك أَو من نوم على الأَرْض بِغَيْر وطاء وَيكون بالجوهر كالإكثار من الطَّعَام والامتلاء.
لي الَّذِي يكون لفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِمَّا أَن ينفتح لِكَثْرَة لخلط فَيكون مَرضا وَإِمَّا أَن يكون لتأكلّه فَيكون من سوء مزاج الدَّم وَإِمَّا أَن يتخرق فَيكون من تفرق الِاتِّصَال.
الْفُصُول من نفث دَمًا زبدياً فَإِنَّهُ من رئته وَلَيْسَ مَتى كَانَت فِي الرئة قرحَة يجب أَن يقذف دَمًا زبدياً فَإِنَّهُ قد ينصدع فِي الرئة عرق فَيكون مِنْهُ دم غير زبدي.
لي الزُّبْدِيُّ لَا يكون من الصدع لَكِن من الرشح وَيصير زبدياً بالسعال إِذا كَانَت الْمَرْأَة تتقيأ دَمًا فانبعث طمثها انْقَطع عَنْهَا قيء الدَّم وَذَلِكَ بِالْوَاجِبِ وَقد اكْتفى الْأَطِبَّاء ففصدوا فِي هَذِه الْحَالة الصَّافِن وَغَيره نفث الدَّم إِذا أعقب نفث الْمدَّة فَهُوَ زبدي لِأَنَّهُ يدل على أَن الْعلَّة قد انْتَقَلت إِلَى القرحة وَإِذا كَانَ قيء الدَّم من غير حمى دلّ على أَنه لَيْسَ فِي الْموضع مِنْهُ نفث الدَّم ورم وَإِنَّمَا يكون ذَلِك بِسَبَب عروق انتفخت أَو قرحَة حدثت إِلَّا أَنه لَا ورم فِيهَا والقروح الَّتِي لَا ورم مَعهَا وَلَا حمى سهلة الْبُرْء بالأشياء القابضة وَالَّتِي مَعَ ورم وَحمى فَلَا يُمكن أَن يبرأ وتزيد مَعَ ذَلِك وتتأكل وَإِذا كَانَ خُرُوج الدَّم عَن الرئة فَإِنَّهُ وَإِن لم تكن مَعَه حمى فَإِنَّهُ ستلزمه حمى إِذا دَامَت الْعلَّة.
الميامر قَالَ ومحرور من نفث الدَّم إفراط استقراغه وَالثَّانِي السل الَّذِي يتبعهُ نفث الدَّم وَمَا تدل علامتها وَنَفث الدَّم يكون من ثَلَاثَة أضْرب إِمَّا من انفتاح أَفْوَاه بعض الْعُرُوق وَإِمَّا ألف ألف لشقها وَإِمَّا لتأكل وَقع فِيهَا وَفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وخرقها يعالج بالقوابض والمغريات وَالَّذِي فِيهِ مَعَ المغرية تجفيف من غير لذع وَأما التأكل فبالأغذية الجيدة والأدوية الَّتِي تبني اللَّحْم فَهَذَا
(2/43)
هُوَ)
الْغَرَض اللَّازِم فِي أدوية نفث الدَّم فَإِن كَانَ من اصدر أحتيج إِلَى أدوية لَطِيفَة الْجَوْهَر يخلط بهَا لكَي ينفذها لِأَن مُدَّة وُصُوله طَوِيلَة وَإِن كَانَ من الْمعدة والمريء فَلَا حَاجَة بِنَا إِلَى إخلاط هَذِه الْأَدْوِيَة بِهِ قَالَ والأدوية اللطيفة فِي غَايَة المضادّة لهَذِهِ الْعلَّة إِلَّا أَنَّهَا تخلط بهَا لتوصل تِلْكَ لِأَن القابضة والغلظة تمسك المجاري ويقل وصولها فَيحْتَاج إِلَى مَا يبدرق ويخلط فِي هَذِه الْأَدْوِيَة المخدرة لِأَنَّهَا تنوّمهم فيعظم نفعهم بهَا وَيمْنَع السعال أَن يكون فيعظم نفعهم بهَا وَهِي تغلّظ الدَّم قرص لنفث الدَّم أفيون سدس مِثْقَال صمغ نصف مِثْقَال جلنار مثله وَهَذِه قرصة وَإِذا كَانَ من الرئة فزد فِيهِ دارصينيا نصف مِثْقَال إِلَى ثلث مِثْقَال.
روفس فِي كِتَابه فِي تربية الْأَطْفَال قَالَ إِذا أَنْت سقيت عصارة البادروج من ينفث الدَّم قطع عَنهُ ذَلِك الْمَكَان.
حنين فِي إصْلَاح أدوية المسهلة إِن الأفيون من شَأْنه إجماد الدَّم الذائب وتغليظه فَلذَلِك هُوَ جيد لجَمِيع نزف الدَّم من دَاخل الْأَعْضَاء. 3 (الدَّم الَّذِي يخرج من الْمعدة) الْأَعْضَاء الألمة الدَّم الَّذِي يخرج من الْمعدة يخرج بِلَا سعال وَالَّذِي من آلَات التنفس مَعَه سعال وَالَّذِي من الْحلق واللهاة يخرج بالتنخّع كَمَا أَن الَّذِي من ظَاهر الْفَم يخرج بالتبزق وَلِأَن التنخع يجرّ مَا سفل من الْفَم إِلَى التبزق وَالَّذِي ينحدر من الرَّأْس يخرج بالتنخع إِذا كَانَ إنحداره إِلَى خَارج اللهاة من غير أَن يهيج سعالاً ومراراً كثيرا إِذا كَانَ إنحداره دفعا دفْعَة وَكَانَ مَوضِع الَّذِي يسيل إِلَيْهِ والجاً خلف اللهاة خرج بسعال وَيجب على هَذِه الْحَال أَن يستقصي النّظر لِئَلَّا تقع فِي مَا وَقع فِيهِ من ظن أَن هَذَا الدَّم يخرج من آلَة النَّفس فَلَمَّا رَأَوْا سرعَة من هَذِه الْعلَّة اتهموا القدماء فِي مَا حكوا من عسر نفث الدَّم الْكَائِن من الرئة وَذَلِكَ أَن الدَّم إِذا كَانَ من الرَّأْس وخاصّة إِذا كَانَ لَهُ مِقْدَار وَكَانَ نُزُوله إِلَى مَا وَرَاء اللهاة فَإِنَّهُ سَاعَة يَقع فِي الحنجرة ويهيج السعال فيظن أَنه من آلَات التنفس وَيفرق بَينهمَا أَن الدَّم الْخَارِج من الرئة زبدي ذُو رغوة وَالَّذِي من الرَّأْس فَلَيْسَ كَذَلِك وَإِن خرج من النفث شَيْء من أَقسَام قَصَبَة الرئة فَذَلِك أصدق دَلِيل أَنه من الرئة وَتبين أَيْضا هَل نفث الْإِنْسَان قبل ذَلِك فِي مَا بَين مَرَّات يسيرَة مرّة بعد مرّة شَيْئا من دم بالسعال ثمَّ انْبَعَثَ مِنْهُ بعد ذَلِك دم كثير بالسعال لِأَن ذَلِك أَيْضا فَدلَّ على أَنه من تأكلّ فِي رئته وَمن ينفث الدَّم من الرئة فَلَا وجع مَعَه وَذَلِكَ أَن الرئة إِنَّمَا ينزل إِلَيْهَا)
من ألف ألف الزَّوْج السَّادِس من عصب الدِّمَاغ عصب يَنْقَسِم فِي جلدتها وَلَا يغور لَحمهَا أَلْبَتَّة وَإِنَّمَا الصَّدْر فَلهُ عضل وَعصب كثير وَمَتى كَانَ إِنْسَان يجد وجعاً فِي صَدره وينفث مَعَ ذَلِك مَا لَيْسَ بِكَثِير وَلَا أَحْمَر لكنه قد أسود وانعقد فَصَارَ علقاً
(2/44)
فَاعْلَم أَن صَدره قد اعتلّ قَالَ وَالدَّم الَّذِي من الْمعدة يكون تقيأ وَإِذا رَأَيْت إِنْسَان يمتخط دَمًا ويتنخعه من غير وجع فِي الرَّأْس وَلَا ثقل وَلَا ضَرْبَة رُبمَا كَانَت علقَة مُتَعَلقَة فِي فِيهِ وَيخرج الدَّم من الْمعدة عِنْد مَا يبلغ الْإِنْسَان علقَة إلاّ أَن ذَلِك صديدي رَقِيق من الْمعدة كَانَ أَو من الْأنف أَو من غَيره أَعنِي دم الْعلقَة فسل فِي هَذِه الْحَال عَن السَّبَب البادي فَإِنَّهُ رُبمَا دلّ بِأَنَّهُ قد شرب مَا توهّم فِيهِ شَيْئا فَانْظُر فِي مَنْخرَيْهِ وفمه فِي الشَّمْس قَالَ الْفَسْخ الْحَادِث فِي عروق الرئة تنفرد بأَشْيَاء مِنْهَا أَن الَّذِي ينبعثه وَيَجِيء مِنْهُ مِقْدَار كثير وَمِنْهَا أَن يتقدمه سَبَب كضجة أَو سقطة أَو ضَرْبَة وخاصّة إِذا كَانَت على غَفلَة من قبل أَن تتهيأ الرئة لذَلِك ويندرج إِلَيْهَا مَا هُوَ أَلين مِنْهَا فَإِن وَقع صَوت قَلِيلا قَلِيلا يحدث للرئة مَا يحدث التمريخ لأعضاء المصارعين من الْأَمْن من الهتك والفتق وَلذَلِك صَار المعتادون للصوت كالمنادين وَغَيرهم لَا يصيبهم ذَلِك وَأما نفث الدَّم من الرئة الْكَائِن عَن تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فيتقدمه البطالة وَالْحمام بِالْمَاءِ الْحَار والبلد الْحَار والأطعمة الحارة.
أهرن قَالَ إِذا كَانَت قُوَّة العليل تحْتَمل فافصد أكحليه جَمِيعًا وَانْظُر فِي أيّ مَوضِع من صَدره يحس فِيهِ بالثقل والوجع أَكثر فافصده واربط بعد ذَلِك أَطْرَافه ومرّخه بالأدهان الحارة وأطعمه القابضة فَإِن ذَلِك يمْنَع نفث الدَّم وَإِن كَانَ نفث الدَّم من الْمعدة فَعَلَيْك بالقوابض وأخلط بهَا بعض الَّتِي تطيب الْمعدة كالقرنفل وَنَحْوه وَإِذا كَانَ من الصَّدْر فَإِنَّهَا تحْتَاج مَعَ القوابض إِلَى الْأَشْيَاء اللطيفة لتوصلها وَمَا يخدّر لكَي ينَام العليل ويسكن السعال والفولونيا جيد لذَلِك واحرق قشور الرُّمَّان واخلط بخل واطل بِهِ صدر من ينفث الدَّم أَو بزر كتَّان وصبر وأفيون وشب وزاج واطله بخل. 3 (سرابيون فِي الدَّم) سرابيون فِي الدَّم إِمَّا من الْمعدة وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا لسَبَب خَارج كَضَرْبَة أَو من دَاخل مثل تأكلّ وانشقاق عرق وَلم يُعْط فرقا بَين الَّذِي من الكبد وَالَّذِي من الْمعدة قَالَ وَيصْلح لذَلِك من أَيْن كَانَ فتح الباسليق أوّلاً ثمَّ اقراص الكهربا والطين الأرميني الْمَخْتُوم ويلقى فِي مَاء الْمَطَر وَيشْرب وطباشير أَو يُؤْخَذ صمغ اللوز الرودي خَمْسَة دَرَاهِم كهربا وبسد وكسبرة يابسة طباشير ورد سماق بزر رجلة جلنار ولحية التيس ونشا عشرَة قرن أيّل محرق أقاقيا مغسول سَبْعَة سَبْعَة شب يماني ثَلَاثَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الْمَطَر وغذّهم بالأرز والعدس المقشّر والرجلة وتضمد الْمعدة ألف ألف والكبد بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة قَالَ وَخُرُوج الدَّم من الْفَم يكون إِمَّا بالقيء وَهُوَ من الْمعدة
(2/45)
ونواحيها ويحسّ مَعَه بألم فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَإِمَّا من آلَة التنفس وَخُرُوجه يكون بالسعال والوجع فِيهَا من قُدَّام فِي الصَّدْر والحلقوم وَإِمَّا بالتنخع وَهُوَ من فَوق الحنك وَنَحْوه والوجع فِيهِ يكون فِي الرَّأْس وَالدَّم الْخَارِج من آلَة النَّفس إِمَّا أَن يكن من الرئة وَإِمَّا أَن يكون من تجاويف الصَّدْر وَالْخَارِج من الصَّدْر يمِيل إِلَى السوَاد وَهُوَ غليظ مُنْعَقد لِأَنَّهُ يَجِيء من مَسَافَة طَوِيلَة ويجمد لذَلِك فَأَما الَّذِي من الرئة فرقيق مشرق قَالَ كل دم زبدي يخرج بالسعال دَلِيل على أَن فِي الرئة قرحَة وَلَيْسَ شَيْء مَتى لم يخرج دم زبدي فَلَيْسَ فِي الرئة قرحَة وَذَلِكَ لِأَن الدَّم إِنَّمَا يكون إِذا كَانَت القرحة فِي لحم الرئة فَقَط وَهُوَ دم رَقِيق إِلَى الْبيَاض قَالَ فنفث الدَّم الزُّبْدِيُّ الْأَبْيَض يؤول إِلَى نفث المدّة لَا محَالة وَإِن خرج بالسعال دم مشرق أَحْمَر ناصع فَإِنَّهُ خَارج من شريانات الرئة وَيكون ذَلِك فِي انفتاقها للامتلاء والتأكلّ وَإِذا كَانَت تأكلّ لم يكن أَحْمَر ناصعاً بل أسود.
والعلاج العامّ لهَذِهِ الْأَدْوِيَة المجففة المشرقة والقابضة ويخلط بهَا شَيْء من اللطيفة كي توصلها فَإِن كَانَ نفث الدَّم من المريء وَنَحْوه لم يحْتَج إِلَى اللطيفة الحارة واحتاجت إِلَى شَيْء من المخدرة لتسكن الْحس قَلِيلا فَإِن هَذِه مَوَاضِع شَدِيدَة الْحس وأبدأ بالفصد وَنقص الكيموس الْغَالِب على الْجِسْم وَأمره بقلة الْكَلَام وَأَن يكون جُلُوسه ونومه منتصباً لِئَلَّا تقع آخر الصَّدْر بَعْضهَا على بعض فيهيج السعال ويعسر التحام الْموضع وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم من الحنك فَاجْعَلْ على الرَّأْس الْأَدْوِيَة البادرة القابضة واحتل أَن يجتذب انبعاث الدَّم إِلَى الحنك إِلَى الْأنف إِن أمكن ضمد الصَّدْر فِي نفث الدَّم مِنْهُ بالأضمدة القابضة المتخذة بقشور الكندر وقشور)
الرُّمَّان والجلنار وغبار الرّحى وَنَحْو ذَلِك وَالتَّدْبِير الْبَارِد الرطب نَافِع للَّذين نفثهم من حِدة الدَّم والشق يحدث للعروق من الْبرد الشَّديد وَمن الضَّرْبَة فعالج هَؤُلَاءِ أَعنِي الَّذين بهم الشق من الْبرد الشَّديد بالكماد اللين والمغري مَعَ مَاء الأفاوية وَمَاء الْمَطَر نَافِع لنفث الدَّم أَو مَا يطْرَح فِيهِ الْورْد والطباشير والطين الأرميني وَإِذا كَانَ نفث الدَّم لحرارة فأبدأ بالفصد وبإسهال الصَّفْرَاء مرّات فَإِنَّهُ ملاكه ثمَّ بِمَاء الشّعير وَنَحْوه مِمَّا يبّرد الدَّم ويعدّله ويسقى لنفث الدَّم دِرْهَم وَثلث من الشاذنة كالغبار فَإِنَّهُ نَافِع وَاجعَل على صُدُورهمْ الأضمدة الْبَارِدَة.
الْأَدْوِيَة المفردة الْأَشْيَاء المرّة ضارة لمن ينفث الدَّم لِأَن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى القابضة والمغرية لَا إِلَى الْمُقطعَة.
من تشريح ارسسطراطيس قد يكون عَن ورم الكبد فِي بعض الْأَحْوَال ألف ألف نفث
(2/46)
3 - (فِي نفث الْمدَّة من الرئة والصدر) والسلّ والورم الْحَار فِي الرئة والقروح فِيهَا وَفِي قَصَبَة الرئة وَفِي نواحي الصَّدْر أجمع إِذا تقيّحت وجمعت وَجمع الْمدَّة فِي فضاء الصَّدْر والأورام وَنَفث الدَّم من الصَّدْر والرئة وآلات التنفس وَخُرُوج الرئة وَسُوء مزاجها.
وَيجب أَن يفرد ذَات الرئة وَذَات الْجنب وَنَفث الدَّم من السلّ لِأَن السل إِنَّمَا هُوَ عِلّة لَزِمت من هَذِه الْأَشْيَاء وَغَيرهَا كالنوازل والسعال الطَّوِيل بعد حميات طَوِيلَة خَفِيفَة وذوبان فَلْيَكُن للسل عَلَامَات وَبَاب لَا يكون فِيهِ إِلَّا هَذَا فَإِن أردْت ذَلِك فَانْظُر فِيهِ فَإِن ذَات الرئة كثيرا مَا تبقي بِلَا سل قد ذكرنَا مَا ذكر جالينوس فِي القروح الباطنية فردّه إِلَى هَاهُنَا ليجتمع العلاج والعلامات.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قد أجمع الْأَطِبَّاء أَن الدَّم الْخَارِج بالقيء يكون من الْمعدة أَو من المريء وَالْخَارِج بالسعال من آلَات التنفس وَالْخَارِج بالتنخع مِمَّا قرب من الْحلق واللهاة وَقد رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة الدَّم إِذا انحدر من الرَّأْس كثيرا دفْعَة لَا سيّما إِذا كَانَ ذَلِك دَاخِلا من اللهاة مِمَّا يَلِي الْحلق نفث صَاحبه الدَّم وَذَلِكَ أَن الدَّم سَاعَة يَقع فِي الحنجرة يهيج السعال فأجد النّظر هَاهُنَا لِئَلَّا تظن كَمَا ظن الْجُهَّال بِأَنَّهُم لما رَأَوْا أَن هَذَا الدَّم يَنْقَطِع سَرِيعا بِلَا مَكْرُوه ظنُّوا أَنما قَالَ حذاق الْأَطِبَّاء من أَن خُرُوج الدَّم بالسعال عِلّة ردية قَول بَاطِل لِأَن الرئة قد حدثت بهَا آفَة شَدِيدَة عَظِيمَة إِذْ كَانَ لَا يُمكن فِي ذَلِك الْوَقْت انْقَطع فِيهَا عرق صَغِير مَعَ أَنه قد يُمكن أَن يكون صعُود الدَّم الْكثير بالسعال دفْعَة بِسَبَب تأكلّ وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْإِنْسَان ينفث الدَّم فِيمَا بَين فترات)
يسيرَة عرض بعد ذَلِك أَن نفث دَمًا كثيرا من غير سَبَب باد مثل ضجة أَو سقطة وَرُبمَا خرج فِي هَذِه الْحَالة أَجزَاء من الرئة وَلذَلِك يجب للطبيب أَن يتفقد مَا خرج بعناية فَينْظر هَل مَعَه شَيْء وَهل الدَّم زبدي وَذَلِكَ أَن الدَّم الزُّبْدِيُّ أصدق شَاهد على أَنه من الرئة وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعَه بعض حلق الرئة أَو طبقَة من طَبَقَات الْعُرُوق أَو قِطْعَة من لحم الرئة فَإِن هَذَا لَيْسَ يُوجد الْبَتَّةَ فِي من يقذف الدَّم من صَدره كَمَا أَنه لَا يُوجد فِي من ينفث الدَّم من رئته بِشَيْء من الوجع لِكَثْرَة أعصاب الصَّدْر وَقلة ذَلِك فِي الرئة فَإِنَّمَا فِيهَا أَيْضا من العصب إِنَّمَا يَنْقَسِم فِي غشائها فَقَط وَلَا يتَجَاوَز وَلَا يمتّد إِلَى عُنُقهَا وَأما الصَّدْر فَلهُ أعصاب كَثِيرَة وَهُوَ عضل أجمع وَلذَلِك يحس حسا شَدِيدا هُوَ أَيْضا قوي والرئة رخوة لَا تدافع فَيكون وجعها لذَلِك أقل وَمَتى كَانَ إِنْسَان يجد وجعاً فِي جُزْء من
(2/47)
صَدره أيّ جُزْء كَانَ وَكَانَ مَعَ هَذَا ينفث مَعَ السعال دَمًا لَيْسَ بِكَثِير وَلَا أَحْمَر لكنه قد أسود وانعقد فَصَارَ علقاً ألف ألف فَإِن الصَّدْر بِهِ عِلّة وَإِن الدَّم يدْخل من الصَّدْر إِلَى الرئة كَمَا تدخل الْمدَّة قَالَ وَيتبع نفث الدَّم قُرُوح وَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الرئة فَهُوَ عسر الْبُرْء أَو لَا تَبرأ أصلا وَأما الَّتِي فِي الصَّدْر فَإِن أَكثر الْعُرُوق الَّتِي تنخرق رقيقَة وينفث صَاحبهَا مِنْهَا الدَّم تلتحم وَلَو أزمنت فَإِنَّهَا لَا تصير الْبَتَّةَ فِي حد مَا لَا برْء لَهُ قَالَ وَإِنَّمَا القروح الَّتِي فِي الرئة فَإِنَّهَا إِذا طَالَتْ وَإِن هِيَ بَرِئت فِي وَقت من الْأَوْقَات فَإِنَّهُ تبقى مِنْهَا بَقِيَّة فِي الصَّدْر ناصورية صلبة تتغطى بحلية تغشاها وتنكشف بِأَدْنَى سَبَب فيعاود نفث الدَّم وَجَمِيع الدَّم الصاعد من آلَات الْغذَاء يكون بالقيء لَا بالسعال وتفقد ذَلِك لَعَلَّه لعلقة فِي الْحلق مُتَعَلقَة فَإِن رَأَيْت إنْسَانا تنخع وامتخط الدَّم أَيَّامًا كثيرا متوالياً من غير أَن يكون وجد فِيهَا فِيمَا تقدم وجعاً وَلَا ثقلاً فِي الرَّأْس وَلَا وَقعت بِهِ ضَرْبَة وَلَا يجد الْآن وجعاً فتفقد أَمر مَنْخرَيْهِ وحلقه فِي الضَّوْء تفقداً شَدِيدا فَإِنَّهُ قد يعرض أَن يكون ذَلِك لأجل علقَة مُتَعَلقَة فهناك وسل هَل شرب من مَاء كَانَ فِيهِ علق.
لي خُرُوج الدَّم من الْفَم يكون إِمَّا بالقيء وَإِمَّا بالسعال وَإِمَّا بالتنحنح وَإِمَّا بالتنخع وَالَّذين يخرج مِنْهُم بالسعال إِمَّا من الرئة وَإِمَّا من الصَّدْر وَالَّذِي بالقيء إِمَّا من المريء وَإِمَّا من فَم الْمعدة وَإِمَّا من قعرها وَلَيْسَ كَذَلِك فِي الرئة لِأَن قَصَبَة الرئة لَا عرق فِيهَا يخرج مِنْهُ دم لَهُ قدر يعتدّ بِهِ وبالتنخع إِمَّا من اللهاة وَالْحلق ونواحيه وَإِمَّا أَن ينزل من الرَّأْس فتفقد هَل هَذِه كلهَا كَذَلِك أم لَا ثمَّ اعْمَلْ بِحَسب ذَلِك وَنحن نذكرهُ فِي الدَّم فِي بَاب الْمعدة وتنخع الدَّم فِي بَاب) ج الرئة لَا يعرض فِيهَا وجع عنيف فِي وَقت من الْأَوْقَات فَأَما حس الثّقل فقد يكون فِيهَا كثيرا وحس التمدد يبلغ إِلَى القص وَإِلَى عظم الصلب لِأَن أغشيتها مربوطة هُنَاكَ فَإِذا كَانَ مَعَ النفث الزُّبْدِيُّ ثقل فِي الصَّدْر وَحمى حادة فَفِي الرئة ورم حَار فَإِن كَانَ الثّقل أقل وَكَذَلِكَ ضيق النَّفس أقل إِلَّا أَن اللهيب شَدِيد لَا يُطَاق فَفِي الرئة ورم وَهُوَ الَّذِي يعرف بالحمرة قَالَ وَإِذا كَانَ الدَّم كثيرا أَو جَاءَ بعقب سَبَب باد فَإِنَّهُ عرق انْفَتح فِي الرئة قَالَ وَأكْثر مَا يفتح الْعُرُوق الضوارب الصَّوْت الحاد إِذا لم ينْدَرج إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا لِأَن التدرج فِي الصَّوْت قَلِيلا قَلِيلا يفعل مَا يفعل التمريخ من إعداد الْبدن للرياضة وَإِلَّا حدث بهم فسوخ وهتوك وَيكون ذَلِك سَرِيعا جدا إِلَى من لم يعتده فَأَما من اعْتَادَ الصياح فَذَلِك إِلَيْهِ أقل كَمَا أَن من اعْتَادَ الرياضة فَذَلِك إِلَيْهِ أقل وَقد يَنْفَسِخ من شدَّة الْبرد إِذا برد بردا مفرطاً يَجْعَل طَبَقَات الْعُرُوق إِلَيْهِ صلبة عسيرة الانبساط فتسير لذَلِك متهيئة للْفَسْخ فَأَما الدَّم الَّذِي يصعد قَلِيلا قَلِيلا بالنفث بِلَا سَبَب باد من ضجة وَمن ضَرْبَة بل يكون قد اسْتعْمل الْإِنْسَان الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار كثيرا وَأقَام فِي بلد حَار وَاسْتعْمل أَطْعِمَة وأشربة حارة فَإِنَّهُ يكون من انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي الرئة وَإِذا نفث دَمًا كثيرا دفْعَة من بعد أَن قد كَانَ قد نفث دَمًا قَلِيلا وَصعد مَعَ
(2/48)
ذَلِك الدَّم أَجزَاء من الرئة أَو قشور قرحَة فَلَيْسَ يكون أَن يبرأ فَإِن كَانَت القرحة فِي قَصَبَة الرئة فَإِن العليل يحس بالوجع لَيْسَ مثل الرئة الَّتِي لَا وجع مَعهَا وَيكون مَا ينفث أَيْضا نزرا قَلِيلا وَلَيْسَ الوجع فِي هَذِه أَيْضا شَدِيد إِلَّا أَن لَهُ وجعاً مّا وَلَيْسَ للرئة وجع الْبَتَّةَ وَمن السل ضرب آخر لَا يكون ابتداؤه نفث دم وَلَا خراجات وَيكون فِي الندرة قَالَ رَأَيْت رجلا سعل بَغْتَة خلطا رَقِيقا مرارياً بَين الْأَحْمَر الناصع والأصفر وَلم تكن مَعَه حِدة أصلا وَلم يزل يقذف ذَلِك الْخَلْط دَائِما ثمَّ أَنه حم حمى دقيقة وصاربه الدق ثمَّ أَنه قذف بالسعال شَيْئا يَسِيرا من قيح وَبعد أَرْبَعَة أشهر قذف دَمًا يَسِيرا مَعَ قيح وَأَقْبل يذوب وحماه تزيد ثمَّ نفث من الدَّم مِقْدَارًا كثيرا وَمن بعد هَذَا تزيدت حماه وخارت الْقُوَّة وَمَات كَمَا يَمُوت المسلول وَرَأَيْت آخر وَآخر وجهدت فِي مداواتهم فَلم تَنْفَع وَجَمِيع هَؤُلَاءِ قذفوا من الرئة أَجزَاء قد تعفنت فَعلمت أَنه عرض فِي رئاتهم عِلّة شَبيهَة بِالَّتِي تعرض من خَارج من العفونة إِلَّا أَن الرئة لَا يُمكن قطعهَا وكيّها كَمَا يُمكن فِي الْأَعْضَاء الْخَارِجَة فَلذَلِك صَار هَؤُلَاءِ يهْلكُونَ قَالَ وعنيت بِالرجلِ الثَّالِث عناية شَدِيدَة فَأخذت أجفف رئته تجفيفاً عنيفاً شَدِيدا بِمَا يشم وَمَا يُؤْكَل وَيشْرب وَذَلِكَ إِنِّي أَمرته أَن يشم نَهَاره أجمع الْخَلْط الَّذِي)
يُسمى أندروخورون وَيمْسَح مَنْخرَيْهِ إِذا نَام بالأدهان الطّيبَة الروائح وسقيته المثروديطوس والأمروسيا وأثاناسيا والترياق إِلَّا أَن هَذَا مَاتَ بعد عَام وَلَعَلَّه إِنَّمَا طَالَتْ مدَّته أَكثر لهَذَا التَّدْبِير مَعَ الْأَجَل الْمَكْتُوب.
لي غَرَض المعالج لقروح الرئة مَا دَامَت طرية أَن يلحم فَإِذا عتقت أَن تجفف وأحسب أَن اللَّبن فِي هَذِه الْحَال ضار وَإنَّهُ إِنَّمَا ينفع فِي الِابْتِدَاء.
لي الدَّم الَّذِي ينفث بِسَبَب انفتاح الْعُرُوق فَهُوَ من ضروب نفث الدَّم عَاقِبَة وعلاجه الفصد وتبريد الْجِسْم مَا أمكن وَشرب الْأَدْوِيَة المبردة والمغريه.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة تقوّس الْأَظْفَار دَلِيل على وجود قرحَة فِي الرئة وَحُمرَة الْوَجْه دَلِيل على ورم فِي الرئة لَا يحدث فِي الرئة عَن الورم الْحَار ضَرْبَان لِأَنَّهَا لَا حس لَهَا ذَات الرئة يكون مَعَه عسر النَّفس وسعال ووجع ثقيل منتشر فِي الصَّدْر كُله ونبض موجيّ وَنَفث أَشْيَاء متغيرة بلغمية فِي أَكثر الْأَمر وَنَفس حَار بنفحة عَظِيمَة وَحمى حادة ورم الرئة فِي الْأَكْثَر بلغمي لِأَن الرئة من أجل أَن تخلخلها لَا تكَاد تقبل إِلَّا مَادَّة غَلِيظَة لِأَن الْمَادَّة اللطيفة لَا يُمكن أَن تلحج فِيهَا بل تنحلّ وتجري فِيهَا بسهولة وَنَفث الدَّم إِذا كَانَ من الرَّأْس كَانَ بالتنخع ويتقدمه
(2/49)
ثقل فِي الرَّأْس وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَإِن كَانَ فِي قَصَبَة الرئة يكون شَيْئا بعد شَيْء مَعَ سعال يسير ووجع قَلِيل فِي اللبّة وَمن الرئة يخرج مَعَه مِقْدَار كثير ألف ألف بِلَا وجع وَيكون حاراً زبدياً وَمن الصَّدْر يخرج دفْعَة وَيكون علقياً ويجد وجعاً فِي الصَّدْر وَيكون مَعَ سعال ويستدل على انفجار عرق بصعود دم كثير لسَبَب باد وعَلى التأكلّ أَن يَجِيء دم كثير إِن كَانَ يَجِيء قَلِيلا قَلِيلا أسود زبدياً وعَلى الَّذِي لانفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق من امتلاء الْبدن وَانْقِطَاع الاستفراغات أَن يَجِيء قَلِيلا قَلِيلا بِلَا وجع نفث الدَّم من الرئة يكون إِمَّا بِسَبَب انخراق عرق لضربة أَو ضجّة أَو عَن برودة مفرطة وَإِمَّا بِسَبَب انفتاح أَفْوَاه الْعُرُوق عَن الْأَطْعِمَة الحارة أَو حرارة أَو عَن الامتلاء وَكَثْرَة الاستحمام أَو طَعَام أَو شراب حَار بِالْفِعْلِ وبسبب تأكلّ حدث عَن مزاج حَار انصبّ إِلَيْهَا وبلغم مالح.
3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض أَصْحَاب السلّ تغور أَعينهم وتحتدّ آنافهم وتلطّى أصداغهم وتشخص مِنْهُم الكتفان والمرفقان حَتَّى يتعلّقا وهما بارزان عَن حد الْجِسْم بِمَنْزِلَة الجناحين وتتعقّف مِنْهُم الْأَظْفَار.
لي إفهم المجّنح فَإِن مَعْنَاهُ الَّذِي تبعد مرفقاه عَن جَنْبَيْهِ لِأَن هَذَا شكل الْجنَاح.
تقاسيم الْعِلَل والأعراض أَصْحَاب السلّ يكون نفسهم منتناً.
السَّابِعَة من الميامر أَصْحَاب القرحة فِي الرئة إِذا أزمنت وَلم تلتحم بِسُرْعَة احْتَاجَت إِلَى الْأَدْوِيَة المجففة اللطيفة لتجفّف القرحة وَذَلِكَ أَنه إِذا جعل مَسْكَنه بَلَدا جافّا وَاسْتعْمل من التَّدْبِير مَا أشبه ذَلِك وادمن اسْتِعْمَال هَذِه الْأَدْوِيَة طَال عمره وَبَقِي بِإِذن الله وتصرّف فِي أَسبَابه وَأحد هَذِه الْأَدْوِيَة وَهُوَ أول دَوَاء وَصفه أندروماخش من الْأَدْوِيَة الحلقومية وتركيبها من الْأَدْوِيَة اللطيفة والقابضة نَحْو الدارصيني والسنبل والزعفران والساذج واللبان والمر والأذخر وَمن المغرية كربّ السوس وَنَحْوه وَمن المخدّرة نَحْو البنج والأفيون فَمِنْهَا تركّب هَذِه الْأَدْوِيَة وَيُزَاد فِي المخدّرة مَتى كَانَت النزلة كَثِيرَة وَمَعَهَا أَذَى وسهر وَفِي المغرية مَتى كَانَت خشونة شَدِيدَة مؤذية.
دَوَاء نَفِيس دارصيني كندر عصارة السوس أُوقِيَّة أُوقِيَّة مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل كثيراء سِتَّة مَثَاقِيل حَماما أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران أُوقِيَّة عسل فائق مَا يعجن بِهِ. ج قَالَ هَذَا حَقًا دَوَاء نَفِيس لمن فِي رئته قرحَة وَجَمِيع علل الرئة المزمنة وَذَلِكَ أَن
(2/50)
جَوْهَر الدارصيني لطيف مجفف والحماما ثَان بعده وَلِأَن هذَيْن مجففان خلط مَعَهُمَا عصارة السوس والكثيراء وهما مغريان والمر والزعفران ينضجان ويحلّلان ويجففان تجفيفاً يَسِيرا.
الْأَدْوِيَة الَّتِي ترّكب مِنْهَا هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف قُرُوح الرئة الدارصيني والسليخة والمر والزعفران وفقاح الْإِذْخر ودهن البلسان والسنبل والحماما والكندر والجلنار ولحية التيس والسك ألف ألف والطين الْمَخْتُوم والصمغ والأفيون والبنج والمغاث وَنَحْوه قَالَ الْأَدْوِيَة المؤلّفة من البزور اللطيفة المدرّة للبول والأفاويه والمغرية والقليل من المخدّرة نَافِع لمن فِي رئته قُرُوح.
صفة الأميروسيا النافع من قُرُوح الرئة سنبل وزعفران وَمر وقسط وسليخة ودارصيني وإذخر وفلفل أسود وأبيض وجندبادستر وزراوند وصمغ البطم وميعة وبزر بنج أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون مِثْقَال بزر كرفس مثله كثيراء سِتَّة مَثَاقِيل شراب تحل فِيهِ الكثيراء أقوطولي وَاحِد)
تجمع الْأَدْوِيَة بِعَسَل ويسقى مِثْقَال وَنصف وَمن كَانَت بِهِ حمى فبماء وخل وإلاّ فبماء الْعَسَل.
لقروح الرئة الَّتِي يُرَاد تجفيفها طراثيث وَمر من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم جندبادستر سِتَّة دَرَاهِم كندر سَبْعَة دَرَاهِم عصارة سماق تِسْعَة دَرَاهِم سكبينج سِتَّة دَرَاهِم أنيسون تِسْعَة دَرَاهِم أفيون ثَمَانِيَة دَرَاهِم بزر كرفس مثله جوشير خَمْسَة دَرَاهِم بزر بنج ثَمَانِيَة دَرَاهِم ميعة مثله زعفران تِسْعَة دَرَاهِم حلتيت مِثْقَال جوزبوا ثَمَانِيَة دَرَاهِم فراسيون مِثْقَال قشور اليبروج عشرَة دَرَاهِم دَار فلفل ثَمَانِيَة دَرَاهِم فلفل أَبيض خَمْسَة دَرَاهِم رغي الْحمام مِثْقَال عسل بِقدر مَا يعجن بِهِ.
لنفث الدَّم أول مَحْذُور من نفث الدَّم المفرط استفراغه وَالثَّانِي الْعلَّة الَّتِي النفث نَافِع لَهَا انفتاح الْعُرُوق كَانَت أم خرقها أم تأكلّها وعلاج التأكلّ أَن ينْبت فِي الْموضع المتأكلّ لحم وفم الْعُرُوق تشدّ بالأدوية القابضة وخرقها بالأدوية الملحمة كالطين الْبحيرَة وَنَحْوه فَأَما الْموضع المتأكل فَإِن اللَّحْم ينْبت فِيهِ بالأدوية الجيدة الكيموس والمنبتة للحم فَأَما نفث المدّة من الصَّدْر والرئة فَيحْتَاج أَن يخلط مَعَ هَذِه أدوية لَطِيفَة حارة لكَي توصل هَذِه وَإِن كَانَت هَذِه فِي غَايَة الرداءة والمضادة لنفث الدَّم وَأما الَّذِي من الْمعدة ونواحيها فَلَا تحْتَاج إِلَى هَذِه الْبَتَّةَ وَقد يخلط أَيْضا فِي هَذِه الْأَدْوِيَة الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة الَّتِي لم يبلغ من بردهَا أَن تخدّر لِأَنَّهَا تبّرد وَتَنْفَع من ذَلِك وتنوّمهم نوماً سباتياً غرقاً فيعظم لذَلِك نفعهم لِأَنَّهُ بِهَذَا يهدأ السعال ويسكن وتمنع برودتها جرية الدَّم وتغلظ فَهَذَا قانون الْأَدْوِيَة لنفث الدَّم مِثَال
(2/51)
عصارة لحية التيس وحبّ الآس وجلنار وقاقياً وعفص وطين مختوم وصمغ وكهربا ونشا وأفيون وبزر خشخاش وبنج وَمر ودارصيني وسليخة تتَّخذ أقراصاً وتسقى.
أدوية لنفث الدَّم أفيون سدس مِثْقَال صمغ مِثْقَال نشا نصف مِثْقَال قاقيا مثله يسقى فِي شربة وَاحِدَة هَذَا يصلح للمعدة وَإِن ألقيت مَعَه شَيْئا من دارصيني صلح للرئة أَيْضا وَقد ألف ألف رَأَيْت مَا يسقى لنفث الدَّم من الرئة وَلَيْسَ مَعَه مسخنات فَاعْلَم ذَلِك واعمل بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
قرص جيد لنفث الدَّم قاقيا جلنار عصارة لحية التيس بزر الْورْد طين مختوم كندر صمغ بزر بنج أفيون تتَّخذ أقراصاً بعصارة البرسيان دَارا وتسقى بخل ممزوج وَمَتى كَانَ التجلب كثيرا فبعصارة لِسَان الْحمل.)
لنفث الدَّم قوي بزر الشوكران مثقالان بزر بنج مِثْقَال نشا مثله سنبل نصف مِثْقَال طين الْبحيرَة مِثْقَال أنيسون ثلثا مِثْقَال يسقى مِنْهُ مِثْقَال وَمَاء الْمَطَر ينفع هَؤُلَاءِ ويجعلون فِي مَائِهِمْ طباشير.
لي البادروج يجفف الصَّدْر والرئة جدا فَهُوَ يصلح أَن يسْتَعْمل فِي الْمرتبَة الثَّانِيَة من السلّ بِالَّذِي يُزَاد بِهِ تجفيف القرحة.
السَّابِعَة من الميامر قَالَ الْأَدْوِيَة المسكّنة للأوجاع الَّتِي فِي نفث الدَّم تؤلّف من بزور تدّر الْبَوْل وَمن المخدّرة.
دَوَاء البزور يسْتَعْمل فِي نفث الدَّم بزر الكرفس رازيانج من كلّ وَاحِد جزؤ سليخة ربع جُزْء أفيون مثله تتَّخذ أقراصاً بِمَاء.
آخر بزر بنج وبزر كرفس وأفيون وَورد يَابِس جزؤ جزؤ زعفران ثلث جُزْء القرص نصف مِثْقَال.
آخر الأقراص الْمُثَلَّثَة الزوايا بزر بنج أَرْبَعَة بزر كرفس مثله أفيون مِثْقَال أنيسون مثله تعْمل أقراصاً وتسقى بِمَاء بَارِد قرص بِالْغَدَاةِ وَآخر بالْعَشي قَالَ وَهَذِه الأقراص نافعة من نفث الدَّم إِن كَانَ قد أشرف على السلّ أَيْضا وألّفها الْأَطِبَّاء من المخدّرة والمدّرة للبول وَهِي بعد جَيِّدَة لتجلّب الْمَادَّة كلهَا وتسكّن جَمِيع الأوجاع خلا القولنج فَإِنَّهُ يجب أَن تكون المخدّرة أقوى عَلَيْهِ وأغلب.
أَقْرَاص نافعة لنفث الدَّم والسلّ وَلمن تنحدر إِلَى صَدره نَوَازِل ومواد رَدِيئَة بزر القثاء مقشّراً وبزر كتّان وبز خشخاش وبزر كرفس وبزر بنج وأفيون يعجن بنقيع الكندر وَيُعْطى.
لي إِذا رَأَيْت الْحَرَارَة والعطش غَالِبين فَاجْعَلْ هَذِه البزور بزر خِيَار وبزر قثاء وبزر قرع وبزر رجلة وخشخاش وبز بنج وأفيونا واسق مِنْهَا مَعَ بزر كرفس وأنيسون كي يصل وَإِذا لم تكن حرارة فَإِنَّهُ يلقى مَعَه نانخة وسنبل وَمر ودارصيني وَقد ذكرنَا مَا يسهل النفث ويقلع المّدة وَغَيرهَا فِي بَاب الربو قَالَ علاج الدُّبَيْلَة فِي الرئة الْأَدْوِيَة اللطيفة المجففة
(2/52)
وَالشرَاب الرَّقِيق اللَّطِيف إِذا شرب الْقَلِيل مِنْهُ قَالَ أدوية البزور المخدرة تصلح عِنْد السعال الصعب الشَّديد كَمَا يعرض عِنْد نفث الدَّم وَمن تصيبه نَوَازِل رَدِيئَة.
لي أَنا أرى أَن اللَّبن إِذا سقِِي جلاّ بمائيته ونقّاها وغذّاها بجنبتيه وَلم يرطّبها لكنه يرطّب الْجِسْم فَإِن كَانَ اللَّبن يرطب القرحة فَإِنَّهُ ضدّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَن ملاك قرحَة الرئة أَن تجفف مَا)
أمكن وَلَكِن ألف ألف المسلول يحْتَاج إِلَى مَا يرطب بدنه ويحفظ على أَعْضَائِهِ الرطوبات الْأَصْلِيَّة وَيمْنَع قلبه أَن يغلب عَلَيْهِ المزاج الْيَابِس لِأَنَّهُ يصير من بِهِ قرحَة الرئة إِلَى دقّ فاللبن مُوَافق فِي ذَلِك جدا وَهُوَ نَافِع بِإِجْمَاع للصدر والرئة ونواحيها.
قَالَ ج فِي آخر الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء مَتى كَانَت القرحة فِي قَصَبَة الرئة فَتقدم إِلَى العليل أَن يضطجع على قَفاهُ ويمسك الدَّوَاء فِي فِيهِ وَيُرْسل ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا ويرخي جَمِيع عضل خَلفه ويطلقه فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك نزل مِنْهُ فِي قَصَبَة الرئة شَيْء صَالح من غير أَن يهيج سعالاً ويحذّر ويتوقّى أَن ينزل شَيْء كثير دفْعَة إِلَى قَصَبَة الرئة فيهيج سعالا فَإِنَّهُ يضرّ جدا لِأَنَّهُ يزعج وَاعْلَم أَنه مَا دَامَت الرُّطُوبَة تنزل فِي جرم قَصَبَة الرئة كَمَا يسيل المَاء على الْحَائِط فَلَيْسَ يحدث عَنهُ سعال فَإِذا ذهبت تهوي فِي وسط تجويف القصبة الَّذِي هُوَ طَرِيق للريح الَّذِي بِهِ النَّفس فَإِنَّهَا تحدث سَاعَة تلقاها السعال قَالَ وَإِنَّمَا استخرجنا إخلاط الْعَسَل لجَمِيع القروح فِي الصَّدْر والرئة لأَنا إِذا احتجنا أَن توصل إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع أدوية قوابض طَال مكثها فِي الْمعدة وَلم تصل لذَلِك صَار الْعَسَل يقوم لهَذِهِ الْأَدْوِيَة مقَاما مركبا خَفِيفا سَرِيعا يسير بهَا حَتَّى يوصلها وَفِي الْعَسَل مَعَ هَذَا أَنه لَا يضر القروح.
وَقَالَ فِي الْخَامِسَة: كثيرا مّا يعفن إِذا كَانَت دبيلة فِي الصَّدْر مَعَ تعفن المّدة وَلحم الصَّدْر شَيْء من عِظَامه حَتَّى يضْطَر الْأَمر إِلَى قطع الْعظم الَّذِي عفن وَفِي أَكثر الْأَمر يُوجد مَا هُوَ ملبس على الضلع الَّذِي قد عفن من الغشاء المستبطن للأضلاع قد عفن أَيْضا وَلم تزل الْعَادة تجْرِي فِي علاجنا لمن هَذِه حَاله أَن يكون إِذا زرقنا فِي القرحة مَاء الْعَسَل أمرنَا صَاحب القرحة أَن يضطجع على جَانِبه العليل وَيسْتَعْمل مرَارًا كَثِيرَة ويهزه هزاً رفيعاً فِي بعض الْأَوْقَات يخرج مَا يبْقى فِي جَوف القرحة من مَاء الْعَسَل بالآلة الَّتِي يُقَال لَهَا جاذبة الْقَيْح فَإِذا نَحن فعلنَا ذَلِك ورجونا أَن تكون المّدة كلهَا قد خرجت مَعَ صديد القرحة أدخلنا فِيهَا حِينَئِذٍ أدوية وَقَالَ نَحن ننقي قُرُوح الرئة بِعَسَل نطعمه وَمَاء الْعَسَل.
لي قُرُوح الرئة إِذا احْتَاجَت إِلَى تنقية ننقي بالعسل وَمَاء الْعَسَل لِأَنَّهُ ينقى وَهُوَ غذَاء وَلَا يضرّ بالقروح الْبَاطِنَة.
الأولى من الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: إِذا قذف بالسعال شَيْء من حلق قَصَبَة الرئة فَإِن فِي الرئة قرحاً عَظِيما وَلَا يُمكن أَن يكون ذَلِك من حلق قَصَبَة الرئة الْعَظِيمَة لِأَن حلق هَذِه إِذا انْحَلَّت من)
رطبها مَاتَ الْإِنْسَان قبل ذَلِك وَهِي أَيْضا حلق عِظَام وَأما الرئة فَإِنَّهَا تسرع التأكلّ
(2/53)
والعفونة بالرطوبات الحارة وَإِذا قذف بالسعال قطع عرق لَهَا مِقْدَار فَإِنَّهَا من الرئة لَا من قصبتها ألف ألف لِأَن الْعُرُوق الَّتِي فِي قَصَبَة الرئة دقاق مثل الشّعْر الرئة لَا تحس بالقروح والأورام لِأَنَّهَا لَا يجيئها عصب.
لي إِلَّا مَا لَا يُبَالِي بِهِ فينقسم فِي غشائها.
الثَّانِيَة مِنْهُ يتبع الورم الْحَادِث فِي الرئة ضيق النَّفس حَتَّى يظنّ العليل أَنه يختنق فينتصب لذَلِك جَالِسا وَيكون مَا يخرج مِنْهُ بِالنَّفسِ حاراً جدا وَلَا سيّما إِذا كَانَ الورم حمرَة ويستريحون إِلَى إِخْرَاج النَّفس الْعَظِيم واستنشاق الْهَوَاء الْبَارِد وينفثون نفثاً إِلَى الْحمرَة أَو الصُّفْرَة أَو زبدياً أَو أَخْضَر أَو أسود وَكَثِيرًا مَا يحسّون مَعَ هَذَا بثقل فِي جَوف الصَّدْر ووجع يَبْتَدِئ من عمق الْجِسْم ويبلغ إِلَى نَاحيَة القصّ وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب وَبِه حمى حادة ونبضه موجيّ ووجنته حَمْرَاء الثَّانِيَة من الأخلاط: صَاحب نفث الدَّم لَا يحب أَن ينظر إِلَى الْأَشْيَاء الْحمر وَذَلِكَ أَنه يجذب الدَّم إِلَى ظَاهر الْجِسْم بمشاكلته للرئة.
لي أرى هَذَا إِنَّمَا يفعل لِأَنَّهُ يذكرّ النَّفس بِالدَّمِ.
الثَّالِثَة: المجنحون من أجل ضيق صُدُورهمْ يعرض نفث الدَّم بِسُرْعَة من أدنى سَبَب.
الثَّانِيَة من تقدمه الْمعرفَة: من حدثت بِهِ من أَصْحَاب ذَات الرئة خراجات فِي أعالي الْجِسْم أَو فِي أَسْفَل مَوَاضِع الصَّدْر فَإِن تِلْكَ الخراجات تتقيّح وَتصير نواصير ويتخلّصون.
لي من انصباب المّدة فِي فضاء الصَّدْر قَالَ وَإِذا كَانَت فِي ذَات الرئة الْحمى لَا تسكن والوجع والألم لَا ينقص وَلم ينفث شَيْئا ذَا قدر يعتّد بِهِ وَانْطَلق بَطْنه نعما وَلَا بَال بولا فِيهِ رسوب كثير وَكَانَ الْمَرَض سليما فِي أَحْوَاله فتوقع مثل هَذَا الْخراج لِأَن إِحْدَى هَذِه الْأَشْيَاء إِذا كَانَ بِهِ بحران وَلم يحْتَج إِلَى شَيْء قَالَ وَإِذا كَانَ بالعليل فِي مَا دون الشراسيف شَيْء من الالتهاب حدثت بِهِ هَذِه الخراجات فِي أَسْفَل الصَّدْر وَأما الخراجات الَّتِي تعرض فِي أعالي الصَّدْر فَيعرض لمن كَانَ دون الشراسيف مِنْهُ رَقِيقا وَعرض لَهُ سوء تنفس يلبث مُدَّة مّا ثمَّ يسكن من غير سَبَب ظَاهر فَإِن ذَلِك يدل على ارْتِفَاع الأخلاط إِلَى فَوق كَمَا تدل حرارة فِي مَا دون الشراسيف وتمددها على انحطاطها إِلَى أَسْفَل وَأما الخارجات الَّتِي تحدث فِي الرجلَيْن فِي علل الرئة القوية الْعَظِيمَة الْخطر فَكلهَا نافعة وأفضلها مَا كَانَ يحدث والبصاق قد بِأَن فِيهِ النضج وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَ)
حُدُوث الْعرض والألم بعد أَن يكون مَا ينفث بالبصاق قد تغيّر عَن الْحمرَة إِلَى حَال الْقَيْح وانبعث إِلَى خَارج كَانَت سَلامَة ذَلِك الْمَرِيض على غَايَة الثِّقَة وَكَانَ لَا يسكن الْخراج حَتَّى يذهب ألمه فِي أسْرع الْأَوْقَات فَإِن كَانَ مَا ينفث بالبصاق غير نضيج وعَلى غير مَا يجب وَلم يظْهر فِي الْبَوْل ثفل راسب مَحْمُود فَلَيْسَ يُؤمن أَن يفْسد الْمفصل الَّذِي يخرج فِيهِ أَو يلقى مِنْهُ سدة شَدِيدَة.
(2/54)
قَالَ ج حُدُوث ألف ألف الخراجات فِي السَّاقَيْن فِي علل ذَات الرئة الصعبة مَحْمُود لَا محَالة وَذَلِكَ أَنه بعيد من مَوضِع الْعلَّة مائل إِلَى أَسْفَل وخاصة إِذا كَانَ مَعَ نضج وَالدَّلِيل على النضج تغيّر البصاق واستفراغه بِكَثْرَة من غير عسر فَإِن حدث الْخراج فِي السَّاق قبل نضج الْمَرِيض تخلّص الْمَرِيض من الْخطر الَّذِي يتخوّف عَلَيْهِ من ذَات الرئة إلاّ أَن ذَلِك الْمفصل يعسر برئه وخليق أَن يزمن فِي بعض الْأَوْقَات فَإِن غَابَتْ هَذِه الخراجات بعد ظُهُورهَا وَيحْتَاج أَن ينفث لم ينفث بعد والحمى لَازِمَة فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يخْتَلط عقل الْمَرِيض وَيَمُوت لِأَن الْخراج لم يتَحَلَّل وَلَوْلَا ذَلِك لسكنت الْحمى لَكِن رَجَعَ إِلَى دَاخل وَإِذا عرض مَعَه ضيق النَّفس مَاتُوا والمشايخ يموتون فِي التقيّح الْحَادِث عَن الرئة أَكثر وَمن قد طعن فِي السن وَأما فِي سَائِر المتقيحات لِأَن علل الرئة والصدر يحْتَاج أَصْحَابهَا فِي التَّخَلُّص مِنْهَا إِلَى بَقَاء وَذَلِكَ يتم لشدَّة الْقُوَّة القوية فالمشايخ لضعف قوتهم اقل سَلامَة مِنْهَا وَأما الشَّبَاب فلشدة قوتهم ينقون سَرِيعا وَأما سَائِر أَصْنَاف التقيح فيعني بِهِ الَّذِي تكون مَعَه حميات شَدِيدَة كالخراج فِي الْأذن وَنَحْوه فَإِن الْخطر على الشَّبَاب هُنَاكَ أَكثر لِأَن الحميات فيهم أَشد لِكَثْرَة حرارتهم.
الثَّانِيَة من الْفُصُول: نفث الدَّم يعرض إِمَّا من ضَرْبَة أَو وثبة أَو ضجة أَو برد شَدِيد أَو نوم على الأَرْض بِلَا وطاً.
الْخَامِسَة: إِذا كَانَ بِإِنْسَان سلّ فَكَانَ الَّذِي يقذفه بالسعال منتنا إِذا بخّر بِهِ وَكَانَ شعر رَأسه ينتثر فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن الشّعْر حِينَئِذٍ إِنَّمَا يكون سُقُوطه لنُقْصَان الْغذَاء وفساده فِي الْجِسْم وَمن تساقط شعره من أَصْحَاب السل ثمَّ حدث بِهِ اخْتِلَاف فَإِنَّهُ يَمُوت لِأَن سُقُوط الشّعْر مِنْهُ دالّ على قلَّة أخلاطهم وضعفهم فَإِن حدث بهم مَعَ ذَلِك اخْتِلَاف فَذَلِك غَايَة الْقرب من الْمَوْت لِأَنَّهُ يذهب بِالْقُوَّةِ الْبَتَّةَ قَالَ إِذا خرج بالنفث دم زبدي فَإِن ذَلِك من جَوْهَر لحم الرئة ويدلّ دلَالَة خاصّة على القرحة فِي الرئة وَإِذا خرج من ضّجة أَو نَحْوهَا بنفث دم مشرق أَحْمَر)
كثير لَيْسَ بزبدي فَإِن عرقا فِي الرئة انصدع قَالَ وَالدَّم الزُّبْدِيُّ خَاص بجوهر لحم الرئة إِذا حدث بِصَاحِب السلّ اخْتِلَاف.
الْخَامِسَة من الْفُصُول: قَالَ الثَّلج والجليد والأشياء المبردة عَلَيْهِ يحدث كثيرا انفجار الدَّم لِأَنَّهَا تفجر الْعُرُوق فِي الصَّدْر وتصدعها وتضرّ بالرئة والصدر.
السَّابِعَة مِنْهُ إِذا حدثت ذَات الرئة عَن ذَات الْجنب فَذَلِك رَدِيء وَقد ذكرنَا الْعلَّة فِي ذَات الْجنب وَإِذا حدث عَن ذَات قرانيطس فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يكون إِذا كَانَ الْخَلْط المولد للورم كثيرا جدا.
السَّابِعَة: صَاحب السلّ لَا يزَال يزْدَاد هزالًا وَهُوَ حيّ مَا دَامَ يقدر على أَن يسعل فتنقى
(2/55)
رئته فينبعث فَإِذا ضعف عَن ذَلِك سد مجاري رئته فاختنق وَمَات فَبِهَذَا الْوَجْه يكون موت المسلول من السلّ.
من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ سلّ فَظهر على فَكَّيْهِ حب كَأَنَّهُ ألف ألف باقلي مَاتَ اثْنَيْنِ وَخمسين يَوْمًا من كَانَ بِهِ السلّ فَظهر فَوق قفاء مِنْهُ حَبَّة كَأَنَّهَا باقلاً سَوْدَاء الْوَجْه وَلم ترجع وَكَانَ مَعَ ذَلِك سبات وَكَثْرَة نوم مَاتَ إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا إِن ظهر بقدم إِنْسَان فِي ظَاهره ورم أسود على قدر بَيْضَة عرض لَهُ بَوْل واشتهى الْعشَاء الطَّوِيل والبطيخ مَاتَ إِلَى ثَلَاثَة أشهر.
من كتاب العلامات: عَلَامَات ذَات الرئة حمى حادة وَثقل فِي الصَّدْر ووجع بَين الْكَتِفَيْنِ والجنبين والصلب ويضجعون على القفاء وَلَا يضجع على جَنْبَيْهِ وَلَا يكَاد يختنق وَوَجهه أَحْمَر كالورد وَنَفس عَال سريع وَعَيناهُ رطبتان ويشهى الْبُرُودَة ويخشن لِسَانه والمجسّة صَغِيرَة وتلغظ رقبته وينتفخ وَجهه وَتَكون حَرَكَة عَيْنَيْهِ بطيئة ويبرد أَطْرَافه وتكمد ويعظم لِسَانه فَإِن انْتقل إِلَى ذَات الْجنب خفّ النَّفس.
من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: القروح الْعَارِضَة فِي الرئة خبيثة لِأَنَّهَا دائمة الْحَرَكَة وَلِأَنَّهُ إِنَّمَا تصل إِلَيْهَا الْأَدْوِيَة بعد مُدَّة وَطول كثير جدا قَالَ: وقروحها ضَرْبَان: أَحدهمَا الشق الطري الَّذِي يَقع فِي الرئة وَيحْتَاج أَن يُبَادر بالحجامة قبل أَن يعرض لَهُم ورم حارّ وَحمى وَبعد ذَلِك القروح الَّتِي قد مَاتَ ذَلِك مِنْهَا وَلَيْسَ يُمكن أَن تلتحم لَكِنَّهَا تداوى بِأَن تجفف بِشرب الْأَدْوِيَة النافعة لذَلِك تتهيّأ للعليل أَن يعِيش سِنِين كَثِيرَة وَبِه قرحَة فِي رئته وَقد تكون القرحة فِي الرئة عَن نزلة دائمة حرّيفة رقيقَة يتواتر نُزُولهَا إِلَى الرئة فَتحدث تأكّلاً فِي آلَات التنفس قَالَ وَهَذَا التأكّل مَتى كَانَ فِي)
ابْتِدَائه وَكَانَ قَلِيلا فَإِنَّمَا قَالَ الغشاء المغشي على قَصَبَة الرئة. . ولقصبة الرئة وَإِن بودر فِي علاجه فِي أوّل الْأَمر برِئ العليل برأَ تَاما وعلاجه الفصد مَتى ساعدت الْقُوَّة وتسخين الرَّأْس وحلقه بِالْمُوسَى ويلطخ بدواء يَابِس الْقُوَّة ثمَّ جفف الْمدَّة المنصبة مِنْهُ وَهَذَا الدَّوَاء هُوَ الثافسيا وَهُوَ أقوى مَا يسْتَعْمل فِي ذَلِك ودونه فِي الْقُوَّة مِمَّا يسْتَعْمل يزر الْحَرْف وزبل الْحمام وَأَنا اسْتَعْملهُ كثيرا وَيَنْبَغِي أَن يسقى أَيْضا أدوية البزور الَّتِي فِيهَا السليخة والأفيون فَإِن هَذَا الدَّوَاء يغلظ لي وَقد رَأَيْت السلّ يحدث بِقوم بِلَا أَن يتقدّمه نفث الْبَتَّةَ وَذَلِكَ يكون فِي الندرة وَقد رَأَيْت قوما يتقيئون خلطاً مرارياً ويدوم بهم ثمَّ تبَادرُوا مِنْهُ إِلَى السل وَقد ذَكرْنَاهُ فَأَما جَمِيع أَسبَاب السلّ فَهَذِهِ.
(2/56)
الرَّابِعَة من طيماوس: قَالَ البلغم المالح الَّذِي ينحدر من الرَّأْس إِلَى الرئة إِنَّمَا يُورث من السلّ مَا هُوَ فِي الْغَايَة من الرداءة.
لي الَّذين يكثر انحدار النَّوَازِل إِلَى صُدُورهمْ مستعّدون للسلّ وخاصة إِن كَانَت النزلة فِيهَا من حِدة والصدر يضيق وَإِذا كَانَ المزاج مرارياً قَلِيل اللَّحْم والنوازل تنزل فِي صَدره كثيرا فَإِنَّهُ ألف ألف فِي غَايَة الاستعداد للسلّ لِأَن هَذِه النَّوَازِل حرّيفة حارة.
السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: أمراض الحادة فِي غضاريف الرئة إِمَّا الِابْتِدَاء وَإِمَّا أَن يعسر برؤها وَأما الحادة فِي الغشاء المغشي على هَذِه الغضاريف الموصولة أَعنِي الغشاء المستبطن لقصبة الرئة من دَاخل كَانَ بُرْؤُهُ سَرِيعا إِلَّا أَن يعرض فِيهِ عفونة شَدِيدَة يتأكّل مِنْهَا حَتَّى ينْكَشف مَا تَحْتَهُ من الغضاريف.
السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: قَالَ الْعُرُوق الضوارب الَّتِي فِي الرئة إِلَى أَقسَام قصبتها منافذ تنفذ فِيهَا الرّيح وَلَا ينفذ فِيهَا الدَّم مَا دَامَ الْبدن بِحَالهِ الطبيعي فَإِن خرجت هَذِه المنافذ فِي حَالَة إِلَى غير حَالهَا الطبيعي حَتَّى ينفذ فِيهَا الدَّم وصل إِلَى أَقسَام الرئة مستهلّ دم وَكَانَ مِنْهُ سعال وَنَفث دم.
لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ مَتى نفث إِنْسَان دَمًا بالسعال وَالْأَمر فِيهِ مهول عَظِيم دلّ على أَمر يعسر علاجه وبرءه لِأَنَّهُ قد يكون ذَلِك عَن هَذِه الْعلَّة وَقد يكون ذَلِك لانفتاح عروق كالبواسير وَغير ذَلِك لَكِن مَتى رَأَيْت مَعَ نفث الدَّم أعراضاً رَدِيئَة وَكَانَت الْأَسْبَاب رَدِيئَة سَابِقَة فَحِينَئِذٍ فَاعْلَم أَنه رَدِيء وَأما فِي غير ذَلِك فَلَا تخف وعلاجه فِي مَا يقبض أَن أفراط والفصد وَتَخْفِيف)
الامتلاء.
التَّاسِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الطين الأرميني ينفع نفعا عَظِيما من فِي رئته قرحَة لِأَنَّهُ يجفّف الْجرْح الَّذِي فِي رئتهم حَتَّى لَا يسعلوا بعد ذَلِك إِلَّا أَن يَقع فِي تدبيرهم خطأ لِأَنَّهُ قويّ التجفيف وقروح الرئة تَنْفَع بالأدوية المجففة جدا حَتَّى أَن أَصْحَابهَا يظنون أَنهم قد برؤا برأَ تَاما وَكَذَلِكَ يَنْفَعهُمْ الْهَوَاء الْيَابِس وَلذَلِك كَانَ يمْضِي أَصْحَابه من رومة إِلَى بِلَاد النّوبَة وَمن مضى مِنْهُم إِلَى هُنَاكَ وَلم يُخطئ التَّدْبِير عَاشَ سِنِين كَثِيرَة وَأما من أطلق نَفسه وأفسد التَّدْبِير فنكسوا قَالَ: وَأَنا أرى أَن قُرُوح الرئة تصفّر وتجفّ بالأدوية المجففة حَتَّى تنطبق وَإِن كَانَت لَا تلتحم كالحال فِي النواصير فَإِن هَذِه أَيْضا مَتى نقيت ثمَّ عولجت بدواء مجفف ضمرت وانطبقت.
(2/57)
الرَّابِعَة عشر من النبض قَالَ: شرّ ضروب نفث الدَّم وأخبثها وأسرعها فِي فَسَاد الرئة الضَّرْب الَّذِي عَن التأكّل فِي بعض الْعُرُوق وَالْآخر يكون من آفَات تحدث فِي نفس الرئة وَأكْثر مَا يكون من نفث الدَّم وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك من انصداع عرق قَالَ: الْأَبدَان المستعدّة للسلّ هِيَ الَّتِي الصَّدْر مِنْهَا ضيّق قَلِيل السّمك حَتَّى ترى الْكَتِفَيْنِ مِنْهَا ناشزين بارزين إِلَى خلف بِمَنْزِلَة الجناحين والأبدان الَّتِي تمتلي رؤسها سَرِيعا ينحدر مِنْهَا نزلات حادة إِلَى الرئة فَإِن ألف ألف اجْتمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا كَانَ الْمُجْتَمع فِيهِ مشرفاً على طرف السلّ غَايَة الإشراف وَذَلِكَ أَن تداوم النزلات يحدث السلّ على طول المّدة وَإِمَّا أَن ينصدع فِي الرئة عرق لِضعْفِهَا وضيق مَكَانهَا.
لي هَؤُلَاءِ تنزل إِلَيْهِم نزل فيسعلون لذَلِك والسعال رَدِيء بهم لضيق صُدُورهمْ فَيكون السعال سَببا لصدع الْعُرُوق وَإِذا نزلت بعد ذَلِك النَّوَازِل الحادة استحكم الْأَمر.
من تَفْسِير إبيذيميا لثالثة من السَّادِسَة: يَكْفِي فِي الاستعداد لأمراض الرئة ضيق تجويف الصَّدْر وخاصّة لنفث الدَّم.
الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: كَانَ أَكثر من يَقع فِي السلّ الزعر الْبيض النمش المجنحون الَّذين إِلَى الْحمرَة مَا هم السهل الْعُيُون قَالَ جالينوس: الأمزاج الْبَارِدَة وخاصة الرّطبَة مستعدّة للنزل من الرَّأْس وَهِي لذَلِك مستعدّة للسلّ وَالنِّسَاء أشبه وقوعاً فِي السلّ من الرِّجَال لبرد مزاجهم وضيق صُدُورهمْ.
الثَّالِثَة من السَّادِسَة قَالَ: رَأَيْت المجنحين يقعون فِي نفث الدَّم سَرِيعا من الصَّدْر وَرَأَيْت أَنه يتَوَلَّد فيهم ريَاح وَنفخ كَثِيرَة وَيكون ذَلِك معينا على مَا يقعون وَأرى أَن الرِّيَاح تتولد فيهم لصِغَر قُلُوبهم لِأَن قُلُوبهم صَغِيرَة لصِغَر صُدُورهمْ وَالْقلب إِذا صغر قلت حرارة الْبدن كُله)
قَالَ: النَّوَازِل الَّتِي فِيهَا حِدة وحرارة وَلَا يُمكن أَن تبقى فِي الرئة حَتَّى تنضج وتنفث لِأَنَّهَا تسبق فَتحدث فِي الرئة تأكلا لحدتها فَلذَلِك هِيَ خبيثة رَدِيئَة فَأَما مَا لَيْسَ مَعهَا حِدة فَإِنَّهَا تنضج وَتخرج بالنفث وَإِن بقيت فِي حَالَة مّا يشده لذعاً تهيج سعالاً شَدِيدا حَتَّى يهزّ الرَّأْس هزاً شَدِيدا فَيحدث فِيهِ بِسَبَب ذَلِك امتلاء ثمَّ يعود فينحدر مِنْهُ نزلة أَيْضا وَرُبمَا صدعت فِي الرئة عرقاً لشدَّة السعال فَلذَلِك هِيَ رَدِيئَة مَكْرُوهَة لعظم خطرها فقد بَان إِنَّهَا رَدِيئَة نفثت أم لَا.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة: يَنْبَغِي للَّذين صُدُورهمْ عليلة أَن يتوقوا جَمِيع الأغذية الَّتِي تملأ الْبدن جدا والحريفة ويتقّون الصياح وَالْغَضَب وَجَمِيع مَا يمدد الصَّدْر بِقُوَّة.
(2/58)
السَّادِسَة من السَّادِسَة: قد اعْتَادَ الْأَطِبَّاء وَأَصَابُوا بنقلهم من بِهِ قرحَة فِي رئته إِلَى بلد يَابِس كَمَا ينقلون من بِهِ سلّ من رومة إِلَى بلد النّوبَة.
لي يَنْبَغِي أَن نَنْظُر فِي ذَلِك وَالْأَمر مَعْلُوم أَنهم إِنَّمَا ينقلون إِلَى الْهَوَاء الْيَابِس من قد استحكمت فِيهِ قرحَة الرئة وأيس من برءها وَإِنَّمَا تداوى لتجفيفها فَقَط وَتبقى جافة.
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: أَصْحَاب قُرُوح الرئة كَانَ القدماء يتكوونهم بمكاو تحمى وَيُوضَع على الصَّدْر وَيَنْبَغِي ألف ألف أَن يُبَادر وَلَا ينظر بذلك حَتَّى تتأكّل القرحة الَّتِي فِي الرئة وتعظم قَالَ: وَأَصْحَاب السلّ إِذا قربوا من الْمَوْت بلغ من صغر نفسهم أَلا يحس إِلَّا بغاية الْعِنَايَة لتفقده.
الأولى من الأهوية والبلدان: أَصْحَاب الْأَبدَان الصلبة والبلدان الْبَارِدَة مستعدة لانخراق الْعُرُوق من أَسْفَل الرئة أَكثر من أَصْحَاب الْبلدَانِ الحارة والأبدان اللينة قَالَ: والرطوبات إِذا أزمنت فِي الرئة والصدر تقيحت.
الْيَهُودِيّ: دَوَاء لنفث الدَّم كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وجلنار وكهربا وخشخاش أسود وصمغ عَرَبِيّ وطين أرميني وزراوند صيني أَجزَاء معتدلة سقى الراوند يسقى مِثْقَال وينفعهم اللَّبن الحامض إِذا شربوه وَاللَّبن المغلي بالحديدة ويضمد الصَّدْر بضماد العفص.
اهرن قَالَ ج: قد كنت أَسْقِي صَاحب قرحَة الرئة الْعَظِيمَة الأفاويه والأدوية الْيَابِسَة لأجفف بذلك بعض عفن القرحة وَكنت أعطيهم أمروسيا ومثروديطوس الترياق والسجرنا نايا لتجفيف تِلْكَ الرُّطُوبَة وَلم ينج مِنْهُ الْبَتَّةَ قَالَ: وللقروح العتيقة الَّتِي فِي الرئة تلعق ملعقة صَغِيرَة من قطران بِالْغَدَاةِ.)
بخور ينفع من النفث المنتن والسعال الْقَدِيم: زرنيخ أَحْمَر يسحق بِسمن الْغنم ويطلى على ورق سدر ويجفف وتدخن مَتى شِئْت بِوَرَقَة أَو ورقتين.
آخر: خُذ زرنيخا أصفر وزاوند طَويلا وقشور أصل الْكبر اسحقه بِسمن واجعله بنادقاً وارفعه عِنْد الْحَاجة لّفها فِي قطنة وبخّر العليل فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وجسه بعد مَا يفرغ جيدا بِسمن الْغنم أَو دخّنه بالقنة أَو خُذ زرنيخا أَو جوزبوا صَغِيرا فاعجنه بدهن شيرج ودخنه بِقدر بندقة.
الطَّبَرِيّ: لنفث الدَّم يسقى اللَّبن على هَذِه الصّفة مخيضاً وَهُوَ حليب وَيخرج زبده ثمَّ يطْبخ بِقطع حَدِيد محمية يلقى فِيهِ ويسقى قَلِيلا قَلِيلا.
اهرن: قَالَ إِذا حدث فِي الرئة ورم حَار فَإِنَّهُ تلْزمهُ الْحمى الحارة قبل أَن تتقيح وتنضج وتحمر وجنتاه فَإِذا نضج الورم وهاج نقصت الْحمى وَصَارَت دقيقة لَازِمَة ونهك الْجَسَد واحدودبت الْأَظْفَار.
(2/59)
(الْفرق بَين ذَات الرئة وَذَات الْجنب) وَذَلِكَ بِشدَّة ضيق النَّفس جدا حَتَّى كَأَنَّهُ يختنق وَلَا يقدر أَن يتنفس الطَّبَرِيّ. . والنفث مَعَه بلغمي والوجع فِي الصَّدْر وَأما ذَات الْجنب فَإِنَّهُ يقدر أَن يتنفس نفسا عَظِيما وَلَو أَن نَفسه مُخْتَلف بِحَسب الْمَادَّة والوجع فِي صَدره حِينَئِذٍ فَفرق بَين هذَيْن نعما إِن شَاءَ الله.
النبض: إِن النبض فِي ذَات الرئة لين موجي وَفِي ذَات الْجنب صَلِيب نحيف متواتر وَلَا تحمر الوجنتان.
أهرن قَالَ: إِذا نظرت فِي أَمر الدَّم من أَن يشق يوجع العليل عِنْد ألف ألف النفث فافصد فَإِن أوجعهُ صَدره كُله فافصده من يَدَيْهِ جَمِيعًا أكحليه وَقَالَ: فَإِن أشرف نفث الدَّم فاربط السَّاقَيْن والعضدين وادلك الْقَدَمَيْنِ وباطن قَدَمَيْهِ خَاصَّة وأمرخه بدهن حَار.
لي إِذا كَانَ بعقب نفث الدَّم ضيق نفس شَدِيد جدا وكرب وعرق بَارِد فَاعْلَم أَن الدَّم جمد فإياك حِينَئِذٍ والقوابض وأعطه الملطفة والسكنجبين وبزورا حَتَّى يلطف وينقيه وينفع مِنْهُ دَوَاء الكركم سكنجبين وَمَاء حَار وزن دِرْهَم وَمَاء الكرّاث وَنَحْوه مِمَّا يحلل الدَّم وينفع من نفث الدَّم اللَّبن المخيض الْمَطْبُوخ بالحديد والأضمدة القابضة على الصَّدْر وينفع مِنْهُ أَن يبل الصُّوف لي ضماد جيد إِذا طلى على الصَّدْر منع نفث الدَّم وعَلى الْمعدة يمْنَع الْقَيْء وعَلى الأمعاء)
منع الإسهال يُقَوي وَيقبض يُؤْخَذ من اللبان والجلنار والأقاقيا وماميثا وشبّ وراسن وَورد وبزربنج وقشور اليبروج وَمر وصبر وزعفران يسحق الْجَمِيع ويعجن بخل جيد ممزوج ويطلى بِهِ.
أهرن: للقروح العتيقة فِي الصَّدْر يُؤْخَذ ملعقة صَغِيرَة من قطران فَيعْطى الْمَرِيض غدْوَة فَإِنَّهُ جيد أَو يَأْخُذ شَيْئا من القنة السائلة فأذبه بِمثلِهِ عسل ويلعق مِنْهُ سَمِعت غير وَاحِد وَصَحَّ من تَوَاتر الْأَخْبَار أَنهم رَأَوْا قوما ينفثون مُدَّة مُنْتِنَة بعقب نفث الدَّم برؤا مِنْهُ بِلَبن الْمعز وَمِنْهُم بِلَبن الأتن وَبرئ وَاحِد مِنْهُم فِي عشْرين يَوْمًا وَكَانَ أَبوهُ يحلب لَهُ اللَّبن من أتان وَيَجِيء بِهِ إِلَيْهِ لَيْسَ على الْمَكَان لَكِن بعد نصف سَاعَة وَأكْثر فبرئ على الْمَكَان بِهَذَا اللَّبن على أَنه لم يشربه سَاعَة حلب وَبرئ فِي عشْرين يَوْمًا وَكَانَ شَابًّا حَدثا.
بولس قَالَ: ذَات الرئة ورم حَار يعرض للرئة وَيكون أَكثر ذَلِك مَعَ نزلات شَدِيدَة أَو مَعَ ذبحة أَو مَعَ ربو أَو شوصة أَو أسقام أخر وَرُبمَا كَانَ ابْتَدَأَ هَذَا السقم من ذَاته وَيكون مَعَه
(2/60)
عسر نفس وَحمى حادة تشبه المحرقة وَثقل فِي الصَّدْر وامتداد وامتلاء كثير فِي الْوَجْه والتهاب وتصاعد بخار كثير إِلَى فَوق كتصاعد النَّار وتحمر الوجنتان والعينان وأجفانها إِلَى فَوق مائلة إِلَى أَسْفَل وَالْعُرُوق الَّتِي فِيهَا ممتلئة والأغشية الَّتِي فِي الْعين كَأَنَّهَا شحمة بانية وبقدر حرارة هَذِه الْأَعْرَاض تكون حرارة الورم مِمَّن عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة من عِلّة أُخْرَى تقدمتها فليجتنب الفصد وخاصة إِن كَانَت الْعلَّة الَّتِي تقدّمت مزمنة وَكَانُوا قد افتصدوا فِي ابْتِدَاء تِلْكَ الْعلَّة وَليكن اسْتِعْمَال الحقن فِي أَوْقَات الرَّاحَة وَاسْتِعْمَال الْحجامَة وتعلّق المحاجم كَثِيرَة عَظِيمَة على الصَّدْر والأضلاع مَعَ ألف ألف شَرط وَإِن كَانَ سقم الرئة ابْتِدَاء فابتدأ بالفصد أَو بحجامة السَّاق وتلطف التَّدْبِير وتضمد الصَّدْر بِمَا يُرْخِي ليسكن الوجع وَيحدث إِلَى خَارج ويليّن الْبَطن وَيسْتَعْمل الأغذية اللينة الَّتِي تُعْطى للسعال.
قَالَ: وَأما نفث الْمدَّة من الصَّدْر فَيكون إِمَّا من خراج فِي الرئة وَإِمَّا من نفث دم لم يلتحم وَإِمَّا من ذَات الْجنب وَإِمَّا من نَوَازِل حريفة دائمة تنزل من الرَّأْس ويستدل على الْخراج فِي الرئة بثقل الصَّدْر وسعال شَدِيد يَابِس بوجع شَدِيد وَرُبمَا كَانَ مَعَه نفث رُطُوبَة فيجفون بِخُرُوج تِلْكَ الرُّطُوبَة وَلَا يَصح تِلْكَ الجفة ويعرض لَهُم مَعَ الْحمى قشعريرة وَإِذا أَرَادوا الْكَلَام أَسْرعُوا فِيهِ لما يتأذون بِالنَّفسِ حَتَّى إِذا انفجر الْخراج وَجَاء فِي بعض الْأَوْقَات مّدة وَفِي بعض شئ شَبيه بالدردي وَرُبمَا نقوا بالسعال أَو بالبول أَو بالبراز فَسَلمُوا بِهِ من السلّ فَإِن لم يتقيئوا سَرِيعا)
وَقَعُوا فِي السلّ لِأَن الرئة تتقرح فِي تِلْكَ المّدة فَإِذا وَقع فِي السلّ كمدت الوجنتان وذبل اللَّحْم ويتعقف الأظافر وَتَكون العينان دسمتين إِلَى الْبيَاض مَا هِيَ والصفرة وَإِذا وَقَعُوا فِي هَذَا السقم تكون قرقرة فِي الْبَطن وينجذب مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق ويعرض لَهُم عَطش شَدِيد وَذَهَاب شَهْوَة الطَّعَام وَالَّذين يتقيئون رَدِيء الرّيح جدا.
3 - (العلاج)
قَالَ: علاج هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ فِيمَا ينضج الخراجات وَذَلِكَ أَن يكمد بأسفنج حَار ويضمد بدقيق شعير وطين يَابِس مطبوخ وشئ من علك البطم وزبل الْحمام ونطرون وخطمى ويستلقي على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْخراج ويتجرعون حينا بعد حِين من شراب الْعَسَل وَمَاء الشّعير وَمن كَانَت لَهُ قُوَّة جَيِّدَة شرب مطبوخ الزوفا والحاشا مَعَ عسل ويعين على الانفجار أكل السّمك المالح وَالْحب الَّذِي يدْخل فِيهِ الإيارج وشحم الحنظل إِذا احتد عِنْد النّوم فَإِذا بَدَأَ خُرُوج الْقَيْح أعْطوا مَا قد غلى فِيهِ زوفا وأصل السوس وإيرسا قد طبخت فِي شراب الْعَسَل وزيت وبطيخ وَإِذا كَانَ الْجرْح عسر التنقية فيلستعمل الْأَدْوِيَة المركبة مثل الدَّوَاء الَّذِي يهيأ بالفراسيون الْمُفْرد والمركب وَالَّذِي يهيأ بالكرسنة وَأعْطِ لمن انْتقل إِلَى السلّ كراثا شاميا قد طبخ فِي أحسائه وَليكن من الشّعير والخندروس وَليكن شربهم مَاء الْمَطَر وَالْعَسَل وليضمد صُدُورهمْ أَولا بالأدوية الَّتِي تركب من بزر كتّان والدقيق يجعلا ضماداً
(2/61)
بطبيخ الحلبة وَالْخيَار وزيت وَعسل وورق خطمى ثمَّ بعد زمَان ينتقلون إِلَى المراهم الَّتِي تسْتَعْمل بالشمع وَالسمن ودهن الْغَار وأصول السوسن ومرهم سساليوس فَإِذا كَانَت تعرض للصدر نزلات دائمة فليتضمدوا بالأضمدة الَّتِي تهَيَّأ بِالْخِلَافِ وَيَشْرَبُونَ على الرِّيق الْأَشْرِبَة البسيطة الَّتِي تمنع النَّوَازِل وَإِذا أزمن من السلّ فأعطهم المثروديطوس فِي بعض الْأَوْقَات ألف ألف وترياق الأفاعي وينفعهم أَيْضا الطين الأرميني وَإِن كَانَ المسلول يبْدَأ بالسعال ويسكن سعاله بالحبوب الَّتِي تسكن السعال فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ حَافظ للقرحة أَلا تعظم.
بولس قَالَ: أَصْحَاب السلّ يعرض لَهُم الورم الرخو فِي الْأَطْرَاف كَمَا يعرض فِي الحبن وَسُوء المزاج.
الاسكندر قَالَ: أعرف رجلا كَانَت بِهِ قرحَة فِي رئته فدام على اللَّبن يَأْكُل بِهِ خبز سميذ وأطرية وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَكَانَ يشرب اللَّبن إِذا أَرَادَ الشَّرَاب فبرئ من قرحَة عفنة رَدِيئَة وَإنَّهُ)
برِئ برأَ تَاما قَالَ: عَلَامَات تقيح الورم الَّذِي فِي الرئة إِن كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَفِي جَمِيع دَاخل الْبدن حمى شَدِيدَة وناقض مُخْتَلف الْأَوْقَات وَثقل وضربان ونخس فِي الْمَوَاضِع فَإِذا رَأَيْت هَذِه فَاعْلَم أَن الورم يُرِيد الْجمع قَالَ: فَإِن رَأَيْت العليل قَوِيا والمدة الَّتِي تنفث رقيقَة فَاعْلَم أَن تِلْكَ الْمدَّة من الصَّدْر وَأَنَّهَا برأت مُدَّة أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن رَأَيْت الْقَيْح كُله غليظاً جَامِدا فقد برِئ مِنْهُ أَكثر من أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَإِن كَانَ العليل مَعَ ذَلِك ضَعِيفا فَاعْلَم أَن بِهِ مُدَّة تقيح سِتِّينَ يَوْمًا قَالَ: انْظُر فِيمَن ينفث الدَّم إِلَى غلظ الْمدَّة ورقتها وَهل مَعهَا مُدَّة أم لَا فَإِن يَابسا فعصارة اللوز أَعنِي الحساء الْمُتَّخذ مِنْهُ والبقول المشبهة لذَلِك وَإِن كَانَ الْبَطن لينًا فاحتفظ جهدك وَلَا تعطهم أحساء وَلَكِن خبْزًا نقياً بِبَعْض العصارات فَإِن كَانَ الَّذِي ينفث من الْمدَّة غليظاً وَلَيْسَ مَعَه مرّة وَلَا حمى فاسقه مَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ نَافِع وأنفع مَا يكون إِذا كَانَت الْمدَّة رَدِيئَة فَإِن القرحة حِينَئِذٍ وسخة فَخذ فِي هَذِه الْحَالة عصارة الحلبة واطبخها لَهُم بِسمن أَو لبن واسق مِنْهُ ويسهل خُرُوج الْمدَّة فَإِن خلطت بِهِ سمناً من عسل فَهُوَ خير واسقه هَذَا الطبيخ قبل الطَّعَام وَأما مَاء الْعَسَل فَفِي جَمِيع الْأَوْقَات فَلْيَكُن فاتراً قَالَ: وَإِذا طَال السل سَقَطت قُوَّة العليل وَضعف على النفث وضاق لذَلِك نَفسه فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فاطبخ مَعَ كشك الشّعير فراخ الْحمام
(2/62)
والدجاج واسقه وأطعمه خصى الديوك لكَي يقوى فَلَا يختنق واحفظ طَبِيعَته جهدك وَإِن لانت طَبِيعَته لم يَنْفَعهُ مَا يغذوه بِهِ فَإِن أقبل بَطْنه بِلَبن فأطعمه الْفِرَاخ والفراريج سواكردباك وتغذوه بالأبردة بِمَاء يسيل مِنْهُ الرطوبات فَإِن ذَلِك يُقَوي الْبَطن ويسده وَإِن ضعفت قوته أَشد فأطعمه المخ مشوياً بملح قَلِيل لِأَن كَثْرَة الْملح يلين الْبَطن وَإِن لم يَجْعَل فِيهِ الْبَتَّةَ لم ينهضم وأطعمه الأكارع واللوز والفستق وَالزَّبِيب حِين يقوى قَلِيلا فَإِن رَأَيْته قد ضعف جدا وَلَا يَسْتَطِيع أَن يَأْكُل فاحرس إِن ألف ألف الْقَيْح فِي صدر مكسراً وَإِن كَانَ قَلِيلا فاسقه لَبَنًا فَإِنَّهُ يقويه إِلَّا أَن تكون بِهِ حمى شَدِيدَة الْحَرَارَة فَإِن اللَّبن حِينَئِذٍ لَا يكَاد يَنْفَعهُ فَأَما إِن كَانَت فِي اللَّبن قَالَ: إِذا كَانَ الْقَيْح منتنا يحْتَاج إِلَى أَن ينقى واحتجت إِلَى سقِِي اللَّبن فاختر لبن الآتن لِأَنَّهُ ينقى جدا وَلبن الرماك فَإِنَّهُ يسهل النفث وَالنَّفس بعد أَن لَا تكون هُنَاكَ حمى شَدِيدَة وَلَا يسقى اللَّبن فِي ابْتِدَاء الْعلَّة فَإِن كَرهُوا هَذِه الألبان فلبن الماعز وَالْبَقر وَإِن أسهل فاطبخه مخيضاً واسقه وأغذه بِهِ أَيْضا فِي الْأَوْقَات يَجْعَل فِيهِ خبز سميذ وأطرية أَو جاورس أَو أرز ويطعمه فَإِنَّهُ ينقى وينبت اللَّحْم الَّذِي فِي القروح قَالَ: اجْعَل أغذيتهم إِن كَانَت حمى الأغذية الْبَارِدَة)
وَإِن لم تكن فالقيلوط والكرنب والهيلون وَنَحْوهَا من المنقيات وَمَا أَعطيتهم من لُحُوم الطير فاجعله شواء فَإِن المرق يوسخ القروح والأجود لَهُم الدَّجَاج والدراج والحجل والقنانين والعصافير وَلَا تكون مسمنة وَإِن اشتهوا المرق فاخلط فِيهِ عسلاً وقيلوط وَإِذا ملت إِلَى التجفيف فالعدس والكرنب والأطرية والنشا وَنَحْوهَا قَالَ: والسمك المالح إِن أكل مرّة أَو مرَّتَيْنِ أعَان على النفث فَإِذا كثر جعل القرحة يابسة قحلة جاسية وَإِن كَانَت حَده رَدِيئَة فاجتنب المالح والأغذية الثقيفة أَجود مَا يكون للَّذين نفثهم حريف مالح قَالَ: وَلحم الْخِيَار والبطيخ يسهلان النفث قَالَ: وَمن لم يهزل مِنْهُم فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ السّفر وركوب الْبَحْر والحامات فَأَما من هزل فاللبن والمروخ بالأدهان والشحوم وَالْحمام العذب المَاء والأحساء.
الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الرئة ورم حَار لم يعطشوا كَمَا يكون فِي الْمعدة وَيكون نفسهم بَارِدًا وألوانهم حمر وألسنتهم خشنة شَدِيدَة ويشتهون برودة الْهَوَاء وَذَلِكَ أَشد تسكيناً لما يحرمُونَ من المَاء الْبَارِد.
(2/63)
لي دَوَاء اللعتة على مَا رَأَيْت فِي الْكتب: طَعَام دوائي للَّذي قد يجِف من السعال أَو يحْتَاج إِلَى ترطيبه يُؤْخَذ دَقِيق الحمص ودقيق الباقلا ونشا يتَّخذ لَهُ مِنْهُ حساء بِلَبن الْبَقر الحليب ودهن لوز وسكر ويتحساه وَيجْلس فِي الآبزن بعد يَوْمه وَإِن طرح فِيهِ خشخاش كَانَ أفضل وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة عَلَيْهِ جعل الحساء من عصارة الشّعير وَاللَّبن وَإِن كَانَت الْحمى شَدِيدَة أسقط اللَّبن وَاتخذ من عصارة الشّعير ودهن اللوز وَالسكر والأطرية أَو يشتبع نخالة الْحوَاري.
مَجْهُول: صفة سقِِي لبن الأتن وَهُوَ يُبرئ علل الرئة أجمع يحلب سكرجة فيشرب وينتظر إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل زيرباجا ألف ألف بِلَحْم طيور وَيشْرب عَلَيْهِ شرابًا ممزوجاً فَإِن أصَاب مِنْهُ ثقل وحموضة فأخلط بِهِ سكرا يشرب ثَلَاثَة أسابيع على ذَلِك.
شَمْعُون قَالَ: يحدث السلّ لمن فِي صَدره ضيق وعنقه طَوِيل وكتفاه متعلقان بِمَنْزِلَة الجناحين.
شَمْعُون: إِن كَانَت قُوَّة من بِهِ سلّ قَوِيَّة فاسقه لبن الأتن.
لي إِنَّمَا قَالَ لِأَن لبن الأتن يُطلق الْبَطن وَقد شهد هُوَ بذلك.
ابْن ماسويه: فِي نفث الْمدَّة المزمنة والسعال الْعَتِيق والنفث المنتن يشرب ملعقة صَغِيرَة من قطران
3 - (أَصْنَاف السلّ)
الأولى من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: أَصْنَاف السلّ ثَلَاثَة: إِمَّا نزلة تنحدر من الرَّأْس وَإِمَّا الْعلَّة بعد النفث وَإِمَّا لقبُول إِلَى الرئة فضل عُضْو مِمَّا يُوشك بهَا ويعفن ويتقرح قَالَ: والأبدان المستعدة للسلّ من نفث الدَّم هِيَ الَّتِي تسرع الامتلاء فِيهَا إِلَى الرَّأْس بحرارة وينحدر نوازلها إِلَى الصَّدْر قَالَ: الحميات الَّتِي تكون مَعَ السلّ حميات الدق وَهِي غير مُفَارقَة الْبَتَّةَ والنائبة فِي كل يَوْم الدقيقة مَعَ ذَلِك قَالَ: السلّ لَا يكَاد ينضج النفث فِيهِ ويعسر ارتفاعه ونفثه وَإِن نفث مِنْهُ شَيْء كَانَ قَلِيلا زنخاً سريع الْإِتْلَاف خبيثاً وَالَّذِي يسْرع النضج ويسهل النفث فِيهِ أطول مُدَّة.
الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: البزاق المستدير بِلَا حمى يدل على الذبول وَقد رَأَيْت خلقا نفثوا هَذَا النفث فذابت أبدانهم على طول الْمدَّة وماتوا كموت أَصْحَاب السلّ قَالَ: يَنْبَغِي أَن تكون للَّذين بهم مُدَّة فِي الصَّدْر فِي ابْتِدَاء الْعلَّة قبل أَن تتأكّل الرئة قَالَ: وَأمر القدماء من بِهِ قرحَة فِي رئته أَن يستنشق هَوَاء حاراً كثيرا مرّة ابْتِدَاء مَرضه إِمَّا كثيرا فلينق القرحة وَإِمَّا حارة فليجففها وَأما فِي ابْتِدَاء الْعلَّة فَقبل أَن يعظم ويترهل.
من كتاب روفس: فِي شرب اللَّبن قَالَ: لبن النِّسَاء إِذا رضعوه سهلوا سَرِيعا وبرئت قروحهم
(2/64)
فِي المّدة الَّتِي فِي الصَّدْر قَالَ: يحدث من دبيلة نَضِجَتْ وانفرغت فِي الصَّدْر إِمَّا لذات الْجنب أَو لغيره ويعرض فِي أول أمرهَا أَعنِي حِين يخرج الْخراج ثقل فِي الصَّدْر وتمدد ثمَّ تهيج حميات دقيقة وسعال يَابِس كَمَا يكون فِي ابْتِدَاء ذَات الْجنب فَإِذا كَانَ الْخراج مِمَّا ينضج وينضج فَإِنَّهُ مِمَّا ينفتق بِسَبَب الْمدَّة فَيحدث نافض شَدِيد ويحمر فِي غّدة بِجهْد الْمَكَان ويهيج السعال ويسخن الْأَصَابِع وخاصة بَاطِن الأَصْل وَإِن كَانَ الْمدَّة قَليلَة فَرُبمَا نقيت بالنفث وَإِن كَانَت كَثِيرَة آل إِلَى السلّ وَرُبمَا انْدفع فِي مجاري الْبَوْل وَالْبرَاز من غير أَن يهتك دم فر عَمَّا يكون بطرق خُفْيَة للطبيعة ويفرّق بَين الْمدَّة والبلغم من الرَّائِحَة على النَّار لِأَنَّهُ منتن وَإنَّهُ يذيب فِي المَاء والبلغم يطفو وَيعلم فِي أَي جَانب هِيَ الْمدَّة ينوّم العليل على جنبه مرّة بعد مرّة ألف ألف فَأَي جَانب مَال عَلَيْهِ فَلم يحس فِي الْأَعْلَى بثقل مُعَلّق وَلَيْسَت فِيهِ مُدَّة وَيَجِيء أَيْضا صَوتهَا إِذا قلبت الْعِلَل فِي الْخراج الَّذِي يُرِيد أَن ينضج وتنفتق وَهُوَ الدُّبَيْلَة فِي الصَّدْر والبطن قَالَ: أكب عَلَيْهِ بالأضمدة واسق مَاء الشّعير أَو مَاء اللَّبن فَإِذا أردْت أَن تتقيح وَعلمت أَن النضج قد كَانَ وعلامته سُكُون الْحمى فَاسق طبيخ الفراسيون والحاشا والتين وَالْعَسَل فيعين على سرعَة قيحها أكل السّمك)
المالح وَشرب القوقايا عِنْد النّوم أَو يتَّخذ بالزوفا والحاشا وَالَّتِي فِي قمع يدْخلهُ فِيهِ والقيء يُعينهُ إلاّ أَنه يخَاف أَن يحدث فتقاً عَظِيما جدا ينصبّ المّدة صرفة ويخنق فِيهِ خطر فَإِذا انفتقت الْمدَّة فَانْظُر فَإِن حدست أَنَّهَا قَليلَة وَيُمكن أَن ينقى بالنفث فأعن الطبيعة بِمَا يسهل ذَلِك بِمَاء الْعَسَل والايرسا والحاشا والزوفا وَاجعَل الأغذية ملينة مسهلة فَإِن نفثت فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وإلاّ صَار سلاّ وَإِن حدست أَنَّهَا صعبة جذب الْقَيْح من الصَّدْر بجاذبة الْقَيْح كَثِيرَة لَا يُمكن أَن ينقى بالنفث فَيَنْبَغِي أَن يحمى مكوي رَقِيق وينفث بِهِ الصَّدْر وتنشف الْمدَّة بجاذبة الْقَيْح قَلِيلا قَلِيلا ويغسله بِمَاء الْعَسَل ويجذبه ثمَّ يقبل على الْموضع حَتَّى يلحمه.
ابْن سرابيون قَالَ: ذَات الرئة فلغموني تحدث فِي الرئة وَيكون فِي الْأَكْثَر بعقب الزُّكَام أَو الخوانيق أَو الربو وَذَات الْجنب أَو بعض النَّوَازِل من الرَّأْس الحادة الحريفة إِذا اندفعت الفضلة إِلَى الرئة فَلم يكنها دَفعهَا عَن نَفسهَا وَقد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات ابْتِدَاء فِي الرئة وَيكون مَعَ هَذَا الوجع ضيق النَّفس وَحمى حادة وَثقل وتمدد فِي الصَّدْر وامتلاء وتحمر وانتفاخ وَحُمرَة الْوَجْه وخاصة فِي الوجنتين لما يصعد إِلَيْهَا من البخارات الحادة قَالَ: وَإِن كَانَ ذَات الرئة بعقب بعض الْأَمْرَاض الَّتِي ذكرت وَكَانُوا قد فصدوا فِي تِلْكَ الْعلَّة فَلَا تفصدهم وخلّ بعد ذَلِك الْبَطن ثمَّ اِسْقِهِمْ مَاء الشّعير بدهن اللوز الحلو والفانيذ فَإِذا سكن الوجع والحرارة فَاسْتعْمل الأحساء المتخذة من الشّعير مَعَ دهن اللوز وَالْعَسَل فَإِذا بَدَأَ النفث فاسقهم طبيخ الزوفا والايرسا ومرخ الصَّدْر مَا دَامَت حرارة بالتقيح والشمع الْأَبْيَض ولعاب بزر قطونا فَإِذا طفيت الْحَرَارَة فبالسمن والمخاخ
(2/65)
لي بِمَا رَأَيْت لأبقراط فِي الْفُصُول: الِاخْتِلَاط رُبمَا يحدث للمسلول إِذا ضعفت حرارته الغريزية وكادت تطفأ ثمَّ تكون هُوَ نَفسه زَائِدا فِي ذَلِك عَادَته الزِّيَادَة قَالَ ج: أَصْحَاب ذَات الرئة يتنفسون نفسا عَظِيما متوالياً جدا جدا.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: لَا يحدث فِي الرئة عَن الخراجات الوجع لَكِن الثّقل وَقد يكون فِيهَا كَثِيرَة تمدد يبلغ إِلَى القص وَإِلَى عظم ألف ألف الصلب لِأَن الْأَشْبَه المحيطة بهَا مربوطة بهَا وَيتبع الفلغموني فِيهِ نفس ضيق وَثقل كثير وَحُمرَة الوجنات وَحمى وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِيهَا حمرَة إِلَّا أَنه إِذا كَانَ التلهب لَا يُطَاق والعليل مَدْخُول فالورم حمرَة.
لي وَأما إِن كَانَ التلهب قَلِيلا والحمى سَاكِنة والثقل شَدِيد فالورم بلغمي وَأما سوء المزاج فِي الرئة بِلَا مَادَّة فَإِن كَانَ مِنْهُ غير متساو ويجتذب سعالاً وَمَا كَانَ مِنْهُ مُتَسَاوِيا فَإِنَّهُ إِن كَانَ يَسِيرا)
غير المتنفس وَإِن كَانَ قَوِيا وَكَانَ حاراً أحدث شَهْوَة لتنشق الْهَوَاء الْبَارِد وَشرب الْبَارِد وَإِذا طَال الْأَمر بِهِ تتبعه حميات فَأَما الْبَارِد فيتبعه أَسبَاب خلاف هَذِه أَعنِي حسب استنشاق الْهَوَاء الْحَار وَشرب الْحَار مَا دَامَ يَسِيرا فَإِذا يزِيد امتلئت الرئة مواداً.
لي يتبعهُ الربو وَقد صَحَّ هَهُنَا علاج الربو الَّذِي لَا حمى مَعَه.
الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: النفث المستدير يؤول الْحَال بِصَاحِبِهِ على الأولى من تَفْسِير الأولى قَالَ: النزلة الدائمة الَّتِي تنحدر من الرَّأْس فَيحدث على أَصْحَابهَا السعال والبحوحة ويتمادى ذَلِك وَيطول وَلَا يسكن يحدث عَلَيْهِم السل وَأعظم أَصْنَاف السلّ صنفان: أَحدهمَا الْكَائِن فِي النزلة الْمُتَوَاتر من الرَّأْس وَالْآخر من الْآفَات الْحَادِثَة فِي نفس الرئة وَأكْثر مَا يكون ذَلِك من نفث الدَّم وخاصة إِذا كَانَ من الصداع عروق أَصْنَاف السلّ ثَلَاثَة إِمَّا لما ينزل من الرَّأْس وَإِمَّا لما ينصبّ إِلَى الرئة من عُضْو مّا وإمّا أَن يحدث فِي الرئة ابْتِدَاء كنفث الدَّم من الرئة وَالَّذِي يصير إِلَى الرئة أَكْثَره من الصَّدْر والحجاب وَقد يصير إِلَيْهِ من الكبد والمعدة.
لي على مَا رَأَيْت فِي الميامير: من السعال نوع يكون من خشونة قَصَبَة الرئة وسقاؤه بالأدوية المملسة كعقيد الْعِنَب والنشا وَالْبيض والكثيراء.
(2/66)
السَّابِعَة من الميامر: دَوَاء جيد للسعال الرطب خَاصَّة شب سِتَّة أفيون أَرْبَعَة بارزد سِتَّة ميعة أَرْبَعَة يسقى بندقة.
لي قد يكون الصَّدْر والرئة رطبا وَلَا شَيْء أَنْفَع فِيهِ من الزاج يسقى دِرْهَم وَنصف وَهُوَ عِنْدِي ليجفف قرحَة السلّ عَجِيب وَهَذَا الْحبّ كَذَلِك.
3 - (مسَائِل الْفُصُول)
الخريف يضر بأصحاب السلّ اليبس مزاجه مَعَ شمالية فِيهِ فَيصير لذَلِك المرف بالصدر والرئة كَمَا يضر الشمَال وَلَا رُطُوبَة لَهُ كالشتاء وَلَا حرارة فِيهِ فيحلل شَيْئا فَهُوَ مُوَافق فِي الْإِضْرَار.
ابْن ماسويه فِي كناشة: إِن كَانَ نفث الدَّم من تأكّل فَلَا تفصد لَكِن عَلَيْك بالتنقية من الأغذية مثل الْعَسَل والمعدلة مثل مَاء الشّعير ألف ألف واسقه المجففات بِلَا لزع والقابضة كقرص الكهربا.
ابْن سرابيون: السلّ إِمَّا أَن يكون بعد نفث الدَّم أَو بعد ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة أَو بعد نَوَازِل حريفة دائمة تنزل من الرَّأْس وَالَّذِي من نفث الدَّم بِخَاصَّة يكون السلّ من خرق عرق فِيهَا أَكثر وَأَشد والمستعدون لنفث الدَّم مستعدون للسلّ وهم الَّذين صُدُورهمْ ضيقَة قَليلَة العمق وأكتافهم معرات من اللَّحْم ناتية عَن الظّهْر بِمَنْزِلَة الأجنحة فَإِن هَؤُلَاءِ مستعدون لنفث الدَّم وَكَذَلِكَ الْأَبدَان الطَّوِيلَة الأرقاب الجاحظة الْحَنَاجِر والأبدان الَّتِي تمتلي رؤسها سَرِيعا وتسل مِنْهَا أبدا نَوَازِل إِلَى الرئة مستعدة للسعال الطَّوِيل والسلّ فَإِن اجْتمع ضعف الرَّأْس وَكَثْرَة النَّوَازِل مِنْهُ إِلَى رداءة بنية الصَّدْر كَانَت فِي غَايَة الاستعداد للسلّ والبعيدة من نفث الدَّم الَّذين أكتافهم لَا ضاقة بصدورهم ولحومهم خشان وأبدانهم ناتية فَهَؤُلَاءِ لَا يحدث لَهُم نفث الدَّم إِلَّا فِي الْفَرد من سَبَب عَظِيم تضطره إِلَى ذَلِك إِذا حدثت الْعُرُوق الطرية أَعنِي فِي عروقه ولحمه فَإِنَّهُ يبرأ سَرِيعا وَذَلِكَ أَن صديدها لَهُ مَوضِع ينصب إِلَيْهِ وَلِأَن الْعُرُوق الَّتِي فِي الصَّدْر صغَار لَا يحدث فِيهَا فتق عَظِيم بِسَبَب أَن فِيهِ لحمية كَثِيرَة فَأَما الشق فِي عروق الرئة ولحمها فَإِنَّهُ يعسر برؤها لخلال مِنْهَا أَن عروقها كبار وَأَن لَحمهَا قَلِيل رخو وغضاريفها كبر وَإِن مَضَت الصديد مِنْهَا لَا يكون إِلَّا بالسعال والقرحة الطرية يحْتَاج إِلَى هدوء وَسُكُون ليلتحم والسعال يحركها ويفتقها وَمَعَ ذَلِك يورمها وَيجمع ذَلِك الورم صديداً وَيحْتَاج ذَلِك الصديد إِلَى أَن ينفث بالسعال فيدور الْأَمر وَأَيْضًا فَلِأَن الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا الرئة
(2/67)
تحْتَاج إِلَى أَن يسْلك أَمَاكِن كَثِيرَة حَتَّى يصل إِلَيْهَا فيضعف لذَلِك وَلِأَن قُرُوح الرئة يحْتَاج إِلَى تجفيف كَسَائِر القروح إِلَى أدوية لَطِيفَة حارة لتوصل الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للقرحة إِلَيْهَا وَيكون فِي الْأَكْثَر مَعَ حمى والحمى تمنع من هَذِه فقد عسر علاج قُرُوح الرئة وُجُوهًا قَالَ: وَيلْزم للَّذين حدث بهم السلّ من حِدة أَو ورم أَو أكال حمى دائمة لينَة وتهزل الْجِسْم وتتقوس أظافرهم لِأَن اللَّحْم الَّذِي تحتهَا يذوب فَإِذا طَال انتثر الشّعْر وَكَانَ مَا ينقيه)
شَدِيد النثر ثمَّ يَأْخُذهُ يحتبس النفث وَذَلِكَ عِنْد قرب الْمَوْت لأَنهم يَخْتَلِفُونَ حِينَئِذٍ ويموتون وَقبل ذَلِك مَا يبطل بِهِ الشَّهْوَة وينحل الْبَطن لَا يُمكنهُم أَن ينفثوا وَهَكَذَا يَمُوت المسلول وَيسْقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ ولسقوط الْقُوَّة فَإِذا عرض احتباس النفث من أول الْأَمر إِلَى أَن يظْهر هَذِه العلامات فَإِن ذَلِك لردائة الْعلَّة فَإِنَّهُ قد يعرض احتباس النفث مُنْذُ أول الْأَمر فِي السلّ الرَّدِيء العديم النضج الْبَتَّةَ.
قَالَ إِسْحَاق فِي علاج قرحَة الرئة ألف ألف مَعَ حمى قَالَ: تسكن الْحمى مرّة بالتطفئة والتبريد والترطيب وَأُخْرَى إِلَى تجفيف القرحة وَاعْلَم أَن القرحة الْحَادِثَة من التأكّل لَا تبرئ لِأَن مثل هَذِه القرحة يحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة فِي برئها وَفِي هَذِه الْمدَّة إِمَّا أَن يكون يتعفن ويقلب فتتأكل الرئة كلهَا وَإِمَّا أَن وَقت التأكل جَفتْ الرئة وصلبت وَصَارَت فِي حد مَا لَا يُمكن أَن تلتحم وَاعْلَم أَن القرحة الْحَادِثَة من أكال إِن لم تتدارك سَرِيعا ابْتِدَاء آلت إِلَى مَا ذكرنَا من السلّ فَإِذا كَانَ كَذَلِك أَعنِي إِذا لم يعالج الَّتِي عَن أكالها سَرِيعا فَأقبل عَلَيْهَا بِمَا تجففها مَا أمكن لِئَلَّا تتأكّل الرئة كلهَا وَاحْذَرْ أَن تنصب من رُؤْسهمْ إِلَى رئاتهم شئ وَذَلِكَ يُمكن بالإسهال بِمَا ينقى الرَّأْس وَالَّتِي تمنع من النَّوَازِل كالدياقوذا وَإِن كَانَ الرَّأْس شَدِيد الامتلاء فافصد القيفال ثمَّ أسهل بِمَا ينقى الرَّأْس إِن لم تكن حمى أَو كَانَت لينَة فَبِهَذَا وَصفته تَرَبد أَبيض دِرْهَم صَبر مغسول دِرْهَم دِرْهَم رب السوس نصف دِرْهَم فَإِن لم تكن حرارة الْبَتَّةَ فَاسق حب الأفاوية مَعَ الماست وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة فأعط الْمَطْبُوخ الْمُتَّخذ من البنفسج وأصل السوس وَالزَّبِيب والسبستان والعناب والخيارشنبر والترنجبين فَإِذا نقيت أبدانهم فأعطهم الْأَدْوِيَة المغرية المعدلة مَعَ المجففة مثل مَاء الشّعير بسرطانات واسقهم عِنْد النّوم بزر قطونا وطيناً أرمينياً فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَاجعَل شرابهم مَاء الْمَطَر أَو مَاء قد ألْقى فِيهِ طين أرميني وَورد وطباشير وَمَتى كسرت الخشونة وَامْتنع النفث فأسهله بالأدوية والأغذية اللينة وَمَتى كَانَت ذَلِك صَالحا فَعَلَيْك بالمجففة بِقدر مَا يُمكن وَاسْتعْمل اللَّبن إِذا لم تكن حمى أَو كَانَت يسيرَة فأعط الْحَيَوَان الَّذِي يجلب مِنْهُ أَشْيَاء مجففة وَلبن النِّسَاء أفضل وَاللَّبن جيد لمن قد نهك جدا وَهَهُنَا ضرب من السل يكون بِلَا حمى ويتقدمه سعال طَوِيل وَنَفث غليظ
(2/68)
لزج جدا شَبيه بغراء السّمك وَلَيْسَت فيهم حرارة الْبَتَّةَ وَلَا كَانَ سَبَب سلهم تقرّح الرئة بل دوَام نَوَازِل كَثِيرَة إِلَيْهَا وتضيق لقصبتها وينهكون لدوام السعال وضيق النَّفس فعالج هَؤُلَاءِ بعلاج الربو وأعطهم أدوية مسهلة من القيلوط والعهل وَمَاء)
النخالة ولوز الصنوبر واللوز بِقدر قلَّة الْحَرَارَة فيهم يُقَوي الملطفات وأحرص على كَثْرَة نفثهم فَإِن ذَلِك خلاصهم لِأَن هَؤُلَاءِ أَيْضا إِنَّمَا يموتون بِأَن يضعفوا عَن النفث وَاحْذَرْ فِي هَؤُلَاءِ التجفيف بالأدوية والضماد وَعَلَيْك بالترطيب وَإِن سقيتهم لَبَنًا فَاجْعَلْ مَعَه شَيْئا مقطعاً وَأما من حدث بِهِ السل من قرحَة فجفف مَا أمكن بالأدوية وبالضماد يضمد الصَّدْر بِالصبرِ والمر والأقاقيا وَجوز السرو والرامك والكهربا ورماد كرنب وأدهنه بدهن آس أَو بدهن ورد وَإِذا كَانَت لي هَذَا صَلَاح مِقْدَار كَلَامه وَهُوَ نَاقص عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن ألف ألف نصف نَحن علاج الرئة من انفتاق الْعرق الَّذِي من أكال الرئة فِي ابتدائها وَبعد الِابْتِدَاء وعلاج الَّذِي من الْمدَّة وَالْخَرَاج فِي الرئة فَأَما علاج السل الغليظ فَحق على مَا قَالَ: علاجه علاج الربو إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ مَعَه حرارة فَيحْتَاج أَن يفصد قَلِيلا.
ابْن سرابيون قَالَ: إِذا كنت قد عزمت على أَن ينقى الْمدَّة من الصَّدْر بالنفث فَلْيَكُن التَّدْبِير غليظاً منعساً وَلَا يحْتَاج إِلَى المقطعات وَإِذا عزمت على تنقيته بالنفث فَإنَّك تحْتَاج مَعَ الإنعاس أَن تكون الْأَشْيَاء الملينة والملطفة وَلَا يكون هُنَاكَ شَيْء مغلظ الْبَتَّةَ قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يستفرغها قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا تسْقط الْقُوَّة وَإِن كَانَت هَذِه الْمدَّة بَيْضَاء تحّسه وَهُوَ أَحْرَى أَن يسلم العليل ويندمل جرحه وَإِن كَانَت رَدِيئَة مُنْتِنَة فَهُوَ أَحْرَى أَن ينقى جرحه متأكّلا. لي مَرَاتِب السلّ وأبوابه هِيَ ابْتِدَاء نفث الدَّم المزمن وَذَات الْجنب والتقيح وَذَات الرئة وَذَات الْحجاب ثمَّ الصنفان الْآخرَانِ اللَّذَان يكونَانِ من نَوَازِل الرَّأْس أَحدهمَا من النزلة الْحَادِثَة الحريفة الَّتِي تَأْكُل الرئة وَالثَّانِي من الغليظ الْكثير الَّذِي يملأها وَهُوَ السل الزُّبْدِيُّ وَاعْلَم أَن الدُّبَيْلَة النافذة إِلَى تجويف الصَّدْر تبرؤ والنافذة إِلَى تجويف الأمعاء والمعدة لَا تكَاد تبرؤ يسْعَى أَلا تلحم الْموضع الَّذِي تنقيه حَتَّى يلتحم فتق الدُّبَيْلَة.
قَالَ فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: أَصْحَاب السلّ تغور أَعينهم وتحتد آنافهم وتلطى أصداغهم يشخص مِنْهُم الكتفان والمرفقان حَتَّى تتعلقا بارزين عَن الْجَسَد بِمَنْزِلَة الجناحين. لي وَاعْلَم أَن المجنحين هم الَّذين تبعد مرافقهم وَجُمْلَة الْعَضُد عَن الجنبين وَسبب
(2/69)
ذَلِك من شخوص الْكَتِفَيْنِ ونتوه فِي الظّهْر لِأَنَّك مَتى فعلت ذَلِك بِإِرَادَة تبَاعد الْعَضُد عَن الْجنب وخاصة إِذا شلته مَعَ ذَلِك إِلَى فَوق.
تقدمة الْمعرفَة قَالَ أبقراط: البصاق الَّذِي يخالطه دم لَيْسَ بِكَثِير وَهُوَ أَحْمَر ناصع فِي ذَات الرئة)
هُوَ فِي أول الْأَمر لِلْعِلَّةِ بدل على السَّلامَة جدا فَإِن أَتَى على الْعلَّة أُسْبُوع أَو أَكثر والبصاق على هَذِه الْحَال يُمكن تهتك بِهِ أقل.
قَالَ ج: هَذَا النفث يدل على أَن الورم الَّذِي فِي الرئة دموي وَهَذَا الورم ينضج فِي أَرْبَعَة أَيَّام إِلَى سَبْعَة أَيَّام فَإِن بَقِي بِحَالهِ بعد السَّابِع دلّ على أَنه عسر النضج وَإِذا أَبْطَأَ النضج وَقع الْخَطَأ إِمَّا من العليل أَو من الطَّبِيب أَو سَقَطت الْقُوَّة قبل ذَلِك فَلذَلِك بَقَاؤُهُ بِحَالهِ لَيْسَ بجيد.
مُفْرَدَات ج: الزفت الرطب جيد لمن ينفث الدَّم يسقى فِي غَيره أُوقِيَّة لَا تزيد وقية ويصقع عسل ينفع لتسهيل نفث الْمدَّة لِأَنَّهُ قد وصف للربو الطين الَّذِي يجفف قُرُوح أَصْحَاب السل حَتَّى لَا يسعلوا بعد ذَلِك إِلَّا قَلِيلا إِلَّا أَن يَقع فِي تدبيرهم خطأ وكما أَن النواصير يلطى ويجف إِذا جففت وَإِن لم يبن كَذَلِك قُرُوح الرئة ينْتَفع بالأدوية المجففة حَتَّى أَن كثيرا من النَّاس قد ظن أَنَّهَا بَرِئت لما استعملها وانتقل بعد ذَلِك إِلَى هَوَاء يَابِس ثمَّ أَنهم لما تركُوا التحفظ وأطلقوا تدبيرهم عاودهم السعال كَمَا أَن النواصير خَارِجا ألف ألف أَيْضا ترطب من امتلاء الْبدن. د: القطران إِذا تحسى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف نقي قُرُوح الرئة وأبدلها حب الْغَار جيد للقرحة فِي الرئة وعسر النَّفس الغاريقون يسقى لقروح الرئة بالطلاء والكراث النبطي جيد لقرحة الرئة.
اوريباسلس وبولس: الزّبد ينضج علل الصَّدْر والرئة وينفع من السعال.
ابْن ماسويه: مرق السرطان النَّهْرِي جيد للمسلولين وَكَذَلِكَ لحومها.
الخوز قَالَت: السوس يحل الْمدَّة من الصَّدْر.
أَبُو جريح: الصمغ الْعَرَبِيّ يرفع ضَرَر قُرُوح الرئة بَارِد يَابِس جدا.
الثَّانِيَة من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: من وَقع فِي السلّ من الشبَّان فَإِنَّهُ يَمُوت إِذا بلغ سنّ الكهول. لي إِنَّمَا كتب هَذَا لتخطئة من يرى أَن طول عمر المسلول بسنه.
من كتاب الذبول قَالَ: ارومن وأبوديقلس يأمران أَصْحَاب ذَات الرئة أَن يمتص اللَّبن من ثدي الْمَرْأَة.
(2/70)
لي هَذَا يدل على أَنه يسْتَعْمل فِي ابْتِدَاء السل لِأَن ذَات الرئة إِنَّمَا هُوَ ابْتِدَاء للسل إِلَّا أَن يرى لما ينفث فِيهِ للنضج أبدا الْبَتَّةَ أَو يرى فِيهِ شَيْء قَلِيل جدا وَكَانَ مَا ينفث قَلِيلا قَلِيلا بِجهْد فَهُوَ أقل سرعَة وبالضد. لي معجون جيد لمن يحْتَاج أَن ينفث مُدَّة مَعَ حرارة وَحمى رئة الثَّعْلَب وبزر رازيانج وَرب)
السوس متخذ هِيَ وعصارة برسياوشان يجمع السكر قد غلظ بالطبخ بِالْمَاءِ. لي قَالَ جالينوس فِي الثَّالِثَة من البحران فِي أَولهَا: إِن الرعاف لَا يشاكل الورم فِي الرئة ويشاكل ذَات الْجنب يُرِيد أَنه لَا يكون لَهُ بحران جيد من هَهُنَا يعلم أَن الفصد فِي بَاب ذَات الْجنب أوجب مِنْهُ فِي ذَات الرئة وَإنَّهُ لَا يحْتَاج فِي ذَات الرئة إِلَى الفصد اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تظهر دَلَائِل لذَلِك غالبة جدا.
الأولى من مسَائِل إبيذيميا: من السل ضرب رَدِيء السحنة خَبِيث سريع الْإِتْلَاف وَهَذَا الصِّنْف إِمَّا أَلا ينضج مَا ينفث مِنْهُ أصلا وَإِمَّا إِن نضج كَانَ ذَلِك منتناً قَلِيلا ويكّد مَا يرْتَفع قَلِيلا قَلِيلا وَمِنْه نصف آخر لَيْسَ برديء وَهُوَ أطول مُدَّة وَهُوَ الَّذِي ينضج نعما ويسارع ويسهل بالنفث.
الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا قَالَ: الصّبيان من حِين يعظمون إِلَى الإنبات يتخلصون من الْأَمْرَاض الصعبة جدا لقُوَّة النشو فيهم وخاصة فِي وَقت الإنبات. لي يتخلصون من قُرُوح الرئة خَاصَّة وَيبرأ ويلتحم فيهم سَرِيعا وَلَا يكَاد يحدث بهم مِنْهُ دق لرطوبة أمزجتهم وَقد رَأَيْت قرحَة مستحكمة من ذَات الرئة بِغَيْر وَاحِد مِنْهُم فبرئ برأَ تَاما وَقَالَ: جَمِيع الْأَمْرَاض فيهم أسْرع نضجاً وبرأ.
الثَّالِثَة قَالَ: السل لَا يَخْلُو من حمى دقيقة لَازِمَة وَقد تركبت مَعهَا حميات مِنْهَا الْخمس ثمَّ بِشَطْر الغب والنائبة كل يَوْم وبشطر الغب وشرها واقتلها بِسُرْعَة الَّتِي تتركب مَعهَا الْخمس ثمَّ شطر الغب ثمَّ الَّتِي تنوب كل يَوْم.
مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: إِنَّمَا يسْتَعْمل حلق الرَّأْس وطليه بالخردل والتافثيا وخرؤ الْحمام حَيْثُ تنحدر مَادَّة إِلَيْهِ حارة إِلَى الرئة بِغَيْر ألف ألف حمى فَعِنْدَ ذَلِك يَنْبَغِي أَن تبتدأ فتفصد وتحلق الرَّأْس تطليه بِهَذِهِ وتسقيه الجالبة للنوم المخدرة المغرية ليمنع النَّوَازِل وَإِنَّمَا يفعل ذَلِك فِي ابْتِدَاء الْعلَّة مادامت هَذِه النزلة لم تفرط فِي أقراح الرئة فَيبرأ مِنْهُمَا برأَ كَامِلا فَأَما إِذا أمعنت فِيهِ فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن تجفف القرحة لِأَنَّهُ مائل إِلَى برئها. لي هَذَا النَّوْع الثَّالِث من السلّ الأخبث الأردي وَمَا دَامَ مُبْتَدأ يبرأ بِقطع النزلة بِمَا ذكر وَسَقَى المجففة المخدّرة وعلامة الْمُبْتَدِئ أَن يَقع نفث الدَّم بِغَيْر سعال وَنَفث حاد وَلَا يكون طَال الْأَمر بعد وَلَا نفث الدَّم مرّة بعد مرّة لَكِن فِي حدثان مَا نفث.)
(2/71)
لي السلّ يحدث إِذا حدث خراج فِي الرئة ابْتِدَاء أَو فِي الْجنب وانصبت الْمدَّة إِلَى الصَّدْر وَلم ينق أَو من نزلة تنحدر إِلَى الرَّأْس أَو لربو مزمن أَو لنفث الدَّم يعالج كلهَا فَيبرأ مَا دَامَ لم يحدث ضروب السلّ بتعديله للخلط الرَّدِيء وتسهيله لنفث وتقويته للقوة وغسله جلائه للقرحة وإلحامه أَيْضا لِأَنَّهُ قد جمع ذَلِك.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: أصَاب رجلا ذَات الرئة فَلَمَّا برِئ مِنْهَا صَار عضده من جَانب الْخلف والجانب الدَّاخِل وكلى مَوَاضِع الصاعد عسر الْحس إِلَى أَطْرَاف أَصَابِعه وَبَعض النَّاس ناله من ذَلِك مضرَّة يسيرَة فِي الْحَرَكَة وَإِنَّمَا عرض ذَلِك لِأَن العصب الَّذِي يخرج من الْموضع الأول وَالثَّانِي من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين. . نالته مضرَّة وَالْأول من هَاتين. لي رُبمَا أصَاب من بِهِ عِلّة فِي صَدره ذَات الرئة أَو ذَات الْجنب بعد برئه عسر حس أَو حَرَكَة فاطلب ذَلِك فِي بَاب الفالج.
فلاذيوس فِي الْفُصُول الَّتِي ذكر فِيهَا اللَّبن قَالَ: اللَّبن يُبرئ قرحَة الرئة لِأَنَّهُ بمائيته تنقيها وبجبنيته تختمها فَهُوَ يُبرئ المسلولين الْبَتَّةَ إِلَّا لم حماه قَوِيَّة أَو بلغ الذبول فَإِنَّهُ فِي هَؤُلَاءِ لَا يُمكن أَن ينهضم وَفِي الآخرين يَسْتَحِيل بِشدَّة حرارة الْحمى.
فيلغريوس من رسَالَته فِي السلّ قَالَ: يَنْبَغِي أَن يسقى لبن الأتن فِي قدح خشب وَيكون مَاءَهُ الَّذِي يشرب بِهِ مَاء الْمَطَر وضمد صَدره بالمراهم الْحَادِثَة إِلَى خَارج مرّة وبأطلية أخر إِذا احْتبست وَاحْتبسَ النَّفس فأعطهم حِينَئِذٍ مَاء الْعَسَل وَرب السوس بليغ النَّفْع لَهُم وأعطهم بِاللَّيْلِ ليكن تَحت ألسنتهم.
بختيشوع للسلّ الْعَتِيق وللحدبة وَهُوَ أَجود شَيْء لَهُ: يطْبخ لَهُم كل يَوْم سرطان مَعَ مَاء الشّعير وَطَعَامه مخ بيض وأسفيذباج لين بشحم دَجَاج ودهن لوز وَيجْلس فِي الآبزن بعد الطَّعَام قَلِيلا لَا يُطِيل وليمرخ بعد بدهن بنفسج.
أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض: عَلامَة الْخراج فِي قَصَبَة الرئة والورم حمى صعبة وضربان فِي وسط الظّهْر وحكة الْجَسَد وبحة الصَّوْت وريح الْفَم ألف ألف كالسمك وَقد يكون فِي الرئة مَاء وَتَكون حمى مَعَه لينَة ومتصلة وَسُوء نفس وورم الْأَطْرَاف وَنَفث مَادَّة وَهُوَ طَوِيل وَرُبمَا توهم أَنه مستسق وَرُبمَا نزل إِلَى الْبَطن الْأَسْفَل فخف النَّفس ثمَّ ثقل فعالجهم بالبط من الْجنب وَبِمَا يعالج المتقيحون.)
(2/72)
تَدْبِير الْأَمْرَاض لأبقراط قَالَ: يكون مَعَ الْخراج فِي الرئة حمى شَدِيدَة وَنَفس سخن متدارك وبخر واسترخاء الْقُوَّة وضربان تَحت الْكَتف وَفِي الترقوة والثدي وَثقل فِي الصَّدْر وهذيان وَمِنْهُم من لَا يجد ضرباناً حَتَّى يسعل وينفث نفثاً أَبيض مزبداً ولسان أَحْمَر فِي أول الْأَمر ثمَّ يسود فَإِن لم يسْرع سوَاده كَانَ الانفجار ارجا ويلصق الْيَد بِاللِّسَانِ إِذا وضعت عَلَيْهِ وَيكون هَذَا الوجع فِي المرطوبين أقوى فَإِذا صَار البصاق حلواً فقد تقيح فَإِن نقى فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَإِلَّا بقى سنة وَإِن كَانَ بصاقه كريه الرّيح فَهُوَ هَالك. لي ابتدئ بنفض الرَّأْس لِئَلَّا يسيل إِلَى الرئة شَيْء وأحسه أحساء حلوة لينضج وَيغسل إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام أَو خَمْسَة أَيَّام ثمَّ دع الْحَلَاوَة وجدّ فِيمَا يصعد النفث ويسهل الْبَطن لِئَلَّا يكون للحمى قُوَّة قيمَة فَيسْقط الْقُوَّة وتمتنع وَإِن سَالَ الْقَيْح إِلَى الصَّدْر خيل إِلَيْهِ أَنه قد خف أَيَّامًا ثمَّ يسوء حَاله وأسرع بِهِ قبل أَن ينهك قبل خَمْسَة عشر يَوْمًا بِمَاء فحمه حَار ثمَّ أجلسه على كرْسِي على الرِّيق وليأخذ إِنْسَان بكفيه وَهَذِه أنبت وحركه وضع يَديك على جَانِبي الصَّدْر لينْظر فِي أَي جَانب الْقَيْح فيقطعه وَهُوَ فِي الْأَيْسَر أسلم فاقطع لكل من سَالَ الْقَيْح إِلَى صَدره فَلم ينفث مِنْهُ شَيْئا الْبَتَّةَ وَلم يطْمع فِي إصعاده بالنفث بالأدوية وَخذ خرقَة كتَّان فضعها فِي طين أَحْمَر وَمَاء وأذره على الْجنب والموضع الَّذِي يجِف أسْرع هُوَ مَوضِع اجْتِمَاع الْقَيْح فعلّم لصلبه حَتَّى تبطّه وَعَلَيْك بِحِفْظ الرَّأْس من النَّوَازِل وتقوية الْمعدة بالأطعمة الْبَارِدَة مثل مَا يطعم أَصْحَاب قوسس. (ذَات الْجنب وَالْفرق بَينهَا وَبَين ورم الكبد. .) (وورم الرئة والحجاب) الْمقَالة الأولى من البحران قَالَ: الْأَشْيَاء الَّتِي اجتماعها فِي ذَات الْجنب الْحمى الحادة ووجع الأضلاع شبه النخس وَتغَير النَّفس والسعال قَالَ: إِلَّا ينفث العليل شَيْئا الْبَتَّةَ بالسعال وَذَلِكَ دَلِيل على أَن الْمَرَض لم ينضج الْبَتَّةَ وَالثَّانِي أَن ينفث شَيْئا إِلَّا أَنه غير مَحْمُود وَذَلِكَ يكون على ضَرْبَيْنِ: أَحدهمَا أَن يكون ذَلِك الشَّيْء الَّذِي ينفث إِنَّمَا فِيهِ إِنَّه لم ينضج فَقَط وَالْآخر أَن يكون مَعَ أَنه غير نضيج رديئاً فِي نَفسه قَالَ: والنفث النضيج مُخَالف لهَذِهِ كلهَا وَهُوَ الَّذِي يَخُصُّهُ الْأَطِبَّاء باسم البزاق وَذَلِكَ أَنهم لَا يسمون الشَّيْء الَّذِي ينفث وَهُوَ شَبيه بِالدَّمِ أَو المرار أَو البلغم أَو بالزبد بزاقاً بل يسمون هَذِه جَمِيعًا نفثاً فَإِذا رَأَوْا النفث لَا يخالطه شَيْء من الدَّم وَلَا من)
الصَّفْرَاء ألف ألف وَلَا من السَّوْدَاء سموهُ حِينَئِذٍ بزاقاً وَهَذَا البزاق إِذا حدث سَرِيعا بعد حُدُوث الْمَرَض كَانَ قَصِيرا وَإِذا لم ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ أَو نفث شَيْئا غير نضيج دلّ على أَن الْمَرَض يطول فَإِن كَانَ مَعَ ردائته خبيثاً دلّ على الْمَوْت.
(2/73)
لي تَحْصِيل هَذَا الْكَلَام إِن عدم النفث بعد الْمَرَض دَلِيل على عدم التقييح الْبَتَّةَ وبمقدار تَأَخره يكون طول زمَان النضج وَلَيْسَ وجود النفث دَلِيلا على وجود عِلّة لكنه إِن كَانَ نضيجاً مَحْمُودًا خَالِيا من الكيفيات الرَّديئَة حَتَّى يسْتَحق أَن يُسمى بزاقاً وَحدث بعد الْعلَّة سَرِيعا دلّ على قصر الْعلَّة وَإِن كَانَ بِخِلَاف هَذِه الصِّفَات فإمَّا أَن يدل على أَن الْمَرَض يطول فَقَط وَذَلِكَ إِذا لم يكن فِي النفث إِلَّا عدم النضج فَقَط وَهُوَ أَن تكون الكيفيات الْمُخَالفَة للبزاق مِنْهُ قَليلَة على مَا سنقول بعد وَمرَّة يدل على الْمَوْت وَذَلِكَ إِذا كَانَ النفث مَعَ عَدمه للنضج رديئاً خبيثاً وَذَلِكَ إِذا كَانَت هَذِه الكيفيات صرفة مَحْضَة أَو غالبة على البزاق وَمن هَهُنَا نبتدئ نعلم أَن مَا النفث الْغَيْر نضيج وَمَا النفث الرَّدِيء وَكَأَنَّهُ يُسمى النَّفس النضيج الحميد بزاقاً وَالَّذِي بِخِلَاف ذَلِك نفثاً غير نضيج كَانَ أَو رديئاً. لي قَالَ: وَأما تِلْكَ الْأَسْمَاء الَّتِي تسمى نفثاً فَمَا كَانَ مِنْهَا فِيهِ حمرَة ناصعة يسيرَة أَو صفرَة أَو زبدية أَو رقة فَإِنَّهُ يدل على أَنه لم ينضج فَقَط وَلَا يدل على بلية فادحة فَأَما مَا كَانَ من النفث مفرطاً فِي الْحمرَة الناصعة أَو فِي الصُّفْرَة أَو فِي الزبدية أَو فِي الخضرة أَو النفث فِي اللزوجة أَو كَانَ مستديراً فَهُوَ رَدِيء وَأكْثر من هَذَا رداءة مَا كَانَ أسود قَالَ وَانْظُر مَعَ هَذَا فِي سهولة النَّفس وعسره وَذَلِكَ إِن كَانَ يخرج بسهولة دلّ على أَنه مَحْمُود جيد وَإِن كَانَ بِخِلَاف ذَلِك دلّ على أَنه رَدِيء. لي هَذَا يدل على أَن سهولة الْخُرُوج جيد لَا الشَّيْء الْخَارِج وَذَلِكَ أَنه إِن أمكن أَن يكون نفث أَخْضَر أَو أسود يخرج بسهولة فَلَيْسَ يجب من أجل ذَلِك أَن يكون هَذَا النفث مَحْمُودًا لَكِن جِهَة خُرُوجه مَحْمُود حَتَّى يكون مثلا نفثين متساوي الْحَال فِي الردائة وأسهلهما خُرُوجًا هُوَ أقلهما شرا وبالضد قَالَ: وَأَنا أجيئك بِشَاهِد من كتاب أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة يَأْتِي على جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَهُوَ قَوْله: إِنَّه يَنْبَغِي أَن يخرج البزاق فِي جَمِيع الأوجاع الَّتِي فِي الصَّدْر والرئة والأضلاع بسهولة وَسُرْعَة وَيكون اللَّوْن الْأَحْمَر الناصع فِيهِ مخاطاً للبزاق جدا فقد دلك أبقراط بِهَذَا القَوْل: إِن اسْم البزاق إِنَّمَا يجب للنفث الطبيعي الَّذِي ذكرنَا أَنه يَنْبَغِي أَن يُوجد)
الشَّيْء الْأَحْمَر الناصع قد خالطه مُخَالطَة شَدِيدَة.
لي قد تبين من هَذَا الْكَلَام أَن النفث الصَّالح الحميد فِي هَذِه الْعلَّة لَيْسَ هُوَ الَّذِي فِيهِ حمرَة وَلَا تغير الْبَتَّةَ بل الَّذِي يخالطه حمرَة قَليلَة مُخَالطَة شَدِيدَة فَإِن الِاخْتِلَاط الْجيد عَظِيم فِي الْقُوَّة وعَلى قدر جودة الِاخْتِلَاط يكون خُرُوجه من الردائة وبالضد فَإِن يكون الشَّيْء الرَّدِيء غير مختلط بالبزاق نعما رَدِيء.
قَالَ ج: أبقراط يظنّ دَائِما الِاخْتِلَاط فِي جمع الْأَشْيَاء إِذا كَانَ متفاوتاً غير مُتَسَاوِيَة والتجربة تشهد على ذَلِك قَالَ: ثمَّ قَالَ أبقراط: وَذَلِكَ أَن الْأَحْمَر الناصع ألف ألف إِذا كَانَ صرفا دلّ
(2/74)
قَالَ ج: إِنَّمَا يُرِيد بِالصرْفِ الَّذِي هُوَ غير مخالط للبزاق ثمَّ قَالَ: والأبيض اللزج والمستدير غير نَافِع ثمَّ ترقى إِلَى ذكر مَا هُوَ فِي غَايَة الرداءة فَقَالَ وَإِذا كَانَ أَخْضَر جدا أَو زبدياً فَإِن كَانَ صرفا مَحْضا حَتَّى يبلغ من ذَلِك إِلَى أَن يكون أسود فَهُوَ أردى مِمَّا ذكرنَا قبله فعلى هَذَا الْمِثَال فاستدل من الْأَشْيَاء الْخَاصَّة بِذَات الْجنب وَانْظُر مَعهَا فِي الْأَشْيَاء الْعَامَّة لَهُ مَعَ الْأَمْرَاض الحادة فَإِن الْأَعْلَام الجيدة احْتِمَال الْمَرِيض لمرضه وَصِحَّة النَّفس وألاّ يجد وجعاً وَأَن ينفث بزاقه بسهولة وَأَن يكون بدنه حاراً حرارة مستوية وَيكون ليّناً وَلَا يكون بِهِ عَطش وَيكون الْبَوْل وَالْبرَاز وَالنَّوْم والعرق مَحْمُودًا بِهَذِهِ الْأَعْلَام الجيدة الخاصية بآلات التنفس والمشتركة لجَمِيع الْأَمْرَاض الحادة قد نسقتها لَك وأتبع أبقراط بِذكر هَذِه العلامات الرَّديئَة فَقَالَ: وَأما الْأَعْلَام الرَّديئَة فَإِن تثقل على الْمَرِيض احْتِمَال مَرضه وَيكون نَفسه عَظِيما متواتراً وَلَا يسكن وَجَعه.
لي يَعْنِي الناخس الَّذِي فِي الْجنب قَالَ: وَإِن ينفث بزاقه بكدّ أَو أَن يعطس جدا وَأَن يكون حرارة الْحمى فِي بدنه مُخْتَلفَة فَيكون بَطْنه وجنباه حارة جدا وَتَكون جَبهته ويداه وَرجلَاهُ بَارِدَة وَيكون الْبَوْل وَالْبرَاز وَالنَّوْم والعرق كلهَا رَدِيئَة مذمومة.
قَالَ: النفث الْأسود مَعَ مَا يدلّ على أَنه غير نضيج قد يدلّ على التّلف من بِهِ ذَات الْجنب إِن ظهر بِآخِرهِ طَال الْمَرَض النوائب فِي ذَات الْجنب فِي أَكثر الْأَمر يكون غبّاً فَمَتَى رَأَيْت عَلامَة من عَلَامَات النضج أيّ عَلامَة كَانَت من قبل أَن يَأْتِي النّوبَة الثَّانِيَة فَإِنَّهُ يدل على أَن الْمَرَض قصير سليم البزاق الشبيه ببزاق الأصحاء يدلّ على غَايَة سَلامَة آلَات التنفس والمخالف لَهُ على أَن آلَات النَّفس عليلة بِقدر تِلْكَ الْمُخَالفَة قَالَ: وَأما الَّتِي بالضد من الطبيعي فعلى أَنه غير نضيج وَأَن آلَات النَّفس فِي غَايَة الضعْف فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِيهِ شَيْء رَدِيء فعلى الْمَوْت.)
لي بِقدر تقدّم عَلَامَات النضج يكون قصر مُدَّة الْمَرَض وبقدر قوتها سَلَامَته أَمر التبّزق نضج ذَات الرئة وَالْجنب فِي بَاب إزمان الْأَمْرَاض فَإِنَّهُ فِيهَا على مَا يَنْبَغِي وَهَذِه جملَته أَن البزاق الَّذِي لَا حمرَة ناصعة فِيهِ وَلَا صفرَة خَالِصَة وَلَا زبدية وَلَا لزوجة السهل النفث العديم الوجع مَحَله فِي الدّلَالَة على نضج الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ ذَات الْجنب محلّ الثّقل الْأَبْيَض الأملس الراسب فِي الْبَوْل وَإِلَّا ينفث الْمَرِيض الْبَتَّةَ لكنه يسعل سعالاً يَابسا نَظِير الْبَوْل المائي وَأَن ينفث شَيْئا قَلِيلا رَقِيقا فَإِنَّهُ ينْتَقل نقلا خَفِيفا إِلَى النضج جدا وَلَيْسَ يدل أَن ابْتِدَاء ذَات الْجنب قد انْقَضى بِهَذِهِ العلامات فضلا على تصاعده فَإِذا أقبل النفث يزْدَاد كَثْرَة وغلظاً فَهُوَ فِي طَرِيق النضج فَإِذا نفث نفثاً نضيجاً كثيرا سهلاً بِلَا وجع فَذَلِك النضج التَّام وَهُوَ وَقت منتهي الْمَرَض فَإِذا نقصت كمية هَذَا النفث وَكَانَ على غلظة وسهولة خُرُوجه وَلم يبْق شَيْء من الوجع الْبَتَّةَ فقد انْقَضى إِلَيْهَا الْمَرَض أَو انحط وَبعد هَذَا الْكَلَام مِثَال نقرأه من ثمَّ. 3 (مِثَال فِي الحميات) الَّتِي مَعَ ألف ألف أورام يمثل فِيهِ بِذَات الْجنب قَالَ: أما
(2/75)
الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم فَهُوَ الغشاء المستبطن للأضلاع ويعرض بِسَبَب الورم فِيهِ وجع وَيكون هَذَا الوجع نَاقِصا ممتداً فِي مَسَافَة كَثِيرَة لِأَن الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم غشاء والأوجاع الَّتِي تعرض فِي الأغشية الحساسة هَذِه حَالهَا وَلِأَن الغشاء حيّز من آلَات النَّفس يعرض لذَلِك المتنفس تَغْيِير من قبل أَنه قريب من الْقلب وَجب أَن ينَال الْقلب شَيْء بِمَا فِي الورم من الالتهاب وَإِذا نَالَ الْقلب ذَلِك الالتهاب وَجب أَن تكون حمى وَلما كَانَ أَيْضا قَرِيبا من الرئة والرئة على مَا هِيَ عَلَيْهِ من السخافة والتخلخل واللين والإمكان لقبُول كل جَوْهَر رطب بسهولة وَسُرْعَة وَجب أَن تنَال الرئة بعض مَا فِي ذَلِك الغشاء من الرُّطُوبَة فَإِذا كَانَ فَلَا بُد أَن يحدث سعالاً وَلَا يجب ضَرُورَة أَن يقذف متداول الْأَمر شَيْئا لكنه إِن كَانَ مَا يسيل إِلَى الرئة من الورم ذَلِك الغشاء كثيرا غليظاً قذف مَعَ السعال وَإِن كَانَ رَقِيقا قَلِيلا فَهُوَ يهيج ضَرُورَة ويحرك السعال إِلَّا أَنه كَانَ لَا ينفث دون أَن يجْتَمع وينضج فتزداد كَثْرَة وغلظاً وَذَات الْجنب لِأَنَّهُ ورم فِي عُضْو مستحصف حاصر حَابِس لجَمِيع مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة وَلَا يكون مَعَ ذَات الْجنب فِي أَوله نفث فَإِذا لِأَن واسترخى حَتَّى يسيل مِنْهُ شَيْء إِلَى الرئة كَانَ السعال أَكثر وَبَدَأَ النفث يكون وَتعلم مَا الْخَلْط الْمُحدث للورم من لون النفث وَذَلِكَ أَنه كَانَ مَا ينفث زبدياً فَإِن الْخَلْط بلغمي فَإِن كَانَ يضْرب إِلَى اللَّوْن الْأَحْمَر الناصع فَإِن الفضلة)
صفراء كَانَت تضرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة دلّ على أَنه يخالط الصَّفْرَاء رُطُوبَة كَثِيرَة مائية وَمَتى كَانَ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة الرقيقة فَإِن مَا يخلط من المرار الصّرْف من هَذِه الرُّطُوبَة أَكثر.
وَمَتى كَانَ النفث أسود فَإِن الْخَلْط مائل إِلَى السوَاد وَمَتى كَانَ يضْرب إِلَى الْحمرَة القانية أَكثر مَا يضْرب إِلَى اللَّوْن الناصع فَإِن أَكثر ذَلِك الْخَلْط دم وَأقله صفراء وَلذَلِك صَار هَذَا النفث أقل مَكْرُوها وأدلها على التّلف وَقُوَّة الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرنَا يَعْنِي النخس والحمى وضيق النَّفس دَال على قُوَّة الْمَرَض وضعفها على ضعفه ونبض ذَات الْجنب صلب مَعَ تمدد لِأَن الْعلَّة فِي عُضْو عصبي وَهُوَ مُتَسَاوِيَة لِأَن الْعلَّة ورم وَهُوَ سريع متواتر عَظِيم من أجل أَن مَعَه حمى شَدِيدَة والنبض فِي هَذِه الْأَعْرَاض يدل على شدَّة الْعلَّة وبالضد.
قرصة جَيِّدَة لإنضاج الورم فِي الصَّدْر والرئة: بزر الخطمى وَالْخيَار والخبازي والبطيخ والقرع وَرب السوس وزهر إكليل الْملك وبنفسج وكثيراء يقرص بلعاب بزر الْكَتَّان ويسقى بِمَاء التِّين.
جَوَامِع البحران: البزاق الدَّال على النضج لم يكن بعد هُوَ البزاق الْأَبْيَض واللزج وَالَّذِي يخالطه الدَّم وَمِنْهَا مَا يدل على الْخطر كالمشبع الْحمرَة والأصفر وَالَّذِي لَونه لون البان والنفث الْأسود مِنْهُ شَيْء فِي غَايَة الدّلَالَة على الْهَلَاك وَهُوَ الَّذِي مَعَ سَواد منتن وَمِنْه أقل دلَالَة على الْهَلَاك وَهُوَ أَن يكون أسود وَلَا يكون منتناً وَهَذِه
(2/76)
الْأَرْبَع دَلَائِل فِي كل نفث الْأَشْيَاء الَّتِي تنفث فَينْعَقد فِيهَا كميتها وكيفيتها ورقة خُرُوجهَا وَالْوَجْه الَّذِي لَهُ يخرج كميتها فَلِأَن مِنْهَا قَلِيلا وَلِأَن مِنْهَا كثيرا وكيفيتها ألف ألف فَيضْرب على أَرْبَعَة أَشْيَاء إِمَّا على القوام وَهُوَ مَاء غليظ وَإِمَّا رَقِيق وَإِمَّا على اللَّوْن وَهُوَ إِمَّا أَبيض وَإِمَّا نَارِي أَو أَحْمَر مشبع أَو أسود وَإِمَّا الرَّائِحَة وَهُوَ إِمَّا منتن وَإِمَّا غير منتن وَإِمَّا التشكل فَهُوَ إِمَّا أَن يكون مدوّراً أَو غير مدوّر وَأما وَقت خُرُوجه فَلِأَن مِنْهُ مَا ينفث فِي أول الْأَمر وَمِنْه مَا يتَأَخَّر وَأما الْوَجْه الَّذِي لَهُ يخرج فَإِنَّهُ يكون إِمَّا سهلاً بِلَا سعال وَإِمَّا مَعَ شدَّة سعال.
قَالَ:
3 - (أَصْنَاف النفث)
ثَلَاثَة: مِنْهُ نضيج ونوعه وَاحِد وَغير نضيج وأنواعه كَثِيرَة مُخْتَلفَة وَفِي القوام واللون وَأما فِي القوام فَلِأَن مِنْهُ رَقِيقا وَمِنْه ثخيناً وَهَذَانِ جَمِيعًا يدلان على أَنه يسير وَإِمَّا فِي اللَّوْن فَلِأَن مِنْهَا مَا هُوَ أَحْمَر وَمِنْهَا دلَالَة على الْهَلَاك إِذا كَانَ البزاق يخرج بالنفث يَسِيرا نضيجاً فَإِنَّهُ إِن كَانَت أَعْرَاض الْمَرَض مَا فِيهِ قَائِمَة مَعَه فَإِنَّهُ تزيد الْمَرَض وَإِن كَانَت الْأَعْرَاض قد سكنت فَإِنَّهُ انحطاطه.
من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الشَّيْء الَّذِي ينفث فِي ذَات الْجنب هُوَ صديد الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ الورم إِذا لم يضبطه يرشح مِنْهُ وَرُبمَا كَانَ النفث أسود وَلَيْسَ يكون ذَلِك مِنْهُ فِي أول الْأَمر لَكِن بعد تطاول الْمدَّة وَبعد أَن يقذف قبله على الْأَكْثَر شَيْئا أصفر.
الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: الورم الْحَار فِي ذَات الْجنب لَا يحس بضربان لِأَن الورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَالْعُرُوق الضوارب لَا يلقاه لِقَاء يدافعه فَأَما إِن يحدث الورم الْحَار فِي العضل الَّذِي بَين الأضلاع فَإِنَّهُ يكون مَعَه ضَرْبَان موجع مؤلم لِأَن انبساط الْعُرُوق الضوارب تضاغطه. لي الضربان فِي هَذَا الْموضع دَلِيل على أَن الورم مائل إِلَى خَارج فَلَيْسَ بِذَات الْجنب وَلَعَلَّه أَن يفتح إِلَى خَارج فَأَما إِذا كَانَ مَعَ السعال وخز قَلِيل غير شَدِيد وَلَا مؤلم وضيق النَّفس وَحمى فَذَلِك ورم فِي الغشاء المغشي على الأضلاع من دَاخل وَهُوَ ذَات الْجنب الصَّحِيح الَّذِي لَا يَنْبَغِي أَن يُرْجَى انفجاره إِلَى خَارج.
الثَّانِيَة قَالَ: لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع يَمْتَد مِمَّا دون الشراسيف إِلَى الترقوة وَلذَلِك يكون الوجع فِي ذَات الْجنب مرّة نَاحيَة الترقوة وَذَلِكَ إِذا كَانَ الورم فِي تِلْكَ الْأَجْزَاء وَمرَّة عِنْد الْحجاب وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي الْأَجْزَاء السفلية قَالَ: أَصْحَاب ذَات الْجنب يحسون بثقل فِي الصَّدْر ووجع يَبْتَدِئ من غير الصَّدْر ويبلغ إِلَى نَاحيَة القس وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب مَعَ حمى حادة ووجع ناخس وَنَفث منصبغ أَو زبدي وَفِي أَكثر الْأَمر يكون المرارية على النفث أغلب
(2/77)
أنزل أَن رجلا يحس عِنْد التنفس بوجع فِي ضلوع الْخلف أَقُول: إِنَّه لَا يَنْبَغِي أَن يحكم أَن بِهِ ذَات الْجنب لكَي أنظر هَل يقذف إِذا هُوَ سعل فَإِن قذف شَيْئا متغير اللَّوْن على مَا وَصفنَا فَإِن بِهِ ذَات الْجنب وَإِن كَانَ لَا يسعل الْبَتَّةَ فَيجوز أَن يكون بِهِ ذَات الْجنب إِلَّا أَن يكون ورمه لم ينضج والمادة)
محتبسة فِي الغشاء هُوَ كثيف غَايَة الكثافة حَتَّى أَنه لَا يرشح مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَيجوز أَن يكون الوجع الَّذِي يحدث فِي ضلوع الْخلف إِنَّمَا هُوَ بِسَبَب ورم الكبد وَذَلِكَ أَنه مَتى تمددت وانجذبت المعاليق الَّتِي تكون فِي الكبد فِي بعض الْأَبدَان مربوطة بهَا مَعَ الأضلاع إِلَى دَاخل عرض من ذَلِك أَن يبلغ ألف ألف الوجع إِلَى الغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَن نبض الْعُرُوق فِي ذَات الْجنب لَا يشبه النبض فِي ورم الكبد وَكَذَلِكَ أَيْضا الْأَشْيَاء الَّتِي تخرج فِي البرَاز عِنْد ورم الكبد لَا يكون مَعَ ذَات الْجنب إِلَّا أَن هَذِه الاستفراغات لَا تكون دَائِما مَعَ أورام الكبد لكنه يكون مَعَ ضعف الكبد وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فجسّ الْجَانِب الْيَمين فَإِن وجدت ورما فَذَلِك وَقد علمت أَن الكبد وارمة وَإِن لم يجد ورماً فَإِنَّهُ قد يُمكن أَن يكون الكبد وارمة إِلَّا أَنه فِي الْجَانِب المقعر أَو فِي الْجَانِب المحدب فِي الْموضع الَّذِي يستره أضلاع الْخلف فَيَنْبَغِي عِنْد ذَلِك أَن تَأمر العليل بِأَن يتنفس أعظم مَا يقدر عَلَيْهِ ويسأله هَل يجد ثقلاً إِمَّا معلّقاً فِي الْأَعْضَاء الفوقانية وَإِمَّا موضعا فِي الْأَعْضَاء الَّتِي تحتوي عَلَيْهِ. لي يصلح فَإِذا أحسّ عِنْد التنفس الْعَظِيم بثقل دلّ على ورم الكبد وَإِن أحس بوجع دلّ على ذَات الْجنب وَقد يكون ضيق النَّفس لِأَن ورم الكبد يضغط الْحجاب ويزحمه ويهيج لذَلِك بالعليل سعال يسير إِلَّا أَن النبض يفرق بَينهمَا وَذَلِكَ أَنه فِي ذَات الْجنب صلب متساوي وَفِي ورم الكبد ليّن. لي لم يحصل من العلامات الَّتِي يُمكن أَن يفرق بَينهمَا بَين ورم الكبد وَذَات الْجنب إِلَّا أَن النبض والثقل الَّذِي يحسّه عِنْد عظم النَّفس لِأَنَّهُ قد يكون من ورم سعلة وضيق فِي النَّفس ووجع فِي ضلوع الْخلف وَحمى لَكِن أَنا أَقُول: إِنَّه لَا يكون هَذَا الوجع ناخساً أَيْضا قَالَ: فَإِذا تَمَادى الْمَرَض ظهر الْأَمر وَذَلِكَ أَنه يتبع ورم الكبد سَواد اللِّسَان وَتغَير جَمِيع الْبدن وَيتبع ذَات الْجنب.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة إِذا رَأَيْت النَّفس مثل نفس صَاحب الربو يبسط الصَّدْر بسطاً شَدِيدا ويسرع ويتواتر وَتَكون الحميات وصولتها ويجد فِي الأضلاع مس الثّقل وَإِذا نَام على جنب ثمَّ يحول سَرِيعا من جنب فَسمع صَوت الْقَيْح يتدحرج وَرُبمَا لم تسمعه أَنْت وأحسّه العليل ويصحح ذَلِك أَن يكون العليل لم ينفث شَيْئا ذَا قدر وَقد كَانَت علته عَظِيمَة.)
(2/78)
الْخَامِسَة: إِن الورم إِن كَانَ فِي العضل الظَّاهِر الملبس على الأضلاع فَهُوَ كَأحد الْجِرَاحَات الَّتِي يلْحقهَا الْحس وَإِن كَانَ فِي العضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَإِنَّهُ إِذا غمز أوجع العليل وَلَا يحس من الوجع الناخس وَلَا من ضيق النَّفس والحمى مَا يحس إِذا كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَإِذا كَانَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع لم يجد لَهُ ألماً بالحس وَذَات الْجنب الْخَالِصَة إِنَّمَا هُوَ أَن يعتلّ هَذَا الغشاء. لي مَا أرى هَذَا الغشاء يرم بل السَّطْح المضامّ لَهُ من العضل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْعلَّة فِي هَذَا الغشاء فِي الْأُخْرَى الفوقانية بلغ الوجع التراقي وَإِذا كَانَ فِي السفلانية بلغ الوجع الشراسيف وَجَمِيع هَذِه الأورام مَعهَا بضرورة حمى قَوِيَّة لقربها من الْقلب لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع مُتَّصِل بغلاف الْقلب والنبض يدلك على أَن الورم فِي الغشاء المغشي للأضلاع أَو فِي العضل الملبس عَلَيْهِ لصلابته ورخاوته وامتداده فَإِن امتداده وصلابته يدل على أَنه فِي الغشاء وَقَالَ: وَيفرق بَينه وَبَين الورم فِي الرئة بِأَنَّهُ لَيْسَ مَعَ ورم الرئة صلابة قَالَ: والصديد الَّذِي يسيل من هَذَا الورم يدْخل إِلَى الرئة ويرتفع بالسعال فيدلك على أَن الْخَلْط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ بلونه قَالَ: لَو أَن إنْسَانا ألف ألف جمع مَا ينفثه المتقيح الَّذِي ينفث نفثاً قَوِيا جدا من عِلّة قَوِيَّة عَظِيمَة لبلغ ثَمَان قوطوليات والقوطولي تسع أَوَاقٍ وَرُبمَا كَانَ أَكثر. (دُخُول الْمدَّة من فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة) الْعلَّة فِي دُخُول الْمدَّة من فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: تَامّ جيد قَالَ: والأورام الَّتِي تكون فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والعضل المضامّ لَهُ وَهُوَ الملبس عَلَيْهِ يحدث عَنهُ الْعلَّة الْمُسَمَّاة ذَات الْجنب فلهذه الْعلَّة أَعْرَاض لَازِمَة وَهِي الْحمى الحادة والوجع الَّذِي ينخس وتمدد وَصغر التنفس وتواتره والنبض الصلب المتمدد والسعال الَّذِي يكون فِي الْأَكْثَر مَعَ نفث ملون وَرُبمَا كَانَ بِلَا نفث وَمَا كَانَ من ذَات الْجنب لَا نفث مَعَه فَهُوَ يُسمى ذَات جنب لَا نفث مَعهَا وَهَذَا إِمَّا يقتل عجلاً وَإِمَّا أَن تطول مدّة برئه بِالْإِضَافَة إِلَى الْأُخْرَى وَرُبمَا لم يكن عدم النفث لخبث الْعلَّة بل لقلَّة الْمَادَّة فَقَط فاستدل على الخبيثة بِشدَّة الوجع والحمى والوجع فِي هَذِه لَا نفث مَعَه إِمَّا يرْتَفع حَتَّى يبلغ التراقي وَإِمَّا أَن ينحدر حَتَّى يبلغ الشراسيف قَالَ: وَيكون فِي الأضلاع أورام أخر تعرض مَعَ حمى والتنفس فِيهَا أَيْضا متواتر صَغِير إِلَّا أَنه لَا ينفث صَاحبه شَيْئا فَيصير هَذَا مُنْتَهى لذات الْجنب الْخَالِصَة الَّتِي لَا نفث مَعهَا قَالَ: وَالْفرق بَينهمَا أَن ذَات الْجنب الْخَالِصَة وَإِن لم ينفث صَاحبهَا شَيْئا فَلَا بُد أَن يكون مَعَه سعال يَابِس وَفِي هَذِه أَولا وَلَا يكون للنبض فِي هَذِه تمدد وَلَا صلابة أصلا وَلَا حمى
(2/79)
حادة وضيق النَّفس فِيهِ أقل ويوجعهم إِذا غمزت على أضلاعهم وَهَؤُلَاء يمِيل الْخراج إِلَى خَارج إِذا نضج وَلم يتقيح يحْتَاج إِلَى بطّ. لي هَذَا هُوَ ذَات الْجنب الْخَالِصَة الَّتِي الورم فِيهَا فِي العضل الملبس على الأضلاع.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الضربان لَا يحدث فِي ذَات الْجنب وَإِن كَانَ ورماً حاراً لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع عرق ضَارب.
لي إِنَّمَا يحدث فِيهِ وخز ونخس لَا ضَرْبَان والنخس خَاص بأوجاع الأغشية إِذا كَانَ الورم فِي ذَات الْجنب فِي الْجُزْء الْأَعْلَى من الغشاء المستبطن للأضلاع فالترقوة هِيَ سَبَب الوجع لصلابتها وَإِذا كَانَ الْأَلَم فِي الْجُزْء الْأَسْفَل فالحجاب هُوَ سَبَب الوجع بحركته النبض فِي ذَات الْجنب منشاري لِأَن الورم فِي غشاء صلب الترقوة تنجذب إِلَى أَسْفَل فِي ذَات الْجنب وَفِي ورم الكبد أما فِي ذَات الْجنب فيجتذبها الغشاء المستبطن للأضلاع وَأما فِي ورم الكبد فيجتذبها الْعرق الأجوف فَإِنَّهُ إِذا صلب التفّ على الترقوة قَالَ فِي هَذَا الْموضع: إِن دُخُول الْمدَّة إِلَى الرئة لَا يكون إِلَّا بِقَبض الصَّدْر عَلَيْهَا قبضا فِي غَايَة الشدَّة والسرعة والطبيعة إِذا كَانَت قَوِيَّة فعلت ذَلِك)
للدَّفْع عَن نَفسهَا كَمَا يهيج بأشد قواها عِنْد دفع الْأَشْيَاء المؤذية كالحال فِي الفواق والعطاس فَدفع الْمدَّة لَا يكون إِلَّا بالسعال القويّ وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا بِقُوَّة قَوِيَّة فَذَلِك حق الْكثير من المرضى 3 (كَانَ الورم فِي العضل الدَّاخِل) فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: إِذا كَانَ الورم فِي العضل الدَّاخِل كَانَ مَعَه نفث لِأَنَّهُ رُبمَا سَالَ مِنْهُ إِلَى الغشاء ولعدسه وَأَقل هَذِه وجعاً عِنْد الغمز وأشده عِنْد التنفس ألف ألف وصلابة نبض الْخَالِصَة ثمَّ الَّتِي فِي العضل الَّذِي يَلِي الغشاء وأقلها ضيق نفس وسعال وصلابة نبض حَتَّى أَنه لَا يصلب الْبَتَّةَ وأشدها وجعاً الْكَائِن فِي العضل الْخَارِج فَأَما الَّذِي يَلِي الغشاء فقد يألم باشتراك الغشاء ويألم الغشاء باشتراكه.
الْفرق بَين ذَات الْجنب وَذَات الرئة: هَذَانِ يَشْتَرِكَانِ فِي عسر النَّفس والسعال وتغيير النفث والحمى ويختلفان فِي الوجع هُنَاكَ فِي الْجنب وَهَهُنَا فِي الصَّدْر الوجع فِي ذَات الْجنب ناخس وَفِي الرئة يعتلّ فَقَط والنبض فِي ذَات الْجنب صلب
(2/80)
منشاري وَفِي ذَات الرئة موجي ليّن والورم فِي ذَات الْجنب على الْأَكْثَر يكون مرارياً وَذَلِكَ أَن هَذَا الغشاء لصلابته لَا يقبل إِلَّا خلطاً لطيفاً إِن كَانَ الورم فِي الْأُخْرَى الْعَارِية من الغشاء فَاسْتعْمل الفصد وعلامته أَن يكون الوجع فِي ضلوع الْخلف إِذا كَانَ الورم لَيْسَ فِي الغشاء المغشي على الأضلاع لكنه فِي اللَّحْم الملبس على الأضلاع لم يكن النبض صلباً منشارياً وَلَا الْحمى عَظِيمَة وَلَا ضيق النَّفس شَدِيدا وَكَانَ الورم رَأس الثَّالِثَة من الميامر قَالَ: قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ فِي ذَات الْجنب الوجع فِيمَا دون الشراسيف وَلم يجد العليل فِي ترقوته مساً فليّن الْبَطن إِمَّا بخربق أسود وَإِمَّا بقلوق لي هَذَا هُوَ حب النّيل وَفِيه شكّ.
الأولى من البحران قَالَ: مَتى كَانَ البزاق شَبِيها ببزاق الأصحاء غَايَة المشابهة فَإِنَّهُ يدل على صِحَة آلَات التنفس غَايَة الصِّحَّة وبقدر زَوَاله عَن الشّبَه ببزاق الأصحاء يكون زَوَال آلَات التنفس عَن الْحَال الطبيعية فَأَما النفث الْغَيْر نضيج فَإِنَّهُ يدل على ضعف كثير من الْأَعْضَاء التنفس فَإِن كَانَت مَعَه عَلامَة رَدِيئَة كالنفث الْأسود فَإِنَّهُ يدل على التّلف دلَالَة فِي غَايَة الْقُوَّة.
الثَّانِيَة من الأخلاط: أُرِيد أَن أمثّل مِثَالا فِي ذَات الْجنب يكون قِيَاسا فِي تقدمة الْمعرفَة فِي سَائِر الْأَمْرَاض قَالَ: الورم الْحَادِث فِي هَذَا الغشاء يكون من دم خَالص إِلَّا أَنه جَار وَيكون من دم صفراوي وَيكون من دم بلغمي فَيكون زبدياً وَيكون من دم سوداوي فَيكون اسهروس قَالَ:)
وَإِذا كَانَ هَذَا الورم من دم سوداوي طَال مُدَّة نضجه وعسر وَأَبْطَأ تحلله حَتَّى أَنه رُبمَا لم يتَغَيَّر لون مَا ينفث بالسعال الْبَتَّةَ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض وَإِن تغير كَانَ تغيره يَسِيرا لِأَن الورم الْغَيْر نضيج لَا يرشح مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ فَإِذا تَمَادى بِهِ فِي الزَّمَان نفث نفثاً أسود يكون سوَاده بِحَسب غَلَبَة السوَاد فِي الدَّم وَرُبمَا كَانَ نفثه أقل كمية وَأكْثر وَمَتى كَانَ الْغَالِب على ذَلِك الدَّم الَّذِي ورّم الغشاء المرّة الصَّفْرَاء كَانَ لون النفث أصفر أَو شَبِيها بالاصفرار ناصعاً أَو شَبِيها بالناصع على قدر لون تِلْكَ الْمدَّة والناصع أَشد ضروبه ضَرُورَة فَهُوَ لذَلِك أردى وَمَتى كَانَ الْغَالِب على ذَلِك الدَّم البلغم كَانَ النفث شَبِيها بالرغوة فَأَما النفث الْأَحْمَر فَيكون إِن كَانَ الورم فلغمونياً قَالَ: والنفث إِمَّا أَن يكون فِي أول الْمَرَض وَإِمَّا أَن يكون فِي آخِره وَإِمَّا أَن يكون سهلاً وَإِمَّا عسراً قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا وَرُبمَا كَانَ التمدد فِي هَذِه الْعلَّة فِي ذَات الْجنب أَكثر من النخس وَرُبمَا كَانَ النخس ألف ألف أَكثر والتمدد يكون مَتى كَانَ الْخَلْط كثيرا والنخس مَتى كَانَ لذاعاً والحمى أَيْضا فبقدر عظامها وَشدَّة الْعَطش يكون بِقدر عظم الْعلَّة وَكَذَلِكَ السهر والاختلاط وَضعف الْقُوَّة واسترخاؤه فَيَنْبَغِي أَن تبحث عَن
(2/81)
جَمِيع هَذِه فَإِذا كَانَ الْغَالِب دَلَائِل الْخَلَاص تخلص وبالضد وبيّن أَن الْحمى والسهر والعطش والاختلاط وَضعف الْقُوَّة وَسُقُوط الشَّهْوَة وعسر النَّفس والنفث دَلَائِل ذميمة جدا وأضدادها حميدة.
قَالَ: ورداءة الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَكَثْرَة كميته من الدَّلَائِل الرَّديئَة وبالضد قَالَ: وتعرف ردائته من لون النفث فَأَما كميته فَلَا يُمكن أَن تعرف من كمية النفث وَذَلِكَ أَنه رُبمَا لم ينفث فِي أول الْأَمر شَيْئا كثيرا لِأَنَّهُ عَن نضيج وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط كثيرا ثمَّ ينفث بِآخِرهِ شَيْئا كثيرا وَرُبمَا كَانَ الْخَلْط قَلِيلا إِلَّا أَن النفث يكون كثيرا فِي أول الْأَمر لِأَنَّهُ ينفثه كُله فِي أول الْأَمر قَالَ: وَهَذَا حميد قَالَ: وَلَكِن اسْتدلَّ على قلَّة كمية الْخَلْط بِأَن يكون مَعَ النفث نضج حَتَّى يكون ذَلِك النفث وَلَو كَانَ أسود فَيكون مختلطاً بالبزاق النضيج ويسهل ارتفاعه بالسعال وَيكون التنفس سهلاً والوجع يَسِيرا والسهر أقل وَإِذا كَانَ بِهِ قبل أَن يَبْتَدِئ بِهِ النفث اخْتِلَاط سكن ذَلِك الِاخْتِلَاط ونختم ذَلِك كُله أعظم الدَّلَائِل وَهُوَ خفَّة العليل على النفث واستقاله بِهِ واحتماله وخفة بدنه وحركاته.
قَالَ: وَمَتى عرض أَن يكون الْخَلْط كثيرا فَإنَّك تَجدهُ مَعَ بصاق غير نضيج وتجده غير مختلط بالبزاق وَيكون عسر النَّفس والتنفس وتولد الْحمى والسهر والاختلاط أَو يبْقى بِحَالهِ ونختم)
ذَلِك سوء احْتِمَال الْمَرِيض وَضَعفه ويستدل على ضعفه بالنبض.
قَالَ: فَانْظُر فِي قُوَّة الدَّلَائِل فَإِنَّهُ لَو اجْتمع على من بِهِ ذَات الْجنب أَن يكون الوجع فِي أشرف آخر الصَّدْر وبالقرب من الْقلب وَكَانَ مَعَه أَمر عَظِيم من عسر النَّفس وَشدَّة الْحمى والسهر والوجع وَبطلَان الشَّهْوَة والاختلاط وضع بإذاء هَذِه كلهَا أَن نفثه لَيْسَ بأسود وَلَا مرارياً ناصعاً صرفا لكنه كَانَ فِي الِابْتِدَاء إِمَّا أَحْمَر وَإِمَّا أصفر وَإِمَّا زبدياً فَإِنَّهُ يتَغَيَّر بعد قَلِيل إِلَى النضج أَقُول: إِنَّه لَا يَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَال أَن يجزع من شدَّة هَذِه الْأَمْرَاض بل اعْلَم أَنَّهَا أحدثت كلهَا بِسَبَب جمع الورم للمدة وَقَالَ أبقراط: إِن عِنْد تولد الْمدَّة تكون الأوجاع والحميات فِي الْغَايَة والأعلام الرَّديئَة فَإِن أعانته الْقُوَّة انفق نفث مَا يَصح وَإِن العليل لَا يلبث أَن يبرأ فينفث نفثاً مستحكم النضج ويهدأ عَنهُ جَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض وَذَلِكَ أَن النضج يدل على ألف ألف سرعَة البحران وَمَا هِيَ الصِّحَّة فَانْظُر إِلَى قُوَّة النضج فِي النفث كَيفَ غلب على هَذِه العلامات فِي هَذَا الْمَرَض واطلبه فِي كل مرض نضجه الْخَاص بِهِ فَإِن مَا كَانَ من أمراض الصَّدْر يُوجد هَذَا الدَّلِيل الْوَاحِد فِيهَا أَعنِي نضج مَا ينفث مُتَقَدم فِي الْقُوَّة لجَمِيع الْأَعْلَام الرَّديئَة فَإِن إعانته الْقُوَّة الإرادية بَقِي حِينَئِذٍ ينفث مَا نضج كُله وَتمّ النضج وكمل وَإِن لم تساعده الْقُوَّة
(2/82)
فَلَيْسَ على الْقُوَّة الطبيعية هُنَاكَ عيب وَإِنَّمَا جدلتها الإرادية فعجزت عَن التنقية فَأَما مَا على الطبيعية فقد وقف بهَا وَهَذَا يكون فِي الْأَمْرَاض الَّتِي تكون تنقيتها بِقُوَّة إرادية فَأَما فِي الَّتِي يكون نفض الْفضل بعد النضج عَنْهَا بِقُوَّة طبيعية فَلَا لَكِن إِذا أكمل النضج جدا دفع الْفضل بِقُوَّة قَوِيَّة لَكِن لَا مَا ينضج فِي الصَّدْر والرئة يحْتَاج إِلَى أَن ينفث بالسعال يحْتَاج إِلَى صِحَة قُوَّة العضل.
الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: قد يمْتَنع من الفصد فِي ذَات الْجنب إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل مرارياً وتبيين فِي النفث لي فِي هَذَا نظر قَالَ: بعض النَّاس يَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ النفث دموياً ثمَّ صَار مرارياً فقد أحدث الْعلَّة تسلك نَحْو البحران لي وَفِي هَذَا نظر.
الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: يَنْبَغِي فِي جَمِيع الْعِلَل النَّازِلَة بالصدر والرئة والأضلاع أَن يكون البزاق نفثاً سهلاً سَرِيعا قَالَ: قَوْله سَرِيعا: يَعْنِي فِي أول الْمَرَض وَإِذا كَانَ النفث سَرِيعا كَانَ فِي الْأَكْثَر سهلاً قَالَ: وعسر نفث البزاق يكون إِمَّا لَان الصَّدْر وجع فَلَا يقدر أَن ينضّم انضماماً شَدِيدا من أجل رقته ولضعف الْقُوَّة أَو لغلظ الْمَادَّة فَإِن الْمَادَّة الغليظة تلحج وتحتاج فِي قطعهَا إِلَى قُوَّة قَوِيَّة أَو لرقتها فَإِن الرقيقة لَا تنْدَفع بالهواء الدَّافِع لِأَنَّهَا تفلت مِنْهُ وتجري من حواليه بسهولة)
فسهولة النفث دالّ على الْأَمْن من هَذِه الشرور وسرعته تكون مبشرة لقصر الْمَرَض قَالَ: وَترى الْحمرَة فِيهِ مُخَالطَة للريق جدا يَقُول إِن المرار الَّذِي ينفث يكون مختلطاً بالبزاق جدا وَلَا يكون صرفا لِأَن صرفته تدل على كَثْرَة ورداءة الْعلَّة فَأَما الْمُتَأَخر فِي الْوَقْت فِي ابْتِدَاء الْمَرَض تأخراً كثيرا الْأَحْمَر والأصفر الصّرْف الَّذِي يقذف بسعال شَدِيد فرديء قَالَ: والأحمر إِذا كَانَ صرفا رَدِيء والأبيض اللزج المستدير لَيْسَ بجيد لِأَن هَذَا يحدث عَن البلغم المحترق وبقدر خبث الْمَادَّة يكون خبث الورم الْكَائِن عَنهُ فبمقدار رداءة هَذَا ألف ألف البلغم على البلغم الطبيعي كَذَلِك رداءة الورم الْكَائِن مِنْهُ وَبِالْجُمْلَةِ فالمواد الدموية والبلغمية أقل رداءة فَأَما الصفراوية والسوداوية فرديئتان لِأَنَّهُمَا أكّالتان للأعضاء وَيكون الصفراوي مَعَ حميات أَشد والسوداوي عسر طَوِيل الْمدَّة والانقلاع والأخضر الزُّبْدِيُّ أَيْضا رَدِيء لِأَن الْأَخْضَر يكون عَن الْمدَّة الزنجارية والزبدي يدل على كَثْرَة رُطُوبَة وحرارة مضطربة مَعهَا اضْطِرَاب شَدِيد وَالْأسود أردى من تِلْكَ فَإِذا كَانَ الْخَلْط لَا يخرج عَن الرئة لَكِن تبقى الرئة ممتلئة حَتَّى يحدث شَبيه الغليان فِي الْحلق فَذَلِك أَيْضا رَدِيء وكل نفث لَا يكون بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ رَدِيء وخاصة الْأسود وَكلما كَانَ بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ مَحْمُود لِأَن الشَّيْء إِذا كَانَ بِسُكُون الوجع يدل على أَنه يخرج من الْبدن على جِهَة الدّفع وَإِن الْبدن ينقي بذلك
(2/83)
الدّفع وَمَا كَانَ من هَذِه لَا يسكن لَا بالنفث وَلَا بإسهال الْبَطن وَلَا بالفصد وَلَا عِنْد العلاج بالأدوية فَإِن أمره يؤول إِلَى التقيح. لي اعْلَم أَن هَذِه حَال الورم الْحَار الَّذِي لَا يهدأ ضربانه الْبَتَّةَ فَكَمَا أَن ذَلِك دَلِيل صَادِق على أَنه يُمِيت كَذَلِك هَذَا فَإِذا رَأَيْت فِي ذَات الْجنب ذَلِك فَاعْلَم أَنه سيتقيح أَو يَمُوت قَالَ: هَذِه إِذا لم تكن رَدِيئَة خبيثة الْخَلْط آلت إِلَى التقيّح فَأَما إِذا كَانَت رَدِيئَة فَإِنَّهَا تقتل قَالَ: وَإِذا حدث التقيح والبزاق يغلب عَلَيْهِ بعد المرار فَهُوَ رَدِيء جدا إِن كَانَ يخرج النفث المراري والمدّة مَعًا وَإِن كَانَا يتعقبان بذلك يدل على أَن الْخَلْط خَبِيث رَدِيء فنضج بعضه وَلم يوات الْجَمِيع وَقد رامت الطبيعة إنضاجه فَلم يتهيأ لَهَا قَالَ: وَلَا سِيمَا مَتى بَدَت الْمدَّة فِي السَّابِع إِذا كَانَت مَعَ نفث مراري قَالَ: وتوقع لهَؤُلَاء أَن يموتوا فِي الرَّابِع عشر إِلَّا أَن يظْهر بعد ذَلِك حَادث مَحْمُود. لي الْحَادِث الْمَحْمُود خفَّة علته وَسُكُون الوجع والأعراض وضعفها وَحسن النفث وبالضد إِن)
حدثت فالموت أسْرع لأَنهم قد حدثت لَهُم فِي السَّابِع تغير رَدِيء ويتقدم الْمَوْت ويتأخر بِحَسب مَا يظْهر من الدَّلَائِل الحميدة والذميمة أنزل أَن مَرضا قذف فِي السَّابِع مدّة ومراراً مختلطاً وَكَانَت جَمِيع أَحْوَاله متوسطة فِي الْجَوْدَة والرداءه حَتَّى قدّرت وَقت الْمَوْت الْوَقْت الْوسط وَهُوَ الرَّابِع عشر فَإِن ظهر بعد السَّابِع فِي الثَّامِن أَو التَّاسِع نفث أسود فَاعْلَم أَنه يَمُوت فِي الْحَادِي عشر وَإِن ظهر دَلِيل مَحْمُود فَإِنَّهُ يتَأَخَّر مدّة عَن هَذَا الْوَقْت بِمِقْدَار قُوَّة ذَلِك الدَّلِيل وَاعْلَم أَن الْقُوَّة عَظِيمَة الدّلَالَة فِي الْخَلَاص وَأعظم من سَائِر الْأَشْيَاء فَعَلَيْك ألف ألف بِالنّظرِ فِيهَا. لي نفث الْمدَّة خَالص من الصديد بِذَات الْجنب أصلح من نفثها مختلطة.
قَالَ ج: آخر مَا اتّفقت عَلَيْهِ الْأَطِبَّاء الأورام الْبَاطِنَة إِذا تقيحت تحدث فِي وَقت تقيّحها نافض يتبعهَا حمى وَإِنَّمَا يحدث ذَلِك النافض لِأَن المّدة تلذع الْأَعْضَاء كَمَا تلذع الْأَدْوِيَة الحريفة القروح وتصعب فِيهِ الْحمى بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت قبل ذَلِك ويعرض للْمَرِيض فِي ذَلِك الْوَقْت ثقل لِأَن المّدة تجمع وَتحصل فِي مَكَان وَاحِد بعد أَن الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يكون متعرفاً فَمن هَذَا الْموضع إِلَى الْعشْرين أَو الْأَرْبَعين أَو السِّتين يتَوَقَّع انفجار المّدة وَهَذَا الْيَوْم هُوَ الَّذِي يعرض فِيهِ النافض والحمى الشَّدِيدَة بأشد مِمَّا كَانَت والثقل وَهَذَا مُخَالف لما قَالَه فِي مَوضِع آخر إِن الِاتِّفَاق قد وَقع أَن الْحمى تهتدئ والوجع يخف إِذا تكونت الْمدَّة وفرغت
(2/84)
وَأَشد مَا تكون الْحمى والأوجاع فِي الْوَقْت الَّذِي يتكوّن فِيهِ الْمدَّة فَأَما إِذا كَانَت وفرغت فَإِنَّهَا تهدأ الْحمى وتخف الوجع وَتصير فِي مَكَانَهُ ثقل فَأَما إِذا انفجر فَإِنَّهُ يهيج نافض وَحمى صعبة لِأَن الْمدَّة تلذع الْأَعْضَاء الَّتِي تنصبّ عَلَيْهَا وَإِنَّمَا وَقع الْغَلَط من اشْتِرَاك فِي الِاسْم وَهُوَ التقيح لِأَنَّهُ يَقُول فِي وَقت التقيح: التقيح يكون كَيْت كَيْت والتقيح لم يبن إِنَّه يُرِيد بِجمع الْقَيْح أَو انفجاره. لي قد بَان إِنَّه يُرِيد بالتقيح انفجار الْمدَّة لقَوْله بعد هَذَا: إِنَّه كَانَ يحس بثقل فِي جَانب وَاحِد فالتقيح فِيهِ وَبِأَنَّهُ قَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: إِنَّه إِذا تقيح ضَاقَ النَّفس لِأَن الفضاء الَّذِي فِيهِ الرئة تضيق بانصباب الْمدَّة فِيهِ وَقَالَ بعد قَلِيل: إِنَّمَا يسلم من المتقيحين من فارقته الْحمى واشتهى الطَّعَام وَبعد هَذَا بفصول وَبِمَا أَقُول بيّن لمن قَرَأَهُ فِي هَذَا الْموضع من الْكتاب فاقرأه فَإنَّك تعلم أَنه يُسمى التقيح انفجار الْمدَّة لَا اجتماعها قَالَ: التقيح إِن كَانَ بِجَانِب وَاحِد فتعرفه من أَنه يكون أسخن وَمن أَن العليل إِذا نَام على الْجَانِب الصَّحِيح أحسّ بثقل معلّق فِي الْجَانِب المتقيح.
3 - (عَلَامَات ذَات الْجنب)
إِنَّمَا ينصّب الْقَيْح إِلَى أحد تجويفي الصَّدْر وَأما من علل الرئة فَمن الْجَانِبَيْنِ ويستدل على الْمدَّة فِي أَي جَانب هِيَ بالسخونة والثقل. لي لَا يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَن الوجع فِي أول الْأَمر يفرق لَك بَين الْخراج فِي الرئة وَفِي غشاء الصَّدْر بِموضع الوجع وبسائر العلامات.
عَلامَة السلّ قَالَ أبقراط: أعرف المتقيحين بِهَذِهِ الدَّلَائِل أَن يلْزمهُم حمى دقيقة وَيكون بِاللَّيْلِ أصعب ويعرقون عرقاً كثيرا ويستريحون إِلَى السعال وَلَا ينفثون بِهِ شَيْئا يعْتد بِهِ وتغور أَعينهم وتحمر وجنتاهم وتتعقّف أظفارهم وتسخن أَصَابِعهم وخاصة أطرافها وتحدث فِي أبدانهم أورام ثمَّ تستكّن وتحدث وَلَا يشتهون الطَّعَام وتحدث فِي أبدانهم نفّاخات.
قَالَ ج: مَتى انفجرت الْمدَّة إِلَى فضاء الصَّدْر ثمَّ لم تقذف تِلْكَ الْمدَّة بسهولة وبسرعة إِلَى الْأَمر إِلَى السلّ وَهلك العليل وَإِذا ابْتَدَأَ السلّ حدثت حمى لينَة مُتَّصِلَة ألف ألف دائمة مُتَّصِلَة تزيد بِاللَّيْلِ خَاصَّة وَذَلِكَ شَيْء خَاص لجَمِيع من يحم حمى الدقّ. لي لِأَن بِاللَّيْلِ يرطب الْجِسْم كالحال عِنْد الْغذَاء ويشتد عِنْد الْغذَاء مَتى غذوته على الْعَهْد فِي أَوْقَات مُخْتَلفَة وَأما الْعرق فَيعرض لَهُم بِسَبَب ضعف الْقُوَّة لِأَن غذائهم يتَحَلَّل سَرِيعا ويتشوّقون إِلَى السعال من أجل نخس الْمدَّة لَهُ وَلَا يقذف شَيْئا لِأَنَّهُ لَو قذف شَيْئا لَهُ قدر لَا ستنقي من الْقَيْح وَإِنَّمَا لَا يُمكن أَن ينفذ للزَّوْجَة الْمدَّة وغلظها وكثافتها وكثافة الغشاء الْمُحِيط بالرئة وَضعف قُوَّة الْمَرِيض وتغور أَعينهم من أجل أَن ذَلِك عرض لَازم لجَمِيع أَصْحَاب الحميات المزمنة وخاصة الَّتِي يبسها يبس بيّن وَأما احمرار الْوَجْه فالسبب فِيهِ حرارة الرئة والسعال لِأَنَّهُ يرْتَفع إِلَى الْبدن من الرئة بخارات.
(2/85)
لي لِأَنَّهُ يضغط السعال بِكَثْرَة الدَّم فِي الْوَجْه وَأما تعقف الْأَظْفَار فلذوبان اللَّحْم الَّذِي يشدّها ويمسكها من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَأما الْأَصَابِع فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت فِي أَكثر الْأَمْرَاض المزمنة تبرد فَإِنَّهَا فِي حميات الدق تلبث حارة لِأَن كَون هَذِه الْحمى هِيَ فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِذا طَال الزَّمَان تورمت أَرجُلهم لِأَن هَذَا الْعُضْو لبعده من الْقلب يَبْتَدِئ بِالْمَوْتِ أسْرع وَحِينَئِذٍ تبطل الشَّهْوَة أَيْضا لِأَن الْقُوَّة الغاذية تبطل وَتعرض لَهُم نفّاخات فِي أبدانهم بِسَبَب اجْتِمَاع الأخلاط الأكّالة. لي انصباب الْمدَّة فِي فضاء الصَّدْر إِذا طَال مقَامه ظَهرت هَذِه العلامات وَأما الْقَرِيب الْعَهْد)
بالانصباب فاستدل عَلَيْهِ بالنافض والحمى الشَّدِيدَة الثّقل وضيق النَّفس لِأَن الْمدَّة إِذا انصبّت فِي فضاء الصَّدْر ضَاقَ النَّفس من أجل ضيق مجاري الرئة واشتقاق لذَلِك وللذع الْمدَّة إِلَى لي لذات الْجنب أَوْقَات وحدود إِذا حدث الورم فالغرض حِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يمْنَع كَونه وتملل عَنهُ المادّة فَإِذا كَانَ وَفرغ بِأَن ينضج وتنقى بالنفث ويسرع ذَلِك فِيهِ وَذَلِكَ يكون بجودة الْخَلْط وَقُوَّة الطبيعة وَعون الطَّبِيب بِمَا ينضج ويحفظ الْقُوَّة لَا يُخطئ عَلَيْهِ فِي كمية الْغذَاء فَإِن احْتبسَ النفث أَيْضا فَلم ينفث شَيْئا لَهُ قدر واشتدت الْحمى على مَا كَانَ والوجع فقد أَخذ يعْمل مدّة فَإِذا سكنت سُورَة الْحمى بعد ذَلِك فقد عمل مُدَّة وَفرغ فَإِذا هاج نافض وَحمى بعده أَيْضا فَضَاقَ النَّفس فقد انفجر فَإِن نقى بالنفث سَرِيعا فَذَلِك وَإِلَّا صَار سلاّ وعلامة مَا يُرِيد أَن يجمع من ذَات الْجنب قلَّة النفث وَشدَّة الوجع والحمى وبالضد قَالَ: وَأما مَا يتقيح هَل يسْرع أَو يبطئ فَمن الوجع وعسر النَّفس والبصاق والسعال وَذَلِكَ أَن هَذِه إِذا كَانَت دائمة قَوِيَّة شَدِيدَة فتوقع الانفجار من يَوْم يكمل التقيح إِلَى عشْرين وَأَقل وَإِن كَانَت هَذِه أقل فعلى حسب ذَلِك يَمُوت من تقيح من الْمَشَايِخ من ذَات الرئة ألف ألف أَكثر وَفِي ذَات الْجنب الشَّبَاب قَالَ: وَأكْثر من يسلم مِمَّن تتفجر الْمدَّة إِلَى صَدره من تفارق الْحمى بعد الانفجار سَرِيعا فاشتهى الطَّعَام وَمن حدثت بِهِ خراجات فِي الْجنب وانفجرت وَصَارَت نواصير فَإِنَّهُم يتخلصون إِذا كَانَ من بِهِ ذَات الْجنب والرئة لَا يسكن الْأَلَم والحمى وَلَا ينفث شَيْئا يعْتد بِهِ وَلَا ينْطَلق الْبَطن مرَارًا كَثِيرَة وَلَا يكون الْبَوْل كثيرا كثير الرسوب وَكَانَت مَعَ هَذَا كُله دَلَائِل السَّلامَة مَوْجُودَة فَاعْلَم لي لِأَن هَذِه دَلَائِل تدل على أَن الْخَلْط لَيْسَ يستفرغ فَإِن لم يكن مَعهَا عَلَامَات السَّلامَة دلّت على الهلكة والتقيح إِلَى دَاخل وَإِن كَانَ مَعهَا ذَلِك دلّت على انفجار إِلَى خَارج قَالَ: يكون النفث كثيرا وَلَا يكون نضيجاً وَيحْتَاج فِي الْبُرْء أَن يكون نضيجاً وَأَن يخرج وينفث كثيرا ليَكُون بِهِ النَّقَاء فإمَّا فِي الْهَلَاك فَيَكْفِي لَهُ عدم النضج وَأما ضعف عدم النفث لِأَن كل وَاحِد مِنْهُمَا يفِيء بِالْهَلَاكِ.
(2/86)
لي الْغَرَض فِي ابْتِدَاء ذَات الْجنب منع الورم أَن يكون وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى الفصد والاستفراغ فَإِن كَانَ بعد ذَلِك النخس شَدِيدا والحمى والأعراض فَلَيْسَ يُمكن أَن يمْنَع هَذَا الْمَرَض من أَن يكون فَحِينَئِذٍ لَا يجب أَن يسرف فِي إِخْرَاج الدَّم لِأَنَّهُ ينقص الْقُوَّة وَيُؤَخر النضج ويضعف النفث فَإِذا نضج فالغرض التنقية قبل أَن تصير مُدَّة وَإِن صَار مُدَّة فالغرض تنقيتها بالنفث قبل أَن)
تفْسد الرئة وتدبيرهم تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة فِي مَاء الشّعير وَالْعَسَل وَنَحْوهمَا.
الأولى من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: مَتى كَانَت ذَات الْجنب يابسة قَليلَة النفث وَكنت قد عملت بالمريض مَا احْتَاجَ إِلَيْهِ من فصد وإسهال وَكَانَ يحْتَاج أَن يُعْطي مَاء الشّعير مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم على مَا بيّنا فِي بَاب الْأَمْرَاض الحادة بِالْغَدَاةِ والعشي فأعطه فِي الْمرة الثَّانِيَة كمية أقل وأعطه قبل ذَلِك مَاء الْعَسَل أَو شرابًا أَبيض رَقِيقا أيّما رَأَيْته أَنْفَع على مَا سنبيّن لأنّ مَا كَانَ هَؤُلَاءِ علته أيبس فَأَما أَن تطول علته وَإِمَّا أَن يعطب وَأما من كَانَت علته رطبَة سهلة النفث فَإِن حرارته تسهل وتسرع قَالَ: وبمقدار كَثْرَة النفث فَأكْثر تَقْوِيَة العليل بالغذاء لِأَن مَعَ كَثْرَة النفث لَا تأمن من الْخطر وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى تَقْوِيَة الْقُوَّة لتدفع الْفضل كُله قَالَ: مَتى كَانَ مَا ينفث بالبصاق على مَا يجب وَلم يكن بالمريض حَاجَة إِلَى فصد وَلَا إسهال وَلَا حقنة فغذّه بكشك الشّعير وَمَتى كَانَت بِهِ حَاجَة إِلَى هَذِه فَلَا تغذّه وَلَا بِمَاء كشك الشّعير حَتَّى تفعل بِهِ ذَلِك مَتى كنت شاكاّ هَل يحْتَاج إِلَى ذَلِك أم لَا فأغذه بِمَاء الكشك حَتَّى يثبت لَك أمره ثمَّ اعْمَلْ بِحَسب ذَلِك قَالَ وَمَتى كَانَ مَا ينفث بالبزاق على مَا يَنْبَغِي وَلم يكن بالمريض حَاجَة إِلَى أَخذ دَوَاء وَاسْتِعْمَال حقنة فأغذه بكشك الشّعير فَإِن أبقراط يَأْمر بتغذيته بكشك الشّعير قَالَ: لِأَنَّك إِذا أَعطيتهم كشك الشّعير على نَحْو مَا ألف ألف يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ سهل نفثهم وَسكن ونقوا وأسرع بحرانهم وَإِن جمعُوا مُدَّة وَكَانَ أقل مِمَّا لَو دبّروا بِغَيْر هَذَا التَّدْبِير لِأَن كشك الشّعير يرطّب وَيقطع الأخلاط الَّتِي يحْتَاج إِلَى أَن تنفث فيسهل نفثها وَهُوَ مَعَ ذَلِك يُقَوي الْقُوَّة وَمَاء الْعَسَل وَإِن كَانَ يرطّب هَذِه الأخلاط فَلَيْسَ يُقَوي الْقُوَّة كَمَا يُقَوي كشك الشّعير وَأما الأغذية الغليظة فَإِنَّهَا وَإِن كَانَت تقَوِّي الْقُوَّة أَكثر فَإِنَّهَا تغلظ النفث وتعسره فَيجب أَن تجتنب هَذِه لِأَن الطَّبِيب الَّذِي أعْطى العليل الَّذِي بِهِ شوصة بعد إِن انحطّ مَرضه انحطاطاً تَاما حَتَّى أَنه لم يكن بِهِ حَاجَة إِلَى الْأَشْيَاء خلا نفث تِلْكَ الأخلاط الَّتِي قد نَضِجَتْ عدساً مبلولاً بخل حبس نفثه صَار سَببا لقَتله لِأَنَّهُ اختنق فِي اللَّيْلَة الثَّانِيَة وَلَكِن مَاء الشّعير وكشكه وَمَاء الشّعير لَا يبلد الأخلاط وَلَكِن يرطّبها ويقطعها وَمَتى احْتَاجَ العليل إِلَى أقوى مِنْهَا فَأصْلح الْأَطْعِمَة لَهُ سمك الصخور متخذاً بِمَاء وكرّاث وشبث وملح وَقَلِيل من الدّهن معتدل وأعطه قبل ذَلِك سكنجبيناً إِلَّا أَن يكون العصب من ذَلِك العليل ضَعِيفا عليلاً وَالرحم من الْمَرْأَة فتعطى مَكَانَهُ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفراسيون وأصل السوسن فَإِن هَذَا الدَّوَاء وَحده مَتى شرب مَعَ مَاء الْعَسَل أنضج الفضول)
الَّتِي فِي الصَّدْر وَسَهل نفثها بالبصاق فَأَما مَتى لم تكن علته فِي العصب فالسكنجبين كَاف فِي تقطيع الأخلاط وَهُوَ مَعَ ذَا لَا يضر بالمعدة.
(2/87)
قَالَ: فَاتخذ كشك الشّعير من أَجود الشّعير وأطبخه أفضل الطَّبْخ لِأَنَّهُ يجوّده الطَّبْخ وَلَا يلبث المريء وَلَا يلتصق مِنْهُ بِهِ شَيْء الْبَتَّةَ كَسَائِر الأغذية الغليظة وَذَلِكَ عَظِيم النَّفْع فِي ذَات الْجنب لِأَن ذَات الْجنب والرئة الْحَرَارَة فِي الصَّدْر كَثِيرَة فَإِذا لزق شَيْء فِي المريء جفّ سَرِيعا وأكرب وعسر انقلاعه وأورث عطشاً وغماً.
قَالَ: وكشك الشّعير قَاطع للعطش زلق سريع الانهضام إِذا أجيد طبخه قَالَ: وكشك الشّعير عَظِيم النَّفْع إِذا اسْتعْمل على مَا يجب والآن أَقُول: كَيفَ يسْتَعْمل مَتى كَانَ فِي جَوف العليل ثقل الطَّعَام محتبساً قد طَال لبثه هُنَاكَ قبل أَن يستفرغ ذَلِك الثّقل وَجب ضَرُورَة أَن ينَال العليل لسَبَب السدد الْحَادِثَة فِي الأمعاء من ذَلِك الرجيع الْيَابِس المحتبس فِيهَا ضَرَر لِأَن الرّيح لَا يجوز إِلَى أَسْفَل لِلْخُرُوجِ بعد أَخذ الكشك وَلكنهَا تتأذى إِلَى أَسْفَل الْموضع للعليل تأذياً رديئاً فَيصير الوجع ضَرُورَة أَشد وَإِن كَانَ قد سكن قَلِيلا عَاد وَإِن كَانَ قد سكن فِي مَا مضى الْبَتَّةَ عَاد بِشدَّة وَذَلِكَ أَن الرِّيَاح الَّتِي تتولد وَلَا تخرج وبخار الرجيع يصير إِلَى الْجنب العليل وَيحدث الوجع وَيصير النَّفس لشدَّة الوجع أَشد تواتراً ولشدة التَّوَاتُر يحدث حرارة فِي آلَات النَّفس لتواتر حركتها ويجف الرئة والحجاب ويشتد الوجع أَكثر.
قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ وجع ذَات الْجنب لَا يخفّ بالتكميد والبصاق لَا يخرج لكنه يزْدَاد لزوجة فَإِنَّهُ إِن لم ينحلّ الوجع ألف ألف إِمَّا بتليين الْبَطن وَإِمَّا بالفصد بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأعْطى مَاء الشّعير وَهُوَ بِهَذِهِ الْحَالة مَاتَ سَرِيعا. ج: إِن ازْدَادَ البزاق لزوجة وعسراً من غير نفث فَذَلِك من دَلَائِل الشوصة الرَّديئَة والنفث اللزج قد يتلّزج أَيْضا قَلِيلا إِلَّا أَنه لَا يبلغ الْغَايَة القصوى من اللزوجة ويسهل نفثه مَعَ ذَلِك فَأَما إِذا أقبل النفث يزْدَاد لزوجة دائمة ويعسر النفث مَعَ ذَلِك فَإِنَّهُ دَلِيل خَبِيث رَدِيء والشوصة ينْحل وجعها إِمَّا بالتكميد وَإِمَّا بالفصد وَإِمَّا بتليين الْبَطن فَإِذا كَانَ شَيْء من هَذِه لَا يحلهَا فَذَلِك رَدِيء وَعظم هَذِه الْأَعْرَاض فِي النِّهَايَة يدل على بُلُوغ ذَات الْجنب نهايته وَهُوَ فِي هَذِه الْحَال مَتى اسْتعْمل كشك الشّعير قبل سُكُون هَذِه الأوجاع قتل العليل سَرِيعا قَالَ: فَأَما الْأَدْوِيَة المخدرة فَإِنَّهَا لَا تسكّن وجع الشوصة بقلع السَّبَب الْفَاعِل لَكِن بتخدير الْحس.)
لي فِي خلال كَلَامه أَنَّهَا تحْتَاج أَن تسْتَعْمل إِن اشْتَدَّ الْأَمر قَالَ: فَفِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع إِذا اسْتعْملت كشك الشّعير مَاتَ العليل فِي السَّابِع وَقبل وَبعد وَبَعْضهمْ يخْتَلط عقله وَبَعْضهمْ يختنق إِذا اشتدت لزوجة البصاق ولزوجة البصاق يشْتَد إِذا تَوَاتر النَّفس جدا وَإِذا كَانَ هَذَا الوجع فِي غَايَة الْعظم والرداءة وجد جنب العليل إِذا مَاتَ قد اخضّر كَمَا يخضّر مَوضِع الضَّرْبَة لِأَن الدَّم الَّذِي ينصّب إِلَى ذَلِك الْموضع إِذا مَاتَ العليل مَاتَ فاخضر لأَنهم يموتون قبل تحلل الوجع وَذَلِكَ أَنهم يقعون فِي النَّفس الْعَظِيم الْمُتَوَاتر ويلتزج
(2/88)
بصاقهم ويختنقون سَرِيعا قَالَ: وكل وَاحِد من هذَيْن الْأَمريْنِ يَعْنِي الآخر وَذَلِكَ إِن احتباس البصاق يزِيد فِي عظم النَّفس وتواتره وَعظم النَّفس وتواتره يزِيد فِي لزوجة البصاق ولزوجته تزيد فِي احتباسه لِأَنَّهُ مَتى احْتبسَ البصاق ضَاقَتْ قَصَبَة الرئة وَاحْتَاجَ أَن يتنفس أعظم وَأَشد تواتراً وَمَتى فعل ذَلِك سخن الصَّدْر أَكثر وجفّت الأخلاط أَشد وَمَتى جفّت واشتدت كَانَ لصوقها أَشد فَصَارَ يَدُور لذَلِك.
قَالَ أبقراط: وَلَيْسَ يعرض ذَلِك من اسْتِعْمَال كشك الشّعير فِي غير وقته فَقَط لكنه قد يعرض أَيْضا أَكثر من ذَلِك مَتى أكلُوا أَو شربوا شَيْئا آخر أقل مُوَافقَة من كشك الشّعير وَبِالْجُمْلَةِ فَمَتَى ابتدئت حمى مَعَ وخز فِي الْجنب إِن كَانَ عَهده بِالطَّعَامِ قَرِيبا فَلم يستفرغ بَطْنه الْبَتَّةَ فَلَا تعطه حساء الْبَتَّةَ حَتَّى ينحدر طَعَامه لي وَحَتَّى يسكن وَجَعه ويفصد أَو تسهله واسق أَصْحَاب ذَات الْجنب السكنجبين فِي الشتَاء فاتراً وَفِي الصَّيف بَارِدًا وَمَتى كَانَ الْعَطش شَدِيدا فَاسق المَاء أَيْضا وَاعْلَم أَن المَاء الْبَارِد لَيْسَ بجيد فِي هَذِه الْعلَّة فَاسق مِنْهُ إِذا اضطررت إِلَيْهِ أقل مَا يُمكن إِذا كَانَ الْعَطش لَا يسكن بالسكنجبين وَالْمَاء الْبَارِد لِأَن الْبَارِد يُطِيل نضج الورم ويمنعه وَإِذا كَانَ مَعَ السكنجبين لم تخش ذَلِك لعلتين: إِحْدَاهمَا ألف ألف لقلَّة مِقْدَاره لِأَن الْبَارِد يسقى للتطفية إِذا لم يخف الورم يكون مِقْدَارًا كثيرا جدا وَالثَّانيَِة أَن السكنجبين يصلح المَاء لِأَن فِيهِ تقطيعاً وتلطيفاً.
مِثَال: أنزل أَن رجلا متكاثف الْجِسْم يابسة قواه وَاسع الْعُرُوق وقوى الْقُوَّة الحيوانية صَابِرًا على الْجُوع مرض فِي وَقت لَيْسَ بالشديد الْبرد فَم معدته وَكَانَ يسْتَعْمل قبل مَرضه أَطْعِمَة كَثِيرَة الْغذَاء وضع آخر: رطب الْجِسْم متخلخلة وضيق الْعُرُوق ضَعِيف الْقُوَّة وفم الْمعدة مرض فِي وَقت حَار وَكَذَلِكَ قبل ذَلِك يسْتَعْمل أغذية قَليلَة الْغذَاء فَانْزِل أَنَّهُمَا مَرضا مرض ذَات الْجنب أَقُول: إِنَّك إِن لم تغذ الأول واقتصرت على الْأَشْرِبَة مَتى رَجَوْت أَلا تتأخر نِهَايَة مَرضه أَكثر من)
ذَلِك وغذوت الثَّانِيَة من أول الْعلَّة بكشك الشّعير أصبت التَّدْبِير وخلصاً جَمِيعًا فَإِن قلّبت التَّدْبِير قتلتهما جَمِيعًا قبل الْيَوْم السَّابِع بِأَن يختنق أَحدهمَا بِسُرْعَة وَيحدث على الآخر الغشي وانحلال الْقُوَّة وخاصة إِن كَانَ الأول كهلا وَالثَّانِي صَبيا فَإِن الْمَوْت يكون حِينَئِذٍ أسْرع إِلَيْهِمَا.
قَالَ: وَمَتى كَانَ فِي الأمعاء ثقل محتبس ينزل وَعَهده بِطَعَام آخر قريب فَإِن كَانَ شَيْئا فاحقنه وَإِن كَانَ صَبيا فَحَمله شيافة إِلَّا ينزل الطَّعَام من بَين ذَات نَفسه نزولاً جيدا وَقَالَ: التكميد يسخف الْموضع ويحلل ويلطف ذَلِك الورم فِي الورم الْحَار ويرقه ويستفرغ
(2/89)
بعضه فيقل التمدد ويهدأ الوجع وَمَتى لم يفعل التكميد ذَلِك أَو زَاد فِي الوجع فَاعْلَم أَن الْجِسْم ممتلئ من الأخلاط وَأَنه يجتذب من الْمَوَاضِع أَكثر مِمَّا تحلل مِنْهُ فاستفرغ الْجِسْم استفراغاً قَوِيا إِمَّا بالفصد وَإِمَّا بالإسهال على نَحْو مَا هُوَ إِلَيْهِ أحْوج لي يَعْنِي إِذا كَانَت الْعلَّة فَوق بالفصد وَإِذا كَانَت فِي الأضلاع السُّفْلى فبالإسهال والحزم أَن لَا تسْتَعْمل الكماد الْبَتَّةَ إِلَّا من بعد الاستفراغ البليغ.
أبقراط: فَاسْتعْمل التكميد بِالْمَاءِ الْحَار فِي مثانة أَو أسفنج أَو إِنَاء نُحَاس قَالَ: ابحث عَن سَبَب الورم فَإِن كَانَ حمرَة فالتكميد بالرطب خير لَهُ وَإِن كَانَ فلغمونياً فاليابس ويستدل على ذَلِك من النفث وَالْوَقْت قَالَ: وَلِأَن هَذِه الأورام غائرة فَعَلَيْك بالكماد الْيَابِس الْقوي فَإِن لم يسكن الوجع فاستفرغ الْجِسْم إِلَّا أَن اسْتِعْمَال الكماد الرطب إِن لم ينفع لم يعظم ضَرَره فَأَما الْيَابِس فَإِنَّهُ يضر ضَرَرا عَظِيما قَالَ: والكماد الْقوي الَّذِي يكون بالخل والكرسنة وَاحْذَرْ أَن يرْتَفع إِلَى وَجه العليل عِنْد التكميد بخار كثير لِأَنَّهُ يهيج كرباً وضيق نفس اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تكون علته شَدِيدَة اليبس فَيكون لَهُ حِينَئِذٍ أدنى نفع لما ينشق من البخار الرطب فيعين على النفث. لي من هَهُنَا يدل أَن صَاحب الشوصة يحْتَاج إِلَى الاكباب على مَاء حَار أَو يكمد بكماد الْخلّ والكرسنة على مَا فِي بَاب التكميد وَذَلِكَ إِذا حدست أَن الأخلاط غَلِيظَة ألف ألف لزجة أَو بالجاوس وَالْملح قَالَ: فالتكميد يحل الوجع فِي الأضلاع الْعليا كَانَت أَو السُّفْلى وَأما الفصد فَلَا يحل الوجع إِلَّا إِذا كَانَ عَالِيا نَحْو التراقي فَإِن لم يحل التكميد الوجع فَلَا تطل اسْتِعْمَاله وَذَلِكَ أَنه يجفف الرئة وَيجمع الْمدَّة قَالَ: وَمَتى كَانَ الورم فِي الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء المستبطن للأضلاع شاركتها الترقوة والساعد والثدي فِي الْأَلَم وَمَتى كَانَ فِي الْأَجْزَاء السُّفْلى شاركها الْحجاب وَمَا دون الشراسيف فَمَتَى كَانَ الوجع نَحْو الْأَعْضَاء الْعَالِيَة فاقصد الباسليق قَالَ فَيَنْبَغِي أَن تفصد الْعُرُوق الَّتِي فِي المابض الْعرق الَّذِي يُمكن أَن يجذب الدَّم الَّذِي فِي)
الْعُضْو العليل إِلَى ضد الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا. لي على هَذَا يفصد الْمُخَالف وَذَلِكَ مُخَالف لقَوْله فِي كتاب الفصد لتجذب الدَّم إِلَى ضد الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا وَمَتى كَانَ الوجع فِي الْأَجْزَاء السُّفْلى فأسهل الْبَطن بخربق وَنَحْوه وَالْعلَّة فِي فصد الباسليق فِي كتاب التشريح لِأَنَّهُ ذكر فِي هَذَا الْمَكَان من أَيْن تشرب هَذِه الْأَعْضَاء قَالَ: ففصد الْعرق عَظِيم النَّفْع إِذا كَانَت الْعلَّة مائلة إِلَى فَوق وَأما إِذا كَانَت أَسْفَل فَلَيْسَ بعظيم النَّفْع لعِلَّة فِي التشريح يجب أَن نذْكر ذَلِك حَيْثُ يَنْبَغِي.
(2/90)
قَالَ: وَإِخْرَاج الدَّم إِلَى أَن يتَغَيَّر لَونه لِأَن تغير لَونه دَلِيل على أَنَّك قد استفرغت مَا حصل فِي الْعُضْو الوارم وارتبك فِيهِ وَأَنت تَجِد الورم فِي أَكثر الْأَمر أَشد حمرَة وَأَيْضًا أَبْطَأَ سواداً حَتَّى أَنه لَو كَانَ الدَّم الَّذِي فِي الْبدن كُله بلغمياً لَكَانَ هَذَا الدَّم مائلاً إِلَى الْحمرَة والسواد لما قد مَسّه من الْحَرَارَة فِي الموضح الَّذِي ارتبك فِيهِ فَتغير الدَّم دَلِيل على أَنه قد استفرغت جلّ مَا حصل هُنَاكَ وَلَكِن لِأَن الْقُوَّة رُبمَا منعت من هَذَا الاستفراغ فَيَنْبَغِي أَن يتْرك ذَلِك على أَن الِانْتِفَاع يكون أقل حِينَئِذٍ إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يخْتَار من أجل سُقُوط الْقُوَّة فَإِن لم يظْهر فافصد إِحْدَى الشّعب الَّتِي فِي بَاطِن الساعد الَّذِي يُسمى الإبطي فَإِن لم يظْهر فالأكحل فَإِن لم يظْهر فافصده على كل حَال القيفال على تحكم مِنْك فَإِن الِانْتِفَاع يكون أَبْطَأَ وَأَقل.
قَالَ: وَدَلَائِل ميل الورم إِلَى النَّاحِيَة الْعَالِيَة من الصَّدْر أَن يكون الثّقل فِي الترقوة والساعد والثدي وَأما الورم الْحَادِث فِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الصَّدْر فَإِنَّهَا قريبَة من الْحجاب كالآلام الَّتِي تعرض فِيهَا فبادر إِلَى مَا دون الشراسيف فَلَيْسَ الفصد إِذا من مابض الْيَد فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم النَّفْع لِأَن وضع الْقلب متوسط بَينهمَا لِأَن الْعرق الَّذِي فِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الصَّدْر ينْبت من الْعرق الْأَعْظَم من قبل اتِّصَاله بِالْقَلْبِ. لي لَعَلَّ فصد مابض الرّكْبَة ينفع هَهُنَا قَالَ: وَأما إِذا كَانَ الوجع نَحْو الشراسيف فأسهل بالخربق الْأسود.
قَالَ ج: مَتى كَانَ مَعَ الشوصة وجع وَحمى شَدِيدَة جدا فاحذر حذرا شَدِيدا من إسقاء دَوَاء مسهل وَاسْتعْمل الاستفراغ بالفصد وَإِن كَانَ الوجع ألف ألف فِي السُّفْلى فالمنقية حِينَئِذٍ وَإِن كَانَت من الفصد أقل مِنْهُ فِي الإسهال فَإِن الحزم والوثيقة فِي الفصد أَكثر بل لَيْسَ فِي الفصد شَيْء من الْخطر كثير وخاصة إِن لم تكن عَارِفًا بطبع العليل وَلَا يدْرِي كم مِقْدَار كم يحْتَاج أَن)
تعطيه من الدَّوَاء المسهل فَإِن أقالت إِمَّا أَلا تسهل وَإِمَّا أَن تحرّك شَيْئا لَا تخرجه وَإِمَّا أَن يكثر استفراغه وكل هَذَا يجلب مضار رَدِيئَة فَأَما إِن كنت عَارِفًا بطبيعته وَلم تكن الْحمى قَوِيَّة جدا فاسقه المسهل إِمَّا الَّذِي وَصفه أبقراط وَإِمَّا غَيره وَأفضل الْأَدْوِيَة الأيارج الَّذِي يَقع فِيهِ الخربق وَلَا يَقع فِيهِ سقمونيا قَالَ: وليعطه بعد أَخذه الدَّوَاء بساعة مَاء الشّعير لِأَنَّهُ يغسل أثر الدَّوَاء ويعدلّ كيفيته فَأَما حِين الإسهال وَفِي وقته فَلَا فَإِنَّهُ يقطع الإسهال قَالَ: مَاء الشّعير إِن أعْطى مَعَ المسهل منع عاديته وأسرع بالإسهال وَإِن أعْطى وَقد بَدَأَ الإسهال قطعه.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة)
3 - (الأخلاط الغليظة الَّتِي فِي الصَّدْر) يحْتَاج إِلَى مَا يجلو واللزجة إِلَى مَا يقطع وَلذَلِك مَاء الْعَسَل مُوَافق جدا لنفث الأخلاط الغليظة بالبصاق والسكنجبين للأخلاط اللزجة وَيَتْلُو مَاء الْعَسَل فِي جلاء الأخلاط الغليظة مَاء الشّعير وَبعد الشَّرَاب الحلو وَيجب أَن يكون شربه بعد نضوج الورم الْحَادِث فِي الرئة وَالْجنب لَا فِي وَقت
(2/91)
جساء هَذِه الأورام وَوقت تورّمها فَإِن كَانَ شرب الشَّرَاب الحلو يحدث للعليل عطشاً إِذا شربه فموافقته أقل قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فالشراب الحلو فِي الْأَمْرَاض الحارة مُوَافق لنفث مَا يحْتَاج إِلَى نفثه بالبزاق لِأَنَّهُ يرطب ويجلو باعتدال وَلِأَنَّهُ يُقَوي الْقُوَّة هُوَ نَافِع فِي الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ من ينفث شَيْئا نم صَدره ورئته ويعين على انطلاق الْبَطن قَلِيلا وقرعه للذهن أقل من الشَّرَاب الخمري فَلذَلِك لَا يخَاف مِنْهُ اخْتِلَاط الْعقل قَالَ: فَلذَلِك لَيْسَ ضرب من الشَّرَاب أوفق لمن بِهِ حمى مَعَ مرض الرئة مِنْهُ ومضادّته يسيرَة لَهُ وهيأ الْعَطش والإسخان قَلِيلا إِلَّا أَن يكون الكبد عليلة وَالطحَال فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ رَدِيء يُولد الصَّفْرَاء أَكثر من كل شَيْء خلا الْعَسَل وَلذَلِك يعطش فافتقد مَنَافِعه ومضارّه فِي ذَلِك الْجِسْم واعمل بِحَسبِهِ وأحذره أَكثر فِي أمزاج الْأَبدَان المرارية قَالَ: والخمرة الحلوة إِنَّمَا تعين على النفث إِذا لم يكن غليظاً قَالَ: يتلوها فِي ذَلِك من المعونة على النفث الْخمر المائية الْبَيْضَاء إِلَّا أَنَّهَا على حَال يُقَوي الْقُوَّة أَكثر من المَاء وتقطع وتلطف أَكثر مِنْهُ قَالَ: فَمَتَى كَانَ الشَّرَاب الحلو يعطشه فالأبيض أعون على النفث فِيهِ من الحلو لِأَن الْعَطش يلزج البصاق جدا وَأما الشَّرَاب الخوصيّ الْأسود الْقَابِض فاستعمالك لَهما فِي هَذِه الْعلَّة صَوَاب مَتى لم يكن فِي الرَّأْس ثقل وَلَا خفت اخْتِلَاط الْعقل وَلَا تلزيج النفث وَلَا كَانَ الْبَوْل عسراً قَالَ: وَمَاء الْعَسَل جيد لأَصْحَاب الشوصة إِلَّا أَن يكون أحشاؤهم وارمة وأمزجتهم شَدِيدَة الْحَرَارَة وَإِذا)
كَانَت ألف ألف الأحشاء وارمة فَلَا يعْطى وَأما المحروق فليمزج حَتَّى يصير قَرِيبا من المَاء وَمَاء الْعَسَل فِي أَكثر الْأَمر أقل تهييجاً للعطش من الشَّرَاب الحلو ويعين على النفث مَعُونَة معتدلة ويسكن السعال إلاّ أَنه إِن كَانَ العليل رغب فِيهِ عَطش ولزج البصاق.
قَالَ ج: مَاء الْعَسَل لرقته وَكَثْرَة مائيته أقل تهييجاً للعطش من الشَّرَاب الْأَبْيَض إِلَّا أَنه إِن لبث فِي الْمعدة هيج أَيْضا الْعَطش قَالَ: وَلَيْسَ بقوى أَن يعين على النفث مَعُونَة عَظِيمَة كالسكنجبين فَإِنَّهُ يعين على نفث مَا يحْتَاج إِلَيّ بالبصاق ويسهل النَّفس وَهَذَا هُوَ السكنجبين الْمَعْمُول من مَاء الْعَسَل وَقَلِيل خل قَالَ: والحامض مِنْهُ قوي وَنَفث الأخلاط أَكثر فَإِن لم يقدر على نفثها زَادهَا لزوجة وَرُبمَا لزج البصاق فضر لِأَن الْخلّ وَإِن كَانَ قد يلطف الأخلاط فَإِنَّهُ يجففها فَمَتَى كَانَ للسكنجبين مِقْدَار مّا من الحموضة إلاّ أَنه لَا يبلغ أَن يقطع مَا ينفثه ذَلِك العليل
(2/92)
فَإِن لَا يكن حامضاً فَهُوَ خير وَذَلِكَ أَنه حِينَئِذٍ لَا يقوى على التلطيف ويجفف البصاق لِأَن الْخلّ مجفف. لي السكنجبين لَا يعْمل فِي تسهيل النفث عملا متوسطاً لكنه يعْمل بِقُوَّة لتقطيع الْخلّ وَلِأَن مَعَ الْخلّ تجفيفاً فَإِن كَانَت الأخلاط غَلِيظَة جدا حَتَّى يعجز السكنجبين الحامض عَن إخْرَاجهَا بالنفث فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يزيدها رداءة لِأَنَّهُ يحففها.
أبقراط: أَكثر مَا يعرض من السكنجبين الحامض رداءة الْعلَّة وخبثها فَانْظُر عِنْد ذَلِك فِي سَائِر أَمَارَات العليل هَل يتَخَلَّص لِأَن السكنجبين الحامض فِي الْعِلَل الرَّديئَة إِن لم يقو على تلطيف الْخَلْط وإخراجه بالنفث زَاد الْخَلْط غلظاً وَإِن قوى عَلَيْهِ وقطعه احْتَاجَ إِلَى قُوَّة قَوِيَّة حَتَّى ينفث مَا قطعه السكنجبين وإلاّ اختنق العليل وَمَات قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يعْطى الَّذين علتهم رَدِيئَة عسرة النضج من السكنجبين الحامض مفتراً قَلِيلا قَلِيلا لِأَن فتورته تعين على النضج وقليلاً قَلِيلا لِأَن قوته قَوِيَّة وَأما غير الحامض فَإِنَّهُ يرطب الْفَم والحنك ويعين على نفث الأخلاط باعتدال ويؤمن مَعَه الأضرار الَّذِي يكون عَن مَاء الْعَسَل فِي الْأَمْرَاض المرارية إلاّ أَنه يقمع الْمرة.
قَالَ جالينوس: من الْبَين أَن الْخلّ الْقَلِيل إِذا خالط مَاء الْعَسَل كَانَ الْمركب فِي غَايَة النَّفْع وَذَلِكَ أَنه تبقى لَهُ فَضَائِل مَاء الْعَسَل وَهُوَ يسهل النفث غير المفرط واللزوجة وَقد أَمن أَن يهيج المرار وَهُوَ غير ضار للأحشاء وَيخرج الرِّيَاح وَالْبَوْل غير أَنه يسحج وَإِذا كنت تُرِيدُ أَن تسقيه مَعَ مَاء الشّعير فَلَا تسق مَاء الشّعير إلاّ بعد ساعتين أَو أَكثر وَذَلِكَ أَنه فِي هَذِه الْمدَّة يبلغ الْمَوَاضِع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهَا وَينفذ فِيهَا وَأما اخْتِلَاطه بِمَاء الشّعير فرديء يحدث اضطراباً قَالَ: وَإِنَّمَا يحْتَاج)
إِلَى اسْتِعْمَال السكنجبين مَتى كَانَ مَاء الْعَسَل يهيج الكرب والعطش وَكَانَت لزوجة مَا ينفث أَشد وليلق خل قَلِيل على مَاء الْعَسَل ويطبخ مَعَه فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يقل ضَرَره. لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل بدل مَاء الْعَسَل الْجلاب وَمَتى كَانَ الْجلاب ألف ألف يهيج بالعليل عطشاً فامزج بالجلاب شَيْئا من الْخلّ وأطبخه ثَانِيَة حَتَّى يبلغ ثمَّ اسْقِ مِنْهُ فَإِن السكنجبين الَّذِي وَصفه أبقراط إِنَّمَا يهيأ من مَاء الْعَسَل والخل وَأمر بِاسْتِعْمَالِهِ إِذا هيج مَاء الْعَسَل عطشاً وَإِذا احتجت أَن تهيج النفث أَكثر وَأما المَاء فَإِنَّهُ لَا يعين على نفث الأخلاط وَلَا يسكن السعال وَإِن شرب وَحده لكنه إِن شرب مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير بَين شراب السكنجبين وَمَاء الْعَسَل أعَان على النفث وَأما على غير هَذِه الْجِهَة فَلَا لِأَنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش ويعظم الأحشاء لِأَنَّهُ يُطِيل اللّّبْث فِي الْبَطن فيسخن جدا فَلذَلِك يزِيد فِي الْعَطش وَلَا ينفذ سَرِيعا إِلَى الْأَعْضَاء فيرطبها وَيطول مكثه ويرهل الْأَعْضَاء وَلَيْسَت لَهُ قُوَّة قَاطِعَة للعطش كالسكنجبين فيبقي ترهله لَهَا فِيهَا فَأَما السكنجبين فيفعل ضد ذَلِك لِأَنَّهُ يسْرع النّفُوذ بالرطوبات إِلَى أقاصي الْجِسْم وَلِأَنَّهُ يقطع فَأَما الْحمام فَإِنَّهُ يسكن وجع الْجنب ويعين على نفث الأخلاط ويجوّد النَّفس
(2/93)
ويسكن الوجع الْعَارِض فِي الْجنب والقص والأكتاف فَلذَلِك هُوَ عَظِيم النَّفْع لأَصْحَاب ذَات الرئة وَذَات الْجنب وَاسْتِعْمَال الْحمام فِي هَؤُلَاءِ بعد النضج فَلْيَكُن بِثِقَة واتّكال وَذَلِكَ أَنه يعين على نفث الأخلاط وَمن كَانَ مِنْهُم لَهُ مُعْتَادا فِي صِحَّته فحمهم مرَّتَيْنِ وَأَكْثَرهم احْتِمَالا لَهُ من لَيْسَ مَرضه حاراً جدا وَلَا هُوَ سَاقِط الْقُوَّة على مَا وَصفنَا فِي بَاب الْحمام وَقد يَنْتَفِعُونَ بِهِ قبل النضج إِن لم يكن مرضهم حاراً جدا وقوتهم سَاقِطَة لَكِن إِن كَانَ مرضهم هادئاً وَكَانُوا مِمَّن يسْتَعْمل فيهم الأغذية لِأَن الْحمام يسكن أوجاعهم وينضج ويسهل النفث إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يكون إلاّ بعد استفراغ الْجِسْم لِأَنَّهُ مَتى اسْتعْمل قبل الاستفراغ جلب الْموَاد إِلَى الْمَوَاضِع العليلة وَإِن اسْتعْمل بعد استفراغه أعَان على النضج فَأَما اسْتِعْمَاله بعد النضج فَلَا خطر فِيهِ ويعين مَعُونَة عَظِيمَة على نفث الأخلاط وَقَالَ: مُنْتَهى الْمَرَض فِي هَذِه الْعِلَل يكون مَعَ النفث لِأَنَّهُ سَاعَة ينضج وَلَا تزيد أعراضهم الْبَتَّةَ بعد النفث.
الأولى من الْفُصُول: النفث من ذَات الْجنب إِن أسْرع قصرت مدَّته وَإِن أَبْطَأَ طَال فَإِن أركس الْمَذْكُور فِي كتاب إبيذيميا لما لم يقذف شَيْئا إِلَى الْيَوْم الثَّامِن لَكِن كَانَ يسعل سعالاً يَابسا امتدت علته إِلَى أَرْبَعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا على أَن ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر يَأْتِي بحرانها فِي الرَّابِع عشر)
وَإِن تجَاوز فَفِي الْعشْرين لَا محَالة وَلَو كَانَ ابْتَدَأَ ينفث قبل الْيَوْم الثَّالِث لأتاه البحران فِي السَّابِع وَالتَّاسِع وأقصاه الْحَادِي عشر وَلَو أبتدأ ينفث فِي الْيَوْم الثَّالِث لما جَاوز مَرضه الرَّابِع عشر قَالَ: وَذَات الْجنب ورم فَمَا دَامَ لم ينفث العليل شَيْئا وسعاله يَابِس فَإِنَّهُ يدل على أَن الورم لم ينضج الْبَتَّةَ وَهِي الأولى من عدم النضج فَإِذا قذف شَيْئا إلاّ أَنه رَقِيق فَهُوَ الْمنزلَة الثَّانِيَة وَهُوَ أَيْضا دَلِيل على النضج لَيْسَ أَنه أقل فِي ذَلِك من الأول فَإِذا صَار مَا ينفث أغْلظ مِمَّا كَانَ فقد ابْتَدَأَ النضج فَإِذا بلغ مآله أَن يبلغ من الغلظ فقد كمل النضج فَإِذا ظهر ألف ألف النضج التَّام فِي الثَّالِث أَو الرَّابِع فَلَا يُمكن أَن يتَجَاوَز الْمَرَض السَّابِع وَيكون ضَرُورَة أبدا طول هَذَا الْمَرَض وقصره على مِقْدَار النضج وتأخره قَالَ: وعلامة النضج التَّام فِي ذَات الْجنب أَن ينفث العليل بصاقاً أَبيض مستوي الْأَجْزَاء متوسط القوام وَيكون إِلَى الْغَلَط أميل وَلَا يكون فِي الْغَايَة وَيكون ذَلِك فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض فِي الْخُرُوج وَأما النفث الرَّقِيق فَإِنَّهُ يدل على نضج ضَعِيف خَفِي وَأما النفث الصّرْف الْحمرَة الناصع والأصفر المشبع فَمن غير الحميدة وَأما الكمدة والسوداوية والزنجارية فدلائل الْهَلَاك سهولة النّوم على الْجَانِب العليل فِي ذَات الْجنب من عَلَامَات قلَّة الْعلَّة وَفِي الْعظم والرداءة وبالضد. لي جملَة الْأَعْرَاض الدَّالَّة على عظم الْعلَّة ورداءتها شدَّة الْحمى فِي الْكَيْفِيَّة جدا
(2/94)
وَشدَّة عسر النَّفس والوجع فِي شدَّة وخزه وَأَخذه من التراقي إِلَى ضلوع الْخلف وَشدَّة الْعَطش والتلهب وَكَثْرَة الْحَرَارَة فِي الْبَطن وَالْبرد فِي الْأَطْرَاف وَشدَّة الوجع مَعَ القلق والوجع على الْجنب العليل ودوام السعال يَابسا مُدَّة طَوِيلَة وَأَن يكون بعد أَن ظهر النفث بلون ذميم وعسر نفثه وَكَانَ اخْتِلَاط الْعقل والسهر.
قَالَ: وَذَات الْجنب وَنَفث الدَّم متضادان فَإِن عرضا بِإِنْسَان وَاحِد فَيحْتَاج أَن يقْصد لأشدها خطراً لي إِنَّمَا قَالَ متضادان: لِأَن نفث الدَّم يحْتَاج إِلَى مَا يغلظ ويغري وَفِي ذَات الْجنب إِلَى مَا ينضج ويجلو وَيقطع.
3 - (الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ:)
3 - (من لم يستنق بالنفث من أَصْحَاب ذَات الْجنب) فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا جمع مُدَّة وَمن استنقى من المتقيحين إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا من يَوْم انفجرت مدَّته وَإِلَّا وَقع فِي السلّ لِأَن الْمدَّة تَأْكُل رئته إِن طَالَتْ الْمدَّة أَكثر من هَذِه.)
الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: تفقد مِقْدَار الوجع فِي الأضلاع فِي عظمه وقلته لِأَنَّهُ مَتى حدث وجع عَظِيم ناخس فِي الأضلاع فَأول مَا تعلم مِنْهُ أَنه لَا يُمكن أَن حدثت تِلْكَ الْعلَّة إِلَّا وَقد حدثت عَلَيْهِ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والبيّن أَن الْعلَّة لَيست بِبَعِيد من الْخطر وَالثَّالِث أَنَّهَا تحْتَاج من العلامات إِلَى النفث الْقوي فَإِن كَانَ الوجع يبلغ التراقي احْتَاجَ إِلَى الفصد وَإِن كَانَ لَا يبلغ إِلَى مَا دون الشراسيف احْتَاجَ إِلَى الإسهال وَمَتى كَانَ الوجع الْحَادِث فِي الأضلاع يَسِيرا وَلم يكن مَعَ ذَلِك ناخساً وَلم يترق إِلَى الترقوة وَلَا انحدر إِلَى الشراسيف فقد يُمكن أَن تكون الْعلَّة فِي الْأَعْضَاء اللحمية الَّتِي فِي الأضلاع وَلذَلِك لَا خطر فِيهَا وَلَا تحْتَاج إِلَى علاج قوي عَظِيم.
وَمن السَّادِسَة: مَتى حدث بِصَاحِب ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة بعد إمعان الْمَرَض اخْتِلَاف من غير سَبَب من طَعَام أَو غَيره أوجب ذَلِك فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الكبد قد ضعفت فَلَا تجذب الكيلوس أَو الْمعدة أَيْضا لطول الْمَرَض فَأَما فِي أول الْأَمر فَإِن الِاخْتِلَاف قد ينفع وخاصة إِذا كَانَ بعد الْمَرَض وَمن كوى من المتقيحين فجرت مِنْهُ مُدَّة كَثِيرَة دفْعَة هلك قَالَ: المتقيحون ألف ألف هم الَّذين فِي فضاء صُدُورهمْ مُدَّة وَيحْتَاج مِنْهُم إِلَى الكي من كَانَ بِهِ مِنْهُم شَيْء كثير حَتَّى يوئس من نقائه بالنفث وَهَؤُلَاء يمسهم من ضيق النَّفس أَمر غليظ جدا فيضطرب من أجل ضيق النَّفس جدا إِلَى أَن يكووه أَصْحَاب الجشاء الحامض قل مَا تصيبهم ذَات الْجنب لِأَن الجشاء الحامض يكون فِي الَّذين أمزجتهم بلغمية وَذَات الْجنب ورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَهَذَا الغشاء لكثافته لَا يكَاد يقتل خلطاً بلغمياً إِلَّا فِي الندرة.
لي قد بَان من ذَلِك أَن أَصْحَاب المرار المستعدون لهَذِهِ الْعلَّة.
(2/95)
3 - (الْمقَالة السَّابِعَة:)
ذ حدث عَن ذَات الْجنب ذَات الرئة فَهُوَ رَدِيء لِأَن ذَلِك يكون إِذا كَانَ الْخَلْط لذات الْجنب بِهِ من الْكَثْرَة مَا لَا يسع الفضاء الَّذِي بَين الصَّدْر والرئة حَتَّى أَنه يغوص ضَرُورَة فِي الرئة فقد يحدث عَن ذَات الْجنب ذَات الرئة وَلَا يحدث عَن ذَات الرئة ذَات الْجنب وَذَلِكَ أَن ذَات الرئة إِن كَانَت صعبة شَدِيدَة خنقت صَاحبهَا قبل أَن يُشَارك الصَّدْر الرئة فِي علتها وَإِن كَانَت يسيرَة الْخَلْط ضَعِيفَة تنقى صَاحبهَا بسعال يسير. 3 (السَّابِعَة)) 3 (من كوى من المتقيحين) فجرت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يسلم وَإِن خرجت مُدَّة حمائية مُنْتِنَة هلك.
قَالَ ج: ذَلِك لَازم فِي كل دبيلة لَا مَتى كَانَ فِي الصَّدْر وَحده لَكِن فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَأما هَا هُنَا فَإِنَّهُ يزِيد بالمتقيحين الَّذين فِي فضاء صُدُورهمْ قيح وهم الَّذين كَانَت جرت عَادَة الْأَوَائِل أَن يستعملوا الكي فيهم.
3 - (أزمان الْأَمْرَاض)
من عَلَامَات رداءة الْمَرَض فِي علل ذَات الْجنب والرئة البصاق الْأسود والأحمر الشَّديد الْحمرَة والزبدي والمنتن والعسر للنفث الَّذِي مَعَ وجع شَدِيد أَو سوء تنفس.
من كتاب الفصد: من كَانَ بِهِ ذَات الْجنب أَو الرئة وَنَحْوهمَا وَكَانَت عَلامَة الامتلاء تبدو عَلَيْهِ فبادر فِي الرّبيع باستفراغه بالفصد أَو الدَّوَاء وَإِن لم يظْهر فِي بدنه امتلاء قَالَ: الفصد فِي من بِهِ الشوصة إِذا كَانَ محاذياً للْجنب الَّذِي فِيهِ الورم قد تظهر منفعَته كثيرا وَإِذا كَانَ فِي الْيَد الْمُقَابلَة لموْضِع الْعلَّة فالانتفاع يكون بِهِ خفيّاً وظهوره بعد زمَان طَوِيل.
من الْمَوْت السَّرِيع: من عرض لَهُ وجع ذَات الْجنب وَنَفث مُدَّة إِن لم يبرؤا فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا اجْتمعت فِي رئاتهم مُدَّة وماتوا فِي السلّ.
لي لَيْسَ هَذَا هَكَذَا وَلَكِن صَاحب ذَات الْجنب إِن لم ينق بنفث تقيح وَإِذا تقيح أَو لم ينق إِلَى أَرْبَعِينَ يَوْمًا قرحت رئته وَمن كَانَ بِهِ ورم فِي الْحجاب غليظ ثمَّ خَفِي نفثه وَغَابَ بِلَا سَبَب فَإِنَّهُ يتحوّل إِلَى الرئة وَيَمُوت قبل السَّابِع وَإِذا عرض فِي من بِهِ ذَات الْجنب أَو ذَات الرئة استطلاق الْبَطن فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الطبيعية. حدث بِغُلَام فِي البيمارستان تشنج فِي ذَات الْجنب قد نضج وَهُوَ يَرْمِي مُدَّة بسهولة فَمَاتَ وَقد رجونا تخلصه بسهولة نفثه.
الكزاز فِي ذَات الْجنب ألف ألف والرئة قَاتل.
3 - (من كتاب العلامات:)
3 - (عَلَامَات ذَات الْجنب)
حمى حادة ونخس فِي الأضلاع يبلغ الترقوة والشراسيف وضيق النَّفس وسعلة يابسة أول ذَلِك ثمَّ يقذف شَيْئا زبدياً ثمَّ شَيْئا يضْرب إِلَى الْمدَّة وَلَا يضطجع على الْجَانِب العليل ويعرض لَهُ سهر ويبس اللِّسَان وخشونة وَإِذا
(2/96)
تزيد الوجع برد أَطْرَافه وتحمّر وجنتاه وَعَيناهُ ويعرق عرقاً مُنْقَطِعًا)
ويستطلق بَطْنه وَلَا يستقرّ بِهِ مَضْجَع وَإِذا عظم السقم وازدادت شرا أسْرع النَّفس وامتدّدت الشراسيف وَاخْتلفت المجسة وَيكون النفث أسود أَو يشبه الوردي أَو منتناً وَيكون نَفسه شَدِيدا وَقد قَالَ بعض الْأَطِبَّاء: إِنَّه إِذا كَانَ فِي الْجنب الْأَيْسَر كَانَ أَشد لقُرْبه من الْقلب وَقَالَ بَعضهم: بل هُوَ فِي الْأَيْمن أصعب فَإِذا انْتقل إِلَى جَمِيع الْمدَّة هدئت هَذِه الْأَعْرَاض ويستلقي دَائِما على الْقَفَا وتسخن أَطْرَافه وتحمّر وجنتاه.
رسم الطِّبّ بالتجارب: الْحمى الحارة وضيق النَّفس والنفث الملّون عامّ لذات الْجنب والرئة فَإِذا زَاد فِيهِ وجع ناخس فِي الأضلاع وصلابة فِي النبض انْفَصل بِهِ ذَات الْجنب وَإِن ضمّ إِلَيْهِ لين النبض أَو عدم الصلابة وَنَفس الانتصاب وأحس العليل بِضيق كَأَنَّهُ يختنق فأيقن أَنه ذَات الرئة من الثَّالِثَة عشر من النبض قَالَ: إِذا كَانَ الورم فِي ذَات الْجنب صفراوياً ارْتَفع عَنهُ بخار حَار نَارِي وَكَانَ مِنْهُ اخْتِلَاط الْعقل وَإِذا كَانَ الورم بلغمياً كَانَت الْحمى أَلين وأسكن وارتفع مِنْهُ بخار رطب ضيائي وَكَانَ عَنهُ السبات والسهر.
الْخَامِسَة من النبض: إِنَّه لم ير أحدا قطّ كَانَ نبضه فِي غَايَة الصلابة حَتَّى أَنه بِسَبَب صلابته أَصْغَر من نبض أَصْحَاب ذَات الْجنب نجا قَالَ: الِاخْتِلَاط يكون من ورم الْحجاب أَكثر من ورم الغشاء المستبطن للأضلاع لَان العصب الَّذِي يتَّصل بِهِ أقرب من الدِّمَاغ.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إفيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْجنب وجع غائر فكثيراً مّا ينْتَفع بِوَضْع المحجمة إِلَّا أَنه يجب ألاّ يكون الورم فِي الْحُدُوث بعد وَأَن يكون قد تقدم الاستفراغ للبدن كُله نعما وَإِذا فعلت ذَلِك عظم نفع المحجمة لِأَنَّهَا تبَاعد الدَّاء من الغشاء المستبطن للأضلاع فتجره نَحْو الْجلد وتخرجه إِلَى خَارج وَإِذا صَار إِلَى هَذِه النَّاحِيَة أمكن تَحْلِيله وَإِن هُوَ بَقِي وَلم يتَحَلَّل كَانَ الوجع مِنْهُ أقل لسخافة هَذِه الْمَوَاضِع ولينها وَأَن العصب فِيهَا أقل مِنْهُ فِي العضل الَّذِي بَين الأضلاع ولبعده أَيْضا من الْعظم لِأَن الْعِظَام تزحم الورم فيهيج الوجع كَمَا يزحم الظفر اللَّحْم فِي عِلّة الداخس.
لي وَإِن جمع فَهُوَ أَجود وَأمن من أَن يجمع دَاخِلا وينفجر إِلَى فضاء الصَّدْر فَأَنا أَقُول: إِنَّه لَا شَيْء أَنْفَع من المحجمة وتسخيف مَوضِع الوجع فِي الظَّاهِر بعد كَثْرَة التنقية لتجذب الْخَلْط إِلَى الظَّاهِر فَإِنَّهُ لَيْسَ الدَّرك فِيهِ بصغير وَكَذَلِكَ أرى فِي الدبيلات الَّتِي على التجاويف أَن تمدّ كلهَا إِلَى خَارج مَا أمكن.)
الأولى: أَضْعَف مَا يكون ألف ألف من ذَات الْجنب مَا لم يكن مَعَه نفث.
هَذَا من أجل قلَّة الْغذَاء لَا من أجل الِامْتِنَاع وَيعرف ذَلِك بِأَن لَا يكون مَعَه وجع
(2/97)
وَلَا تكون أَعْرَاض الْمَرَض لَهَا مِقْدَار وَأما مَتى كَانَت أَعْرَاض الْمَرَض عَظِيمَة وَالنَّفس لَيْسَ فَإِنَّهُ من عدم النضج لَا لضعف الْعلَّة وقلتها.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: البزاق الَّذِي يستدير يدل على اخْتِلَاط الذِّهْن قَالَ: السَّبَب فِي استدارة البزاق غلظ الأخلاط ولزوجتها واجتماعها فِي قَصَبَة الرئة وَالسَّبَب الْفَاعِل الْحَرَارَة الْغَالِبَة فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع وَقد رَأَيْته حدث وَطَالَ بِهِ الْأَمر فَأدى إِلَى السل وَإِذا كَانَ مَعَ عَلَامَات الأخلاط دلّ على الِاخْتِلَاط فَأَما وَحده فَلَا تعتمد عَلَيْهِ تقبح عروق السفلة يُؤمن من ذَات الْجنب وَذَات الرئة.
الْيَهُودِيّ الْمقَالة الأولى: إِذا عرض فِي الْحجاب ورم وَكَانَ مَعَه عسر النَّفس الشَّديد وَالْكرب الشَّديد ثمَّ تبع ذَلِك اخْتِلَاط مَاتَ فِي الرَّابِع فَإِن اخضرت فِي هَذِه الْعلَّة الشفتان وطرف الْأنف وَكَانَ الْبَوْل فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة شَدِيد الْحمرَة فَإِنَّهُ يَمُوت كَمَا يخضر أَنفه وَذَلِكَ يَوْم السَّادِس أَو السَّابِع وَإِذا عرض مَعَ ذَات الْجنب غشي شَدِيد فَإِنَّهُ قَاتل إِن كَانَ متداركاً. أهرن قَالَ ذَات الْجنب كثيرا مَا تقتل الْمَشَايِخ لِأَن هَؤُلَاءِ يعجزون عَن تفتية الْخَلْط بالنفث لضعف قوتهم قَالَ وَذَات الْجنب الْخَالِصَة يكون الورم فِي العضل الملبس للأضلاع إِلَى دَاخل قَالَ وأشدهم وجعاً من بِهِ ذَلِك من صفراء قَالَ وأشده ابطأه نضحاً وأحزمه قَالَ والأعراض الرَّديئَة الغريبة الَّتِي تعرض فِي ذَات الْجنب الغشى ويبس اللِّسَان والسهر واختلاط الْعقل واختلاط الْقلب قَالَ: وَعند ذَلِك فقاوم هَذِه الْأَعْرَاض بِمَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ أوجب.
بولس قَالَ: مَعَ ذَات الْجنب حمى دائمة ووجع يَنْتَهِي إِلَى الترقوة والشراسيف وسعال وعسر نفس ووجع تَحت الأضلاع ناخس شَدِيد قَالَ: وَهَذِه الْأَعْرَاض كلهَا تكون فِي ورم الكبد الْحَار إِلَّا أَن الوجع الناخس يكون فِي ذَات الْجنب والنبض الجاسي الصلب والسعال الَّذِي يكون من الكبد لَا يكون مَعَه نفث أبدا فَأَما الَّذِي من الشوصة فَفِي أوّل الْأَمر وَالْوَجْه فِي ضرّ ورم الكبد أصفر رَدِيء قَالَ: وَإِذا عرض الورم فِي العضل الملبس على الأضلاع من خَارج كَانَت ذَات الْجنب غير صَحِيحَة وَلَا يعرض هَذِه سعال وَلَا فوَاق وَلَا نبض جاس ويوجع إِذا غمز فَإِن هُوَ لم يتَحَلَّل وَلم ينفش نتا رَأسه إِلَى خَارج وَاحْتَاجَ إِلَى بطّ وَهَذَا لَا يكون أبدا فِي الْخَالِص وَذَلِكَ أَن)
ذَلِك ينفجر إِلَى دَاخل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْأَلَم يمتدّ إِلَى الترقوة فالفصد أولى بهم وَإِن كَانَ يَأْخُذ إِلَى تَحت الشراسيف فالإسهال وَأما الْحَدث من الْأَطِبَّاء فَإِنَّهُم يفصدون جَمِيع من بِهِ هَذَا السقم لتخوفهم من القلق الَّذِي يكون من الإسهال فَإِن لم يكن الفصد والإسهال لضعف الْقُوَّة فاحقنه بحقنة ألف ألف مسهلة فِيهَا حِدة وأعطهم مَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير إِلَى أَن تنحطّ الْعلَّة فَإِذا
(2/98)
انحطت فاطبخ فِي هَذِه الْمِيَاه كراثا وفوذنجا ويلعقون بزر القريص مَعَ عسل وَإِن كَانَ الوجع فِي الْجنب شَدِيدا فَاسْتعْمل التكميد بالدهن والنخالة والخرق الحارة وَالْمَاء الْحَار وضع الصُّوف المشرب الزَّيْت العذب الفاتر وَالْمَاء المالح وَمَاء الْبَحْر وذرّ كبريتا على ذَلِك الصُّوف المشرب الدّهن أَو يضمد بضماد الَّذِي يهيأ بالبزور مَعَ مَاء قد غلى فِيهِ بابونج وخطمى وَجَمِيع مَا يُرْخِي ويحلل قَالَ: وَاقْتصر بهم إِلَى الرَّابِع عشر على مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل حَتَّى إِذا كَانَ بعد ذَلِك فأعطهم لعوقاً مُهَيَّأ من لوز وَحب القريص وَعسل وَنَحْو هَذِه اللعوقات المسهلة للنفث والمليّنة وَيَأْخُذُونَ حبوباً فِي اللَّيْل فِي الْفَم الَّذِي يهيأ للسعال وضمد الْموضع بالمنضجة الليّنة كالشحوم والبزور والألعبة وَإِن عرض سهر فأعطهم لعوق خشخاش حَتَّى إِذا كَانَ الرَّابِع عشر فليحتجموا ويلطّف التَّدْبِير حَتَّى يظْهر الانحطاط ظهوراً بينّا فَإِذا ظهر فليستحموا وليحذروا الْبَارِد ويغلظ تدبيرهم قَلِيلا وَإِن كَانَ الْخراج يغدر أَنه يتقيح فعلاجه مَا تقدم وَأما الأوجاع من كناش الاسكندر قَالَ: إِذا فصدت وتنقي الْجِسْم فَإِنَّهُ إِذا وضعت المحجمة على الْموضع الوجع بعقب ذَلِك رَأَيْت الْعجب من سرعَة الْبُرْء حَتَّى أَنَّك لَا تحْتَاج إِلَى علاج غَيره بل يسكن الوجع الْبَتَّةَ وَلذَلِك قد اعْتمد عَلَيْهِ أهل أرمينة من غير الْأَطِبَّاء لما قد عرفُوا ذَلِك بالتجربة ووثقوا بِهِ فَكَذَلِك الكماد والأضمدة المرخية فَإِن زَاد الكماد فِي الوجع فَلَا تستعمله لِأَن الْبدن مَمْلُوء وَاعْتمد فِي غذائهم على مَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لَهُم مِنْهُ فَإِن كَانَت الْحمى لهبة فماء الشّعير وَإِن اشْتَدَّ السهر فأعطه قَلِيلا من خشخاش وإلاّ فَلَا لِأَنَّهُ يعسر بِهِ نفث الأخلاط وَليكن مَاء الشّعير فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة جيد الطَّبْخ. . ميفخة تَضُرهُمْ جدا وأعطهم عصارة اللوز وفتات الْخبز إِن كَانَ ضعفا قَالَ وَأما الرُّمَّان فاجتنبه فَإِنَّهُ رَدِيء للصدر وكل شَيْء شَدِيد الْبرد وَالْمَاء الْبَارِد قَالَ: وَإِذا كَانَت الطبيعة مَعَه مُطلقَة دون معتقلة فَلَا تفصد وعالج الْبَطن حَتَّى يمتسك قَالَ: وَفِي ذَات الْجنب الْخَالِصَة الَّتِي مَعهَا حمى عَلَيْك بالفصد والكماد بالرفق بالإسهال فَأَما غير الْخَالِصَة فَعَلَيْك بالدلك للموضع بالضمادات بالزفت والمحاجم لتجذب الْخراج إِلَى)
خَارج واحرق أصُول الكرنب واعجنه بشحم وضمد بِهِ.
شَمْعُون قَالَ: إِن عسر نفث الْمدَّة فَأكْثر التكميد والتنطيل.
3 - (مسَائِل أفيذيميا)
قَالَ: ذَات الْجنب إِذا كَانَ الوجع فِيهَا يَسِيرا جدا وَكَانَ ينفث شَيْئا دموياً يجوز ألاّ يفصد فِيهِ لِأَنَّهُ يجتري بِسَائِر العلاجات الْأُخَر.
تياذوق: ضماد نَافِع لذات الْجنب والسعال شَحم ألف ألف البط والدجاج سمن الْبَقر
(2/99)
وَالْغنم زوفا رطب وَأَيْضًا بزر كتّان وحلبة وإكليل الْملك وخطمى وفقاح إذخر وبابونج ودقيق شعير منخول بحريرة يطْبخ بِالْمَاءِ وبدهن الشيرج أَو بدهن النرجس إِن كَانَ بلغمياً ويطلى على خرقَة وَيُوضَع على الْجنب قَالَ: إِن كَانَ النفث صافياً أَبيض فِيهِ خلط دم فَإِن الوجع من الدَّم.
قاطا جانس الأولى مِنْهُ قَالَ أبقراط: إِذا كَانَ الوجع فِي الْحجاب وَكَانَ لَا يجد صَاحبه مسا فِي الترقوة فليّن الْبَطن بخربق أسود وبالدواء الْمُسَمّى بقلة بَريَّة لي هَذَا الدَّوَاء أحد اليتوعات.
ابْن سرابيون فِي الْفرق بَين ذَات الْجنب ووجع الكبد قَالَ: لَيْسَ مَتى وجد إِنْسَان وجعاً فِي الأضلاع وسعال فَإِنَّهُ ذَات جنب لَكِن إِن كَانَ مَعَ ذَلِك نفث ملّون فَهُوَ ذَات الْجنب فَإِن لم يكن نفث فقد يُمكن أَن تكون ذَات جنب لم ينضج وَيُمكن أَن يكون ورم الكبد لِأَن معاليق الكبد إِذا تمددت أحدث وجعاً فِي الْحجاب والأضلاع وغشائها وَلَكِن النبض فِي ذَات الْجنب صلب لَا يشبه نبض ورم الكبد وَلَا ينبعث من الْبَطن فِي ذَات الْجنب يشبه مَا فِي ذَات الكبد وَلَكِن لَعَلَّه لَيْسَ ورم الكبد بعد شَيْء يسيل من الْبَطن فجس المراق فَإِن كَانَ هَذَا فَهُوَ فِي الكبد ورم الكبد وَإِن لم يكن فعله فِي الحدبة حَيْثُ تغطي عَلَيْهِ أضلاع الْخلف فَمن العليل يتنفس أعظم مَا يكون وَانْظُر هَل يحس بِشَيْء مُعَلّق ثقيل فِي نَاحيَة أضلاعه وترقوته فَإِنَّهُ قد يحدث عَن ورم الكبد ضيق نفس لما نقع من ضغط الكبد للحجاب ووجع لهَذِهِ المعاليق ودغدغة تَدْعُو إِلَى السعال فَيُشبه ذَات الْجنب فِي أوّل الْأَمر فَإِذا طَالَتْ الْمدَّة انْكَشَفَ لِأَنَّهُ يلْزم ورم الكبد سَواد اللِّسَان أَو حمرته وَيحدث فِي ذَات الْجنب النفث. لي يُمكن الْفرق من السخنة وَالتَّدْبِير وَنَوع الوجع فَإِن ورم الكبد يكون اللَّوْن مَعَه رديئاً وَالتَّدْبِير مولّداً للسدد والوجع ثقيلاً مفرطاً وَذَات الْجنب يكون اللَّوْن فِيهَا أَحْمَر فَإِنَّهُ يحدث بالذين يكثرون الشَّرَاب وَيكثر فيهم الدَّم والوجع بنخس شَدِيد والوجع إِذا تنفس أَشد كثيرا)
يستقصي.
فِي ذَات الْجنب: ذَات الْجنب مِنْهَا صَحِيحَة وَمِنْهَا غير صَحِيحَة فالصحيحة هِيَ الَّتِي يكون الورم فِيهَا فِي الغشاء الملبس على الأضلاع من دَاخل والغير صَحِيحَة مَا كَانَ الورم فِيهَا فِي العضل الَّذِي فِي مَا بَين الأضلاع أوجاع الأضلاع قَالَ والفصل بَينهمَا أَن الوجع فِي الصَّحِيح ناخس حاد لِأَنَّهُ فِي غشاء وَأما الآخر فَإِنَّهُ لَا يحس مَعَه بوجع ناخس حَار بل ضَرْبَان لِأَنَّهُ فِي اللَّحْم لَا فِي الغشاء وَأَيْضًا فِي الصَّحِيح يثقل الوجع وَفِي غير الصَّحِيح يكون ضرباناً ثَابتا فِي مَوضِع وَاحِد من الأضلاع والنبض فِي الصَّحِيح صلب جدا منشاري وَفِي الآخر لَا صلابة فِيهِ وَأَيْضًا إِن كَانَ مَعَ السعال نفث فذات الْجنب صَحِيحَة ألف ألف فَإِن لم يكن نفث فَلَيْسَ صَحِيحَة فَإِن كَانَ إِذا أحس الْموضع بالأصابع ألم فَإِنَّهُ غير صَحِيح وَإِن
(2/100)
لم يوجع فَهِيَ صَحِيحَة وتعرف الْمَادَّة من لون النفث وَيعرف طولهَا وقصرها من سرعَة النفث وبطئه ورقته وغلظه قَالَ وَكَذَلِكَ فالأعراض اللَّازِمَة لذات الْجنب أَعنِي الْحمى والوجع الناخس وضيق النَّفس فِي الصَّحِيحَة أَشد وخاصة إِنَّه مَتى لم ينق صَاحبهَا آل أمره إِلَى السلّ قَالَ أتوهم أَنه مَا دَامَت الْعلَّة فِي ابتدائها يَنْبَغِي أَن يفصد مُخَالفا فَإِذا استفرغت الْمَادَّة فَمن الْجنب نَفسه وَاسْتعْمل الفصد إِذا كَانَ الوجع يبلغ إِلَى نَاحيَة الكبد والترقوة والإسهال إِذا كَانَ يهْبط إِلَى أَسْفَل وَبعد ذَلِك فَاسق طبيخ الْعنَّاب والسبستان والتين والخشخاش والكثيراء والبنفسج المربّى ودهن اللوز واسقه ذَلِك بكرَة فَإِذا أصبح نعما فاسقه مَاء الشّعير فَإنَّك تجمع بذلك تسكين السعال وتسهيل النفث وتسكين الْحَرَارَة فَإِذا كَانَ فِي الرَّابِع أَو فِي السَّادِس وَنَحْوه فألق فِي الْمَطْبُوخ أصل السوس وَشعر الغول وَمَتى احتجت إِلَى تليين الطبيعة فليّنها بِأَن تطبخ بنفسجاً وأدف فِيهِ خِيَار شنبر وفانيذا وَإِن عسر فاحقنه بحقنة ليّنة وخاصة إِذا كَانَ الوجع يَمْتَد سفلاً ويمرخ الصَّدْر بقيروطي شمع مصفى ودهن بنفسج وكثيراء ثمَّ بِآخِرهِ إِذا صحّ النضج وطفيت الْحَرَارَة فَاسق مَاء الْعَسَل وضمد الصَّدْر بالبابونج وأصل الخطمى والبنفسج ودقيق الشّعير ودهن الْحل فَأَما الْغذَاء فَلْيَكُن من أوّل الْعلَّة إِلَى آخرهَا الْأَشْيَاء الرّطبَة الفاترة لتعين على النضج والنفث وَإِذا لم تكن حمى شَدِيدَة فَاجْعَلْ فِيهِ عسلاً فَإِن كَانَت الْحمى شَدِيدَة فماء النخالة مَعَ فانيذ ودهن لوز حُلْو والبقول الْمَذْكُورَة فِي بَاب السعال وَأما الشَّرَاب الريحاني وَمَا قاربه من الْخُمُور فَلَا تسْتَعْمل وَعَلَيْك بِمَاء الْعَسَل بِالْمَاءِ الْكثير فَإِن كَانَت حرارة وحدّة فالجلاب وشراب البنفسج وَإِن كَانَ)
وجع شَدِيد وسهر فشراب الخشخاش.
لي لَا تسْتَعْمل شراب الخشخاش وَقد بَدَأَ النفث فَإِنَّهُ يمنعهُ وَهُوَ فِي ذَلِك رَدِيء جدا.
لي الكبد قَليلَة الْحس فَإِذا كَانَ مَعَ ضيق النَّفس والحمى وخز فِي الأضلاع شَدِيد مؤلم فالألم ذَات الْجنب لِأَنَّهُ يكون من ورم الكبد ألم شَدِيد.
الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا كَانَ الورم الْحَار فِي العضل الَّذِي فِيمَا بَين الأضلاع فَإِن العليل يجد ضرباناً مؤلماً وَذَلِكَ أَن حَرَكَة النبض الَّتِي هُنَاكَ تحس فَإِن كَانَ الضربان قَوِيا جدا لم يكن يدمن أَن يتقيح فَأَما إِن كَانَ الورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِنَّهُ لَا يحس بالضربان لِأَن الْخَامِسَة قَالَ: لَا عَلامَة أخص بِذَات الْجنب الكاذبة من فقد السعال وَلَكِن لِأَنَّهُ قد يكون ذَات الْجنب الصَّحِيحَة وَلم تنضج بعد فيسعل فليستدل بِسَائِر الدَّلَائِل أَعنِي الغمز على الأضلاع وَنَحْو ذَلِك مِمَّا ألف ألف ذكر الثَّانِيَة لَيست تستوي ذَات الْجنب فِي شدَّة الْأَعْرَاض فَإِن مِنْهَا مَا مَعَه حميات شَدِيدَة جدا وَمِنْهَا مَا مَعَه نخس شَدِيد جدا وحمياته أقل وَمِنْهَا مَا السعال
(2/101)
فِيهِ أَشد وَلذَلِك يجب أَن نكتسب من شدَّة الْأَعْرَاض دَلِيلا على مقاومتها وَمِنْهَا مَا الْقُوَّة مَعَه سَاقِطَة فَيحْتَاج أَن يغذي مَرَّات فِي الْيَوْم قَلِيلا قَلِيلا بِمَا لَا يعسر النفث. لي رَأَيْت الْأَمر فِي ذَات الْجنب بعد أَن يَقع النفث اعْتِمَاده على شدَّة الْقُوَّة وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت ضَعِيفَة لم يقدر الْمَرِيض أَن ينفث شَيْئا وَإِن كَانَ نضيجاً اختنق لذَلِك.
مِثَال ذَلِك مَا رَأَيْنَاهُ فِي أخي حَامِد بن الْعَبَّاس الْعَامِل فَإِنَّهُ: كَانَ ينفث نفثاً نضيجاً إلاّ أَن الرجل كَانَ ضَعِيف الْقُوَّة من الأَصْل رَدِيء المزاج وَلم يعلم الْأَطِبَّاء أَن بِهِ ذَات الْجنب إِلَّا بعد مُدَّة لِأَنَّهُ كَانَ بِهِ وجع فِي معدته وكبده فَلَمَّا علمُوا ذَلِك فصدوه على الرَّسْم لَا بِمَعْرِِفَة فَمَاتَ وَقد كنت أَشرت أَن لَا يفصد وَذَلِكَ أَنِّي رَأَيْت نبضاً ضَعِيفا جدا وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الفصد فِي الِابْتِدَاء فَأَما إِذا نضج وَنَفث فَلِأَن تغذوه مثلا لتزيد فِي قوته لَا أَن تفصده لِأَن سَلَامَته حِينَئِذٍ يكون بِكَثْرَة النفث وَذَلِكَ يكون لشدَّة الْقُوَّة.
الثَّالِثَة: السكنجبين يَنْبَغِي أَن يعْطى فِي ذَات الْجنب آخر الْأَمر من حَيْثُ يكون غرضك تهييج السعال وتقطيع الْخَلْط ونفثه فَأَما فِي أوّل الْأَمر حَيْثُ يحْتَاج إِلَى التسكين فَلَا لِأَنَّهُ يهيج السعال. (وَقت فصد صَاحب ذَات الْجنب) حد الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن يفصد صَاحب ذَات الْجنب قَالَ فِي الأولى من الْفُصُول وَالثَّانيَِة من أفيذيميا: إِن الرجل الْمُسَمّى الكيش قَالَ: فصد فِي الْيَوْم الثَّامِن وَأخرج لَهُ دم كثير كَمَا كَانَ يَنْبَغِي فخف وَجَعه وَلَزِمَه السعال الْيَابِس وابتدأ فِي السَّابِع عشر. لي حد الفصد فِي هَذِه الْعلَّة مَا دَامَ لم يخف ضيق النَّفس والنخس وَلَا بَدَأَ النفث. لي حسن الوضاح: أَصَابَته ذَات جنب مَعَ حمى مفرطة الْحر جدا وصفراء ويبس وجفاف فِي اللِّسَان وسعال مؤذ وضيق النَّفس وَكَانَت حماه على غَايَة الحدّة وأعراضه معولة كلهَا إلاّ حسن عقله وَحسن نفثه فَإِنَّهُ كَانَ نضيجاً حسنا فِيهِ حمرَة ففصدته وألزمته مَاء الشّعير ولعاب البزر قطونا وَمَاء الْخِيَار فَخرج من علته خُرُوجًا تَاما فِي الرَّابِع عشر فَعجب النَّاس مِنْهُ وَذَلِكَ أَنه خرج من علته دفْعَة وَقد كَانَ أَصَابَهُ اليرقان فِي الْيَوْم السَّابِع. لي على مَا رَأَيْت ذَات الْجنب إِذا لم تقبل علاجاً وَلم تنْحَل بالنفث وَلَكِن إِن مَالَتْ إِلَى التقيح فَإِنَّهَا تتقيح فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وعلامة ألف ألف ذَلِك شدَّة الْحمى والوخز مَعَ عدم النفث فَإِذا كَانَت مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء مَعَ قُوَّة قَوِيَّة جدا لم يمت العليل لَكِن يجمع مُدَّة وَدَلِيل على أَن المّدة مؤذية يكون شدَّة الْحمى والوخز حَتَّى إِذا جمع وفرغت سكنت الْحمى والوخز وقّل عِنْد ذَلِك وخف بِأَن ينفجر وعلامته أَن يهيج مَعَه نافض وربو نفس ونبض وربّما هاج غشى إِن كَانَ
(2/102)
الْخراج عَظِيما حَتَّى انصبّ لم ينفث بل يختنق وَيَمُوت وعلامة ذَلِك أَن لَا ينفث العليل بعد عَلَامَات الانفجار شَيْئا الْبَتَّةَ لَكِن يضيق نَفسه أَشد وَأَشد فَإِن نفث فَإِنَّهُ ينفث نفثاً كثيرا متداركاً يقيء بِهِ وَسلم وَإِلَّا وَقع فِي السلّ وعلامته أَن تهيج بِهِ حمرَة فِي اللَّوْن ودوام النَّفس ولهيب فَذَلِك دَلِيل الْفساد ينَال الرئة فَإِذا لم يكن شَيْء من هَذِه بعد الانفجار لَكِن نفث وخف عَلَيْهِ وَتوسع نَفسه وسكنت حرارته وعطشه فَإِنَّهُ هُوَ ذَا يبْقى من غير أَن يحدث بالرئة آفَة.
جَوَامِع أغلوقن: ذَات الْجنب الصعبة الشَّدِيدَة يبلغ الوجع من أَسْفَل إِلَى مراق الْبَطن وَمن فَوق إِلَى الترقوة وينتقل فِي الأضلاع الَّتِي بهَا الْعلَّة إِلَى السليمة لي ليكن ميلك إِلَى الفصد بِقدر ضيق النَّفس وَشدَّة الضربان والوخز وميلك عَنهُ بِقدر نُقْصَان هَذِه وَشدَّة لهيب الْحمى فَإِن الْحمى اللهبة تحل من الْجِسْم شَيْئا كثيرا وَتسقط الْقُوَّة سَرِيعا فأجود مَا يسقى قبله إِذا كَانَ لهيب)
شَدِيد عناب وسبستان وأصل السوس ويطبخ ويسقى قبل السحر ثمَّ يسقى مَاء الشّعير بِالْغَدَاةِ وَإِن كَانَت الْحَرَارَة ألق مَعَه تيناً وَاجعَل مَعَه من مربّى البنفسج وَإِن أسهل فبالليل بِخِيَار شنبر مداف فِي طبيخ المخيطة أَو طبيخ رب السوس وليمسك فِي الْفَم قطع الترنجبين وَالسكر الْحِجَازِي والكثيراء وَرب السوس الْخَالِص وَمَتى احتجت إِلَى إسهال قوي فبالبنفسج وأصول السوس وَخيَار شنبر وترنجبين يطْبخ الْكل ويمرس فِيهِ هَذَانِ فَإِن هَذَا أَجود مَا تكون وَأقوى مِنْهُ تُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم من أصُول السوس وَخَمْسَة دَرَاهِم بنفسج برطلي مَاء حَتَّى يصير رطلا ويمرس فِيهِ سَبْعَة دَرَاهِم من فلوس رب خِيَار وَعشرَة ترنجبين ويسقى فَإِن احتجت زِدْت فِيهِ تربداً. 3 (من الثَّالِثَة من الْأَعْضَاء الألمة)
3 - (جَوَامِع عَلَامَات ورم الكبد)
الَّتِي لَا تزايلها فِي حَال أَن يكون الوجع ثقيلاً والنبض ليّناً ويتغير مَعَه لون اللِّسَان بعد قَلِيل فَأَما ذَات الْجنب فالوجع الناخس والنبض الصلب وَبعد قَلِيل يحدث النفث ويتزيد السعال لي لَا يشبه ضيق النَّفس فِي هَاتين العلتين وَلَا السعال وَلَا الوجع الَّذِي تَحت الأضلاع وَإِن كَانَت هَذِه مُشْتَركَة لَهما لِأَن ضيق النَّفس فِي ذَات الْجنب أَشد وتزداد فِي نصف يَوْم أَو يَوْم حَتَّى يخرج عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ خُرُوجًا كثيرا وَهُوَ فِي ورم الكب بَاقٍ بِحَالهِ فَإِن تزايد قَلِيلا قَلِيلا والسعال كَذَلِك هُوَ أَشد وينبعث بِسُرْعَة وَيحدث النفث ألف ألف وَلَيْسَ ذَلِك فِي ذَات الكبد والوجع رُبمَا كَانَ يَسِيرا فَسَقَطت الشُّبْهَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك ناخس وَأَشد مَا يشبه ذَات الْجنب
(2/103)
ويميز مِنْهَا بِأَن الغمز عَلَيْهِ يؤلم وَلَا يؤلم فِي وجع الكبد وَأَن لَهُ ميلًا إِلَى خَارج لِأَن السعال وضيق النَّفس فِي هَذَا أَضْعَف. 3 (قَالَ فِي الْخَامِسَة) 3 (الشوصة) أَرْبَعَة أَصْنَاف: أَحدهَا أَن يتورم الغشاء المستبطن للأضلاع وَيُقَال لهَذِهِ الْعلَّة ذَات الْجنب الْخَالِصَة وَيلْزمهُ الوجع الناخس والنبض المنشاري الصلب والحمى الحادة وَالْآخر أَن يتورم العضل الدَّاخِل وَالثَّالِث أَن يتورم العضل الْخَارِج وَمَعَ كل وَاحِد من هذَيْن ضَرْبَان إِمَّا عِنْد دُخُول النَّفس فَيدل على أَن الْعلَّة فِي العضل الظَّاهِر الَّذِي يبسط الصَّدْر وَإِمَّا عِنْد خُرُوج النَّفس)
فَتكون الْعلَّة هِيَ فِي الَّتِي تقبضه وَالرَّابِع أَن يكون الورم فِي العضل الَّذِي مَوْضِعه خَارج من الأضلاع ويتورم مَعَه الْجلد فَيظْهر الورم للمس لي لَيْسَ يَنْبَغِي مَتى رَأَيْت حمى وضيق النَّفس والسعال أَن تظن أَن هُنَاكَ ذَات الْجنب بل أفصل بَينهمَا بِمَا نذْكر أما تَفْصِيله من ذَات الكبد فقد ذكر مرَارًا وَأما تَفْصِيله من ذَات الرئة فَإِنَّهُ يكون الوجع فِي الْوسط لَا فِي الأضلاع وَيكون ثقل لَا نخس وَنَفسه أَشد ضعفا جدا والهواء الْخَارِج مِنْهُ كَانَ حاراً وَرُبمَا كَانَ بَارِدًا فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه أقل وتحمرّ وجناتهم ويتشوقون إِلَى تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وخاصة إِذا كَانَ الورم أَكثر حمرَة وَمَعَهُ نفث متغير فِي أَكثر الْأَمر إِلَّا أَنه أقل مِمَّا فِي ذَات الْجنب ووجعهم يَبْتَدِئ من عمق الصَّدْر ويبلغ إِلَى نَاحيَة القص وَإِلَى نَاحيَة عظم الصلب وَبِه حمى ونبضه موجيّ ونبض ذَات الْجنب منشاري صلب وَأما من ورم الْحجاب فأفصله بانجذاب المراق إِلَى فَوق واختلاط الذِّهْن وَشدَّة الْأَعْرَاض ويشتد الوجع إِذا انبسط الصَّدْر وَيكون الوجع فِي تِلْكَ النَّاحِيَة فَإِذا فصّلت هَذِه الْأَشْيَاء فَحِينَئِذٍ فأفصل بَين أَنْوَاع ذَات الْجنب وَالْغَالِب على نفث ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر كَمَا ذكر ج المرارية وَفِي ذَات الرئة البلغمية.
الثَّالِثَة من تَفْسِير السَّادِسَة من أفيذيميا قَالَ: من كَانَ وَجَعه يَسِيرا وَكَانَ أَعْرَاض ذَات الْجنب يسيرَة ونفثه دموي لم يحْتَج إِلَى الفصد وَاكْتفى بِسَائِر العلاجات الْأُخْرَى وَإِذا رَأَيْت المرار غَالِبا فِي ذَات الْجنب فَلَا تفصد وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الزَّمن شَدِيد الْحَرَارَة.
لي دَلِيل ذَلِك شدَّة الْحمى ونارية المَاء ويبس فِي الْجِسْم وهذيان وَفِي هَذِه الْأَحْوَال لَا تفصد إِنَّك تزيد الأخلاط رداءة بتجفيفك الْجِسْم ذَات الْجنب يحدث كثيرا من شرب مياه الثَّلج وَفِي
3 - (مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة)
قَالَ: مَتى كَانَ الْمَرَض قد نضج فَعَلَيْك بتقوية الْقُوَّة بالغذاء وزد فِيهِ لتزيد الْقُوَّة إِلَى أَن ينقى العليل بالنفث فَإِن ذَلِك يُقَوي على النفث وَقَالَ: فِي ذَات ألف ألف الْجنب بِمَا يرطب وَيقطع باعتدال حَتَّى يسهل النفث ثمَّ مَا يُقَوي الْقُوَّة لكَي يستنقي العليل وَهَاتَانِ الخصلتان تجتمعان فِي مَاء الشّعير إلاّ أَن مَاء الْعَسَل أبلغ فِي الترطيب والتقطيع وَمَاء الشّعير فِي التقوية وَأحذر فِي ذَات الْجنب النفخ وخاصة إِن كَانَت الطبيعة يابسة لِأَنَّهُ إِذا تولدت نفخ عَن الْغذَاء ومنعها الثّقل الْيَابِس من الانحدار زَادَت فِي وجع الْجنب
(2/104)
وتواتر لذَلِك النَّفس وتسخن الْجنب أَشد وَاشْتَدَّ الوجع وَأحذر التغذية فِيهِ فِي أَوْقَات المنتهي فَإِن صَدره فِي هَذَا الْوَقْت شَدِيد ولطف التَّدْبِير فِيهِ وعلامته شدَّة الوجع ودوامه فَفِي هَذَا فَلَا تغذ العليل وَإِن اشْتَدَّ عطشه فأعطه جلاباً وسكنجبيناً مبرداً فَإِن لم يُمكن فالماء الْبَارِد وَلَا يشربن مِنْهُ دفْعَة شَيْئا كثيرا فَإِنَّهُ يبطئ بالنضج فَأَما إِذا شربه قَلِيلا قَلِيلا فَلَا بَأْس بِهِ لِأَنَّهُ يسخن قبل أَن يماسّ الورم.
السَّادِسَة من قاطا جانس: ضماد لوجع ذَات الْجنب جملَته أشق وزوفا رطب وشمع ووسخ الْكوز وبعر الْمعز وجارشير وبارزد وكندر وَقَالَ إِذا وَضعته عَلَيْهَا فانتظر حَتَّى يحمى الْموضع من الأقربادين الْقَدِيم: ضماد للشوصة بنفسج نخالة الْحوَاري دَقِيق شعير منخول دَقِيق باقلي خطمى بابونج أكليل الْملك بِالسَّوِيَّةِ يجمع بعد النّخل بالحرير ويذاب بشمع ودهن شيرج ويضمّد بِهِ وَقد يُزَاد فِيهِ إِذا احْتَاجَ إِلَى إنضاج كرنب نبطي وتين وحلبة وبزر كتّان.
الأولى من الثَّانِيَة قَالَ: أَضْعَف مَا يكون من ذَات الرئة وَالْجنب مَا لَا نفث مَعَه لي قد قَالَ فِي مَوضِع آخر: إِنَّه قد يمْتَنع النفث لَا لرداءته وصعوبته فافرق بَينهمَا فَإِنَّهُ إِذا كَانَ مَعَ عدم النفث أَو قلته لَيست حمى وَلَا ضيق نفس شَدِيد وَلَا وخز وَلَا غير ذَلِك والعليل قَلِيل المبالاة بِهِ وَقد أَتَى عَلَيْهِ مُدَّة يعلم أَن ذَلِك لَيْسَ لِأَنَّهُ فِي أوّل ابْتِدَائه فَإِن ذَلِك لخفة الْعلَّة وَبِالْعَكْسِ.
حسن الحميد كَانَ بِهِ ذَات الْجنب وَكَانَ فِي الْحَادِي عشر وَعَيناهُ جامدتان وأطرافه كالثلج ونبضه لَا يتَبَيَّن إِلَّا بِجهْد وَنَفسه قد تَوَاتر من تلزج البصاق إِلَّا أَن عقله صَحِيح غَايَة الصِّحَّة فَمَاتَ يَوْمه ذَلِك فَلذَلِك فَلْيَكُن عنايتك أبدا بالقوى الطبيعية والحيوانية أَكثر وَبِمَا يخص الْعُضْو فَإِن كَانَ هَذَا قد بلغ بِهِ الأمرمن نَفسه إِنَّه كَانَ شَدِيد التَّوَاتُر مَعَ رُطُوبَة يزْدَاد تلزجاً فِي كل سَاعَة وعلامة زِيَادَة الرُّطُوبَة تلزج فِي كل سَاعَة أَن يكون اندفاعها للنَّفس أعْسر فَيحدث عَنهُ)
صَوت أغْلظ وأبح. لي جملَة مَا يحصل من بَاب ذَات الْجنب ليعْمَل عَلَيْهِ إِن كَانَ الوجع والنخس والحمى ضَعِيفَة فأسهل طَبِيعَته إِلَّا ألاّ يحْتَاج إِلَّا ذَلِك وَلَا يحْتَاج إِلَى فصد وَإِن كَانَ الوجع فِي النَّاحِيَة السُّفْلى فأسهل وَفِي الْعليا فافصد وَإِن اشْتَدَّ ألف ألف بالتكميد فافصد وأسهل وتفقد النفث الرَّدِيء والجيد وَشدَّة الحميات واسق للنفث بِمَا يسهله قبل مَاء الشّعير وَإِن لم تكن ذَات الْجنب خَالِصَة فضع محجمة وَهَذَا جملَته.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ)
3 - (الوجع فِي ذَات الْجنب) إِذا بلغ الترقوة إِنَّمَا هُوَ لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع يبلغ إِلَى الترقوة وَإِذا كَانَ فِيمَا دون الشراسيف فَلِأَن هَذَا الغشاء هُنَاكَ مغشى على الْحجاب فيجدون حسه عِنْد حَرَكَة النَّفس لِأَن الْحجاب يَتَحَرَّك بالتنفس قَالَ: وَإِنَّمَا يرجع عِنْد الترقوة لِأَن الغشاء المستبطن للأضلاع تؤلمه الترقوة لصلابتها وَأما مَتى كَانَ
(2/105)
مَعَ ورم الكبد وجع فِي الترقوة فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون فِي الْيُمْنَى أبدا لَا غير وَيكون ذَلِك لتمدد الْعرق الأجوف لَا لتمدد الأغشية قَالَ: النفث فِي ذَات الرئة أبدا البلغمية أغلب عَلَيْهِ وَفِي ذَات الْجنب المرارية لي إِذا تَسَاويا فِي الحدة والحرارة كَانَ كَذَلِك وضيق النَّفس فِي ذَات الْجنب.
الوضاحى قصَّته: رجل نالته شوصة فَلم يفصد وضمد وَسكن وَجَعه وركبته بعد أَيَّام نافض فِي الْيَوْم مَرَّات وَحمى بعقبه مختلطة لم الْتفت أَنا إِلَى الْحمى لِأَنِّي علمت لما هِيَ فصرفت عنايتي كلهَا إِلَى تَقْوِيَة الْقُوَّة لِأَنِّي علمت أَنه سينفث سَرِيعا مُدَّة وَأَنه يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة لينقي فأطعمته خبْزًا وَلحم حمل وَشَرَابًا بِمِقْدَار معتدل فَوَقع بِحَيْثُ خمنت وَأما سَائِر الْأَطِبَّاء فَكَانُوا يظنون أَن الْحمى عِلّة أُخْرَى حدثت وَأَنه قد يَنْبَغِي أَن يلطف تَدْبيره وَلَو فعل ذَلِك لَخَشِيت أَن يَمُوت لِأَن قوته كَانَت تسْقط حِين يحْتَاج إِلَى قذف الْمدَّة وَأَن الْحمى والنافض إِنَّمَا هاجا عِنْدَمَا أَخذ الْخَارِج ينضج وَسكن الوجع لما عمل مُدَّة واستزاد ذَلِك يَقِينا لم يَكُونَا يهيجان حمى بعد ذَلِك أصلا فَإِنَّهُ قد كَانَت بِهِ حمى صعبة وسهر وأعراض ذَات الْجنب ثمَّ سكن ذَلِك كُله وَلم يتدبر بِمَا يُوجب هيجان حمى أُخْرَى فَلَمَّا هَاجَتْ دلّ على أَن ذَلِك كَمَا ذكرت وَأكْثر مَا يحدث النضج إِذا لم يفصد وَإِذا كَانَت الشوصة عَظِيمَة فَيكون وجعهم بالتضميد.)
من كتاب حنين فِي الْحمام قَالَ أبقراط: إِن أَصْحَاب الشوصة يَنْتَفِعُونَ بالحمام بِأَن يسكن الوجع ويسهل النفث وانتفاع أَصْحَاب ذَات الرئة أَكثر وَذَلِكَ أَنه يسهل النفث جدا قَالَ: وإخلاط الْعَسَل مَعَ مَاء الشّعير يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر إِذا قصد لتنقية الصَّدْر قَالَ: يَجْعَل هَاهُنَا السكر أَكثر قَالَ: وَاعْتمد فِي سهولة النفث على الترطيب واقصد لَهُ لِأَن الَّذِي ينفث إِن كَانَ شَدِيد اليبس لم يرْتَفع إِلَّا بسعال شَدِيد يخَاف أَن يخرق بعض الأوعية.
3 - (مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة)
إِذا كَانَت الشوصة شَدِيدَة اليبس فأعط قبل مَاء الشّعير الْجلاب وَعَلَيْك بالترطيب مَا أمكن طبخاً طَويلا جدا صَار ألف ألف عديم النفخة وَإِن لم تَجِد طبخه أنفخ بِمِقْدَار قلَّة الطَّبْخ فأضرّ فِي ذَات الْجنب جدا وَزَاد فِي الوجع لي إِذا كَانَت متواترة النَّفس فِي ذَات الْجنب جدا فَلَا تخل العليل من الترطيب الدَّائِم بلعوق البزر قطونا والجلاب لِأَن تَوَاتر النَّفس يجفف الصَّدْر جدا وَيمْنَع النفث وَإِن كَانَ صَغِيرا أَو مَعَ وجع فِي الْجنب شَدِيد فأمرخ الْجنب وانطله بِالْمَاءِ الفاتر ليخف الوجع فَيذْهب تَوَاتر النَّفس إِذا تلزج البزاق فَعَلَيْك بالترتيب جهدك إِذا احتجت أَن تَسْقِي شَيْئا فِي ذَات الْجنب بَارِدًا لحدته وَشدَّة عطشه فَلَا تسق من المبردات إلاّ مَا فِيهَا مَعَ ذَلِك بعض الْجلاء كَمَاء الْخِيَار وَمَاء الْبِطِّيخ والهندبا وَأما مَاء القرع فَلَا لِأَنَّهُ لَا يدرّ الْبَوْل وَلَا مَاء البقلة
(2/106)
الحمقاء لِأَنَّهُ يكْشف جدا وينفع عِنْدَمَا لَا يكون نفث وَيحْتَاج إِلَى ترطيب أَن يكب العليل على بخار مَاء حَار وينشق هَوَاء وَيُعْطى حساء فَإِنَّهُ يسهل النفث.
الْمسَائِل: التكميد يحل الأوجاع الَّتِي هِيَ مائلة إِلَى أَسْفَل أَكثر من أدنى شَيْء مائلة إِلَى فَوق لِأَن مواد هَذِه أغْلظ والفصد يحل الَّتِي هِيَ مائلة إِلَى فَوق أَكثر لِأَن مواد هَذِه لَطِيفَة وَكَثْرَة التكميد يفتّح فَإِذا لم يسكن الوجع فَلَا تكْثر مِنْهُ إِذا كَانَ الْعَطش فِي ذَات الْجنب كثيرا فَاسْتعْمل الكنجبين فَإِن سكن وإلاّ فالماء القراح وَلَا تكْثر مِنْهُ بَغْتَة شَيْئا كثيرا بل قَلِيلا قَلِيلا.
الاسكند قَالَ: اسْقِ المبرسم مَاء حاراً جرعاً مَرَّات متتابعة فَإِنَّهُ يسكن عطشه وَيمْنَع من كَثْرَة لي على مَا رَأَيْت فِي جَوَامِع أغلوقن: اطلب نضج النفث من استوائه فِي أَجْزَائِهِ واعتداله فِي قوامه فالنفث الأملس المستوى فِي جَمِيع الامتلاء المعتدل فِي الرقة والتثخين هُوَ النضج فَأَما اللَّوْن فَيدل على رداءته وجودته لَا غير فَإِن كَانَ هَذَا الْوَصْف مَعَ لون أَبيض فَهُوَ فِي غَايَة السَّلامَة وَإِن كَانَ مَعَ الْأسود فمهلك وَإِن كَانَ مَعَ أصفر فدون ذَلِك وَإِن كَانَ مَعَ أَحْمَر فَهُوَ)
قريب من الْأَبْيَض فِي السَّلامَة وَيعلم أَن الورم تقيح من أَنه لم يكن فِي الْعلَّة ى نفث وسكنت الْحمى والوجع بِلَا نفث كثير والثقل فِي الْجنب قَائِم.
3 - (تجارب المارستان)
لَا يسكن الوخز واللهيب بإسقاء الشَّرَاب بتة فَلذَلِك لَا يسقى الشَّرَاب فِي هَذِه الْعلَّة بتة مَعَ الوخز واللهيب فَإِن ذَلِك لَا يجوز.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة من الْفُصُول فِي الْفَصْل الَّذِي أوّله أَصْحَاب الجشاء الحامض: لَا تكَاد تصيبهم ذَات الْجنب لِأَن أَصْحَاب البلغم لَا تكَاد تعرض لَهُم ذَات الْجنب. لي وَقد تفقدت أَكثر مَا يحدث فِي الْأَبدَان الصفراوية المرارية أَو الْحمرَة الدموية. لي ضماد يسكن الوجع فِي ذَات الْجنب يُؤْخَذ بابونج وشبت وبزر كتانّ ودقيق شعير وخطمى ونخالة دَقِيق الحلبة إِن لم تكنه حرارة ألف ألف كَثِيرَة يطْبخ الْجَمِيع بِالْمَاءِ حَتَّى تتهرى ثمَّ يخبص بشيرج ويضمد بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يغلى فِي الدّهن شبث أَو بابونج ثمَّ يمرخ الْموضع بِهِ ثمَّ يخبص عَلَيْهِ وَهُوَ فاتر وَإِن احتجت فِي بعض الْأَحَايِين إِلَى تَحْلِيل أقوى وَأمكن فاخلط كرنباً وَإِن أردته أقوى فرماد الكرنب وشحم فَإِن جالينوس قَالَ: إِن رماد الكرنب مَتى خلط بشحم عَتيق حلل وجع الأضلاع المزمنة لِأَنَّهُ يحلل تحليلاً قَوِيا. ج السّمن مَتى أكل وَحده عظم نَفعه فِي إنضاج ذَات الرئة وَذَات الْجنب ونفثه فَإِن خلط بِعَسَل ولوز مر كَانَت إعانته على النفث أقوى وإنضاجه أقل.
(2/107)
لي: أَحْسبهُ يُرِيد الزّبد لَا السّمن. د دَقِيق الشّعير. إِذا خلط بإكليل الْملك وقشور الخشخاش سكّن وجع الْجنب. لي على مَا رَأَيْت أَحسب أَن ضماد الْخَرْدَل نَافِع جدا عِنْدَمَا يخَاف التقيح فَإِنَّهُ يجذب إِلَى خَارج ذَلِك الْخَلْط وليترك حَتَّى يتنفّط.
الخوز: إِذا انْكَسَرت الْحمى قَلِيلا فأطعم صَاحب الشوصة كل طَعَامه خبْزًا بزبد وسكر طبرزد فَإِنَّهُ يعين على النضج ويسرع النفث. 3 (التَّاسِعَة) 3 (آراء أبقراط وفلاطن) قَالَ: أَمر أبقراط فِي من بِهِ ذَات الْجنب: أَن يكون أول مَا يداوى بِهِ فِي ابْتِدَاء إحساسه بالوجع فِي جنبه من طَرِيق أَن أَمر الْعلَّة لم يستبن وَلم يظْهر بعد التكميد والإسخان ليجرّب بذلك أَمر الْعلَّة فَإِن انْقَضتْ فَذَلِك لذَلِك وَإِن لم تنقض بذلك بحثنا بعد ذَلِك هَل ابتدء بِهِ الوجع بِقرب من)
الْأكل أَو بَدَأَ بِهِ وَهُوَ لم يَأْكُل شَيْئا وَهل كَانَ مَعَ انطلاق بَطْنه أَو لَا ثمَّ نَظرنَا إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ أإلى الفصد أَو الإسهال وَمن مِنْهُم يَكْفِيهِ أَن يغذى بِمَاء الْعَسَل إِلَى أَن يَأْتِيهِ البحران وَيحْتَاج إِلَى مَاء الشّعير أَو كشكه وَمن يحْتَاج إِلَى مَاء الْعَسَل وَمن يحْتَاج إِلَى الاستحمام. لي أَحسب أَن التكميد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ مادام لم يلْزم الوجع سعلة وَلَا ضيق نفس. لي تبينت من كَلَام جالينوس فِي كتاب البحران وَغَيره: أَن النفث الَّذِي إِلَى الوساد فِي ذَات الْجنب الَّذِي يَقُول: إِنَّه يدل على أَنه سوداوي يدل على غَلَبَة الْحَرَارَة وَأَنه من دم محترق جدا. لي على مَا رَأَيْت فِي افيذيميا: أعن فِي ذَات الْجنب الْيَابِسَة على النضج بِجَمِيعِ مَا يسخن باعتدال من الْحمام والنطول والتضميد والدلك والغذاء وَافْعل ذَلِك حَيْثُ حرارة بِزِيَادَة رُطُوبَة كَثِيرَة وتقليل من الْحَرَارَة وَافْعل ذَلِك فِي النزلات الَّتِي يعسر نضجها والسعال البطني.
مسَائِل الْمقَالة الثَّالِثَة من الثَّالِثَة من إفيذ يميا قَالَ: تفقد مَعَ علل الصَّدْر والرئة النضج ودلائله فِي الْبَوْل فَإِنَّهُ قوي جدا فِي الدّلَالَة على التخليص قَالَ: وتخلّص فلَان بذلك من ذَات الْجنب لم ينفث فِيهَا إِلَى الْحَادِي عشر شَيْئا الْبَتَّةَ وَإنَّهُ قد يفصد من ذَات الْجنب فِي الْيَوْم الْعَاشِر لَا كهؤلاء الْبَهَائِم الَّذين يحكمون أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يفصد ألف ألف بعد الرَّابِع. لي مصلح.
الْمقَالة الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة: احذر السعال الشَّديد جدا فِي ذَات الْجنب فَإِنَّهُ رُبمَا هتك عرقاً فأورث نفث الدَّم وَقد قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الأولى من الْفُصُول: إِن ذَات الْجنب وَنَفث الدَّم مرضان متضادان وَهُوَ كَذَلِك لِأَن هَذَا يحْتَاج إِلَى منع مَا يصعد وَذَلِكَ إِلَى
(2/108)
تسهيله فاحذر ذَلِك بِأَن تنطل الصَّدْر وتمرخه وجرّع المَاء الْحَار دَائِما الَّذين يمتنعون عَن الفصد فِي ذَات الْجنب من كَانَ نفثه أَحْمَر أَو أَبيض ووجعه يَسِيرا وأعراضه هادئة فَإِن هَؤُلَاءِ يبرؤن بالإسهال وَمَاء الشّعير والحمئة. 3 (الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ) 3 (السعال الْخَاص بورم الكبد) إِنَّمَا يكون سعلات صغَار يستريح إِلَيْهَا الْمَرِيض ومتفاوتة فِيمَا بَينهمَا زمن طَوِيل وَهِي يابسة.
لي سعلات ذَات الْجنب أَصْلَب وَأعظم تواتراً.
الْفرق قَالَ: قد رأيناكم تفصدون فِي ذَات الْجنب من كَانَ شَابًّا وَلم أركم وَلَا غَيْركُمْ فصد شَيخا فانياً وَلَا صَبيا صَاحب ذَات الْجنب إِذا نَام على الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْعلَّة سعل وَنَفث)
أَكثر وَذَلِكَ أَن الرئة تلاصق الْخَلْط ويتكيء عَلَيْهِ فتجد لذعاً أَكثر وَافْعل ذَلِك إِذا أردْت التنقية فَإِن جالينوس قَالَ فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّا إِذا زرقنا مَاء الْعَسَل فِي الخراجات العفنة الَّتِي فِي الصَّدْر أمرنَا صَاحبه أَن يضطجع على جَانِبه العليل ويسعل وَرُبمَا هزّزناه هزّاً رَفِيقًا وَفِي بعض الْأَوْقَات يمتص مَاء الْعَسَل الَّذِي زرقناه بالآلة الَّتِي تسمى جاذبة الْقَيْح. لي وَهَذَا يدل على أَنه إِذا بقيت بقايا من مَاء الْعَسَل الَّذِي عسل ذَلِك الصديد قَليلَة تعجز عَن مصها جاذبة الْقَيْح أَنَام العليل على ذَلِك الْجنب وهزّه وسعّله ليسرع دُخُوله إِلَى الرئة ويصعد وَكَانَ كَلَامه هَاهُنَا فِي دُخُول الشَّيْء من الصَّدْر إِلَى الرئة وَقد رَأَيْت غير وَاحِد بهم علل فِي الصَّدْر ذَات جنب وَنَفث دم وَكلهمْ إِذا نَام على الْموضع الَّذِي يوجعه سعل أَكثر. لي فرّق بَين ذَات الْجنب وورم الكبد فَإِن اللَّوْن فِي المكبود رَدِيء وَفِي المجنوب غَايَة الْحسن وَظُهُور الدَّم وَبِأَن الْبَوْل فِي المكبود غليظ مائل إِلَى بَوْل المستسقين وَفِي المجنوب نضيج غير زائل عَن خدود الصِّحَّة وَاعْلَم أَن الترقوة تنجذب فِي ذَات الْجنب ليميل الورم إِلَى الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء وَأما فِي ورم الكبد فَإِن الشعبة الْعُظْمَى من الْعرق الأجوف وَهُوَ الَّذِي يسمونه القيفال يتَّصل بالترقوة فلثقل الورم فِي الكبد تجره إِلَى أَسْفَل وَلذَلِك لَا يكون إِلَّا فِيمَا كَانَ عَظِيما. لي رَأَيْت فَتى سكنت حمّاه فِي ذَات الْجنب وَاشْتَدَّ بِهِ ضيق النَّفس ثمَّ بَدَت بِهِ عَلَامَات التقيح وَنَفث مُدَّة فسقيته مَا يسهل النفث وَكَانَ يخرج مِنْهُ من الْقَيْح بسهولة فِي سعلة أَو سعلتين ألف ألف مَا يمْلَأ مغسلاً حَتَّى أَنه كَانَ يشكّكني فِي رَأْيِي فِي سلوك الْمدَّة وَكَانَ يخرج فِي كل يَوْم مرّة أَو مرَّتَيْنِ على هَذَا ثمَّ سكن السعال الْبَتَّةَ ونقي هَذَا الْفَتى وتخلص.
وَرَأَيْت آخَرين عسر خُرُوجه مِنْهُم وَكلهمْ مَاتُوا وقدرت أَنه خرج من هَذَا الْفَتى
(2/109)
عشرُون رطلا من ذَلِك الْقَيْح وَقد قَالَ جالينوس: إِن أَصْحَاب ذَات الْجنب يقذفون فِي كل يَوْم سِتَّة إِلَى سَبْعَة قوطولات من الْقَيْح والقوطولي الْوَاحِد تسع أَوَاقٍ قَالَ ذَلِك فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة.
قَالَ ج فِي الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: الْأَدْوِيَة المخدرة إِذا أَعْطَيْت فِي ذَات الْجنب إِنَّمَا تخدر الْحس وَكَأَنَّهُ يومي إِن قوما يعطونها فَأرى أَنه خطأ عَظِيم لِأَن المخدرة تحْتَاج أَن تحتال بإعطائها حَيْثُ لَا تضر أَن يبْقى ذَلِك الشَّيْء الموجع إِلَّا حَيْثُ بَقَاؤُهُ خطر وَهِي تمنع النفث والنضج وَذكر أَن الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفراسيون والإيرسا إِذا أعْطى العليل بِمَاء الْعَسَل انضج علل الصَّدْر والرئة إنضاجاً حسنا وَسَهل النفث.) لي رَأَيْت رجلا بِهِ ذَات الْجنب سهل النفث جدا إِلَّا أَنه شَدِيد انصباغ المَاء وَسُرْعَة النض وخشونة اللِّسَان ودامت بِهِ شدَّة الْحَرَارَة وَلم تكد تقلّ وَلَا تَجف مَاتَ فِي الرَّابِع عشر وَلم تَكُ تطفيء عَنهُ تطفئة قَوِيَّة بليغة فموت هَذَا كَانَ من حمّاه المحرقة الَّتِي بِهِ لَا من ذَات الْجنب فَإِنَّهُ قد كَانَ اجْتمع عَلَيْهِ حمى ذَات الْجنب وعفن قوي فِي الْعُرُوق وَلما سَقَطت قوته الْبَتَّةَ لم يُمكنهُ أَن ينفث على أَنه كَانَ سهل الْخُرُوج وفصد هَذَا العليل فِي أول علته وَكَانَ ذَلِك شرّاً لَهُ فِي تَقْوِيَة المحرقة لِأَنَّهُ كَانَ نحيفاً مرارياً وَإِن كَانَ قد نَفعه فِي ذَات الْجنب وَلَو أسهل وقويت تطفئته لنجا فتفقد شدَّة حمى ذَات الْجنب والسخنة واعمل بِحَسب ذَلِك.
الأولى من الثَّانِيَة من افيذيميا: قد يكون نفث ملون فِي الحميات الحادّة وَلَيْسَ ذَات جنب وَلَا ذَات الرئة وَالْفرق بَينهمَا أَن النَّفس لَا يتَغَيَّر عَن حَاله الطبيعية قَالَ: فَذَلِك يكون إِذا انجلبت إِلَى الرئة أخلاط يسيرَة حَتَّى لَا تنْتَقل الرئة مِنْهَا لَكِن تخرجه قَلِيلا قَلِيلا وَيكون تجلب هَذَا من عُضْو مّا وَرُبمَا نزل من الرَّأْس وَرُبمَا كَانَ خراج يسير فِي أَعلَى مَوضِع من الصَّدْر فَلَا يكون حِينَئِذٍ سوء نفس وَلَا وجع فِي الصَّدْر وَيكون نفث هَذَا بِحَالهِ هَذِه. 3 (الرَّابِعَة من السَّادِسَة) 3 (النفث الْأَحْمَر دالّ على أَن الورم دموي. .) والأصفر على أَنه صفراوي والأبيض على أَنه بلغمي. لي إِذا كَانَ النفث أصفر فَلْيَكُن ميلك إِلَى إسهال الصَّفْرَاء وَشدَّة التطفئة فَإِذا كَانَ أَحْمَر فملإلى إرْسَال الدَّم وَإِذا كَانَ أَبيض فَإلَى الكماد. لي قَالَ: دَقِيق الشّعير إِذا خلط بإكليل الْملك وقشر الخشخاش سكن وجع ألف ألف الْجنب بالضماد والجيد بنفسج خطمى إكليل الْملك قشر الخشخاش دَقِيق شعير بزر كتَّان بابونج حلبة دَقِيق باقلي كرسنة شَحم الدب عَجِيب فِي ذَلِك ويستعمله الْعَجم.
مسيح ذكر أضمدة كَثِيرَة للشوصة: مِنْهَا الَّتِي حمّاها حادة المسكنة للوجع بِلَا
(2/110)
إسحان وَالَّتِي حمّاها أخف وضيق النَّفس شَدِيد والأدوية المنضجة والملينة الأمخاخ والشحوم والمقل وَنَحْوهَا قَالَ: وَقد يكون شوصة شَدِيدَة بِغَيْر حمى ويضمد بالزفت والفلونيا والشمع ودهن النرجس. لي هَذَا رَأَيْت من كَانَ نَفسه شَدِيد الضّيق ووخزه وحمّاه أَلين يتشنجون وأحسب أَن هَؤُلَاءِ يَنْفَعهُمْ أَن تكب عَلَيْهِم بالأضمدة المنضجة وَذكر بعد هَذَا أضمدة محللة فِيهَا ملينة دَقِيق)
الترمس وطبيخ التِّين والحلبة وَبعدهَا أضمدة من حب الْغَار والقطران والأشق قَالَ: وَيصْلح للأوجاع الْقَدِيمَة والباردة.
الخوز: ينفع من الضَّرْبَة تقع على الْجنب جدا الْخِيَار شنبر ودهن اللَّوْن بِمَاء الهندبا.
بختيشوع: المَاء الْبَارِد يضر بِصَاحِب ذَات الْجنب جدا وَقد ترتبك ريح غَلِيظَة فِي هَذَا الْموضع توهم أَنه ذَات الْجنب والتكميد يحلّه وينفع مِنْهُ ولذات الْجنب الْخَالِصَة إِن تحل من علك البطم دِرْهَمَيْنِ فِي أُوقِيَّة دهن بنفسج ويمرخ بِهِ الْجنب وَهُوَ شَدِيد الْحَرَارَة فَإِنَّهُ يفرق عَلَيْهِ إِذا كمد بِخرقَة ودثر فيخف الوجع مَكَانَهُ.
أبقراط فِي تَدْبِير الأصحاء: يسقى من بِهِ شوصة شرابًا أَبيض كثير المزاج وَوصف ثَلَاثَة أَصْنَاف: مِنْهُ صنف مَعَه نافض والنفث أَبيض إِلَى الصُّفْرَة وَآخر بِلَا نافض والنفث أصفر أَو أَحْمَر وَآخر النفث فرفيري ويحمّر بَين الْكَتِفَيْنِ ويشتد عاله إِذا احْتبسَ ويصفر البرَاز وينتن جدا وَقد من يفلت مِنْهُ قَالَ: وَإِذا كَانَ التقيح يعسر انفجاره فاسقه خردلاً وَمَاء عسل وأطعمه سمكًا مالحاً وشيئاً حريفاً وَأَجْلسهُ على كرْسِي وانفض بدنه وهزّه فِي كَتفيهِ بِشدَّة وأعطه حلتيتاً فِي لبن ورق الفجل وكمد الْجنب دَائِما فَإِن لم يسهل النفث فشقّ الْجلد بقمادين ثمَّ عمد بالميضع حَتَّى تبدو الْمدَّة وَأخرجه قَلِيلا قَلِيلا كل يَوْم مرّة وصبّ فِيهِ زيتاً وَشَرَابًا وَأخرجه مَعَ الْمدَّة كل يَوْم فَإِن كَانَت مُدَّة جَيِّدَة ولونها أَبيض تخلص وَإِن كَانَت رَدِيئَة هلك بعد أَن يعلم فِي أيّ جنب هُوَ بِالْقَرْقَرَةِ والوجع وَثمّ إِذا نقي فأدمله قَالَ: وجع الْجنب الَّذِي يَأْخُذ من نَاحيَة الظّهْر يُخَالف الأول لِأَنَّهُ يتجع ظَهره كَأَنَّهُ مَضْرُوب وينفث من سَاعَته وَيخرج نَفسه ضَرْبَة ويبول بولاً دموياً قيحياً وَيَمُوت فِي الْخَامِس وَإِلَى السَّابِع فِي الْأَكْثَر فَإِن أفلت عَاشَ وَقد يخَاف عَلَيْهِ إِلَى غَد وصنف من ذَات الْجنب يكون البصاق نقياً وَالْبَوْل كَالْمَاءِ الْجَارِي وَيَأْخُذ الضربان من الترقوة إِلَى المراق ويشتد جدا فَإِن أفلت إِلَى السَّابِع بَرِيء وَإِذا عرضت ذَات الْجنب فأحمر الظّهْر وتسخنت الكتفان وَثقل عَلَيْهِ الْقعُود وَخرج مِنْهُ برَاز أصفر منتن مَاتَ بِآخِرهِ وَإِن جاوزه بَرِيء ألف ألف وَمَتى عرض لَهُ سَرِيعا نفث كثير الْأَصْنَاف وَاشْتَدَّ بِهِ الوجع مَاتَ من الثَّلَاث وَإِن أفلت بَرِيء وكل من كَانَ لِسَانه خشناً فَإِنَّهُ لابد أَن يتقيح وإفلاته عسر وَإِذا مَال الوجع إِلَى الشراسيف فأحقنه بِقدر مَا ترى وحمّه بِمَاء حَار خلا رَأسه وَلَا يُصِيبهُ مَاء حَار وَإِذا
(2/111)
بَدَأَ النفث فأعطه مَا يرطب ويسهل النفث وَالشرَاب الْكثير المزاج يرطب الرئة ويسهل النفث عَلَيْهَا)
ويقل الوجع وَلبن الْمعز وَالْعَسَل جيدان فِي ذَلِك وَإِن الرئة إِذا ترطبت جدا خف الوجع وَالنَّفس وَسَهل النفث وَاحْذَرْ على الناقه مِنْهُم الشَّمْس وَالرِّيح والملوحة والدسومة والشبع وَالدُّخَان وَنفخ الْبَطن وَإِن انتكس مَاتَ وَالْجِمَاع والتعب وَمَتى احْتبسَ النفث وَاشْتَدَّ الوجع وَالنَّفس فاسقه زنجاراً ملعقة بِعَسَل وحلتيت وَنور طريعان أَو من فلفل خمس حبات وحلتيت كالباقلاة بِعَسَل وخل وَمَاء فاتر فَإِنَّهُ يسكن الضربان وَأعْطِ هَذَا على الرِّيق وَحين يشْتَد الوجع أَعنِي الفلفل والحلتيت فَأَما الزنجار فحين يحتبس النفث وَإِن بلغ الْأَمر فِي احتباس النفث إِلَى الغطيط والخشونة فَخذ زنجاراً قدر باقلاة وَمن النطرون مثله وَليكن مشوياً وَمَا يحمل ثَلَاث أَصَابِع زوفا وصبّ عَلَيْهِ عسلاً وَمَاء وزيتاً قيلاً وفتّره وألعقه لِئَلَّا يختنق فَإِن لم يَتَنَحْنَح ويترقى فَخذ فقاح الْكبر زنة دِرْهَمَيْنِ وشيئاً من نطرون وفلفل وخل وَعسل وَمَاء ففتر ذَلِك كُله واسقه فِي الْيَوْم الْأُخَر زوفاً مغلياً بخل وَعسل افْعَل بِكُل من يغطّ وَلَا يقدر أَن ينفث فَإِذا أردْت أقوى من هَذَا فغلّ زوفا وخردلاً وحرفاً بِمَاء وَعسل وصفّه واسقه أصفر الْبيض وَهُوَ فِيهِ بِقدر مَا يتحسى جيد للشوصة. لي شراب البنفسج وشراب النيلوفر أَجود فِي ذَات الْجنب وَفِي الشوصة من الْجلاب.
ابْن ماسويه: مَتى شرب من عصارة الجنطيان دِرْهَمَانِ نفع من ذَات الْجنب. د: جاؤشير نَافِع من ذَات الْجنب بزر الجزر الْبري يُوَافق الشوصة مَتى شرب وَقَالَ: شَحم الْخِنْزِير إِذا خلط برماد أَو بنورة نفع من الشوصة إِذا ضمد بِهِ وَقَالَ: دَقِيق الشّعير إِذا تضمد بِهِ مَعَ إكليل الْملك وقشر الخشخاش نفع مِنْهَا.
بولس: الذُرة يسْتَعْمل فِي أَنْوَاع الشق الَّذِي يعرض للحجاب.
إِسْحَاق قَالَ: استفرغ فِي عِلّة الشوصة الْجِسْم مَتى كَانَ الوجع يتَّصل بالترقوة بالفصد وَإِن كَانَ يتَّصل بالشراسيف فالإسهال وفصد الباسليق أَيْضا وَاسْتعْمل من المسهلة فِي هَذِه الْعلَّة مَا لَا حرارة فِيهِ وَلَا خشونة كاللبلاب وَمَاء الْفَاكِهَة والخيارشنبر والترنجبين وَإِن كَانَ الوجع فِي الْجنب شَدِيدا فليضمد بدقيق الشّعير وبنفسج وَورد وصندل وَنَحْو ذَلِك وشمع مصفى ودهن وَإِن كَانَ خَفِيفا فكمد بكماد وَليكن مثانة فِيهَا مَاء حَار أَو دهن يسخن واسقه فِي الِابْتِدَاء مَاء شعير بحساء رَقِيق يتَّخذ من الباقلي وَالسكر فَإِذا نَضِجَتْ فأعطه طبيخ زوفا فَإِن عسر ألف ألف قذف مَا يجْتَمع فِي الصَّدْر وسكنت الْحمى فَاجْعَلْ مَعَ طبيخ الزوفا إيرسا.)
مَجْهُول: يكون فِي الشوصة حمى لقرب الورم من الْقلب وتحس لِأَن الورم فِي الْحجاب وسعال لِأَنَّهُ فِي آلَات النَّفس وضيق النَّفس.
(2/112)
روفس فِي كِتَابه فِي ذَات الْجنب: إِنَّه ورم فِي العضلة الَّتِي فَوق الأضلاع وَهِي كَثِيرَة العصب وَمن أجل ذَلِك كثر وَجَعه وَرُبمَا أَخذ إِلَى أضلاع الْخلف ويعرض مِنْهَا سلْعَة يابسة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة فِي أول الْأَمر رطبَة وَحمى دائمة وتشتد بِاللَّيْلِ وضيق النَّفس ويضطجع على الْجَانِب الوجع وَلَا يكَاد يتَحَوَّل إِلَى الآخر وَأكْثر مَا يعرض فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَقل مَا يعرض فِي الْأَيْمن وَإِن قذف بالنفث أصفر فَهُوَ رَدِيء والأحمر وأبيض سُلَيْمَان وأردأ من الْأَصْفَر الْأسود فَإِن لم يقذف شَيْئا وَلم تسكن الْحمى وَكَانَ ضيق النَّفس شَدِيدا جدا ويغطّ غطيطاً عَالِيا مَعَ حمى لهبة قَوِيَّة هلك سَرِيعا وَإِن حدث النفث فِي أول مَرضه أسْرع بحرانه وَبِالْعَكْسِ وَأكْثر مَا يعرض فِي الخريف والشتاء وقلّ مَا يعرض فِي الصَّيف وَلَا تعرض للشتاء وخاصة إِذا صَحَّ طمثها وعَلى مَا يَنْبَغِي وَأكْثر مَا يعرض مَعَ هبوب الشَّمَائِل الدائمة وقلّ مَا يعرض مَعَ هبوب الْجنُوب فَمَتَى انفجر سكنت الأوجاع وأجود حالاته أَن يسهل نفثه ويخف عَلَيْهِ مَا بِهِ ويستريح بِهِ وَإِذا عرض للحوامل كَانَ مهْلكا بِسُرْعَة وَقد يعرض من شرب الشَّرَاب الصّرْف وَمن الْقَيْء أَيْضا ولاسيما إِذا كَانَ على السكر من كَثْرَة التخم ويعرض فِيهَا برد الْأَطْرَاف وتعرق صُدُورهمْ ورقابهم ولاسيما إِذا نَامُوا وتشتد حماهم أَنْصَاف النَّهَار وَمن كَانَت أعراضه أقوى كَانَ أسْرع بحراناً.
من كتاب العلامات الْمَنْسُوب إِلَى ج قَالَ: يكون مَعَ ذَات الْجنب وجع شَدِيد يَأْخُذ الترقوة أجمع والكتف وحماه حادة وضيق نفس وسعلة يابسة أول ذَلِك ثمَّ ينفث نفثاً زبدياً ثمَّ يقذف قذفا دموياً ويضطجع على جَانب وَجَعه ويسهر وييبس لِسَانه ويخشن فَإِذا هدئت هَذِه الْأَعْرَاض وَبَردت أَطْرَافه واستطلق بَطْنه واحمرت وجنتاه وَعَيناهُ وَصَارَت مجسته كثيفة سريعة وَنَفسه الْأَعْضَاء الألمة: صَاحب ذَات الْجنب يعرض لَهُ ضيق النَّفس وعسره وسعال ووجع ناخس لِأَن الْعُضْو العليل غشائي وعسر النَّفس والسعال لِأَنَّهُ فِي أحد آلَات النَّفس والنبض يكون منشارياً لِأَن الْعلَّة فِي عُضْو صلب وَلِأَن الْعلَّة ورم بعضه نضيج وَبَعضه غير نضيج وَلذَلِك صَارَت أَجزَاء الشريان فِيهِ مُخْتَلفَة النبض وَمَعَهُ حمى حادة لقرب الْعُضْو الَّذِي فِيهِ ورم من الْقلب.
ذَات الْجنب تنفصل من ذَات الرئة إِن الوجع فِي ذَات الْجنب ناخس لِأَنَّهُ فِي غشاء وَفِي ذَات)
الرئة ثقيل لِأَنَّهُ فِي عُضْو غير حسّاس والنبض فِي ذَات الرئة لَيْسَ موجي وَفِي ذَات الْجنب صلب منشاري لِأَن الْعلَّة فِي غشاء صلب يَابِس الْمَادَّة الَّتِي تنصبّ إِلَى الْعُضْو فِي ذَات الْجنب وَذَات ألف ألف الرئة إِن كَانَ دَمًا كَانَ النفث أَحْمَر وَإِن كَانَ بلغماً كَانَ أَبيض وَإِن كَانَ صفراء كَانَ النفث أصفر وَإِن كَانَ سَوْدَاء فأسود والمادة الَّتِي يحدث عَنْهَا الورم الحاد فِي
(2/113)
ذَات الْجنب على الْأَكْثَر هُوَ من جنس المرار وَذَلِكَ لِأَن الغشاء بِسَبَب كثافته لَا يقبل إِلَّا مَادَّة لَطِيفَة فِي أَكثر الْأَحْوَال والمادة الَّتِي عَنْهَا يحدث الورم فِي الرئة فَهِيَ فِي أَكثر الْأَمر من جنس البلغم وَإِذا كَانَت الرئة من أجل تخلخلها فِي نَفسهَا لَا تقبل فِي الْأَكْثَر إِلَّا مَادَّة غَلِيظَة لِأَن الْمَادَّة اللطيفة لَا يُمكن أَن يحتبس فِيهَا لِأَنَّهَا تجْرِي وتنحلّ مِنْهَا سَرِيعا وَمَا يفرق بَينه وَبَين ذَات الْجنب ووجع الكبد فِي بَاب الكبد قَالَ: إِذا كَانَ الورم فِي ذَات الْجنب فِي الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من الغشاء المستبطن للأضلاع ووجع الْجنب أَرْبَعَة أَصْنَاف: إِمَّا أَن يتورم الغشاء المستبطن للأضلاع وَيُقَال لهَذِهِ الْعلَّة ذَات الْجنب وَتلْزَمهُ الْأَعْرَاض وَهِي الْحمى الحادة والوجع الناخس والنبض المنشاري الصلب والسعال بِلَا نفث أوّلاً ويتورم العضل الدَّاخِل وَيكون مَعَه وجع عِنْد دُخُول النَّفس فَيدل على تورم العضل الْخَارِج الَّذِي ينبسط الصَّدْر وَإِمَّا عِنْد خُرُوجه فَيدل على تروم العضل الَّذِي يقبض الصَّدْر وَإِمَّا أَن يتورم الْجلد مَعَ العضل الظَّاهِر وَهُوَ يعرف باللمس إِذا حدث فِي الغشاء المستبطن للأضلاع ورم فَإِن كَانَ نفث اسْتدلَّ بلونه على الْخَلْط الْفَاعِل فَإِن لم يكن مَعَه نفث كَانَ الْمَرَض أَعنِي ذَات الْجنب لَا نفث مَعَه فَفرق بَين الورم الدَّاخِل وَالْخَارِج أَن ضيق النَّفس والحمى والوجع فِي الدَّاخِل أَشد وَالْخَارِج أَيْضا رَأس يلمس خَارِجا.
قَالَ فِي أَصْنَاف الحميات: إِنَّه ينفث مَعَه شَيْء رُبمَا كَانَ أصفر أَو أَبيض أَو أَحْمَر أَو أسود فَهَذَا إِنَّمَا هُوَ صديد الْموضع الوارم الَّذِي لَا يضبطه الْموضع لَكِن يرشح وَيخرج هَذَا قَالَ: وَالْأسود لَا يكون من أوّل الْأَمر لَكِن بعد أَن يقذف قبله فِي أَكثر الْأَمر شَيْء أصفر قَالَ: وحميات ذَات الْجنب إِذا كَانَ النفث أَحْمَر غيّبه الدّور وَمَتى كَانَ الأرق واختلاط الذِّهْن وَذَهَاب الشَّهْوَة وَشدَّة الْعَطش فِي ذَات الْجنب أعظم فَهِيَ أعظم السهر واختلاط الذِّهْن يحدث فِي آخر الْأَمر فِي ذَات الْجنب لَيْسَ دَائِما جودة التنفس وَظُهُور النضج عَلامَة جَيِّدَة فِي ذَات الْجنب وبالضد النفث الصَّحِيح يدل على النضج والنفث الْأَبْيَض اللزج وَالَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَالَّذِي يخالط الدَّم يدل على عظم النضج والبصاق المشبع الْحمرَة والمشبع الصُّفْرَة والناري يدل على الْخطر)
والنفث الْأسود إِذا كَانَ مَعَه نَتن فَهُوَ أقوى الدّلَالَة على الهلكة وَإِذا لم يكن مَعَه نَتن فَهُوَ أقل رداءة وعسر النَّفس عَلامَة رَدِيئَة وَكَذَلِكَ شدَّة الوجع وبالضد النفث الْغَيْر نضيج فَإِنَّهُ إِذا كَانَ أَحْمَر ناصعاً والناري فَهُوَ فِي الْغَايَة من الشَّرّ إِذا كَانَ مَا يخرج بالنفث يَسِيرا نضيجاً فَإِنَّهُ إِذا كَانَت أَعْرَاض الْمَرَض قَائِمَة ألف ألف بعد يدل على تزيد الْمَرَض وَإِن كَانَت سكنت تدل على انحطاط أَحْوَال النفث
(2/114)
فِي أَصْحَاب أوجاع آلَات التنفس وَذَات الْجنب خَاصَّة كالبول فِي المحمومين فَمَتَى لم يصعد فِي علل ذَات الْجنب وَذَات الرئة شَيْء ينفث فَذَلِك نَظِير الْبَوْل المائي فِي المحمومين وَمَتى صعد لكنه رَقِيق غير نضيج فَهُوَ نَظِير الْبَوْل المائي فِي المحمومين الَّذِي يبال ثخيناً وَيبقى على حَاله وَمَتى نفث بزاقاً أَبيض نضيجاً لكنه يسير غير مُتَّصِل فَإِن الْمَرَض قد تجَاوز حد الِابْتِدَاء وَأخذ فِي التزيد وَهُوَ نَظِير للبول الَّذِي فِيهِ غمامة مراء أَو تعلق أَحْمَر أَو رسوب أَحْمَر وَمَتى كَانَ النفث أَبيض نضيجاً كثيرا مُتَّصِلا سهل الصعُود فَإِن التزيد قد انْقَضى والمنتهى قد حضر وَهُوَ نَظِير الْبَوْل الَّذِي فِيهِ رسوب أَبيض أملس مستوياً وَإِمَّا أَن لَا ينفث الْمَرِيض شَيْئا أَو ينفث غير نضيج رَقِيق فَإِنَّهُمَا يدلان على أَن الْمَرَض فِي ابْتِدَائه.
أزمان الْأَمْرَاض من دَلَائِل عظم الْمَرَض فِي ذَات الْجنب وَذَات الرئة البصاق الْأسود والشديد الْحمرَة والزبدي والشديد النتن والعسر النفث مَعَ وجع شَدِيد وَسُوء تنفس.
الْيَهُودِيّ قَالَ: هُوَ فِي الشُّيُوخ قَاتل وانقضاءه يكون على مِقْدَار تقدم النفث وتأخره والفصد يجب أَن يكون فِي أَوَائِله وَأصْلح شَيْء لَهُ مَاء الشّعير قد جعل فِيهِ شَيْء من أصُول السوس وحبات عناب وسكر طبرزد ودهن لوز حُلْو وَالطَّعَام سرمق ومرق الماش وصفرة بَيْضَة نيمرشت ويلين الْبَطن ويخبص الْجنب بدقيق شعير وبنفسج وبابونج وخطمى وَنَحْوهمَا مِمَّا يسكن الوجع مَعَ تطفئة. ج فِي رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: الْحمى حادة مَعَ سوء التنفس والسعال والبصاق الملون يعمّ ذَات الرئة وَذَات الْجنب فَإِن انضمّ إِلَى هَذِه وجع ناخس فِي الْجنب وصلابة النبض مَعَ تواتره فَإِنَّهَا ذَات الْجنب فَإِن انضمّ إِلَيْهَا أَن لَا يكون النبض صلباً وأحسّ كَأَنَّهُ يختنق فَإِنَّهُ ذَات الرئة.
من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من نفث الدَّم مَعَ وجع الْجنب إِن لم يبرؤا فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا احتقنت فِي رئاتهم مُدَّة وماتوا بالسل الَّذين بهم ورم فَوق الْحجاب فيختفي بَغْتَة بِلَا سَبَب مَعْرُوف فَإِنَّهُ يتَحَوَّل إِلَى رئاتهم وهم يموتون قبل السَّابِع أَو بعده إِذا عرض من استطلاق الْبَطن)
مَعَ ذَات الْجنب وَذَات الرئة فَذَلِك شَرّ لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الطبيعية إِذا عرض الكزاز مَعَ من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن نفث امْرُؤ دَمًا وأدمن بِهِ ثمَّ صَار ذَلِك مُدَّة وانطقع بَغْتَة مَاتَ بَغْتَة عَلَامَات الْوُثُوب والاستواء جَالِسا يدل على ورم فِي الْحجاب أَو فِي الرئة أَو عضلات الأضلاع.
إفيذيميا ألف ألف قَالَ: رَأَيْت مَرَّات من بِهِ مُدَّة فِيمَا بَين الرئة فبالوها وَآخَرُونَ مشوهاً فنقوا بذلك فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن خُرُوج هَذِه من عُضْو إِلَى عُضْو وانتقال الأخلاط لَا يكون بالأعضاء المجوفة فَقَط لَكِن بِجَمِيعِ أَعْضَاء الْبدن وَحَتَّى بالعظام والأوتار قد يحدث من
(2/115)
عظم الطحال بالورم الْعَظِيم جدا وجع حَتَّى يبلغ إِلَى الترقوة الْيُسْرَى والمنكب فَلذَلِك يجب أَن يبْحَث على ذَلِك لِئَلَّا يَقع غلط.
من كتاب العلامات قَالَ: تعرض حمى حادة ووجع شَدِيد دَائِم يَأْخُذ من الْجنب إِلَى الترقوة والكتف بنخس شَدِيد وضيق نفس وسعال يَابِس فِي أول الْأَمر ثمَّ أَنه بعد ذَلِك ينفث بصاقاً زبدياً ثمَّ يقذف بعد ذَلِك بصاقاً دموياً أَو مرياً وينام أبدا على الْجَانِب الوجع ويعرض لَهُم سهر ويبس فِي اللِّسَان وخشونة فِيهِ فَإِذا ازدادت أعراضه وانتهت بردت الْأَطْرَاف فاحمرت الوجنتان والعينان واستطلق الْبَطن وخفيت المجسة وأسرعت وَكَذَلِكَ النَّفس ويعرق عرقاً مُنْقَطِعًا وَقد يعسر عَلَيْهِ النفث وَرُبمَا سهل وَرُبمَا كَانَ أسود وأحمر وأصفر وَيُشبه الوردي أَو أَخْضَر وَرُبمَا كَانَ منتناً والمجسة مُخْتَلفَة ووجع الْأَيْمن أَشد من الْأَيْسَر لِأَن الرئة أقرب إِلَيْهِ وَقَالَ بَعضهم: وجع الْأَيْسَر أَشد لِأَنَّهُ أقرب إِلَى الْقلب فَإِذا خفت هَذِه الْأَعْرَاض ويستلقي المتقيح على الْقَفَا دَائِما وَلَا تسخن أَطْرَافه وتحمر وجنتاه فقد انْتقل إِلَى ذَات الرئة.
من كتاب البحران قَالَ: نَوَائِب الْحمى فِي الْأَكْثَر فِي ذَات الْجنب يكون غبّاً وَقَالَ فِي البحران: الوجع الناخس يعرض فِي ذَات الْجنب لِأَن الورم فِي غشاء وَهَذِه حَال الأوجاع الْعَارِضَة فِي الأغشية الحسّاسة وَلِأَن هَذَا الغشاء جزؤ من بعض آلَات النَّفس وَجب أَن يعرض تغير النَّفس وَلِأَنَّهُ أَيْضا قريب من الْقلب وَجب بِسَبَب أَن الْقلب يَنَالهُ شَيْء من ذَلِك الالتهاب أَن يكون حمى وَلِأَنَّهُ قريب من الرئة وَكَانَت الرئة سخيفة متخلخلة وَجب أَن ينَال الرئة بعض الصديد الراسخ من ذَلِك الورم الْحَار وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا بُد من سعال لِأَنَّهُ يُحَرك الرئة بِخُرُوج ذَلِك عَنْهَا وَلَا تجيب إِلَى النفث من أول الْأَمر لقلَّة ذَلِك ووتاحته وَلَا يكون النفث حَتَّى يجْتَمع الْكثير)
وينضج وعَلى قدر صلابة الورم وَقلة رشحه يكون تَأَخّر النفث لِأَنَّهُ لَا يرشح مِنْهُ مَا يدْخل الرئة وَإِذا كَانَ يلين سَرِيعا وينضج جَاءَ النفث سَرِيعا لِأَنَّهُ يسيل مِنْهُ شَيْء كثير وَتعلم من أيّ خلط الورم من لون الَّذِي ينفث وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ زبدياً أَو أَحْمَر ناصعاً أَو أصفر مشبعاً أَو فِيهِ صفرَة رقيقَة أَو أَحْمَر قاني أَو أسود فالزبدي يدل على أَن الورم بلغمي والأحمر الناصع يدل على أَنه صفراء صرفة والأصفر الرَّقِيق يدل على أَنَّهَا صفراء يخالطها بلغم كثير بِحَسب نُقْصَان الصُّفْرَة وَالْأسود على ألف ألف فضلَة سوداوية والأحمر القاني أقل رداءة من هَذِه وَلذَلِك يدل على فضلَة دَمهَا أَكثر من الصَّفْرَاء وَلذَلِك هَذَا النفث أقل مَكْرُوها من جَمِيع أَصْنَاف النفث الْمُتَقَدّمَة كَمَا أَن النفث الْأسود أعظمها بلية وأدلّها على التّلف وَقُوَّة هَذِه تدل على قُوَّة الْمَرَض وضعفها على ضعفه والنبض فِيهِ من طَرِيق مَا هُوَ صلب مَعَ تمدد يدل على أَن الورم فِي عُضْو عصبي وَمن طَرِيق أَنه منشاري يدل على أَن الْعلَّة ورم وَمن طَرِيق مَا هُوَ سريع متواتر عَظِيم يدل على حمى.
إفيذيميا قَالَ: الورم الَّذِي فِي الْجنب إِذا كَانَ غائراً كثيرا مَا ينْتَفع بالمحجمة إِذا كَانَ
(2/116)
السيلان قد انْقَطع لِأَنَّهُ يجذب من دَاخل إِلَى خَارج فَيكون حِينَئِذٍ أمكن للتحليل إِذا كَانَ النفث فِي ذَات الْجنب مرارياً كَانَ أحْوج إِلَى الفصد مِمَّن نفثه دموي قَالَ: وَذَلِكَ أَنه هَذَا أسلم وَذَلِكَ أردأ قَالَ: من لم يكن بِهِ سعال مَعَ ورم وجع الْجنب والصدر فَلَيْسَ بِهِ هُنَاكَ ورم وَلَا خراج لِأَن الورم لَا بُد أَن يرشح مِنْهُ شَيْء فيهيج السعال والأخلاط قَالَ إِذا كَانَ النفث أَحْمَر فالعلة فلغموني وَإِذا كَانَ ناصعاً فالعلة حمرَة وَإِذا كَانَ النفث زبدياً فالدم ممازج للبلغم وَالْأسود يدل على أَن الورم سوداوي والتمدد إِذا كَانَ أَكثر من الوخز دلّ على كَثْرَة الْخَلْط والوخز يدل على كيفيته وارعف مِقْدَار الْعلَّة وصغرها من مِقْدَار الْحمى والوجع ورداءة النفث وتأخره وعسره رَدِيء لِأَن تقدمه وسهولة خُرُوجه جيد وَبطلَان الشَّهْوَة وَقلة النضج الظَّاهِر أَو عَدمه وَالنَّفس وَقلة السهر واختلاط الْعقل وَقلة احْتِمَال الْمَرِيض لمرضه.
مِثَال قَالَ: ضع أَن الْحمى والسهر والاختلاط فِي هَذِه الْعلَّة قوي إلاّ أَن النفث لَيْسَ ناصعاً صرفا وَالْأسود لكنه فِي أول الْعلَّة إِمَّا أَحْمَر وَإِمَّا أصفر وَإِمَّا زبدي ثمَّ أَنه يتَغَيَّر عَن قَلِيل إِلَى النضج أَقُول: إِنَّه لَا يجب لَك إِلَى حِينَئِذٍ أَن تجزع من شدَّة الْحمى وَسَائِر الْأَعْرَاض لِأَن جَمِيعهَا إِنَّمَا يحدث من أجل جمع الورم لِأَنَّهُ فِي وَقت الْجمع تعظم الْأَعْرَاض وتشتد وَلذَلِك لَا يلبث العليل)
أَن يتبديء ينفث نفثاً كثيرا ويسرع من جَمِيع الْأَعْرَاض الْمُتَقَدّمَة وَجَمِيع علل الصَّدْر والرئة وَظُهُور النضج فِي الَّذِي ينفث نفثاً يُقَاوم جَمِيع الأعرض الْمهْلكَة فَإِن أَعَانَهُ على ذَلِك قُوَّة عضل التنفس فَإِن الْمَرِيض يتَخَلَّص لَا محَالة.
قَالَ ج فِي الْأَمْرَاض الحادة: إِذا كَانَ النفث على مَا يَنْبَغِي وَلم يكن بالمريض حَاجَة إِلَى حقنة ودواء مسهل فاحقنه بِمَاء كشك الشّعير لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يسقى مَاء كشك الشّعير بعد أَن لَا تكون بِهِ حَاجَة الفصد والإسهال والحقنة لِأَنَّهُ يكون قد عولج بِهِ أوّلاً لِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ. ج: يكون عَن سقِِي مَاء الشّعير لَهُم بعد هَذِه الْأَحْوَال مَنَافِع عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه يسهل النفث وَيُقَوِّي الْمعدة وينقي آلَات النَّفس ويجتنب القابضة لِأَنَّهَا تمنع النفث فيختنق العليل وَقد ألف ألف جرب ذَلِك وَمَتى لم يشرب العليل مَاء الشّعير أَو مَاء الْعَسَل فَإِن مَاء الْعَسَل رُبمَا فعل فِعلَ مَاء الشّعير إِلَّا أَنه لَا يُقَوي الْقُوَّة كَمَا يُقَوي مَاء الشّعير فأطعمه السّمك الصخري مسلوقاً بِمَاء كراث وشبت وملح وزيت مِقْدَارًا معتدلاً والسكنجبين إِلَّا أَن يكون العصب أَو الرَّحِم فِيهَا عِلّة وأصل السوس أَو الفارسيون إِذا شرب مَعَ مَاء الْعَسَل أنضج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر إنضاجاً حسنا ويسهل نفثها بالبصاق قَالَ: وَالَّذين يموتون فِي هَذِه الْعلَّة بِسُرْعَة الاختناق ترى مِنْهُم مَوضِع الْجنب كَانَ بِهِ ضربا وَذَلِكَ أَن الدَّم المنصبّ إِلَى هُنَاكَ الَّذِي كَانَ سَبَب الورم إِذا مَاتَ هُنَاكَ كموت الْقُوَّة الحيوانية خضّر ذَلِك الْموضع من خَارج. ج: التكميد يجفف وجع ذَات الْجنب لِأَنَّهُ يسخف الْجلد ويحلل طَائِفَة من الدَّم لكنه إِن كَانَ الْجِسْم ممتلئاً جذب إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا يحلل وَجعل مَا هُنَاكَ بخارياً فيتمدد وَيزِيد فِي الوجع فَمَتَى لم يتَحَلَّل الوجع فِي ذَات الْجنب بالتكميد فاستفرغ الْجِسْم استفراغاً قَوِيا إِمَّا
(2/117)
بالفصد وَإِمَّا بالإسهال واقرء بَاب التكميد لتعلم كَيْفيَّة التكميد وَإِذا كَانَ الوجع أَسْفَل فالتكميد يعْمل فِيهِ وَإِذا كَانَ الوجع يبلغ التراقي فالفصد يحله وَالَّذِي يسفل فالفصد فِيهِ أقل نفعا قَالَ وَإِذا لم يتَحَلَّل الوجع بالتكميد فَلَا تطل اللّّبْث فِيهِ لَكِن انْتقل إِلَى الاستفراغ وَذَلِكَ أَن التكميد يجفف الرئة وَيجمع الْمدَّة قَالَ: وَمَتى بلغ الوجع إِلَى الترقوة وجدت فِي الساعد ثقله أَو نَحْو الثدي أَو فَوق الْحجاب جملَة فافصد الباسليق واستفرغ من الدَّم مِقْدَارًا كثيرا إِلَى أَن يتَغَيَّر لون الدَّم وَذَلِكَ أَن الورم حِينَئِذٍ فِي الْأَجْزَاء الْعَالِيَة من أَجزَاء الغشاء المستبطن للأضلاع وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه النَّاحِيَة شاركته فِي الوجع الترقوة والساعد وَمَتى كَانَ الوجع يَمْتَد نَحْو الشراسيف فاستفرغ بالأدوية)
المسهلة لِأَن الفصد للباسليق يجذب الدَّم من هَذِه النَّاحِيَة جذباً وَلَا بِسُرْعَة وَلذَلِك لَا ينْتَفع بِهِ بِسُرْعَة لِأَن النَّاحِيَة السُّفْلى من الصَّدْر تغتذي من شعب تخرج من الْعرق العميق قبل أَن يبلغ إِلَى الْقلب وَأما تغير الدَّم فيدلّك على أَن الدَّم كَانَ فِي الورم قد نفذ أَكْثَره وَصَارَ يخرج الدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق وَلِأَن الدَّم قد يسْقط الْقُوَّة وَإِن كَانَ عَظِيم النَّفْع فَلْيَكُن نظرك فِي حفظ الْقُوَّة أَكثر.
قَالَ أبقراط: وَإِذا بلغ الوجع الْموضع الَّذِي دون الشراسيف فَاسْتعْمل المسهل.
قَالَ جالينوس: إِذا كَانَ مَعَ الشوصة حمى قَوِيَّة فاجتنب المسهلة وَاسْتعْمل الفصد فَإِن الفصد فِي هَذِه الْحَال يُؤمن من ذَات الْجنب أَعنِي الَّذِي يكون الوجع من السُّفْلى وَإِن كَانَ لَا يعظم نَفعه كنفعه للمائل ووجعه إِلَى فَوق فَإِنَّهُ لَا خطر فِيهِ وَأما المسهل فعظيم الْخطر وخاصة إِذا لم تعرف طبيعة من تسقيه وَكم الْقدر الَّذِي يسهله فَإِنَّهُ من ذَلِك يجتلب مضاراً عَظِيمَة فَمَتَى كَانَت بِهِ حمى لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يفرط فِي إسهاله أَو يُحَرك خلطه وَلَا يسهله فَإِن أقللت من الدَّوَاء فتعظم ألف ألف الْمضرَّة لَكِن إِن كنت عَارِفًا بطبيعته حق مَعْرفَته وكمية مَا يصلح لَهُ من دَوَاء فأسهله قَالَ: وَأحمد مَا يسهل بِهِ هَؤُلَاءِ الأيارج وَإِن كَانَ فِيهِ خربق فَهُوَ خير من أَن يَقع فِيهِ سقمونياً وَإِذا احْتبسَ الإسهال فاسقه مَاء الشّعير لِأَنَّهُ يعدّل المزاج الَّذِي حذّره الدَّوَاء وَيخرج بقاياه من الْجَسَد وَليكن أقل مِمَّا جرت بِهِ الْعَادة فِي ذَلِك الْيَوْم أَنِّي من مَاء الشّعير ثمَّ يرجع إِلَى الْعَادة فَإِذا سكن الوجع فزد فِيهِ أَيْضا بِقدر ذَلِك وَاسْتعْمل الاستحمام بعد النضج فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يعين جدا وينفع لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يسهل نفث الأخلاط.
من جَوَامِع النبض الْكَبِير قَالَ: الورم الْحَادِث فِي الْحجاب يتبعهُ وجع ناخس وغشى وتشنج إِن أفرط ونبض صلب منشاري قَالَ: منشارية النبض فِي ذَات الْجنب إِن كَانَ يَسِيرا فَإِن الورم سهل النضج وَالْعلَّة سريعة البحران وَإِن كَانَ قَوِيا جدا بيّناً عَظِيما دلّ على عسر نضج الورم وردائته فَإِن كَانَت قُوَّة العليل مَعَ ذَلِك قَوِيَّة آل إِلَى جمع الْمدَّة والسل والذبول وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فَهُوَ يَمُوت وَمَتى كَانَ تَوَاتر النبض شَدِيدا فِيهَا فَالْأَمْر يؤول إِلَى ذَات الرئة أَو الغشي وَإِن كَانَ قَلِيلا آل إِلَى السبات أَو إِلَى آفَة تحدث فِي العصب قَالَ: الورم الْحَار الْمُسَمّى فلغموني إِذا حدث فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَهُوَ ذَات
(2/118)
الْجنب فَإِن جمع هَذَا الورم وقاح وانفجر سمي جمع من تقدمة الْمعرفَة: أَجود النفث فِي علل الرئة والأضلاع السهل الْخُرُوج السَّرِيع أَعنِي بالسريع مَا)
يبتديء بعد وَقت قَلِيل من ابْتِدَاء الْعلَّة لِأَن ذَلِك يدل على قرب وَقت الْعلَّة وقصرها والسهل الْخُرُوج يدل على أَن الْخَلْط لَيْسَ بغليظ وَلَا رَقِيق لِأَن الغليظ لَا يخرج إِلَّا بكدّ وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة حَتَّى تخرجه بِجهْد شَدِيد وَالرَّقِيق يفلت عِنْد الضغط ويزلق إِلَى أَسْفَل ويتقطع ويتفرق فيعسر خُرُوجه النفث الْجيد إِذا رَأَيْت فِيهِ الْحمرَة مُخَالطَة للبياض وَأما غير المخالط فَإِنَّهُ يدل على أَنه من صفراء مَحْضَة وَمَتى تَأَخّر النفث عَن أول الْعلَّة تأخراً كثيرا ثمَّ كَانَ أَحْمَر أَو أصفر لَيْسَ بشديد المخالطة للريق كَانَ نفثه بسعال كثير متدارك فَذَلِك رَدِيء.
النفث الْأَحْمَر الصّرْف دالّ على خطر إِذا لم يكن ممازجاً للبلغم والأبيض اللزج المستدير يحدث عَن البلغم المحترق وَهَذَانِ جَمِيعًا إِذا كَانَا بِسَبَب الورم فِي الأضلاع فَلَيْسَ بجيد والأخضر والزبدي رديئان لِأَن أَحدهمَا يدل على أَن سَبَب الورم الْمدَّة الحادة وَالْآخر يدل على ريح مشتبكة برطوبة غَلِيظَة يعسر تخلصها مِنْهُ أَو على حرارة نارية على نَحْو مَا يكون الزّبد خَارِجا فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون عَن هذَيْن السببين فَإِن كَانَ أسود فَهُوَ أردأ من هذَيْن لِأَن ذَلِك ألف ألف يدل على أَن سَبَب الورم مرّة سَوْدَاء وَهُوَ شَرّ القروح وأطولها بَقَاء وأعسرها انحلالاً قَالَ: وَمَتى لم يرْتَفع من الْحلق شَيْء حَتَّى يخرج وَلَكِن يبْقى الْحلق ممتلئاً حَتَّى يحدث فِيهِ شَبيه بالغليان فَذَلِك رَدِيء فَأَما الزُّكَام والعطاس فَإِنَّهُ فِي جَمِيع علل الصَّدْر رَدِيء قبل الْعلَّة كَانَ حُدُوثه أَو بعْدهَا وَذَلِكَ أَن الزُّكَام يسيل إِلَيْهَا أخلاطاً والعطاس فَإِنَّهُ يُحَرك ويزعزع فَإِذا عرضت هَذِه بعد طول الْمَرَض أنذرت بطول الْعلَّة وعظمها فِي الرئة وَإِن الرَّأْس قد ناله ضَرَر والبصاق الَّذِي يخالطه شَيْء من الدَّم لَيْسَ بالكثير وَهُوَ أَحْمَر ناصع فِي ذَات الرئة فَهُوَ فِي أول الْعلَّة يدل على السَّلامَة جدا فَإِن أَتَى عَلَيْهِ سَبْعَة أَيَّام أَو أَكثر وَهُوَ بِتِلْكَ الْحَال فَلْيَكُن رجاؤك فِيهِ أقل لِأَن الأورام الْحَادِثَة فِي الْأَعْضَاء يسيل مِنْهَا صديد من جنس ذَلِك الْخَلْط الْمُحدث للورم فَإِن كَانَ الْخَلْط صفراء كَانَ النفث أصفر وَإِن كَانَ أَحْمَر فَهُوَ دم وَإِن كَانَ أَحْمَر ناصعاً كَانَ الْخَلْط مختلطاً من الصَّفْرَاء وَالدَّم وَإِن كَانَ أَحْمَر فَإِن بِهِ المولد للورم دم وَهُوَ أحد الدَّلَائِل المحمودة وَالْفرق بَين هَذَا وَبَين من يَنْقَطِع عرق فِي رئته أَن النفث يكون دَمًا خَالِصا مَحْضا وَيكون كثير الكمية فَأَما فِي هَذَا فَلَيْسَ بِدَم خَالص لكنه مخالط لرطوبات وَمِقْدَار قَلِيل وَهَذَا النفث الَّذِي ينضج فِي الْأَكْثَر فِي الرَّابِع وَإِلَى السَّابِع
(2/119)
فَلذَلِك يتَغَيَّر النفث وَلَا يبْقى بِحَالهِ فَإِن لم ينضج وَلَا فِي السَّابِع بَقِي النفث بِحَالهِ فَحِينَئِذٍ ينذر بطول الْمَرَض لِأَن نضجه عسر وَلذَلِك لَا يُؤمن فِي)
طول هَذِه الْمدَّة أَن تسْقط الْقُوَّة أَو يحِق عَلَيْهِ أَعنِي على الْمَرِيض طبيبه فَلذَلِك يجب أَن تقوى الْقُوَّة وكل نفث لَا يكون بِهِ سُكُون الوجع فَهُوَ رَدِيء وَالْأسود رَدِيء جدا وَهُوَ أردأها كلهَا وَمَا كَانَ بِهِ سُكُون الوجع على أيّ وَجه كَانَ فه أَجود إِلَّا أَن يخْتَلط عقل العليل فَلَا يحس بالوجع إِذْ ذَلِك والنفث الْأَحْمَر والأصفر أقل خطراً وَالْأسود شَدِيد الْخطر وَيجب أَن تجمع دَلَائِل اللَّوْن وسهولة النفث وَالْقُوَّة وانتفاع العليل بالشَّيْء الَّذِي ينفث وإضراره وَمِقْدَار الْقُوَّة وزمان النضج كُله ثمَّ اجْمَعْ من ذَلِك الحكم على العليل وَمَا كَانَ من أوجاع الصَّدْر والرئة لَا يسكن عِنْد النفث وَلَا بالإسهال وَلَا بالفصد وَلَا بالكماد فَإِن أمره يؤول إِلَى التقيح فَافْهَم هَذَا فِي الْأَمْرَاض الَّتِي مَعهَا دَلَائِل السَّلامَة يمْنَع أَن لَا يسكن الوجع بِشَيْء من العلاج آل الْأَمر إِلَى التقيح فَإِن لم يكن مَعَه دَلَائِل السَّلامَة فَإلَى العطب وَذَلِكَ أَن الَّذِي مَعَه دَلَائِل السَّلامَة وَلَا يسكن بالعلاج الوجع هُوَ متوسط بَين الْأَمْرَاض السهلة والقاتلة وَإِذا حدث الْقَيْح والبصاق يغلب عَلَيْهِ بعد المرار فَهُوَ رَدِيء كَيفَ كَانَ خُرُوجه إِن كَانَ يخرج النفث الْأَصْفَر مرّة والمدة أُخْرَى وَكَانَا مختلطين لِأَن الأورام الَّتِي تتقيح فِي أعالي الْجِسْم وَيكون بَعْضهَا قد تقيح وَبَعضهَا لَا فَإِن تبين مَعَ ذَلِك دَلِيل رَدِيء فردائته أَشد وَذَلِكَ أَنه ألف ألف يدل على أَن الطبيعة قد رامت إنضاج الْخَلْط وَلم يجب الْخَلْط إِلَى ذَلِك.
لي لم تجب كلهَا. قَالَ: وَلَا سِيمَا من بَدَت بِهِ الْمدَّة وَقد أَتَى عَلَيْهِ من مَرضه سَبْعَة أَيَّام وتوقع لمن ينفث هَذَا النفث أَن يَمُوت فِي الرَّابِع عشر إِلَّا أَن يحدث نفث مَحْمُود.
مِثَال: ضع أَن مَرِيضا متوسط الْحَال فِي الْقُوَّة وَالسّن قذف فِي السَّابِع مُدَّة غير خَالِصَة لَكِن تختلط برطوبة مرارية لتَكون حَاله فِي هَذَا أَيْضا متوسطة أَقُول: إِنَّه إِن حدث لهَذَا دَلِيل جيد فَرُبمَا تَأَخّر مَوته إِلَى بعد الرَّابِع عشر وَإِن ظهر دَلِيل رَدِيء فرديء وَإِن لم يظْهر كَانَ مَوته فِيهِ لِأَن هَذَا الْوَقْت الْوسط بَين هذَيْن الْوَقْتَيْنِ اللَّذين أَحدهمَا للمرض الَّذِي هُوَ فِي غَايَة الرداءة وَالْآخر الَّذِي هُوَ أقل رداءة فَيجب فِي هَذَا أَن تزن قُوَّة الدَّلَائِل الرَّديئَة والجيدة وترتبها فَمَتَى ظهر مَعَ البصاق المهلك بعض الدَّلَائِل الرَّديئَة والمرتبة الأولى لم يُمكن أَن يبْقى الْمَرِيض إِلَى الْحَادِي عشر والغيب لله وَأكْثر من ذَلِك كثيرا مَتى ظهر مَعَه أَكثر من دَلِيل وَاحِد وَكَذَلِكَ إِن ظهر مَعَه بعض الدَّلَائِل المحمودة انْتهى الْمَرَض إِلَى الْأُسْبُوع الثَّالِث وعَلى نَحْو ذَلِك فقس إِذا اخْتلطت ويصحح ذَلِك أَيْضا قُوَّة العليل ومزاجه وَالْوَقْت إِذا شهد لَهُ وَعَلِيهِ والتقيح يتقيح فِي السَّابِع فِي الأول حَتَّى)
يكون الْخَلْط حاراً جدا فَأَما فِي الْأَكْثَر فَفِي الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين وَالسِّتِّينَ وعلامة التقيح حُدُوث النافض وتتبعها الْحمى لِأَن الْمدَّة إِذا لذعت الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة وأكلتها حدث عَن ذَلِك مَا يحدث عَن الْأَدْوِيَة الحريفة فِي
(2/120)
القروح وَيتبع هَذَا النافض حمى شَدِيدَة ويحس العليل بثقل لِأَن الْخَلْط قد اجْتمع فِي مَكَان وَاحِد ومبدء هَذَا الْيَوْم إِلَى الْعشْرين إِلَى الْأَرْبَعين إِلَى السِّتين يَنْبَغِي أَن يتَوَقَّع الانفجار.
وَهَذِه الْأَعْرَاض الْخَالِصَة بالتقيح هُوَ أَن يكون الْخَلْط قد اسْتَحَالَ مُدَّة ثَلَاث أَحدهَا النافض وَالثَّانِي الثّقل وَالثَّالِث الْحمى الشَّدِيدَة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت كثيرا فِي عِلّة الشوصة يجْتَمع الْمَادَّة فِي آخر تجويفي الصَّدْر فَأَما إِذا انفتحت الرئة فَيمكن أَن تَجْتَمِع مُدَّة فِي الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا وَمرَّة إِلَى أَحدهمَا ويستدل على الْجَانِب الْمُجْتَمع فِيهِ الْمدَّة من شدَّة الْحَرَارَة فِي ذَلِك الْجَانِب والثقل فِيهِ وَإِن أنمت العليل على جَانب فَوجدَ من الْجَانِب الْأَعْلَى ثقلاً كَانَ شَيْئا مَعَه فالمدة فِي ذَلِك الْجَانِب فاستدل على ابْتِدَاء التقيح بِهَذِهِ الدَّلَائِل الَّتِي وَصفنَا وَهِي النافض والحمى بأشد مِمَّا كَانَت والثقل فَأَما الَّذِي قد استحكم فَإِن أمره يظْهر بَينا جيدا لِأَن دلائله قَوِيَّة وَهِي هَذِه: أَنه يلْزمهُم حمى غير مُفَارقَة الْبَتَّةَ لَكِنَّهَا تكون بِالنَّهَارِ مندفنة دقيقة وبالليل أقوى ويعرقون عرقاً كثيرا ويستريحون إِلَى السعال وَلَا ينفثون شَيْئا لَهُ قدر وتغور أَعينهم وتحمر وجناتهم وتتعقف أظفارهم ألف ألف من أَصَابِع أَيْديهم وتسخن أَصَابِعهم وخاصة أطرافها وَيحدث فِي الْقَدَمَيْنِ أورام وَتبطل شَهْوَة الطَّعَام وَيحدث فِي أبدانهم نفاخات لِأَن الطباء يسمون من اجْتمعت الْمدَّة فِي رئته أَو فِي آخر فضائي الصَّدْر أَو فيهمَا جَمِيعًا أَو فِي الغشاء المستبطن للأضلاع متقيحين وَمَتى لم يقذف هَذَا الْقَيْح بسهولة وَسُرْعَة آلت الْحَال فِيهَا إِلَى السلّ وَإِذا وَقع السّل حدث حمى دائمة تقوى بِاللَّيْلِ وَذَلِكَ يُصِيب جَمِيع من يحم حمى الدق زِيَادَة حمى الدق بِاللَّيْلِ إِنَّمَا تكون لِأَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة مِنْهُم أسخن فَإِذا رطبت عِنْد التغذي وَالنَّوْم سخنت كَمَا تسخن النورة بِالْمَاءِ وَأما العَرق فَيعرض لَهُم بِسَبَب ضعف الْقُوَّة لِأَن الْغذَاء ينْحل من أبدانهم ويتشوقون إِلَى السعال ويصيبهم شَبيه بالدعدعة من أجل الْمدَّة المحتبسة فِي الصَّدْر ثمَّ لَا يقذفون شَيْئا لَهُ قدر لأَنهم لَو قذفوا شَيْئا لَهُ قدر لاستراحوا من التقيح وَيمْنَع من ذَلِك غلظ الْمَادَّة وكثافة الغشاء الْمُحِيط بالرئة وَضعف الْقُوَّة وَاجعَل أعظم دلائلك على تخلص المتقيح أَو وُقُوعه فِي السلّ شدَّة الْقُوَّة وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت قَوِيَّة أمكن أَن يقذف الْمدَّة كلهَا وَرُبمَا بالوا)
هَذِه الْمدَّة وَقد ذكر جالينوس ذَلِك فِي إفيذيميا وَقَالَ: إِن هَذِه الْمدَّة لَا يمر فِي مجْرى ابْتِدَاء لَكِن فِي انحلال تجويف الْأَعْضَاء وَقد رَأَيْت أَنا من كَانَ بِهِ مُدَّة فِي الصَّدْر كَانَ يبولها ويقومها وخف عَنهُ وَسكن دبيلة بِهِ منفجرة إِلَى تجويف الصَّدْر.
قَالَ ج: وَأما غور الْعُيُون فعرضٌ يعم جَمِيع أَصْحَاب الحميات المزمنة وخاصة الَّتِي يبسها أقوى وَأما احمرار الوجنة بِسَبَب الْحَرَارَة الَّتِي فِي الرئة والسعال وَذَلِكَ أَن هذَيْن جَمِيعًا يحمران الْوَجْه وَجَمِيع الرَّأْس لِأَنَّهُ يرْتَفع إِلَيْهَا من الْموَاد الَّتِي فِي الرئة بخارات وَأما تعقف الْأَظْفَار فالسبب فِيهِ ذوبان اللَّحْم الَّذِي يشدها ويمسكها من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا فَأَما الْأَصَابِع فَإِنَّهَا إِن كَانَت فِي أَكثر الْأَمْرَاض تبرد فَإِنَّهَا فِي حميات الدق تلبث حارة لِأَن كَون
(2/121)
هَذِه الحميات هُوَ فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة والحرارة تتبين فِي دَاخل الْأَصَابِع أَكثر مِنْهَا فِي خَارِجهَا لِأَن الرُّطُوبَة هُنَالك أَكثر وَإِمَّا تتبين حرارة أَصْحَاب الدق عِنْد الرُّطُوبَة وَأما تورم أَرجُلهم فَلِأَن موت الْأَعْضَاء يبتديء من هُنَاكَ لبعدها من الْقلب وَتبطل الشَّهَوَات وَتَمُوت الْقُوَّة الغاذية وَأما النفاخات فَتحدث فِي أبدانهم من أجل اجْتِمَاع الأخلاط الأكالة وَتعلم هَل يسْرع انفجار الْقَيْح من المتقيح أَو يبطيء بالألم وَسُوء النَّفس والسعال وَذَلِكَ أَنه يجب إِن كَانَت حثيثة فتنفجر نَحْو الْعشْرين من يَوْم التقيح أَو قبل ذَلِك فَإِن كَانَت هَذِه الْأَشْيَاء أهدأ فتوقعه بعد هَذِه الْمدَّة لِأَنَّهُ قبل انفجار الْمدَّة يتزيد الْأَلَم وَسُوء التنفس والنفث. ج تقدمة الْمعرفَة بانفجار الْقَيْح: هَل يسْرع أَو يبطيء وَهِي الوجع وعسر التنفس والسعال وَذَلِكَ ألف ألف أَن هَذِه إِن كَانَت دائمة قَوِيَّة. لي بعد التقيح دلّت على الانفجار أَنه يسْرع وَإِن لم يكن كَذَلِك فعلى أَنه يتَأَخَّر. لي كَمَا أَنَّهَا إِن كَانَت دائمة قَوِيَّة قبل التقيح تسرع وبالضد. ج وَيجب ضَرُورَة إِذا انفجرت الْمَادَّة أَن تَأْكُل الْجِسْم الَّذِي تماسّه فَيعرض مِنْهُ لذع ووجع أَزِيد وعسر التنفس أَيْضا يزْدَاد ردائة من أجل الوجع وَأما تزيد السعال فَإِنَّهُ يزِيد من أجل الصديد الرَّقِيق الَّذِي يخرج من الْموضع المتقيح.
قَالَ أبقراط: أَكثر من يسلم من المتقيحين من انفجرت مدتهم من فارقته الْحمى من يَوْمه بعد الانفجار واشتهى الطَّعَام بِسُرْعَة قَالَ: فَأَما من حدثت بِهِ عِلّة ذَات الرئة وَحدث بِهِ خراجات عِنْد التَّدْبِير وَفِي الْمَوَاضِع السفلية فَإِن تِلْكَ الخراجات تتقيح وَتصير نواصير ويتخلصون بهَا قَالَ)
وتتوقع مثل هَذِه الخراجات الَّتِي تتفجر إِلَى خَارج فِيمَن كَانَ من أَصْحَاب هَذِه الْعِلَل هَذِه حَالَته وَهِي ألاّ تفتر حماه. لي لِأَنَّهَا إِن فترت تبلد الْخَلْط وطالت الْمدَّة وَمن لَا يسكن ألمه لِأَنَّهُ إِن سكن الْأَلَم فالمرض هاديء سَاكن فَلَا تضطر الطبيعة إِلَى دَفعه دفعا بخراج لَكِن بدوام التَّحْلِيل وَلَا يكون الْبَوْل كثير الكمية كثير الرسوب لِأَن هَذَا يدل على نضج قد استغنت بِهِ الطبيعة عَن الْخراج وَلَا يكون نفث البصاق على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ إِن كَانَ على مَا يَنْبَغِي لم يحْتَج إِلَى إِحْدَاث الْخراج أَيْضا وإلاّ يكون الْغَالِب على مَا ينحدر من الْبَطن المرار الصّرْف لِأَن مثل هَذِه الْأَمْرَاض حارة وَلَا يكون البحران مِنْهَا بخراج بل بالإسهال وَنَحْوه فَإِذا كَانَت هَذِه الْأَشْيَاء على مَا وصفت وَكَانَت سَائِر الدَّلَائِل منذرة بسلامة فتوقع بِهِ حُدُوث هَذِه الخراجات لِأَن الطبيعة حِينَئِذٍ لَيست مستغنية عَن أَن تتَوَقَّع دفعا محسوساً لِأَن الْمَرَض لَيْسَ فِي غَايَة الهدوء والسكون فَلَا هِيَ تدفع دفعا عنيفاً لذَلِك وَلَا هِيَ سَاقِطَة هالكة فتمسك عَن الدّفع الْبَتَّةَ لَكِن كَانَ الْحَال متوسطة فالدفع لذَلِك متوسط وَتعلم أَيْن تحدث هَذِه الخراجات أعند الثديين تحدث من أَسْفَل الصَّدْر فَإِنَّهُ إِنَّمَا تحدث أَسْفَل لمن يجد التهاباً فِيمَا دون الشراسيف وَمن كَانَ مَا دون الشراسيف مِنْهُ لَا ألم بِهِ وَلَا غلظ دَائِم وَعرض لَهُ سوء التنفس فَلَيْسَ بِهِ مُدَّة مّا ثمَّ سكن من غير
(2/122)
سَبَب ظَاهر فَإِن الخراجات تميل إِلَى فَوق نَاحيَة الثديين فِيهِ فَأَما الخراجات الَّتِي تخرج فِي علل ذَات الرئة القوية الْعَظِيمَة الْخطر فَكلهَا نافعة وأفضلها مَا خرجت بعد أَن يكون مَا ينفث فقد بَان فِيهِ التَّغَيُّر وانتقل عَن الْحمرَة إِلَى حَال التقيح. لي يجب أَن يكون قد انْتقل عَن حَاله الأول أَحْمَر كَانَ أَو أصفر أَو غير ذَلِك إِلَى التقيح قَالَ: فَإِن هَذِه تدل على غَايَة السَّلامَة وَيكون برْء هَذَا الْخراج فِي أسْرع وَقت فَإِن لم يكن ذَلِك وَلَا كَانَ الْبَوْل غليظاً وَفِيه رسوب ألف ألف مَحْمُود فَإِن هَذَا الْخراج وَإِن خلص من الْمَرَض لم يُؤمن أَن يزمن الْمفصل الَّذِي يحدث فِيهِ وَإِنَّمَا صَارَت هَذِه الخراجات شَدِيدَة الْحمرَة لِأَنَّهَا بعيدَة من مَوضِع الْعلَّة وَإِنَّمَا صَار أَجودهَا بعد أَن يتَغَيَّر الْبَوْل والبصاق لِأَن هَذِه كَانَت بعيدَة النضج. لي وَإِنَّمَا صَارَت بعد ذَلِك أقل مضرَّة بالموضع الَّذِي يحدث فِيهِ لِأَنَّهَا أقل شرا إِذا نَضِجَتْ مِنْهَا إِذا لم تنضج فَلذَلِك إِن انصبت غير نضيجة كَانَت قروحه رَدِيئَة فَإِن عاقت الخراجات وَمَا ينفث بالبصاق لم ينبعث بعد على مَا يَنْبَغِي والحمى أَيْضا لَازِمَة بعد فَلذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ لَا)
يُؤمن على العليل أَن يخْتَلط عقله وَيَمُوت لِأَن غوران هَذِه الخراجات فِي هَذِه الْحَال تنذر بِرُجُوع الأخلاط إِلَى عمق الْجِسْم وَبَين أَنه يرجع فِي هَؤُلَاءِ إِلَى الرئة وَإِن كَانَ غورانها لخير سكنت الْحمى وَكَانَ ذَلِك بعد النَّقَاء بالنفث على أَن ذَلِك لم يكن يُسمى غوراناً لَكِن تحللاً وَبرا. لي إِذا رجعت هَذِه الأخلاط ثَانِيَة إِلَى الرئة كَانَت نكايتها لَهَا أَشد لِضعْفِهَا وَيكون سوء التنفس أَشد ويعرض الِاخْتِلَاط لشدَّة نكاية الْحجاب فيشركه الرداع التقيح الْحَادِث عَن ذَات الرئة يقتل للطاعنين فِي السن أَكثر مِمَّا يقتل الشَّبَاب وَأما سَائِر التقيح. لي يَعْنِي ذَات الْجنب وَالَّذِي فِي هَذِه النواحي فَإِنَّهُ يقتل الْأَحْدَاث أَكثر لِأَن التَّخَلُّص من ذَات الرئة إِنَّمَا يكون لِكَثْرَة النفث ونقاؤه يحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى قُوَّة قَوِيَّة والأحداث أقوى فَلذَلِك يتخلصون مِنْهُ أَكثر لِأَنَّهُ لما ينفثونه أسْرع لفضل قوتهم وَأما فِي ذَات الْجنب فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَحْدَاث قَوِيا جدا بِسَبَب مزاجهم فتعظم أعراضه فيهم وَيكون فِي الكهول أسكن بِسَبَب مزاجهم فَيكون أسلم فيهم. لي وَفِي ذَات الرئة إِنَّمَا الْعِمَاد على إِخْرَاج مَا فِي الرئة لِأَن الشَّيْء حَاصِل فِي الرئة وَكَانَ ابْتِدَاء الورم الْحَار لِأَن ذَات الرئة إِنَّمَا هُوَ مَا يبتدىء الورم الْحَار فِي الرئة نَفسهَا ويتقيح وَأما ذَات الْجنب فَمَا يبتديء الورم فِي الغشاء المغشي على الأضلاع ويتقيح فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون دَلَائِل السَّلامَة أَكْثَرهَا مَأْخُوذَة من سهولة النفث فَأَما فِي ذَات الْجنب فَلِأَن الورم حَيْثُ ذكرنَا يَنْبَغِي أَن تكون أَكثر دَلَائِل
(2/123)
مِثَال قَالَ: إِذا رَأَيْت مثلا بعض أَصْنَاف التقيح انفجر فِي الْيَوْم الْأَرْبَعين مُنْذُ تقيح فَنَظَرت فِي حَال ذَلِك الْمَرِيض وجدت ورمه كَانَ من خلط معتدل فِي الْحَرَارَة وَالْبرد وَفِي وَقت معتدل أَو سنّ معتدل وَإِن رَأَيْت أُخْرَى انفجرت فِي سِتِّينَ وجدت ورمه قد كَانَ من خلط بَارِد وحميات مفترة مقصرة وبلة وَسُوء مزاج بَارِد وَإِذا رَأَيْت من انفجر مِنْهُ فِي عشْرين فبالضد من هَذَا فعلى هَذَا الْقيَاس لَيْسَ يخفى عَلَيْك من ينفجر تقيحه من الثَّلَاثِينَ وَالْخمسين وَنَحْو ذَلِك مِمَّا بَينهمَا إِذا أَنْعَمت النّظر فِي جَمِيع الْأَحْوَال ويستدل أَيْضا على ألف ألف الْعُضْو الَّذِي حدث فِيهِ التقيح وَنَحْو ذَلِك.
الْفُصُول: فَأَما النفث إِذا ظهر يَوْمًا فِي ذَات الْجنب دلّ على قصر مدَّته وبالضد.
فلَان الْمُسَمّى فِي إفيذيميا الْكيس: أَصَابَته ذَات الْجنب فَلم ينفث شَيْئا إِلَى الثَّامِن لكنه كَانَ يسعل سعالاً يَابسا فَأَتَاهُ بحرانه فِي الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ على أَن مَرضه إِنَّمَا حد بحرانه فِي الْأَكْثَر فِي الرَّابِع عشر فَإِن تجَاوز فَفِي الْعشْرين لَا محَالة وَلَو ان هَذَا العليل قذف قبل الثَّلَاثَة الْأَيَّام لَكَانَ)
البحران يَأْتِيهِ فِي السَّابِع أَو فِي التَّاسِع وأقصاه الْحَادِي عشر وَلَو ابْتَدَأَ النفث يَوْم الثَّالِث لما جَاوز مَرضه الرَّابِع عشر وَالْعلَّة فِي ذَلِك أَن الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْأَعْضَاء الَّتِي لَيْسَ عَلَيْهَا غطاء كثيف كالجلد الظَّاهِر على الْجِسْم لَكِن يعرض فِي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة يرشح مِنْهَا صديد لطيف فِي ابتدائها ثمَّ يغلظ مَتى أقبل ذَلِك الورم ينضج كالحال فِي الورم الْحَادِث فِي بعض الْأَعْضَاء الظَّاهِرَة إِذا كَانَ فِي الْجلد فِي موضعهَا خرق فَإنَّك تَجِد يرشح مِنْهُ فِي أول الْأَمر شَيْء رَقِيق ويغلظ إِذا قبل الورم النضج فَإِذا عرض فِي وَقت من الْأَوْقَات لِأَن يسيل من الصديد فِي مثل هَذَا الورم شَيْء كَانَ ذَلِك الورم عسر النَّضْح طَوِيل الْمكْث فعلى هَذَا فَافْهَم الْأَمر فِي الورم الْحَادِث دَاخِلا وَذَلِكَ أَنه إِذا لم يقذف صَاحبه فمرضه فِي غَايَة عدم النضج لِأَنَّهُ مثل الورم الْخَارِج الَّذِي لَا يرشح مِنْهُ شَيْء وَإِذا كَانَ النفث رَقِيقا فَهُوَ فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من عدم النضج وَإِذا كَانَ أغْلظ مِمَّا كَانَ فَفِي الطَّبَقَة الثَّالِثَة من عدم النضج فَإِذا كَانَ مَا ينفث غليظاً فَهُوَ نضيج وكما أَنه إِذا نفث الْمَرِيض بصاقاً مستوى الْأَجْزَاء أَبيض وَكَانَ بِهَذِهِ الْحَال فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض متوسطاً فِي الرقة والغلظ وَهُوَ النضج التَّام وَكَذَلِكَ احتباس النفث عَلامَة لَا تدل على النضج أصلا فَإِذا نفث شَيْئا رَقِيقا كَانَ نضجاً ضَعِيفا فَإِن كَانَ لون مَا ينفث أَحْمَر ناصعاً أَو أصفر مشبعاً فَلَيْسَ بمحمود فَإِن كَانَ كمداً أَو زنجارياً أَو أسود فَإِنَّهُ أدل العلامات على الْهَلَاك قَالَ: الْحمى مَعَ الاسْتِسْقَاء بِمَنْزِلَة ذَات الْجنب مَعَ نفث الدَّم لِأَن هذَيْن متضادان لِأَن نفث الدَّم يحْتَاج إِلَى مَا يحتبس الأخلاط دَاخِلا وَذَات الْجنب يحْتَاج إِلَى مَا يُخرجهَا ويسهل نفثها ويسرع بِهِ.
الْفُصُول: قَالَ ج: الْمدَّة الَّتِي تنصب فِي فضاء الصَّدْر إِذا كَانَت كَثِيرَة جدا ضَرْبَة تخنق من أَصَابَته ذَات الْجنب فَلم ينق فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَإِن حَاله يؤول إِلَى التقيح وَمن
(2/124)
آلت بِهِ الْحَال من ذَات الْجنب إِلَى التقيح فَإِنَّهُ إِن استنقى فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا من يَوْم انفجر خراجه فَإِن علته تنقضى وَإِن لم يستنق فِي هَذِه الْمدَّة وَقع فِي السلّ. لي من خرج بِهِ خراج فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِنَّهُ إِن تنقى بالنفث لم يجمع مُدَّة وانقضى أمره ألف ألف إِن لم ينق بالنفث فَإِنَّهُ يجمع فَإِذا جمع وانفجر فَإِنَّهُ ينفث الْمدَّة فَإِن تنقى بنفثها فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا تخلص وإلاّ تأكلت رئته من الْمدَّة قَالَ: عظم الوجع يُؤْخَذ مِنْهُ اسْتِدْلَال فَإِنَّهُ مَتى عرض فِي الأضلاع وجع عَظِيم فَأول مَا يعظم مِنْهُ أَنه لَا يُمكن أَن يكون حدث ذَلِك الوجع إلاّ وَقد حدثت عَلَيْهِ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وأ هَا لَيست بعيدَة من الْخطر)
وَأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى العلاج الْقوي بِحَسب عظمها فَإِن كَانَ يبلغ أَن يتراقى إِلَى الترقوة فَإِنَّهُ تحْتَاج إِلَى الفصد وَإِن كَانَ ينحدر إِلَى مَا دون الشراسيف فالعلة تحْتَاج إِلَى الإسهال مَتى كَانَ ذَلِك الوجع يسير المقدارمن مَوضِع الوجع وَلَا يحس مَعَه حَتَّى أَنه لَا يبلغ إِلَى الترقوة وَلَا إِلَى مَا دون الشراسيف فقد يُمكن أَن يكون الوجع فِي الْأَعْضَاء اللحمية الَّتِي فِي مَوضِع الأضلاع وَلذَلِك لَا خطر فِيهَا وَلَا يحْتَاج إِلَى علاج عَظِيم. لي إِنَّمَا يكون الوجع ناخساً لِأَنَّهُ فِي الغشاء المستبطن للأضلاع ويبلغ أَيْضا إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل وَقَالَ ج: يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ فِي ذَات الْجنب والرئة وهما يسيران فقد يُمكن أَن ينفع إِذا كَانَت عَلَامَات الهضم قد تقدّمت وَإِذا كَانَت فِي الصعبة وَفِي آخرهَا مَعَ ضعف العليل فَإِن ذَلِك يكون لضعف الكبد بالمشاركة وَحِينَئِذٍ يحدث الاستطلاق وَلذَلِك يكون دَلِيلا رديئاً قَالَ: يحْتَاج من المتقيحين إِلَى الكي والبط من كَانَت الْمدَّة الَّتِي فِي فضاء صَدره كَثِيرَة جدا وَهَذَا يُصِيبهُ من ضيق النَّفس أَمر غليظ جدا فيضطرب بِسَبَب عسر النَّفس أَيْضا إِلَى أَن يكويه أَصْحَاب الجشاء الحامض لَا تكَاد تصيبهم ذَات الْجنب قَالَ: قد قُلْنَا إِن ذَات الْجنب ورم يحدث فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَإنَّهُ بلون النفث يسْتَدلّ على الْخَلْط الْفَاعِل لذَلِك الورم فَإِن كَانَ النفث زبدياً فتولد الورم عَن خلط بلغمي وَإِن كَانَ يضْرب إِلَى السوَاد فتولده عَن خلط سوداوي وَإِن كَانَ أَحْمَر أَو أصفر أَو إِلَى الصُّفْرَة والحمرة فَمن خلط مراري وَإِن كَانَ أَحْمَر مشبع الْحمرَة فتولده من نفس الدَّم أَو الغشاء المغشي على الأضلاع صلب كثيف فَلَا يكَاد يقبل إلاّ خلطاً لطيفاً مرارياً وَلذَلِك صَار من الْغَالِب على طباعه البلغم لَا يكَاد يحدث لَهُ ذَات الْجنب إلاّ فِي الندرة إِن كَانَ ذَلِك البلغم فِيهِ ملوحة وحدة وَالَّذِي يَعْتَرِيه جشاء حامض فالبلغم غَالب عَلَيْهِ وَلذَلِك من كَانَت طَبِيعَته بالطبع لينَة قل مَا يَعْتَرِيه الشوصة وَسَائِر الْأَمْرَاض إِذا حدث من ذَات الرئة فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل أَن الورم كَانَ عَظِيما والخلط كثيرا من كوى من المتقيحين فَخرجت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية سلم وَإِن خرجت مِنْهُ حمائية مُنْتِنَة يهْلك قَالَ: قد كَانَ القدماء يكوون المتقيحين ليستخرجوا مِنْهُم الْمدَّة الَّتِي فِيمَا بَين الصَّدْر والرئة.
(2/125)
من كتاب مداواة ألف ألف الأسقام الْمَنْسُوب إِلَى ج قَالَ: يحرق الكرنب ويخلط رماده بشحم الْحمار ويضمد بِهِ الْجنب الوجع فَإِنَّهُ يسكن الوجع سَرِيعا.
أغلوقن: ذَات الْجنب إِذا كَانَت قَوِيَّة بلغ الوجع من أَسْفَل مراق الْبَطن إِلَى التراقي فِي الْأَكْثَر)
وينتقل فِي الْجنب ويمتد من الأضلاع العليلة إِلَى الَّتِي لَا عِلّة بهَا قَالَ يتبع ذَات الْجنب فِي الْأَكْثَر نفث مراري وَيتبع ذَات الرئة نفث بلغمي.
الْأَعْضَاء الألمة: يفرق بَين الورم الْحَار فِي الغشاء المستبطن للأضلاع وَبَينه فِي الرئة بالنبض وَذَلِكَ أَن النبض مَعَ ورم الغشاء صلب متمدد جدا وَلَيْسَ فِي ورم الرئة كَذَلِك قَالَ: ويقذف المتقيحون من الْقَيْح بالسعال فِي الْيَوْم سِتَّة أَو ثَمَانِيَة مكاييل بِالْمُسَمّى قوطولي وَهَذَا تسع أَوَاقٍ وَرُبمَا بلغ أَكثر من ذَلِك وَأما كَيفَ تدخل الْمدَّة إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة فبحث طبعي قد ذَكرْنَاهُ فِي البحوث الطبيعية وَلَيْسَ من علاج الطِّبّ قَالَ: مِمَّا لَا يُفَارق ذَات الْجنب الْحمى الحارة والوجع الَّذِي يحس صَاحبه يتمدد أَو نخس وَالنَّفس الصَّغِير الْمُتَوَاتر والنبض الصلب والسعال الملون فِي أَكثر الْأَمر وَقد يكون يَابسا وَمَا كَانَ من ذَات الْجنب لَا نفث مَعهَا سمي ذَات جنب يابسة وَهَذَا إِمَّا أَن يقبل عَاجلا وَإِمَّا أَن ينْحل بعد مُدَّة من الزَّمن أطول من مُدَّة ذَات الْجنب الَّذِي مَعَه نفث والوجع أَيْضا فِي الَّذِي لَا نفث مَعَه يبلغ إِلَى التراقي مرّة والشراسيف أُخْرَى وَالنَّفس متواتر صَغِير لَا محَالة قَالَ: وَقد يكون فِي الأضلاع أوجاع أخر تعرض مَعَ حمى وَالنَّفس أَيْضا فِي هَذِه متواتر صَغِير إِلَّا أَنه لَا ينفث فِيهَا شَيْئا الْبَتَّةَ وَشبه هَذِه الأوجاع ذَات الْجنب الْيَابِسَة إِلَّا أَن الْفرق بَينهمَا سهل فَإِن فِي هَذِه لَا يكون سعال الْبَتَّةَ وَذَات الْجنب لابد فِيهَا من السعال إِمَّا بنفث وَإِمَّا يَابِس وَلَا يكون للنبض تمدد وَلَا صلابة كحاله فِي ذَات الْجنب وَلَا الحميات الَّتِي مَعهَا أَيْضا حرارة على نَحْو مَا يكون فِي ذَات الْجنب الَّتِي لَا نفث مَعهَا وأذاه بِالنَّفسِ أقل نم أَذَى صَاحب ذَات الْجنب ويعرض بأصحاب هَذَا الوجع إِذا غمزت عَلَيْهِ من خَارج على الْموضع العليل أوجعهم وَمن كَانَ مِنْهُم كَذَلِك فَلَيْسَ ينفث شَيْئا ينقى وَذَلِكَ أَن الْخَلْط الْفَاعِل للورم لَيْسَ يرشح وَلَا ينفجر حَتَّى ينفجر إِلَى فضاء الصَّدْر لَكِن أملهَا إِلَى خَارج فَإِذا نَضِجَتْ احْتَاجَت إِلَى البطّ وَإِذا كَانَت قَليلَة الْمِقْدَار تحللت من ذَاتهَا. لي هَذَا الْكَلَام فِي الخراجات الَّتِي فِي الْجنب الَّتِي ميلها إِلَى خَارج هِيَ ضرب من ذَات الْجنب فَفرق بَينهمَا وَبَين الَّتِي ميلها إِلَى دَاخل وَهِي الَّتِي تسمى ذَات الْجنب بِالْحَقِيقَةِ.
الْعِلَل والأعراض قَالَ: المسلول يدق أَنفه وَيصير حاداً وتلطى أصداغه وتغور عَيناهُ وَتصير من آراء أبقراط وأفلاطون قَالَ: من بِهِ ذَات الْجنب يحْتَاج إِلَى التكميد والفصد والإسهال وَمَاء الْعَسَل وَالشرَاب وَمَاء كشك الشّعير وَلَكِن يحْتَاج إِلَى هَذِه فِي مَوَاقِيت وَأَسْبَاب مُخْتَلفَة فَأَما)
لاتكميد فَيحْتَاج إِلَيْهِ عِنْدَمَا يبْدَأ الوجع فِي الأضلاع كَمَا يحس لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا
(2/126)
يدْرِي أذات الْجنب هُوَ أم غير ذَلِك فيجرب بالتكميد لِأَنَّهُ إِن لم يكن ذَات الْجنب انْقَضى بالتكميد وَإِن لم ينْحل بالتكميد وَثَبت وَزَاد أخذت فِي النّظر فِي بَاب آخر وَانْظُر هَل بَدَأَ بِهِ بعد الْأكل أَو قبله أَو بعد انطلاق الْبَطن أَو لِأَنَّهُ لم ينْطَلق والأشياء الْأُخَر الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي كتاب مَاء الشّعير قد نسخناه نَحن هَاهُنَا أَعنِي من يحْتَاج إِلَى الفصد وَمن يحْتَاج إِلَى الإسهال وَمن إِلَى مَاء الْعَسَل وَمن إِلَى مَاء الشّعير وَمن إِلَى الْحمام.
الْحبّ الَّذِي بِهِ يسهل أبقراط أَصْحَاب الشوصة مَعَ الخربق ذكره فِي كتاب الْأَمْرَاض الحادة: وَهُوَ حب النّيل وَجَدْنَاهُ فِي الْمقَالة الأولى فِي الْأَدْوِيَة المسهلة.
سرابيون: الْمدَّة تَجْتَمِع فِي الصَّدْر من خراج يخرج فِي الْحجاب أَو فِي الأضلاع وَيكون فِي حَال سكونها حميات وتمدد ولهيب وضيق نفس وَعند انفجارها يعرض نافض وسعال ويحمرّ الْوَجْه وتسخن الْأَصَابِع وَإِن كَانَت قَليلَة وَالْقُوَّة قَوِيَّة نفّثها وَإِن كَانَت كَثِيرَة لم تخرج بالنفث وَرُبمَا خرجت بالبول وَالْبرَاز وَمرَّة تفْسد الْحجاب وتحدث الاختناق وَالْمَوْت وتعلّم فِي أَي الْجَانِب هُوَ من الثّقل والتقلق فِيهِ إِذا نَام على الْجنب الَّذِي لَيْسَ فِيهِ وخضخضة فِي الصَّوْت وَإِن كَانَ فِي الْجَانِبَيْنِ وجدت الْعَلامَة فيهمَا جَمِيعًا.
علاج: اسْتعْمل فِي الَّذين خرج فِي صُدُورهمْ خراج لَا يطْمع أَن ينْحل بالإنضاج بالأضمدة نَحْو ضماد التِّين واسقهم مَاء الْعَسَل وَمَاء التِّين وطبيخ الزوفا الْيَابِس إِذا نَضِجَتْ فَأَرَدْت أَن تقيّح فاسقهم الْأَشْيَاء القوية التقطيع وأعطهم عِنْد النّوم حب الفاواينا وبخّرهم فِي حلقوهم بقصبة باللبنى وَلست أرى أَن تقيّئهم لِأَن ذَلِك رُبمَا فتق فتقاً كثيرا فَسَالَ دفْعَة شَيْء يختنق بكثرته فَإِذا بَدَت المدّة تصعد فأعِن ذَلِك بالملطّفات وَإِذا ظهر الهضم التَّام وانحطت الْعلَّة فَلَا شَيْء أعون على تنقية الْمدَّة من المثروديطوس وترياق الأفعي وَإِذا لم تكن حمى وَلَا نحافة فِي الْجِسْم فَإِن كَانَت الْمدَّة بهَا من الْكَثْرَة مَا لَا يُمكن أَن تخرج بالنفث نقّب الصَّدْر بمكوى حَدِيد وَأخرج ثمَّ عولج.
لي أَنا أرى كَمَا يَبْدُو أثر الْخراج فِي الْجنب أَن تفصد الْيَد الْمُقَابلَة وَيخرج الدَّم فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ فِي الثَّانِي وَالثَّالِث يخرج الدَّم فِي مَرَّات وتفجر الْعُرُوق أَيْضا ثمَّ افصد الرِّجل الَّتِي تَحت الْجَانِب العليل ويحجم عَلَيْهِ ثمَّ افصد الْيَد من الْجَانِب العليل فَإِن لم ينفع هَذَا)
وضعت على الْجنب الْأَدْوِيَة المحللة الحارة والمحاجم كي تجذب الْخراج إِلَى خَارج فَإِن ميله إِلَى ابْن سرابيون: ذَات الْجنب مِنْهَا صَحِيحَة وَهُوَ أَن يكون الورم فِيهَا فِي الغشاء المستبطن للأضلاع من دَاخل وعلامته أَن يكون فِيهَا نفث وَلَا يحس بالوجع من خَارج الأضلاع إِذا غمز عَلَيْهِ وتقيح إِلَى خَارج أَو يتَحَلَّل وَلَا يكون مَعَه نفث من أَوله إِلَى آخِره وَإِذا كَانَ الوجع
(2/127)
فِي ذَات الْجنب الصَّحِيحَة بلغ الترقوة فالورم فَوق فِي أَعلَى الْحجاب وبالضد وأطولها مُدَّة مَا لَا يحدث فِيهِ نفث فِي أول الْأَمر إِلَى الْأَيَّام الْأَرْبَعَة ثمَّ الَّذِي يحدث فِيهِ نفث إلاّ أَنه رَقِيق يفصد فِيهَا وتلي الطبيعة بالأشياء اللينة ويحقن بالحقن اللينة واسقه مَاء الشّعير قَالَ وَأَنا أرى أَن يكون الفصد فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة من الْجَانِب الْمُخَالف فَإِذا اسْتَقر وَفرغ فَمن جَانبهَا وألِن الْبَطن بالأشياء اللينة وَمَاء الشّعير فَإِنَّهُ يسكن السعال ويسهل النفث قَالَ وضمد الصَّدْر فِي أول الْأَمر بالشمع الْمُصَفّى ودهن البنفسج وَبَعض اللعابات والكثيراء وبآخره بالضماد الْمُتَّخذ بالبابونج ودقيق الشّعير وأصل الخطمى وأصل السوس ودهن الْحل والتغذي دَائِما بِمَاء الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا رُطُوبَة وجلاء ليعين على نفث الْمدَّة كالمتخذ من نَقِيع النخالة والفانيذ ودهن اللوز فاسقه شراب الْعَسَل إِذا لم تكن حمى وَلَا عَطش وَإِلَّا فشراب البنفسج والجلاب.
روفس فِي كتاب ذَات الْجنب: البصاق الأملس العديم الرَّائِحَة يدل على أَن الْخراج نقي وَقد أَخذ يلتئم خَاصَّة إِن وجد بعد ذَلِك سُكُون الْأَعْرَاض وَقَالَ: إِن ذَات الْجنب ورم فِي العضلة الَّتِي فَوق الأضلاع وَهَذِه العضلة كَثِيرَة الْحس جدا ويبلغ وجعها إِلَى الْكَتف وَرُبمَا نزل إِلَى أَسْفَل الأضلاع وَيكون مَعَ هَذَا سعال يَابِس وَحمى تهيج لَيْلًا وَرُبمَا كَانَ مَعَ هذيان وضيق نفس ويضطجع أبدا على جَانِبه الْأَلَم فَلَا يقدر أَن يتَحَوَّل إِلَى الْجَانِب الآخر وَإِن قذف صَاحبهَا بزاقاً بلغمياً فالعلة سليمَة وَالدَّم بعده فِي قلَّة الْخطر وَأما الصفراوي فرديء وأردى مِنْهُ السوداوي وَإنَّهُ كَانَ يسكن الوجع والحمى بعقب بصاق وَنَفث كثير فَهُوَ جيد وَبِالْعَكْسِ وَإِن كَانَ لَا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ ودام ضيق النَّفس وَعلا الغطيط وَاشْتَدَّ لَهب الْحمى فقد قرب هَلَاكه فَإِن لم يقذف من أول الْيَوْم الرَّابِع طَال مَرضه وَإِن قذف قبل الرَّابِع أسْرع فَإِن لم ينق بالنفث سلّ. لي ذَات الْجنب ورم حَار فَرُبمَا انحل من غير جمع وَهَذَا لَا نفث مَعَه إلاّ رَقِيق صديدي وَمَتى تقيح ... ... ينفث فَهُوَ سل.)
روفس: أَكثر مَا تعرض فِي الخريف واشتاء وَتعرض فِي جَمِيع الْأَسْنَان وَقل مَا تعرض الشتَاء وخاصة الَّتِي طمثها دَائِم وَأكْثر مَا تعرض فِي هبوب الشمَال.
أهرن: ضماد جيد للشوصة إِذا لم تكن شَدِيدَة الالتهاب والحرارة يُؤْخَذ عصير الكرنب ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان ألف ألف وخطمى وأطراف البابونج ودقيق حوري فاعجن
(2/128)
النبض الْكَبِير: قَالَ إِذا كَانَ التَّوَاتُر مفرطاً جدا فِي نبض أَصْحَاب الشوصة دلّ على أَن الْعلَّة ستميل إِلَى الرئة حَتَّى يحدث مِنْهَا ذَات الرئة أَو ينذر بغشى يحدث والقليل التَّوَاتُر هُوَ أقل تواتراً من التَّوَاتُر الْخَاص بِهَذِهِ الْعلَّة لِأَن هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَ فِيهِ تَوَاتر صَالح أنذره بسبات يحدث أَو آفَة بالعصب وَالِاخْتِلَاف المنشاري فِي النبض هُوَ بِهَذِهِ الْعلَّة أخص مِنْهَا بغَيْرهَا من الأورام فَإِن كَانَ هَذَا الِاخْتِلَاف يَسِيرا فَإِن ورم الغشاء المستبطن للأضلاع لَيْسَ بسريع النضج وَإِن كَانَ هَذَا الِاخْتِلَاف شَدِيدا دلّ على صعوبة الْمَرَض وعسر نضجه وَإِذا كَانَت الشوصة على هَذِه الْحَال ثمَّ كَانَ مَعَ قُوَّة قَوِيَّة فإمَّا أَن يبطيء نضجها زَمَانا طَويلا وَإِمَّا أَن يؤول إِلَى جمع الْمدَّة وَإِمَّا إِلَى ذبول السل وَإِن كَانَت مَعَ قُوَّة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ ينذر بِمَوْت سريع فَإِذا استحكمت المِدة ذهب الِاخْتِلَاف فِي النبض وجدت النبض الدَّال على جمع الْمدَّة وَإِن آل الْحَال إِلَى الذبول رَجَعَ النبض إِلَى النبض الْخَاص بالذبول وَقَالَ: الشوصة ورم حَار يحدث فِي الغشاء المغشي على الأضلاع من دَاخل الْمَعْرُوف بالمستبطن للأضلاع وَلذَلِك تتبعه حمى لِأَن الورم قريب من الْقلب وَمن أجل أَن الْحمى تكون حارة يكون النبض سَرِيعا وَلِأَن الْعُضْو الوارم عصبي يكون النبض صلباً بِمِقْدَار بيّن ولمكان صلابته يكون أَصْغَر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ الْحمى فَيجب لذَلِك أَن يكون متواتراً إِذْ كَانَت الْحَرَارَة تحْتَاج إِلَى عظم النبض والصلابة لَا تواتي لتستدرك بالتواتر مَا فَاتَ من عظم الانبساط وَلَيْسَ التَّوَاتُر فِي كل شوصة سَوَاء لِأَن الْخَلْط الَّذِي يحدث عِنْد الورم إِن اتّفق أَن يكون صفراوياً كَانَت الْحمى أحدّ وأخفّ بِالْقُوَّةِ وَإِن كَانَ بلغمياً كَانَ أسكن وَكَانَ إِلَى أَن يحدث سباتاً أقرب من أَن يحدث هذياناً وسهراً والدماغ يشْتَرك مَعَ عِلّة هَذَا الغشاء دَائِما لما يصل إِلَيْهِ من بخارات الأخلاط الَّتِي تفعل هَذَا الورم فَإِذا كَانَ الْخَلْط صفراوياً بخر إِلَيْهِ بخار يشبه نفثه لطيف الدُّخان حاراً فَيحدث لذَلِك اخْتِلَاط وتهيج وَإِن كَانَ بلغمياً كَانَ مَا يبخر إِلَى الدُّخان شبه الضباب الكدر وَالَّذِي هُوَ بِمَنْزِلَة الْغَيْم فَإِذا وصل هَذَا إِلَى الدِّمَاغ رطبه وَثقله وأورث السبات وَرُبمَا كَانَ النبض الشَّديد الْمُتَوَاتر ينذر إِمَّا بالغشي وَإِمَّا أَن يؤول الْأَمر إِلَى ذَات)
الرئة عِنْدَمَا يكون الورم من خلط حَار يغلي فَيكون مِنْهُ الغشي من أجل إضراره بِالْقَوِيّ وَأما ورم الرئة فَإِنَّهُ يَجْعَل النبض متواتراً لِكَثْرَة الْحَاجة وَصغر الانبساط وَإِذا صَار الورم كثير التَّوَاتُر لم يخل أَن يكون الورم قد مَال إِلَى الرئة وَإِمَّا أَن يكون شَدِيد الْحَرَارَة يغلي لِشِدَّتِهِ وَهَذَا يجفف بِالْقُوَّةِ جدا فيورث الغشي وَأما قلَّة التَّوَاتُر ينذر بسبات أَو آفَة فِي العصب لِأَنَّهُ يدل على ألف ألف أَن الْخَلْط الْفَاعِل للورم بلغم والبخار الَّذِي مِنْهُ يصعد إِلَى الدِّمَاغ بَارِد فَإِذا كثر هَذَا البخار فِي الدِّمَاغ فَإِنَّهُ إِن كَانَ قَوِيا وَأمكنهُ أَن يَدْفَعهُ عَن نَفسه إِلَى بعض الْأَشْيَاء الْمُتَّصِلَة بِهِ أحدث آفَة بالعصب وَإِن لم يُمكن دَفعه عَن نَفسه أحدث السبات. لي وَأما جمع الْمدَّة فِي الصَّدْر والذبول فَنَذْكُر فِي النبض وَإِنَّمَا ذكرنَا هَذِه هَاهُنَا لدلَالَة فِي الْكَلَام على الْعلَّة.
(2/129)
النبض قَالَ: لَا يكَاد يكون فِي الصَّدْر والحجاب أورام بلغمية إلاّ من بلغم غليظ لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء كثيفة لَا تقبل هَذِه الأخلاط وَإِنَّمَا تكون الأورام من خلط صفراوي أَو دم لطيف جدا قَالَ: وَإِذا حدث الورم بالحجاب فَإِن أَصْحَابه يختلطون وَيكون النبض فِي غَايَة الصلابة وَيكون صَغِيرا متواتراً وَلَا يتبع ورم الْحجاب حمى فِي أول الْأَمر لَكِن وجع وضيق النَّفس فَقَط ثمَّ إِذا عفنت تِلْكَ الفضول جَاءَت الْحمى قَالَ: فَأَما الورم فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِنَّهُ إِن كَانَ النبض فِيهِ صلباً صَغِيرا متواتراً جدا فَلَا ينجو صَاحبه خَاصَّة وَإِن كَانَ صلباً غَايَة الصلابة إِلَّا أَن الِاخْتِلَاط فِي أَصْحَاب ذَات الْجنب أقل مِنْهُ فِي أَصْحَاب ورم الْحجاب لِأَن الَّذِي يتَّصل بالحجاب من الدِّمَاغ أقرب.
هُنَا تمّ السّفر الرَّابِع على مَا جزّأه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه السّفر الْخَامِس فِي علل الْمعدة والمريء وَمَا يتَعَلَّق بذلك
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد النَّبِي وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)
(2/130)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(الْجُزْء الْخَامِس)
(2/131)
(فارغة)
(2/132)
(أمراض المريء والمعدة)
وَمَا يتَعَلَّق بذلك)
ألف ألف (مَا يعرض فِي المريء والمعدة. .) من أمراض سوء المزاج وأمراض الْخلقَة وانتقاض الِاتِّصَال والأورام والقروح وأمراض الْمعدة الخربة وَفَسَاد المزاج وَضعف الْقُوَّة الجاذبة وبطلانها والماسكة والدافعة والهاضمة وَمن يستمرئ الغليظ والفواق والرعدة والرعشة فِيهِ يتَّصل كل ذَلِك فِي أول الْأَمر فَيُقَال يحدث فِيهَا كَيْت وَكَيْت وتعطى العلامات والعلاجات والحموضة على الصَّدْر وسيلان اللعاب وانحلال الْفَرد وَأمر الوجع والقيء بعد الطَّعَام. 3 (قَالَ ج: فِي آخر الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء) مَتى كَانَت 3 (القرحة فِي الْمعدة فاسقة الْأَدْوِيَة) وَمَتى كَانَت فِي المريء فَلَا تسقه إِيَّاهَا فِي مرّة بل فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا لِأَن الْمَرْء ينْتَفع بالأدوية فِي ممرها فَقَط وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن أَن تثبت فِيهِ وتلاقيه وقتا طَويلا كَمَا يكون ذَلِك فِي الْمعدة ولتكن أدوية أَشد لزوجة وَأَغْلظ لتلتزق بِهِ وَلَا تزلق عَنهُ وَإِنَّمَا يجمد عَلَيْهِ وَيلْزق بِهِ مَا كَانَ غليظاً. 3 (فِي السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء) 3 (ضعف الْمعدة) قَالَ: أَصْحَاب التجربة لَا يعْرفُونَ من مداواة ضعف الْمعدة إِلَّا أَن يأمروا العليل بتناول الأغذية القابضة الَّتِي تميل إِلَى المرارة وبالشراب الخشن العفص وَتَأْخُذ الأفسنتين والأدوية المتخذة بعصير السفرجل وَنَحْوهَا وينطل على الْمعدة زَيْت قَابض قد طبخ فِيهِ أفسنتين وَيُوضَع عَلَيْهَا بعد ذَلِك صوف مبلول بِهَذَا الزَّيْت أَو بدهن السفرجل أَو دهن المصطكى أَو دهن الناردين ثمَّ يلْزم بعد ذَلِك قيروطاً متخذاً بِهَذِهِ الأدهان ثمَّ أدوية آخر أقوى من ذَلِك وأبلغ وَهِي أضمده متخذة بطيوب قابضة وبهذه الأدهان الَّتِي ذكرت مَعَ أدوية قريبَة الْقُوَّة مِنْهَا كالسنبل والحماما وقصب الذريرة وأصول السوسن واللاذن والساذج والميعة السائلة والمقل الْيَهُودِيّ ودهن البلسان وحبه وَعوده وَسَائِر الطيوب فَإِن لم تعْمل هَذِه كلهَا شَيْئا دووه بالأضمدة المحمرة وَهُوَ إِمَّا دَوَاء الْخَرْدَل والتفسيا وَيبْعَث بِهِ إِلَى الْحمة.)
(2/133)
لي ضعف الْمعدة تَقْصِير الشَّهْوَة أَو الهضم قَالَ: وقرانيطش فَإِنَّهُ كَانَ يَأْمر من شكى إِلَيْهِ أَنه لَا يستمرئ طَعَامه وَأَنه يشتهى أَن يسْتَعْمل الرياضة أَولا ويتناول من الطَّعَام رمقه ويقله مِقْدَارًا فَإِن لم ينْتَفع بذلك أَخذ فِي علاج أَصْحَاب التجربة شَاءَ أَو أَبى أما أَنا فعلمني الْقيَاس ثَمَانِيَة أَصْنَاف تداوى بهَا الْمعدة ألف ألف الضعيفة وَذَلِكَ أَنِّي سقيت قوما مَاء بَارِدًا فبرؤا فِي يَوْم لَا بل فِي سَاعَة وَخلق كثيرٌ مِنْهُم بردته لَهُ بثلج وأطلقت لَهُم أكل الْأَطْعِمَة المبردة على الثَّلج وَكَذَلِكَ أنلتهم فواكه بَارِدَة مبردة على الثَّلج وكشك الشّعير الْمُحكم الطَّبْخ مبرداً على ثلج ومنعتهم من تنَاول الأفسنتين وكل شَيْء يقبض وَكَانَ غرضي أَن أبرد فَقَط وَأما قوم آخَرُونَ فَإِنِّي منعتهم من الْأَشْيَاء القابضة وأسخنتهم بِكُل وَجه من ذَلِك أَنِّي سقيتهم شرابًا عتيقاً قَوِيا حاراً فِي الْغَايَة وَأَكْثَرت الفلفل فِي طعامهم وَآخَرُونَ جعلت غرضي تجفيف معدهم فأطعمتهم أَطْعِمَة يابسة قد مَسهَا النَّار فِي شيها وأقللت شربهم وألزمتهم الْأَشْيَاء القابضة ومنذ قريب داويت من صَار فِي حَال الذبول وَذَلِكَ أَنه كَانَ بِهِ سوء مزاج يَابِس مُنْذُ أول الْأَمر فَأَخْطَأَ عَلَيْهِ الْأَطِبَّاء فسقوه أفسنتيناً وأطعموه أَطْعِمَة مرّة قابضة فَصَارَ بِهَذِهِ المداواة فِي حد من بِهِ دق فقصدت لترطيبه قَالَ: أَقُول: إِن الاستحالة إِلَى الْحَرَارَة أَو الْبُرُودَة أسهل مداواة وأسرع برءاً لِأَن إصْلَاح كل وَاحِد مِنْهُمَا يكون بكيفية فاعلة قَوِيَّة والاستحالة إِلَى الرُّطُوبَة واليبس أعْسر مداواة وَأنكر برءاً لِأَن مداواتها تكون بكيفيات ضَعِيفَة منفعلة.
وَلَا سِيمَا حِين يحْتَاج إِلَى الترطيب وَسُوء المزاج الْحَار سَوَاء سوء المزاج الْبَارِد وَالزَّمَان الَّذِي يحْتَاج إِلَى إصلاحها فِيهَا سَوَاء بل الثِّقَة فِي الْعَاقِبَة لَيست فِيهَا سَوَاء وَذَلِكَ أَنه لم يكن جَمِيع مَا حول الْعُضْو الَّذِي يبرد مزاجه حِين يداوى من الْحَرَارَة قَوِيا لم يُؤمن عَلَيْهِ أَن تناله من الْأَشْيَاء الْبَارِدَة مضرَّة عَظِيمَة. قَالَ أَبُو بكر: هَذَا علاج عَام للمعدة والكبد وَنَحْوهمَا 3 (سوء المزاج الْيَابِس وَالرّطب) فهما فِي أَمر الْعَاقِبَة سَوَاء وَأما فِي طول الْمدَّة فَإِن مُدَّة إصْلَاح المزاج الْيَابِس أَضْعَاف مُدَّة إصْلَاح سوء المزاج الرطب. فِي ابْتِدَاء النهوك وَعلة اليبس: إِن منزلَة سوء المزاج الْيَابِس منزلَة الشيخوخة فَلذَلِك هُوَ غير قَابل للعلاج وممتنع الْبُرْء إِذا استحكم وَغَايَة استحكامه أَن يكون جَوْهَر الْأَعْضَاء الصلبة قد يَبِسَتْ دون هَذَا اليبس. ولليبس مَرَاتِب: إِحْدَاهَا وَهِي الْمرتبَة الأولى أَن يكون إِنَّمَا يَبِسَتْ الْأَعْضَاء الَّتِي من جَوْهَر رطب الَّتِي أخذت فِي الإنعقاد والجمود بِمَنْزِلَة الشَّحْم وَاللَّحم إِذا ذابا وانحلا والمرتبة الثَّانِيَة أَن تكون الرُّطُوبَة الَّتِي مِنْهَا تغتذي الْأَعْضَاء قد قلت فيبس الْبدن وَهَذِه الرُّطُوبَة مَوْجُودَة فِي الْأَعْضَاء كلهَا مبثوثة فِيهَا بِمَنْزِلَة الرذاذ وَهَذِه الرُّطُوبَة لن يُمكن أَن
(2/134)
تخلف إِلَّا بالغذاء وَلِهَذَا صَار مداواة هَذِه الْأَعْرَاض مِمَّا يعسر ولليبس فِي الْجِسْم مرتبَة أُخْرَى وَهُوَ من قلَّة الدَّم وَاسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة القابضة والأشربة والأدوية الْجَارِيَة هَذَا المجرى أضرّ الْأَشْيَاء ألف ألف بِهَذِهِ الطَّبَقَات كلهَا من اليبس وَذَلِكَ أَنه يفنى مَا بَقِي من الرُّطُوبَة الطبيعية فِي الْأَعْضَاء بِأَن تمتص بَعْضهَا وتنشف بَعْضهَا وتخرجه من المجاري إِلَى دَاخل تجويف الْمعدة وَيدْفَع بَعْضهَا إِلَى الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة مِنْهَا وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَيَنْبَغِي أَن توسع ماانضم وضاق من المجاري وتجتذب مَا انْدفع إِلَى الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة وتملئ كل وَاحِد من الْأَعْضَاء المتشابهة الْأَجْزَاء رُطُوبَة مشاكلة بالغذاء المرطب على نَحْو مَا داويت الرجل الَّذِي كَانَ الْأَطِبَّاء أيبسوه فَإِنَّهُ كَانَ من طَرِيق الْحر وَالْبرد سليما لَا يغلب عَلَيْهِ أَحدهمَا لَا فِي جملَة بدنه وَلَا فِي معدته إِلَّا أَنه كَانَ من اليبس ونحافة الْجِسْم فِي الْغَايَة لإن معدته لم تكن تستمرئ الطَّعَام حسنا للَّذي نالها من الضعْف من أجل سوء المزاج الْيَابِس وَكَانَ الْغَرَض فِي مداواته وترطيب معدته وَجُمْلَة جِسْمه وَأَنا واصف الْأَشْيَاء الْجُزْئِيَّة الَّتِي داويته بهَا.
قَالَ جالينوس: جعلته قَرِيبا من الْحمام وَكنت أدخلهُ على مفرشه فِي كل غَدَاة إِلَيْهِ لِئَلَّا يَتَحَرَّك فتجففه الْحَرَكَة وتضعفه وتنحل قوته.
لي لِأَن الْحمام يرخى الْقُوَّة. قَالَ: ويلبس ثِيَابه وَهُوَ رطب لإني لَا أوثر أَن يَنَالهُ هَوَاء الْحمام الْحر وَليكن مَاء الأبزن معتدلاً جدا وقريباً من بَاب الْحمام الْقَرِيب من المسلخ لإن المفرط الْحَار يحدث فِي الْأَبدَان الضعيفة بردا من غير أَن يشْعر بِهِ أَصْحَابهَا والمفرط الْبرد يجمع ظَاهر الْجِسْم وَيضم مسامه ويضيقها وَنحن قصدنا توسيع المسام وتفتيحها إِذا كَانَت منضمة ضيقَة فإمَّا المعتدل)
فيفعل ذَلِك وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَنه يستلذه فتتحرك اللَّذَّة الطبيعية وتحركه للأنبساط والتفتيح والتمدد إِلَى كل نَاحيَة يتلاقاها مِنْهَا الشَّيْء السار لَهَا وحالها فِي ذَلِك خلاف حَالهَا عِنْدَمَا لي قَوْله يحدث المَاء الْحَار بردا يَعْنِي أَنه يحدث مِنْهُ قشعريرة وانضمام تكاثف الْجِسْم.
قَالَ: وَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ بعجب أَن يقشعر من المؤذي وَيكثر وتضيق وتصلب مسامه وَإِذا لقِيه المضاد تؤذي أَعنِي مَا يستلذه حدث فِيهِ خلاف ذَلِك فينبسط الْجِسْم ويتسع مسامه وَكنت أسقيه سَاعَة يخرج من الْحمام لبن الأتن وَأدْخل الأتان إِلَيْهِ فِي بَيت مرقده حرازاً من احتباس اللَّبن فِي الْهَوَاء فيستحيل وَلَو أمكن أَن يمتص الثدي لَكَانَ أَجود وَلبن الأتن فِي هَذِه الْعلَّة أفضل من غَيره لإنه ألطف الألبان وأرقها وَلِهَذَا هُوَ أقلهَا تجبناً فِي الْمعدة وأسرعها نفوذاً فِي الْجِسْم كُله وَهَذِه الْأَبدَان شَدِيدَة الْحَاجة إِلَيْهِ لإنها تحْتَاج أَن تتغذى فِي أسْرع وَقت وَلِأَن منافذ الْغذَاء الَّتِي يسْلك فِيهَا ضيقَة منضمة مِنْهُم فَيَنْبَغِي أَن تسقيهم اللَّبن وَحده وَمَعَ شَيْء يسير من عسل مفتر وَليكن الْعَسَل وَاللَّبن على أفضل مَا يكون من الْجَوْدَة وَكَذَا يَنْبَغِي أَن تتقدم فِي علف الأتان بأَشْيَاء مُوَافقَة وتراض رياضة
(2/135)
معتدلة وَإِن كَانَ مَعهَا جحش فرق بَينهمَا ولتكن فتية قد بلغت مُنْتَهى الشَّبَاب ألف ألف وَيَعْنِي بِأَن تستمرئ غذاءها جيدا وَيعرف ذَلِك من رَائِحَة روثها إِذا لم يكن منتناً وَكَانَ نضيجاً وتعلف حشايش لَيست رطوبتها كَثِيرَة وَمن التِّبْن الْيَابِس وَالشعِير قصدا وَلَا تدع حسها وتمرينها وَإِذا رَأَيْت روثها أرطب مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَ منتناً مملوءاً رياحاً فَاعْلَم أَنَّهَا لم يستمرئ غذائها فزد فِي رياضتها وأنقص من عَلفهَا وأبدله بِغَيْرِهِ مِمَّا هُوَ أوفق وَإِن كَانَ أَصْلَب فبالضد قَالَ: وَبعد أَن تسقيه فَاتْرُكْهُ ليستريح إِلَى وَقت دُخُول الْحمام ثَانِيَة ثمَّ أمرخه مرخاً معتدلاً بدهن وَبعد أَن ينهضم الْغذَاء انهضاماً تَاما وعلامة ذَلِك الجشاء وَمِقْدَار انتفاخ الْبَطن وَبِالْجُمْلَةِ أجعَل الْوَقْت بَين دُخُول الْحمام فِي الْمرة الأولى وَالثَّانيَِة أَربع سَاعَات أَو خمْسا هَذَا إِذا أردْت أَن تدخله الْحمام مرّة ثَالِثَة وَلَا تدخله مرّة ثَالِثَة إِلَّا أَن يكون مُعْتَادا بِدُخُول الْحمام كثيرا فَإِن لم يدْخل مرّة ثَالِثَة فانتظر بِهِ فِيمَا بَين الْمرة الأولى وَالثَّانيَِة بساعات أَكثر وأمسحه بدهن كل مرّة يستحم قبل أَن يلبس لِأَن ذَلِك منعش للجسم ومعدل لَهُ وَهُوَ كالدلك قَالَ: المَاء الْحَار ينتفخ بِهِ الْأَعْضَاء وتربو فِي أول الْأَمر ثمَّ أَنه بعد تقصف وتنضم وَكَذَلِكَ إِن أردْت أَن تزيد فِي اللَّحْم أَن تجْعَل الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار إِلَى أَن ينتعش الْجِسْم وينتفخ وَإِن أردْت أَن تنقص من اللَّحْم فأطل بعد ذَلِك حَتَّى يذهب ذَلِك الانتفاخ وَأعلم أَن)
الْوَقْت الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ لتنفض اللَّحْم والتحليل لَهُ عرض كثير وَالْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ للتزيد فِي اللَّحْم يضيق لإنه فِي أول مَا ينتعش الْجِسْم وينتفخ يَنْبَغِي أَن يقطع أسخانه: قَالَ: والانتفاخ والانتعاش لَهُ فِي كل جسم حد خَاص لَهُ لإن الْبدن القضيف لَا يُمكن أَن يتْرك ينتفخ وينتعش كأبدان المرطوبين الأصحاء لإنه سَاعَة ينتفخ يَأْخُذ فِي التَّحْلِيل على الْمَكَان فَأَما أبدان الأصحاء فلهَا فِي ذَلِك عرض صَالح وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تتفقد لِئَلَّا يفوتك الْوَقْت وَأَن لَا تشعر فَيجوز وَكَذَلِكَ إِذا دلكت بدناً قد قضف جدا فحسبك مِنْهُ لِأَن يحمر فَقَط وَإِن أَنْت أحممته فحسبك مِنْهُ أَن يسخن سخونة معتدلة فَأن تجاوزت بِهِ ذَلِك وأطلت اللّّبْث فِي أحد الْأَمريْنِ كنت إِلَى أَن تنحله وتقصفه وَبعد الاستحمام أمسحه بدهن كَيْلا ينْحل بِأَكْثَرَ مِمَّا يجب لَكِن تسده مسام الْجلد وَفِي ذَلِك أَيْضا مَنْفَعَة أُخْرَى وَهُوَ أَن يمْنَع من يلْحقهُ من الْهَوَاء مضرَّة وَإِن استلذ الْمَرِيض اللَّبن فأعطه مِنْهُ مرّة ثَانِيَة بعد الاستحمام الثَّانِي وَإِن كَانَ لَا يستلذه فأسقه فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء الشّعير مُحكم الطَّبْخ ودعه يسترح أَيْضا ثمَّ أدخلهُ مرّة ثَالِثَة أَو عَشِيَّة بعد أَن يستريح وَاتخذ لَهُ خبْزًا نظيفاً نضيجاً قد حمر تحميراً معتدلاً ويأكله مَعَ بعض أَنْوَاع السّمك الرضراضي أسفيدباجا وَينْتَفع أَيْضا بِأَكْل أَجْنِحَة الديوك وخصاها المربى بِالتِّينِ فَإِن لم يكن فالديوك الراعية والحجل والعصافير الجبلية الرُّخْصَة واجتنب الصلبة اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ ألف ألف تحْتَاج إِلَى مَا كَانَ كثير الْغذَاء وَهُوَ مَعَ ذَلِك خَفِيف سريع الانهضام لَا لزوجة
(2/136)
فِيهِ وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون كَذَلِك الشَّيْء السَّرِيع الانهضام فِي غَايَة الْغذَاء وكثرته وَهُوَ مَعَ ذَلِك خَفِيف سريع الانهضام وَلَيْسَ يُمكن أَن يكون الشَّيْء الْكثير الْغذَاء فِي الْغَايَة غير لزج وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ الْغذَاء يهضم نَفسه وَينفذ نَفسه وَيلْزق بالجسم من غير أَن تكون الطبيعة تحيله وتقلبه لَكَانَ الْكثير الْغذَاء فِي الْغَايَة أوفق لهَذَا الْجِسْم وَلَكِن لإن الْغذَاء يجب أَن يَسْتَحِيل فَلهَذَا لَيْسَ ينفع هَذَا الْأَبدَان الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء وَهِي تبطئ وتضعف عَنْهَا هَذِه الطبائع وَلَا تحْتَاج أَيْضا إِلَى الطَّعَام الَّذِي فِي غَايَة سرعَة الهضم إِذْ كَانَت هَذِه لَا يُمكن أَن تغذو غذَاء كثيرا فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن تجْعَل غرضك فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَعنِي أَن يخْتَار الْكثير التغذية السَّرِيع الهضم غير اللزجة وَغير الصلبة.
قَالَ: وَتَنَاول شراب وَذَلِكَ أَن جَمِيع من ينعش بدنه لَا يصلح لَهُ من الْأَشْرِبَة غير الشَّرَاب وَحده بعد أَن لَا تكون حمى وَيكون الشَّرَاب مائياً وَفِيه قبض يسير وليتوقوا الشَّرَاب الْقوي لإنه يضرهم بقوته فَأَما الشَّرَاب المائي الْقَابِض الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء فَإِنَّهُ أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم لإنه قد)
جَاوز حد المَاء وَبعد عَن مَا هُوَ عَلَيْهِ المَاء من الضعْف وَلم يبلغ إِلَى حد القوى فِيمَا يحذر من مضرته وَليكن مِقْدَار مزاج المَاء بِحَسب مَا تقصد إِلَيْهِ الْأَعْرَاض الَّتِي وصفت لَك وَاعْلَم أَن المَاء لبرودته يبطئ فِي الْمعدة وَفِيمَا دون الشراسيف وَيحدث نفخاً وقراقر وَيحمل قُوَّة الْمعدة وَيصير ذَلِك سَببا لسوء الاستمراء وَلَا يعين على نُفُوذ الْغذَاء كَبِير مَعُونَة وَأما الشَّرَاب فبالضد من ذَلِك أَعنِي أَنه يسْرع النّفُوذ ويحلل النفخ ويبدرق الْغذَاء ويولد دَمًا جيدا ويسرع التغذية وَيزِيد فِي قُوَّة الْأَعْضَاء ويسوق الفضول إِلَى البرَاز وأسقه مِنْهُ بِقدر مَا لَا يطفو فِي معدته وَلَا تُوجد لَهُ قراقر وَليكن غذاؤه بِقدر مَا لَا يثقل الْمعدة لتخف ويزل عَنْهَا فِي أسْرع الْأَوْقَات وَحَتَّى لَا تتمدد الْمعدة وَلَا تنتفخ وتفقد فِي الْيَوْم الأول فَإِن رَأَيْت قد عرض شَيْء من هَذَا نقصت من الْغذَاء فِي الْيَوْم الثَّانِي بِقدر الْعَارِض فَإِن لم يعرض فِيهِ شَيْء زِدْت فِيهِ شَيْئا يَسِيرا وَكَذَا تفعل فِي الْيَوْم الثَّالِث تزيد وتنقص بِحَسب مَا يُوجب كَمَا تزيد النَّاقة وَمن احْتَاجَ إِلَى إنعاش بدنه فَمن الْوَاجِب أَن تزيد فِي حركته بالركوب وَالْمَشْي بِقِيَاس زِيَادَة الْبدن وَتفعل سَائِر مَا يجب أَن تَفْعَلهُ على طَرِيق التَّدْبِير المنعش وَهُوَ تَدْبِير النَّاقة فَإِن ذَلِك التَّدْبِير وَهَذَا من جنس وَاحِد إِلَّا إِن ذَلِك أصعب لإن مَعَه ضعف الاستمراء قَالَ بَين هَذَا وَبَين النَّاقة: إِن حَال النَّاقة فِي جملَة بدنه كَحال هَذَا فِي معدته فَقَط والناقة إِنَّمَا يذهب لَحْمه لإن الرطوبات الَّتِي تتغذى بهَا الْأَعْضَاء تَجف على طول الْأَيَّام وَأما هَذَا فَلِأَن معدته تَجف بهزال بدنه على طول الْأَيَّام لإنه لَا يتغذى قَالَ: وَهَذِه ألف ألف الرُّطُوبَة الذاهبة من هذَيْن يُمكن أَن تخلف بالغذاء لإنهاليست تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي بهَا إتحاد أَجزَاء الْأَعْضَاء بل هِيَ الَّتِي هِيَ مبثوثة فِي خلل الْأَعْضَاء كالرذاذ قَالَ: فَإِذا رجعُوا قَلِيلا فزد فِي التَّدْبِير المنعش المقوي وزد فِي الدَّلْك وَالرُّكُوب وكمية الْغذَاء وكيفيته لتجعله بذلك أَكثر اغتذاء فَإِذا قَارب الصِّحَّة فاقطع عَنهُ كشك الشّعير وَاللَّبن والحسو الْمُتَّخذ من الخندروس
(2/137)
ورده إِلَى الْأَطْعِمَة الَّتِي كَانَ يألفها ودرجه فِي ألطفها قَلِيلا قَلِيلا فتطعمه أَولا الأكارع وَاللَّحم البائت لَيْلَة وعَلى طَرِيق الْعَادة الَّتِي كَانَت لَهُم وَليكن بالعشاء أقوى.
لي إِنَّه يَنْبَغِي للناقة وَالَّذِي بمعدته سوء مزاج يَابِس وَالَّذِي قد شَارف الْوُقُوع فِي الذبول فَإِن هَذَا التَّدْبِير عَام فيهم وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء كثير وَلَيْسَ يقدرُونَ على استمراء الْغذَاء المعتدل فضلا عَن الْكثير فَيجب أَن يغذو قَلِيلا قَلِيلا شَيْئا فَشَيْئًا فِي مَرَّات فَإِذا أَقبلُوا إِلَى الصِّحَّة فاكتف بتغذيتهم فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ ليستمرئ طَعَامه الأول وينهضم انهضاماً محكماً قبل أَن يتَنَاوَل)
الْعَام الثَّانِي وَإِذا ذَاك كَذَلِك فَيجب على هَذَا أَن يكون الطَّعَام الأول ضَعِيفا خَفِيفا ليستمرئ وينهضم وينحدر فضلته فِي أسْرع الْأَوْقَات وَلَا تسقهم شَيْئا حَتَّى يستمرئ الطَّعَام الثَّانِي وينحدر عَن معدهم فَإِذا أَصْبحُوا وتبرزوا وَمَشوا قَلِيلا دلكوا بِقدر مَا تسخن أبدانهم يركبون فَإِذا نزلُوا من الرّكُوب دلكوا أَيْضا وأدخلوا الْحمام قبل انتصاف النَّهَار لتَكون بَين ذَلِك الْوَقْت وَبَين الْعشَاء مُدَّة كَافِيَة وَليكن مَوضِع العليل معتدل الْهَوَاء.
قَالَ: وَذَلِكَ أَن تَدْبِير النَّاقة متوسط بَين تَدْبِير الأصحاء والمرضى وانح فِي أُمُوره نَحْو عَادَته فِي كَيْفيَّة الْأَطْعِمَة وأوقاتها فِي الأغذية والأشربة وَسَائِر التدابير فَإِن للْعَادَة حظاً وَلَيْسَ فِي تَدْبِير النَّاقة وَحده بل وَفِي تَدْبِير الْمَرِيض فَمن عَادَته أَن ينَام نَهَارا ويسهر لَيْلًا فَأَجره على ذَلِك وبالضد وَاعْلَم أَن من النَّاس من يلْحقهُ الغشى من كشك الشّعير فَإِذا شربه حمض فِي معدته فاعمل بِحَسب ذَلِك وَانْظُر فِي الزَّمن.
أَصْنَاف الذبول وَاعْلَم أَن سوء المزاج الْيَابِس إِذا بلغ الْغَايَة وَلَو كَانَ فِي عُضْو وَاحِد كالمعدة فَلَيْسَ إِلَى برئه على الْكَمَال سَبِيل لِأَن هَذِه الْمعدة تصير كَأَنَّهَا من معد الشُّيُوخ وَلِهَذَا تسرع إِلَيْهِم الآفة من أدنى سَبَب كَالَّذي يعرض الشُّيُوخ وَلَا يقدرُونَ على استمراء الطَّعَام على مَا يجب فتنهك أبدانهم لذَلِك وَمن أَصَابَهُ هَذَا السوء مزاج فِي فُؤَاده فَإِنَّهُ يؤول إِلَى الذبول سَرِيعا وَهَذَا الذبول يؤول إِلَى الْمَوْت سَرِيعا وَبعد الذبول الْحَادِث عَن الْمعدة الذبول الكبدي فَأَما الذبول الْحَادِث عَن أَعْضَاء آخر فمدته تكون أطول بِحَسب قلَّة خطر ذَلِك الْعُضْو فَأَما من يبس جرم فُؤَاده يبساً يَسِيرا ألف ألف فَإِنَّهُ يهدمه سَرِيعا وَقد يعِيش مُدَّة أطول مِمَّن نكأ اليبس فُؤَاده نكاية شَدِيدَة.
وَبعد هَؤُلَاءِ فِي الطَّبَقَة من أَصَابَهُ مَا وصفت فِي كبده أوفى معدته وَمن أَصَابَهُ مثل هَذَا اليبس فَإِنَّمَا ذَلِك فِي وَاحِد من سَائِر أَعْضَائِهِ هم بعد ذَلِك وَمن أَصَابَهُ مثل ذَلِك من الْأَشْيَاء الَّتِي تفنى الرطوبات الَّتِي تغذو الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَقَط من جنس وَاحِد بِعَيْنِه.
لي تَدْبيره لأمثال هَؤُلَاءِ طَمَعا فِي أَن يفيدهم التَّدْبِير نفعا مَا وَإِن قل كَمَا يفعل ذَلِك بالشيوخ أعنى أَن يرطبوا.
قَالَ: وَكَذَلِكَ من أَصَابَهُ اليبس الثَّالِث الَّذِي ذَكرْنَاهُ يَعْنِي الَّذين بهم ابْتِدَاء الذبول إِلَّا أَنه فِي الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الْعَهْد بالجمود بعد قَالَ: وأسهل طَبَقَات اليبس وأسرعها برءاً اليبس الرَّابِع)
الْحَادِث عَن استفزاغ الْعُرُوق الصغار من الرطوبات الَّتِي فِيهَا.
(2/138)
لي جَمِيع مَا عده جالينوس من أَنْوَاع اليبس أَرْبَعَة أسهلها الَّتِي تَجف بِهِ الرطوبات الَّتِي فِي تجويف الْعُرُوق الصغار وَهُوَ أول يبس يعرض للبدن وَذَلِكَ أَنه لم يُمكن أَن تَجف الرطوبات الَّتِي فِي خلل الْأَجْزَاء وَالثَّانِي بعده الَّتِي تَجف بِهِ الرطوبات الَّتِي فِي خلل الْأَجْزَاء وَالثَّالِث الَّذِي لم تَجف بِهِ الرطوبات الَّتِي للأعضاء نَفسهَا الخاصية بجوهرها لَكِن تَجف بِهِ بعد رطوبات الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الْعَهْد بالجمود كالشحم وَاللَّحم الرطب وَالرَّابِع أَن تَجف رطوبات الْأَعْضَاء الصلبة كالقلب والمعدة وَنَحْوهمَا.
قَالَ: ومداواة اليبس الَّذِي قد جَفتْ فِيهِ الرطوبات الَّتِي فِي تجويف الْعُرُوق الصغار يَنْبَغِي أَن تكون مداواة لبرودة الْجِسْم فَإِن ذَلِك أولى من اليبس لِأَن الْبُرُودَة هِيَ الْغَالِبَة على الْجِسْم واليبس تَابع لَهُ وَلِهَذَا صَارَت مداواته سريعة فَإِن دبرت هَؤُلَاءِ بِأَن تسخنهم يَوْمَيْنِ إسخاناً معتدلاً وتغذوهم صلح أَن تعطيهم فِي الْيَوْم الثَّالِث غذَاء أغْلظ قَلِيلا وَلَا يضرهم وَيكون فِي الْيَوْم الرَّابِع أحسن حَالا وَكَذَا فِي الْخَامِس وَمَا بعده.
لي لم يُعْط جالينوس لشَيْء من هَذِه عَلَامَات يفرق بَينهَا. قَالَ: ويبس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة إِذا طَال يتبعهَا الْبرد لِأَن الْأَعْضَاء إِذا لم تغتذ بردت فِي أسْرع وَقت قَالَ: وَلَكِن مَا مضى من كلامنا إِنَّمَا كَانَ فِي مداواة يبس لَا برودة ظَاهره مَعَه وَلَا حرارة فلنقرن إِلَيْهِ الْآن برودة تكون علاماتها ظَاهِرَة وَلَا تكون عَظِيمَة.
سوء المزاج الْبَارِد الْيَابِس قَالَ: وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَا يكون غرضك غَرضا بسيطاً بل مركبا لِأَنَّك تحْتَاج أَن ترطب وتسخن واليبس الْيَسِير لَيْسَ علاجه صعباً بل اليبس الْقوي لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يعالج بالغذاء والغذاء إِنَّمَا يحْتَاج فِيهِ أَن يلزقه المتغذى بِنَفسِهِ والمتغذى فِي هَذِه الْحَال ضَعِيف وَمن أجل هَذَا يُمكن إِذا كَانَ قد يبس يبساً يَسِيرا أَن يتغذى بغذاء أغْلظ وَلم يتخوف حِينَئِذٍ الغلظ فِي مِقْدَار الْغذَاء.
لي كَيفَ صَارَت غَلَبَة الْحَرَارَة لَا تهدأ الْقُوَّة فِي هَذَا اليبس وَكَذَلِكَ الْبُرُودَة أَقُول: ذَلِك لِأَن الطبيعة كَأَنَّهَا تستمد من الرُّطُوبَة ألف ألف والالتصاق والانفعال إِنَّمَا بِهِ يكون والكون مِنْهُ واليبس هُوَ السَّبَب الفاني قَالَ: إِذا كَانَ اليبس شَبِيها بِالْأولِ وَمَعَهُ برد يسير فاخلط بِالتَّدْبِيرِ المرطب مَا يسخن بِمِقْدَار تِلْكَ الْبُرُودَة الْيَسِيرَة فاخلط مَعَ اللَّبن فضلا عَن الْعَسَل وقلل مزاج الشَّرَاب أَو اجْعَلْهُ أعتق وَلَا يُجَاوز ذَلِك النَّوْع الَّذِي ذكرنَا وأطعمه من الطَّعَام مَا كَانَ أسخن بالطبع وَالْفِعْل. وكمد الْمعدة تكميداً متوالياً بدهن ناردين لَا تخلها من الدّهن فتجف وَإِن لم يكن دهن الناردين فدهن المصطكى وكمد أَيْضا بدهن البلسان وَحده ومخلوطاً وَمَتى أردْت طول لبث الدّهن على الْجِسْم فاخلط بشمع وَإِن كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا فضع صوفة منفوشة مبلولة بذلك الدّهن وَضعهَا على الْبَطن واسحق المصطكى بدهن بِلِسَان وبلّ فِيهِ صوفة منفوشة مبلولة وَضعهَا على الْبَطن وَلَا يجب أَن يكون للدواء الَّذِي يسخن بِهِ هَذَا الْبدن
(2/139)
تَحْلِيل وَلَا قبض كثير لِئَلَّا يصير مجففاً فاجتنب الْأَشْيَاء العفصة فِي هَذِه الْأَمْرَاض فَإِن كَانَ الْبرد مَعَ اليبس قَوِيا جدا فَاعْلَم أَنه أصعب سوء المزاج وأعسره فاطرح العفصة والأشياء القوية الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تجفف والزم الْقصر وَإِن طَال أَمرك فَخذ المصطكى الدسمة فِي غَايَة الدسومة واسحقها بدهن الناردين واغمس فِيهَا صوفة أرجوان وَضعه على الْمعدة واخلط مَعَه إِن أمكنك من البلسان وَأطْعم العليل عسلا قد نزعت رغوته مَعَ لبن أَكثر مِمَّا كنت فعلت وَأعلم أَن الْعَسَل مَتى نزعت رغوته قلت فضوله وَكثر غذاؤه وَالْعَسَل أَيْضا وَحده إِذا طبخ صَار من أَجود الْأَشْيَاء الَّتِي يتغذى بهَا أَصْحَاب الْمعد الْبَارِدَة فَأَما أَصْحَاب الْمعد الحارة فضار لَهُم فَلَا تقدم لأَصْحَاب الْمعد الْبَارِدَة على الْعَسَل شَيْئا واهرب مِنْهُ عِنْد الْمعدة الحارة وَإِذا كَانَ على هَذَا فَاجْعَلْ أَكثر أغذيته الْعَسَل الَّذِي نزعت رغوته بِأَحْكَام على نَار فَحم البلوط أَو الْكَرم أَو بلوط قد ذهب)
دخانه فاختر لَهُ من ذَلِك النَّوْع من الشَّرَاب أعْتقهُ وَلَا يكون مرا فَإِنَّهُ يجفف أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي وأطل على معدته وبطنه كل زفتا كل يَوْم وأنزعه قبل أَن يبرد وَافْعل ذَلِك فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ لِأَن أَكثر من ذَلِك يحلل وَإِنَّمَا قصدنا بِهِ أَن يجتذب دَمًا جيدا إِلَى الْجِسْم قَالَ: وَهَذَا اللطوخ الزفتى من أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم أَعنِي لأعضائهم الَّتِي قد بليت وسلبت الْغذَاء وَليكن غرضك الزِّيَادَة فِي جَوْهَر الْحَرَارَة لَا فِي كيفيتها وَهَذَا يتم بالأغذية الَّتِي تقدم ذكرهَا وبالشراب فَإِنَّهُ أبلغ فِي ذَلِك وَأَشْيَاء من خَارج مِنْهَا: صبي حسن اللَّحْم يعتنق حَتَّى يلتصق بِبَطن العليل عِنْد نَومه ومعدته دَائِما وَإِن لم يكن صَبيا فجرو كلب سمين فَإِن هَذَا يصلح لمن معدته ضَعِيفَة فِي حَال الصِّحَّة وتوقع أَن يعرق الصَّبِي لِأَنَّهُ مَتى عرق كَانَ تبريد العليل أَحْرَى مِنْهُ بإسخانه.
لي والسنانير أَيْضا وامسح بدن الصَّبِي بأَشْيَاء تمنع من الْعرق قَالَ: والتكميد يضر من بِهِ هَذِه الْعلَّة وَأما الْيَابِس فَإِنَّهُ ينشف مَا فِي الْأَعْضَاء ألف ألف الْأَصْلِيَّة وَأما الرطب فيحلل هَذِه الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَتوسع مسام الْجِسْم ويجعله سريع الْقبُول للبرد وخاصة إِذا كثر من هَذِه فَإِن كَانَ مَعَ اليبس حرارة لَيست كَثِيرَة جدا فدبره بِالتَّدْبِيرِ الأول الَّذِي لصَاحب اليبس وَحده وَاحْذَرْ الْعَسَل وَليكن شرابه فِي الصَّيف بَارِدًا وَفِي الشتَاء حاراً فاتراً وامرخ معدته بِزَيْت إِنْفَاق ودهن السفرجل وبمقدار الْحَرَارَة تزيد فِي مزاج الشَّرَاب وبرده بِالْفِعْلِ.
سوء المزاج الْحَار الْيَابِس فليفرق باليبس حرارة لَيست بالكثيرة جدا أَقُول إِنَّه قد برِئ من هَذِه بِالتَّدْبِيرِ الأول بِعَيْنِه الَّذِي لصَاحب اليبس وَحده وَيجْعَل شرابه أحدث وَيجْعَل طَعَامه فِي الصَّيف بَارِدًا وَفِي الشتَاء حاراً وتمرخ معدته بِزَيْت إِنْفَاق ودهن سفرجل وبمقدار الْحَرَارَة تزيد فِي مزاج الشَّرَاب وتزيده بِالْفِعْلِ وَاعْلَم أَن هَذَا الْمَرَض شَبيه بالحمى.
(2/140)
مِثَال قَالَ: أول من رَأَيْت بِهِ هَذِه الْعلَّة رجلا كَانَ يشكو عطشاً شَدِيدا وَيكرهُ شرب الْحَار وَكَانَ يقوم بِمَا أكله بعد أَربع سَاعَات وبدنه يقصف ويبلى وَلَا ينْتَفع بالأطعمة القابضة فَكَانَ الْأَطِبَّاء يأذنون لَهُ بِالْمَاءِ الْبَارِد إِلَى أَن أجهده الْعَطش فأقدم على شرب مَاء بَارِد جدا سكن عَنهُ الْعَطش على الْمَكَان فَكَانَ سَبَب الْبُرْء إِلَّا أَن المَاء الْبَارِد أضرّ بمريئه فَكَانَ يشكو مِنْهُ إِلَى أَن مَاتَ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يعالج قَلِيلا قيلاً وَلَا يحمل على الْعلَّة دفْعَة.
وَآخر: لما رَأَيْت عَلَامَات سوء المزاج الْحَار الْيَابِس بِهِ وضعت المروخات على معدته فسكن مَا كَانَ يجده إِلَّا أَنه ضَاقَ نَفسه فَعلمت أَن حجابه يبرد فَقلعت الأضمدة وَجعلت عَلَيْهِ دهناً مسخناً فَعَاد نَفسه إِلَى الْأَمر الطبيعي من سَاعَته فَقطعت عَنهُ الدّهن عِنْد ذَلِك وَكنت أنزل بالأضمدة إِلَى أَسْفَل على مهل وأجعلها بعيدَة من السُّرَّة وَجعلت مَا يَأْكُلهُ بَارِدًا بِالْفِعْلِ برودة فبرئ من غير أَن يَنَالهُ سوء المزاج الْحَار الرطب قَالَ: فَأَقُول: إِن الْمعدة بهَا من سوء مزاج حَار مَعَ حرارة يسيرَة أداوى المخالط للرطوبة بِالْمَاءِ الْبَارِد بِلَا تهيب وَلَا خوف عَاقِبَة لِأَن الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة من الْمعدة لَا يضر بهَا المَاء الْبَارِد لِأَنَّهَا معتدلة وَذَلِكَ أَن الْمعدة إِذا كَانَ بهَا سوء مزاج يَابِس فَلَا بُد أَن يقصف ويهزل مَا حواليها من الْأَعْضَاء مَعَ جملَة الْجِسْم وَأما إِذا كَانَت لم تيبس بعد فَإِنَّهُ لم تقصف وَلذَلِك لم يضرّهُ المَاء الْبَارِد فَأَما إِن كَانَ مَعَ الْحَرَارَة يبس فَاسْتعْمل أحر المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ لَا يُؤمن كَمَا أَنه إِذا كَانَ مَعَ رُطُوبَة أَو مَعَ اعْتِدَال بَين الْحَرَارَة والرطوبة لِأَن اليبس لَيْسَ يكون عَنهُ قصف الْأَعْضَاء الَّتِي حول الْمعدة فَإِن كَانَ فِي الْمعدة فِي بعض الْأَحْوَال سوء مزاج حَار يبلغ مِنْهُ إِلَى الْقلب حم صَاحبه وَكَانَ على خطر وَسَنذكر ذَلِك فِي كتاب الحميات.
الحميات الْحَادِثَة عَن ورم الْمعدة لي أما أَنا فسأذكر الحميات ألف ألف الْحَادِثَة عَن ورم الْمعدة هَا هُنَا قَالَ: فَأَما سوء المزاج فَهُوَ أسهل برءاً وأسرع من سائرها مَعَ حرارة كَانَ أَو مَعَ برودة وداوِ سوء المزاج الرطب فِيهَا بالأطعمة المجففة من غير أَن تسخن وَلَا تبرد تبريداً أَو إسخاناً قَوِيا وتقلل بِالشرابِ وَإِذا كَانَ مَعَ حرارة اسْتعْملت الاشياء القابضة المبردة وينفع أَيْضا شرب المَاء الْبَارِد.
لي كَيفَ وَهَذَا رطب وَأما سوء المزاج الْبَارِد الرطب فأفضل علاجه الْأَشْيَاء الحريفة الحارة واخلط مَعهَا دَائِما أَشْيَاء عفصة بعد أَن لَا تكون مِمَّا يبرد تبريداً ظَاهرا والاقلال من الشَّرَاب أفضل مَا عولجوا بِهِ وأبلغه فيهم وَليكن ذَلِك الشَّرَاب الْقَلِيل شرابًا قوي الإسخان وَسَائِر مَا يعالجون بِهِ من خَارج شَبِيها بِهَذَا التَّدْبِير.
سوء المزاج مَعَ خلط قَالَ: رُبمَا كَانَ فِي تجويف الْمعدة خلط رَدِيء المزاج يحدث لَهَا سوء مزاج وَرُبمَا كَانَ هَذَا الْخَلْط فِي جرمها وَالْمَرَض الأول إِن كَانَ إِنَّمَا يحدث مرّة وَاحِدَة فالقيء يذهب بِهِ فِي أسْرع الْأَوْقَات وَإِن كَانَ يعود فتلطف فِي تعرف الْحَال فِيهِ من أَن يَجِيء لتعالجه بِحَسب ذَلِك فَإِذا وقفت على الْعُضْو الْبَاعِث لتِلْك الفضلة فاقصده وأقصد إِلَى الْمعدة بالتقوية لِئَلَّا
(2/141)
تقبل ذَلِك الْفضل وَأنْظر أَولا هَل الْجِسْم ممتلئ ثمَّ أنظر فِي عُضْو عُضْو وَأنْظر هَل احْتبسَ لشَيْء مِمَّا كَانَ يستفرغ أَو قطع عَادَة كالطمث وَدم البواسير أَو لعمل كَانَ يرتاض بِهِ أَو قطع عَادَة أَي عَادَة كَانَت أَو لاستفراغ غَرِيب يعتاده كالهيضة أَو النَّوَازِل كَانَت تنزل على المنخرين فمالت إِلَى الْمعدة وَكثير مِمَّن كَانَ يصيبهم زكام فَانْقَطع وَمَال الْفضل إِلَى معدهم فتفقد هَذِه الْأَشْيَاء فَإِن كَانَت الْمَادَّة قد انْتَقَلت من عُضْو أخس من الْمعدة فَردهَا إِلَيْهِ وَإِن كَانَت انْتَقَلت من عُضْو أشرف فأعن بالعضو حَتَّى تعدل مزاجه وأعن بالمعدة حَتَّى لَا تقبل ولتكن عنايتك أَن تقطع الْمَادَّة بتعديل ذَلِك الْعُضْو أَكثر فَإِن كَانَ امتلاء فِي جَمِيع الْبدن برأت بفصده وَإِن كَانَ خلط رَدِيء فِي الْجِسْم نقصته ثمَّ خُذ فِي معالجة الْمعدة بعد ذَلِك لإنه لَا بُد أَن تكون الْمعدة قد اكْتسبت من ذَلِك الْخَلْط على طول انصبابه إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَكَذَلِكَ يحْتَاج صَاحب هَذِه الْعلَّة أَن يسْتَعْمل الأفسنتين فِي الْوَقْت الملائم وتعني بِأَن تعيد مزاج الْمعدة إِلَى مَا كَانَت عَلَيْهِ بِأَن تعالجها بأَشْيَاء مضادة لذَلِك المزاج الَّذِي لذَلِك الْخَلْط وَإِن كَانَ لم يصل انصباب ذَلِك الْخَلْط إِلَى الْمعدة وَكَانَ)
ذَلِك إِنَّمَا كَانَ بهَا أَيَّامًا يسيرَة سهل علاجه وَإِن طَال فَرُبمَا أكسبها سوء مزاج يحْتَاج أَن يداوى كَمَا يداوى سوء المزاج حَتَّى يقْلع. 4 (مداواة الْخَلْط الرَّدِيء المتداخل فِي جرم الْمعدة) ألف ألف قَالَ: هَذَا النَّوْع يداوى بالمسهلة اللينة الَّتِي لَا تبلغ قوتها أَن تجَاوز الْمعدة والأمعاء وَإِن جَاوَزت فأقصى مَا تبلغ جداول الْعُرُوق الَّتِي ينفذ الْغذَاء إِلَى الكبد فِيهَا وَأفضل هَذِه مااتخذ بِالصبرِ فَقَط وَالصَّبْر المغسول أقوى وأبلغ فِي تَقْوِيَة الْمعدة وَغير المغسول أبلغ فِي تنقيتها وأيارج فيقرا من جيد الْأَدْوِيَة إِذا سقى فِي الْوَقْت الَّذِي يجب أَن يسقى المسهلة فِيهِ ويتمشى بعده مشياً معتدلاً وَلَا يُغير شَيْئا من تَدْبيره وَلَا يعجن لَهُ الأيارج بِعَسَل لإن تقويته وشده للمعدة يصير أقل من أجل الْعَسَل فَإِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم محتقن فَقَطعه أَولا ثمَّ أسهله وَإِن كَانَ يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء فَلَا باس أَن تقيئه بسكنجبين وفجل وَإِن كَانَ البلغم الَّذِي فِي معدته لَيْسَ بغليظ فقيئه بِمَاء كشك الشّعير أَو بِمَاء وَعسل وَحين تسقيه الأيارج إِذا لم يكن البلغم أَيْضا غليظاً فيكفيك أَن تسقيه مَاء كشك الشّعير سَاعَة يخرج من الْحمام ثمَّ أسقه الأيارج سحرًا من غدْوَة واسقه أَيْضا مَاء الْعَسَل الَّذِي قد طبخ فِيهِ الأفسنتين لإنه يخرج الأخلاط الَّتِي احتقنت فِي جرم الْمعدة إِذا كَانَت رقيقَة وَهَذَا الْكَلَام يشْتَرك مَعَ تَدْبِير الأصحاء لإنه يدْخل فِي تَقْوِيَة الْأَفْعَال الضعيفة فَأَما إِن كَانَت الْأَفْعَال قد بطلت فَلَا لإنه حِينَئِذٍ علاج الْمَرَض وَالْحَد الْفَاصِل بَين هذَيْن هُوَ أَن يكون الضعْف قد بلغ أَن يمْنَع صَاحبه من التَّصَرُّف.
فِي تركيب هَذِه الْأَمْرَاض قَالَ: وممكن أَن يجْتَمع للمعدة هَذِه الْعِلَل فَيصير بهَا سوء مزاج فِي نَفسهَا وأخلاط رَدِيئَة مشربَة لطبقاتها وأخلاط رَدِيئَة سائحة فِي تجويفها أَو يكون اثْنَتَانِ من هَذِه وَإِذا كَانَ كَذَلِك فأبدأ بأعظمها خطراً أَو أَيهَا رَأَيْتهَا سَببا لِلْأُخْرَى وَالَّتِي لَا يُمكن أَن تَبرأ إِلَّا ببرئها
(2/142)
3 - (من الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء) 3 (إِذا كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا) فاسحق مصطكى بدهن الناردين واغمس فِيهِ صوفة واسخنه شَدِيدا وَضعه عَلَيْهِ لِأَن الْأَشْيَاء الفاترة تحل وترخى قُوَّة فَم الْمعدة قَالَ: وَيصْلح لَهُم قيروطى يذاب بدهن ناردين ويخلط بِهِ مصطكى وصبر وَيكون الشمع ودهن النارندين بِالسَّوِيَّةِ وَالصَّبْر والمصطكى من كل)
وَاحِد جزؤ وَإِن شِئْت ففصل قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي الْمعدة حرقة شَدِيدَة حَتَّى تظن انه هُنَاكَ ورماً حاراً فبالقيروطى الْمُتَّخذ بدهن السفرجل فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم وَهَاهُنَا أدوية أخر تصلح تَقْوِيَة الْمعدة وتبردها كالطراثيث والجلنار والثلج والقسب.
من الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: رُبمَا انصبت إِلَى فَم الْمعدة أخلاط حارة تورث غشياً وتشنجاً وَصغر النبض فِيهَا لأفة وَإِذا خشيت ذَلِك فجرعهم ماءاً فاتراً كثيرا وقيئهم ...
فسيتقيئون أخلاطاً حارة لذاعة ويسكن مَا بهم بِسُرْعَة. 3 (الأولى من الْأَعْضَاء الآلمة قَالَ) 3 (من تجشأ جشاء دخانياً منتناً) فَاسْأَلْهُ هَل أكل حلوى قد عملت فِيهَا النَّار أَو بيضًا مطجناً أَو فجلاً فَإِن أقرّ بذلك فَاعْلَم أَنه لَيْسَ ذَلِك لإن فِي معدته حرارة يابسة خَارِجَة عَن الطَّبْع وَإِن كَانَ الجشاء المنتن الدخاني من الْأَطْعِمَة الَّتِي لَا توجب ذَلِك فَإِن فِي ألف ألف معدته حرارة يابسة نارية فَانْظُر إِلَى جرم الْمعدة أذلك لسوء مزاج أم فِيهَا صفراء سائحة أما غائصة فِي طبقاتها وَهل يجْتَمع هَذَا الْخَلْط من الكبد إِلَى الْمعدة لإن الكبد بِحَالِهَا رَدِيئَة أم يَجِيء من جَمِيع الْجِسْم أم يتَوَلَّد فِي فَم الْمعدة.
قَالَ: مَتى تغير الطَّعَام إِلَى الدخانية وَلم يكن من أجل الطَّعَام فَوَاجِب أَن يكون الْفَاعِل لذَلِك سَببا حاراً فَإِن كَانَ إِلَى الحموضة فالسبب بَارِد فَإِن لم يتَبَيَّن بعد هَل ذَلِك الْفساد فِي جرم الْمعدة أم الْخَلْط رَدِيء وَذَلِكَ يعرف بِأَن تطعمه أَطْعِمَة مضادة لنَوْع ذَلِك الْفساد وَذَلِكَ أَنه يطعم من يتَغَيَّر طَعَامه فِي معدته إِلَى الدخانية خبز شعير وَلحم وَمن يتغر طَعَامه إِلَى الحموضة عسلاً وتفقد برازه هَل يخرج مَعَ الأول خلط مراري وَمَعَ الثَّانِي خلط بلغمي أم لَا يخرج مَعَهُمَا خلط الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك السوء مزاج فِي الْمعدة حاراً رَأَيْت الْخبز وَاللَّحم يخرجَانِ وَقد تغيرا تغيراً يَسِيرا وَإِن كَانَ ذَلِك الْخَلْط من الأخلاط وجدتهما قد تغيرا كثيرا وخرجا مصبوغين بذلك الْخَلْط وَأَصَح من ذَلِك بالقيء إِن سهل عَلَيْهِ والقيء يسهل إِذا كَانَ الْخَلْط سابحاً فِي تجويف الْمعدة وَإِن كَانَ متشرباً بطبقاتها فَإِنَّهُ يكون غثى ولايكون قيء إِلَّا أَنه إِن كَانَ الْخَلْط مَعَه المداخل لطبقات الْمعدة حاراً كَانَ مَعَ الغثى الْعَطش وَإِن كَانَ بَارِدًا كَانَ مَعَه هيجان الشَّهْوَة وَانْظُر مَعَ ذَلِك فِي الكبد وَالطحَال وَحَال غذَاء العليل مَا كَانَ
(2/143)
وَمَا هُوَ الْآن وَكَيف حَاله فِي هضمه وَخُرُوجه فَإِنَّهُ أَحْرَى أَلا يفوتك شَيْء من المداواة فَإِن كَانَت الْعلَّة سوء مزاج فقد داويته)
بالمزاج المضاد فَإِن انْتفع صَحَّ حدسك قَالَ: وَصَاحب الجشاء الحامض ينْتَفع بجوارش فَلَا فلى إِذا شربه بشراب وَصَاحب الدخاني ينْتَفع بالأفسنتين والأيارج وَإِن كَانَ فِي الْغَائِط قشرة قرحَة وَإِن كَانَ الوجع فَوق حَيْثُ الْمعدة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي مقدم الْجِسْم فِي المراق فالقرحة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ من خلف فَهُوَ فِي المريء وَإِن كَانَ إِذا بلع خردلاً فأوجعه فالقرحة فِي فَم الْمعدة وَإِن كَانَت فِي أَسْفَل الْمعدة وجد لَهُ وجعاً فِي مَمَره فِي الصَّدْر.
لي هَذَا غلط إِن كَانَت القرحة فِي المريء وجد لَهُ لذع سَاعَة يبلع قبل أَن يصل كثيرا إِلَى أَسْفَل وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة فحين يصل إِلَى قريب من الصَّدْر وَإِن كَانَ فِي الْمعدة فَإِنَّهُ لَا يحس الْبَتَّةَ أَو يحس بعد زمن طَوِيل فَأَما فِي الْمُرُور عِنْد الازدراد فَلَا.
الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: للمعدة منفذان أَن يقذف فضولها إِلَّا أَنَّهَا إِنَّمَا 3 (الورم فِي الْمعدة) الثَّانِيَة فِي الميامر قَالَ: الورم فِي الْمعدة والكبد يحْتَاج أَن يعالج وَتَكون الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا أدوية قابضة لإنهما إِن عولجا بعلاجات مرخية لَا يخالطها شَيْء من القابضة كَانَ ذَلِك خطراً والقيروطى الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ جالينوس أبدا يصب على ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من شمع أُوقِيَّة من دهن الناردين الْفَائِق وَيسْتَعْمل بعد أَن يلقى عَلَيْهِ صَبر ومصطكى ألف ألف من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف إِذا كَانَت الْمعدة شَدِيدَة الضعْف حَتَّى أَنَّهَا لَا تمسك الطَّعَام وَإِلَّا فمثقال وَمن عصارة الحصرم مِثْقَال وَضعه على الورم الَّذِي فِي الْمعدة فَإِن تطاول هَذَا الورم فعالجه بضماد أكليل الْملك قَالَ: وَأكْثر مَا يعرض الْمَوْت من هَاتين الْمعدة والكبد من اجل الورم فيهمَا.
ارجنجانس: علل الْمعدة فِي الْأَكْثَر من أجل التخم فاجتنبها فَإِن كَانَت من أجل المَاء فبدله وَإِن كَانَت من أجل الْهَوَاء فأصلحه وَإِن كَانَت من أجل كمية الطَّعَام فقللها أَو لسوء كيفيته أَو لطعام لَا عَادَة لَهُ بِهِ فَإِن كَانَ الْإِنْسَان مَعَ اجْتِنَاب هَذِه الْأَشْيَاء لَا ينهضم طَعَامه على مَا يجب فالعلة من ضعف الْمعدة قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فتوق أَسبَاب التُّخمَة كلهَا فَإِن كَانَ السَّبَب ضعف الْمعدة فقوها بالضماد وَاسْتعْمل الصياح وَأما من يتجشأ جشاء حامضاً فاسقه قبل الطَّعَام كزبرة يابسة فَقَط وَلم يكن مَعَه ورم يتبعهُ إبطاء نُفُوذ المبتلع فِي مروره بالمريء كُله بالسواء وَلَا يكون مَعَه وجع وَإِذا اسْتلْقى عسر ذَلِك عَلَيْهِ أَكثر وَإِذا نصب عُنُقه نقص ذَلِك وَسَهل وَلَا يجد مَعَه مس الضّيق.)
قَالَ: إِذا كَانَ المريء إِنَّمَا ضيقه دُخُول الخرز إِلَى دَاخل فَإِنَّهُ لَا يكون مَعَ عسر
(2/144)
الابتلاع وَإِذا كَانَ الورم فَإِنَّهُ يكون مَعَ وجع شَدِيد وَإِذا كَانَ الضعْف مَعَ ورم أَو من الورم فَإِنَّهُ يحدث فِي بعض أَجزَاء المريء ضيقا أَكثر مِمَّا يحدث فِي الْأَجْزَاء وَإِن كَانَ الورم فلغمونيا أَو حمرَة كَانَ مَعَه وجع وعطش وحرارة مَعَ حمى لَيست بالحارة كثيرا وَلَا هِيَ بِقِيَاس مِقْدَار الْعَطش فَإِن كَانَ من الأورام الْغَيْر حارة فَإِن انحدار الأغذية يكون على غير اسْتِوَاء على مَا وصفت لَك إِلَّا أَنه بِلَا حمى وَلَا عَطش وبمقدار حرارة الورم يكون الوجع والحمى وَسُرْعَة النضج فقد رَأَيْته من عرض لَهُ مثل هَذِه الْأَعْرَاض مَعَ وجع يسير ودامت مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يحم فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت حمى يَوْم ويصيبه فِي الآحايين نافض فحدست أَنه قد حدث فِي مريئه خراج عسر النضج فنفث مُدَّة أحس العليل أَن الْخراج قد انفجر وتقيأ قَيْحا عِنْد ذَلِك وتقيأ كَذَلِك فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وتبعته بعد ذَلِك العلامات الدَّالَّة على القرحة فِي المريء وَذَلِكَ أَنه كلما ابتلع شَيْئا فِيهِ حموضة أَو حرافة أَو ملوحة وَذَلِكَ أَنه كلما ابتلع شَيْئا فِيهِ حموضة أَو حرقة أَو ملوحة أَو قبض أوجعهُ ويتجرع قَلِيلا وَإِن لم يبلغ شَيْئا فَأَما الْأَشْيَاء الحريفة والحامضة فَإِنَّهَا تلذعه جدا وطالت بِهَذَا الرجل علته وَبرئ بعد كد وأعان على خلاصه سنه لِأَن جَمِيع من كَانَ أسن مِنْهُ مِمَّن أَصَابَته هَذِه الْعلَّة مَاتَ وَجَمِيع من أَصَابَته هَذِه الْعلَّة كَانَ يجد مس الوجع فِي الْموضع الَّذِي بَين كَتفيهِ فِي الظّهْر لِأَن المرئ مَمْدُود هُنَاكَ إِلَى جَانب عظم الصلب.
قيء الدَّم قَالَ: قد يتقيأ الْمَرَض الدَّم من انْفِسَاخ الْعُرُوق الَّتِي فِي المريء إِلَّا أَنه مَتى كَانَ قيء الدَّم من المرئ بِسَبَب انْفِسَاخ عرق كَانَ مَعَه وجع يدل على الْموضع الَّذِي انْفَسَخ ذَلِك الْعرق مِنْهُ وَكَذَلِكَ إِن ألف ألف كَانَ قيء الدَّم من أجل أَكلَة فِي المريء فَأَما إِن كَانَ قيء الدَّم لعروق تنفتح أفواهها فَإِنَّهُ يكون بِلَا وجع وَلَا يكون لَهُ سَبَب باد وَقد تنفتح أَفْوَاه هَذِه الْعُرُوق من امتلاء وَكَثْرَة الطَّعَام وَالْحمام على مَا ذكرنَا فِي الرئة فَأَما قذف الدَّم الْحَادِث عَن التآكل فَإِنَّهُ إِنَّمَا يكون من أجل قرحَة أَو بعقبها والقرحة تحدث عَن سَبَب باد وَقد تحدث عَن خلط حَار ينصب إِلَيْهِ.
3 - (علل الْمعدة)
قَالَ: قد يُصِيب بعض النَّاس عَن فَم الْمعدة غشى وتشنج وسبات وصرع ومالنخوليا وخيالات فِي الْعين إِلَّا أَن هَذِه كلهَا هِيَ عوارض تعرض عِنْدَمَا تقبل بمشاركة أَعْضَاء أخر فَأَما الْأَمْرَاض االتي تخص فَم الْمعدة فتعطل الشَّهْوَة وَفَسَاد الطَّعَام الَّذِي شَأْنه أَن تطفو فِي فَم الْمعدة فَإِن الْأَطْعِمَة الَّتِي تصل إِلَى قَعْر الْمعدة وَلَا سِيمَا الْعسرَة الْفساد لَا يعرض لَهَا ذَلِك.
قَالَ: كَانَ رجل إِذا صَامَ اَوْ اهتم أَو غضب صرع فحدست أَن فَم معدته يعْمل أخلاطاً مرارية وَأَنَّهَا شَدِيدَة الْحس فيشركها الدِّمَاغ ويرعش الْجِسْم ويحركه حَرَكَة التشنج فَأَمَرته أَن يستمرئ غذاءه نعما وَيَأْكُل فِي السَّاعَة الثَّالِثَة أَو الرَّابِعَة خبْزًا مُحكم الصَّنْعَة وَيجْعَل أكله إِيَّاه إِن لم يكن بِهِ عَطش وحدة فَإِن عَطش شربه بشراب قَابض ممزوج لإن هَذَا الشَّرَاب
(2/145)
يُقَوي فَم الْمعدة وَلَا يضر بِالرَّأْسِ فَلَمَّا فعل لم يجد من علته شَيْئا فَلَمَّا تحققت ذَلِك كنت أسقيه كل سنة من أيارج الفيقرا مَرَّات كي أنقي معدته من أَمْثَال هَذِه الفضول ولأقويها على أفعالها الخاصية بهَا فبرئ وعاش عشْرين سنة لَا يجد شَيْئا من ذَلِك وَكَانَ مَتى عرض لَهُ شغل عاقه عَن الطَّعَام تشنج تشنجاً يَسِيرا جدا.
وَرَأَيْت آخَرين: يتشنجون تشنج الصرع من أجل فَم الْمعدة إِذا أتخموا تخمة شَدِيدَة وَشَرِبُوا شرابًا صرفا وجامعوا وَأَكْثرُوا مِنْهُ فِي غير وقته.
وَرَأَيْت آخَرين: أَصَابَهُم التشنج من غير أَن يتَقَدَّم لَهُم عَلَامَات التشنج وَلما تقيؤا قيئاً كراثيا وزنجارياً واستراحوا من ساعتهم.
وَآخَرين: تناولوا طَعَاما كثيرا فثقل عَلَيْهِم فَأَصَابَهُمْ سبات لم يَنْقَطِع عَنْهُم حَتَّى تقيوا وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا عرضت من أجل فَم الْمعدة ومشاركة الدِّمَاغ بعصب كثير جدا فَأَما الغشى الحاد فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ أبدا.
وقوماً آخَرين: إِذا اجْتمعت فِي معدهم أخلاط رَدِيئَة رَأَوْا منامات مضطربة وَرُبمَا عرض لَهُم اخْتِلَاط الذِّهْن من أجل ذَلِك وَأَصْحَاب الْعلَّة الْمُسَمَّاة المراقية إِذا أتخموا كَانَ ذَلِك أَشد عَلَيْهِم وَبطلَان الشَّهْوَة الْبَتَّةَ وفسادها بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الرَّديئَة إِنَّمَا تعرض من أجل هَذَا الْعُضْو لِأَنَّهُ آلَة الشَّهْوَة وَكَذَلِكَ الْقَيْء والتهوع والفواق وَأما الأورام والخراجات فتعرفها كتعرف مَا فِي المريء بل هُوَ أبين لفضل حس هَذَا ألف ألف الْعُضْو وَلِأَن الْحس يَقع عَلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات وَكَذَلِكَ)
نزف الدَّم الْكَائِن مِنْهُ فِي علل الْمعدة قَالَ: أَسْفَل الْمعدة هُوَ الْموضع الَّذِي إِذا فسد فسد الْعُضْو الْبَتَّةَ واستخراج أورامه وَعلله مثل الَّذِي ذَكرْنَاهُ قَالَ: فَأَما نفث الدَّم فَإِنَّهُ رُبمَا جَاءَ إِلَى الْمعدة من الكبد وَالطحَال وَكَذَلِكَ الْمدَّة لي الْفرق بَينهمَا أَن الَّذِي عَن الْمعدة مَعَه وجع وَالَّذِي عَن هَذِه بِلَا وجع ويتقدمه أَيْضا عِلّة هَذِه الْأَعْضَاء وَقد يعرض قيء الدَّم مرَارًا من صِحَة الْقُوَّة من أجل الامتلاء ومراراً كَثِيرَة لِأَن عضوا من الْأَعْضَاء يقطع فَصَارَ فضل غذائه يستفرغ وَمن الِانْتِقَال من الكد إِلَى الرَّاحَة وَزِيَادَة الْغذَاء وَهُوَ فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة بعد قصَّة اغلوقن وَالدَّم الَّذِي تَدْفَعهُ الطبيعة للكثرة دم صَحِيح جيد بِلَا وجع وَأما مَا كَانَ من قرحَة وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ مَعَ وجع لي انْظُر أَولا فِي الدَّم هَل الكبد وَالطحَال عليلان أم لَا ثمَّ فتش عَن حَال الْأَعْضَاء شَيْئا فَشَيْئًا وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسَّبَب البادي لتقف على ذَلِك بِالْحَقِيقَةِ فَإِن الطحال كثيرا مَا يدْفع دَمًا أسود وَلَيْسَ فِيهِ مَكْرُوه بل ينقى بِهِ بدنه وَكَذَلِكَ قد يكون من الكبد لَكِن إِذا كَانَ مَعَ وجع وَسبب باد علمت من مَوضِع الوجع وَسَائِر العلامات مِمَّا هِيَ الْحَال على الصِّحَّة من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الطَّعَام يفْسد فِي الْمعدة إِمَّا لسوء مزاج فِي الْمعدة وَإِمَّا
(2/146)
لرداءة جَوْهَر الطَّعَام وَإِمَّا لخلط رَدِيء فِي الْمعدة والخلط الرَّدِيء فِي الْمعدة يكون إِمَّا سابحاً وَإِمَّا متداخلاً لجرمها وَإِذا كَانَ سابحاً خرج بالقيء والإسهال مَعَ الطَّعَام الَّذِي يُؤْكَل وَإِذا كَانَ غائصاً هيج التهوع وَلم يتقيأ وَسُوء المزاج الْحَار يتبعهُ جشاء دخاني وسهولة الرِّيق وعطش وَينْتَفع بالأطعمة الْبَارِدَة الْعسرَة الْفساد وَيكون إِمَّا مَعَ خلط وَإِمَّا بِلَا خلط وَإِذا كَانَ مَعَ خلط كَانَ إِمَّا غائصاً وَإِمَّا سابحاً وَقد أعطينا الدَّلِيل والبارد يحدث بالجشاء الحامض فيقل عطشه وَينْتَفع بالأطعمة الحارة والحار يكون إِمَّا مَعَ خلط وَإِمَّا بِلَا خلط والخلط الْحَار إِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الْمعدة وَإِمَّا أَن ينصب إِلَيْهَا من الرَّأْس أَعنِي البلغم وَإِمَّا من الطحال.
فِي القروح: إِذا رَأَيْت عَلَامَات القرحة قد خرجت بالسعال فَإِن رَأَيْت الوجع من قُدَّام فالقرحة فِي الْمعدة وَإِن كَانَ عَالِيا ففى فمها وَإِن كَانَ أَسْفَل فَفِي قعرها وَإِذا كَانَ الوجع من خلف فالقرحة فِي المريء وَاسْتدلَّ على مَكَانَهُ من مَوضِع الوجع.
عَلامَة برد الْمعدة وَإِذا كَانَ الطَّعَام لَا يتَغَيَّر فِي الْمعدة فقد بردت فِي الْغَايَة وَإِن تغير تغيراً ضَعِيفا فقد بردت برودة كَثِيرَة بِحَسب ذَلِك.
وَالدَّم إِذا كَانَ من المريء كَانَ الوجع من خلف ألف ألف من الْكَتف وَإِذا كَانَ من الْمعدة كَانَ الوجع من قُدَّام إِلَّا أَنه إِن كَانَ من فَم الْمعدة كَانَ الوجع أَشد وَأَرْفَع موضعا وبالضد.
الثَّالِثَة من الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَت الْمعدة تحتوي وتنقبض على الطَّعَام التفافاً محكماً لم تعرض قراقر وَلَا نفخ وبمقدار تَقْصِير التفافها عَلَيْهِ تعرض القراقر والنفخ وَإِذا كَانَ الطَّعَام ينزل سَرِيعا فَإِن وَقت انقباضها عَلَيْهِ قَلِيل فضعف التفاف الْمعدة على الطَّعَام تتبعه رداءة الاستمراء قَالَ: وَيتبع سرعَة خُرُوج الطَّعَام رُطُوبَة الثّقل وَقلة نُفُوذ إِلَى الْجِسْم.
لي فَيعرض مِنْهُ الهلاس. قَالَ: وَيتبع فَسَاد الطَّعَام نَتن الرَّائِحَة باضطرار ويتبعه لَا بالاضطرار بل فِي بعض الْحَالَات اللذع والانتفاخ وانقباض الْمعدة على الطَّعَام وَهُوَ من فعل الماسكة.
لي يَنْبَغِي أَن نبتدئ فَنَقُول: فِي قُوَّة قُوَّة كَيفَ يعرض مَا يعرض فِيهَا مِثَال ذَلِك أَن الماسكة إِذا كَانَ فعلهَا على مَا يجب كَانَ احتواء الْمعدة على الطَّعَام معتدلاً فِي كميته وكيفيته أَعنِي بكيفيته جودة الاحتواء والالتفاف أَو ضعفه وأعني بطول كميته طول وَقت الالتفاف أَو قصره ويعرض عَن طول وَقت الالتفاف يبس الثّقل واغتذاء الْجِسْم ويعرض عَن جودة الالتفاف وقوته عدم النفخ ويعرض عَن أضداد هَذِه أضداد هَذِه الْأَغْرَاض وَهَذِه الْقُوَّة إِمَّا أَن تبطل أَو تضعف أَو تقبح فعلهَا مِثَال ذَلِك: عدم الشَّهْوَة أَو ضعف الشَّهْوَة أَو اشتهاء الفحم وَغَيره.
قَالَ: مَتى تناولت الطَّعَام فَلم تَجِد بعده قرقرة وَلَا اختلاطاً وَلَا فواقاً لَكِن يصيبك فِي
(2/147)
معدتك كرب لَا عهد لَك بِمثلِهِ وتحس ثقل الطَّعَام عَلَيْهَا وتشتاق أَن ينزل عَنْك ذَلِك الثّقل سَرِيعا وَإِلَى الجشاء وَيحدث مَعَ ذَلِك فِي بعض الْأَوْقَات ضيق نفس رَدِيء بعسر التفوه بِهِ فَاعْلَم أَن الْمعدة قد انقبضت على الطَّعَام إِلَّا أَنه على جِهَة الارتعاش والشبيه بالنافض فِي جَمِيع الْجِسْم واستعن بالمقالة الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْجُوع الطبيعي إِنَّمَا يكون عِنْد مَا ينفذ الْغذَاء فتمتص الْعُرُوق من الْمعدة وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء فيجتذب جرمها فَيكون هَذَا الإحساس بِالْجُوعِ.
لي فَعدم الشَّهْوَة يكون إِمَّا لِأَن حس الْمعدة يبطل أصلا. أَو لِأَن الامتصاص لَا يكون أَو لإن)
الْجِسْم لَا يستفرغ والشهوة الطبيعية تكون لضعف هَذِه الْأَشْيَاء.
قَالَ: والخلط الحامض يحدث فِي الْمعدة لذعاً شَبِيها بلذع الْجُوع وَأما الْخَلْط المر والمالح فيهيجان الْعَطش وَذَلِكَ أَن هذَيْن يجففان الْمعدة والحموضة تبردها وبرودة الْمعدة عون جيد للشهوة لإنه يجْتَمع جرم الْمعدة ويشدها فتقوى على الاجتذاب وَأما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا أَهْون الْأَشْيَاء على ذهَاب الشَّهْوَة لِأَنَّهُ يرخى الْأَجْسَام الصلبة ويحللها ويجعلها ضَعِيفَة فِي حدبها وَيحل الرطوبات ويبسطها فِي ألف ألف الْمعدة وَلذَلِك قد يكون الْجُوع المفرط عِنْد خلط حامض جدا فِي الْمعدة كالحال فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة أَو عِنْد تحلل مفرط يتحلله الْجِسْم كالحال فِي الْجُوع البقري.
جَوَامِع الْعِلَل والأمراض الهضم يفْسد من أجل كمية الْغذَاء إِذا كَانَت قَليلَة والمعدة حارة فَإِنَّهَا تصير دخانية وَإِذا كَانَت كَثِيرَة والمعدة بَارِدَة حمضت وَإِمَّا لكيفيتها كالعسل وَنَحْوه فِي الْمعدة الحارة وَاللَّبن وَنَحْوه من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة فِي الْمعدة الْبَارِدَة وَإِمَّا من أجل النّوم فَإِن النّوم إِذا كَانَ أقل مِمَّا يجب والأغذية عسرة الهضم بطيئة لَا تنهضم وبالضد إِذا كَانَت الْأَطْعِمَة سريعة التَّغَيُّر وَالنَّوْم كثير استحالت إِلَى المرار وَمن الْقُوَّة الهاضمة فَإِنَّهَا إِذا كَانَت ضَعِيفَة والأغذية قَوِيَّة فَسدتْ إِلَى الحموضة وَإِن كَانَت قَوِيَّة والأغذية ضَعِيفَة فَسدتْ إِلَى الدخانية وَإِمَّا من أجل الْوَقْت وَذَلِكَ أَنه إِن أَخذ قبل أَن يكون الهضم للطعام الأول فسد إِلَى الحموضة وبالضد وَإِمَّا سوء التَّرْتِيب فَإِن يُؤْخَذ الْعسر الْفساد أَولا كالسفرجل وَيتبع بالمزلقة السريعة النضج والتزول فَيفْسد جوهرها قبل نضج تِلْكَ. 4 (الْبرد) الْبُرُودَة الْكَامِلَة يكون عَنْهَا يبس الطَّعَام بِحَالهِ لَا يتَغَيَّر الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَت بَارِدَة لَا فِي الْغَايَة نضج الطَّعَام نضجاماً وَإِذا كَانَت نارية دخنت الطَّعَام وَإِذا كَانَت معتدلة هضمته وَأما الرُّطُوبَة واليبس فَلَيْسَ يُمكن فيهمَا أَن يبطلا الهضم إِذْ الاسْتِسْقَاء يسْبق سوء المزاج الرطب والذبول سيبق سوء المزاج الْيَابِس لَكِن قد يكون مِنْهُمَا ضعف الهضم فَأَما بُطْلَانه فَلَا. 4 (النفخ) النفخة تعرض للمعدة إِذا كَانَ الطَّعَام مولداً للرياح أَو كَانَت الْحَرَارَة متوسطة
(2/148)
والخضخضة والقراقر إِذا شرب على الطَّعَام قَالَ: مَعَ الثّقل وَالرِّيح يحدث فِي الأمعاء قُوَّة للدَّفْع بالضد مثل ايلاوش فَرُبمَا رَجَعَ الزبل إِلَى الْمعدة فهاج عَنهُ كرب واختلال الشَّهْوَة وَالرِّيح إِذا احْتبست وَدفعت إِلَى الْمعدة أهاجت بخاراً إِلَى الرَّأْس.
السَّابِعَة من الميامر: ولقيء الدَّم اسْتَعِنْ بِبَاب نفث الدَّم من الصَّدْر وجلّ أدويته القابضة والمغرية والمخدرة.
مِثَال ذَلِك: خُذ قاقيا وبزر الْورْد وجلناراً وطيناً مَخْتُومًا وصمغاً عَرَبيا وبزر بنج وأفيونا يعجن بعصارة لِسَان الْحمل وبعصارة عصى الرَّاعِي ويسقى بِمَاء وخل وَمَتى كَانَ التجلب كثيرا سقى بِمَاء لِسَان الْحمل 3 (الورم فِي الْمعدة) الثَّانِيَة فِي الميامر قَالَ: الورم فِي الْمعدة والكبد يحْتَاج أَن يعالج وَتَكون الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا أدوية قابضة لإنهما إِن عولجا بعلاجات مرخية لَا يخالطها شَيْء من القابضة كَانَ ذَلِك خطراً والقيروطى الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ جالينوس أبدا يصب على ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من شمع أُوقِيَّة من دهن الناردين الْفَائِق وَيسْتَعْمل بعد أَن يلقى عَلَيْهِ صَبر ومصطكى ألف ألف من كل وَاحِد مِثْقَال وَنصف إِذا كَانَت الْمعدة شَدِيدَة الضعْف حَتَّى أَنَّهَا لَا تمسك الطَّعَام وَإِلَّا فمثقال وَمن عصارة الحصرم مِثْقَال وَضعه على الورم الَّذِي فِي الْمعدة فَإِن تطاول هَذَا الورم فعالجه بضماد أكليل الْملك قَالَ: وَأكْثر مَا يعرض الْمَوْت من هَاتين الْمعدة والكبد من اجل الورم فيهمَا.
ارجنجانس: علل الْمعدة فِي الْأَكْثَر من أجل التخم فاجتنبها فَإِن كَانَت من أجل المَاء فبدله وَإِن كَانَت من أجل الْهَوَاء فأصلحه وَإِن كَانَت من أجل كمية الطَّعَام فقللها أَو لسوء كيفيته أَو لطعام لَا عَادَة لَهُ بِهِ فَإِن كَانَ الْإِنْسَان مَعَ اجْتِنَاب هَذِه الْأَشْيَاء لَا ينهضم طَعَامه على مَا يجب فالعلة من ضعف الْمعدة قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فتوق أَسبَاب التُّخمَة كلهَا فَإِن كَانَ السَّبَب ضعف الْمعدة فقوها بالضماد وَاسْتعْمل الصياح وَأما من يتجشأ جشاء حامضاً فاسقه قبل الطَّعَام كزبرة يابسة قدر مِثْقَال وَقبل عشائه أَيْضا وليشرب بعده شرابًا صرفا، فَإِن عرض فِي وَقت أَلا يستمرىء الْإِنْسَان طَعَامه فَإِن كَانَ مَا يعرض لَهُ من ذَلِك يسير فمره بإطالة النّوم، فَإِن لم يُمكنهُ فليحذر الرياضة والصياح وَالْحمام الْحر، فَإِذا أحس بخف دخل الْحمام وَشرب مَاء فاترا وقيئه مَرَّات حَتَّى ينقى جَمِيع مَا فسد ثمَّ صب على رَأسه دهنا
(2/149)
وكمد بَطْنه وجنبه بخرق مسخنة (سقط: إِلَى سطر 12 من نفس الصفحة الْعلَّة يلْزمهَا)
من جنس المرار حَتَّى أَنه كثيرا مَا يُبرئ مِنْهَا فِي يَوْم والعلل الْحَادِثَة فِي الْمعدة والبطن من أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ فَأَما الْأَشْيَاء القابضة أغذية أَو أدوية فتضرهم مضرَّة عَظِيمَة فَأَما مَتى كَانَت الْمعدة إِنَّمَا تتأذى بكمية هَذِه الرطوبات لَا بكيفيتها ألف ألف حَتَّى أَنه قد حدث فِيهَا كالترهل فَإِن القابضة حِينَئِذٍ من أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَذَا الْعُضْو لِأَن الْعُضْو العليل حِينَئِذٍ يكون مسترخياً كالمفاصل المسترخية الَّتِي إِنَّمَا يصلحها ويردها إِلَى حَالهَا الْأَدْوِيَة القابضة قَالَ: وَقد يكون تقلب النَّفس من مزاج رَدِيء فِي الْمعدة مَعَ خلط أَو تغير خلط وَمن استنقاع فَم الْمعدة برطوبة وَإِن كَانَت جَيِّدَة الْكَيْفِيَّة فَإِنَّهَا عِنْد ذَلِك تسترخي وَعند ذَلِك تحْتَاج إِلَى ادوية تجفف إِلَّا أَنه إِذا كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد وصلت إِلَى عمق الْعُضْو واحتاجت إِلَى أدوية لَطِيفَة غواصة كالخل والأفاوية فَإِن لم تكن هَذِه الرُّطُوبَة غَلِيظَة وَلَا غائصة فالأفاوية القابضة تبرئها وَمن علل فَم الْمعدة الغثى وعلاجه فِي بَاب الهيضة قَالَ: إِذا كَانَت الْمعدة عِنْد أكل الطَّعَام يهيج فِيهَا غثى حَتَّى تقذف الطَّعَام فَهِيَ فِي غَايَة الضعْف أَشد ضعفها فِي أَعْلَاهَا وَإِذا كَانَ مَعَ التقلب وَثقل الطَّعَام عَلَيْهَا ينزل الطَّعَام وَيخرج بالبراز فأسفلها هُوَ الأضعف.
لي جملَة ذَلِك أَن الْمعدة الَّتِي يكربها ويؤذيها الطَّعَام إكراباً وأذى شَدِيدا ضَعِيفَة جدا وتضطر لذَلِك دفْعَة لِأَنَّهَا لَا تحمله فَإلَى أَي نَاحيَة دَفعته فَتلك النَّاحِيَة لضعف الناحيتين. (سقط: إِلَى آخر الصفحة)
(2/150)
(سقط: الصغحة كَامِلَة)
الْمقَالة الثَّانِيَة لون من بِهِ وجع فِي معدته لَا يخفى على الحاذق كَمَا لَا يخفى عَلَيْهِ لون من كبده عليلة.
الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَتى كَانَ ضعف فِي فَم الْمعدة واسترخاء لبث مَا يُؤْكَل طافياً فِيهَا مُدَّة طَوِيلَة وَفَسَد الهضم فَإِذا قوى بِبَعْض الْأَطْعِمَة الْمُوَافقَة لَهُ دفع الْغذَاء حِينَئِذٍ
(2/151)
إِلَى قَعْره وَاسْتقر فِيهِ فنضج وَخرج بالبراز كَمَا أَن الَّذِي يبْقى طافياً لَا ينهضم وَلَا ينضج وَلَا يخرج بالبراز قَالَ: وَأكْثر فعل فَم الْمعدة إِنَّمَا هُوَ الشَّهْوَة لِأَن الهضم وَمَا كَانَ من الْأَطْعِمَة قَابِضا يُقَوي فَم)
الْمعدة.
لي فِي خلال كَلَام جالينوس أَنه يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل التقوية لفم الْمعدة فِي الأصحاء بالقابضة وَفِي المحمومين لَا لِأَن ذَلِك يجفف فَم معدهم بِأَكْثَرَ مِمَّا يحتملونه بل إِن عولج بهَا قلل مِنْهَا.
الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: جَمِيع الْأَدْوِيَة المسهلة والأشياء الشِّيعَة الكريهة رَدِيئَة لفم الْمعدة وَجَمِيع الْأَشْيَاء العطرية والغذائية المستلذة جَيِّدَة لَهَا قَالَ: الَّذين تنصب المرار إِلَى معدهم يلذع فمها وَيفْسد طعامهم ويؤذيهم ويقومون للبراز مرَّتَيْنِ أَو أَكثر فَأَما الَّذين تنصب المرار إِلَى أمعائهم فَإِنَّهُم يقومُونَ مَرَّات لِأَن المرار يحث الثفل على الانحدار يَعْنِي فِي المخربين من المرار قَالَ: الْمعدة إِذا كَانَت عَظِيمَة بالطبع وامتلأت من الْغذَاء لَزِمت الأحشاء وامسكتها فَإِذا خلت تقبضت وَتركت الأحشاء تضطرب فيحس أَصْحَابهَا كَأَن أحشائهم تعلق وَالَّذين يعرض لَهُم فَسَاد ولذع فِي الْمعدة لَيْسَ هم مراريون بالطبع فَيكون إِذا كَانَ المجرى الَّذِي يصب الْمرة من الكبد إِلَى المعي الْمَعْرُوف بالأثني عشر إصبعاً يصب إِلَى الْمعدة فَإِن هَؤُلَاءِ تطفو الْمرة أبدا فِي أَفْوَاه معدهم وَأما فِي غَيرهم فَإِنَّهُ ينحدر دَائِما مَعَ البرَاز وَلذَلِك يقوم هَؤُلَاءِ إِلَى البرَاز أَكثر لِأَن البرَاز يحث الأمعاء وَالَّذين ينصب المرار مِنْهُم ألف ألف إِلَى معدهم فَرُبمَا لم يقومُوا فِي الْيَوْم الْبَتَّةَ.
السَّابِعَة من الْفُصُول إِذا كَانَ فِي الْمعدة وجع. . فأدمن جودة التَّدْبِير فَإِن ذَلِك لورم فِي الْمعدة. أبقراط: إِذا حدث مَعَ الوجع المزمن فِيمَا يَلِي الْمعدة تقيح فَلذَلِك رَدِيء برد الْأَطْرَاف عَن وجع شَدِيد فِيمَا يَلِي الْمعدة رَدِيء لِأَن ذَلِك يدل على ورم حَار عَظِيم أَو وجع شَدِيد فيمايلي هَذِه الْمَوَاضِع قَالَ: السَّوْدَاء إِذا كَانَت فِي آلَات الهضم أضعفت الهضم وَحدثت لذَلِك تخم وَأما الصَّفْرَاء فتفعل ضد ذَلِك إِلَّا أَن الَّذِي يستمرئ من أجل الصَّفْرَاء يحدث لَهُ كالاحتراق.
لي قد قَالَ: السَّوْدَاء تقصر الهضم والصفراء تفرط وَتجوز قدر الْحَاجة فالهضم الصَّحِيح بِقدر الْحَاجة يكون الدَّم.
من كتاب الْمرة السَّوْدَاء قَالَ: قد ينصب إِلَى الْمعدة فِي وَقت الْجُوع الشَّديد دم أَحْمَر نقي من الكبد ليغذوها.)
من الْمَوْت السَّرِيع: مَتى ظهر مَعَ وجع الْمعدة على الرجل اليمني كالتفاحة خشِي الْمَوْت
(2/152)
فِي السَّابِع وَالْعِشْرين وَمن أَصَابَهُ هَذَا الوجع اشْتهى الْأَشْيَاء الحلوة قَالَ: من كَانَت بِهِ تخم وَأَبْطَأ هضم طَعَامه فظهرت على عَيْنَيْهِ بثور سود وَفِي نُسْخَة أُخْرَى حمر وَفِي أُخْرَى خضر كالحمص وَلم تكن وارمة مَاتَ فِي السَّابِع عشر وَإِذا بدا بِهِ هَذَا الوجع اخْتَلَط عقله.
من كتاب العلامات عَلامَة جودة الهضم اسْتِوَاء النّوم وَيكون الْإِنْسَان سريع الانتباه حسن اللَّوْن غير وارم الْوَجْه وَلَا يجد ثقلاً فِي الرَّأْس سهل الْبَطن وَلَا يحتبس عَلَيْهِ خَفِيف الْمعدة وَيكون أَسْفَل بَطْنه منتفخاً قَلِيلا وخاصة قبل أَن يتبرز وَيكون خَفِيف الْحَرَكَة.
عَلَامَات عدم النضج التُّخمَة مَكْرُوهَة فِي الأصحاء وَفِي المرضى ويعرض من التُّخمَة ورم الْوَجْه وضيق النَّفس وَثقل الرَّأْس ووجع الْمعدة وفواق وكسل وبطأ الْحَرَكَة ونفخة فِي الْبَطن والأمعاء وصفرة الْوَجْه وانتفاخ الشراسيف وجشاء حامض أَو نَارِي أَو حريف أَو منتن وغثى وقيء وَمِنْهُم من يعرض لَهُ احتباس الْبَطن بإفراط واستطلاق وَرُبمَا عرضت هَذِه الْأَعْرَاض كلهَا وَرُبمَا عرض جلها وَرُبمَا عرض أقلهَا وَذَلِكَ بِحَسب التُّخمَة وقلتها.
من كتاب العلامات: عَلامَة الدُّبَيْلَة فِي الْمعدة حمى وحرارة وعطش وغثى ولهيب فَإِذا تمكنت وأزمنت نحف الْجِسْم وَغَارَتْ العينان وانحلت الطبيعة وَقل الْبَوْل وجست الْمعدة وَإِذا غمزتها بأصبعك لم ينفذ وَيكثر الِاخْتِلَاف والقيء.
عَلامَة القرحة فِي الْمعدة وجع شَدِيد عِنْد الْأكل وقيء دموي ويتأذى بالشَّيْء المالح والحامض والحريف والحار والبارد جدا.
الْمعدة الضعيفة جدا: قلَّة الشَّهْوَة والغثى وَصغر النبض. وَإِذا أكل وجد ثقلاً شَدِيدا وامتداداً وَلم يسهل عَلَيْهِ خُرُوج البرَاز وَلَا يتجشأ وَلَا يتَوَلَّد ألف ألف فِيهِ قراقر وَإِذا ساءت حَالَة لمعدة عرض فِيهَا فَسَاد الطَّعَام دَائِما إِلَى الحموضة وجشاء حامض أَو منتن وغثى ولذع ووجع بَين الْكَتِفَيْنِ ويشارك أوجاعها الرَّقَبَة عَلَيْهِ دَائِما وَيطْلب الطَّعَام فَإِذا وضع بَين يَدَيْهِ لم ينل مِنْهُ أَو نَالَ مِنْهُ أَو نَالَ شَيْئا يَسِيرا وتهيج بِهِ الْعلَّة من أدنى عِلّة ويسرع إِلَى العصب.
وَإِذا دَامَ بِهِ هَذَا انْتقل إِلَى المالنخوليا الْمُسَمّى بالمراقى.
من التَّدْبِير الملطف قَالَ: إِن مِمَّا يكثر نَفعه للمعدة الأغذية الَّتِي فِيهَا قبض ومرارة بِلَا حِدة كقضبان شجر العليق والفنجكشت قَالَ: والقابضة جَيِّدَة للمعدة فِي أَكثر الْأَمر.
فِي اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: إِذا كَانَت الْمعدة بريئة من الديبلات والأورام والقروح وَكَانَ الهضم رديئاً فَذَلِك لمَرض سوء المزاج وَسُوء المزاج فِيهَا يكون إِمَّا بِلَا مَادَّة وَإِمَّا بمادة قَالَ: وَأكْثر النَّاس يَقع لَهُم سوء المزاج الْبَارِد وَسُوء المزاج الرطب ليميل النَّاس إِلَيْهِم والشره قَالَ: وَبعد هَذَا سوء المزاج الْحَار الرطب وَسُوء المزاج الْيَابِس فقلّ مَا يعرض وَإِذا عرض فكثيراً مَا يهْلك أَصْحَابه لِأَن الْأَطِبَّاء يعالجون ذَلِك بِمثل العلاج الَّذِي يعالج بِهِ أَصْحَاب الْمعدة الرّطبَة والباردة لأَنهم لَا يحسبون أَنه كَذَلِك لعُمُوم ذَلِك فيعطونهم أدوية وأغذية قابضة أَو حارة وأجود مَا تعْمل أَن تتعرف على سوء المزاج الرُّطُوبَة أَو هَل الاخلاط
(2/153)
غايصة أَو سابحة وَدَلِيل الْمعدة الْبَارِدَة كَثْرَة الشَّهْوَة وَقلة الْعَطش والجشاء الحامض وَقلة الاستمراء للأغذية الْبَارِدَة والغليظة والحبوب الغليظة وَالِانْتِفَاع بالحارة اللطيفة وَدَلِيل الْمعدة الحارة الَّتِي فِيهَا سوء مزاج حَار الجشاء الدخاني وَكَثْرَة الْعَطش وَفَسَاد الْأَطْعِمَة اللطيفة كلحم السّمك الرُّخص والفراريج فِيهَا وتهضم الْأَطْعِمَة الغليظة الْبَارِدَة وَقلة الشَّهْوَة وَدَلِيل سوء المزاج الرطب قلَّة الْعَطش وَكَرَاهَة الْأَطْعِمَة الرّطبَة والتأذى بهَا وَالِانْتِفَاع بالأقلال من الأغذية والأغذية الْيَابِسَة وَدَلِيل الْيَابِسَة بالضد أَي كَثْرَة الْعَطش وَالِانْتِفَاع بالأغذية الرّطبَة وَدَلِيل هَذِه الأمزجة والمعدة إِذا كَانَت مَعَ أخلاط أَن يعرض لمن ينصب إِلَى معدته بلغم مُفْرد جشاء حامض من غير أَن يَكُونُوا تناولوا)
شَيْئا وَلمن ينصب إِلَى معدته مرار جشاء دخاني من غير غذَاء ويعرض لَهما جَمِيعًا إِن كَانَ الْخَلْط فيهم قَلِيلا الْقَيْء بعد الطَّعَام وَإِن كَانَ كثيرا فَقبل الطَّعَام فَهَذِهِ تخصهم مَعَ سَائِر الدَّلَائِل الْحَرَارَة والبرودة فَإِنَّهَا عَامَّة لَهُم وَدَلِيل الأخلاط الغائصة فِي الْمعدة أَن يعرض التحمض والغثى بِشدَّة وَلم يعرض الْقَيْء بِحَسب الغثى ودليلها إِذا كَانَت سائحة انبعاث الْقَيْء سَرِيعا وَإِذا كَانَ غائصاً فَهُوَ يحْتَاج إِلَى الأيارج والأدوية الْمُقطعَة وَأما سوء المزاج ألف ألف الْيَابِس فَيكون علاجه بِأَن يكْسب الْجِسْم كيموسات رطّبه بالحمام والأغذية على مَا وَصفنَا.
الثَّالِثَة من القوى الطبيعية قَالَ القراقر عرض خَاص لضعف الْمعدة لِأَنَّهُ يحدث إِذا ضعفت عَن الاحتواء على الطَّعَام التفافاً واحتواء محكماً لكنه يبْقى بَينه وَبَينهَا مَوَاضِع خَالِيَة فثقل فِيهَا الرُّطُوبَة المحتبسة فِيهَا من مَوضِع إِلَى مَوضِع فَيحدث فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع قراقر بِحَسب أشكالها قَالَ: وَمن عرض لَهُ هَذَا لَا يستحكم استمراء طَعَامه ويلبث أشكالها قَالَ: وَمن عرض لَهُ هَذَا لَا يستحكم استمراء طَعَامه ويلبث أَيْضا الثّقل مُدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ هضمه يبطئ أَكثر وَالطَّعَام لَا ينزل حَتَّى ينهضم والهضم إِنَّمَا يستحكم بِشدَّة التفاف الْمعدة واحتوائها على الطَّعَام.
لي وَأَشَارَ إِلَى ضعف الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا فِي هَذَا الْموضع. قَالَ: ويستدل على ضعف الْمعدة بِأَن الْأَطْعِمَة وَإِن كَانَت لَطِيفَة تطفو فِيهَا وَيحدث قراقر وَنفخ وَأما الْمعدة القوية فيسرع إِلَيْهَا انحدار الْأَطْعِمَة اللطيفة وانحدار اللَّحْم أَيْضا وَالْخبْز السميذ الْكثير.
لي عَلامَة قُوَّة الْمعدة سرعَة انحدار الْغذَاء عَنْهَا وبالضد وَمن تغثى نَفسه جدا وَيكرهُ الطَّعَام إِن قصدته على تنَاوله تقيأ سَرِيعا وَإِن حمل نَفسه على ضَبطه عرض لَهُ فوَاق وتهوع وأجس فِي معدته يَنْقَلِب إِلَى فَوق وَذَلِكَ لِأَن الْمعدة حِينَئِذٍ تشتاق إِلَى دفع مَا فِيهَا وفم الْمعدة يعرض لَهُ الشوق إِلَى دفع مَا فِيهَا وفم الْمعدة يعرض لَهُ الشوق إِلَى دفع الطَّعَام بالقيء إِمَّا لكثرته فيثقل عَلَيْهِ أَو لحدته أَو لذعه ويعرض لَهُ هَذَا دَائِما لمن فِي أعالي معدته ضعف.
من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: إِذا رَأَيْت إنْسَانا لَا تنشط نَفسه لأكل الطَّعَام الْكثير الْغذَاء
(2/154)
وشهوته قد ذهبت وَإِن حمل على تنَاوله اعتراه غي وَلَا يجب أَن يَأْكُل شَيْئا إِلَّا مَا كَانَت لَهُ حِدة وحراقة وَإِذا أكل مَا هَذِه صفته لم تحط بِهِ وأصابه عَلَيْهِ نفخ وتمدد فِي الْمعدة وغثى وتهوع وَلَا)
يجد فِي شَيْء رَاحَة سوء الجشاء فَإِنَّهُ يجد لَهُ بعض الرَّاحَة وَفِي بعض الْأَوْقَات يفْسد الطَّعَام فِي معدته وَأكْثر جشائه إِلَى الحموضة فَاعْلَم أَنه قد اجْتمع فِي معدته بلغم كثير لزج.
وَكَانَ ذَلِك بِرَجُل أطعمته فجلاً وقيأته بسكنجبين فتقيأ بلغماً فِي غَايَة الغلظ وَالْكَثْرَة وَبرئ من يَوْمه بعد أَن مكث بِتِلْكَ الْحَال ثَلَاثَة أشهر. قَالَ: وَلَا بدّ من تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْمعدة لِأَن المرار لَا ينصب إِلَيْهَا فيجلوها إِلَّا قَلِيلا لِأَن الْأَصْلَح كَانَ أَلا ينصب إِلَيْهَا لِأَنَّهُ يفْسد الْغذَاء ويوكل إِلَى الطَّبِيب غذاءها وَينصب إِلَى الأمعاء دَائِما فيجلو مَا فِيهَا من بلغم مَا دَامَ الْجِسْم بِالْحَال الطبيعية فَإِذا خرج فِي بعض الْأَحْوَال عَن هَذِه الْحَال وَلم ينصب إِلَى الأمعاء الْمرة كَثْرَة البلغم فِيهَا وَلَا يُؤمن حِينَئِذٍ على صَاحبه إيلاوس وقروح الأمعاء والزحير قَالَ: وَلذَلِك أصَاب الْأَطِبَّاء فِي مَا رَأَوْا فِي الْقَيْء ألف ألف بعد الطَّعَام فِي شهر مرّة أَو مرَّتَيْنِ بأَشْيَاء حريفة لِأَن ذَلِك يمْنَع اجْتِمَاع الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: لَا أعلم شَيْئا أبلغ فِي المعونة للمعدة على الهضم من بدن حَار رطب يماسها كصبي لِأَن حرارة الصَّبِي أخص بالحرارة الغريزية من الْحَرَارَة الَّتِي تجْعَل بالتكميد.
الأولى من أبيذيميا تقدمة الْمعرفَة: كَانَ امْرَأَة بهَا وجع الْفُؤَاد وَلم يكن يسكنهُ إِلَّا سويق الشّعير مَعَ مَاء الرُّمَّان ويكتفى أَن يتغذى مرّة فِي الْيَوْم.
قَالَ ج: إِنَّهَا كَانَ بهَا وجع فِي فَم الْمعدة من خلط يسير لذاع يجْتَمع إِلَيْهِ ولقلته اكْتفى بسويق شعير وَمَاء الرُّمَّان لِأَن هَذَا الدَّوَاء مَعَه تجفيف وتقوية فيجففه تِلْكَ الرطوبات اللذاعة وتقويته بالرمان تَجْعَلهُ أَلا يقبل مَا ينصب إِلَيْهِ مِنْهُ فبرئت الْمَرْأَة بذلك وَالطَّعَام مرّة وَاحِدَة فِي الْيَوْم جيد فِي جَمِيع هَذِه الْعِلَل وَفِي أَكثر علل الْمعدة والكبد وَلَا يكون ذَلِك الطَّعَام كثيرا بل إِلَى الْقلَّة مَا هُوَ لِأَن الْمعدة والكبد العليلتين لَا تحتملان كَثْرَة الطَّعَام.
الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا ضعف الْمعدة عَن هضم الطَّعَام يصير سَببا لجَمِيع الْعِلَل فِي الْجِسْم. الرَّابِعَة من السَّادِسَة: شكى إِلَى قوم اختلال الشَّهْوَة فَأَمَرتهمْ بالامتناع من الطَّعَام مُدَّة طَوِيلَة فَفَعَلُوا فَعَادَت شهوتهم وَحَال ذَلِك حَال من لم ينم نوماً غرقاً فَإنَّك إِن منعته من ذَلِك الْيَسِير من النّوم فَإِنَّهُ سينام نوماً غرقاً إِذا كَانَت الْمعدة أسخن من الْوَاجِب وتولد كيموساً مارياً قل جذب
(2/155)
الكبد مِنْهُ وَكَانَ الَّذِي تولد من الدَّم رَدِيء الْكَيْفِيَّة وَقل جذب الْأَعْضَاء مِنْهُ لِأَنَّهُ غير ملائم ويضعف الْجِسْم لذَلِك وَإِذا كَانَ الكيلوس حلواً جيدا)
نضجا بحرارة غريزية كثر جذب الكبد وَكَانَ مِنْهُ دم مُوَافق يخصب الْأَعْضَاء.
من الرَّابِعَة عشر من الْبُرْهَان قَالَ: الطَّعَام يبْقى فِي الْمعدة مُدَّة طَوِيلَة وَيعرف ذَلِك من الجشاء وَمن انتفاخ الْمعدة وَمن الْقَيْء قَالَ: وَقد تقيأت مرارأ طَعَاما بعد أَربع سَاعَات وَسبع فَكَانَ بِحَالهِ وَسَأَلت المصارعين مَتى يحسون بنزول الطَّعَام عَن معدهم فَقَالَ بَعضهم: بعد خَمْسَة عشر سَاعَة وَأَقل وَأكْثر لَكِن غذَاء هَؤُلَاءِ لحم الْخَنَازِير وَيخْتَلف الْأَمر فِي ذَلِك بِحَسب الْأَطْعِمَة وبحال حسب الْمعدة وبحسب مَا فِيهَا من الأخلاط إِلَّا أَنه بِالْجُمْلَةِ قد يبطئ فِيهَا زَمَانا طَويلا. الأهوية والبلدان: الَّذين ينزل من رؤوسهم إِلَى معدهم بلغم دَائِم تبطل شهواتهم للطعام.
من الأغذية الأولى مِنْهَا: اسْتَغَاثَ رجل من فَم معدته مَرَّات فدلى أمره أَن فِي فَم الْمعدة بلغماً فَأَمَرته بكراث وسلق وخردل فَفعل فَقطع لذَلِك البلغم وأسهله إسهالاً كثيرا وَبرئ ثمَّ عرض لَهُ بعد ألف ألف ذَلِك لذع فِي معدته من تخمة من طَعَام حَار حريف فَاسْتعْمل ذَلِك فهيج اللذع فِي الْمعدة الثَّالِثَة قَالَ: فِي الزَّبِيب الحلو تَقْوِيَة للمعدة وجلاء معتدل فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يسكن مَا يحدث فِي فَم الْمعدة من التلذيع الْيَسِير وَأما التلذيع الْكثير فَيحْتَاج إِلَى مَا هُوَ أقوى مِنْهُ وَأَصْحَاب الْمعدة الضعيفة يسْرع إِلَيْهِم الغثى وتقلب النَّفس بعد الْأكل فأعنهم على ذَلِك بِأَن تقدم قبل طعامهم أَشْيَاء مزلقة وَبعد أَشْيَاء قابضة فَبِهَذَا تَنْطَلِق طبائعهم وَلَا يهيج بهم غثى وَلَا قيء وَيجب أَن يمشوا بعد الْأكل يرفق شَيْئا معتدلاً لينزل الطَّعَام عَن فَم الْمعدة ويقوى وتجف أعاليها بالشَّيْء الْقَابِض وبالمشي قَالَ: وَمِمَّا ينفع الشَّهْوَة الدَّوَاء الْمُتَّخذ من عصارة السفرجل وَالْعَسَل والفلفل الْأَبْيَض والزنجبيل وَهُوَ الْمَذْكُور فِي كتاب حفظ الصِّحَّة. وعد من الْبُقُول النافعة للمعدة: الخس والكرفس قَالَ: والشاهترج جيد لَهَا.
الْيَهُودِيّ قَالَ: المعتدل فِي بَقَاء الطَّعَام مُنْذُ دُخُوله إِلَى خُرُوجه اثْنَان وَعِشْرُونَ سَاعَة قَالَ: من معدته مَرِيضَة أطْعمهُ على أَرْبَعَة أَنْوَاع إِمَّا كثيرا وَإِمَّا قَلِيلا أَو فِي مرّة أَو فِي مَرَّات أَو مركب من هَذِه قَالَ: إِذا حدث فِي الْمعدة قُرُوح وَأكله فعالج بالأدوية الَّتِي تنقى الْمعدة من اللَّحْم الْمَيِّت ويلحم وينبت كأيارج فيقرا فَإِذا نقى فاسقه حِينَئِذٍ مخيض الْبَقر وشراب السفرجل وَالرُّمَّان)
وَنَحْوهَا قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْمعدة ورم حَار فَلَا تسْتَعْمل مسهلاً وَلَا مقيئاً فَإِنَّهُ رَدِيء لَكِن أطْعمهُ مليئة وأحقن وأسق وَإِن كَانَ لهيب وعطش شَدِيد ثَلَاثَة دَرَاهِم من بزر قثاه بِمَاء بَارِد وأطل على الْمعدة أضمدة دابغة مبردة كمرهم قشور الْفَرْع ودقيق الشّعير وَنَحْوه وسفرجل وَغَيره فَإِن اضطررت إِلَى إسهال فبالصبر والسكنجبين وَأما الْقَيْء فَلَا تقربه وينفع من قُرُوح الْمعدة: الفلونيا وأقراص الكهربا وَرب النمام والقابضة كلهَا نافعة.
(2/156)
لي على مَا رَأَيْت لِلْيَهُودِيِّ للخراج فِي الْمعدة اقصد وَبرد مَا أمكن فَإِن امْتنع وَأخذ فِي طَرِيق النضج: سقى مَاء الحلبة والحسك ودهن اللوز المر والخروع وضع معدته على شَيْء وطئ حَار ويستحم بِمَاء فاتر ويخبص عَلَيْهِ بِالتِّينِ والبابونج والحلبة وَيجْعَل عَلَيْهِ أفسنتين ليقويها أَيْضا حَتَّى ينفجر ويسقى الصَّبْر بِمَاء الهندبا فَإِذا انفجر سقى مَا ينقى فَإِذا سقى مَا يلحم.
اهرن: ذهَاب الشَّهْوَة من الْحَرَارَة وشفاؤه بالأشياء الحامضة كي ترجع الشَّهْوَة كَمَا تفعل السَّوْدَاء دَائِما فِي الْخلقَة وَقد يكون من القروح فِي الْمعدة بخر الْفَم ويستطلق مَعَه الْبَطن فعالجها بمخيض الْبَقر والكعك.
الطَّبَرِيّ قَالَ: مَا أقل من ينجو مِمَّن يتقيأ الْقَيْح من قرحَة فِي الْمعدة والقيء الشَّديد يحدث الخراجات فِي الْمعدة وفمها قَالَ: إيارج فيقرا ينقى الْقَيْح الَّذِي فِي ألف ألف الْمعدة وَيَأْكُل وسخ القرحة وعفنها ويسقى مخيض الْبَقر وَرب السفرجل وَرب الرُّمَّان ويحذر كل الحذر فِي ابْتِدَاء الورم الْقَيْء والإسهال وَيسْتَعْمل المسكنة والمانعة إِن كَانَ لَا بُد من الإسهال فبالخيارشنبر وضمد بالقابضة.
عَليّ بن ربن: وَقد جربت دَوَاء نَافِعًا لورمها جدا يسقى من رب الغافت وَرب الأفسنتين أَيَّامًا.
وَقَالَ الطَّبَرِيّ أَيْضا: الْوَقْت المعتدل فِي بَقَاء الطَّعَام فِي الْبَطن إِلَى أَن يخرج اثْنَتَا عشرَة سَاعَة.
فِي الطَّعَام: لي وَإِمَّا من أجل الْمعدة وَذَلِكَ إِمَّا لحرارتها وَإِمَّا لبرودتها أَو لرقة جرمها وَقلة سخونتها من الترب والأعضاء الَّتِي تسخنها إِذا بردت مَعَ الكبد وَنَحْوهَا أَو لقلَّة احتوائها على الطَّعَام وَذَلِكَ إِمَّا لِأَنَّهُ دسم أَو لِأَنَّهُ مدخن كالبيض المطجن والخبيص أَو لِأَنَّهُ ألطف مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ تِلْكَ الْمعدة كَمَا يفْسد السّمك الصغار والأطعمة الحارة أَو لإنه أغْلظ مِمَّا يجب كَمَا يفْسد لحم الْبَقر فِي الْمعد الْبَارِدَة إِلَى الحمضة أَو لإن الْأَطْعِمَة غير لذيذة أَو لسوء تدبيرها كَمَا يقدم الْأَطِبَّاء)
الْفَاسِد ويؤخرون الألطف أَو لسوء تدبيرها كَمَا يُؤَخر أَكثر فيتدخن أَو أقل فتحمض أَو لِكَثْرَة أصنافها إِذا اخْتلفت مقادير أزمان هضمها فأفسد الَّذِي ينهضم مَا لم ينهضم وَمَا لم ينهضم مَا انهضم إِمَّا لسوء التَّدْبِير قبله مثل أَن يَأْكُل قبل أَن ينقى من الأول أَو قبل الرياضة وَالْحمام وَبِالْجُمْلَةِ قبل الْعَادة الَّتِي جرت لَهُ على مَا كَانَ يستمريه.
(2/157)
أهرن: إِذا كَانَ الجشاء دخانياً من غير أَطْعِمَة توجب ذَلِك فَإِن ذَلِك لحرارة الْمعدة وَذَلِكَ الْحر إِمَّا لسوء مزاجها فَقَط من غير خلط أَو لسوء مزاج مَعَ خلط مثل مرّة يطول مكثها فَيفْسد لذَلِك مزاجها وَإِن كَانَ ذَلِك الْوَقْت لَيْسَ فِيهِ مرار أَو يكون المرار فِيهَا وَذَلِكَ المرار إِمَّا سابح وَإِمَّا متشرب أَو يمون ينصب من الكبد أَو يتَوَلَّد فِي الْمعدة قَالَ: وَبرد الْمعدة يكثر الشَّهْوَة وحرها يكثر الْعَطش وَإِذا كَانَ الْحر وَالْبرد مَعَ خلط مَا يَأْكُل مختلطاً بذلك الْخَلْط وَإِذا كَانَ بِلَا مَادَّة خرج خَالِصا.
لي إِذا كثرت الحموضة فِي الْمعدة فافحص عَن الطحال فَإِنَّهُ قد يكون السَّوْدَاء ينصب مِنْهَا شَيْء أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وعلامة ذَلِك اهتياج الشَّهْوَة مَعَ نفخ ورياح وَسُوء هضم وجشاء حامض وبهذه العلامات يفرق بَين اللذع الْكَائِن فِي الْمعدة والكائن من السَّوْدَاء والكائن فِيهَا من الصَّفْرَاء رَأَيْت من تقيأ قِطْعَة لحم غَلِيظَة أعظم من الجوزة وَلم يمت حدست أَنه كَانَ فِي معدته ناصور كَبِير دَقِيق الأَصْل انْقَطع ودفعته الطبيعة بالقيء.
أهرن: إِذا كَانَ فِي الْمعدة بلغم والريق والجشاء إِمَّا حامض وَإِمَّا تفه وَإِمَّا مالح وَيكثر الرِّيق والزبد فِي الْفَم ويقيأ قيئاً بلغمياً وَإِمَّا الصَّفْرَاء فيتقيأ قيئاً صفراوياً والجشاء الْحَار المتدخن والعطش ومرارة الْفَم والحرارة المفرطة فِي الْمعدة فَتسقط الشَّهْوَة الْبَتَّةَ ألف ألف وعلاجها بالأشياء الحامضة وَأما غَلَبَة الْبرد فيكثر شَهْوَة الطَّعَام وَإِذا كَانَت الشَّهْوَة مقصرة والهضم كثيرا فالغالب الْحَرَارَة وبالضد قَالَ: إِنَّمَا تذْهب الشَّهْوَة عِنْد الْجُوع المفرط لِأَن الْمعدة تلتهب جدا والفضول المالحة تهيج الْعَطش.
فِي الورم فِي الْمعدة: إِذا حدث فِي الْمعدة ورم فَاسق للحار مِنْهُ خيارشنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب مَعَ نصف دِرْهَم إيارج أَو وزن دانق إِن كَانَ الورم حاراً جدا والعليل ضَعِيفا وَإِن كَانَ الورم صلباً غليظاً فَاسق ثَلَاثَة مَثَاقِيل من دهن الخروع وطبيخ الخيارشنبر وَمَاء الْأُصُول يمرس فِيهِ وَإِن عرضت سدة فِي مجاري الْمعدة فأعطه أفسنتيناً وإيارجاً وَإِن عرضت لَهُ قُرُوح رَدِيئَة فعالج)
بالأدوية المنقية للعفن نَحْو إيارج فيقرا ثمَّ أسقه إِذا تنقت الْمعدة مخيض الْبَقر وَرب السفرجل وَالرُّمَّان فَإِنَّهُ يلحم القرحة وَإِذا عرضت فِيهَا قرح رَدِيء متعفن فَعَلَيْك بِمَا ينقى وَيغسل وَمَتى كَانَت القروح طرية فَعَلَيْك بالأدوية القابضة وَاجعَل أغذيته سريعة الهضم. لي حب جيد للمعدة يقويها وينقيها وَيصْلح للَّذين فِي معدهم صفراء مؤذية: صَبر دِرْهَم إهليلج أسود ورد نصف اعجنة بعصير الهندبا وَهِي شربة وَاحِدَة وللمعدة الْبَارِدَة يسقى أميروساً وسجرنيا وكمونية وَنَحْو هَذِه والمعدة الضعيفة تعالج بالأطريفل وَنَحْوه من القوابض.
دَلَائِل الورم الْحَار فِي الْمعدة الْعَطش والحمى وحرقة الْمعدة وَسُرْعَة حسها وتأذيها
(2/158)
بِمَا يُؤْكَل فَهَذَا إياك أَن تقيئه بل غذه بأغذية لينَة وأعطه الْخِيَار شنبر إِن احتجت إِلَى تليين بَطْنه وضع على معدته أضمدة بَارِدَة مقوية من مَاء الرمانين والأفسنتين فَإِنَّهَا تمنع الورم أَن يتفشى فِي جَمِيع الْمعدة وَإِن كَانَ إفراط فِي الْحر والعطش فأسقه مَا يسكن الْعَطش وَصفته: حب الْخِيَار دِرْهَم بِمَاء ثلج أَو بِمَاء هندبا بسكر طبرزد وأطل عَلَيْهَا جَرَادَة القرع أَو مَاء الرجلة وَنَحْوهَا إِن احتجت إِلَى إسهاله فأسقه خِيَار شنبر وسنكجبيناً مَعْمُولا بسقمونيا أَو صَبر مِثْقَالا أَو أقل أَو أَكثر بسكنجبين. لي ينظر فِي هَذَا وأجود مَا يسهل بِهِ صَاحب الورم الْحَار فِي الْمعدة: مَاء الهندبا وَقَلِيل أفسنتين ولب الخيارشنبر وَإِن كَانَ وَلَا بُد فدانق من الصَّبْر المغسول أَو الهليلج الْأَصْفَر مِمَّا عَمِلْنَاهُ دِرْهَم قَالَ: البثور والقروح الكائنة يرْتَفع مِنْهَا بخار إِلَى الْحلق فينتن مِنْهُ الجشاء ويجف الْفَم وَاللِّسَان.
قَالَ: وللورم الْعَتِيق فِي الْمعدة إِذا سكن تلهبه وَاحْتَاجَ العليل إِلَى مَا ينضج ويحلل فبابونج وحلبة وبزر كتَّان وإكليل الْملك وخطمى يَجْعَل مِنْهُ ضماد وينطل عَلَيْهِ وَإِن كَانَ الورم فِي المريء فضع بَين الْكَتِفَيْنِ ذَلِك وَأما فِي الأورام الحارة فِي أول الْأَمر فَعَلَيْك بِمَا يُطْفِئ ويبرد وبالطيوب وبالقوابض والرياحين وَإِن كَانَ الورم أغْلظ وَأعْتق فاخلط بالأضمدة الأشق والمقل وعلك الأنباط وَلَا تخله من القوابض والطيوب وَإِذا خلط مَعَه الشحوم جاد وَإِن كَانَ أغْلظ ألف ألف وَأَشد فاخلط مَعهَا القوية التَّحْلِيل كاقردمانا وَحب الْغَار والعاقرقرحا والزراوند والايرسا والبلسان وَنَحْوهَا.
أهرن: مرهم للدبيلة فالورم الصلب: إكليل الْملك وحلبة وبابونج وَحب الْغَار وخطمى وأفسنتين)
جُزْء جُزْء أشق وكور ثلثا جُزْء وأطبخ عشْرين تينة سمانا بطلاء وَحل الصموغ وَأجْمع بِهِ الْأَدْوِيَة وضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.
أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: مِمَّا يعين على هضم الطَّعَام فِي الْمعدة والكبد الأضمدة المتخذة من الطّيب القابضة كالسك وَالْعود والنضوح وَمَاء الآس.
بولس: الشَّهْوَة تبطل إِمَّا لسوء مزاج حَار وعلامته الجشاء الشبيه بالحمئة والعطش وَلَا يَشْتَهِي شَيْئا الْبَتَّةَ أَو لسوء مزاج بَارِد وعلامته الجشاء الحامض وَتصير شَهْوَته أَكثر مِمَّا كَانَت وَلَا يعطش وَلَا يستمرئ الْأَشْيَاء الغليظة والباردة كَمَا يستمرئها الْحَار المزاج وَقد تذْهب الشَّهْوَة لأخلاط فِي الْمعدة وَهَذِه إِن كَانَت رقيقَة لَطِيفَة فمعها غثى كثير وعطش ولذع وَإِن عفنت تبع ذَلِك حمرَة وَإِن كَانَت غَلِيظَة فَقَط فَإِنَّهُ لَا يكون لذع وَلَا عَطش وَيكون الغثى أقل وَإِن كَانَت هَذِه الأخلاط فِي تجويف الْمعدة خرجت بالقيء وَإِن كَانَت مشربَة خرج الطَّعَام وَلم تخرج هَذِه وَاشْتَدَّ الغثى. وَالَّذين بهم فَسَاد مزاج حَار أعطهم خبْزًا بخل وَمَاء ولبناً حامضاً وهندباً وخساً وماءاً
(2/159)
بَارِدًا وَلَا تفرط فِيهَا وَتوقف فَإِن الإفراط فِيهَا رُبمَا جعل الْعلَّة عسرة الْبُرْء رَدِيئَة والبارد يعْطى صَاحبه البزور والفلافلى والترياق وينفع أَيْضا فِي معدته أخلاط غَلِيظَة أَن يَأْكُل الثوم وَالَّذين بهم حرارة وَضعف فِي معدتهم فأسقهم مَاء الْفَاكِهَة.
وَهَذَا الْحبّ جيد للمعدة الحارة وَيُقَوِّي الْمعدة الملتهبة جدا ويسكن الْعَطش.
صَنعته: ورق ورد طري سِتَّة دَرَاهِم رب السوس أَرْبَعَة سنبل مثله مر مثله يعجن بشراب حَار وَيُوضَع تَحت اللِّسَان. وَأما الَّذين بهم بلغم حامض فأعطهم الإيارج الْمَعْمُول بسكنجبين ودواء القوتنج وَأما الَّذين يحمض طعامهم فأعطهم كزبرة يابسة درهما وَنصفا بِمَاء وأسقهم ملعقة مصطكى ينظر فِي ذَلِك والجوارشات الحارة. لي تصلح وَأما الأورام فِي الْمعدة والمريء فأمنع مَا أمكن وأخلط بِهِ الطيوب وَإِذا أدمن فَاسْتعْمل خطمياً وبابونجا وإكليل الْملك وعصير الْعِنَب وشبثاً وَسَائِر الْأَدْوِيَة المحللة واخلط بهَا مَا يقوى من القوابض والطيوب على قدر ذَلِك فَأَما الَّذين لَا يحبسون الطَّعَام فِي الْمعدة وَهَؤُلَاء هم الَّذين يسمونهم الْأَطِبَّاء المعمودين فاخلط دَقِيق الحلبة وبزر الْكَتَّان وَعَسَلًا وضمدهم واسقهم قَالَ: وَإِذا كَانَ ذهَاب الشَّهْوَة لخلط فِي الْمعدة فَإِن كَانَ لطيفاً فاستفرغه بالقيء والإسهال وَإِن كَانَ مِمَّن يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء وَإِلَّا فأسهل فَإِنَّهُ اصلح لَهُ وأسهله بِالصبرِ وبالدواء الْمَعْمُول)
بالسفرجل والسقمونيا وَالصَّبْر خير لإن السقمونيا رديءٌ للمعدة ألف ألف مَذْهَب الشَّهْوَة وينفع الأخلاط الغليظة جلنجبين مسهل وَأما ذهَاب الشَّهْوَة من أخلاط غَلِيظَة فَعَلَيْك بِمَا يقطع ويلطف كالسكنجبين والكوامخ وَالْكبر وَالزَّيْتُون والخردل وَمَا أشبه ذَلِك ثمَّ أسْتَعْمل الإسهال والأضمدة الْبَارِدَة ورضهم وادلكهم كثيرا. لي قد يكون نوع من ذهَاب الشَّهْوَة من أجل الطحال لِامْتِنَاع انصباب السَّوْدَاء فِي فَم الْمعدة فاستدل عَلَيْهِ وعالجه. وَيدل على ذَلِك أَنه إِذا أَخذ شَيْئا حامضاً اشْتهى الطَّعَام من سَاعَته كَأَنَّهُ قد نبه عَلَيْهِ وَإِن أكل وَلم يكن اشْتهى ويستمرئه وطحاله يكبر إِن أدمن ذَلِك.
بولس قَالَ: قد يكون ذهَاب الشَّهْوَة من الدُّود وينفع هَذَا الصَّبْر بشراب التفاح طلاء على الْمعدة وَيعْمل فِي إِخْرَاج الدُّود وعلامته فِي بَابه قَالَ: وينفع ذهَاب الشَّهْوَة المزمنة مَاء الْحمة والحركات والأسفار قَالَ: من معدته عليلة من الْحر أعْطه أَطْعِمَة مُغَلّظَة كالبيض السليق والأصداف والعدس وَالْعِنَب الجاسي والقثاء والخوخ والأشياء الْبَارِدَة كالخس والهندبا وَالرُّمَّان والسماق والحصرم.
(2/160)
لي يصلح ضماد الْإِسْكَنْدَر لذهاب الشَّهْوَة وَهُوَ: كندر ومصطكى وعود وقصب الذريرة وجلنار وَمَاء السفرجل وشراب ريحاني طيب قَالَ: إِذا عرض للمعدة ورم وَوَقع الْجَسَد فِي بلَاء لِأَنَّهُ لَا يشتهى الْغذَاء الْبَتَّةَ وَلَا يجد لَهُ لَذَّة وَلَا يَسْتَطِيع.
الْإِسْكَنْدَر: لَا تثق بالجشاء الحامض والدخاني على حرارة الْمعدة وبردها لِأَنَّهُ قد يكون ذَلِك عَن الْأَطْعِمَة أَنْفسهَا وَمن أَحْوَال قد تقدّمت لَكِن سل عَن التَّدْبِير وَجَمِيع الدَّلَائِل وَكَثْرَة التبزق قد يدل على رُطُوبَة وَيكون سَببهَا حرارة تذيب الرطوبات.
بولس فِي تَدْبِير الْحَوَامِل: مِمَّا يثير شَهْوَة الْحَامِل: الْمَشْي وَالْخمر العتيقة والريحانية وَالْقَصْد فِي المأكل وَالْمشْرَب والتعريض للأطعمة الْمُخْتَلفَة اللذيذة ويتناول فِي كل قَلِيل أَشْيَاء فِيهَا حراقة كالخردل. شرك قَالَ: إِذا كَانَ الطَّعَام لَا ينهضم والمعدة ثَقيلَة فَاعْلَم أَنَّهَا قد جمعت بلغماً كثيرا فقيئه بطبيخ جوز الْقَيْء والخردل وَالدَّار فلفل.
فَإِن تنقية الْمعدة لَا يكون إِلَّا بالقيء والإسهال فَإِذا قيئتها فعد إِلَى مَا يسخن ويلطف من الْأَدْوِيَة الحارة.
الْمقَالة الأولى من أبيذيميا)
بطلَان الشَّهْوَة. . يكون لخلط رَدِيء فِي فَم الْمعدة أَو لبُطْلَان الْقُوَّة الحساسة. لي هَذِه الْقِسْمَة نَاقِصَة لِأَنَّهُ قد يكون أَيْضا لقلَّة التَّحَلُّل من الْجِسْم ولسوء مزاج فِي الْمعدة حَار ولشغل الطبيعة بإنضاج الْخَلْط الرَّدِيء كالحال فِي الحميات وَيجب أَن يتفقد هَذَا قَالَ: أَو لاحتباس الْمرة السَّوْدَاء يستقصي ذَلِك.
السَّادِسَة قَالَ: يلْحق سوء الهضم التياث الْأَفْعَال الطبيعية كلهَا الَّتِي تعدوه كَثْرَة الأخلاط الرَّديئَة الَّتِي تلحقها ضَرُورَة الْعِلَل الرَّديئَة.
بولس: ألف ألف إِذا لم تهضم الْمعدة الطَّعَام وَإِذا عرضت فِيهَا ريَاح وَنفخ فلتضمد بضماد البزور وإكليل الْملك وَالصَّبْر والأفسنتين والسنبل والمرزنجوش المصطكى.
ضماد عَجِيب لجسا الْمعدة والورم الصلب فِيهَا: وسخ الكور سِتَّة أَجزَاء ميعة جزءان مصطكى جُزْء علك البطم نصف جُزْء دردى دهن الناردين مَا فِيهِ كِفَايَة يَجْعَل ضماداً.
أربياسيس مرهم يلين الجسا وينفع مِنْهُ: أشق سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا شمع مثله صمغ البطم إثنا عشر مِثْقَالا مقل الْيَهُود اثْنَتَا عشرَة أُوقِيَّة قنة وَمر وزهر الْحِنَّاء أُوقِيَّة أُوقِيَّة ينقع المر والمقل فِي شراب ويداف الأشق بخل واخلط الْجَمِيع فِي هاون بدهن السوسن إِلَى أَن يجود أخلاطه وَيُوضَع عَلَيْهِ.
جَوَامِع أغلوقن إِذا سخنت الرّجلَانِ سخنت بسخونتها الْمعدة.
(2/161)
فيلغريورس قَالَ: رُبمَا كَانَ فِي فَم الْمعدة رطوبات قَليلَة رقيقَة فَإِذا أكل الطَّعَام اخْتلطت بِهِ فتبلغ لكثرتها إِلَى فَم الْمعدة وتهيج غثيا ووجعاً.
تياذوق: قد تكون أخلاط رقيقَة حادة مشربَة للمعدة فَإِذا أكل الْإِنْسَان هاج بِهِ الوجع والقيء وعلاج هَذَا بأقراص الْكَوْكَب فِي حَال النّوبَة ثمَّ بالنفض بالفيقرا قَالَ: وينفع مِنْهُ شراب الخشخاش ابْن ماسويه فِي الْكَمَال: إِن كَانَ وجع فِي الْمعدة من حرارة يسقى رائب الْبَقر وَيكون طَعَامه فراريج مَعَ قرع ولب الْخِيَار.
صفة أَقْرَاص الْورْد اللفة لوجع الْمعدة والورم فِيهَا: ورد سِتَّة دَرَاهِم سنبل الطّيب وأصل السوسن من كل وَاحِد أَرْبَعَة أَرْبَعَة دَرَاهِم زعفران دِرْهَمَانِ إكليل الْملك خَمْسَة دَرَاهِم مصطكى ثَلَاثَة كهربا دِرْهَمَانِ يعجن بمييختج وَيشْرب بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وهندبا وَخيَار شنبر. لي ورد عشرَة دَرَاهِم عود دِرْهَمَانِ مصطكى ثَلَاثَة بزر هندبا مثله كشوثاء مثله صندل دِرْهَمَانِ يسقى للورم الملتهب مَعَ كافور وللورم الصلب المزمن بِالَّتِي ذَكرنَاهَا والأضمدة أصلح.
الورم الْبَارِد فِي الْمعدة يسقى من الدّهن الخروع دِرْهَمَانِ ودهن لوز حُلْو ثَلَاثَة دَرَاهِم بِهَذَا الطبيخ الَّذِي اصف: إكليل الْملك عشرَة دَرَاهِم حلبة خَمْسَة دَرَاهِم واصول الخطمى عشرَة زبيب بِلَا عجم خَمْسَة عشر قشور اصل الرازيانج عشرَة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى ويسقى أَربع اوراق وليأكل هليوناً ولبلاباً بدهن لور حُلْو. 4 (ضماد نَافِع للورم الْبَارِد) مصطكى خَمْسَة دَرَاهِم إكليل الْملك عشرَة أصل الحظمة حلبة بابونج شبث بزر كتَّان عشرَة عشرَة بنفسج يَابِس عشرَة حَماما خَمْسَة لاذن عشرَة مر ثَمَانِيَة صَبر سَبْعَة زعفران عشرَة بزر الكرنب خَمْسَة اقحوان عشرَة مقل عشرُون صمغ الكور عشرَة كثيراء كندر ذكر خَمْسَة أفسنتين أشق جاوشير الف الف شَحم الدَّجَاج والأيل ومخ سَاقه أُوقِيَّة
(2/162)
وَنصف من كل وَاحِد شمع ثَلَاث أَوَاقٍ يتَّخذ الْجَمِيع بدهن سوسن وينقع الصموغ بنبيذ ويخلط بالأدوية وَكَذَلِكَ 4 (ضماد جيد للورم الْحَار) الْحَادِث فِي الْمعدة: فوفل نيلوفر دَقِيق شعير أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة زعفران نصف أُوقِيَّة بنفسج خمس عشرَة مصطكى أقافيا جلنار خمس خمس شمع ودهن ورد مَا يجمعه. 4 (أَقْرَاص نافعة من الصلابة) الْوَاقِعَة بالمعدة: كهربا عشرَة دَرَاهِم ورد خَمْسَة مَثَاقِيل أقاقيا مغسول ثَلَاثَة سنبل مثله إكليل عشرَة مصطكى أَرْبَعَة قشور الكندر مثله طين أرميني عشرَة زعفران دِرْهَمَانِ جوز السرو ثَلَاثَة يجمع بِمَاء بِلِسَان الْحمل والقرص دِرْهَمَانِ ويسقى بحلاب سكري قد ديف فِيهِ خيارشنبر وَإِن كَانَت حرارة ورم فبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَمَاء لِسَان الْحمل ويضمد بورد وتفاح ولاذن ومصطكى وأقاقيا وَجوز السرو وثمر الطرفاء وشراب قَابض.
من حفظ الْأَسْنَان لحنين: فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة إِمَّا لإنه فِي نَفسه سريع الْفساد كالبطيخ والمشمش والقرع والبقول والسمك وَاللَّبن وَاللَّحم وَالشرَاب القهوي والحلواء أَو لِأَنَّهُ غير مُوَافق لأكله أَو أَنه غير مشتهى لَهُ أما غير مُوَافق فان تكون الْمعدة حارة مفرطة الْحَرَارَة فَيتَنَاوَل طَعَاما حاراً أَو بَارِدًا فِي الْغَايَة إِذا كَانَت مفرطة الْبُرُودَة وَإِمَّا غير مشتهى فَإِن الطَّعَام إِذْ لم يشتهه أكله لم تقبله الْمعدة وَلم تحتو عَلَيْهِ وَلم يسْتَقرّ فِي أَسْفَلهَا بل يطفو فِي أَعْلَاهَا وايضاً فاما أَن يكون فِي نَفسه مَحْمُودًا إِلَّا أَنه تجوز فِي كمية الْقدر الَّذِي تقوى الْمعدة عَلَيْهِ وَأَيْضًا أَن تنوول فِي غير وقته وَذَلِكَ إِن لم تنق الْمعدة من الطَّعَام الأول فَيفْسد لذَلِك الثَّانِي لِأَنَّهُ إِذا أختلط بِهِ فسد وَأَيْضًا سوء التَّرْتِيب أَن يقدم القابضة والحامضة والعسرة الهضم وَيُؤَخر الرّطبَة واللزجة والحلوة وَمِنْه الْمعدة يجب أَن يستنظف مَا فِيهَا من البلغم بالقيء لِأَنَّهُ إِنَّمَا يجيئها من المرار شَيْء يسير وَذَلِكَ لسَبَب أَلا يهيج فِيهَا كرب ... وَيجب ان يكون الْقَيْء فِي كل شهر يَوْمَيْنِ متواليين لِأَن أَكثر ذَلِك يضر بالمعدة ويجعلها مغيضاً للفضول لِأَنَّهَا إِذا فنيت انصب إِلَيْهَا من الجداول ضَرُورَة.
لي ينظر فِيهِ واطلب ذَلِك فِي بَاب الاستفراغات.
من الاقربادين للمعدة الَّتِي لَا تقبل الطَّعَام: جندبادستر قسط حُلْو مر سنبل الطّيب فلفلان دَار صيني قنة أفيون دِرْهَم دِرْهَم قشور سليخة دِرْهَمَانِ ينقع المر فِي الشَّرَاب الريحاني وَكَذَلِكَ يفعل بالأفيون ويخلط الْجَمِيع بعد السحق بالعسل الشربة مِقْدَار بعد سِتَّة اشهر.)
كتاب الْمعدة لحنين من أَرَادَ حفظ صِحَّته فليتجنب فَسَاد الطَّعَام فِي معدته والهضم إِنَّمَا يكون فِي أسافل الْمعدة
(2/163)
وَعلة الْمعدة لسوء مزاج أَو لورم أَو نَحوه أَو لبلاغم أَو أخلاط رَدِيئَة تَجْتَمِع فِيهَا وتلتصق بجرمها والأورام: إِمَّا من جنس الفلغموني أَو من جنس الترهل أَو من جنس الورم الصلب أَو خراجات أخر وقروح: إِمَّا خَارِجا أَو بَاطِنا أَو لنوم أَو لكيفية الأغذية أَو لكميتها أَو لسوء ترتيبها وَعلة الجشاء الدخاني وَمَا نحا نَحوه: الْحَرَارَة ضرب من العفونة وَذَلِكَ انه لَا يسخن شَيْء من الاطعمة سخونة شَدِيدَة فَلَا يعفن.
قَالَ: وَغَلَبَة المزاج الْحَار يعرض مَعَه الْعَطش وَحمى دقيقة وَمَتى بَطل الهضم لغَلَبَة سوء المزاج الْبَارِد لم يعرض عَطش وَلَا حمى ولبث الطَّعَام بِحَالهِ والمعدة لَا تَتَغَيَّر لَا فِي الجشاء وَلَا فِي الْقَيْء وَهَذَا غَايَة غَلَبَة المزاج الْبَارِد وَإِذا كَانَ اقل حَتَّى انه يعْمل فِي الاطعمة وَلَا يبلغ إِلَى أَن يتم الهضم فانه إِن كَانَت الاطعمة مائلة إِلَى الْبرد أَو معتدلة فِي الكيفيتين الفاعلتين فالجشاء حامض وَإِن كَانَ مزاج الاغذية حاراً وَكَانَت فِي طبيعتها نافخة أحدثت رياحاً بخارية غَلِيظَة وَإِذا حدثت الآفة بالهضم لسوء مزاج حَار أَو بَارِد حدث بطلَان الهضم بِسُرْعَة وعلاجه يكون اسهل لِأَن صَلَاحهَا يكون بكيفيات قَوِيَّة: وَأما الآفة الْحَادِثَة لسوء مزاج رطب أَو يَابِس فَأَنَّهُ لَا يبطل الهضم إِلَّا فِي زمن طَوِيل وَلَا يُمكن أصلاحه أَيْضا إِلَى بعسر لِأَن مداواته تكون بكيفيات ضَعِيفَة وخاصة مَتى احْتَاجَت إِلَى الترطيب وَالزَّمَان الَّذِي يصلح فِيهِ سوء المزاج الْبَارِد والحار متساو فَأَما الْخطر فَلَيْسَ بِوَاحِد وَذَلِكَ أَنَّك إِذا أحتجت إِلَى التبريد ثمَّ كَانَ بعض الْأَعْضَاء الْمُجَاورَة للمعدة بَارِدًا اَوْ ضَعِيفا لم يُؤمن أَن يَنَالهُ ضَرَر عَظِيم من الاشياء الْمبرد.
واما سوء المزاج الرطب واليابس فالخطر فيهمَا غير متساولأن الزَّمَان الَّذِي يعالج فِيهِ سوء المزاج الْيَابِس أَضْعَاف كَثِيرَة للزمان الَّذِي يعالج فِيهِ سوء المزاج الرطب قَالَ: وَهَذَانِ مزاجان إِذا أفرطا أدّى الرطب إِلَى الاسْتِسْقَاء واليابس إِلَى الذبول قَالَ: إِلَّا أَنه يتَقَدَّم هذَيْن المرضين قبل أَن يبلغ بالمعدة هَذَا الْفساد الْحَار أَن يبطل الهضم.
لي فهذان ساقطان إِذا. قَالَ: وَالْخَطَأ من خَارج يكون إِمَّا فِي سوء إستعمال السّكُون وَالْحَرَكَة مثل ان يكثر الْإِنْسَان النّوم أَو يقلهُ أَو يَجعله فِي غير وقته وَكَذَلِكَ فِي الرياضة أَن تكون بعد الْغذَاء أَو تكون قَليلَة أَو كَثِيرَة أَو يُؤْكَل الطَّعَام قبلهَا بِوَقْت يسير أَو عِنْد ترك الرياضة قبل الرَّاحَة)
أَو فِي سوء كمية الاطعمة قبل أَن يُؤْكَل مَا تمتلئ بِهِ الْمعدة امتلاءً شَدِيدا أَو لكيفية الْغذَاء أَن يُؤْكَل الْحَار جدا أَو الْبَارِد جداَ أَو العفص الغليظ أَو سوء تَرْتِيب وَهُوَ أَن يُؤْكَل بطيء الهضم وَيتبع بسريع الهضم أَو لسوء الْوَقْت الَّذِي يُؤْكَل فِيهِ مثل المباكرة بِالْغَدَاةِ قبل إنهضام الاول أَو قبل اسْتِعْمَال حَرَكَة أَو رياضة قَالَ: والاطعمة الحارة المولدة للمرارة يَجْعَل الجشاء دخانياً والاطعمة المدخنة والمطجنة واما فِي تجويف الْمعدة من خلط مراري أَو سوء مزاج الْمعدة الحارة وبالضد قَالَ: وَمَتى رَأَيْت الجشاء دخانياً وَلم يكن السَّبَب فِي ذَلِك طبيعة الاطعمة فالسبب هُوَ
(2/164)
حرارة الْمعدة وَإِن كَانَ الجشاء حامضاً وَلم يكن السَّبَب من الأغذية الْبَارِدَة فالسبب فِي ذَلِك برودة الْمعدة وَلَا يتيبن هَل تِلْكَ الْحَرَارَة اَوْ الْبُرُودَة سوء مزاج فِي الْمعدة أَو خلط مصبوب فِي فضائها فامتحن على هَذَا باطعام الْمَرِيض اغذية مضادة لهَذَا الْمَرَض فأطعم من يفْسد الطَّعَام فِي معدته إِلَى الدخانية وَالشعِير وَمن يَسْتَحِيل إِلَى الحموضة الْعَسَل وَنَحْوه فان خبث مَعَ ذَلِك الجشاء بِحَالهِ فَلَيْسَ ذَلِك من الاطعمة.
فَأن أردْت أَن تعلم هَل ذَلِك لسوء مزاج الْمعدة أَو لخلط فِي تجويفها فانه إِذا كَانَ البرَاز يخرج مصبوغاً بمرار أَو بلغم فان ذَلِك الْخَلْط فِي التجويف وَذَلِكَ يكون بالقيء أبين إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يسْتَعْمل الْقَيْء فِي من يعسر عَلَيْهِ وَإِن كَانَت لسَبَب الاطعمة منصبغة بخلط فَذَلِك الْفساد لفساد مزاج الْمعدة أَو لخلط لاحج متشرب فِيهَا بَين طبقاتها وَمن عَلَامَات الْخَلْط إِذا كَانَ حاراً: الْعَطش والبارد بالضد.
لي لم يكن فِي كتاب حنين مَا ضرب عَلَيْهِ وجالينوس يَقُول: إِن الْخَلْط المشرب يلْزمه غثى وعسر قيء والسابح يلْزمه غثى وقيء قَالَ: والخلط فِي الْمعدة رُبمَا كَانَ مشرباً لجرمها أَو لاحجاً فِي طبقاتها وَلَا تخرج حِينَئِذٍ الْأَطْعِمَة منصبغة بذلك الْخَلْط وَالْفرق بَين هَذِه الْحَال وَبَين سوء المزاج إِن فِي هَذَا غثياً وَتلك لَا غثي فِيهَا والهضم قد يسوء أَيْضا من رداءة الكبد وَالطحَال فابحث عَنْهُمَا وَانْظُر أَي عِلّة فِيهَا حارة أم بَارِدَة وَمن عَلَامَات الْخَلْط الْحَار: الْعَطش والبارد بالضد.
لي قد يكون لسوء الهضم أَسبَاب أُخْرَى مِنْهَا: حَال الْهَوَاء والأستحمام ونقصان الشّرْب وَكَثْرَة إِخْرَاج الدَّم وَالْجِمَاع والهموم النفسانية وَنقص معرفَة السَّبَب إِن كَانَ السَّبَب سوء مزاج حَار فبرد وبالضد فانه يلْحق ذَلِك على الْمَكَان مَنْفَعَة وَإِذا لحقت الْمَنْفَعَة علاجك فان حكمك حِينَئِذٍ قد صَحَّ.)
قَالَ: وَالَّذِي يعالج بِهِ من كَانَ بِهِ خلط بَارِد أَو سوء مزاج بَارِد فالفلافي وَمَا نحا نَحوه وَالْخمر الصّرْف فَأَما الْخَلْط الْحَار فشراب الافسنتين وإيارج فيقرا وَإِذا صَحَّ الإنتفاع بذلك فقد صحت لَك الْمعرفَة أَيْضا فَالْزَمْ طَرِيق العلاج فان الْعلَّة تَبرأ الْبَتَّةَ.
لي وَكَذَا سوء المزاج بِلَا مَادَّة.
قَالَ: وَمَتى عرض من استعمالك الادوية أَذَى فتلاحق وَاعْلَم بأنك قد الف الف غَلطت فِي الأستدلال قَالَ: وَإِذا كَانَت الاطعمة لَا تفْسد وَلَا تَتَغَيَّر فَأعْلم بِأَن الْمعدة قد ضعفت غَايَة الضعْف وَقد يعرض هَذَا فِي بعض الاحوال لِكَثْرَة الطَّعَام أَو لشدَّة قبضهَا أَو غلظها فَإِذا لم يكن ذَلِك فان ذَلِك لضعف مزاج الْمعدة فِي الْغَايَة قَالَ: وَمن كَانَ مزاج معدته نارياً فَإِن لَحْمه قَلِيل لأجل قلَّة دَمه رداءته وَذَلِكَ ان الْغذَاء يجْرِي إِلَى الكبد وَقد فسد فيتولد دم حريف منتن فَلَا تغتذى بِهِ الاعضاء إِلَّا بِالْقَلِيلِ مِنْهُ لتكرهها بِهِ لسوء مزاجه.
(2/165)
لي هَذَا يكون إِذا كَانَ هَذَا المزاج حَادِثا فَأَما إِذا كَانَ أَصْلِيًّا فَلَا لِأَن طبيعة اللَّحْم حِينَئِذٍ يمِيل إِلَى مَا عَلَيْهِ طبيعة الْمعدة قَالَ: وَدِمَاء هَؤُلَاءِ إِذا فصدوا فرديئة اللَّوْن وَالْحَال وابدانهم قضيفة وعروقهم دارة لِكَثْرَة مَا فِيهَا من الدَّم لِأَن الحم لَا يستمد إِلَّا بأقله.
لي يعالج هَؤُلَاءِ بأطعمة بَارِدَة بعيدَة الاستحالة إِلَى الدخانية وبالأغذية الْعسرَة الْفساد فان هَذِه تعتدل فِي هَذِه الْمعدة وَقد تَجِد قوما يستمرءون لحم الْبَقر أَجود من استمراءهم لحم السّمك الصخري وَذَلِكَ إِمَّا لسوء مزاج حَار فَلَا مَادَّة فِي الْمعدة أَو لانصباب مرار فِيهَا أَو لِكَثْرَة مَا يتَوَلَّد مِنْهُ فِي الكبد أَو لِأَن المجرى الْعَظِيم من مجريي المرار يَجِيء إِلَى الْمعدة فالأطعمة السهلة الهضم وَإِن كَانَت جَيِّدَة تستحيل فِي هَؤُلَاءِ إِلَى المرارية.
لي هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْقَيْء وَيجب أَن يطعموا أَطْعِمَة غَلِيظَة فالغليظة اوفق لَهُم من الْبَارِدَة الرقيقة لِأَن الرَّقِيق يَسْتَحِيل بِسُرْعَة وَمن كَانَ بِهِ ذَلِك لسوء مزاج فَقَط أعطي قبل الطَّعَام أشربة بَارِدَة كشراب التفاح وَنَحْوه ثمَّ يغتذى بالبعيدة الْفساد وبالحامضة لِأَن الْفساد فِي هَذِه الْمعدة إِنَّمَا يكون إِلَى الدخانية قَالَ: وَإِذا كَانَ إمْسَاك الْمعدة للطعام وحتواؤها عَلَيْهِ ضَعِيفا رديئاً جدا حدث عَن ذَلِك قراقر وَرُبمَا حدث نفخ وَإِن احتوت عَلَيْهِ أحتواء جيدا إِلَّا أَن ذَلِك مدَّته أقل مِمَّا يَنْبَغِي حدث نُقْصَان الهضم وَتبع ذَلِك خُرُوج الطَّعَام ولين البرَاز وَقلة مَا يصل إِلَى الكبد ونتن البرَاز ضَرُورَة وَرُبمَا حدث مَعَه لذع أَو نفخ.)
قَالَ: وَقد يعرض أَن تكون الْمعدة تحتوي على الطَّعَام احتواء سوء مَعَه رعشة وعلامة ذَلِك أَنه لَا يعرض بعد الطَّعَام قرقرة وَلَا نفخة وَلَا فوَاق لكنه يشتاق إِلَى انحطاط ذَلِك الثفل عَنهُ وَإِلَى الجشاء ويمسه من الضّيق ضرب لَا ينْطق بِهِ.
وَالْقُوَّة الْمُغيرَة إِمَّا ان تبطل فعلهَا وَإِمَّا ان تفْسد اما بُطْلَانه فكالحال إِذا خرجت الاغذية كَمَا تنوولت وَأما فَسَادهَا فكتغيره إِلَى مُنكرَة كالحموضة والدخانية والزهومة.
والدافعة يبطل فعلهَا كالحال فِي ايلاوس وَينْقص كالحال فِي ابطاء خُرُوج الثفل ويتغير تغيراً مُنْكرا كحالها إِذا رامت الدّفع قبل النضج أَو بعده بِمدَّة أطول تزيد على الْوَاجِب وَيحدث الف الف فِي الْمعدة نفخ من حرارة ضَعِيفَة تعْمل فِي اخلاط الْمعدة والرياح من أغذية هَذِه كحالها فِي النفخ وَرُبمَا كَانَت حرارة الْمعدة قَوِيَّة لِأَن النفخة تتولد من أَطْعِمَة منفخة لكنه فِي هَذِه الْحَال لَا تكون غَلِيظَة لَا بثة لَكِن لَطِيفَة تستفرغ بالجشاء مرّة أَو مرَّتَيْنِ وَرُبمَا استفرغت من اسفل وَأما الْحَال الأول فتعالج بالملطفات ومرخ الْمعدة بدهن قد طبخ فِيهِ نانخواه وكمون وكاشم وتحقن بهَا إِن احتجت إِلَى ذَلِك وَمَتى كَانَت غَلِيظَة فاطبخ فِيهَا سذاباً وَحب الْغَاز وَاجعَل فِيهِ زيتاً ودهن الْغَاز واحقن بِهِ.
لي لم يذكر أَن يسقى شَيْئا لِأَنَّهُ يخَاف أَن يكون المسخن يُولد رياحاً أَكثر وَينظر فِيهِ. قَالَ: وَرُبمَا عرض من شدَّة هَذَا الوجع ورم فدع حِينَئِذٍ الملطفة وَعَلَيْك بِالَّتِي تسكن كشحم البط والدجاج وَهَذَا للإوجاع الشَّدِيدَة واما الوجع الْيَسِير فيسكنه النكميد بجاورس
(2/166)
والمحاجم تسكن الوجع الشَّديد والجندبادستر إِذا شرب مَعَ خل ممزوج أَو ضمد بِهِ الْبَطن مَعَ زَيْت عَتيق فَأَنَّهُ ينفع من الوجع الَّذِي يعسر تحلله والمغص الْعَارِض فِي الْبَطن نفعا فِي الْغَايَة والزراوند الطَّوِيل ينفع فِي الاوجاع الْعَارِضَة فِي الْبَطن من أجل سدة أَو ريح غَلِيظَة فَأَما من عرض لَهُ فِي معته إنتفاخ وتمدد فاطبخ لَهُ حزمة من جعدة واسقه الطبيخ أَو اخاط بطيخ الفوتنج النَّهْرِي شَيْئا من عسل واسقه إِيَّاه.
قَالَ: واما وجع الْمعدة الْعَارِض عَن سَبَب سدد حدثت عَن ريح غَلِيظَة أَو برد فكثيراً مَا يسكنهَا الشَّرَاب الصّرْف ويسكن أَكثر الوجع وينام العليل فينتبه وَقد بَرِيء الْبَتَّةَ ويسقى بعد تنَاول طَعَام يسير.
وَمن يجْتَمع فِي معدته أخلاط مرارية أَو بلغمية فَمرَّة بالقيء فأذا تقيأ فضمد معدته بالقوابض)
العطرية واطعمه الاطعمة الْعسرَة الْفساد الجيدة الهضم الَّتِي فِيهَا قبض يسير وَيُعْطى على هَذَا عَلَامَات. وَمَتى رَأَيْت إنْسَانا تغثي نَفسه من أغذية كَثِيرَة الْغذَاء فَإِن حمل نَفسه على أَن يتَنَاوَل مِنْهَا أَصَابَهُ غثي شَدِيد وَإِنَّمَا يُمكنهُ أَن يَأْكُل الحريف ويعرض لَهُ من هَذَا النفخ أَيْضا وتمدد فِي الْمعدة وغثي ويستريح إِلَى الجشاء وَطَعَامه يفْسد على الْأَكْثَر ويستحيل إِلَى الحموضة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَاعْلَم أَنه قد أجتمع فِي معدته بلغم لزج وتزيدت لزوجته بِقدر طول الْمقَام هُنَاكَ فقيئه فَإِنَّهُ مَتى تقيأ ذَلِك البلغم سكن عَنهُ كل مَا يجد.
قَالَ: وَقد أَجَاد القدماء فِيمَا أمروا بِهِ من اسْتِعْمَال الْقَيْء فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ بالأطعمة الحارة الحريفة لكَي تستنظف الْمعدة مِمَّا يرتكن فِيهَا من البلغم قَالَ فَهَذِهِ أوجاع أسافل الْمعدة.
فَأَما فَم الْمعدة فَيعرض فِيهِ ارْتِفَاع الطَّعَام وبطؤ انحداره وَأَبُو ليميرس وَهُوَ ذهَاب الشَّهْوَة والغثى إِن أمسك عَن الطَّعَام وَلَو مُدَّة يسيرَة التهوع وَرُبمَا عرض لَهُم صرع وتشنج وغثى إِن لم يُبَادر بِطَعَام وشراب. وَيحدث من أجل فَم الْمعدة باشتراك المالنخوليا والصرع وَفَسَاد الْبَصَر حَتَّى يكون كأعراض المَاء سَوَاء والصداع وأمراض أخر إِلَّا أَن الذى يَخُصُّهُ أَكثر بطلَان الشَّهْوَة وطفوء الطَّعَام والشهوات الرَّديئَة والغثى والخفقان والفواق وَكَثْرَة الشَّهْوَة للطعام.
قَالَ: وَإِذا أجتمع فِي الْمعدة خلط بَارِد هيج شَهْوَة الطَّعَام وَمَتى اجْتمع خلط مرارى أَو بلغم لى إِذا كَانَ الْخَلْط بلغمياً سكن الْعَطش بِمَاء حَار وَإِذا كَانَ مراريا هاج بِهِ واشتاق إِلَى
(2/167)
الْبَارِدَة وَله دَلَائِل أخر قَالَ: وَالسَّبَب فِي بطلَان الْجُوع إفراط الْحَرَارَة قَالَ: والسهر يهيج الشَّهْوَة لِكَثْرَة التَّحَلُّل فِيهِ من الْجِسْم أعنى من السهر الَّذِي يعْمل فِيهِ فَأَما السهر الْكَائِن فِيهِ صَاحبه مُسْتَلْقِيا وَالنَّوْم مَعَ ذَلِك معتذر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحل الْقُوَّة ويقل الشَّهْوَة والاستمراء وَينْقص جَمِيع الْأَفْعَال الطبيعية حَتَّى يكون أنقص مِمَّا يكون فِي من ينَام نوماً غرقاً قَلِيلا وَقد ذكرنَا ذهَاب الشَّهْوَة بِالْجُمْلَةِ وشهوات الْأَشْيَاء الرَّديئَة فِي بَاب وَهُوَ كلهَا أمراض الْمعدة وفيهَا يذكر أول الْأَمر وَبطلَان الشَّهْوَة يكون إِمَّا لِاجْتِمَاع أخلاط رَدِيئَة فِي آلَات الشَّهْوَة أَو لضعف الْقُوَّة الشهوانية.
لى إِذا كَانَ قد يدل سوء المزاج الْحَار ويعالج من بطلَان الشَّهْوَة من أخلاط رَدِيئَة بالأغذبة الحارة وتستفرغها أَيْضا بالقيء والاسهال وتعدل بعد وَتصْلح كيفيتها وَمن ضعف الْقُوَّة الشهوانية بإصلاح الكبد.
الْفرق بَين هَذِه قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة دَلِيل رَدِيء فِي جَمِيع الْأَمْرَاض المزمنة وخاصة فِي اخْتِلَاف)
الدَّم لِأَنَّهُ يبلغ من كَثْرَة الرُّطُوبَة فِي هؤلاءإن تجمع فِي فَم الْمعدة فَتحدث بطلَان الشَّهْوَة فَيجب ضَرُورَة أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة إِنَّمَا هُوَ سَبَب موت الْقُوَّة قَالَ: وَقد يعرض فِي فَم الْمعدة الخفقان وَنَذْكُر فِي بَاب الخفقان وَقد يطفو الطَّعَام فِي فَم الْمعدة لِكَثْرَة الجشاء فَيكون سَببا لسوء الهضم قَالَ: وَاعْلَم أَن جَمِيع الأوجاع الَّتِي تعرض فِي الْمعدة عَن أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ وتضرها الْأَشْيَاء القابضة غَايَة الضَّرَر وَمن فِي فَم معدته رُطُوبَة كَثِيرَة رقيقَة لَيست رَدِيئَة المزاج إِنَّمَا تؤذي بكمية الرُّطُوبَة بِأَن تغرق فِي فَم الْمعدة وتجعلها شبه المغيض فَإِن القابضة فِيهَا نافعة جدا أغذية كَانَت أَو أدوية لِأَنَّهَا تشد الْعُضْو العليل كَمَا تشد المفاصل المسترخية من الرُّطُوبَة ومداواة هَذِه الْعلَّة أسهل من سَائِر علل الْمعدة فَمَتَى كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد لحجت فِي جرم الْمعدة وَكَانَ لَهَا مَعَ ذَلِك غلظ مَا فتحتاج إِلَى القابضة وتخلط بهَا أدوية ملطفة قَالَ: واخلط بالقابضة إِذا كَانَ مَعهَا برودة بعض الْأَشْيَاء الحارة وَأَصَح الدَّلَائِل على ذَلِك بطلَان الشَّهْوَة.
قَالَ: ووقد يعرض لبَعض النَّاس أَن يكون إِذا أكل يحس من نَفسه أَنه إِذا تحرّك فضل حَرَكَة يتقيأ على الْمَكَان وَذَلِكَ يكون إِمَّا لرطوبة رَدِيئَة تبل فَم الْمعدة أَو لضعف الْمعدة قَالَ: وَإِذا كَانَ لرطوبة فَذَلِك الْعَارِض يكون لابثاً وَإِن لم يَأْكُل قَالَ: ويتوقى من جَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة والأغذية القابضة مَعَ المسخنة المجففة.
قَالَ: وَلِأَن أَكثر الْعِلَل الَّتِي تعرض للنَّاس فِي الْمعدة إِنَّمَا تكون عَن رطوبات صَارَت القابضة أَكثر نفعالها وَلِأَنَّهُ يكون فِي الْأَكْثَر مَعهَا برد أحتيج إِلَى أَن تكون مَعهَا مسخنة وَلذَلِك صَارَت أَكثر قَالَ: وَمَتى عرض فِي فَم الْمعدة ورم حَار فَاسْتعْمل القابضة لِأَن المحللة مُفْردَة تحل
(2/168)
الْقُوَّة وتعطب قَالَ: فأوفق الأضمدة المتخذة بِالصبرِ والمصطكى ودهن الناردين وَرُبمَا زيد فِي عصارة الحصرم والأفسنتين بِمَا يحْتَاج إِلَيْهِ قَالَ: وَإِذا طَالَتْ هَذِه الأورام فَاسْتعْمل أدوية عطرية مركبة ومحللة كالمعمول بأكليل الْملك فَإِن هَذَا الدَّوَاء جَمِيع تراكيبه تَنْفَع فِي الأورام الَّتِي فِي المراق إِذا أزمنت.
أَقْرَاص الْورْد المسكنة للقيء والعطش النافعة للمعدة من سوء المزاج الرطب: ورد طري سِتَّة مَثَاقِيل أصل السوس أَرْبَعَة سنبل هندى وَاحِد يعجن بشراب حُلْو وَيشْرب بِمَاء بَارِد وَقد يمسك مِنْهُ العليل تَحت لِسَانه.
أَقْرَاص نافعة لمن يقيء طَعَامه وَمن الغثى الشَّديد والنفخ: بزر كرفس سِتَّة أفسنتين مصطكى)
أَرْبَعَة أَرْبَعَة فلفل مر أفيون اثْنَان اثْنَان دَار صيني سِتَّة جند بادستر اثْنَان القرص مِثْقَال يعجن بِمَاء الشربة وَاحِد بأَرْبعَة أوراق شراب ممزوج وَتَنْفَع للهيضة فِي الْغَايَة وَإِذا أردْت أضمدة جَيِّدَة محللة وَغَيرهَا كَثِيرَة غريزة فَعَلَيْك بِهَذِهِ الْمقَالة.
علاج لمن لَا يلبث الطَّعَام فِي معدته من أجل وجعها: صفرَة بَيْضَة مشوية ملعقة عسل مصطكى من الدانق إِلَى نصف دِرْهَم تسحق المصطكى نعما وتلقى فِي صفرَة الْبَيْضَة وَتجمع مَعَ الْعَسَل فِي قشرها كُله وتشوى على رماد حَار بعد أَن تحرّك بخشبة وتؤكل ثَلَاثَة أَيَّام لمن يتقيأ طَعَامه من وجع معدته: قسب يسْتَحق ثمَّ يقطر عَلَيْهِ شَيْء من شراب الآس ويعجن بِهِ ثمَّ يخلط بِهِ وخمر وَعسل قَلِيل وَيشْرب أعد النّظر فِي الميامر فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا منتخبة فلعلك أَن تصيب شَيْئا على جِهَته فَإِن هَذِه عِلّة بَارِدَة وَهِي الَّتِي عرضت لعلى الْمُؤَذّن.
دَوَاء نَافِع لمن تغثى نَفسه ويعسر عَلَيْهِ الْقَيْء: كزبرة يابسة سذاب يَابِس بِالسَّوِيَّةِ يشرب بِخَمْر ممزوج فَمن وجد مَعَ ذَلِك لذعاً فيماء بَارِد.
دَوَاء نَافِع يعين على الاستمراء ويجشأ: بزر كتَّان أصل السوسن الآسمانجونى مصطكى كمون من كل وَاحِد أُوقِيَّة يطْبخ بِمَاء الْعَسَل وَيشْرب.
آخر يجشأ: كمون فلفل سذاب يسير يلقى فِي خل وهرى ويصطبغ بهز آخر لمن يتقيأ طَعَامه: بزر كرفس أنيسون أفستين سِتَّة سِتَّة مر مثقالان يتَّخذ مِنْهَا أَقْرَاص الشربة مِثْقَال بِمَاء بَارِد.
روفس فِي المالنخوليا: شرب المَاء الْبَارِد يشهى الطَّعَام أَكثر من الْخمر والهواء والبلد الْبَارِد أعون على شَهْوَة الطَّعَام.
لى اسْتِخْرَاج على مَا لَا بن مَا سويه فِي الحميات جوارش للمحمومين الساقطي الشَّهْوَة: قطع السفرجل وتفاح رَطْل منقى تطبخ بغمرها خلا حَتَّى تتهرى ثمَّ تدق وتعصر
(2/169)
ويلقى عَلَيْهِ من عسل الْقصب مثل ثلثى الْخلّ الَّذِي غمرت بِهِ ويطبخ حَتَّى يبْدَأ ينْعَقد ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ نصف أُوقِيَّة من عود وأوقية مصطكى محلول بِقَلِيل من هَذَا المَاء وَنصف رَطْل من الماورد ويطبخ الْجَمِيع حَتَّى يغلظ وَيشْرب مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب مطفئ وَيجب أَن ينخل الْعود والمصطكى وَربع أُوقِيَّة عود قرنفل بحريرة ويسحق فِي هاون نظيف بِمَاء ورد حَتَّى بنحل وَيصب على مَا تحلل مِنْهُ أَولا فأولاً فِي طنجير ويطبخ حَتَّى يغلظ كُله وَهَذَا رب عَجِيب يفتق الشَّهْوَة ويسكن الْقَيْء.)
ابْن ماسويه فِي الصداع: إِذا كَانَ فِي الْمعدة ورم فَخذ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء من كل وَاحِد أوقيتين لب خِيَار شنبر ثَلَاثَة دَرَاهِم دهن القرع ودهن لوز حُلْو دِرْهَمَانِ يسقى ويضمد بِأَصْل الخطمى وبابونج وبنفسج يَابِس ودقيق شعير وخطمى وأصول السوس وأكليل الْملك وموم ودهن بنفسج يجمع وَيسْتَعْمل قَالَ: وَإِذا كَانَ الْبَطن لينًا فَلَا تجْعَل بالضماد وَلَكِن أمسك الْبَطن وعالج بالضماد.
فيلغرغورس فِي وجع الْبَطن قَالَ: كَانَ فَتى بِهِ وجع شَدِيد حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويعرق فَأَمَرته بالقيء والاسهال ثمَّ بأغذية لينَة مغرية كي يخْتَلط بهَا الْخَلْط فيصلح ردائته ويعاونه على هَذِه العلاج فبرئ.
ابْن سرابيون: إِذا كَانَ الْخَلْط محتبساً فِي الْمعدة غير لاصق ولاغائص فِي طبقاتها قيل إِنَّه طَاف قَالَ: وَقد يلْحق فَسَاد المزاج الْحَار فِي الْمعدة عَطش كثير ولهيب وانتفاع بالأشياء الْبَارِدَة وتأذ بالجارة وَقد يكون ذَلِك إِذا كَانَ مَعَ مَادَّة.
لى يُعْطي فصل فَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة نقيت أَولا بالقيء أَو الاسهال أَيّمَا كَانَ على العليل أسهل وَيكون الاسهال بِمَا يخرج المرار بِرِفْق من غير تسخين كطبيخ الأفسنتين والشاهترج والإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ مَرَّات حَتَّى ينقى ذَلِك الْخَلْط وأغذهم بالفراريج فَإِنَّهَا تُطْفِئ لهيب الْمعدة وبالحصرم والسماق فَإِن كَانَ المرار ينصب إِلَيْهَا من الكبد فافصد ثمَّ اسْقِ مَعَ الْجُبْن بهليلج والسقمونيا واغذهم بأَشْيَاء بَارِدَة جدا حامضة فَإِن كَانَ فَسَاد المزاج بِلَا مَادَّة فأعطهم رائب الْبَقر مَعَ أَقْرَاص الطباشير والصندل والورد والكافور وضمدها بالمبرد فَأَما فَسَاد المزاج الْبَارِد فاسقه من الترياق درهما بشراب عَتيق أَو شخزنايا مَعَ ميبه أَو قنداديقون أَو أميروسيا بِمَاء المصطكى والسنبل والإذخر ودواءالمسك المر وَأَن كَانَت هُنَاكَ مَادَّة بَارِدَة نقيت بالقيء بعد المقطعات وبحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وأعطهم بعد ذَلِك الكمون والفلافى والزنجبيل والمربى واغذهم بأَشْيَاء
(2/170)
حارة وينفع أَن يَجْعَل على أَقْرَاص الْورْد مصطكى وعودانياً وَيشْرب بطبيخ الأنيسون وَيشْرب الشَّرَاب الْعَتِيق وخنداديقون وَمَاء الْعَسَل بالأفاوية وضمدها بميسوسن وسك وعود ومصطكى وقسط وَنَحْوه قَالَ: فَم الْمعدة أَكثر حسا من المرئ. 3 (الورم الْحَار فِي الْمعدة) ابدأ بالفصد إِن أمكن ثمَّ ضمد بالمبردات واخلط بهَا القوابض والطيوب ثمَّ اسْقِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء وَخيَار شنبر أَن كَانَت الطبيعة يابسة إِلَى الْيَوْم السَّابِع فَإِذا كَانَ الثَّامِن فاخلط بهَا شَيْئا من مَاء كرفس ورازيانج وَنصف دِرْهَم من أَقْرَاص الْورْد فَإِن كَانَت الْحَرَارَة بعد بَاقِيَة فأدم مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء ودع هَذِه إِلَى أَن تنحط فَإِذا انحطت فاخلط بهَا شَيْئا من عصارة الأفسنتين والمصطكى وَاجعَل الْغذَاء فِي الْأُسْبُوع الأول وَإِلَى الانحطاط ماشا وسرمقا وبقولا بَارِدَة وشراب الْجلاب وَمَاء الإجاص فغذا انحط فاسقهم سكنجبينا والضمادما دَامَ الالتهاب مَاء عِنَب الثَّعْلَب وقشور القرع وأطراف الْخلاف والبنفسج والصندل والورد فَإِذا انحط فالبابونج وإكليل الْملك وأفسنتين وسنبل وأصل الخطمى والزعفران.
قَالَ: يَقُول ج: وَأَنا اسْتعْمل فِي أورام الْمعدة الصَّبْر والمصطكى ودهن الناردين وأخلط بِهِ عصارة الحصرم مادام ملتهباً وَكَانَ قيء وذرب فَإِن طَال لبث الورم فضمد باكليل الْملك فَإِنَّهُ جيد.
قَالَ: وَانْظُر أبدا إِلَى الْمَادَّة فَإِن كَانَت إِنَّمَا تسيل إِلَى الْمعدة من الكبد أَو غَيرهَا فأعن بهَا وَإِن كَانَت إِنَّمَا تتولد فِي الْمعدة فاعن بهَا فَإِن كَانَت تسيل فِي الكبد فاستفرغ الصَّفْرَاء وضمد الكبد وَأصْلح مزاجها وَلَا تقوى الْمعدة لأَنا نَخَاف أَن يقتل ذَلِك.
لي قَالَ ذيوفيلس فِي الثَّانِيَة الْأَعْضَاء الآلمة فِي وصف المالنخوليا إِنَّه يعرض لَهُم وجع فِي الْفُؤَاد إِذا أكلُوا ويسكن عِنْد الاستمراء وَقد رَأَيْت عليا الْمُؤَذّن الَّذِي بِهِ هَذِه الْعلَّة ومزاجه سوداوى فَشكى هَذَا وَتَكون مداواته باستفراغ السَّوْدَاء وَقد رَأَيْت رجلا أخر كَانَ يهيج بِهِ وجع فِي معدته وَلَا يسكن إِلَّا بِأَن يَأْكُل شَيْئا وَهَذَا ينصب إِلَى معدته شَيْء وَكَانَ هَذَا الرجل يسكن عَلَيْهِ بشراب قَلِيل يشربه وَيجب أَن ينظر فِيهِ.
(2/171)
الثَّالِثَة من القوى الطبيعية: الْمعدة ضَعِيفَة تبطئ عَنْهَا انحدار الأغذية اللطيفة فضلا عَن الغليظة وَأما القوية فَلَيْسَ إِنَّمَا يسْرع عَنْهَا إنحدار هَذِه فَقَط بل اللَّحْم وَالْخبْز قَالَ: وَالسَّبَب فِي الْحَيَوَان كثيرا مَالا يجوع كَثْرَة الْغذَاء الَّذِي فِي كبده وإفراطه.
الثَّالِثَة من الميامر: الأفيون وَمَا أشبهه من المخدرة يعقب شربهَا فَسَاد الهضم وبطلانه إِلَّا أَن)
يخلط بالأشياء الحارة كالجندبادستر وَنَحْوه.
من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت الْمعدة ملتهبة فَشرب مَاء الْبَارِد يقويها ويجيد هضمها وشهوتها.
لى قد رَأَيْت مَرَّات نَاسا يثقل عَلَيْهِم غذاؤهم جدا فَكَمَا يشربون شربات بَارِدَة ينحط طعامهم لى إِذا كَانَ بِإِنْسَان عِلّة فِي معدته فتفقد أَكثر شَيْء البرَاز والشهوة فَمَتَى رأيتهما صالحين فالبرء قريب وَالْبرَاز فِي علل الْمعدة مُخْتَلف فَإِذا برِئ يصير لينًا متعلا السماجة الرَّائِحَة عديم السماحة واليست شَدِيدَة النتن جدا شبه الَّذِي وصف فِي بَابه. وَرَأَيْت رجلا كَانَ إِذا أكل غدْوَة هاج بِهِ وجع بعد عشر سَاعَات أَو أقل حَتَّى تقيأ شَيْئا كالخل يغلى الأَرْض مِنْهُ ثمَّ يسكن وَجَعه وَأرى أَن ذَلِك لشدَّة برد فِي معدته وعلاجه شراب صرف وتسخين الْمعدة والضماد والأغذية الْبَعِيدَة من الحموضة أَو من الدخانية كالمدخن والمطجن وَالْعَسَل وَتَكون قَليلَة.
بولس قَالَ: إِن كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا فضمده بِمَا يقوى كالضماد الْمُتَّخذ بالأفسنتين والتفاح والمصطكى ودهن الناردين وَالشرَاب وَإِن كَانَ احتراق شَدِيد فاخلط بهَا مَا يبرد كالقرع والخس وعنب الثَّعْلَب والحصرم والهندباء وَإِذا كَانَت أورام حارة فِيمَا يَلِي الأحشاء فَاجْعَلْ مَعهَا شَيْئا مِمَّا يُرْخِي ويحلل وَاجعَل فِيهَا زهرَة بابونج ودهن حناء وشحم الدَّجَاج ومقلاً وأشقا وكرفسا وحلبة وخطميا وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن الضماد مركبا من المرخية والمحللة والمرة الطّيبَة الرّيح.
أوريباسيس: الْأَشْيَاء الرَّديئَة للمعدة: حب العرعر وَحب الصنوبر والأقحوان وَحب الْفَقْد والسلق رَدِيء للمعدة والحماض والبادورج واللفت والحلبة إِلَّا أَن يجاد طبخه والبقلة الثَّمَانِية والسرمق إِلَّا أَن يُؤْكَل بخل وزيت ومرئ والسمسم يضعف الْمعدة وَاللَّبن رَدِيء لَهَا وَالْعَسَل من كتاب الدَّلَائِل: اللِّسَان الْأَحْمَر الخشن يدل على ورم فِي الْمعدة وَإِذا كَانَت القرحة فِي فَم الْمعدة كَانَت أَشد وجعاً وَإِذا كَانَ الوجع أَشد وَكَانَ أرفع من قَعْر الْمعدة كَانَ فِي فمها وَإِذا كَانَ يَسِيرا وَكَانَ أَسْفَل فمها فَهُوَ أَسْفَلهَا.
الأولى من الْأَعْضَاء الألمة الغثى وتقلب النَّفس خَاص بِآفَة فَم الْمعدة أبدا كَمَا أَن الِاخْتِلَاف الَّذِي كغسالة اللَّحْم الطري خَاص بِضعْف الكبد أبدا.)
(2/172)
من المنجح لِأَبْنِ ماسويه: قَالَ: الحموضة على الصَّدْر ينفع منهاجلنجبين بِمَاء حَار وَكَذَلِكَ الوجع فِي الْمعدة.
لى علاج تَامّ لذَلِك اسْتعْمل الْقَيْء مَرَّات وخاصة بعد أكل المالح وَشرب الفقاع وتوم سَاعَة ليقطع ذَلِك البلغم الْمُجْتَمع ثمَّ أعْطه جلنجبينا أَو اطريفلا وأقراص الْورْد فَإِن كَانَ لَا يقيء بلغما كثيرا وَلَا يسكن بالقيء فسخن الْمعدة فَقَط فَإِنَّهُ من سوء مزاج بَارِد بهَا وغذه بِمَا بعد عَن الحموضة ولتغذه بِمَا قلت رطوبته كالقلايا والمطجنات وَالشرَاب وَمَاء الْعَسَل وَهَذَا يكون من بلغم حامض فِي الْمعدة وَيكون فِي القعر لقلته لَا يحس بِهِ فَإِذا خالط الطَّعَام أمتلأت الْمعدة فَبلغ فِي فَم الْمعدة فيحس وَأَكْثَره يكون من هَذَا وينفعه الْقَيْء وَقد يكون من سوء مزاج مُفْرد وعلاجه الإسحان وَرَأَيْت رجلَيْنِ يهيج بهما الوجع إِذا كَانَ بعد أكلهما بِخمْس سَاعَات أَو سِتّ وَكَانَ أَحدهمَا شَيخا قضيفاً جدا يَابِس المزاج وَالْآخر على نَحْو مَا عَلَيْهِ الشَّيْخ من يبس المزاج أَلا أَنه شَاب وَكَانَ الشَّيْخ لَا يسكن عَنهُ الوجع حَتَّى يتقيأ رَقِيقا حامضا تغلى مِنْهُ الأَرْض والشاب لَا يقيء فحدست أَنه ينصب إِلَى معدهما خلط قَلِيل الْمِقْدَار فَيكون فِي أَسْفَل الْمعدة حَتَّى إِذا خالط الطَّعَام كثر بِهِ فَبلغ فَم الْمعدة فأحس بالوجع وَكَانَ الشَّاب يدل مَاؤُهُ على ضعف الكبد مَعَ حرارة فقدرت أَنه ينصب إِلَيْهَا من طحاله فضلَة سوداوية وَذَلِكَ أَنه لَا ينصب إِلَى الْمعدة شَيْء إِلَّا من هَذِه الثَّلَاثَة الكبد وَالطحَال وَالرَّأْس انصبابا أوليا وَلم يبرأ أَحدهمَا بعلاجى وَيجب أَن يتفقد أَمرهمَا ويدون إِلَّا أَنه خف مَا بِأَحَدِهِمَا بمشورة أَشرت بهَا وَهُوَ أَن يفصد أَحدهمَا الباسليق من الْأَيْمن ويسقى مَاء الخس وَمَاء البقل حَتَّى يتَبَيَّن فِي المَاء صَلَاح الكبد ثمَّ تقوى الْمعدة بأَشْيَاء قابضة لِئَلَّا تقبل مَا ينصب إِلَيْهَا وَلَا تفعل ذَلِك قبل إصْلَاح حَال الكبد لِأَن هَذَا الْفضل أَن يصير إِلَى الْمعدة أصلح من أَن يبْقى فِي الكبد وَقس علاج الْأُخَر فَيحْتَاج أَن ينفض عَنهُ السَّوْدَاء بِقُوَّة وتقوى فَم معدته وَلَو قبل النفض وَذَلِكَ أَن الطحال عُضْو خسيس بِالْإِضَافَة إِلَى الْمعدة وَمَا ينفعهما مِمَّا جربت أَن يأكلا فِي مَرَّات غذَاء قَلِيل الكمية كثير الْكَيْفِيَّة وَلَا يشربا إِلَّا تجرعا حَتَّى يذهب وَقت الوجع ثمَّ يشربان فانتفعا بذلك وَيُمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة لِأَن أسافل الْمعدة قد صَار مزاجها هَذَا المزاج فتقلب الْغذَاء فَإِذا مَاس الْمعدة أوجع.
من كتاب الْمعدة لوجع الْمعدة شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وضع المحاجم وكمدها بأنواع التكميد وَإِن كَانَ التمدد الْعَارِض فِي الْمعدة شَدِيدا فافصده وأسهله بشياقة.)
علاج لمن يتقيأ طَعَامه من وجع معدته: قسب يسحق ويعجن بشراب حب الآس ثمَّ يخلط بِهِ خمر وَعسل قدر تسع أَوَاقٍ وَيشْرب.
(2/173)
علاج أخر لمن لَا يلبث الطَّعَام فِي معدته من أجل وجعها: صفرَة بَيْضَة مشوية وملعقة عسل وَحب المصطكى وَعشر حبات يسحق الْجَمِيع نعما ويؤكل ثَلَاثَة أَيَّام.
أَقْرَاص لوجع الْمعدة والذرب بزر كرفس أفيون أنيسون بِالسَّوِيَّةِ أفسنتين ثلثا جُزْء مر نصف جُزْء وَيجْعَل أقراصا الشربة التَّامَّة لوجع الْمعدة مِثْقَال بشراب ممزوج قدر أَربع أَوَاقٍ وَلم يتقيا طَعَامه يسقى مَعَ مَاء بَارِد ولأصحاب الذرب بطبيخ الْأَشْيَاء القابضة سقيت الشَّاب نَقِيع الصَّبْر بِمَاء الأفسنتين والغافث والسنبل والمصطكى فبرء فِي ثَلَاثَة أَيَّام.
لى الْأَطْعِمَة الرَّديئَة الجشاء الطباهجات الَّتِي تسمى المدخنة وَمَا قد تدخن بِغَيْر تعمد والمطجنات وخاصة الْبيض يُورث جشاء سهكا والحلو الَّتِي قد بولغ فِي شيها وَالْعَسَل يُورث جشاء مدخنا والفجل يجشأ جشاء منتنا.
لى اسْتعْمل فِي الْعِلَل المشهية من علل الْمعدة بايارج فيقرا فَأن جالينوس يَقُول فِي الْأَعْضَاء الآلمة وَفِي سَائِر كتبه: إِن هَذَا الدَّوَاء من شَأْنه أَن يُقَوي الْمعدة على أفعالها الخاصية لَهَا فَاسْتَعْملهُ فِي الْعِلَل الَّتِي تتوهم إِن خلطا بَارِدًا يُؤْذِي الْمعدة واحذره عِنْد سوء مزاج حَار أَو يَابِس غَايَة الحذر وَلَيْسَ لَهُ عِنْد سوء مزاج رطب أَو يَابِس كثر غنا وخاصة عِنْد الْبَارِد فَإِن الجوارشات المركبة من الْأَشْيَاء العفصة والقوية الاسحان كالفلفل والزنجبيل والفوتنج أبلغ مِنْهُ.
فِيمَن يقذف طَعَامه الثَّامِنَة من الميامر قَالَ: بعض النَّاس يعرض لَهُم عِنْد تنَاول الطَّعَام أَنهم إِن تحركوا حَرَكَة قَوِيَّة تقيأوا من ساعتهم.
لى قد يعرض ذَلِك وَإِن لم يَتَحَرَّك وَقد يعرض الْقَذْف أَيْضا إِذا طَال. قَالَ: وَهَذَا الْعَارِض يكون نَافِعًا لضعف فَم الْمعدة إِن لم تستطع أَن تنقبض على الطَّعَام كانقباض أَسْفَلهَا لِأَن الرُّطُوبَة الْيَسِيرَة الْمِقْدَار أَو الْكَثِيرَة الرداءة يحدثان الْقَيْء وَإِن لم يتَنَاوَل الْإِنْسَان الطَّعَام قَالَ: وَمَتى لم يحس مَعَ ذَلِك بحرارة وعطش وتلهب مَعَ ذَلِك حرارة وَينْتَفع بِرَبّ الرُّمَّان لى لم يبين الْفرق بَين الضعْف والرطوبة وَدَلِيل ذَلِك أَلا يكون غثى الْبَتَّةَ إِلَّا مَعَ الْأكل فَذَلِك)
الضعْف وَالْآخر يكون بِهِ أبدا تقلب مِثَال: رمان وقسب وسماق وسفرجل وغبيراء يتَّخذ بشراب.
وَيصْلح إِذا كَانَ مَعَه حرارة هَذَا الْحبّ: بزر الْورْد وبزر البنج وسماق وقسب يعجن بِرَبّ السفرجل وَيُعْطى فَإِنَّهُ يسكن الغثى ويجلب النّوم.
قَالَ: والعارض من رُطُوبَة رَدِيئَة يُبرئهُ الإيارج سَرِيعا وَوصف لتقلب الْمعدة من حرارة أَقْرَاص الْورْد.
(2/174)
قَالَ: وَقد تكون هَذِه الْعلَّة من أَن يبتل فَم الْمعدة ويسترخي برطوبات غير رَدِيئَة ويعرض ذَلِك لمن يكثر الشَّرَاب وَيَأْكُل الْفَوَاكِه الرّطبَة والأغذية الرّطبَة قَالَ: وَهَؤُلَاء يبرؤن بالأغذية المجففة والأدوية القابضة والمسخنة والجوارشات.
فِي سيلان اللعاب: يعْطى لمن يسيل لعابه من الشَّوْكَة الَّتِي تسمى قوربورا ليمضغه ويتسوك بالقابضة وضمد معدته بالقابضة.
لى مر هم بالقيء بِالسِّوَاكِ وأطعمهم القلايا والمطجنات وأعطهم غدْوَة إطريفلا وسويقا فيسقونه وَيشْرب عَلَيْهِ مرئ وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء ويصاير الْعَطش قَالَ: وَالَّذِي ينفع مِنْهُ مضغ المصطكى لى ينفع مِنْهُ سقى الكندر والمصطكي.
بولس: اللعاب الْكثير يتمضمض بخل العنصل أَو بِالْمَاءِ الَّذِي يمصل من الزَّيْتُون المالح وأنفع من ذَلِك نَقِيع الصَّبْر يتغرغر بِهِ.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ: قد يسيل لقوم لعاب كثير من الْمعدة عِنْد الْجُوع ويسكن بالغذاء وَيكون ذَلِك من شدَّة الْحَرَارَة فِي الْمعدة ويعالج بأغذية بَارِدَة وأغذية عسرة الهضم ولكثرة بصاق الصّبيان يلعقون عسلا حَتَّى يسكن.
لى يفعل ذَلِك بِالرِّجَالِ على مَا رَأَيْت فِي مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة من كَانَ يتقيأ طَعَامه فَلَا تعطه أغذية بطيئة سيالة وخاصة مَا قوته مرطبة وأطعمه التفه كالبيض النمبرشت والأسفيذباج والحساء لِأَن هَذِه ترخي فَم الْمعدة ومره أَلا يَتَحَرَّك بعد الطَّعَام وأعطه القابضة بعد طَعَامه وَيَأْكُل الْقَابِض دَائِما فَإِنَّهُ يجفف فَم الْمعدة واسقه كندوا مسحوقا وسماقا وبلوطا.
من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: لما أَذَى الْملك طَعَام أستحال إِلَى البلغم وَلم ينفذ عَن معدته وَهُوَ يحس ثقله وبرده أردْت أَن أسقيه شرابًا قد نثر فلفل وأمرخ معدته بدهن الناردين مسخنا)
وَأَجْعَل مِنْهُ فِي وأكمده بِهِ.
قرص اللفتة لمن خرج من حميات وَبِه بَقِيَّة من حِدة وَقد سَقَطت قوته: ورد عشرَة دَرَاهِم روفس فِي المالنخوليا قَالَ أقوالا كَثِيرَة تحتويها: إِن غَلَبَة البردعلى الْمعدة يهيج الشَّهْوَة وَغَلَبَة الْحر يقطعهَا مَا يهيج للشهوة: شرب المَاء الْبَارِد واسقاط المَاء الْحَار لَهَا وَمِنْه تهيج الشتَاء وَالرِّيح الشمَال لَهَا قَالَ: وَمن سَافر فِي ثلج كثير تهيج بِهِ الشَّهْوَة جدا حَتَّى يعرض لَهُم بوليموس وَالْمَاء الْبَارِد يشهى الطَّعَام أَكثر من الْخمْرَة.
من أقربادين حنين ضماد للمعدة الضعيفة وانطلاق الْبَطن من برودة: صَبر سنبل
(2/175)
أفسنتين كمون كندر عفص ذريرة رامك نَبِيذ ريحاني يضمد بِهِ حارا غدْوَة وَعَشِيَّة.
فِي الْكَمَال والتمام لوجع الْمعدة من صفراء: سقى الرُّمَّان المز مَعَ دهن الْورْد وَقَالَ للورم الْحَار فِي الْمعدة: أفصده أَولا فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ثمَّ اسْقِهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والطرخشقون مغلي مروقا أَربع أَوَاقٍ مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من خِيَار شنبر ودهن ورد وتضمد بِهَذِهِ الْبُقُول وبدقيق الشّعير مَعَ شَيْء قَابض فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة فَاسق لب خِيَار شنبر مَعَ مَاء الرازيانج وكرفس ودهن لوز حُلْو وضمد بالبابونج والخطمى ودقيق الشّعير وإكليل الْملك ومصطكى وعود زعفران فَإِن احتجت إِلَى أفضل تَحْلِيل فزد فِيهِ شبشا وبزر كتَّان وحلبة وَمَتى احتجت أَيْضا إِلَى زِيَادَة فزد مرا وبزر الكرنب وأشقا ومخ الأيل وشحم الدَّجَاج فَإِن حدث ورم صلب فقو هَذِه وَلَا تخله فليغريورش: من كَانَ يقيء طَعَامه فأعطه أقراصا مرّة يَوْمَيْنِ الشربة نصف دِرْهَم وأسهله بأيارج فيقرا وَهَذَانِ ضدان بلغمي وصفراوي فَمن كَانَ بِهِ امارات البلغم فَهَذِهِ القرصة جَيِّدَة مسكنة سريعة وَمن بِهِ ذَلِك من أخلاط رقيقَة مرارية فالفيقرا يُبرئهُ قَالَ: وعَلى الْأَكْثَر إِنَّمَا يكون من خلط بلغمي لزج والقرص أَجود وَهُوَ يُبرئ سَرِيعا وَقد يكون هَذَا الدَّاء من رطوبات حادة رَدِيئَة فتتشربه فَم الْمعدة قَالَ: وَيكون من رطوبات ورهل كثير فِيهَا وَهَذَا يُبرئهُ سَرِيعا أعنى القرص وَالْأول يُبرئ بالإرياج وَقد يتركب الشيئان فتختلط العلامات فَيكون مَعَه عَطش وتبزق كثير وجشاء دخاني سهك وتقلب نفس قبل الطَّعَام وَبعده وَحِينَئِذٍ أبدأ فاسقه هَذِه الأقراص حَتَّى يسكن الْقَيْء وَيحدث حس الْمعدة ثمَّ اسْقِهِ الفيقرا وَينْتَفع بالقرص جدا من بِهِ هَذِه الْعلَّة من رطوبات حارة يسيرَة فَهُوَ فِي كل وَجه نَافِع فان قدرت أَن هُنَاكَ الترهل كثيرا فاعطه أَيْضا الفيقرا بِقدر ذَلِك مَرَّات حَتَّى يستنظف مَا هُنَالك وَأَن كَانَ هَذَا الوجع مَعَ حرارة فَإِن)
رب الخشخاش نَافِع لَهُ.
تجارب البيمارستان: رجل كَانَ إِذا أكل وَقع عَلَيْهِ خفقان فِي معدته عولج بايارج فيقرا فأبراه.
الْخَامِسَة من الْمُفْردَات قَالَ: لَا أعلم شَيْئا أعون على الهضم من بدن إِنْسَان حَار يلقى الْمعدة ويماسها من خَارج وَيفْعل ذَلِك ليزِيد فِي كمية الْحَرَارَة الغريزية.
السَّادِسَة قَالَ: كل عصارة لَا يخالط مرارتها قبض ضار لفم الْمعدة والقيصوم رَدِيء للمعدة قَالَ: الصَّبْر أَنْفَع من كل دَوَاء أَخذ للمعدة.
لي أَحْسبهُ يعْنى من المسهلة الكمثرى يُقَوي الْمعدة الشاهترج نَافِع للمعدة لِأَنَّهُ مركب من قابضة وَمرَّة مَعًا كَحال الأفسنتين.
(2/176)
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة لثَلَاثَة أَسبَاب لِأَن الْمعدة لَا تحس بامتصاص الْعُرُوق لَهَا أَو لِأَن الْعُرُوق لَا تجذب أَو لِأَن الْجِسْم لَا ينْحل مِنْهُ شَيْء وَبطلَان حس الْمعدة أَو بعضه إِمَّا من الدِّمَاغ كَمَا يعرض لأَصْحَاب البرسام فانهم لَا يحسون بِالْجُوعِ أَو لِأَن الزَّوْج السَّادِس تناله آفَة من ورم أَو رِبَاط أَو خطأ فِي علاج الْيَد أَو لِأَنَّهُ يغلب على الْمعدة سوء مزاج حَار كالحال فِي الْحمى.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا كَانَت الأغذية أقل مِمَّا يجب والمعدة حارة يحدث الجشاء الدخاني وَقلة النّوم يُولد كَهَذا الجشاء.
3 - (الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح لأورام الْمعدة والكبد)
الأشق الْمقل الميعة الزَّعْفَرَان دهن الْحِنَّاء المصطكى حب البلسان حب الخروع إكليل الْملك سنبل قصب الزريرة. الَّتِي تقوى مَعَ إسخان: سنبل كندر اذخر إِذا وَقع فِي الأضمدة الَّتِي للمعدة لِأَنَّهُ يطيب ويجفف أَكثر مِمَّا يسخن وَيقبض قبضا معتدلا وقشور الكندر يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِيمَن معدته رخوة المصطكي جيد للورم فِي الْمعدة والمعدة السنبل خليق أَن ينفع فَم الْمعدة شرب أَو ضمد بِهِ ويسقى للذع الْحَادِث فِي الْمعدة ويجفف الْموَاد المنصبة للمعدة والأمعا. الْإِذْخر جيد للمعدة إِذا كَانَ فِي فمها ورم أَو فِيهَا شرب أَو ضمد بِهِ زيتون المَاء جيد للمعدة زيتون الزَّيْت رَدِيء للمعدة الهندباء جيد للمعدة وَإِن ضمد بِهِ وَفِي ملتهبه سكن التهابها القشاء البستاني جيد للمعدة مبرد لَهَا لَا يفْسد. الخس جيد للمعدة مبرد لَهَا إِذا أكل غير مغسول يُوَافق من يشكو معدته الكراث رَدِيء للمعدة الفلفل يهضم الْغذَاء ويسخن الْمعدة الزنجبيل يهضم الْغذَاء جيد للمعدة يلين الْبَطن العنصل يسْقِي ثَلَاث أبواسات مَعَ عسل ينفع من وجع الْمعدة وَمن طفو الطَّعَام فِيهَا جدا وينفع الهضم خَاصَّة. وعسله الَّذِي يربى فِيهِ نَافِع من الهضم خَاصَّة للكبر أَنه رَدِيء للمعدة معطش الغاريقون إِذا مضغ وَحده وابتلع بِلَا شَيْء يشرب عَلَيْهِ نفع من وجع الْمعدة والجشاء الحامض الزراوند نَافِع من ضعف الْمعدة الجنطيان يسقى مِنْهُ درخميان لوجع الْمعدة وَرب السوس إِذا شرب بميبختج وَافق الْمعدة الملتهبة جدا الأفسنتين مَتى طبخ مَعَ سنبل وساساليوس كَانَ جيدا لوجع الْمعدة والنفخ الغليظة فِيهَا.
طبيخ لوجع الْمعدة وَالَّتِي فِيهَا مَعَ ذَلِك مرار: أفسنتين ورد يَابِس إذخر سنبل يطْبخ ويصفى ويمرس فِيهِ لب خِيَار شنبر صَبر ينفع فِيهِ إِن شرب طبيخ الأفسنتين ثَلَاثَة قوانوشات كل يَوْم شفى من عدم شَهْوَة الطَّعَام.
(2/177)
لي ينقع الأفسنتين بخل ويتخذ مِنْهُ سكنجبين قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل عصارة الأفسنتين لِأَنَّهَا رَدِيئَة للمعدة مصدعة بل الحشيشة نَفسهَا.
لِأَن قبضهَا يُفَارق عصارتها الزوفرا معِين على الهضم جدا وَينفذ الْغذَاء وَكَذَا الكاشم والساساليوس.
أَبُو جريح: الهندباء نَافِع من الورم فِي الْمعدة والكبد.
الخوز: الْخِيَار شنبر نَافِع من الورم فِي الْمعدة.)
ابْن ماسويه: الزنجبيل خاصته إذهاب الرُّطُوبَة المتولدة فِي الْمعدة عَن أكل الْفَوَاكِه الرّطبَة وهضم الطَّعَام وطرد الرِّيَاح الغليظة من الْمعدة.
الخوز الْحَرْف والبصل والثوم يشهى الطَّعَام وَكَذَا زيتون المَاء إِذا أكل فِي وسط الطَّعَام خبث الْحَدِيد يُقَوي الْعدة المسترخية من الرطوبات إِذا أنقع فِي شراب وَشرب مِنْهُ.
أَبُو جريح: الكندر يُقَوي الْمعدة الرخوة ويسخنها ويسخن الكبد.
الَّذِي يقطع اللعاب الإطريفل مربى الزنجبيل الكندر الكمون أَصبَحت هَذِه مرسومة بِهَذَا الْمَعْنى سف السويق على الرِّيق الْقَيْء بالفجل إسهال الْبَطن ضروب الْملح كلهَا تشهى الطَّعَام وَتذهب التُّخمَة وتهضم الطَّعَام وتنفذه.
ماسرجويه: المرى ينشف رُطُوبَة الْمعدة.
الخوز: مَاء الْحَدِيد الَّذِي يكون فِي معادن الْحَدِيد جيد للمعدة الرّطبَة.
الْإِسْكَنْدَر: المرى ينشف رُطُوبَة الْمعدة وَالْمَاء الْحَار إِذا أشْرب مَعَ الْعَسَل حط الأخلاط الرَّديئَة من الْمعدة لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يفشها وَإِمَّا أَن يحطمها.
مسيح وَابْن ماسويه: السنبل منشف للرطوبات من الْمعدة ويسكن اللذع الَّذِي فِيهَا جدا.
القلهمان: النانخواه هاضم للغذاء منفذ لَهُ يمْنَع تقلب النَّفس وَمن لَا يجد طعم الطَّعَام.
الدِّمَشْقِي: السعد منشف لرطوبة الْمعدة مقو لَهَا.
ابْن ماسويه: الفلفل معِين على هضم الطَّعَام جدا. قَالَ: والصحناة تجفف بلة الْمعدة وتنشف من تَدْبِير الصِّحَّة: الصَّبْر أَنْفَع شَيْء للمعدة الَّتِي بهَا علل مرارية وأخلاط رَدِيئَة حَتَّى أَنه يبرئها كثيرا فِي يَوْم وَينْتَفع فِيهَا بالأدوية المتخذة بايارج فيقرا خَاصَّة.
الخوز: الْخِيَار شنبر جيد للورم فِي الْمعدة جدا.
(2/178)
بولس: فِي سُقُوط الْقُوَّة مَعَ الشَّهْوَة مَعَ الْحمى: أنظر أَولا هَل يحْتَاج إِلَى استفراغ وَهل يحْتَمل ذَلِك فاستفرغ وَقد تسْقط الشَّهْوَة لقلَّة الدَّم وعلاج هَذِه الأغذية الْمُوَافقَة وَسُقُوط الشَّهْوَة مَعَ حمى يكون على الْأَمر الْأَكْثَر من أخلاط مرارية العلاج شرب السويق المبلول بخل وَمَاء وَشرب مياه الْفَوَاكِه العفصة وَاسْتِعْمَال الدَّلْك والغمز للجسد وَيدخل العليل اصبعه فيهيج الْقَيْء فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك وَإِن لم يتقيأ تنفتح شَهْوَته وضمدها بقسب وخل وَمَاء تفاح واعرض عَلَيْهِ أغذية جَيِّدَة للمعدة وليرتاضوا بِرِفْق إِن كَانَت الْحمى قد سكنت ويأكلون زيتون المَاء وسمكا مالحا)
وَإِن تجرع من خل العنصل قَلِيلا فانه عَظِيم النَّفْع جدا وَإِن سَقَطت الشَّهْوَة جدا حَتَّى يحدث الغثى فَعَلَيْك بِمَا يشم بِمَا يفتق الشَّهْوَة كالدجاج والجداء المشوية وامنعهم النّوم ورش عَلَيْهِم مَاء فَإِذا أفاقوا أعطهم خبْزًا بشراب وَنَحْوه وحساء وَنَحْوه مِمَّا يغذوا وَينفذ سَرِيعا.
لي يصلح وَرُبمَا هاج بعد الْحمى شَهْوَة كلبية وَذَلِكَ يكون لفرط التَّحَلُّل فغذ هَؤُلَاءِ بدهن اللوز الْكثير وكثف مِنْهُم سطح الْجِسْم.
لي قد جربت وامتحنت تجربة وَثِيقَة أَن من يقيء طَعَامه ويهيج بِهِ غثى أَو وجع إِذا أكل برِئ باسهال الطبيعة إِمَّا بِالصبرِ بِمَاء الهندباء أَو بِخِيَار شنبر بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء أصُول الكرفس والرازيانج وبزرهما وخاصة إِذا كَانَت الْحَرَارَة أسكن وَكَانَت ريَاح وَمن احْتمل الصَّبْر سقيت نقيعه بِمَاء الهندباء. وَرُبمَا سقيته بِمَاء الْأُصُول وَرُبمَا قرنت البزور فِيهِ وَرُبمَا عجنت الأرياج فِي الإطريفل وأعطيتهم إِيَّاه وَقد أبرأت خلقا كثيرا وسقيتهم بعد غَايَة النفض إِمَّا بأقراص الْورْد وَإِمَّا جلنجبينا بِرَبّ الرُّمَّان وَإِمَّا كندرا أَو كمونا وسماقا وأقراص الْكَوْكَب على مَا أرى.
ابْن ماسويه: الْخبث نَافِع للمعدة الَّتِي تقيء جَمِيع مَا تَأْكُل.
جَوَامِع أغلوقن قَالَ: الَّذِي لَا غم لَهُ يستمرئ كل مَا يَأْكُلهُ وَلَو كَانَ عسير الإستمراء وَالَّذِي يغتم ويهتم هُوَ الَّذِي لَا يستمرءاليسير من الْغذَاء السهل الإنهضام.
ينظر فِي هَذَا وأحسب أَن ذَلِك من أجل أَنه فقد النّوم.
على مَا رَأَيْت فِي الْعِلَل المرارية فِي الْمعدة: الأياريج فِي طبيخ الأفسنتين لَا نَظِير لَهُ: ونقيع الصَّبْر سقيته جمَاعَة معموديه فبرؤا عَلَيْهِ: افسنتين عشرَة دَرَاهِم دَار صيني خَمْسَة دَرَاهِم عود البلسان ثَلَاثَة سنبل ثَلَاثَة ورق ورد دِرْهَمَانِ عود دِرْهَم مصطكى دِرْهَمَانِ يطْبخ وينقع الصَّبْر فِيهِ يسقى فِي كل يَوْم أُوقِيَّة.
من تعرف الْإِنْسَان عُيُوب نَفسه الطَّعَام الْكثير الَّذِي يثقل الْمعدة لَا يستمرئ وَلَا بُد أَن يفْسد وَإِذا فسد أندفع عَن الْمعدة والأمعاء أسْرع لتأذيها بلذعه فَيحدث الْخلقَة.
(2/179)
إِذا ثقلت الْمعدة بادرت إِلَى دفع مَا يؤذيها فَلذَلِك لَا يتم الهضم وَإِذا دفقته إِلَى الأمعاء لَا يكون هُنَاكَ هضم وَكَذَلِكَ نرى قوما يتركون الْغذَاء وشهوتهم بعد صَالِحَة فيخصبون على ذَلِك لِأَن انهضامه فِي هَذِه الْحَال يجود جدا وَيصير أقل ثقلا إِن كَانَ طَعَامه جيدا.
كَانَ بِرَجُل ورم عَظِيم فِي معدته وَكَانَ الْأَطِبَّاء يضمدونه بالمبردات ويحمونه وَقد نهك جدا)
فنقلته إِلَى ضد ذَلِك لِأَنِّي بعد أَن شاهدت نحافته عرفت أَن لَهُ أشهرا وَتَقَدَّمت حمى حادة ثمَّ سكنت فَعلمت أَنه قد كَانَ خراج ثمَّ نضج وَجمع ثمَّ أخذت فِيمَا ينقى وَيفجر.
اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَا كَانَ من سوء مزاج فِي الْمعدة مَعَ مَادَّة فَإِنَّهُ يتبعهُ غثى وَإِن كَانَت الْمَادَّة قَليلَة لم يتقيأوا إِلَّا بعد مَا يَأْكُل وَإِن كَانَت كَثِيرَة تقيأوا قبل الْأكل أَيْضا وَيعلم أَي مَادَّة هِيَ من الجشاء وَغَيره مِمَّا يعرف بِهِ سوء المزاج الَّذِي بِلَا مَادَّة وعلاج هؤلاءهو الإرياج.
شكى إِلَى رجل رُطُوبَة فِي معدته مَعَ حرارة تسرع إِلَى رَأسه وَكَانَت الرُّطُوبَة مفرطة وَأخذت وردا أَحْمَر مطجونا عشرَة دَرَاهِم سنبلا دِرْهَمَانِ مصطكى كندرا قرنفلا عودانيا كمونا درهما درهما القرصة مِثْقَال بميسوسن.
آخر: أفسنتين عشرَة سنبل سعد قشور الفستق الْأَخْضَر راسن يَابِس قشور الأترج دِرْهَمَانِ يطْبخ برطل مَاء ويسقى بِهِ القرص وَوضعت على معدته دهن الناردين عملته هَكَذَا: سنبل إذخر سعد قسط أَلقيته فِي دهن ورد مَرَّات ثمَّ فتقته فِيهِ مصطكى وكمدت ومرخت معدته وَوضعت على رَأسه دهن ورد وخل خمر وَجعلت غذاؤه القلايا والمطجنات فبرئ هَذَا تَدْبِير مجفف جدا وَلَا يسخن كثير اسخان.
الْفُصُول السَّادِسَة: فِيهِ كَلَام أَنَّك مَتى شِئْت إسخان معدة.
قد بردت اسخاناً يصل الدَّوَاء ويغوص فِي جزمها فأعطه جوارش الفلافل بشراب ممزوج بِمَاء حَار وعلامة بُلُوغ ذَلِك مِنْهُ هيجان الفواق بِهِ وَهَذَا أبلغ مَا يكون اسخان الْمعدة وَقد ذكر جالينوس فِي غير مَوضِع من كتبه أَنه يعالج الْمعدة الْبَارِدَة وَالطَّعَام المتلبد فِيهَا بشراب ينثر عَلَيْهِ فلفل يسقاه.
الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من أبيذيميا: من كبده ومعدته عليلتان لم يحْتَمل الإمتلاء من الطَّعَام دفْعَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا.
فِي تَلْخِيص حِيلَة الْبُرْء: الْفرق بَين الْخَلْط فِي الْمعدة وَمَا يكون فِي المزاج الغثى والقيء والجشاء الَّذِي يخص ذَلِك الْخَلْط قبل الطَّعَام ثمَّ الْفرق بَين السابح من ذَلِك الْخَلْط وَبَين الغائص أَن يكون غثى بِلَا قيء فِي سهولة وَأما فِي سوء المزاج فَلَا يكون غثى وَلَا جشاء رَدِيء قبل الْأكل ثمَّ لَا يقيء بالعطش الْحَار حَتَّى يستبين سَائِر الدَّلَائِل وَلَا يعدمه الْبَارِد لِأَنَّهُ قد يكون من الرُّطُوبَة وَذَلِكَ من اليبس.)
(2/180)
من كتاب الْمعدة للإسكندر قَالَ: أَنه يحدث عَن فَم الْمعدة أَعْرَاض مُخْتَلفَة كالصرع والسبات والأغتنام لَا لعِلَّة وَالْخَوْف المالنخوليا وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة وَسُقُوط الشَّهْوَة والغثى وَفَسَاد الطَّعَام ووجع المعى والمثانة وَالرحم وَرُبمَا حدث عَنهُ أرق واختلاط فِي الذِّهْن.
الْكِنْدِيّ فِي رسَالَته فِي النقرس مَعَ وجع فِي الْمعدة: قَالَ: إِنَّك لَا تشْتَهي حَتَّى تَأْكُل شَيْء يهيج شهوتك لحر معدتك فَإِنَّهَا تبرد بِالطَّعَامِ الَّذِي تتناوله فيعتدل فتشتهي حِينَئِذٍ قَالَ: عَلامَة غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة قلَّة الْعَطش كَثْرَة الْجُوع فان كَانَ مَعَ ذَلِك مَادَّة قاء مَعَ ذَلِك بلغما وَإِن أكل لم يلبث أَن يقيئه ثمَّ يشتهى فَهَذَا أَيْضا أحد أَسبَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة قَالَ فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة قد تكون هَذِه الشَّهْوَة من غير غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة وَمن غير البلغم المحتبس فِيهَا وَذَلِكَ رُبمَا أَنَّهَا كَانَت من حرارة مفرطة وَرُبمَا كَانَت من ضعف الماسكة فِي الْجِسْم كُله فَانْظُر أَولا مَا السَّبَب فِي إفراط الشَّهْوَة للطعام ثمَّ عالج وَإِذا كَانَ إفراط الشَّهْوَة من حرارة كَانَ مَعَه عَطش شَدِيد وَلم يكن مَعَه قيء حامض ويعتقل الْبَطن فَأَما من عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة لضعف الماسكة الَّتِي فِي جَمِيع الْبدن فان مَعَ دلك يكون خُرُوج برَاز كثير فج وَلِهَذَا يعرض لَهُم الذرب كثيرا.
فِي هَذَا نظر وَقَالَ: عالج الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة من الْبرد وَالْفضل البلغمي فِي المسخنة خَاصَّة بِالشرابِ الصّرْف والأغذية الدسمة فَإِن هَذَا إِذا أمتلأ مِنْهَا سكن الْعلَّة.
فِي هَذَا غلط. قَالَ: وَإِذا كَانَت الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة الكائنة من فرط حرارة فأعط أغذية عسرة الهضم قَالَ: مَتى كَانَ إفراط شَهْوَة الطَّعَام لضعف الماسكة فاعرف سَبَب ذَلِك فان الماسكة يضعف من صنوف سوء المزاج وَاعْلَم أَن لُزُوم الْأَشْيَاء القابضة فِي هَذِه الْحَال خطأ وَلذَلِك يجب أَن تتعرف سوء المزاج الَّذِي هُوَ السَّبَب ثمَّ تقاومه وَضعف هَذِه الْقُوَّة من أجل اليبس عسر الْبُرْء.
هَذَا كَأَنَّهُ يُرِيد بالماسكة الَّتِي فِي الْمعدة لَا الَّتِي فِي جَمِيع الْجِسْم. وَقَوله: أَن هَذَا يكون فِي جَمِيع الكيفيات فَفِيهِ نظر فَإِن أَكثر مَا تضعف الماسكة من الْبرد فَإِذا عرف ذَلِك بِالدَّلِيلِ الَّذِي ذَكرْنَاهُ فَاسْتعْمل المسخنة سقيا وتضميدا وينفع مِنْهُ الترياق والرياضة وَالْحمام الْحَار والأسفار حَتَّى يثبت الطَّعَام ويستقر فِي الْمعدة قَالَ: وَإِذا كَانَ ضعف الماسكة من حرارة فليعط كل يَوْم خبْزًا مثرودا فِي مَاء بَارِد فِي السَّاعَة الثَّالِثَة مِمَّا يتغذى بالبيض الصلب السليق والدجاج غير المهراة)
فِي الغشى الجوعي قَالَ: هَذِه الْعلَّة هِيَ جوع شَدِيد مفرط وَيكون من حرارة مفرطة وَضعف فِي الْمعدة وَلذَلِك يعرض لصَاحِبهَا إِذا لم يَأْكُل غشى وَسُقُوط فدبرهم فِي حَال
(2/181)
الغشى باشمامهم أغذية طيبَة كلحوم الجداء شواء والفراخ وتربط أَطْرَافهم وتدلك وَلَا تتركهم ليناموا فَإِذا سكن الغشى أطعموا خبْزًا قد ترد بِالشرابِ ثمَّ سَائِر الأغذية وَلَا يَنْبَغِي أَن يبطء عَنْهُم بِالطَّعَامِ وليأكلوا مَا عسر تغيره وَهُوَ مَعَ ذَلِك باردمقو فَإِنَّهُم يبرؤن عَلَيْهِ إِذا أدمنوه وَقد سقى قوم من هَؤُلَاءِ الأفيون وَقوم سقوا المَاء الْبَارِد وَأَرَادُوا بذلك إطفاء الْحَرَارَة المفرطة الَّتِي فِي معدهم وَأَنا أُشير بالتجفيف وباستعمال الأغذية الْعشْرَة الاستحالة وَقد رَأَيْت امْرَأَة تجوع وَلَا تشبع ويعرض لَهَا لذع فِي الْمعدة وصداع فسقيتها إيارجا فأسهلها حيات طوَالًا الْوَاحِدَة اثْنَا عشر ذِرَاعا وَأكْثر فسكنت عَنْهَا تِلْكَ الشَّهْوَة المفرطة: وَعلمت أَن ذَلِك من أجل امتصاص تِلْكَ الْحَيَّات كل مَا كَانَت تَأْكُله.
فِي ذهَاب الشَّهْوَة قَالَ: يكون من جَمِيع سوء المزاج مُفردا أَو مَعَ مَادَّة فَإِذا كَانَ مَعَ مَادَّة فَاسْتعْمل الْقَيْء والإسهال الرقيقين لَا القوى وخاصة الْقَيْء لِئَلَّا تسْقط قُوَّة الْمعدة ويعالج من كَانَ فِي معدته أخلاط مرارية حادة بالقيء بِمَاء حَار وأسهله بشراب الْورْد بسقمونيا وبجوارش من مَاء السفرجل ولحمة وسكر بسقمونيا وَإِذا كَانَ الْخَلْط غليظا عمل على استفراغه بِالَّتِي هِيَ أقوى وألزمه بعد ذَلِك الأغذية الْمُقطعَة والسفرجل الَّذِي بالأفاوية والأضمدة المسخنة وَإِذا كَانَ ذهَاب الشَّهْوَة من سوء مزاج حَار بِلَا مَادَّة فأعطهم الأغذية المتخذة بخل وَاللَّبن الحامض واسقهم مَاء بَارِدًا باعتدال فَإِن الإفراط مِنْهُ يسْقط الشَّهْوَة.
فِي هَذَا نظر وَإِذا كَانَ من برد فاسقه شرابًا عتيقا وَمَاء البزور الحارة كالأنيسون والترياق.
فِي الْعَطش: قد يكون الْعَطش الشَّديد لحر الْمعدة أَو ليبسها أَو لَهما جَمِيعًا أَو لبلغم مالح أَو لمرار أَو لحرارة الكبد أَو الرئة أَو الصَّائِم وَإِذا كَانَ عَن الرئة لم يبلغ المَاء الْبَارِد مَا يبلغ تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وَإِذا كَانَ من بلغم فَاسْتعْمل مَا يجلو وينقى ذَلِك البلغم فقد عَالَجت من بِهِ عَطش من بلغم مالح إِلَى أَن أطعمته أَطْعِمَة تغلب عَلَيْهَا الملوحة كالطريخ وَالْكبر والمالح وأقاوم سَائِر الْأَسْبَاب بضدها وَإِذا كَانَت الْمعدة ملتهبة ألتهابا شديدافاسقه مَاء بَارِد إِن أحس بلذع وَعرض لَهُ غثى فاسقه مَاء حصرم وَمَاء سفرجل وبزرقتاء بِمَاء بَارِد وَقد يسقون دهن ورد على مَاء بَارِد ويطعمون الخوخ.)
المشمش أبلغ وَوصف أدوية هَهُنَا متخذة من بزر قثاء وَرب السوس وبزر الرجلة وَنَحْوهَا ويضمد بالمبردة ثمَّ ذكر النفخة السوداوية وَذكر تسكين هَذَا الْعَطش.
ذكر الأضمدة فِي من يتجلب الرطوبات إِلَى معدته فِي الْحمى: ضمد فَم الْمعدة بالمقوية كالقسب والسفرجل والسك وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ بِلَا حمى فالمر والزعفران وَالصَّبْر والمصطكى والأفسنتين ودهن الناردين وشمع يتَّخذ ضمادا.
فِي من لَا يسْتَقرّ الطَّعَام فِي معدته: ضمد هَؤُلَاءِ بالأضمدة المتخذة من الْقسْط وأطراف الْكَرم والرامك وَنَحْوه كالحصرم والسماق والجلنار والعفص واخلط بهَا إِذا لم يكن حرارة كندرا وسنبلا وَنَحْو ذَلِك.
(2/182)
فِي وجع الْفُؤَاد قَالَ: كثبرا مَا يكون فَم الْمعدة قوي الْحس ويعرض إِن تنصب إِلَيْهَا أخلاط حارة فَيعرض عَنهُ وجع يكَاد يهْلك ويجلب غشيا وَرُبمَا كَانَ ذَلِك من الحميات أَن تصعد إِلَى هَهُنَا فَيعرض عَنهُ غشى قوي فَإِذا لم يكن عَن الحميات لَكِن عَن خلط ردئ فأطعمه الْفَوَاكِه القابضة كالتفاح وَالرُّمَّان والخوخ والكمثرى وخبزا منقعا بِمَاء بَارِد واغذه بِمَا يعسر استحالته وَلَا تتركه يبطئ بِالطَّعَامِ لَكِن يلهن غدْوَة بِهَذِهِ واستفرغه فِي حَال الرَّاحَة بالارياج.
اسْتعْمل فِي حَال النّوبَة المَاء الْحَار بِكَثْرَة ودوام فَإِنَّهُ إِمَّا يقيأه أَو يسهله ثمَّ التقوية وَقد تكون حموضة الجشاء عَن حرارة وَقد داويناه بالمبردات فسكن فاستدل أَولا وَكَذَلِكَ تكون مرَارَة الْفَم وَلَيْسَ المرار غَالِبا لَكِن محتبسا فِي فَم الْمعدة وَكَذَلِكَ لَا يحكم على أَمر التبزق من كثرته فتحكم أَن الْمعدة ترطبه فقد يعرض ذَلِك من غَلَبَة الْحَرَارَة كَمَا يعرض لمن يَصُوم ويقلل من الطَّعَام لِأَنَّهُ لَا يزَال فِي تبزق إِلَى أَن يتَنَاوَل الطَّعَام فاقصد لعلاج من يكثر التبزق من الْحَرَارَة بأغذية مبردة عسرة الاستحالة وَلمن يكثر تبزقه من رُطُوبَة بالمجففة المسخنة.
الْكِنْدِيّ فِي التَّحَرُّز من وجع الْمعدة قَالَ: إِنَّك إِنَّمَا لَا تشْتَهي حَتَّى تَأْكُل شَيْئا ثمَّ تهيج شهوتك بَحر معدتك فَإِنَّمَا يبرد بِالطَّعَامِ الَّذِي يتَنَاوَلهُ فتعتدل فتشتهى حِينَئِذٍ قَالَ: وإفراغ الْمعدة من الرطوبات بالقيء أسهل وأبلغ مِنْهُ بالمسهل.
فيلغويورس قَالَ: قد يعرض فِي الْمعدة تلهب شَدِيد مَعَ غشى وَهَؤُلَاء يجب أَن يسقوا فِي وَقت النّوبَة مَاء بَارِدًا ثمَّ يعالجون بأغذية عسرة الْفساد كالحصرم والسماق قَالَ: وَقد يعرض وجع الْمعدة مَعَ قلق وخبث نفس ويسكنه اللَّبن إِذا شرب أوصفرة بيض مشوية إِذا أكلت أَو سويق)
بشراب قَالَ: وبوليموس إِنَّمَا هُوَ ذهَاب الشَّهْوَة جملَة.
مَجْهُول: قد يعرض فِي الْمعدة صلابة كالورم ويعالج بالتضميد بزعفران ومصطكى وإكليل الْملك وسنبل ومقل وشمع ودهن ورد وَبِالْجُمْلَةِ بالأشياء المقوية الملينة.
تياذوق قَالَ: الْقَيْء بعد الطَّعَام تكون الأخلاط رقيقَة لذاعة والمعدة قَليلَة وينفع مِنْهُ غَايَة الْمَنْفَعَة أَقْرَاص أماروس وَهِي جَيِّدَة للمعدة أَيْضا أخلاطه: بزر كرفس سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة مر أثنان فلفل مثله دَار صيني سنة فَإِن لم يجد فسليقة سَوْدَاء مقشرة من قشرها عشرَة جند بادستر أفيون اثْنَان اثْنَان الشربة نصف مِثْقَال للصَّغِير وَالْكَبِير مثقالان إِلَى مِثْقَال بأوقيتي شراب قَابض لوجع الْمعدة وللقيء بِمَاء بَارِد ثمَّ ينفع بعد ذَلِك أَن تنقيه بالأيارج لتستأصل
(2/183)
الوجع وَلَا يجب أَن تقدم بالأرياج قبل هَذَا القرص فَإِنَّهُ رُبمَا أفسد لِأَنَّهُ يشْتَد الوجع واللذع حَتَّى يعرض غشى وينفع من هَذَا الدَّاء رب الخشخاش.
الخوز وَابْن ماسويه: الْخبث ينفع غَايَة النَّفْع لمن يقيء طَعَامه.
الْبُرْهَان: الرَّابِعَة عشر: الْحَرَكَة العنيفة بعد الطَّعَام تَدْعُو إِلَى الْقَيْء وتوجب ذَلِك وَذَكَرْنَاهُ فِي غير مَا كتاب وَلذَلِك يجب لمن يلْزم من يعتاده ذَلِك السّكُون بعد الطَّعَام.
الثَّامِنَة من الميامر: مصلح يرى من خلال كَلَامه: أَنَّك إِذا رَأَيْت من يقيء طَعَامه فَانْظُر أَولا هَل يكثر فان قوما بهم شَهْوَة كلبية فَيَأْكُلُونَ أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ يقوى الْفضل وَقوم يصيبهم وجع الْمعدة إِن أَمْسكُوا عَن الْغذَاء يغشى عَلَيْهِم.
أَقْرَاص ماروسن. على مَا أصلحه جالينوس يصلح لمن يقيء طَعَامه ويسقى بِرَبّ الرُّمَّان إِذا كَانَ عَطش وحرارة بشراب إِذا لم يكن ذَلِك: بزر كرفس أنيسون سِتَّة سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة فلفل مثقالان دَار صيني سليخة أفيون سِتَّة سِتَّة جند بادستر مثله الشربة مِثْقَال وَقد اعْتمد على هَذَا مسيح قَالَ: قد تكون ذهَاب الشَّهْوَة لقلَّة التَّحَلُّل من شَيْء قبض الْجَسَد كدهن وَمَا أشبهه وتكثر لضد ذَلِك الشَّهْوَة حَتَّى تصير كلبية وَيكون لحر هَوَاء أَو برد ذَلِك قَالَ: والمعدة الضعيفة تشْتَهى الحامضة والقابضة والمالحة.
وَأما القوية فالدسمة قَالَ: وليحزر التخم بِكُل حِيلَة فانها أصل أمراض فَإِذا حدثت فقلل الْغذَاء وزد فِي الرياضة وَالْحمام وكل مَا يجفف ويعرق قبل الْأكل تعرقا تعرقا كثيرا بالحركة وَالْحمام وَلَا يجب أَن تسْتَعْمل الرياضة وَلَا الْحمام لَكِن السّكُون وَالنَّوْم حَتَّى يظْهر النضج والخف)
فِي الْبَطن ثمَّ يستعملون الرياضة ثمَّ يَأْكُل والمعدة الضعيفة الَّتِي تقذف مَا تَأْكُل ينفعها رب الرُّمَّان بالنعنع والأضمدة العطرية والأغذية العفصة.
فِي تشريح أرسطاطاليس: النّوم على الْيَسَار أعون على الهضم وعَلى الْيَمين لانحدار الْغذَاء قَالَ: وَهَذَا شَيْء تعرفه من كتاب مَنَافِع الْأَعْضَاء من أجل شكل الْمعدة ووضعها يَنْبَغِي لمن فِي شَهْوَته ضعف أَلا يكون فِي أطعمته زعفران الْبَتَّةَ.
حنين فِي الترياق: المصطكى تحل الورم من الْمعدة.
قرص لمن بَقِي طَعَامه: زرنباد قرنفل أشنة مصطكى دَار صيني سك كندر بِالسَّوِيَّةِ دانق دانق أفيون قِيرَاط جند بادستر مثله صَبر ربع دِرْهَم قَالَ: وَلَا شَيْء خير لمن يقيء طَعَامه من أَقْرَاص أما روسن: بزر كرفس رازيانج رومى أفسنتين بِالسَّوِيَّةِ سليخة جزءان مر فلفل
(2/184)
ضماد لضعف الْمعدة والتخم: عفص ذريرة كمون كندر سعد مصطكى مَاء الآس مَاء السفرجل دهن الناردين يسحق ويسخن ويطلى.
لمن يقيء طَعَامه: زرنباد دورنج جند بادستر سكر من كل وَاحِد جزؤ يسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف أَيَّامًا فَإِن كفى وَإِلَّا فاسقه دهن خروع بِمَاء البزور والكرفس والرازيانج.
الترمذى لضعف الْمعدة والرياح فِي الْجوف: هليلج أسود مقلو بِسمن الْبَقر عشرَة حرف مقلو خَمْسَة صعتر فَارسي نانخواه حلبة ثَلَاثَة خبث عشرَة أسحق الشربة دِرْهَمَانِ بشراب قوي.
الخوز لمن يقيء مَا يَأْكُل: دَوَاء الْمسك أَيَّامًا وبزر كرفس نانخواه وسنبل ومصطكى وسك وزرنباد ودروج وجندبادستر وصبر وأفسنتين بِالسَّوِيَّةِ ربع جُزْء وَيشْرب مِثْقَال بنبيد مَعَ حَبَّة مسك وَإِن كَانَ قَوِيا متقادماً فاسقه دهن الخروع أسبوعا بِمَاء كرفس ورازيانج وأنيسون وكمون وَوَج وزنجبيل وخولنجان.
الْخَامِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: من مراق بَطْنه مهزول كَانَ أقل استمراء مِمَّن مراق بَطْنه لحم سمين.
قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: يتَوَلَّد فِي فَم الْمعدة عَن أَطْعِمَة غَلِيظَة جدا وفيمن يكون متهيأ لذَلِك بلغم زجاجي يهيج وجع الْفُؤَاد مَا يبلغ من شدَّة أَن يعطل الْإِنْسَان عَن جَمِيع أشغاله وَأَن يعالج بالأميروسيا وأقراص الأفسنتين بالدحمرثا وبأقراص الْكَوْكَب ثمَّ يعالج بالقيء ثمَّ بِمَا يجفف وينقى ويلطف وبالإسهال بشحم الحنظل فانه الَّذِي يقلعه وَقد يحدث سوء استمراء عَن بلغم)
حامض رَقِيق فِي الْمعدة ويتبعه جشاء حامض وَقلة عَطش وَهَذَا يعرض من الْفَوَاكِه الرّطبَة والسمك وَكَثْرَة الشَّرَاب من شراب رَدِيء ويعالج بالكمون والفلافلى ويمضغ الكزبرة الْيَابِسَة والكمون والكرويا فان هَذِه إِذا مضغت وابتلع مَاؤُهَا بعد الطَّعَام تذْهب الجشاء والحامض وَقد يعرض وجع فِي الْمعدة فِي وَقت انهضام الطَّعَام وَقد يجد الْإِنْسَان فِيهَا عسرا وقبضافوق السُّرَّة وَدون فَم الْمعدة وَإِن أكل طَعَاما غليظا هاج الوجع أَيْضا حَتَّى يَأْخُذ الانهضام فيهيج حِينَئِذٍ وَأكْثر مَا يعرض للمحررمين والشباب الَّذين أغذيتهم رَدِيئَة ويعالج بالأرياج ونقيع الصَّبْر وبالاطريفيل الصَّغِير وبالسفوف الْمُتَّخذ من هليلج ورازيانج وسكر وَيكون هَذَا الوجع من رطوبات رقيقَة تبل فَم الْمعدة.
جَمِيع أَمر الْمعدة: د: شراب حب الآس جيد للمعدة. ج: قشور الأترنج تعين على الاستمراء إِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء يسير وَهُوَ جيد للمعدة وَكَذَلِكَ
(2/185)
يعصر مَاؤُهُ ويخلط بالأدوية المسهلة ورماد الأذخر نَافِع من أوجاع الْمعدة وفقاح الأذخر نَافِع من الأورام الَّتِي فِي الْمعدة وَقَالَ جالينوس: الأقحوان الْأَبْيَض للمعدة إِذا شرب أَطْرَافه يجفف جَمِيع بولس: الأقحوان الْأَحْمَر يجفف جَمِيع السيلان إِلَى الْمعدة.
بديغورش: الآملج خاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَمنع الْفساد مِنْهَا الأشقيل يعين على الأستمراء فِي مَا ذكرد: إِذا أكل مسلوقا لانيا قَالَ: خل الأشقيل يعين على الأستمراء وَيصْلح ضعف الْمعدة ورداءة الهضم وَمَتى شرب طبيخه أَو عصارته عشرَة أَيَّام كل يَوْم ثَلَاث قوانوشات شفي عديم الشَّهْوَة.
ابْن ماسويه: حماض الأترج يشهي الطَّعَام شراب الأفسنتين مقو للمعدة للشهوة نَافِع من إبطاء الهضم.
بديغورس: خَاصَّة الأفسنتين تَقْوِيَة للمعدة وَنَافِع للشهوة نَافِع من إبطاء الهضم وَيقطع مَا ينزل إِلَى الْمعدة وَمَا فِيهَا من الفضول.
روفس: الأفسنتين يُقَوي الْمعدة طبيخ حب البلسان نَافِع من سوء الهضم البادورج مجفف للسيلان السايل إِلَى الْمعدة. د: الْبَيْضَة إِذا تحسيت نفعا من الخشونة الْحَادِثَة فِي المرئ والمعدة وَقَالَ البصل مشه للطعام خَاصَّة إِذا كَانَ نيا وَإِذا دق وشم شهى الطَّعَام والبلبوس الْأَحْمَر مِنْهُ جيد للمعدة والمدور الَّذِي يشبه الأشقيل مِنْهُ أَجود للمعدة من الحلو لهضم الطَّعَام وَقَالَ ج: إِن فِيهِ مرَارًا وقبضا فَهُوَ)
لذَلِك يقوى الْمعدة الضعيفة ويفتق الشَّهْوَة.
ابْن ماسويه قَالَ: هُوَ هاضم للطعام وبزره وبقله وَكَذَلِكَ الدَّار صيني يطيب الْمعدة الهندباء مقو للمعدة وخاصة المربى. د: الهليلج الْأسود جيد.
بديغورس: الزَّعْفَرَان دابغ للمعدة هاضم للطعام.
ابْن ماسويه: زَيْت الأنفاق جيد للمعدة لقبضه الزَّيْتُون يُقَوي الْمعدة ويفتق الشَّهْوَة الزعرور يُقَوي الْمعدة. الزنجبيل يعين على الهضم جيد للمعدة وَكَذَلِكَ الفلفل. المَاء وَالشرَاب إِذا أطفىء فِيهَا الْحَدِيد المحمى مَرَّات صلح لاسترخاء الْمعدة عصارة ورق الْكَرم نافعة من وجع الْمعدة ثَمَرَة الكرمة الْبَريَّة إِذا شربت جيد للمعدة تشدها وتدفع حموضة الطَّعَام فِي الْمعدة.
(2/186)
د وَج قَالَا: قشار الكندر جيد للمعدة الرخوة عمل مِنْهُ ضماد أَو شراب الكمثرى يُقَوي الْمعدة.
جالينوس: الكزبرة الْيَابِسَة دابغة للمعدة ليبسها. د: بزر الكرفس مقو للمعدة.
ابْن ماسويه: الكشوث دابغ للمعدة وسمورينون يُحَرك الجشاء. د وَابْن ماسويه: شراب الكماذريوس نَافِع من إبطاء الهضم. د: الكرويا جيد للهضم مقو للمعدة والكاشم هاضم للغذاء الْكبر المطيب يصلح لتقوية الْمعدة وَيُقَوِّي الشَّهْوَة المقصرة وَقَالَ: الْكبر المربى بخل دابغ للمعدة اللوز الحلو الرطب إِذا أكل بقشرة الدَّاخِل أصلح بلة الْمعدة. وزهر لحية التيس إِذا شرب بشراب نفع من ضعف الْمعدة وتجلب الْمعدة وتجلب الْموَاد إِلَيْهَا. د وَج: لحية التيس تدخل فِي الْأَدْوِيَة المقوية لفم الْمعدة والمعدة والمصطكى جيد للمعدة. د: الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار مقو للهضم وَقَالَ: شراب التَّمْر يُوَافق الْمعدة الضعيفة وَقَالَ: النعنع يسخن الْمعدة بحره ويقويها بعفوصته.
ابْن ماسويه: قَالَ: النعنع يُحَرك الجشاء ويعين على الهضم النانخواه يسخن الْمعدة. د: الاشقيل نَافِع من طفو الطَّعَام فِي الْمعدة إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات بِعَسَل وَقَالَ: السفرجل جيد للمعدة أكل أَو تضمد بِهِ وينهض الشَّهْوَة.) د وَابْن ماسويه: قَالَا: السماق يشهى الطَّعَام وَيُقَوِّي الْمعدة وينهض الشَّهْوَة والسكنجين الَّذِي يعْمل بِمَاء الْبَحْر على مَا فِي كتاب الصِّنَاعَة قَالَ: إِن شرب أسهل كيموسا غليظا. د وروفس: السكنجين ينْهض الشَّهْوَة. د: بزر ساساليوس يهضم الْمعدة.
الْإِسْكَنْدَر: حب العرعر جيد للمعدة. د: الْعَسَل يعين على الهضم.
روفس: حب الْعِنَب نَافِع للمعدة. د: الزَّبِيب يُقَوي الْمعدة.
ابْن ماسويه: رب الحصرم دابغ للمعدة. د: الْعود الْهِنْدِيّ إِن شرب من أَصله دِرْهَم وَنصف أذهب الرُّطُوبَة العفنة فِي الْمعدة وقواها.
(2/187)
د وبولس: العدس المقشر إِن أكل مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة نفع من استرخاء الْمعدة. د: الفجل إِن أكل بعد الطَّعَام هضمه وخاصة ورقه.
ابْن ماسويه: ورق الفجل يهضم الطَّعَام. د: الفلفل هاضم للطعام يفتق الشَّهْوَة إِذا جعل الصباغات. د: وَقَالَ ابْن ماسويه: الدَّار فلفل كَذَلِك الفوتنج الْجبلي ينْهض الشَّهْوَة للطعام وَقَالا: الصعتر هاضم للطعام مَذْهَب للثقل الْعَارِض فِيهَا من الطَّعَام الغليظ وصمغ القراسيا ينْهض الشَّهْوَة والراوند خاصته النَّفْع من ضعف الْمعدة.
روفس: الفوتنج مقو للمعدة.
بديغورس وَابْن ماسويه: الربيثا نافعة للمعدة مجففة لرطوبتها وخاصة إِذا أكلت بالصعتر والشونيز والنبيذ والكرفس والسذاب وَالزَّبِيب. د: التفاح الحامض الْقَابِض يُقَوي الْمعدة والرئ.
ابْن ماسويه: التفاح الحامض كَانَ نيا أَو مشويا فِي جَوف عجين يطلى عَلَيْهِ ويشوى وَيطْعم مَعَ الْخبز من كَانَت بِهِ حرارة وطبيعته مستطلقة فيقوي الْمعدة ويشهى الطَّعَام التانبول يُقَوي الْمعدة.
بديغورس: التوت الحامض يشهي الطَّعَام خَاصَّة لمن معدته حارة.
ابْن ماسويه: الترمس الَّذِي لَا مرَارَة لَهُ يشهى الطَّعَام الثوم يسخن الْمعدة الْبَارِدَة.)
ابْن ماسويه: الغاريقون إِن مضغ وابتلع وَحده أذهب الجشاء الحامض والخل صَالح للمعدة مفتق للشهوة. د: الْخلّ يعين على الهضم.
روفس وَابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الهاضمة للطعام: الدَّار فلفل والشربة مِثْقَال وَالدَّار صيني كَذَلِك وأصل الْإِذْخر فقاحه والكاشم والكرويا مِثْقَال مِثْقَال والزوفا والرجلة نافعة من نزُول الْموَاد إِلَى الْمعدة والأمعاء.
الجنطيان إِذا شرب مِنْهُ درخميان نفع من وجع الْمعدة الإهليلج الْأسود ينقيها وَيمْنَع نزُول الْموَاد بديغورس وَابْن ماسويه: الوج منق للمعدة.
بديغورس: الحماما ينقى الْمعدة.
حجر البسد قَالَ جالينوس: قد أمتحنته فَوَجَدته ينفع المرئ والمعدة إِذا علق عَلَيْهَا أَو علق على عنق العليل وَقد اتَّخذت مِنْهُ مخنقة وعلقتها فِي عنق العليل الكندر نَافِع من أورام الْمعدة إِذا ضمد بِهِ وَلبن النِّسَاء إِذا رضع من الثدى نفع من لذع الْمعدة.
(2/188)
ج: اللَّبن الَّذِي أفنيت رطوبته من قطع الْحَدِيد جيد من لذع الْمعدة من أجل خلط حَار لِسَان الْحمل إِذا اغتذى بِهِ أَو شرب مَاؤُهُ قطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة الدّهن الْمَعْمُول من المصطكى يصلح للضمادات الَّتِي تضمد بهَا. ج: المصطكى مركب من قُوَّة تلين وَمن قُوَّة تقبض فَلذَلِك ينفع أورام الْمعدة. ج: سنبل الطّيب ينفع فَم الْمعدة إِذا شرب أَو ضمد بِهِ والهندباء أَجود لذَلِك ويشفي من اللذع الْحَادِث فِي الْمعدة القسب إِذا جعل مَعَ سفرجل قيروطا بدهن زهرَة الْكَرم وَجعل ضمادا نفع من وجع الْمعدة قشور الطّلع يسْتَعْمل مَعَ الْأَدْوِيَة والأضمدة الَّتِي تَنْفَع لفم الْمعدة ساذج هُوَ أَجود للمعدة من السنبل والسنبل جيد للمعدة ورق السرو إِذا دق وضمد بِهِ الْمعدة مَعَ قيروطي قواها. ج: عصارة السوس تملس خشونة الْحلق العليق مَتى ضمد بِهِ الْمعدة العليلة نَفعهَا وقواها وتمنع الْموَاد أَن تصل إِلَيْهَا زهرَة العليق نافعة للمعدة الضعيفة إِذا شربت وَقَالَ: الفستق الشَّامي جيد للمعدة.
ابْن ماسويه: الفستق جيد للمعدة حب الصنوبر جيد إِذا شرب بعصارة الرجلة سكن اللذع)
الْعَارِض للمعدة حب الصَّبْر إِذا كَانَ الصَّبْر مغسولا وَكَانَ هنديا أَنْفَع للمعدة من جَمِيع الْأَدْوِيَة الصحناة تنقى الْمعدة من البلغم وَتَنْفَع من الْمعدة الرّطبَة والجلود الَّتِي فِي أَجْوَاف القوانص إِن جففت وشربت نَفَعت من وجع الْمعدة وخاصة قوانص الديوك.
قَالَ ج: قد يسْتَعْمل قوم الْجلْدَة الدَّاخِلَة من قوانص الدَّجَاج لوجع الْمعدة لحم الصدف إِن أكل غير مطبوخ وَلَا مشوى نفع من وجع الْمعدة.
بولس: أصل القلقاس مَتى أكل مسلوقا كَانَ جيد للمعدة وَلحم الصدف وَلحم الْقُنْفُذ البحري جيد للمعدة قصب الذريرة يخلط فِي أضمدة الْمعدة حب الرُّمَّان الحامض إِذا جعل فِي الطَّعَام منع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة مَاء الرمانين بشحمها يُقَوي الْمعدة.
ابْن ماسويه: أقماع الرُّمَّان يدبغ الْمعدة الرازيانج نَافِع للمعدة الشاهترج جيد للمعدة. د: لبن التِّين الَّذِي يُسمى جميزا يشرب لوجع الْمعدة.
ابْن ماسويه: التِّين إِن أكل طريا نقى الْمعدة من الْخَلْط البلغمي طبيخ أصل النّيل وعصارته يجفف الْمعدة ويصلحها.
بولس قَالَ ج: وبزر الْكَبِير يفعل ذَلِك أَيْضا الغاريقون إِن أكل وَحده بِلَا مَاء وَلَا غَيره نفع من وجع الْمعدة.
(2/189)
د: مَتى أكل الخس قبل أَن يغسل نفع من وجع الْمعدة.
روفس: الخس نَافِع للذع الْكَائِن فِي الْمعدة. د وَابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة من وجع الْمعدة الْبَارِدَة: أصل الْإِذْخر بصل الفار المشوي غاريقون جنطيان راوند صيني أفسنتين إكليل الْملك زوفرا كمون كرويا مصطكى أنيسون نانخواه.
الَّتِي تبرد وتطفئ الْحر (الف الف) واللهيب من الْمعدة ويعدل مزاجها وأورامها الحارة: جك الإجاص نَافِع لمن احْتَاجَ أَن يرطب معدته ويبردها الإجاص يطفء الْحَرَارَة وخاصة ترطيب الْمعدة وتبريدها الأسفاناخ يدْفع الْحَرَارَة الْحَادِثَة من الخفناء وَالدَّم والرجلة كَذَلِك تفعل قَالَ جالينوس: الرجلة من أَنْفَع الْأَشْيَاء لمن يجد لهيبا فِي بَطْنه إِذا وضع عَلَيْهِ.
ابْن ماسويه: مَتى أكل الْبِطِّيخ على الرِّيق أطفأ لهيب الْمعدة وحرارتها وورق البنفسج مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع التهاب الْمعدة وعدلها. د: الهندباء إِن ضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير كن التهاب الْمعدة دهن الْورْد يُطْفِئ التهاب الْمعدة إِذا شرب ورق الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير سكن الورم الْحَار الْعَارِض فِي الْمعدة والالتهاب الْعَارِض لَهَا الكزبرة الرّطبَة إِذا أكلت بخل أطفأت الالتهاب الْعَارِض للمعدة جدا.
ابْن ماسويه: والكزبرة الْيَابِسَة أَيْضا تسكن الالتهاب الْعَارِض من الصَّفْرَاء والكرفس إِذا ضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير سكن التهاب الْمعدة. د: السّمك الطري خاصته تُطْفِئ التهاب الْمعدة.
ابْن ماسويه: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن التهاب الْمعدة عصى الرَّاعِي نَافِع من التهاب فَم الْمعدة إِذا وضع عَلَيْهِ.
ابْن ماسويه: عصارة السوس مَتى شربت نَفَعت من التهاب الْمعدة اللَّبن الحامض المنزوع الزّبد نَافِع من التهاب الْمعدة. ج: قَالَ ابْن ماسويه: عصى الرَّاعِي نَافِع من التهاب الْمعدة وَقَالَ: إِذا سلق القرع ثمَّ اتخذ بِمَاء الرُّمَّان وحصرم وخل خمر ودهن لوز حُلْو كَانَ جيد للمحرورين وللهب الْمعدة والقثاء البستاني يبرد الْمعدة على أَنه جيد لَهَا.
(2/190)
د: قَالَ ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض ينفع الْمعدة الملتهبة وَقَالَ: بزر الرازيانج يسكن التهاب الْمعدة وخاصة إِذا شرب بِمَاء وَقَالَ: مَاء الشّعير يُطْفِئ الْحَرَارَة فِي الْمعدة.
ابْن ماسويه: التوت الحامض يُطْفِئ التهاب الْمعدة وخاصة إِذا أكل مبردا الْخِيَار يسكن الْحَرَارَة ويطفئ اللهيب.)
روفس: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقه وضمد بِهِ نفع الْمعدة الملتهبة. د وَج: القرع يُولد فِي الْمعدة بلة ويسكن لهيبها.
اسْتِخْرَاج: تضمد الْمعدة بجرادة القرع وَمَاء الرجلة وخل خمر وَورد أَو بقيروطي مخبل بِبَعْض الْأَشْيَاء الْبَارِدَة أَو صندلين وَورد وكافور بِمَاء ورد وَمَاء حصرم.
من الْكَمَال والتمام ضماد يبرد الْمعدة ويطفئ اللهيب ويسكن الْعَطش والحمى وينفع من نفث الدَّم إِذا طلى على الصَّدْر: شمع أَبيض ودهن ورد يسقى مَاء القرع والبرسيان دَارا ويلقى عَلَيْهِ كافور ويضمد بِهِ.
ابْن ماسويه قَالَ: يُطْفِئ حر الْمعدة ولهيبها التضميد بجرادة القرع والرجلة والحقن بلعاب بزر من النبض الْكَبِير قَالَ: يتبع ورم الْمعدة إِن كَانَ قَلِيلا سوء الهضم وَإِن عظم فبطلانه قَالَ: وَإِن كَانَ فَم الْمعدة تبعه عدم شَهْوَة فان افراط الغشى والتشنج.
الْفُصُول: كَثْرَة الشَّهْوَة تكون من غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة لِأَن الشَّهْوَة خَاصَّة بِهَذَا الْعُضْو إِلَّا أَن يفرط الْبرد عَلَيْهِ كالحال فِي الْمَشَايِخ فانه عِنْد ذَلِك تبطل الشَّهْوَة الْبَتَّةَ حمرَة الْعين تكون مَعَ ورم حَار فِي الْمعدة إِذا حدث عَن الوجع المزمن فِيمَا يَلِي الْمعدة تقيح فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على سَبَب الوجع كَانَ ورما نضج على طول الْمدَّة لاريح وَلَا سوء مزاج بَارِد لِأَن هَذِه لايمكن أَن تلبث مُدَّة طَوِيلَة وخاصة إِن أحسن العليل التَّدْبِير فَأَما الورم إِذا لم يكن حارا ويقيء الْمَرَض فقد يُمكن أَن تطول بِهِ مدَّته حَتَّى ينضج برد الْأَطْرَاف عَن الوجع الشَّديد فِي الْمعدة ونواحيها رَدِيء لِأَنَّهُ يكون عَن ورم عَظِيم فِي الأحشاء.
الميامر: إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة مَعَ حرارة فَليَأْكُل العليل بعد الطَّعَام سفرجلا ورمانا مزا.
إِسْحَاق: إِن حمض الطَّعَام فِي الْمعدة فاعطه عِنْد النّوم من هَذَا الدَّوَاء: فلفل أَبيض دِرْهَم بزر شبث كمون ربع ربع دِرْهَم ورد أَحْمَر منزوع الأقماع نصف دِرْهَم يسحق وينخل بحريرة الشربة نصف دِرْهَم بشراب ممزوج.
فان كَانَ ينصب إِلَى الْمعدة مرار أصفر أعْطى طبيخ الأفسنتين مَعَ الصَّبْر.
فان كَانَ يتَوَلَّد أَو تنصب إِلَى معدته سَوْدَاء أَو يُصِيبهُ نفخ فاعطه طبيخ الفوتنج النَّهْرِي مَعَ الْعَسَل ونق معدته بالاسهال بطبيخ الأفيثمون والفوذنج البرى.
(2/191)
فان كَانَت الْمعدة بَارِدَة وَكَانَ يتَوَلَّد فِيهَا بلغم غليظ سقى السكنجين على هَذِه الصّفة: يكون)
كثير الْأُصُول مَعَ صَبر وَيكون الْخلّ وَالْمَاء رطلا وَالْأُصُول نصف رَطْل يطْبخ ويلقى بعد ذَلِك لكل جُزْء جزؤ من عسل ويطبخ وَيجْعَل فِيهِ من الصَّبْر ثَلَاث أَوَاقٍ هَذَا نَافِع للمشايخ والبلغم الغليظ يصلح لَهُم: حب الأفاوية وَهُوَ دَار صيني وقصب الذريرة وسليخة سَوْدَاء وعود بِلِسَان وفقاح إذخر وقشور جوزبوا من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يدق جريشا وَلَا يسحق ويلقى فِي قدر حِجَارَة وَيصب عَلَيْهِ من مَاء الْمَطَر أَرْبَعَة أَرْطَال وَنصف ويطبخ حَتَّى يبْقى النّصْف ويصفى وَيُؤْخَذ من الصَّبْر السوقطرى رَطْل يغسل بِهَذَا المَاء ويلقى عَلَيْهِ مر وزعفران ومصطكى من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وَيجمع ويحبب الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة فَأَما الرِّيَاح الَّتِي تتولد فِي الْبَطن فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب النفخ وَمن فسد الطَّعَام فِي معدته وَلم تَدْفَعهُ الطبيعة فاسقه كمونا على قدر احْتِمَاله فان كَانَ الطَّعَام يفْسد كثيرا فِي معدته فاسقه على الرِّيق بعض الْأَشْرِبَة الحلوة كالجلاب والفقاع بالعسل وَمَاء الْعَسَل وَفِيه بهاء ثمَّ انفضه أَيْضا بارياج فيقرا.
ضماد للمعدة الضعيفة الهضم: صَبر مصطكى سنبل ورد يَابِس أفسنتين كمون عفص كندر ثَلَاثَة ثَلَاثَة يغلى نَبِيذ ريحاني مِقْدَار رَطْل وتكمد بِهِ الْمعدة بِالْغَدَاةِ والعشي وَيصْلح للمعدة الضعبفة وَقطع الاسهال وَيعْمل عمل الخورى من غير اسخان جوارش الرامك وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الهيضة.
ابْن اللَّجْلَاج: ذَا كَانَ الجشاء دخانيا فسل عَمَّا أكل فانه قد يكون من الْبيض المدخن.
من العلامات لج: عَلامَة الْجيد الهضم أَن يكون مستوى النّوم سريع الانتباه حسن اللَّوْن لَيْسَ بوارم الْوَجْه وَلَا ثقيل الرَّأْس سهل الْبَطن منتفخا وَلَا سِيمَا قبل أَن يتبرز خَفِيف الحركات وبالضد يكون كثير الالتخم وورم الْوَجْه مَعَ ضيق نفس ووجع الْمعدة والفواق مَعَ إبطاء الحركات وصفرة الْوَجْه وانتفاخ الشراسيف وَتغَير الجشاء واحتباس الْبَطن وانطلاقه بافراط وجشاء من أكل بيضًا.
من كتاب سوء التنفس: يدل على انطفاء حر الْمعدة الغريزي خُرُوج مَا يُؤْكَل وَيشْرب عَنْهَا وَقلة اللّّبْث وَلَا يلبث الْبَتَّةَ.
من الأغذية لج: التُّخمَة الَّتِي يعرض مَعهَا ثقل كَأَن فِي الْمعدة حجرا أَو طينا أَو نفخا مَعَ الجشاء الحامض فَهِيَ من التَّقْصِير فِي الْحَرَارَة وَالَّتِي مِنْهَا لذع وجشاء دخاني وغرزان فِي الْمعدة فَهُوَ من انقلاب الْأَطْعِمَة فِي الْمعدة إِلَى المرار المفرط الْحَار بالطبع أَو بِالْعرضِ إِذا كَانَ الْإِنْسَان يفْسد)
طَعَامه إِلَى المرار وَهُوَ مَعَ ذَلِك بلغمي المزاج فَقِيه قبل طَعَامه فان هَذَا المجرى الْعَظِيم من مجاري الرئة يدْخل إِلَى الْمعدة.
(2/192)
إِذا كَانَت الْمعدة صَغِيرَة يجب أَن يطعم قَلِيلا قَلِيلا طَعَامه قَلِيل الكمية كثير الْغذَاء إِذا كَانَت بَارِدَة بالطبع أَو بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى الجوارشان والاضمدة الحارة وَإِذا كَانَت حارة قلت شهوتها وَكثر عطشها واحتاجت إِلَى البوارد وَمَاء الحصرم وَنَحْوه وَإِذا كَانَت قَليلَة الاحتواء على الطَّعَام وهوالذي يلين بَطْنه أبدا إِذا احْتَاجَت إِلَى القابضة وَفِي الْأَكْثَر يكون ذَلِك مَعَ برد فتحتاج إِلَى الجوارش الْمركب من قوابض وسخنه.
الْيَهُودِيّ: كَثْرَة الجشاء يدل على سوء الهضم لِأَنَّهُ يُولد الرِّيَاح فِي الْمعدة وَإِذا كَانَ حامضا متتابعاكثير الرِّيَاح دلّ على الْبُرُودَة وَإِن كَانَ دخانيا متفشيا دلّ على حرارة وَإِذا كَانَ سهكا ينقبض الْوَجْه من ردائته فِيهِ حموضة ودخانية مَعًا فَهُوَ مِنْهُمَا والضراط يدل على قُوَّة الْبَطن وَحسن الهضم وخاصة إِذا خرجت صلبة الصَّوْت قَوِيَّة قَليلَة الرّيح فَذَلِك يدل على قلَّة النفخ فِي الأمعاء وَقُوَّة عضل الْبَطن مَعَ جودة الهضم وَإِذا خرجت ضَعِيفَة مُنْتِنَة غير متكاثفة كَانَ الْفساد أبين وتدل على رداءة الهضم.
من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: إِذا ارتبك فِي الْمعدة طَعَام فَأَثْقَله واستحال بلغما يُوهم نوبَة حمى لَكِن من الْمَوْت السَّرِيع لج: من انخرقت معدته مَاتَ من بِهِ وجع الْبَطن وَظهر بحاجبيه أثار سود كالباقلي ثمَّ صَار قرحا وَثَبت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي وَأكْثر مَاتَ وَمن بِهِ هَذَا الوجع واعتراه ثبات وَكَثْرَة نوم فِي مُدَّة مضره مَاتَ.
أبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْمعدة أخلاط فجة نِيَّة فِيمَا يعظم نَفعه لَهَا أَن يلْزمهَا بطن إِنْسَان حَار معتدل.
علاج قَالَ فِي التَّدْبِير الملطف: إِن الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا مرَارَة مَعَ قبض نافعة للمعدة كقضبان شجر العليق وَالْكَرم والجمار والطلع وَجَمِيع الْأَشْيَاء القابضة نافعة للمعدة فِي أَكثر الْأَمر وَقَالَ: بطلت شَهْوَة أمْرَأَة للطعام حَتَّى أشرفت على الْمَوْت من قلَّة أكلهَا فسقيتها شراب الأفسنتين فَقَوِيت معدتها واشتهت من ساعتها.
أَظُنهُ سَقَاهَا ترياق بِمَاء الأفسنتين.
أبيذيميا: قد يعرض وجع الْمعدة من الدُّود الْمُتَوَلد فِي الْبَطن إِذا ارْتَفع إِلَيْهَا وَيكون أَيْضا من أجل)
الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ هَذَا الدُّود يجب إِذا كَانَت الْمعدة عليلة أَلا يثقل بِطَعَام يردهَا ضَرْبَة فَإِنَّهَا لَا تحمل لَكِن قَلِيلا قَلِيلا ليجنب العليل الْمعدة وخاصة فمها المَاء الثقيل لِأَنَّهُ يضغط الْفَم ويثقله فان لم يجد مِنْهُ بدا فليجعل مَعَه شرابًا ليسرع مروره فِي الأخلاط.
(2/193)
لج: إِذا كَانَ فِي الْمعدة قرح فالعرق كثير وَصغر النبض وَكَثْرَة الغثى والغشى وَبرد الْجِسْم وعسر البلغم ويتوجع عِنْد تنَاول الحريف من الْأَطْعِمَة.
جورجس: إِذا كَانَت الْمعدة تألم وتفسد من أدنى سَبَب من غير أَطْعِمَة رَدِيئَة وَلَا تَدْبِير رَدِيء فَنَفْس جوهرها قد ضعف.
أبذيميا: الأمتناع من الْحمام أبلغ شَيْء فِي حفظ قُوَّة الْمعدة وبالضد أَنه تضعف كثرته اضعافا قَوِيا فان الْحمام يضعف الْمعدة جدا.
الميامر: أعظم مَا يخْشَى من أَجله على الْمَرِيض التّلف والورم فِي الْمعدة والكبد قَالَ: وَأَنا اسْتعْمل فِي ابْتِدَاء الورم وَإِذا لم يزمن هَذَا: شمع دسم طيب الرَّائِحَة ثَمَانِيَة مَثَاقِيل دهن الناردين أُوقِيَّة وَنصف فِي الشتَاء وَفِي الصَّيف أجعَل الشمع سَبْعَة مَثَاقِيل وأذبهما فِي إِنَاء مضاعف ونحه وألق عَلَيْهِ صبرا ومصطكى وَمَرا من كل وَاحِد مِثْقَالا وَإِن احتجت أَن يكون الْقَبْض أَكثر فألق من الصَّبْر والمصطكى مِثْقَالا وَنصفا فان كَانَت الْمعدة قد ضعفت حَتَّى لَا تمسك الطَّعَام فألق فِيهِ عصارة الحصرم أَيْضا بِقدر الصَّبْر وَرُبمَا خلطت عصارة الأفسنتين فَهَذَا بِهَذَا فَإِن تطاولت مُدَّة الورم وصلب فعالجه بِمَا يَقع فِيهِ بعض الْأَدْوِيَة العطرية والأدوية الملينة فَهَذَا علاج الورم فِي الْمعدة.
وَأما الْعِلَل الَّتِي بِلَا ورم فَإِن أَكثر مَا يعرض للنَّاس من الْأَمْرَاض الَّتِي من أجل المزاج يعرض لَهُم من أجل الزِّيَادَة الرُّطُوبَة فَأُولَئِك أبلغ مَا يعالجون بِهِ الْأَدْوِيَة المنبسة لِأَن المنسبة القابضة مِنْهَا تجمع وتشد جَوْهَر الْأَعْضَاء الَّتِي تلقاها والمحللة تحل جوهرها صَار لهَذَا من يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة أَكثر إِلَّا أَنه إِن كَانَ سوء المزاج الرطب مَعَ برودة أضرت بهم القابضة مَتى اسْتعْملت خَاصَّة لِأَن قوتها بَارِدَة وَلذَلِك تَجِد أَكثر الْأَدْوِيَة المستخرجة لهَذِهِ الْعلَّة الْمُؤَلّفَة من قابضة ومسكنة قَالَ: وإرياج فيقرا نَافِع للمعمودين نفعا فِي الْغَايَة والأجود أل يغسل الصَّبْر فِي علل الْبَطن لِأَنَّهُ إِذا غسل ذهب عَنهُ أَكثر الدوائية وَضعف إسهاله وَالصَّبْر ضار لمن بِهِ سوء مزاج مُفْرد لَا خلط مَعَه حارا كَانَ أَو بَارِدًا وَإِنَّمَا ينفع حَيْثُ رطوبات تحْتَاج أَن تستفرغ وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا)
كَانَت الرطوبات كَثِيرَة قد بلت وَاسْتَرْخَتْ رطوبات الْمعدة من أجلهَا فالأستفراغ نَافِع لَا محَالة كَانَت قَليلَة أَو كَثِيرَة وَهُوَ أَيْضا دَوَاء نَافِع بليغ لمن يعرض فِي معدته عِلّة من جنس المرار حَتَّى أَنه كثيرا مَا يبرأ هَؤُلَاءِ فِي يَوْم وَاحِد وَأما الْأَشْيَاء القابضة أَطْعِمَة كَانَت أَو أدوية يابسة أَو أشربة فَإِنَّهَا تضر هَؤُلَاءِ مضرَّة فِي الْغَايَة.
يعْنى الَّذين بهم سوء مزاج بَارِد بِلَا مَادَّة فَأَما مَتى كَانَ فِي الْمعدة رطوبات كثير وَكَانَ فِيهَا كالترهل تؤذي بكميتها فَقَط لَا بردائتها وَكَانَت قد جعلت فَم الْمعدة وَكَأَنَّهُ
(2/194)
مبلول فَإِن القابضة أَنْفَع الْأَشْيَاء لهَؤُلَاء لِأَنَّهَا تشدها وتقويها وَمِمَّا يدل على برد الْمعدة دلَالَة كَافِيَة أَلا يعطش العليل ويحس بالبرد فَمَتَى لم يعطش وَلم يجد لهيبا فالعلة بَارِدَة.
قَالَ ج: وَمن كَانَت فِي معدته مرّة وخاصة إِن كَانَت مداخلة لطبقاتها فَلَا تقدر على دَوَاء أَنْفَع من إيارج فيقرا والشربة المعتدلة مِثْقَال وَلَا يجب أَن يسقى من بِهِ ورم فِي بَطْنه هَذَا الدَّوَاء دون أَن ينضج الورم وينحط.
أرخنجانس: الْعِلَل فِي الْمعدة يكون أَكْثَرهَا من التخم فَيَنْبَغِي أَن تتوقى دَائِما فَإِن كَانَت التُّخمَة حدثت من ردائة المَاء والهواء أَو مِنْهُمَا مَعًا فليصلح كل وَاحِد مِنْهُمَا فَإِن حدثت من كمية الطَّعَام أَو من كيفيته فليترك وَكَذَلِكَ إِن حدثت من طَعَام لم تجر الْعَادة بِهِ فعالج كل وَاحِدَة بالمضادة لجَمِيع أَسبَابه المؤذية وَإِن كَانَ التَّدْبِير جيدا فَإِن السَّبَب حِينَئِذٍ فِي التُّخمَة إِنَّمَا هِيَ الضعْف فلتقو بالمروخ والرياضة وَاسْتِعْمَال الصّيام وَالَّذِي يتجشأ حامضا فاسقه قبل الطَّعَام كزبرة يابسة وَيشْرب بعْدهَا شرابًا صرفا وَإِذا عرض فِي وَقت مَا أَلا يستمرئ الْمَرْء طَعَامه فَإِن ذَلِك كَانَ يَسِيرا فلينم وقتا طَويلا فَإِن لم يكن ذَلِك لشغل أولغيره فليحذر التَّعَب والصياح وَالْبرد وَالْحر وَيُؤَخر دُخُول الْحمام عَن وَقت عَادَته ثمَّ يستحم بِمَاء قوي الْحَرَارَة وَيشْرب فِي الْبَيْت الأول مَاء فاتراً ويقيء مَا اجْتمع فِي معدته من بلغم وَيسْتَعْمل يَوْمه طَعَاما كثيرا وَشَرَابًا فَإِن كَانَ مَا يعرض من فَسَاد الطَّعَام قَوِيا عَظِيما ويجد لذعا فِي معدته ويتجشأ جشاء يجد فِيهِ طعمه ويصيبه تقلب نفس وغثى فاسقه مَاء فاتراً وقيئه حَتَّى يستنظف جَمِيع مَا فسد فِي معدته ثمَّ صب على رَأسه دهناوكمد مَا يَلِي معدته وجنبيه بخرق مغموسة فِي زَيْت مفتر وَبعد ذَلِك من الكماد وادلك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بِزَيْت وصب عَلَيْهَا مَاء سخنا ومره بالراحة يَوْمه كُله بِلَا طَعَام فَإِذا كَانَ من غَد فَإِن كَانَ لم تعرض لَهُ آفَة فَأدْخلهُ الْحمام على مَا وصفت قبل وأعن بأَمْره فَإِن)
كَانَ ضَعِيفا فأغذه بذلك الْيَوْم بغذاء معتدل بِقدر مَا تسترد قوته ثمَّ أدخلهُ الْحمام من غَد وَتقدم إِلَيْهِ أَن ينقص من طَعَامه وَشَرَابه إِلَى أَن تمْضِي ثَلَاثَة أَيَّام فَهَذَا هُوَ علاج التُّخمَة الْمُوَافق لَهَا فَأَما الْعِلَل الْعَارِضَة من التخم بالهيضة والأستطلاق فسأذكرها إِن شَاءَ الله.
فَأَما الالتهاب وَمَا حدث مَعَ الغثى وَسُقُوط القوى وَالْكرب من أَي الْأَسْبَاب كَانَ حُدُوثه إِذا لم يكن مَعَ حمى فليسق فِيمَا بَين الْأَوْقَات قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَربع من المَاء الْبَارِد مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَإِن سكن عَنهُ وَإِلَّا فدبره بِسَائِر مَا تقدم فَإِن دَامَت الْعلَّة فَشد الْأَطْرَاف وكمدها واسقه دَائِما مَاء الْفَوَاكِه وَاجعَل طَعَامه أرزا واسقه نعنعا واعطه عدسا وَنَحْوه قَالَ: وَإِن كَانَ فِي الْمعدة التهابكثير وقرحة شَدِيدَة فَخذ مثانة واملأها مَاء بَارِدًا وَضعهَا عَلَيْهَا أَو ضع عَلَيْهَا ثلجا أَو جَرَادَة قرع وَاسْتعْمل مَا يسْتَعْمل فِي خفقان الْقلب فَأَما الوجع فِي الْمعدة مَعَ
(2/195)
كرب فاسقه طبيخ قَالَ ج: جَمِيع علل الْمعدة يسير إِن لم تكن مَعهَا حرارة شَدِيدَة أَو يبس فَإِن هَذَا الدَّوَاء نَافِع لَهَا: عصارة سفرجل قسطان خل قسط وَنصف وَإِن كَانَ فِي غَايَة الثقافة فقسط زنجبيل ثَلَاث أَوَاقٍ فلفل أَبيض أوقيتان يطْبخ العصارة والخل حَتَّى يغلظا وتنثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة.
آخر: جرم السفرجل الْمَطْبُوخ بخل ثَلَاثَة أَرْطَال عسل ثَلَاثَة أَرْطَال خل أَبيض ثَلَاثَة أَرْطَال فلفل ثَلَاثَة واق زنجبيل مثله بزر كرفس جبلي أُوقِيَّة.
ضماد لوجع الْمعدة واستطلاق الْبَطن وقروح الأمعاء نَافِع جدا: أَطْرَاف الْكَرم أُوقِيَّة ورد يَابِس ومصطكى وصبر وعفص أَخْضَر وشب مدور أقاقيا نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد دهن الآس وشمعما يجمعها.
آخر: أَطْرَاف الْكَرم عصارة الحصرم يَابِس بزر الْورْد صَبر عفص أَخْضَر شب يمَان أقاقيا جنبذ الرُّمَّان البرى المصطكى يعجن الْجَمِيع بشراب الْحبّ الآس ويضمد بِهِ وأضمدة الْقَيْء وَضعف الْمعدة يجب أَن يكون الْغَالِب عَلَيْهَا الْقَبْض بِالْإِضَافَة إِلَى أضمدة الكبد.
ضماد لورم الْمعدة: أشق مائَة شمع مثله أكليل الْملك اثْنَا عشر زعفران مر مقل الْيَهُود من كل وَاحِد من ثَمَانِيَة دهن بِلِسَان رَطْل يجمع.
هَذَا يصلح ورم الصلب فِي الْمعدة جدا.
ضماد جيد من أورام الْمعدة والكبد المزمنة: شمع صمغ البطم مقل الْيَهُود أشق قردمانا سعد إكليل الْملك حَماما سنبل هندي زعفران كندر مر دَار صيني سليخة من كل وَاحِد خَمْسَة)
وَعِشْرُونَ مِثْقَالا دهن الْحِنَّاء قوطولي وَاحِد شراب بِقدر الْكِفَايَة يجمع الشمع بدهن الْحِنَّاء ودهن ورد وَيجمع الْجَمِيع.
ابْن ماسويه فِي كتاب الإسهال: الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الْمعدة تحتفظ بِالْحرِّ واليبس فَإِن ضعفت فقوها بالسنبل والبسباسة والجوزيوا والقرنفل والكمون والكرويا وَنَحْو ذَلِك وتفقد ذَلِك بِحَسب حَاجَتهَا فَإِن زَادَت الْحَرَارَة واليبس على مِقْدَار الْقُوَّة الجاذبة عولج بالأشياء الْبَارِدَة الرّطبَة مثل مَاء القثاء وَمَاء القرع وتقوى الجاذبة بِالشرابِ الْقَلِيل المزاج والماسكة تقوى بورد وطباشير وحماض وجلنار وبلوط وَنَحْوهَا بِقدر الْحَاجة وَإِن أفرطت عدلتها بالأشياء الحارة الرّطبَة كالجزر والجرجير والهليون والشحم والهاضمة أحفظها بالحارة الرّطبَة وأوهنها بالبرودة واليبس واحفظ الدافعة بالبرودة والرطوبة وأوهنها بِالْحرِّ واليبس.
(2/196)
هَذَا بِحَسب الْكَلَام وَيحْتَاج أَن نضع أَن علل الْمعدة تحدث إِمَّا لسوء مزاج وَهِي ثَمَانِيَة فَيعْطى عَلَامَات كل صنف وعلاجاتها. أَو لشَيْء من الْأَشْيَاء الَّتِي فِي خلقتها أَصْلِيَّة فَيعْطى عَلَامَات ذَلِك مثل الصغر وَالْكبر وعلامة الصغر: أَن تثقل سَرِيعا وعلامة الْكَبِيرَة: أَن تحْتَمل طَعَاما كثيرا فَوق مَا تحْتَاج ويشاكل ذَلِك فِي الْجِسْم واطلب علاماته فِي بَاب المزاج وعلاج الصَّغِيرَة: أَن يعْطى الطَّعَام قَلِيلا قَلِيلا والكبيرة: بِأَن يعْطى الْكثير الكمية القليلة من الْغذَاء.
وَمن أمراض الْمعدة: الدبيلات والأورام فتعطى العلامات والعلاجات والعلاجات على مراتبها.
ثمَّ نقُول من أمراض الْمعدة: الغثى والفواق فَيعْطى عَلَامَات ذَلِك وعلاجاتها ثمَّ الإسهالات فتعطى العلامات والعلاجات.
قَالَ: عَلامَة الْحَرَارَة فِي الْمعدة: الالتهاب والحرقة والعطش. وعلامات الْبر ضد ذَلِك وَرُبمَا كَانَ مَعَه خدر إِذا كَانَ قَوِيا. وعلامة اليبس: عَطش من غير حرارة ونحافة جَمِيع الْجِسْم.
وعلامة الرُّطُوبَة: كَثْرَة البزاق ولزوجته وَعدم الْعَطش وَنَحْو ذَلِك.
فِي الهضم المعتدل: يكون الطَّعَام فِي الْمعدة اثنى عشر سَاعَة والأقل ثَمَان.
حنين: الطَّعَام ينهضم فِي أَسْفَل الْمعدة وَلذَلِك إِذا لم تكن هَذِه النَّاحِيَة من الْمعدة قَوِيَّة فسد الهضم وَيفْسد الهضم من خَارج لكمية الأغذية وكيفيتها وَسُوء تدبيرها أَو قدر النّوم والاستحمام وَالْحَرَكَة وَنَحْو ذَلِك وَأما على الْقُوَّة الهاضمة فَيدْخل الْفساد إِمَّا من سوء المزاج أَو من مرض آلي كالأورام والخراجات. قَالَ: إِذا كَانَ فَسَاد الطَّعَام إِلَى الدخانية لزم صَاحبه حمى)
دقيقة وعطش شيديد. وَإِذا بَطل الهضم للبرد فَإِن كَانَ كَامِلا لم يتَغَيَّر الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ بطلَان الهضم غير كَامِل كَانَ مَعَه جشاء حامض. والأطعمة الحارة المالحة قد تحدث فِي الْمعدة نفخا وَسُوء المزاج الْحَار والبارد يتبعهُ بطلَان الهضم سَرِيعا. فَأَما من الرُّطُوبَة واليبس فَلَا يبلغ من نكايتها أَن تبطل الهضم وَكَذَا علاج الْحر وَالْبرد يسْرع لِأَن أدويتها تكون قَوِيَّة وعلاج سوءالمزاج الْيَابِس صَعب فِي زمن طَوِيل وَمَتى رَأَيْت الجشاء دخانيا فَانْظُر لَعَلَّ ذَلِك من أجل الْأَطْعِمَة وَكَذَلِكَ إِذا رَأَيْته حامضا فَإِذا لم يكن من أجل الْأَطْعِمَة فَهُوَ من دَاخل الْمعدة وَلَا يتَبَيَّن بعد أَنه ذَلِك المزاج رَدِيء مفرط خَاص بالمعدة أَو خلط فِيهَا فامتحنه بِأَن تطعمه أَطْعِمَة مضادة لذَلِك المزاج فأطعم من يصير طَعَامه دخانيا مَاء الشّعير وَمن يحمض عسلا وَانْظُر إِلَى قيئه وبرازه هَل يخالطه ذَلِك الْخَلْط فَإِذا خالطها فَهُوَ مَعَ مَادَّة وَلَا تكون غير مَادَّة وَذَلِكَ فِي الْقَيْء أسهل.
(2/197)
أول مَا يَبْتَدِئ بِهِ من علل الْمعدة فَسَاد الهضم ثمَّ بِمَا يتلوه أَولا فأولا فالخلط رُبمَا كَانَ مصبوبا فِي تجويفها وَهُوَ يخرج بالقيء وَرُبمَا كَانَ لاحجا فِي أغشيتها وَهَذَا يتبعهُ غثى والعطش يتبع المزاج الْحَار والشهوة للطعام مَعَ الْبرد وَانْظُر إِذا فسد الهضم مَعَ نظرك فتلاف الْأَشْيَاء الَّتِي من خَارج من دَاخل الكبد وَالطحَال فَإِذا وقفت على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فَإِن كَانَ سوء مزاج فَقَط فقابله بمضاده فَإِن نَفعه ذَلِك يتَبَيَّن على الْمَكَان وَإِن اشْتبهَ عَلَيْك فَقدم تجربة يسيرَة فَإِن انْتِفَاع العليل بالأشياء الحارة يصحح أَن سوء المزاج بَارِد وبالضد وَإِن كَانَ مزاج بَارِد ينفع دَوَاء الفلافلى وَنَحْوه يشرب الْخمر وَمَتى كَانَ مَعَ الْخَلْط فالفيقرا وشراب الأفسنتين إِن كَانَ مراريا دخانيا وَإِن دَامَ بالإنسان وتوالى عَلَيْهِ الجشاء الدخاني فسد الدَّم فِي الْجِسْم كُله لِأَنَّهُ لَا يكون عَن مثل هَذَا الكيموس دم جيد وَمَتى كَانَ حامضا آل الْأَمر إِلَى ضروب الأستسقاء والذرب وَنَحْو ذَلِك ذَلِك الْخَلْط ينصب إِلَى الْمعدة على مَا تعلم وَإِذا لم تحتوي الْمعدة نعما على الْغذَاء حدثت قراقر فَإِذا لم تكن قراقر من أجل طَعَام فَذَلِك لقلَّة أحتواء الْمعدة على الطَّعَام وَيتبع ذَلِك سرعَة خُرُوج البرَاز وَقلة وُصُول الْغذَاء إِلَى الكبد وَيتبع فَسَاد الْغذَاء فِي الْمعدة نَتن البرَاز.
أَبُو جريح الراهب: الهليلج الْأسود خاصته تنشف البلغم من الْمعدة وَإِخْرَاج السَّوْدَاء عَنْهَا وَقَالَ: الحلتيت ضار للمعدة الميعة تطيب الْمعدة وتقوى غضونها المر ينفع من استرخاء الْمعدة وَقَالَ: إدمان الْقَيْء يضعف الْمعدة ويوهن قوتها ويجعلها مغيضا للفضول.
أرسطاطاليس فِي الْمسَائِل الطبيعية: إِذا جَفتْ رطوبات الْفَم من عَطش أَو حمى عسر المضغ)
والبلع جدا.
يحْتَاج أَن يعالج بأَشْيَاء ترطب الْفَم.
حنين من كِتَابه فِي تَدْبِير الْمطعم: الْأَطْعِمَة تضر بالمعدة على جِهَات إِمَّا أَن تلذعها بحدتها كَمَا يفعل البورق أَو تلطخها بلزوجتها كَمَا يفعل اللعاب والبقول اللزجة أَو ترخيها بدهنها كَمَا تفعل روفس فِي المالنخوليا قَالَ قولا أوجب: أَن يغطى الْبَطن بالدثار وَالثيَاب فَإِن ذَلِك عون عَظِيم على جودة الهضم.
الْأَعْضَاء الألمة: أنزل أَن رجلا يتجشأ إِذا أصبح جشاء منتنا أَو سهكا فاسئل أول شَيْء هَل أكل فِي عشائه فجلا أَو بيضًا مطجنا أَو بعض الحلاوات الَّتِي تتَنَاوَل النَّار مِنْهَا كالزلابيا وَنَحْوهَا فَإِن هَذِه توجب ذَلِك ثمَّ انْظُر فِي غَيرهَا فَإِن لم يكن شَيْء من هَذَا
(2/198)
فَانْظُر بعد ذَلِك أتلك الْحَرَارَة سوء مزاج من الْمعدة أم صفراء تنصب إِلَيْهَا وَإِن كَانَت صفراء فَانْظُر هَل هِيَ سائحة أم غائظة فِيهَا وَإِن كَانَ يتجشأ جشاء حامض فالسبب برودة إِلَّا إِنَّه وَإِن لم يتَبَيَّن أَمن جَوْهَر الْمعدة أم لخلط أنصب إِلَيْهَا حَتَّى يطعم من يحمض الطَّعَام فِي معدته أَشْيَاء مضادة لحموضة الطَّعَام فِي الْمعدة فتعطيه فِي الْمثل الْعَسَل واعطه من يتَغَيَّر الطَّعَام فِي معدته إِلَى الدخانية خبز الْحِنْطَة وَاللَّحم الْمَطْبُوخ وَانْظُر هَل يخرج البرَاز بمرار من صَاحب الجشاء الدخاني وبلغم من الحامض الجشاء أَو يخرج الطَّعَام نيا غير مخالط لشَيْء من هذَيْن الخلطين. فَإِنَّهُ إِن كَانَ ذَلِك من سوء مزاج الْمعدة لم يتَغَيَّر الطَّعَام كثير تغير فِي نَفسه وَخرج وَهُوَ غير مصبوغ وَلَا يكون مخالطا لخلط مَا وَإِن كَانَ فِي الْمعدة خلط من تِلْكَ خرج أَكثر تغيرا بِحَسب عمل الْخَلْط فِيهِ متغيرا منصبغا وينفع صَاحبه الْقَيْء ويسهل عَلَيْهِ مَتى كَانَ هَذَا الْخَلْط سابحا فِي تجويف الْمعدة فَأَما مَتى كَانَ لاحجا فِي طبقاتها فَإِنَّهُ تكون حَرَكَة وغثيان بِلَا قيء وَإِن كَانَ الْخَلْط أَشد حرارة فَإِنَّهُ يعطش وَإِن كَانَ أَشد برودة فَإِنَّهُ يهيج شَهْوَة الْغذَاء وتعرف حَال الكبد وَالطحَال هَل بهما عِلّة فَلَعَلَّ الَّذِي يَجِيء مِنْهُمَا واعرف غذاؤه كل يَوْم فَإنَّك من هَذِه الْجِهَات تصل إِلَى الحدس الصَّحِيح فَإِن كَانَت الآفة إِنَّمَا هِيَ سوء المزاج فَإنَّك إِذا قابلته بضده نَفَعت العليل على الْمَكَان وَصحت ثقتك بحدسك وَصَاحب الجشاء الحامض يَنْفَعهُ دَوَاء الفلافلى وَكَذَلِكَ الَّذِي من سوء مزاج بَارِد فِي الْمعدة إِذا شربه بِالشرابِ أَو بِالْمَاءِ فَأَما صَاحب الجشاء الدخاني فينتفع بايارج فيقرا.)
إِذا كَانَ ذَلِك من خلط رَدِيء مشرب لطبقات معدته فينتفع بارياج فيقرا فَأَما إِن كَانَ من سوء مزاج حَار يَابِس فِي معدته فضرره لَهُ بَين جدا إِذا خرج بالقيء قشرة قرحَة فَذَلِك دَلِيل على أَنَّهَا فِي الْمعدة فَانْظُر فَإِن كَانَ الوجع من قُدَّام عِنْد المراق فالقرحة فِي الْمعدة 3 (القرحة فِي الْمعدة دون الأمعاء) تعلم أَن القرحة فِي الْمعدة دون الأمعاء أَن تكون قشرة تخرج وَيكون العليل إِذا أكل شَيْئا حريفا أَو حامضا وجد لذعه على الْمَكَان فَإِنَّهُ لَا يُمكن فِي هَذِه السرعة أَن يكون الشَّيْء ذهب إِلَى المعي فلذع وَمن هَاهُنَا يعرف أَفِي المرئ أم فِي قَعْر الْمعدة وَذَلِكَ أَنه يُخْبِرك بِموضع اللذع قَالَ: وَإِن كَانَ الوجع فِي الظّهْر نَحْو الصلب فَإِنَّهُ فِي المرئ فَإِن وجد عِنْد أكله شَيْئا حريفا وجعا فِي الْمعدة فالقرحة هُنَاكَ وَإِلَّا وجد الوجع أَسْفَل من قُدَّام قَالَ: الغثيان وتقلب النَّفس دَلِيل خَاص على شَيْء يُؤْذِي فَم الْمعدة قَالَ: إِذا أحس العليل بنزول شَيْء فِي المرئ يلبث ويبطئ دلّ على ضعف المرئ وَإِذا أحس بالمبلوع يقف فِي مَوضِع ثمَّ يمر عَنهُ بسهولة إِلَى الْغَايَة فَإِن فِي بعض أجزاءه ضيقا فَإِن كَانَ الضعْف فِي المرئ لسوء مزاج فَقَط كَانَ الإبطاء فِي البلع بِالسَّوِيَّةِ فِي جَمِيعه ويشتد إِذا اسْتلْقى ويخف إِذا انتصب وَإِذا كَانَ لورم كَانَ لبَعض الْمَوَاضِع وقُوف فَإِن كَانَ الورم حارا تبعه حمى وعطش ووجع شديدولا تكون الْحمى شَدِيدَة اللهب بِمِقْدَار الْعَطش لَكِن الْعَطش أَشد إفراطا وَإِن كَانَ أحد سَائِر الأورام الْبَارِدَة لم يكن مَعَ بطاء الإنحدار حمى وَلَا عَطش وَقد
(2/199)
رَأَيْت إنْسَانا عرضت لَهُ هَذِه الْأَعْرَاض مَعَ وجع يسير ودامت بِهِ مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يحم فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت حمى يَوْم ويصيبه فِي الأحابين نافض فَعمِلت بالحدس أَنه قد حدث فِي مريئه ورم عسير النضج وَلما مرت الْأَيَّام أحس ذَلِك العليل بِأَن ذَلِك الْخراج قد انفجر وتقيأ على الْمَكَان قَيْحا فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث أَيْضا لم يتبعهُ بعد ذَلِك جَمِيع العلامات الدَّالَّة على قرحَة فِي فَم الْمعدة فَذَلِك أَنه مَتى أزداد شَيْئا لَهُ كَيْفيَّة قَوِيَّة حامضا أَو مالحا أَو حريفا أَو قَابِضا أحس بلذع على الْمَكَان وَكَانَ يوجعه ذَلِك الْموضع قَلِيلا وَإِن لم يزدرد شَيْئا وطالت بِهَذَا الرجل هَذِه الْعلَّة وتدافعت وأعانه على الْبُرْء السن لِأَن الَّذين أَصَابَتْهُم هَذِه الْعلَّة مِمَّن كَانَ كل وَاحِد أكبر سنا من هَذَا مَاتُوا كلهم وَجَمِيع هَؤُلَاءِ كَانُوا يَجدونَ الْأَلَم بَين أكتافهم لِأَن المرئ مَوْضُوع هُنَاكَ إِلَى جَانب عظم الصلب فَأَما الدَّم الَّذِي يخرج بالقيء فَإِنَّهُ إِن كَانَ من المرئ أحس بالوجع فِي هَذَا الْموضع وَإِن كَانَ هَذَا الدَّم من فتح عروق كَانَ بِلَا وجع وَإِن كَانَ من تَأْكُل كَانَ دَمًا متغيرا)
كَأَن الَّذِي مضى من كَلَامه إِنَّمَا هُوَ فِي المريء وَهَاهُنَا يَقُول فِي فَم الْمعدة.
هَذَا يعْنى بِهِ أعالي الْمعدة حَيْثُ يتَّصل بهَا المرئ قَالَ: وَقد تحدث عَن هَذَا الْعُضْو بالمشاركة علل كَثِيرَة كالغشى والتشنج والصرع والسبات والوسواس والخيالات فِي الْعين مثل خيالات المَاء فَأَما مَا يحدث بِهِ نَفسه فتعطل الشَّهْوَة فَسَاد الطَّعَام الَّذِي يطفو فِيهِ لِأَن من الطَّعَام مَا لَا يطفو بل يرسب بطبعه إِلَى قَعْر الْمعدة وخاصة مَا كَانَ عَن الْفساد فانه لَا يعرض من هَذَا شَيْء ويبلغ من سرعَة حس هَذَا الْموضع أَن تعرض لَهُ علل كَثِيرَة وَقد كَانَ رجل مَتى أَبْطَأَ عَن الطَّعَام أَو غضب أَو اهتم تشنج فحدست أَن فَم معدته لِكَثْرَة حسه إِذا انصب إِلَيْهِ شَيْء تأذى بِهِ وتأذى لذَلِك الدِّمَاغ حَتَّى تصيبه مِنْهُ رعشة قريبَة من حَرَكَة تشنج فَأَمَرته أَن يستمرئ غذاءه استمراء صَحِيحا وَأَن يَأْكُل فِي السَّاعَة الثَّالِثَة قبل وَقت عَادَته بِالْأَكْلِ خبْزًا محكما بشراب قَابض لِأَن هَذَا النَّوْع يُقَوي الْمعدة وَلَا يضر بِالرَّأْسِ فَلم تنب عَلَيْهِ علته ثمَّ لما كنت قد وقفت على علته بِالْحَقِيقَةِ سقيته من إيارج الفيقرا فِي السّنة ثَلَاث مَرَّات أَو مرَّتَيْنِ لِأَنَّهُ لِأَنَّهُ ينقي الْمعدة من الْمرة تنصب إِلَيْهَا وتتولد فِيهَا تعينها على أفعالها الخاصية فَعَاشَ سِنِين كَثِيرَة لَا يشكو شَيْئا م ذَلِك وَكَانَ إِذا عرض لَهُ شغل يبطئ بِهِ عَن الطَّعَام عرض لَهُ تشنج يسير جدا ويعرض لفم الْمعدة من ثقله بِالطَّعَامِ الْكثير سبات لَا يسكن إِلَّا بقيء جَمِيع مَا يَأْكُل ويعرض من اجْتِمَاع المرار فِيهَا تشنج فيسكن بالقيء وَيحدث من أَجله غثى ومنامات مضطربة إِذا كَانَ فِي فَم الْمعدة أخلاط رَدِيئَة وَيحْتَاج فِي هَذِه الْعِلَل إِلَى أَن تنقيها كلهَا بالارياج ويعرض من أَجله بالمالنخوليا.
قَالَ: والشهوات الرَّديئَة كشهوات الحبالى الَّتِي تعرض أَيْضا من أجل هَذَا الْعُضْو وَكَذَلِكَ الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والتهوع والفواق فِي أَسْفَل الْمعدة تعرض هَذِه كَمَا تعرض فِي فمها من سوء المزاج والأورام والقروح إِلَّا أَنَّهَا أقل وجعاً ولذعا وَلَا يعرض من أَجله مَا يعرض من أجل فَم
(2/200)
الْمعدة والصداع والصرع والغشى والتشنج وَغير ذَلِك لِأَن هَذَا الهضم يتم فِي هَذَا الْجُزْء وَلذَلِك فَسَاده من أجل تكون التُّخمَة.
أهرن قَالَ: ينفع من القرحة العفنة والأكلة والايارج المر لِأَنَّهُ يَأْكُل اللَّحْم الْمَيِّت ويجفف القرحة والرطوبة وينبت اللَّحْم فِيهَا وينقى القرحة فَإِذا نقيت القرحة اسْتعْمل الْأَشْرِبَة القابضة وَاجعَل طَعَامه خبْزًا وصفرة بيض وعدسا وَلُحُوم طير.
ابْن سرابيون عَلامَة فَسَاد المزاج الْحَار فِي الْمعدة: الْعَطش واللهيب والأنتفاع بالأشياء الْبَارِدَة)
فَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فنقى أَولا بالمادة لم يُعْط عَلامَة فِي الَّذِي يكون فِي مَادَّة وَالَّذِي يكون بِلَا مَادَّة وَيَنْبَغِي أَن تزاد من عندنَا قَالَ: وتنقية الْمَادَّة أجعلها بِحَسب ميلها وَعَادَة الْمَرِيض فَإِن كَانَ ميلها إِلَى فَوق والعليل مُعْتَاد للقيء فقيئه بعد بالسمك الطري وَمَاء الشّعير والسكنجين وَإِن كَانَت الْمَادَّة أَسْفَل وَلَا عَادَة للْمَرِيض بالقيء فأسهله بالإرياج والهليلج أَو بمطبوخ الأفسنتين وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والهليلج تفعل ذَلِك مَرَّات حَتَّى تنقى الْمعدة فَإِن كَانَت تنصب إِلَيْهَا صفراء من الكبد فافصده واسقه مَاء الْجُبْن مَعَ هليلج وسقمونيا وغذه بأغذية بَارِدَة وَإِن كَانَ فَسَاد المزاج حارا فَقَط فاعطه دوغ الْبَقر مَعَ أَقْرَاص الطباشير والكافور وبزر الْبُقُول الْبَارِدَة وَمَاء الحصرم وحماض الأترج والرمانين والأغذية الْبَارِدَة والأضمدة وَإِن كَانَ فَسَاد المزاج حارا مَعَ مَادَّة فَاسْتعْمل إِن كَانَ طافيا الْقَيْء وَإِلَّا فالإسهال وَإِن كَانَ بَارِدًا بِلَا مَادَّة فَاسْتعْمل شخزنايا وأميروسيا وقنداديقون وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فقيئه بفجل مَرَّات وَإِن كَانَ أَسْفَل فباصطكما خيقوق وَحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وَمَاء الْأُصُول والكمون والتمريخ بدهن الْقسْط والسوس وألبان وَنَحْو ذَلِك والأطعمة المسخنة.
الورم الْحَار فِي الْمعدة اسْتعْمل التبريد مَعَ الْأَشْيَاء الطّيبَة الرّيح لِأَنَّك إِذا اقتصرت على المبردات فَقَط خفت أَن يتْلف العليل فابدأ بفصد الباسليق إِن أمكن ذَلِك ثمَّ اسْقِهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء مَعَ خِيَار شنبر إِن كَانَت الطبيعة يابسة وَحده أسبوعا وَبعد أُسْبُوع اخلط بِهِ شَيْئا من مَاء الكرفس والرازيانج وزن نصف دِرْهَم أَقْرَاص الْورْد وَأَن كَانَت الْحَرَارَة ثَابِتَة والورم ملتهبا بعد فألزم مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَاجعَل مَعَه شَيْئا من قرص ورد ومصطكى وعصارة أفسنتين وَاجعَل طعامهم الْبُقُول الْبَارِدَة وَأكْثر مَاءَهُمْ سكنجين وجلاب وضمدهم بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه فَإِذا جاوزوا السَّابِع فاخلط فِي الضماد أفسنتينا وإكليل الْملك وخطميا وسنبلا ومصطكى وَاسْتعْمل بعد ذَلِك قيروط الصَّبْر والمصطكى والشمع ودهن الناردين على حسب مَا يظْهر لَك وَهُوَ مَوْصُوف فَإِذا فعلت ذَلِك فضمد بِمَا يحلل بِقُوَّة بضماد إكليل الْملك. وَقَالَ: مخيض الْبَقر الَّذِي يسقى لحرارة الْمعدة ويقويها: يلقى فِي
(2/201)
اللَّبن من اللَّيْل نعنع وكرفس وقشور الأترج ونمام ثمَّ يمخض من غَد وَيخرج زبده ويسقى مِنْهُ على قدر احْتِمَاله مَعَ كعك وعود صرف وسك.
ابْن ماسويه قَالَ إِذا لم تكن لضعف الهضم عَلامَة مَعْرُوفَة فَذَلِك لضعف جرم الْمعدة وَأَنَّهَا)
صَارَت كَالثَّوْبِ الْبَالِي وعلاجه بإطريفل صَغِير والخبث والأدوية المقوية مَعَ قبض والأضمدة القابضة.
مَجْهُول: انتفاخ الْمعدة كَونه من السَّوْدَاء ويعالج بالشخزنايا والقنداديقون والنانخواه وبحب الْمَتْن إِذا أزمن والقروح فِي الْمعدة تعالج فِي الأبتداء بِمَا ينقى القروح كَمَاء الْعَسَل والجلاب ثمَّ بالبن المخيض الَّذِي قد أخرج زبدة مَعَ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني.
مَنَافِع الْأَعْضَاء إِذا رَأَيْت إنْسَانا لَا ينشرح نَفسه لأكل الطَّعَام الْكثير وشهوته قد ضعفت أَو بطلت أَو تنَاول الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْغذَاء وَحمل نَفسه عَلَيْهَا اعتراء الغثيان وَمَتى أثر أَن يَأْخُذ من الطَّعَام شَيْئا لم ينشرح نَفسه إِلَيْهِ إِلَّا لما فِيهِ من حِدة وحرافة ويصيبه من هَذَا أَيْضا نفخ وتمدد وتهوع وَلَا يجد لشَيْء رَاحَة إِلَّا للجشاء وَفَسَاد الطَّعَام فِي معدته يكون إِلَى الحموضة فَإِن فِي معدته بلغما كثيرا وعلاجه جلاءالمعدة وتقطيع البلغم الَّذِي فِيهَا قَالَ: وَقد عَالَجت مِنْهُم رجلا بِأَن قيأته بالفجل والسكنجين فقاء بلغما كثيرا غليظا وبرأ من علته من يَوْمه يعْنى زمن أشهر بِهَذِهِ الْحَالة وَلَا بُد من تولد هَذَا الْفضل فِي الْمعدة لَكِن إِذا كثر وَطَالَ مقَامه ازْدَادَ لزوجة وَكَانَت مِنْهُ هَذِه الْعلَّة فَأَما إِذا خرج كل يَوْم أَولا أَولا بالصفراء الَّتِي تنصب فِي الْمعدة فَلَا وَقَالَ: هَؤُلَاءِ يَعْنِي الَّذين يجْتَمع فِي معدهم وأمعائهم بلغم غليظ لزج لِأَنَّهُ لَا ينقى بالمرارعلى الْعَادة وَلَا يُؤمن عَلَيْهِم القولنج الصعب الشَّديد كايلاوس وقروح المعى والزحير قَالَ: وَمن بَطْنه سمين لحيم فَهُوَ أقوى هضما مِمَّن بَطْنه رَقِيق مهزول.
قَالَ فِي الْأَدْوِيَة المفردة: لَا أعرف شَيْئا أَهْون على هضم الطَّعَام من أَن يضم الرجل إِلَى بَطْنه بدنا حارا يلقاه وَكَثِيرًا من النَّاس يضمون إِلَى أنفسهم جراء الْكلاب فينتفعون بهَا نفعا عَظِيما وَبَعض النَّاس يعتنقون صبيانا وَهُوَ أبلغ لِأَن حرارتهم أَكثر وأخص بالحرارة الطبيعية وتزيد بهَا.
الإجاص نَافِع لما يحْتَاج إِلَى تبريد معدته وترطيبها ابْن ماسويه: الإجاص مطفء للحرارة وخاصته ترطيب الْمعدة وتبريدها الاسفاناخ يطفء الْحَرَارَة من الصَّفْرَاء وَالدَّم والرجلة تسكن الالتهاب الْعَارِض للمعدة. د وَقَالَ ج: الرجلة من أَنْفَع الْأَشْيَاء لمن يجد لهبا وتوقدا فِي جملَة بَطْنه مَتى وضع عَلَيْهَا.
(2/202)
ابْن ماسويه: مَتى أكل الْبِطِّيخ على الرِّيق أطفأ لهيب الْمعدة وحرارتها ورق البنفسج مَتى د وَج: مرق الْفروج اسفيذباجا يُطْفِئ لهيب الْمعدة وَقَالَ: إِن البنفسج إِذا ضمد بِهِ الْمعدة وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير سكن الورم الْحَار وعدلها وَقَالا: إِن الهندباء إِذا ضمدت بِهِ الْمعدة وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير سكن التهابها مَعَ دهن الْورْد ويطفئ لهيبها إِذا شرب الطباشير.
ابْن ماسويه: ورق الخس إِذا ضمد بِهِ سكن الالتهاب الْعَارِض من الْحَرَارَة إِذا كَانَت من سوء مزاج الكرفس مَتى ضمد بِهِ سويق الشّعير سكن الورم فِي الْمعدة والالتهاب الْعَارِض لَهَا. د: الكزبرة الرّطبَة مَتى أكلت بخل سكنت التهاب الْمعدة جدا.
ابْن ماسويه: والكزبرة الْيَابِسَة أَيْضا تسكن الصَّفْرَاء الْعَارِضَة فِي الْمعدة: اللَّبن الحامض الَّذِي نزع زبده نَافِع من التهاب الْمعدة وَقَالَ: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن التهاب الْمعدة. د: السّمك الطري خاصته تُطْفِئ لهيب الْمعدة وَقَالَ: عصارة السوس إِذا شربت بشراب نَفَعت من التهاب الْمعدة وَقَالَ: عصى الرَّاعِي نَافِع لمن يجد التهابا فِي الْمعدة إِذا وضع عَلَيْهَا.
جالينوس: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقة وضمد بِهِ الْمعدة الملتهبة نَفعهَا.
القرع يُولد فِي الْمعدة بلة ويسكن التهابها د وَقَالَ ابْن ماسويه: مَتى سلق القرع ثمَّ اتخذ بِمَاء الرُّمَّان والحصرم وخل خمر ودهن لوز كَانَ جيدا للمحرورين ولهيب الْمعدة القثاء البستاني يبرد الْمعدة على أَنه جيد للمعدة الملتهبة فِي فحوى كَلَامه: الرُّمَّان الحامض نَافِع للمعدة.
مَاء الشّعير يُطْفِئ الْحَرَارَة فِي الْمعدة ابْن ماسويه: التوت الحامض يُطْفِئ الْحَرَارَة فِي الْمعدة وخاصة إِن كَانَ مبردا والخس يسكن الْحَرَارَة ويطفئ اللهيب.
روفس اسْتِخْرَاج: يضمد بجرادة القرع وَمَاء البقلة الحمقاء وخل خمر ودهن ورد أَو بيقروطى مشربَة بِبَعْض الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وصندلين وَورد وكافور بِمَاء ورد وحصرم.
الْكَمَال والتمام ضماد يبرد الْمعدة ويطفئ اللهيب ويسكن الْحمى والعطش وينفع من نفث الدَّم إِذا طلى على الصَّدْر: شمع أَبيض ودهن ورد يسقى مَاء القرع وَمَاء عصى الرَّاعِي وَيشْرب وألق عَلَيْهِ كافورا ويضمد بِهِ.
ابْن ماسويه: يُطْفِئ حرارة الْمعدة ولهيبها: التضميد بجرادة القرع والرجلة مَعَ دهن ورد وَمَاء حصرم يُطْفِئ حرا شرب أَو ضمد بِهِ.
(2/203)
النبض الصَّغِير قَالَ: يتبع ورم الْمعدة إِن كَانَ قَلِيلا سوء الهضم وَإِن عظم بُطْلَانه قَالَ: وَإِن كَانَ
الْفُصُول كَثْرَة الشَّهْوَة تكون من غَلَبَة الْبرد على فَم الْمعدة لِأَن الشَّهْوَة تخص هَذَا الْعُضْو إِلَّا أَن يفرط الْبرد كالحال فِي الْمَشَايِخ فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك تبطل الشَّهْوَة الْبَتَّةَ حمرَة الْعين تكون مَعَ ورم حَار فِي الْمعدة إِذا حدث عَن الوجع المزمن فِيمَا يَلِي الْمعدة تقيح فَذَلِك ردئ لِأَنَّهُ يدل على أَن سَبَب الوجع كَانَ ورما نضج على طول الْمدَّة لَا ريح وَلَا سوء مزاج لِأَن هَذِه لَا يُمكن أَن تلبث مُدَّة طَوِيلَة وخاصة إِن أحس الْمَرِيض بالتبريد الشَّديد فَإِن الورم إِذا لم يكن حاراً وَبَقِي الْمَرَض فقد يُمكن أَن تطول مدَّته حَتَّى ينضج إِذا حدث برد الْأَطْرَاف عَن الوجع الشَّديد فِي الْمعدة ونواحيها فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يكون كَمَا قُلْنَا من ورم عَظِيم فِي الأحشاء.
الميامر: إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة مَعَ حرارة فَليَأْكُل بعد الطَّعَام رمانا مزا وسفرجلا بشراب حب الآس يقطع سيلان الفضول عَن فَم الْمعدة الْإِذْخر نَافِع من أوجاع الْمعدة وفقاحه نَافِع من أورامها الأقحوان الْأَبْيَض إِذا شربت أَطْرَافه يجفف جَمِيع مَا ينجلب إِلَى الْمعدة من بلة الأقحوان الْأَحْمَر يجفف جَمِيع أَنْوَاع السيلان الفضول إِلَى الْمعدة.
بولس: الأفسنتين إِذا شرب مَعَ سنبل أَو ساساليوس نفع من وجع الْبَطن والمعدة.
الأفسنتين إِذا جعل ضمادا مَعَ قيروطي بدهن ورد وضمدت بِهِ الْمعدة سكن أوجاعها المزمنة شراب الأفسنتين نَافِع من وجع الْمعدة الباذروج يجفف الفضول النَّازِلَة إِلَى الْمعدة. الرجلة تمنع نزُول الْموَاد إِلَى الأمعاء والمعدة الْبيض إِذا تحسيت نَفَعت من الخشونة الْحَادِثَة فِي المرئ والمعدة.
بلبوس إِذا تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ من وجع الْمعدة عصارة الجنطيان إِذا شربت نَفَعت من وجع الْمعدة الهليلج الْأسود ينقيها وَيمْنَع نزُول الْموَاد إِلَيْهَا. بديغورس وَابْن ماسويه: الوج نَافِع للمعدة. د وبديغورس: الحماما تنقى الْمعدة وَقَالا: حجر النشف.
قَالَ ج: قد امتحنته وجدته نَافِع للمرئ والمعدة مَتى علق فِي الْعُنُق وَلذَلِك مَتى أتخذت مِنْهُ مخنقة وعلقت فِي عنق العليل نَفَعت.
عصارة ورق الكرفس. . نَافِع من وجع الْمعدة الكندر نَافِع من أورام الْمعدة إِذا ضمد بِهِ لبن النِّسَاء إِذا رضع من الثدي
(2/204)
اللَّبن الَّذِي أفنيت رطوبته بِقطع الْحَدِيد المحماة جيد لمن يعرض لَهُ لذع فِي معدته من أجل خلط حَار.
لِسَان الْحمل إِذا اغتذى بِهِ وَشرب مَاؤُهُ قطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة الدّهن الَّذِي يعْمل من المصطكى نَفسه يصلح للضمادات الَّتِي تضمد بهَا الْمعدة.
المصطكى مركب من قُوَّة تلين وَقُوَّة تقبض فَهُوَ لذَلِك جيد للأورام الَّتِي فِي الْمعدة.
سنبل الطّيب ينفع فَم الْمعدة إِذا شرب أَو تضمد بِهِ.
الهندباء أَجود ويسقى للذع الْعَارِض فِي الْمعدة. الشب إِذا جعل مَعَ السفرجل وقيروطي بدهن زهرَة الْكَرم ضمادا نفع من وجع الْمعدة قشور الطّلع تسْتَعْمل مَعَ الْأَدْوِيَة والأضمدة الناشفة لفم الْمعدة وَقَالَ: ساذج هندي هُوَ أَجود للمعدة والسنبل عصارة السوس تملس خشونة المرئ والعليق إِذا ضمدت بِهِ الْمعدة نَفعهَا وَقطع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا: زهر العليق نَافِع للمعدة الضعيفة إِذا شرب. د: الفستق الشَّامي جيد للمعدة. د: وَقَالَ ابْن ماسويه: الفستق جيد للمعدة. د: حب الصنوبر إِذا شرب بعصارة الرجلة سكن لذع الْمعدة. د: 3 (الصحناة) تنقى الْمعدة من البلغم وينفع للمعدة الرّطبَة.)
الصَّبْر المغسول أَنْفَع للمعدة لحم الصدف مَتى أكل غير مطبوخ وَلَا مشوى نفع من وجع الْمعدة وَقَالَ: مَتى أخذت الْجُلُود الَّتِي فِي أَجْوَاف القوانص فجففت وشربت نَفَعت من وجع الْمعدة وَلَا سِيمَا قوانص الديك. ج: قد يسْتَعْمل قوم الْجلْدَة الدَّاخِلَة فِي قوانص الدَّجَاج لوجع الْمعدة. د: أصل القلقاس مَتى سلق أَو أكل كَانَ جيدا للمعدة.
بولس: قصب الذريرة يدْخل فِي أضمدة الْمعدة. د: لحم الْقُنْفُذ البحري جيد للمعدة الراسن المربى بالطلاء الْجيد للمعدة وَحب الرُّمَّان جيد للمعدة إِذا جعل حب الرُّمَّان الحامض فِي الطَّعَام قطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة. د: نَافِع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة مَاء الرُّمَّان بشحمه يُقَوي الْمعدة. د وَابْن ماسويه: أقماع الرُّمَّان نافعة للمعدة. د: الزراوند نَافِع لضعف الْمعدة إِذا شرب والرزيانج نَافِع لِضعْفِهَا.
(2/205)
ابْن ماسويه: الشاهترج جيد للمعدة وَكَذَلِكَ قَالَ بواس وبديغورس: خاصته تنقية الْمعدة ابْن ماسويه: هُوَ دابغ لَهَا ويقويها.
ابْن ماسويه: ينفع من الْخَلْط الغليظ البلغمي أصل النّيل وعصارته لِأَنَّهُ يجفف يصلح الْمعدة.
ابْن ماسويه: لبن الجميز يشرب لوجع الْمعدة والتين مَتى أكل بالمرئ نفع الْمعدة.)
بولس قَالَ جالينوس: وبزر الْكَبِير من النّيل يجفف الْمعدة. د وَج: الغاريقون إِن أكل وَحده بِلَا مَاء وَلَا غَيره نفع من وجع الْمعدة.
ابْن ماسويه: الخس مَتى أكل قبل غسله نفع من وجعها.
روفس: الخس نَافِع للذع الْعَارِض فِي الْمعدة والخل إِذا جعل فِي الطَّعَام منع سيلان الْموَاد إِلَى الْمعدة.
ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة للمعدة: أصل الْإِذْخر بصل الفار المشوي غاريقون جنطيان راوند صيني أفسنتين إكليل الْملك كرويا مصطكى أنيسون نانخواه.
لسحج المرئ من تذكرة عَبدُوس: تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل لخشونة قَصَبَة الرئة من الرغوات والكثيراء والصمغ والنشاء والطين والفانيذ وَنَحْو ذَلِك أجعله لعوقا وَيُؤْخَذ قَلِيلا ويؤكل صفرَة الْبيض مسلوقة ينْتَقل بالطين الأرميني وَلَا يشرب على أثر مَا يُؤْكَل.
ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: مَتى أحتجت أَن تفصد لعِلَّة الْمعدة فافصده الباسليق من الْأَيْمن.
جوارش مسهل اسْتِخْرَاج على مَا رَأَيْت: تَرَبد مَحْكُوم دِرْهَم سقمونيا دانق ورد نصف دِرْهَم عود مثله حَبَّة كافور طباشير دانق عصارة أفسنتين نصف دِرْهَم رب الهليلج مثله وَمثل جَمِيع السكر.
ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: صفرَة اللَّوْن من برد الْمعدة تكون صفرَة فِي بَيَاض وينفع فِي هَذِه الْحَال نانخواه إِذا سقيت فَإِن كَانَ وجع الْمعدة من حر سقى الطباشير والورد أَو رب الحصرم وَرب حماض الأترج وَطَعَامه فروج بِمَاء الحصرم وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فالمثروديطوس شخزنايا قنداديقون وَنَحْوهَا فَإِذا كَانَ فِيهَا ورم فاسقه أَربع أَوَاقٍ من مَاء الْعِنَب الثَّعْلَب مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الْخِيَار شنبر وَثَلَاث واق من الهندباء وطرخشقون مغلي مصفى ودهن وردي ثَلَاثَة دَرَاهِم هَذَا فِي الأبتداء وتزيد فِي الْخِيَار شنبر عِنْد انْتِهَاء الْعلَّة وَاجعَل الدّهن إِمَّا دهن بنفسج إِمَّا مَعَ مَاء لِسَان الْحمل أَو مَاء الهندباء فَقَط ويضمد بدقيق شعير وبابونج وإكليل الْملك وأصل الخطمى وَنَحْوهَا وَيَأْكُل
(2/206)
فروجا إسفذباجا فَإِن لَهُ تحليلا معتدلا فَإِن كَانَ ورم مَعَ برد شَدِيد فاسقه من دهن الخروع من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة أَو دهن لوز مر وَمثله دهن لوز حُلْو بِهَذَا المَاء: يُؤْخَذ إكليل الْملك عشرَة دَرَاهِم أصل الخطمى عشرَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم مثله قشور أصل الرازيانخ)
مثله راوند صيني خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل يسقى ويصفى ويسقى أَربع واق وَيَأْكُل هيلونا ولبابا بدهن لوز حُلْو ويضمد بِهَذَا: مصطكى خَمْسَة دَرَاهِم إكليل الْملك عشرَة أصُول الخطمى حلبة بابونج شبث بزر كتَّان مربى بنفسج من كل وَاحِد عشرَة حَماما خَمْسَة لاذن زعفران كثيرا من كل وَاحِد عشرَة مر ثَمَانِيَة صَبر أسقطرى سَبْعَة مقل عَرَبِيّ كندر خَمْسَة أفسنتين أشبح جاوشير من كل وَاحِد سِتَّة شَحم الْعجل شَحم الدَّجَاج مخ سَاق الأيل وشحمه من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف ثَلَاث شمع أَوَاقٍ دهن السوس مِقْدَار الْكِفَايَة ينقع الصموغ بمطبوخ ويعجن ويضمد ويذاب الشَّحْم والدهن وَإِن كَانَ الورم الْحَار فِي الْمعدة مبتديا فَاجْعَلْ ضماده من الرداعة الْبَارِدَة فَإِذا انْتهى فَمن المحللة مَعَ شَيْء فِيهِ تَقْوِيَة عطرية.
قَالَ ج: توق فِي قُرُوح الْمعدة سقى الزنجار والمرتك والأسفيذاج والتوتيا لَكِن من الَّتِي تجفف من الْأَدْوِيَة والأغذية وَإِذا كَانَ فِيهَا قيح تُرِيدُ تنقيته فَلَا تنقه بالقيء لِأَن فِي ذَلِك مخاطرة لَكِن بِشَيْء يَدْفَعهُ إِلَى أَسْفَل إِذْ لَا تؤمن من الْقَيْء أَن يزِيد القرحة توترا شَدِيدا أَو ينجذب مَا حوله.
من الْأَعْضَاء الآلمة اسْتِخْرَاج على كَلَام جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا أطعمت العليل أَطْعِمَة بخردل وخل فَوجدَ لَهَا حِين ينزل فِي مريئه لذعا فالقرحة هُنَاكَ وَإِن وجد اللذع بعد أَن يسْتَقرّ وَوجد الوجع فِي الْبَطن فالقرحة فِي الْمعدة وَحَيْثُ يجد الوجع وَإِن لم يجد وَلَا فِي وَاحِد مِنْهُمَا لذعا فالقرحة لَيست فِي أَحدهمَا. 3 (حِيلَة الْبُرْء) مزاج الْمعدة الْحَار والبارد أسهل من الْيَابِس الرطب لِأَن مداواتها بالحرارة والبرودة هِيَ كيفيات قَوِيَّة فاعلة والرطوبة واليبوسة فليستا ذَلِك وَسُوء المزاج الْيَابِس أعْسر مداواة وَسُوء المزاج إِذا دووى بالأشياء الْبَارِدَة فَإِن لم يكن حول الْمعدة من الْأَعْضَاء قوى الْحَرَارَة لم يُؤمن عَلَيْهِ أَن يَنَالهُ من مداواته اليبس أطول كثيرا لِأَن المزاج الْيَابِس بِمَنْزِلَة الذبول والهرم وَهَذَا المزاج يجب أَن يرطب بِرِفْق على مَا سَنذكرُهُ فِي ترطيب الْبدن وَكَثِيرًا مَا يغلظ وَيُعْطى من بِهِ سوء مزاج يَابِس فِي معدته وَلَا يستمرئ من أَجله طَعَاما.
الْأَدْوِيَة المقوية للمعدة كالأفسنتين والسفرجل والبلوط وَالرُّمَّان وَإِذا رَأَوْا هَذِه لَا تجنب ظنُّوا أَنَّهَا تحْتَاج إِلَى أقوى مِنْهَا فَأَعْطوهُ السماق وَوَضَعُوا على معدته المراهم المتخذة من الأفاويا وقوابض وَإِذا لم تنجح جعلُوا المراهم المحمرة وأدخلوه الْحمة وَهَذَا أخر
(2/207)
مَا عِنْد المحدب لقلَّة استمراء الطَّعَام فَتَصِير هَذِه كلهَا زَائِدَة فِي يبسه حَتَّى تورده الذبول الَّذِي لَا علاج لَهُ وَقد ذكرنَا علاج سوء المزاج الْيَابِس فِي بَاب تسمين الْجِسْم.
وَإِن كَانَ مَعَ اليبس برد فَأَنا نزيد إِلَى مَا دبرنا غَرضا أخر فتزيد فِي اللَّبن عسلا وتقلل مزاج شرابه وتختاره ابْن سنتَيْن وَتجْعَل الطَّعَام أسخن بِالْقدرِ الَّذِي تظن وتضمد الْمعدة بدهن ناردين وَلَا تدعهما تعدم الدّهن فتجف: فَإِن لم يتهيأ دهن ناردين فدهن المصطكى ويكمد أَيْضا بدهن بِلِسَان وَحده ومخلوط على مَا وَصفنَا من قبل وَإِن أَحْبَبْت أَن تطيل مكث الدّهن على الْجِسْم خلطت مَعَه شَيْء من شمع. وَإِن كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا بللت صوفة منفوشة فِي ذَلِك الدّهن وَوضعت على الْبَطن وتسحق المصطكى أَيْضا بدهن بِلِسَان وتبل فِيهِ صوفة وتوضع عَلَيْهِ وَليكن الصُّوف أرجوانا خَالِصا لِأَنَّهُ يقبض قبضا معتدلا وَذَلِكَ يضمها إِلَى أَجزَاء الْعُضْو ويحفظ عَلَيْهِ حرارته وَلَا تجعلها عفصة فَإِن هَذِه قَوِيَّة التجفيف.
فَإِن كَانَ الْبرد غَالِبا واحتجت إِلَى مَا يسخن بِقُوَّة فَاعْلَم أَن الاسحان السَّرِيع بِقُوَّة ييبس وَلِهَذَا اخْتَار أَن يسقى الْمَرِيض فِي مُدَّة طَوِيلَة بِأَن يسخن قَلِيلا فَيُوضَع على بَطْنه مصطكى ودهن ناردين فَإِن تهَيَّأ فدهن بِلِسَان ويخلط فِيهِ أَيْضا فِيهِ مِنْهُ وَيُوضَع من صوف أرجوان على بَطْنه وَيطْعم عسلا قد نزعت رغوته كن تقل فضوله وَيكثر غذاؤه ويطبخ فَإِنَّهُ يصير أَجود مَا أغتذى)
بِهِ صَاحب الْمعدة الْبَارِدَة. فَأَما الحارة فمضادة لَهَا فَلَا تختر للمعدة الْبَارِدَة شَيْئا عَلَيْهِ وَأما الحارة فَلَا واختر للباردة شرابًا عتيقا ولايكون مَعَ إسحانه قوي التجفيف وَمن أفضل علاجه الطلي بزفت مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم لِأَنَّك إِن جعلته أَكثر لم تأمن أَن يحلل وَلَا يجذب إِلَى الْعُضْو دَمًا وَإِنَّمَا قصدنا أَن نجلب إِلَيْهِ دَمًا جيدا وَينْزع قبل أَن يبرد وَهَذَا الطلاء الزفتي من أفضل الْأَدْوِيَة الْأَعْضَاء الَّتِي قد بليت وسلبت الْغذَاء وَليكن غرضك الزِّيَادَة فِي جَوْهَر حرارة الْمعدة وإسخانها وَيتم هَذَا لَك بالغذاء وَالشرَاب وألزم الْمعدة من خَارج صَبيا حسن الْجِسْم ينَام مَعَ الْمَرِيض ويلصق بَطْنه مَعَ بَطْنه دَائِما أَو جرو كلب سمينا وَهَذَا نَافِع للصحيح فضلا عَن الْمَرِيض لجودة الهضم وَهَذَا التَّدْبِير أعنى مثل هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تنمى الْحَرَارَة فِي جَوْهَر الْمعدة تصلح لمن بِهِ سوء مزاج يَابِس فِي معدته أَيْضا وَيجب أَن يكون هَذَا الصَّبِي بِلَا عرق لِأَنَّهُ مَتى عرق برد بَطْنه والتكميد ضار لمن بِهِ يبس لِأَنَّهُ يجففه وَلمن بِهِ مزاج رطب لِأَنَّهُ يحلل هَذِه الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة وخاصة إِذا أَكثر اسْتِعْمَاله ويوسع المسام فتجعله لذَلِك يسْرع قبُول الْبرد من خَارج فَإِن كَانَ مَعَ اليبس حرارة لَيست بكثيرة فَأَنا ندبره تَدْبِير اليبس وننقص من مِقْدَار الشَّرَاب ويحذف الْعَسَل وَيجْعَل الشَّرَاب حَدِيثا ويطعمه إِن كَانَ ضيقا طَعَاما
(2/208)
مبردا يَسِيرا وتمرخ الْمعدة بِزَيْت زيتون غض وبدهن سفرجل وَإِن كَانَت الْحَرَارَة أَكثر جَعَلْنَاهُ شرابًا أطرى ومزاجه أَكثر وأبرد.
وَقد برِئ رجل كَانَت بِهِ هَذِه الْعلَّة بِشرب مَاء بَارِد كثير دفْعَة إِلَّا أَنه أعقبه بردا فِي مريئه وَلِهَذَا يجب أَن ندبره بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا وَوضعت أَنا على صدر رجل كَانَ بمعدته سوء مزاج حَار يَابِس بعض الأضمدة المبردة فسكن اللهيب الَّذِي كَانَ يجده فِي معدته إِلَّا أَن تنفسه كَانَ صَغِيرا وَكَأَنَّهُ يُحَرك صَدره فَعلمت أَن حجابه برد بالأضمدة فقلعتها وصببت عَلَيْهِ زيتا مسخنا فَعَاد نَفسه إِلَى الْحَال الطبيعية وعالجته على مهل وَوضعت ذَلِك الْأَدْوِيَة قَلِيلا قَلِيلا أَسْفَل الْبَطن وَأَطْعَمته طَعَاما بَارِدًا فبرئ فِي مُدَّة طَوِيلَة من غير أَن أعقبه مَكْرُوها فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْمعدة مزاجا حارا مفرطا ويخالطه إِن شِئْت يبس أَو رُطُوبَة غير مفرطين أَقُول: إِن من هَذِه حَاله يداوى بِمَاء بَارِد من غير تخوف لِأَن الْمعدة إِذا كَانَ بهَا سوء مزاج يَابِس فَلَا بُد أَن تهزل وتقصف مَا يقربهَا من الْأَعْضَاء ثمَّ جَمِيع الْجِسْم فَأَما إِذا كَانَ ذَلِك حارا من غير يبس أَو مَعَ يبس يسير فَإِن الْأَعْضَاء الَّتِي حولهَا لم تهزل وَلم تقصف وَلذَلِك لَيْسَ يَضرهَا المَاء الْبَارِد.
فَأَما إِذا كَانَ يبس مَعَ حرارة ظاهرية قَوِيَّة فمداواته كهذه المداواة إِلَّا أَن الْبَارِد لَيست فِيهِ على)
الثِّقَة جدا كَمَا إِذا لم يكن مَعَ الْحَرَارَة يبس ظَاهر وَإِن أشرف سوء المزاج الْحَار حَتَّى يبلغ من الْمعدة إِلَى الْقلب فَإِنَّهُ يستحم وعلاجه دَاخل فِي بَاب الْحمى على أَن هَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ من بَاب الْحمى.
فَأَما سوء المزاج الرطب فَهُوَ أسهل برءا من الْيَابِس مَعَ حر كَانَ أَو برد فَهُوَ أَكثر مَا يحدث عَن هَذِه الْأَصْنَاف الثَّلَاثَة وَالَّذِي يداوي بِهِ المزاج الرطب من غير سخونة وَلَا برودة الْأَطْعِمَة المجففة من غير إسخان وَلَا تبريد قوى وتقليل الشَّرَاب عَن مِقْدَار الْحَاجة وَإِذا كَانَ مَعَ حرارة فالأطعمة والأشربة القابضة ولتكن تقبض من غير إسخان وينفعهم أَيْضا شرب المَاء الْبَارِد ينظر فِيهِ.
وَإِن كَانَ مَعَ برودة فأفضل مَا يداوى بِهِ الْأَشْيَاء الحريفة ولتخلط مَعهَا أَشْيَاء عفصة بعد أَن تكون مِمَّا لَا يبرد تبريدا ظاهريا والاقلال من الشَّرَاب من أفضل مَا يداوى بِهِ هَؤُلَاءِ وَليكن الْقَلِيل مِنْهُ من شراب يسخن إسحانا قَوِيا ويعالج من خَارج بِمَا يشبه مَا ذكرت وَأعلم أَن شَرّ أَصْنَاف سوء المزاج الْمُفْرد الْيَابِس والمركب الْبَارِد الْيَابِس فَهَذَا قولي من سوء المزاج فِي الْمعدة من غَيرهَا. فَإِن كَانَ فِيهَا سوء المزاج مَعَ مَادَّة فَهَذِهِ الْمَادَّة رُبمَا كَانَت محتبسة فِي تجويفها وَرُبمَا كَانَت مشربَة لطبقاتها وَالْأول إِن كَانَ إِنَّمَا يحدث مرّة وَاحِدَة فَإِذا يذهب إِذا نقيت الْمعدة بالقيء وَإِن كَانَ لَا يزَال يعاود مَتى تنقت الْمعدة مِنْهُ فتعرف باستقصاء وَانْظُر من أَيْن ينجلب فَإِذا عرف فالعالج بِحَسب ذَلِك
(2/209)
وداو الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ ينجلب بِمَا يردع وَبِمَا يبرد وَبِمَا يعين على التقوية وَيعلم ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ الْعَام لجَمِيع الْأَمْرَاض.
وَإِن كَانَ إِنَّمَا هَذَا للمعدة من امتلاء الْجِسْم كُله فنق الْجِسْم من ذَلِك الْفضل ثمَّ خُذ علاج الْمعدة لِأَنَّهَا قد اكْتسبت بانصبابه إِلَيْهَا شَيْئا من رداءة فعالجها بالأفسنتين فِي الْوَقْت الملائم وَاعْلَم أَن علاج المزمن مِنْهُ أعْسر برءا إِلَّا أَنه قد قبل من ذَلِك الْخَلْط أَشد وَأكْثر وَرُبمَا صَار لذَلِك إِذْ أزمن من جرم الْمعدة إِلَى سوء مزاج يَخُصهَا مُحْتَاج إِلَى مداواة مَا يداوى بِهِ سوء المزاج من غير مَادَّة وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا الْخَلْط المداخل لطبقاتها فَإِنَّهُ مَا يسهل إسهالا معتدلاً وَهِي الَّتِي لَا تجَاوز حَدهَا الْمعدة والأمعاء وَإِن هِيَ جَاوَزت ذَلِك بلغت إِلَى الجداول الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء إِلَى الكبد وَأفضل هَذِه المتخذة بصبر وَالصَّبْر نَفسه إِلَى الِانْفِرَاد إِلَّا أَنه كَانَ غير مغسول فَهُوَ أقوى إسهالا وَإِن كَانَ مغسولاً فَهُوَ أَجود وَأكْثر تَقْوِيَة للمعدة وَلِهَذَا إيارج الفيقرا بصبر مغسول)
وَغير مغسول من جِيَاد الْأَدْوِيَة للأخلاط المحتقنة فِي الْمعدة فَاسق مِنْهُ ملعقتين صغيرتين الشربة الْوُسْطَى والكبرى ملعقتان كبيرتان وَالصُّغْرَى ملعقة بِمَاء فاتر ثَلَاث قوانوسات واسق صَاحب هَذِه الْعلَّة كشك الشّعير سَاعَة يخرج من الْحمام قبل كل شَيْء وَأما هَذَا الدَّوَاء فعلى حسب الْأَدْوِيَة المسهلة وَفِي وَقتهَا وَإِذا أَخذه فلتحرك وليمش وَمَتى عجن الأرياج بِعَسَل كَانَ إسهاله أَكثر لِأَنَّهُ يبْقى فِي الْبَطن أَكثر إِلَّا أَن تقويته للمعدة أقل وَإِن كَانَ فِي الْمعدة بلغم فنق قبل ذَلِك البلغم بِمَا يقطعهُ ثمَّ أسهله فَإِن كَانَ القئ يسهل على العليل فقيئه بفجل وسكنجبين وَإِن كَانَ البلغم لَيْسَ بلزج ولاغليظ فماء كشك الشّعير يكفى والقئ بِمَاء الْعَسَل وَهَذَانِ يؤخذان للقئ أَكثر مِمَّا يُؤْخَذ لسَائِر العلاج وَينْتَفع صَاحب هَذِه الْعلَّة بِمَاء الْعَسَل مطبوخاً مَعَه أفسنتين فَإِنَّهُ يحدر جَمِيع مَا فِي جرم الْمعدة محتقنا من الأخلاط الرقيقة وَهَذَا يُشْرك تَدْبِير جَمِيع مَا جرم الأصحاء وَقد تتركب هَذِه الْأَمْرَاض فِي الْمعدة وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون بهَا سوء مزاج وَتَكون مشربَة لخلط ردئ وَفِي تجويفها خلط يجول وارجع حِينَئِذٍ إِلَى تَدْبِير الْأَمْرَاض المركبة بِحَسب المفردة واحفظ قوانينها فابدأ بِمَا هُوَ أخطر وَالَّذِي هُوَ كالسبب الْفَاعِل لغيره وَالَّذِي لايمكن أَن يبرأ دون أَن يبرأ غَيره.
من حِيلَة الْبُرْء: وينفع الْمعدة الملتهبة مَعَ إسهال قيروطي بدهن السفرجل وَإِذا لم يكن التهاب شَدِيد فقيروطى بدهن الناردين وَيكون فِيهِ صَبر ومصطكى من كل وَاحِد سدس
(2/210)
مِثْقَال ولضعف فَم الْمعدة سحق المصطكى بدهن الناردين يغمس فِيهِ صوف قرمزي وَيُوضَع عَلَيْهِ وَهُوَ حَار فَإِن الْأَشْيَاء الفاترة تحل قُوَّة فَم الْمعدة ولتقوية فَم الْمعدة كمد بلبد قد غمس فِي دهن زَيْت قد طبخ فِيهِ أفسنتين فِي إِنَاء مضاعف.
من الْعِلَل والأغراض حس المراق مادام صَحِيحا فالألذ عِنْده الحلو فَإِن نالته أفة فَكَانَت قابضة التذ بالدسم وَإِن كَانَت إِلَى الْحَرَارَة أميل اشْتهى الْبُرُودَة وَإِن كَانَت الْبُرُودَة فالى الْحَرَارَة وَمَتى كَانَ الْخَلْط أغلب عَلَيْهِ الغلظ اسْتعْمل الْأَشْيَاء اللطيفة فَانْتَفع بهَا وبالضد وَإِن غلب عَلَيْهِ خلط لزج اشْتهى المقطعات وبالضد فِي جَمِيع الأضداد.
قَالَ: بطلَان الشَّهْوَة إِمَّا لِأَن فَم الْمعدة لَا يحس بِالنُّقْصَانِ الْحَادِث عَن امتصاص الْعُرُوق أَو لِأَن الْعُرُوق لاتجذب ولاتمتص من الْمعدة شَيْئا أَو لِأَن الْجِسْم لايستفرغ ولاتحلل مِنْهُ شَيْء وَبطلَان حس فَم الْمعدة يكون لمَرض الدِّمَاغ فِي هَذِه الْعلَّة شَهْوَة الطَّعَام وَالشرَاب أَو لفساد يحدث فِي الْعُضْو)
الَّذِي فِيهِ تنبعث هَذِه الْقُوَّة وَهُوَ الزَّوْج السَّادِس أَو لِأَن نفس الْمعدة بِهِ سوء مزاج حَار كَمَا يعرض ذَلِك فِي الْحمى قَالَ: الْخَلْط الحامض إِن أكل وَكَانَ فِي فَم الْمعدة أهاج الشَّهْوَة لثلاث أَنه يلذع بحموضته فَم الْمعدة فَيحدث حَرَكَة شَبيهَة بحركة مص الْعُرُوق عِنْد الْجُوع فيحرك ذَلِك الْغذَاء أَو يقبض الدَّم بِبرد فيتسعالأمكنة لذَلِك وَيكون الْحس بالخلاء أسْرع وَإنَّهُ يقبض جرم الْمعدة أجمع فَيكون كَمَا قُلْنَا أَولا حساسا بالخلاء شَدِيدا الْخَلْط الحامض يقل شَهْوَة المَاء وَبطلَان المَاء يكون إِمَّا من غَلَبَة الْبرد أَو من غَلَبَة الْخَلْط الرطب من سوء مزاج رطب أَو من ذهَاب حس الْمعدة وَكَثْرَة الشَّهْوَة للْمَاء يكون لفضل مالح أَو لفضل مرارى أَو لرطوبة قد حمئت وَحدث فِيهَا كالغليان كَمَا يحدث فِي الْحمى قَالَ: ويعرض فِي الاستمراء بُطْلَانه أَو إبطائه أَو فَسَاد الطّعْم وَذَلِكَ يكون إِمَّا من دَاخل إِمَّا لسوء مزاج أَو لمَرض يحدث فِي فَم الْمعدة كالسلع وَغَيرهَا وَفَسَاد الطَّعَام مَتى كَانَ حارا أحَال الطَّعَام إِلَى الدخانية وَإِن كَانَ بَارِدًا أَحَالهُ إِلَى الحموضة وَإِمَّا من خَارج يعرض من سوء الِاسْتِمْرَار إِمَّا من أجل الْأَطْعِمَة فِي كيفيتها أَو كميتها أَو سوء وَقتهَا أَو سوء ترتيبها أَو من أجل قلَّة النّوم وَإِن كَانَت أَكثر مِمَّا يجب فَإِنَّهَا إِن كَانَت أغذية وَكَانَت عسرة الْفساد لم تستمرأ أصلا وَأما سوء الْوَقْت فَإِذا كَانَ أَخذ الطَّعَام الثَّانِي قبل استمراء الأول وَأما سوء التَّرْتِيب فَإِن يتَنَاوَل الْقَابِض قبل المزاق فَيعرض من ذَلِك الْفساد وَأما من أجل كَيْفيَّة الأغذية فَإِن يطعم من معدته حارة عسلا وبالضد فعلى هَذَا فَافْهَم أَمر النضج الثَّانِي الْكَائِن فِي الْعُرُوق وَذَلِكَ أَنه رُبمَا بَطل حَتَّى يبْقى الكيلوس أَبيض أَو يَسْتَحِيل اسْتِحَالَة معفنة أَو اسْتِحَالَة رَدِيئَة حَتَّى يصير مرَارًا أصفر أَو أسود كَمَا يعرض فِي اليرقان
(2/211)
الْأَصْفَر وَالْأسود وعَلى الْمِثَال فِي الهضم الثَّالِث أَولا يَسْتَحِيل إِلَى الشبيه بالعضو الْبَتَّةَ فَيعرض الهلاس فِي جَمِيع الْجِسْم وَأَن يتشبه بعضه فَيعرض هلاس دون ذَلِك أَو يتشبه تشبها رديئاً فَيصير سَوْدَاء أَو صفراء فَيحدث سرطان أَو نملة أَو برص أَو بهق أَو جرب وَمَا يدْخل من الأفة على الاستمراء من الْأَشْيَاء الحارة سهل الْبُرْء وَأما مَا يَنَالهُ من أجل ضعف قُوَّة الْمعدة فعسر الْبُرْء وَرُبمَا كَانَ لابرء لَهُ لِأَن الْمعدة إِن لم تستمرئ الْغذَاء أصلا لضعف قوتها آل الْأَمر إِمَّا إِلَى زلق الأمعاء أَو إِلَى استسقاء طبلى.
يؤول إِلَى استسقاء طبلى إِذا كَانَ هُنَاكَ أدنى هضم وحرارة وَإِلَى زلق الأمعاء إِذا عدم)
النضج الْبَتَّةَ إِذا كَانَ الْغذَاء معتدل الْكَيْفِيَّة والكمية وَكَانَت سَائِر الْأَشْيَاء كَمَا يجب ثمَّ فسد الاستمراء فَذَلِك لضعف قُوَّة الْمعدة قوتها تضعف لسوء المزاج وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ سوء المزاج حارا أحدث جشاء دخانيا وسهكا وَإِن كَانَ بَارِدًا أحدث جشاء حامضا وَيحدث مَعَ الأول عَطش وَحمى ولايكون من الثَّانِي عَطش ولاحمى وَإِن بردت بردا كَامِلا خرج الْغذَاء على حَاله وَإِن لم يكمل برد الْمعدة فَإِنَّهُ يَجْعَل الأغذية الَّتِي هِيَ إِلَى الْبرد أميل خَاصَّة وَإِن لم يكمل برد الْمعدة فَإِنَّهُ يَجْعَل الأغذية الَّتِي هِيَ إِلَى الْبرد أميل خَاصَّة وَالَّتِي هِيَ أميل إِلَى الْحَرَارَة رياحا نافخة وَجُمْلَة بطلَان الاستمراء يكون من برد مفرط ونقصانه من برد غير مفرط وفساده يكون إِمَّا إِلَى الحموضة وهويكون عَن برد وَإِمَّا إِلَى الدخانية وَهُوَ يكون عَن حز فَأَما الرُّطُوبَة واليبس فَلَيْسَ يُمكن فيهمَا أَن يبطلا الاستمراء وَيُمكن فيهمَا أَن ينقصاه ولايبطلاه لِأَنَّهُ يسْبق حَال اليبس الَّذِي يبطل الاستمراء فِيهِ إِلَى الذبول وتسبق الرُّطُوبَة الَّتِي تبطل الشَّهْوَة وَالِاسْتِسْقَاء.
وَالْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي الْمعدة ينالها الضَّرَر على ثَلَاث إِمَّا آلا تنقبض على الطَّعَام أَو تقبض عَلَيْهِ قبضا ضَعِيفا أَو رديئا وَيحدث عَن بطلَان انقباضها عَلَيْهِ وَضَعفه: إِمَّا ريَاح نافخة أَو خضخضة وَتعرض الرِّيَاح إِذا كَانَت الْأَطْعِمَة مولدة للرياح وَلم تكن الْمعدة شَدِيدَة الْبرد والخضخضة تعرض إِذا اسْتعْمل صَاحبه الشّرْب يعد الْأكل وَكَانَت الْأَطْعِمَة غير رياحية والمعدة بَارِدَة شَدِيدَة الْبرد وَمَتى انقبضت على الطَّعَام انقباضا رديئا وَكَانَت مَعَ انقباضها ترتعد وترتعش وَالطَّعَام المؤذى للمعدة بكيفية أَو بكمية إِن كَانَ خَفِيفا طفا واستفرغ بالقئ وَإِن كَانَ ثقيلا رسب واستفرغ بالاختلاف وَرُبمَا طفا بعضه ورسب بعضه وَكَانَ عَنهُ الهيضة وَقد تعرض من حبس الثفل بِشدَّة أَن يترقى الثفل من لفافة إِلَى لفافة حَتَّى يبلغ الْمعدة فينالها مِنْهُ كَيْفيَّة رَدِيئَة يعرض مِنْهُ كرب واختلال فِي الشَّهْوَة.
الْأَعْضَاء الآلمة إِذا كَانَ فِي الْمعدة سوء مزاج حَار فَأَما أَن يكون مَعَ مَادَّة تنصب فِي تجويفها وعلامته أَن صَاحبهَا إِذا أكل طَعَاما بَارِدًا عسر الْفساد انْتفع بِهِ ويخالط قيئه وبرازه مرار وخاصة فِي القئ.
وَإِن لم يكن فِي تجويفها شئ لَكِن مداخلا لجرمها فعلامته الغثى والتهوع الَّذِي لَا يخرج مَعَه شَيْء والعطش وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَالِانْتِفَاع بالأطعمة الْبَارِدَة عَام لَهما جَمِيعًا وَكَذَلِكَ الجشاء الدخاني
(2/212)
والبارد أَيْضا إِمَّا أَن يكون فِي تجويف الْمعدة وَإِمَّا مداخلا لجرمها ويعمها أجمع قلَّة الْعَطش وَالِانْتِفَاع بالأطعمة الحارة وَكَثْرَة شَهْوَة الطَّعَام ويخص الْخَلْط المنصب فِي جوفها إِذا تنَاول أَطْعِمَة جلاءة كالعسل وَنَحْوه كَانَ فِي قيئه خَاصَّة وَفِي برازه بلغم خَاصَّة ويخص المداخل لجرم الْمعدة الغثى مَعَ عدم مَا يخرج بالقئ لَكِن لاعطش مَعَه إِذا كَانَ عِنْد البلع وجع شَدِيد وَكَانَ يخرج قبل ذَلِك بالقئ شَبيه بالأغشية فَفِي المئ قرحَة وَإِن كَانَ الوجع أَشد وَكَانَ مَوْضِعه أَشد انسفالا فالوجع فِي فمها وَإِن كَانَ الوجع من قُدَّام مَعَ خُرُوج شئ من دَلَائِل القروح بالقئ فالقرحة فِي الْمعدة فَإِذا كَانَ من خلف فالقرحة فِي المرئ والغثيان يدل على أَن فَم الْمعدة عليل وَإِذا لم يتَغَيَّر الطَّعَام أصلا فقد كمل برد الْمعدة وَإِن كَانَ يفْسد إِلَى الحموضة فَهُوَ من ضد الْمعدة والتدخن من حرهَا قَالَ: والغثى إِنَّمَا يحدث من فَم الْمعدة فَقَط التُّخمَة تكون من برد أَو من
القوى الطبيعية القراقر عرض لَازم لسوء استمراء الْغذَاء على الطَّعَام لِأَنَّهَا إِن لم تحتو عَلَيْهِ بِالْكُلِّيَّةِ حدث بَينهَا وَبَين الطَّعَام فضاء يجول فِيهِ الرِّيَاح والرطوبات.
شراب حب الآس يقطع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة وقشور الأترج تقوى الْمعدة ويعين على الهضم مَعُونَة يسيرَة.
ابْن ماسويه: لحم الأترج خاصته تطفئة الْحَرَارَة الَّتِي فِي الْمعدة د: الْإِذْخر نَافِع من أوجاع الْمعدة وَهُوَ نَافِع من أورامها والأقحوان الْأَبْيَض مَتى شربت أَطْرَافه جفف جملَة مَا يتجلب إِلَى الْمعدة والأحمر يجفف جَمِيع أَنْوَاع السيلان إِلَى الْمعدة.
فِي الجشاء والفواق والقراقر والرياح الْخَارِجَة من أَسْفَل والرياح الَّتِي تورم الْبَطن وَالْجنب وَالرِّيح السوداوية الَّتِي تنفخ الْمعدة ووجع الْجنب الْقَدِيم وانتفاخ واختلاج مَا دون الشراسيف وَالرِّيح فِي جَمِيع الْجِسْم والمغص وَالصبيان الَّذين تنتفخ بطونهم.
السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض القراقر تتولد من النفخ والنفخ لَا يتَوَلَّد إِذا لم يكن فِي الْبَطن حرارة الْبَتَّةَ ولايتولد إِذا كَانَ فِي الْجِسْم حرارة قَوِيَّة إِلَّا أَن يكون فِي الأغذية قُوَّة تولد الرِّيَاح ولابد من تولد النفخ من الأغذية المولدة للنفخ عِنْد الهضم لَكِن ذَلِك يكون قَلِيلا يستفرغ الجشاء فَأَما إِذا كَانَ عمل الْحَرَارَة فِي الْغذَاء ضَعِيفا وَجعلت تعْمل فِيهِ تذيبه أَولا أَولا ولاتهضمه هضما محكما فَإِنَّهُ يتَوَلَّد من ذَلِك ريَاح نافخة وَإِذا لم يكن فِي طَاقَة
(2/213)
الْمعدة والأمعاء دفع هَذِه النفخ بالجشاء والرياح الْخَارِجَة من أَسْفَل هَاجَتْ قراقر وتدل بِنَوْع الصَّوْت على حَال الْموضع وَحَال النفخ فَإِذا كَانَ الصَّوْت حادا دَقِيقًا فدورانه من معى ضيق جال لَا محَالة وَهِي بَقِيَّة من الرُّطُوبَة الهوائية وَإِن كَانَت الرّيح بخارية فصوتها يكون كَذَلِك فِي الصغر إِلَّا أَنه صَادِق الحدة وَلَا يكون دَقِيقًا وَجَمِيع الْأَصْوَات الَّتِي إِلَى الحدة والدقة يكون فِي المعى الدقاق وَكلما انحط نَحْو المعى الْوَاسِع كَانَ مَا يسمع من صَوته أقل والأصوات الَّتِي تكون فِي الأمعاء الْغِلَاظ إِذا كَانَت خَالِيَة من الفضول تكون هائلة وَإِن كَانَ مَعَ رُطُوبَة لم يكن الصَّوْت صافيا وَإِن كَانَ بِلَا رُطُوبَة كَانَ صافيا وصفاء الصَّوْت يدل إِمَّا إِلَى نقاء الأمعاء من الرطوبات أَو على أَن فضلا يَابسا محتقنا فَوق والقراقر الَّتِي مَعَ خضخضة وَخُرُوج الثفل بالصوت يكون لرطوبة وريح بخارية وضيق الْآلَة.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض القراقر تكون عَن ضعف القابضة من الطَّعَام وَالشرَاب وَقَالَ فِي الْكتاب مَتى لم ينهضم الطَّعَام فِي الْمعدة هضما محكما لَكِن كَانَ فِيمَا بَينهَا وَبَين الطَّعَام قرحَة حدث عَنْهَا قرقر الفواق يكون عَن شَيْء يُؤْذِي الْمعدة بِبرْدِهِ كَالَّذي يعرض فِي الناافض أَو بلذعه كَمَا يفعل فِي لذع الْخَرْدَل مَتى كَانَت الْحَرَارَة تبلغ من قوتها أَن تحلل الطَّعَام شَيْئا بعد شَيْء ولاتبلغ قوتها فِي الْحَرَارَة أَن تبرز تِلْكَ الرِّيَاح تولدت فِي الْبَطن نفخ وَهَذِه إِذا بقيت فِي الْبَطن كَانَ لَهَا أصوات وَقد يكون بقبقة وَرُبمَا كَانَ صَوتا صافيا وَرُبمَا كَانَ متوسطا وَرُبمَا كَانَ خفِيا والبقبقة تكون من ريح يخالطها رُطُوبَة والصافي يكون إِذا كَانَت الأمعاء ضَعِيفَة وَالرِّيح كَثِيرَة غَلِيظَة وَمَعَهَا شَيْء من الرُّطُوبَة وَإِن كَانَت الرِّيَاح أَكثر حرارة فتحركت كَانَت قراقر وَإِن كَانَت أقل حرارة كَانَت نفخا والبقبقة تدل على قيام ببراز رطب.
الثَّامِنَة من الميامر: الفواق يحدث مرّة من برودة فِي الْمعدة وَمرَّة من امتلاء وَمرَّة لتلذيع حَادث عَن رطوبات خبيثة.
قَالَ: كثيرا مَا يكون الفواق من أخلاط حادة أَو صديد أَو أدوية تلذع فَم الْمعدة أَو طَعَام يفْسد فِيهَا أعنى الْمعدة وَإِذا قاءه الْإِنْسَان سكن فواقه وَرُبمَا برد فَم الْمعدة فَعرض من أَجله فوَاق وَالصبيان يعرض لَهُم الفواق دَائِما من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن برودة فمها ويعرض من طَعَام كثير قد ثقل على فمها وَمن حِدة لذعته والقئ أَنْفَع مَا عولج بِهِ هَؤُلَاءِ والتسخين أبلغ مَا يعالج بِهِ من يُصِيبهُ فوَاق من برد وينفع من الفواق إخدار الْحس بأدوية كَثِيرَة وَمن وَجه آخر يَنْفَعهُ مِنْهُ تَحْلِيل تِلْكَ الأخلاط بأدوية ملطفة مجففة وَمن وَجه آخر بتربد مزاج تِلْكَ الْأَشْيَاء اللذاعة بِمثل هَذَا القرص: قسط زعفران ورد طري مصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة أسارون مثقالان صَبر مثله أفيون مِثْقَال يعجن
(2/214)
بعصارة بزر قطونا ويسقى مِنْهُ نصف مِثْقَال بِبَعْض الْمِيَاه الْمُوَافقَة بالبزر قطونا والأفيون ممايخدر والسنبل يحلل ويقوى والأسارون يحدر الرطوبات بالبول وَالصَّبْر يحدرها بالاستفراغ والقسط والزعفران يقويان ويسخنان وَهَذَا القرص نَافِع من الفواق الشَّديد.
يَجْعَل تأليف أدوية الفواق بِحَسب هَذِه الْأَغْرَاض تَقْوِيَة فَم الْمعدة وإسخانها إِن احتجت وتلطيف الأخلاط والرياح وإخدار الْحس وتركب بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ قرصا جَامعا كَهَذا خُذ سكا سنبلا دَار صينيا نانخواه أفيونا بزر كرفس يقرص ويسقى فَمن تتولد فِي معدته مرّة سوادء)
تنفخ معدته النفخة تضمد معدته فِي وَقت النّوبَة بخل ثَقِيف مسخن فِي أسفنجة فَإِن بقيت النفخة فضع عَلَيْهَا شَيْئا طَربا مَعَ قلفت مسحوق معجون بِعَسَل وَخذ جُزْء صَبر وشبا جزأ مسحوقا معجونا بِعَسَل أَو خُذ جُزْء قلقنت وأخلطه بقيروط وَضعه عَلَيْهَا فَإِذا طبخ أخثاء الْبَقر الراعية يَابسا بشراب وَوضع عَلَيْهِ نَفعه ثمَّ اسْقِهِ إبارج وَنَحْوه قَالَ فآما من تعرض فِي معدته نفخة وتمدد فاطبخ حزمة جعدة واسقه الطبيخ أَو أطبخ فوتنجا جبليا بعد أَن تنقعه لَيْلَة وَخذ من طبيخه فاخلط بِهِ شَيْئا من عسل ومثقال فلفل واسقه قَالَ: وكمدة الْمعدة وضع عَلَيْهَا محاجم وَحَملَة شياقة تخرج الثفل وَالرِّيح وَإِن كَانَ التمدد صعبا فافصد فَهُوَ من أقوى مَا تعالج بِهِ الْإِسْكَنْدَر احذر أَن تسقى من تتولد السَّوْدَاء فِيهِ عَن احتراقات هَذِه فَإِن أَيْضا تصلح لمن يتَوَلَّد فِيهِ خلط سوداوى بَارِد غليظ.
لَيْسَ لكَلَامه كَبِير محصول.
أدوية أرجنجانس للفواق سذاب مَعَ شراب بورق عسل بزر كرفس جندبادستر كمون أنيسون زنجبيل عنصل خل مشكطر امشير فوتنج أسارون سنبل للنفخ والقولنج الريحى: زنجبيل نانخواه كاشم كمون ورق سذاب يَابِس حرمل قَلِيل كرويا يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة ويسقى بِمَاء الْأُصُول لاختلاج مَا دون الشراسيف قَالَ فِي آخر قاطيطربون اسْتعْمل الرِّبَاط الشَّديد عَلَيْهَا.
الأولى من الأخلاط مَتى كَانَ الجشاء أَكثر من الْمِقْدَار وَالصَّوَاب تسكينه لِأَنَّهُ يدْفع الطَّعَام من فَم الْمعدة وَيمْنَع الهضم وَمَتى لم يكن الجشاء أصلا فَإنَّا نحرطه إِذا احتجنا إِلَى ذَلِك وَذَلِكَ عِنْد انتفاخ المرئ والرياح والنفخ مَتى امْتَلَأت الْمعدة مِنْهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تحثها وتحركها لِلْخُرُوجِ وَمَتى كَانَ فِي الْمعدة والأمعاء بلاغم غَلِيظَة فَلَا تستدعها وتحرك
(2/215)
الرِّيَاح لكى لَا يهيج مِنْهَا شَيْء أصعب فَيَنْبَغِي أَن تسكن إِذا هَاجَتْ وتعالج بأدوية مقطعَة ملطفة الجشاء يكون من ريح غَلِيظَة نافخة تستفرغ من الْفَم وَيدل على خلط بلغم أَو على ضعف الْمعدة وَهَذَا الضعْف رُبمَا كَانَ من سوء مزاج فَقَط قَالَ وَالْفرق بَين الجشاء وَالرِّيح الْخَارِجَة من أَسْفَل أَن هَذَا يكون محتبسا فِي فَم الْمعدة وَالْآخر فِي الأمعاء قَالَ: وَاحْتِمَال الْإِنْسَان مضض الفواق وَتَركه عَظِيم النَّفْع فِي تسكينه حَتَّى أَن العليل لَا يحْتَاج إِلَى علاج غير ذَلِك الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: أَحْمد الرِّيَاح الْخَارِجَة من أَسْفَل مالم يكن مَعَ صَوت وَخُرُوجه على حَال مَعَ صَوت خير من احتقانهاوإذا خرجت مَعَ صَوت فَإِنَّهَا تدل على أَن بصاحبها ألما شَدِيدا واختلاط عقل إِلَّا أَن يكون ذَلِك عَن إِرَادَة قَالَ الرّيح)
الْخَارِجَة مَعَ صَوت تدل على كَثْرَة بخارية غَلِيظَة أَو على ضيق آلَات النَّفس تنفذ فِيهَا فَمَتَى لم تكن الرّيح كَثِيرَة وَلَا الألات الَّتِي تخرج فِيهَا وَاسِعَة فخروجها يكون بِلَا صَوت.
وَأما انتفاخ مَا دون الشراسيف فَإِنَّهُ إِذا كَانَ قريب الْعَهْد وَلم يكن التهاب فَإِن القرقرة الْحَادِثَة فِي ذَلِك الْموضع تحله وخاصة إِذا خرج مَعَ البرَاز ريَاح لِأَن القراقر لَا تدل على أَن فِي الْبَطن ريحًا فَقَط لَكِن ريحًا مَعَ رُطُوبَة فَمَتَى انحطت إِلَى أَسْفَل سكن تمدد الشراسيف وَمَتى خرجت من أَسْفَل وخاصة إِن استفرغت الرّيح مَعَ الْبَوْل وَالْبرَاز لِأَنَّهُ مَتى عرض مثل هَذَا الاستفراغ لم يبْق فِي الْبَطن شَيْء من الْفُصُول الْبَتَّةَ.
الْخَامِسَة من الْفُصُول الفواق ريح تعرض فِي رَأس المرئ فِي قَول أبقراط وَإِذا حدث بعد استفراغ شَدِيد فردئ.
السَّادِسَة: العطاس يسكن الفواق الْكَائِن من امتلاء بِمَاء لِأَنَّهُ يزعج الرطوبات ويقطعها.
قَالَ: وَقد يسْتَدلّ على أَن الفواق من امتلاء يعرض للصبيان مِنْهُ إِذا تملاؤا من الطَّعَام وَبرد الْهَوَاء أَيْضا وكل برودة تمنع الْأَجْسَام العصبية أَن ينْحل مِنْهَا مَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يحدث لذَلِك امتلاء فَيحدث فواقا.
قَالَ أبقراط: الفواق يكون من امتلاء وَمن استفراغ قَالَ ج: الفواق إِنَّمَا يكون من فَم الْمعدة عِنْد شوقها إِلَى دفع شَيْء مؤذ قد غاص وَبعد من جرمها فَلذَلِك حركته أقوى من حَرَكَة القئ لِأَن القئ يروم أَن يدْفع شَيْئا فِي تجويف الْمعدة وَهَذَا يُرِيد أَن يدْفع شَيْئا غائصا لاحجا قَالَ: وَإِن سمى أحد الفواق حَرَكَة مَا للمعدة من جنس القئ فَإِنَّهُ أَجود من أَن يُسمى تشنجاقال: ويستدل على ذَلِك أَن أَكثر النَّاس إِذا سقوا فلفلا مسحوقا ثمَّ شربوا بعده شرابًا ممزوجا بِمَاء حَار عرض لَهُم الفواق على
(2/216)
الْمَكَان لِأَن الشَّرَاب يُوصل الفلفل إِلَى عمق جرم الْمعدة والفواق إِنَّمَا يكون عِنْد شوق الْمعدة إِلَى دفع خلط مؤذ لاحج فِيهَا.
السَّابِعَة قَالَ: حَال الفواق فِي الْمعدة كَحال التشنج من العصب وَيكون من أخلاط تؤذي الْمعدة وَرُبمَا كَانَت هَذِه الآخلاط تؤذي الْمعدة كلهَا وَرُبمَا آذت فمها والمرئ فَإِذا قذفت الْمعدة هَذِه الرطوبات بالقيء سكن الفواق.
هَذَا إِذا كَانَ المؤذي أخلاطا فَإِن الْقَيْء يسكن الفواق وَأَنا أَحسب أَن الَّذِي يكون أَيْضا من أخلاط تشربتها الْمعدة يسقى المَاء الْحَار ويقيأ مرّة بعد أُخْرَى فَإِنَّهُ يسكن الفواق لِأَنَّهُ يغسل ذَلِك)
فَأَما الَّذِي بِلَا مَادَّة والبارد فيسكنه التكميد والأدوية الحارة واليابس يسكنهُ اللعابات والأمراق وَنَحْوهَا.
من الْمَوْت السَّرِيع من أَصَابِع فوَاق وأصابه عطاس من نَفسه انحل فواقه وَإِذا كن مَعَ الفواق ورم ظهر بالجانب الْأَيْمن خَارج عَن الطبيعة من غير سَبَب مَعْرُوف وَكَانَ الفواق شَدِيدا هلك بِسُرْعَة.
الثَّالِثَة من الثَّالِثَة: طول إمْسَاك النَّفس يسكن الفواق لِأَنَّهُ يلطف الْأَرْوَاح الغليظة بِشدَّة الْحَرَارَة والحمئة الْحَادِثَة عِنْد إمْسَاك النَّفس قتبرز حِينَئِذٍ من المسام.
الثَّالِثَة من السَّادِسَة: من يُصِيبهُ برد شَدِيد يمْلَأ بَطْنه نفخا.
الأغذية الأولى: جَمِيع الْأَدْوِيَة المنفخة تذْهب رياحها إِذا أكل. بعْدهَا شَيْئا ملطفة.
الْيَهُودِيّ: يسقى للفواق إِذا أزمن دهن الكلكلانج وَأكْثر مَا تحدث الرِّيَاح الَّتِي تزم الْجَنِين والبطن فِي الشتَاء وَإِذا كثر فِي الْإِنْسَان نفع مِنْهُ حب الصَّبْر يشرب بِمَاء الأفاويا والشخنازيا والأميروسيا وينفع من الَّتِي تهيج من السَّوْدَاء من تزمم الْبَطن بكماد يتَّخذ من زاج مسحوق وخل خمر حامض وأعواد شبث يطْبخ كلهَا وينطل بِهِ.
طلاء للانتفاخ: شونيز حب الْغَار سذاب يطْبخ فِي المَاء ويطبخ المَاء فِي الدّهن وادهن بِهِ الْبَطن ودهن السوسن عَجِيب فِي تَحْلِيل الرِّيَاح من الْبَطن ثمَّ يمرخ بِهِ الْبَطن نعما ويحقن بِهِ أَيْضا قَالَ: الرِّيَاح الَّتِي تكون فِي الخاصرة مَا يكون مِنْهَا فِي الْجنب الْأَيْمن أسْرع سكونا.
أهرن: ينفع من الفواق شدّ الْأَصَابِع الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ والقيء والعطاس قَالَ: والعارض من رُطُوبَة غَلِيظَة يَنْفَعهُ أَن يعجن دِرْهَم بورق بِعَسَل ويعطاه.
الفواق الْعَارِض من ورم فِي الْمعدة فِي فمها أَو لاستفراغ أَو ليبس فعسر العلاج وعلاجه على حَال المَاء: بِمَاء القرع وَمَاء الشّعير وَمَاء البزرقطونا وَالَّذِي من الورم: بِخِيَار شنبر مَعَ الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَلَا يكَاد يبرأ الفواق الهائج من يبس الْبدن.
(2/217)
الطَّبَرِيّ فِي كتب الْهِنْد: بغلى زنجبيل فِي مَاء وَيجْعَل فِيهِ شَيْء من فانيذ وَيشْرب وَيُؤْخَذ من لبن الْمعز ويسخن بعضه وَيشْرب مرّة من الْحَار وَمرَّة من الْبَارِد مرَارًا.
أهرن للرياح الغليظة فِي الْمعدة: كستج السكبينج وجوارش البزور وجوارش الأنجدان قَالَ: وامرخ الْمعدة والمراق وَالظّهْر بدهن سذاب وجند بادستر وعَلى الْمعدة فِي وَقت خلائها فِي)
المحاجم قَالَ: والفواق يكون من خلط بَارِد غليظ فِي الْمعدة أَو من ريح غَلِيظَة أَو خلط حَار يلذع فمها أَو من خلاء الْمعدة بِشدَّة قيء أَو إسهال فَإِن فِي هَذِه الْحَال تَجف الْمعدة وتنقبض وتسخن أَو من ورم فمها فعلاج الْفضل الغليظ الْبَارِد الرطب وَالرِّيح: بحب السذاب أَو مرزنجوش أَو سذاب يطْبخ فِي شراب ويسقى وَيُعْطى بورقا يقيأ بِهِ ويسقى كمونيا مثقالين بسكرجة مَاء فاتر أَو قنداديقون أَو فلافلي أَو جوارش البزور أَو شخزنايا أَو نَحْوهَا واعطه من الأرياج ليمتسيه وَيخرج الْفضل الغليظ.
علاج الْخَلْط الغليظ بالقيء والإسهال أَولا ثمَّ الملطفات وبالعطاس وَإنَّهُ يذهب الرّيح ويفشها وبالغضب والفزع والهم الْكثير فَإِنَّهُ يذهب الفواق ويشد الْأَصَابِع وَأما الْعَارِض فِي الحميات وَعند الأستفراغ فَإِنَّمَا هُوَ تشنج فِي الْمعدة وعلاجه عسر ويعالج على حَال: بِمَاء القرع.
الْإِسْكَنْدَر: الفواق فِي الْحمى الشَّدِيدَة خَبِيث رَدِيء: كثيرا مَا رَأَيْته يسكن بِشَربَة مَاء وَالَّذِي من ورم رَدِيء فِي الْمعدة وعلاجه: بِمَا يُرْخِي ويلين الدَّم وَيشْرب مَاء فاترا والفصد وَالَّذِي من ريح: عطسه فَإِنَّهُ يقبض على الْمعدة فَتخرج الرّيح.
شرك: رش على صَاحب الفواق مَاء بَارِدًا أَو يفزع أَو يحدث بِمَا يغمه جدا أَو بِمَا يفرحه جدا كي يشْتَد شغله يشْغلهُ بِهِ وَإِذا كَانَت ريح غَلِيظَة فِي الْمعدة فأفضل مَا يعالج بِهِ الْقَيْء فَإِن كَانَت فِي الأسافل فبالإسهال وَإِن كَانَت فِي جَمِيع الْجِسْم فتعريق الْيَابِس وهوالحمام الْيَابِس.
مَجْهُول للرياح فِي الْبَطن والخاصرة: خولنجان يسحق ويعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ كالجوزة غدْوَة شَمْعُون الفواق يكون من رُطُوبَة وعلامته: لَا يكون الْفَم فِيهِ يَابسا وَلَا عطشا علاجه: بالقيء والعطاس والفلافي والكموني وأسهله بحب الإريارج وَالَّذِي عَن يبس علاجه: النّوم ويسقى شرابًا ويضمد الْمعدة بأفاويا الفواق الرطب وبالأشياء الرّطبَة للفواق الْيَابِس قَالَ: يطْبخ جند بادستير وكمون وأنجدان وَنَحْوهَا فِي دهن ويمرخ بِهِ المراق عِنْد شدَّة الوجع من الرّيح وَقَالَ: الْبَطن المنتفخ من الْمرة السَّوْدَاء خل وَمَاء يخلطان وَيجْعَل فيهمَا شَيْء من بورق ويكمد بهما وأسهل بِمَاء يسهل السَّوْدَاء وضمد الطحال بأضمدة.
(2/218)
مَجْهُول الفواق الشَّديد الدَّائِم: ادهن الْمعدة بدهن ورد قد حل فِيهِ دهن المصطكى وَيحبس النَّفس وتدهن الْمعدة وَيكثر الرّكُوب والتعب وَشرب المَاء الْحَار والغذاء الْخَفِيف وَالْحمام والمحاجم على الْمعدة بِلَا شَرط وَإِن أسرف فضع على الْمعدة المحمرة واسق رب السفرجل)
الْمَعْمُول بِعَسَل ويطبخ بأفسنتين وجعدة يكمد بِهِ الْمعدة أَو يسقى طبيخ الفوتنج أَو أَقْرَاص الْكَوْكَب.
الأولى من مسَائِل أبذيميا الرّيح الْخَارِجَة إِن كَانَت ذَات صَوت تدل على خلط غليظ لم تنهضم أَو على ضيق مخرجها وَإِن كَانَت غير ذِي صَوت دلّت على لطافتها وانهضامها أَو على سَعَة مخرجها.
بولس: إِن أَكثر التأذى بالنفخ يسحق سذاب بِعَسَل حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل وَيجْعَل مَعَه نطرون وكمون وَمَاء وتلطخ صوفه وتحتمل فَإِنَّهُ يخرج رياحا كَثِيرَة يجد لَهَا رَائِحَة وَهُوَ جيد للقولنج.
أريباسيس إِن سحق ورق سذاب مَعَ كمون وخلط بِزَيْت ودلك بِهِ الْبَطن ينفع من الوجع الْعَارِض من الرِّيَاح.
تياذوق يحلل الرِّيَاح جدا: خولنجان وطبيخه.
مَجْهُول حب يحلل الرِّيَاح تحليلا قَوِيا: سكبينج وخولنجان يعجنان ويحببان كالحمص وَيشْرب مِثْقَال بِمَاء حَار وَهُوَ يحلل الرِّيَاح.
من التَّذْكِرَة لوجع الْجَنِين الْمُتَوَلد من برد: جنطيان وَج قسط راوند صيني يسقى من جَمِيعهَا مِثْقَال بِمَاء حَار.
المنجح: ينفع من النفخ والقراقر جوارش البزور وينفع من الفواق الْعَارِض من أمتلاء هَذِه القرصة: قسط إيارج فيقرا أصل الْإِذْخر وفقاحه تَمام يَابِس فوتنج بَرِيء فلنجمشك سذاب بزر كرفس كندر ذكر مصطكي علك القرنفل فطراساليون كرويا كمون مرماحور ملح هندي بسباسة يعجن الْجَمِيع بِمَاء النعنع ويقرص كل قرص وزن مِثْقَال وَيشْرب بشراب الأفسنتين وَالطَّعَام المغص يعرض فِي الأمعاء وَقَالَ حنين: ينفع مِنْهُ حب الْغَار الْيَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم أَو كمون مقلو مسحوق أَو يمضغ حب الْغَار على الرِّيق ويبلع مَاؤُهُ أَو يضمد بِهِ بعد دقة مَعَ
(2/219)
شراب وتضمد بِهِ السُّرَّة قَالَ: وَأما الجشاء فَإِنَّهُ يحدث عَن ريح نافخة يستفرغ بالفم وحدوثه إِمَّا من خلط بلغمي أَو عَن ضعف الْمعدة وَإِمَّا لسوء مزاج مَعَ مَادَّة أَو بِلَا مَادَّة فَإِذا كثر الجشاء حَتَّى تجَاوز الإعتدال وَدفع الطَّعَام فِي فَم الْمعدة فَعِنْدَ ذَلِك يَنْبَغِي أَن يسكن قَالَ: وَإِذا انتفخت الْمعدة وَلم يعرض جشاء فَيَنْبَغِي أَن يحك الجشاء.)
رَأَيْت الجشاء أَكثر مَا يكون بعقب الأستمرار الصَّحِيح فَانْظُر ذَلِك وميزه قَالَ: الفواق يكون عَن تَحْرِيك الْمعدة بكليتها لدفع شَيْء مؤذ وَامْتِنَاع ذَلِك الشَّيْء من الأندفاع وَقد يعرض عَن أخلاط رَدِيئَة تلذع الْمعدة فَإِذا تقيأ نفع وَإِذا فسد الطَّعَام فِي الْمعدة إِلَى شَيْء يلذع حدث الفواق وَقد يحدث بِسَبَب برد يُصِيب فمها وَأكْثر مَا يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِيهَا وَيكثر ذَلِك من الصّبيان.
والفواق عَن كَثْرَة الْأَطْعِمَة ولذعها علاجه: الْقَيْء والكائن عَن برد فمها: فبمَا يسخن والكائن عَن أمتلاء: فبتحريك الْمعدة قسراكى تنقلع الرطوبات الَّتِي فِيهَا وتستفرغ وتتحلل وَهَذَا يكون بالعطاس والكائن بالأستفراغ: فبمَا يرطب والكائن عَن رُطُوبَة فِي الْمعدة أَو ريح فِيهَا: يسقى شرابًا قد طبخ مَعَه سذاب أَو بورق مَعَ عسل أَو الجزر الْبري أَو الكمون أَو أنيسون أَو زنجبيل أَو بصل العنصل قد أنقع فِي خل أَو فوتنج نهري أَو أسارون مُفردا ومؤلفة والكائن عَن أمتلاء وأخلاط لزجة رَدِيئَة يسقى جند بادستر يَسِيرا مَعَ خل ممزوج وَقد ينفع إِن لطخت الْمعدة بِزَيْت عَتيق أَو زنبق وينفع الفواق: يسقى مَاء الْعَسَل مَعَ بورق أَو شم الْجند بادستر وأنجدانا ويسكنه الْعَطش وإمساك النَّفس.
وللمغص من ريح: سذاب وفلفل بِالسَّوِيَّةِ يشرب بِمَاء فاتر وَكَذَا ينفع النفخ الَّذِي فِي الْبَطن: نانخواه أَو نعنع فلفل أُوقِيَّة زنجبيل أُوقِيَّة أُوقِيَّة زنجبيل أُوقِيَّة ويسقى ملعقة.
معجون يحل النفخ وينفع من القولنج: كاشم بري أوقيتان بزر كرفس جبلي أُوقِيَّة دوقو سنبل من كل وَاحِد أُوقِيَّة أفتيمون أَربع أَوَاقٍ أترنج أَرْبَعَة دَرَاهِم.
على هَذَا: نانخواه أُوقِيَّة سكبينج ربع أُوقِيَّة يحبب.
حقنة تحل الرِّيَاح وتخرجها من أَسْفَل: كمون شونيز نانخواه من كل وَاحِد جزؤ فلفل ربع جُزْء يطْبخ بِمَاء سَبْعَة أَمْثَاله حَتَّى يحمر وَيصب عَلَيْهِ مثله دهنا ويطبخ حَتَّى ينصب المَاء ويحقن بِهِ.
ابْن ماسويه فِي المنقية للفواق الَّذِي من امتلاء: الْحمام على الرِّيق ثمَّ يشرب طبيخ البزور ويغتذى بطيهوج أَو بشفنين أَو مخاليف الدراج زيرباجا بشبث ونعنع وشراب ريحاني.
لوجع الْجنب المزمن: أَطْرَاف الكرنب النبطي وبزره بِالسَّوِيَّةِ يدق جيدا مَعَ شَيْء من شَحم أوز ودهن سوسن وشحم كلى مَاعِز وَيُوضَع على الْجنب وَهُوَ حَار بِمِقْدَار مَا يُمكن وَإِذا برد
(2/220)
يسخن ويعاد قَالَ: وينفع من وجع الْجنب من برودة: وَج سَبْعَة قُوَّة قسط مر وحلو راوند)
جنطيانا رومى زراوند طَوِيل يشرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ ودهن السوسان أَو دهن البان أَو دهن الْقسْط.
ابْن ماسويه فِي كتاب الْغذَاء: يسقى للريح الغليظة فِي الْبَطن نَقِيع الصَّبْر ودهن خروع أَو دهن لوز مر ثَلَاث دَرَاهِم مَعَ مَاء الْأُصُول ونانخواه وكاشم وأنيسون أَو شخزنايا وجوارش البزور ودواء الْمسك وَيجْعَل فِي طَعَامه توابيل وَيشْرب مَاء الْعَسَل أَو شرابًا عتيقا ويدهن الْمعدة بدهن الناردين ويحذر المنفخة كالبقول والحبوب والكشك والسمك ويقلل شرب المَاء وَيشْرب مِنْهُ مَاء قد غلى حَتَّى ذهب نصفه ويطرح فِيهِ شَيْء من مصطكى.
ابْن سرابيون قَالَ: يحل النفخة أَن يدهن الْعُضْو مَرَّات بدهن مفتش وتوضع عَلَيْهِ المراهم المحللة القوية المتخذة بزوفا وشبث وَمَاء الرماد وَنَحْوهَا.
وَله فِي المغص: المغص يحدث من ريَاح غَلِيظَة لَا تخرج من فضلات حريفة لذاعة وَمن فضول غَلِيظَة إِذا رامت الطبيعة دَفعهَا فَلم تستطع فَانْظُر إِن كَانَ السَّبَب المغص لذع الْفضل الْحَار فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المعدلة كبزر قطونا ودهن ورد وَإِن كَانَ فضلا غليظا فَاسْتعْمل الرشاد ودهن زَيْت وَإِن كَانَ ريا حا غَلِيظَة فَاسْتعْمل سذابا كمونا نانخواه حب الْغَار وَقَالَ: والجشاء يحدث إِذا حدثت ريَاح منخفضة فِي الْمعدة وتدانت إِلَى الْفَم وَتَكون إِمَّا لضعف الْمعدة أَو لخلط بلغمي فَإِن كَانَ الجشاء قَصِيرا دفع فِي سُكُون نفخ الْمعدة وَإِذا كَانَ فَوق الْقدر رفع الْغذَاء مَعَه وَمنع الهضم فَانْظُر إِذا امْتنع الجشاء الْبَتَّةَ والنفخ فِي الْمعدة فأهجه وَإِن رَأَيْته عنيفا فسكنه بِإِبْطَال السَّبَب الْفَاعِل لَهُ وَإِن كَانَ بلغما نقضه وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَانْظُر مِمَّا هُوَ وقاومه.
قَالَ: والفواق يكون من امتلاء شَدِيد أَو عَن يبس فِي الْمعدة أَو للذع أَو لفساد مزاج بَارِد.
والكائن عَن امتلاء يكون إِمَّا لِكَثْرَة أغذية أَو لامتلاء مُتَقَدم والكائن من تلذيع يكون إِمَّا من أخلاط رَدِيئَة أَو من أغذية حريفة.
وَالَّذِي من الاستفراغ يكون إِمَّا لاستفراغ عنيف أَو لمَرض من وجع عنيف.
والحادث عَن برد يحدث للشيوخ وَفِي طول الْأَمْرَاض علاج الَّذِي من كَثْرَة الأغذية: بالقيء وَالَّذِي لخلط لذاع: بالقيء أَيْضا ثمَّ التَّعْدِيل واستفراغه بالإيارج الَّذِي يُمكنهُ استيصال الأخلاط الغائصة فِي الطَّبَقَات وبالعطاس لإزعاجه وقلعه الأخلاط المتشبثة.
وَأما الْبَارِد الرطب: فطبيخ البزور الحارة والزنجبيل والفوتنج والأسارون والسنبل والراوند)
والوج والجندبادستر أَو بميبختج وينفع قشور الفستق إِذا طبخ مَعَ أصل الْإِذْخر بِالسَّوِيَّةِ وَيشْرب وَيَنْبَغِي أَن يسقى من بزر النمام دِرْهَمَانِ مَعَ دِرْهَم كمون بشراب صرف وَأما للذع: فاستفرغ أَولا بِمَا يحطه مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو ولعاب بزرقطونا وَالتَّدْبِير المرطب وَأما الْيَابِس: فليدفع إِلَيْهِم أَولا مَاء حَار مَعَ دهن لوز حُلْو ودهن بنفسج وَمن بعد
(2/221)
يُعْطون مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو وَمَاء القرع وَمَاء القثاء واللعابات مَعَ دهن لوز حُلْو ودهن قرع فَإِن حدث فوَاق عَن فلغموني فِي الكبد: فافصده الباسليق واسق مَاء الْبُقُول وضمد الكبد واسق مَاء الشّعير.
ابْن ماسويه شياقة تفتش الرِّيَاح: شونيزوج راسن مجفف قشور الْكبر فوتنج جند بادستر جاوشير تشيف وتحتمل اللَّيْل كُله.
الرَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: إِذا كَانَت الْمعدة لَا تحتوي على الْغذَاء امْتَلَأت من الرّيح سَرِيعا كَمَا يغتذى الْإِنْسَان وَإِن لم يكن غذاؤه ريحيا وَالْمَاء الْبَارِد يعين على تقبض الْمعدة على الطَّعَام مَعُونَة كَبِيرَة.
مَتى رَأَيْت أحدا ينتفخ بَطْنه إِذا أكل فلينم على بَطْنه وألزمه مخدة لينَة حارة.
أَقْرَاص للفواق لسابور: ينفع لأكْثر ضروبه: قسط صَبر سوقطرى إذخر نمام يَابِس فوتنج جبلي نعنع يَابِس سذاب بزر كرفس كندر أسارون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد أَحْمَر نصف الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: الْخُمُور الغليظة تولد رياحا بخارية غَلِيظَة وَالْخُمُور الرقيقة لَا تتولد عَنْهَا ريَاح فَإِن تولدت عَنْهَا ريح فَإِنَّهَا تكون لَطِيفَة هوائية لَا مائية بخارية.
الْأَشْيَاء المنفخة إِذا كَانَت رقيقَة القوام غير لزجة يكون عِنْدَمَا تتولد عَنْهَا ريَاح لَطِيفَة تنفش سَرِيعا بالجشاء وَالْخُرُوج من أَسْفَل والأشياء الغليظة تتولد عَنْهَا ريَاح غَلِيظَة.
الأولى من الأخلاط: الرِّيَاح الغليظة فِي الْبَطن سَبَب لسوء الاستمراء أَو انطلاق الْبَطن وَتَكون محتبسة فِي فضاء الأمعاء وَهَذِه لَا توجع.
وَمَعَهَا قَرَار وحركة وَإِذا كَانَت متشبثة بَين طَبَقَات الأمعاء كَانَ مَعَه وجع بِقدر غلظه تمديده.
أوجاع القولنج تكون كَذَلِك وَلذَلِك لَا تخرج من أَسْفَل ويشتد وجعها ويعالج بالتكميد وَقَالَ: المغص أسم يَقع على تلذيع الأمعاء بالاستفراغ فَمَا كَانَ من أَسْفَل الْبَطن يكون أَلين وأسكن وَمَا كَانَ فَوق كَانَ فَوق كَانَ أَشد وجعا.
رَأَيْت ضربا من الرِّيَاح والقراقر يحدث فِي الْبَطن عِنْد الْخَلَاء والجوع وبعقب الهيضة والاستفراغ)
ويسكن حِين يتغذى الانسان ومخرجه من الْقيَاس صَحِيح.
من تقدمة الأنذار لأبقراط: استمساك الصَّوْت مَعَ القولنج رَدِيء.
الثَّانِيَة من الميامر: سَبَب تولد الرِّيَاح النافخة فِي الْمعدة والبطن نُقْصَان الْحَرَارَة الغريزية حَتَّى تصير إِلَى مقداريتولد من الْمَأْكُول ريح بخارية لَا تنفش وتضعف الْقُوَّة حَتَّى لَا تَسْتَطِيع تِلْكَ الْأَعْضَاء العصرة على تِلْكَ الرِّيَاح دفْعَة فالعلاج إِذا: الاسخان وَالْقَبْض والدلك جمل أدوية أفاوية وجورشات مركبة من الحارة القابضة والغمز عَلَيْهَا وتقويتها أَيْضا.
(2/222)
الْيَهُودِيّ: إِذا أزمن الفواق وَطَالَ أمره جدا سقى دهن الكلكلانج.
بولس: الْقَيْء نعم العلاج للفواق الْكَائِن من امتلاء أَو من غذَاء يفْسد فِي الْمعدة وَكَذَلِكَ العطاس فَإِذا كَانَ الفواق من برد لحق الْمعدة فالدلك الدثار والمروخ بدهن مسخن والكائن من شَيْء لزاع للمرى كالفلفل وَنَحْوه مِمَّا يغسل وَنَحْو ذَلِك الْأَثر كَالْمَاءِ والأمراق الحارة اللينة والكائن من استفراغ بِنَحْوِ هَذَا من العلاج مَعَ الزِّيَادَة فِي الْغذَاء وَالشرَاب والفواق الهائج من رطوبات ورياح علاجه: المفشة للرياح الغليظة والكمون والشيح والزراوند والكرفس والزنجبيل والفوتنج والنعنع فَإِن كَانَت غَلِيظَة لزجة فأعطه: جند بادستر وخلا أَو خل العنصل أَو سكنجبينه وينفع من الفواق نعما: حبس النَّفس وينفع الَّذِي برد: أَن يطلى الْبَطن بجند بادستر مَعَ دهن قثاء الْحمار أَو زَيْت عَتيق.
ابْن سرابيون: الفواق يحدث إِمَّا لثقل الطَّعَام على الْمعدة أَو لتلذيع خلط حاد أَو لرياح غَلِيظَة أَو ليبس شَدِيد أولورم فِي الكبد وعلاج الَّذِي من أغذية كَثِيرَة الْفساد: الْقَيْء وَكَذَا الَّذِي من كيموس محتبس فِي الْمعدة إِن كَانَ سابحا أَو غائصا: فالفيقرا وَحب الصَّبْر وَإِن كَانَ من سوء المزاج بَارِد فَانْظُر أمع مَادَّة هُوَ أم لَا فَإِن كَانَ بِلَا مَادَّة فسخن الْمعدة بالضماد والمروخ وَالشرَاب الصّرْف وطبيخ الْأَشْيَاء العطرية المسخنة وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة: فالنفض بحب الأفاوية والعطاس يهز ويقلع الأخلاط عَن فَم الْمعدة.
وَمن جيد الْأَدْوِيَة لفواق الْبَارِد: أَن يمرخ بجندبادستر وزيت عَتيق أَو بدهن الناردين ويسقى من الْجند بادستر نصف دِرْهَم قسط مر نصف بطراساليون دِرْهَم بِمَاء النعنع قشور الفستق الملبس على الْخشب جيد يطْبخ مَعَ أصُول الْإِذْخر والسعد والكندر والكمون وَيشْرب والمصطكى والسنبل وَقد جربنَا قشور الطّلع يسحق بعد تجفيفه ويسقى مِنْهُ مِثْقَالا.)
فَأَما الَّذِي من ريح غَلِيظَة تولدت فِي الْمعدة لتخم تقادمت فاسقة سذابا يابسة شراب.
وَرُبمَا كَانَ سَبَب هَذِه الرّيح بلاغم غَلِيظَة فِي الْمعدة تنْحَل إِلَى مثل هَذِه الرِّيَاح قَلِيلا قَلِيلا وَحِينَئِذٍ يجب: أَن يسقى بالبورق وَمَاء الْعَسَل ويسهل بعد أَن يعْطى عنصلا بشراب.
وَأما الْحَادِث عَن جفاف فَم الْمعدة وَيكون فِي الْحمى فاسقة: مَاء الشّعير والخياروماء الرُّمَّان الحلو ودهن لوز حُلْو. ولعاب بزر قطونانافع لَهُم جدا ويضمدون بِمثل هَذِه وينطل.
وَالَّذِي عَن ورم فِي الكبد فافصده وافصد واسق مَاء الْبُقُول مَعَ الْخِيَار شنبر وضمد الكبد قَالَ: النفخة السوداوية تكمد: بخل مطبوخ فِيهِ جعدة وبابونج ومرزنجوش وسذاب وَحب الْغَار.
(2/223)
قرص نَافِع لوجع الأضلاع من أخلاط غَلِيظَة ورياح: قشور أصل الْكبر قسط حُلْو مر وَوَج جندبادستر حب الْغَار حب بِلِسَان لوز مر فلفل بِالسَّوِيَّةِ يقرص الشربة مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء الْأُصُول.
قرص يذهب بالنفخة بتة: خولنجان أنيسون من كل وَاحِدَة ثَلَاثَة فلفل سذاب ورق مجفف حب الْغَار دِرْهَم نانخواه دِرْهَمَانِ كمون سكبينج من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف يَجْعَل أقراصا الشربة بمثقال بشراب عَتيق أَو يطْبخ كمون وَهُوَ جيد للخاصرة. ج: الْأَدْوِيَة النافعة من وجع الأضلاع: لوز مر قسط والأنيسون يحل الرِّيَاح من الطن بِقُوَّة قَوِيَّة الزراوند المدحرج جيد للفواق. د: الكرويا يحل النفخ الْقسْط جيد لوجع الجنبين الريحى البارزد جيد أَيْضا رماد الكرنب مَتى خلط بشحم عَتيق وضمد بِهِ أَبْرَأ وجع الْجنب الْعَتِيق المزمن. الكاشم يطرد الرِّيَاح وخاصة البرى السوسن يحلهَا غَايَة التَّحْلِيل البطراساليون يحل النفخ جدا السذاب نَافِع لذَلِك الجندبادستر نَافِع من النفخ الغليظة والفواق الأمتلائي والمغص الريحي إِذا شرب بخل ممزوج وَذَلِكَ بِهِ الْعُضْو بِزَيْت طبيخ الوش ينفع من وجع الْجنب والأضلاع والمغص قردمانا إِذا شرب بِمَاء جيد للمغص المر يحل المغص والسنبل يحل النفخ الاذخر يحل النفخ حب البلسان جيد للمغص اللوز المر إِذا شرب معجونا بِعَسَل أذهب النفخ من الأمعاء وخاصة من القولن وبزر البادروج إِذا شرب وَافق من بِهِ نفخ جدا وَهُوَ حريف معطس كالكندش الثوم يحل النفخ من الْبَطن جدا.
من كَانَ قلقا من قولنج فَهُوَ إِن الثوم صَالح لَهُ أَن أَخذ مَعَ ورق الْغَار الطري أَو حب الْغَار)
ويسكن المغص الريحي والغاريقون جيد للمغص الَّذِي من الْأَرْوَاح الغليظة. د: الجنطيانا إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء وَافق وجع الْجنب القنطوريون الْكَبِير جيد لوجع الْجنب والريحي إِذا شرب بِمَاء قد طبخ فِيهِ أسارون الفوتنج يذهب النفخ والمغص وَالشرَاب مَتى طبخ مَعَ سذاب يَابِس أَو شبث أذهب المغص الجاوشير يحل المغص وأوجاع الْجنب الريحي والزوفرا يحل النفخ من الْبَطن الكاشم يفعل ذَلِك بزر الشبث والشبث يحلان النفخ ويسكنان الفواق والكمون إذاطبخ بِزَيْت واحتقن بِهِ أَو خلط بدقيق شعير
(2/224)
وتضمد بِهِ نفع المغص والنفخ والنانخواه تحل النفخ والمغص إِذا شرب بشراب السكبينج جيد لوجع الْجنب.
ماسرجويه: المرداسفرج من أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ وَهُوَ أبلغ الْأَشْيَاء سقى مِنْهُ الصّبيان الَّذِي ينتفخ بطونهم بزر الجزر والوج يحلان النفخ.
روفس: رماد أصُول الكرنب يعجن بشحم عَتيق ويضمد بِهِ الْجنب الْأَلَم فيسكنه لِأَنَّهُ يكثر التَّحَلُّل جدا.
سندهشار: المَاء المالح الْحَار جيد للفواق والنفخة ووجع الْجنب والخاصرة.
ابْن ماسويه: خَاصَّة النانخواه ذهَاب المغص الريحي.
ابو جريح قَالَ: طَبِيعَته أَن النانخواة أَن يبطل النفخ الْبَتَّةَ.
ابْن ماسويه: السكبينج خاصته حل الرّيح من الْجوف وَقَالَ: الفلفل يحل النفخ والمغص الريحي جدا.
الخوز: القلفونيا تفعل ذَلِك.
يوحنا النحوى: الفواق يعرض إِمَّا من امتلاء وَإِمَّا من استفراغ أَو من لذع فِي فَم الْمعدة أَو من خلط يعفن فِيهِ وَيكون مَعَ هَذَا الفواق غثى وتقلب نفس ووتجلب الرِّيق.
الاسكندر من كتاب الْمعدة للفواق الْكَائِن بعقب استفراغ الْبَطن وقروح المعى والحمى الحارة ونزف الدَّم وَنَحْوه يعرض من تشنج يَابِس فِي الْمعدة وَهُوَ غير مهلك وعلاجه: بأذهان وألعبة مرطبة وأضمدة ملينة ويسقى مَاء بَارِدًا إِن لم يكن ورم فِي الْمعدة فَأَما الَّذِي من تخم وأخلاط غَلِيظَة: فسكنجبين العنصل والأفاويا والبزور جيد لَهُ والتضميد لفم الْمعدة وبميته وجند بادستر جرع المَاء الْحَار جيد للفواق.
فليغرغورس إِلَى الْعَامَّة: إِذا أحس العليل مَعَ الفواق بتلهب واحتراق ولذع فِي الْمعدة فليشرب)
مَاء فاترا ويتقيأ مَعَ الفواق يسكن.
لوجع الجنبين: حب بِلِسَان عود جزءان وَج جُزْء يستف ويضمد الْجنب بإكليل الْملك ودقيق الشّعير وسفرجل.
(2/225)
د وَج: جند بادستر نَافِع للفواق إِذا سقى بخل فَإِذا كَانَ الفواق من أخلاط بَارِدَة أَو ريح غَلِيظَة فالخل بِمَاء ممزوج نَافِع مِنْهُ الزراوند المدحرج مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِالْمَاءِ نفع من الخفقان والفواق والكمون البرى إِذا شرب بخل يسكنهُ وَالْمَاء الْبَارِد ينفع مِنْهُ. د وروفس: النعنع إِذا شرب مِنْهُ طاقات بِمَاء رمان حامض سكنه والنعنع ينفع من الفواق البلغمي إِذا شرب وَحده أَو بِمَاء النمام.
ابْن ماسويه: بزر نمام البرى إِذا شرب بشراب سكن الفواق. د: طبيخ حب الشبث ينفع مِنْهُ وبزره ينفع وَهُوَ كَذَلِك نَفسه يسكنهُ ابْن ماسويه: وَهَذِه خاصته. د وَابْن ماسويه: ينفع من الفواق الْعَارِض من الامتلاء أَن يقيأ بسكنجبين وَمَاء حَار قد طبخ فِيهِ شبث وفجل وملح ويسقى بعد ذَلِك بِيَوْم إيارج فيقرا مِثْقَالا مَعَ نصف دِرْهَم ملح بعد عجنه بِشَهْر وَيُؤْخَذ بِمَاء حَار قد طبخ فِيهِ نعنع ونمام وكرفس وَيلْزم هَذَا الدَّوَاء وَهُوَ جند بادستر وبزر كرفس جبلي من كل وَاحِد دِرْهَم يشبان بِمَاء الفوتنج ويسقى أَيْضا من الراوند الصيني الْمَطْبُوخ فِي المَاء مثقالين ويسقى مِثْقَال من زراوند طَوِيل بِمَاء نعنع مدقوق معصور ثَلَاث أَوَاقٍ ويلطف تَدْبيره وَيطْعم طهيوجا ومخاليف الدَّجَاج والدجاج والشفانين زيرباجا بشبث نعنع ويسقى شرابًا صرفا ويدمن الْحمام على الرِّيق.
إِسْحَاق: إِذا أحس مَعَ الفواق بلذع فِي فَم الْمعدة فقيئه بِالْمَاءِ الْحَار أَو بِمَاء عسل أَو سكبجبين وَكَذَا إِن كَانَ من امتلاء فَإِن كَانَ من برد فِي فَم الْمعدة يسحق سذاب أَو كمون أَو بورق أَو بزر كرفس أَو فوتنج ويخلط بشراب وَإِن كَانَت من رُطُوبَة لحجت فَم الْمعدة فحرك العطاس واحبس النَّفس وللفواق: سذاب طري كندر ذكر الكمون أنيسون عود ني يحكم طبيخه بِمَاء ويسقى وَإِن كَانَ عَن امتلاء قذف ثمَّ يسقى إيارج وينفع شم الجندبادستر وَإِن كَانَ عَن يبس سقى مَاء فاتر ودهن قرع وبنفسج وترطب يَدَاهُ وَرجلَاهُ بِمَاء فاتر عذب ودهن وَإِن كَانَ من ورم حَار فصد وَأعْطى مَاء فاترا وَإِن كَانَ من بلغم وَبرد فَخذ سذابا وورق قيصوم وإبارج)
فيقرا من كل وَاحِد ثَلَاثَة بورقا أرمينيا كمونا نبطيا بزر كرفس من كل وَاحِد جزؤ وَنصف جند بادستر حلتيتا طيبا أنيسون وجا من كل وَاحِد جزؤ وَنصف مصطكى أَرْبَعَة أَجزَاء تجمع بِمَاء النمام والنعنع بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة والشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار على الرِّيق وَالطَّعَام فروج وَالشرَاب مطبوخ ريحاني أَو زبيب وَعسل قسمَيْنِ دَوَاء الفواق الْبَارِد الْحَادِث عَن أمتلاء بصل الفار أَو أوقيتان بزر الرازيانج بزر الكرفس نانخواه زنجبيل عافر قرحا زوفا يَابِس سنبل رومى سذاب كاشم فوتنج حرف جعدة قسط مر وحلو وأسارون حَماما سنبل الطّيب من كل وَاحِد أُوقِيَّة يلقى فِي عشرَة أَرْطَال من خل ويسقى مِنْهُ بعد أُسْبُوع جرعتين أَو ثَلَاثَة.
من تذكرة عَبدُوس للفواق الْحَار الْحَادِث من استفراغ: دهن وَورد أَو دهن لوز حُلْو
(2/226)
أَو دهن بنفسج أَو دهن قرع حُلْو وبزر قطونا يُؤْخَذ لُعَابهَا وَمَاء بَارِد وضمد بأضمدة بَارِدَة.
اسْتِخْرَاج: تطبخ دجَاجَة سَمِينَة مَعَ شَحم ثَلَاث دجاجات أَو شَحم بط إسفيذباجا ويثرد لَهُ فِيهِ ويتحسى المرقى ويسقى الشَّرَاب الحَدِيث بِمَاء وللعارض عَن امتلاء: سعد كمون فطراساليون مَاء النمام مَاء النعنع جند بادستر يسقى وَقد حبب بِمَاء النعنع.
فيلغورغورس: يعالج بالقيء والضماد وَشرب المَاء الْبَارِد ينفع الْمعدة والصياح الشَّديد ويتحسى خل العنصل وَيُوضَع على صَدره وَبَين كَتفيهِ أدوية محمرة.
فِي الْعِلَل والأعراض: الفواق حَرَكَة رَدِيئَة من القوى الدافعة أبدا ثمَّ الماسكة: لِأَن الماسكة فِي وَقت الفواق لَا تمسك الطَّعَام نعما قَالَ: والفواق يستفرغ مَا فِي جرم الْمعدة أستفراغاغير محسوس وَرُبمَا لم يكن استفراغ شَيْء مِمَّا يحْتَاج إِلَى استفراغه وَيكون الفواق عَن شَيْء يُؤْذِي الْمعدة إِمَّا لبرودة فَيعرض لَهَا مَا يعرض فِي النافض أَو لحرارة كَمَا يعرض لمن تنَاول فلفلا وخاصة مَا أنعم سحقه.
أَقْرَاص الفواق من الأقربادين الْأَوْسَط: قسط مر نمام صَبر إذخر فوتنج نعنع سذاب يَابِس بزر كرفس أسارون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد أَحْمَر منزوع الأقماع من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يعجن ويقرص.
قَالَ فِي سوء التنفس: حبس الفواق علاج للفواق والتثاؤب المؤذي.
من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من بِهِ فوَاق وَعرض لَهُ غطاس شَدِيد من قبل نَفسه انحل فواقه وَمِنْه من بِهِ فوَاق مَعَ مغص وقيء وكزاز وَذهل عقله مَاتَ إِذا كَانَ مَعَ الفواق ورم فِي الكبد)
فردئ وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن ورم من غير سَبَب مَعْرُوف ويعترى صَاحبه فوَاق شَدِيد خرجت نَفسه من الفواق من قبل طُلُوع الشَّمْس.
إبيذيميا: حبس النَّفس دَوَاء للفواق.
من الأخلاط: الجشاء إِذا كَانَ أَكثر من الْمِقْدَار فاقطعه لِأَنَّهُ يطفء الطَّعَام فِي أَعلَى الْمعدة فَيفْسد الهضم ويمنعه وَمَتى لم يكن فَاحْتَجت إِلَيْهِ عِنْد انْتِفَاع المرئ فاستدعه وَإِنَّمَا يجب أَن يستدعى الجشاء عِنْد امتلاء الْمعدة ريحًا وامتناعها من الْخُرُوج وَيمْنَع حُدُوثه مَتى كَانَ لضعف الْمعدة بالأدوية المنقية والمقطعة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ إِنَّمَا يكون عَن بلغم محتبس فِي الْمعدة قَالَ: والجشاء يكون من ريح غَلِيظَة وَيدل على خلط بلغمي أَو على ضعف الْمعدة وَكَذَا الرّيح من أَسْفَل وَالْفرق بَينهمَا الْمَكَان فَقَط الَّذِي يخرجَانِ مِنْهُ لِأَن ريَاح الْمعدة تخرج بالجشاء ورياح الأمعاء تخرج بالضراط والقراقر الْيَسِيرَة تسكن بِأَن يتصبر الْإِنْسَان فَلَا يسعل.
الْفُصُول: إِذا حدث لصَاحب الفواق عطاس سكنه. ج: الفواق يكون كَمَا يكون التشنج من امتلاء وَمن استفراغ وَإِذا كَانَ من الامتلاء
(2/227)
فَأكْثر مَا يكون عَنهُ وعلاجه: الإزعاج الْقوي كي ينقلع الرطوبات فتنحل وتستفرغ والعطاس يفعل ذَلِك وَلَا يكَاد يكون الفواق من الاستفراغ إِلَّا فِي الندرة وَلَا يبرء بِهِ الْعَطش وَيدل على أَن الفواق أَكثر مَا يكون عَن امتلاء ماتراه يعرض للصبيان فَإِنَّهُ قد يعرض لَهُم الفواق كثيرا إِذا تملأوا من الطَّعَام وَبرد الْهَوَاء أَيْضا وكل برودة فقد تمنع الْأَجْسَام العصبية أَن ينْحل مِنْهَا شَيْء فَيحدث فِيهَا من أجل ذَلِك أمتلاء وَيكون بِسَبَبِهِ الفواق إِذا لم يسكن الْقَيْء الفواق وَكَانَت مَعَه حمرَة فِي الْعين فَهُوَ رَدِيء يدل على ورم الدِّمَاغ أَو الْمعدة.
الميامر: الفواق يعرض من برد الْمعدة وَمن امتلاء من خلط قَالَ: وَكَثِيرًا يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن برد فمها وَمن طَعَام يثقل على فمها وينفع من بِهِ فوَاق من كمية الطَّعَام أَو كيفيته القئ وَمن بِهِ ذَلِك من برد فالكماد والتسخين وَمن وَجه آخر تغير مزاج يلذع ويؤذى.
إِذا كَانَ الفواق من خلط لذاع علاجه استفراغه أَو حَالَة مزاجه أَو إخدار حس الْمعدة والجيد الاستفراغ ثمَّ تَغْيِير مزاج مَا بقى تمّ تحذير الْحس وَإِن كَانَ قَلِيلا أجزاءه أَحدهمَا قَالَ: وَيُمكن أَن يدام تَحْلِيل الْأَشْيَاء اللذاعة بالملطفة المجففة.)
قرص لج: فِي الفواق الصعب والقئ الشَّديد واللهث: قسط سعد سنبل ورد طرى مصطى من كل وَاحِد أَرْبَعَة أسارون زعفران صَبر من كل وَاحِد مثقالان أنيسون وَاحِد يعجن بعصارة بزر قطونا ويقرص ويسقى بِبَعْض الْمِيَاه الْمُوَافقَة.
هَذَا نَافِع من ضروب هَذِه الْعِلَل.
أرخيجانس: سذاب وشراب وبورق وَعسل أَو بزركرفس أَو جندبادستر أَو شيح أَو كمون أَو أنيسون أَو زنجبيل أَو عنصل أَو مشكطرامشير أَو فوتنج نهري أَو أورسان أَو منتخوشة فُرَادَى ومعا.
الطبرى: للفواق من امتلاء: شخرنايا وفلافلى وَإِن كَانَ بعقب حمى وحرارة فِيمَا يرطب الْمعدة كَمَاء الشّعير والقرع وَنَحْوه.
الْجَامِع لِابْنِ ماسويه ينقى صَاحب الفواق من الامتلاء بالقئ ثمَّ بمربى الهليلج الْمَعْمُول بالأفاوية وَالشرَاب الريحاني وَبعد الْقَيْء يشرب أيارج فيقرا مِثْقَال وعصارة افسنتين مثله وملح هندي دانقان حَتَّى تنقى معدته ثمَّ يَأْخُذ الهليلج وَيكون فِيهِ أَشْيَاء ملطفة.
(2/228)
أهرن الفواق من خَمْسَة أضْرب: فضول بَارِدَة غَلِيظَة أَو ريح تمدد أَو فضل حَدِيد لذاع أَو يبس يعرض فِي الْمعدة عَن كَثْرَة القئ أَو لاستفراغ أورام.
قد رَأَيْت فواقا يعرض من تمدد المريء حَتَّى تنزل اللُّقْمَة الْكَبِيرَة بِجهْد وَتَسْمِيَة الْعَامَّة انكسار الطَّعَام فِي الصَّدْر وَهَذَا يدل على أَن سَبَب الفواق تمدد المريء.
وَقَالَ أهرن: فعلاج الامتلاء بشراب صرف عَتيق صلب وبزر السذاب وَإِن كَانَ أغْلظ وَأَشد بورقا مسحوقا معجونا بِعَسَل درهما فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ الْفضل الْفَاعِل لَهُ شَدِيد الغلظ واسق أَيْضا جو ارش الكموني وسكرا بِمَاء فاتر وشخزنايا وَحب الأشقيل والأسارون مِثْقَالا مَعَ عسل أَو جندبادستر وَهَذِه أَيْضا تسقى للَّذي من ريَاح وبالأدوية المعطسة.
فَأَما الفواق الَّذِي من فضل حَار فبالسكنجبين وَالْمَاء الْحَار لتقيئيه ثمَّ بالأغذية الَّتِي تعدل قَالَ: وينفع من الفواق ربط أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَالَّذِي من الاستفراغ وبعقب الحميات والإسهال والقيء عسير عالجه وَبِالْجُمْلَةِ عالجه بِمَاء الشّعير ولعاب الأسفيوش ومرق الفراريج وَلم يذكر علاج الورم بِمَا يحلله كَخِيَار شنبر ودهن اللوز والأضمدة على المرئي والكمادات الحارة.
فلغر بوس: إِذا كَانَ مَعَ الفواق لذع فِي الْمعدة فاسقه مَاء حارا أُوقِيَّة مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن أَو بجرع)
خل خمر فَإِنَّهُ يسكن أَيْضا ابْن سرابيون: الجشاء المفرط يدل على خلط بلغمي فِي الْمعدة أَو على ضعفها وضعفها يكون من خلط أَو بِلَا خلط أَي لسوء مزاج ساذج والجشاء المفرط يدْفع الْغذَاء إِلَى الْمعدة وَيمْنَع الهضم وَإِن امْتنع الجشاء الْبَتَّةَ تولد فِي الْمعدة نفخ وقراقر فَذَلِك يدب أَن يسكن بالجشاء العنيف وَإِذا انتفخت الْمعدة فهيج الجشاء بِإِبْطَال السَّبَب الَّذِي هُوَ البلغم أَو ضعف الْمعدة يَقُول: استفراغ البلغم أَو قو جرم الْمعدة لتقبض على الطَّعَام وَأما النفخ فِيهَا فعلاجه كرويا نانخواه نعنع مصطكى قرنفل وَنَحْوهَا قَالَ: والفواق يكون من امتلاه وَيكون من استفراغ أَو لشَيْء يلذع فَم الْمعدة أَو من برودة أَو من برودة جرمها وَقد يعرض أَيْضا إِذا كَانَ فِي الكبد وروم عَظِيم حَار الَّذِي من الْكَثْرَة وَمن خلط لذاع علاجهما بالقيء وَإِن كَانَ الفواق من أخلاط كَثِيرَة بَارِدَة فِي الْمعدة فَاسْتعْمل المسخنات والحركات الشَّدِيدَة لتقلع هَذِه الأخلاط والعطاس يفعل ذَلِك وَيشْرب من بزر الكرفس أَو الكمون أَو الأنيسون وخل العنصل وطبيخ قشور الفستق مَعَ أصل الأذخر يشرب مَاؤُهُ فَإِنَّهُ جيد للفواق الامتلائي والسعد والكمون والكندر يستف مِنْهُ مِثْقَال ومصطكى وبزر النمام وَيشْرب بشراب صرف وَقد جربت قشور الطّلع إِذا جففت
(2/229)
وَشرب مِنْهَا مِثْقَال بِمَاء بَارِد، والحادث عَن استفراغ أَو كيموس مريء أَو جفاف أَو فلغموني فِي الكبد ينقى أَولا ذَلِك الْخَلْط بالقئ بسكنجبين إِلَّا أَن يكون من فلغموني فِي الكبد أَو من الْجَفَاف أعْط: مَاء الشّعير وَمَاء الرُّمَّان الحلو وَمَاء القرع والفواق الْحَادِث عَن جفاف أعْط: مَاء فاترا أَو دهن لوز ولعاب بزر قطونا مَعَ دهن قرع والأطلية المرطبة من خَارج وفواق الفلغموني الْحَادِث من الكبد: أفصد واسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب وهندبا وجندبادستر وضمد الكبد بضماد الصندل وَحي الْعَالم.
مَجْهُول: يعْطى دَار صيني ثَلَاثَة أَيَّام بِمَاء كل يَوْم مِثْقَالا ويحسى خلا وكندرا مسحوقا فَإِنَّهُ يسكن وَإِذا ظهر الفواق بعد الاستفراغ والحمى فَعَلَيْك بالأمراق والألعبة والأضمدة الملينة على الْمعدة والرقبة والصدر كُله.
فِي الطبيعيات للجشاء الشَّديد تلطخ الْمعدة بكلس وزبل الدَّجَاج فَإِنَّهُ يقطع الجشاء الشَّديد المتدارك مسيح: الفواق الْحَادِث عَن أغذية حريفة تعالج بخل وَمَاء.
وللفواق الشَّديد: بزر سذاب المحرق يسحق كالكحل بشراب وَرُبمَا خلط جندبادستر وَيمْسَح فَم الْمعدة بِزَيْت عَتيق فِيهِ جندبادستر ويسقى طبيخ المصطكى وَالدَّار صيني.
قرص: قسط صَبر تذخر فَوت نج يَابِس سذاب تَمام يَابِس بزر كرفس كندر أسارون من كل)
وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يعجن بلعاب بزر قطونا.
آخر قوى: قسط إذخر نمام فوتنج نعنع سذاب كندر أسارون بزر كرفس أنيسون سليخة مر ورد سنبل جندبادستر عصارة أفسنتين عصارة غافت ساذج مصطكى زعفران بِالسَّوِيَّةِ صَبر مثل الْجَمِيع يعجن بشراب ريحاني ويقرص الشربة مِثْقَال.
لوجع الجنبين: حب بِلِسَان وعود جزءان يسف مِنْهُ مِثْقَال ويضمد بدقيق الشّعير وإكليل الْملك وسفرجل.
الخوز المرداسفرج نَافِع جدا لصبيان الَّذين تنتفخ معدهم.
أَقْرَاص للفواق ولقئ الطَّعَام: قسط مر صَبر إذخر نمام يَابِس بزر كرفس كندر فوتنج يَابِس أسارون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ أفيون ورد من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يقرص بشراب عَتيق الشربة نصف.
قرص للفواق: قسط صَبر إذخر نماما يَابِس فوتنج سذاب بزر كرفس أسارون كندر بِالسَّوِيَّةِ أفيون خل مجفف من كل وَاحِد ربع جُزْء الشربة دِرْهَم.
التِّرْمِذِيّ لطوخ للفواق: شكّ ورد مصطكى يعجن بِمَاء الآس والفوتنج.
(2/230)
الخوز للفواق: صَبر أفسنتين نانخواه مصطكى سنبل دَار صيني بزر كرفس زعفران من كل وَاحِد ربع جُزْء جندبادستر ثمن جُزْء مسك حَبَّة لمثقال الشربة مِثْقَال بِمَاء بَارِد.
بختيشوع للفواق: جندبادستر ذانق يسقى بخل وَمَاء حَار قدر ثَلَاث جرع.
للفواق بعقب القئ والإسهال ك لعاب سفرجل وبزر قطونا وصمغ وَيشْرب.
من كتاب الْهِنْد للفواق الصعب: تطلى الْمعدة بجندبادستر ودهن ورد ويسقى بزر سذاب برطل نَبِيذ ورطل مَاء.
جِبْرِيل جربت للفواق الَّذِي بالمبطون من خلاء: شخزنايا بِمَاء بَارِد فَوَجَدته نَافِعًا والقرع أَيْضا ينفع وَالصَّبْر على الْعَطش يقطعهُ وينفع من الفواق الَّذِي من اخْتِلَاف واستفراغ لعاب بزر قطونا وَمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ وبزر كتَّان وبزر مر وَنَحْوهَا يسقى مَرَّات بِالنَّهَارِ وَيحل صمغ ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي مَاء حَار ويسقى مِنْهُ.
اللَّبن أفضل وَأحسن.
فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والبقرية والجوع والتحلل وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة كالفحم وَغَيره وبوليموس)
حِيلَة الْبُرْء قَالَ: قد يعرض أَن يَأْكُل طَعَاما كثيرا فَلَا يتخم ولايخرج بغائط وَلَا يحصب بِهِ الْجِسْم ولايحدث مِنْهُ امتلاء لكنه يتَحَلَّل عَن الْجِسْم بِسُرْعَة قَالَ: وَالْأولَى أَن يكون سَبَب هَذِه الْعلَّة الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض: أحد الْأَسْبَاب فِي الشَّهْوَة الْكُلية: الْخَلْط الردئ الحامض وَالثَّانِي الاستفراغ المفرط من سطوح الْجِسْم وَيحدث إِمَّا لشدَّة الْحَرَارَة أَو لضعف الماسكة وَإِذا كَانَ الْجُوع المفرط من أجل الْبرد كَانَ الثفل الْخَارِج من أَسْفَل كثيرا وَإِذا كَانَ التَّحَلُّل لم يكن كثيرا وَإِذا كَانَ من أجل الْخَلْط الحامض لم يكن مَعَه عَطش وبالضد وَالسَّبَب فِي تحرّك شَهْوَة لطعام دون الشَّرَاب برده.
وَأما الشَّهَوَات الردئية فَإِنَّمَا تعرض إِذا كَانَ فِي طَبَقَات الْمعدة فضول ردئية مداخلة لَهَا ويعرض ذَلِك لحبالى كثيرا مَا يشتهين كل حامض عفص والحريف الْحَار ويعرض أَكثر ذَلِك إِلَى الشَّهْر الثَّالِث ويسكن فِي الرَّابِع لِأَن أَكْثَره يستفرغ وَالثَّانِي ينضج لقلَّة غذَاء الحبالى وَكَثْرَة قيئهن وَلِأَن الْجَنِين قد كبر أَيْضا فَهُوَ يجذب أَيْضا فضولاً أَكثر فيقل لذَلِك جمع مَا فِي الْجِسْم من الامتلاء وَمثل هَذَا يعرض فِي شَهْوَة الْإِنْسَان المشروبة أَيْضا لهَذِهِ الْعلَّة بِعَينهَا.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: وبوليموس يعرض للمسافرين فِي الْبرد الشَّديد وَيكون أَولهَا أَن الْمعدة تبرد فتزيد الشَّهْوَة للطعام جدا مَا دَامَت الْبُرُودَة لم تفرط عَلَيْهَا فَإِذا أفرطت بطلت الشَّهْوَة أصلا وَعدم الْبدن الْغذَاء وخارت الْقُوَّة حَتَّى يعرض الغشى وَإِن أَصْحَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة يَأْكُلُون طَعَاما كثيرا حَتَّى يثقل عَلَيْهِم فَإِذا آذَى ثقله تقيأوه بعد قَلِيل.
(2/231)
لي: بوليموس: غشي يعرض بعد الْجُوع لَا يَدُوم، والشهوة الْكَلْبِيَّة: جوع دَائِم.
الثَّامِنَة من الميامر: من عرض لَهُ بوليموس فِي سفر أَو فِي غَيره فزد قواهم بشم الْأَشْيَاء اللطيفة وروائح الأغذية مثل خل وفوتنج ورماد وخل واربط أَيْديهم وأرجلهم ربطا جيدا ولاتدعهم ينامون ويسبتون وَلَكِن جر آذانهم وشعورهم وأوكزهم فَإِذا قَامُوا من غشيتهم فاغذهم بِخبْز منقع فِي شراب وبالأحشاء وتدبير الغشى فأعط سريعة النّفُوذ ثمَّ الجيدة الْخَلْط المقوية.
الثَّانِيَة من الْفُصُول: يسقى من الْجُوع الْكُلِّي الْخمر القوية الاسخان العديمة العفوصة النارية يسقى مِنْهَا وَأكْثر وَإِيَّاك وَالشرَاب العفص وأطعمه قبل ذَلِك أَطْعِمَة دسمة دهنية جدا أَو عديمة الْقَبْض ثمَّ أشقه عَلَيْهَا من الشَّرَاب الَّذِي وَصفنَا فَإِن جوعه يسكن عَنهُ وَإِذا ألحت عَلَيْهِ بذلك برِئ لِأَن الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة تكون من برد مزاج الْمعدة جدا وَمن خلط حامض قد تشربته طبقاتها فالشراب الصّرْف يشفيها جَمِيعًا وَلَيْسَ هَذَا علاج بوليموس لِأَن بوليموس فِيهِ الْجُوع أَولا زَمَانا قليلى ثمَّ)
نسقط الْقُوَّة الْبَتَّةَ ويعرض الغشى وَإِنَّمَا يعرض الغشى من غَلَبَة برد الْهَوَاء على الْجِسْم.
الْخَامِسَة من الْمُفْردَات: بوليموس من برودة ويبوسة وجمود الدَّم فَذَلِك يداوي بالحارة الرّطبَة.
اهرن: لايقرب من بِهِ شَيْء من هَذَا الدَّاء شَيْئا من الْأَدْوِيَة الْخَفِيفَة بل الدسم والغليظ من الْأَطْعِمَة وَيجْعَل مَعَ الطَّعَام جوارشات طبية تعين على هضم الطَّعَام مَعَ ذَلِك الْفضل الْفَاسِد وعالج من ذهَاب الشَّهْوَة الَّذِي يحدث مَعَه غشى أَن ينضج على وَجهه مَاء بَارِدًا وأشمه الطّيب وأطل معدته ومفاصله بالميسوسن وَالطّيب والنضوج وَأكل عَلَيْهِمَا بالميوسن وَالطّيب والكعك فَإِذا سكن الغشى فأعطه الفيقرا أَولا ثمَّ الشخرنايا والترياق والأميروسيا ودواء الكركم والدحمرثا وقنداديقون وجوارش البزور.
من جَوَامِع أغلوقن: الغشى يعرض عَن الْمعدة لِأَنَّهَا تبرد بردا شَدِيدا كالحال فِي بوليموس.
هَذَا يكون إِذا برد الْبَطن فِي سفر فِيهِ ثلج كثير مفرط وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يحترس مِنْهُ بدهن الْمعدة وتدثيرها وَإِن كَانَ فِيهَا غذَاء حَار سخن وكما يحس بالغشى والضعف قد بدا فِي سفر شَدِيد الْبرد أَن تكمد الْمعدة وتسقى شرابًا مسخنا وتدلك.
الاسكندر: أَصْحَاب بوليموس أَي الْجُوع الَّذِي يكون مَعَه غشى يَنْبَغِي أَن تدلك أَفْوَاه
(2/232)
معدهم دلكا جيدا وأطرافهم بأيد عدَّة ويهزون ويمرون ويصوت بهم وَيقرب إِلَيْهِم خبز وشراب وأرائح الطَّعَام ويدبرون تَدْبِير الغشى حَتَّى إِذا سكن عَنْهُم أطعموا أَطْعِمَة غَلِيظَة بَارِدَة بطيئة الهضم وَقد يكون أَلا يشْبع الانسان ويغشى عَلَيْهِ وَإِن لم يَأْكُل من أجل الدُّود فإنى رَأَيْت إمرأة هَذِه حَالهَا فسقيتها إيارج فيقرا فَخرج مِنْهَا كرة عشرَة دود عَظِيمَة وَسكن مَا بهَا وَكَانَت تحترى أَن فِي معدتها شَيْئا يحرقها ويأكلها حَتَّى تغتذى.
شرك: الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة يغذى صَاحبهَا بِطَعَام دسم بَارِد ثقيل حُلْو رطب ليسكن الْحَرَارَة فَإِن هَذَا الدَّاء من شدَّة الْحَرَارَة الَّتِي تكون فِي الْمعدة وأعطه أرزا وَسمن الْبَقر وَالسكر والسمك الطري وَالطير المائي وَمَاء كشك الشّعير وَالسكر وَسمن الْبَقر وينام بِالنَّهَارِ لتطفى حرارته ويسقى تربدا ليسهل الْمرة ويضعف الْمعدة ويفصد وشهوة الطين قد تعرض من التُّخمَة والحجامة إِذا أَكثر مِنْهَا والطين فَلَا يجرى مجْرى الْغذَاء بل يرسب ويثقل فَيفْسد مسالك الْغذَاء حَتَّى يتَوَلَّد عَنهُ استقصاء وديدان وَخَلفه وَذَهَاب اللَّوْن وتهيج وغثى فَإِن لم يصبر عَن الطين قرن بأدوية مَانِعَة من ضَرَره ونقيت الْمعدة بالقيء والإسهال.)
مَجْهُول: يعْطى صَاحب شَهْوَة الطين فراخا مشوبة وَيَأْخُذ بعد الطَّعَام قَلِيلا قَلِيلا.
التنقل بالقديد الَّذِي يالنانخواه فَإِنَّهُ عَجِيب عِنْدِي.
شَمْعُون الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة إِمَّا لِكَثْرَة انصباب السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة أَو لشدَّة حرارة الكبد وَشدَّة خزبها وجذب الْجِسْم كُله والتحلل مِنْهُ.
إسهال السَّوْدَاء ينفع ذَلِك وإسهال الصَّفْرَاء ينفع هَذَا ابْن ماسوية لقطع شَهْوَة الطين: يمضغ نانخواه على الرِّيق والشبع والقالقة والكبابة وينفع أَن تشرب سكرجة شيرج.
أريباسيس: إِذا أدمن سقى شراب صلب عَتيق نَارِي كثير وأغذية دسمة فيلغريوس: يسقى إيارج فيقرا مَرَّات وَيُعْطى الدسم وَالْخمر ولتكن أغذيتهم مسخنة.
الْجُوع التحللي: يضرّهُ الفيقرا والأشياء الحارة وتنفعه الأغذية الْبَارِدَة لِأَنَّهَا لَا تسرع التَّحَلُّل ويطلى من خَارج مَا يمْنَع الْعرق كالشب والخل ودهن الآس والاغتسال بِمَاء الثَّلج وَشرب المَاء الْبَارِد وَلَا يشرب الْخمر وَيَأْكُل الأغذية بَارِدَة غَلِيظَة بطئية الهضم وبالأكارع والبطون والأصداف والحصرم والسماق قَالَ: وَإِذا بَدَأَ النَّفْع بِهَذِهِ فقصر مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّك إِن أدمنتها وَالْجَلد قد قل تحلله أورثت حميات وانتفاخ المراق.
(2/233)
حنين فِي كتاب الْمعدة أَسبَاب شدَّة الْجُوع ثَلَاثَة: سوء مزاج بَارِد يغلب على فَم الْمعدة أَو خلط حامض يجْتَمع فِيهَا فَيجمع فمها أَو تحلل مفرط واستفراغ الْجِسْم.
قَالَ: وَيلْزم الشَّهْوَة الْعَارِضَة من أجل سوء المزاج الْبَارِد واجتماع الْخَلْط الحامض إسهال مفرط قَالَ: وَالْخمر النارية القوية الاسخان يشفى هَذَا النَّوْع وَالَّذِي لتحلل مفرط: الأغذية الصلبة الْكَثِيرَة الْغذَاء وتكشيف ظَاهر الْجِسْم قَالَ: أطْعم الْأَوَّلين أَشْيَاء دسمة لَا حموضة فِيهَا واسقهم عَلَيْهِ وَإِن لم يكن ثمَّ عَطش ذَلِك الشَّرَاب فَإِن جوعهم يسكن فَإِذا أدمنت ذَلِك شفيتهم وبوليموس وَتَفْسِيره: جوع عَظِيم يعرض من نُقْصَان الْجِسْم وَغَلَبَة اليبس على فَم الْمعدة والضعف وَإِنَّمَا يلبث الْجُوع فِيهَا مديدة ثمَّ لَا يلبث أَن يعرض سُقُوط الْقُوَّة وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك من الْهَوَاء الْبَارِد وَلِأَنَّهُ إِذا اشْتَدَّ برد الْهَوَاء من خَارج أعَان على فَسَاد مزاج فَم الْمعدة وإطفاء الْحَرَارَة فعلاجهم تقويتهم بالعطرية وأرائح الْغذَاء الطّيبَة واربط أَيّدهُم وأرجلهم وامنعهم من النّوم وَإِن غشى عَلَيْهِم فاضربهم وانخسهم فَإِذا أفاقوا من غشيتهم فأطعمهم خبْزًا بشراب لطيف واقصد بعد ذَلِك فصد إسخان الْجِسْم وترطيبه بالأغذية وَالتَّدْبِير قَالَ: وَأما الشَّهَوَات الردئية فالسبب)
فِيهِ الفضول لاحجة فِي أغشية الْمعدة ويعرض لم كَانَ من النِّسَاء الباردات المزاج إِذا حبلت كثيرا ولاسيما الوحم وَأكْثر مَا يعرض لَهُنَّ شَهْوَة الحامضة والعفصة والقابضة وَرُبمَا اشتهين الحريفة وَقد يشتهين فِي بعض الْأَوْقَات الطين والفحم ويعرض هَذَا أَكثر إِلَى الشَّهْر الثَّالِث وَإِذا كَانَ فِي الرَّابِع سكن بعض السّكُون باستفراغ الْقَيْء وَالْبَعْض ينفذ فِي غذَاء الْجَنِين لِأَنَّهُ قد عظم قَالَ: وَإِنَّمَا تعرض الشَّهَوَات الرَّديئَة للأطعمة والأشربة إِذا أدمنوا التَّدْبِير الرَّدِيء مُدَّة طَوِيلَة.
روفس فِي المالنخوليا: من عرض لَهُ إفراط الشَّهْوَة يدبر بالمسخنات بِالْخمرِ وَيطْعم مَا يطعم حارة ويؤثر وَيجْلس عِنْد النَّار وَلَا يسقى الْبَارِد لِأَنَّهُ يهيج الشَّهْوَة.
تياذوق: أعطهم لحم الْبَقر السمين ويشتهون كثيرا الحامض والقابض لرداءة الأخلاط الَّتِي فِي معدهم وَرُبمَا لم يزَالُوا مَعَ ذَلِك مبطونين وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى النفض بالايارج فَإِذا لم يكن ذَلِك لضعفهم فليقووا فَإِن لم يكن فليعطوا أغذية تقطع البلغم وتخرجه كالنانخواه والكمون والمالح والثوم والكراث ويسقوا سكنجبينا وفلفلا بشراب.
ابْن ماسويه فِي دفع ضَرَر الأغذية كل بدل الطين جوز وجندم حجارا صَغِيرَة بملح وَالرَّقِيق الفلفل الْقَلِيل ويمص وَاحِدَة وَاحِدَة فَإِنَّهَا تنوب عَنهُ وتسكن شَهْوَته بِلَا مضرَّة ونشا الْحِنْطَة.
ابْن سرابيون: الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة من سوء مزاج بَارِد جدا فِي فَم الْمعدة أَو من شدَّة التَّحَلُّل
(2/234)
من الْجِسْم أَو من خلط حامض ينصب إِلَى فَم الْمعدة قَالَ: وَالَّذِي من شدَّة الْحَرَارَة فِي الْبدن الَّذِي ينقش الْغذَاء كُله لَا يكون يخرج من الْبَطن كُله ثفل بِقدر مَا يَأْكُل وَالْآخر يخرج ثفل كثير الَّذين بهم ذَلِك من فَسَاد مزاج الْخَلْط الحامض أعطهم الدسم وَالشرَاب الصّرْف وَإِن حدث لَهُم انحلال الطبيعة جدا فأعطهم الخوزى. .
علاج بوليموس: رش على وَجهه بِالْمَاءِ الْبَارِد إِذا غشى عَلَيْهِ وماورد وأشمه الطين وَنَحْوه واطل مفاصله بالطيب وَشد أَطْرَافه وامنعه النّوم فَإِذا أفاقوا قَلِيلا فأعطهم خبْزًا بشراب وكل مَا ينفذ ويقوى سَرِيعا وَالَّذين يشتهون الْأَشْيَاء الرَّديئَة أسهلهم وقيئهم فَإِذا تقيئوا فأعطهم المقوية للمعدة.
طبيخ جيد لم أشرف فِي أكل الطين على الاسْتِسْقَاء جَفتْ بلوط ثَمَانِيَة صَبر سِتَّة عشرَة غافت سِتَّة أصل الْإِذْخر أَرْبَعَة مر دِرْهَمَانِ يرض ويطبخ برطلي مَاء حَتَّى يصير رطلا ويسقى فِي ثَلَاثَة أَيَّام.)
آخر: جَفتْ البلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم زيب منزوع الْعَجم سَبْعَة أنيسون ثَلَاثَة هليلج أسود وبليلج وآملج من كل وَاحِد خَمْسَة خبث الْحَدِيد المنقع بخل المشوى عشرَة يطْبخ الْجَمِيع بشراب عفص وزن ثَمَان أَوَاقٍ وَمثله مَاء إِلَى أَن يذهب النّصْف ويسقى على الرِّيق أسبوعا.
دَوَاء يقطع شَهْوَة الطين قاقلة كبابة سنبل بِالسَّوِيَّةِ سكر طبرزد وزن الْجَمِيع يسقى كل يَوْم بِمَاء فاتر ويمضغ كمونا كرمانيا ونانخواه على الرِّيق ويبلع مَاؤُهُ ويمضغ أَيْضا بعد الطَّعَام.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قد يعرض لمن بِهِ زلق الأمعاء من شَهْوَة الطَّعَام أَمر شَدِيد جدا حَتَّى إِذا أكل مِنْهُ بِقدر شَهْوَته ثقل عَلَيْهِ فقاءه أَو يقومه وَهَذَا الْعَارِض رُبمَا كَانَ طبيعيا بِمَنْزِلَة مَا هُوَ للطائر الَّذِي يَأْكُل الْجَرَاد نَهَارا أجمع لَا يشْبع الْبَتَّةَ وَيَرْزقهُ سَرِيعا وحيوانات أخر كَثِيرَة على هَذِه الصّفة.
قد رَأَيْت نسَاء على هَذِه الصّفة يأكلن ويختلفن وَهن صِحَاح ويتقيان مَا يأكلن فَمن كَانَ بِهِ الْعَارِض وَلَيْسَ بِهِ من ذَلِك مرض فَهُوَ طبيعي وَمن ينقص بدنه عَلَيْهِ فَيجب أَن يعالج قَالَ: وَقد تكون عِلّة أُخْرَى يَأْكُل طَعَاما كثيرا وَلَا يتخم وَلَا يخرج بالقيء ولابالغائط. ولايخصب بدنه لَكِن يتَحَلَّل سَرِيعا وَإِن تدوركت هَذِه الْعلَّة أول مَا تعرض لم يعسر علاجها وَتعرض هَذِه الْعلَّة من شدَّة التَّحَلُّل من الْجِسْم وسرعته مَعَ بَقَاء الْقُوَّة الجاذبة الشهوانية.
الْفُصُول: أَصْحَاب الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة أعطهم أَطْعِمَة دسمة جدا وهيئى جَمِيع طعامهم بالدهن وَاحْذَرْ الْقَابِض والحامض والمالح ثمَّ اِسْقِهِمْ شرابًا حارا لاقبض بِمِقْدَار كثير فَإِنَّهُ يسكن وجعهم عَاجلا فَإِن ألحجت علهيم برؤا.
(2/235)
روفس فِي المالنخوليا: بوليموس يعرض للمسافرين فِي الْبرد الشَّديد والثلج الْكثير وعلاجه الإسخان بالإغذية وَالْخمر وَالْجُلُوس بِقرب نَار فيلغريورس فِي شِفَاء الاسقام قد أبرأت من الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة بِأَن نفضته أَولا بالايارج ثمَّ دَبرته بالدسمة وَالْخمر على أَنه كَانَ يخْتَلف اخْتِلَافا كثيرا فسقيته مرَارًا من إيارج الفيقرا ودبرته فِيمَا بَينهمَا بِهَذَا التَّدْبِير فصلح وأعطيتهم أَشْيَاء حارة كالبصل والثوم والصعتر والخردل وَالْعَسَل والجوز واللوز والأشياء الدسمة والفلفل وَالْعَسَل وشحم الدَّجَاج لن هَذِه الْأَشْيَاء تسخن الْمعدة والدسمة تعدل الملوحة وَكَذَا الْخمر قَالَ وَيحْتَاج إِلَى هَذَا التَّدْبِير فِي الصعب المزمن من هَذِه الْعلَّة قَالَ: وَيحْتَاج إِلَى هَذَا التَّدْبِير الآخر فِي المبتدئة فَإِنَّهُ يكفى وَهُوَ الْخمر وَالدَّسم وَأحذر الحامض والمر والمالح والقابض. علاج لأكل الطين يقيأ)
مَرَّات ثمَّ يشرب هَذَا الْخبث أسبوعا: جَفتْ بلوط زبيب أنيسون هليلج أسود وبليلج وأملج خبث بَصرِي مغسول بخل خمر تثقيف ثَلَاث مَرَّات مقلو بعد ذَلِك.
نَبِيذ عفص ثملن أَوَاقٍ يطْبخ حَتَّى يبْقى مِنْهُ نصف رَطْل ويسقى على الرِّيق أسبوعا وَيسْتَعْمل هَذَا المعجون هليلج بليلج آملج جوز جندم مصطكى قاقلة كبابة نانخواه زنجبيل يعجن بِعَسَل وَيشْرب قبل الطَّعَام قدر جوزة وَبعده قدر جوزة ويتعاهد هَذَا الإرياج.
تياذوق: إِذا كثر انصباب السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة إِلَى الطحال كَانَ مِنْهُ الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة إِن جَازَ فِي ذَلِك الْوَقْت حَتَّى تبرد الْمعدة فِي غَايَة الْبرد كَانَ مِنْهُ سُقُوط الشَّهْوَة بالواحدة قَالَ: جنبه كل طَعَام عفص وقابض وحامض ولطيف وَيَأْكُل الدسم وخبزا مبلولا بشراب ريحاني غليظ حُلْو وَلَا يَأْكُل عفصا وَلَا رَقِيقا وَلَا لطيفا وَإِن غشى عَلَيْهِ غمزت أَطْرَافه ودلكت رِجْلَاهُ وحسه صفرَة الْبيض.
الْعِلَل والأغراض: الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة تحدث من خلط حامض يجْتَمع فِي فَم الْمعدة أَو من كَثْرَة استفراغ الْجِسْم بالتحلل وَإِن كَانَ كَذَلِك من أجل الْفضل الحامض كَانَ البرَاز رَقِيقا كثيرا وَإِذا كَانَ من فضل يحلل الْبدن لم يكن الْفضل الَّذِي يخرج بالبراز كثيرا وَلَا رَقِيقا والخلط الحامض ينقص من الشَّرَاب وَيزِيد فِي الْأكل لجهات قد ذَكرنَاهَا فِي بَاب الْمعدة.
الْفُصُول: الَّذِي يصيبهم جوع دَائِم لَا يفتر الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ من برد الْمعدة وشفاؤه شرب الشَّرَاب الْقوي الْحَرَارَة والإكثار من الطَّعَام وَقد سقيت مرَارًا كَثِيرَة بالخمور الَّتِي لاقبض فِيهَا
(2/236)
وبالدسمة جدا وَالشرَاب بعقبه فَإِن جوعهم يسكن مُدَّة طَوِيلَة وَيكون هَذَا من برد مزاج الْمعدة وَمن كيموس فلغرغورس: كَانَ فَتى يَأْكُل وَلَا يشْبع طَعَاما كثيرا وَيحدث برازا كثيرا وَلَا يَبُول بولا كثيرا فسقيته إيارج فيقرا مِثْقَالا وَنصفا مَرَّات حَتَّى خرجت الفضول الرَّديئَة وغذيته بالدسمة وخاصة بشحوم الدَّجَاج وَالْخمر القوية الْحَرَارَة قبل الطَّعَام وَبعده قَالَ: والشهوة الْكَلْبِيَّة جِنْسَانِ: جنس هُوَ الَّذِي هُوَ خلط حامض بَارِد فِي الْمعدة وجنس آخر: سَببه أَن المسام قد توسعت وَصَارَ ينفذ الْغذَاء عَنْهَا وَيجْرِي جَريا سَرِيعا.
فِي خلال كَلَامه يفرق بَينهمَا وَذَلِكَ أَن فِي أول ذَلِك البرَاز كثير وَفِي هَذَا لَا قَالَ وعلاج هَؤُلَاءِ أَن تنطل جُلُودهمْ بالشب والخل لِأَن الْخلّ يبلغ قبض الشب إِلَى القعر وَجَمِيع الْأَدْوِيَة القابضة للجلد وَيمْنَع من المَاء الْحَار والهواء الْحَار وَيلْزم الْبَارِدَة والأطعمة الغليظة الَّتِي تبطئ انهضامها كالخبز)
السميذ الْقَلِيل الْملح والفطير وبطون الْبَقر وَالْبيض والسلق الهريسة وَاللَّبن. وَنَحْو ذَلِك فَإِذا برِئ انقله عَنْهَا إِذا الدَّوَام عَلَيْهَا ردئ وَمَعَ ذَلِك فَإِنَّهَا تهيج أمراضا رَدِيئَة فانقله عَنْهَا بتدرج.
فِي الْجُوع التحللي قَالَ فِي الْأَعْضَاء الألمة قد يكون بِإِنْسَان جوع مفرط وَلَا يخرج برَاز كثير كَالَّذي يكون فِي زلق الأمعاء والجوع الْكَلْبِيّ وَلَا يَبُول كثيرا ولايخصب بدنه أَيْضا وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ التَّحَلُّل قد قوى فِي الْجِسْم يعْنى التَّحَلُّل الْخَفي ينْحل عَن الْجِسْم سَرِيعا والقوى بَاقِيَة على حَالهَا.
ابْن سرابيون: إِذا انْطَلَقت الطبيعة مَعَ الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة فامسكها فَإِن انطلاقها يعين على الشَّهْوَة ابْن ماسويه: يعرض من انطلاق الْبَطن وَضعف الْبدن أَنه يعْدم الْغذَاء وَرُبمَا لم يكن مَعَه انطلاق بتة فاسقه لبن الْبَقر وَالسمن وَالشرَاب الحلو وَالَّذِي مَعَه إسهال يَنْفَعهُ اللَّبن الَّذِي قد طبخ بالحديد والإطريفل والخوزى.
من الْكَمَال والتمام أطْعمهُم سمكًا طريا ومالحا مَعًا رقيئهم وأسهلهم بعد بالايارج وَأصْلح غذائهم واسقهم خبث الْحَدِيد الْمَطْبُوخ.
الْعِلَل والأعراض: فَسَاد الشَّهْوَة يحدث للحوامل فِي الشَّهْر الثَّالِث وَالثَّانِي لِأَن
(2/237)
الْجَنِين يكون فِي ذَلِك الْوَقْت صَغِيرا فَلَا يفنى الْفضل الَّذِي فِي الْمعدة والأخلاط الرَّديئَة تكون من أجلهَا شهوات رَدِيئَة.
حنين فِي اخْتِلَاف الشَّهْوَة عِلّة شَهْوَة الطين والفم وَنَحْوهمَا أخلاط ردئية فِي الْمعدة وَأقوى علاجه الْقَيْء والإسهال وَرُبمَا كَانَت الْمعدة تولد مثل هَذِه الأخلاط فتحتاج إِلَى الاستفراغ كل حِين.
سراييون نَقِيع حب الأفاويه وَحب الصَّبْر وَهَذَا الْمَطْبُوخ فَاضل لِأَنَّهُ ينقى الْمعدة ويقويها.
مطبوخ يصلح لمن يَأْكُل الطين وتفسد معدته وَيخَاف من ذَلِك فَسَاد المزاج جَفتْ البلوط ثَمَانِيَة دَرَاهِم صَبر سِتَّة عشر غافت سِتَّة أصل الْإِذْخر أَرْبَعَة مر دِرْهَمَانِ يرض الجيمع ويطبخ برطلى مَاء حَتَّى يذهب مِنْهُ النّصْف ويسقى ثَلَاث رَطْل كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يتْرك أَيَّامًا ويعاود.
آخر لمن يَأْكُل الطين: جَفتْ بلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم سَبْعَة أنيسون ثَلَاثَة إهليلج الْهِنْدِيّ وبليلج وآملج من كل وَاحِد خَمْسَة خبث الْحَدِيد المنقوع فِي خل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف وينقع أضاً ويجفف ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يغلى بعد ذَلِك لطبخ الْجَمِيع بشراب عفص ثَمَان أَوَاقٍ وَمَاء مثله إِلَى أَن يذهب المَاء ويصفى ويسقى ثَلَاث أَوَاقٍ على الرِّيق كَالْأولِ ويسقى أسبوعا.
آخر قافلة هيل كبابة بِالسَّوِيَّةِ سكر طبرزد مثل الْجَمِيع يسقى مِثْقَالا بِمَاء فاتر على الرِّيق أَو)
يمضغ كمون ونانخواه بالسواء ويبلع مَاؤُهُ وَكَذَا بعد الطَّعَام.
الْعِلَل والأغراض: هَذِه الْعلَّة تلْحق الْمُسَافِرين فِي الْبرد الشَّديد من شدَّة الْبرد وأولها أَن الْمعدة تبرد فتذهب شهوتها للطعام مَا دَامَ الْبرد لم يفرط فَإِذا أفرط عَلَيْهَا بطلت الشَّهْوَة أصلا وَعدم الْجِسْم الْغذَاء فخارت حَتَّى يحدث الغشى الْأَعْضَاء الْأمة: أَنه يسهل بُرْؤُهُ.
أرخيجانس: من عرض لَهُ بوليموس فَرد قوته بِأَن تشمه خلا وفوتنجا بريا ورمادا قد أنقع فِي خل خمر وَاللَّحم الشواء وأراييح الْأَطْعِمَة فَإِن قواهم على الْأَكْثَر ترجع بالأراتح واربط أَيْديهم وأرجلهم ربطا شَدِيدا وتنبههم وانخسهم ولاتتركهم يغفون فَإِذا أفاقوا من غشيهم غذيناهم بِخبْز منقع بشراب أَو شَيْء آخر مثله مِمَّا ينعش وَبرد الْقُوَّة سَرِيعا كالأحساء.
سرابيون إِذا غشى عَلَيْهِ رش عَلَيْهِ ماءا بَارِدًا أَو ماورد وأشمه مسكا ورياحا طيبَة وبخره بِعُود وَعَنْبَر واطل عل مفاصله مَا ورد وَمَاء الآس وشراب الآس وشراب الميسوسن وزعفرانا
(2/238)
وعودا وبتكا وَورد وَنَحْوهَا وَشد أَطْرَافه واغمرها وَلَا تَدعه ينَام الْبَتَّةَ وجر شعره وَأذنه فَإِذا خرج عَن الغشى فَقرب إِلَيْهِ أَطْعِمَة لَهَا رَوَائِح عطرية وأعطه خبْزًا مقعا بشراب أغذه بِمَا يقوى سَرِيعا كالأحساء المتخذة بِمَاء اللَّحْم وَالشرَاب وافصد إسخان الْجِسْم ليندفع الْبرد ناله وَمَا يذهب الشَّهَوَات الرَّديئَة من الطين والفحم وَنَحْوهَا: قاقلة كبار وصغرا وكبابة بالسواء سكرا مثلهَا يحل وَيسْتَعْمل.
لقطع شَهْوَة الطين: يسهل بتبريد وَحب الأفرنج من كل وَاحِد نصف دِرْهَم سرخس دِرْهَمَانِ يشرب بِثَلَاث أَوَاقٍ ميبختج ويقياً مَرَّات وَيطْعم شاهبلوط وفستقا وزبيبا وقشمشا ويسقى إيارج فيقرا. مَرَّات فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام دِرْهَمَيْنِ وَيطْعم زيرباجه سمك صغَار ببصل وكرويا وزبيب مغسول وسذاب وفلفل وزنجبيل وَيَأْكُل مَعَ هَذَا الطَّعَام كرفسا بخل وَيَأْكُل لوزا مرا بِعَسَل. 3 (الهيضة) 3 (وَمن يقئ طَعَامه دَائِما والغثى وتقلب النَّفس وَمَا يسكن الصَّفْرَاء والوحم) من الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ بَعضهم: تسمى الهيضة باسم مُشْتَقّ من الْمرة الصَّفْرَاء إِلَّا أَنهم يرَوْنَ أَن سَببهَا.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: القئ يكون لثقل مَا فِي الْمعدة عَلَيْهَا لكثرته أَو للذعه إِيَّاهَا بحموضة أَو ملوحة أَو مرَارَة أَو غير ذَلِك وَيكون الْخَلْط الَّذِي فِي تجويفها لَيْسَ من شَأْنه أَن يَسْتَحِيل ويغذوا كالبلغم الحلو وَالدَّسم فَإِن الْمعدة تشتاق إِلَى دفع مَا لَا يغذو وَمن تقلب النَّفس والغثى ضرب يكون عَن رطوبات رَدِيئَة قد تشربتها طَبَقَات الْمعدة وعلاجه: إرياج فيقرا على مَا فِي بَاب الْمعدة وَقد يكون تقلب النَّفس من رطوبات جَيِّدَة الْكَيْفِيَّة إِلَّا أَنَّهَا قد أرخت فَم الْمعدة وبلتها فَيحدث غثي لذَلِك وَثقل الشَّهْوَة.
الغثى هُوَ مثلا استحكام ذهَاب الشَّهْوَة وَمن هَذَا يسْتَدلّ أَنه من علل فَم الْمعدة قَالَ: فالغثى الْعَارِض من فَم الْمعدة رطوبات تشفيه الْأَدْوِيَة القابضة إِن لم تكن غائصة فِي جرم الْمعدة وَلَا لزجة وَإِن كَانَت غائصة فِي جرم الْمعدة لزجة احْتَاجَت أَن تكون مَعَ القابضة ملطفة كالخل والأفاوية.
الغثى يكون إِمَّا حارا مقلقا كَمَا يكون فِي الهيضة أَو بِسُكُون كَمَا يكون فِي
(2/239)
المعمودين والغثى الحاث لانصباب مرّة حادة إِلَى الْفَم الْمعدة وشفاؤه الْقَيْء مَرَّات بِالْمَاءِ الْحَار ثمَّ الْأَدْوِيَة لفم الْمعدة العطرية والأغذية المعدلة المقوية للمعدة مرّة بعد مرّة تُعَاد أَن تقيأ حَتَّى تلبث وَيكون الغثى لشَيْء لزج فِي الْمعدة أَو لشَيْء رَدِيء وعلاجه: الْقَيْء ثمَّ تَقْوِيَة الْمعدة وَأما الغثى بِلَا قيء فَيكون لرطوبات رَدِيئَة قد تشربتها الْمعدة أَو لرطوبات غير رَدِيئَة وَتعلم رداءتها أَن يلْزمهَا عَطش والتهاب وَنَحْوه وعلاجها: إيارج فيقرا وَأما الرطوبات غير الرَّديئَة فَإِنَّهَا رُبمَا كَانَت كَثِيرَة وَرُبمَا كَانَت لزجة وَيفرق بَينهمَا أَن غير اللزجة تسكن القوابض واللزجة لَا تسكن إِلَّا بالقوابض الملطفة فقد حصل أَن جَمِيع علاج الغثى فِي الإسهال بالايارج والقيء بالأدوية العفصة واللطيفة والعطرية الثَّانِيَة من الميامر: تقلب النَّفس قد يعْنى بِهِ ذهَاب الشَّهْوَة وَقد يعْنى بِهِ الغثى الْكَائِن بعد)
الطَّعَام وَإِن بعض النَّاس إِذا تنَاول الطَّعَام عرض لَهُ وَظن أَنه إِذا تحرّك حَرَكَة قَوِيَّة يغثى من سَاعَته وَهَذَا الْعَارِض يكون فِي بعض الْأَوْقَات من ضعف فَم الْمعدة فَقَط إِذا لم تستطع أَن تقبض على الطَّعَام كانقباض تجويف الْمعدة بأسره وَيكون فِي بعض الْأَوْقَات مَعَ ذَلِك فِي فَم الْمعدة رُطُوبَة رَدِيئَة محتبسة يسيرَة الْمِقْدَار وَذَلِكَ أَن الرطوبات الْكَثِيرَة الْمِقْدَار والكثيرة الرداءة تحدثان تقلب النَّفس من غير أَن يتَنَاوَل الانسان طَعَاما وَقد يكون تقلب النَّفس من سوء مزاج ردئ يحدث فِي فَم الْمعدة وَقد يكون من استفراغ الْمعدة برطوبة كَثِيرَة الْمِقْدَار غير رَدِيئَة الْكَيْفِيَّة لِأَن فَم الْمعدة يسترخي بِهَذِهِ الرُّطُوبَة وَقد يحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة فَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة قد وصلت إِلَى عمق الْعُضْو وَكَانَت غَلِيظَة أَو لزجة لم تف القوابض بشفائها واحتاجت أَن تخلط الملطفة بهَا كالخل والسكنجبين والأفاوية وَإِن لم تكن هَذِه الرطوبات كَثِيرَة وَلَا لزجة فالقابضة تشفيها قَالَ: إِذا كَانَ مَعَ تقلب النَّفس ذهَاب الْعَطش وَقلة اللهب فاطرح مَعَ القوابض أفاوية حارة لِأَن الْعلَّة بَارِدَة وَإِن كَانَ مَعَه عَطش وَلَهَب فَاجْعَلْ الملطفة خلا وسكنجينيا وَنَحْوه قَالَ: وَهَذَا الدَّوَاء يُوَافق تقلب النَّفس الشَّديد رمان حامض مقشر يعصر وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وعصارة النعنع ثلث رَطْل يطْبخ حَتَّى يغلظ ويسقى قبل الطَّعَام.
آخر: سفرجل زعرور حامض مقشر سماق يطْبخ وَيُؤْخَذ المَاء ويلقى عَلَيْهِ ربعه عسل ويعقد قَالَ: وينفع من تقلب النَّفس أَن يَقع فِي الدَّوَاء مخدر لِأَنَّهُ يجلب النّوم ويسكن الْأَذَى وينضج الْخَلْط ويهدئ الْوَضع مثل هَذَا الشَّرَاب: سماق حب الرُّمَّان حب الآس بزر بنج بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ من المخدرة أَشْيَاء تقيء والبنج أَحْسبهُ مِنْهَا فاجتنبها.
قرص على هَذَا: سك قشور فستق ورد آس سماق أفيون يَجْعَل فرْصَة ويسقى مِنْهُ مِثْقَال يسكن الغثى ويجلب النّوم وَيدْفَع إِلَى العليل شَيْئا طيبا يشمه وَفِيه شَيْء يخدر.
(2/240)
شراب: تمر هندي خشخاش بزر بنج سفرجل يطْبخ حَتَّى يتهرى ثمَّ يعْقد مَاؤُهُ بطبيخ القسب ويسقى مِنْهُ.
إِلْقَاء المخدرة هَاهُنَا عناء قَالَ جالينوس: وَهُوَ جيد فِي الْعِلَل الحارة وَاعْتمد عَلَيْهِ إِذا كَانَ الْقَيْء بعد الطَّعَام فَذَلِك يعرض لغاية ضعف الْمعدة وَأما الْقَيْء قبله فلرطوبة رَدِيئَة فِيهَا ويبرئه الفيقرا.
قَالَ ج: فِي دَاء كَانَ قد ألْقى فِيهِ قشور أصل اليبروج: إِن هَذَا فِي غَايَة المضادة للطبع الْيَابِس)
فاجتنبه وَأما اسقلبياذس فَإِنَّهُ وصف لتقلب النَّفس: مصطكى رَطْل أصُول اليبروج ربع رَطْل يعجن بعصارة النعنع ويسقى مِثْقَال بِمَاء بَارِد.
وَأَنا أَقُول: إِن هَذَا دَوَاء جيد وَإِن قشور أصل اليبروج لَا تبلغ أَن يخَاف مِنْهَا هَاهُنَا مَا يخَاف جالينوس فلتستعمل فِي الهيضة عِنْد الْعِلَل الحارة والخشخاش الْأسود أَجود المخدرات لِأَنَّهُ غذَاء فاعتمد عَلَيْهِ وعَلى الأفيون.
قَالَ ج: ويعرض الْقَيْء الشَّديد عِنْدَمَا يكون فِي الْمعدة صديد منافر لَهَا مجانس لقوي الْأَدْوِيَة فيعظم تأذيها بِهِ وَإِن كَانَت الْمعدة مَعَ هَذَا ضَعِيفَة تضَاعف عَلَيْهِ الشَّرّ وَالْغَرَض هَاهُنَا إفناء ذَلِك الصديد بالقيء وتقوية الْمعدة بأَشْيَاء طيبَة الرّيح كالأفاوية والبزور كبزر الكرفس والأنيسون لِأَن الْأَشْيَاء الطّيبَة الرّيح تسكن الغثى كَمَا أَن الْأَشْيَاء المنتنة تهيجه والطيبة تقَوِّي الْمعدة وتسكن التقلب فَإِن جمعت إِلَى هَذِه أَن يكون مَعَ طيب رِيحهَا مِمَّا يُؤْكَل فَإِنَّهَا تكون أَحْرَى أَن ينفع الغثى الصديدي الشَّديد كالحال فِي أَقْرَاص أمارويس فَإِنَّهُ إِنَّمَا ألف فِيهَا الْمُؤلف أنيسون وبزر كرفس لهَذَا الْمَعْنى بِعَيْنِه لِأَن فِيهَا عطرية وغذائية وألق فِيهَا أفسنتينا لِأَنَّهُ يجلو الأخلاط الرَّديئَة المحتبسة فِي فَم الْمعدة ويحدرها ويشد فَم الْمعدة ويقويه وَإِن شِئْت ألق فِيهِ من الدَّار صيني لِأَنَّهُ يضاد الصديد المنتن كُله ويغيره ويحلل بعضه وينفع برائحته جَمِيع الْعِلَل الْحَادِثَة عَن الأخلاط الرَّديئَة نفعا لَيْسَ بالدون وألق فِيهِ من الأفيون شَيْئا يَسِيرا ليخدر بعض حس الْمعدة فَلَا تتأذى بِهِ وليجلب النّوم وَأصْلح مَا يخْشَى من مضرته بالجند بادستر.
القرص: بزر كرفس أنيسون بِالسَّوِيَّةِ أفسنتين ثلثا جُزْء مصطكى مثله دَار صيني جُزْء أفيون ثلث جُزْء يَجْعَل أقراصا ويسقى للهيضة وإيلاوس وَلمن يتقيأ طَعَامه جند بادستر مثل الأفيون.
هَذَا القرص مِثَال فَلَا تجفف وَاسْتعْمل الأفيون بِلَا جند بادسترفي تقلب الْمعدة والقيء الشَّديد مَعَ الأفاوية على هَذَا التَّرْكِيب: دَار صيني جُزْء قشور فستق مثله سنبل ورد سك من كل وَاحِد نصف جُزْء جلنار عصارة لحية التيس نصف نصف أفيون نصف واجعله أقراصا واسق مِنْهُ وَالْغَرَض فِي تركيب هَذِه الأقراص القابضة
(2/241)
والعطرية المخدرة الَّتِي فِيهَا اسهال قَلِيل لتنقى الْمعدة كالأفسنتين وَنَحْوه إِلَّا أَن يكون هُنَاكَ إسهال.
المجففة القابضة تفنى ذَلِك الصديد وتشد جرم الْمعدة والعطرية تسكن الْقلب والمخدرة تقلل الْحس وتجلب النّوم فالدواء الْمُؤلف من هَذِه يُبرئ جَمِيع الضروب الْقَيْء الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَى)
الأستفراغ بالمسهل.
قَالَ ج: من أَصَابَهُ هيضة فليسق هَذَا القرص بِمَاء بَارِد كَمَا يسقى دَوَاء فيلن وَهُوَ الفلونيا قَالَ: تقلب النَّفس الْعَارِض لمن يكثر الشَّرَاب والفاكهة الرّطبَة وَنَحْو هَذَا التَّدْبِير هُوَ من تقلب فَم الْمعدة لِكَثْرَة الرطوبات فيعالج بالأدوية القوية الْقَبْض كَهَذا القرص: ورد سماق سك جلنار أقاقيا يَجْعَل أقراصا بشراب قَابض وَيسْتَعْمل.
أرخيجانس: إِذا حدث فِي الْمعدة التهاب وكرب شَدِيد بلاحمى مَعَ سُقُوط الْقُوَّة وغشى فاسقه فِيمَا بَين الْأَوْقَات قدر ثَلَاثَة قوانوسات أَو أَرْبَعَة بِمَاء بَارِد مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِن سكن فأعده ودبر لسَائِر مَا يجب وَإِن بقيت الْعلَّة فَشد الْأَطْرَاف واسقه مَاء السماق وَإِن كَانَ يجد فِي الْمعدة لذعا فضع عَلَيْهِ جَرَادَة قرع مبرد بثلج أَو ثلجا أَو ضع عَلَيْهَا هندباء وسويقا وخلا وورق الكرفس فَإِنَّهُ جيد للهب وَالْكرب قَالَ: وَإِذا عرض للمعدة أَن تسترخي ويصيبها صَاحبهَا غثى فاسقه بزر الخس مثقالان مَعَ قوانوس مَاء: أَو أسقه ملعقة مصطكى للقيء: ضع على السَّاق والعضد خردلا مسحوقا بخل ودعه حَتَّى يحمر الْموضع.
الثَّالِثَة من قاطيطرون: الغثى الْكَائِن بِسَبَب رطوبات فِي الْمعدة تحْتَاج أَن تخرج بالقيء العنيف الذريع.
سفوف للغثى الشَّديد: طين خرساني مقلو كبابة مثل سدسه دقه ويقتمح مِنْهُ الشَّيْء بعد الشَّيْء فَإِنَّهُ يسكن الغثى.
اسْتعْمل فِي سقى الشَّرَاب فِي الهيضة مَا فِي بَاب الغشى وَاعْلَم أَن مَا تعالجهم بِهِ مساءاً طيبا لذيذا متخذا من مَاء اللَّحْم الطّيب والأبزار وصب فِيهِ شرابًا ريحانيا وَيجْعَل من شَيْء من خبز سميذ ويعطونه وَلَو بلغ أَن يوجر عِنْد شدَّة الْأَمر فَإِنَّهُ ينميهم وَإِذا نَامُوا فقد سكن مَا بهم الْبَتَّةَ يُؤْخَذ مَاء اللَّحْم ويمرخ بِهِ شراب وكعك قَلِيل مدقوق ويسقى.
الْخَامِسَة من الْفُصُول: يعرض فِي الهضبة من قئ المرار أَن يتشنج مَوَاضِع من الْجِسْم وخاصة العضل الَّذِي فِي بَاطِن السَّاق بِسَبَب الاستفراغ.
(2/242)
السَّادِسَة: تقلب النَّفس يعرض من انصباب الْمرة إِلَى الْمعدة والمرة تنصب إِلَى الْمعدة عِنْد الضَّرْبَة إِلَى الدِّمَاغ وَعند جَمِيع الأوجاع الشَّدِيدَة أَي وجع كَانَ وَعند الْغم الشدبد وَعند الْإِمْسَاك إِذا كَانَ المزاج مراريا.)
وَعند الاستفراغ المفرط وخاصة من الدَّم.
قَالَ: وَعند ضعف الْمعدة من أَي حَالَة كَانَ ضعفها يَنْبَغِي أَن تنظر لمن تنصب الصَّفْرَاء إِلَى الْمعدة عِنْد الفصد.
السَّابِعَة: القلق مَعْنَاهُ أَن ينْتَقل الْمَرِيض من شكل إِلَى شكل دَائِما وَأكْثر مَا يعرض ذَلِك لمن فِي فَم معدته رُطُوبَة مشربَة لفم الْمعدة.
الْخَامِسَة من الْمَنَافِع إِذا تقيأ صفراء تبعه خفقان فَم الْمعدة لِأَنَّهُ يلذعها.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا كَانَ كرب وقلق عَن الْمعدة وَلم يبلغ أَن يحدث غشى بعد فَإِن الْخمر الممزوجة يمثلها مَا تذْهب بِهِ الْبَتَّةَ لِأَن الْمعدة تحْتَاج حِينَئِذٍ أَن تسخن وتعدل وتعان على الهضم وَالشرَاب الممزوج مزاجا قَوِيا يفعل ذَلِك قَالَ: لَا يصلح لصَاحب الهيضة الَّتِي تخرج مِنْهُ أَشْيَاء حارة شَيْء حريف وَلَا حَار الغثى كثيرا قد يبرأ بالقئ لِأَن علاجه يكون باستفراغ ذَلِك الْخَلْط أَو بانضاجه وتغيير كيفيتة إِلَى أصلح أَو يمزجه بِمَا يصلحه.
على مَا رَأَيْت فِي كتاب الأغذية: من تغثى نَفسه بعد الطَّعَام وتبادر إِلَى القئ فأعطه قبل الطَّعَام أَشْيَاء مزلقة ثمَّ أعْطه غذَاء قَلِيلا جدا وأطعمه أَشْيَاء قابضة طيبَة فواكه وَغَيرهَا فَإِن بذلك تقوى أعالى الْمعدة وتضعف أسافلها ويسكن الغثى والقئ وتستطلق الطبيعة وَأعلم أَن انطلاق الْبَطن. عون عَظِيم على تسكين القئ.
ضماد للهيضة: ورد صندل سنبل ذريرة كعك الشَّامي سويق البنق سك مصطكى سفرجل مَاء الآس ماورد واجعله ضمادا للبطن كُله واسقه سفة مصطكى وقاقلة وكندر وطباشير وسنبل.
جوارش القنة للهيضة: يطْبخ سفرجل بخل حامض طبخا نعما ويؤكل بعد مَا ينضج ويدق نعما ويلقى عَلَيْهِ قشور فستق وعود ورامك وقرنفل وكبابة وسنبل الطّيب وراسن مجفف ومصطكى وَشَيْء من مسك ويطبخ الْخلّ بالعسل حَتَّى يغلظ ثمَّ يعجن بِهِ وَيرْفَع.
وينفع مِنْهُ أَن ينقع لَهُ كعك أَو خبز سميذ فِي ميبه يطيب ويطعمه وَيشْرب حَتَّى ينَام وَيُؤْخَذ عصر السفرجل الحامض رَطْل وشراب عَتيق مثله وسكر طبرزد نصف رَطْل ويطبخ حَتَّى يغلظ ويطيب بكبابة وسك ومصطكى ومسك.
الْيَهُودِيّ مِمَّا يمسك الْقَيْء: أَقْرَاص الْكَوْكَب وللقيء الشَّديد مصطكى منقع فِي مَاء رمان)
(2/243)
الْيَهُودِيّ: الهيضة تعرض من التخم وَمن شرب المَاء الْكثير على المالح لِأَن الفواق يسترخى عِنْد ذَلِك ويندفع الأخلاط نَحْو الأمعاء وَأَصْحَابه يشربون المَاء جدا ويتقيأونه مَتى فتر فِي معدهم فليمسكوا عَنهُ جهدهمْ حَتَّى إِذا سكن قَلِيلا ينقع لَهُم حب رمان وتمر هندي ومحروث وأنجدان ويشربونه.
أهرن: إِذا رَأَيْت الغثى والقيء وَلم تَرَ للصفراء عَلَامَات وَلَا حَرَكَة فَاعْلَم أَنه بلغم وَأَشْيَاء لزجة فِي الْمعدة فأعطه الملطفة كالسكنجبين الْمَعْمُول بصبر وإيازج فيقرا وَنَحْوه وَأما الصفراوي فأعطه الحموضات على مَا وصفت.
ضماد للهيضة عِنْد الضعْف: ورد سفرجل تفاح مَاء الآس صندل سك عود مصطكى كندر جُزْء من كل وَاحِد يعجن بميسون ويطلى على الصَّدْر والبطن والحقو وَأَيْضًا إِذا فرط الضعْف كعك شَامي يلطخ عَلَيْهِ بِمَاء التفاح وميسوسن.
الطبرى: إِذا كَانَ الْقَيْء من بلغم لزج عولج بالفيقرا وسكنجبين والقيء وبالصوم والامساك عَن الطَّعَام وَاسْتعْمل الْحَرَكَة لينقلع الْفضل فَلَا يعود مِنْهُ شَيْء.
الطبرى إِذا اشْتَدَّ الغثى فَأحرق الْقصب وأضربه بخل خمر وَضعه على الْمعدة.
أهرن: الْقَيْء من مرّة رَدِيئَة أَو بلغم أَو ضعف فَم الْمعدة أَو أَطْعِمَة فَاسِدَة أَو أَطْعِمَة كَثِيرَة تثقل وَرب التفاح والريباس والحصرم وَرب حمض الأزج وَإِذا كَانَ الَّذِي بِلَا حمى فأعطه من الْمَعْمُول بالحرف وَقَالَ جالينوس وعالج القيءالذي يهيج من الْفضل الغليظ اللزج فِي بطن الْمعدة وَرُبمَا هيج غثيانا بأَشْيَاء لَطِيفَة كالسكنجين وَالصَّبْر والسكنجين الْمَعْمُول بسقمونيا وَدبره بِالنّصب وَالصَّوْم حَتَّى ينهضم ذَلِك الْفضل إِلَّا أَن هَذَا الْفضل لَا يخرج بالقيء وَإِذا كَانَ هَذَا الْفضل سابحا وعلامته: الْقَيْء فقيئه بفجل وسكنجبين وبالتي أقوى مِنْهَا إِن احتجت إِلَى ذَلِك.
وَقد تهيج ضروب من الْقَيْء من الفضول الَّتِي تنصب من الطحال فتفقد هَذَا الضَّرْب أَيْضا فَإِن رَأَيْت من الْقَيْء الطحال عليلا ويزداد مَعَ زِيَادَة عِلّة الطحال وَينْقص بِلَا علاج الطحال بِأَن ينقص عَنهُ.
مصح لي بولس: إِذا عرض غثى دَائِم فابحث عَن حَال الْمعدة فَإِن ظَهرت عَلَامَات الْحَرَارَة بِسوء مزاج فَقَط فأعط المَاء الْبَارِد والخل وَالْخمر بهما واسقه خلا وَمَاء وأعطه لَبَنًا
(2/244)
رائبا وحامضا وَلَا تفرط وَليكن قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا ظَهرت عَلَامَات الْبرد فأعطه الكمونى والفلافلى)
وَنَحْوهمَا فَإِن كَانَت فِي الْمعدة مواد فاقرأه من بَاب الْموَاد وَقد يكون الْقَيْء من خلط رَدِيء فِي الْمعدة وعلاجه استفراغه وَقد يعرض قيء دَائِم فَسَاد الْمعدة خُذ مَاء الرُّمَّان حامض ثَلَاثَة أَجزَاء عصير النعنع جُزْء أطبخه حَتَّى يغلظ وأعطه.
بولس: الهيضة تكون لرداءة الهضم الْقَرِيب إِمَّا لِكَثْرَة الطَّعَام أَو لردائته أَو لأخلاط رَدِيئَة فِي الْجِسْم فَإِن كَانَ مَعهَا حس ثقل وَسُوء هضم سقى مَاء فاتر وهوع وَيُعْطى أَيْضا من عسر عَلَيْهِ الْقَيْء مايلين بَطْنه حَتَّى إِذا خف بَطْنه دهنت بَطْنه بدهن مصطكى وشراب ودثرته بالثياب ونام نوما طَويلا.
هَذَا علاج التُّخمَة وَالْحِفْظ من الهيضة: إِذا أفرط الْقَيْء والاسهال فَاسْتعْمل مَاء الْفَوَاكِه والأضمدة المقوية للمعدة وَإِن اشْتَدَّ الْعَطش فاسقه بزر الْخِيَار بِمَاء بَارِد وَسَائِر مَا يسكن الْعَطش وأطعمه خبْزًا بشراب قَابض إِن لم تكن حمى فَإِن كَانَت حمى فَرب الحصرم وَإِذا أفرط فعلق محجمة عَظِيمَة على الْمعدة بِلَا شَرط وأطعمه والمحجمة معلقَة وَإِن حدث تشنج فِي الْأَطْرَاف فضع عَلَيْهَا زيتا حارا أَو شمعا وقيروطيا وخرقا قد شربت بِهِ وانطل الْأَطْرَاف بِمَاء فاتر وَاسْتعْمل النّوم بِمَا ينوم حَتَّى انْقَضتْ الْعلَّة فَاذْهَبْ بهم إِلَى الْحمام وأغذهم بفراريج وَمَا يرد الْقُوَّة وشراب قَلِيل.
قَالَ: وَالَّذِي لَا يمسك الطَّعَام فِي معدته إِلَّا بغثى وَمن يتقيأ كل مَا يَأْكُل فاطلب علاجهم فِي بَاب الْمعدة فَإِن لَهُم ضمادات يدْخل فِيهَا التَّمْر وَأَشْيَاء قابضة تُوضَع على معدهم قَالَ: وأعطهم سماقا وكندرا مدقوقين بِالسَّوِيَّةِ وسكنجبينا.
الهيضة أول مَا يوضع فِي بَابهَا التُّخمَة وعلاجها ثمَّ الَّذِي يقيء كل مَا يَأْكُلهُ فَاسْتَعِنْ بِبَاب الْمعدة فَإِن فِيهِ ضمادا لمن لَا يحبس الطَّعَام من دَقِيق الحلبة وَعسل وبباب زلق الأمعاء فَإِن فِيهِ ضمادا من تمر وثمار واسقه رب النعنع أَو رب الرُّمَّان بِمَاء نعنع فَإِنَّهُ جيد لهَذَا النَّوْع من الْقَيْء لِأَنَّهُ يكون من فَسَاد الْمعدة وينقع فِيهِ السماق والكندر والكمون والنانخواه.
ألق الْأسود بِلَا حمى وَلَا مرض يكون لضعف قُوَّة الطحال عَن الامساك.
شراب الغثى والقيء وانطلاق الْبَطن عَن الاسكندر: سفرجل سماق بنق تمر هندي حب الرُّمَّان الحامض يطْبخ وَيجْعَل فِيهِ كندر ويسقى للمساعدة يُؤْخَذ كف سماق بنق يطْبخ نعما وَيجْعَل فِيهِ كندر ومصطكى بعد تصفيته.)
(2/245)
الاسكندر لَا يدافع بعلاج الهيضة لِأَنَّك تدفع العليل إِلَى الْمَوْت.
قَالَ: وَيكون من الْأَطْعِمَة الحلوة والدسمة والكثيرة إِذا كثرت الصَّفْرَاء فِي الْبَطن تتحرك لكثرتها لتخرج وَقد يكون لِكَثْرَة شرب المَاء الْبَارِد والاستحمام فِيهِ: قَالَ وَإِذا رَأَيْت الغثى شَدِيدا وَلَا يقيء وَسبق ثقل من طَعَام فاسقه مَا يُحَرك الْقَيْء كالعسل بِمَاء فاتر ويلين الْبَطن عفوا فَإِن كره الْعَسَل فأعطه مَاء فاترا فَإِذا تقيأ أَو لم يقيء فمره بِالنَّوْمِ واسخان الْبَطن بدهن الناردين فَإِنَّهُ يقطع الْقَيْء والاسهال فبادر بِهِ إِلَى الْحمام وأعطه طَعَاما خَفِيفا مِمَّا تهضمه الْمعدة وَهَذِه هيضة نَاقِصَة. فَأَما إِن كَانَت الهيضة من مشي الْمرة وقيئها لكثرتها فَتلك الهيضة التَّامَّة فَعَلَيْك بِمَا يقوى الْمعدة وشده قوته فَإِذا كثر الْقَيْء والاسهال فَخذ خبْزًا وبلة فِي شراب وأعطه قَالَ: وَقد تكون الهيضة من أكل بطيخ لِأَنَّهُ رَدِيء للمعدة مهيج للقيء يَسْتَحِيل إِلَى المرار فَإِن كَانَ محموما أَو بِهِ حرارة شَدِيدَة فَلَا تعطه ذَلِك لَكِن أعْطه خبْزًا بِرَبّ الحصرم.
إِذا ضعف فاعطه خبْزًا بشراب وَإِذا كثر الْقَيْء فأعطه طبيخ النعنع واخلط فِي جَمِيع ذَلِك شرابًا فَإِنَّهُ يُقَوي الْقُوَّة بِسُرْعَة وَيُقَوِّي الْمعدة الضعيفة والهيضة ضعف الْمعدة وأدلك النواحي الَّتِي بردت مِنْهُم حَتَّى تسخن وتمرخ بأدهان حارة وَإِذا كَانَ المغص والقيء شديدين فضع محجمة على السُّرَّة والمعدة فَإنَّك إِذا جعلت محاجم حول الْمعدة منعت الْقَيْء قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْحَرَارَة وعطشا شَدِيدا وَكَانَ مَا يخرج بالقيء وَالْمَشْي مريا فالعلة من كَثْرَة الْمرة فِي الْمعدة فَعَلَيْك باستفراغ مَا أمكن ثمَّ أغذه وضمد بأضمدة وأشربة وَيشْرب المَاء الْبَارِد وَرب الحصرم الحصرم وضمده بجرادة قرع وصندل وحصرم وخبز وسفرجل وَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والاسهال خَفِيفا فهيج الْقَيْء لذَلِك واسقه سقمونيا بِقدر لتمشيه وتريحه من الصَّفْرَاء وَلَيْسَ مَعَ فيقرا فَإِنَّهُ حِين يمشي يسكن الغثى ويشتهي الطَّعَام قَالَ: فَإِن وَإِن كَانَ الاسهال غَالِبا فأجدد الْيَدَيْنِ فَإِن كَانَ الْقَيْء غَالِبا فَشد الرجلَيْن ثمَّ الأريبة وَعصب ذَلِك وحله مرّة بعد أُخْرَى فَإِن برد الْأَطْرَاف فسخنها بالدلك وَالْمَاء الْحَار حَتَّى تسخناً وتحمراً ثمَّ لفهما فِي شَيْء سخن ليحفظ حرارته فَهَذَا دَافع للقيء.
الاسكندر: ينفع من اخْتِلَاف بَغْتَة الشَّرَاب الممزوج بِمَاء بَارِد والاستحمام.
شَمْعُون مصلح للهيضة المسرفة: مصطكى كندر قرنفل عود ورد صندل جلنار يجمع بميسون ويطلى على الْمعدة.)
الاختصارات: يكون نوع من الْقَيْء لضعف الكبد عَن جذب الكيلوس.
علامته أَن تظهر مَعَه عَلَامَات وجع الكبد.
للَّذي يَأْكُل طَعَامه فيتقيأ من سَاعَته: تجْعَل عروق الحنظل فِي مَاء الْعَسَل ويسقى فَإِنَّهُ ينفع من الفلاحة.
ويسقى بعد الطَّعَام كمونا وسماقا وَيطْعم أَشْيَاء قابضة عطرة وَيجْعَل الْمُتَقَدّم مزلقا.
أريباسيس: الَّذين يفرط بهم الْقَيْء من صفراء يتَّخذ ضماد هَذِه صفته: سماق أفاقيا
(2/246)
جلنار قشور رمان عفصة مطبوخة بخل ويخلط بكعك ويضمد بِهِ ويغذى قَلِيلا قَلِيلا ويعاود مَتى تقيأ وَيُوضَع على الْمعدة محاجم عَظِيمَة بِنَار وَأما من تقيأ الْمرة السَّوْدَاء وينتفخ بَطْنه فسخن خلا ثقيفا وشربه صوفة وضمد معدته بِهِ.
جَوَامِع أغلوقن: إِذا سخنت الْمعدة هاج الْقَيْء وَإِذا سخنت بالأطراف سخنت الْمعدة وَكَذَلِكَ إِذا بردت الْمعدة بردت.
لذَلِك يجب أَن يبرد الْأَطْرَاف والمعدة فِي الهيضة.
فيلغرغورس: ينفع من يتقيأ طَعَامه دَائِما أَقْرَاص الْكَوْكَب وَمن يقيء كل ماأكله فَفِي معدته رُطُوبَة كَثِيرَة والفيقرا يُخرجهَا.
مَجْهُول الْقَيْء الْمخوف: مِثْقَال قرنفل سكرجة مَاء.
أطلاؤش من مقالتين تنْسب إِلَى ج: ينفع الهيضة إِذا أحسست بِفساد طَعَام فِي الْمعدة الْقَيْء بِسُرْعَة قبل استحكام فَسَاده فَإِن لم يتقيأ فقيئه بِمَاء وَعسل ثمَّ كمد الْمعدة بِزَيْت مسخن ونومه فَإِن لم ينفع وهاج مغص وكرب وغثى فاسقه المسهل فَإِن كثر استفراغه حَتَّى تبرد أَطْرَافه ويعرق عرقا بَارِدًا ويغشى عَلَيْهِ فاربط أَطْرَافه من الأعالي وادلك الْيَدَيْنِ والقدمين بدهن سوسن وفلفل ونطرون وجند بادستر وأطعمه وَمَتى تقيأ فأعد أبدا حَتَّى يقبل واسقه شرابًا فَإِنَّهُ ينيمه ويستريح وجس شراسيفه وصدره وَإِن كَانَت فِيهَا حرارة شَدِيدَة فضع عَلَيْهَا أضمدة مبردة بثلج فَإِنَّهَا تسكن الْقَيْء لِأَن الْمعدة تبرد ذَلِك.
كناش فليغريورس الصَّغِير وَهُوَ كِتَابه إِلَى الْعَوام: إِن لم تكن مَعَ الهيضة حمى فأطعمه خبْزًا مبلولا بشراب ممزوج بِمَاء بَارِد وعلق على أَسْفَل الْبَطن محجمة عَظِيمَة وَإِن كَانَ العليل جيد الْبضْعَة فأجلسه فِي مَاء بَارِد مُدَّة طَوِيلَة وغذه بالقوابض.)
حنين فِي الْمعدة: الغثى من شَيْء ثقيل على فَم الْمعدة أَو من شَيْء يلذعها كَمَا يعرض إِذا صَار الطَّعَام حامضا أَو حريفا من سوء هضم أَو من فضول تنصب إِلَيْهَا من الْجِسْم أَو من لزوجات تجمع فِي الْمعدة وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا لَا يقبل الهضم لَا تحبسه الْمعدة وتروم لذَلِك دفْعَة عَن نَفسهَا.
كبف لَا تَدْفَعهُ من أَسْفَل وَالدَّم إِذا لم ينهضم يهيج الْقَيْء على قربَة من الطَّبْع قَالَ: وَإِذا هاج الْقَيْء بِلَا شَيْء أكل فالسبب فِي ذَلِك أخلاط رَدِيئَة تلذع ويسكن ذَلِك بالقيء إِن كَانَ قَلِيلا لم يكن أَن يقيء وبقيء الغثى قَالَ: وَهَذِه الأخلاط رُبمَا كَانَت مرارية وَرُبمَا كَانَت بلغمية.
قَالَ: وعلاج ذَلِك إِمَّا أَن تستفرغ وَإِمَّا أَن تنضج إِلَّا أَن الإنضاج لَا يُمكن فِي المرارى لِأَنَّهُ لَا يُمكن استحالته إِلَى صَلَاح أبدا بل ينقى والإنضاج يكون بِالسُّكُونِ وَالنَّوْم والامتاع
(2/247)
من الطَّعَام وَأما المرارى فَإِن كَانَ غير شَدِيد اللحوج شرب مَاء الكشك أَو سكنجبين أَو مَاء حَار وَإِن كَانَ شَدِيد اللحوج فاستفرغه بِقُوَّة فَإِن لم يُمكن لضعف أَو حمى فَعدل بأغذية يصلح لَهَا وَفِي الْوَقْت الَّذِي يصلح إِلَّا أَنه إِن كَانَ محموما لم يُمكن أَن يعْطى من القوية وَإِن كَانَ ضَعِيفا فاقسمه فِي مَرَّات وَإِن كَانَ للحمى نَوَائِب فأسهله فِي وَقت نقاء الْجِسْم بالايارج فَإِن لم تكن حمى فَلَا تتخلف عَنهُ فَإِنَّهُ يقْلع الَّتِي قد عسر تخلصها من أغشية الْمعدة قَالَ: وَقد يعرض قذف الطَّعَام من ضعف الْمعدة وَإِنَّهَا لَا تقدر على إِمْسَاكه فتقذفه إِمَّا إِلَى أَسْفَل أَو إِلَى فَوق بِحَسب النَّاحِيَة الضعيفة قَالَ: وَقد يعرض لبَعْضهِم أَن يكون إِذا أكل وأحس فِي نَفسه بِأَدْنَى حَرَكَة قاء على الْمَكَان وَهَذَا يكون من رُطُوبَة قد بلت فَم الْمعدة وعلاجه بالقوابض مَعَ شَيْء من المسخنة.
قرص يسكن الغثى إِذا كَانَ من حرارة ويسكن الوجع ويجلب النّوم بزر الْورْد ثَمَانِيَة مَثَاقِيل حب الآس الْأسود المنقى من بزْرَة ثَمَانِيَة عشر مِثْقَالا بزرنيخ تسعع أَوَاقٍ يسحق وينخل ويعجن بشراب جيد قَلِيلا بِقدر الْحَاجة وألق عَلَيْهِ قسبا منزوع النَّوَى عشرَة واسقة الشَّرَاب وفرصة واسق مِنْهُ درهما وَنصفا بِقدر مَا ترى من الْقلَّة وَالْكَثْرَة.
رَأَيْت غَرَض تأليف الْأَدْوِيَة المخدرة والمسكنة للوجع باللين والمغرية قَلِيلا والمطيبة للخلط الردئ بالعطرية. وأجود مِنْهُ هَذَا مصطى وبزر الْورْد ونشا وطباشير وبزر بنخ من كل وَاحِد دِرْهَم عود دانق ورد دِرْهَمَانِ أفيون نصف دِرْهَم الشربة مِثْقَال يسكن الغثى من سَاعَته وينوم وَإِن كَانَت برودة فألق فِيهَا سنبلا وسعدا ودع الْورْد وَنَحْوه واسقه إِذا لم تكن حمى وَكَانَت هيضة وَنَحْوهَا بميه أَو بشراب فَإِنَّهُ ينيم وَبِه ملاك علاج الهيضة.)
وَمِمَّا يعظم نَفعه للهيضة أَقْرَاص الْكَوْكَب الَّتِي بأفسنتين يسقى بشراب ممزوج وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْكَامِل لِابْنِ ماسوية فِي المنقية: ينفع من الغثى حب رمان حامض ثَلَاثُونَ درهما نعنع كرفس من كل وَاحِد خَمْسَة قشور الفستق عشرَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيجْعَل فِيهِ كندر ذكر خَمْسَة دَرَاهِم عود مسحوق دِرْهَم سك جيد مثله ويسقى مِنْهُ.
من كتاب القوابل: الْمَرْأَة الَّتِي لَا يسْتَقرّ الطَّعَام فِي جوفها فاغمز يَديهَا ورجليها بعد الْأكل وضع على الْمعدة كمادا قَابِضا وَتمسك فِي الْفَم حب رمان قَابض.
السَّادِسَة من كتاب إفريطن مرهم لمن بقئ مَا يَأْكُل: خَرْدَل زبد الْبَحْر شبث من المَاء كبريت بزر الأبخرة زبت عَتيق.
على مَا رَأَيْت لِابْنِ سرابيون الَّذِي يقئ بعد الْأكل يكون فَم معدته ضيقا جدا وَتَكون فِي طبقاتها أخلاط رَدِيئَة غائضة ولايتمكن أَن يتقيأ حَتَّى إِذا أكل أمكن أَن يتقيأ.
يعْطى الْفرق وَهُوَ الَّذِي يكون من ضعف الْمعدة تضعف مِنْهُ الشَّهْوَة ولايكون قبل
(2/248)
الطَّعَام نَفسه خائرة وَالَّذِي لخلط فِي الْمعدة نَفسه خائرة قبل الْغذَاء والقئ إِذا امْتنعت كَانَ أعْسر علاج هَذِه الأيارج وعلاج تِلْكَ القوابض بعد الطَّعَام.
ابْن سرابيون: إِذا كَانَ مَعَ قئ صفراوى الْبَطن يَابسا فلينه أَولا بالحقن ثمَّ اسْقِ رب الرُّمَّان والتفاح لتعدل مَا بقى من المرار فَإِن أفرط فِي حَاله وَلم يسكن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الحامضة والعطرية فافصد الباسليق ليسكن تلهب المرار وعده سماقية وحماضية وَنَحْوهَا وَأكْثر الكزبرة وضمد الْمعدة وَإِن كَانَ القئ بلغميا فايدا بالقئ ثمَّ اسْتعْمل الملينة وَرب التفاح وَالشرَاب الريحاني وَرب الرُّمَّان البرى بالفوذبح والمصطكى والقرنفل والسنبل وَنَحْوهَا من الْعود والمسك والنمام وورق الأترج وكمون وشراب الأفسنتين وكدواء الْمسك المر والمرزبحوش وجوارش السفرجل وَطيب الأغذية بقرنفل وَدَار صيني وجوزبوا وخولنجان وَنَحْوهَا وضمد الْمعدة بسك وقصب الذريرة وسنبل ومصطكى وأفسنتين وصبر وعود وقرنفل.
الأولى من الأخلاط: ينفع من الْقَيْء وميل الأخلاط إِلَى فَوق نَحْو الْمعدة الحقن الحادة وَوضع الضماد على الْأَطْرَاف وشدها.
مَجْهُول: ينفع من الْقَيْء الشَّديد لوز مر ويمرس بِمَاء ويصقى أَو الْحبَّة الحضراء أَو سذاب يَابِس ملعقة.)
بولس: إِذا هاج الْقَيْء بِلَا طَعَام فاحدس عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ الْمُتَقَدّم وَغَيره فَإِن كَانَ خلطا بلغميا فقد يسكنهُ النّوم والسكون والدثار حَتَّى ينهضم ذَلِك الْخَلْط فَإِن كَانَ مريا فَلَيْسَ إِلَّا إِخْرَاجه وَيشْرب سكنجبينا أَو مَاء شعير وتقيئه فَإِن كَانَ من شَيْء قد تشربته طَبَقَات الْمعدة فبالارياج وَاحْذَرْ هَاهُنَا الْأَشْيَاء العفصة فَإِنَّهَا تمنع من الْبرد وَأما فِي الرطوبات البلغمية ورهل الْمعدة فينفع وَدَلِيل الْخَلْط البلغمي أَلا يكون عَطش وَلَا شدَّة كرب لَهُ وَأما من يقذف مرَارًا فَإِن التضميد بالأضمدة القابضة يَنْفَعهُ وينفع من القئ المحجمة على الْمعدة بِنَار وَيُعْطى غذَاء مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا وَمن يقيء مرّة سَوْدَاء وتنتفخ معدته اغمس إسفنجا فِي خل ثَقِيف جدا وَيُوضَع على الْمعدة ويضمد باللبلاب الصَّغِير المغلى بشراب.
حنين دَوَاء ينفع من بِهِ غثى ويعسر عَلَيْهِ الْقَيْء: كزبرة يابسة سذاب بالسواء وَيشْرب مَعَ خمر ممزوجة وَإِن وجد لذعا فاسقة ذَلِك مَعَ مَاء بَارِد قَالَ: من أَصَابَته هيضة فاسقة أَولا مَاء فاتر أَو يتقبأ كل مَا فِي معدته فَإِن عسر عَلَيْهِ الْقَيْء فأهجه بِمَا يهيج بِهِ الْقَيْء وَإِذا تقيأ ذَلِك كُله يتَنَاوَل أغذية مقوية للمعدة وامزجها بدهن ناردين ولطف بعد انْصِرَافه غذاءه أَيَّامًا.
قد جربت الرِّبَاط فَوَجَدته يسكن الغثى الشَّديد وَيجب أَلا يَبْتَدِئ من نَاحيَة الكبد آخِذا إِلَى الْأَطْرَاف.
إِنَّه يصف فِي الثَّامِنَة للهيضة بعد أَن يستفرغ أستفراغا ثَانِيًا: أَن يَأْخُذ كندرا دِرْهَمَانِ وأفيونا دانقا ويسقى بِمَاء بَارِد.
(2/249)
جَوَامِع أغلوقن: يسكن الغثى تبريد الْأَطْرَاف والمعدة فَإِنَّهَا إِذا سخنت هاج الْقَيْء.
ويضمد بضماد مبرد بالثلج ويبرد كلما فتر قَالَ: الْمعدة تسخن بسخونة الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وتبرد مصلح ابْن سرابيون قَالَ: الهيضة تتولد عِنْدَمَا تَجْتَمِع عَن سوء الهضم أخلاط تكسب لذعا وتهيج فَيبْدَأ عِنْد ذَلِك غثى واسهال أَو أَحدهمَا وَإِذا سَالَتْ بعض تِلْكَ إِلَى الْبَطن ثمَّ لَا تزَال تكْثر وتقوى باستدعاء السَّائِل الأول وتهييجة للمعدة حَتَّى أَنه رُبمَا أفرط فأحدث خفقانا وقلقا واستفراغات مُنْتِنَة رَدِيئَة وَسُقُوط الْبَطن ولطى الصدغ وانخراط الْأنف وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وتشنج الْيَدَيْنِ والساقين وَهُوَ مرض حاد يُطَالب بِسُرْعَة العلاج وَشر الأعضراض فِيهِ الْعَطش لِأَنَّهُ لَا يرْوى وَمَتى شرب قذف وَاحْتَاجَ ثَانِيَة إِلَى شرب ثمَّ السهر لِأَنَّهُ لَو نَام نقصت وَهُوَ فِي الصّبيان سليم واكثر مَا تعرض لَهُم هُوَ وتتلف الْمَشَايِخ وَمَا أقل من تعرض لَهُ هيضة وَيهْلك)
وخاصة السمين والملزز الْجِسْم الْأَحْمَر وَإِذا عرض فِي الخريف فردى وَمن كرت حُدُوثه بِهِ فَهُوَ أسلم لَهُ وأحمل وَمن لَا يُصِيبهُ إِلَّا فِي الندرة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ.
علاجه: إِذا بَدَأَ الغثى فاسقه المَاء الْحَار وقيئه وَلَا يخلط لَهُ فِي المَاء جلاب وَلَا غَيره وَلَا دهن وَلَا شَيْء مِمَّا يغذو لِأَنَّهُ مُحْتَاج إِلَى أَن يستفرغ وَينْقص لَا إِلَى تغذيه واحرص أَن يكون فِي ذَلِك الْوَقْت ويتقيأ كثيرا سهلا بِلَا اضْطِرَاب لِئَلَّا تسْقط قوته وَذَلِكَ يكون بسقى المَاء الْحَار وَاسْتعْمل هَذَا فِيمَن يَقع لَك أَن امتلاءه كثير وبالضد إِذا ظَنَنْت أَنه قد كثر وَجَاء الضعْف فِي النبض وَجَاء الْعرق فَخذ فِي دلك الْأَطْرَاف وشدها واسق مَاء الْفَوَاكِه وضمد الْبَطن بالطيوب واسقه مَاء بَارِد بِمَاء الْفَوَاكِه وَلَا يكن شَدِيد الْبرد جدا فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء بِقرْعَة الْمعدة إِلَّا فِي من معدته حارة جدا وَمَتى تقيأ فأعد مَاء الْفَوَاكِه وانقع فِيهِ شَيْئا من كعك أَو بعض الأسوقة فَإِن أَذَاهُ فليتقيأ فَإِن لم يتقيأ من الْخَلْط الرئ فأعد أبدا حَتَّى يقبله وَإِذا أَعْطيته كعكا وخبزا فِي مَاء الْفَوَاكِه فنومه وأعطه المسكنة للغثى ونومه على الْفراش وطئ ليستلذه وَفِي مَوضِع مظلم فَإِن رَأَيْت الضعْف قد اشْتَدَّ فاسقه شرابًا قَابِضا يَسِيرا طيب الرّيح مَعَ ضروب السفرجل وَالرُّمَّان فَإِن ضعف فَبعد أَن تغذيه ضع محجمه بَين كَتفيهِ ونومه والمحاجم عَلَيْهِ وَإِن من شَأْن المحاجم أَن تحبس الطَّعَام فِي الْمعدة وَلَا تتركها مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهَا تنفط الْمَوَاضِع فَإِن ألمته فَخذهَا سَاعَة ثمَّ أعدهَا فَإِذا ثَبت طَعَامه فقد اسْتَغْنَيْت عَنْهَا واجهد أَن ينَام بِكُل حِيلَة وَالشرَاب المعتدل يفعل ذَلِك والغير معتدل إِن استلذه وضع حوله أرائح طيبَة قابضة ولخالخ مسبتة وَبرد موضعة فَإِن كَانَ الاسهال هُوَ المفرط فَأَقل نشا واخلطه بطبيخ الخشخاش واحقنه وَإِن تشنج مَوضِع فضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة بدهن وامسح بقيروطي وَقد يتشنج عضل الفك فامرخه بدهن حَار وَإِن اشْتَدَّ الضعْف فليمتص صُدُور الدَّجَاج وَتقدم مشوية عَلَيْهِ فَإِذا قوى قَلِيلا فِي الْيَوْم الثَّانِي وسكنت حَالَته فَأدْخلهُ الْحمام بِرِفْق قَلِيلا قَلِيلا.
(2/250)
ج: السنبل إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الغثى فقاح الْإِذْخر جيد للغثى. د: الباقلي يسلق وَيصب مَاؤُهُ ثمَّ يطْبخ بخل وَمَاء وَيطْعم أَصْحَاب الهيضة المسرفة فَإِن من شَأْنه أَن يقطع الْقَيْء والخلفة والنعنع إِذا شرب مِنْهُ طاقات بِمَاء ورمان حامض سكن الغثى والهيضة والفوتنج ينفع من الهيضة لِأَنَّهُ يسكن الْقَيْء والمغص وَقَالَ: رب حماض الأترج جيد للهيضة جدا ينفع من الأختلاف والعطش والقيء وَكَذَا إِن طبخ مِنْهُ طبيخ كَانَ نَافِعًا.)
الخوز: الزرنباد يحبس الْقَيْء الطباشير يمْنَع الْقَيْء جدا ويطفء لهيب الْمعدة إِذا سقى مِنْهُ ثَلَاث دَرَاهِم بِمَاء رمان حامض.
القهلمان: النانخواه مسكنة للغثى.
ابْن ماسويه: السك يحبس الْقَيْء ويسكن الْمعدة.
ماسرجويه: القاقلة جَيِّدَة للغثى.
بولس: إِذا كَانَت الهيضة باخْتلَاف فَقَط فالحمام جيد وَإِن تقيأ فردئ وَأما الْقَيْء الْأسود فضمد الْمعدة بخرق مبلولة بخل ثَقِيف مسخن.
أعرف هَذَا التَّدْبِير لمن يتقيح بَطْنه وَلَا أَحْسبهُ جيدا لهَؤُلَاء وَقد رَأَيْت نَاسا لَهُم بالطبع أَن يتقيأوا فِي السّنة مرّة أَو مرَّتَيْنِ كثير الْمِقْدَار كَأَنَّهُ دم جامد وَرُبمَا كَانَت فِيهِ قطع كَأَنَّهَا طحال وَرُبمَا أَصَابَتْهُم عَلَيْهِ حرقة شَدِيدَة ولذع فِي الْمعدة والمرئ لَا يُطَاق وَرُبمَا دَامَ بهم أَيَّامًا وَكنت أعالجهم فاسقهم فِي ذَلِك الْوَقْت مَاء فاترا مَرَّات فسكن أَكثر لذعهم وأغذهم أغذية متخذة بِلَبن وسكر فَإِن دَامَ اللذع اطبخ مخيطة وَحل فِيهِ خِيَار شنبر ودهن لوز حُلْو واسقه أَيَّامًا فَإِن دَامَ فأعد عَلَيْهِم وَأبْعد عَنْهُم كلما يلذع من خل وملح وحريف وَلَا أعلم أَنه نَالَ وَاحِدًا من هَؤُلَاءِ سوء هضم وَهُوَ يشبه هيضه وتنقيته للجسم من هَذَا الْخَلْط وَرَأَيْت نسْوَة حبالى يَقِين من هَذَا الْخَلْط وَحسن حالهن بعده جدا.
أحذر على صَاحب الهيضة نفث الدَّم عِنْد شدَّة الْقَيْء وخاصة إِن كَانَ ضيق الصَّدْر وَلَا عَادَة لَهُ بِهِ وادفع عَنهُ بجهدك وَذَلِكَ يكون بِأَن تمرخ صَدره وتدلكه وتنطله ليواتي التمدد.
بولس: ينفع من الْقَيْء تضميد الْمعدة بقشور رمان أَو عفص وطراثيث وجلنار وكعك يطْبخ بخل ممزوج بِمَاء ثمَّ يخبص ويضمد بِهِ وَيجْعَل مَعَه كندر وأقاقيا وينفع جدا المحجمة بِنَار وَأَن تغذى قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات كَثِيرَة.
الْمُفْردَات لتسكين الْقَيْء قشور فستق طين كافور طباشير نعنع نانخواه سنبل قرنفل إذخر زرنباد قاقلة سعد كبابة جوزبوا.
روفس إِلَى الْعَوام: امْنَعْ من كَون الهيضة بِأَن يقيء من تملأ من الطَّعَام قبل فَسَاده
(2/251)
ونزوله بِأَن تدافع بالقيء إِلَى أَن يفْسد وَينزل ويجد مِنْهُ لذعا فِي الْبَطن فليشرب المَاء الفاتر مَعَ مَاء الْعَسَل فَإِن عسر شرب مَرَّات لينزل إِلَى الْبَطن ثمَّ ضع على الْبَطن صوفة مغموسة فِي زَيْت قد طبخ فِيهِ سنبل وَهُوَ سخن ويكمد بخرق حارة وَيسْتَعْمل نوما كثيرا وَيتْرك الْغذَاء فَإِن آل هَذَا التَّدْبِير إِلَى أَن يعرض الْقَيْء والاستطلاق فَاعْلَم أَن الطَّعَام الْفَاسِد قد صَار إِلَى الْعُرُوق حِينَئِذٍ وهيج مَا تهيج السمُوم فليسق المَاء الْحَار مَرَّات ليتقيأ ويسهل بسهولة وَإِن استفرغ بِقدر وَانْقطع فَذَلِك وَإِن أفرط حَتَّى يسْقط النبض وتبرد الْأَطْرَاف فَشد عِنْد الْإِبِط كل يَد وَعند الأربية كل رجل فَإِن ذَلِك يمْنَع أَن تجرى الْمَادَّة إِلَى الْبَطن وادلك الْأَطْرَاف بِزَيْت وفلفل ونطرون وانقع خبْزًا فِي مَاء الرُّمَّان والسفرجل مَعَ شراب وَمَاء بَارِد وأعطه حَتَّى يتقيأ وَأعد عَلَيْهِ كَمَا يفعل من سقى السم واسقه شرابًا بِمَاء بَارِد وَإِن نَام فَهُوَ عَلامَة تخلصه وَإِن وجد فِي الْبَطن توقدا شَدِيدا فضع على الْمعدة أَشْيَاء مبردة بالثلج وَأعد تدبيرها وَإِن تشنج وتمدد من الْجِسْم مَوضِع فادلكه بدهن الْعِلَل والأعراض: فَإِذا انصب إِلَى الْمعدة مَا يُؤَدِّيهَا إِلَى فمها اسْتعْملت فِي دفْعَة الْقَيْء وَإِن انصب إِلَى قعرها فالاسهال وَإِن اصب إِلَيْهَا جَمِيعًا فِي دفْعَة بالقيء والاسهال مَعًا كالحال فِي الهيضة.
يَنْبَغِي أَن نبدأ بِغسْل الْخَلْط بِمَاء بَارِد ثمَّ بالتقوية للمعدة كالأغذية والأدوية العطرية القابضة وَالْمَنْع من الانصباب والدلك والشد يفعل ذَلِك.
الاسكندر فِي الْمعدة: يكون الغثى من شَيْء يُؤْذِي فَم الْمعدة بكمية أَو بكيفية فَمَتَى كَانَ كثيرا فاستفرغه وَمَتى كَانَ رديئا أَيْضا فاستفرغه مراريا كَانَ أَو سوداويا وَأما البلغم فانضجه إِن كَانَ قَلِيلا وَإِن كَانَ الْبدن ممتلئاً فافصده واستفرغ بِقُوَّة وَإِن علمت أَنه يَجِيء إِلَى الْمعدة شَيْء من الْجِسْم وَإِن كَانَ الْقَيْء مرهقا فالخلط سابح فِي تجويف الْمعدة وَإِن كَانَ غثى وقيء كثير فِيمَا بَين فترات فَإِنَّهُ يَجِيء من مَوضِع بعيد وَإِن كَانَ غثى شَدِيد وقيء يسير فجرم الْمعدة قد تشرب خلطا رديئا فَاسق مَاء حارا فِي حَال التهوع وأدمنه وَأكْثر فَإِنَّهُ يغسل ويقيء ثمَّ خُذ فِي التقوية)
فَإِن كَانَ يَجِيء من عُضْو فَفِي الاستفراغ بعد تِلْكَ الْحَال وَفِي إمالة الْفضل عَن الْمعدة وَهَذَا كَاف للأخلاط الرقيقة فَأَما الْخَلْط الغليظ فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ المَاء الحارا يرقه ويخرجه فقد يحْتَاج إِلَى مَا يقطع ويجلو وَاسْتَعْملهُ مَعَه وَأما الْخَلْط الَّذِي يُمكن فِيهِ أَن ينضج فعالجه بِالنَّوْمِ والدثار فَإِنَّهُ ينضج وَيتْرك الْغذَاء قَالَ: وينفع من الهيضة وقيء الطَّعَام: أَقْرَاص أمارون وَهِي بزر كرفس مر زنجبيل أفيون من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر الشبث دِرْهَم أفسنتين أَرْبَعَة دَار صيني سِتَّة يقرص مِثْقَال ويسقى بِمَاء بَارِد فِي الهيضة والقيء.
(2/252)
يركب هَذَا من مصطكى وكندر وزنجبيل ونانخواه وَدَار صيني وأفيون وقشور الفستق مرّة وَمن بزر الخس والجلنار والورد والطباشير وسك وأفيون أَجزَاء سَوَاء.
فليغورس إِلَى الْعَامَّة قَالَ: لتقلب النَّفس الغثى: رمان حامض جُزْء مَاء النعنع ثلث جُزْء اطبخه حَتَّى يغلظ ثمَّ اسْتَعْملهُ وَكَذَا صفته فِي الميامر.
الثَّانِيَة من الميامر: فِي قُوَّة كَلَام أرخيجانس فِي تلهب الْمعدة مَا يدل على أَنه يُرِيد مَا يحدث فِي الهيضة قَالَ: اِسْقِهِمْ ماءا بَارِدًا وَمَتى تقيأوا فأعد وَيجب أَن يسقوه مفرط الْبرد فَأَنا ترى أَن الْقَيْء يسكن حَتَّى يسخن المَاء قَالَ: ضع ماءا بَارِدًا على معدته وضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة إِلَى أَن تسخن لمن تغثى نَفسه وَكَذَا قد جربت وضع الْأَطْرَاف فِي مَاء الثَّلج فَوَجَدته وثيقا من خلال ذَلِك رب الْفَوَاكِه قَالَ: وينفع مِنْهُ الأضمدة المقوية مَعَ المخدرة.
مسيح: من تقلبت معدته من أجل حر ويبس وغشى عَلَيْهِ وعطش جدا فاسقه مَاء ثلج مَعَ مَاء حصرم أَو بزر القثاء بِمَاء الثَّلج وضمد معدته بورد ونعنع وضع عَلَيْهِ خرقا مبلولة بثلج أَو الْمسَائِل الطبيعية: الغثى يكون لشَيْء لذاع لاصق بالمعدة أَو لرطوبات فِي الْمعدة وترهلها وَالْأول يحْتَاج إِلَى مَا يعدله ويستفرغه وَالثَّانِي إِلَى مَا يجفف أويستفرغ.
الخوز: الأشنة تسكن الغثى مَتى أنقعت فِي شراب وَشرب وينفع من الْقَيْء المفرط: يسحق قرنفل كالكحل وذرة على حسو يتَّخذ من مَاء الرُّمَّان أَو سماق فَإِنَّهُ يسكن.
وللغثى الشَّديد: قرنفل دَار صيني رامسك مصطكي قافلة بِالسَّوِيَّةِ يسقى على مَاء الرُّمَّان المز سفرجل عفص مصطكى ورد آس بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ وتضمد بِهِ الْمعدة وَمثله مصطكى دِرْهَم قرنفل نصف يداف فِي مَاء رمانة حامضة ويسقى وَيُزَاد فِي مَاء الرُّمَّان مصطكى وقرنفل. ج: أصل الاذخر أَشد قبضا من فقاحه وَلذَلِك ينفع الغثى إِذا سقى مِنْهُ مِثْقَال مَعَ مثله فلفلا)
أَيَّامًا. د: وحماض الأترج.
ابْن ماسويه: إِنَّه يسكن الْقَيْء وَالْغَم وَكَذَا طبيخه قَالَ: وخاصة الحماض إذهاب الْغم وَالْكرب الْعَارِض من الصَّفْرَاء بشراب العنصل نَافِع من قئ الطَّعَام كَمَا ذكر. ج: الباقلي إِذا أكل بخل بعد طبخه نفع من الغثى.
(2/253)
روفس: الرجلة نافعة من الْقَيْء. د وروفس: المَاء وَالشرَاب اللَّذَان يطفأ فيهمَا الْحَدِيد المحمى مَرَّات موافقان للهيضة. د: بزر الحماض نَافِع من الغثى الطباشير كَذَلِك تفعل عصارة ورق الْكَرم تسكن الوجع الْعَارِض للحوامل ثَمَرَة الْكَرم الْبري جَيِّدَة للغثى وَالْكرب شرب المَاء واختناب الشَّرَاب جيد لمن يتَأَذَّى بالهيضة ويتعاهده الْقَيْء.
روفس ود: المَاء الْبَارِد نَافِع من الكرب المشكطرامشيع نَافِع من الغثى وَالْكرب. د: النعنع من سقى مِنْهُ طاقات بِمَاء الرُّمَّان الحامض نفع من الْقَيْء والهيضة النعنع يسكن الْقَيْء ويطيب الْمعدة النمام إِن شرب مِنْهُ أَربع درخميات سكن الْقَيْء ورق النمام البرى إِن شرب سكن الْقَيْء والسفرجل نَافِع من الهيضة.
والمشوى مِنْهُ أقوى والتضميد بِهِ نَافِع الميبه تسكن الْقَيْء البلغي.
ايْنَ ماسويه: شراب السفرجل الَّذِي لَا عسل فِيهِ نَافِع من قئ الصَّفْرَاء وَرب الحصرم مسكن الْقَيْء وَالْغَم والهيضة جملَة وطبيخ الفوتنج مسكن لَهَا.
القرع إِن سلق ثمَّ عمل بِمَاء حصرم نفع من الصَّفْرَاء وَسكن اللهيب.
اسْتِخْرَاج قَالَ ابْن ماسويه: سويق القرع ينفع الكرب الْحَادِث من الصَّفْرَاء اسْتِخْرَاج: يَنْبَغِي أَن يشرب بِمَاء الحصرم والريباس.
بديغورس: من أفرط عَلَيْهِ من قثاء الْحمار فاسقه شرابًا وزيتا فَإِن لم يسكن فاسقه سويق شعير بِمَاء ثلج وأطعمه فَاكِهَة حَتَّى يشد الْمعدة. ج: الرُّمَّان الحامض أفضل من السفرجل والتفاح فِي دفع القئ وتقوية فَم الْمعدة.
ابْن ماسوية: مَاء الرُّمَّان الحامض إِذا شرب نفع من القئ الصفراوي وَسَوِيق الرُّمَّان الحامض إِذا شرب بِمَاء الرُّمَّان المز نفع من القئ.)
اسْتِخْرَاج على قَول ايْنَ ماسوية الرُّمَّان الْمَعْمُول بحبق ينفع من الْقَيْء الصفراوي والبلغمي.
(2/254)
ابْن ماسويه: طبيخ جمة الشبث وبزره يقْطَعَانِ الْقَيْء الْعَارِض من طفو الطَّعَام فِي الْمعدة التفاح الحامض الْقَابِض نيأ ومشوياً فِي عجين وسويقه إِذا شرب بِلَا سكر سكن الْقَيْء والترمس الَّذِي لَا مرَارَة لَهُ يسكن الْقَيْء والغثى وبزر الثيل الْكثير الْوَرق يسكن الْقَيْء ويقطعه. د: سوويق الغبيراء جيد للمعدة وقئ الصَّفْرَاء وإسهالها.
ابْن ماسويه: نَافِع من غثى الصَّفْرَاء أَو البلغم حب رمان حامض ثَلَاثُونَ درهما كندر ذكر خَمْسَة دَرَاهِم مصطكى عود صرف من كل وَاحِد أَرْبَعَة سنبل الطّيب ثَلَاث عشرَة طَاقَة نعنع وكرفس عشرَة يطْبخ بِتِسْعَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ويسقى وَهُوَ حَار جدا قشور الفستق الْخَارِجَة عشرَة دَرَاهِم يتْرك هنيهخة ويمرس ويصفى ويداف سك جيد دِرْهَمَانِ ويجرع اسْتِخْرَاج وَمَا يسكن الْقَيْء والعطش فِي الهيضة قشور القرع بقلة حمقاء سويق شعير خل مَاء بَارِد يَجْعَل ضمادا على الْبَطن كُله والكبد وَإِذا لم يحضر فصندلان وكافور وَورد وبنفسج وباقلى مطبوخ بقشرة بخل ممزوج وعدس مقشر مسلوق بِمَاء ثمَّ بخل يسكن الْقَيْء.
روفس: الهيضة تعرض من تخم فَإِن دفعتها الطبيعة إِلَى أَسْفَل فَرُبمَا لم يشق ذَلِك على صَاحبهَا وَإِذا دفعتها حَيْثُ قُلْنَا فَرُبمَا عرض بعْدهَا قرحَة فِي الأمعاء وَاخْتِلَاف كَمَاء اللَّحْم فَإِن أزمن صَار كالحماة وَله أَعْرَاض مهولة لَا يجب أَن يمسك الطَّبِيب من أجلهَا عَن العلاج ويسقى شرابًا رَقِيقا يَسِيرا وَيُشبه حَال هَذِه كَحال من شرب دَوَاء مسهلا وأفرط عَلَيْهِ ومداواة هذَيْن بشراب قوى نَافِع وَجل مَا يعرض للأحداث وَإِذا عرض لرجل سمين أَحْمَر اللَّوْن رطب الْبدن لَا يكَاد ينجو وَمَا عرض مِنْهُ فِي الخريف فَهُوَ رَدِيء مَكْرُوه جدا وَمن اعْتَادَ سلم مِنْهُ.
اسحاق: يَنْبَغِي أَن يقيأ حِين يحس بِفساد الطَّعَام فِي معدتع فَإِن ذَلِك يمْنَع من الهيضة ويلطف تَدْبيره بعد الْقَيْء يَوْمه وَلَيْلَته فَإِن شغل عَن ذَلِك إِلَى أَن يحدث هيضة ويبتدئ الْقَيْء والأسهال فليشرب ماءا حارا وجلابا ودهن لوز حُلْو فتسكن لذَلِك حِدة الْخَلْط ولاتقطع الخلفة مالم تسرف وتضعف فَإِذا أسرف وَضعف النبض وَبَردت الْأَطْرَاف وَخيف على العليل لِكَثْرَة الاستفراغ التشنج وَبَدَأَ الْعرق الْبَارِد فَشد الْأَطْرَاف وادلكها بدهن فِيهِ بورق أَو ملح وَيكون دهن زنبق أَو بَان مُطيب فِيهِ شَيْء من جندبادستر
(2/255)
فَإِذا انْتَعش فأطعمه السفرجل والكمثرى والتفاح واغذه بدراج وفروج كردناك وشواء وحصرمية وسماقية وأعطه سماقا رَقِيقا غير قوي)
قَلِيلا وَإِن كَانَ يحس بتلهب فِي سرته وجنبيه فبردها بِمَاء بَارِد ودهن ورد وقيروطى وشمع أَبيض أَو بيل فِي مَاء ورد ودهن مَضْرُوب فِي قطنة وَضعه عَلَيْهَا وَنَحْو ذَلِك من المبردات ويسقى شرابًا كثير المزاج شَدِيد الْبرد جدا وَإِن كَانَ يتقيأ حامضا فأمل التَّدْبِير إِلَى المسخنات كالكموني والمصطكى والأنيسون وَنَحْوهَا وَلَا تبرد معدته بالأضمدة وَلَا بالأطعمة وَاحْذَرْ ذَلِك.
للقيء وَالْغَم: رمان حامض وحلو ينقع ويمرس من غَد ويصفى مَاؤُهُ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أوقيتان وَيجْعَل فِيهَا مسك وعود طيب وقشور فستق ونانخواه من كل وَاحِد دِرْهَم.
من جَامع ابْن ماسويه شراب الْفَاكِهَة نَافِع من الْقَيْء والإسهال: حب رمان وَقطع سفرجل وزعرور وسماق وَحب الآس الْأَخْضَر وغبيراء ونبق وتفاح وكمثرى وحماض الأترج يطْبخ حَتَّى يتهرا ويصفى ويطبخ حَتَّى يصير كالجلاب ويطرح عَلَيْهِ بعد نُزُوله عَن النَّار رامك البلح أُوقِيَّة لرطل الشربة كالشربة من السكنبجين بمار بَارِد.
أبقرط للهيضة: يسلق عدس بِمَاء مرَّتَيْنِ ويتخذ بِمَاء حصرم ويتغذى بِهِ.
طَعَام لمن ضعف ولايقدر أَن يمضغ من هيضة أَو من دَوَاء مسهل: فروج يطْبخ بِمَاء حَتَّى ينضج نصف نضجة وَيخرج عَن المَاء وَيصب عَلَيْهِ مَاء آخر ويكمل نضجه بِهِ ويتهرا ثمَّ يدق فِي هاون حَتَّى يصير كالخطمى ويعصر بعد أَن يتَّخذ مِنْهُ حساء بأبزار طيبَة وَيجْعَل فِيهِ لباب خبز سميذ وشراب قَلِيل ويحسى مِنْهُ.
وَمن أطعمته أَيْضا وعلاجه: خبز يطْبخ بخل وَالنَّوْم والسكون ولايكثر الْأكل لِئَلَّا تنْدَفع الطبيعة ثَانِيَة وللقيء من تخمة سويق شعير بِمَاء بَارِد.
اسحاق: إِذا كَانَ الْقَيْء من أخلاط غَلِيظَة لحجت فِي الْمعدة فلطف بسكنجبين قد أنقع فِي فجل وبالفجل وَالْعَسَل وقيئه وينفع حب الأيارج فَإِن كَانَ فضل رَقِيق فبالسكنجبين فَإِنَّهُ يقى بتنقيته وَإِن كَانَ من مرار أصفر فالقئ جيد ويسكن بِمَاء الرُّمَّان وَسَوِيق التفاح وَالرُّمَّان وَهَذَا الشَّرَاب مَاء رمان مز رَطْل مَاء نعنع ربع رَطْل سكر ثلث رَطْل بطبيخ لَهُ قوام ويسقى مِنْهُ فَإِنَّهُ يُقَوي الْمعدة وَيذْهب بالقيء. 4 (للقيء الْعَارِض للطفل) قشور الفستق الْعليا تنقع مَاء عذب يَوْمًا وَلَيْلَة ويمرس ويسقى مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء.
آخر يقطع الْقَيْء وَيصْلح للهيضة ويشد الْمعدة: حب رمان حامض مقلو وسماق مقلو من كل وَاحِد عشر مصطكى أفسنتين كندر أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بلوط خَمْسَة دَرَاهِم دردى الشَّرَاب سعد أفاقيا أقماع الرُّمَّان الحامض من كل وَاحِد ثَلَاثَة بزر كرفس وبزر الرازيانج
(2/256)
وبزر النعنع من كل وَاحِد دِرْهَم وَنصف يغلى برطلى مَاء حَتَّى يبْقى ثلثا رَطْل ويلقى فِيهِ قضبان كرفس ونعنع وقضبان كرم طري عشر طاقات ويسقى وَهُوَ بَارِد. 4 (للقيء الْعَارِض للنِّسَاء) يطْبخ لبن الْبَقر حليبا مَعَ أرز قَلِيل رَقِيق ويتحسى مِنْهُ. أبقراط مِمَّا يوهن قُوَّة الْخَلْط والدواء المقى أَن يشرب ماءا حارا كثيرا ويتقيأه وَمَاء الْعَسَل ويسكن ويهدأ ويستحم ويتحسى شَيْئا من الأغذية أَو يشرب سويقا وينام وَكَذَا فِي الاسهال وَإِن عرض من الْقَيْء والاسهال تشنج أَو رعشة فكمد وامرخ بأدهان حارة ودهن الميعة ودهن قثاء الْحمار وزيت عَتيق ودهن سوسن ينفع من برد الْجِسْم وَاجعَل فِي الدّهن فريونا وجندبادستر وعاقر قرحا وفلفلا وأدم التمريخ والتكميد ومرخ الْجِسْم بالدهن الْحَار الَّذِي يَجْعَل فِي مثانة أَو إِنَاء فضَّة رقيقَة وَيُوضَع على الْعُضْو وبالجاورس وبزر الْكَتَّان وَيكون التكميد دَائِما متواترا فَأَما من بدنه حَار الملمس فَلَا يقرب هَذِه بل ماءا فاترا ودهنا عذبا وَمَتى أَصَابَهُ فوَاق فعطسه وَإِن إصاب الَّذِي يتقيأ خناق أَو أسرف عَلَيْهِ الْقَيْء فاحقن بحقنة مسهلة أَو شدّ عضديه واشرطهما واشرط ظَهره وصدره وضع المحاجم عَلَيْهِ بِلَا شَرط ليجذب الرّوح وَالدَّم عَن الْخُرُوج وَافْعل ذَلِك بعد تسخين هَذِه الْمَوَاضِع.
ضماد للحرارة وَضعف الكبد وَالْكرب والتلهب وَشدَّة الْحمى أَطْرَاف الآس أوقيتان ماورد ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء أَطْرَاف الْخلاف أوقيتان وَنصف مَاء السفرجل المز نصف مَاء التفاح المز أُوقِيَّة وَنصف ويبخر بأوقية صندل أَحْمَر وأوقية ورد قد طجن بأقماعه وأوقية عود وكافور دِرْهَمَانِ وَنصف وزعفران ثَلَاثَة وَنصف وَيُوضَع على الْمعدة وَهَذَا التَّدْبِير صَالح للهيضة وفرط الإسل جوارش للهيضة ويشد الْبَطن والمعدة وَهُوَ جوارش الرامك وَيقوم مقَام الخوزي من غير إسخان.
أركاغانيس: مضغ المصطكى وَأكله وَوضع الْيَدَيْنِ فِي مَاء حَار وغمز الْأَطْرَاف يسكن الْقَيْء إِذا)
أفرط فدارك الْمعدة بضمااد وبالخل وَمَاء الْملح ويمضمض دَائِما وتشد الْأَطْرَاف وبالايارج الطبية وبالأحساء والأطعمة الجيدة وَإِن ضعف جدا فَاجْعَلْ مَعهَا شرابًا أَبيض رَقِيقا وَإِلَّا فَلَا لِأَنَّهُ يهيج الْقَيْء وَلَا تجزع من سقى مَا تسقيه أَن تعيد مرّة بعد أُخْرَى.
من كتاب أركاغانيس علاج من يقيء طَعَامه الاسهال بالايارج وينام عَلَيْهِ سَاعَة حَتَّى يعْمل عمله والزم معدته محجمة بِلَا شَرط مَرَّات أَيَّامًا تباعا ثمَّ تشرط ويدلك مَوضِع
(2/257)
الشَّرْط بالملح وَيُوضَع عَلَيْهِ زَيْت مسخن فِي صوف ويدمن اسْتِعْمَاله وَاسْتعْمل الاسهال بالايارج والمحاجم والأدوية الَّتِي تحمر وضع تافسيا على فَم الْمعدة مَعَ إيرسا أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ خُذْهُ فَإِنَّهُ ينفط مَوْضِعه وَإِن شِئْت فادلكه بالتافسيا حَتَّى يحمر ويتنفط دَائِما واسقه كزبرة على الرِّيق مدقوقا دقا جريشا وَمن بزر الخس ملعقتين أَو ملعقة مصطكى فَذَلِك كُله يدْفع الْقَيْء وَشد الْأَطْرَاف وَضعهَا فِي مَاء فَإِنَّهُ يقطع الغثى والقيء.
مَجْهُول دَوَاء يُسمى دبيرا لكل قيء وَدَار صيني جوزبوا حب بِلِسَان قرنفل أصل الْكبر خولنجان سنبل فلفل دَار فلفل صعتر مِثْقَال يرض وَيصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويغلى حَتَّى يصير رطلا وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام فِي كل يَوْم على قدر الْحَاجة فَإِنَّهُ يصلح الْمعدة الَّتِي تقيء كل مَا تَأْكُل والفواق.
الاسكندر: الْقَافِلَة تَنْفَع من كَثْرَة الْقَيْء إِذا كَانَ من بلغم وَبرد لقيء الصّبيان وَغَيرهم: يرض قرنفل وينقع بأَرْبعَة أَمْثَاله مَاء لَيْلَة ثمَّ يصفى وينثر عَلَيْهِ مصطكى فَإِنَّهُ يَنْقَطِع من سَاعَته.
شراب الْفَاكِهَة لِابْنِ ماسوية للهيضة: حماض الأترج منقى من خبة مائَة مِثْقَال سفرجل منقى مِائَتَان وَخَمْسُونَ مِثْقَالا تفاح منقى من حَبَّة ثَلَاثمِائَة مِثْقَال سماق منقى من حَبَّة مِائَتَا مِثْقَال حب رمان حامض منقى أَرْبَعمِائَة مِثْقَال زعرور أصفر مِائَتَا مِثْقَال حب حصرم مِائَتَان وَخَمْسُونَ مِثْقَالا غبيراء بِلَا قشور مِائَتَا مِثْقَال سويق البنق مائَة وَخَمْسُونَ مِثْقَالا كمثرى يَابِس مِائَتَا مِثْقَال دَقِيق الطّلع المعصور من كل وَاحِد مائَة مِثْقَال ينقع بِمَا يغمره مَاء وَفضل قَلِيل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطْبخ حَتَّى يذهب نصفه ويصفى ويطبخ ثَانِيَة حَتَّى يصير كالجلاب الثخين وَيجْعَل فِي سك وعود فِي خرقَة.
من الْجَامِع: حب رمان حامض أَرْبَعُونَ درهما تمر هندي منقى من حَبَّة ثَلَاثُونَ درهما يصب عَلَيْهِ مَاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ويمرس فِيهِ رطلا عسل وَيصب عَلَيْهِ مَاء حصرم رَطْل وَكَذَلِكَ رَطْل)
من مَاء الريباس وَمثله من حماض الأترج ويغلى بِنَار لينَة حَتَّى يذهب ثلثه ويلقى فِيهِ ورق نعنع عشرُون درهما وأطراف طرخون وكرفس عشرَة دَرَاهِم وَيتْرك سَاعَة ويمرس ويصفى وَيجْعَل فِي كل رَطْل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم من قشور الفستق وَخَمْسَة من المصطكى وادنقان من علك القرنفل وَخَمْسَة دَرَاهِم من الْعود الصّرْف ويغلى عَلَيْهِ خَفِيفَة ثمَّ يصفى على دِرْهَمَيْنِ من سك للقيء ينقع الشَّك وعلك القرنفل وَالْعود فِي مَاء التفاح ويسقى.
اسْتِخْرَاج: قرص: مصطكى عود علك القرنفل سك قشور فستق ورد سنبل من الْمُسَمّى ناردين فَإِنَّهُ أخص وأجود وَمَتى لم يُوجد علك القرنفل عوض مَكَانَهُ القرنفل
(2/258)
ومشكطرامشيع يعجن الْجَمِيع ويقرص فِي مَاء التفاح والنعنع القرص مثقالان أَو ثَلَاثَة دِرْهَم وَإِن شِئْت جعلته حبا فَإِذا رَأَيْت كربا وغما شَدِيدا فاسقه بعد أَن تقيئه بِالْمَاءِ الْحَار دفعات قرصا من هَذَا بِمَاء مبرد بثلج قدر أُوقِيَّة وأعطه مصطكى وكندرا مطيبا أَو سنبلا أَو قرنفلا يمضغه ودعه نصف سَاعَة ثمَّ اسْقِهِ أوقيتين من رب الحماض أَو رب الحصرم وضمد معدته بالقوابض والبوارد وَشد أَطْرَافه فَإِن تقيأه فأعد الْعَمَل مَرَّات ولاتدعه مالم يَنْقَطِع الْقَيْء من هَذَا الْجِنْس وَإِذا كَانَ اللهب والحرارة قَوِيَّة فزد فِي هَذَا القرص كافور قيراطا وحبة مسك فِي كل قرصة مَعَه عِنْد السقى فَإِن لم يحضر شَيْء من هَذِه الأنبجات فأدف السماق فِي مَا ورد واسقه بعده وَليكن هَذَا القرص عتيدا وضمد الْفُؤَاد وَمَا أَسْفَل مِنْهُ بضماد طيب مثل هَذَا صندل ورد يَابِس جلنار قشور كندر مصطكى سنبل مَاء الآس سك ويطلى بِمَاء ورد وَمَاء الآس وَنَحْوهَا لتسكين الْغم والحرارة دَقِيق شعير صندل ورد كافور يعجن بِمَا ورد وتبرد على ثلج مِنْهُ خرقتان تُوضَع وَاحِدَة وترفع أرْخى على الْبَطن والصدر ويذاب فِيهِ سك ورامك.
اسْتِخْرَاج: إِذا ضعفت الْقُوَّة جدا فاطل الْجِسْم كُله بِطيب مَعَ قوابض وبخر بخورا دَائِما حَتَّى يتبخر الْبَيْت وَقرب من الْأنف أرائح الطَّعَام وَالشرَاب.
ضماد لضعف الْقُوَّة والاسهال المفرط من الْكَمَال والتمام مَاء ورق الفوتنج سفرجل إجاص كرم تفاح آس ماورد يكون مقطرا أَو معصورا إِن أَحْبَبْت يخلط جَمِيعًا بِالسَّوِيَّةِ ويلقى فِيهِ أقاقيا وسماق وطراثيث وعفص فج وصندل أَحْمَر وَورد وقصب الذريرة وَدَار شبشعان ولاذن وعود صرف وكعك يَابِس منقع بخل خمر أَولا ثمَّ بعد ذَلِك بميسوسن مطبوخ ومصطكى ورامك ودقيق الْجفْرِي وفقاح الْكَرم وَشَيْء من مسك مخلوط وزعفران وكافور يخلط بِتِلْكَ الْمِيَاه.)
ابْن ماسوية فِي الْكَمَال والتمام مِمَّا يحبس الْبَطن الباقلى الْمَطْبُوخ يخل.
فيلغرغورس: قد يعرض من والتخم والقيء وانطلاق الْبَطن مَعَ عَطش وغشى يسقى ماءا حارا أَو قيئه حَتَّى تستنظف معدته وتدهن معدته بدهن الناردين وَشد أَطْرَافه ويحسى حسوا من عدس وخل ويسقى مَاء بَارِدًا وَرُبمَا عرض فِي هَذَا الْمَرَض حمى فَكَانَ بِهِ شفاؤه.
الْعِلَل والأعراض: الْقَيْء يكون من أَطْعِمَة تثقل على الْمعدة بكثرتها أَو لذاعة بحدتها
(2/259)
أَو حموضتها أَو من شَيْء يكون فِي تجويفهاوليس من طَبِيعَته أَن يغذوها كَالدَّمِ المنصب فِيهَا والبلغم الحلو.
صَار الدَّم لَا يغذى الْمعدة لِأَنَّهُ لَا يغذوها إِلَّا مالايستحيل كيلوسا وَفِيه سك من اللَّبن.
قرص للقيء من الْحَرَارَة: عود ني ورد صندل أصفر طين خراساني مقلو قشر فستق مصطكى طباشير أمبر باريس سماق يَجْعَل قرصا فِيهِ دِرْهَمَانِ ويسقى وَاحِدَة بِمَاء التفاح أَو مَاء السماق وتضمد الْمعدة وتشد الْأَطْرَاف والطين الْخُرَاسَانِي مقلو يطيب النَّفس جدا ويسكن الْقَيْء أَو ج فِي الأغذية: الْمرة الصَّفْرَاء إِذا صَارَت فِي فَم الْمعدة أَو أهاجت الْقَيْء أَو كَانَ الْخَلْط لعابيا فأعطه بعض القابضة فَإِنَّهُ ينحط إِلَى أَسْفَل ويسكن الغثى وَإِذا كَانَت أخلاطاً مشربَة لفم الْمعدة لَا يخرج بالقيء فاسقه بِسُرْعَة من عصارة الرُّمَّان.
من قصَّة الْمَرْأَة الَّتِي يَحْكِي أبقراط أمرهَا فِي أبذيميا قَالَ ج: لِأَن السويق ينشف تِلْكَ الأخلاط وَمَاء الرمانين يُقَوي الْمعدة.
الْيَهُودِيّ: مَتى سقى من بِهِ كرب شَدِيد واشتعال مَاء خِيَار مقشر وَدِرْهَم طباشير وأوقية جلاب سكر والهيضة تكون من أَطْعِمَة كثبرة حارة كَثِيرَة وَمن فرط شرب المَاء بعقب الْأَطْعِمَة المالحة فَإِن الْغذَاء عِنْد ذَلِك لَا يصل إِلَى الكبد مِنْهُ إِلَّا قلَّة ويمتد كُله نَحْو الأعفاج فَيَنْبَغِي أَن تمسك عَن شرب المَاء حَتَّى يضعف الْقَيْء فَإِذا ضعف سقى مَاء حب رمان حامض قد طيب بمحروث وأنجدان.
إِنَّمَا يُمكنهُم أَن الْإِمْسَاك عَن المَاء إِذا ضمدت معدهم وَجعل هواهم بَارِدًا وأجلسوا فِي أبزن فِيهِ مَاء بَارِد حَتَّى تخضر أبدانهم فَإِنَّهُ يسكن الْقَيْء وَالْغَم بِهَذَا وَقد اجْتمع الْأَطِبَّاء على أَن الهيضة والأستفراغات القوية تحْتَاج أَن تغلظ أخلاطهم وَهَذَا تَدْبِير مغلظ مجمد وَافْعل هَذَا بعد علمك أَنه قد استفرغ استفراغا كَافِيا وسكنت فورة الاستفراغ وَعلمت أَنهم لَا يضرهم واسقه بعض مَا)
يسكن الْعَطش والبسه أقمصة مَنْفَعَة بِمَاء ثلج وروحه بالمراوح حَتَّى ترَاهُ قد اصطكت أَسْنَانه من الْبُرُودَة وضمده واسقه بعد سكونه من هَذَا قَلِيلا مَاء الرُّمَّان وريباس قد انفع فِيهِ خبْزًا سميذ قَلِيل فِي مَرَّات لِئَلَّا يقذفه ويصابر الْعَطش ويشد أَطْرَافه فَإِنَّهُ يقطع الهيضة والغثى.
(2/260)
ابْن ماسويه للقيء المقلق: ضع محجمة كَبِيرَة بَين الْكَتِفَيْنِ فَإِذا اشْتَدَّ ضعفه فافتح على وَجهه دَائِما فراريج وفراخا مشوية لتقوى بريحه.
من الْمَوْت السَّرِيع: من عرض لَهُ تشنج من قُدَّام وَمن خلف بعقب هيضة أَو دَوَاء مسهل مَاتَ وَمن بِهِ مَعَ الْقَيْء فوَاق ومغص وكزاز وَذُهُول عقل مَاتَ.
جورجس: عالج الْقَيْء من الْحمى بعصارة التفاح والطباشير وَبِغير حمى بِرَبّ الرُّمَّان والنعنع والمصطكى.
أبذيميا: الغثى يسكنهُ الْقَيْء لِأَنَّهُ يستفرغ الْخَلْط المقيء ثمَّ يعالج بعد ذَلِك بِمَا يصلح مزاج مَا يقيء. قَالَ: وَإِذا كَانَت أخلاط لزجة فِي فَم الْمعدة فاستفرغ بالقيء أَولا وَأطْعم أَطْعِمَة مقوية وتوضع على الْمعدة قابضة طيبَة الرّيح.
الأخلاط: اسْتعْمل الحقن الحادة فَإِنَّهَا تَنْفَع عِنْد الْقَيْء المزعج وتميل الأخلاط إِلَى الْخُرُوج والقيء المزعج يسكنهُ النّوم وَمن تقيأ طَعَامه دَائِما فقيئه قبل الطَّعَام بفجل وسكنجين كي تنقى تِلْكَ اللزوجة المجتمعة فِي معدته وأطعمه طَعَاما قَابِضا مقويا للمعدة عطرا قَلِيلا وضمده من خَارج ننحو ذَلِك وَافْعل ذَلِك إِلَى أَن تفعل عَنهُ هَذِه.
روفس إِلَى الْعَامَّة: يمْنَع كَون الهيضة بالقيء من الطَّعَام قبل أَن يفْسد ويجذبه الْعُرُوق فَتَصِير لَهُ بهَا كَيْفيَّة رَدِيئَة ويقيأ بِمَاء الْعَسَل وَالْمَاء الفاتر وَاجعَل على بَطْنه صوفة بِزَيْت وَيبْطل النّوم فَإِن أَتَاهُ الْقَيْء والاستطلاق من ذَاته فَلَا تمنع الانطلاق إِلَّا أَنه يفرط فَإِن أفرط الْقَيْء والاسهال فاربط الْأَطْرَاف وامسح الْأَعْضَاء الَّتِي قد بردت بأدهان مسخنة وأجودها دهن قثار الْحمار مَعَ جند بادستر وأطعمه فان تقيأ فأعده وَلَا تمل من الْإِعَادَة واجعله مَعَ شَيْء من الْفَوَاكِه المطيبة للنَّفس وَالشرَاب الممزوج بِمَاء نَافِع للهيضة إِذا يعدل الكيموسات وَيُقَوِّي الْمعدة وَيَأْكُل الْخبز وَإِن جَاءَهُ النّوم إِذا شرب أَو أكل خبْزًا بشراب فَتلك عَلامَة الْبُرْء.
يَنْبَغِي أَن يطعم حساءا متخذا من مَاء لحم تفاح وكمثرى وسك وشراب فَإِن هَذَا يجمع جَمِيع الْخِصَال المحمودة لهَذِهِ الْعلَّة وفتات خبز السميذ قَالَ: فَإِن كَانَ فِي المراق احتراق شَدِيد جعل)
على بَطْنه دهن ورد أَو بعض الأضمدة الْبَارِدَة.
الْفُصُول قد يعرض من الهيضة عِنْد شدَّة الاستفراغ تشنج فِي مَوَاضِع من الْجِسْم وخاصة فِي عضل السَّاقَيْن قَالَ: وَالْكرب والقلق والانقلاب من شكل إِلَى شكل يكون إِذا كَانَ فَم الْمعدة الميامر: يَجْعَل فِي قرصة للقيء بزر بنج قَالَ: ويجلب النّوم ويجفف وَيصْلح الْعِلَل الحادة.
(2/261)
تجلب النّوم وتسكن الْقَيْء المخدرة على هَذَا الشَّرْط قَالَ: جَمِيع الْأَشْيَاء العطرية تسكن الغثى فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك أغذية فَهُوَ أولى بذلك وأجود والأدوية المخدرة تخدر بعض حس الْمعدة فَيكون تأذيها بالخلط اللذاع أقل فَيكون تسكينه للغثى والأفاوية كلهَا تغير مزاج الْخَلْط المؤذي للمعدة بردائته والفلونيا تسقى فِي الهيضة بِمَاء بَارِد.
قرصة مدحها ج: ورد سعد مصطكى سنبل بِالسَّوِيَّةِ أسارون صَبر من كل وَاحِد نصف زعفران أفيون من كل وَاحِد ربع دِرْهَم يَجْعَل أقراصا ويسقى مِثْقَال بِبَعْض الرطوبات الْمُوَافقَة.
الميامر للمعدة المتقلبة والغثى: بزر الخس شَيْء يسير مَعَ قوانوس مَاء أَو ملعقة ومصطكى وليمضغ دَائِما قبل طَعَامه مصطكى والشوكة الَّتِي تسمى قانون وضمد الْمعدة بالأضمدة الَّتِي فِي بَاب الْمعدة.
أبن ماسويه: سعد عوض وقرنفل يغلي فِي المَاء يحل فِيهِ سكر مصطكى علك القرنفل يسقى مِنْهُ.
أَبُو جريح: الحند قوقا جيد للهيضة.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهل: ينفع من الغثى على الدَّوَاء بصل بخل عَتيق ومصل ودلك اختيارات حنين للقيء الشَّديد: حفْنَة حب رمان حفْنَة حب حماض ينقع بِالْمَاءِ الْحَار وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات ويصفى ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثَة أَوَاقٍ وَيجْعَل فِيهِ دِرْهَم سك وَدِرْهَم نانخواه مسحوقين فِي صرة يدلك حَتَّى يخرج طعمه فِيهِ ويسقى مِنْهُ دَائِما.
من مداواة الأسقام: ينفع الهيضة أَن يقيء الطَّعَام إِذا ثقل على الْمعدة وَفَسَد وتكمد الْمعدة ونواحيها فِي الْيَوْم فَإِن لم ينفع فَخذ دَوَاء مسهلا وَإِذا دَامَت الهيضة فاربط مفاصله وأطرافه ودهنه بدهن حَار وأطعمه مَرَّات وَمَتى تقيأ فأعده بالقابضة العطرية وضمد قطنه وشراسيفه بأضمدة بَارِدَة واسقه شرابًا فَإِن نَام سكنت واخلط الشَّرَاب بأغذية.
طبيخ يقطع الغثى والقيء: قطع دَرَّاجًا واغسله واقله بِزَيْت وملح فَإِذا قرب نضجه رش عَلَيْهِ)
مَاء السماق أَو مَاء حماض الأترج ثمَّ يسقى كزبرة مقلوة وكمونا منقعا بخل خمر ويؤكل.
قرص للهيضة إِذا اسرف الْقَيْء والاسهال: سك عود صرف مصطكى سنبل أفيون من
(2/262)
كل وَاحِد دانق رامك قشور الفستق الْأَحْمَر من كل وَاحِد دانقان هَذِه شربة وقرصة واسقه مَرَّات حَتَّى يسْتَقرّ الْقَيْء والاسهال ثمَّ أطْعمهُ وَأعد الطَّعَام حَتَّى يسكن واحتل فِي النّوم بِأَن تسقيه المخدرات.
فيلغريورس: ألق محجمة عَظِيمَة على الْبَطن والجنبين فِي الهيضة وَإِن كَانَ جيد الْبضْعَة فأجلسه ابْن سرابيون: يحدث الْقَيْء إِذا كَانَت عَن مَادَّة تؤذي فَم الْمعدة بكميتها أَو كيفيتها أما بالكمية فَإِذا ثقل عَلَيْهَا فَلم تطقه وَأما بالكيفية فَإِذا كَانَت لزجة أَو حامضة أَو مالحة أَو أَشْيَاء لَا تصلح للهضم وَإِن كَانَت قَليلَة أحدث غثياً وَلَا تقيءوبالضد إِن كَانَ الغثى يحدث لكمية الْغذَاء وَضعف الْقُوَّة فَأَقل الْغذَاء وَقُوَّة الْمعدة وَإِن كَانَ لفساد مزاج مَعَ ورم فأحتل بالتسكين وَالنَّوْم والامتناع من الأغذية والأدوية المسخنة الَّتِي من شَأْنهَا أَن تحدث هضما وَإِن كَانَ مَعَ خلط غليظ خلطت بالأدوية المسخنة الْمُقطعَة الملطفة وَإِن كَانَت الْمَادَّة سابحة استعملنا الْقَيْء لشفاء الْمعدة قصد فِي هَذَا وَإِذا كَانَ الْقَيْء ناريا فَلَا تَمنعهُ إِلَّا أَن يسرف وَإِن كَانَ غير ذَلِك فاما أَن يكون من خلط يتَوَلَّد فِي الْمعدة وَهَذَا مَعَه غثى دَائِم لَا يسكن أَو من خلط يَجِيء إِلَيْهَا وَهَذَا يسكن مُدَّة حَتَّى يكثر اجْتِمَاع ذَلِك الْخَلْط ثمَّ يهيج الغثى.
علاج الْقَيْء المراري: إِذا كَانَت الطبيعة مَعَ ذَلِك يابسة فلين يحقنة لتجذب تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى أَسْفَل واسق بعد ذَلِك مَاء تمر هندي وإجاص وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا مَعَ تلبين الْبَطن تُطْفِئ الْقَيْء وَإِن لم يكن الْبَطن يَابسا فَاسق مَاء التفاح وَرب الحصرم وَالرُّمَّان والريباس وحماض الأترج أَو خُذ عشْرين درهما من حب رمان حامض ومصطكى درهما واطبخه برطل حَتَّى يبْقى النّصْف ثمَّ صير مَعَه بعد تصفيته دِرْهَم عود وسكا دِرْهَمَيْنِ واسقه أَيْضا قشور الفستق وألق مَعَه شَيْئا من سك فَإِن كَانَ قَوِيا والقيء مقلق فافصد الباسليق فَإِنَّهُ يهين قُوَّة المرار وأطعمه دَرَّاجًا وفروجا إِن لم تكن حمى حصرمية وسماقية مطيبة بكزبرة وضمدهم بِمَاء السفرجل وَورد وأطراف الآس وميسوسن أَبيض وسك ورامك وعود كافوروزعفران والقيء البلغمي نقى الْبَطن أَولا بالقيء ثمَّ بالإسهال فَإِن الْقَيْء يذهب على الْمَكَان وَبعد ذَلِك ضمد الْمعدة واسقه مَا يقويه لِئَلَّا يجْتَمع إِلَيْهَا بعد ذَلِك شَيْء وأٍ سهله بحب الصَّبْر وَحب الأفاوية وقو الْمعدة بميبة وَرب التفاح وشراب)
ريحاني وَالرُّمَّان بالعسل والنعنع والنمام والسك وَالْعود واسقهم دَائِما مِنْهُ حب رمان حامض ونعنع وفقاح الأترج وقشور الأترج من كل وَاحِد عشرُون كمون أَرْبَعَة دَرَاهِم يطْبخ ويصفى ويطرح فِيهِ سك مسحوق دِرْهَم ويسقى مِنْهُ غدْوَة وَعَشِيَّة وشراب الأفسنتين ينفع نفعا فِي الْغَايَة إِذْ ينقى ويقوى الْمعدة وَكَذَلِكَ دَوَاء الْمسك المر وجوارش السفرجل يَجْعَل فِي أغذيته أفاوية وأبازير وخولنجان وَجوز بوا وضمدة بالأفاوية كالسك وقصب الذريرة سنبل مصطكى زعفران أفسنتين عود قرنفل جوز بواهيل شراب عَتيق ريحاني مسيوسن مسك قَالَ: فَأَما الْقَيْء السوداوي فَإِن لم يكن مُؤْذِيًا كثيرا
(2/263)
فَلَا تقطعه لِأَنَّهُ نَافِع فَإِن جَاوز القصط فاجذبه إِلَى أَسْفَل بالحقن الحارة فَإِذا نقيت معدته فقوها بِمَا يمْنَع أَن يعود ثَانِيَة بطبيخ أفتيمون واسقهم إِيَّاه فِي كل قَلِيل وأعن بالعضو.
وَله علاج فِي الهيضة: إِنَّمَا تكون من سوء هضم الأغذية فَإِذا لم ينهضم الهضم الثَّانِي فِي الْعُرُوق أعنى الشبيه بالأعضاء طلبت النّفُوذ إِذا كثرت فَصَارَ بَعْضهَا إِلَى فَوق وَبَعضهَا إِلَى أَسْفَل والقيء الَّذِي يكون عَن فَسَاد هضمين أَو ثَلَاثَة ضَعِيف والكائن عَن فَسَاد هضوم كَثِيرَة يكون قَوِيا جدا وَفِي أول الْأَمر تخرج الأغذية الَّتِي فَسدتْ وَهِي حامضة أَو فَاسِدَة وضروب أخر من الْفساد مرارية أَو غَيره ذَلِك ثمَّ يحدث لذع فِي المريء ووجع فِي الْجوف واستفراغات ثَابِتَة وقلقان وخفقان فيهزل الْجِسْم قَلِيلا وَرُبمَا انحدر شَيْء كَمَاء اللَّحْم زهم الرّيح وتذبل النَّفس والنبض وينخرط الْوَجْه ويدق الْأنف ويتغير سحنة الْوَجْه إِلَى وُجُوه الْأَمْوَات وتبرد الْأَطْرَاف ويلحقه عرق بَارِد ويعرض تشنج فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ والساقين وَجُمْلَة كل مَا لحق الاستفراغ المفرط تلْحق هَؤُلَاءِ هَذِه الْأَعْرَاض فَهُوَ وجع حاد جدا يُطَالب العلاج سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَلا يهمل الطَّبِيب أعراضه ويتثبت فِي علاجه وَيُقِيم على ذَلِك وَإِن لم ينجع وَكَذَا إِن رَأْي النبض لَا يقوى والمعدة لاتقبل غذَاء فَلَا تدع مَعَ ذَلِك العلاج بل كَرَّرَه دَائِما إِلَى أَن يقبل الطَّعَام والعلاج والهيضة فِي الصّبيان أَكثر وأسهل وَفِي الرِّجَال أقل وأصعب وَشر عَاقِبَة وَفِي الشُّيُوخ مهلك وَمن كَانَ أَحْمَر ملزز اللَّحْم لحيما فَهُوَ مستعد لَهَا وَمن تكْثر بِهِ الهيضة لَا يكَاد يتْلف وَمن تعتاده وتصيبه فَإِنَّهُ يهْلك فِي أَكثر الْأَمر وأكثرحدوثها فِي الصَّيف وَفِي الخريف أقل شرا وَلَا تكَاد تعرض فِي الشتَاء وَشر أعراضها يَجْعَل مَعَ قشور الفستق رامك وسك وَيُعْطى مِنْهُ ويشم تفاحة تعْمل مِنْهُ ويبخر ببخور مسبت ويطلى أَنفه جَبهته ويكمد رَأسه بكماد منوم وَيجْعَل حواليه رياحين مسبتة. قَالَ: لِأَن الهيضة)
سوء هضم فإمَّا إِن تعين على الْقَيْء كي تستفرغ الأغذية الَّتِي فَسدتْ وتنقى الْمعدة بِالْمَاءِ الْحَار فَإِنَّهُ رُبمَا سكن عَنهُ أَن تنقي الْبَطن ولاتعجب من سُكُون الْقَيْء بالقيء فَإِن شَارِب الخربق مَتى أعْطى وقيأ سكن عَنهُ الْقَيْء والغثى على الْمَكَان لِأَن الْخَلْط الْفَاعِل يستفرغ وَلَا يقيأ بالجلاب وَلَا بالدهن لِأَن هَذِه تقيء وهم محتاجون إِلَى نقص الْغذَاء لَا إِلَى مَا يغذي وحسبهم الْقَيْء بِالْمَاءِ الْحَار وينامون فِي مَوضِع مظلم على مضربة لبنية مَتى ضعفت الْقُوَّة وَجَاء عرق بَارِد وفواق فسقه شرابًا قَابِضا ريحانيا فَإِن اشْتَدَّ عطشه فسقه سويق الشعبر بِمَاء رمان حامض وَيكون فِي الْموضع ورد كثير
(2/264)
وتفاح وسفرجل وَمَا حضر من ذَلِك وَإِن دفعت الطبيعة دفعا قَوِيا فَخذ نشا وقاقلة بطبيخ خشخاش واحقنه وَإِن عرض لعضوما منع عَلَيْهِ خرقا مغرقة بدهن وادلك بِهِ وبالقيروطات الْبَارِدَة وينال المنتج فِي الْأَكْثَر عضل الفك قَالَ: وَمن لايستقر الطَّعَام فِي معدته وقيء دَائِما أعْطه كمونا وسماقاً بِرَبّ الرُّمَّان الَّذِي بنعنع.
مَجْهُول: للقيء الشَّديد الْمخوف: يسقى من القرنفل مِثْقَالا بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ يسكنهُ.
من الْمَنَافِع قيء الصَّفْرَاء: يتبعهُ خفقان ولذع فِي فَم الْمعدة.
للقيء الْمخوف العنيف: سماق جُزْء كمون قرنفل مصطكى من كل وَاحِد نصف يسقى مثقالين بِمَاء بَارِد مَرَّات.
ابْن سرابيون: للقيء وبرودة من بلغم: كمون وقرنفل قرفة قصب الذريرة مهيل أظفار الطّيب فلفل دَار فلفل زنجبيل مصطكى كرويا أنيسون سليخة قاقلة قصد جوز الطّيب راسن عود بزر كرفس نانخواه ساذج يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَمَاء الأملج طبيخ الشربة ردهم.
راسن عود مصطكى قرنفل ذكر كرويا نانخواه كندر فستق يسقى مِنْهُ سفة. آخر لَهُ: سماق قشور فستق حب رمان سك طين خراساني نعنع ينقع فِي زجاجة ويسقى كل يَوْم أَيَّامًا. 3 (الْعَطش) 3 (وَمَا يسكنهُ وَمَا يهيجه ودلائله ومنافعه ومضاره وَفِي مَا يُطْفِئ لهيب الْمعدة وتوقدها) 3 (وأسبابه والشهوة الرَّديئَة للمشروبات.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة الْعَطش الَّذِي لَيْسَ مَعَه سَلس بَوْل سَببه سوء مزاج حَار أَو يَابِس أَو كِلَاهُمَا وخاصة بِفَم الْمعدة وَبعد الْمعدة فِي هَذَا الكبد وخاصة جَانبهَا المقعر عِنْد التهاب مَوَاضِع الجداول من الْعُرُوق الَّتِي حول الأمعاء الْمُسَمّى الصَّائِم وَقد يكون من التهاب المريء والرئة أَيْضا عِنْد حُدُوث الْحمرَة بهَا وَهَذَا الْعَطش يتبعهُ ذبول فِي الْأَكْثَر.
الرَّابِعَة من الْعِلَل الْعَطش يكون عِنْدَمَا يكون فِي الْمعدة خلط مر ومالح لِأَنَّهُمَا يسخنانه وَيبْطل الْعَطش إِمَّا لِأَن حس الْمعدة يبطل كَمَا يعرض فِي الْأَمْرَاض المتلفة أَو لغَلَبَة الْبرد والرطوبة على فَم الْمعدة. قَالَ: ويهيج الْعَطش الشَّرَاب الصّرْف الْكثير وَأعرف رجلا أَصَابَهُ مِنْهُ عَطش حَتَّى مَاتَ
(2/265)
عطشا وَلم يروه المَاء وَمن لُحُوم الأفاعي المعطشة وَمن شرب مَاء الْبَحْر وَمن الحيمات المحرقة فَإِنَّهُ رُبمَا عرض فِيهِ عَطش حَتَّى لايروى صَاحبهَا أَو يَمُوت.
جَوَامِع الْعِلَل الْعَطش يكثر لِأَن فِي الْمعدة فضلا مالحا أَو مراريا لِأَن الرطوبات الَّتِي فِيهَا حدث لَهَا إِن سخنت وغلت كالحال فِي الْحمى وَفِيه قَالَ: قد يعرض عَطش إِذا حميت الرطوبات الَّتِي فِي الْمعدة وَحدث كالغليان كَالَّذي يعرض فِي الْحمى.
الثَّانِيَة من طبيعة الانسان من أَصَابَهُ عَطش شَدِيد فليقلل طَعَامه ويقيئه وَيشْرب شرابًا رَقِيقا جدا كثير المزاج قَالَ ج: أَنا لهَذَا أَحْمد منى لما قيل فِي أبيذيميا أَن يشرب المَاء فَقَط لِأَن هَذَا الشَّرَاب إِذا كَانَ كثير المزاج لم يقصر من ترطيب الْبدن عَن شَيْء يَفْعَله المَاء وَعدم مضار المَاء فَإِن كَانَ شَدِيد الْبرد سكن الْحَرَارَة.
الذبول: أَجود مَا يسْتَعْمل لتسكين الْعَطش عَن لهيب الْجوف أَن يعصر الحصرم وَيصب مِنْهُ على بقلة حمقاء ويدق ويعصر ويخلط بِمَاء الشّعير ويبرد بالثلج جدا وَيجْعَل فِي خرق وَيجْعَل على د: الْأَدْوِيَة المفردة الْعَطش يكون من إفراط الْحَرَارَة أَو عَن غور رُطُوبَة والخل يشفى من الْحَرَارَة وَلَا يشفى من غور الرُّطُوبَة لِأَنَّهُ لَا يرطب قَالَ: وَقد تركب الْحَرَارَة مَعَ رُطُوبَة مالحة رَدِيئَة فَيكون عَنْهَا عَطش كالحال فِي الاسْتِسْقَاء لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي الْجِسْم فِي هَذِه الْحَال رُطُوبَة كَثِيرَة مالحة وَفِي من يجْتَمع فِي معدته بلغم كثير مالح قَالَ: والخل جيد لهَذَا النَّحْو وَفِي من الْعَطش فَأَما الْعَطش الْحَادِث فِي الحميات الحادة فِي الصَّيف والهواء الْحَار والتعب فَإِنَّهُ حَادث عَن اجْتِمَاع الْحر واليبس وعلاجه التبريد والترطيب والخل الْقَلِيل فِي هَذِه الْحَال الممزوج بِالْمَاءِ كثير دَوَاء لتسكين هَذَا الْعَطش لِأَن الْخلّ يبرد بِقُوَّة ويوصل المَاء بلطافته وَلَا يَسْتَطِيع أَن يجفف بقلة مِقْدَاره.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة مَا يسكن الْعَطش الصمت وَالْمَاء الْبَارِد واستنشاق الْهَوَاء الْبَارِد.
أهرن: الْعَطش إِمَّا من الْمعدة وَإِمَّا من الرئة إِذا سخنت وَالَّذِي من الرئة يحب الْهَوَاء الْبَارِد ويسكن ببرودة المَاء أَكثر من سكونه بحرارته وَالَّذِي من الْمعدة فَإِنَّهُ قد يذهب كثير من سكونه)
بولس: يسكن الْعَطش جدا شراب التفاح وَالرُّمَّان وبزر القثاء بِمَاء بَارِد وتضمد الْمعدة بقشور القرع وَيُعْطى أَقْرَاص الْورْد الْمَذْكُورَة فِي بَاب الْمعدة.
الأسكندر: الْعَطش يكون من الْمعدة وَمن الرئة وَمن فَم الْمعدة وَمن الكبد وَمن الأمعاء وَيكون ذَلِك لسوء مزاج حَار ولورم أَو المرار فِيهَا أَو لغَلَبَة اليبس أَو لخلط مالح لَا يسكن إِلَّا بتنقية ذَلِك الْخَلْط بالفيقرا وَالَّذِي من الرئة فبالهواء الْبَارِد وَالَّذِي من المرار فبإسهال ذَلِك المرار وَالَّذِي من سوء مزاج فبتبديل المزاج وَالَّذِي من الورم الْحَار فبعلاج الورم.
(2/266)
يعْطى عَلَامَات قَالَ: يسكن الَّذِي من حرارة الْمدَّة بعصارة الحصرم والسفرجل والورد وَالرُّمَّان الحلو والإجاص وبزر القثاء وبزر الرجلة نَفسهَا والكثيراء وَرب السوس يَجْعَل مِنْهَا حب وَيجْعَل تَحت اللِّسَان ويسقى أَيْضا مِنْهَا وتطلى الْمعدة بقشور القرع بِمَاء ثلج وَنَحْو ذَلِك.
حنين فِي الْمعدة: الْعَطش يكون من سوء مزاج حَار فِي الْمعدة والرئة والكبد وَمن أخلاط مالحة فِي الْمعدة أَو مرارية وَرُبمَا يحدث من رطوبات فِي الْمعدة شَبيه بالغليان فَتحدث الْعَطش وَأكْثر الْأَعْضَاء إحداثا للعطش فَم الْمعدة ثمَّ ثَائِر الْمعدة ثمَّ المري ثمَّ الرئة ثمَّ الكبد ثمَّ المعي الصَّائِم وَأما الْعَطش الْخَفِيف فسببه يبس الْمَوَاضِع الَّتِي تخرج مِنْهَا الرُّطُوبَة من الْفَم وعلاجه النّوم وَمَا يرطب بَاطِن الْجِسْم وَأما حرارة تِلْكَ الْمَوَاضِع فعلاجه: الْيَقَظَة لِأَنَّهَا تنفش تتحلل وَقد يُصِيب نَاسا عَطش إِذا نَامُوا من أجل حرارة معي تناولوه من الْأَطْعِمَة والأشربة وشفاؤه: شرب الْأَشْيَاء الْبَارِدَة.
أبن ماسويه فِي الْمسَائِل: الْعَطش الَّذِي من بلغم مالح يعالج بالقيء وَالْمَاء الساخن.
بولس وأريباسيس: الْعَطش يسير جدا يكون لمَكَان يبس أَعْضَاء الْفَم أَو حَرَارَتهَا وَهِي الْأَعْضَاء الَّتِي تجْرِي مِنْهَا الرطوبات وترطب الْجِسْم دَائِما وعلاج اليبس النّوم وعلاج الْحَرَارَة الْيَقَظَة وَمن عَطش لِأَن شرب شَيْئا سخنا فاسقه مَاء ثلج ويسكن الْعَطش فِي الحميات صب دهن مبرد على الرَّأْس وليبرد بالثلج ويداوم على ذَلِك وَيقطع الْعَطش جدا بزر الخشخاش الْأسود إِذا مضغ وأصل السوس وبزر القثاء.
الْهِنْدِيّ لَا شَيْء أقطع للقيء والعطش من الآملج.
ابْن ماسويه: لآملج يقطع الْعَطش جدا وَهُوَ بليغ فِي ذَلِك.
حب للعطش: بزر قثاء بستاني جزؤ كثيراء نصف جُزْء بزر الْخِيَار ثلثا جُزْء حل كثيراء)
ببياض الْبيض الرَّقِيق واسحق البذور واعجنها بِمَاء السوس وجففها بالظل وَتمسك تَحت اللِّسَان وينفع مِنْهُ مَاء.
قد أنقع فِيهِ زعرور وكمثرى وسفرجل ورمان.
لي مَا يقطع الْعَطش بِقُوَّة الرائب الحامض والمصل وينفع مِنْهُ كل مَا يجلب الرِّيق كالفضة إِذا وضعت فِي الْفَم والمصل وَنوى الإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والسماق وَالْحب الَّذِي من بزر الخس والخشخاش وَرب السوس وكثيراء ونشا وَأكل الرجلة وَالنَّوْم على الظّهْر وَفتح الْفَم يعطش جدا ويجفف اللِّسَان.
(2/267)
شراب يقطع الْعَطش وَيُقَوِّي مَعَ ذَلِك الْمعدة وَيصْلح مَعَ ذَلِك للأصحاء والمرضى: مَاء الكمثرى الصيني ثَلَاثَة أَرْطَال ونقيع السماق بِمَاء الْورْد ينقع فِيهِ أُوقِيَّة سماق فِي نصف رَطْل من الماورد وسكر طبرزد نصف رَطْل يطْبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام.
شراب يقطع الْعَطش وَيُقَوِّي مَعَ ذَلِك الْمعدة وَيصْلح مَعَ ذَلِك للأصحاء والمرضى: مَاء الكمثرى وَمَاء التفاح وَمَاء الرُّمَّان الحامض بالسواء يطْبخ حَتَّى يَأْتِي لَهُ غلظ مَا يشرب بشراب.
للعطش واللهيب: نَقِيع تمر وإجاص وعصير الرُّمَّان والحامض وحماض الأترج ثلث جُزْء سكر طبرزد مثل نصف الْجَمِيع يطْبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام مَاء فَإِذا أفرط الْعَطش أَخذ بزر الخس وبزر القثاء وبزر الْخِيَار وبزر القرع وبزر الرجلة وَرب السوس وَورد ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بأوقية من هَذَا الشَّرَاب.
ابْن سرابيون: الْعَطش من حرارة فِي الْمعدة أَو من يبس أَو من لهيب وَيكون هَذَانِ فِي الكبد أَو فِي معى الصَّائِم أَو فِي الْقلب أَو فِي الرئة أَو فِي جفاف فِي الحنك والغدد الَّتِي فِي الْفَم لِأَن هَذِه مصب الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْمعدة الرَّديئَة الحارة الَّتِي تغلى والخلط المالح والعطش الْيَسِير يحدث عَن جفاف الغدد فحين إِذْ شفاؤه مَاء الثوم لينطبق وإقلال الْكَلَام وَمن يعطش إِذا نَام فَذَلِك لحرارة اعترته لاغتذائه وشفاؤه: المَاء الْبَارِد وَمَاء الْخِيَار والألعبة وَالَّذِي من حرارة شَدِيدَة صب الدّهن الْمبرد على الرَّأْس وتبريد الْأَطْرَاف وَالَّذِي عَن ألة النَّفس: الْهَوَاء الْبَارِد وَالَّذِي عَن خلط مالح: المَاء الْحَار والقيء.
مُفْردَة ج: الكمثرى يسكن الْعَطش إِذا أكل عصارة أصل السوس تقطع الْعَطش لِأَنَّهَا بَارِدَة رطبَة والخس إِذا أكل.)
الرجلة تفعل ذَلِك أَكثر والقرع إِذا أكل ولد فِي الْمعدة بلة وَقطع الْعَطش.
ابْن ماسويه: الكمثرى الصيني يقطع الْعَطش وَيقطع الصَّفْرَاء.
ابْن ماسويه ود: الأنيسون يقطع الْعَطش وَإِذا شرب ورق الباذروج وماؤه فعل ذَلِك والبقلة اليمانية تقطع الْعَطش إِذا طبخت مَعَ رمان مز وَطيب بدهن لوز وكزبرة رطبَة فخاصته قطع الْعَطش الصفراوي السويق إِذا شرب بِمَاء وسكر قطع الْعَطش الكمثرى مَتى أكل سكن الْعَطش مَتى أمتص مَاء أصُول السوس قطع الْعَطش وَرب الحصرم قَاطع للعطش الصفراوي القرع إِذا اسْتِخْرَاج: يجب أَن يشرب بِمَاء حصرم وَنَحْو ذَلِك بِمَاء الشّعير جيد لتسكين الْعَطش.
ابْن ماسويه: التِّين الرطب يقطع الْعَطش. ج: الْخلّ يقطع الْعَطش والثوم يقطع الْعَطش الْكَائِن من البلغم المالح الخس يقطع الْعَطش.
روفس: مِمَّا يسكن الْعَطش المحموم: جَرَادَة القرع والرجلة ودقيق الشّعير والخطمى يعجن بخل خمر وَمَاء ورد ويضمد بِهِ الْبَطن والكبد فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش ويطفئ التهاب الْبَطن والكبد وَمِمَّا يقطع الْعَطش وَيسْتَعْمل فِي الحميات الحادة: بزر الْخِيَار وبزر الرجلة وسماق مطبوخ مَعْقُود وبزر قرع حُلْو وَشَيْء من كافور يعجن ويقرص وَيُؤْخَذ تَحت اللِّسَان ويسقى
(2/268)
مِنْهُ أَيْضا وَيُؤْخَذ مِنْهُ الأتسفار فَإِن جعل تَمْرَة هندية تَحت لِسَانه أذهب الْعَطش والمصل يفعل ذَلِك والورد يمضى ويقلع مَاؤُهُ وَيذْهب الْعَطش.
أركاغانيس فِي بَاب الْأَزْمِنَة: ديناطيش يقطع هز الْعَطش وضمد الْبَطن بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة كَمَا الحصرم وَورد وَحي الْعَالم وَنَحْوهَا وورق الْكَرم وَغير ذَلِك وَاجعَل الْفراش فِي بَيت ندى وَفِيه رياحين بَارِدَة وأجاجين مَاء فَإِن تَنْشَق مثل هَذَا الْهَوَاء يسكن الْعَطش ويغذى ببيض نيمر شيت وبالرجلة وَنَحْوهَا والكشك واترك الأغذية الحارة والمالحة وَإِن كَانَ إبان الْورْد الطري فاسقه عصارة الْورْد وَمَاء الْورْد.
لي على مَا رَأَيْت فِي أبيذيميا الْعَطش الشَّديد يسكن بالأبذن الفاتر وَالْبَيْت الأول واليبت من الْحمام والأوسط إِذا لم يكن حارا وصب المَاء الْبَارِد بعد ذَلِك وَالِانْتِفَاع فِيهِ.
أبيذيميا مِمَّا يقطع الْعَطش قلَّة الْكَلَام وَضم الشفتين وتنشق هَوَاء بَارِد وعطش يسير إِنَّمَا يكون من جفوف الْمَوَاضِع الَّتِي تنحدر بهَا الرُّطُوبَة من الْفَم إِلَى الْمعدة شفاؤه: النّوم لِأَنَّهُ يرطب بَاطِن الْجِسْم فَأَما من انتبه فِي النّوم وَبِه عَطش يسير فَإِن عطشه يسكن باليقظة سَرِيعا وَذَلِكَ إِن هَذَا)
الْعَطش يكون من سخونة هَذِه الْمَوَاضِع فَيبرأ سَرِيعا بالانتباه.
شراب لقطع الْعَطش ويسكن الغثى: تمر هندي رَطْل يطْبخ بِمَاء حَتَّى يصير رطلين ويمرس ويصفى ويلقى على الْبَاقِي سكر مثل نصفه ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يَأْخُذ مِنْهُ أُوقِيَّة وَيصب عَلَيْهِ بِالْمَاءِ الْبَارِد بثلج ويخوض ويسقى وَرب حماض الأترج على هَذِه الصّفة يسكن الْعَطش والخمار والقيء.
الطَّبَرِيّ: بزر الرجلة بخل يشرب لقطع الْعَطش.
سرابيون: الْعَطش الشَّديد يحدث عَن فَم الْمعدة وَبعده المرئ وَبعده الْمعدة وَبعده الكبد ثمَّ الصَّائِم قَالَ: والعطش الْخَفِيف يحدث عَن جفاف الْمَوَاضِع الَّتِي تنبعث مِنْهَا الرُّطُوبَة إِلَى فَم الْمعدة وعلاجه: النّوم والحادث عِنْد النّوم فَمن حرارة الْغذَاء وَغير وعلاجه: شرب المَاء الْبَارِد وَقد عرض لقوم من اسْتِعْمَاله أَشْيَاء معطشة حَتَّى مَاتُوا من شرب المَاء وأخرين صابروا مُدَّة وأصابهم عَطش متْلف وَعرض لآخرين شربوا من مَاء الْبَحْر فهلكوا عطشا وَقد هلك خلق كثير فِي صعُود الحميات المحرقة عطشا وَلَا يسكن ذَلِك شرب المَاء وَجُمْلَة من يعطش فَإِنَّمَا يعطش لحرارة أَو ليبس أَو لَهما أَو لكيموس مالح
(2/269)
فِي الْمعدة أما الَّذِي بحرارة فتسكنه الْأَشْيَاء الحامضة الْمُقطعَة كالسكنجبين والسكرى وَمَاء الرمانين والريباس والمصل عَجِيب فِي ذَلِك وَالتَّمْر الهتدي.
قَالَ: وَالَّذِي من اليبس يسكنهُ مَاء الشّعير وَمَاء القرع وبزر اللعاب قطونا والاستحمام وَرب السوس وبزر الْبُقُول الْبَارِدَة ودهن الْورْد يصب على الرَّأْس وَوضع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي مَاء بَارِد فَإِن كَانَ الْهَوَاء بَارِد كشف للهواء والعطش الْحَادِث عَن جفاف المري علاجه: النّوم والحادث عَن حرارة المري علاجه: الْيَقَظَة والحادث عَن حرارة الرئة وَالْقلب علاجه: استنشاق هَوَاء بَارِد والحادث عَن كيموسات عفنة فِي الْمعدة علاجه: الْقَيْء وَالْمَاء الْحَار والخل الممزوج بِالْمَاءِ الْبَارِد يسكن الْعَطش الْكَائِن عَن حرارة. ج: فِي الْأَدْوِيَة المفردة: المصل عَجِيب فِي تسكين الْعَطش إِن كَانَ مَعَ الْعَطش لهيب فأعطه المبردة ويبرد جملَة الْجِسْم وَإِذا لم يكن لهيب فَعَلَيْك بالترطيب وَالْمَاء المالح إِنَّمَا يعطش لِأَنَّهُ ج: إِن تركيب فِي وَقت مَا حرارة مَعَ رُطُوبَة فالخل أَنْفَع الْأَشْيَاء لتسكين هَذَا الْعَطش لِأَنَّهُ يبرد ويجفف وَهَذَا يكون فِي الاستقساء عِنْدَمَا تَجْتَمِع فِي الْبَطن رُطُوبَة كَثِيرَة مالحة وفيمن قد رسخ)
فِي معدته بلغم كثير مالح فَأَما حَادث من حرارة ويبس.
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(صلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا)
(2/270)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
الحاوي في الطب
(الْجُزْء السَّادِس) (الاستفراغات)
(2/271)
(فارغة)
(2/272)
(القَوْل فِي الاستفراغات أجمع) (الإسهال والقيء والفصد وَالْبَوْل والعرق وَغَيرهَا) حِيلَة الْبُرْء فِي الثَّانِيَة عشر أَن رجلا نقي بدنه بالسقمونيا فَأَصَابَهُ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَن قَامَ برَاز كثير مَعَ لذع وحدة ثمَّ لم يزل ذَلِك يتعاهده بأدوار ونوائب كَانَ يتقدمه لذع ووجع ثمَّ يخرج برَاز كثير وَكَانَ هَذَا الرجل يتعاهده القولنج فَعمِلت أَن أمعاءه كَانَت ضَعِيفَة من الأَصْل وَأَن السقمونيا أَصَابَهَا فَصَارَت تقبل الفضول من الْجِسْم فغذوته بحساء من خندروس وَحب الرُّمَّان فسكن الوجع إِلَّا أَقَله ثمَّ سقيته عصارة السماق لتقوى أمعاءه وَتصْلح تقرحاً إِن كَانَ حدث فِي سطح الأمعاء وأمرته أَن يَأْكُل خبزه بشراب قَابض وَيَأْكُل الْفَاكِهَة القابضة بِشَيْء قَلِيل فبرأ برءاً تَاما. 3 (من الرَّابِعَة) 3 (تَدْبِير الأصحاء) قَالَ: إِذا استفرغت الْجِسْم فإياك أَن يُطلق لَهُ أَن يتغذى كثيرا ضَرْبَة لِأَنَّهُ ينجذب إِلَى بدنه أخلاط تتولد عَلَيْهِ فِيمَا بعد مِنْهَا أمراضاً بل أعْطه الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يتملأ بعده وخاصة يَوْمه ذَلِك والبرهان على هَذَا هُنَاكَ. قَالَ: وَأما هَذَا فَيظْهر على هَذَا بالتجربة أبدا.
من كتاب الأخلاط الأولى قَالَ: من تعود الْقَيْء فَهُوَ أسهل عَلَيْهِ ويمكنه أَن يستفرغ بدنه من غير أَن يَنَالهُ مَكْرُوه وَمن لم يتعود ذَلِك فاستعماله فِيهِ خطر وخاصة بالخربق وَأَشد النَّاس ضَرَرا بالقيء أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة وَإِن الْقَيْء على هَؤُلَاءِ أعْسر مِنْهُ على جَمِيع النَّاس وهم مستعدون للسل وَمَتى قيئوا بالخربق انصدعت مِنْهُم الْعُرُوق فِي آلَات النَّفس على الْأَكْثَر وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يجْتَنب ذَلِك فِي هَؤُلَاءِ خَاصَّة والعراض الصُّدُور أحمل لَهُ وأسهل عَلَيْهِم وآمن فيهم.)
الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: إِذا ظهر الامتلاء وَلم تحدث مِنْهُ بِالْبدنِ بعد آفَة فَلَيْسَ يضطرنا شَيْء إِلَى الفصد لكنه يُمكن أَن ينقص ذَلِك الامتلاء بالإمساك عَن الطَّعَام أَو الزِّيَادَة فِي الرياضة فيكتفي بِهِ ويقتصر بآخرة على إسهال الْبَطن أَو تليينه وفقط يقْتَصر على الْإِكْثَار من الْحمام أَو الدَّلْك. فَلَيْسَ فِي كل مَوضِع يضْطَر إِلَى إِخْرَاج الدَّم لَكنا إِنَّمَا تضطر إِلَيْهِ مَتى كَانَ
(2/273)
كثيرا جدا وَكَانَ مَرضا عَظِيما وَلذَلِك فَإنَّا لَا نستعمل الإسهال والقيء حَيْثُ تكون قد كثرت أخلاط رَدِيئَة فِي الْجِسْم إِذا كَانَ الْمَرَض قَوِيا شَدِيدا. 3 (تنقيص الامتلاء) فِي التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: جَمِيع الْأَدْوِيَة والأغذية والأشياء المفرغة للامتلاء حارة وَأما الْبَارِدَة فَإِنَّهَا تحصر الامتلاء وَتَحفظه بِحَالهِ.
الامتلاء يداوي بالاستفراغ الدموي. . وبالحمام والدلك والتزامه وَقلة الْغذَاء والأدوية المحللة. قَالَ: والمحموم لَا يُمكن استفراغه من امتلائه إِلَّا بالفصد والإسهال وحسم الْغذَاء.
الأولى من الأخلاط: استفراغ الأخلاط من حَيْثُ هِيَ أميل وَمن حَيْثُ هِيَ أوفق وبحسب الْأَسْنَان والأزمان والعادات فَإِن مِثَال ذَلِك: أَن الصَّفْرَاء طافية فَلذَلِك تستفرغ بالقيء والسوداء أبدا منحطة فَلذَلِك لَا تستفرغ أبدا إِلَّا بالإسهال والبلغم يستفرغ بهما جَمِيعًا على أَن الصَّفْرَاء قد تكون أَيْضا منحطة إِلَى أَسْفَل الْمعدة والأمعاء فتستفرغ بالإسهال أَو تكون مائلة إِلَى نَاحيَة الْبَوْل فتستفرغ بالبول وَفِي الصَّيف الأخلاط مائلة إِلَى فَوق لِأَنَّهَا رقيقَة فتندفع بالقيء والصفراء فِي الصَّيف عالية تستفرغ مِنْهُ. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْخَلْط غَالِبا منتشراً فِي الْجِسْم كُله فاستفرغه فِي جَمِيع المسالك مِثَال ذَلِك: أَن فِي الاستقياء اللحمي يستفرغ البلغم بالإسهال والقيء وَالْبَوْل وَكَذَلِكَ فِي اليرقان يستفرغ الصَّفْرَاء بِهَذِهِ الْوُجُوه وَإِذا كَانَ لاحجا فِي عُضْو فاستفرغه فِي مجاري ذَلِك الْعُضْو الْخَاص بِهِ مِثَال ذَلِك: إِذا كَانَ تقعير الكبد ورم نضيج استفرغناه بالإسهال وَإِن كَانَ فِي حدبته فبالبول فَأَما من الْعَادَات فَمن كَانَ الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ استفرغناه بِهِ وَمن كَانَ يعسر عَلَيْهِ إِمَّا أَلا نستفرغه وَإِمَّا أَن نعوده بِهِ وَأما فِي الْحلق فَمن كَانَ الصَّدْر مِنْهُ ضيقا فَإِن الْقَيْء رَدِيء وخاصة بالأدوية القوية لِأَن هَذَا)
الْقَيْء يخَاف مِنْهُ والواسع الصَّدْر أحمل لَهُ. 3 (إمالة الْمَادَّة وجذبها) يكون بطريقتين: إِمَّا بالجذب الْمُخَالف وَإِمَّا بالإستفراغ النَّاقِل مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من أَعلَى الْفَم فنقله إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بإزالته عَن ذَلِك الْموضع إِلَى الْأنف واجتذابه إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة يكون بإمالته إِلَى أَسْفَل وَإِن كَانَ الدَّم يخرج من المقعرة فنقله يكون باجتذابه إِلَى الْأَرْحَام والجذب الْمُخَالف باستدعائه إِلَى فَوق إِلَى الثدي وعَلى هَذَا الْمِثَال يفصل فِي جَمِيع الْموَاد المنصبة فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تنجذب إِلَى النَّاحِيَة الْمُخَالفَة أَو تنقل إِلَى أقرب الْمَوَاضِع وَأَصْلَحهَا فَمَا كَانَ مِنْهَا قد صَار إِلَى الْبَطن وَصَارَ يخرج بالبراز أقلب طَرِيقه إِلَى طَرِيق الْبَوْل وَطَرِيق الأوحام وبالضد وَكَذَلِكَ يقلب مَا كَانَ مائلاً إِلَى طَرِيق الْأَرْحَام إِلَى طَرِيق الْبَوْل وَإِن كَانَت الْمَادَّة تنصب إِلَى الْعين وَالْأُذن قلبناها إِلَى المنخرين فَأَما الجذب إِلَى نَاحيَة الْخلاف فَكل مَادَّة منحدرة إِلَى أَسْفَل فَالرَّأْي أَن تجذب إِلَى فَوق وبالضد وَكَذَلِكَ المائلة إِلَى الْيَمين أجذبها إِلَى الْيَسَار وبالضد وَكَذَلِكَ الجذب من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه وبالضد والدلك إِذا وَقع فِي
(2/274)
جِهَة الْخلاف بالأدوية الحارة وَبلا أدوية وبالرباط الشَّديد قلب الْمَادَّة عَن الْعُضْو الْمُقَابل إِلَى الْعُضْو الَّذِي يدلك وَكَذَلِكَ فتح المجاري الَّتِي تنصب إِلَى نَاحيَة الْخلاف.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة: إِذا كَانَ للعضو فِي الْجِسْم فعل عَام نَافِع فعلى حسب جلالة خطره وَفعله فَقَط فاحفظ عَلَيْهِ قوته وَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ فَلَا تبلغ بِهِ إِن تهد قوته وتوهنه بمنزله الكبد والمعدة. ألف ألف قَالَ: الرئة وقصبتها والصدر فاستفرغ فضولها فِي أسْرع الْأَوْقَات. قَالَ: والجانب المقعر من الكبد يستفرغ بالإسهال والمحدب بالبول إِلَّا أَن يكون الْخَلْط كثيرا جدا فَإِنَّهُ يستفرغ بالإسهال وفضول الكلى والمثانة وَنَحْوهَا تستفرغ بالبول. لي إِنَّمَا الْكَلَام الأول إِذا احتجت أَن تستفرغ ورماً فِي الكبد أَو فِي الْمعدة بدواء مُحَلل فاستفرغه قَلِيلا قَلِيلا فَإِن قوته لَا تنْحَل فَأَما مَتى احتجت أَن تستفرغ مِنْهُ خلطاً هُوَ فِي تجويفه فاستفرغه بِقُوَّة وَلَا تدع أَن تجْعَل مَعَ الدَّوَاء المستفرغ شَيْئا يُقَوي الْعُضْو وَإِن كَانَ الدَّوَاء مِمَّا هُوَ)
رَدِيء لَهُ.
التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا كَانَ الْجِسْم ضَعِيفا وَاحْتَاجَ إِلَى استفراغ فاستفرغ قَلِيلا قَلِيلا وغذه بَين كل استفراغين بأغذية حميدة فَتكون على الْأَيَّام قد استفرغت الْخَلْط الرَّدِيء كُله دَمًا الأخلاط تَمام الْكَلَام قَالَ: وبحسب الْخَلْط الْغَالِب فِي الْجِسْم كَمَا أَنا نسهل فِي الجذام والسرطان السَّوْدَاء وبحسب غلظه وعسره فَإِن إسهال السَّوْدَاء لانجتري فِيهِ بِمرَّة وَاحِدَة وَلَا مرَّتَيْنِ بل أَكثر وَانْظُر فِي الْموضع الَّذِي هُوَ ينبوع الْعلَّة ومستوقده وَفِي الْخَلْط الْغَالِب فَإنَّك من هذَيْن تعلم مَا تستفرغ وَمن أَيْن وَفِي أَي وَقت وَانْظُر فِي الأخلاط مِثَال ذَلِك: أَن تستفرغ الأخلاط المتهيئة للإستفراغ وَهِي الرقيقة وانتظر باللزجة الغليظة النضج وَهَذِه هِيَ البلغم والسوداء.
الْمقَالة الأولى من أبيذيميا: مَتى كَانَ الْخَلْط من عُضْو رَئِيس فبادر بالاستفراغ.
الأولى من الأخلاط: إِنَّمَا تكون إمالة الْمَادَّة من الحنك إِلَى المنخر بِأَن تجْعَل فِي المنخر أدوية حادة حريفة تهيج وتزعج لترجع الْمَادَّة إِلَيْهِ وتميل نَحوه.
أبقراط: من كَانَت الْمَادَّة فِيهِ مائلة نَحْو الْفَم وخاصة اللهاة وَالْحلق فلتأمره أَن يجتذب المنخرين وَمَتى مَالَتْ إِلَى الْعين وَالْأُذن فَلَا تجتذب إِلَى الْأنف فَقَط بل وَإِلَى الْفَم بالغرغرة المتخذة بالفوذنج الْجبلي والخردل والعدس وزبيب الْجَبَل وعاقر قرحا فَإِن جَمِيع هَذِه تميل فضول الْعين إِلَى الْفَم مَتى اسْتعْملت وَمن قصبه الرئة إِلَى المريء فَإِن ذَلِك أصلح فَإِن جرى دم البواسير مُدَّة فأمله إِلَى الرَّحِم فَإِنَّهُ أصلح وَأما الرَّأْس نَفسه فقد يُمكن أَن يتَحَلَّل مَا فِيهِ نَفسه بالمشط والنورة والطلي بالأدوية الحارة وَيُمكن أَن يجذب فَضله إِلَى المنخرين والفم.
(2/275)
ج: إِذا كَانَت الأخلاط قد مَالَتْ بِقُوَّة قَوِيَّة نَحْو مَوضِع مَا فليمنع مِنْهَا بالجذب وَمن أَنْوَاع هَذَا الجذب: شدّ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ إِذا مَالَتْ الأخلاط ميلًا قَوِيا إِلَى الصَّدْر والمعدة والقيء إِذا كَانَت مائلة إِلَى أَسْفَل والحقن الحادة عِنْد شدَّة الْقَيْء ودرور الْبَوْل بالعرق والعرق بِهِ وإسهال الْبَطن بالبول وَالْبَوْل بِهِ وَبِهِمَا جَمِيعًا والمحاجم على الْأَعْضَاء ألف ألف الْمُشْتَركَة والأدوية الحريفة عَلَيْهَا كَمَا تُوضَع الْأَدْوِيَة الحريفة على أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ عِنْد ميلان الفضول نَحْو الرَّأْس وَنَحْو الأحشاء.
أبقراط: مَتى مَال إِلَى أَسْفَل فَإلَى فَوق وبالضد. ج: يُمكن أَن يكون الجذب على المضادة فالجذب مَا مَال إِلَى أعالي الْجِسْم إِلَى أسافله)
وبالضد والمائل يمنة إِلَى يسرة والمائل إِلَى دَاخله إِلَى خَارجه والمائل إِلَى قُدَّام إِلَى خلف كَمَا تجذب مَادَّة الْعين بالمحجمة على النقرة وَيفجر الْعرق فِي الْجَبْهَة لوجع الْقَفَا. قَالَ: وَكَانَ غُلَام حمل ثقلاً وَمضى بِهِ فِي يَده فورمت يَده فَأمره طَبِيب أَن يحمل ذَلِك الثّقل بِالْيَدِ الْأُخْرَى ويمضي بِهِ مَسَافَة بعيدَة كالمسافة الْأُخْرَى فسكن ذَلِك الورم على الْمَكَان. وَقَالَ: أَنا أفعل شَبِيها بِهَذَا وَذَلِكَ أَنِّي أعمد إِلَى الرجل العليلة فاعصبها من فَوق إِلَى أَسْفَل وأضع على الصَّحِيحَة أدوية مسخنة كَمَا أجتذب الْمَادَّة إِلَى الرجل الْأُخْرَى. قَالَ: وأفصد إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة من الْيَد الْمُقَابلَة. قَالَ: فَأَما جذب الدَّم إِلَى الرجل الْأُخْرَى وَشد العليلة فَلَيْسَ جذب الْمُقَابلَة بل نوع من سد المجرى عَنهُ وإزالته إِلَى غَيره وَقد يستفرغ مَا فِيهَا وَالْحَرَكَة تعين على استفراغ الْموَاد والسكون بالضد فَلذَلِك إِن أردْت أَن تفعل المقيء والمسهل أَكثر فألزمه الْحَرَكَة لَا النّوم وعود من تُرِيدُ أَن تقيئه وتسهله لَعَلَّه بِهِ رَدِيئَة على ذَلِك قَلِيلا قَلِيلا.
فِي جذب الْموَاد مِمَّا يجذب الْموَاد بِقُوَّة قَوِيَّة أَن تؤلم الْعُضْو الْمُقَابل للعضو العليل ألماً شَدِيدا فَإِنَّهُ يجتذب بذلك الْمَادَّة إِلَيْهِ إِذا رَأَيْت الْجِسْم يستفرغ خلطاً هُوَ لَهُ مؤذ فتقيأ لذَلِك كثيرا فاغتنم ذَلِك وَإِن قصر فأعنه وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِغَلَبَة الأخلاط وبسهولة احْتِمَال الْجِسْم لذَلِك الاستفراغ وَخِفته عَلَيْهِ فأدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَن تدره واحبس مَا يضر ويعسر احْتِمَال الْجِسْم لَهُ.
الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: كَانَ رجل الْغَالِب عَلَيْهِ دم كثير فضمن لَهُ الرائض أَن ينقص دَمه بالرياضة الصعبة فَلَمَّا أَخذ بِهِ فِي الرياضة الصعبة صرع على الْمَكَان. قَالَ: حَيْثُ يكون ميل الْموَاد الدموية شَدِيدا وَالْقُوَّة قَوِيَّة فاستفرغ الدَّم من جِهَة الضِّدّ واتركه إِلَى أَن يحدث الغشيء والدك بالأدوية الحارة للجانب المضاد والرباط فَإِن الفصد وَإِخْرَاج الدَّم الْكثير من الضِّدّ من أبلغ أَشْيَاء فِي جذب الْمَادَّة وَكَذَلِكَ والدلك الشَّديد والأدوية الحارة. قَالَ: وَأولى الأخلاط بالاستفراغ السَّوْدَاء ثمَّ البلغم إِذا نضج وَانْحَدَرَ إِلَى أَسْفَل وَأحذر الإسهال فِي أَيَّام النوائب وَأَيَّام البحران وَذَلِكَ أَن الأخلاط فِيهَا تكون مائَة إِلَى الْعُلُوّ فيعسر الإسهال وَعَلَيْك
(2/276)
فيهمَا بالقيء.
الْأَدْوِيَة المسهلة فِي الْأَكْثَر تضر بِفَم الْمعدة فَمن الْوَاجِب إِذا أَن تخلط بهَا العطرية لتصلحها. قَالَ: وَأعظم ألف ألف فَسَاد يَقع فِي تركيب الْأَدْوِيَة المسهلة أَن تكون مختلة فِي زمن الإسهال فيسهل أَحدهمَا سَرِيعا وَالْآخر بطيئاً لِأَن الإسهال حِينَئِذٍ يكون بطيئاً بعضه وسريعاً بعضه فَيَقَع الِاضْطِرَاب وَذَلِكَ أَن الَّذِي يسهل سَرِيعا يخرج مَعَ طَائِفَة من الدَّوَاء الآخر وَلَا يكَاد يعْمل عمله)
ثمَّ يَبْتَدِئ الْإِبْطَال يعْمل فِي كد وبطا وَإِنَّا إِذا خلطنا أدوية تسهل أخلاطاً مُخْتَلفَة ثمَّ كَانَ فِي مِقْدَار زمَان إسهال متفاوتاً فَلَا ضير فِي إخلاطهما الْبَتَّةَ. (الاستفراغات كلهَا وجهة اسْتِعْمَالهَا) (وقانون المسهل وإصلاحه) لي يسلم من تفَاوت أزمان الإسهال بِأَن تتفقد أجرام المسهلات فَإِن الْقوي الَّتِي مِنْهَا فِي عصارات وصموغ تنْحَل قواها أسْرع مِمَّا تنْحَل القوى الَّتِي هِيَ فِي الْأُصُول والبزور مَتى أوردت الْجوف نَفسهَا فَإِذا أردْت ذَلِك فاستخرج قوى هَذِه وامزجها بِتِلْكَ لتتحلل تحليلاً مُتَسَاوِيا فِي الزَّمَان وَأَيْضًا فاجهد فِي جودة اخْتِلَاط الْأَدْوِيَة بَعْضهَا بِبَعْض فَإِنَّهَا إِذا كَانَت كَذَلِك لم تعْمل إِلَّا فِي زمَان وَاحِد. قَالَ: طبائع المسهلة مضادة لنا قتالة لَكِن القليلة تنفعنا وَلذَلِك يجب أَن نعني بِأَن نخلطها بالدابغة لفم الْمعدة. قَالَ: والأفاوية تدفع وغائلتها وَتصْلح الْمعدة وَتعين على الإسهال لِأَن طبعها ملطف وَشرب مَاء الشّعير بعد الإسهال يمحو أثر الدَّوَاء وَيصْلح كيفيته لِأَن الدَّوَاء يلتزق مِنْهُ فِي مَمَره بالمري والأمعاء والمعدة وَتبقى مِنْهُ بَقِيَّة فَإِذا شرب بعد الإسهال شَيْء مِنْهُ غسل ذَلِك وَأخرجه وَلَا يجب أَن يشرب وَقت الإسهال وَلَا يَنْبَغِي أَن يغذا العليل بعد شرب الدَّوَاء إِلَّا أغذية قَلِيلا ليقوي الهضم وَألا يفْسد لِأَن الْقُوَّة تضعف بالإسهال ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة.
3 - (الْمقَالة الثَّالِثَة:)
3 - (بجذبه الأخلاط إِلَى ظَاهر الْجِسْم.) الأولى من الْفُصُول: واستفراغ الْجِسْم دَائِما من الْخَلْط الْأَغْلَب وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ من لون الْبدن وَإِن كَانَت الكيموسات قد غارت فاستدل على مَا تحْتَاج أَن تفرغه من التَّدْبِير وَالسّن وَالْمَرَض والمزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء وَجُمْلَة ذَلِك كُله أَي الإستفراغات كَانَ بدواء أَو من قبل نَفسه إِن كَانَ مِمَّا يَنْبَغِي أَن يكون مَعَ ذَلِك وخفف على الْجِسْم وَسَهل اجتذابه وبالضد. 3 (الأولى من الْفُصُول:) 3 (لَا يجب أَن يفرط فِي استفراغ مَا يستفرغه) 3 (الْبَتَّةَ وَاجعَل ذَلِك مِمَّا لَا يضعف الْقُوَّة فَإِن ضعفت فامسك عَن الاستفراغ وَإِن كَانَ قد) 3 (بَقِي مِمَّا يحْتَاج إِلَى استفراغه بَقِيَّة فَإِن الْخطر فِي الاستفراغ عَظِيم وَإِذا كَانَ الاستفراغ) 3 (من الْخَلْط الَّذِي يَنْبَغِي فاغتنم مَا جَاءَ مِنْهُ وَإِن كَانَ كثيرا مَا دَامَ الْمَرِيض يحْتَملهُ وَحَيْثُ)) 3 (يَنْبَغِي فاستفرغ إِلَى أَن يحدث الغشى.)
(2/277)
قَالَ ج: إِذا كَانَ الْجِسْم يستفرغ مِمَّا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يخف عَلَيْهِ ألف ألف وَلَو كثر اسْتِعْمَاله ويحتمله بسهولة وليستعمل الاستفراغ إِلَى أَن يعرض الغشى حَيْثُ تكون الْقُوَّة قَوِيَّة خَاصَّة فِي الأورام الحارة والحميات اللَّازِمَة فَإِنِّي لَا أعلم فِي الأوجاع الصعبة إِذا كَانَت الْقُوَّة مساعدة علاجاً أبلغ من الاستفراغ إِلَى أَن يعرض الغشى من الدَّم وَقد جربنَا ذَلِك فقد رَأينَا الْبَطن ينْطَلق بعده وَيخرج الْعرق وَتبطل الْحمى الْبَتَّةَ فَأَما فِي الأورام فتكسر عاديتها الْبَتَّةَ. 3 (الثَّالِثَة:) 3 (يجب قبل المسهلة والقيء أَن يلطف الْخَلْط) الَّذِي تُرِيدُ إِخْرَاجه ووسع المجاري الَّتِي يجْرِي مِنْهَا فَإِنَّهُ يجْرِي حِينَئِذٍ ذَلِك الْخَلْط وَيخرج بسهولة شَيْء كثير وَلَا ينَال الْبدن مِنْهُ كثير تَعب وبالضد إِذا سقِِي المسهل وَلم يلطف الأخلاط وَتوسع المجاري كَانَ الإسهال عسراً شاقاً ويعرض فِي أَكثر الْأَمر مغص ودوار وكرب وغثي وَجهد شَدِيد وَأَنا أسْتَعْمل قبل الإسهال التَّدْبِير الملطف فَيكون الإسهال بعده بِلَا مشقة الْبَتَّةَ وَفِي أسْرع الْأَوْقَات وَأفضل مَا يكون الإسهال والقيء بعد تلطيف الأخلاط وتقطيعها إِن كَانَت غَلِيظَة وتوسيع المسام.
قَالَ: وَقد يظنون أَن أبقراط عني بقوله هَذَا: أَنه يَنْبَغِي أَن تعود من تُرِيدُ إسهاله أَو تقيئه بدواء قوي أَن تعوده الإسهال والقيء بدواء ألطف وأسهل حَتَّى يعْتَاد ذَلِك وَالْغَرَض الأول أجل وَهَذَا لي أَكثر مَا يحْتَاج إِلَى تلطيف الأخلاط وتوسيع المسام إِذا كَانَت الأخلاط الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج من الْجِسْم بلغمية لزجة وَأما الصفراوية الرقيقة فَلَا تحْتَاج إِلَى ذَلِك كَبِير حَاجَة والأجود أَن يدسم الْبَطن ويلين قبل المسهل الْقوي لِأَن الدَّوَاء المسهل إِذا ورد الأمعاء والمعدة جافة قحلة كَانَ إسهاله يعسر جدا وَكَانَ مَعَه مغس وكرب وَكَانَ مَا يبقي من أَثَره فِي الْجِسْم أَكثر وَمِمَّا يُخرجهُ من الْخَلْط أقل وبالضد وَلَا يجب أَيْضا أَن يفرط فِي لين الْبَطن لِأَن فعل المسهل حِينَئِذٍ لَا يُؤمن أَن يكون فِي غَايَة الْقُوَّة من فرط الإسهال وَمِمَّا يلين المائية الدسمة وَالْحمام والمروخ وَمِمَّا يقطع قبل ذَلِك السكنجبين والزوفا وتحوه بِمَاء الْعَسَل والأدوية المفتحة للمجاري فَإِن هَذِه مَتى اسْتعْملت قبل المسهل كَانَ جرى الفضول أسْرع وأسهل وَلَا يجب اسْتِعْمَال الزوفا والفوذنج وَمَاء الْعَسَل وَنَحْوه ثمَّ يُعْطي المسهل وَإِذا أردْت إسهال الصَّفْرَاء فَقدم أمراق الْبُقُول نَحْو الاسفاناخ والسلق)
واللبلاب والدهن وَمَاء الْعَسَل والمعمول بالسكر والجلاب وَنَحْوهَا فَإِذا لَان الْبَطن لينًا معتدلاً أَعْطَيْت المسهل بعده.
الثَّانِيَة من الْفُصُول: استفرغ الأخلاط بالسواء وَالْحمام وَترك الطَّعَام.
أبقراط: إِذا أردْت استفراغ الْجِسْم بِالسَّوِيَّةِ استفرغه بالفصد وَمَتى أردْت تنقية خلط فبذلك الدَّوَاء الَّذِي يسهل ذَلِك الْخَلْط. قَالَ: والامتلاء يفرغ بِمَا يفرغ الْبدن بِالسَّوِيَّةِ لِأَن الامتلاء هُوَ تزيد الأخلاط كلهَا على حفظ نسبتها قَالَ: وَالَّذِي أبدانهم صَحِيحَة نقية ألف ألف من
(2/278)
الأخلاط الرَّديئَة يورثهم المسهل والمقيء دواراً ومغصاً وكرباً ويعسر خُرُوج مَا يخرج مِنْهُم يَنْفَعهُ الغثي لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي أبدانهم أخلاط رَدِيئَة يُخرجهَا الدَّوَاء فَهُوَ يجاذب الدَّم الْجيد والطبيعة لَا تسمح بِهِ فتعرض هَذِه الْأَعْرَاض. قَالَ: الإسهال مَعَ هزال المراق خطر والقيء أشر وَيجب أَن يكون عِنْد هذَيْن العلاجين المراق سميناً ليعاون على ذَلِك. وَإِذا كَانَ منهوكاً عسر الْقَيْء والإسهال.
أبقراط: يسْتَعْمل عِنْد تزيد الأخلاط كلهَا بالسواء وَهُوَ الامتلاء الفصد وَعند تزيد وَاحِد مِنْهَا المسهل لذَلِك الْخَلْط. قَالَ: إِنَّمَا يحْتَاج أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء المسهل فِي من تكون بِهِ حَاجَة إِلَى إستفراغ شَدِيد وَيجب أَن يكون بَين أَوْقَات طَوِيلَة فَأَما استفراغ الفضول الَّتِي تتولد كل يَوْم فِي الْبدن فَهُوَ أقل من عمل الدَّوَاء المسهل فَإِن ذهب ذَاهِب يسْتَعْمل المسهل والمقيء فِي الشَّهْر مرّة أَو مرَّتَيْنِ حذرا أَن يجْتَمع فِي الْجِسْم فضول كَثِيرَة أضرّ بالجسم وأنهكه مَعَ أَنه يلقيه فِي عَادَة رَدِيئَة.
3 - (الْمقَالة الرَّابِعَة:)
وَهُوَ أَن يستفرغ من الأخلاط فِي كل وَاحِد من الْأَمْرَاض النَّوْع الَّذِي يرى استفراغه من ذَاته ينفع. لي النَّوْع الَّذِي ينفع الطبيعة مِنْهُ وَالَّذِي يخف على العليل عِنْد خُرُوجه عَنهُ وَهَذِه كلهَا تَجْتَمِع لِأَن الشَّيْء الَّذِي تَدْفَعهُ الطبيعة فِي الْأَمْرَاض إِذا كَانَت الطبيعة هِيَ الْغَالِبَة يكون هُوَ الَّذِي يخف عَلَيْهِ الْجِسْم. وَقَالَ الْغَرَض فِي كل استفراغ وَاحِد وَهُوَ الْقَصْد للخلط الْغَالِب على الْجِسْم وَيعرف أَي خلط هُوَ الْغَالِب على مَا فِي بَاب الأخلاط قَالَ: فان الَّذِي يَنْبَغِي أَن يقدم النّظر فِيهِ قبل الإسهال والقيء يعرف الْخَلْط الْغَالِب وَذَلِكَ يكون بِنَوْع الْمَرَض والمزاج وَالتَّدْبِير واللون)
وَالْوَقْت وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي فِي بَاب الأخلاط وَأما مِمَّا ترى الطبيعة نَفسهَا هُوَ ذَا تستفرغ مِنْهُ بِلَا معِين لِأَن هَذَا يدل على غَلَبَة الْخَلْط وكثرته فَإِذا استفرغت فَتَصِح لَك الْإِصَابَة خف الْبدن واحتماله وَإِن كثر فَإِن استفرغ الْبدن فِي حَال مَا من تِلْقَاء نَفسه خلطاً مَا كَانَ بعد ذَلِك أردى حَالا فَاعْلَم أَن ذَلِك الْخَلْط لَيْسَ بغالب على الْبدن وَلِأَن ذَلِك لم يكن عَن غَلَبَة الْخَلْط بل لضعف الْجِسْم ولتهيج ذَلِك الْخَلْط بِهِ.
وَاسْتعْمل الْقَيْء فِي الصَّيف لِأَن الأخلاط فِيهِ طافية والصفراء غالبة وَهِي لَطِيفَة خَفِيفَة.
وَأما فِي الشتَاء فالإسهال أَكثر لِأَن الأخلاط فِيهِ غَلِيظَة راسبة إِلَى أَسْفَل ولتدع الإستفراغ فِي الْحر الشَّديد لِأَن الْبدن فِي ذَلِك الْوَقْت حَار من شدَّة حر الْهَوَاء فَلَا يحْتَمل حِدة المسهل والمقيء لِأَن أَكثر هَذِه حارة حادة وَلذَلِك أَكثر من يستفرغ فِي هَذَا الْوَقْت بالمسهل والمقيء يحم لِأَن الْجِسْم حَار وتضيف حِدة الْأَدْوِيَة وحرها إِلَى حره وَأَيْضًا فَإِن الْقُوَّة ضَعِيفَة والاستفراغ يزيدها ضعفا واسترخاءاً وَأَيْضًا فَإِن حرارة الْهَوَاء الْمُحِيط يجاذب الدَّوَاء ويخرجه إِلَى خَارج ويمنعه من أَن
(2/279)
يعْمل كَمَا يمْنَع الْحمام فَكَمَا أَن الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يقطع الإسهال ويقاومه كَذَا حرارة الصَّيف وخاصة فِي أَشد مَا يكون من الْحر من كَانَ قصيف الْبدن فالقيء يسهل عَلَيْهِ فَاجْعَلْ استفراغك لَهُ بالقيء أَكثر إِلَّا أَن يكون فِي الشتَاء لِأَن الصَّيف يغلب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء فَإِن كَانَ الْقَيْء مَعَ ذَلِك يسهل والزمن صيفاً فقد اجْتمعت الْأَسْبَاب الْمُوجبَة لاختيار الْقَيْء.
وَبِالْجُمْلَةِ فالشتاء أعْسر وَأَشد وبالضد من كَانَ حسن اللَّحْم والقيء يعسر عَلَيْهِ فاستفرغه بالمسهل فَإِن احْتَاجَ فِي وَقت مَا إِلَى الْقَيْء ضَرُورَة فاجعله فِي الصَّيف فَقَط وتوق ذَلِك فِي غَيره من الْأَوْقَات.
وَاحْذَرْ الْقَيْء فِيمَن قد وَقع إِلَى السل أَو فِي المستعدين لَهُ وهم أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة لِأَن الْقَيْء فِي هَؤُلَاءِ يعسر لضيق صُدُورهمْ فَإِن رئاتهم منضغطة تهتك الْعُرُوق فِي رئاتهم.
وَأما من قد وَقع فِي السل فالقيء يزعج آلَات النَّفس مِنْهُم فيزيدهم شرا والاستفراغ بالقيء أخص بالصفراء وَإِن كَانَ قد يستفرغ بالإسهال.
وَأما السَّوْدَاء فَلَا يستفرغ إِلَّا بالإسهال وبدواء لَهُ قُوَّة على إسهالها قَوِيَّة لِأَن السَّوْدَاء غَلِيظَة راسبة فتحتاج إِلَى دَوَاء أقوى وَإِلَى إسهال من أَسْفَل.)
وَأما الصَّفْرَاء فَإِنَّهَا خَفِيفَة تطفو كثيرا فِي فَم الْمعدة فَلذَلِك تستفرغ بالقيء كثيرا.
قَالَ: الأخلاط إِنَّمَا يُمكن استفراغها بالقيء إِذا كَانَت فِي الْمعدة فَأَما فِي الأمعاء فَلَا يُمكن الْبَتَّةَ.
قَالَ: من أردْت أَن تقيئه بالخربق فجربه بالأدوية اللينة للقيء فَإِن رَأَيْت أَن الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ فاسقه وَإِلَّا فاسقه الخربق حَتَّى تهيئه لَهُ وقيئه وَذَلِكَ يكون لسببين: أَحدهمَا المداومة على الْقَيْء حَتَّى يعتاده ويسهل عَلَيْهِ وَالْآخر بتغذية الْبدن بالأغذية الحلوة وطيبة بهَا وبالراحة حَتَّى يرطب بدنه نعما ويتعود الْقَيْء ثمَّ اسْقِهِ الخربق قَالَ: إِذا أردْت أَن يكثر الْقَيْء ويهيج فَاسْتعْمل الْحَرَكَة فَإِنَّهَا تثور وتقيء والسكون بالضد وكما أَن المسهل لمن لَيْسَ فِي بدنه أخلاط رَدِيئَة عسر وَيحدث لَهُ إحداثاً رَدِيئَة وَكَذَلِكَ الْقَيْء وخاصة بالخربق فَإِنَّهُ رَدِيء إِذا اسْتعْمل فِي من بدنه نقي فَإِن الخربق خاصته إِحْدَاث التشنج لشدَّة فعله. لي الخربق فِي من بدنه نقي لشدَّة مجاذبته يحدث التشنج وَالَّذِي بدنه ممتلئ من البلغم جدا فَإِنَّهُ رُبمَا خنقه لِكَثْرَة مَا يجلب إِلَى الْمعدة من البلغم لِأَنَّهُ رُبمَا جلب مِنْهُ مَا لَا يُمكن أَن يخرج بالقيء لفرط كثرته من كَانَ بِهِ ذهَاب الشَّهْوَة وَسدر ولذع فِي فَم معدته ومرارة فِي الْفَم فالصفراء مِنْهُ مائلة إِلَى أعالي الْمعدة وَيجب أَن تقيء الأخلاط الرَّديئَة إِذا كَانَت فِي أعالي الْمعدة وفمها والمريء فِي الْأَخَص بِهِ الْقَيْء وَإِذا كَانَت فِي أَسْفَل الْمعدة والأمعاء فالإسهال. قَالَ: شُرُوط مَا كَانَ من الأوجاع فَوق الْحجاب فالقيء أولى بِهِ وَمَا
(2/280)
كَانَ أَسْفَل فالإسهال. ألف ألف ج: وَمَا احْتَاجَ مِنْهَا إِلَى استفراغ ثمَّ كَانَ فَوق الْحجاب من الْبدن فالقيء أولى بِهِ وَمَا كَانَ أَسْفَل فالإسهال من شرب مسهلاً فَلَا يقطع الإسهال حَتَّى يعطش قَالَ: الْعَطش يسْرع إِلَى بعض النَّاس عِنْد الاستفراغ ويتأخر عَن بعض فيسرع إِمَّا من أجل حرارة الْمعدة أَو يبسها أَو لَهما مَعًا طبيعياً كَانَ الشَّارِب أَو حَادِثا فِي ذَلِك الْوَقْت وَإِمَّا من أجل الدَّوَاء إِذا كَانَ حاراً لذاعاً وَإِمَّا من أجل انحطاط المنفرغ إِذا كَانَ صفراء ولأضداد هَذَا يبطئ الْعَطش أَعنِي أَن يكون معدة الشَّارِب أبرد أَو أرطب وَإِمَّا أَن يكون الدَّوَاء غير حَار وَلَا لذاع وَإِمَّا إِذا كَانَ مَا يستفرغ بلغماً أَو ماءاً قَالَ: إِلَّا أَن من تَأَخّر عطشه أَيْضا إِذا استفرغ استفراغاً كثيرا تبع ذَلِك عَطش فقد يَكْتَفِي إِذا فِي قدر الاستفراغ بِأَن يحدث الْعَطش. قَالَ: ويعين على حُدُوث الْعَطش الدَّوَاء المفرغ لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو وَإِن لم تكن مَعَه حِدة وحرارة بَيِّنَة أَن يكون مَعَه من لي اعْلَم أَنه إِذا حدث الْعَطش من الدَّوَاء غير الْبَين الْحَرَارَة وَفِي المرطبات فَإِن الاستفراغ قد)
بَالغ وبالضد وَأما فِي الدَّوَاء الْحَار وَأَصْحَاب الْمعدة الحارة فَرُبمَا عطشوا وَلم يستفرغوا استفراغاً كثيرا وبحسب ذَلِك فاعمل وَأما قَوْله إِنَّه إِن كَانَ الَّذِي يستفرغ صفراء أسْرع الْعَطش وَإِن كَانَ الَّذِي يستفرغ بلغماً أَيْضا فَانْظُر فِيهِ.
وَقد رَأَيْت الحكم على كل مسهل أَنه لَا بُد أَن تكون مَعَه حرارة وحدة مَا وَلَو كَانَ خفِيا وَهُوَ يَعْنِي بالمسهل هَاهُنَا الَّذِي يجذب وَلَو أدنى جذب وَهَذَا لعمري لَا يَخْلُو من حِدة مَا إِلَّا مَا يفعل بِخَاصَّة وَلَا يَعْنِي المَاء وَلَا المزلقات وَالدَّسم وَمن لم تكن بِهِ حمى وأصابه مغص وَثقل فِي الرُّكْبَتَيْنِ ووجع فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أَن يستفرغ بالدواء من أَسْفَل لِأَن ميل الأخلاط مِنْهُ إِلَى أَسْفَل.
3 - (الْمقَالة الْخَامِسَة:)
3 - (التشنج الَّذِي يكون من الخربق من عَلَامَات الْمَوْت) قَالَ: من شرب الخربق الْأَبْيَض ليتقيأ بِهِ فَإِنَّمَا يُعْطي الخربق الْأَبْيَض للقيء وَهَذَا يَعْنِي بِهِ هَا هُنَا لِأَن عَادَتهم إِذا قَالُوا الخربق مُطلقًا أَن يعنوا بِهِ الْأَبْيَض.
قَالَ: والتشنج الْحَادِث بعد شرب هَذَا قَاتل لِأَن هَذَا الْعرض لَيْسَ يكون من أول الاستفراغ عِنْد مَا يخَاف على شَأْنه أَن يختنق لكنه لشدَّة لذعه لفم الْمعدة وَأكله لَهُ يكون ذَلِك كَذَلِك كَمَا أَنه يُصِيب الَّذين يتقيأون مرّة زنجارية التشنج وَيكون أَيْضا عِنْد كَثْرَة الاستفراغ كَمَا يعرض فِي الهيضة وَيكون أَيْضا أَن تستوي قُوَّة الخربق فِي الْجِسْم كُله فيجفف جَوْهَر العصب وَقد يكون أَيْضا التشنج من الخربق من جِهَة شدَّة الْحَرَكَة عِنْد الْقَيْء وَالَّذِي يبرأ من هَذِه الْأَنْوَاع هَذَا النَّوْع وَالنَّوْع الْكَائِن من اللذع فِي فَم الْمعدة وَأما مَا كَانَ من كَثْرَة الاستفراغ وتجفيف العصب فَلَا وَلذَلِك هُوَ قَاتل وَجَمِيع أَصْنَاف تشنجه إِذا حدثت رَدِيئَة عسرة.
أبقراط: التشنج والفواق إِذا حَدثا بعد الاستفراغ الْكثير رَدِيء جدا. لي الْخَامِسَة: الجذب إِلَى جِهَة المضاد يكون فِي طول الْجِسْم مثل أَن يجذب الدَّم إِلَى الرجل فِي أعالي الْبدن وبالضد وبالعرض مثل أَن يجذب الدَّم إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن إِذا
(2/281)
كَانَ فِي الْأَيْسَر وَيكون فِي ألف ألف عمق الْجِسْم مثل الجذب الَّذِي يكون أَن يجذب الدَّم فِي علل الْعين إِلَى مُؤخر الرَّأْس بحجامة النقرة. 3 (السَّادِسَة:)) 3 (كل استفراغ دفْعَة فَإِنَّهُ خطر) وَلَو كَانَ المنفرغ غير طبيعي كالمدة الَّتِي فِي الخراجات الْعَظِيمَة وَالْمَاء الَّذِي فِي الْبَطن وَيتبع الاستفراغ الْكثير دفْعَة غشى وَسُقُوط قُوَّة ويعسر رده وَيزِيد ذَلِك وَينْقص بِحَسب مَا يتَّفق من الْحَال. 3 (السَّابِعَة:) 3 (حُدُوث الفواق) 3 (وَحُمرَة الْعين بعد الْقَيْء رَدِيء.) ج إِن الْقَيْء يسكن الفواق فَإِذا لم يسكن بِهِ وَحدثت بِهِ حمرَة الْعين دلّ على أَن فِي الدِّمَاغ أَو فِي فَم الْمعدة ورماً حاراً. 3 (الهذيان) إِذا حدث بعد سيلان الدَّم هذيان فَذَلِك رَدِيء فَإِن اجْتمعَا فَلَا يبرأ صَاحبهمَا. لي فَإِن حدث الهذيان بِلَا تشنج فَهُوَ أقل رداءة جدا من التشنج بِلَا هذيان لِأَن هَذَا النَّوْع من الهذيان لَا يكون شَدِيدا وَلَا مفرطاً وَقد بَينا الْعلَّة فِي بَاب اخْتِلَاط الْعقل فَإِن حدث من أجل اخْتِلَاف من دَوَاء أَو غَيره أَو قيء مفرط فوَاق وتشنج فَذَلِك رَدِيء وَإِن عرض لرجل تشنج كَانَ أردى لضعف الْقُوَّة.
الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: اسْتعْمل فِي الْأَبدَان لحفظ صِحَّتهَا فِي الشتَاء الْقَيْء فَإِن البلغم فِيهِ أَكثر وَفِي الصَّيف تليين الطبيعة وساعده على ذَلِك جالينوس وَقد كتبنَا الْعلَّة فِي بَاب الْأَزْمِنَة.
قَالَ: وَأما أَصْحَاب الْأَبدَان العبلة فليقيأوا على الخربق بعد أَن يحضروا ويتحركوا حركات سريعة وَليكن قبل انتصاف النَّهَار.
قَالَ ج: أَصْحَاب الْأَبدَان العبلة مَتى قيأوا على الخربق فليحضروا ويتحركوا حركات سريعة وَليكن ذَلِك قبل انتصاف النَّهَار إِنَّمَا قَالَ ذَلِك أبقراط لِأَنَّهُ أَرَادَ أَن يسخن الْبدن عِنْد اسْتِعْمَال الْقَيْء فِيمَن كَانَ عبل الْجِسْم لِأَنَّهُ إِذا سخن كَانَ الْخَلْط البلغمي أسهل حَرَكَة وَهُوَ الْغَالِب على الْأَبدَان العبلة وتفتح الأفواه الضيقة أَيْضا يكون بِهَذَا التَّدْبِير ويسكن الْقَيْء أَن يطْبخ الزوفا أَربع أَوَاقٍ بتسع وَثَلَاثِينَ أُوقِيَّة من المَاء وَيجْعَل فِيهِ خل وملح بِمِقْدَار معتدل وَيشْرب مِنْهُ قَلِيل بعد قَلِيل لِئَلَّا يبادره الْقَيْء فَإِذا مكث مُدَّة طَوِيلَة وتقطع البلغم فليشرب مِنْهُ مِقْدَارًا كثيرا متوترا ليهيج)
الْقَيْء فِي الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ أعنى فِي الْوَقْت الَّذِي يكون البلغم قد تقطع للبث هَذَا الشَّرَاب فِي الْبَطن مُدَّة وَأما المهازيل فليستحموا بِمَاء حَار ثمَّ يشْربُوا بعد الْخُرُوج من الْحمام مِقْدَار تسع أَوَاقٍ من شراب إِلَى الصدوقة ثمَّ يَأْكُل أطْعمهُ مُخْتَلفَة فَإِن تهيجها للقيء أَكثر وأسهل وَأَحْرَى أَن يُمكن الاستكثار مِنْهَا ثمَّ يشرب أشربة مُخْتَلفَة قابضة وحلوة وحامضة وليشرب أَولا قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا ينبعث الْقَيْء ثمَّ بِآخِرهِ يدارك وَيكثر الشَّرَاب ويلبث بعد الطَّعَام وَلَا يشرب شَيْئا قدر مَا يمشي الْإِنْسَان عشر غلوات ثمَّ يشرب وَالْحمام يرخى ويذيب الأخلاط وَكَذَلِكَ الشَّرَاب الصّرْف بعده وَأما لبثه بعد الطَّعَام
(2/282)
تِلْكَ الْمدَّة فَلِأَن ينَال الْبدن من الْغذَاء ويختلط فِي الْمعدة بالغذاء وَيخرج مَعَه. قَالَ: وَمن يحْتَاج إِلَى الْقَيْء وَإِلَى انطلاق الْبَطن فَليَأْكُل فِي الْيَوْم مَرَّات ولتكن أطعمته مُخْتَلفَة الألوان والأصناف وَكَذَا أشربته فَإِن الْأَطْعِمَة والأشربة الْمُخْتَلفَة وَحدهَا مَرَّات كَثِيرَة ألف ألف عون على دفع الْمعدة لَهَا إِمَّا إِلَى أَسْفَل وَإِمَّا إِلَى فَوق وَالَّذِي يحْتَاج إِلَى الْقَيْء من فِي معدته بلغم كثير يحْتَاج أَن يستفرغه أَو من يُرِيد استفراغ بدنه استفراغاً معتدلاً أما الطَّعَام وَالشرَاب الْقَلِيل الْمِقْدَار فِي مرّة وَاحِدَة من نوع وَاحِد أَحْرَى أَن تقبض عَلَيْهِ الْمعدة وتمسكه وتهضمه وَأما من كَانَت طَبِيعَته لينَة فليحذر اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْأَصْنَاف مرَارًا كَثِيرَة لِأَن ذَلِك يزِيد فِي انطلاق الْبَطن.
من المسهلة لج: إِذا أردْت إسهال صَاحب اليرقان فهيء بدنه لذَلِك أَيَّامًا تمّ أسهله وتهييئه يكون بِأَن يسْقِي مَا يفتح السدد. قَالَ: إِن الإسهال فِي قلع الأدواء الْعسرَة أعظم الْمَنَافِع وَيعلم ذَلِك من قد رَآنِي قد أبرأت بِهِ فَقَط السرطان الَّذِي مَعَ حمرَة والجذام والآكلة والقروح الرَّديئَة والدوار والصرع وَالْجُنُون والوسواس والشقيقة وعرق النِّسَاء وأوجاعاً كَثِيرَة مزمنة مسكنة فِي الْأَعْضَاء وأوجاع الْبَطن المزمنة المشتبهة ونزف الدَّم وَعلل الْأَرْحَام فَأَما الْحمرَة فَلَا علاج أقوى لَهَا من الإسهال للخلط الصفراوي ولورمت لَك وصف جَمِيع مَنَافِع الإسهال لعجزت عَن ذَلِك.
من محنة الطَّبِيب: أعرف قوما أعْطوا قوما من النَّاس أدوية مسهلة فَلَمَّا لم تسهلهم بقوا لَا يَدْرُونَ مَا يَفْعَلُونَ. قَالَ: وَإِذا دعينا لذَلِك أمرنَا بَعضهم بالحمام وقصدنا بَعضهم وأطعمنا بَعضهم الْفَاكِهَة القابضة فحين يفعل بهم ذَلِك تَنْطَلِق بطونهم. لي وَالَّذِي يسهل الْبَطن من هَذِه وَاحِدَة وَهُوَ أكل الْفَاكِهَة القابضة فَأَما الْبَاقِيَة فَإِنَّمَا هُوَ علاج للأمن من مضرَّة الدَّوَاء لَا لِأَنَّهُ يسهل الْبَطن فَلَا تظن غير ذَلِك فَإِن ذَلِك إِنَّمَا يُوهم بِسوء الْعبارَة)
من الْقَصْد: نوعا الامتلاء جَمِيعًا يحْتَاج إِلَى استفراغ فِي بدن العليل مَتى ظهر لِأَنَّهُ يُبرئ العليل ويحفظ الصَّحِيح الَّذِي قد قَارب الْعلَّة وَكَذَلِكَ الْحَالة الَّتِي يحس فِيهَا بألم الْمَرَض يحْتَاج إِلَى استفراغ لِأَنَّهُ يدل على أَن الأخلاط رَدِيئَة فَإِن أحس عَلَامَات الامتلاء أَو عَلَامَات الأعياء القروحي فِي بعض الْأَعْضَاء كالثقل فِي الرَّأْس والصداع والتمدد مَعَ حرارة فِي الكبد وَالطحَال والأضلاع والحجاب وَثقل فَم الْمعدة والغثي وَقلة الشَّهْوَة والشهوات الرَّديئَة والضربان فِي بعض الْأَعْضَاء والثقل والتمدد فِيهَا فَعِنْدَ هَذِه الْأَحْوَال كلهَا قد يحْتَاج الْإِنْسَان إِلَى الاستفراغ إِمَّا بِالْقَصْدِ وَإِمَّا بالإسهال أَو بالقيء أَو بالدلك أَو بالرياضة أَو بالطلاء بالأدوية المحللة.
أما الَّذِي يحْتَاج إِلَى الفصد فَإنَّا أفردنا لَهُ بَابا وَكَذَلِكَ الرياضة والدلك وَهُوَ الْبَاب الَّذِي يخص الْقَيْء والإسهال. قَالَ: الامتلاء الَّذِي بِحَسب الْقُوَّة تسرع إِلَيْهِ العفونة وَالَّذِي بِحَسب التجاويف يسْرع
(2/283)
أَن يفتق الْعُرُوق أَو ينصب إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيحدث غلظاً وأمراضاً آخر رَدِيئَة فَلذَلِك من الْوَاجِب ألف ألف الْمُبَادرَة بالفصد. لي كَذَلِك حَال الأعياء وَأَن آمُر بالفصد فِي ابْتِدَاء جَمِيع الْعِلَل الامتلائية والصعبة كالنقرس والرمد ووجع الكبد وَأما من لم يكن بِهِ مرض وَكَانَ تركيبه جيدا فَإِنَّهُ مَتى كَانَ مخلطاً اسْتعْمل فِي استفراغ امتلائه الاستفراغ بالمسهل والفصد وَمَتى كَانَ ضابطاً لنَفسِهِ حسن التَّدْبِير كثيرا فاستفرغه بِغَيْر الفصد والإسهال بل بالدلك وَالْحمام وَسَائِر الحركات الْبَاقِيَة والأضمة المحللة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتَبَيَّن لَك أَن الْغَالِب فِي بدنه دم غليظ فَإِن هَذَا الدَّم هُوَ فِي أَكثر الْأَمر سوداوي وَرُبمَا كَانَ فِي الْأَغْلَب عَلَيْهِ الأخلاط النِّيَّة فَمن كَانَ الْغَالِب على بدنه الْخَلْط السوداوي فَالْأولى أَن تفصده أَو تسْتَعْمل فِيهِ الَّذِي يخرج الْخَلْط الْأسود وَأما من كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَلْط الَّتِي فاستفرغه قبل أَن يجذب بِهِ الْمَرَض مَعَ توق وحذر وَإِذا حدث بِهِ الْحمى فإياك والاستفراغ بالفصد أصلا وَلَا بالمسهل لَكِن بالدلك وَغَيره كَمَا قلت آنِفا وَاسْتدلَّ على هَؤُلَاءِ باللون الرصاصي الَّذِي بَين الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وباختلاف النبض وَسَائِر مَا ذكرنَا من الْأَدِلَّة فِي بَاب الأخلاط وَأما من كَانَ انْقَطع عَنهُ استفراغ دم كَانَ يعتاده فانصده بِثِقَة واتكال.
الأولى من القوى: الْأَدْوِيَة المستفرغة للصفراء بجذب مِنْهَا فِي الصَّيف أَكثر مِمَّا تجذب مِنْهَا فِي الشتَاء وَكَذَلِكَ فَإِنَّهَا تجذب مِمَّن مزاجه صفراوي صفراء كَثِيرَة بسهولة وَمن مزاجه بلغمى بالضد ويجذب مِنْهُ الْخَلْط الصفراوي بِجهْد وكرب شَدِيد وعسر وَكَذَا الْحَال فِي كل دَوَاء يخص بِهِ)
واجتذاب خلط من الأخلاط. لي على هَذَا إِن سقيت دواءاً لَا يجد فِي الْبدن مَا يجذبه عسر اجتذابه وأكربه.
الثَّانِيَة من المفردة قَالَ: قد يعرض لبَعض الْأَدْوِيَة طعم هُوَ من طعم الْأَشْيَاء الَّتِي تعقل الْبَطن أعنى العفص والحامض وَنَحْوه وَلَا يتَبَيَّن فِيهِ حِدة وَلَا غير ذَلِك مِمَّا يُطلق الْبَطن وَهُوَ يُطلق الْبَطن وَهَذِه مركبة بالطبع كالحال إِذا ألقينا نَحن على كشر السفرجل والسماق قَلِيل سقمونيا فَيكون جملَة طعم الْمَخْلُوط قَابِضا حامضاً وَلَا يتَبَيَّن للسقمونيا طعم الْبَتَّةَ على أَنه فِي النّظر لَا يتَبَيَّن إِلَّا فعله. قَالَ: وَالنَّاس يخلطون هَذِه لِأَنَّهَا جَيِّدَة لفم الْمعدة فَلَا يتبشعها الْإِنْسَان وَلَا تنْقَلب نَفسه مِنْهَا وَلَا يقدر على أَخذهَا. لي يَنْبَغِي أَن ينظر فِي عِلّة هَذِه لم هُوَ أَعنِي لم صَار لَا يتَبَيَّن فِي الْفَم إِلَّا الْقَابِض وَفِي الْبَطن إِلَّا المسهل هَذَا يكون كَذَلِك لِأَن الْمِقْدَار الْقَلِيل كَأَنَّهُ فِي الْمثل للدانق فِي السقمونيا أَن يسهل الْبَطن وَلَيْسَ للدانق من السفرجل أَن يعقل بل للرطل فَإِن ألقِي دانق من السقمونيا فِي الْمثل مَعَ رَطْل بلوط كَانَ حرياً أَن يقاومه فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن ينظر إِلَى فعلهمَا فِي الْبَطن لَا إِلَى مَا يظْهر من الطّعْم فَأَما كَيفَ صَار قد ظهر مِنْهُ فِي الْفَم الْقَبْض وَفِي الْبَطن الإسهال فَلِأَن الْفَم إِنَّمَا يظْهر مِنْهُ أَكثر جُزْء للأقوى قُوَّة
(2/284)
طعم مثل قَلِيل الصَّبْر ألف ألف فِي كثير الدَّقِيق إِلَّا أَن نفس الطّعْم العفص لَيْسَ لدرهمه أَن يعقل الْبَطن كَمَا لقَلِيل ذَلِك وعَلى هَذَا فقس وَلَا يمكني أَن أطيل التَّفْسِير هَا هُنَا لكني أستقصيه كَمَا يجب فِي البحوث الطبيعية.
الحركات المعتاضة قَالَ: فِي النَّاس قوم يقذفون مَا شربوه ويبجونه من سَاعَته بسهولة بِلَا إزعاج وتهييج للمريء. قَالَ: وَذَلِكَ يكون فيهم لأَنهم مطبوعون على هَذَا الْفِعْل بِأَكْثَرَ مِمَّا طبع عَلَيْهِ غَيرهم وبأنهم معتادون أَن يتقيأوا كل يَوْم عِنْد خُرُوجهمْ من الْحمام وتناولهم الشَّرَاب قبل الطَّعَام.
الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: تغير الْخَلْط الَّذِي يسهل أَو يتقيأ إِلَى آخر يدل على أَن الْخَلْط الَّذِي أردْت استفراغه قد تنقي الْجِسْم أَو الْمعدة مِنْهُ وَلذَلِك هَذَا الاستفراغ نَافِع فَأَما تغيره إِلَى خراطة أَو مرار أصفر أَو أسود أَو إِلَى شَيْء صرف أَو منتن فَيدل على الإفراط والرداءة. قَالَ: وَيدل على إفراط الاستفراغ الخراطة وَالدَّم وَإِمَّا على الْحَرَارَة الْكَثِيرَة المفرطة وَالشَّيْء الصّرْف والمنتن يدل على العفن.)
الثَّانِيَة من الثَّالِثَة: إِذا كَانَت فِي الأمعاء أثقال يابسة لم يقدر المسهل أَن يَدْفَعهَا وخاصة إِن كَانَ ضَعِيفا أَو قَلِيل الْمِقْدَار فليحقن فبذلك يخرج الثّقل. 3 (السَّادِسَة من الثَّانِيَة:) 3 (اللثغ لَا يحْتَملُونَ الإسهال) كثيرا لأَنهم على شرف أَن يعرض لَهُم ذرب مزمن وهم مستعدون لذَلِك فيخشى أَن يصير الدَّوَاء مبدءاً لتِلْك الْعلَّة إِذا أردْت تنقية خلط قد أحدث عِلّة كالسرطان وَغَيره فَلَيْسَ يَكْتَفِي بإسهال مرّة وَاحِدَة وَلَا ثَلَاث وَلَا أَربع إِلَّا أَن أَكثر من تسهله بدواء قوي يحْتَاج إِلَى قُوَّة قَوِيَّة لِئَلَّا يخور وَإِلَى بدن رطب كي يواتي وينقاد للدواء بسهولة وَلذَلِك اسْتِعْمَال الخربق فِي أَصْحَاب اللحوم الْيَابِسَة خطر وَمن تحْتَاج إِلَى إسهاله بدواء قوي خربق أَو غَيره أَو تقيئته فَتقدم فِي ترطيب بدنه ليسهل فعل الدَّوَاء وَلَا يجب أَي يُؤْخَذ مسهل وَقد سقيته مَا يلين الْبَطن.
الأولى من السَّادِسَة قَالَ: نَحن نستعمل الخربق فِي الْعِلَل الَّتِي قد طَالَتْ جدا واحتجنا إِلَى مَا يقطعهَا ويستأصلها وَلَا يجب أَن نسقيه إِلَّا الشَّاب الْقوي بعد أَن نتقدم فنلطف أخلاطه ونلين بدنه فَأَنا إِن لم نَفْعل بِهِ ذَلِك لم نَأْمَن من أعراضه الرَّديئَة إِذا قلبت الْخَلْط إِلَى ضد الْجِهَة فَمَا وأتاك فاجتذبه على الْمَكَان وَمَا تعذر فسامحه. لي رَأَيْت النُّسْخَة فِي هَذَا الْموضع مختلطة ولج ولحنين فِيهِ كَلَام لَا يَلِيق بِهِ وَذَلِكَ أَن حنينا يرى أَن تَأْوِيل هَذَا الْكَلَام أَن يكون الاستفراغ مَرَّات كَثِيرَة لَا مرّة وَاحِدَة شَيْئا كثيرا
(2/285)
بل شَيْئا قَلِيلا فِي كل مرّة وَذَلِكَ أَنه عِنْده فِي كل استفراغه يجذب شَيْئا مِمَّا فِي الْعُضْو وَيرجع مَا فِي الْعُرُوق إِلَى اعتدالها إِذا أكففت عَن الاستفراغ فَيكون ذَلِك فِي مَرَّات كَثِيرَة فيستفرغ كل مَا فِي الْعُضْو وَلَو استفرغت فِي مرّة وَاحِدَة لَكَانَ الاستفراغ ألف ألف أَكثر مَا يَقع على الْمَوَاضِع الْقَرِيبَة من مَوضِع الاستفراغ وَلَيْسَ هَذَا معنى مُوَافق لِأَن استفراغ الشَّيْء الْحَاصِل فِي الْعُضْو لَا يكون من الْجِهَة المضادة لَهُ بل من أقرب الْمَوَاضِع أَو نَفسه وَإِن كَانَ هَذَا العلاج قد يحْتَاج إِلَيْهِ فِي مَوَاضِع كَثِيرَة كالرعاف فَهَذَا الْكَلَام الَّذِي قَالَه حنين جيد فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يكون فِيهَا خلط قد مَال إِلَى مَوضِع وَهُوَ يجْرِي مِنْهُ وَإِلَيْهِ وَأَنت تُرِيدُ أَن تجتذبه إِلَى جِهَة أُخْرَى ليمتنع استفراغه كالحال فِي الرعاف فَأَما حَيْثُ يكون شَيْء قد حصل فِي عضوماً وارتبك فِيهِ فَلَا يَصح هَذَا وَإِلَّا يسْتَردّ الاستفراغ من الْجَانِب المضاد شَيْئا مِمَّا حصل إِلَّا قَلِيلا لَا بَال لَهُ وَهَذَا ذكر جالينوس فِي حِيلَة)
الْبُرْء فِي علاج الرعاف فَأَما مَا قَالَه جالينوس فَإِن جملَته هُوَ أَنه: يجب إِذا هَمَمْت بجذب الْمَادَّة إِلَى جِهَة الضِّدّ أَن تسبق أَولا فتسكن وجع الْعُضْو العليل فَإنَّك إِذا فعلت بِهِ ذَلِك ثمَّ استفرغته من الْجَانِب العليل كَانَ أَحْمد لِأَن الْفضل يسكن الوجع يظْهر ميله إِلَى الْموضع وَيذْهب نَحْو الْجِهَة الَّتِي استفرغ مِنْهَا وَهَذَا أَيْضا وَإِن كَانَ صَحِيحا فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يُمكن أَن يسكن الوجع من غير أَن يُخَفف الْعُضْو فَلَيْسَ بموافق أَيْضا. وَقد قَالَ حنين: مَا لَا يجب على علمه وَالَّذِي أرى أَن أبقراط يُرِيد بِهَذَا القَوْل أَنه: مَتى قلب خلطاً إِلَى جِهَة الضِّدّ فَيَنْبَغِي أَن يستفرغ مِنْهُ مَا جَاءَ فَإِذا لم يَجِيء لم يستدعه بالأدوية لِأَن فِي استدعائك لَهُ بالأدوية تهييجاً لَهُ وترقيقاً وَإِذا هاج ورق فَإِنَّهُ فَاتَهُ قد يُمكن أَن يكون ميله إِلَى الْموضع الَّذِي سَالَ إِلَيْهِ أَكثر فَلَيْسَ ذَلِك بجزم أَن يفعل وَأَيْضًا فَإِن مَجِيء مِقْدَار مَا جذبت بسهولة من تِلْقَاء نَفسه كِفَايَة لميل الْخَلْط عَن الْموضع الَّذِي أردْت لِأَنَّهُ لم يَنْقَطِع جريته من حَيْثُ أملته إِلَيْهِ أَنْت إِلَّا وَقد قل وَضعف وسكنت فورته وغليانه فَفِي ذَلِك كِفَايَة وَلَا يحْتَاج أَن تثيره وتهيجه وتولد لَهُ فوراناً وهيجاناً آخر وَإِن شِئْت فاقره الْموضع لتعلم أَن مَا قُلْنَاهُ أليق وَإِنَّمَا هُوَ الْكَلَام فِي الأخلاط غير الدَّم وَيصِح أَيْضا فِي الدَّم من وَجه.
قَالَ: إِذا أحسنا بميل الْخَلْط إِلَى نَاحيَة من النواحي بادرنا بالجذب إِلَى جِهَة الْمُقَابلَة وَلم تريث لِأَن فِي الْمُبَادرَة إِلَى ذَلِك منع أَن يحصل فِيهِ شَيْء كثير. قَالَ: وَقد يجذب الْخَلْط من أسافل الْجِسْم إِلَى أعاليه وَمن ظن أَنه لَا يَقع الجذب من الأسافل إِلَى الأعالي فقد غلط.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: من انْقَطع عَنهُ استفراغ كَانَ يعتاده فأحدث عِلّة فَإِن معاودة الاستفراغ تذْهب الْعلَّة سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يهيج ذَلِك مَتى أغفل فَإِن اعْتَادَ استفراغ شَيْء من فضول دماغه من أُذُنَيْهِ ثمَّ انْقَطع ذَلِك عَنهُ فأحدث عَلَيْهِ الدوار والسدر فَإنَّك إِذا هيجت ذَلِك واستدعيته إِلَى الْأُذُنَيْنِ بالأدوية المفتحة ألف ألف انْتفع بِهِ على الْمَكَان مَتى احتجت أَن تجذب شَيْئا إِلَى جِهَة الضِّدّ فَلم يُمكن ذَلِك فِي تِلْكَ لِأَنَّهُ أشرف أَو لعِلَّة فَيَنْبَغِي أَن تزيله وتميله إِلَى مَوضِع
(2/286)
آخر قريب من الْموضع الَّذِي قد مَال إِلَيْهِ فَهُوَ أَن يكون ذَلِك والجسم كُله ممتلئ. لي مَتى لم يكن الجذب إِلَى الْجِهَة الْمُقَابلَة فاجتذب إِلَى بعد مَا يكون فَإِن اضطرت فاجتذب مَا قرب من الْعُضْو بعد أَن يكون أقل شرفاً.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة شَارِب الخربق إِن أردْت أَن يكون عمله أسْرع فأطعمه أَو حمه.)
قَالَ ج: قَالَ أبقراط: من أردْت قيئه فَاجْعَلْ مَا تُرِيدُ أَن يجْرِي مِنْهُ بسهولة. قَالَ: وَالْحمام يذيب الأخلاط وَإِن كَانَ فِي الْجِسْم مَوضِع قد صلب وتمدد أرخاه وحله. قَالَ: وَيجب أَن يكون صبك المَاء الْحَار على بدن الْآخِذ للخربق لَا قبل أَخذه بِمدَّة طَوِيلَة لَكِن قبل أَن يتَنَاوَلهُ بهنيهة أَو حِين يتَنَاوَلهُ فَإِن فعلت بِهِ ذَلِك وَقد ابْتَدَأَ الدَّوَاء يعْمل أَو حَان حِين عمله قطعت عمل الدَّوَاء لَا جتذاب الأخلاط إِلَى خَارج الْجِسْم وكما أَن من دَمه غليظ ينْتَفع بِأَن يصب عَلَيْهِ المَاء الْحَار ثمَّ يفصد كَذَلِك من أردْت إسهاله فَإِنَّهُ إِذا استحم كَانَ نقاؤه أسْرع وأسهل وَأبْعد من الدَّوَاء والأجود أَن يستحم قبل أَخذ الدَّوَاء أَيَّامًا وَالْيَوْم الَّذِي تُرِيدُ أَخذه بهنيهة وَهَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ ضَرُورَة أَعنِي اسْتِعْمَال الْحمام أَيْضا من كَانَ لَا يواتيه المسهل بسهولة وَيحْتَاج أَن يرطب بالغذاء والراحة كَمَا أَمر أبقراط.
وَاسْتِعْمَال الْحمام بِالْمَاءِ العذب مَرَّات كَثِيرَة فَإِن ذَلِك يرطب بدنه وَيجْعَل الأخلاط مستعدة لِأَن تجْرِي بسهولة وأقصد أَيْضا الْأَطْعِمَة الملطفة والمفتحة للسدد ليَكُون المجاري الَّتِي تُرِيدُ الأخلاط أَن تجْرِي إِلَيْهَا مَفْتُوحَة فَإِن هَذِه الْجُمْلَة الَّتِي قَالَ أبقراط فِي الْفُصُول: من أردْت أَن تنقيه بدواء مسهل فَاجْعَلْ مَا تُرِيدُ استفراغه بجري مِنْهُ بسهولة. لي لَا يجب أَن يكون الشَّارِب للدواء فِي هَوَاء حَار حَتَّى يعرق عرقاً كثيرا فَإِن ذَلِك بِمَنْزِلَة الْحمام وَلَا فِي هَوَاء بَارِد يقشعر مِنْهُ فَإِن ذَلِك يُقَوي الْجِسْم جدا ويعسر عمل الدَّوَاء فِيهِ بل يكون معتدلاً فِي هَذَا وَإِن تكون الْحَرَارَة فَهُوَ خير لِأَن مِقْدَار هَذِه الْحَرَارَة لَا تبلغ من أَن يجذب الأخلاط نَحْو الظَّاهِر ويعين على إِِمْسَاكهَا عَن الرقة وسهولة الْأَسْبَاب. لي ينظم تَدْبِير المسهل قبل أَخذه بالأطعمة الملينة للطبيعة وَالْحمام والتمريخ بالدهن والدلك فَبِهَذَا الْفِعْل ترق الأخلاط وبإعطاء مَاء الْعَسَل والزوفا تنفتح المجاري.
السَّادِسَة من السَّادِسَة: مَتى لم يكن فِي الْجِسْم امتلاء لَكِن كَانَ الوجع والألم من أجل رِدَاءَهُ كيفيته فالاستفراغ من أقرب الْمَوَاضِع إِلَى مَوضِع الوجع أَجود وأبلغ فِي تسكين الوجع وأسبوع فصداً كَانَ أَو إسهالاً أَو قيئاً أَو إفراغ بطن مَا من التجاويف كالغرغرة والعطاس ألف ألف وتحوه. 3 (السَّابِعَة:) 3 (الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام يستفرغ الْبَطن))
قَلِيلا قَلِيلا وَلذَلِك إِنَّمَا يجب أَن يقْتَصر
(2/287)
عَلَيْهِ فِي الْعِلَل المسهلة وَإِمَّا الْعِلَل الحادة كالخوانيق وَنَحْوهَا فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى مَا يستفرغ الْجِسْم دفْعَة كالفصد وَنَحْوه.
الأغذية الْمقَالة الثَّانِيَة: أَخذ رجل سقمونيا فَلم تسهله وَجعل لَونه يصفر ويقلق وتغثي نَفسه وتكرب فَأَمَرته: أَن يَأْكُل سفرجلاً قَابِضا وتفاحاً فَفعل فَانْطَلَقت طَبِيعَته دفْعَة انطلاقاً كثيرا وَسكن مَا بِهِ وَذَلِكَ أَن الدَّوَاء كَانَ فِي أعالي معدته فَلَمَّا قويت أعالي معدته دفعت عَنْهَا مَا يؤذيها إِلَى أَسْفَل.
من كتاب هندي: الدَّوَاء المقيء ينْصَرف عَن الْقَيْء وَيَأْخُذ فِي الإسهال إِذا كَانَت الْمعدة قَوِيَّة جدا أَو يكون شربه على جوع شَدِيد أَو يكون بَطْنه مفرط اللين أَو يكون صَاحبه لم يعْتد الْقَيْء أَو يكون من طبع الدَّوَاء وجوهره الثّقل وَالنُّزُول إِلَى أَسْفَل. قَالَ: وَأما انصراف الممشى إِلَى الْقَيْء فَلِأَن تكون الْمعدة ضَعِيفَة أَو الْبَطن صلباً جدا أَو الدَّوَاء بشعاً جدا أَو يكثر صَاحبه التخم وعلاج هَذَا: أَن يسْقِي من أدوية الْمَشْي مَا كَانَت لذيذة طبيعتها الرسوب.
قَالَ: وَإِذا اعترى من المسهل الغثي والغشي وخفقان الْفُؤَاد وَتعذر فعلاجه: الْقَيْء بِالْمَاءِ الفاتر.
أَبُو هِلَال الْحِمصِي: الْحجامَة تخرج الدَّم من اللَّحْم وَقد صَار لَحْمًا رطبا بالعصر والجذب فَلذَلِك لَا يخرج بِهِ إِلَّا أصفى الدَّم وأرقه وَيَنْبَغِي لمن اعْتَادَ أَن يتدرج إِلَى تَركه وَليكن وَقت إِخْرَاج الدَّم بالحجامة إِذا وجد عِنْد السُّجُود ثقلاً فِي الْوَجْه وحرارة وَحُمرَة فِي الْوَجْه وَالْعين وحكة فِي الْأنف وَقلة شَهْوَة للطعام وَالشرَاب وَقد يكون مثل هَذِه الْأَعْرَاض من بخار الْمعدة إِلَّا أَن ذَلِك يتَحَلَّل سَرِيعا وَيذْهب مَعَ خلاء الْمعدة أَو لين الْبَطن فَإِذا ثَبت ودام لم يتَحَلَّل على خلاء الْمعدة فَإِن ذَلِك يهيج الدَّم وَلَا يخرج الدَّم بعقب استفراغ.
عِيسَى بن ماسة: مَتى احْتَاجَ أحد إِلَى الْقَيْء فِي الزَّمن الْبَارِد يلْزم الْحمام أَيَّامًا والمرخ بالدهن الْحَار اللَّطِيف ثمَّ يتقيأ فِي الْحمام أَيْضا. لي وَكَذَلِكَ الإسهال إِلَّا فِي حَالَة الإسهال. قَالَ: وَأكْثر من يسهل فِي صميم الْحر يحم لِأَن الْجِسْم حام وَلَا يتَحَمَّل حِدة الْأَدْوِيَة المسهلة ويعسر عمل الدَّوَاء أَيْضا لِأَن الْهَوَاء كالحمام.
مَجْهُول قَالَ: إِذا لم يعْمل الدَّوَاء الممشى فَلَا تتبعه بدواء آخر لَكِن احقنه من غَد بحقنة سندهشار: عَلامَة الْقَيْء الْجيد الَّذِي وَقع موقعه: أَن يخرج فِي آخر الْقَيْء الْمرة ويخفف عَلَيْهِ الْبَطن وَالنَّفس والخوانيق ويشتهي الطَّعَام وعلامة الرَّدِيء ثقل الرَّأْس والأحشاء وَقلة الشَّهْوَة)
والإفراط من الْقَيْء يهيج وجع الْفُؤَاد وَضعف الصَّوْت والرعدة ألف ألف وَذَهَاب الْعقل وقيء الدَّم وينفع الْقَيْء من أدواء البلغم والزكام وسلس الْبَوْل والجذام وَمن شرب السم ويضر الْقَيْء من فِي بَصَره ظلمَة وَمن بِهِ الاسْتِسْقَاء والدبيلة والقولنج والحبالى وَمن بِهِ إنكساف اللَّوْن.
من مسَائِل أبيذيميا من الثَّانِيَة: الاستفراغ بالإسهال فِي الحميات أولى من الاستفراغ
(2/288)
بالقيء وَذَلِكَ أَن الاستفراغ بالقيء فِي الحميات خطر.
قَالَ: وَمَتى سقيت دواءاً مسهلاً فَلم يسهل وَلم يكن مِقْدَاره قَلِيلا فَاعْلَم أَن ذَلِك لثقل يَابِس فِي بعض الأمعاء فحرك الْبَطن قَلِيلا بالحقنة حَتَّى يخرج ذَلِك الثّقل الْيَابِس ثمَّ أسهله.
وَمِنْهَا: ليَكُون الاستفراغ فِي أول الْعلَّة من أبعد الْمَوَاضِع مِنْهَا وَفِي آخرهَا من أقرب الْمَوَاضِع. قَالَ: الْعِلَل الْعَظِيمَة لَا تجتري بالإسهال مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ لَكِن يحْتَاج أَن يستفرغ فِيهَا مرَارًا كَثِيرَة.
الثَّالِثَة: إِذا كَانَ المرار غَالِبا على الْجِسْم فتوق فصده كَمَا تتوفى ذَلِك فِي الزَّمن الشَّديد الْحَرَارَة وَينْتَفع من أَرَادَ شرب دَوَاء قوي مسهل أَو مقيء كالخربق وَنَحْوه بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَذَلِكَ أَنه يذيب الأخلاط ويرقها وَإِن كَانَ فِي الْبدن مَوضِع متمدد أرخاه وَلينه وَإِذا كَانَ كَذَلِك استفرغ الدَّوَاء الأخلاط بسهولة من غير أَذَى. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون الاستحمام قبل أَخذ الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ لَا يثبت الأخلاط على رقتها لَكِن ترجع إِلَى الجمود وَلَا بعد أَن يَأْخُذ الدَّوَاء يعْمل لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يمْنَع الاستفراغ لَكِن قبل أَن يَأْخُذ الدَّوَاء بهنيهة وَيَأْخُذهُ. لي وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم الْحمام والدلك بالدهن وَيشْرب مَا يفتح السدة وحسو الأمراق يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يستحم قبل أَن يَأْخُذ الدَّوَاء قَلِيلا ثمَّ يُؤْخَذ وَلَا يسرف فيكثر عمله لِأَن هَذَا الْفِعْل يعين الدَّوَاء على عمله فافعل ذَلِك أَكثر وابلغ مَتى أردْت بالإسهال قلع الأخلاط النِّيَّة خَاصَّة كَالَّتِي تكوتن فِي الظّهْر والورك ونواحيه فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون فِي هَذِه الْمَوَاضِع بل لَو قلت إِنَّه لَا ينْتَفع بالإسهال فِيهَا إِلَّا مَعَ هَذَا الْفِعْل. قَالَ: من كَانَ دَمه غليظاً فأبقراط يحمه بِمَاء حَار قبل أَن يفصد.
قَالَ: التهيئة للبدن الَّذِي تُرِيدُ استفراغه بدواء قوي يكون قبل ذَلِك بأيام بتلطيف الأخلاط الَّتِي فِيهِ وتفتيح مجاريه الَّتِي تنحدر إِلَى الْبَطن وترطب الْجِسْم وَذَلِكَ يكون بالأغذية المرطبة والراحة وَترك الْحَرَكَة والتعب والفكر وَاسْتِعْمَال الْحمام بِالْمَاءِ العذب السخن. قَالَ: إِنَّمَا عقر الْأَطِبَّاء أنف ذَلِك الْمَرِيض لِأَنَّهُ كَانَ يجد ثقلاً فِي رَأسه لِأَنَّهُ ينفع ثقل الرَّأْس فِي مرض حاد عقر الْأنف.)
بولس: اسْتِعْمَال الإسهال فِي الْأَبدَان الصَّحِيحَة وَفِي الْأَسْنَان النّصْف والشبل وَالَّذين لَيست معدهم ضَعِيفَة وَالَّذين لَيْسَ بهم امتلاء من دم كثير وَخير أوقاته لحفظ الصِّحَّة الرّبيع والخريف وَلَا تسهل الصَّفْرَاء فِي الشتَاء وأسهل هَذَا الْخَلْط للصفراويين وَالَّذين تفْسد أطعمتهم وبطونهم أبدا جافة وبولهم قَلِيل وَفِي أَصْحَاب اليرقان وَعلل الكبد وَذَات الْجنب والسرسام والخوانيق والصداع والرمد والحمرة والحمى وَالْغِب وَنَحْوهَا ألف ألف من الْعِلَل قَالَ: وأسهل السَّوْدَاء للَّذين تكْثر همومهم وأحزانهم ويفكرون دَائِما وَيُحِبُّونَ الِانْفِرَاد وتكثر بهم
(2/289)
الْأَمْرَاض السوادوية كعظم للطحال وَحمى الرّبع والقوابي السوداوية والبرص الْأسود فِي أَيَّام الخريف قَالَ: وأسهل البلغم والخام فِي الأمزاج والأبدان والأزمان الْبَارِدَة وَفِي من بِهِ خلع أَو يجْتَمع لَهُ بلغم فِي الْمعدة والصدر وَالنِّسَاء اللواتي يعرض لَهُنَّ سيلان أَبيض وَلمن يمتخط ويتنخع أَشْيَاء غَلِيظَة كَثِيرَة وَمن قد سَقَطت شَهْوَته للطعام وَمن بِهِ عرق النِّسَاء وَالَّذِي يخلع الورك والحبن اللحمي قَالَ: وَاسْتعْمل مَا يخلف المَاء فِي استسقاء والنزف الْأَبْيَض وَمن بِهِ قُرُوح رهلة سيالة. 3 (التَّدْبِير قبل الدَّوَاء) ليؤخذ الدَّوَاء على الرِّيق بعد هضم جيد وَإِيَّاك أَن ينَام حَتَّى يَنْتَهِي الاستفراغ الِانْتِهَاء كُله وَيسْتَعْمل حَرَكَة قَليلَة إِن أمكن ذَلِك وَلَا يَأْكُل الْبَتَّةَ وَلَا يشرب حَتَّى يفرغ الدَّوَاء من عمله فَإِن كَانَ مِمَّن يَنْتَهِي لَهُ ذَلِك إِمَّا لِأَن الْمرة أسرعت إِلَى معدته أَو لطول عَهده بالغذاء فليعطي خبْزًا منقعاً فِي شراب رَقِيق لَا حِين يَبْتَدِئ الإسهال بل حِين يشرب الدَّوَاء من سَاعَته فَإِنَّهُ رُبمَا حرك هَذَا الدَّوَاء وأسرع.
فِي من شرب مسهلاً فَلم يسهل: إِن لم يعرض لَهُ عرض مؤذ فَدَعْهُ إِلَّا أَن تكون الْحَاجة إِلَى الاستفراغ شَدِيدَة فَإِن كَانَ يعرض للشارب تقطيع وامتداد وَنفخ فاحقنه وَإِن لم يجب أَو أجَاب وَبَقِي لذع وتقلب النَّفس فأحمه ومرخه بدهن كثير فَإِن عرض تمط وتمدد وَثقل وامتلاء الْعُرُوق فافصد وخاصة إِن نتت عينه أَو احْمَرَّتْ.
فِي من أفرط عَلَيْهِم الإسهال: أمرخهم وأدلكهم وحمهم بِالْمَاءِ الْحَار وأعطهم قبل الْحمام خبْزًا منقعاً فِي شراب رَقِيق حَار أصفر نَارِي وأعطهم قبل ذَلِك خبْزًا بِمَاء الرُّمَّان فَإِن دَامَ الإسهال فاربط الْأَطْرَاف من فَوق إِلَى أَسْفَل واسقهم الترياق وَإِن لم يُوجد فالفونيا وضع المحاجم على الْمعدة والأضمدة المعمولة بالسويق وَالشرَاب والمياء القابضة ويدلك جَمِيع الْجَسَد وجنبهم الْهَوَاء)
الْبَارِد والحار جَمِيعًا وَذَلِكَ لِأَن الْبَارِد يزِيد فِي إسهالهم والحار تسْقط قواهم.
(قوانين الْقَيْء)
لَا يسْتَعْمل الْقَيْء فِي الْأَمْرَاض الحادة وَلَا فِي الْبَالِغ الصِّحَّة بل فِي الْعِلَل المزمنة الَّتِي قد غلظت كالنقرس والصرع والجذام وَالِاسْتِسْقَاء والمالنخوليا وَنَحْوهَا وَلَا تستعمله فِيمَن ينفث الدَّم وَفِي الضَّعِيف الْمعدة.
فِي تَدْبِير من سقِِي خربقا: يَنْبَغِي أَن يعود الْقَيْء من قبل حَتَّى يسهل عَلَيْهِ ثمَّ اسْقِهِ على الرِّيق بعد إِخْرَاج الثفل من أمعائهم وَلَا يتقيأ ساعتين ثمَّ يتَكَلَّف الْقَيْء بريشة فَإِن لم يقيء أَدخل الْحمام فَإِن عرض لَهُ تقطيع وكرب وَلم يقيء سقى ماءاً حاراً وزيتاً فَإِن ذَلِك يسهل لَهُ الْقَيْء أَو يدْفع الدَّوَاء إِلَى أَسْفَل وَإِن كثر الْقَيْء فاحقن واربط الْأَطْرَاف على مَا ذكرنَا.
أريياسيس قَالَ: يجب لمن شرب ألف ألف الدَّوَاء المسهل أَن يسكن حِين يشربه قَلِيلا ويشم
(2/290)
مَا يمْنَع الْقَيْء ويسخن معدته وقدميه وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن الْمَشْي بعد الدَّوَاء على الْمَكَان يجذب قيئاً وألماً فِي فَم الْمعدة وسدراً فَإِذا سكنت النَّفس وَلم تجشأ فَحِينَئِذٍ يَتَحَرَّك قَلِيلا قَلِيلا فَإِن ذَلِك أبلغ فِي حَرَكَة الدَّوَاء من الْمَشْي بِسُرْعَة وَإِذا بَدَأَ الإسهال فليضطجع ولنينم فَإِن هَذَا التَّدْبِير يكثر الإسهال ويتجرع ماءاً حاراً فِي الْوَقْت بعد الْوَقْت فَإِنَّهُ يقمع الحدة ويدر الْبَوْل فَإِن أَبْطَأَ الإسهال فليتجرع شراب الْعَسَل أَو ماءاً قد أديف فِيهِ نطرون والأجود أَن يحْتَمل فَتِيلَة.
وَقَالَ: الَّذين يتقيأون بعسر مشقة قد تعرض لَهُم آفَات كَثِيرَة فَلذَلِك يجب أَن يسهل لَهُم الْقَيْء فَإِن الْقَيْء يستفرغ البلغم. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يغسل الْفَم وَالْوَجْه بعد الْقَيْء بخل ممزوج بِمَاء فَإِنَّهُ يذهب الثّقل الْعَارِض فِي الرَّأْس عَن الْقَيْء.
جَوَامِع أغلوقن: مَتى احتجت أَن تستفرغ المحموم بالإسهال فَانْظُر أَولا هَل ذَلِك الْخَلْط غليظ أم رَقِيق أم سهل الْخُرُوج قَلِيل اللزوجة أم على خلاف ذَلِك وَأَن الْمَرَض لم يكن سَببه إِلَّا تخماً كَثِيرَة أَو تنَاول أغذية كَثِيرَة وَحدث بِسَبَبِهَا انتفاخ الجنبين وتمددهما وحرارة الْحمى وورم فِي الأحشاء وَأَن الطّرق والمجاري الَّتِي يجْرِي فِيهَا الْخَلْط منتفخة. لي أما التُّخمَة فالإسهال نعم الدَّوَاء لَهَا وَأما سَائِر مَا يحدر فتحتاج إِلَيْهِ.
جَوَامِع أغلوقن: إِذا عسر الْقَيْء فسخن الْمعدة وَالْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فَإِن الْمعدة إِذا سخنت حدث بهَا غثيان: وَالْيَدَانِ وَالرجلَانِ مَتى سخنت سخنت مَعهَا الْمعدة وَإِذا بردت بردت.)
قسطاً فِي كِتَابه فِي الدَّم: يحدث عَن كَثْرَة إِخْرَاج الدَّم فِي الْجِسْم لغير حَاجَة ضعف وَسُقُوط قُوَّة آلَات الهضم وَرُبمَا تبع ذَلِك سكتة وفالج واستسقاء. قَالَ والغثى يعرض من حجامة السَّاق أَكثر مَا يعرض من الفصد. قَالَ: وَمن أفرط فِي كَثْرَة إِخْرَاج الدَّم قصر عمره وَيجب أَن يتلاقى ذَلِك بالغذاء الحلو وَالطّيب وَشرب مَاء اللَّحْم الْمَعْمُول بِالشرابِ وقشور الأترج والسفرجل ودواء الْمسك وَنَحْوه مِمَّا يقوى حرارة الْقلب كالمثروديطوس والترياق.
من كتاب حنين فِي تَدْبِير الْأَسْنَان واللثة قَالَ وَأما الْقَيْء فَإِن الأصحاء يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ لتنقية معدهم من البلغم الَّذِي يجْتَمع فِيهَا وَذَلِكَ أَن الأمعاء تنقى بالمرار الَّذِي ينصب إِلَيْهَا كل يَوْم من المجرى الْعَظِيم وَأما الْمعدة فَلَيْسَ ينصب إِلَيْهَا من المرار بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لتنقية البلغم الْمُتَوَلد فِيهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يجب أَن يكون ذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ يعرض لَهَا من ذَلِك كرب وغثى فَلذَلِك وكلت إِلَى الطَّبِيب لينقيها بلطف الله إِذْ كَانَ ذَلِك مكتفياً بالقيء والأغذية يُمكن فِيهَا أَن تنقى الْمعدة لكنه لابد إِن أَكثر مِنْهَا أَن يتَوَلَّد فِي الْعُرُوق مِنْهَا دم حريف رَدِيء فَلذَلِك تنقيتها بالقيء أصلح من إدمان الأغذية الحريفة وَكَذَلِكَ ينقيها إِن اسْتعْمل الْقَيْء بعد أكل الحريفة لتَكون الحريفة تقطع أَو تجلو ذَلِك الْخَلْط وتخرجه بالقيء
(2/291)
بعد ذَلِك وَالنَّاس مُخْتَلفُونَ فِي تولد البلغم ألف ألف فيهم فَمنهمْ من يتَوَلَّد فِي معدهم مِنْهُ الْكثير إِمَّا لطبائعهم وَإِمَّا لِكَثْرَة الأغذية وَشدَّة الشره وَإِمَّا لرداءة مزاج الْمعدة وَإِمَّا لنُقْصَان تولد المرارة فِي الكبد وَلذَلِك اخْتلف الأصحاء فِي الْحَاجة إِلَى الْقَيْء فَمنهمْ من يحْتَاج إِلَيْهِ أَكثر وَمِنْهُم من يحْتَاج إِلَيْهِ أقل وَالْوَجْه الْقَصْد أَن يتقيأ فِي الشَّهْر مرّة فَأَما أبقراط فَأمر أَن يتقيأ يَوْمَيْنِ متوالين فِي الشَّهْر لِأَن الَّذِي يعسر عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الأول يسهل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلِأَنَّهُ إِن بَقِي شَيْء من البلغم فِي الْيَوْم الأول إستنظف ذَلِك فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلِأَنَّهُ إِن إستنظف مَا فِيهَا فِي الْيَوْم الأول فَإِنَّهُ يتجلب إِلَيْهَا قَلِيلا قَلِيلا من الكبد ونواحيها إِلَى الْيَوْم الثَّانِي فَتَصِير تِلْكَ تنقية كَامِلَة. لي إِذا رَأَيْت بدناً نحيفاً مرارياً وحرارة المزاج فِي معدته بَيِّنَة فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى هَذَا الْقَيْء بل إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن تنقى معدته من المرار ثمَّ يَأْكُل الْأَشْيَاء المرطبة ليتولد فِيهَا بلغم فيعدلها.
قَالَ: وَمَا جَاوز هَذَا الْمِقْدَار من الْقَيْء فَهُوَ رَدِيء إِذا أزمن من وُجُوه: أَنه يضر بالمعدة ويضعفها ويجعلها مغيصاً لأنصباب الفضول من الْبدن إِلَيْهَا ويضر بالصدر وَالْبَصَر والأسنان فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن بجتنب أَكثر من الْمِقْدَار الَّذِي وَصفنَا.)
3 - (كتاب سياسة الصِّحَّة)
مَنْسُوب إِلَى ج إسهال الْبَطن نَافِع من الزُّكَام والنزلة وَمن بِعَيْنيهِ ضباب وَمن التزاق الْبَصَر بعد النّوم وَمن طنين الْأُذُنَيْنِ.
الأخلاط الأولى: الرَّأْس يستفرغ بغرغرة وعطوس ومضوغ وَمن الْأذن والمشط والدلك للرأس بالأدوية الحادة وَيصْلح فِي ذَلِك للزكام والصرع والعليل الَّتِي تحْتَاج إِلَى استفراغ الرَّأْس وَالْعين يستفرغ الْفضل مِنْهَا بالغرغرة وَالْأنف والصدر يستفرغان بالسعال والمعدة بالقيء والإسهال والأمعاء والكبد وَالطحَال بالبول والإسهال وَاللَّحم والعضل كُله بالرياضة وَالْحمام والطلاء بالأشياء الحارة والمحاجم فَأَما جذب الْموَاد إِلَى نَاحيَة الضِّدّ فَيكون بالقيء والفصد والإسهال والدلك والشد والطلاء الْحَار والرياضة للأعضاء الْمُقَابلَة مِثَال ذَلِك: الحقن الحادة تَنْفَع من الْعين وَشد الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ يجتذب الأخلاط المائلة إِلَى الصَّدْر والمعدة وَالْحمام يجتذب إِلَى ظَاهر الْجِسْم من بَاطِنه والمحاجم تجتذب الدَّم المائل إِلَى الرَّحِم إِذا وضعت أَسْفَل.
الجذب: والجذب قد يكون من بَاطِن الْجِسْم إِلَى ظَاهره وَمن ظَاهره إِلَى بَاطِنه والعرق يقطع الْبَوْل والطلاء بالأدوية الحارة لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ يجتذب الأخلاط من الْبَطن وَالرَّأْس فَلذَلِك ينفع من الصرع والهيضة والصداع وعَلى هَذَا فقس.
فِي الْقَيْء: يَنْبَغِي أَن يعود الطَّبِيب بَعضهم الْقَيْء وَيقطع عَادَة بَعضهم مِنْهُ فَمن كَانَ ينصب إِلَى معدته مرار ويقصد طَعَامه إِذا أكل فعوده الْقَيْء للطعام قبل الطَّعَام وَمن يجْتَمع فِي معدته بلغم كثير يفْسد شَهْوَته للطعام ويشتهي الحريف فَقَط فقد ذكرنَا علاماته تَامَّة فِي
(2/292)
كتاب الْمعدة فقيئه فِي الشَّهْر مَرَّات بِمَا يقطع البلغم وينقى وَمن كَانَ إِنَّمَا هُوَ لِكَثْرَة طَعَامه وَشَرَابه وَأَنه يحمل على نَفسه ألف ألف لشرهه فامنعه الْقَيْء وَاجعَل طَعَامه وَشَرَابه أقل واقسمه فِي مَرَّات وقو معدته لِأَن هَؤُلَاءِ إِن تقوا على هَذَا من ضعف معدهم وتعودت قبُول الْموَاد إِلَيْهَا فَسدتْ أَحْوَالهم.
الأخلاط الثَّانِيَة: الْقَيْء لَيْسَ بِنَافِع لمن بِهِ وجع فِي هامته) لي لست أرى الْقَيْء جيدا فِي علل الرَّأْس المزمنة لَكِن فِي الَّذِي يكون لسَبَب الْمُشَاركَة للمعدة.
الْأَدْوِيَة المفردة الثَّالِثَة: إفراط الإسهال لثلاث: لضعف فِي الْعُرُوق وسعة أفواهها ولذع المسهل لفمها فتفتح أفواهها وتضعف فتنصب الأخلاط على مَا هِيَ عَلَيْهِ فِي الرقة والغلظ وخصوصتها بالطبيعة. لي يكون إبِْطَال عمل المسهل بتسكين اللذع وَذَلِكَ يكون بِسمن وَلبن وبتقوية الْعُرُوق بِطيب فِيهِ قبض وغذاء قَابض وَفِي ذَلِك سد أفواهها ويجذب الأخلاط إِلَى الضِّدّ وَذَلِكَ يكون بالحمام.
طبيعة الْإِنْسَان: يحْتَاج إِلَى الْقَيْء من يحْتَاج إِلَى استنظاف الْبدن من بلغم غليظ مُجْتَمع فِي الْمعدة وَمن يحْتَاج إِلَى استفراغ معتدل لبدنه كُله.
المالنخوليا للاسكندر إِن أردْت إسهال الصَّفْرَاء فرطب الْبدن قبل ذَلِك أَيَّامًا بأغذية مرطبة وَمَتى أردْت استفراغ سَوْدَاء أَو بلغماً غليظاً فدبر قبل ذَلِك بأغذية تلطف وتسخن وَتوسع المجاري وَمَتى أفرط الإسهال حَتَّى يحدث تشنج فصب على الْبدن ماءاً كثيرا فاتراً وأطعمهم خبْزًا منقعاً فِي خمر وَمَاء وثلج واسقهم رب الحصرم وَمَاء الثَّلج جيد فِي هَذَا الْوَقْت ثمَّ نَومه فَإِذا قَامَ فَأدْخلهُ الْحمام اللين واغذه كَمَا يخرج بِرَبّ الحصرم وثلج وَقد دبرت فِيهِ الْخبز ومره بِالنَّوْمِ فَإِن صَاحب الإسهال يَنْفَعهُ النّوم كثيرا وخاصة إِن أفرط إسهاله.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة: اسْتعْمل قبل الإسهال أَيَّامًا المَاء الْحَار الْكثير والأغذية المرطبة وراحة لي وخاصة فِي الْأَبدَان الصلبة الْكَثِيرَة الأخلاط وَحَيْثُ تُرِيدُ أَن تجذب شَيْئا من الأقاصي أَو لِكَثْرَة الاستفراغ وَيشْرب مَا يفتح السدد لتفتح المَاء سَرِيعا إِذا أَبْطَأَ عمل الدَّوَاء وَلم تكن هُنَاكَ أَعْرَاض رَدِيئَة فغذه بالأمراق ثمَّ بالقوابض فَإِن طَبِيعَته ستنطلق.
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: إِذا كَانَ فِي العي ثقل يَابِس فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يحقن قبل الدَّوَاء الْيَابِس ليخرج وخاصة إِن كَانَ ضَعِيفا لَا يقدر أَن يدْفع ذَلِك الثّقل الْعَتِيق الْيَابِس اللاحج فِي الأمعاء وَإِذا كَانَت الطبيعة مائلة إِلَى نَحْو الْبَوْل عسر الإسهال. لي إِذا كَانَت
(2/293)
الطبيعة فِي الْحمى غير لينَة واحتجت أَن تسقيه مَاء الْفَوَاكِه وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء فاحقنه أَولا بحقن لينَة ثمَّ اسْقِهِ.
من آلَات الْغذَاء لحنين: الْأَدْوِيَة المقيئة القوية تسْتَعْمل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى إزعاج خلط من أَطْرَاف)
الْبدن لَا تقدر المسهلة على جذبه لِأَن هَذِه مفرطة الْقُوَّة مزعجة للقوى إِلَى دفع مَا فِي أقاصي الْبدن.
مسَائِل الْفُصُول ألف ألف إِذا أردْت أَن تسهل فَلَيْسَ يصلح لمن مَرضه من تخم وأغذية غَلِيظَة لزجة وَلمن بِهِ تمدد فِيمَا دون الشراسيف أَو انتفاخ أَو هَذِه الْمَوَاضِع مِنْهُ مفرطة الْحَرَارَة أَو فِي بعض أحشائه ورم أَو أخلاط غَلِيظَة أَو مسالكه منسدة وَلَكِن يجب أَن يصلح ذَلِك كُله ثمَّ يسهل. لي إحذر أَن يسهل المسهل إسهالاً مفرطاً وَلَا تخف كل الْخَوْف إِذا لم تره يعطش فَإِذا عَطش فَلَا تتْرك قِطْعَة. وَقَالَ: استفرغ دم كثير دفْعَة يبرد الْبدن جدا وَذَلِكَ بِكَثْرَة مَا يستفرغ مِنْهُ من البخار الْحَار دفْعَة فيطفئ اللهيب والحرارة الْبَتَّةَ وصعود البخارات إِلَى الرَّأْس وَلَكِن لَا يسْتَعْمل إِلَّا مَعَ قُوَّة صَحِيحَة فَإِنَّهُ أبلغ فِي التطفئة.
فليغرغورس فِي مداواة الأسقام: من شرب مسهلاً فَلم يسهله إِن لم تعرض لَهُ أَعْرَاض تؤذيه فَإِن كَانَ بِهِ مغص وَكَانَ يتمطى من شدَّة الوجع الَّذِي من المغص فاحقن فَإِن لم يجىء بَطْنه بالحقنة وتوجع من بدنه كُله فالتوى من ذَلِك فَأدْخلهُ الْحمام وامرخه بدهن كثير فَإِن وجد اشتعالاً وثقلاً شَدِيدا وامتداداً فِي بدنه فافصد لَا سِيمَا إِن ظَهرت عَلَامَات الامتلاء ونتت عَيْنَيْهِ واحمرت فَإِن لم يعرض شَيْء إِلَّا الوجع والتمدد فَأدْخلهُ الْحمام وأطعمه بعد الْخُرُوج مِنْهُ واسقه شرابًا كثيرا فَإِن لم يسكن فادهن بدهن وَمن كثر بِهِ الإسهال فَادْخُلْهُ الْحمام وأطعمه خبْزًا ملتوناً بِمَاء وشراب وَمَاء الرُّمَّان فَإِن لم يقطع فاربط يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ من فَوق إِلَى أَسْفَل واسقه ترياقاً فَإِنَّهُ يسخن سَرِيعا ويجتذب الأخلاط ويقوى الْحَرَارَة فَإِن لم يحضر فالفلونيا وَإِن كَانَت أَقْرَاص البزور
3 - (تجارب البيمارستان)
الإسهال العنيف يبلغ من الْمَشَايِخ إِلَى النخاع ويشنجهم فاتقه فيهم.
الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: إِذا سقيت من بِهِ حمى مسهلاً قَوِيا بالسقمونيا والخربق وَغَيره فاسقه على أَثَره مَاء الشّعير أَو نَحوه من الأغذية فَإِنَّهُ يحط الدَّوَاء إِلَى قَعْر الْمعدة وَيغسل مَا لصق مِنْهُ بالمريء وفم الْمعدة فَيمْتَنع أَن يضر بهَا وَفِي ذَلِك أعظم النَّفْع لِأَن المحموم يحْتَاج إِلَى نقاء معدته وَأما إِذا بدا الإسهال فَلَا تسق شَيْئا من هَذِه وَلَا بعد فَإِنَّهُ يقطع الإسهال. لي أَخذ رجل دواءاً مسهلاً فاستفرغ خَمْسَة عشر مَجْلِسا فَإِذا خَاتمه قد اتَّسع فِي أُصْبُعه شَيْئا كثيرا وَفِي هَذَا دَلِيل على أَن الدَّوَاء أفرغ من الرطوبات الَّتِي فِي خلال الْأَجْزَاء شَيْئا
(2/294)
كثيرا جدا وَلذَلِك يكون الإسهال قَاتلا لأَصْحَاب الدق وينحل بِهِ كل غلظ وَنَحْوه فِي الْأَعْضَاء لِأَنَّهُ ينجذب بِهِ. لي جربت فَوجدت فِي فرط الإسهال أَو الْقَيْء أَو خُرُوج دم ضَرْبَة من قصد أَو غَيره حمى تتبع ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن يعتدل فِي ذَلِك كُله فقد قَالَ أبقراط: إِن كل استفراغ كثير مقاوم للطبيعة.
جَوَامِع أغلوقن: إِذا احتجت أَن تستفرغ استفراغاً كثيرا وَلم تخف سقوطاً من قُوَّة فاستفرغ لي هَذَا نَافِع من ضعف الْقُوَّة أَيْضا فِي الْعِلَل الَّتِي الْفساد فِيهَا فِي الدَّم ثَابت مُتَمَكن كالجرب والدماميل والسرطان وَنَحْو ذَلِك والأجود أَن تستفرغ قَلِيلا فِي مَرَّات كَثِيرَة.
السَّادِسَة من أبيديميا: من احْتَاجَ إِلَى فصد واستفرغ بخربق حميعاً فابدأ بالفصد ثمَّ بالخربق. لي هَذِه حجَّة على من زعم أَنه يَنْبَغِي أَن يقدم المسهل وَالْقِيَاس أَيْضا يدل على صِحَة هَذَا الرَّأْي.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة: احذر كَثْرَة الاستفراغ فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْعرق كثيرا على أَنه أَضْعَف الاستفراغات المحسوسة قد تسْقط بِهِ الْقُوَّة فكم ترى بِفعل الْبَوْل وَالْبرَاز ذَلِك.
الْخَامِسَة: من أردْت أَن تسقيه مسهلاً فِيهِ قُوَّة فَاسْتعْمل الْحمام لتذيب الأخلاط وَإِن كَانَ فِي الْبدن مَوضِع متمدد أَو فِيهِ أخلاط مسكنة أرخاه وَلينه وَإِذا كَانَ ذَلِك كَانَ الاستفراغ بِلَا أَذَى وَيصْلح الْحمام قبل أَخذ الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة لَكِن قبل تنَاوله بِمدَّة يسيرَة أَو حِين يتَنَاوَلهُ بِمدَّة يسيرَة أَو حِين يتَنَاوَلهُ وَذَلِكَ أَن تنَاول الدَّوَاء قبل الْحمام بِمدَّة طَوِيلَة لَا تلبث الْأَدْوِيَة على رقتها وذوبانها الَّذِي فعله الْحمام وَإِن اسْتَعْملهُ بعد الدَّوَاء بِمدَّة طَوِيلَة وَقد بدا يعْمل أَو قبل أَن يَبْتَدِئ جاذب)
الدَّوَاء مُدَّة إِلَى ظَاهر وَقطع الإسهال. لي يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل قبله الْحمام يَوْمَيْنِ والسكنجبين ثمَّ يسْتَعْمل قبله بِنصْف سَاعَة وأحوج النَّاس إِلَيْهِ من بدنه يَابِس وأخلاطه غَلِيظَة كَمَا أَن الْحمام قبل الفصد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أخلاطه غَلِيظَة قَالَ: وهيئ الْأَبدَان للمسهل قبله بأيام بتلطيف الأخلاط وتفتيح المجاري وترطيب الْجِسْم وَذَلِكَ يكون بأغذية مرطبة واستحمام حَار كثير بِمَاء عذب وَلُزُوم الرَّاحَة وَترك الْفِكر والسهر وَإِذا كَانَ الدَّوَاء يبطئ نُزُوله عَن فَم الْمعدة وعلامته رداءة الجشاء وَقلة الْعَمَل فأطعمه أشياءاً قابضة.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة: إِن احتجت أَن تعالج عِلّة فِيهَا امتلاء ورداءة أخلاط بالفصد والإسهال فابدأ بالفصد إِذا كَانَت الأخلاط حارة وَإِن كَانَت بَارِدَة فَرُبمَا احتجت أَن تبتدئ بالإسهال هَذَا إِذا كَانَ الْبدن نقياً وَفِي عُضْو مَا عِلّة راسخة فاستفرغ من ذَلِك الْعُضْو أَو من أقرب الْأَعْضَاء إِلَيْهِ وَمَتى كَانَ الْجِسْم ممتلئاً فَلَا يكون إِلَّا بالضد.
3 - (جَوَامِع القوى)
لأخلاط عِنْد أَخذ المسهل ترجع فِي الْعُرُوق غير الضوارب ثمَّ إِلَى الكبد ثمَّ إِلَى الأمعاء ثمَّ إِلَى الْمعدة.
الأخلاط الأولى: قد شفيت من السرطان والجذام فضلا عَن دَاء الثَّعْلَب بالإسهال
(2/295)
وَحده من غير حَاجَة إِلَى علاج غَيره وَإِذا كَانَ مبتدئاً وَإِذا كَانَ من هَذِه الْعلَّة وَنَحْوهَا الكائنة من رداءة الأخلاط من الصَّفْرَاء والبلغم فكثيراً مَا يجْرِي من شدَّة الإسهال مرّة وَاحِدَة فَأَما الَّتِي من أخلاط سوادوية كالسرطان والجذام فَرُبمَا احْتَاجَ إِلَى الإسهال مَرَّات كَثِيرَة أَو أَكثر لَا يتَعَذَّر برؤها بالإسهال وَحده. 3 (الأسطقسات) كثير مِمَّن بهم يرقان ووسواس سوادوي وَهُوَ فِي نِهَايَة الهزال أسهلناه فَانْتَفع بِهِ وَلَو قصدناه لمات على الْمَكَان. لي ألف ألف لَا تتهيب استفراغ الْبدن من الْخَلْط الَّذِي هُوَ مَرضه وَلَو كَانَ فِي نِهَايَة النهوكة.
جَوَامِع الأسطقسات الأخلاط فِي الْبدن فِي موضِعين فِي تجويف الْعُرُوق وَهُوَ أول شَيْء تجذبه المسهلة بسهولة وَسُرْعَة وَفِي نفس جَوَاهِر الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَإِذا بلغ الجذب إِلَيْهَا كَانَت بِشدَّة وبتلك الشدَّة يستفرغ مَعَ الْخَلْط الَّذِي يخص الدَّوَاء جذبه خلطاً آخر.
طيماوش: أما من يغتذى بأغذية جَيِّدَة وَيسْتَعْمل الرياضة فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى مسهلة لِأَنَّهُ لَا يتَوَلَّد فِي بدنه خلط رَدِيء إِلَّا أَن يعتاده سوء هضم فَإِنَّهُ يصير لذَلِك فِي عروقه بِسَبَب سوء الهضم مَا يصير فِيهَا من الأغذية الرَّديئَة فَإِذا لم يكن فسبيله لَا يتَعَرَّض للمسهلة لِأَنَّهَا تحرّك الْأَمْرَاض لِأَن طبائعها مضادة للجسم وبحسب ضررها فِيهِ إِذا كَانَ صَحِيحا نَفعهَا عِنْد الْحَاجة ورداءة الأخلاط فَحِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى النفض بالمسهل.
الثَّانِيَة فِي الْأَعْضَاء الألمة: والمعدة فَإِنَّهَا تدفع الفضول المؤذية لَهَا بالقيء فِي الْأَكْثَر والدماغ فأكثره بالمنخرين وَأقله من الحنك وَفِي الندرة من الْأذن والأمعاء ذائباً بالإسهال والكلى والمثانة بالبول والكبد وَالطحَال بهما. لي الفضول الرَّديئَة تاباها أَسْفَل الْمعدة لتأذيها بهَا لِأَن هَذَا الْموضع وَإِن كَانَ أقل حسا فَإِنَّهُ مَوضِع بِسُكُون الشَّيْء الَّذِي يصل إِلَيْهِ مُدَّة طَوِيلَة فَإِذا كَانَ رديئاً لم يلتحف عَلَيْهِ وَلم يضبطه بل انْحَازَتْ عَنهُ ودفعته دَائِما فَيصير لذَلِك طافياً فِي أعالي الْمعدة.
الأولى: من لم يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء فاستكراهه عَلَيْهِ لَيْسَ بجيد.
الثَّالِثَة من أبيديميا: مَتى كَانَ عليل يخْتَلف شَيْئا خَارِجا عَن الطبيعة مرارياً سمجاً وَلم يضعف فَلَا تقطعه وَإِن كثر فَإِنَّهُ مَتى قطع ورم بعض الأحشاء وخاصة الكبد.
من كتاب الفصد: مزاج الْقلب يتَغَيَّر عَن نُقْصَان الأخلاط عَن الْقدر الطبيعي إِذا تغير النبض تغيراً كثيرا فالاستفراغ مفرط وَانْظُر هَل يحمي الْقلب لنُقْصَان الأخلاط فَإِن صَحَّ فيحمي)
الْجِسْم بعد الاستفراغ لسَبَب آخر غير مَا عندنَا ويجده أبدا يكون فِي الْأَوْقَات الحارة. لي ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: من اعْتَادَ مسهلاً فَهُوَ أصلح لَهُ. قَالَ: ولتكن كمية مَرَاتِب الإسهال وَقدره بِحَسب الْقُوَّة فَإِذا كَانَت قَوِيَّة فإسهال قوي مرّة وَاحِدَة وَإِذا كَانَ الْفضل كثيرا وَالْقُوَّة ضَعِيفَة
(2/296)
فَقل مَا يحْتَاج إِلَى الإسهال بِالْعَدْلِ وَأهل الْبِلَاد أقل حَاجَة إِلَى الإسهال وَأَقل احْتِمَالا لَهُ وكمية دوائهم يجب أَن يكون أقل وكيفيته أصعب وبالضد وليحتم قبله يَوْمَيْنِ وَبعده بيومين ويلطف الْغذَاء ويقل مِقْدَاره بعد الإسهال والمطبوخ لَا يشرب عَلَيْهِ مَاء حَار حَتَّى يتم لِأَنَّهُ يحركه بِسُرْعَة إِن شرب والتكميد عَلَيْهِ المَاء الْحَار وَالْحب يشرب عَلَيْهِ المَاء الْحَار لينحل وَيعْمل بِسُرْعَة وَالْحب الْكَبِير طَوِيل اللّّبْث فَمَتَى أردْت جذب شَيْء من المفاصل فالتكن صغَارًا لتنفذ بِسُرْعَة وَأدْخل شَارِب الدَّوَاء بعده بِيَوْم الْحمام ألف ألف فَإِن ضجر مِنْهُ وَلم يحب اللّّبْث فِيهِ فَأخْرجهُ وَأعلم أَن الدَّوَاء قد بَالغ فِي التنقية وَإِن استلذ الْحمام وَأحب الْكَوْن فِيهِ فليطل فِيهِ ليستنظف الفضلة الْبَاقِيَة وَلَا تعط مسهلين فِي يَوْم إِذا قصر الأول فَإِنَّهُ رُبمَا دفع بعنف ودلك الرجل يسكن الْقَيْء ويسرع إحدار الدَّوَاء عَن الْمعدة ويسكن المغص شرب المَاء الْحَار والتسكيد بِهِ وَالْمَشْي الرفيق والقيء قبل المسهل بِثَلَاثَة أَيَّام يمْنَع الكرب والغشى وَإِن أسرف المسهل فأهج الْقَيْء بِالْمَاءِ الْحَاء وضع أَطْرَافه فِيهِ وَقد يحمل فِيهِ أَو إِلَيّ الْحمام فَإِنَّهُ نَافِع ويسقي السقوف والتضمخ بالأضمخة الْمُوَافقَة وَمن أصَاب مِنْهُم سحج عنيف فليحذر الإسهال ثَانِيَة وليجعله ثَالِثَة.
روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: من شرب الشَّرَاب لقيء بِهِ فليكثر مِنْهُ فَإِن الْقَيْء بقليله ردئ جدا.
ابْن أبي خَالِد الْفَارِسِي: أعطي بعقب الْقَيْء مصطكي بِمَاء التفاح وَلَا يَأْكُل يَوْمه وَلَا يشرب ماءاً وبعقب الإسال اطرَح فِي مَائه الَّذِي يشرب مِنْهُ مصطكي.
الْكِنْدِيّ: إِخْرَاج الفضول من الْبدن المسن البلغمي بحب الشيطرج وَنَحْوه مِمَّا يركب فِيهِ المسهلة المسخنة. وَقَالَ: ارفد الْعين وَعصب الْجِسْم بقماط لين قبل الْقَيْء.
الْهِنْدِيّ من كِتَابه: يشرب قبل الْقَيْء لثَلَاثَة أَيَّام أوقيتين من دهن حل بِمثلِهِ من نَبِيذ صلب وَقد يدْخل الْحمام كل يَوْم ويمرخ بدنه بدهن.
أبقراط فِي تقدمة الْمعرفَة: لَا تكْثر الْملح فِي الطَّعَام الَّذِي يُرِيد أَن يشرب الدَّوَاء وَمن يُرِيد أَن)
يتقيأ كَثْرَة النّوم والعطش الشَّديد بعقب الْقَيْء والإسهال يدل على كَثْرَة استفراغ الْجِسْم وجودته وَمَتى عرض من الْقَيْء والإسهال تشنج أَو رعشة فكمد ومرخ بأدهان حارة وبدهن الميعة وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوس ودهن قثاء الْحمار فَإِن يرد الْبدن فَاجْعَلْ فِي الدّهن الفربيون والجند بادستر والعاقر قرحاً والفلفل وأدم إسخانه إِن كَانَ التشنج شَدِيدا وينفع التكميد بدهن حَار من الَّذِي فِي المثانة بجاورش وبزركتان وكمد دَائِما متوتراً فَأَما من بدنه حَار فَلَا تقربه بِهَذِهِ بل عالجه بِالْمَاءِ الفاتر والدهن العذب وَإِن أَصَابَهُ فوَاق
(2/297)
فعطسه.
وَمَتى أصَاب المقيأ خناق أَو أشرف عَلَيْهِ الْقَيْء فاحقنه بحقنة مسهلة وَشد عضديه وَإِن تقيأ أحد من شرب الدَّوَاء المقيء أَو المسهل دَمًا فاسقه خبْزًا ممزوجاً بِلَبن أَرْبَعَة قوطولات فَإِنَّهُ يمْنَع خُرُوج الدَّم ويوهن عَادِية الدَّوَاء وأسهل الْبَطن وأربط أعضاءه واسقه السكنجبين الَّذِي قد يرد بثلج قَلِيلا قَلِيلا لينزل مِنْهُ فِي الحنجرة شَيْء صَالح.
وَإِن كَانَ قد قذف مِنْهُ دَمًا من الرئة وَبَقِي يَوْمَيْنِ متواليين وَيرَاح أَيَّامًا وتعصب عَيناهُ عِنْد الْقَيْء وَيغسل بعد ذَلِك وَجهه وَلَا يحل الْعين حَتَّى يسكن التهيج وَيغسل الْفَم.
أبقراط: يجب أَن يسئل الْإِنْسَان هَل شرب دواءاً فَقَط وَكَيف أَجَابَهُ طبعه وعادته واعمل بِحَسب ذَلِك وَلَا يسقى المحموم مسهلاً.
وَقَالَ: إِذا كَانَ الإٍ نسان رطب الْبدن الْأَسْفَل سَلس الطبيعة ألف ألف فَاجْعَلْ فِي مسهله مِمَّا لَهُ قُوَّة مقيئة فَإِن ذَلِك يعدل مزاج المسهل عِنْده ويتجلف بعض قوته فِي الْبَطن الْأَعْلَى وَبِالْعَكْسِ وَقَالَ: وَالصبيان والشيوخ لَا يحْتَملُونَ المسهل الشَّديد النفض بل يحْتَملهُ من بَين هذَيْن السنين. قَالَ: والصعود وَالْحَرَكَة إِلَى فَوق مُوَافق للقيء وَالنُّزُول والحدور مُوَافق للإسهال وَيشْرب الدَّوَاء فِي مَوَاضِع دفيء ليسهل انصباب الأخلاط وَكَثْرَة الإسهال يسخن الكبد جدا وَكَذَلِكَ الْقَيْء وَجَمِيع النفض وتسخين نَافِع فِي منع الإسهال والقيء والمحاجم بِنَار بِشَرْط وَبِغير شَرط وربط الْأَعْضَاء.
أركاغانيس من كِتَابَة فِي الْقَيْء بالخربق قَالَ: يعود الْقَيْء بعد الطَّعَام وعَلى الامتلاء وبالفجل حَتَّى يعتاده ويسهل عَلَيْهِ واسق الخربق إِن كَانَ الَّذِي تسقيه قَوِيا على الرِّيق وَإِن كَانَ ضَعِيفا فأطعمه شَيْئا قَلِيلا ثمَّ اسْقِهِ آمن من أَعْرَاض السوء وَيكون قد أحسن عَلَيْهِ الْقيام قبل ذَلِك أَيَّامًا بالأطعمة الجيدة الحارة الرّطبَة وَيكون هَذَا الْقَيْء فِي الرّبيع أَو فِي الخريف واسحقه واسقه بِمَاء)
الْعَسَل أَو مَاء كشك الشّعير وَليكن بعد شربه ويهدأ ليَأْخُذ الدَّوَاء فِي عمله وَإِن أسْرع قبل وقته فِي الْقَيْء سكنه بالأراييح الطّيبَة وغمر الْأَطْرَاف وَسقي الْخلّ وَأكل السفرجل والتفاح وَشَيْء من المصطكى وَوضع الْيَدَيْنِ فِي المَاء الْحَار وَنَحْو ذَلِك وَمَتى أَبْطَأَ سَاعَات فهيجه بِمَاء الْعَسَل أَو المَاء الفاتر وَالْحَرَكَة أَولا ثمَّ بالريشة وَإِن تقيأ قيئاً معتدلاً وَلم تعرض لَهُ أَعْرَاض تحْتَاج إِلَى علاج فألزمه الرَّاحَة وصب على رَأسه وصدره دهناً وادهن شراسيفه وألزمه النّوم والهدوء يَوْمه وَأدْخلهُ الْحمام من غَد وَعجل غسله وَأخرجه وَقدم إِلَيْهِ بعد أطْعمهُ سريعة الهضم وَدبره حَتَّى ترجع قوته. وعلامة النفض الْمَحْمُود: أَن يعرض أَولا غثى مَعَ لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة ثمَّ يتبعهُ الْقَيْء ببلغم كثير ومرات ثمَّ يتبع ذَلِك بِشَيْء رَقِيق كالبصاق وَلَا تزَال هَذِه حَالَة ثَلَاث سَاعَات أَو أَربع سَاعَات بوجع شَدِيد وغثى قوي واضطراب وتأذ وَرُبمَا انْطلق بَطْنه أَيْضا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا أَكثر شَيْء وَتَأْخُذ هَذِه الْأَعْرَاض فِي السّكُون بعد السَّاعَة الرَّابِعَة ويجد رَاحَة شَدِيدَة وينام نوماً طيبا فَهَذِهِ أعراضه السليمة وَأما غير السليمة فأردأها الخنق وعلامته: أَنه يعرض لَهُ فِي ابْتِدَاء مَا يشرب أَن يُرِيد الْقَيْء جدا وَلَا يقيء
(2/298)
ويعرض لَهُ امتداد وتحمر عَيناهُ وترم وتندر إِلَى خَارج ويعرق عرقاً كثيرا دَائِما وَيَنْقَطِع الصَّوْت ثمَّ يَمُوت مَتى لم يتدارك فَإِذا كَانَت هَذِه فبادر بِعَسَل وَمَاء فاتر ودهن سوسن وَإِدْخَال الريشة والأصبع فَإِنَّهُ إِن تقيأ لم يختنق وَإِن لم يقيء فاربط سَاقيه واغمزها واحقنه حقنة حارة بِسُرْعَة وَقد يعرض مِنْهُ وجع فِي الشراسيف قوي جدا ويسكنه التكميد الْحَار والمحاجم الحارة ويعرض مِنْهُ فوَاق شَدِيد ويسكنه العطاس والمحجمة على الصَّدْر ويتجرع المَاء الْحَار ويعرض مِنْهُ قيء الدَّم فَإِن كَانَ ذَلِك قَلِيلا فَلَا تقطع ألف ألف الْقَيْء فَإِن كَانَ كثيرا فاقطعه بشد الْأَطْرَاف وإعطائه عصارة الرجلة مَعَ طين أرميني وَقد يعرض أَيْضا مِنْهُ كزاز وسبات واختلاط وَانْقِطَاع الصَّوْت فاغمز الْأَطْرَاف واربطها وكمد الْمعدة بِزَيْت قد طبخ فِيهِ سذاب وقثاء الْحمار وَصَوت فِي أُذُنَيْهِ واسقه عسلاً وماءاً حاراً وَقد يعرض مِنْهُ الغشي سَاعَات كَثِيرَة وَذَهَاب النبض مرّة بعد أُخْرَى ورجوعه وَهَذَا يعرض أَكثر لمن يَأْخُذ مِنْهُ الْكثير فأدركه قبل أَن يحم بِكَثْرَة الْقَيْء وَتعرض لَهُ الْأَعْرَاض المهولة بأَشْيَاء طيبَة وربط الْأَطْرَاف وضمد الْمعدة بنضوح وغرغره بالخل وَمَاء وملح وبيض نيمرشت وأحساء جَيِّدَة وَإِيَّاك وَالشرَاب إِلَّا عِنْد الضعْف الشَّديد فَعِنْدَ ذَلِك اسْقِهِ من الْأَبْيَض الرَّقِيق بمزاج كثير مَعَ حساء وَلَا تجزع من أَن يتقيأ مَا تسقيه وأطعمه وَأعد عَلَيْهِ مَرَّات فَهَذِهِ أَعْرَاض)
الخربق. قَالَ: وَالَّذِي يخَاف عَلَيْهِ أَن يخنقه الخربق إِذا سقِِي النحيف والضعيف وَالَّذِي يشد عَلَيْهِ الْقَيْء قَالَ: وَإِنَّمَا يتقيأ بالخربق الْأَبْيَض.
الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي المسهلة إِن الرند والتربد العفن يصغران النبض وَالنَّفس لِأَنَّهُمَا يُضعفَانِ الْحَرَارَة الغريزية فعلاجهما: المَاء الْبَارِد لِأَنَّهُ يُقَوي الْجِسْم وَيمْنَع من تحلل الرّوح مِنْهُ. المازريون يقطع إسهاله الْأَشْيَاء الَّتِي تسكن حِدته وَهُوَ يؤلم الْأَعْضَاء ويرخيها.
حفظ الأصحاء: لَيْسَ يجب أَن يسْتَعْمل بعقب الإسهال وَجَمِيع الاستفراغات الأغذية بنهم وَكَثْرَة لِأَنَّهُ يمْلَأ الْجِسْم أخلاطاً نِيَّة بل يسْتَعْمل مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يرجع فِي أوراد الْبدن غذَاء لي لَا تسق مسهلاً بعد أَن تلين الطبيعة لِأَن اليبس محَارب للمسهل وَيكون عمله مكرباً وَيعْمل أقل مِمَّا يجب وَإِن كَانَ ضَعِيفا لم يسهل أَو قل إسهاله وَرُبمَا حمل الدَّوَاء الْقوي على الطبيعة الصلبة حملا قَوِيا جدا مثل البحران فَتخرج بالإسهال أخلاط كَثِيرَة بإفراط وَلَا تفرط أَيْضا فِي تليين الطبيعة قبل المسهل لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن يكثر إسهاله واعمل بِحَسب مَا يَنْبَغِي.
الأغذية قَالَ ج فِي الأغذية: شرب رجل سقمونيا فَمَكثَ عشر سَاعَات وَلم يسهله وأحس بِقَبض وضغط فِي معدته وأصفر لَونه فأطعمته فواكه قابضة فسكن مَا يجد وَانْطَلق بَطْنه.
الْيَهُودِيّ: مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والفضلة كَثِيرَة فأسهل ضَرْبَة وَاحِدَة وَإِن كَانَت الْقُوَّة
(2/299)
ضَعِيفَة والفضلة كَثِيرَة فبمرات مَعَ توق وتقوية الْقُوَّة وَاسْتعْمل المسهل فِي الْأَبدَان الحارة والبلدان الحارة والأزمان الحارة أقل إِذْ هَؤُلَاءِ يَتَخَلَّل مِنْهُم شَيْء كثير وبالضد وَاسْتعْمل الإسهال فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة بأدوية أقوى وكمية أَكثر لِأَنَّهُ يتَحَلَّل فِيهَا من الْجِسْم أقل مِمَّا يتَحَلَّل فِي الحارة وَلَا يُجيب بسهولة كَمَا يُجيب فِي هَذِه وَلَا تسهل صَبيا وَلَا شَيخا ويحتمي من شرب مسهل فِي يَوْمَيْنِ قبله ويومين بعده التَّعَب وَالْجِمَاع وَالطَّعَام الضار ويقل من الشَّرَاب ألف ألف وَالطَّعَام يَوْم الدَّوَاء الضَّعِيف الطبيعة عَن الهضم وَلَا تسق ماءاً حاراً مَعَ دَوَاء مطبوخ إِلَّا فِي آخِرَة وَإِلَّا دفْعَة وإخراجه ضَرْبَة وَلم يعْمل وَأما الْحبّ فَيجوز أَن يشرب ويحرك بِالْمَاءِ الْحَار وَإِن كَانَ يُرَاد من الْحبّ أَن ينزل شَيْئا من الرَّأْس فليعظم حبه وَإِن كَانَ يُرَاد فِي المفاصل فليصغر فَإِذا أَطَالَ الْوُقُوف فِي الْمعدة ويستدل عَلَيْهِ من الجشاء الَّذِي فِيهِ طعم الدَّوَاء فأعنه بِمَاء حَار ومص تفاح وَمَاء ملح فَإِن أَبْطَأَ فِي الأمعاء وَعلمت أَن الجشاء لَا طعم لَهُ فحركه بالحقن وَمن قصر الدَّوَاء فِي عمله فتعاوده بالحمام أَيَّامًا ليكمل بِهِ خُرُوج الفضول الَّتِي حركها الدَّوَاء وَيدْفَع الغثى الشَّديد)
عِنْد أَخذ المسهل لمص اللَّبن الْعَتِيق والبصل بخل ودلك أَسْفَل الرجلَيْن بِزَيْت وملح وَيدْفَع المغص بتكميد وَشرب مَاء حَار مَعَ عسل والتحرك بِالْمَشْيِ وَمن يعتاده غثى كثير فليتق شرب الدَّوَاء مَرَّات وَمن أفرط إسهاله فليهيج الْقَيْء وَيصب المَاء الْحَار على أَطْرَافه ويتعرق ويلطخ بدنه بلخلخة فِيهَا مَاء التفاح وآس وَورد وسفرجل وكافور ورامك وأعطه طيناً مَخْتُومًا وسفوفاً من حب الرُّمَّان وَنَحْو ذَلِك وَاجعَل طَعَامه حصرمية وَنَحْوهَا وَمن قرع الدَّوَاء أمعاءه دهراً طَويلا فَإِن اضْطر سقِِي مَا لَا بَال لَهُ.
كتاب الفصد: الْوُقُوف عل كمية مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الاستفراغ فِي الدَّم إِنَّمَا هُوَ الغشى فَلذَلِك يجب أَن يكون التوقي فِي المسهل والمقيء أَكثر لِأَنَّك لَا تقدر على مَنعه من فعله إِذا حصل فِي الْجوف إِلَّا بعد كد وَلَا أَن تُرِيدُ إِلَّا أَن تورد مِنْهُ قدر الْحَاجة سَوَاء فاحرزه بِالنُّقْصَانِ مِنْهُ لِأَنَّهُ يتهيأ لَك الْعود عَلَيْهِ.
أبيذيميا: كثير من تلامذة أبقراط يتوقون المسهل فِي اللثغ بِالسِّين وَالرَّاء لأَنهم مستعدون للذرب فيخافون الإفراط عَلَيْهِم. وَقَالَ بَعضهم: إِن ذَلِك لرطوبتهم. وَقَالَ آخَرُونَ: ليبسهم. وَالْقَوْل الأول مَأْخُوذ من التجربة. لي اللثغة لَا يكون إِلَّا من رُطُوبَة وَضعف العضل لِأَنَّهُمَا تكون فِي الصّبيان حينا ثمَّ تقلع إِذا قويت حرارتهم ونشأوا.
حِيلَة الْبُرْء: الإسهال يجذب من جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الرَّأْس والقيء يجذب من جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْبَطن فَمَتَى حدثت عِلّة فِي أَسْفَل الْجِسْم فالقيء جيد والفصد مِمَّا فَوق ذَلِك الْعُضْو فَإِذا انْتَهَت الْعلَّة ورسخت فبالعكس.
(2/300)
ج فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: قد أبرأت عللاً كَثِيرَة مزمنة كالصرع والسدر وعرق النسا والجذام بالإسهال فَقَط.
من الأخلاط: من الصَّدْر مِنْهُ ضيق فرئته مضغوطة وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا تقيئه وخاصة بالأشياء القوية كالخربق الْأَبْيَض لِئَلَّا تنصدع عروق رئته وَمن تعود الْقَيْء فَهُوَ عَلَيْهِ أسهل وَمن لم يعتده فَأمره بالضد وَفِيه خطر وخاصة بالخربق وَنَحْوه قَالَ: مَتى كَانَ إِنْسَان ينصب إِلَى معدته مرار أصفر وَكَانَت السَّوْدَاء غالبة وبلده إِلَى الْحَرَارَة وَكَانَ تَدْبيره إِلَى التَّعَب فَتقدم فعوده الْقَيْء حَتَّى يسهل ثمَّ قيئه قبل ألف ألف الْأكل وَمن اعْتَادَ الْقَيْء بعد الطَّعَام فدرجه)
فِي منع الْعَادة قَلِيلا قَلِيلا لِأَن هَذِه الْعَادة تجْعَل الْمعدة سريعة الْقبُول للفضول وقيئه قبل الطَّعَام لتنبعث تِلْكَ اللزوجة الداعية إِلَى الْقَيْء وقلعها بسكنجبين وفجل وَاسْتعْمل بعده أَطْعِمَة جَيِّدَة للمعدة وقو الْمعدة من خَارج بِمَاء يقويها.
من كتاب الْأَمْرَاض الحادة: يجب أَن يكون ذَلِك حدس صَحِيح على من تُرِيدُ إسهاله بدواء لِأَنَّهُ إِن أفرط أَو قصر حرك الْخَلْط وَلم يُخرجهُ فَعظم ضَرَره وَاحْذَرْ المسهلات القوية فِيمَن بِهِ حمى حادة وأعن بِحِفْظ قوته وَحفظ قُوَّة فَم معدته عِنْد المسهل أَشد وَمَاء الشّعير إِذا شرب بعد انْقِطَاع المسهل أخرج مَا بَقِي وأشفي من الدَّوَاء وَعدل مَا أفرط من أَخذ الدَّوَاء وَأما فِي وَقت الإسهال فَلَا يشرب وَلَا يمزج بِهِ أَيْضا لِأَنَّهُ يقطع الإسهال. قَالَ: وَاجعَل الْغذَاء قبل الدَّوَاء أقل لِأَن الْقُوَّة ضَعِيفَة على الهضم.
روفس: جنب الْقَيْء من لَا عَادَة لَهُ بِهِ وَمن يصعب عَلَيْهِ والمسرف الضّيق الصَّدْر الَّذِي يجد وجعاً فِي رَأسه وَالَّذِي رقبته رقيقَة وَالَّذِي يتَوَلَّد فِي حلقه فلغموني بل أسهلهم وينفع الْقَيْء للبلغم وَأصْلح أَوْقَات اسْتِعْمَاله إِذا تمكن من طَعَام وشراب أَو فِي الْوَقْت الَّذِي يعرض الكسل والفتور والاختلاج فِي مَوَاضِع كَثِيرَة وَالنَّوْم وَالنِّسْيَان وضربان الْعُرُوق والاقشعريرا على غير نظام وَمَعَهَا حرارة فَإِن هَذِه عَلَامَات امتلائية تحْتَاج إِلَى الْقَيْء فَإِذا أردْت الْقَيْء وتلطيف البلغم فأطعمه فِي طَعَامه خردلاً وفجلاً وقنبيطاً وَشَرَابًا كثيرا ممزوجاً بِمَاء وَعسل وينام نوماً يَسِيرا ثمَّ يشرب ماءاً فاتراً كثيرا ويتقيأ فَإِذا تقيأ غسل وَجهه بِمَاء بَارِد وتمضمض بِمَاء وخل وَشرب ماءاً حاراً يَسِيرا وليضع على رَأسه دهن ورد وليسترح وَيَأْمُر بدلك رجلَيْهِ وَمن كَانَت المقيئة تعسر عَلَيْهِ فَخذ المنقية من بَابهَا. قَالَ: والقيء بعد الشَّرَاب الْكثير نَافِع وَبعد الْقَلِيل ضار فِي الْغَايَة. 3 (الْفُصُول) 3 (استفراغ الْبدن) كل بدن تُرِيدُ استفراغه فَاجْعَلْ الْخَلْط الَّذِي إِيَّاه يستفرغه يجْرِي بسهولة فَمن الْأَطِبَّاء من يسْتَعْمل لذَلِك الْقَيْء مَرَّات ثمَّ يسْقِي مقيئاً قَوِيا ويسهل الْبَطن هَذَا يَفْعَله قبل أَخذ المسهل.
(2/301)
لي إِنَّه إِن أسرف فِي هَذَا كَانَ مَا يستفرغ بِهِ بعسر ومشقة ويعرض مَعَه كثيرا مغص وكرب ودوار شَدِيد وَسُوء النبض والغشي وَأما جالينوس فَإِنَّهُ يسْتَعْمل قبل أَخذ الدَّوَاء المسهل التَّدْبِير اللَّطِيف لينقطع غلظ الأخلاط وترق وتتسع المجاري الَّتِي فِيهَا يجذب الدَّوَاء للأخلاط فَإِذا اسْتعْمل بعد ذَلِك المقيئ والمسهل لم تعرض أَعْرَاض رَدِيئَة وَكَانَ الاستفراغ بِلَا مشقة وأسرع مَا يكون إِذا كَانَ الْبَطن منهوكاً مهزولاً فالإسهال والقيء مَعَه خطر لِأَنَّهُ وَاجِب أَن يكون الْبَطن فِي الإسهال والقيء قويين ليحسن دَفعه لما يحْتَاج إِلَيْهِ وَهَذَا يدل على ضعف الْبَطن وَمَا فِيهِ إِذا كَانَ الْبدن فِيهِ أخلاط جَيِّدَة فَإِن المسها والمقيء يعسر فيهم ويؤذيهم وَرُبمَا أورثهم ألف ألف غشياً وكرباً فَأَما من أخلاطه رَدِيئَة فَإِن اسْتِعْمَاله يعرض عَنهُ الغشي فَأَما إِذا كَانَ كثيرا دَائِما فَإِن بالإسهال يخف بدنه وَكَذَلِكَ بعد بالقيء وَالَّذِي الْخَلْط الرَّدِيء فِي بدنه قَلِيل أَيْضا فَإِنَّهُ يخف ذَلِك بعد المسهل وَإِن أورثه غثياً وأثار بِهِ الغشي لِأَن المسهل يثير الْخَلْط الرَّدِيء وَلِأَن الْبدن الْقَلِيل الْخَلْط الرَّدِيء يلْحقهُ من شربه ضعف.
المسهل والمقيء يُورث الأصحاء دواراً ومغصاً ويعسر عَلَيْهِم خُرُوج مَا يخرج لَا سِيمَا وَلَيْسَت فيهم أخلاط رَدِيئَة وَذَلِكَ أَن الدَّوَاء إِذا أَرَادَ جذب صفراء أَو سَوْدَاء وَكَانَ ذَلِك قَلِيلا عسر ذَلِك وَوَقع الجذب بِاللَّحْمِ وَالدَّم فَعرض الكرب لذَلِك والغشى وَنَحْوه. المسهل يسْتَعْمل إِذا اجْتمع فِي الْجِسْم فضل كثير وَإِن اسْتَعْملهُ مُسْتَعْمل كثيرا خوفًا من اجْتِمَاع فضول فِي بدنه أنهكه وَكَسبه عَادَة يُطَالِبهُ بهَا. الْفُصُول: إِذا أردْت أَن تستفرغ من الْبدن فَانْظُر مَا الْخَلْط الَّذِي استفرغته الطبيعة مَرَّات وَرَأَيْت بعقبة نفعا وَيَنْبَغِي أَن يكون الْقَيْء فِي الصَّيف أَكثر والإسهال فِي الشتَاء أَكثر لِأَن الأخلاط فِي الصَّيف صفراوية طافية مائلة إِلَى فَوق وَهِي فِي الشتَاء بالضد فاجتذب الْخَلْط من حَيْثُ مَال إِلَيْهِ إِلَّا أَن يمْنَع مَانع مثل طُلُوع الشعري فِي وَقت طُلُوعهَا وَقَبله وَبعده وَذَلِكَ لِأَن الْجِسْم حِينَئِذٍ أخلاطه جامدة أَعنِي فِي الشتَاء وَأما فِي الصَّيف فلَان أَكثر الْأَدْوِيَة المسهلة حارة فَهِيَ لذَلِك تحر المزاج والأخلاط سَائِلَة فيخاف فرط الإسهال وَأكْثر من يسْقِي فِي هَذَا الْوَقْت دَوَاء الإسهال أَو يقرب حَاله من أَحْوَال المحمومين وَالْقُوَّة أَيْضا ضَعِيفَة لشدَّة الْحر ويزيدها الدَّوَاء والاستفراغ الضعْف أَكثر وَنَفس الاستفراغ يكون رديئاً لِأَن حرارة الْهَوَاء تجاذب الدَّوَاء المستفرغ للأخلاط إِلَى ظَاهر الْجِسْم فَكَمَا أَن الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار قَاطع للاستفراغ فالدواء كَذَلِك يفعل فِي حرارة الصَّيف وخاصة فِي نِهَايَة الْحر.
الْفُصُول: من كَانَ قضيفاً ويسهل عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغه من فَوق وَلَا تفعل ذَلِك فِي الشتَاء لِأَن أَكثر القضف تغلب عَلَيْهِم الْحَرَارَة فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن يستفرغوا بالقيء فِي الصَّيف
(2/302)
وَلَا يفعل ذَلِك من يعسر عَلَيْهِ الْقَيْء من كَانَ متوسط اللَّحْم فَاجْعَلْ استفراغه بالدواء المسهل وتوق ذَلِك فِي الصَّيف.
قَالَ أبقراط: القضيف الَّذِي يسهل عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغه بالدواء من فَوق فِي الرّبيع والخريف وَلَا تفعل ذَلِك فِي الشتَاء وَمن كَانَت حَاله متوسطة فاستفرغه بالدواء من أَسْفَل فَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ من فَوق فافعل ذَلِك فِي الصَّيف وَأما فِي غَيره من أَوْقَات السّنة فتوق الْقَيْء فِيهِ وَمن الْغَالِب عَلَيْهِ السَّوْدَاء استفرغه بالمسهل وَليكن قَوِيا لِأَن هَذَا الْخَلْط عَلَيْهِ مستثقل.
روفس فِي شراب اللَّبن: يَنْبَغِي أَن يحذر من يُرِيد استفراغ بدنه من التمليء من الْغذَاء لِأَن الامتلاء يسْرع إِلَى الْبدن الْخَالِي.)
قَالَ أبقراط: لَا فِي الأمعاء وَمن احتجت أَن ألف ألف تسقيه خربقاً والقيء غير سهل عَلَيْهِ رطب بدنه قبل ذَلِك بغذاء أَكثر وبراحة أطول. قَالَ ج: امتحن أَولا طبيعة من تسقيه الخربق كَيفَ سهولة الْقَيْء عَلَيْهِ بالمقيئة اللينة فَإِن وجدت الْقَيْء يؤاتيه بسهولة فَلَا تسقه الخربق حَتَّى يتَقَدَّم فتهيأ بدنه وتعده لما تُرِيدُ من استفراغه ودوامه الْقَيْء حَتَّى يتعوده ويواتيه وغذه بأغذية أَكثر وأرحه ليرطب بدنه ولتكون أغذيته حلوة دسمة وليحذر العفص والحامض المالح لِأَنَّهَا تجفف وَإِذا سقيت خربقاً فاقصد لتحريك بدنه أَكثر ونومه وسكنه أقل لِأَن الْحَرَكَة تهيج الْقَيْء وَيدل على هَذَا أَن الرّكُوب فِي السّفر يهيج الْقَيْء فكم بالحرى مَا هُوَ أقوى وخاصة إِن اجْتمعت مَعَ الدَّوَاء المقيء فَإِذا أردْت أَن يكون استفراغ المقيء أَكثر فحرك الْبدن وَإِن أردْت أَن يقل استفراغه فَعَلَيْك بِالسُّكُونِ والراحة إِذا بلغت بالإستفراغ حَاجَتك شرب الخربق لمن بدنه صَحِيح خطر لِأَنَّهُ يحدث تشنجاً بِشدَّة قوته وقلعه الفضول من لم يكن بِهِ حمى وَكَانَت بِهِ قلَّة شَهْوَة ونخس فِي فَم معدته وَسدر ومرارة فِي فِيهِ لِأَن هَذِه تدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْمعدة وَلِأَن فِيهَا مرَارَة تدل على أَنَّهَا صفراوية طافية فتقئ لذَلِك وَإِن لم تكن مرَارَة فِي الْفَم فَإِن هَذِه الْحَال توجب الْقَيْء.
أبقراط: لَا تعالج الأوجاع الَّتِي فَوق الْحجاب وتحتاج إِلَى استفراغ بمسهل وَلِأَن الَّتِي دون الْحجاب وتحتاج إِلَى استفراغ بالقيء من شرب مسهلاً وَلم يعطش فَلَا تقطع استفراغه حَتَّى يعطش يجب أَن تتفقد مَا أَقُول فِي هَذَا الْعَطش يحدث لبَعْضهِم لِأَن الْمعدة أحر وأيبس أَو من الْخَلْط الَّذِي يستفرغ صفراء أَو لحدة الدَّوَاء المسهل ولأضداد هَذِه يتَأَخَّر الْعَطش وَالَّذِي يسْرع الْعَطش إِلَيْهِم لَيْسَ مِنْهُم دَلِيل على كِفَايَة استفراغهم وَالَّذين يتَأَخَّر عطشهم فَإِنَّهُم إِذا عطشوا من الدَّوَاء كَانَ ذَلِك دَلِيلا على إبلاغ ذَلِك إِلَيْهِم وَقد يكون الاستفراغ يَكْتَفِي بِهِ على هَذِه الشُّرُوط أَن يحدث عطشاً. قَالَ: الْأَدْوِيَة المسهلة لَا تَخْلُو أَن
(2/303)
يكون مَعهَا حِدة وحراقة فَإِن لم يكن ذَلِك ظَاهرا فمعه شَيْء خَفِي من لَا حمى بِهِ وأصابة مغص وَثقل فِي الرُّكْبَتَيْنِ ووجع فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى مسهل لِأَنَّهُ يدل على أَن ميلان أخلاطه إِلَى أَسْفَل وَمن أَصَابَهُ بعد أَخذ الخربق الْأَبْيَض تشنج فَإِنَّهُ مهلك إِلَّا أَن هَذَا الْعرض إِنَّمَا يعرض عَن الخربق لَا فِي أول الْأَمر حَتَّى يخَاف على صَاحبه الاختناق وَلَكِن إِنَّمَا يعرض عِنْد مَا يجهده الْقَيْء لمشاركة العصب كُله لفم)
الْمعدة وَقد رَأينَا من عرض لَهُ لذع شَدِيد فِي فَم الْمعدة وَهَذَا النَّوْع من التشنج هُوَ أسهل مِمَّا يعرض عَن الخربق من التشنج فَأَما التشنج الْعَارِض لَهُ من أجل كَثْرَة الاستفراغ كَمَا يعرض فِي الهيضة فَإِنَّهُ رَدِيء قتال. لي الْأَعْرَاض الْعَارِضَة من الخربق الْأَبْيَض يحدث مَعهَا سُقُوط الْقُوَّة وذبول النَّفس وَذَلِكَ لِكَثْرَة جذبه حَتَّى تعجز الْقُوَّة عَن دَفعه ويحترز من ذَلِك بِأَن تعود الْقَيْء من تُرِيدُ استفراغه بِهِ حَتَّى يسهل ذَلِك ألف ألف عَلَيْهِ جدا ويتقيأ أَولا أَولا والتشنج من أجل لذع فِي فَم الْمعدة احترس من أَذَاهُ بألا ينعم سحقه وَيجْعَل فِي أَطْعِمَة لِئَلَّا يلاقي جرم الْمعدة وتشنج الْعَارِض بعد شدَّة الاستفراغ يحترس مِنْهُ بِقطع الاستفراغ إِذا أفرط والآبزن وَالْمَاء والدهن والمروخ والأحساء الرّطبَة اللينة والحقن بِالْمَاءِ والدهن ولعاب البزرقطونا وَنَحْوه إِذا كَانَ قد حدث يطْلب فِي علاج التشنج وعَلى الْأَكْثَر لَا يبرأ هَذَا التشنج الْعَارِض بعقب الاستفراغ فَأَما الَّذِي يكون فِي أول الْأَمر فَلَا يهولنك فَإِنَّهُ يسكن بِسُكُون ذَلِك اللذع فِي فَم الْمعدة والتشنج والفواق إِذا حَدثا بعد استفراغ رَدِيء كثير مهلك.
حُدُوث الفواق وَحُمرَة الْعين بعد الْقَيْء دَلِيل رَدِيء لِأَن الْقَيْء إِذا لم يسكن الفواق دلّ على ورم الدِّمَاغ أَو الْمعدة وَحُمرَة الْعين تكون فيهمَا جَمِيعًا التشنج الْكَائِن بعد شرب الدَّوَاء مميت مهلك. إِذا حدث بعد الْمَشْي الفواق فَذَلِك دَلِيل رَدِيء وَهُوَ أردأ لضَعْفه.
الأهوية والبلدان: الَّذين يشربون المَاء الْقَائِم لَا تقيئهم وَلَا تسهلهم إِلَّا أقوى الْأَدْوِيَة وَكَذَلِكَ المطحولون. لي ينفع من كَرَاهَة الدَّوَاء أَن يحشي المنخران جدا حَتَّى لَا يشم الْبَتَّةَ وَلَا يفتحهما حَتَّى يتمضمض وَيذْهب طعمه فِيهِ بِشَيْء آخر يمضغ فَإِنَّهُ لَا يحبس النَّفس وليمضغ طرخوناً قبل الدَّوَاء حَتَّى يخدر الْفَم يمضغ نعما وتشد الْأَطْرَاف والأعضاء حَتَّى لَا يقذف وَيَأْكُل أَشْيَاء قابضة وَيجْلس وَلَا يَتَحَرَّك سَاعَة جَيِّدَة حَتَّى ينزل ثمَّ يَتَحَرَّك وَقد تلوث بِعَسَل أَو قيروطي وتبلع.
أَبُو جريح: من تقيأ إِذا شرب دواءاً فقيئه على الامتلاء قبل ذَلِك مَرَّات وأحمه يَوْمًا وتلطف غذاءه وَيشْرب الدَّوَاء وترفد عَيناهُ عِنْد الْقَيْء وتعصب وليتقيأ قبل أَخذ الدَّوَاء بساعة وَأَنا)
أرى هَذَا خطأ لِأَن الْمعدة تثور وتهيج بِهِ. قَالَ: من أفرط عَلَيْهِ الإسهال من دَوَاء فليقعد فِي مَاء
(2/304)
قَالَ ابْن ماسويه: من أَرَادَ الْقَيْء بالخربق الْأَبْيَض فَليَأْكُل قبل ذَلِك طَعَاما خَفِيفا يَسِيرا. وَقَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فأسهله دفْعَة من غير حذر وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فقيء مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا.
وَقَالَ: الإسهال فِي الْبلدَانِ الحارة أقل مِقْدَارًا من الْأَدْوِيَة المسهلة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَسْنَان والأزمان وبالضد وأهم من تُرِيدُ سقيه بعد الدَّوَاء يَوْمَيْنِ وَقَبله يَوْمَيْنِ من الْأَطْعِمَة والأشربة وَالْجِمَاع والتعب وَيَأْكُل إسفيذباجاً وجوذابا خَفِيفا وَبعد الإسهال إِن كَانَ معتدلاً فزيرباجا وَإِن كَانَ مفرطا فنيرباجا وَلَا يكون لَحمهَا غليظاً. قَالَ: واسق الْمَطْبُوخ فاتراً والحبوب بِمَاء فاتر وَلَا يشرب على الْمَطْبُوخ ماءاً فاتراً إِلَّا بعد تَمام عمله وَمَتى أُرِيد بالحب الرَّأْس فَلْيَكُن كبارًا وبالضد وَجُمْلَة إِن أَحْبَبْت أَن يطول بَقَاء الْحبّ فكبره وَإِن أردته لتنقية المفاصل فصغره: وَمَا خرج من الإسهال صافياً فَهُوَ من الأوردة والأقاصي وَمَا خرج من الْمعدة كَانَ كدراً وَإِذا أَبْطَأَ الدَّوَاء عَن الإسهال فحركه بِمَاء حَار وَعسل أَو بِمَاء حَار وملح وَإِن كَانَ ألف ألف إبطاؤه فِي الأمعاء السفلي فاحقن واسق الْأَدْوِيَة المخرجة للأخلاط اللزجة وَيعرف بِأَن الدَّوَاء بَاقِي فِي الْمعدة بعد من الجشاء وَذَلِكَ أَنه يكون للجشاء طعم الدَّوَاء وَمن قصر الدَّوَاء فِيهِ عَن عمله يدْخل الْحمام بعد ذَلِك بِيَوْم ويواظب عَلَيْهِ أَيَّامًا لتخرج الفضول عَنهُ وَاحْذَرْ أَن يلْحق الْأَدْوِيَة القوية الإسهال إِذا قصر فِي يَوْمهَا شَيْء مِنْهَا فَإِنَّهُ إِنَّمَا حدث عَن ذَلِك من الإسهال وينفع من الْغم على الدَّوَاء مَا فِي بَاب الهيضة من المغص مَا فِي بَاب المغص وَإِن كَانَ إِنْسَان يكثر مغصه من الدَّوَاء فليشربه بِعَسَل ويكمد بَطْنه ويتردد من يتقيأ الدَّوَاء فليبادر بقيء قبل أَخذه لَهُ.
حنين من الْأَسْنَان: الأمعاء تنقي وَيذْهب عَنْهَا البلغم المكتسب من فضل الْغذَاء إِنَّمَا ينصب إِلَيْهَا من الكبد والمعدة فلَان فِي الْأَكْثَر لَا تنصب إِلَيْهِ مرّة صفراء لِأَن ذَلِك أصلح فِي الْخلقَة فَلَا بُد من اجْتِمَاع فضول الْغذَاء وَإِذا كثرت البلاغم أفسدت الهضم والشهوة وَهَذَا يحْتَاج الأصحاء إِلَى تنقية معدهم مِنْهُ بالقيء على حسب تولد هَذَا الْخَلْط فيهم فبعضهم يحْتَاج إِلَى أَكثر وَبَعْضهمْ يحْتَاج إِلَى أقل وَيجب لذَلِك أَن يَأْكُلُوا أَطْعِمَة مقطعَة ويصبروا حَتَّى تتقطع ويتقيأوا وَيَكْفِي الأصحاء مرَّتَيْنِ فِي الشَّهْر وَأما إدمانه فَإِنَّهُ يضر الْعين والأسنان ويضر الْمعدة جدا لِأَنَّهُ يوهنها ويضعف قوتها ويجعلها مغيصاً للفضول.)
فيلغريوس: يلقِي حب القوقايا فِي عسل يلوث الْحبّ فِيهِ مَرَّات. لي حل سكرا طبرزدا بِمَاء ورد واطبخه وَخذ رغوته واطبخه بِنَار لينَة حَتَّى يصير أغْلظ من الْعَسَل كثيرا كَأَنَّهُ عسل مَعْقُود ثمَّ لوث فِيهِ الْحبّ للشباب وللمشايخ يطْبخ بِعَسَل.
(2/305)
فيلغربوس: فِي شِفَاء الأسقام: إِذا لم يسهل الدَّوَاء وامغص وَحدث التمطي والسل فاحقنه فَإِن لم يجب طبعه والتوى من شدَّة الوجع فَأدْخلهُ الْحمام فَإِن التهب وأصابه امتداد فِي بدنه واحمرت عَيناهُ وجحظتا فافصد فَإِن لم يره إِلَّا المعض والوجع فَأدْخلهُ الْحمام وَيَأْكُل بعد خُرُوجه وَيكثر الْخمر عَلَيْهِ فَإِن لم يسكن المعض فليحقن أَيْضا وَيدخل الْحمام من أفرط عَلَيْهِ الإسهال فَأدْخلهُ الْحمام واسقه خمرًا صافياً مَعَ كعك فَإِن لم يحتبس فعصب يَدَيْهِ من أصل الْإِبِط تبدأ بِهِ ثمَّ تترا بِهِ وَالرّجلَيْنِ من الْأَدْوِيَة وضع على الْبَطن محاجم ولتكن كبارًا عدَّة واسقه ترياقاً أَو فلونيا والمركبة من القوابض والبزور اللطيفة والمخدرة واسقه فِي الصَّيف سويق شقير بِبَعْض الربوب وأطل على الْبَطن أضمدة قابضة طيبَة وَعدل الْهَوَاء الَّذِي هُوَ فِيهِ فَإِن مَال مَالِي الْبرد. لي يجب أَن يتدرج فِي هَذَا أَولا أَولا فَإِن ألجيت فَاسْتعْمل الْأَقْوَى فالأقوى من غشى عَلَيْهِ من إسهال وَبَردت ظَاهر بدنه زِدْت فِي استفراغه. لي قبل شرب المسهل يجب أَن تكون عنْدك أَقْرَاص قَوِيَّة فِي حبس الْبَطن مؤلفة من القوابض والعطرية والمخدرة وسفوف وأضمدة فَإِن أفرط الغشى عَن شرب المسهل بَغْتَة فتلاحق بِمَا يَنْبَغِي.
الساهر: إِذا أفرط أطبخ حب البرباريس ثَلَاثَة دَرَاهِم بالدوغ حَتَّى ينْعَقد واسقه ألف ألف الطَّبَرِيّ: إِذا كَانَ الَّذِي أسهله الدَّوَاء ضَعِيفا وَلم يُمكن إِدْخَاله الْحمام فصب ماءاً مغلي فِي طست وأكبه عَلَيْهِ وغطه حَتَّى يعرق فَإِنَّهُ ملاكه. لي يمكنك أَيْضا أَن تخرج رَأسه من الثِّيَاب وبدنه دَاخل حَتَّى يعرق عرقاً شَدِيدا.
النبض: الْعُرُوق تنفتح أفواهها إِلَى دَاخل شَدِيدا فِي الهيضة وإسهال الدَّوَاء والذرب وتنفتح أفواهها إِلَى خَارج عِنْد الْحمام وَعند التعرق الشَّديد وَلَو فِي الْحمام وَهَذَا يدل على أَن الْحمام والتعرق شِفَاء لفرط الإسهال. ج: المسهل مَتى لم يسهل انهضم وَولد فِي الْبَطن ذَلِك الْخَلْط الَّذِي يسهله وَهَذَا لَيْسَ بِصَحِيح)
لِأَن بزر الأنجرة لَا يُولد البلغم فِي حَال لَكِن الدَّوَاء فِي الصَّحِيح إِذا لم يسهل وانهضم ولد الْخَلْط المشاكل مزاجه فَإِن العاقر قرحاً إِذا لم يسهل البلغم ولد صفراء فعلى هَذَا فقس كل وَاحِد من المسهلة بَينه وَبَين أحد الأخلاط مُنَاسبَة بِهِ يجذبه والمسهل إِذا بَقِي فِي الْجوف إِذا كَانَ مِمَّا يَسْتَحِيل فِي الْبدن اسْتَحَالَ وانهضم وَصَارَ غذاءاً مولداً لذَلِك الْخَلْط الَّذِي يجذبه وَإِن كَانَ مِمَّا لَا يَسْتَحِيل أورث الْبدن حَالا رَدِيئَة والإسهال المفرط يكون عِنْد مَا تبقى قُوَّة المسهل قَوِيَّة قَائِمَة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق وَلم تَبْرَح فَإِنَّهُ يخرج الْخَلْط الأرق ثمَّ
(2/306)
الأغلظ أبدا إِلَّا الدَّم فَإِنَّهُ يخرج آخر كل شَيْء وَيخرج أَولا مَا فِي شَأْن الْأَدْوِيَة جذبه ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ فِي الرقة ثمَّ الدَّم بِآخِرهِ وَلذَا كل إسهال لي مَعْلُوم أَنه إِن كَانَ الإسهال يكون فِي هَذِه المجاري فَهَذِهِ كلهَا عَن الكبد تكون والمتصل من الكبد يكون بِهَذِهِ تحْتَاج أَن تدخل فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي حدبة الكبد وَهَذَا بعيد لِأَن ذَلِك كالشعر وأرق.
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)
الثَّانِيَة: فِي آخرهَا كَلَام يحْتَاج إِلَيْهِ فِي المسهلة وأرق. لي من أحد الْأُصُول الْعَظِيمَة إِلَى أَن يجْتَنب المسهل فِي الصِّحَّة وَالْمَرَض حَتَّى تلين الطبيعة قبل ذَلِك لينًا معتدلاً فَإِن الدَّوَاء إِذا لَقِي طبيعة يابسة قَوِيَّة أكرب وأمغص وَقل فعله وَبَقِي أَكْثَره فِي الْجِسْم وانهضم وأورث أَحْيَانًا حمى وبالضد إِذا كَانَت الطبيعة لينَة وَيجب أَلا تسرف فِي اللين لِئَلَّا يكثر إسهال الدَّوَاء جدا لَكِن بِقدر لين الطبيعة اجْعَل قُوَّة الدَّوَاء وبالضد أَيْضا.
من الكناش الْفَارِسِي: إِن عظم الإسهال فأعط الفلونيا.
قسطاً: المسهلة قُوَّة الجذب فِيهَا أَكثر من قُوَّة الإسخان وَمِنْهَا مَا يجذب من الْبدن أخلاطاً حارة فيخرجها وَيخرج بخروجها فَلذَلِك يسلم شَارِب الدَّوَاء المسهل على الْأَكْثَر من حرهَا والمسهلة الَّتِي لَهَا فضل حر كثيرا مَا يتَقَدَّم قبلهَا بِإِخْرَاج الدَّم وتبريد مَا بَقِي بعده لِئَلَّا يُمكن الدَّوَاء بعد أَن يُولد عفونة وَلَا حِدة إِذا وافاه ثمَّ اسْقِهِ مِنْهَا. قَالَ: حب النّيل يُورث مغصاً وذبولاً وضعفاً مَتى لم يقشر فَإِذا قشر وَرمى بقشره وَاسْتعْمل لبه كَانَ أقل لجنايته وَيعْمل فِي إِخْرَاج الفضول اللزجة عملا لم تره الْعين من الْأَدْوِيَة والأدوية القوية الإسخان وَإِن لم يظْهر لَهَا فِي ذَلِك إسخان فَإِنَّهَا تجْعَل الدَّم مستعداً لقبُول العفن والالتهاب من أدنى سَبَب بِأَدْنَى الْأَمريْنِ إِن الدَّوَاء إِن أحدث ذَلِك أَن يعقب بالفصد وتبريد جمله الْبَاقِي قَالَ: التربد يخرج المَاء الغليظ والهليلج)
يخرج الْخَلْط الحاد المستعد للعفن.
الأقراص البرمكية هليليج أصفر وأسود وبليليج وآملج وأبرنج بِالسَّوِيَّةِ تَرَبد جزءان فانيذ مثل الْجَمِيع يراب بِمَاء وَتخرج رغوته ويعجن بِهِ ويقرص القرص من عشرَة دَرَاهِم الشربة وَاحِد وَهَذَا الدَّوَاء معتدل لَا ينْسب إِلَى حرارة.
الْكِنْدِيّ من أَرَادَ الْقَيْء فَلْيدْخلْ الْحمام على الرِّيق فَإِذا ابتل بدنه خرج قبل أَن يضعف ويسترخي وَيشْرب فقاعاً قد ديف فِيهِ عسل حَتَّى يكظه ويستدعي الْقَيْء وَقد شدّ عَيناهُ فَإِذا انْقَطع الْقَيْء لبث سَاعَة واستدعى الْقَيْء ثَانِيَة فَإِنَّهُ يخرج بِهَذَا التَّدْبِير لزوجة كَثِيرَة. (المسهلة من الْأَدْوِيَة والأغذية والفتل) (والحقن والأضمدة والأطلية) تَدْبِير الأصحاء مَا يلين الْبَطن بِمِقْدَار حفظ الصِّحَّة: صمغ الْحبَّة الخضراء مِقْدَار
(2/307)
جوزة لب القرطم جزؤ عسل التِّين ثَلَاثَة أَجزَاء يُؤْخَذ مِنْهُ قدر بَيْضَة والإجاص المنقع بِمَاء الْعَسَل والتين الْيَابِس إِذا أَخذ قبل الطَّعَام وزيتون المَاء قبل الطَّعَام. لي وَالْبيض النيمرشت قبل الطَّعَام وَمَتى خلط بصمغ البطم بورق كَانَ أَكثر إطلاقا.
من كتاب مَا بَال شرب الدّهن قبل الطَّعَام يسهل خُرُوج الْغذَاء وَيُطلق الْبَطن.
الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض: الخربق يسهل خلطاً سوداوياً.
الْفُصُول الثَّانِيَة: أكل السّمك المالح قبل الطَّعَام والكراث يسهل الْبَطن وَالشرَاب بعد الطَّعَام إِذا انهضم يسهل الْبَطن وَالشرَاب العقص لَا يفعل ذَلِك.
الترياق إِلَى قَيْصر: السقمونيا يجذب الصَّفْرَاء بِخَاصَّة وَكَذَا يزر الأنجرة ويجذب البلغم والأخلاط المائية والأفيثمون يجذب السَّوْدَاء بِخَاصَّة. 3 (الحقن) الَّذِي يخرج الثفل سَرِيعا من الْأَدْوِيَة: حجر ملح دراني يحْتَمل أَو نطرون أَو عسل مَعْقُود يورق أَو لبن التوت أَو شياقة من بصل أَو مَاء البصل والثوم والكراث أَو زيل الفأر وَالْحمام وَيفْعل ذَلِك الحلتيت وَيجب أَن تدهن المقعدة.
رسم الطِّبّ بالتجارب: مثل الشَّيْء الْكَائِن فِي أَكثر الْأَمر الإسهال عَن السقمونيا.
أبيذيما الْخَامِس من السَّادِسَة: إِذا أردْت أَن تسهل الصّبيان لتنقي أبدانهم فأعط عصارة قثاء الْحمار وأعلف العنز مِنْهُ واسقه اللَّبن فَإِنَّهُ ينقي بدنه. لي أَي خلط أردْت إسهاله للصَّبِيّ فأعط لأمه الدَّوَاء وَيصْلح هَذَا لمن يتكره الدَّوَاء جدا أعلف العنز مَا تُرِيدُ من دَوَاء حَتَّى يصير مسهلاً. لي مطبوخ اللفتة للسعال والإسهال: أقماع بنفسج لَا ورقه عشرَة دَرَاهِم تُرِيدُ مصمغ ثَلَاثَة دَرَاهِم أصل السوس عشرَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبقي ثلثا رَطْل ويمرس ويصفي وَيجْعَل فِيهِ عشرَة دَرَاهِم سكرا وَإِن كَانَت حرارة غالبة فاطرح عَلَيْهَا شَيْئا من لعاب بزرقطونا ألف ألف واسقه. لي سبستان ثَلَاثُونَ عناب عشرَة تين أَبيض خَمْسَة أصُول السوس عشرَة تَرَبد أَرْبَعَة أقماع بنفسج عشرَة بطبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفي ويسقي مَعَ فانيذ خَمْسَة لي مِمَّا رَأَيْت مِمَّا يلطخ بِهِ فيسهل: عصارة فثاء الْحمار لبن الشبرم سقمونيا مرَارَة الثور طبيخ الحنظل وعصارته رطبه يطْبخ بهَا بعض الأدهان دهن الخروع إصطرك شمع قنة وسخ الْكوز عكر الزَّيْت ويطلى.
مسهل من الثَّانِيَة للمجذوم: حب الماهودانه إِحْدَى وَعِشْرُونَ حَبَّة جندبادستر ثَلَاث أبولسات اسحق الْجَمِيع واسقه مَعَ قوطولى دهن ورد وَهَذِه شربة فَمن أَرَادَهُ غير قوى فأعطه إِحْدَى عشرَة حَبَّة مَعَ سَائِر الأخلاط. لي شربة يَبِيعهَا إِنْسَان على الطَّرِيق وَهِي سليمَة وَتُؤْخَذ على الطَّعَام: شبرم حشيش لَا
(2/308)
لبن وكثيراء وسكر من دانقين إِلَى دانق وفلفل وزعفران يَجْعَل قرصة ويسقى. قَالَ: التجربة من لبن الشبرم أَن القيراط مِنْهُ يخلف عشرَة فَأَما هَذِه فَتخلف خمس عشرَة.
من الْمُقَابلَة للأدواء مسهل لمن يخَاف عَلَيْهِ استسقاءاً: ماهودانه درخميان جندبادستر نصف)
يشرب بِمَاء.
الأولى من الأغذية قَالَ ج: إِذا أخذت سفرجلة مشوية فِيهَا سقمونيا أطلقت الطَّبْع وَلم تحبس. لي وَكَذَا تطعم تفاحة يشوي فِيهَا سقمونيا وَلبن شبرم.
قَالَ ج: هَذِه السفرجلة تطلق ولذتها وَقَبضهَا ونفعها للمعدة قَائِمَة فِيهَا طبيخ الحلبة مَعَ عسل يسهل وينقي المعي من الأثفال. قَالَ: والشاهترج جيد للمعدة لِأَن فِيهِ مرَارَة وقبضاً وَلَا يحْتَمل كَثْرَة الطَّبْخ.
الْيَهُودِيّ يسهل الصَّبِي: إهليلج أصفر وأسود وأفسنتين ومصطكى وَتَربد وسقمونيا يُعْطي قدر حمصة والتربد يجلب من الرَّأْس بِقُوَّة.
أخلاط الدَّوَاء الْأَبْيَض لتنقية الرَّأْس تَرَبد حب النّيل أُوقِيَّة سقمونيا دِرْهَمَانِ يخرج مرّة وبلغماً وَحب النّيل يقطع غلظ السَّوْدَاء وَيذْهب بالعفن.
مطبوخ قوي لمن لَا يقدر على الهليلج: أقماع بنفسج أصُول السوس حب النّيل تَرَبد يطْبخ نعما ويصفى ويذاب فِيهِ قِيرَاط سقمونيا ويصفى وَيشْرب وَإِن أردْت أقوى فاطبخ فِيهِ شَيْئا من قشور شبرم جربت قشور الشبرم فَوجدت نصف دِرْهَم يسهل مجَالِس صَالِحَة وَاللَّبن أقوى.
قرصة فِيهَا دانقان وَهِي قرصة الْبَغْدَادِيّ الَّذِي حدثت عَنهُ: لبن شبرم دانق سكر أَبيض مثله ويعجن بِمَاء ويقرص وتدهن الْيَد بدهن لوز القرصة تقيم خَمْسَة صفراء وبلغم. لي الْيَهُودِيّ: مصلح.
قرصة تسهل وتسكن الْعَطش وتطفيء: أقماع بنفسج يَابِس دِرْهَم تَرَبد أَبيض محكوك حب النّيل مقشر نصف سقمونيا من ثَلَاثَة طاسيج إِلَى دانق رب السوس دِرْهَم بزرخيار تربجين مثلهَا يسْقِي جَمِيعًا. لي مطبوخ نَافِع من السعال يُطلق بِقُوَّة: عروق السوس دِرْهَم ألف ألف تَرَبد أَبيض محكوك حب النّيل ثَلَاثَة ثَلَاثَة أقماع بنفسج أَرْبَعَة يرض ويطبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء إِلَى أَن يبْقى رَطْل ويطرح فِي أُوقِيَّة وَنصف ترنجبين أَبيض ولعاب بزر قطونا ثَلَاثَة ويسقى فَإِنَّهُ يطفيء الْحمى واللهيب والعطش ويسهل بِقُوَّة وينقي مَا فِي الْمعدة ويطرح مَعَه بزر رجلة مسحوقاً ثَلَاثَة
(2/309)
دَرَاهِم وَإِن شِئْت أَن يسهل إسهالاً أقوى أدف فِي الطبيخ سقمونيا دانقاً وَلَا تخف فَإِنَّهُ تظهر مَعَه حرارة)
وَلَا غائلة لَهُ. 3 (حب سليم) هليلج أصفر وصبر أسقوطرى مر من كل وَاحِد جزؤ عصارة أفسنتين عصارة غافث ورق ورد مطحوناً تَرَبد سقمونيا يعجن بسكنجبين وَمَاء هندباء وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِقدر مَا يصلح.
الطَّبَرِيّ: من أفضل أدوية السعال عِنْد الْهِنْد التربد. 3 (كناش الْإِسْكَنْدَر) إِذا كَانَت حميات لهبة شَدِيدَة والبطن يَابسا فَإِنِّي أمرخ الْبَطن والجنبين بِمَاء ودهن مرخا جيدا فيسهل الْبَطن بذلك وَإِن كَانَ ورم أَو جساء فِي الْبَطن فلينه ويسهل خُرُوج الثفل. وَقَالَ: الْحِجَارَة الأرمينية تنفض السَّوْدَاء كالخربق وَلَا خطر فِيهِ والشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطاً إِلَى مِثْقَال بعد أَن يغسل مرَّتَيْنِ لتذهب غائلته. لي كَانَ الْكِنْدِيّ قد عالج من بِهِ طحال فبرئ بِسِتَّة مَثَاقِيل أفيثمون مسحوق مَعَ أوقيتين من السكنجبين. 3 (بولس مِمَّا يسهل السَّوْدَاء:) 3 (أفيثمون) نصف أُوقِيَّة بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل فاتراً وبالإيارج الَّذِي فِيهِ خربق أسود. لي مِمَّا يسهل أَصْحَاب الْأَبدَان الْيَابِسَة على مَا رَأَيْت فِي التجربة: الْأَدْوِيَة اللزجة أَكثر من الحارة وَرَأَيْت هَذِه قَوِيَّة فِي القولنج والثفل الْيَابِس وسقيت رجلا عشرَة دَرَاهِم خِيَار شنبر فمصه وَلم أجرعه عَلَيْهِ ماءاً لِئَلَّا يخرج سَرِيعا فَلَمَّا أصبح سقيته مَاء إجاص مطبوخ فَقَامَ وَاسْتعْمل هَذَا القانون فِي الصَّبْر فَإِنَّهُ يبطيء فعله وَذَلِكَ بِأَن تسقيه عشياً وَيشْرب عَلَيْهِ هَذَا مسهل لمن بِهِ حمى وسعال وَفِي بَطْنه ثفل يَابِس يغتذي بالبقول اللينة ثمَّ أعْطه عِنْد النّوم خِيَار شنبر يمتصه وينام عَلَيْهِ إِذا أصبح فاسقه هَذَا الْمَطْبُوخ: عناب مخيطة زبيب أصُول السوس تَرَبد يطْبخ ويسقي.
الْإِسْكَنْدَر مسهل لحمى الغب والمحرقة والرمد وكل دَاء من صفراء وَمن خلط حَار: عصارة ورد قسطان عسل قسط سقمونيا مشوية أُوقِيَّة يطْبخ الشربة التَّامَّة خمس فلنجياوات وَالصُّغْرَى اثْنَيْنِ وَنصف وَقَالَ: السقمونيا لَيْسَ يخرج الصَّفْرَاء بل والبلغم والغاريقون يخرج البلغم)
الغليظ وَالرَّقِيق إخراجاً كثيرا والقرطم يسهل البلغم.
الْإِسْكَنْدَر حب للصرع والفالج واللقوة والرعشة والحمى الْورْد وَالرّبع: حنظل سقمونيا قشر الخربق الْأسود والمقل أُوقِيَّة فربيون نصف يعجن بعصارة الكرنب الشربة من
(2/310)
عشْرين قيراطاً إِلَى ثَلَاثِينَ.
وَقَالَ: الْحِجَارَة الأرمينية تنقي السَّوْدَاء وَإِن لم تغسل قيئت وَإِن غسلت أسهلت الشربة ثَلَاثَة قراريط إِلَى خَمْسَة ينظر فِيهِ ألف ألف. وَقَالَ: يخلط قرنفل وقنطوريون صَغِير إِن طبخ وَشرب طبيخه أسهل صفراء وبلغما. ج: القطف يلين.
ابْن ماسويه: الرمانان إِن عصر شحمهما أسهل صفراء والتوت يلين قشور التوت إِن طبخ بِمَاء وَشرب أسهل طبيخه الْبَطن وَمِنْه التوت يسهل. ج: التوت النضج مِنْهُ يسهل وَكَذَا الْيَابِس إِذا دق مَعَ القرطم والنطرون وَأكل لين الْبَطن. 3 (د:) 3 (لبن التِّين) إِذا خلط بلوز مقشر ونشاستج وَشرب أسهل. ج: التِّين تطلق الْبَطن رطبا أَو يَابسا لبن التِّين يسهل والثوم يسهل وقشر أصل التافسيا وعصارته وطعمه يسهل والأوراق على مَا فِي بَاب الْقَيْء. 3 (د:) 3 (الغاريقون) إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء عسل أسهل وخاصته إسهال البلغم والسوداء.
بديغورس: مَتى قشر من حب الخروغ ثَلَاثُونَ وشربت بعد سحقها أسهلت بلغماً وماءاً. ج: دهن الخروع وحبه يسهل والخردل يلين.: بزر الخشخاش الْمصْرِيّ مَتى شرب مِنْهُ اكسونا بِمثل أُوقِيَّة من مَاء القرطم ألان الْبَطن وَقد يخلط بالناطف فيفعل ذَلِك والملوكية البستانية تلين. ج: وخاصة قضبانه.
روفس: الملوكية نَاقِصَة فِي الْإِطْلَاق وَكَذَا الحماض وَالْخيَار الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس طبيخ الْكَبِير)
مِنْهُ يسهل خاماً وَمرَّة. 3 (بواس) الخس ملين. د: إِذا شرب من لبن الخس البرى نصف دِرْهَم بخل وَمَاء ممزوج أسهل كيموسا مائياً. 3 (د:) 3 (خيارشنبر) خاصته إسهال الصَّفْرَاء. 3 (بديغورس) زهرَة الخثى وثمره إِن شرب بشراب أسهل. د: الخربق الْأسود مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أبولسات وَحده أَو مَعَ سقمونيا وملح أسهل بلغما وَمرَّة وَقد يطْبخ بأمراق وعدس فيسهل. د: الخربق الْأسود مَتى زرع عِنْد كرم كَانَ شرابه مسهلاً.
(2/311)
ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة المفردة الملينة إِذا شربت ألانت الْبَطن الميعة السائلة يشرب مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم بِثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء الْحَار وَكَذَا علك الأنباط البورق الأرميني والفجل وماؤه والسمك الطري والمصطكي والميويزج وبزر الأنجرة والبنفسج الْيَابِس وَالصَّبْر هَذِه كلهَا تنقي.
وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء: الغاريقون مِثْقَال مَعَ الأفيثمون مِثْقَال مَعَ مَاء الفوذنج البستاني وَمِمَّا يسهل خُرُوج الْأَطْعِمَة: الْخبز الخشكار يلين زيتون المَاء إِذا أكل طَربا قبل الطَّعَام والأطراف والأدمغة والبطيخ وَالْعِنَب والتوت والجوز الرطب والإجاص الرطب أَو ينقع بِخِلَاف يقدم قبل الطَّعَام لمن معدته يابسة فَاسِدَة والجبن الحَدِيث يُؤْكَل بِعَسَل وَالْعَسَل إِذا لم تنْزع رغوته إِذا لعق قبل الطَّعَام والسكنجبين وَالشرَاب الحلو وَأكل القابضة بعد الطَّعَام وَتَقْدِيم الْبُقُول بِزَيْت ومري كالفرع والسلق والملوكيا وَالْبيض النيمرشت يتحسى.
إِسْحَاق ينْقض البلغم: تَرَبد وغاريقون وملح هندي وبورق أرميني ولب القرطم والأشياء الَّتِي تسْتَعْمل فِي أدوية الصِّحَّة انفض الثّقل: بقول مطيبة يمري وزيت وخاصة السلق والكرنب والقطف ألف ألف والبقلة اليماينة واللبلاب ولب القرطم إِذا خلط بالطبيخ ومرق الديوك وَمن الْأَدْوِيَة: التناسب إِذا كَانَ أقوى وَالَّذِي يصلح لمن رأى أَمَارَات الصَّفْرَاء من)
الأصحاء أَن ينفض بدنه بِمَاء الْجُبْن لتنقي عروقه وَإِن ثقل عَلَيْهِ فليشربه بملح قَلِيل وسكر شَيْئا قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّمَا يجب أَن يلفي فِيهِ ملح كل يَوْم قَلِيلا فِي أول شربه يشربه فَإِذا كَانَت العلامات الدَّالَّة على الصَّفْرَاء أقوى فليلق مَعَه إهليلج أصفر مَتى احْتِيجَ إِلَى تليين الْبَطن فِي الْعِلَل الحارة وَلَا تسهله إسهالاً كثيرا وأسفه من عصارة قضبان الفرفير ثُلثي رَطْل مَعَ سكر والإجاص المنقوع بجلاب وَرُبمَا جعل فِي هَذَا الْجلاب تُرِيدُ وسقمونيا على قدر الْحَاجة وَمَاء اللبلاب ولسان الْحمل أَخذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر فستقه وَمَتى خلط مَعَ بورق قَلِيل.
وَمِمَّا يسهل بلغماً: الحنظل والمازربون وفثاء الْحمار ولبني ارهبان والكمافيطوس والمقل وَمِمَّا يسهل الصَّفْرَاء سقمونيا والخربق الْأسود والإهليج الْأَصْفَر.
وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء: الأفيثمون والبسفايج والهليلج الْأسود والصعتر الْبري وَالْحجر الأرميني والدقيق من القنطوريون وشحم الحنظل.
وَمِمَّا يسهل المَاء: النّحاس المحرق والمازريون والفربيون والماهودانه.
أبقراط: الخربق ينفض الْمرة والبلغم الَّذِي يكون عَنهُ الصرع وَالْجُنُون وَنَحْوهمَا وصمغ الشبرم يسهل المَاء والقردمانا والقرطم وتوبال النّحاس. وَقَالَ: الشرية من القرطم أَو الْوُسْطَى سَبْعُونَ حَبَّة وَالصُّغْرَى إِذا كَانَ القرطم عتيقاً فَأَما الحَدِيث فالشربة القوية
(2/312)
لَا يخلط بشحم الْمعز أَو بالسنا فَإِنَّهُ ينفض البلغم. وَقَالَ: الشربة من قشور النّحاس نصف أكسونافن قد عجن بِعَسَل وَيشْرب بعده مَاء حَار. 3 (مسهل للبطن) لبلاب أَبيض يسحق وَيصب عَلَيْهِ ورد ودهن رطبَة وَقَالَ: الخربق الْأَبْيَض ينفض أَيْضا من أَسْفَل نفضاً حسنا يكسر صغَارًا ويعجن بِعَسَل ويسقى وَمَتى طبخ بِالْمَاءِ ثمَّ صفى المَاء وَجعل مَعَه عسل وطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَسقي مِنْهُ ملعقة كَانَ مسهلاً متوسطاً يصلح للضعفاء.
دهن مسهل: شَحم حنظل غير مسحوق ثَلَاث أَوَاقٍ يلقِي فِي رَطْل دهن طري ويشمس أسبوعاً ويلقي فِيهِ ثَلَاث أَوَاقٍ يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ويصفى ويدهن بِهِ الْموضع الَّذِي هُوَ فِيهِ وقم فِي الشَّمْس سَاعَة موضعك لَا يصيبك ريح يكون دفئاً وَإِذا أقبل يمشيك فِي الشَّمْس فَإِنَّهُ يمشيك مقاعد صَالِحَة وَمَتى أردْت قِطْعَة فَاشْرَبْ سويقاً أَو كل. 3 (أركاغانيس) إِذا دق القرطم وغلى بِمَاء وَجعل على المَاء عسل وسكر وَشرب أسهل إسهالاً قَوِيا كإسهال الإيارج وأقامه بدله فِي كتاب الْأَمْرَاض المزمنة فِي بَاب القولنج فِي دَاخل الْحجاب.
الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي انجذاب الأخلاط: مَاء الْجُبْن يسهل صفراء حارة لَا يخالطها غَيرهَا والسرمق يخرج صفراء وينقي ألف ألف مَادَّة اليرقان والرند يضعف الْحَرَارَة الغريزية فتضعف عِنْد الْإِمْسَاك فيسهل الأخلاط وَهُوَ يصغر النَّفس والنبض والمازريون يؤلم الْأَعْضَاء ويرخيها وَلذَلِك يسهل وَكسب الخروع يحِيل مَا فِي الْبَطن إِلَيْهِ ويسهله والسكنجبين الشَّديد الحموضة يقطع الأخلاط ويسهلها أَن تخرج من الْبَطن والحنظل لطيف نَارِي تبلغ قوته أقْصَى الْجِسْم مَعَ فعله فِي الْبَطن الكندس مَتى أَكثر مِنْهُ أسهل وآلم الْمعدة.
مَجْهُول: دس الهليلجين فِي الحنظل الرطب وَيتْرك على شَجَرَة فَإِذا كَانَ فِي الشتَاء أَخذ وجفف فِي الظل ويطلي على الْبَطن فَإِنَّهُ يخلف وَهُوَ جيد للمعدة يسْتَعْمل بعد التوحش لَهُ.
مسهل سليم ابْن ماسوية معجون طيب الطّعْم يسهل بِلَا أَذَى وَيصْلح للنفض ولتليين الْبَطن: سمسم مقشر دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف شَحم حنظل نصف ملح هندي غاريقون بزر كرفس بزر الْورْد كثيرا من كل وَاحِد اثْنَان تَرَبد وَاحِد وَنصف يعجن بِعَسَل الطبرزد الشربة دِرْهَم وَنصف بِمَاء فاتر.
اسْتِخْرَاج حب يلين تَلْيِينًا صَالحا بِلَا أَذَى وَلَا تهييج حرارة وَيشْرب فِي القيظ: إهليلج أصفر وَتَربد محكوك دِرْهَم دِرْهَم سقمونيا وَحب النّيل وَورد وعود من كل وَاحِد دانق وَنصف)
عصارة أفسنتين وكافور طسوج من كل وَاحِد يجب بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَهَذِه شربة.
(2/313)
مسهل يسكن الصَّفْرَاء وَيذْهب تكسير الْبدن والحمى والحرارة وَهُوَ: شراب الإجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْأَشْرِبَة عِنْد حرف التَّاء.
من الْكَمَال والتمام حب يسقى فِي الحميات الحارة مَكَان الْخِيَار شنبر والترنجبين إِذا كَانَ السعال واحتيج إِلَى إسهال قوي: بنفسج يخرج ربه على مَا تعلم وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة وكثيراء ثلثة وَرب السوس لِسَان الثور سَبْعَة وَيشْرب من هَذَا الْحبّ أَرْبَعَة دَرَاهِم بأوقيتين شراب بنفسج مَعْمُول بترنجبين قد أصلحت أَنا هَذَا وَلم يكن فِي الأَصْل رب البنفسج وَهَذَا يسهل إسهالاً كثيرا فَإِن أردته أَكثر فألق فِيهِ من رب التربد نصف دِرْهَم لعاب بزر قطونا درهما وَاحِدًا فَإِنَّهُ غير ضار وَلَا يهيج حرارة.
وَمن الْكَمَال والتمام: مطبوخ يسهل صفراء وبلغماً: زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة دَرَاهِم إجاص ثَلَاثُونَ تمر هندي دون نوى عشرُون عناب دون نوى خَمْسَة شاهترج خَمْسَة عشر درهما أنيسون مصطكى دِرْهَم من كل وَاحِد تَرَبد دِرْهَم مَتى أردْت أَن تسقيه بِلَا بَيَاض عشرَة دَرَاهِم وَإِن أردْت أَن تَسْقِي مَعَه بَيَاضًا خَمْسَة عشر درهما يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويسقى مِنْهُ وَنصف رَطْل وبياضه إِن جعلت التربد خَمْسَة دَرَاهِم تَرَبد دِرْهَم ملح دانق.
دَوَاء للإسهال لمن كَانَ محروراً فِي القيظ: رائب بقر حامضاً أوقيتان يداف فِيهِ سقمونيا ألف ألف دانق وَنصف يسهل كيموسا أسود يطْبخ فوذنج جبلي أُوقِيَّة وَنصف ف رَطْل وَنصف من المَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَيشْرب.
حب بَارِد يسهل: إهليهج أصفر دِرْهَم سقمونيا وَورد دانق غاريقون صَبر نصف نصف يعجن بِمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وَيشْرب بجلاب وَهِي شربة. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: الصَّبْر يبلغ قوته أَن يحدر من الْبَطن وجداول الْغذَاء إِلَى الكبد فَقَط والمغسول أَجود للمعدة وَغير المغول أَكثر إسهالاً اسْتِخْرَاج: إِذا جعلته مَعَ سقمونيا فاجعله مغولاً.
قَالَ ج: لَا تسهل من فِي بَطْنه ورم بالأنجرة والقرطم واللبلاب خير من أَن تسهل بِالصبرِ. ج فِي حفظ الصِّحَّة: مَتى سقى الشُّيُوخ دهنا قبل الطَّعَام أسهل وَإِن احْتبست بطونهم)
فأعطهم من صمغ البطم قدر جوزة صَغِيرَة فَإِنَّهُ يلين بِلَا أَذَى ويجلو مجار الكبد وَالطحَال حنين ف كتب الْقَصْد: مَاء الْملح يسهل بلغماً لزجا. لي
(2/314)
معجون للقولنج: سقمونيا خرق أَبيض ربع دِرْهَم من كل وَاحِد حب النّيل شَحم حنظل وكثيراء دانقان من كل وَاحِد فربيون دانق تَرَبد دِرْهَمَانِ يطْبخ التربد بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ المَاء وَيحل فِيهِ وَهَذِه شربة معتدلة وَمَتى أردته أقوى فَخذه مرّة وَنصفا.
مسهل عَجِيب نَافِع من الْحمى فِي الصَّيف: سقمونيا عشرَة دَرَاهِم تَرَبد ثَلَاثُونَ درهما لوز مقشر عشرُون درهما ينقع التربد يَوْمًا وَلَيْلَة وَيكون التربد مصمغا جيدا ثمَّ يغلي فِي ميبه غلياناً كثيرا بِرِفْق فِي زجاجة إِلَى أَن يغلظ ثمَّ يعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وَيرْفَع الشربة المعتدلة دِرْهَمَانِ وَنصف إِلَى أَرْبَعَة وَإِن أردته بالعجلة فاجمع الأخلاط واعجنه بسكنجبين.
سَابُور قرص مسهل: تَرَبد عشرَة حب النّيل سقمونيا دِرْهَمَانِ وَنصف أصل السوس ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد أَرْبَعَة يتَّخذ أقراصاً يشرب القرص بِثَلَاث سكرجات وَهَذَا عِنْدِي غير جيد التَّرْكِيب لِأَنَّهُ يجب أَن يكون الْغَالِب الْورْد وَرب السوس لِأَن الْقَلِيل مِنْهُمَا لَا يُؤثر أثرا بل خُذ وردا درهما وَرب السوس نصفا سقمونيا دانق إِلَى أَربع حبات النّيل دانق تَرَبد دِرْهَم يعجن بِمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب أَو سكنجبين ويحبب وَهُوَ شربة.
القوى الطبيعة: القرطم والحبة المنسوبة إِلَى جَزِيرَة قبرس وشوكة الحصارين تجذب البلغم. وَقَالَ: زهرَة النّحاس وتوباله والمازريون يسهل المَاء والسقمونيا يجذب الْمرة. قَالَ: الدَّوَاء الَّذِي من شَأْنه اجتذاب خلط مجتذب فِي الْبدن الَّذِي فِيهِ من ذَلِك الْخَلْط أَكثر وَفِي السن والزمن المكتر لذَلِك الْخَلْط أَكثر وبالضد حَتَّى أَنَّك إِن سقيت شَابًّا نحيفاً مُسْتَعْملا للكد فِي وَقت صَائِف مَا يخرج البلغم وجدته لَا يسهل إِلَّا يكد وَفِي غَايَة الْقلَّة ويضره غَايَة الْمضرَّة وبالضد.
الأغذية لج: لَو خلطت بِمَاء الشّعير قَلِيل سقمونيا وَمَا أشبهه لم ألف ألف يبطل فعله على حَال ولين الطبيعة تَلْيِينًا ظَاهرا وَمِمَّا يسهل وَيخرج الطَّعَام: شراب حُلْو قبل الطَّعَام قدر نصف رَطْل وينقع الْجَوْز فِي المَاء حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْجَوْز الرطب ثمَّ يُؤْكَل بمري فائق فَإِنَّهُ يلين. لي مسهل للحرارة والسعال: بنفسج نيلوفر أصل السوس ويغمر بِمَاء وينقع يَوْمًا وَلَيْلَة ويطبخ بِنَار لينَة حَتَّى يغلظ قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَمن لب خِيَار شنبر أَربع أَوَاقٍ ترنجبين رَطْل يجمع ذَلِك كُله ويطبخ على فَحم وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام الْعَسَل الرَّقِيق ويسقى مِنْهُ أَربع)
أَوَاقٍ بأوقيتي مَاء فَإِن أردته أقوى فألق فِيهِ مَاء البنفسج حَتَّى تطبخه تربدا مصمغاً عشرَة دَرَاهِم وَيجب أَن تطبخ فلوس الْخِيَار شنبر ويصفى ويعقد وَهَكَذَا فافعل بالترنجبين. لي شراب بنفسج: عروق سوس عشرُون درهما تَرَبد عشرَة بنفسج يَابِس ثَلَاثُونَ يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة والتربد مرضوض وَكَذَا أصل السوس ثمَّ يطْبخ على نَار فَحم حَتَّى يصير رطلا ويصفى ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من الترنجبين محلولاً معقوداً بطبرزد جيد ويطبخ وَتخرج رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام ويسقى مِنْهُ.
(2/315)
قرصة مسهلة وَإِن شِئْت حبا وينفع السعال: يُؤْخَذ من عقيد التربد نصف وَمن عقيد السوس دِرْهَم وَمن الكثيراء دانق وَيجْعَل قرصاً أَو حبا وَيصْلح أَن يكون مِنْهُ دَائِما تَحت اللِّسَان فَإِنَّهُ يلين الصَّدْر ويسهل ويسكن الْعَطش.
الترياق إِلَى قَيْصر: السقمونيا يستفرغ البلغم والخلط المائي.
السمُوم إِلَى ج: الخربق الْأسود يسهل سَوْدَاء فَإِن أَخذ الشَّارِب لَهُ كزاز قَتله.
أبيديميا: المسهلة الضعيفة لَا تقدر أَن تسهل الْبَطن إِذا كَانَ فِيهِ ثفل يَابِس عَتيق صلب فَيحْتَاج إِلَى الحقن ليحل ذَلِك الثفل ثمَّ يسقى أَيْضا.
جَوَامِع النبض الْكَبِير: الخربق الْأسود يسهل السَّوْدَاء وَهُوَ أَضْعَف وَأَقل خطراً من الْأَبْيَض والأبيض يقيء.
روفس فِي أوجاع المفاصل: أَدخل صمغ الْكَرم الْبري فِي عداد السقمونيا واليتوع فِي المسهلات.
قَالَ: والحنظل مُضر بالعصب. لي حب مسهل يُؤْخَذ لَيْلًا ويسهل فِي غَد وَيخرج الثفل: صَبر وعلك البطم نصف نصف لي مسهل للأدوية السوداوية الجذام والمالنخوليا والقروح الرَّديئَة والسرطان: يلقى على رطلين من سكنجبين وَهُوَ حَار سَاعَة ينزل على النَّار أُوقِيَّة أفيثمون أقريطشى خربق أسود مسحوق خَمْسَة دَرَاهِم وَيتْرك حَتَّى يبرد ويصفى وَيسْتَعْمل.
الْفُصُول: شرب الفقاح بعد الطَّعَام يلين وَتَقْدِيم المالح والكراث قبل الطَّعَام يسهل. أَخْبرنِي من أَثِق بِهِ أَنه رأى أَعْرَابِيًا يمسح قَدَمَيْهِ بشحم الحنظل الرطب مسحاً جيدا سَاعَة فيقيمه مَجْلِسا ثمَّ يُعِيد ذَلِك فيقيمه حَتَّى اكْتفى.
الميامر: الصَّبْر مِقْدَار قوته فِي الإسهال أَن يسهل مَا يماسه فِي الْمعدة ألف ألف والأمعاء)
وَرُبمَا بلغت قوته إِلَى الكبد فَأَما إِن يكون كالأدوية الجاذبة فَلَا والمغسول مِنْهُ يضعف إسهاله وتقل حِدته.
حنين: من كتاب الْمعدة: عصارة قثاء الْحمار سقمونيا مرَارَة الثور بِالسَّوِيَّةِ يجمع بشمع ودهن ويضمد بِهِ. لي اجْعَل بدل قثاء الْحمار شَحم حنظل. لي يعصر الحنظل الرطب ويعجن بِهِ دَقِيق ترمس أَو يعجن شمع ودهن ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ مسهل.
من الْمعدة لحنين: شَحم الحنظل أوقيتان سقمونيا ثَلَاث أَوَاقٍ عصارة الأفسنتين أُوقِيَّة مقل نصف أُوقِيَّة يعجن بِمَاء الكراث ويتخذ حبا كالكرسنة ويسقى لحمى الرّبع وَالْغِب فِي حدوثها وللبثر وتقشر الْجلد والرمد والحرارة ودرور الطمث وَعلل أخر كَثِيرَة وَيُعْطى مِنْهُ للصبيان حبتان أَو ثَلَاث وللأحداث سبع وللرجال عشر إِلَى خَمْسَة عشر مدح حنين هَذَا الْحبّ جدا وَقَالَ: لَا أرى لَهُ خطراً.
(2/316)
قرص ألفته على نَحْو قرص عَبدُوس يسْقِي فِي الحميات الغب وَالرّبع والبلغمية وينفع نفعا فِي الْغَايَة: سقمونيا دانق شَحم حنظل ربع دِرْهَم حب النّيل مقشر دانقان عصارة أفسنتين نصف يَجْعَل قرصاً بِمَاء الكثيراء وَهِي شربة كَامِلَة وَقد يُؤْخَذ نصفهَا وثلثها.
قرص جيد للغب: سقمونيا مشوي فِي سفرجلة عصارة الأفسنتين مثلا يعجن بِمَاء الهندباء ويقرص الشربة نصف مِثْقَال يسهل بِلَا عنف وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فاطرح فِيهِ طسوج كافور وَإِن سقيت هَذَا الْحبّ وَفِيه عصارة الهندباء نفع الكبد الملتهبة نفعا عَظِيما ونقى اليرقان فأطفأ الْحَرَارَة.
جوارش مسهل للساهر: سفرجل حامض ينفع فِيمَا يغمره خلا ويطبخ فِيهِ حَتَّى يتهرى ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ مثله سكرا أَبيض فيعقد فِي طنجين بِنَار لينَة ويلقى لكل رَطْل مِنْهَا قبل العقد سَبْعَة سقمونيا فَإِنَّهُ قوي والشربة خَمْسَة عشر درهما وَيُؤْخَذ من التربد المحكوك جزؤ ومثلاه من حب النّيل ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرْفَع ويسقى من دِرْهَم إِلَى ثَلَاث على قدر مَا تَرَبد وَمَتى أردْت ذَلِك بِسُرْعَة فَخذ من السفرجل فغله بخل خمر حاذق حَتَّى يتهرى وَصفه وَخذ سكرا مثل مَا وصفت مرَّتَيْنِ وألقه فِيهِ واطبخه حَتَّى يغلظ وَخذ دانق سقمونيا وَدِرْهَم تَرَبد وَنصف)
دِرْهَم من حب النّيل واعجنه بِدِرْهَمَيْنِ من حب النّيل واعجنه بِدِرْهَمَيْنِ من الَّذِي طبخت وخذه فَإِنَّهُ جيد. لي الِاعْتِمَاد فِي المسهل الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ مَعَ خفته يسقى المحموم وَغَيره: إهليلج نصف دِرْهَم تَرَبد دانقان سقمونيا مشوية دانقان يتَّخذ قرصاً وَيُعْطى.
الساهر: إِذا أخذت سِتَّة دَرَاهِم أفيثمون منقى وعجنته بأوقية سكنجبين وشربته بأوقية سكنجبين وَمثله مَاء أسهل خمس مجَالِس سَوْدَاء وأذهب الكلف. لي يُؤْخَذ هَذَا: الأفيثمون بالنعنع بِلَا طبخ. لي حب ألفته للسوداء: يدبر الخربق والبسبايج والتربد والأفيثمون والغاريقون ألف ألف ويركب مِنْهَا بعد مَعَ حجر أرميني وعلك القرنفل البزر الَّذِي وَصفه أبقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة يسهل بِهِ مَعَ السقمونيا هُوَ بزر القريص وَالصَّبْر إِذا خلط بالمسهلة منع من ضررها بالمعدة.
أركاغانيس فِي الْأَمْرَاض المزمنة: الخربق مَتى أنعم سحقه كَانَ أَجود لفعله وَإِن لم يسحق كَانَ آمن من أعراضه الرَّديئَة فَإِن توَسط فِيهِ كَانَ أحسن الطَّرِيقَيْنِ.
أبقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة: المسهلة تضر بالمعدة وخاصة بعصبها إِذْ كَانَ أَكثر حسا فَلذَلِك رأى أبقراط أَن يخلط بالمسهلة القوية بعض الْأَشْيَاء العطرية لِئَلَّا يلقى فَم الْمعدة
(2/317)
فيجرده وَقَالَ: لَيْسَ فَسَاد المسهلة من أَن يُؤْخَذ دواءان أَحدهمَا يسهل البلغم وَالْآخر المرار لِأَنَّهُ مُمكن أَن يسهلا فِي وَقت وَاحِد من هذَيْن الخلطين لَكِن مَتى كَانَ أَحدهمَا يسهل يرد الْبدن وَالْآخر بإبطاء فَإِن الإسهال يكون مضطرباً يحتبس ويكد بعسر وبكرب وَشدَّة وَذَلِكَ أَن الَّذِي يسهل سَاعَة يرد إِذا أسهل بِسُرْعَة أخرج مَعَه أَيْضا شَيْئا مِمَّا يسهله البطيء الإسهال وَإِذا احْتبسَ فعل الأول وابتدأ الثَّانِي كَانَ فعله فِي الْخَلْط الَّذِي يسهله أعْسر لِأَنَّهُ قد قل وَضعف الدَّوَاء فِي قوته وَخرج مَعَه طَائِفَة من الأول.
قَالَ: الْأَشْيَاء العطرية تصلح المسهلة وتعينها على الإسهال لِأَنَّهَا تفتح وتلطف.
من اختيارات حنين شربة سليمَة: إطريفل أَصْغَر ثَلَاثَة دَرَاهِم ترد محرك منخول ثلثا دِرْهَم غاريقون نصف دِرْهَم سقمونيا قِيرَاط ملح نفطي دانق تجمع بالإطريفل وَيُؤْخَذ.
حنين الميامر: مَتى طبخ بِمَاء شرب بكر لين وأدر وَهُوَ فِي مَذْهَب الشاهترج من النَّفْع للجرب وَنَحْوه. وَقَالَ: الَّذِي يحضرني أَنه يهل السَّوْدَاء: الأفيثمون مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ تسع)
أَوَاقٍ لبن والصعتر الَّذِي يُسمى غجلنجن إِذا شرب مِنْهُ ثَمَانِيَة عشر قيراطاً وتسهل السَّوْدَاء أَشْيَاء تكون على الصعتر إِلَّا أَنه أَضْعَف من الأفيثمون والخربق الْأسود والأقحوان يسهلان السَّوْدَاء.
من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: يقطر فِي التِّين قطرات من لبن اليتوع فَإِنَّهُ يلين تَلْيِينًا جيدا.
من الْمسَائِل الطبيعية: السقمونيا إِذا كَانَ قَلِيلا وَكَانَ عتيقاً أدر الْبَوْل وعقل الْبَطن والْحَدِيث الْكثير يقل الْبَوْل ويسهل.
روفس فِي المالنخوليا: الأقحوان يسهل السَّوْدَاء مَتى شرب مِنْهُ ثلثا دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل.
ابْن ماسويا فِي تَدْبِير الْأَزْمِنَة: خَاصَّة شَحم الحنظل تنقية الدِّمَاغ وأغشيته من الرطوبات الرَّديئَة وخاصة الصَّبْر تنقية الْمعدة والأمعاء من الثفل. لي ورد النسرين يسهل إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَن الدِّرْهَم يسهل مجَالِس صَالِحَة مجرب.
ابْن البطريق: مَتى شرب من الخربق نصف دِرْهَم أسهل سَوْدَاء.
حب مسهل فِي الحميات الحادة والعطش والسعال: تَرَبد ورد رب السوس كثيراء نصف من كل وَاحِد سقمونيا دانق لعاب بزر قطونا قد جفف يجمع ذَلِك وَيجْعَل قرصة ويسقى بأوقية جلاب لي أصبت هَذَا الْحبّ فِي كتاب الْعين الْمَجْمُوع وأصلحت أَنا مِنْهُ أَشْيَاء. ألف ألف
(2/318)
أقرباجين ابْن سرابيون: سكر الْعشْر خَمْسَة سقمونيا وَاحِد يدق وينخل ويلت بدهن لوز حُلْو الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بجلاب.
حب الصَّبْر الْجيد للمعدة جيد قبل الطَّعَام وَبعده: هليلج أسود وكابلى دِرْهَم دِرْهَم نصف مصطكى ربع يجب وَيُؤْخَذ بِقدر الْحَاجة ويعجن بِمَاء ورق الأترج أَو قشور الأترج.
من كتاب عِيسَى ابْن ماسة فِي التَّدْبِير: أرى أَن يشرب شَحم الحنظل فِي آخر الشتَاء إِذْ فِي الْجِسْم إِذْ ذَاك أخلاط جامدة غَلِيظَة وَيصْلح بصمغ اللوز وبالكثيراء وبالكون وشحم الحنظل يخرج من العصب والأعضاء العصبية خلطاً لزجاً.
اختيارات حنين: مسهل قد ذَكرْنَاهُ فِيمَا تقدم فاعتمد عَلَيْهِ. وَقَالَ: الأفيثمون مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة مَثَاقِيل مَعَ تسع أَوَاقٍ من اللَّبن أسهل إسهالاً قَوِيا أقوى من سَائِر الْأَدْوِيَة المسهلة للسوداء.
قَالَ: والخربق يسهل السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ الأقحوان.
السَّادِسَة من أبيديميا: مَتى أردْت إسهال الطِّفْل فَاسق أمه سقمونيا أَو قثاء الْحمار ثمَّ يرضعها)
من غَد ذَلِك الْيَوْم. لي يُمكن أَن يتلطف فِي هَذَا فَيحل فِي أُوقِيَّة من لبن الْأُم حَبَّة من السقمونيا أَو تعلف الماعز حنين قَالَ: سَمِعت قوما يَقُولُونَ: عصارة لفائف الْكَرم تسهل السَّوْدَاء بِقُوَّة. لي الفاشرشين يسهل سَوْدَاء.
بولس المسهل للصفراء: الصَّبْر إِن أَخذ مِنْهُ دِرْهَم وَنصف مَعَ مَاء الْعَسَل أسهل صفراء وَيُعْطى قبل الطَّعَام وَمن يُعْطي الصَّبْر قبل الطَّعَام يُخطئ لِأَنَّهُ يفْسد الطَّعَام وَينفذ فَاسِدا وَمَتى أَخذ من الصَّبْر أقل من دِرْهَم فَإِنَّهُ يسهل الزبل من الْأَعْضَاء فَقَط وَلَيْسَ فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة المسهلة أَجود للمعدة مِنْهُ وأجود مَا يكون الصَّبْر لمن يجد ثقلاً فِي رَأسه ورمداً وَلمن بِهِ عطاس كثير وَمن يتخيل لَهُ أَشْيَاء فِي نَومه من غير حمى وَمن يحس بقشعريرة وخدر وَمن يخرج مِنْهُ ريَاح حريفة أَو يعرض لَهُ لذع فِي المعي واحتراق فِي الْمعدة ويحس أَنه خلط رَدِيء ينصب إِلَى الْمعدة وَمن بِهِ فضول كَثِيرَة لَا يُمكن فِيهِ الحقنة وَلَا يبلغ الصَّبْر أَن يجذب من الأقاصي بل إِنَّمَا يَأْخُذ من المعي والجداول. لي شربت امْرَأَة سَبْعَة دَرَاهِم من الصَّبْر فِي خبيص فَلم يسهلها يَوْمهَا وأسهلها بِرِفْق أسبوعاً وَذَلِكَ لَهَا عَادَة كل سنة تَأْخُذهُ.
السَّادِس من مسَائِل أبيذيميا: الخربق الْأسود يقيء ويسهل والأبيض كَذَلِك يفعل إِلَّا أَنه أخطر مِنْهُ.
(2/319)
المسهلات الْمُفْردَات: الخربق الْأسود يخرج الْمرة الصَّفْرَاء وَيصْلح فِي الْأَمْرَاض الحادة وَمن بِهِ أَعْرَاض عتيقة مزمنة مرارية كالجنون والشقيقة والصداع المزمن النزلات الدائمة إِلَى الْعين والرئة وَتصْلح للعلل الَّتِي فِي الصَّدْر والأحشاء والمثانة وَالرحم مِمَّا يحْتَاج إِلَى أَن يسهل واليرقان والقوابى والجمرة والبثور الساعية بِلَا عنف وَلذَلِك قد يعْطى للمحموم أَيْضا بعد أَلا تكون حماه شَدِيدَة ألف ألف والشربة لمن لَا حمى بِهِ ثَمَانِيَة عشر قيراطاً ويخلط بِهِ عسل أَو فوتنج جبلى أَو شَيْء آخر مِمَّا يصلح وَينفذ سَرِيعا ويوافق الْمعدة كالأنيسون وَنَحْوه.
السقمونيا: يسهل صفراء قَرِيبا مِمَّا يسهل الخربق وَهُوَ اردأ للمعدة من جَمِيع المسهلة فليأخذه من لَا حمى بِهِ ومعدته قَوِيَّة والشربة أَكْثَرهَا اثْنَا عشر قيراطاً مَعَ ملح أَو فلفل أَو زنجبيل أَو شَيْء آخر مِمَّا ينفذ سَرِيعا وَيصْلح للمعدة.)
شَحم الحنظل: يخلف السَّوْدَاء وفضولا مخاطية وَلَيْسَ يخلف ذَلِك من الْعُرُوق من الدَّم كَمَا يفعل الخربق والسقمونيا بل يسهل من العصب والأعضاء العصبية وَأكْثر شربته دِرْهَم وَنصف مَعَ مَاء وَعسل ثَلَاث أَوَاقٍ وَقد إِلَى فِيهِ سذاب وَلَا ينعم سحقه لِأَنَّهُ يسحج ويضر بالأعصاب وينفع لأوجاع الرَّأْس العتيقة والأوجاع المزمنة الَّتِي فِي صفاق الدِّمَاغ والشقيقة والبيضة والفالج وَمن بِهِ لقُوَّة مزمنة ونزلات مزمنة إِلَى الْعين وَمن بِهِ عسر النَّفس وربو وسعال مزمن ووجع عصارة قثاء الْحمار: يخلف قَرِيبا من إخلاف السقمونيا الشربة تسع قراريط مَعَ تسع أَوَاقٍ لبن.
يتوع: يخلف كالسقمونيا يُعْطي من لبنه خمس قطرات يعجن بسويق ويبلغ سَرِيعا لِئَلَّا يحرق الْفَم.
ماهودانه: يخلف الصَّفْرَاء كالسقمونيا الشربة تسع حبات إِلَى خمس عشرَة حَبَّة فَمن كَانَ جيد الْقُوَّة قوى الْمعدة مُحْتَاجا إِلَى استفراغ كثير فليمضغ الْحبّ مضغاً جيدا وَمن كَانَ ضَعِيفا رَدِيء الْمعدة فليبعه صحاحاً.
غاريقون: فعله قريب من شَحم الحنظل وَلَيْسَ برديء للمعدة جدا الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف مَعَ شراب الْعَسَل.
ايرسا: شَبيه الْقُوَّة بالغاريقون الشربة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً مَعَ شراب الْعَسَل وَيكون عتيقاً.
(2/320)
قنطوريون دَقِيق: يخلف مرّة وَأَشْيَاء مخاطية وَيصْلح لعرق النِّسَاء مَتى طبخ مِنْهُ دِرْهَم بتسع أَوَاقٍ من المَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى ثَلَاث أَوَاقٍ ويسقى.
فوتنج جبلي: يسقى من زهرَة ثَمَرَة ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ شراب عسل فَيعْمل عمل الخربق.
خربق أسود: هُوَ أصلح للمعدة من الْأَبْيَض إِلَّا أَن إسهاله أقل.
مازريون: الشربة دِرْهَم وَنصف يطْبخ فِي رَطْل وَنصف من شراب الْعَسَل حَتَّى يذهب الرّبع وَيشْرب يخلف كالخربق وَمن النَّاس من يَأْخُذ مِنْهُ درهما وَنصفا وَمن الأفسنتين ثَلَاثَة دَرَاهِم فَيَجْعَلهُ حبا ويسقيه.
زراوند طَوِيل: إِن شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بشراب الْعَسَل أخلف كالحنظل.
بسبايج: مَتى أَخذ مِنْهُ ودق وذر على شراب الْعَسَل أخلف كالحنظل.
أفيثمون: قوى فِي إِخْرَاج السَّوْدَاء الشربة سِتَّة دَرَاهِم مَعَ سبع أَوَاقٍ من اللَّبن.)
الميعة: تخلف سَوْدَاء إِذا شرب مِنْهَا أكسويافن بشراب الْعَسَل.
التربد: يسهل خلطاً غليظاً ورقيقاً ألف ألف خامياً أَبيض.
الأصطرك: دِرْهَم وَنصف يسهل مواد مُخْتَلفَة. لي هَذَا هُوَ الميعة. لحا شَجَرَة الزَّيْتُون: مَتى أَخذ مِنْهُ دِرْهَم وَنصف أخلف خاماً.
عاقرقرحا: مَتى أَخذ دِرْهَمَانِ بِمَاء بزر سراج القطرب أسهل.
زهرَة الحاشا: الشربة أكسويافن بشراب وملح.
أصل بخور مَرْيَم: مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء وَعسل أسهل خاما.
قشور النّحاس: الشربة تِسْعَة قراريط يخلف خاما بِقُوَّة مَتى خلط بِمثلِهِ من علك البطم وَحب الْغَار الشربة دِرْهَمَانِ.
حب الخروع: يسهل إِذا شرب بِمَاء وَعسل وليتجرع عَلَيْهِ خلا لِئَلَّا يقذفه.
بزر المازريون المقشر: يسحق ويعجن بِعَسَل أَو يبلع سَرِيعا لِئَلَّا يقرح الْفَم يخلف ماءا يعْطى من عشْرين حَبَّة إِلَى أَرْبَعِينَ الْغَايَة لمن كَانَ قَوِيا.
فربيون: الشربة دِرْهَم وَنصف يشرب مَعَ عسل يسْرع بِهِ لِئَلَّا يقرح الْفَم يخلف المَاء أَكثر.
بزر الأنجرة: الشربة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً بشراب الْعَسَل يخلف المَاء.
الشبرم: يشرب مَعَ سويق القرطم إِذا أَخذ مِنْهُ سَبْعَة دَرَاهِم ورض وطبخ مَعَ شعير مقشر وَشَيْء من ملح ويحسى أخلف المَاء.
(2/321)
أشق: مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الْعَسَل أخلف المَاء.
عصارة لحى أقطى: أوقيتان مَعَ شراب يخلف المَاء. لي القوقايا على مَا رَأَيْت هَا هُنَا يصلح وَيُؤْخَذ صَبر دِرْهَمَانِ عصارة أفسنتين مثله سقمونيا دِرْهَم شَحم حنظل دِرْهَم الشربة دِرْهَم.
شراب الْورْد المكرر المسهل: يُكَرر الْورْد فِي المَاء المغلي مَرَّات ثمَّ يُضَاف إِلَيْهِ مثله سكرا شراب آخر: رَطْل سكر عصارة الْورْد مثله أُوقِيَّة سقمونيا مصطكى نصف يصلح.
دَوَاء السفرجل المسهل: عصارة السفرجل الْمَطْبُوخ حَتَّى يغلظ مَعَ مثله سكر ذَر عَلَيْهِ سقمونيا مصطكى عود وَقد يصنع مِثَال ذَلِك من قشور الأنرج ولحمه وَهُوَ جيد للمعدة.)
زيتون مسهل: حل دِرْهَم سقمونيا فِي أُوقِيَّة مرى وَيشْرب الزَّيْتُون وَيُؤْخَذ مِنْهُ قبل الطَّعَام ثَلَاث حبات أَو أَربع وَقد يعْمل ملح على هَذَا: يُؤْخَذ صعتر نانخة ملح مقلوسقمونيا مثل عشر الْجَمِيع ويؤكل بِهِ الْخبز.
رجل الْغُرَاب: يخلف أخلاط النقرس الشربة كَالَّذي من السورنجان غير أَنه جيد للمعدة.
لطوخ قَالَ: اسحق الشبث بِعَسَل واطبخه حَتَّى يثخن وَيحْتَمل فِي صوفة فَإِنَّهُ يسهل مجَالِس كَثِيرَة بِلَا أَذَى وَهُوَ عَجِيب.
لطوخ يوضع على السُّرَّة قوى يسهل: بخور مَرْيَم وقثاء الْحمار وَحب المازربون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم نطرون ثَلَاثَة دَرَاهِم سقمونيا دِرْهَمَانِ يجمع بمرارة الثور وَقد يُزَاد فِيهِ ماهودانه وشبرم.
فِي المقيئات: تلطخ ريشة بدهن الْحِنَّاء وَتدْخل فِي ألف ألف الْحلق أَو يسقى ثَلَاثَة قراريط من أصل قثاء الْحمار والميويزج إِذا أَخذ بشراب الْعَسَل أَو يُؤْكَل البلبوس أَو بصل النرجس مشوياً أَو الفجل الَّذِي يُقَال لَهُ فجل الأَرْض أَو الفجل واختر مِنْهُ الحريف جدا الطري وَيقطع وينقع فِي سكنجبين قبل أَن يُؤْخَذ نصف يَوْم ثمَّ يكثر مِنْهُ مَا أمكن وَيشْرب عَلَيْهِ سكنجبين ويتمشى قدر ساعتين وَيشْرب عَلَيْهِ ماءاً فاتراً وَتدْخل ريشة ويتقيأ.
اسْتِعْمَال الخربق: اسْتَعْملهُ بعد الْيَأْس والشدة فِي الْعِلَل الصعبة اثقب الفجل وغرز فِيهِ خربقاً ودعه فِيهِ لَيْلَة وَخذ الفجل بسكنجبين على مَا وَصفنَا وَيكون قد عودت الْمَرِيض الْقَيْء قبل ذَلِك وَإِذا أَخذ صَبر ساعتين ثمَّ تقيآه وَقد يسْتَعْمل بعد أَن يُؤْخَذ خربق أوقيتين فينقع خَمْسَة أَيَّام فِي تسع أَوَاقٍ من المَاء ثمَّ يطْبخ حَتَّى يبقي ثَلَاث أَوَاقٍ ويصفي ويلقى عَلَيْهِ عسل مثل المَاء ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيعود العليل الْقَيْء ثمَّ يسْقِي الرِّيق بعد جودة الهضم وَإِخْرَاج الثفل من الأمعاء ملعقة أَو ملعقتين.
(2/322)
أوربيساسوس قَالَ: مرّ قل ج فِي المسهلة: الخربق الْأسود يسهل مرَارًا وبلغما وَإِذا احْتِيجَ إِلَى سقيه خلط بِهِ سقمونيا ويلقي على ذَلِك ميبختج أَو يلقى فِي مَاء وملح يطْبخ بِهِ دجَاجَة سَمِينَة ويتحسى مرقه وَإِن أَنْفَع فِي مبيختج وَترك لَيْلَة وَشرب كَانَ جيدا.
قندس: قَالَ: وَالْحب الْمُسَمّى قندس يسهل بلغما ورطبة مائية كَثِيرَة ومراراً وَهُوَ نَارِي محرق سريع الْقُوَّة فِي الإسهال وَيُعْطِي مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة وَيَنْبَغِي أَن يقشر من قشره وَيُؤْخَذ دَاخله ويدق)
مَعَ عسل وَسَوِيق ويسقي بشراب الْعَسَل أَو بشراب حُلْو ويتجرع بعد أجرعا من دهن لِئَلَّا يحرق الْجلد من دَاخل الْحلق وَقد يَجْعَل أَيْضا فِي جَوف الْعَسَل ويكبب لِئَلَّا يماس الْحلق فَإِن أردْت أَن يكون إسهاله رَفِيقًا فَاسق مِنْهُ عشرُون حَبَّة قد فهمت هَذِه الْحبَّة على الْحَقِيقَة خُذ مِنْهَا مقشرة فدق مِنْهَا فِي هاون واطبخ سكرا بِالْمَاءِ حَتَّى يغلظ وَخذ قَلِيل كثيراء وصب مِنْهُ على المدقوق بِقدر مَا يجْتَمع بِهِ واجعله أقراصاً والأجود أَن تَجْعَلهُ حبا صغَارًا فانها تَجِيء بَيْضَاء حَسَنَة وَأعْطِ مِنْهُ فِي الْأَمْرَاض الحادة وَليكن وزن السكر والكثيراء وَيجْعَل الشربة مِنْهُ نصف دِرْهَم أَو دانقين وَأعْطِ للقولنج وَالِاسْتِسْقَاء. واللبلاب مَتى أكل ورقه لين تلبينا كَافِيا.
بسفايج: يسهل بلغما ومرارا وكيموسا مائياً قدر سِتَّة وَثَلَاثِينَ حَبَّة من نوى الخرنوب الشَّامي محكوك الظَّاهِر ويؤكل قبله شَيْء من طريخ ثمَّ يُؤْخَذ بِمَاء الْعَسَل وَقد طبخ مَعَه فروج ويتحسى مرقة.
حنظل: يسهل بلغماً وصفراء ويسقي من شحمه قدر ثَمَان عشرَة حَبَّة خرنوب هَذَا مثقالان لِأَن الخرنوبة أَربع شعيرات بِمَاء الْعَسَل وَمَتى أردْت أَن يسهل إسهالاً بِرِفْق فقور حَنْظَلَة واملأها بميبختج ودعها حَتَّى تسخن ثمَّ اسْقِهِ فَإِنَّهُ يسهل بِلَا أَذَى ألف ألف وينفع القروح السود الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم والجذام وداء الْفِيل والدوالي.
صَبر: لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَلَا بالسريع الإسهال مُوَافق جدا للرأس والمعدة الشربة سِتّ وَثَلَاثُونَ حَبَّة بشراب الْعَسَل يسهل مرَارًا وبلغماً وَيجوز أَن يسقى بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يسهل وَلَا يفْسد الطَّعَام وَمَعَ ذَلِك يقطع الْعَطش ويعين على الهضم فليسحق بِمَاء الكرنب وَيجْعَل حبا كالحمص وَيُعْطى. لي أَو بِمَاء الهندباء. قَالَ: وَمَتى خلط سقمونيا دفع ضررها للمعدة.
أفيثمون: يسهل سَوْدَاء وبلغماً يدق وينخل بالحريرة وَيشْرب مِنْهُ تسعون حَبَّة من خرنوب وَهُوَ خمس درخميات ويسقى مِنْهُ أَكثر بشراب الْعَسَل ينفع من القولنج والرياح المرافية وَلمن يحس بثقل فِي معدته وَمن نَفسه ضيق.
غاريقون: يسهل مرّة وبلغماً إسهالاً لَيْسَ بالسريع الشربة درخميان وَهُوَ سِتّ وَثَلَاثُونَ حَبَّة خرنوب بِمَاء الْعَسَل.
(2/323)
فربيون: يسهل أخلاطاً كَثِيرَة مائية قرمزية وَهُوَ أَشد مَا عملته من الْأَدْوِيَة حِدة وأقربها إِلَى النارية يُوَافق المستسقين وَأَصْحَاب القولنج وَجَمِيع الَّذين معدتهم بَارِدَة وَأما غير هَؤُلَاءِ فيسهلهم)
إسهالاً قَوِيا ويعطشهم الْعَطش الشَّديد الشربة ثَلَاثَة أبولسات وَهُوَ تسع حبات خرنوب بِمَاء الْعَسَل.
قرطم: يسهل مرَارًا وبلغماً يدق لبه ويطبخ من فروج وَيشْرب وَمن النَّاس من يَأْخُذ لبه ويخلط بِهِ أنيسونا ولوزاً وَعَسَلًا ويتخذه حبا فَيكون جيدا لليرقان والشربة من لب القرطم أَرْبَعَة دَرَاهِم.
سقمونيا: لَيْسَ بِدُونِ عصارة قثاء الْحمار فِي الحدة وَلَا فِي الْقُوَّة مؤلم لفم الْمعدة يحدث غما وكرباً ويعطش جدا وَلذَلِك يخلط بِالصبرِ ليسهل بِلَا أَذَى مرَارًا صرفا بِشَيْء طيب الرَّائِحَة الشربة درخمى وَهُوَ ثَمَان عشرَة حَبَّة خرنوب.
أوريباسوس: قد يخلط بالعلك أَشْيَاء من الكردمانه قدرا معتدلاً.
بزر السرمق: إِذا سحق وَشرب أسهل صفراء بِقُوَّة.
الأجاص: يسهل إِذا أكل وَشرب بعده مَاء الْعَسَل. لي ينفع فِي شراب البنفسج. قَالَ: وَقد يعْمل فَتِيلَة قَوِيَّة من حب قندس وتناسب وَيجب أَن يمسح بدهن.
فيلغرغورس قَالَ: يلقى الْحبّ فِي الْعَسَل ثمَّ يبلع لمن تغثى نَفسه وأطعمه بعد شربه شَيْئا قَلِيلا مِمَّا يطيب نَفسه.
الساهر جوارش مسهل: مَاء التفاح يطْبخ حَتَّى يغلظ وَيجْعَل فِيهِ لكل ثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد دانق سقمونيا ومصطكى نصف وعود نصف يجمع فَإِنَّهُ يسهل وَيُقَوِّي الْمعدة. قَالَ: واسقه المحروث لي على مَا رَأَيْت للساهر قرص أبي دَاوُد المسهل كَانَ يسْقِيه فِي حمى صفراء أَو حمى دم وَحَيْثُ مَا احْتَاجَ إِلَى إسهال فِي الحميات: ورد خَمْسَة دَرَاهِم كثيراء وَرب السوس ونشا دِرْهَم دِرْهَم تَرَبد عشرَة صندل أَبيض دِرْهَمَانِ وَنصف كافور نصف ألف ألف سقمونيا مشوي أَرْبَعَة دَرَاهِم القرص دِرْهَم.
قرص بنفسج مسهل: بنفسج يَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض محكوك دِرْهَم سقمونيا دانق رب السوس نصف يجمع وَيشْرب بِمثلِهِ سكرا.
القرص فِي جَامع الكحالين يسقى لقروح الْعين والحدة: رب السوس كثيراء دانقان دانقان سقمونيا ربع دِرْهَم كافور طسوج صندل دانقان يسقى وَكَانَ فِي قرص أبي دَاوُد صندل وكافور وباذروج)
وأقراص الْورْد وطباشير.
(2/324)
الساهر معجون يسهل السَّوْدَاء خَالِصَة: أفيثمون سِتَّة دَرَاهِم يعجن بأوقية سكنجبين وَيشْرب سكنجبين فَإِنَّهُ يسهل خَمْسَة عشر مَجْلِسا وَيذْهب بالكلف أُوقِيَّة فوذنج يغلى بِنصْف رَطْل مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث ويصفى وَيشْرب.
أفيثمون على مَا هَاهُنَا: أفيثمون جزؤ فوذنج ربع جُزْء خربق أسود ثمن جُزْء حجر أرميني غاريقون تَرَبد ثمن جُزْء أسطوخدوس نصف جُزْء يجمع ويعجن بِعَسَل الصعتر وَيُؤْخَذ مِنْهُ الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: مَاء الْجُبْن يخرج صفراء حادة لَا يخالطها شَيْء وينقي الكبد من فضولها المحرقة.
الصَّبْر: يخرج صفراء يدل على ذَلِك حِدة مَا يخرج ويشفى من أَعْرَاض الصَّفْرَاء.
السرمق يخرج صفراء.
الدند يضعف الْحَرَارَة الغريزية ويحلل الْبدن التربد يفعل مثل ذَلِك وهما جَمِيعًا يصغران النَّفس والنبض وَيذْهب بفعلهما الْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد لِأَن الْقُوَّة ترجع بِهِ.
المازريون لَا يقطع إسهاله إِلَّا مَا يكسر جدته.
كسب الخروع يكون مِنْهُ مَا يكون من الهيضة.
الحنظل يجذب من أَطْرَاف الْبدن وأقاصيه.
من الْكَمَال والتمام مسهل نَافِع للمحرورين: تَرَبد مِثْقَال سقمونيا دانق ورد يَابِس نصف يجمع بِعَسَل الطبرزد. لي على مَا رَأَيْت فِي الْكَمَال والتمام: شراب ألفته لمن بِهِ سعال وَيحْتَاج إِلَى إسهال قوي وَلَا يقدر على الهليلج: تَرَبد ثَلَاثَة دَرَاهِم أصل السوس عشرَة بنفسج يَابِس خَمْسَة أصُول السوسن وبزر القريص ولب القرطم وأصل قثاء الْحمار وأصول الحنظل وورقة ثَلَاثَة يطْبخ ويصفى وَيجْعَل بياضه الغاريقون. هَذَا طبيخ قوي يخرج مَادَّة السعال وَإِذا كَانَت حمى حادة: أخذت بنفسجاً وَرب السوس ونيلوفر وعنابا وسبستانا ولسان الثور ويلقى عَلَيْهِ لب الْخِيَار شنبر وترنجبين.
ابْن ماسوية حب بَارِد يسقى فِي الحميات: بنفسج يَابِس دِرْهَم وَنصف سقمونيا مشوي دانق بزر الكرفس مثله غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَيشْرب بجلاب وَهُوَ شربة.
للصفراء إِذا لم يكن ثمَّ سعال: إهليلج أصفر دِرْهَم وَنصف سقمونيا ثَلَاثَة طساسيج صَبر)
دانقان غاريقون دِرْهَم يجمع بجلاب.
(2/325)
دَوَاء مسهل: فوذنج جبلي ألف ألف أُوقِيَّة يطْبخ برطل مَاء حَتَّى ثلث رَطْل وَيشْرب.
من كتاب مَاء الشّعير لَا خراج الزبل من الْبَطن: يُؤْخَذ لبن الشبرم فيقطر فِي تينه يابسة سبع قطرات وَيطْعم على الرِّيق.
من كتاب أبي جريج الراهب فِي المسهلات قَالَ: المسهلات بِالْقَبْضِ والحدة وباللزوجة وبالحلاوة وبالملوحة وبمشاركة السمُوم فِي فعلهَا وَهَذَا يسهل إسهالاً قَوِيا.
الفربيون إِذا سقى مِنْهُ شَيْء يسير أسهل بلغماً لزجاً مفرطاً وخاماً غليظاً وَإِن زيد على الْمِقْدَار المعتدل أورث غماً وكرباً وعصر الْمعدة وعرق عرقاً بَارِدًا وغشيا وَالْقدر المعتدل: خمس شعيرات وَالْأَكْثَر: ثَلَاثَة طساسيج والأقل قِيرَاط بعد أَن يسحق بصمغ عَرَبِيّ وَيجْعَل مَعَ الْأَدْوِيَة الملائمة لَهُ وَلَا يسقى الْحَار المزاج وَمن الْغَالِب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء أَو الدَّم بل المفلوج والمبلغم وَلَا ينعم سحقه.
السقمونيا: لَا يسْتَعْمل مِنْهُ إِلَّا الأنطاكى فَأَما الجرمغاني الْأسود الصلب فاحذره وَمِقْدَار الشربة مِنْهُ: دانق إِلَى دانفق وَنصف إِلَى دانقين فَإِن شرب مِنْهُ أَكثر أسهل إسهالاً كثيرا ُ جدا وَرُبمَا أمسك أَولا وَلحق عَنهُ الكرب والعرق الْبَارِد والغشي وَرُبمَا دفع بعد ذَلِك بإفراط حَتَّى أَنه يتْلف فليحذر أَن يُزَاد على عشْرين شعيرَة وَفِيمَا دون ذَلِك من سِتّ شعيرات أَو ثَمَان على حسب مَا ترى وخاصته: إسهال الصَّفْرَاء واللزوجات واجتذاب الفضول الرَّديئَة من أقاضي الْجِسْم وَكَثِيرًا مَا يعقب شَاربه إِذا كَانَ مزاجه حاراً حمى حادة وَتَركه فِي هَؤُلَاءِ أصلح إِلَّا أَن تَدْعُو ضَرُورَة.
الصَّبْر الْعَرَبِيّ: لَيْسَ لَهُ فعل وَكَثِيرًا مَا يُورث كرباً ومغساً. وَيبقى مِنْهُ فِي الْبَطن ثفل مَا يقيأ وَلَيْسَ لَهُ من الْقُوَّة مَا يسهل إِلَّا بعد يَوْمَيْنِ والأسقطرى بضد ذَلِك وَذَلِكَ أَنه إِذا شرب فَصَعدت مِنْهُ طَائِفَة إِلَى الرَّأْس نقى الرَّأْس وَأحد الْبَصَر لِأَنَّهُ ينقي العصب الأجوف وَلِهَذَا يدْخل الصَّبْر فِي الإيارجات الْكِبَار وَلَا يجب أَن يسقى فِي صميم الْبرد لِأَنَّهُ رُبمَا أضرّ فِيهَا بالمقعدة وأسال مِنْهَا الدَّم لِأَنَّهُ يفتح أَفْوَاه النواصير وَهَذَا ينقي الْمعدة وَالرَّأْس والسمحاني لَا تقربه وَإِصْلَاح الصَّبْر الحنظل يسهل البلغم الغليظ المنصب إِلَى المفاصل ويصعد أَيْضا إِلَى الرَّأْس ويسهل الأخلاط السود وَيجب أَن يجتنى عِنْد مَا يصفر وشحمه مَتى أَخذ وَهُوَ أَخْضَر الْيَسِير مِنْهُ يقتل)
ويمغص ويقيء قيئاً عنيفاً ويسحج ويكرب وَيُورث ضيق النَّفس والغشي والعرق الْبَارِد فَإِذا اجتنى عِنْد اصفراره نفع وَلَا يجب أَن يخلط بِشَيْء من الْأَدْوِيَة المشروبة. لي هَذَا غلط وَأَظنهُ يُرِيد أَلا يخلط بِشَيْء من الأغذية.
قَالَ: وَلَا يسقى فِي شدَّة
(2/326)
الْحر وَالْبرد فَإِن شحمه إِذا شرب فِي شدَّة الْبرد أضرّ بِأَسْفَل جدا وَفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. وَمَتى سقِِي فِي شدَّة الْحر أكرب وأفرط فِي ذَلِك وَلم تكد الطبيعة تنْحَل وأمغص وإصلاحه ينقى حَبَّة ألف ألف وقشرة الْخَارِج ويخلص الشَّحْم وَحده ويسحق مَعَ صمغ عَرَبِيّ وكثيراء ونشا مُفْردَة ومؤلفة مثل وزن الشحوم وَمَتى أَخذهَا فِي معجون لم تحتج إِلَى إصْلَاح بِهَذِهِ وَأَقل مَا يشرب: قِيرَاط وَأَكْثَره: دانق وَالْأَصْل الَّذِي يحمل بطيخة وَاحِدَة يسهل حَتَّى يقتل لفرط قوته. قَالَ: وَأهل الْجبَال الْبَارِدَة لَا يستعملون من المسهلة إِلَّا أقوى مَا يكون مِنْهَا وأحدها كشحم الحنظل وورقه والشبرم والمازريون والتربد وَنَحْوهَا وَأما السقمونيا فَلَا يكَاد يفعل فيهم. قَالَ: إِن دلك بن أَسْفَل رجل المجذوم فِي الْبَيْت الأول من الْحمام دلكا جيدا أسهل وقياً وَمَتى ألْقى فِي الحقة فليلق صَحِيحا فَإِنَّهُ ينفع القولنج ويسهل خاماً وسوداء.
وورقة يجتنى بعد بُلُوغ النضج وصفرته ويجفف فِي الظل ويسقى مِنْهُ عِنْد الْحَاجة أَو يسحق ويخلط بنشا أَو صمغ عَرَبِيّ فَيكون لَهُ فعل عَجِيب فِي إِخْرَاج السَّوْدَاء إِذا خلط بأفيثمون وصبر وملح هندي وَمَتى سقى مَعَ إيارج فَيقْرَأ كَانَ بَالغا وَلم أر من المسهلة أعمل فِي الْأَمْرَاض السَّوْدَاء من ورق الحنظل إِلَّا أَن الْأَوَائِل أغفلته.
وَأما أَنا فقد امتحنته فِي المالنجوليا والصرع والوسواس وداء الثَّعْلَب والجذام فَوَجَدته بَالغا جدا وَرُبمَا قيأ فنفع فَأَما الجذام فيوافقه حَتَّى أَنه لَا يزِيد والشربة مِنْهُ دانقين إِلَى دِرْهَم وَهُوَ يسهل من لَا تكَاد طَبِيعَته تجيب من أهل الْبِلَاد الْبَارِدَة وَمن يغتذى اللَّبن والجبن وَإِن ألْقى فِي الحقن أسهل الخام والمرة السَّوْدَاء ويلقى فِي حقن القولنج الْقدر أَرْبَعَة دَرَاهِم وتنقص قوته بعد ثَلَاث سِنِين فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن يُزَاد فِي كميته.
التربد يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الحَدِيث وَهُوَ يسهل البلغم إسهالاً فِي رفق فَإِذا مزج بسقمونيا اعتدلا وَأَخْرَجَا صفراء وبلغما وإصلاحه حكة حَتَّى يبلغ الْبيَاض وَلَا يدق نعما لِئَلَّا يسحج وَأكْثر إِصْلَاحه لته بدهن لوز فَإِن أردْت أَن تقلع بلغماً لزجاً فانعم سحقه والشربة: دِرْهَم إِلَى نَحوه وَهُوَ حَار يَابِس.)
من جِيَاد الْأَدْوِيَة: الشبرم إِن شرب غير مصلح عفن اللهاة وطرف المرىء وَيحدث لأَصْحَاب الأمزجة الحارة حميات وَيفتح أَفْوَاه البواسير فَإِن أصلح لأَصْحَاب الأمزجة الحارة حميات وَيفتح أَفْوَاه البواسير فَإِن أصلح نفع فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر والقولنج والمرة السَّوْدَاء والبلغم الغليظ.
إِصْلَاحه: ينفع فِي لبن حليب يَوْمًا وَلَيْلَة ويجدد اللَّبن فِي ذَلِك الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَلَا يُزَاد على كَونه فِي اللَّبن أَكثر من هَذَا فَيبْطل فعله ثمَّ يحفظ فِي الظل قطعا كَمَا هُوَ.
وَإِن أردْت اسْتِعْمَاله خلطت بِهِ أنيسونا ورازيابحا وكموناً وتربدا وهليلجا فَإِنَّهُ يلطفه ويقلل غائلته وَإِن أردته للقولنج فامزجه بمقل الْيَهُود وسكبينج وأشق وَشَيْء من خرء الذِّئْب وَمَتى أردته لعلاج مَاء الْأَصْفَر فانقعه بعد اللَّبن إِذا خف فِي عصير الهندباء
(2/327)
الرازيانج وعنب الثَّعْلَب ثَلَاثَة أَيَّام ولياليها ثمَّ جففه وَاجعَل مَعَه تربداً وهليلجاً أصفر وملحا هندبا فَإِنَّهُ دَوَاء جيد وَأما لبن الشبرم فَلَا خير فِيهِ وَقد قتل بِهِ أطباء الْعرَاق الَّذين يبسطون فِي الطّرق خلقا كثيرا وَلَقَد كَانَ إِنْسَان يسْقِي الشبرم فَكَانَ يسهل ألف ألف إسهالاً مفرطاً وَبَعْضهمْ ينقع الهليلجة فِي حَنْظَلَة من الحنظل الرطب غير الْمدْرك ثمَّ ينقعه فِي أُخْرَى فتسهل الْوَاحِدَة خمسين مَجْلِسا وَأكْثر وَمِنْهُم من يسقى العاقرطين وَفِيه من إِفْسَاد مزاج الكبد مَا يجل عَن الْوَصْف وَبَعْضهمْ يسْقِي العرطنيثا وَهُوَ الَّذِي يغسل بأصوله الصُّوف فيبيضه وَهُوَ كَالْأولِ فِي الْمضرَّة والحلبيثا هُوَ حشيشة تنْبت على الْأَنْهَار وعودها أَحْمَر وورقها يشبه ورق الفرفير يخرج مِنْهَا لبن إِذا قطعت وكل هَذِه مازريون: مَتى أَخذ غير مصلح أكرب وقيأ وأسهل بعنف وَيخرج مَعَه خراطة وَأَشْيَاء قبيحة لحمله على المعي وجرده لَهَا ويحتمله المبلغمون والمشايخ ويضر بالشباب وَأَصْحَاب المزاج الْحَار وَمن فِي معدته صفراء وَذَلِكَ أَنه يعرض عَنهُ كرب وقيء وعطش والجيد لهَؤُلَاء الاهليلج والشاهترج والفواكه والبنفسج وَأما الشُّيُوخ وَأَصْحَاب الْمعد الْبَارِدَة فاسقهم الْحبّ بِالْمَاءِ الْحَار وَيجب أَن يسقى هَذَا الْحبّ بِمَاء فاتر لَا بحار نعما لِأَنَّهُ شربه الشَّارِب بِالْمَاءِ الْحَار أكرب وقيأ وسبيله أَن يغلي غلياً جيدا وَيتْرك حَتَّى يفتر وَذَلِكَ أَن سلقه دون أَن يغلي يغثى ويقيء.
سقمونيا: يحْتَمل أَن يشربه كل ضرب من النَّاس وَمن لَا يثبت فِي معدته ويتقيأه فَيجب أَن يقيأ يَوْمًا بالتملى ويحتمي من غده ثمَّ يشربه وَإِن كَانَ يكثر عَلَيْهِ فليتقيأ قبل الدَّوَاء يَوْمَيْنِ متواليين قيئاً قَوِيا على التملى ثمَّ يتقيأ بعد ذَلِك بساعتين قيئاً دون ذَلِك ثمَّ يَأْخُذهُ.
إصْلَاح المازريون: انقع أُصُوله واعرضه فِي خل ثَقِيف يَوْمَيْنِ وليلتين غير مدقوق ويبدل الْخلّ)
ثَلَاث مَرَّات واغسله بِمَاء عذب ثَلَاث غسلات وجففه فِي الظل وَفِي الشتَاء فِي الشَّمْس ثمَّ دقه جريشاً وَلَا تفرط فِي جراشته ولته بدهن لوز حُلْو ودهن بنفسج أَو شيرج وَلَا ينعم سحقه لِئَلَّا يسحج وَإِن أَحْبَبْت أَن تخلطه بأدوية فاخلطه بتربد وأفيثمون وسقمونيا وهليلج أصفر وَورد مطجون وَرب السوس وكمون كرماني وملح هندي فَإِنَّهُ إِذا خلط بِهَذِهِ وَافق علل السَّوْدَاء واخرجها بالإسهال ونفع من أمراض البلغم وَإِن شِئْت أَن تعالج بِهِ المَاء الْأَصْفَر فاخلط بِهِ بعد إِخْرَاجه من الْخلّ توبال النّحاس وأصل السوس وأسارون وَمَرا صافياً وسكنجينا وملحا هندبا وبزر الكرفس وعصارة الغافث وعصارة الأفسنتين وسنبلا ومصطكى واسقه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والرازيانج المغلي وَمَتى خلط بالأفيثمون والهليج الْأسود وَالْحجر الأرميني فَإِنَّهُ إِذا خلط بِهَذِهِ وَافق علل السَّوْدَاء وأخرجها وَإِن أردته يلين تَلْيِينًا صَالحا فزد فِيهِ مَعَ مَا ذكرنَا قبل خِيَار شنبر وَمَاء الْبُقُول يمرس ويداف
(2/328)
فِيهِ شَيْء من هَذَا الدَّوَاء فَإِنَّهُ يسهل مَاء أصفر وَإِن شِئْت جعلته حبا وأقراصاً وَلَا يحْتَمل المازريون إِلَّا قوى والشربة مِنْهُ إِذا أصلح نصف دِرْهَم.
دند: يخلف المَاء والبلغم الَّذِي ينصب إِلَى ألف ألف المفاصل والخام وَلَا يَنْبَغِي أَن يسقى فِي الْبِلَاد الشَّدِيدَة الْحر لِأَن فِي هَذِه الْبِلَاد تضعف الْأَبدَان ضعفا شَدِيدا لِأَنَّهَا فِيهَا دائمة التَّحْلِيل وَهُوَ مُوَافق فِي الْبِلَاد الْبَارِدَة فَإِن أفرط الإسهال فأجلسه فِي مَاء بَارِد وصب عَلَيْهِ مِنْهُ وَلَا نستعمل الصحرى فَإِنَّهُ يبطيء عمله ويولد كرباً ومغصاً ويقشر الهندى بالسكين وَلَا تقربه بشفتيك قإنه يذهب بصبغهما وَيحدث فيهمَا كالبرص.
وَإِذا قشرته فأخرجت مِنْهُ تِلْكَ الألسن الَّتِي تخرج من جَوْفه وَخذ نفس الْحبّ مَعَ شَيْء من نشا وَورد أَحْمَر منقى من أقماعه وَشَيْء من زعفران وَلَا تخلطه بأفيون وَلَا بفربيون الْبَتَّةَ فَإِذا أصلحته على مَا وصفت صَار دواءاً جيدا يسهل البلغم وسوداء ويحلل أوجاع المفاصل ويمسك الشّعْر الْأسود حَتَّى لَا يكَاد يبيض وَمِقْدَار الشربة مِنْهُ نصف دِرْهَم.
قثار الْحمار: هُوَ أَشد حرارة من الحنظل ويسهل خاماً وسوداء وماءاً أصفر وَيُوَافِقهُ أَن يخلط بِهِ صَبر وقنطوريون وسورنجان وبوزيدان وكمافيطوس وفو وقسط وَمر وَحب النّيل فَإِنَّهُ إِذا خلط بِهَذِهِ نفع من وجع المفاصل والقولنج والسوداء والفالج واللقوة والحصرم وَلَا يخلط بِهِ مسهلاً قَوِيا غَيره كااسقمونيا وَنَحْوه فلإنه يكفى والشربة دانقان وتكسر حِدته إِذا خلط بِهِ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني.)
لبن اللاغية: يخلط حَيْثُ يُوجد دَقِيق شعير فَأن أصبته على وَجهه فاخلطه بالنشا ولته بدهن بنفسج أَو دهن لوز حُلْو وَقد يخلط بالهليلج والأفسنتين والغافث وَالْملح الْهِنْدِيّ والبسبايج وَإِذ أصلح ومزج بِهَذِهِ نفع من حمى الربغ وإسهال المَاء الْأَصْفَر وَمَتى سقى على وَجهه غير مصلح أفسد الكبد والمعدة وَيُؤْخَذ مِنْهُ إِذا أصلح ثلثا دِرْهَم وَإِن عتق نقصت قوته.
حب السمنة: مَتى عصر من ورقه نصف رَطْل أسهل صفراء وبلغماً وَهُوَ كلب القرطم فِي الإسهال.
حب الماهودانه: مَتى أَخذ لب حبه وَسَقَى مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسهل صفراء وبلغماً وخاماً. لي فِي هَذَا عِنْدِي غلط الهليلج الْأسود يعْمل فِي السَّوْدَاء والأصفر فِي الصَّفْرَاء وَقدره إِذا شرب وَحده خَمْسَة دَرَاهِم فَإِذا طبخ أَو أنقع عشرَة دَرَاهِم إِلَى خَمْسَة درهما وطبيخه ونقيعه أسهل وأسرع نزولا وَكله يعقب يبسا فِي الطبيعة بعد الإسهال وإصلاحه: يَجْعَل فِيهِ سكر وترنجبين ليكسر قَبضه.
غاريقون: يسهل بلغما وصفراء وَيُقَوِّي الْأَدْوِيَة الْكِبَار ويبلغ بهَا إِلَى أقاصي الْجِسْم.
(2/329)
بسبايج: مَتى شرب مَعَ سكر أسهل فِي رفق يصلح أَن يسقى فِي الْأَطْعِمَة لمن يتكره الْأَدْوِيَة فيسهل سَوْدَاء بِرِفْق بخاصته والشربة دِرْهَمَانِ وَإِن طبخ بِشَيْء فَأَرْبَعَة دَرَاهِم وَفِيه حرارة يسيرَة.
سورنجان وبوزيدان وماهيزهرة: تَنْفَع من أوجاع المفاصل وتشرب وَحده مَعَ سكر دِرْهَم ومثقال وَمَعَ غَيرهَا ثلث دِرْهَم إِلَى ربع دِرْهَم والماهيزهرة تَنْفَع من تشبك.
أفيثمون: لَهُ قُوَّة شَدِيدَة فِي قلع السَّوْدَاء وَمَتى ألف ألف يسقى مِنْهُ الصفراوى أكربه وَغلظ عَلَيْهِ وَرُبمَا قيأه وَقد بَرِيء عَلَيْهِ خلق كثير من المالنخوليا مَتى خلط بأفسنتين وإصلاحه: أَن يلت بدهن لوز أَو دهن بنفسج. الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى أَرْبَعَة.
أبرنج: يسهل وَيخرج الديدان وَله خَاصَّة فِي نشف الرطوبات وَقلع البلغم من المفاصل.
حب النّيل: لَهُ بشاعة ووقوف فِي المعي ذِي الأثنى عشرَة أصبعاً وَمَتى شرب وَحده لم يسهل حَتَّى يمْضِي أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَإِذا وَقع مَعَ سقمونيا حدره وأسهل بلغماً كثيرا ازجاً وَأخرج صفراء وَرُبمَا أصَاب الشَّبَاب والأحداث مِنْهُ قبض على فَم الْمعدة ومغص شَدِيد إِن أَكثر مِنْهُ ويؤول إِلَى سحج والشربة نصف دِرْهَم وَلَا أرى أَن يشرب مُفردا وَلَوْلَا أَنه ينحدر بالسقمونيا)
وَيخرج بلغما وصفراء لم أشره بشربه.
شَحم الرُّمَّان مَتى شرب مِنْهُ قَلِيل أمسك وَمَتى شرب مِنْهُ خَمْسَة وَعِشْرُونَ درهما أسهل ويخلط فِيهِ لإصلاحه دِرْهَمَانِ من يزرقطونا مَعَ قَبْضَة بزرقطونا.
سناء حرمي: حَار يَابِس يسير الْحَرَارَة وَله بشاعة ووقف فِي الْمعدة ويسهل الصَّفْرَاء والسوداء وَيُقَوِّي حرم الْقلب وَشرب طبيخة أصلح من سفه ومخلوط مَعَ غَيره من عصيره والشربة مِنْهُ دِرْهَمَانِ ومطبوخا عشرَة دَرَاهِم.
لبلاب: مخرج للصفراء بِرِفْق إِذا خلط بسكر وَهُوَ بَارِد وَإِن أذيب فِيهِ خيارشنبر زَادَت قوته وَيجب أَلا يغلي لِئَلَّا تذْهب لزوجته الشربة ثلثا رَطْل إِلَى رَطْل.
شاهترج: يسهل الصَّفْرَاء إسهالاً فِي رفق وينقع البثور والجرب إِذا شرب مَاؤُهُ غير مغلي مَعَ عشرَة دَرَاهِم من السكر وَإِن جففت وألفيت فِي طبيخ الهليلج أسهلت الصَّفْرَاء إسهالاً قَوِيا قافلي: يسهل ماءاً أصفر إِن عصر وَسقي وَلم يغلى بالنَّار الشربة ثلثا رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر أَو سكر أَحْمَر من هُوَ أقوى فعلا. لي إِذا شرب القافلي مَعَ سكر الْعشْر نفع المستسقي.
(2/330)
بنفسج: لَهُ بشاعة ويربو فِي الْمعدة ويكرب وخاصة ابْن كَانَ بِهِ حمى وَإِن طبخ وَشرب مَاؤُهُ كَانَ أسهل على الطبيعة ويلين الصَّدْر وَيحل الطبيعة حلا وَاسِعًا وَإِن خلط بإجاص وَنَحْوه وتمر هندي أنزلته سَرِيعا كَانَ أصلح الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَإِذا كَانَ مطبوخاً سَبْعَة.
أتزروت: بَارِد فِي الثَّالِثَة يسهل بلغماً غليظاً يجتمعاً فِي المفاصل والوركين والركبتين ويخرجه بِقُوَّة مَعَ شَيْء من صفراء يسهل للأدوية إِخْرَاج الأدواء من الْبدن وَهُوَ جَدِيد ثقاب وَرُبمَا ثقب المعي بِشدَّة لُزُومه بهَا إِصْلَاحه أَن يُؤْخَذ الْأَبْيَض فيسحق بدهن جوز الشربة دِرْهَمَانِ وَمَعَ الْأَدْوِيَة ثلثا دِرْهَم. 3 (ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة) الصَّبْر يفتح السدد وَيُبرئ البرقان وينقي الرَّأْس والمعدة ويضر بالمقعدة إِصْلَاحه يمزج بِمثلِهِ مصطكي أَو يغسل بِمَاء الأفاوية ويجاد سحقه ليلصق فَتكون تنقيته أَكثر الشربة من نصف دِرْهَم ألف ألف إِلَى دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ.
السقمونيا: يسهل الصَّفْرَاء ويضر بالمعدة والكبد وَيذْهب بِشَهْوَة الطَّعَام وَيُورث غماً وتهوعاً إِصْلَاحه: أَن يمزج بأنيسون ودوقو وبزركتان ونائخة ويشوي فِي تفاحة أَو سفرجلة بدهن اللوز وَلَا بجاد سحقه لِئَلَّا يشْتَد لصوقه بالمعدة فيوهنها الشربة سِتَّة قراريط إِلَى ثَلَاثَة.
شَحم الحنظل: يُورث المغص والسحج وإصلاحه بالكثيراء وَلَا بجاد سحقه لِئَلَّا يلصق بالمعي خاصته إسهال البلغم اللزج والشربة: ثَلَاثَة قراريط إِلَى تِسْعَة.
التربد: خاصته إسهال البلغم وَيُورث غثياً إِصْلَاحه لته بدهن لوز الشربة من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ.
أفيثمون: يسهل السَّوْدَاء وَيَرِث غماً وعطشاً ويبساً فِي الْمعدة والفم لشدَّة يبسه يصلح بدهن لوز حُلْو وَلَا يستقصي دقه ليخلص لبه الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى أَرْبَعَة.
فربيون: خاصته إسهال البلغم اللزج الْعَارِض فِي الورك وَالظّهْر والمفاصل ويولد عَمَّا وكرباً ويبساً وإصلاحه: خلطه بمقل الْيَهُود وينعم سحقه ويخلط بعد ذَلِك بسنبل وَدَار صيني وسليخة وَنَحْوهَا من الأفاوية ويلت بدهن الْورْد الشربة من القيراطين إِلَى أَرْبَعَة.
غاريقون يسهل البلغم إِصْلَاحه يُؤْخَذ لبه عَلَيْهِ مطبوخ الشربة دِرْهَم إِلَى مِثْقَال.
خربق أسود: يخرج بلغما وسوداء.
بسبايج: خاصته إسهال السَّوْدَاء والبلغم الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم.
حب التيل: يسهل بلغما يجاد سحقه ويلت بدهن لوز حُلْو الشربة من أَرْبَعَة قراريط إِلَى عشرَة.
(2/331)
إيرسا: يسهل المَاء الْأَصْفَر والبلغم والصفراء وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد ويكرب الشربة من مثقالين إِلَى أَرْبَعَة.
فثاء الْحمار خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر والبلغم من غير إِضْرَار بالمعدة الشربة من أَرْبَعَة قراريط إِلَى خَمْسَة عشر.)
مازربون: خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر والبلغم إِصْلَاحه أَن يمزج بالأفسنتين الشربة غير مطبوخ خَمْسَة قراريط ومطبوخاً من ثَلَاثَة إِلَى خَمْسَة. لي هَذَا غلط.
أشق: خاصته قلع الخام الزج من المفاصل الشربة مِثْقَال بعد إنقاعه بمطبوخ. جاوشير كالأشق وشربته كشربته.
مقل: يمْنَع الْأَدْوِيَة من السحج ويسهل خلطاً غليظاً لزجاً الشربة دِرْهَمَانِ.
سكبينج: ينفع القولنج وَيخرج البلغم من الورك والمفاصل الشربة كالأشق ينقع فِي مطبوخ.
أنزروت: يسهل البلغم اللزج: الشربة دِرْهَم.
قنطوريون: خاصته إسهال البلغم اللزج والسوداء وخاصة من الورك الشربة من طبيخه أوقيتان ويحقن بِثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ شيرج.
هليلج أصفر يسهل الصَّفْرَاء وَالْأسود يسهل السَّوْدَاء.
شاهترج: ينقي الدَّم بالإسهال وَالْبَوْل لِأَنَّهُ يخرج صفراء محترقة.
خِيَار شنبر: يسهل صفراء ويقمع حدتها وَيذْهب بالحكة والأجاص كَذَلِك أَيْضا. ألف ألف الترنجين يسهل صفراء بلين ورفق.
البنفسج يسهل الصَّفْرَاء.
لبلاب: يسهل صفراء وَلَا يغلي مَاؤُهُ فَإِن قوته تذْهب وَيُعْطى مَعَ سكر أَحْمَر وفانيد.
القرطم: يسهل بلغما يُؤْخَذ من لبه عشرُون درهما وَيصب عَلَيْهِ نصف رَطْل من المَاء المغلي لِسَان الثور: يسهل صفراء وينفع من السحج الشربة عشرَة دَرَاهِم مَعَ سكر.
شَحم الرُّمَّان: يسهل الصَّفْرَاء الشربة نصف رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم سكر سليماني وَيكون حلواً وحامضاً.
مَاء الْخِيَار: يسهل صفراء إِذا شرب مَعَ سكر.
أكشوت: يسهل صفراء ويدر الْبَوْل وَلَا يخرج بلغماً الْبَتَّةَ. عشرَة دَرَاهِم.
(2/332)
قاقلي: يسهل المَاء بِرِفْق الشربة ثلث رَطْل إِلَى ثُلثي رَطْل معصور وَغير مغلي.
أَصْنَاف الْملح والمياه المالحة كلهَا تسهل بلغماً وتسرع بِفعل الْأَدْوِيَة وأقواها النفطى والأجود الدرانى والبورق كَذَلِك وَكَذَلِكَ البرى وينفع من وجع الورك إِذا حقن بِهِ. وَقَالَ: يحتمى قبل الدَّوَاء وَبعده يَوْمَيْنِ يَوْمَيْنِ وَلَا يكثر من الْغذَاء ويلطف من الْغذَاء مَا اسْتَطَاعَ لِأَن الْمعدة)
تضعف وَإِن كَانَ الإسهال قَوِيا جعلت أغذيته مقوية للمعدة كالزبرباج والنارباج والسماقية واسق الْحبّ بِمَاء فاتر وَلَا يشرب على الْمَطْبُوخ ماءاً فاتراً إِلَّا بعد تَمام عمله وَإِذا أردْت أَن يعْمل الْحبّ فِي الرَّأْس فلتكن كبارًا لكَي يطول مكثها فِي الْمعدة وبالضد إِذا عملته للقولنج فلتكن صغَارًا وَالَّذِي يخرج الكدر مِنْهُ هُوَ من الْمعدة والمعي والصافي من الْعُرُوق فَإِذا أَبْطَأَ الدَّوَاء فَاشْرَبْ ماءاً حاراً أَو ماءاً وَعَسَلًا وَإِن أَبْطَأَ فماءاً وملحاً وَإِن نزل إِلَى أَسْفَل وَلم يخرج فَاحْتمل فَتِيلَة وَإِن قصر فَأدْخلهُ الْحمام فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وواظب عَلَيْهِ ليخرج الفضول من بدنه وَلَا يشرب دَوَاء على دَوَاء خوفًا من فرط الإسهال وَإِن غثت النَّفس اسْتعْمل تفاحاً ومصلاً وبصلاً بخل عَتيق وادلك أَسْفَل الْقَدَمَيْنِ بِزَيْت وملح فَإِن ذَلِك يجتذب الدَّوَاء إِلَى أَسْفَل وللمغص فكمد بِمَاء حَار ويشربه ويديم الْحَرَكَة الرفيقة وَمن يتقيأ الدَّوَاء فقيئه واعطه. لي على مَا رَأَيْت: ينفع من قذف الدَّوَاء مضغ الطرخون الْكَبِير حَتَّى يحضر الْفَم ثمَّ كمد المنخرين جيدا ويتنفس من الْفَم وَيشْرب الدَّوَاء وَيغسل فَمه ويمضغ مَا أحب ثمَّ يفتح مَنْخرَيْهِ وللغشى بعد الدَّوَاء شدّ الْأَعْضَاء والسكون وَأكل شَيْء قَلِيل مِمَّا يمِيل إِلَيْهِ وَالْحب قد يلت فِي الْعَسَل وَرُبمَا ألْقى فِي شمع ودهن وبلع.
حنين فِي الْمعدة: يجب أَن تشوى السقمونيا فِي تفاح أَو سفرجل أَو أترج ويخلط بِسَائِر الْأَدْوِيَة وَإِن لم تشوه فاخلط بِهِ صبرا أَو وردا أَو ملحاً وعصارة السفرجل أَو بعض الْأَدْوِيَة العطرية فَإنَّك إِذا طيبت رَائِحَته قبلته الْمعدة وَلم يَضرهَا لم ينقص من فعله ألف ألف شَيْء والمطيب رِيحه رب الأترج والنعنع والسذاب.
حب يسهل فِي الحميات الغب وَالرّبع فِي أوائلها: شَحم الحنظل قبتان سقمونيا ثَلَاث أَوَاقٍ صَبر كَبِدِي أَربع أَوَاقٍ عصارة أفسنتين أُوقِيَّة مقل نصف أُوقِيَّة يعجن بِمَاء كرنب ويتخذ حبا حب يسهل الصَّفْرَاء بِلَا أَذَى: لبن شبرم وصبر بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حبا كالحمص الشربة: بِحَسب مَا يُرِيد بِمَاء الْعَسَل أَو بِمَاء فاتر يكون شَيْئا قَلِيلا.
(2/333)
مسهل لَا يزعج الْجِسْم: شَحم الحنظل أوقيتان صَبر أُوقِيَّة يحبب كالحمص الشربة لحفظ الصِّحَّة ثَلَاث حبات بعد الْخُرُوج من الْحمام وللتنقية: سبع حبات يشرب بمري لي شبرم ونشا وسكر ويتخذ حبا ويسقى بِمَاء الْعَسَل ثَلَاث حبات كالحمص على طَعَامه وَغير طَعَام بِقدر الْحَاجة ويسقى مِنْهُ يسهل عشرَة مجَالِس أَو أقل وَقد جربته وَلَا غائلة لَهُ.)
ابْن ماسوية فِي المنقية يسهل السَّوْدَاء: دِرْهَم غاريقون وأفيثمون أَرْبَعَة دَرَاهِم مَعَ أُوقِيَّة من مَاء الفوذنج.
قَالَ: الميعة السايلة تسهل الْبَطن الشربة خَمْسَة دَرَاهِم وعلك الأنباط أَيْضا.
ماهودابه: إِذا قشر حَبَّة وَشرب مِنْهُ دِرْهَم نفى الْبَطن ومقعر الكبد. وَيخرج الأثفال دِرْهَمَانِ من بزر الأنجرة قبل الطَّعَام أَو لب القرطم أقدر ربعَة دَرَاهِم أَو القاقلة الْكِبَار مِثْقَال بِمَاء حَار أَو الحاشا ثَلَاثَة مَثَاقِيل.
وَإِن لعق قبل الطَّعَام زبد وَعسل وَحب البان المقشر وزن دِرْهَم ودهن الخروع قوى فِي تنقية الْمعدة وَمَا فِي الْبَطن من الأثفال.
روفس فِي المالنخوليا: يعين على إحدار الفضول من بَوْل أَو غائظ من جَمِيع منافذ الْجِسْم بِمَاء حَار بعد انحدار الْغذَاء وهضمه.
من حفظ الصِّحَّة الْمَنْسُوب إِلَى ج: يخرج الثفل تين وقرطم وأفيثمون.
مسهل للسوداء من كتاب الصداع لِابْنِ ماسوية: أفيثمون ثَمَانِيَة دَرَاهِم بسبايج وإيارج فَيقْرَأ أَرْبَعَة دَرَاهِم هليلج أسود خَمْسَة ملح نفطى دِرْهَمَانِ حِجَارَة أرمينية مغسولة بِالْمَاءِ ثَلَاث مَرَّات يتَّخذ حبا بِمَاء الهندباء والشربة دِرْهَمَانِ وَنصف.
من الْمسَائِل الطيعية: السقمونيا قَلِيل الْحَرَارَة والخربق الْأَبْيَض كثير الْحَرَارَة.
فليغرغورس فِي النقرس: خُذ سقمونيا مُفردا كالباقلى.
مَا بَال: السقمونيا الْعَتِيق يدر الْبَوْل وَلَا يُطلق الْبَطن وَلَا معنى للعتيق فِي الإسهال.
ابْن سرابيون الَّذِي يخرج السَّوْدَاء: أفيثمون خربق أسود بسبايج هليلج أسود أسطوخدوس غارقون الْحجر الأرميني. لي الشاهترج يخرج خلطاً سوداوياً وينقى الدَّم مِنْهُ.
مسهل للخلط اللعابي: زنجبيل سكر تَرَبد بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة بِمَاء حَار.
من نُسْخَة أُخْرَى من إصْلَاح الْأَدْوِيَة لَا بن جريج الراهب: النَّابِت من شَحم الحنظل على التلال أقوى من النَّابِت بِقرب الْمِيَاه وَتبقى قوته إِلَى سنتَيْن أَو ثَلَاث وَقد يجب أَن يُزَاد فِي مِقْدَاره إِذْ ذَاك. قَالَ: دق التربد وَلَا تنخله بحريرة ألف ألف لِئَلَّا يلصق بخمل الْمعدة وَمَتى أردته بمعجون كَبِير لمن بِهِ بلغم لزج وَفِي معدته فانخله بحريرة وأنعم سحقه بعد دقه ليلصق
(2/334)
بالبلغم ليقلعه. وَقَالَ فِي الشبرم: إِنَّه حَار فِي أول الثَّالِثَة يَابِس وَفِيه قبض وحدة ويضر بأصحاب)
البواسير والمازريون كَذَلِك فَإِن أصلح نفع وَذَلِكَ أَن يُؤْخَذ الْجيد الصيني وينقع فِي اللَّبن الحليب يَوْمًا وَلَيْلَة ويجدد اللَّبن ذَلِك الْيَوْم وَاللَّيْلَة ثَلَاث مَرَّات وَهُوَ قطع غير مدقوق وَإِن أَحْبَبْت حِينَئِذٍ فاخلط المسهلة فِي الْأَدْوِيَة الملائمة لَهُ: أنيسون رازيانج كمون تَرَبد هليلج وَإِن عَالَجت بِهِ قولنجا غليظا سوداويا بلغميا فاخلطه بمقل وسكبينج وأشق وَصَبره حبا مثل جوز الدلب. لي هَذِه الحشيشة هِيَ الكبرة.
وَقَالُوا أَبُو جريج: المازربون هُوَ كالشبرم وَيُقَال فِي المازربون وَالْمَاء الَّذِي يسْقِي بِهِ الدَّوَاء اجْعَلْهُ بِمَا يسخنه الْهَوَاء لَا النَّار فَإِنَّهُ إِذا كَانَ بالنَّار أكرب وقيأ والمسخن بالهواء يسهل بِرِفْق إِلَى أَن يُعْطي الشُّيُوخ الهرمي الَّذين قد بردت أبدانهم ومعدهم فَلَا يفعل فيهم الدَّوَاء إِلَّا بعد زمن طَوِيل فاسقهم المَاء الَّذِي قد على بالنَّار غلياً شَدِيدا ثمَّ يفتر واسقه بِهِ فَإنَّك إِذا فترته وسقيته كَانَ كالسليق غير النضج وَإِذا غليته وَتركته حَتَّى يفتر لم يغث. قَالَ: وَأما أَصْحَاب المَاء الْأَصْفَر فاسقه مَعَ الْأَدْوِيَة المخرجة للْمَاء سِتّ حبات.
وَقَالَ فِي الدند: جَمِيع أصنافه حارة حادة وَأَنا أعجب من حِدته مَعَ الدهنية الَّتِي فِيهِ. قَالَ: وَهُوَ قَاتل مَتى لم يحسن من يسْقِيه إسقاءه وإصلاحه: فاختر مِنْهُ الصيني الْكِبَار فَإِن أعوز فالهندي ودع الشجرى فَإِنَّهُ يبطيء وَيُورث كرباً ومغصاً فقشر قشرة الْأَعْلَى بحديدة وَلَا تقربه من شفتيك فَإِذا فلقت الْحبَّة فَإِنَّهُ يخرج مِنْهَا لِسَان دَقِيق قَالَ: وَإِن صيرت مِنْهُ أقراصاً وخلطتها بِهَذِهِ الْأَشْيَاء الملينات وخاصة الزَّعْفَرَان فَإِنَّهُ يكسر شَرّ هَذَا الدَّوَاء ويبلغ بِهِ أقاصي الْجِسْم وَإِن أردْت مزجه بالمسهلات فالتربد وعصارة الأفسنتين وَاعْلَم أَن المَاء الْحَار المفرط رُبمَا أمسك الْحبّ فِي الْمعدة وَمنعه أَن يتَحَلَّل لِأَنَّهُ يجفف الْمعدة لشدَّة حرارته فتوقه.
وَقَالَ فِي قثاء الْحمار: هُوَ حَار فِي آخر الثَّالِثَة يَابِس فِي آخرهَا أحر من الحنظل حَار جدا وَمِمَّا يُوَافقهُ الدارصينى والسليخة والزراوند المدحرج والأنيسون وبزر الكرفس الْجبلي والجوشير والسكبينج والمقل والتربد وَالْملح الْهِنْدِيّ وَحب البلسان وَحب النّيل وَهُوَ نَافِع من الخدر تكسر حِدته وقوته.
وَقَالَ فِي الماهوذانه: مَتى طبخ وَأكل أسهل المَاء الْأَصْفَر وَإِن سقيت عصارته ولبنه أخلف وقيأ وَلبن اليتوع أقوى فعلا من وَرقهَا وَهُوَ ينفط الْبدن وَإِن أَخذ مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسهل بلغماً وأخلاطاً غَلِيظَة ومراراً. قَالَ: ألف ألف وَلبن حب السمنة يسهل الصَّفْرَاء والبلغم بِقُوَّة)
وَإِن أَخذ من عصير ورقة نصف رَطْل حل الْبَطن فِي رفق سَوْدَاء وبلغماً وَهُوَ كلب القرطم إِذا سقى واحتقن بِهِ.
وَقَالَ فِي لبن اللاغية: وَيصْلح أَيْضا بورد وَرب السوس والغافث وَالصَّبْر إِذا
(2/335)
مرج بِهَذِهِ نفع من حميات الرّبع وَلم يفْسد المزاج فَأَما إِن شرب مِنْهُ وَمن سَائِر ألبان اليتوعات غير مصلحَة فَإِنَّهَا تفْسد المزاج على الْأَكْثَر. وَقَالَ: والهليلج الكابلي: فِيهِ خَاصَّة إسهال السَّوْدَاء وَيعْمل فِي الصَّفْرَاء إِلَّا أَنه أقل. قَالَ: والهندي: يقرب مِنْهُ إِلَّا أَنه أقوى.
والترنجبين: أَكثر جلاءا من السكر وإسهالاً ويسكن لهيب الحميات الحادة وَيقطع الْعَطش ويسهل مَعَ سكر بِرِفْق وَهُوَ ضرب من الْمَنّ ويلين الصَّدْر وَإِن شرب إهليلج أصفر مَعَ سكر أَو دهن اللوز الحلو والشربة من الكابلي على هَذِه الْجِهَة أَرْبَعَة دَرَاهِم وَأما الطبيخ فخمسة عشر درهما وَكَذَا الْأَصْفَر وجميعها يعقب إسهالها يبساً فِي الطبيعة. وَقَالَ: السورنجان حَار فِي الثَّالِثَة وَله خَاصَّة فِي تسكين النقرس والخدر والمفاصل وَكَذَا البوزيدان والماهيزهرة. قَالَ: اسْقِ من السورنجان الْأَبْيَض والأحمر وَالْأسود ضاران جدا.
قَالَ: والأفيثمون حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى. والأفسنتين يسهل وعصارته أقوى إسهالاً ويسهل سَوْدَاء وصفراء.
الخوز: حب النّيل بَارِد فِي الأولى.
قَالَ: والأدوية المسهلة الْبَارِدَة: الأنزروت حب النّيل والبنفسج تجمع كلهَا. وَالَّتِي يخلط بالأنزروت من الْأَدْوِيَة: السكبينج والمقل والنانخواه مَاء الْخِيَار والقثاء المعصور مَعَ السكر يسهلان الشربة أَرْبَعَة أَوَاقٍ مَعَ سكر لَا تسقه إِذا كَانَت الطبيعة معتقلة جدا لِأَن قوتها لَا تبلغ أَن يحلهَا فتكرب وتقيء وتنفعان فِي الْحمى الملتهبة ويسكنان الْعَطش: مَاء القرع كَذَلِك إِذا شرب مَعَ جلاب وسكر يلين الْبَطن ويسكن الْعَطش الشربة نصف رَطْل.
الكثيراء يلين الطبيعة للأدوية المسهلة وَيدْفَع شَرها ويمنعها أَن تحمل على الطبيعة حملا رديئاً.
أشق يمْنَع المسهلة أَن تحمل على الطبيعة حملا عنيفاً ويسهل البلغم اللزج الغليظ.
سكبينج يسهل البلغم الراكد فِي المفاصل والورك ويلين الْبَطن فِي رفق وَيصْلح المسهلة الحارة ويمنعها أَن تحمل على الطبيعة حملا رديئا جوشير يسهل الطبيعة.
ابْن ماسوبه: الخربق الْأسود خاصته إسهال البلغم والسوداء وَيصْلح بإصلاح الْأَبْيَض وَهُوَ فِي بَاب)
الْقَيْء وَهُوَ أَضْعَف من الْأَبْيَض فِي ذَلِك. لي لِأَن هَذَا يسهل والأبيض يقيء.
(2/336)
ج: المقيئة من جنس المسهلة إِلَّا أَنَّهَا مفرطة الْقُوَّة مِنْهَا. قَالَ: والشربة من نصف مِثْقَال إِلَى ابْن مسويه: البسايج خاصته إسهال البلغم والسوداء إِن أَخذ مُفردا فليطبخ بِمَاء الشّعير أَو بِمَاء السلق الْمَطْبُوخ ألف ألف أَو بِمَاء الْعَسَل يشربه بعد ذَلِك وَيَأْخُذهُ وَإِن أردْت خلطه بالأدوية المطبوخة لم تحتج إِلَى إِصْلَاحه. لي من غلب عَلَيْهِ الْخَلْط السوداوي فَليَأْكُل أسبوعاً إسفيذباجا يسلق فِيهِ بسبايج ويتحسى المرقة فَإِنَّهُ يسهل سَوْدَاء والجيد: يُؤْخَذ ديك هرم فيخشى بالملح أَو قنابر ثمَّ يطْبخ بِمَاء وزيت ويسلق فِيهِ بسبايخ وَليكن مَعَك من توابل الديك مسحوقاً نَحْو مِثْقَال وألقه فِيهِ والشربة من السبايج غير مطبوخ دِرْهَمَانِ وَمن الْمَطْبُوخ خَمْسَة دَرَاهِم.
ابْن ماسويه: وَيسْتَعْمل الإيرسا فِي أَنه جيد الْفِعْل فِي تفتيح السدد وتقوية الكبد وَيُؤْخَذ بِالْمَاءِ وَالْعَسَل الْمَطْبُوخ والشربة من مثقالين إِلَى أَرْبَعَة إِذا طبخ مَعَ الْأَدْوِيَة وَوَحدهُ من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الْعَسَل.
ابْن ماسويه: إصْلَاح قثاء الْحمار بِمَاء الْعَسَل أَو بعصير الْعِنَب الشربة سِتَّة قراريط إِلَى ثَلَاثَة مَعَ نشا الْحِنْطَة.
ابْن ماسويه: المازريون أَكثر فعله فِي الإسهال للْمَاء الْأَصْفَر والبلغم إِذا جعل حبا مَعَ الأفسنتين وَقد يتَّخذ مِنْهُ أَيْضا بِأَن يطْبخ أُوقِيَّة برطل مَاء حَتَّى يتهرى ثمَّ يصفى المَاء وَيجْعَل على أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو ويطبخ حَتَّى ينصب المَاء ثمَّ يسْتَعْمل الدّهن ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى خَمْسَة دَرَاهِم وَأما وَحده فالشربة خَمْسَة قراريط مَعَ مثله من الأفسنتين.
ابْن ماسويه: الأشق خاصته النَّفْع من عرق النسا والنقرس والمفاصل والخاصرة والوركين.
والجاوشير إِصْلَاحه كإصلاح الأشق والشربة نصف مِثْقَال إِلَى بعد إنقاعه الْمَطْبُوخ.
مقل يحفظ البواسير عِنْد شرب المسهلة وينفع الورم الَّذِي يكون دَاخل الْبدن وَالْخَارِج إِذا ضمد بِهِ بعد أَن يخلط الْمَطْبُوخ الحلو الشربة من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ وَمَتى خلط بِغَيْرِهِ فَنصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم.
سكبينج ينفع من القولنج والرياح فِي الأمعاء وَالظّهْر والورك وإسهال البلغم اللزج الشربة مَا بَين)
دِرْهَم إِلَى مِثْقَال وينفع فِي مطبوخ أَو فِي مَاء الْعَسَل أَو مَاء الحلبة وَمَعَ الْأَدْوِيَة نصف دِرْهَم.
أنزروت يدمل الخراجات الشربة من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم مَعَ غَيره وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب وَحده وينفع فِي مطبوخ.
(2/337)
قنطوريون يخرج الْمرة الشبيهة بالدردى وينفع مَا فِي الورك شرب أَو احتقن بِهِ وكل مَا كَانَ أَمر طعماً كَانَ أبلغ الشربة من طبيخه أوقيتان وَإِن حقن فَثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ شيرج وكل الصموغ الَّتِي ذكرهَا يحقن بهَا خلا الأنزروت.
إهليلج أصفر يسها الصَّفْرَاء ويدبغ الْمعدة والشربة سَبْعَة إِلَى عشرَة وَالْأسود خاصته تَقْوِيَة الْمعدة وإسهال السَّوْدَاء. الشربة من خَمْسَة إِلَى خَمْسَة عشر إِذا انفع وَكَذَا الكابلي إِلَّا أَنه أَضْعَف إسهالاً وينفع الْمعدة.
شاهترج الشربة من خَمْسَة إِلَى عشرَة وَوَحدهُ من ثَلَاثَة إِلَى سَبْعَة وَإِن شربت عصارته فَلَا يطْبخ وَيشْرب مِنْهَا من أَربع أَوَاقٍ إِلَى ثَمَان.
خيارسنبر الشربة من خَمْسَة إِلَى عشرَة.
والأجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ: خاصتهما إسهال ألف ألف الصَّفْرَاء وقمع حدتها وَقطع الْقَيْء والعطش والإذهاب بالحركة الشربة نصف رَطْل.
ترنجين يسهل الصَّفْرَاء إسهالا يَسِيرا الشربة عشرُون درهما.
بنفسج خاصته إسهال الصَّفْرَاء الَّتِي فِي الْمعدة والأمعاء والنفع من الإلتهاب السكان فِيهَا وَمن الصداع والخناق الْعَارِض للصبيان الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى سَبْعَة إِذا طبخ.
الشبرية من اللبلاب ثلثا رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم من الفانيذ وَالسكر الْأَحْمَر.
لبان الثور يُؤْخَذ مَعَ طين أرميني الشربة من ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى خَمْسَة مَعَ سكر سليماني.
كزبرة البتر يسهل صفراء من الْمعدة والأمعاء ويطفئ حدتها ويلين الصَّدْر الشربة نصف رَطْل أكشوث يسهل الصَّفْرَاء ويدبغ الْمعدة وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الْعُرُوق وفعلها كَفعل الأفسنتين بل دونه الشربة نصف رَطْل مغلي وَغير مفلي مَعَ عشرَة دَرَاهِم من السكر السَّلمَانِي.
يتوعات مسهلة مفْسدَة للمزاج فَتَركهَا أصلح. والمري يسهل البلغم اللزح وينفع من الفولنج ووجع الورك إِذا احتقن بِهِ وَمَاء السّمك المالح يفعل ذَلِك.
فِي كتاب الإغذية: النيلوفر أقوى إسهالاً من البنفسج.)
حجر أرميني وَهُوَ حجر الازورد يسهل السوَاد بِرِفْق.
مسهل: تَرَبد دِرْهَم وَنصف ملح هندي يشرب وَيشْرب بعده ماءاً بَارِدًا وَإِن عَطش شرب ماءاً بَارِدًا فَإِنَّهُ إِن شرب ماءاً حاراً انْقَطع إسهاله وَهُوَ يسهل سَوْدَاء.
(2/338)
مسهل يخرج صفراء محترقة وَينْقص البرقان: سقمونيا وسكر يقعدان ويحبب الشربة أَرْبَعَة عشر قيراطاً.
حب يسهل بلغماً: ترد غاريقون دِرْهَم دِرْهَم إيارج فيقراً دِرْهَمَانِ شَحم حنظل مُدبر ربع دِرْهَم إِلَى نصف دِرْهَم الشربة من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة.
حب يخرج صفراء: إهليلج أصفر وصبر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف دِرْهَم حب النّيل دِرْهَم الشربة من دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاث.
حب مسهل للسوداء: أفيثمون بسبايج أسطوخدوس ثَلَاثَة ثَلَاثَة أطريقون إيارج دِرْهَمَانِ خربق أسود وَحجر أرميني الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم. لي على مَا رَأَيْت ف بعض الْكتب: يسْقِي الْحبّ الْمخْرج للصفراء بطبيخ الهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والمخرج السَّوْدَاء بطبيخ الأفيثمون والبسبايج والأسطوخدوس والمخرج للبلغم بطبيخ القنطوريون.
الْأَمْرَاض الحادة من الْمقَالة الثَّالِثَة: الخربق الْأسود يسهل خلطاً سودوياً وَكَذَا الأفيمون وزمان إسهالهما وَاحِد وَهُوَ أَجود من الخربق قَاتل لِكَثْرَة خلط دَوَاء بَين لَيْسَ زمَان إسهالهما وَاحِد وَقَالَ: المسهلة رَدِيئَة للمعدة خلا الصَّبْر وَلِهَذَا يجب أَن يخلط الْأَشْيَاء العطرية المقوية مَعَ ذَلِك لفم الْمعدة وَلَا سِيمَا إِن كَانَ الَّذِي تسقيه الدَّوَاء محموماً لي قد زادنا هَذَا رَغْبَة فِي قرص الْورْد المسهلة.
ابْن سرابيون: المصلح للصبر بالنواصير الْمقل وَإِذا كَانَت حرارة فالكثيراء.
الْأَدْوِيَة المفردة الثَّالِثَة: الخربق الْأَبْيَض يقيء وَالْأسود يسهل ولب القرطم يسهل البلغم والأفثيمون يسهل سَوْدَاء.
القوى الطبيعية حب القندس يجذب البلغم ألف ألف وشوكة القصارين والقرطم والكماذريوس: يجذب المَاء إسهالاً. لي الكماذريوس والكمافيطوس يَجْعَل مَعَ الأسطو خدوس وَهِي مسهلة إِلَّا أَن جالينوس عد الكماذريوس مَعَ المازريون فِي قُوَّة جذب المَاء.)
الْإِسْكَنْدَر فِي المالنخوليا: إِذا أردْت إسهال الصَّفْرَاء فَخذ إيارج فَيقْرَأ سِتَّة عشر غرامى والغرامي سنة قراريط والقيراط أَربع شعيرات وسقمونيا قيراطان واسقه من مرّة وَقد تنقص من السقمونيا وَقد تزيد بِحَسب مَا تحْتَاج إِلَيْهِ. لي إِنَّمَا كتبت هَذَا لتعلم أَن مَا يَسْتَعْمِلهُ أطياؤنا الْآن ملعقة وَهَذَا أَيْضا كثير ولتعلم أَن القدماء مجتمعون على أَن أخص الْأَدْوِيَة بِإِخْرَاج الصَّفْرَاء: الإيارج والسقمونيا فَخذ إياراجا دِرْهَمَيْنِ وسقمونيا ربع دِرْهَم واجعله حبا بِمَاء الهندبا فَإِنَّهُ يخرج الصَّفْرَاء قَالَ: الْحجر الأرميني لَا يقصر عَن الخربق وَلَيْسَ فِيهِ خطر إِلَّا أَنه إِن لم يغسل قيأ فَإِن أردْت أَلا يقيء فاغسله ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك لَا يقيء. وَلَيْسَ لَهُ رداءة كَيْفيَّة مسخنة فَهُوَ بليغ فِي جذب السَّوْدَاء: الشربة من هَذَا الْحجر ثَلَاثُونَ قيراطاً وَأكْثر سِتَّة وَثَلَاثُونَ.
(2/339)
أوريباسيس فَتِيلَة مسهلة: بخور مَرْيَم كمون سذاب نطرون وَعسل يحْتَمل فِي صوفه فَإِنَّهُ قوي مفش للرياح.
إصْلَاح السقمونيا حَتَّى لايضر بالمعدة: وَيجْعَل فِي إِنَاء رصاص ويملح وَهُوَ علاجه بالملح الْكَمَال والتمام للمحرور الَّذِي يتكره المسهلة: أوقيتان من رائب الْبَقر سقمونيا قِيرَاط ويسهل السَّوْدَاء إِن طبخ أُوقِيَّة فوذنج جبلي بِنصْف رَطْل من مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَيشْرب.
وَإِصْلَاح السقمونيا عَن ماسرجويه: أَن يَجْعَل فِي إِنَاء رصاص ويلحم رَأسه ويلقى عَلَيْهِ خل فِي وَاسِط طنجيرة ويطبخ حَتَّى يذهب نصف الْخلّ قدر سَاعَة وَقَالَ: إِذا أكل مِنْهُ لم يضرّهُ. لي عمل ذَا إِصْلَاحه بالخل والسفرجل.
وَهَذَا جوارش جيد يقطع: السفرجل ويغمس فِي خل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يخرج ويدق مَعَ مقل نصف حب النّيل المقشر مثله يدق جندبادستر حَتَّى يمتزج ثمَّ يلقى على ذَلِك الْخلّ سكر ويطبخ حَتَّى يغلظ نعما ويعجن بِهِ وَإِن شِئْت شرابًا فَخذ رطلا من مَاء السفرجل أَو فِي خل خمر بَالغ ورطل سكر يطْبخ ثمَّ يصير فِي قوام الْجلاب ويضاف فِي رَطْل أَرْبَعَة دَرَاهِم من سقمونيا وَيرْفَع الشربة أُوقِيَّة يصلح فِي الحميات والأجود أَن يتَّخذ هَذَا الشَّرَاب ساذجاً وَتجْعَل فِيهِ مَا شِئْت من سقمونيا بِقدر حَاجَتك.
آخر: السفرجل الَّذِي ينفع فِي خل وَيجْعَل فِيهِ على النّصْف خشب الشبرم ثمَّ يعجن بالسكر المحلول بِمَاء الْورْد وَيُؤْخَذ.)
الأقربادين الْقَدِيم صفة مَاء الْجُبْن من سَابُور: يسهل صفراء وينفع من الحكة الَّتِي تتولد من الحكة المتولدة عَن احتراق الدَّم وَأحمد شربه فِي الرّبيع يُؤْخَذ خَمْسَة أَرْطَال من اللَّبن الماعز الحليب فيسخن ويمرس فِيهِ دِرْهَم من الأنفخة وَيتْرك حَتَّى يثخن فَإِذا ثخن خطط بالسكين طولا وعرضاً وذر عَلَيْهِ ألف ألف دِرْهَمَانِ من الْملح الدراني مسحوقاً فَإِذا ذاب علق حَتَّى يصفو وصب عَلَيْهِ من السكنجبين السكرِي أوقيتان ويطبخ بِنَار لينَة وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى ينْفَصل عَنهُ اللوز كُله ثمَّ يصفى وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم رَطْل وَنصف وأجود حب يشرب هَاهُنَا: إهليلج أصفر دِرْهَمَانِ إيارج نصف سقمونيا دانق وَهُوَ شربه.
حِيلَة الْبُرْء السَّادِسَة حب وَصفه جالينوس يخرج أخلاطاً مُخْتَلفَة: صَبر دِرْهَمَانِ غاريقون نصف شَحم حنظل ربع سقمونيا دانق مقل دانقان يحل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة.
حِيلَة الْبُرْء الرَّابِعَة عشر مِنْهُ.
قَالَ ج إِن الْمَرْأَة صَاحِبَة النملة لما احْتَاجَت إِلَى مَا يسهل الصَّفْرَاء: خلطت لَهُ بِمَاء الْجُبْن سقمونيا فنقاها من الصَّفْرَاء. لي قد جربت أَن مَاء الْجُبْن يسهل الصَّفْرَاء وَيذْهب حِدة الكبد.
من كتاب حنين فِي الْمطعم وَالْمشْرَب: الْأَطْعِمَة الحامضة إِن صادفت فِي الْمعدة
(2/340)
خلطاً قطعته فأسهلته وَإِن صادفتها تقيئة أَمْسَكت الْبَطن فَلذَلِك السكنجبين وَمَاء الرُّمَّان الحامض رُبمَا لينًا من اختبارات حنين مطبوخ قوى للسوداء: هليلج أسود خَمْسَة عشرَة درهما هليلج كابلي عشرَة سناء شاهترج سَبْعَة أسطوخودوس وبسبايج وَتَربد محكوك أَرْبَعَة أَرْبَعَة ساذج هندي ثَلَاثَة بزر الفلنجمشك وبزر البادرنجويه دِرْهَم أفيثمون حَدِيث يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ثمَّ ينزل عَن النَّار ويطرح عَلَيْهِ الأفيثمون وَيتْرك إِلَى أَن يبْقى من اللَّيْل الثُّلُث وَيُؤْخَذ من ذَلِك الطبيخ بعد التصفية عشر أَوَاقٍ وَيُؤْخَذ ثلثا دِرْهَم إيارج وغاريقون نصف ملح دانقان حِجَارَة لازورد قد غسلت مَرَّات وَإِلَّا هيج الْقَيْء ربع دِرْهَم يدق وينخل وَيشْرب بِاللَّيْلِ.
القربادين الْكَبِير معجون قوي فِي إسهال الْخَلْط الْأسود: أفيثمون بسبايج أسطوخودوس تَرَبد غاريقون نصف نصف ملح هندي نصف شَحم الحنظل ربع حجر اللازورد مغسولاً دانقان حب الشبرم مدانق خربق أسود ربع يدق ويسقى يجمع وَيُؤْخَذ فِي شربه وَقَالَ: الْحجر الأرميني)
هُوَ بطبانة اللازورد.
الساهر شراب الْورْد المردد أَربع مَرَّات: ينقي الْورْد من أقماعه خَمْسَة أَرْطَال ويلقى فِي ثَلَاثِينَ رطلا من مَاء مغلي ويسد رَأس الْإِنَاء وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يمرس مرساً جيدا ويصفى ويعصر الثفل وَيجمع إِلَى المَاء ثمَّ يَجْعَل فِي طنجير ويغلى ثمَّ يصب على خَمْسَة أَرْطَال آخر ورق الْورْد ويردد كَذَلِك أَربع مَرَّات فَإِنَّهُ يبْقى من هَذَا المَاء بعد ذَلِك اثْنَا عشر رطلا فألق عَلَيْهِ مثله سكرا واطبخه حَتَّى يصير فِي غلظ الدوشاب الشربة أَربع أَوَاقٍ يسهل أَربع دفع وَهِي إِن قرنته بِشَيْء من المسهل أسهل ولتكن قيراطاً ويسقى بِمَاء بَارِد فاتخذه شربة فِي مَاء قصب السكر وَمَاء الأجاص وَمَاء التمرالهندي واقرن بِهِ التربد والسقمونيا قَالَ: واستعملها حَيْثُ الحدة والعطش ألف ألف وَمِنْه سِتَّة أَرْطَال من المَاء القراح ماورد رَطْل يطْبخ فِيهِ رَطْل تَرَبد حَتَّى يبْقى رطلان ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ رَطْل سكر ويلقى عَلَيْهِ دِرْهَمَانِ من السقمونيا الشربة أوقيتان.
شراب بَارِد مسهل يصلح للبرسام: ثَلَاثُونَ إجاصة قوسية تمر هندي ثَلَاثُونَ درهما بنفسج يَابِس عشرُون درهما تَرَبد عشرَة دَرَاهِم يطْبخ بِعشْرَة أَرْطَال من مَاء حَتَّى يبْقى رطلان ثمَّ يصفى ويلقى عَلَيْهِ من الترنجبين الطبرزد ويعقد ويداف فِيهِ دِرْهَمَانِ من السقمونيا وَإِن كَانَ فِي الصَّدْر خشونة فأسقط التمرالهندي وزد فِيهِ أصل السوس وَإِن كَانَ الْعَطش غَالِبا والغثى وَلَا خشونة فِي الصَّدْر فَلَا وَقد يُزَاد فِيهِ مَاء قصب السكر.
(2/341)
الْفُصُول: ج فِي الثَّالِثَة: الدَّوَاء المسهل لَا يَخْلُو أَن تكون مَعَه حِدة وحرارة بَينه أَو يكون مَعَه من ذَلِك شَيْء خَفِي.
الثَّالِثَة من الْأَدْوِيَة المفردة: عملت الصَّبْر والروستج باستقصاء فوجدتهما لَا يسهلان بعد ذَلِك إِلَّا مسهل يخرج الثفل: يدق التِّين مَعَ بزر الأنجرة وَيُؤْخَذ. لي مسهل قوي: يدق قندس دقاً نَاعِمًا وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار غمره وَيتْرك ثلثا ثمَّ يصفى عَنهُ أَيْضا حَتَّى لَا يكون فِي المَاء حِدة ثمَّ ينقع التِّين فِي ذَلِك المَاء حَتَّى يتشربه واحفظ النِّسْبَة ثمَّ أعْط مِنْهُ بعد أَن يمسح بشيرج أَو دهن ورد.
مُفْرَدَات ج الأفسنتين يخرج الصَّفْرَاء الَّتِي فِي الْمعدة ويدر الْبَوْل بصفراء.
القنطوريون الدَّقِيق مِنْهُ ينقص الْخَلْط الغليظ اللزج من العصب وَيخرج أَيْضا الْمرة الصَّفْرَاء.
عصارة بخور مَرْيَم تبلغ قوته أَنه إِن طلى بِهِ المراق أسهلت.)
أطهورسفس: مَاء الْجُبْن إِذا شرب أَيَّامًا مُتَوَالِيَة بِمَاء أسحج وَهُوَ جيد للجذام. د الأيرسا إِن سقِِي مِنْهُ سَبْعَة درخميات بِعَسَل أسهل بلغماً غليظاً وَمرَّة صفراء. لي هَذَا رَدِيء للمعدة مهيج للقيء وَكَذَا كل أَصْنَاف السوسن الميعة السائلة مَتى أَخذ مِنْهُ نصف دِرْهَم وَمن صمغ البطم لبن الْبَطن وَأخرج الأثفال.
أصُول بخور مَرْيَم: إِن شرب بِمَاء الْعَسَل أسهل المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة فَقَط وَإِن لطخت السُّرَّة بِهِ لين الْبَطن وَأخرج المَاء وَإِن احْتمل فِي ابمقعدة أسهل والشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل. د الصَّبْر إِذا خلط بالأدوية قل ضررها بالمعدة.
الصعتر الْجبلي مَتى شرب يَابسا بسكنجبين وَالْملح مثل مَا يشرب الأفيثمون. لي أَظُنهُ يَعْنِي قدر مَا يشرب من الأفيثمون. لي أسهل بلغماً وسوداء ونفع من بِهِ ربو ووسواس. لي مسهل للسوداء من تجارب الْكِنْدِيّ: أفيوثمون سَبْعَة دَرَاهِم يعجن بسكنجبين وَيشْرب فيسهل مجَالِس من خلط أسود. د: أفيثمون إِن شرب بِعَسَل وملح يسير وَتَربد يسير وبسبايج أسهل بلغما وسوداء وأذهب النفخ والربو والشربة ثَلَاث درخميات. ج: فِي تَدْبِير الأصحاء: صمغ حَبَّة ألف ألف الخضراء إِذا شرب مثل الجوزة الْآن الْبَطن بِلَا أَذَى ونقي الأحشاء والكلي وَالطحَال والرثة لي قد ذكر أَنه يُؤْخَذ مَعَ نصف دِرْهَم بورق.
عِيسَى ابْن ماسة: مَاء الْجُبْن يسهل الإحتراقات: وَهُوَ نَافِع جدا للجذام والجرب والتقشر والقوابي واليرقان وَأعظم نَفعه للمجذومين وَأَصْحَاب الصرع.
(2/342)
روفس: من احْتَاجَ إِلَى مسهل قوي وَلم يقو على الْأَدْوِيَة فليسهل بِمَاء الْجُبْن مَعَ الْملح تنْزع رغوته بِمِقْدَار معتدل يُؤْخَذ ويلقى فِيهِ بعد ملح وأبلغ شَيْء يلقى قثاء الْحمار وَلَا يتوفى فِي الصَّيف كَمَا تتوقى الْأَدْوِيَة المسهلة. قَالَ: وينفع الإسهال الْقوي بِهِ من الشَّقِيقَة والحميات المزمنة وَالِاسْتِسْقَاء وخاصة مَعَ قثاء الْحمار والجرب والكلف والقروح الرَّديئَة وقروح المثانة والكلى وَلَا يجب أَن يَجْعَل فِيهِ فِي هَذِه الْحَالة ملح.
الساهر: مَاء الْجُبْن يخرج الأخلاط المحرقة مَعَ تبريد الْجِسْم والترطيب وَيفتح سدد الكبد)
وَالطحَال وينفض اليرقان ويقلع الجرب والبثور والقوابي والشرى وداء الْفِيل والجذام فاسقه لليرقان باهليلج أصفر وسقمونيا وللجرب بِمَاء الشاهترج والكشوث وهليلج أصفر وللعلل السوداوية بالأفيثمون وَالْملح الْهِنْدِيّ والاهليلج الْأسود وللأستسقاء بسكر الْعشْر وبالقاقلي والكلكلانج: وَالْقدر من مَاء الْجُبْن من رَطْل إِلَى رَطْل. قَالَ: إِن سقِِي من المغنطيس ثَلَاثَة أبولسات أسهل خلطاً غليظاً. لي أَحسب أَن هَذَا الْحجر الْمَوْصُوف لقلع السَّوْدَاء وَهُوَ من أرمينية وَأَحْسبهُ هَذَا الْحجر الأرميني الَّذِي هُوَ اللازورد وَقد شهد على ذَلِك غير وَاحِد من واضعي الْكتب فِي الحجارات.
أَبُو جريج: الْملح يعين الْأَدْوِيَة المسهلة للسوداء على فعلهَا من أقاصي الْجِسْم.
ابْن ماسة: الْملح الْأسود الْهِنْدِيّ لَيْسَ سوَاده بشديد وَلَا لَهُ رَائِحَة النفط يسهل السَّوْدَاء والبلغم والعفن وَالْملح المر يسهل السَّوْدَاء بِقُوَّة قَوِيَّة.
بولس: حب المازريون محرق حريف يسهل المَاء.
وَقَالَت الخوز: إِنَّه يَأْكُل رغوته الكبد أكلا ويسرع الاسْتِسْقَاء إِلَى شَاربه وَقَالَت خَاصَّة المازريون يسهل السَّوْدَاء وَكَذَلِكَ اليتوعات كلهَا تسهل مائية والسكبينج يسهل البلغم اللزج وَالْمَاء.
ابْن ماسة: السقمونيا يسهل الصَّفْرَاء وفضلة دموية وَهُوَ رَدِيء للمعدة والكبد مسْقط للقوة وَيجب أَن يخلط بسفرجل.
أسطراطيس: الْعَتِيق من السقمونيا والمقدار الْقَلِيل يدر الْبَوْل وَلَا يُطلق الْبَطن.
تَدْبِير الأصحاء طبع الصَّبْر جذب الصَّفْرَاء. وَقَالَ فِي الميامر: الْغسْل ينقص قُوَّة الدوائية ليقل إسهاله وإسخانه حَتَّى يُمكن سقيه للمحموم وَهُوَ من الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفض مَا
(2/343)
فِي الْبَطن فَقَط وخاصة إِن لم يكثر مِنْهُ فَإِنَّهُ إِنَّمَا يخرج الزبل وَمَا يُصَادف من الرطوبات اللزجة إِلَّا أَن يخلط بالأفاوية.
القلهمان: الصَّبْر مسهل للسوداء جيد للمالنخوليا.
الخوز: القنطوريون يسهل المَاء قوي قي ذَلِك. ألف ألف مَجْهُول: التربد جيد للخام فِي الرُّكْبَتَيْنِ.
ابْن ماسة: التربد يسهل أخلاطاً لزجة بلغمية.)
الخوز: والتربد يسهل الْخَلْط الغليظ الني.
روفس فِي المالنخوليا: لَا يتَّخذ مَاء الْجُبْن من لبن الضان فَإِنَّهُ أقل إسهالاً. وليجبن بالسكنجبين: يغلى المَاء فَإِذا غلي رش ثمَّ يسقى المَاء ويغلى ثَانِيَة وَإنَّهُ إِن غلي ثَانِيَة أسهل أقل وَيشْرب أَولا بِعَسَل حَتَّى يسْرع انحداره وَلَا يكره الْإِكْثَار مِنْهُ بل يشرب إِلَى أَن يسهل مَا يرى كَافِيا فَإِنَّهُ لَا غائلة لَهُ. قَالَ: وَمِمَّا يسهل السَّوْدَاء أَن يسحق ثَلَاثَة دَرَاهِم من الزوفرا وَمن الفوذنج ثَلَاثَة دَرَاهِم وَيشْرب بِمَاء الْعَسَل مَعَ شَيْء من الصَّبْر فَإِن الصَّبْر جيد للمالنخوليا.
حنين فِي الترياق: الكمافيطوس مسهل.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيديميا: قَالَ قولا: يجب مِنْهُ أَن يغسل الشَّارِب المقعدة بِمَاء حَار فَيكون ذَلِك أعون على كَثْرَة الإسهال من الْغسْل بِمَاء بَارِد وَيجب أَن يُقَابل الْحَال بالضد مَتى أفرط الإسهال إِذْ هَذِه الْمَوَاضِع يجب أَن تقوى فِي مثل هَذِه الْحَال وَلَا يجلس إِذا تحرّك لِأَنَّهُ ينْدَفع إِلَى فَوق ثمَّ يعسر نُزُوله لي وَمَتى كَانَ النَّازِل يحرق فليسمح كل يَوْم بدهن ورد.
حب الراوند جيد للإسهال وَالِاسْتِسْقَاء واليرقان: قندس مقشر نصف دِرْهَم راوند صيني ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة غافث وأفسنتين من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يحبب وَهُوَ شربة.
حنين فِي آلَات الْغذَاء: جعل الله اجتذاب المرار فِي الصَّبْر والسقمونيا واجتذاب السَّوْدَاء فِي الأفثيمون والخربق الْأسود والبسبايج واجتذاب البلغم فِي شَحم الحنظل والقنطوريون والغاريقون واجتذاب المائية فِي المازريون وتوبال النّحاس والقاقلي. لي جربت مَاء الْجُبْن فَوَجَدته يهيج فِي الَّذين فِي غَايَة حسن المزاج خوانيق وحرارة شَدِيدَة وَلَا يسهلهم وَهَؤُلَاء يجب أَلا يسقوه بالسكر الْبَتَّةَ بل بالسكنجبين البليغ الحموضة.
من الْمسَائِل الطبيعية: من المسهلة كَثِيرَة الْحَرَارَة كالخربق وضعيفة الْحَرَارَة كالسقمونيا. لي قَالَ ج الخربق فِي الثَّالِثَة والسقمونيا فِي الثَّالِثَة.
(2/344)
الطِّبّ الْقَدِيم: إصْلَاح المازريون ينفع فِي الْخلّ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف ثمَّ يقلى قلوا خَفِيفا ثمَّ يدق وينخل بحريرة ويعجن بسكر ويقرص ويجفف الشربة من دِرْهَم مَعَ مثله سكر طبرزد ينزل المَاء.
حب ينزل الْمرة ويسكن الْحَرَارَة الَّتِي تكون من الحميات: عصارة غافث عصارة أفسنتين مصطكى هليلج أصفر ورد بِالسَّوِيَّةِ صَبر ثَلَاثَة أَجزَاء الشربة دِرْهَم وَنصف إِلَى دِرْهَمَيْنِ)
يسقى بِمَاء شاهترج وإهليلج مطبوخين. لي هَذَا يَنْبَغِي أَن يتَّخذ أقراصاً ويسقى فِي الحميات.
الْحبّ الْأَبْيَض: تَرَبد أَبيض أَرْبَعُونَ شَحم حنظل ثَلَاثُونَ كثيراء عشرَة أنزروت خَمْسَة الشربة حب يُؤْخَذ قبل الطَّعَام وَهُوَ بِمَنْزِلَة الجوارش ألف ألف من أقربادين حنين: مصلح: تَرَبد إهليلج أسود زنجبيل وفانيد من كل وَاحِد دِرْهَم.
روفس فِي السمُوم: إِن خَاصَّة السقمونيا وَحب القريص وعصارة قثاء الْحمار أَن ينقي الْجِسْم ويجففه. د الأقحوان إِذا شرب يَابسا بالسكنجبين وَالْملح مثل مَا يشرب الأفثيمون أسهل بلغماً وَمرَّة وسوداء.
أسارون: إِذا شرب مِنْهُ سَبْعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل أسهل كإسهال الخربق الْأَبْيَض.
أومالي وَهُوَ شَيْء دَهِين يسيل من سَاق شَجَرَة حلوة المذاق وَيكون لَهُ حر مَعْرُوف يُسَمِّيه أوريباسيس الدّهن العسلي. د إِن شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ بتسع أَوَاقٍ مَاء يسهل فضولاً مائية وصفراء وَمَتى عرض مِنْهُ استرخاء وكسل فَلَا يهولنك ذَلِك وَلَا تَدعهُمْ يمشوا. وَقَالَ: الأفثيمون يسهل سَوْدَاء وبلغماً الشربة أَربع درخميات بِعَسَل وملح وَشَيْء يسير من خل.
أظفار الطّيب: قَالَ بولس: إِن شرب بخل حرك الْبَطن.
زيتون: بولس إِن أَخذ من بزره مثل مَا يُؤْخَذ من الأفثيمون مَعَ خل وملح أسهل سَوْدَاء ج بزر الأنجرة يُطلق من طَرِيق أَنه يجلو ويحرك الأمعاء إِلَى الدّفع فَقَط لَا من طَرِيق أَنه مسهل وَهُوَ أقوى فِي الإسهال من القرطم وَكَذَلِكَ دهنه أقوى من دهن القرطم على ذَلِك.
وَقَالَ ج إِن بلع من الأصطرك شَيْء يسير مَعَ صمغ البطم لين تَلْيِينًا خَفِيفا. بزر الأترج يسهل الْبَطن.
(2/345)
الإجاص قَالَ ابْن ماسويه: يسهل صفراء بلزوجته وَالْأسود أقوى والعظيم مِنْهُ أقوى من الصَّغِير.
وَقَالَ ج الإجاص يلين الْبَطن وَالرّطب أقوى فِي ذَلِك وطبيخه بِمَاء الْعَسَل يُطلق إطلاقاً بليغاً وخاصة إِن أكل وَشرب طبيخه. والأسفاناخ يسهل فِيمَا قَالَ ماسويه. ورق الأنجرة يطْبخ مَعَ بعض الأصداف فيلين ذَلِك المرق فِيمَا ذكره. وَقَالَ: مَتى اسْتعْمل حب القريص فِي الطَّعَام نفع فِي)
إِطْلَاق الْبَطن. وَقَالَ: بزر الأنجرة إِن شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسهل البلغم اللزج وَهَذِه خاصته.
الإسقال يسهل كيموسا غليظاً لزجاً وَإِن جعل الاشقال بعد أَن ينعم دقه فِي تينة يابسة وخلط بِعَسَل وَأكل لين الْبَطن. د الأشق إِذا شرب أسهل.
الأفسنتين إِن طبخ وَشرب مَعَ عسل لين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً.
دهن البان مسهل. حب النّيل مَتى شرب مَعَ حب البان بِمَاء بَارِد أسهل عصير حب الرُّمَّان مسهل. قَالَ ج: مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء وَعسل أسهل. والبصل ملين للبطن.
ابْن ماسويه: البنفسج إِن شرب يَابسا أسهل الصَّفْرَاء المحتبسة فِي الأمعاء والمعدة وَشَرَابه يلين تَلْيِينًا معتدلاً والنيلوفر أقوى مِنْهُ. د أصل البسبايج يسهل ويطبخ مَعَ الطير والسمك والسلق أَو ملوخيا وَيشْرب مرقه يلين وَمَتى دق وذر على مَاء الْعَسَل ألف ألف وَشرب أسهل بلغماً وَمرَّة وبزر الجرجير يلين.
ابْن ماسويه: الْجُبْن الرطب يلين. د وَج: مَاء الْجُبْن يُطلق الْبَطن لِأَنَّهُ يجلو إِن شرب أَو احتقن بِهِ يجلو الْموَاد اللذاعة الَّتِي فِي الأمعاء. قَالَ: مَاء الْجُبْن أفضل المسهلة وَلِهَذَا كَانَت القدماء تكْثر اسْتِعْمَاله: وَيجب أَن يَجْعَل فِيهِ من الْعَسَل قدر مَا يستلذ وَمن الْملح مِقْدَار مَا يغثى النَّفس وَإِن جعلت الْملح أَكثر كَانَ إسهاله أَكثر.
ابْن ماسويه: يسهل صفراء محترقة وَأصْلح مَا اتخذ مِنْهُ لبن الْمعز والجعدة تسهل. د: قشر الدردار: الغليظ مِنْهُ إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد أَو شراب أسهل بلغماً ومرق الديك الْعَتِيق إِذا أَكثر ملحه يُطلق وَقد يَجْعَل مَعَه قرطم أَو بسبايج ويسهل خلطاً نياً أسود.
(2/346)
روفس الدِّمَاغ يلين الْبَطن.
الهليون مَتى سلق سلقة خَفِيفَة لين.
اسْتِخْرَاج: هَذَا لَا يصلح لِأَن يقدم قبل الطَّعَام ليحدر الطَّعَام وخاصة إِن طيب بمري وزيت وقضبان السلق يصلح لذَلِك وَالْبيض الَّذِي يتحسى يقدم قبل الطَّعَام دهن ورد يسهل. د: إِذا شرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ مَعَ مَاء الشّعير أَو مَاء حَار أسهل. د وَج: قد يَأْكُل النَّاس الزَّيْتُون مَعَ مرى قبل الطَّعَام لتلين بذلك طبايعهم. الزنجبيل ملين.) د: زبل الفأر إِن حمل الصّبيان أسهلهم. زوفا إِن شرب بِعَسَل أسهل كيموسا غليظاً وَمَتى أكل مَعَ تين رطب لين وَإِن خلط بِهِ قردمانا أَو إيرسا أَو أرز قوى إسهاله والزوفا يسهل خاما.
روفس: صمغ البطم ملين.
طبيخ الحلبة إِذا شرب مَعَ عسل أطلق وَأخرج مَا فِي الأمعاء من الأخلاط الرَّديئَة.
ثَمَرَة شَجَرَة الحضض إِن شرب مِنْهَا مسطرن أسهل بلغماً مائياً. د: الحلبة تُؤْكَل بالخل الطَّعَام بمري لتطلق وَقَالَ: الْحَرْف البابلي ملين إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم أسهل أخلاطاً مرارية الْحَرْف إِن شرب مِنْهُ أَرْبَعَة أَو خَمْسَة دوانق بِمَاء حَار بعد سحقه أسهل.
حب النّيل جاصته إسهال السَّوْدَاء والبلغم.
حنظل إِذا أَخذ من شحمه أَرْبَعَة أبولسات وخلط بنطرون وَعسل مطبوخ وَشرب بأدرومالي بعد أَن يعْمل حبا أسهل. د: الحنظلة كلهَا مَتى طبخت واحتقن بهَا أسهلت مرّة وبلغماً ودماً وحياتاً وَإِن طبخ فِي الحنظلة بعد أَن يخرج مَا فِي جوفها مَاء الْعَسَل مسخناً على رماد حَار وَشرب أسهل كيموسا غليظاً. د: وشحم الحنظل يحْتَمل فيسهل.
بديغورس: خَاصَّة الشَّحْم إسهال البلغم.
توبال الْحَدِيد: لَهُ قُوَّة كقوة توبال النّحاس فِي الإسهال إِلَّا أَنه أَضْعَف.
النشا يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً.
ابْن ماسويه: الحمص يلين الْبَطن وخاصة مَاؤُهُ الْحجر الأرميني مسهل.
(2/347)
بولس: دَقِيق الكرسنة مسهل. د: كمافيطوس ألف ألف إِذا سحق وخلط بِالتِّينِ وَأخذ لين الْبَطن. والكشوث ملين.
ابْن ماسويه: الكرنب إِن مرقه يسهل: الكراث الشَّامي يلين.
الْكبر الْمليح يلين إِن أكل يملحه جلا مَا فِي الْمعدة والأمعاء من بلغم وَصلح ليسهل خُرُوج الثفل بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
فِي حفظ الصِّحَّة: اللوز المر يُؤْكَل فيلين.) د: مَاء الْجُبْن يسهل من لَا يحْتَمل إسهال الْأَدْوِيَة القوية. د: وَج: مَاء الْجُبْن يحقن بِهِ فيجلو الْموَاد اللذاعة من غير لذع حنين: بزر القريص يسهل. د: عصارة ورق اللبلاب تسهل.
ابْن ماسويه: عصارة ورق اللبلاب تسهل صفراء محترقة.
مَا هودانه مَتى شرب من بزره تسع أَوَاقٍ ومضغ مضغاً نعما أَو حبب وَشرب بعده بَارِد أسهل بلغما وَمرَّة ولبه يعْمل عمل اليتوع وَإِن طبخ ورقه مَعَ دَجَاج وَأكل أسهل. . د: وَإِن أَخذ من بزره ثَمَان ودق وَعمل حبا وَأخذ أسهل بلغما وَمرَّة إِذا شرب بِمَاء ولبنه يفعل فعل اليتوع.
قَالَ ج: هُوَ كاليتوع فِي جَمِيع أَفعاله وبزره حلوا المذاق وَفِيه قُوَّة الإسهال.
قَالَ بولس: قُوَّة الإٍ سهال فِي بزره أَكثر. المغنطيس مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات أسهل كيموسا غليظا. المازريون يسهل مرّة وبلغما وخاصة إِن خلط بِجُزْء مِنْهُ جزآن من أفسنتين وَعمل حبا.
بديغورس: مَاء الْبَحْر يسهل بلغماً. ود وبولس قَالَا: مَاء الْبَحْر يسهل خاماً.
المرارات تسهل إِذا احتملت وَلَا سِيمَا فِي الصّبيان. د: زهرَة النّحاس مَتى شرب مِنْهَا أَرْبَعَة أبولسات أسهلت أخلاطاً نِيَّة غَلِيظَة. توبال النّحاس يسهل أخلاطاً نِيَّة.
اصل السوسن الآسمانجوني مَتى شرب مِنْهُ سَبْعَة درخميات بِمَاء الْعَسَل أسهل خلطاً بلغمياً غليظاً وَمرَّة صفراء. دهن السوسن إِذا شرب أسهل صفراء. دهن الإيرسا مَتى شرب مِنْهُ أُوقِيَّة أسهل. الخيرى مَتى أكل طرياً بِلَبن أسهل. مرق السّمك الطري يلين إِذا عمل إسفيذباجا.
(2/348)
د بولس: السكر الَّذِي يجمد على الْقصب مثل الْملح الدرانى إِذا ديف بِمَاء وَشرب أسهل. د: السقمونيا أَو بولس لتليين الْبَطن والشربة الْوُسْطَى ثَلَاثَة أَو بولسات مَعَ أَو بولس من الخربق الْأسود ودرخمى من الْملح. د: السورنجان مسهل.
بولس: طبيخ السرمق يلين. د: السمسم يسهل.
روفس: السلق يهيج الْمعدة والأمعاء على نفض مَا فِيهَا.) د: الْعَسَل يسهل المبلغمين وَيعْقل بطُون الصفراويين لِأَنَّهُ يهيج فيهم من الْحَرَارَة مَا يعقل طبايعهم.
ابْن ماسويه: الْعِنَب الحَدِيث يسهل. د: حب الزَّبِيب إِذا قلى قطع إسهال الْأَدْوِيَة. الفجل إِذا أكل بعد الطَّعَام لين أَو طبخ لين.
ابْن ماسويه: قُلُوب نَبَات القشرا مَتى أكلت أول مَا تطلع أسهلت وعصارة الفاشرا تسهل بلغماً وماءاً. د: وَقَالَ بولس: مَتى شرب من أَصله خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الْعَسَل أوريباسيس: عصارته ألف ألف مَتى احتملت فِي صوفه حركت إسهالاً عتيقاً.
وَقَالَ ج: إِن لَهُ من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلى بِهِ المراق أسهلت عصارته وَلَا يجب أَن يتَجَاوَز إِذا شرب مَثَاقِيل وَيشْرب بشراب حُلْو أَو بِمَاء الْعَسَل. د: إِن جعل على صوفة وَاحْتمل أسهل وَكَذَلِكَ إِن لطخ بِهِ المراق والفوذنج الْبري يُطلق إطلاقاً صَالحا.
روفس: الصَّبْر إِن شرب مِنْهُ درخميان وَنصف بِمَاء فاتر أسهل ونقى الْمعدة: أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة درخميات نقى تنقية تَامَّة. د: الصَّبْر يسهل الثفل ويخرجه من الْمعدة والمعي. ج: القرطم إِن طبخ بعد بِمَاء الْعَسَل مَعَ بعض أمراق الْبَطن أسهل وَإِن أَخذ اللَّبن بِمَاء القرطم كَانَ مَاؤُهُ أَشد إسهالاً ودهنه يسهل.
اسْتِخْرَاج د: وَإِن أَخذ اللَّبن بِمَاء القرطم كَانَ مَاؤُهُ أَشد إسهالاً ودهنه أَيْضا. د: وَإِن أَخذ من ذَلِك القرطم جزؤ ولوز مقشر خمس جُزْء وأنيسون ونطرون عشر جُزْء يجْتَمع بِالتِّينِ لبن يكون لبن القرطم ثَلَاثَة دَرَاهِم لحم الْقُنْفُذ البحري يلين.
(2/349)
د: إِن طبخ القرع وعصر وَشرب مَاؤُهُ مَعَ عسل ونطرون قَلِيل أسهل إسهالاً خَفِيفا. د: القثاء البستاني يسهل وعصارة قثاء الْحمار أَيْضا الشربة التَّامَّة نصف أبولوس فَأَما الصَّبِي فَيعْطى مِنْهُ أبولوس وَنصف ويسهل مرّة وبلغماً وَأَصله أَيْضا يسهل. د: وَكَذَا إِن احتقن بِهِ مزمار الرَّاعِي يقطع إسهال الْأَدْوِيَة.
(الْأَدْوِيَة والأغذية المقيئة)
قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: مَاء الشّعير بِمَاء الْعَسَل يجلوان من الْمعدة البلغم فَأَما إِذا كَانَ شَدِيد اللزوجة غليظاً فَإِنَّهُ لَا يقوى على علاجه بالجلاء إِلَّا بالفجل والسكنجبين وَمَاء الْعَسَل متوسط بَينهمَا إِلَّا أَن قوته تزيد وتنقص بِحَسب كَثْرَة الْعَسَل وقلته وَإِن طرح فِيهِ فوذنج وزوفا قوى قَالَ: وَأقوى من هَذِه مَتى أَنه يغسل مَا تشربته طَبَقَات الْمعدة الفجل والسكنجبين وأدوية الْقَيْء المتخذة بالعنصل.
أبقراط: الخربق الْأَبْيَض لَا ينحدر إِلَى المعي لَكِن يثبت فِي الْمعدة ويجذب إِلَيْهَا الفضول فَإِن كَانَت رقيقَة لَطِيفَة خرجت بالقيء وَإِن كَانَت كَثِيرَة أَو غَلِيظَة أَو لزجة خنقت الْإِنْسَان من سَاعَته لِأَن الْقُوَّة لَا تقوى على دفع مَا يجتذبه الخربق فَكَذَلِك لَا يحْتَملهُ إِلَّا الْأَبدَان النقية القليلة الفضول فَأَما الْأَبدَان الْكَثِيرَة البلغم فَإِنَّهَا تختنق مِنْهُ لِأَنَّهُ يجذب مِنْهَا جذباً كثيرا لمواتاة الْمَادَّة وَلَا تقدر الْقُوَّة على دفع مَا جذب فتختنق. لي إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الخربق الْأَبدَان الَّتِي يعسر فِيهَا الْقَيْء جدا وَلَا تقدر سَائِر الْأَدْوِيَة المقيئة أَن تجذب مِنْهَا شَيْئا وَهُوَ فِي هَؤُلَاءِ مَأْمُون لِأَنَّهُ لَا يجذب الْكثير لعسر انقياد الْخَلْط فَأَما الْأَبدَان 3 (بصل النرجس) 3 (السَّادِسَة من الثَّالِثَة من أبيذيميا: من أردْت أَن تقيئه بسهولة فأطعمه فِي ألف ألف) 3 (طَعَامه بصلين أَو ثَلَاثًا من بصل النرجس.) السَّادِسَة من السَّادِسَة: إِذا كَانَ الْقَيْء يعسر سقينا الرجل دهنا أَو دهناً وماءاً مضربين.
أهرن: مِمَّا يقيء نعما: بزر الفجل يسقى مِنْهُ غير النُّفَسَاء وبزر السرمق وَنَحْوه قَالَ يشرب دِرْهَمَانِ بِعَسَل وَمَاء فاتر. قَالَ: الشربة من الكنكر دِرْهَمَانِ وَكَذَلِكَ من جوز الْقَيْء وَكَذَا من عروق القثاء وَمن الميويزج خَمْسَة عشر حَبَّة وَيشْرب بِمَاء شبث وبدهن حل وَمن بصل النرجس أَربع بصلات يطْبخ وَيشْرب أوقيتي مَاء وَمَتى احتملت شيافاً طوَالًا من الخربق الْأَبْيَض قيأ.
(2/350)
ابْن ماسوية قرص يسْقِي فيهيج الْقَيْء: كنكر وَجوز الْقَيْء وبزر الجرجير وبزر الفجل وبزر الشبث وبزر السرمق وملح هندي يدق وينخل وَيشْرب مِنْهُ. لي تُؤْخَذ هَذِه وتعجن بِمَاء بصل النرجس وَتجْعَل حبا وأقراصاً واسقها حَيْثُ تُرِيدُ. ولي مقيء قوي: خربق أسود دانق كندس دانقان جوز مائل مثله وَهِي شربة والسكنجبين أوريباسيس: ليكن طَعَام من تُرِيدُ أَن تقيئه لَا يَابسا وَلَا عفصا بل بعضه حُلْو رطب وَبَعضه حريف ويعين عل الْقَيْء الفجل والجرجير والطريخ الْعَتِيق والفوذنج الْجبلي واليسير من البصل والكراث وَقد يسهل مَاء الشّعير مَعَ عسل وحساء متخذ من باقلى مطحون وَلحم سمين وَلَا يجب أَن يجيد مضغ الطَّعَام الَّذِي يُرِيد أَن يتقيأ فَإِنَّهُ يسهل الْقَيْء أَكثر وَليكن الشّرْب الحلو وَيشْرب المَاء فاتراً وَيُؤْخَذ لوز بِعَسَل وَيُؤْخَذ أصل الْبِطِّيخ وَالْخيَار أَو يطْبخ النرجس بِمَاء ويمزج بِهِ نَبِيذ ويغير بريشة فِي دهن سوسن وَيدخل فِي الْحلق.
أَبُو جريج: مِمَّا يقيء: بزر الشبث وبزر الفجل واللوبيا وأصل شجر الْبِطِّيخ وعصير الكرفس والفقاع وَالْمَاء يسْقِي الضُّعَفَاء وَفِي تنقية الْمعدة للأصحاء فَقَط: فَأَما الأدواء الرَّديئَة كالمالنخوليا والفالج والخدر فبالحرمل والجلبهنك وَجوز الْقَيْء وَنَحْوهَا.
وَإِصْلَاح الحرمل: هُوَ أَن يُؤْخَذ مِنْهُ خَمْسَة عشر درهما يغسل بِمَاء عذب خَمْسَة عشر غلسة ويجفف ويدق وينخل بمنخل صفيق وَيصب عَلَيْهِ المَاء المغلي فِي هاون ويخوض بدستج ويصفى بِخرقَة صفيقة ويرمى بالثفل وَيصب على مَا صفى وَيكون مِقْدَاره أَربع أَوَاقٍ وَعسل ثَلَاث أَوَاقٍ)
وشيرج أوقيتان فَإِنَّهُ يقيء.
جلبهنك خاصته إِخْرَاج السَّوْدَاء بالقيء والصفراء والبلغم: يُؤْخَذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم ينعم دقه حَتَّى يظْهر دهنه وَيصب عَلَيْهِ مَاء الباقلى المنقوع الْمَطْبُوخ أَربع أَوَاقٍ ويحرك بالدستج حَتَّى تخرج رغوته وَيصب عَلَيْهِ عسل أَو شيرج أوقيتان.
وَإِصْلَاح الكنكر وَجوز الْقَيْء وبزر القطف وَنَحْوهَا: خُذ أَيهَا شِئْت مُفْردَة أَو مركبة ويدق ويخلط ألف ألف بِشَيْء من ملح الْعَجِين فَإِنَّهُ يعين على الْقَيْء ويسهل خُرُوجه وَيكون مِقْدَار دِرْهَمَيْنِ ويغلى ورق شبث يَابِس عشرُون درهما برطل مَاء حَتَّى يذهب نصفه ثمَّ يداف فِيهِ عسل وَيشْرب على الْأَدْوِيَة وَيكون قد عجنت بِعَسَل فَإِنَّهُ يسهل الْقَيْء ويكثره وَقد يحدر الطبيعة.
كندس شَاربه على خطر عَظِيم وَقدر الشربة ثلثا دِرْهَم أَو نصف منخول بحريرة مداف بصفرة ثَلَاث بيضات مشوية بعض الشَّيْء بل فِيهَا رقة على مَا قد غلي فِيهِ عدس وصعتر مرضوضين مسلوقين جَمِيعًا نصف رَطْل فَإِنَّهُ بَقِي قيئاً شَدِيدا.
(2/351)
ابْن ماسويه: الخربق الْأَبْيَض خاصته أَن يقي بلغماً أَو يخنق لِكَثْرَة مَا يجذب فَيجب أَن يقدم قبل أَخذه طَعَام يسير خَفِيف وَيُؤْخَذ مَعَ حسو متخذ من حِنْطَة وشعير واسقه بعد إجادة سحقه.
حنين: فِي الْمعدة: خُذ طبيخ التِّين أَو نقيعه بمرق طبيخ الفجل فيشربان فاترين من بعد الْأكل وَيشْرب كثيرا وَدخُول الْحمام فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء فَإِذا استنظفت يشرب بعده بشراب ويتمضمض بشراب فاتر مَعَ عسل قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يبْقى فِي الحنك من البلغم شَيْء وَيسْتَعْمل بعد الرَّاحَة وَترك الشَّرَاب وَالْجِمَاع وَيَأْكُل قشور الفجل فِي الطَّعَام مَا أمكن ويؤكل مِنْهُ بعده منقوعاً فِي سكنجبين شَيْء يسير ثمَّ يسكن سَاعَة وَيشْرب سكنجبينا بِمَاء فاتر ويستدعى الْقَيْء ثمَّ يشرب من ذَلِك السكنجبين وَالْمَاء الفاتر فَإِنَّهُ يقطع البلغم من الْمعدة. والجيد أَن يفعل هَذَا على الرِّيق يَأْكُل قشور الفجل منقوعة فِي سكنجبين شَيْئا كثيرا وَيشْرب عَلَيْهِ سكنجبينا بِمَاء فاتر ويستقر سَاعَة ثمَّ يَسْتَدْعِي الْقَيْء فَإِنَّهُ جيد وَإِذا لم يَجِيء الْقَيْء فيشرب سكنجبينا وَالْمَاء الفاتر أبدا حَتَّى يمتليء وَلَا يَأْكُل طَعَاما فَإِن السكنجبين وَالْمَاء الفاتر يقطع البلغم ويخرجه.
آخر: خُذ بورقاً أَبيض فألقه فِي مَاء فاتر ودعه حَتَّى ينْحل ثمَّ اخلط بِهِ شَيْئا يَسِيرا من زَيْت ثمَّ)
اشربه. لي البورق دِرْهَم فِي رَطْل من مَاء وَأكْثر من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة.
ابْن ماسويه: فِي الَّتِي تقيء قشور الصنوبر فَجعل يداف بسكنجبين على قدر ثَلَاث أَوَاقٍ والشربة مِنْهُ دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة دَرَاهِم يقيء وطبيخ الزوفا الْيَابِس مقيء وَكَذَلِكَ يفعل الحاشا والفوذنج النَّهْرِي وَمَاء الفجل والشبث ولباب القرطم والسمسم هَذِه تقيء مَتى شربت بِمَاء حَار حَتَّى طبخ فِيهِ شبث وفجل وملح وعدس والأنجدان يقيء أَيْضا مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل ودهن السوسن ينقي تنقية شَدِيدَة ويقيء مَعَ المَاء الْحَار وَالْملح وَكَذَلِكَ يفعل دهن الفجل ودهن النرجس والكندس قوي جدا إِلَّا أَنه يخَاف مِنْهُ وَلَا يحْتَملهُ إِلَّا الأقوياء وَكَذَلِكَ يفعل قشور الحرمل الْمَطْبُوخ وَلَا يقوى عَلَيْهِ إِلَّا الْقوي وبزر الفجل يقيء وَهُوَ سليم وَيجْرِي هَذَا المجرى ورق الْغَار وَكَذَلِكَ بزر الجرجير وبزر القطف وقشور الْبِطِّيخ مَتى دقَّتْ وشربت يابسة بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الفجل يقيء قيئاً سليما سهلاً وأسلمها وأجودها مَاء الفجل والشبث وَالْملح وَالْعَسَل والسكنجبين.
ابْن ماسويه ألف ألف فِي الحميات: إِذا أطعمت العليل مالحاً وخردلاً لتقيئه فَلَا تسقه عَلَيْهِ ماءاً ساعتين حَتَّى يجلوا وَيقطع مَا فِي الْمعدة ثمَّ اسْقِهِ وقيئه فَإِن لم تَجِد بدا فاسقه الْيَسِير مِنْهُ. لي لم أر إِلَى الْآن شَيْء أسْرع وَلَا أبلغ فِي الْقَيْء من الْكَرم الْأسود فَإِنَّهُ ينقي فِي الْقَيْء وليؤخذ بعد الْقَيْء مِنْهُ الزّبد لِئَلَّا يَحْتَرِق الْحلق وَهُوَ عِنْدِي أقوى من الخربق وَلَا أرى أَن الكندس يتَخَلَّف عَنهُ وَيشْرب مِنْهُ مِقْدَار نصف دِرْهَم دِرْهَم.
(2/352)
3 - (سرابيون) من أَرَادَ السَّلامَة من شدَّة الخربق فَاسْتعْمل بدل أَصله رؤوسه وأنعم سحقها فَإِنَّهَا لَا تضر أريباسيس الأغذية المقيئة والأدوية: حب الْفَرْع وَحب الْفَقْد وَحب الصنوبر والسلق والباذروج والشلجم والبقلة اليمانية والسرمق والحلبة والسمسم وَالْعَسَل والبطيخ والدماغ والمخ وَالْملح وَالشرَاب الحلو والغليظ والقيصوم والشيح والبورق والشبث والفجل.
مَجْهُول للقيء قوي: بزر السرمق عشرَة كنكر خَمْسَة جوز الْقَيْء دِرْهَمَانِ هندي خَمْسَة يدق ويعجن بِعَسَل وَيرْفَع عِنْد الْحَاجة ويطبخ ملح وشبث طبخا جيدا ويداف من هَذَا فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ نصف أُوقِيَّة عسل وَيشْرب.
3 - (أدوية الْقَيْء والأغذية الَّتِي تولده الدِّمَاغ)
العنصل السمسم المالح السرمق الفجل التِّين الْملح الْأسود البورق الخربق الْأَبْيَض الكندس الرقع الْيَمَانِيّ الكنكر جوز ماثل جوز الْقَيْء الحرمل الشبث الكردمانا العرطنيثا.
مُفْردَة ج: دهن بِلِسَان مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال هيج الْقَيْء وأسهل أَيْضا. 3 (د:) دهن السوسن يهيج الْقَيْء الفجل إِن أكل بعد الطَّعَام أعَان على الْقَيْء فَإِذا أكل قبل الطَّعَام دفع الْغذَاء فِي أعالي الْمعدة وَلم يَدعه أَن يسْتَقرّ وقشره إِذا اسْتعْمل بسكنجبين أَشد تهييجاً للقيء من الفجل كُله وبزر الفجل إِذا شرب بالخل قيأ أصل الْبِطِّيخ إِذا جفف وَشرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل قيأ كثيرا. الكرفس جَمِيعه يقيء. الأشترغار إِن أَكثر مِنْهُ يهيج الْقَيْء.
الجلبهنك يقيء ويسهل قيئاً وإسهالاً ذريعاً ويسقى مِنْهُ نصف دِرْهَم إِلَى ربع دِرْهَم للفالج مَعَ عسل والجورجاشير دَوَاء فَارسي أقوى من الخربق إِن شرب مِنْهُ قيأ قيئاً أسود كَالدَّمِ فَإِنَّمَا هُوَ السَّوْدَاء ونفع من أدوائها وَإِن شرب أَكثر قتل ويخلص من المالنخوليا وَنَحْوه الْبَتَّةَ الكنكر يقيء البلغم وَإِذا أكل هيج الْقَيْء وَإِن اعتصر وَشرب من عصارته دِرْهَمَانِ قيأ. والهليون يقيء. وأصل الْبِطِّيخ يقيء وَكَذَلِكَ الْخِيَار وبصل الزَّعْفَرَان يقيء وَكَذَلِكَ بصل السوسن.
أَبُو جريج: الْملح يهيج الْقَيْء ويكثره إِذا خلط بالأدوية وَكَذَا البورق.
أوربياسوس: لايشرب البورق المقيء إِلَّا لأمر عَظِيم لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ أَن تخنق.)
الخوز: بزر الفجل يهيج الْقَيْء. لي ألف ألف بزر سرمق نصف دِرْهَم وَكَذَا بزر الفجل وكنكر نصف دِرْهَم وكندس قِيرَاط وَجوز الْقَيْء دانق أَكْثَره يسحق ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى.
(2/353)
أقربادين دَوَاء للقيء: صمغ الكنكر جوز الْقَيْء بزر الفجل بزر الشبث بزر السرمق ملح الطِّبّ الْقَدِيم: اطبخ السوسن بِالْمَاءِ واشربه فَإِنَّهُ يقيء والجرجير يقيء وَيقطع.
ابْن ماسويه: اشترغار مَتى أَكثر مِنْهُ غثاء وقيأ للذعة الْمعدة. د: ثَمَرَة أَبَا غيرن يقيء قيئاً شَدِيدا قيل هُوَ حب البان حب البان مَتى شرب بأدرومالى هيج الْقَيْء. د: دهن البان بِالْمَاءِ الْحَار يهيج الْقَيْء والبورق الإفْرِيقِي يقيء جدا. د وَج: أصل الْبِطِّيخ إِذا جفف وَشرب مِنْهُ درخميان بأدرومالى: هيج الْقَيْء وَمَتى شرب مِنْهُ أبولوس قيأ قيئاً سَاكِنا. ج: الْبِطِّيخ يهيج الْقَيْء إِذا أَكثر مِنْهُ إِلَّا أَن يُؤْكَل بعده طَعَام مقو للمعدة. د: البصل مقيء والجوز إِذا أكل على الرِّيق هيج الْقَيْء وهونه. الدِّمَاغ إِذا أردْت أَن يقيء بعد الطَّعَام د: الحلبة تقيء.
ابْن ماسويه: الخربق الْأَبْيَض مَتى شرب مِنْهُ أكسويافن قيأ صفراء. د: الْحَرْف البابلي إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم قيأ أخلاطاً مرارية.) د: عصارة أصل العكوب مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء فاتر أَو حَار وَعسل حرك الْقَيْء.
بولس: دمعة: اليبروج وأصوله وجميعه مَتى شرب بِمَاء يقراطن قيأ كيموسا بلغميا وَمرَّة كَمَا يفعل الخربق. د: طبيخ الكرفس ابْن ماسويه: الميويزج مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة عشر درهما وأنعم سحقه وَسَقَى بِمَاء ليقراطن قيأ كيموسا غليظاً فيسقى على مَا فِي الْكتاب عِنْد ذكره. المَاء الْحَار يهيج الْقَيْء.
روفس: الأمخاخ تهيج الْقَيْء. ج: بصل النرجس مَتى أكل مسلوقاً هيج الْقَيْء. الروستحج مَتى شرب بِعَسَل هيج الْقَيْء.
دهن السوسن مغث. دهن الإيرسا مسهل. ودهن السمسم مغث. ج: وَابْن ماسويه: خَاصَّة الْعَسَل أَن يقيء إِذا أَكثر مِنْهُ والسمسم مغث.
(2/354)
د: الفجل مَتى أكل قبل الطَّعَام رَفعه وطفاه فِي أعالي الْمعدة وَلم يَدعه يسْتَقرّ وَلذَلِك يسهل. د: قشر الفجل مَتى اسْتعْمل بسكنجبين قيأ وبزره إِذا شرب بخل قيأ. د: الفجل مَتى أكل مَعَ السكنجبين قيأ.
ابْن ماسويه: لحم الفجل إِذا أكل مَعَ سكنجبين قيأ. والفوذنج يقيء البلغم.
روفس: العرطنيثا مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِالْمَاءِ قيأ. عصارة قثاء الْحمار تقيء البلغم والمرة إِن لطخ بِالْمَاءِ على أصل اللِّسَان واللهاة قيأ بلغماً وَمرَّة وَإِن كَانَ الْإِنْسَان عسر الْقَيْء فليطبخ من القثاء البستاني أَبُو لوس بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يقيء قيئاً رَقِيقا وَيجب أَن ينعم سحقه بدهن وبزر السرمق فيقيئ بِهِ أَصْحَاب الصَّفْرَاء.
ابْن ماسويه: التافسيا ألف ألف ودمعته وعصارته مقيئة مَتى شربت بِمَاء الْعَسَل والشربة أَرْبَعَة أَبُو لوسات مَعَ ثَلَاث درخميات من بزر الشبث وَمن العصارة ثَلَاثَة أَبُو لسات)
وَمن الدمعة درخمى وَلَا يعْطى أَكثر من ذَلِك لِأَنَّهُ يضر جدا. د: قَالَ: وَيجْعَل فِي الْأَطْعِمَة وَيُعْطى للَّذين يعسر عَلَيْهِم الْقَيْء ورق الْغَار الطري فَإِنَّهُ يرخى الْمعدة ويهيج الْقَيْء ودهن الْغَار الطري يرخى الْمعدة ويهيج الْقَيْء وَمَتى شرب قيأ وغثا وَإِن قشر من حب الخروع ثَلَاثُونَ وشربت أهاجت الْقَيْء وأرخت الْمعدة جدا وأسهلت أَيْضا الْخَرْدَل إِن أَكثر مِنْهُ أكرب وقيأ.
ابْن ماسويه: والخشخاش الْبري إِن أَخذ مِنْهُ أكسويافن هيج الْقَيْء. د: إِن أكل من أكل من أصل الْخُنْثَى قدر كَعْب سهل الْقَيْء. د: الخربق الْأَبْيَض إِذا شرب أهاج الْمعدة بالقيء ويسقى على الرِّيق وَحده أَو مَعَ جلبهنك أَو مَعَ عصارة التافسيا بِمَاء القراطن فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء ويخلط بالحشاء أَيْضا وبالخبيص وَيُؤْخَذ كَذَلِك وَمن معدته ضَعِيفَة يطعم قبله طَعَاما قَلِيلا ليأمن ضَرَره. د: أبقراط: الخربق الْأَبْيَض أهاج بنفض السَّوْدَاء من فَوق.
ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية: المنقية للبلغم فِي الْمعدة هَذِه: قشور شجر المصطكى من دِرْهَم إِلَى ثَلَاثَة منخولاً بحريرة وسكنجبين على ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ يقيء وطبيخ الزوفا أَيْضا يقيء والحاشا والفوذنج وَكَذَا يفعل دهن الفجل وَمَاء الشبث ولباب القرطم مَعَ البنفسج يغثيان إِذا شربا بِمَاء حَار قد طبخ فِيهِ شبث وفجل وَالْملح وَالْعَسَل والأنجدان يغثى وينقي الْمعدة إِذا شربت بِمَاء الْعَسَل وخردل مَضْرُوب بسكنجبين وَمَاء الْعَسَل ينقي تنقية كَافِيَة دهن السوسن يقيء مَعَ المَاء الْحَار وَالْملح وَكَذَلِكَ يفعل دهن الفجل ودهن النرجس والكندس أقوى فِي هَذَا من هَذِه كلهَا غير أَنه لَا يحْتَملهُ إِلَّا الأقوياء من النَّاس وَكَذَا مَاء الحرمل الْمَطْبُوخ وَمَاء بزره فَإِنَّهُ صَعب لَا يحْتَملهُ إِلَّا الْقوي الطَّبْع.
(2/355)
دهن الْغَار سليم مقيء وَكَذَلِكَ بزر الجرجير وبزر القطف سليمَة كلهَا وقشور الْبِطِّيخ إِذا أكل وَشرب بعده عسل وَمَاء الفجل والشبث وَالْملح وَالْعَسَل والسكنجبين.
أبقراط: إِن أَخذ قثاء بستاني فجفف وسحق ودلك بِمَاء الْعَسَل قيأ وَيصْلح للنِّسَاء والضعفاء والأقوياء وينفض البلغم. أصل قثاء الْحمار دَوَاء قوي يصلح للقوي الْمُعْتَاد للقيء يحل من أصُول)
بخور مَرْيَم مَا يعجن بِعَسَل فِي عظم اللوزة فيسقى فَإِذا تقيأ قيء بِمَاء الْعَسَل أَيْضا.
إِسْحَاق: الْقَيْء الَّذِي يصلح لحفظ الصِّحَّة: إِذا رأى أَمَارَات كَثِيرَة من البلغم يقيأ فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ وَلَا تجْعَل عَادَة والمعدة خَالِيَة لَكِن بعد التملي وليتقيأ بالسكنجبين والخردل والفجل وطبيخ الحاشا وأصل اللوز بِعَسَل وَالشرَاب الحلو وَإِن احْتَاجَ إِلَى مَا يقيء فبزر الْبِطِّيخ وَأَصله والأشياء المسهلة وليتمضمض بعد الْقَيْء بِمَاء حَار وَيغسل وَجهه بِمَاء بَارِد.
دَوَاء للقيء: ألف ألف لوبيا أَحْمَر أُوقِيَّة وَنصف شبث أوقيتان عسل منزوع الرغوة أوقيتان فجل ثَلَاث أَوَاقٍ يغلى بِالْمَاءِ وَيشْرب مَعَ سكنجبين.
أبقراط فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: تافسيا وعصارة قثاء الْحمار بِالسَّوِيَّةِ أبولوس من كل وَاحِد فيسقى بِنصْف قوطولى من مَاء وسكنجبين وَهِي شربة معتدلة فَإِن سهل الْقَيْء فَلَا تجْعَل فِيهِ تافسيا بل يَكْفِيهِ عصارة قثاء الْحمار وَمَتى عرض لَهُ وجع الْقلب فليمج ماءاً بَارِدًا ويمسك مِنْهُ فِي فَمه وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون المقيء بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة القوية قريب الْعَهْد بالإسهال لِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ التشنج وَقذف الدَّم. وَقَالَ: إِن خلطت بالخربق الْأَبْيَض نطرونا لم يختنق الْبَتَّةَ وَأمنت ذَلِك.
دَوَاء يخرج البلغم: سِتُّونَ ميويزجة جبلية يخلط مَعهَا ورق الفجل بالسواء ويسحق فِي الظل آخر يقيء بلغما: يسقى سَبْعَة قوطولات من مَاء قد غلي فِيهِ الشبث ويسقى غدْوَة.
مَاء الْبَحْر مَتى سقى مِنْهُ قوطولان قيأ ويسقى بعد حمية يَوْم.
روفس فِي تَدْبِير النِّسَاء: الْقَيْء قبل الطَّعَام يضر بِالرَّأْسِ وَالْعين وَمَتى لم يتعود الْقَيْء فليتعاطاه قبل أَن يحْتَاج إِلَيْهِ مَرَّات ليسهل عَلَيْهِ.
أبقراط: من لم يعْتد الْقَيْء بالخربق تصيبه أغراض سوء.
الخربق ينفض الأخلاط الرَّديئَة كَمَا يفعل الغربال وَيجب أَن يقطع أَمْثَال السمسم وَلَا ينعم سحقه إِذا سقِِي لِئَلَّا يلتصق بالمرئ وَيُورث خنقاً وَإِذا لم ينعم سحقه ارْتَفع مَعَ الْقَيْء فِي أول مرّة ويتغرغر بعده بِمَاء الْعَسَل أَو بِلَبن مَرَّات لينزل إِلَى الْبَطن ودهن النرجس يقيء وأصل النرجس يقئ مَتى أكل مَعَ كشك الشّعير والشربة المعتدلة من الخربق درخمى بِمَاء وَعسل أَو بشراب حُلْو ويقيأ صَاحب البلغم بسكنجبين عسلى وَمَاء قد طبخ فِيهِ شبث ولوبيا
(2/356)
أَحْمَر وملح الْعَجِين وَيطْعم قلايا ومطجنات والصفراء يقيء صَاحبهَا بِأَصْل الْبِطِّيخ وَالْخيَار وَمَاء القرع وَالشعِير وَمَاء الْبِطِّيخ وبزر السرمق وطبيخه وَيطْعم بعده سمكًا وَصَاحب السَّوْدَاء بسكنجبين قد أنقع)
فِيهِ خربق أسود وبخردل وميويزج وَنَحْوهَا فَإِن عسر القئ فَاسْتَعْملهُ فِي الْحمام فَإِنَّهُ يسهله.
أركاغانيس فِي الأدواء المزمنة: الشربة من الخربق تِسْعَة أبولسات.
من تذكرة عَبدُوس: يقيأ المحرور بِمَاء الشّعير مَعَ سكنجبين وَالْملح والسرمق مَعَ أصُول الْبِطِّيخ المجفف مدقوقه وَعسل أَو بأصول الْبِطِّيخ مَعَ مَاء وسكر والبلغمي بفجل مطبوخ مَعَ شبث وملح وحرف وبزر السرمق مَعَ سكنجبين.
وَالَّتِي تسهل الْقَيْء: مَاء الكرفس مَعَ السمسم وَمَاء الْعَسَل وَالْملح الجريش وَالْمَاء الْحَار وأصول النرجس بِمَاء حَار أَو تفسيا يسحق وَيجْعَل فِي مرق دسم أَو دهن سوسن مَعَ مَاء الشبث.
الْكِنْدِيّ مِمَّا يسهل الْقَيْء أَن يَجْعَل فِي خربق فجل يشد فِي وَسطه فِي خيط وَهُوَ قطع وينقع فِي خل خمر لَيْلَة ثمَّ يخرج الخربق من جَوْفه ويؤكل ألف ألف ذَلِك الفجل بعد الطَّعَام وَيشْرب عَلَيْهِ فقاع سكنجبين وَشَيْء من ذَلِك الْخلّ ثمَّ يتقيأ.
الْكِنْدِيّ فِي المسهلة: الكندس يلذع فَم الْمعدة بِقُوَّة فيهيج الْقَيْء.
حِيلَة الْبُرْء: مَاء كشك الشّعير يقيء بتقطيع البلغم الَّذِي فِي الْمعدة إِذا لم يكن غليظاً لزجاً وَكَذَا مَاء الْعَسَل إِلَّا أَنه يُورث عطشاً واستحالته إِلَى المرار سَرِيعا فِي الْبدن المرارى فَلذَلِك يجب أَن يقيأ المرارى بِمَاء الشّعير والبلغمى بِمَاء الْعَسَل وَالْكثير اللزج لَا يقوى على قِطْعَة إِلَّا الفجل والسكنجبين.
سكنجبين يقيء فِي شطر الغب وَالرّبع الْمُوَاظبَة: أصُول كرفس ورازيانج وأصول الْبِطِّيخ وَالْخيَار وبصل النرجس ينقع فِي خل ويطبخ ويصفى ويسقى مَعَه سكر وَعسل على نَحْو مَا تُرِيدُ فَإِذا بلغ فجل فِيهِ صمغ الكنكر بِقدر مَا يُمكن شربه.
حفظ الصِّحَّة: يعين على جوده التنقية بالقيء الْحَرَكَة قبله تسخن الْجِسْم لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تنفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وتتسع المجاري الدقيقة فَإِنَّهَا تعين على الْقَيْء وتقل غائلته وَإِذا أردْت الْقَيْء فَلَا تَأْكُل طَعَاما وَاحِدًا لَكِن أَطْعِمَة مُخْتَلفَة لكَي يكثر مِنْهَا وتختلف قواها فَتعين على الْقَيْء وَلَا تبادر بالقيء وَلَكِن بعد أَن يكون قد أَخذ الْبدن مِنْهَا شَيْئا وَلَا يشرب الصلب الْقَلِيل المزاج الْقَلِيل الكمية لِأَن هَذَا يعين على هضم الطَّعَام بل يشرب الممزوج وَليكن نبيذه مُخْتَلفا مِنْهُ الحلو والحامض والمر وَيكثر مِنْهَا فَإِن ذَلِك أُخْرَى بالقيء وأجود وَلَا تبادر بالشرب على طَعَام لَكِن بعد أَن ينَال الْبدن مِنْهُ والحلو من النَّبِيذ يهيج الْقَيْء والقابض يقوى أَعْضَاء الْمعدة والمر يذيب)
ويلطف حَتَّى لَا بجب أَن يفرد الطَّعَام بِمَا يقطع ويهيج الْقَيْء
(2/357)
وَمن عَادَته أَن ينقى بدنه فِي الشَّهْر مرَّتَيْنِ فقيئه مرَّتَيْنِ متواليتين والمعدة إِنَّمَا كَانَ الْأَصْلَح لَهَا أَن ينصب إِلَيْهَا مرار كثير فَيفْسد الْغذَاء اجْتمع إِلَيْهَا بلغم كثير فَوكل إِلَى الطَّبِيب التنقية لَهَا بالقيء وَهَذَا توليده فِي النَّاس فَيجب من ذَلِك على كل إِنْسَان أَن يتَعَاهَد ذَلِك من نَفسه على قدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأَكْثَرهم حَاجَة إِلَيْهِ من ضعف هضمه وَغلب عَلَيْهِ البلغم. ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يأمرون بالقيء فِي كل خَمْسَة عشر يَوْمًا مرّة خلا وَاضع هَذَا الْكتاب فَإِنَّهُ قَالَ: أرى أَنه جعل ذَلِك مرَّتَيْنِ فِي يَوْمَيْنِ متواليين إِحْدَاهمَا أَن الْقَيْء يسهل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَلِأَنَّهُ فِي الْيَوْم الأول لَا يستنظف جَمِيع مَا انجذب إِلَى الْمعدة وأفواه الْعُرُوق لِأَنَّهُ ينحدر إِلَيْهَا فِي بَقِيَّة ذَلِك الْيَوْم وَاللَّيْلَة أَكثر إِذا قل مَا فِيهَا فِي الْيَوْم الأول فَأحب أَن يقطع الإسهال من غَد. لي رَأَيْت أقوى سَبَب يصحح بِهِ جالينوس هَذَا الْفِعْل اعتياد الْقَيْء والاستطلاق وَأَنا أرى أَن الاعتياد للقيء إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَرَادَ أَن يسْتَعْمل الْقَيْء للأدواء الغامضة ثمَّ بالأدوية القوية كالخربق وَنَحْوه الَّذِي يشده مَا يزعج فَأَما من يُرِيد إِخْرَاج مَا يسهل خُرُوجه فِي معدته لَا مَا يعسر وَإِنَّمَا تنقية مَا فِي الْمعدة لَا غير فَلَا يحْتَاج إِلَى إِعَادَة الْقَيْء على أَن الْإِعَادَة ألف ألف فِي يَوْم لَا يعْمل كَبِير عمل وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن يستنظف هَذَا الاستنظاف الَّذِي يقْصد لأَنا إِنَّمَا نُرِيد أَن نخرج مَا فِي الْمعدة من فضل البلغم لَا أَن نخليها مِنْهُ فيكفينا أَن نَأْخُذ مِنْهُ مَا يسهل فِي كل مرّة من الزَّمَان على مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَيْسَ لاستقصاء التَّنْظِيف وَلَا الاعتياد فِي هَذَا الْقَيْء معنى لِأَن هَذَا الْقَيْء هُوَ من حفظ الصِّحَّة لَا من مداواة الْأَمْرَاض الغامضة فَإِن الْإِنْسَان إِذا تقيأ يَوْمه ثمَّ أكل بعد الْقَيْء بِمدَّة وَشرب لَيْسَ يَجِيء شَيْء من الْعُرُوق إِلَى الْمعدة كَمَا زعم لِأَن هَذَا لَا يَخْلُو أَن يكون بِقُوَّة الْمعدة الجاذبة أَو بِقُوَّة الْخَلَاء فَإِن كَانَ بِقُوَّة الجاذبة للمعدة فَإِن الْجُوع يسير فَيَأْخُذ الْغذَاء يُؤمن ذَلِك وَإِن كَانَ بِاتِّبَاع الْخَلَاء فَإِن الْمعدة لَيست كَذَلِك لِأَنَّهَا تواتى الانضمام والغذاء أَيْضا يُؤمن من ذَلِك فَلَيْسَ لهَذِهِ وَجه الْبَتَّةَ.
أبيذيميا: من أردْت أَن تقيئه بسهولة فأطعمه مَعَ طَعَامه بصلتين أَو ثَلَاثًا من بصل النرجس فَإِنَّهُ يقيئه بسهولة وَشهد بذلك جالينوس.
وَقَالَ ج: الْقَيْء إِذا عسر فاسقه ماءا ودهنا مضروبين مَعًا ثمَّ قيئه.
جوامح طوثرن: الخربق الْأَبْيَض يخرج بالقيء وشربه خطر لِأَنَّهُ لقُوته رُبمَا جذب من الْخَلْط مَا)
تعجز الطبيعة عَن دَفعه فَيحدث اختناقاً وتشنجاً وَالْأسود يسهل من أَسْفَل وَهُوَ أقل خطراً من الْأَبْيَض وَأَقل قُوَّة.
حنين فِي الْمعدة: يلقى بورق أَبيض فِي مَاء فاتر وَيشْرب مَعَ قَلِيل دهن فَإِنَّهُ يهيج الْقَيْء.
أبوجريج: الكنكر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ قيأ بلغما ومرتين الجلبهنك والكندس
(2/358)
والحرمل وبزر السرمق والفجل واللوبيا الْأَحْمَر وبزر الشبث وأصل الْبِطِّيخ وعصارة الكرفس والفقاع المسخن مَعَ الْعَسَل وَالْملح والحرمل وَالْملح يعين على الْقَيْء والإسهال ويحلل الْأَدْوِيَة ويقلع البلغم اللزج من الْمعدة والصدر وَيغسل الأمعاء وَيكثر الْقَيْء ويسهله.
الإشقال يسهل سَوْدَاء وبلغما وإصلاحه يطلى بعجين أَو بطين ويشوى على أُجْرَة فِي تنور فاتر ابْن ماسوية الخربق الْأَبْيَض خاصته إِخْرَاج البلغم بالقيء أَو يخنق كثيرا لِكَثْرَة جذبه إِلَى الْحلق وشدته والشربة من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال وليأكل من يَأْخُذهُ قبله طَعَاما يَسِيرا ثمَّ يَأْخُذ مَعَ حسو متخذ من حِنْطَة وشعير بعد جودة سحقه.
من الْمسَائِل الطبيعية التافسيا يقيء ويسهل وَكَذَلِكَ عصارة قثاء الْحمار.
فليغرغوس: طبيخ الكرفس وَالْعَسَل يقيء.
ابْن سرابيون فِي بَاب الربو: الخربق أَنْفَع مَا يكون فِي علل الصَّدْر والرطوبات الَّتِي فِيهِ قَالَ: وَكَذَلِكَ هُوَ مَأْمُون فِي علل الصَّدْر قَلِيل الضَّرَر فِيهِ فَإِن استعملته وَأَرَدْت السَّلامَة مِنْهُ وَمن ضَرَره فَخذ رؤوسه وأصوله فاسحقها ألف ألف وَأعْطِ مِنْهَا واغرز مِنْهُ فِي الفجل ودعه يَوْمًا وَلَيْلَة ويؤكل ذَلِك الفجل.
تمت جَمِيع أَنْوَاع الاستفراغات وَالْحَمْد لله كثيرا.
تمّ السّفر الثَّانِي وبتمامه تمّ السّفر الْخَامِس وَجُمْلَة من السّفر السَّادِس على مَا جزاه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله. ويتلوه فِي السّفر الثَّالِث فِي الماسكة من الأغذية والأدوية وضروب الإسهالات غير الدموية وَمن ينزل طَعَامه دَائِما وزلق الأمعاء وَغَيره والحقن والفتل والأضمدة وَمَا كَانَ عَن دَوَاء مسهل مفرط والشيافات الحابسة وَفِي الذرب وَمَا يقطع وَمَا يقطع مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الْأَفْضَل الطَّالِب الأبرع الْأَكْمَل أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الشَّيْخ المكرم المرحوم أبي إِسْحَاق بن نخميش لَا زَالَت السُّعُود توافيه وَالْأَيَّام تسالمه وتعافيه.)
وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ يَوْم الأثنين ثَانِي وَعشْرين مارس سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ وَألف لتأريخ الصفر بموافقة الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر ربيع الأول سنة ثَلَاث وَعِشْرُونَ وسِتمِائَة لِلْهِجْرَةِ على يَدي العَبْد الحامد لله حمدا غير متناه يُوسُف بن مُحَمَّد الطنيوجى جبر الله صدعه وآمن زرعه لَا غَيره وَلَا خير إِلَّا خَيره.
وعَلى هَامِش الأَصْل: بلغت الْمُقَابلَة من الْأُم المنتسخ مِنْهَا وَالْحَمْد لله كثيرا.
(2/359)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
صلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا (ألف ألف) (الماسكة من الأغذية والأدوية) وضروب الأمعاء وَغَيره والحقن والفتل والأضمدة وَمَا كَانَ عَن دَوَاء مسهل مفرط والشيافات الحابسة وَفِي الذرب وَمَا يقطع الإسهال المزمن قرصه تمسك: لي عفص أَخْضَر قافيا جلنار نانخة طين أرميني أفيون بزربنج يتَّخذ أقراصاً القرص من دِرْهَمَيْنِ يعجن بِمَاء رمان ويسقى. 3 (قانون هَذِه الْأَدْوِيَة) العفصة والمدرة والمخدرة والمدرة للبول: وَإِن كَانَت حرارة فَأَقل مَا يدر الْبَوْل. لي قرصة بَارِدَة نافعة من الْحَرَارَة: بزر الْورْد طباشير عصارة الحصرم مجففة بزر حماض أفيون ورد يتَّخذ قرص مِنْهَا وزن مِثْقَال. لي وَإِذا كَانَ ذرب فَلَا حرارة فاعتمد على العفصة والمسخنة القوية وَقَلِيل من الْحَرَارَة مِثَال ذَلِك: جلنار عفص بنج كندر نابخه مر جزؤ جزؤ أفيون ثلث جُزْء يتَّخذ أقراصا الشربة مِثْقَال كل هَذَا على مَا رَأَيْت فِي الميامر.
الأولى من الأخلاط: قد يكون إسهال ذريع من صفراء يلذع المعي أَو خلط آخر يلذع وَقد يكون عَن أورام فِي الأحشاء يسيل مِنْهَا صديد لذاع وَقد يكون عَن ريَاح غَلِيظَة يسوء بهَا الاستمراء فَلَا تريح الْمعدة وَلَا تتركها تحتوي على الطَّعَام فَيصير سوء الِاسْتِمْرَار سَببا للإسهال وَيكون عَن حبات تلذع وَيكون عَن سوء مزاج فِي بعض الأمعاء والمعدة وَيكون عَن حرارة وَذَلِكَ أَنَّهَا قد تجذب الْمَادَّة ويعرض ذَلِك مَتى كَانَ الْبدن ممتلئاً أَكثر وَيكون لضعف الماسكة فِي الْمعدة والأمعاء والكبد ولسبب ضعف الماسكة فِيهَا.
النّوم يقطع الإسهال وَهَذِه المخدرة عَظِيمَة النَّفْع فِي منع الإسهال لِأَنَّهَا تنوم وتخدر الْحس من الأمعاء فَلَا تهيج البرَاز وتغلظ الأخلاط الرقيقة أَيْضا.
الثَّانِيَة من الْفُصُول: البرَاز يرطب إِذا قل مَا ينفذ إِلَى الكبد من الْغذَاء المنهضم فِي الْمعدة ويجف بالضد وَقلة نُفُوذ الكبد رُبمَا كَانَ لضعف الماسكة أَو لشدَّة الدافعة فِي
(2/360)
الأمعاء وَرُبمَا كَانَ لِأَن الكبد ضَعِيفَة ويضعف جذب الكبد لبرد مزاجها وَقد يكون من أغذية سريعة النّفُوذ أَو مهيجة للأمعاء وَرُبمَا كَانَ لِأَن الْمدَار ينصب من الكبد كثيرا فيهيجها للدَّفْع وَرُبمَا كَانَ لِأَن الكبد تضعف الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا إِلَّا أَن فَم الْمعدة قوي فيفرط فِي الشَّهْوَة فَإِذا ضعفت الْقُوَّة الماسكة أعقبت فضولا كَثِيرَة من الكيلوس فَيكون البرَاز لذَلِك رطبا والماسكة ألف ألف الأمعاء تضعف لرطوبتها والدافعة تقوى بذلك. لي قرص يمسك جدا ويضعف الْحَرَارَة ويطفئ لهيب الكبد والعطش طباشير طين خراساني مقلو مربى كافور ورد أَحْمَر صندل أَحْمَر وعود وعصارة الْجُبْن مدقوقاً بخل يجفف وسماق وَحب الحصرم وبزر الحامض وبزرنيج ويتخذ قرصاً ويطوح فِي كل قرصة حَبَّة كافور إِلَى طسوج)
يُعْطي مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ.
قرص قوي حَيْثُ لَا حرارة للغثى: كندر فانحة طين خراساني كبابة سنبل سك أفبون يَجْعَل قرصاً. لي 3 (الْأَشْيَاء الَّتِي تصير فِي الْمعدة كيلوسا) سَرِيعا كثيرا رَدِيئَة فِي الإسهال كالفنيت والحو والأمراق والأشياء السالية لِأَن هَذِه تنفذ فتفوت الكبد وأجود الْأَشْيَاء لَهُ: الْأَشْيَاء الَّتِي تُعْطِي قواها وأجرامها صلبة كالأسوقة وكالكردنال والبلوط وَنَحْوه.
الثَّالِثَة من الْفُصُول: زلق الأمعاء يكون لضعف الماسكة أَو القروح كالقلاع يحدث وَضعف الماسكة يكون لتغير مزاج عَظِيم والقلاع لأخلاط حارة رقيقَة.
الْفُصُول الرَّابِعَة: إِذا خرج مَا يُؤْكَل فِي البرَاز سَرِيعا وَهُوَ بِحَالهِ لم يتَغَيَّر فَهَذَا زلق الأمعاء وَذَلِكَ يكون لضعف الماسكة وضعفها لمزاج مَا قد استولى على جرم الْمعدة والأمعاء أَو البلغم بَارِد مُجْتَمع فِيهَا وخاصة البلغم الحامض أَو التقرح فِي سطوحها من خلط حَار لطيف.
قَالَ أبقراط: من عرض لَهُ زلق الأمعاء فالقيء لَهُ رَدِيء.
قَالَ جالينوس: إِن الْخَلْط الَّذِي فِي الأمعاء يخرج بالقيء وَقد قَالَ: إِن زلق الأمعاء إِذا وَقعت الْعلَّة فِي الْمعدة والأمعاء جَمِيعًا أَنه قد أعْطى ليعرف زلق الأمعاء فصلا بَينا وَيجب أَن يفصل بَين الْكَائِن للقلاع فِي سطوح المعي والكائن لضعف الماسكة والفصل بَينهمَا عِنْدِي أَن يحس مَعَ ذَلِك بوجع وَرُبمَا بَان فِي البرَاز صديد رَقِيق حاد وَأما الآخر: فَيخرج البرَاز مَعَ بلغم كثير وَالَّذِي يكون الْفساد المزاج فَلَا يكون لذع وَلَا صديد وَلَا بلغم مَعَ البرَاز والقلاع يداوي بِالطَّعَامِ الْبَارِد كالحصرمية والسماقية ويدام ذَلِك حَتَّى يُؤثر مِنْهُ بِكَثْرَة مروره وَالثَّانِي: بإسهال البلغم وَالثَّالِث: الجوارشات الحارة الْعَاقِلَة للبطن وَمن استفرغ مِنْهُ دم كثير مراري من أَي مَوضِع كَانَ فطبيعته تلين لِأَن الكبد تضعف والحرارة
(2/361)
تقل فَلَا يزَال الهضم والاغتذاء ناقصين حَتَّى يعود الدَّم والحرارة ثمَّ يرجع الْأَمر إِلَى حَاله. 3 (من كثر بَوْله قل برازه) قَالَ: وَمَتى كَانَ الْبَطن لينًا فَيجب أَن يقلل الشَّرَاب مَا أمكن ويدر الرُّطُوبَة نَحْو المثانة وبالضد مَتى كَانَ الْبَطن أجف مِمَّا يجب فليكثر الشَّرَاب وليمنع من نُفُوذه إِلَى الْعُرُوق.
أبقراط: الجشاء الحامض إِذا جَاءَ فِي زلق الأمعاء بعد طول من الْعلَّة وَلم يكن قبل ذَلِك فَهُوَ مَحْمُود. 3 (الْفُصُول السَّادِسَة:) 3 (زلق الأمعاء) هُوَ أَن تخرج الْأَطْعِمَة غير متغيرة عَن حَالهَا الَّتِي أكلت لَا فِي القوام وَلَا فِي الرّيح خُرُوجهَا سَرِيعا ألف ألف وَيحدث لضعف الأمعاء فيثقل عَلَيْهَا إِمْسَاكه وَلَو قَلِيلا فتدفعه كَمَا تدفع المثانة الْبَوْل أَولا أَولا قبل اجْتِمَاع شَيْء كثير مِنْهُ وَمن لذع الأمعاء وَذَلِكَ يكون لقروح فِي سطح الأمعاء وَالْفرق بَين السببين اللذع فِي الْبَطن لِأَنَّهُ يكون مَعَ الْعلَّة إِذا كَانَ سَببهَا لذعا فَأَما الأول فخروج الطَّعَام مِنْهُ يكون غير جنس مؤذ وَأَيْضًا القلاع إِن كَانَ الْخَلْط الْحَادِث الحاد الَّذِي عِنْد سطح الْمعدة والداخل والأمعاء قد احْتبسَ برثت الْعلَّة فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأطعمة والأشربة القابضة وَإِن بَقِي الْخَلْط يسهل مُدَّة انقلبت الْعلَّة إِلَى اخْتِلَاف الدَّم وَأما الصِّنْف الْكَائِن عَن ضعف الأمعاء فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون لسوء مزاج لَا مَادَّة فِي الْمعدة والأمعاء وَرُبمَا كَانَ ثمَّ خلط محتبس فِيهَا وَآخر الأخلاط الَّذِي يُمكن أَن تكون مِنْهَا هَذِه العل البلغم الحامض. وَقَالَ والجشاء الحامض قد يكون فِي أول هَذِه الْعلَّة إِمَّا لغَلَبَة البلغم الحامض أَو لِأَن الطَّعَام هُوَ ذَا تغير تغيراً مَا لِأَن الْعلَّة لم تستحكم وَإِذا استحكمت ذهب الجشاء الحامض ... .
وَقَالَ أبقراط بعد تطاولها قَالَ: وَلم يكن ذَلِك لِأَنَّهُ مَتى كَانَت هَذِه الْعلَّة من بلغم بَارِد بردت الْمعدة وَكَانَ دَائِما مَعَه جشاء حامض على طَرِيق الْغَرَض اللَّازِم فَإِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة لَيست فِي ابتدائها وَلَا كَانَت من بلغم بَارِد فَلَيْسَ مَعَه جشاء حامض وَإِذا حدث فِي وَقت مَا جشاء حامض دلّ أَن الطَّعَام قد صَار يبْقى فِي الْمعدة بَقَاء يحدث لَهُ تغير فَإِن الطبيعة قد ابتدأت تراجع فعلهَا.
الْفُصُول السَّادِسَة: إِن كَانَ بِإِنْسَان اخْتِلَاف مزمن فَحدث بِهِ قيء برأَ من اختلافه والطبيب يمتثل ذَلِك اقْتِدَاء بالطبيعة اللثغ الَّذين يجْعَلُونَ بدل رَاء يَاء أَو سينا مستعدون للِاخْتِلَاف)
الطَّوِيل لِأَن ذَلِك يكون من رُطُوبَة رؤوسهم وألسنتهم وَإِذا كَانَ الرَّأْس رطبا وَكَذَلِكَ اللِّسَان فالمعدة كَذَلِك لِأَن إِحْدَى طبقاتها من طبقَة اللِّسَان وَالِاخْتِلَاف الدَّائِم الطَّوِيل عرض خَاص لضعف الْمعدة الَّتِي بِسَبَب الرُّطُوبَة وَإِن كَانَت أدمغتهم رطبَة تنزل مِنْهَا نَوَازِل إِلَى الْمعدة دَائِما وتقبلها وَيطول لذَلِك بهم الِاخْتِلَاف.
(2/362)
الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: من بَطْنه لين زلق فَيجب أَلا يَأْكُل أَطْعِمَة مُخْتَلفَة الْأَصْنَاف وَلَا أشربة وَلَا مَرَّات كَثِيرَة بل يَأْكُل من طَعَام وَاحِد كمية قَليلَة فِي مرّة وَاحِدَة فَإِن ذَلِك أولى أَن يمسك الطَّعَام فِي الْمعدة وَمن يُصِيبهُ عِنْد الْحَرَكَة ذرب فَلْيقل الْحَرَكَة ويقل غذاءه ويجعله منقعا فِي شراب قَابض ويتجنب الْمَشْي بعد الطَّعَام وَيكون طَعَامه مرّة وَاحِدَة مَا دَامَ الذرب.
الْمَوْت السَّرِيع: إِذا ظهر فِي زلق الأمعاء على الأضلاع بثر أَبيض صلب كالحمص ودر بَوْله وَكثر مَاتَ بِسُرْعَة وَمن ظهر على يَده ألف ألف ب الْأَيْمن أثر شبه الكي كَقدْر الباقلى وَلم يتَغَيَّر مَاتَ فِي السَّابِع وَمَتى سُئِلَ هَذَا الرجل سَاعَة يَعْتَرِيه هَذَا أخبر أَنه شبعان.
الحقن: تسخيف الْبدن بالدلك والتمريخ بالأدهان الحارة والتكميد يجذب الْخَلْط وَيقطع الِاخْتِلَاف ويقله.
الْخَامِسَة من الْمَنَافِع: مَا من أحد تصيبه خلفة من صفراء إِلَّا وَقد حدث قبلهَا مس اللذع من أمعائه.
أبيذيميا الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: صلب زلق الأمعاء يبرأ بِشرب الخربق الْأَبْيَض لِأَنَّهُ إِن كَانَ من بلغم أخرجه بالقيء وَإِن كَانَ لسوء مزاج بَارِد مُفْرد أسخنه. لي إِذا لم يكن الزلق قلاعياً فَإِنَّهُ ينفع مِنْهُ الْقَيْء حَتَّى ينقى الْمعدة فَإِن لم يَجِيء الْقَيْء غزيراً فالأدوية الحارة تَنْفَع مِنْهُ.
السَّادِسَة من الثَّالِثَة: من اسْتطْلقَ وَأَرَدْت حَبسه وَلم تخش من حَبسه مضرَّة فأطعمه الباقلى مطبوخاً مَعَ كمون.
قَالَ ج لَا يبلغ قبض الباقلى أَن يمْنَع الذرب وَهُوَ مَعَ هَذَا منفخ بطيء الهضم فَأَما الكمون فَلَا يجب أَن أعطَاهُ المحرور وَمن بهم هيضة قد جردت أمعاؤهم وَأطلق هَذَا القَوْل مدلسا. لي الباقلى مَعَ خل وكرويا يعقل الْبَطن والهيضة.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة: اخْتِلَاف المرار قد يَتَّقِي من الحقن الحادة. 3 (الْخَامِسَة من السَّادِسَة:)) 3 (الْبرد يعقل الْبَطن) لِأَنَّهُ يسخن الْجوف ويدر الْبَوْل ويشد الْقُوَّة والمقعدة فيعصر الثفل إِلَى فَوق وَلَا يقبل مَا ينحدر بِسُرْعَة. لي مِمَّا يعين على منع الذرب: الْأَشْيَاء المسخنة كالفلفل وَنَحْوه مِمَّا يثير الْحَرَارَة ويدر الْبَوْل. لي مَاء البلح إِذا وضع على الْمعدة منع الذرب. قَالَ: وَالَّذِي يجفف الطبيعة وَيمْنَع خُرُوج البرَاز الْحمام وَضعف الدافعة وَضعف العضل وَشدَّة الماسكة. لي والحارة مِنْهَا تقَوِّي الْأَعْضَاء للغذاء وَيعْقل الْبَطن بادرار الْبَوْل وَيدخل فِي جودة تَنْفِيذ الْغذَاء وَالنَّوْم وَيدخل فِي ذَلِك
(2/363)
المدافعة للْقِيَام فَإِن الْمَادَّة تغير والأدوية المخدرة يدْخل فِي مَا يخدر حس الأمعاء فَيدْخل فِي جنس الطَّعَام الَّذِي لَا لذع مَعَه وَقَالَ: إِنَّك إِن صببت المَاء الْحَار على الْبدن حِين يبتديء الإسهال أضعفته بذلك أَو قطعته لِأَن الأخلاط تنجذب نَحْو ظَاهر الْجِسْم.
الأهوية والبلدان: زلق الأمعاء الْكَائِن من ضعف الأمعاء يكون ضعفها من برد: وَيكون لين الْبَطن وَالِاخْتِلَاف الدَّائِم من نَوَازِل دَائِما من الرَّأْس إِلَى الْمعدة.
اليهودى: مِمَّا يعقل بطُون الصّبيان عِنْد نَبَات الْأَسْنَان: خشخاش حب الآس كندر من كل وَاحِد دِرْهَم سعد نصف دِرْهَم يدق وينعم سحقه ويداف فِي اللَّبن ويسقى. لي على مَا رَأَيْت عجيبا يمسك من سَاعَة فَهُوَ يشبه السحر وَلَكِن رُبمَا أورثت قولنجا صعبا وَهُوَ أَن يسقى درهما من إنفحة أرنب فَاسق مِنْهُ أَولا دانقا فَإِن أَجْزَأَ وَإِلَّا دانقين فَإِن أَجْزَأَ وَإِلَّا نصف دِرْهَم.
قرصة تعقل: إنفحة دانقان ألف ألف أفيون دانق عفص كندر نصف نصف تجْعَل قرصه اليهودى: قَالَ قرص جربناه يمسك: عفص كزمازك سماق حب الآس أَرْبَعَة قاقيا دِرْهَمَانِ أفيون دِرْهَم يعْمل أقراصا بِمَاء جَفتْ البلوط ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَأَنا أرى أَن تزاد فِيهِ إنفحة. قَالَ وَإِذا كَانَ الْبَطن فَاسد الْمَشْي فاسقه قمحة من حب الرُّمَّان ونومه على جوارش الخوزى.
أهرن ضماد يعقل: جلنار عفص بنج سك قاقيا صَبر مر شياف ماميثا جَفتْ بلوط قشور رمان محرقة اسحق الْجَمِيع بخل جيد وَمَاء الآس واطله على الْبَطن والمعدة. لي اتخذ من هَذِه أقراصا وزد فِيهَا بنجا وأفيونا وَتَكون معركة عِنْد الْحَاجة اسحقه بخل وَمَاء السفرجل واطله للهيضة وَالْمَشْي المفرط وَإِذا كَانَت حارة فاخلط مَعَه صندلا ووردا وسنبلا وأشياءا طيبَة)
الرّيح.
الإسهال الْكَائِن من التخم: لَا تحبسه حَتَّى يخرج مَا يبْقى فِي الْبَطن فَإِذا تنقى طيب الْمعدة واسقه جوارش طيبا بالأفاوية.
حب يقبض الْبَطن: عفص غير مثقب ونانخه وكندر بالسواء أفيون نصف جُزْء يعْمل حبا الشربة سبع حبات كالحمص وينفع من انطلاق الْبَطن الشَّديد: مصطكى كندر قاقيا شب يمَان ورد جلنار عفص شياف ماميثا طراثيث بزربنج قشور اليبروج يجمع بخل ويطلى الْبَطن والحقو.
الطَّبَرِيّ: على هَذَا يسقى اللَّبن فِي الإسهال المزمن: يُؤْخَذ لبن بقر حليب ينتزع زبده ويسقى مَعَ كعك نصف رَطْل مَعَ ثَلَاثِينَ درهما من كعك ثمَّ زد كل يَوْم من الكعك نصف رَطْل وَاللَّبن مَا احْتمل أَن يمسك بَطْنه فَإِنَّهُ نَافِع إِن استمراه فَإِن لم يستمره جعلته أقل أول مرّة ثمَّ زد فِيهِ فَإِذا استمراه كل يَوْم فاعطه دراجة مشوية ودجاجة يَأْكُل بهَا خبزه واسقه شرابًا قَابِضا قَلِيلا.
(2/364)
لي وَالَّتِي تسقى أَيْضا من الْأَدْوِيَة فَهُوَ اللَّبن الَّذِي قد نزع زبده الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْحَدِيد والحصى.
أهرن: إِطْلَاق الْبَطن الْكَائِن من الْمعدة يضعف الماسكة وَذَلِكَ أَنه يملس تضريس الْمعدة وعلامة القروح فِي الْمعدة أَن الْفَم ينتن وَكَذَلِكَ الجشاء. وَإِذا ضعفت الحاسة خرج الَّذِي يُؤْكَل بِحَالهِ والعلاج بالقوابض بالسفرجل والخرنوب والسماق والبلوط وسفوف حب الرُّمَّان والقرظ والطراثيث وَاجعَل مِنْهَا أضمدة وزد فِيهَا طيوبا كالميسوسن والنضوج والآس والسفرجل واللخالخ وَاجعَل مَعَه قسبا وعالج مَا يكون فِي سطح الْمعدة من يثور مخيض لبن الْبَقر والكعك وبأقراص الطباشير وبالقوابض أَيْضا.
أهرن طلاء يحبس الْبَطن: تُرَاب الكندر قاقيا شب يمَان سماق جلنار طراثيث ماميثا فيلزهوج أفيون قشور اللفاح بزر بنج أَبيض أنعم سحقها وتنحل بالخل ويطلى الْبَطن كُله والحقو لي سفوف يعقل: حب الزَّبِيب المجفف ينعم سحقه حَتَّى يصير كالغبار عِظَام محرقة لب البلوط إنفحة كزبرة مقلوة خبز يَابِس سماق خرنوب الشوك كندر بزر كرفس كمون منقع بخل نانخة أَجزَاء سَوَاء ينعم سحقها وَيُؤْخَذ مِنْهُ طول النَّهَار سَاعَة وكل رَاحَة يرتاح بَينهَا تكون عَظِيمَة يُؤْخَذ فِي الْيَوْم عشرُون درهما فَإِنَّهُ يحبس فِي يَوْم وَاحِد وَاجعَل الإنفحة أقلهَا.) لي خبز عَتيق أعتق مَا يكون يدق وَيغسل بِمَاء وملح مَرَّات يجفف وارفعه ثمَّ اسْقِ مِنْهُ درهما فَإِنَّهُ أفضل من الإنفحة.
بولس: الْفرق بَين زلق الأمعاء والمبطون أَن فِي زلق الأمعاء يخرج الطَّعَام بهيئته والمبطون يخرج وَقد انهضم بعض الهضم يَنْبَغِي أَن يضمد أَصْحَاب الزلق والمبطون ببزر كتَّان بمر أَو يُؤْخَذ أَطْرَاف شجر العلق وأطراف شجر المصطكى ويطبخ بسكنجبين ويضمد بِهِ وَإِن كَانَ يتَوَلَّد فيهم مَعَ ذَلِك سيلان كثير فاخلط مَعَه شبا وقاقيا وطراثيث وَإِن كَانَ سيلان الْبَطن كثيرا فَاسْتعْمل الضماد الْحَار مثل الْمَعْمُول يجب الْغَار الْمَعْمُول ببزور حارة وعجم الزَّبِيب وَالشرَاب الْقَابِض وَإِن أدمن الإسهال فضع المراهم المحمرة على الْبَطن وقيروطا بدهن خَرْدَل ومرهم الْخَرْدَل واسق من الْأَدْوِيَة البسيطة بزر لِسَان الْحمل وبزر الحماض وقشور الرُّمَّان والحصرم الْيَابِس والأشياء المدرة للبول كبزر الكرفس وكزبرة الْبِئْر وَنَحْوهَا فَإِن هَذِه كلهَا تميل الْمَادَّة إِلَى طَرِيق قرص: كمون فلفل سماق شَامي جلنار مر أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة وَنصف وَمن قشور الرُّمَّان أُوقِيَّة خرنوب أُوقِيَّة الشربة دِرْهَم وَنصف بِالْغَدَاةِ والعشي.
(2/365)
مِثَال ذَلِك قَالَ: وترياق الأفاعي عَظِيم النَّفْع للمبطون وَاجعَل أطعمته قابضة وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف بلغما فلتكن الأغذية لَطِيفَة حريفة مقطعَة مَعَ بزور ملطفة ويسقى شرابًا عتيقا قَلِيلا. لي وَأما أَصْحَاب الإسهال الْحَار فاعطهم عدساً مقشراً قد طبخ بخل وباقلى مقشر بخل.
قرص للبطن مَعَ حمى: بزر الحماض الْبري المقشر بزر لِسَان الْحمل طباشير ورد حصرم عصارة طراثيث قاقيا مغسول صمغ مقلو يَجْعَل قرصاً وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فزد فِيهِ صندلا وكافورا فَإِنَّهُ جيد.
للإسهال الصفراوي للإسكندر: الكردنال إِذا علق حَتَّى يسيل مِنْهُ رطوبات كَثِيرَة عقل إِذا لم يملح أَو ملح قَلِيلا.
وَقَالَ فِي كتاب الْمعدة: إِنَّه يكون اخْتِلَاف عَن الْمعدة وينفع مِنْهُ التضميد يعفص وشب ونطرون وزبد الْبَحْر وَنَحْوه من القوية الْقَبْض والتحليل وليأكل الزَّبِيب بعجمه وَيشْرب من مَاء. لي الكندر عَجِيب هَاهُنَا. لي الصَّبْر جيد فِي الخلفة المزمنة. ولي كندر خَمْسَة عشر نانحة مثله عفص وَاحِد يعجن الْجَمِيع بعصير الْوَرق الفجل ألف ألف ويحبب كالحمص والشربة لمن بِهِ قيام عشرُون حَبَّة وللوسط خمس عشرَة حَبَّة وَدون)
ذَلِك ثلث وَسبع.
مَجْهُول: لإستطلاق بطُون الصّبيان يسْقِي من إنفحة الجداء دانق وَنصف بِمَاء بَارِد.
أركاغانيس: الإسهال يعاني بالإسهال فَإِذا كَانَ الإسهال عَن صفراء كَثِيرَة فِي الْمعدة والأمعاء فالصبر نَافِع فِي ذَلِك غَايَة النَّفْع وَذَلِكَ أَن الصَّبْر يُقَوي الْمعدة بعد الإسهال وَيقطع الخلفة الصفراوية.
مَجْهُول تَحْمِي قطع الْحَدِيد وتلقى فِي لبن بقر حَتَّى يغلظ ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ فِي سكرجة ويطرح فِيهِ عفصة مسحوقة كالكحل ويساط نعما ويسقي إِيَّاهَا.
طلاء عَاقل للبطن: صَبر أقاقيا طراثيث جلنار دم الْأَخَوَيْنِ رامط سعدي قرنفل كندر سنبل مصطكي عود صندل تجمع بِمَاء الآس وتطلى. لي على مَا رَأَيْت لشمعون سفوف: حب الرُّمَّان ناتخة كرويا أنيسون بزر الرازيانج كمون أسود منقع بخل خرنوب حب الآس وكسبرة عجم الزَّبِيب شاهبلوط قرطم مر دِرْهَم دِرْهَم بلوط بزر حماض مثله حب رمان مقلوا أَرْبَعَة سماق ثَمَانِيَة دَقِيق غبيراء عشرَة الشربة ملعقة بِمَاء بَارِد وَإِن كَانَ فَسَاد معدة فزد مصطكي وعودا وسكا وسنبلا وَقد يُزَاد طباشير قرص ماسك وينوم: مرافيون جندبادستر نانخة يحبب كالحمص ويسقي عشبة فَإِنَّهُ ينَام ويمسك.
(2/366)
جوارش إِذا لم تكن حرارة وَكَانَ ضعف معدة: نانخة بزر كرفس زنجبيل فلفل دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ كمون أسود قرفة من كل وَاحِد دِرْهَم عفض نصف دِرْهَم حب الزَّبِيب الملو خرنوب ثَلَاثَة سنبل دِرْهَمَانِ بِجمع بِعَسَل الزَّبِيب وَإِن زيد فِيهِ كندر وَجعل بدل القرفة الدارصبني كَانَ أَجود.
جوارش كموني: كمون مربي بخل مقلوا بعد ذَلِك حب الرُّمَّان الحامض المقلو سويق النبق سماق حب الآس كزبرة خرنوب تجمع وتستعمل. لي على مَا هَاهُنَا شراب يعقل: سعد سنبل كمون جلنار يطْبخ حَتَّى يخرج فِي المَاء طعمه وَيجْعَل فِيهِ عود وسك وَأَن يَجْعَل فِيهِ سكر قَلِيل ويطبخ حَتَّى يتعسل وَيشْرب.
ضماد للحرارة يسكنهَا وَيعْقل: مر لبان مصطكي شب طراثيث قاقيا جلنار ورد صندل بِجمع مَاء السفرجل والآس والورد وتطلي.)
شياف يمسك الْبَطن بِاللَّيْلِ: مر قافيا حب رمان صمغ أعجنه بعصارة الآس ويتحمل وينفع من المفص الَّذِي لَيْسَ يوجع من قرحَة بل برِيح: أنيسون نانخة حب الْغَار دَار صيني زنجبيل ابْن ماسويه: إِذا الانطلاق قاسق صدقا محرقا مَعَ طين أرميني من دِرْهَم إِلَى نَحوه قَالَ: وَمن ينزل طَعَامه سَرِيعا وَإِذا شرب النيذ فانزع زبد لبن الْبَقر وَلحم حَدِيد الشايرقان وأطفئه ألف ألف فِيهِ وَاجعَل فِيهِ كعكاً وطراثيث من دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ وقرظا أَرْبَعَة عشر درهما وَاجعَل طَعَامه الْأرز والجاورس وبزيت الْإِنْفَاق بغيراء أَو بلوط وَنَحْوهَا. لي أَنْفَع مَا جربت لذَلِك الكسبرة فَإِن خاصتها إمْسَاك الطَّعَام فِي الْمعدة.
دَوَاء البزور الْبَارِد جيد للمسلول ينْطَلق بَطْنه وَلَا يحْتَمل حرارة: كمون كرماني بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يقلى كزبرة يابسة مقلوة وخرنوب شَامي وَسَوِيق النبق وَحب الرُّمَّان المقلو وطباشير وَورد وَحب الآس يسقى إِن لم يكن سعال بِرَبّ السماق وَإِلَّا رب الآس.
بولس: دَوَاء يعقل: عفص فج ثَمَانِيَة عشر درهما كندر أفيون الشربة دِرْهَم.
آخر: جلنار قاقيا عفص أفيون مر كندر يعجن بطبيخ العفص. ج: أَنا أسْتَعْمل ضماد الْخَرْدَل فِي الإسهال المزمن المعي.
جَوَامِع اغلوقن: الذرب يحدث من فَسَاد الطَّعَام أَو من سدة تحدث فِي الماساريقا أَو من أخلاط تنجلب من جَمِيع الْجِسْم أَو من بعض الْأَعْضَاء إِلَيْهِ وَقَالَ: زلق الأمعاء يحدث من سوء مزاج بَارِد أَو من قُرُوح فِي وسط الْمعدة وزلق الأمعاء هُوَ خُرُوج الطَّعَام صَحِيحا بِحَالهِ.
فيلغرغوس: امسح بدن من أفرط عَلَيْهِ الإسهال بدهن ورد وَيدخل إِلَى الْحمام ويسقى خمرًا مهيئا وكعكاً مبلولاً بمادرمان وَإِن لم يَنْقَطِع الإسهال فَشد أَيْديهم من الْإِبِط إِلَى
(2/367)
أَسْفَل والأرجل من الأربية إِلَى الْقدَم واسقه ترياقاً وفلونيا ودواء البزور الْمُتَّخذ من أفيون وجلنار وكندر وأنيسون وبنج وضع المحاجم على الْبَطن وَإِن كَانَ صيفا فاسقه سويق الشّعير بِالْخمرِ وَالْمَاء وضع على الْبَطن أضمدة مقوية ويحذر الْهَوَاء الْبَارِد إِذا كَانَ يزِيد الإسهال والحار إِذا كَانَ يرخى وَيسْقط الْقُوَّة.
تياذوق: اعْتمد فِي منع الإسهال والقروح الَّتِي فِي الأمعاء على عفص وجلنار وَأكْثر فِي أدويته من الأفيون والكندر. لي سفوف لفرط الإسهال ويسكن الغثى: أمبرباريس ورد طباشير سماق خراساني كافور)
عود سك الشربة ثَلَاثَة دِرْهَم بِمَاء البلح ممزوجاً بِمَاء الحصرم.
ابْن سامويه: القنابر يعقل الطبيعة قَالَ: إِن سقى العليل درهما من اللاذن بمطبوخ أمسك والباقلى الْمَطْبُوخ بخل وعدس المقشر إِذا طبخ بِمَاء الرُّمَّان وزيت الْإِنْفَاق والكزبرة الْيَابِسَة الْكَثِيرَة.
حنين فِي الْمعدة مِمَّا يمسك بِقُوَّة: إنفخة أرنب جزءان عفص بنج جزؤ يسقى ملعقة بِخَمْر سَوْدَاء وَيَأْكُل قضبان الكرنب المسلوق قَالَ: يمسك وينفع من السحج: يطْبخ سيسبان بِرِفْق ويصفى مَاؤُهُ ويلقى عَلَيْهِ خبز سميد يَابِس ودقيق العدس ويطبخ حَتَّى يصير حساءاً من دَقِيق العدس والصمغ ويتحسى.
ابْن سرابيون: الْقَيْء جيد فِي الإسهال المزمن قَالَ: وَيحدث الذرب فِي الْمعدة من فَسَاد مزاج فِي الكبد وَلَا تجذب الكيلوس والامتلاء كثير فِي الْبدن وَفِي قلَّة ألف ألف ب الْحَرَارَة فِي الْجِسْم وَفِي قلاع يحدث فِي سطح الأمعاء والمعدة وَهَذَا يخرج الْغذَاء فِيهِ غير منهضم وَمن شدَّة حرارة يكثر لَهَا الشَّرَاب.
قَالَ: وَهَاهُنَا ذرب آخر يحدث عَن إدمان النزل من الرَّأْس: يشرب الخشخاش والأدهان المسخنة والقيء لتنقى الْمعدة مِمَّا نزل. قَالَ: وَهَاهُنَا ذرب آخر يحدث عَن سَبَب آخر وَهُوَ: أَنه يحتبس عشرَة أَيَّام أقل وَأكْثر يكون من أَن الهضم لَا يبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَلَا ينْحل ويستفرغ الْبدن فَيبقى فِي الْبدن إِلَى أَن يجْتَمع مَا يثفل فيندفع ضَرْبَة ثمَّ تعود الْحَال إِلَى ذَلِك أَيَّام التَّدْبِير على ذَلِك قَالَ: مر هَؤُلَاءِ بِالزِّيَادَةِ فِي الرياضة وَجَمِيع مَا يخلخل سطوح الْبدن وَيكثر التَّحَلُّل مِنْهُ والتعب وَالنَّوْم وَمَا يجيد الهضم وَاجعَل الْغذَاء أقل وَمن أغذية أقل فضولاً وثقلا فَإِن برأوا وَإِلَّا استفرغهم بالقيء أَيْضا والدلك فاستفرغهم إِن احتجت إِلَى ذَلِك واعطهم مَا يعين على الهضم ويبلغ منتهاه قَالَ: وَيكون لَا ينفذ الْغذَاء إِلَى الكبد وَلَا لتقصير فِي جذبها لَكِن لِأَن الماساريقا ورم ورم إسقيروس وأخلاطه يابسة.
(2/368)
لي يعْطى عَلامَة علاج هَؤُلَاءِ: افْتَحْ الأفواه بالأغذية والأدوية الَّتِي تفتح.
وَهَاهُنَا إسهال آخر: وَهُوَ أَن يحسن العليل كَأَن دَاخل أمعائه فِي مراقة ببرودة وينتفخ بَطْنه وَيخرج مَعَ البرَاز مخاطي وَسبب ذَلِك بلغم يتَوَلَّد فِي الأمعاء السُّفْلى وعلاجه الَّتِي تستفرغ هَذَا البلغم مِمَّا تغير مزاج الأمعاء وتسخنها حَتَّى لَا يتَوَلَّد فِيهَا بلغم.)
سَابُور قرصة جَيِّدَة لإفراط الإسهال من دَوَاء مسهل ومقيء ويقوى الْقُوَّة ويسكن الإسهال: كندر جزؤ نانخة عفص فج جلنار سماق جزؤ جزؤ ورد سنبل عود صرف طباشير مر أفيون نصف جُزْء قاقلة كبابة سك قرنفل صندل ربع جُزْء كافور قَلِيل مرضوض بالميسوس أَو بالميبه ويسقى مِنْهَا بالمبيه إِذا كَانَ عتيقا وَإِن لم يكن فبشراب الريباس أَو نَقِيع السماق وَإِن كَانَ غثى شَدِيد وَكَانَ الإسهال أَكثر فَرب السفرجل الحامض الصّرْف والسفوفات والغذاء مرّة بعد مرّة.
الأخلاط الأولى: وَقد يكون الإسهال عَن ريَاح غَلِيظَة فِي الْبَطن لِأَنَّهَا تفْسد الهضم فَيتبع ذَلِك تخمة ولين الْبَطن وَقد يكون نوع آخر من صفراء ينصب دَائِما إِلَى الْبَطن والسوداء وَهَذَانِ يسخنان إِذا طَال الزَّمَان وَيكون لضعف الكبد وانجذاب الكيلوس وَيكون لِأَن فِي الكبد أَو الطحال أَو غَيرهمَا ورماً أَو خراجاً وَسُوء مزاج يدْفع فَضله لذاعة إِلَى الْبَطن والسوداء قد يكون عَنْهَا وَقد تغلب برودة ورطوبة على الأمعاء فَيحدث الإسهال وَقد يغلب الْبرد المفرط على جَمِيع الْأَعْضَاء فَيحدث إسهال مزمن إِذا الجذب لَا يكون إِلَّا بحرارة مَعْلُومَة بالاعتدال.
الميامر الثَّالِثَة: الأفيون يعقب شربه فَسَاد اسْتِمْرَار حَتَّى يضعف ألف ألف ب أَو يبطل إِلَّا أَن يخلط بجندبادستر وَأَشْيَاء فِي نَحوه وَإِذا كَانَ المبطون رَدِيء الهضم ضَعِيفا وَلم تكن هُنَاكَ حرارة فَخذ فروجاً أَو دَرَّاجًا أَو فنجا فاطبخه حَتَّى يتهرا ثمَّ يصير كيلوسا وَاحِدًا ثمَّ اطرَح عَلَيْهِ مَاء السفرجل وَإِن لم يكن فماء السماق أَو مَاء حب رمان حامض وشراب عَتيق ويطيب بكزبرة ويلقى فِيهِ كعك شَامي وتضمد الْمعدة بِعُود وسنبل ومصطكى وَمر وكعك وميسوسن وَنَحْوهَا ويتخذ لَهُ شراب حب الرُّمَّان الحامض الحابس للقيء الَّذِي بكندر ونعنع.
حِيلَة الْبُرْء يتَّخذ خبز عجن بخل وَمَاء لأَصْحَاب الذرب المزمن. لي على مَا فِي أقربادين الْكَبِير سفوف حب الرُّمَّان يسْتَعْمل إِذا لم تكن حرارة ظَاهِرَة تهضم الطَّعَام وَتصْلح للتخمة: كمون منقع بخل يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو حب الرُّمَّان الحامض المقلو قَلِيلا قد سحق كالكحل كزبرة يابسة منقعة كندر مصطكى عود ورد سنبل يسْتَعْمل بالميبة.
سفوف حب الرُّمَّان: حب رمان حامض خرنوب الشوك حب الآس كزبرة كمون منقع بخل
(2/369)
آخر لطيف إِذا كَانَت حمى وللمسلول: طباشير ورد مصطكى صمغ عَرَبِيّ. لي الممسكة للبطن الَّتِي تُعْطى مَعَ السعال: ثَمَر الآس كندر مصطكى طين أرميني بزر قطونا مقلو طباشير لبن مطبوخ بحديد خشخاش أفيون شاهبلوط جوز لوز مشوية وَقد يعْطى العفصة)
ثمَّ يعْطى مَا يلين الصَّدْر عِظَام محرقة كهرباء كعك إنفخة.
أبيذيميا الثَّانِيَة من التَّفْسِير قَالَ: بَرِيء فلَان من زلق الأمعاء بِشرب الخربق الْأَبْيَض لِأَن من شَأْنه أَن يثير الْقُوَّة الَّتِي فِي الْمعدة ويقويها فِي هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت معدته قد فسد مزاجها إِمَّا لسوء مزاج بَارِد مُفْرد أَو من بلغم لاصق بطبقاتها قَالَ: وَإِن كَانَ الْبَطن يخْتَلف اختلافات رَدِيئَة بعقب أمراض وباء أَو غَيرهَا فَلَا تحبسه بالقوية جدا لِأَن حَبسه بالقوية يُورث حميات وورما فِي الكبد خَاصَّة وَفِي سَائِر الأحشاء.
الْأَعْضَاء الأقربادين الْكَبِير صفة دَوَاء المعجون الْأَعْظَم للِاخْتِلَاف المزمن والزحير: جندبادستر أفيون ميعه سَائِلَة بزر بنج مر أسارون زعفران كندر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيُعْطى إِذا أعيا الِاخْتِلَاف قدر بندقه. لي وَإِذا كَانَ مَعَ حرارة يُؤْخَذ بزربنج أفيون خشخاش طباشير جلنار كندر بِالسَّوِيَّةِ يجمع بِرَبّ السفرجل وَيُعْطى. لي وَمن الإسهال ضرب يعرض من قلَّة تغير الكبد للغذاء ويعرض مِنْهُ نهوك وَيكون بِلَا سدد فِي الكبد وَلَا ورم لِأَن الَّذِي فِيهِ سدد وورم يحس صَاحبه مَعَه بثقل وَهَذَانِ الْقَصْد إِلَيْهِمَا أَكثر مِنْهُمَا للإسهال ويعالجان بعلاجهما على أَنه يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء إِن مكث وَأما هَذَا فَلَا لِأَنَّك لَا تحس بثقل ألف ألف ب وَلَا نخس وَلَا ينهك الْبدن كثير نهوك مَعَ الْإِطْلَاق الكيلوس وَقد تكْثر مَعَه الشَّهْوَة ويعرض للمشايخ كثيرا وعلامته أَن يقل الْبَوْل جدا وعلاجه ذَلِك ظَاهر الْجِسْم دلكا جيدا والرياضة قَلِيلا ثمَّ يدْخل الْحمام وَيُعْطى بعد الْغذَاء إِذا انهضم قَلِيلا شَيْئا مِنْهُ قَلِيلا ويسقى من الْأَدْوِيَة مَا يسْرع نُفُوذ الْغذَاء فِي الْجِسْم وأجودها الفوتنجى لج حَتَّى أَن ج يرى أَن يسقى بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ ينتشر الْغذَاء سَرِيعا ويقوى فِي الْبدن بِسُرْعَة فعله فِي ذَلِك فاعتمد عَلَيْهِ فَإِذا أكل فاقسم غذاءه مَرَّات وَيمْكث قَلِيلا والشربة التَّامَّة مِثْقَال وَمَا يسقى بعد الْغذَاء نصف دِرْهَم ويتباطى عَن الْقيام إِذا حفزه وَيسْتَعْمل الدَّلْك قبل الطَّعَام وَالْحمام بعد وَالشرَاب الْعَتِيق جدا لِأَنَّهُ يعين الْغذَاء.
مَجْهُول: مرداسنج دانق كافور قِيرَاط يسقى فَإِنَّهُ يعقل الْبَطن فَإِن سقيه أَكثر لم يدْخل المتوضى ثَلَاثَة أَيَّام.
من كتاب الحقن قَالَ: عَلَيْك فِي الإسهال المفرط بتوسيع المسام بالدلك اللين والأدهان الحارة وَالْحمام لتميل الأخلاط إِلَى خَارج.) لي الخلفة تكون لكمية مَا يُؤْكَل إِذا كَانَ كثيرا أَو لكيفيته إِذا كَانَ رطبا أَو لذاعا وَبِالْجُمْلَةِ مهيجاً أَو مسهلاً وَأما لقلَّة جذب الكبد من الأمعاء يكون ذَلِك إِمَّا لضعف الكبد أَو لسده أَو لورم أَو لانطباق فِي الماساريقا أَو
(2/370)
لقلَّة مَا يتَحَلَّل من الْجِسْم بالعرق وَغَيره أَو لشَيْء يلذع الْمعدة ويهيجها والأمعاء وَذَلِكَ يكون من قُرُوح فِيهَا أَو مرَارًا أَو بلغم حَار ينصب إِلَيْهَا والمرار ينصب أَكْثَره من الكبد والبلغم من الرَّأْس أَو لشَيْء يدْفع من الجداول إِلَى الْمعدة وَذَلِكَ يكون إِمَّا من خلط ني عِنْد ضعف الْمعدة والهضم فِي الْجِسْم وأخلاط مرارية عندرداءة مزاج الكبد فتحذر ذَلِك. 3 (سرابيون) زلق الأمعاء من سوء مزاج بَارِد رطب بِلَا مَادَّة أَو لضعف الأمعاء أَو لقلاع أَو لبلغم فِيهَا وَمَعَ القلاع لذع وَمَعَ الَّذِي من بلغم اخْتِلَاف بلغم.
علاج القلاع الأغذية الْبَارِدَة القابضة والسكباج بِلَحْم الْبَقر والحصرمية والسماقية والأشربة الَّتِي هِيَ كَذَلِك ورئب الْبَقر مَعَ طباشير وَاللَّبن وتضمد الْمعدة الْبَارِدَة وَأما البلغم فالقيء بعد الطَّعَام بالفجل والأشياء الحريفة وَأما الَّذِي لفساد مزاج بِلَا مَادَّة فَشرب الجوارشات الحارة اللطيفة كالأميروسيا وَالشرب الْعَتِيق والترياق والميبة الممسكة والأغذية اللطيفة القليلة الفضول والرطبة كالقنابر والعصافير تعْمل مصوصا بالأفاوية والتضميد بالمجففة من خَارج كالكندر والسعد والرامك والمصطكى ويسف مِنْهَا أَيْضا. لي إِذا غلظ الْأَمر فِي زلق الأمعاء وأشرف صَاحبه على الْمَوْت لعدم الْغذَاء فابدأ ورضه وحمه ثمَّ اعطه حسوا من مَاء اللَّحْم وَالشرَاب والكعك وَيَأْكُل ذَلِك وَهُوَ نَائِم على جنبه الْأَيْمن ووركه مُرْتَفع وأدف ذَلِك بِشَيْء ألف ألف ب من الفلافلى والفوذنج أَو غَيره مِمَّا يسْرع تَنْفِيذ الْغذَاء ولينم على جنبه ذَلِك مُدَّة فَإِن الْغذَاء ستجذبه كبده 3 (لي على مَا فِي الثَّانِيَة)
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)
قَالَ أبقراط: الإسهال إِنَّمَا يكون عِنْد مَا تبقى من الدَّوَاء المسهل قُوَّة كَثِيرَة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصير إِلَى الْمعدة وَأَحْسبهُ يحْتَاج الأمعاء فَيحدث فِيهَا لذعا وتهيجا بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَت وتحثها على دفع مَا فِيهَا حثا مُتَّصِلا وَإِن دَامَت هَذِه الْحَال حَتَّى يضعف الْجِسْم كَانَ الإسهال حِينَئِذٍ لِأَن)
الْعُرُوق قد ضعفت قوتها غَايَة الضعْف فاضطرت إِلَى قذف مَا فِيهَا وَعند ذَلِك يخرج أرق الأخلاط ثمَّ أغلظها ثمَّ أشكلها للبدن: قَالَ: فجملة إفراط عمل المسهلة ثَلَاثَة أَشْيَاء: تلذيع المسهل وَضعف الْعُرُوق وسعة أفواهها. لي دَلَائِل هَذِه أَنه مَتى دَامَ الْبدن لم يضعف فأفرط الإسهال لشدَّة حث الدَّوَاء فِي هَذَا الْوَقْت يحْتَاج إِلَى لبن ودهن وَمَاء حَار ليسكن اللذع حَتَّى إِذا ضعف احْتَاجَ إِلَى مَا يقوى الْقُوَّة كالشراب والميبة وَمَاء اللَّحْم والكعك وَالطّيب فَإِذا سقيت سقمونيا فَرَأَيْت بعد الاستفراغ الْكثير أَنه هُوَ ذَا يخرج البلغم فَاعْلَم أَن الْأَمر قد غلظ وَأَن الْعُرُوق قد ضعفت وخارت فَإِن رَأَيْت سَوْدَاء فَالْأَمْر أغْلظ وسيلحقه الدَّم فَإِن لم يلْحقهُ فبادر بالقوابض وبتقوية الْمعدة وَالْقُوَّة وَبِمَا يسد أَفْوَاه الْعُرُوق وَكَذَا فقس على الآخر.
مُفْرَدَات ج: الجلنار جيد للإسهال عجم الزَّبِيب نَافِع للاستطلاق وجفت البلوط
(2/371)
كَذَلِك ذَنْب الْخَيل يشرب بِالْمَاءِ إِذا كَانَت حمى بِالْخمرِ إِذا لم تكن حمى العفص يمْنَع مَا ينجلب إِلَى الأمعاء عصارة لحبة التيس يمْنَع مَا ينجلب عَاقل للبطن قشور الكندر جيد للذرب جدا يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله الطاليشفر ينفع للاستطلاق ثَمَرَة التوت الْفَج إِذا جففت تحبس حبسا شَدِيدا الراوند جيد للاستطلاق وجربته فَوَجَدته بِخِلَاف ذَلِك الطين اللاني الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة يعقل الْبَطن.
أطهورسفس: غراء الْجُلُود إِذا ديف بِمَاء ويسقي قطع الإسهال وَكَذَلِكَ غراء السّمك.
قشر الصنوبر إِذا شرب أمسك الْبَطن القفر يُعْطي لمن بِهِ إسهال مزمن اللاذن إِذا شرب بشراب عَتيق عقل الحضض يقطع الإسهال المزمن القاقيا يعقل إِذا شرب أَو احتقن بِهِ لِسَان الْحمل إِذا أكل أمسك الْبدن الهندباء مَتى أكل بخل عقل الْبَطن الحلتين ينفع من الإسهال المزمن.
بولس: الطراثيث يمسك جدا وقوته كالجلنار.
ماسرجويه:
3 - (الْمقل الْمَكِّيّ)
يحبس جدا.
بولس: إِذا حدث مَعَ الْحمى اخْتِلَاف فَانْظُر هَل تسْقط بِهِ الْقُوَّة أَو تفوت عَلَيْهِ وَهل هُوَ الْخَلْط الَّذِي آثَار الْحمى أَولا وَهل كَانَ بالعليل امتلاء فاستفرغه وَانْظُر أخلط ني هُوَ فَإِن كَانَ كَذَلِك فألزمه أغذية ملطفة وَالْحمام فَإِن كَانَت الْقُوَّة قد ضعفت فَاسْتعْمل المقوية من الأغذية والأشربة القابضة ألف ألف وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف مرَارًا فَانْظُر من أَيْن يَجِيء وضمد الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا وَاجعَل الأغذية المبردة تفهة وخاصة قابضة واحقن بحقن لين ليسكن لذع المرار وَإِن كَانَ الْقيام متواتراً فضمد الْمعدة بأَشْيَاء عفصة حلوة.
قرص يقطع الإسهال من يَوْمهَا: فِي الميامر: رماد الصدف عشرَة قرن محرق من إبل وعفص مقلو وطراثيث وأقافيا مقلو وأفيون وبزر بنج خَمْسَة من كل وَاحِد حب الآس وسماق عشرُون أصل البيروج إثنا عشر قشرة رمان المقلو ولبان من كل وَاحِد تِسْعَة يطْبخ السماق بشراب أسود قَابض ويعجن بِهِ ويقرص من مِثْقَال ويسقي المحموم وَاحِد بِمَاء وَإِلَّا فبالشراب فَإِنَّهَا تبرئه من شدته أَو اثْنَتَيْنِ وَاسْتَعْملهُ حَيْثُ لَا تحبك فِيهِ الْأَدْوِيَة.
الثَّانِيَة من القوى الطبيعية: لَا يزَال الإسهال بَاقِيا فِي الهيضة والإسهال مَا دَامَ الشَّيْء اللذاع الَّذِي أَخَذته الدَّوَاء لابثاً فِي فَم الْعُرُوق. لي وَمن هَاهُنَا يعلم لَا شَيْء اقْطَعْ لذَلِك من تحمى المَاء الْحَار مَرَّات ليغسل ذَلِك اللذع فَإِن بَقِي مِنْهُ شَيْء شرب لَبَنًا ودهنا ثمَّ يغذي بأغذية مُوَافقَة)
وَالْحمام جيد لِأَنَّهُ يجذب إِلَى خَارج وَإِذا رَأَيْت الإسهال كيلوسا
(2/372)
وَالْبدن يبتديء بترهل وَقد أَخذ فِي الذبول فادلك العليل من قرنه إِلَى قدمه وخاصة ظَهره وبطنه حَتَّى يحمر مَرَّات وَأدْخلهُ الْحمام ورضه واعطه من الفلافلى والفوذنج وترياق الأفاعي وغذه كعكاً وَشَرَابًا قَوِيا فَإِن ذَلِك بُرْؤُهُ وَقد يطلى بزفت والمحمرة واغذه قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات واقصد إِلَى مَا ينفذ من الْغذَاء وَلَا يثقل فيحنط وَليكن إقدامك على إِعْطَاء الأفيون وَنَحْوه لمن برد بدنه ونبضه قد ضعف أقل وَلَا تعط مخدرا لَا سِيمَا مَعَ الإسخان الْقَلِيل فَإِنَّهُ يبطل مَا بَقِي من حرارة وَإِن احتملوه شياقة كَانَ سَببا للْمَوْت.
وينفع من الإسهال المزمن: الفلونيا الفارسية إِذا لم تكن حمى وَهَذَا عفص فج وكرماوخ وجلنار دِرْهَم كندر نانخة ودوقو وأنيسون وَسعد وسنبل دِرْهَم من كل وَاحِد حلتيت فلفل نصف دِرْهَم من كل وَاحِد أفيون دانقان يعجن بِمثلِهِ من عسل منزوع الرغوة.
أبيذيميا الْخَامِسَة من السَّادِسَة أبقراط: الْبرد يشد. ج: إِذا كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا شماليا يبس الْبَطن لِأَن الْحَرَارَة تكْثر فِي الْبَطن فيجود الهضم وَينفذ الْغذَاء وَلِأَن عضل المقعدة يصلب فَلَا تواتى للانفتاح سَرِيعا وبالضد مِمَّا يكون حَتَّى يكمد بِالْمَاءِ الْحَار فَإِن فِي تِلْكَ الْحَال يسترخى حَتَّى يسهل نزُول مَا فِي المقعدة. قَالَ وَبرد مزاج الكبد والمعدة يلينان الطَّبْع جدا يَنْبَغِي أَن ينظر أَي حَالَة يقطعهَا الْحمام. لي فتش أَولا عَن السَّبَب هَل هُوَ عَن الْمعدة أَو الكبد أَو بهما أَو لشَيْء يجْرِي فِي جملَة الْبدن أَو من الرَّأْس أَو عضوما يدْفع فَضله كالطحال فَإِذا عملت ألف ألف ب ذَلِك نظرت إِن كَانَ من الْمعدة لسوء مزاج وَلَا يكون إِلَّا رطبا أَو مَعًا أَو لورم وبثور أَو قُرُوح تدعوها أَلا تحتوي عَلَيْهَا أَو يخطيء من خَارج فِي الشّرْب أَو النّوم أَو فرط الْأكل أَو الْحَرَكَة وَكَذَا فقس فِي الكبد والماسايقا ثمَّ اقصد العلاج.
تياذوقك أَكثر حُدُوث الخلفة عَن تخمة وعلاجه تقليل الْغذَاء وجوارش السفرجل: يطْبخ السفرجل بعصير السفرجل حَتَّى يتهرأ بِشَيْء من الْخلّ ثمَّ يصفى ويدق الثفل ويلقى على المَاء عسل ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيُؤْخَذ فلفل أسود وأبيض وزنجبيل ونانخة وقرفة وقاقلة وقرنفل ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ كندر نصف يعجن بِمَاء اللَّحْم وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي هَذَا سفرجل مقشر سِتَّة أَرْطَال رمان حامض عشرُون رطلا حب الآس ثَلَاثَة اقفزة سماق قفيز كمون نبطى قفيزان ثَمَرَة الينبوت قفيز قاقيا أُوقِيَّة سك مثله زبيب قَابض أَرْبَعَة دورقا يطْبخ حَتَّى يغلظ ويصفى ويطبخ)
ثَانِيَة ثمَّ يشرب. لي ملاك الْأَمر فِي هَذَا الإسهال الشَّرَاب الْقوي المر الصّرْف. لي قشور الباقلى تعقل الْبَطن.
الثَّانِيَة من الميامر فِي خلال الْكَلَام: التضميد بالمخدرة يقطع الإسهال مَكَانَهُ وأجوده مَا ألف من المقوية والمخدرة. لي ضماد: جلنار وجفت البلوط وقاقيا وكندر وَمر وأفيون وبنج بِالسَّوِيَّةِ يجمع بِمَاء طبيخ
(2/373)
لي الإسهال إِمَّا من أجل مَا يدْخل الْجوف لَا ينفذ أَو لسيلان بِالْعَكْسِ إِلَى الْمعدة والأمعاء والغذاء لَا ينفذ إِمَّا من عسر هضمه لضعف الكبد أَو لسده فِي الجداول والسيلان يكون لأخلاط لذاعة كالمسهلة وَنَحْوهَا فَإِن الإسهال إِذا ثَبت بِلَا أكل شَيْء وَكَانَ مرياً رَقِيقا فَهُوَ سيلان وصلاحه بتعديل الأخلاط وَأما الآخر فِيمَا ينفذ يستقصى ذَلِك إِن شَاءَ الله كَانَ بِرَجُل اخْتِلَاف صفراء فعولج طَويلا فَلم يَنْفَعهُ إِلَّا رائب الْبَقر حامضاً وَآخر عالجته بخبث الْحَدِيد مَعَ راتب وَجعلت أخلاطه وردا طباشير حماضا جلنار سماقا خبثا مثلهَا كزبرة مثل نصفهَا. لي قرصة عجينة: مراداسنج أَرْبَعَة دَرَاهِم إنفخة عِظَام محرقة دِرْهَم أفيون دانق وغذاء المبطون يجب أَن يكون مَا يسْرع نُفُوذه أَو ينفذ بعضه فَإِن لم تَجدهُ قد زَاد فَلَا تعالجه فَإِنَّهُ قد صَار فِي حد لَا ينفذ غذاءه.
رَأَيْت مبطوناً عَاشَ بعد أَن صَار نبضه تملئا يَوْمَيْنِ وَفِي الثَّالِث جسته فَلم أحس بنبض ثمَّ ذهب بعد ساعتين وَمَات.
مَا يضمد وَيدخل فِيهِ: آس أقاقيا كندر جلنار ورد صندل سماق فستق ميسوسن تفاح سفرجل حضض لاذن سك رامك سنبل طراثيث مربنج أفيون شب.
مَا يشرب: ورد زرشك سماق طباشير كندر أفيون خشخاش قشوره كافور بزر حماض جلنار قشور جلنار قشور رمان عجم الزَّبِيب عفص كزبرة كرويا كمون عِظَام محرقة مقل قرظ طراثيث خرنوب الشوك ألف ألف ب بزر كرفس نانخة إنفخة أنيسون حلتيت عدس مقشر بخل باقلى بخل أرز بسباسة جاورش طاليشفر بيض مسلوق بخل قاقيا بقلة حمقاء حماض ورد خبز عَتيق صمغ سويق حب الرُّمَّان مخيض الْبَقر كعك بلوط حب الآس كهربا سويق الكمثرى مَاء الْفَوَاكِه القابضة الحامضة حماض الأترج بزر الرجلة بزر قطونا ريحَان بزر كتَّان المقلو.) لي الشَّرَاب الصّرْف الْقوي يعْمل فِي الْإِمْسَاك مثل مَا يفعل مَعَ أَنه لَا يعقب مضرتها فاعتمد عَلَيْهِ حَيْثُ لَا حرارة يكون العليل سَكرَان فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ أَيْضا وَيُقَوِّي.
مسيح: المخدرة كلهَا تعقب زِيَادَة إسهال وَلَا بُد مِنْهَا عِنْد غلظ الْأَمر. لي يصلح عِنْد الْأَدْوِيَة مَا تكون الْقُوَّة خَاصَّة فِي هيضة وَنَحْوه.
دَوَاء جيد: اطبخ خَمْسَة دَرَاهِم من الْخبز الْعَتِيق بسكر يَعْنِي النَّبِيذ الَّذِي يُسمى سكرا ويسقى العليل ذَلِك وَيكسر مَا كَانَ من عيدَان أصل السوس الرطب وَيُؤْخَذ مَا يسيل مِنْهَا بعد يَوْم وَلَيْلَة فيسقى مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو يعْطى مرا جيدا قدر إِحْدَى عشرَة بشراب بعد أَن ينعم سحقه فَإِنَّهُ بليغ جدا قَالَ: وينفع من الإسهال الذريع قانضة نعَامَة تجفف فِي الظل ثمَّ تبرد بمبرد ويسقى مِنْهَا أَرْبَعَة دَرَاهِم بِرَبّ الآس والسفرجل يعقل بخاصته. قَالَ: وَإِذا لم يكن مَعَ الإسهال مغص وَلَا حرقة وَلَا دم وَلَا كَانَ عَن الْمعدة لَكِن علمت أَن سَببه
(2/374)
ملاسة الأمعاء فاحقن بِمَاء البلح أَو بِمَاء يمصل من الزَّيْتُون واحقن قبلا بِمَاء الزَّيْتُون. لي ثمَّ احقن بالقوابض. قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ ضعف الْمُخْتَلف فَاجْعَلْ أَكثر مَا فِي أضمدته الكعك مَعَ طيوب. قَالَ: وَاسْتعْمل فِي الإسهال بدل دهن الْورْد دهن البندق.
من كتاب السمُوم: الجبسين إِن شرب قتل بعد أَن يُورث يبساً شَدِيدا.
الطِّبّ الْقَدِيم دَوَاء بليغ يعقل: زنجبيل زاج الأساكفة سماق بِالسَّوِيَّةِ يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم. د: ورق الآس إِذا طبخ وضمد بِهِ الْبَطن قطع الإسهال المزمن والقاقيا يعقل الْبَطن احتقن بِهِ أَو شرب.
ابْن ماسوية: حماض الأترج يعقل وَإنَّهُ يقطع الإسهال الصفراوي.
بديغورس: إِنَّه ينفع من الاستطلاق بِخَاصَّة فِيهِ. د: ورق الأعرايتا أوريباسوس: ثَمَرَة الأميرباريس مَانِعَة من الإسهال مَتى يَبِسَتْ عقلت الْبَطن: قرن الأيل المحرق مَتى شرب مِنْهُ فلنجار نفع من الإسهال المزمن فِيمَا قَالَ ديسقوريدوس.
قَالَ ج: قرن الأيل المحرق إِذا غسل بعد الحرق نفع من الإسهال المزمن إِذا شرب مِنْهُ ملعقتان)
وَهُوَ أَحْمد من جَمِيع الْقُرُون على مَا زعم قوم. د: الأنافخ مَتى شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أبولسات وَافَقت الإسهال المزمن وإنفخة الْفرس تَنْفَع من الانطلاق المزمن.
ابْن ماسوية: ألف ألف ب طبيخ الْأرز يعقل قَالَ جالينوس: الْأرز يحبس حبسا شَدِيدا بل معتدلاً. د: الأنيسون يعقل والحلتيت إِذا أَخذ مِنْهُ فِي حَبَّة عِنَب نفع من الإسهال المزمن جرم البلوط وطبيخه وجفنه كل ذَلِك يقطع الإسهال الباقلى مَتى طبخ بخل وَمَاء وَأكل بقشرة قطع الإسهال المزمن.
بادورد قَالَ ج: إِنَّه نَافِع من الْإِطْلَاق وَضعف الْمعدة البسباسة تَنْفَع من الإسهال لِأَنَّهَا ج: الْبيض المسلوق بخل يعْقد الْموَاد السائلة إِلَى الْمعدة والأمعاء وَيعْقل وخاصة مَتى جعل فِي الْبيض سماق وشوى وَأكل وَإِن شِئْت فاخلط مَعَه حصرماً أَو عفصا أَو قشور رمان وعجم الزَّبِيب وَحب الآس وَأقوى من هَذِه الطراثيث والجلنار والرجلة.
(2/375)
ابْن ماسوية: ينفع من الإسهال الصفراوي النبق إِذا طبخ مَعَ رمان حُلْو وَطيب بكزبرة رطبَة ودقيق الباقلى قوى الْقَبْض جيد للإسهال المزمن وخاصة سويقه إِذا قل ثمَّ عمل مِنْهُ حساء أَو طَعَام وقشرة أقوى فعلا. د: أصل البوص الْأسود الْوَرق والأبيض الْوَرق قَابض مَتى سقى مِنْهُ قدر كف بشراب نفع من الإسهال المزمن.
جالينوس: الكزبرة السَّوْدَاء تعقل. لي يَعْنِي البرشياوشان. ج: الجاورس إِذا صنع مِنْهُ خبز وَأكل عقل. د: الْجُبْن الْعَتِيق عَاقل.)
الجاورس مَتى صنع مِنْهُ ضماد على الْبَطن عقل طبيخ الدارشيشعان يعقل دردى الْخلّ والآس يضمد بهما لقلع الإسهال الهندباء إِذا طبخ وَأكل بخل عقل وخاصة البرى. د: قراطمان يعقل وخاصة حشيشه. د وَج: أقماع الْورْد إِذا شربت قطعت الإسهال المزمن. د: ورق الزَّيْتُون الْأَحْمَر الْفَج يعقل الجاورس مَتى عمل مِنْهُ حسو عقل وَكَذَلِكَ الذّرة. د وَج أرَاهُ حسوا قَوِيا زبل الْكلاب إِن شرب أَو احتقن بِهِ نفع من الإسهال المزمن. د الْحَرْف مَتى شرب مقوا عقل.
ابْن ماسويه: المَاء الَّذِي يطفأ فِيهِ الْحَدِيد مَرَّات نَافِع من الاستطلاق المزمن.
الشَّرَاب أَو اللَّبن الْجُبْن المعيق الْيَابِس مَتى أكل وَحده عقل أَو مَعَ غَيره مِمَّا يعقل. د: الْخبز الْقَلِيل النخالة والفطير يعقلان. د: عصارة حَيّ الْعَالم نافعة من الإسهال. د: بزر الحماض فِيهِ قبض بَين حَتَّى أَنه ينفع الإسهال المزمن وَلَا سِيمَا الْكِبَار ثَمَر الطرفاء نَافِع من الإسهال المزمن إِذا شرب. د: الطراثيث بديغورس قَالَ بولس: الطراثيث قوي جدا للإسهال الطين الأرميني نَافِع من الاستطلاق. د: الطين الأرميني وَالَّذِي قريب مِنْهُ نَافِع من الاستطلاق.
بولس: الطاليشفر قوي الْقَبْض جدا نَافِع من الاستطلاق. ج ثَمَرَة الْكَرم الْبري إِذا شربت أَمْسَكت.
(2/376)
د وَج: قشور الكندر يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي الذرب والإسهال المزمن طبيخ الكمثرى والكمثرى الْمُفْرد يعقل. د: الكزبرة الْيَابِسَة)
إِذا قليت عقلت.
ابْن ماسويه: الكمون مَتى قلى وأنقع فِي خل نفع فِي الانطلاق طبيخ الكرفس بأصوله عَاقل. د: بزر الكرفس ألف ب عَاقل. د: اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد عَاقل. د وَج: اللَّبن إِذا ذهبت مائيته بالطبخ نفع من جَمِيع الْموَاد السائلة إِلَى الْبَطن والأمعاء وَإِذا فنيت هَذِه المائية بِقطع حَدِيد تحميها وتغمسها فِيهِ لِأَن فِي الْحَدِيد قُوَّة قابضة لِسَان الْحمل إِذا أكل بخل وملح أَبْرَأ من الإسهال المزمن. د: لحية التيس وزهر يحبسان. ج: أَصله قوي الْقَبْض ينفع من الاستطلاق لحم الأرنب يحبس. ج: حماض أَصله قوي الْقَبْض ينفع من الانطلاق.
روفس: لحم الفواخت وَلحم الحجل والدراج ومرق الْبَقر بخل يقطع الإسهال المزمن.
ابْن ماسويه: دهن المصطكى يدْخل فِي الأضمدة الحابسة للبطن والإسهال المزمن. د: طبيخ أصل شَجَرَة المصطكى وقشره على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد للإسهال المزمن جدا يقوم مقَام لحية التيس. د: وَشهد بذلك جالينوس المر يشرب مِنْهُ قدر باقلاه للإسهال المزمن الْمغرَة إِن تحسى مَعَ د: مزمار الرَّاعِي يعقل. ج: وَابْن ماسوية: أصل النيلوفر إِن شرب نفع من الإسهال المزمن. د: والمشوى أقل فِي ذَلِك زهرَة السفرجل إِذا شرب بشراب يعقل شراب السفرجل الَّذِي لَا عسل مَعَه نَافِع من الِاخْتِلَاف الصفراوي.
ابْن ماسوية: جوز السرو إِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب نفع من إسهال الفضول من الْبَطن دَائِما سماق الدّباغ مَتى جعل فِي الطَّعَام قطع الإسهال المزمن وَإِذا شرب السماق الْمَأْكُول بشراب قَابض قطع الإسهال السماق يقطع الإسهال الصفراوي إِذا شرب واصطبغ بِهِ وَقَالَ: إِن طبخ دراج وَأكل عقل وَكَذَلِكَ إِن ضمد بِهِ الْبَطن منع من تجلب الصَّفْرَاء من الكبد إِلَى الْمعدة)
والأمعاء وَإِن قلى كَانَ عقله أَكثر وَسَوِيق السماق يعقل وينفع من إسهال الصَّفْرَاء أشق يعقل السذاب كَذَلِك.
(2/377)
ابْن ماسوية: العفص إِذا سحق وذر على مَاء وَشرب نفع من الإسهال المزمن وَكَذَلِكَ إِن خلط بِالطَّعَامِ أَو سلق فِي المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ طبيخهم حب الزَّبِيب إِذا قلى جدا نفع من الإسهال المزمن. د قَالَ ج: الزَّبِيب فِي غَايَة النَّفْع للاستطلاق رب الحصرم قَاطع للإسهال الصفراوي.
ابْن ماسوية: العدس إِذا طبخ بقشوره مرَّتَيْنِ أَو ثلاثاُ ثمَّ أنعم سحقه بسماق أَو سفرجل أَو نَقِيع العفص أَو جعل مَعَ لِسَان الْحمل أَو زعرور أَو مَا أشبه ذَلِك بعد أَن قد هرى بالطبخ بالخل عقل جدا العدس المقشر عَاقل للبطن وبقشره يُطلق وَإِذا قلى كَانَ أقوى فِي الْقَبْض وَيجب أَن يُؤْكَل مَعَ السماق وَمَاء الحصرم والخل.
ابْن ماسوية: العليق مَتى شرب عقل: وزهرة يعقل. د وَج: أصل الفاوانيا إِن شرب طبيخة بشراب عفص عقل وزهرة يعقل. د وَج: الفوذنج عَاقل لخلفه الصّبيان.
روفس: قشر شَجَرَة الصنوبر يعقل إِذا شرب الصمغ الْعَرَبِيّ يعقل إِذا شرب على مَا قَالَ د.
بديغورس: الْفقر ألف ب يجب وَيُعْطى من بِهِ إسهال مزمن. ج: شراب الرُّمَّان يمسك. د: الجلنار: قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي هَذِه الْعلَّة مَاء الرُّمَّان الحامض يعقل وَمَاء الرُّمَّان المز أَيْضا غير أَن الحامض أقوى.
ابْن ماسوية: أقماع الرُّمَّان الحامض يشد الطبيعة.
ابْن ماسوية: الراونذ ينفع من الإسهال المزمن. ج: الرازيانج الْعَظِيم الَّذِي يُسمى رازيانج الْجَبَل يعقل. د وَج: طبيخ جمة الشبث وبزره إِذا شربا أمسكا الْبَطن الشبث يعقل وَلَا سِيمَا إِن جعل فِيهِ قَابض مَا سويق الشّعير يغلى ثمَّ يطْبخ مَعَ جاورش مقلو ويسقى أَو يتَّخذ مِنْهُ طَعَام يعقل.
ابْن ماسوية: قشور الينبوت إِذا أكل عقل سويق التفاح الحامض وَرب التفاح الساذج يعقل.
ابْن ماسوية التوت الْفَج إِذا جفف قَامَ مقَام السماق فِي أَنه يعقل وينفع من الإسهال المزمن.)
(2/378)
ج التوت الْفَج: إِذا جفف جدا يعقل إِذا وضع فِي الطَّعَام وَالشرَاب وَمَاء رماد خشب التِّين أَو البلوط الملون يسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف فَهُوَ يعقل وينفع الإسهال المزمن. د وَج: ذَنْب الْخَيل وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ ينفع من الاستطلاق الْبَطن إِذا شرب بِمَاء أَو بشراب وعصارته تعقل الغبيراء دقيقة وطبيخه يعقلان. ج: هُوَ أقل حبسا من الزعرور روفس إِنَّه يعقل وَلَا يقل الْبَوْل.
ابْن ماسوية: إِنَّه يعقل وَكَذَا سويقه. خصى الْكَلْب الْكَبِير إِن شرب بشراب عقل. د: بزر الخطمى يعقل وطبيخه يعقل. ج: لِأَن فِيهِ قبضا. د: لعوق الخشخاش على مَا فِي بَاب السعال نَافِع من الإسهال المزمن وَإِن خلطت فِيهِ عصارة طراثيث وأقاقيا كَانَ أقوى جدا وَمَتى دق الخشخاش على مَا فِي بَاب السعال نفع من الإسهال د: الأفيون مَتى أَخذ مِنْهُ مثل الكرسنة نفع من الإسهال المزمن الْخلّ يعقل.
روفس وَابْن ماسة قَالَا مَعًا: يقوى الْبَطن المنطلق وَالرِّيح الغليظة دَار شيشعان مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بعد نخله بِمَاء حَار عقل سنبل الطّيب والسعد والإذخر خَاصَّة أَصله أَن يعقل والأشنة وقصب الذريرة واللاذن إِذا شرب بشراب وجوزبوا مَتى أَخذ.
وَمِمَّا يعقل: القابضات مَتى أخذت قبل الطَّعَام وإنفحة الأرنب والسذاب وقشور الكندر والعدس إِذا سلق ونزعت عَنهُ قشوره وماؤه والكرنب والسليق وَلحم الأرنب إِذا شوى وَالشرَاب العفص.
إِسْحَاق: العدس يحبس إِذا سلق مَرَّات وطبخ بعد بالخل والسماق وعجم الزَّبِيب مَتى شرب بِمَاء الباقلى إِذا طبخ بقشرة بالخل وَالْمَاء وَأكل من العفص والسماق على الطَّعَام الإنفحة تعقل الْبَطن جدا حَتَّى أَنَّهَا تورث قولنجا.
اسْتِخْرَاج: اسْقِ مِنْهَا الإسهال المفرط ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء بَارِد مخيض الْبَقر يقطع ألف ب الإسهال الصفراوي بِقُوَّة.
سفوف: حب الرُّمَّان يشد الْبَطن وَيقطع إسهال الصَّفْرَاء منقعاً فِي مَاء حصرم وخل خمر يَوْمًا ثمَّ يقلي وكمون كرماني منقع فِي مَاء حصرم وخل ثمَّ يقلي وطراثيث وقرض من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ مقل مكي أَرْبَعَة سماق منقى من حبه نصف رَطْل بلوط مقلو قَلِيلا مثله طباشير جللنر أميرباريس وعصارته من كل وَاحِد عشرَة حب الزَّبِيب حب الحصرم مقلو أَربع أَوَاقٍ من كل)
وَاحِد حب الآس أَرْبَعَة خرنوب نبطى نصف رَطْل سويق التفاح وَسَوِيق الغبيراء نصف رَطْل من كل وَاحِد سويق حب الرُّمَّان المقلو وَحب الحماض عشرَة وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فزد فِي الطباشير والأميرباريس وخاصة إِن كَانَ مَعَه كرب وَإِلَّا فعلى قدر ذَلِك.
قرص يشد الْبَطن وينفع من الْقَيْء والإسهال: أميرباريس وَرب السماق الْمُنْقَطع
(2/379)
الْمَطْبُوخ بزر حامض طباشير ورد عود سك قاقيا أفيون عصارة حصرم قشور توت عض تجْعَل أَقْرَاص بِمَاء حماض الأترج وَمَاء زمَان حُلْو مدقوق الْحبّ ويسقي وَاحِد فِيهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم وَيجْعَل الطَّعَام عَلَيْهِ نصف النَّهَار قظاء مصوصاً بكسبرة كَثِيرَة وَفِي خرفة يابسة وسماق منقى وَحب رمان أَو مزورة زمَان أَو بَارِدَة حضرمية وَنَحْوه. لي وجدت أَنه إِذا قلى الطباشير يكون أَجود لعقل الْبَطن وَإِن كَانَ حر شَدِيد فَاجْعَلْ فِي كل يَوْم طسوج كافور فَإِنَّهُ قَاطع للإسهال الصفراوي.
أركاغانيس قَالَ فِي كتاب الأدواء المزمنة: اللَّحْم رَدِيء للمبطون لِأَنَّهُ بطيء النضج وَإِن اشتهاه فلحم الدراج والطيور الْبَريَّة المهزولة.
قَالَ: والحضض يعقل والبنطافلن والسنبل الْهِنْدِيّ هَذِه مَا ذكرهَا فِي الغرائب والباقية كنت أعرفهَا. لي قَالَ: المخدرة تعقد فِي أول الْأَمر ثمَّ تنْدَفع الطبيعة بأشد بِمَا كَانَ لِأَنَّهَا تضعف الْحَرَارَة الغريزية فلتطرح الْبَتَّةَ وتستعمل المجففة فَإِنَّهَا محمودة مَأْمُونَة ثمَّ ذكر بأدوية كلهَا فِيهَا أفيون وأجودها هَذِه: قافيا أَحْمَر دِرْهَمَانِ أفيون مثله طراثيث أَرْبَعَة رمان مصر حضض هندي دِرْهَم من كل وَاحِد كندر نشا وطين أرميني وعفص من كل وَاحِد ثَلَاثَة إنفحة أرنب دِرْهَمَانِ القرص: مِثْقَال: والشربة قرصة وَاحِدَة بِمَاء بَارِد وينفع من قُرُوح المعي أَيْضا.
قرص اسْتِخْرَاج لي على هَذَا وَغَيره يسقى لعقل الْبَطن ولقروح الأمعاء: طباشير مقلو سماق منقى عفص فج قشور كندر طين أرميني فاقيا أفيون بِالسَّوِيَّةِ وَزنه القرص يكون مِثْقَالا ويعجن بِمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ ويسقى وَاحِدًا بِبَعْض الْأَشْيَاء القابضة. قَالَ: وَمن بِهِ خَلفه مزمنة فعوده الْقَيْء وقيئة مَرَّات كَثِيرَة وَبعد ذَلِك يَأْكُل العفصة الطّيبَة الرَّائِحَة لخلفه الصّبيان من تخمة يتَّخذ طلاء من كمون وأنيسون وبزر كرفس وبزر الْورْد ويطلى بِهِ ألف ب بَطْنه وَإِن جف بَطْنه طيب معدته بنعنع معجون معجون بِعَسَل.)
مَجْهُول قَالَ: مادام المبطون والمختلف يحم فَلَا تخف مَوته فَإِن لم يحم فَإِنَّهُ يهْلك.
قرص يشد الْبَطن: سماق دِرْهَمَانِ عفص دِرْهَم شَحم رمان نصف دِرْهَم بمطبوخ عفص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف ويتحسى بعده صفرَة بَيْضَة.
الْكَمَال والتمام سفوف نَافِع من الإسهال: مقل مكى مقلو قَلِيلا جلنارعفص فج أقماع الرُّمَّان الحامض عجم الزَّبِيب المقلو قَلِيلا طباشير ورد بز حماض جَفتْ البلوط شاهبلوط كهربا مقلو قَلِيلا من كل وَاحِد عشرَة حب رمان حامض المقلو بزر كزبرة يابسة مقلوة خرنوب نبطي منقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو قَلِيلا سويق نبق بنواه سويق غبيراء مَعَ نَوَاه من كل وَاحِد عشرُون درهما رامك أفاقيا طراثيث من كل وَاحِد عشرَة يدق وينخل نخلا
(2/380)
جريثا الشربة: ثَلَاثَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ والعشي حَيْثُ لَا يكون فِي الْمعدة طَعَام بِمَاء الْحبّ الآس الْمَطْبُوخ أَو بِمَاء الينبوت والعوسج العض.
من الْكَمَال والتمام جوارش يحبس الإسهال الْحَادِث مَعَ برد: حب زبيب المقلو عشرُون درهما سماق عشرَة زنجبيل نانخة مصطكى من كل وَاحِد خَمْسَة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء قشور الكندر.
مطبوخ أَيْضا: دَقِيق حِنْطَة مخلوطا مَعَه نانخة وحرف وثمر الطرفا يلت بِزَيْت فج ويعجن ويخبز ثمَّ يجفف فِي التَّنور ويدق وَيشْرب من هَذَا الفتيت عشرَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وبنبيذ اسْتِخْرَاج شراب يَسْتَعْمِلهُ المبطون: سماق عصارة الحصرم حماض الأترج مَاء الرُّمَّان الحامض مَاء الريباس معصوراً وكمثرى يَابِس وَبسر مطبوخ وخرنوب تطبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا ويمزج فِيهِ عسل قدر مَا يستلذ ويطبخ وَتُؤْخَذ رغوته وَيرْفَع ويغير المابه وَيُزَاد فِيهِ سفرجل وتفاح عفص وَإِن أردته مُخْتَصرا حَاضرا فِي كل وَقت فَخذ نَقِيع السماق ونقيع الْبُسْر واطبخه بسك وعود وَإِن كَانَ الإسهال قَوِيا فَاجْعَلْ مَكَان الْبُسْر مطبوخ خرنوب شَامي ويغذى بدراج وطيهوج مصوصاً قد حشيت أنبرباريس وَحب رمان وسماقا وكزبرة يابسة وطيبه بالخل وَمَاء حصرم وَقَلِيل زعفران.
حِيلَة الْبُرْء نَافِع من الذرب وقروح الأمعاء: خبز يعجن بخل ويخبز.
فيلغريورس: زلق الأمعاء هُوَ أَن يخرج الطَّعَام نياً وَكَثِيرًا مَا يعرض لَهُ بعد الذوشنطاريا فاغذه واحقنه بأغذية حارة حريفة كالفجل والبصل والثوم والمالح وَمَا يهيأ بخردل ومره بالضمور)
وادلك بَطْنه واغمره وَاجعَل عَلَيْهِ قيروطا بدهن سذاب وسوسن ألف ب وكمون أَبُو بدهن الناردين وألزمه الْمِيَاه الشيهية وَإِذا عرض بعده ذوشنطاريا صَعب علاجه.
الْعِلَل والأعراض: إبطاء خُرُوج البرَاز يكون لضعف الدافعة ولضعف العضل الَّذِي على الْبَطن أَو لقلَّة حس الأمعاء أَو لكيفية تفهة فِي الْأَطْعِمَة وَقلة البرَاز يكون من كَثْرَة مَا ينفذ من الْغذَاء إِلَى الكبد وَقلة عدد المرار الَّتِي يخرج فِيهَا الثفل وَطول أَوْقَات مَا بَينهَا يكون من أَسبَاب هِيَ أضداد مَا ذكرنَا فِي المسهل.
ابْن ماسويه من الحميات إِذا حدث بِصَاحِب الدق والسل إسهال فاسقه هَذِه القرصة بِمَاء السفرجل: طين أمريني شاهبلوط طباشير بزر حماض مقشر ورد أمبرباريس صمغ مقلو تَسْقِي بعض الْمِيَاه النافعة القابضة واسقه بزر قطونا مقلوا بسرطانات محرقة صمغ مقلو بالْعَشي نتومه عَلَيْهِ بِمَاء الرُّمَّان وَاجعَل طَعَامه حماضا مسلوقاً مطجنا مَعَ لوز مقشر قد سلق مرَّتَيْنِ ثمَّ طبخ بالخل والسماق والسفرجل وَإِن لم يكن
(2/381)
سعال فَاسق القبضة وَإِن كَانَ سعال فَاسق القبضة واترط العفصة ثمَّ طينا أرمينيا وكهربا وصمغا عَرَبيا مقلو وَاجعَل طَعَامه لباب الْخبز المقلو وَإِن عمل لَهُ حسو فَلْيَكُن من خبز مقلوا وَرب الآس الساذج جيد لِأَنَّهُ يعقل وَيقطع السعال.
الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ بالمبطون فوَاق فردئ. وَإِن كَانَ بِصَاحِب الزحير فقاتل. لي الاستطلاق يكون من الْمعدة والأمعاء والكبد الْكَائِن من الأمعاء إِمَّا مرض أَو من أَسْفَل بِجنب المعقدة الْمعدة والأمعاء يسْرع خُرُوج البزور إِمَّا لقروح فِيهَا أَو لحدة الْأَطْعِمَة أَو لزلقها أَو لخلط زلق فِيهَا أَو لخلط حاد ينصب إِلَيْهَا أَو من فَسَاد مزاج يكون من ضعف الماسكة أَو من قُوَّة الدافعة وَالَّذِي من الكبد يكون لضعف الْمعدة الْمُغيرَة فِيهَا والجاذبة للغذاء من الْمعدة لِأَن من هذَيْن يبقي الكيلوس فِي الْمعدة وَهَذَا الإسهال يعقبه نُقْصَان الْجِسْم وصفر اللَّوْن وَقلة الدَّم وإسهال كَمَاء اللَّحْم والكائن من ورم وقرحة يدل عَلَيْهِ إِمَّا اللَّمْس أَو الْحس والوجع فِي الكبد كَانَ أَو فِي الأمعاء ثمَّ تعلم من أَيْن هُوَ مَوضِع الوجع وَنَوع مَا يبرز مِنْهُ فَإِذا كَانَت مَعَه خراطة والوجع أَسْفَل السُّرَّة علم أَنه من المعي فَإِذا لم تكن خراطة: والوجع فَوق السُّرَّة علم أَنه من الْمعدة كَانَ لوجع فِي الْيَمين فِي مَوضِع الكبد الِاخْتِلَاف ابيض أَو كَمَاء اللَّحْم دلّ على أَن الْعلَّة فِي الكبد.
الْيَهُودِيّ: الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ من ضعف الماسكة فِي الكبد كَانَ كَمَاء اللَّحْم ثمَّ يخرج بالضد فِي الْمعدة لِأَن الكيلوس فِيهَا غزير كثير إِلَّا أَن تضعف الكبد ضعفا شَدِيدا فَعِنْدَ ذَلِك لَا تحبس)
حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يخرج وَلَكِن يخرج أَولا فأولا وَمن أَصَابَهُ استطلاق من ألف ب تَدْبِير لطيف فأطعمه سكباجا بيطون الْبَقر ولحمه وَغلظ تَدْبيره وَمن أَصَابَهُ اخْتِلَاف من أَطْعِمَة كَثِيرَة فامنعه. وَقَالَ إِذا كَانَ الِاخْتِلَاف مَعَ فَسَاد هضم فاخلط أدوية من قابضة مسخنة مثل هَذَا القرص: خُذ جَفتْ البلوط وَحب الآس وَالرُّمَّان والأقاقيا والأنيسون ونانخة وكمونا منقعاً بخل وأفيونا يتَّخذ قرصا ويسقى غدْوَة وَعَشِيَّة والقمحة السَّوْدَاء جَيِّدَة هَاهُنَا إِذا لم يكن مَعَه برد فَعَلَيْك بِهَذِهِ: تَأْخُذ عفصا وَثَمَرَة الطرفاء وسماقا وأفيونا يجمع بِرَبّ الحصرم فَإِنَّهُ يعْقد الْبَطن وَإِذا كَانَ لين الْبَطن مفرطا فاسقه قمحة حب الرُّمَّان بِالْغَدَاةِ وبيته على جوارش خوذى بِاللَّيْلِ.
الْفُصُول: الْبَطن يمِيل إِلَى اللين إِذا قل مَا ينفذ إِلَى الكبد من الْغذَاء الَّذِي ينهضم فِي الْمعدة ويميل إِلَى اليبس إِذا نفذ جَمِيع مَا فِي ذَلِك الْغذَاء من الرُّطُوبَة إِلَى الكبد وَلَا ينفذ الكيلوس إِمَّا أَن يكون لِأَنَّهُ كثير أَو لِأَن الكبد ضَعِيفَة أَو لِأَن الْغذَاء ضَعِيف فعجزت الكبد عَن جذبه ويكتفى بِبَعْضِه وَذَلِكَ يكون إِذا تنَاول شَيْئا أَكثر مِمَّا تحْتَاج الكبد إِلَيْهِ وَقد يكون بِأَن الْغذَاء يسْرع الْخُرُوج فِي البرَاز وَقد يكون أَيْضا بِسُرْعَة خُرُوجه من الْبَطن لِكَثْرَة المرار المنصبة إِلَى الأمعاء أَو لضعف المسكة وَقُوَّة الدافعة فِي الأمعاء والمعدة.
قَالَ: والكبد تجذب أقل لبردها والماسكة تضعف لغَلَبَة الْبرد والرطوبة من لَهُ زلق الأمعاء فِي الشتَاء فالقيء لَهُ رَدِيء وَإِذا خرج مَا يُؤْكَل وَيشْرب سَرِيعا أَو كحاله وهيئته فَهُوَ زلق الأمعاء قَالَ:
(2/382)
وَيكون من ضعف الماسكة لفساد مزاج رَدِيء يغلب على الْبَطن كُله الْمعدة والأمعاء وَقد يكون من تقرح كالقلاع وَرُبمَا كَانَ حَادِثا فِيهَا من بلغم مُجْتَمع فِيهَا كالبلغم الحامض والتقرح فِي سحج الأمعاء والمعدة فسببه كيموس بَارِد لطيف وَهَذَا الكيموس إِن كَانَ مُحْتَاجا إِلَى استفراغ من فَوق لِأَنَّهُ لطيف فَهُوَ لَا يحْتَاج أَن يستفرغ بالقيء فِي الشتَاء وَأما الكيلوس البلغمي فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج فِي وَقت من الْأَوْقَات إِلَى استفراغ بالقيء لِأَن الَّذِي يُمكن أَن يخرج بالقيء فَهُوَ مَا فِي الْمعدة لَا فِي الأمعاء.
الْمَوْت السَّرِيع لج: من بِهِ زلق الأمعاء فَظهر بِهِ حذاء الْموضع أَو على الأضلاع بثر صلب أَبيض كالحمص وَكثر بَوْله وأفرط مَاتَ من سَاعَته من بِهِ الْمَشْي فَظهر على يَده الْيُمْنَى أثر كَأَنَّهُ باقلاه وَلم يتَغَيَّر لَونه مَاتَ فِي السَّابِع إِن سُئِلَ صَاحب هَذَا الوجع سَاعَة يَعْتَرِيه عَن شَهْوَته أخبر أَنه شبعان.)
أبيذيميا: الذرب هُوَ أَن يخرج البرَاز دَائِما وَهُوَ لين وزلق الأمعاء أَن يخرج الطَّعَام كَمَا أكل فَلم يتَغَيَّر الأخلاط فالقيء علاج قوي ألف ب عِنْد الإسهال المزمن لِأَنَّهُ يمِيل الأخلاط إِلَى فَوق.
تقدمه الْمعرفَة: لين الطبيعة إِمَّا لِأَن الْغذَاء لَا يصير إِلَى الكبد أَو لِأَنَّهُ ينصب إِلَى الأمعاء من الكبد فضول. بَينهمَا: أَن الَّذِي يكون من أجل أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد يخرج قَلِيلا قَلِيلا مَعَ تَوَاتر ورياح وَالْآخر بالضد.
الْفُصُول: من كثر بَوْله قل برازه لِأَن الرُّطُوبَة إِن مَالَتْ إِلَى الْبَوْل قل قدر البرَاز وجف وَمَتى حدث جشاء حامض فِي زلق الأمعاء بعد تطاولها وَلم يكن قبل ذَلِك فعلامة محمودة هَذِه الْعلَّة لَا يحدث مَعهَا تغير الطَّعَام فِي الْمعدة فِي شَيْء من كيفياته وكما أَن تقصاير الْبَوْل إِنَّمَا يحدث إِذا ألمت المثانة بِمَا يرد عَلَيْهَا من الْبَوْل أَن يجْتَمع لَكِن تَدْفَعهُ إِمَّا لثقله عَلَيْهَا أَو لتذيعها وَقد يحدث بِسَبَب سلاق يَقع فِي الأمعاء والمعدة فَإِن الطَّعَام إِذا لامس تِلْكَ الْمَوَاضِع المنسلخة دَفعته عَنْهَا فِي أسْرع الْأَوْقَات فَإِذا كَانَ من هَذَا السَّبَب كَانَ مَعَه حس لذع وَأما الآخر فَلَا يكون مَعَه حس مؤذ الْبَتَّةَ والصنف الثَّانِي الَّذِي من التشنج يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأدوية القابضة وَإِن كَانَ مُرُور ذَلِك الْخَلْط قد انْقَضى وبرئت الْعلَّة فِي أسْرع الْأَوْقَات بالأغذية والأشربة القابضة وَإِن بَقِي مُرُور هَذَا الْخَلْط مُدَّة انْتقل صَاحبهَا إِلَى اخْتِلَاف الدَّم.
وَأما الصِّنْف الآخر الَّذِي بِسَبَب ضعف الماسكة فَإِنَّهُ يكون من أجل مزاج رَدِيء إِلَّا أَن ذَلِك المزاج رُبمَا كَانَ من خلط تحويه الْمعدة والأمعاء وَأحد الأخلاط الَّتِي يُمكن أَن يكون مِنْهَا هُوَ البلغم يعرض بِسَبَبِهِ لصَاحب هَذِه الْعلَّة الجشاء الحامض وَقد يعرض الجشاء الحامض فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة حِين تحدث
(2/383)
من برودة الأمعاء والمعدة إِمَّا مُفردا وَإِمَّا لخلط فِيهَا فَإِذا تَمَادى الْأَمر ذهب ذَلِك الجشاء الحامض وَذَلِكَ يعرض لِأَن الطَّعَام فِي أول الْأَمر قد يلبث فِي الْمعدة قَلِيلا فَإِذا تمادت وتزيدت لم يلبث وَلَا تِلْكَ الْمدَّة وَمَتى لبث الطَّعَام فِي الْمعدة مُدَّة وَلم يكمل هضمه حدث جشاء حامض وَمَتى لم يلبث إِلَى أَن ينهضم على التَّمام لم يحدث لَهُ تغيرا الْبَتَّةَ فَلَا يعرض عِنْد ذَلِك جشاء حامض فَإِن عرض فِي بعض الْأَحَايِين فَلَيْسَ ذَلِك عَن الطَّعَام لَكِن لِأَنَّهُ كثر فِي الْمعدة بلغم حامض وَكَذَا لَيْسَ الجشاء الحامض فِي الِابْتِدَاء فِي زلق الأمعاء بعلامة محمودة وَلَكِن بعد تطاول الْعلَّة لِأَنَّهُ قد يكون الجشاء الحامض كثيرا فِي أول الْعلَّة وَلَا يَكْفِي فِي ذَلِك وَحده لَكِن)
أَن يحدث بعد إِن لم يكن لِأَنَّهُ يفصل بَين الجشاء وَبَين الْحَادِث من البلغم فِي الْمعدة وحدوث الجشاء الْحَادِث بعد تطاول بعد إِن لم يكن يدل على أَن الطبيعة قد تراجعت وَقد صَار الطَّعَام يلبث فِي الْمعدة حَتَّى يَنَالهُ هضم مَا.
إِذا كَانَ بِإِنْسَان اخْتِلَاف مزمن فَحدث لَهُ قيء انْقَطع اختلافه. ج: هَذَا من الطبيعة حدث على المضادة ألف ب من كَانَ بِهِ اخْتِلَاف زبدى فقد يكون الِاخْتِلَاف من رَأسه. ج: هَذَا غير مَحْمُود وَهَذَا الِاخْتِلَاف الزبدى لَا يَخْلُو أَن يكون من ريح أَو من حرارة مفرطة فَإِن الزّبد خَارِجا يتَوَلَّد على هَذَا.
الميامر: الإسهال يكون من ضعف الجاذبة إِلَى الكبد لِأَنَّهَا إِذا لم يجتذب الكيلوس على مَا يَنْبَغِي خرج البرَاز رطبا فَإِن ضعفت مَعَ ذَلِك الْمعدة خرج مَعَ رطوبته غير منهضم. لي الإسهال إِمَّا أَن يكون مَعَ دم أَو بِلَا دم وَالَّذِي لَا دم مَعَه مِنْهُ الذرب وَهُوَ أَن يخرج الإسهال كيلوسيا وَمِنْه زلق الأمعاء وَهُوَ أَن يخرج الطَّعَام كَمَا أكل وَمِنْه مرارى وَالَّذِي مَعَ دم فَمِنْهُ الكبد وَمِنْه من الأمعاء وَمن المقعدة وتحتاج إِلَى أَن نصنف كل صنف.
ابْن ماسوية فِي كتاب الإسهال: الإسهال يكون إِمَّا من الْمعدة وَإِمَّا من الأمعاء وَإِمَّا من المقعدة والإسهال إِذا كَانَ مَعَ حرارة تنقع كزبرة يابسة فِي خل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة وينقع الكمون أَيْضا ثمَّ ينقعان بعد ذَلِك فِي رب حصرم أَو مائَة أَو مَاء رمان حامض يَوْمًا وَلَيْلَة وَيُؤْخَذ بلوط مقلو قَلِيلا عشرَة من كل وَاحِد وسماق بِلَا حب يقلى قَلِيلا ويحذر على القلو لِئَلَّا يَحْتَرِق فتضعف قواها وَسَوِيق النبق الغبيراء الزعرور المجفف وَحب الزَّبِيب المقلو طباشير ورد بزر حماض بزر الرجلة عشرَة من كل وَاحِد يستف ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق بِرَبّ التفاح أَو السفرجل والريباس. لي يعتصر من هَذَا إِذا كَانَ مَعَ حرارة على بزر الْورْد وبزر البقلة الحامضة والطباشير والسماق وَحب الحصرم يسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِبَعْض الْمِيَاه.
قَالَ: من الإسهال ضرب يخرج فِيهِ البرَاز قَلِيلا قَلِيلا مُنْقَطِعًا وَيحْتَاج إِلَى قُوَّة وَضبط حَتَّى ينْدَفع ذَلِك وَذَلِكَ يكون من ضعف الدافعة وعلاجه أَن تُؤْكَل المزلقات قبل الطَّعَام وَيشْرب نبيذا ويستحم قبل الطَّعَام ويمرخ عضل الْبَطن ويضمد بِمَا يقوى ويشد وتؤكل أَشْيَاء عفصة قبل الطَّعَام فَإِذا أزعج للْقِيَام فَلَا يقوم حَتَّى يزعج شَدِيدا لكَي يجْتَمع وَلَا يتقطع فَإِن
(2/384)
هَذَا علاجه.) لي الأفيون يغلظ الأخلاط وَالدَّم جدا فليستعمل فِي منع الإسهال.
أَبُو جريج: الجندقوقى تعقل وَتَنْفَع الْمعدة الْبَارِدَة الميعة تعقل وَكَذَلِكَ المر وَكَذَلِكَ الْمقل الْكِنْدِيّ للمبطون المفرط: تحرق قطع مسح أسود حَتَّى تحترق جدا ويسقى مِنْهُ نصف دِرْهَم.
أطهورسفس: الورشان إِن طبخ بخل وَأكله من بِهِ انطلاق عقل جدا.
ابْن ماسوية: يطعم قطا وشفانين وفواخت مصوصا بخل وكزبرة لحم الدراج مَتى أكل مشوياً أَو مطبوخاً نفع الْمعدة وعقل جدا.
أطهورسفس: لحم الشوذانق مَتى طبخ مَعَ حب الآس والعصافير المشوية ملطخة بحب الرُّمَّان تعقل. الحجل مَتى طبخ بسفرجل أَو شوي ألف ب بِمَاء حب الرُّمَّان وَفطر عَلَيْهِ عقل ونفع وَإِن شوى خَالِصا أَيْضا. ج: من الاستطلاق أهرن: سك صمغ طباشير كندر قاقيا بِالسَّوِيَّةِ أفيون نصف جُزْء يسقى قرصة من دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ بِرَبّ السفرجل وَإِن كَانَ ضَعِيفا بِمَاء الكعك وَالشرَاب العفص.
حب للاستطلاق أهرن: عفص فج أفيون مر صَبر أطل بِهِ الْبَطن وَظهر بخل وَاجعَل عَلَيْهِ قطنا ودعه حَتَّى بقع الْقطن من نَفسه. لي هَذَا مِثَال فاعمل عَلَيْهِ فِي غَيره من الْأَدْوِيَة. ولي يعلم فِي الإسهال أَولا حَال الْأَطْعِمَة فَإِن الإسهال قد يكون من أجلهَا إِمَّا لكثرتها أَو لحرافتها أَو زلقها أَو قُوَّة دوائية توجب لذعة المعي وَالْخُرُوج عَنْهَا فَإِن لم يكن شَيْء من ذَلِك فتفقد حَال الكبد فَإِن الإسهال الكيلوسى يحدث فِي الْأَكْثَر إِذا لم يجتذب الكبد الْغذَاء وَانْظُر حَال الْمعدة فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت ضَعِيفَة فَلم تلتف على الطَّعَام وَلم ينهضم وَيكون الْبَطن يخْتَلف لذَلِك أَو لَعَلَّه أَن ينصب إِلَيْهَا خلط مراري أَو لزج فَيكون سَببا للإسهال فتفقد مَا يخرج مَا هُوَ وَحَال الْعَطش والحرارة والجشاء ثمَّ اعْمَلْ بِحَسب ذَلِك.
وَإِذا كَانَ مَا يخرج بلغماً والجشاء حامضاً فَعَلَيْك بالجوارشات المركبة من قابضة ومسخنة وبالقيء بِمَا يخرج البلغم والأطعمة الحارة بالأبازير والأفاوية الحارة والأضمدة الحارة وَإِن كَانَ ضد ذَلِك فبالضد وَإِذا خرج الطَّعَام لم ينله هضم بتة فَذَلِك يكون من زلق الأمعاء وَقد يكون من انصباب المرار إِلَى الأمعاء فَيحدث خُرُوج الثفل سَرِيعا وَهَذَا الثفل يكون منصبغاً مرارياً وعلاجه إسهال الصَّفْرَاء وَفِي الْأَكْثَر لين الْبَطن يكون لضعف الْحَرَارَة فِي الْبَطن.)
سرابيون: وَأما إِذا خرجت الْأَطْعِمَة كهيئتها فَذَلِك يكون لشَيْء كالقلاع فِي الْفَم يكون فِي الأمعاء أَو لِأَن الأخلاط الحريفة انصبت إِلَيْهَا تلذعها وتهيجها وَقد يحدث من برد
(2/385)
ورطوبة فِي الأمعاء وَفِي الْأَكْثَر يحدث من هَذَا والحادث من القلاع فِي الأمعاء يكون مَعَه حسن تلذيع وَأما الْحَادِث من برد الأمعاء ورطوبتها فَإِنَّهُ لَا حس تلذيع مَعهَا الْبَتَّةَ وَإِذا حدث زلق الأمعاء من القلاع فِيهَا فَإِنَّهُ إِن عولجت تِلْكَ البثور حَتَّى تبطل ثمَّ أطعمته القابضة فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن بقيت تِلْكَ البثور آل الْأَمر إِلَى ذوشنطاريا وَإِذا أزمن الَّذِي من برد فِي الأمعاء ورطوبة آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء علاج زلق الأمعاء الَّذِي ببثور بِمَاء الحصرم والريباس والسفرجل المز وأقراص الطباشير وبزر الحماض زَمَانا ثمَّ اسْقِ بعد هَذَا مَاء سويق الشّعير المقلو وَمَاء الجاروش فَإِن طَال بهم الْأَمر فاسقهم دوغ الْبَقر مَعَ طين أرميني وطباشير وَورد وطراثيث وجلنار وَنَحْوهَا نصف رَطْل من الدوغ وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة خَمْسَة دَرَاهِم. وضمد الْبَطن والمراق بأضمدة مبردة قابضة كالجلنار والرامك والسفرجل وَنَحْوهَا وأطعمهم ألف ب عدساً مقشراً أَو سماقاً وَنَحْوهَا ودراجاً مطجنا وبقلة الحماض مطجنة وَلحم الْعجل بخل خمر حاذق وكزبرة يابسة وَاللَّبن المقطر وَهُوَ: أَن يصب على اللَّبن مثله مَاء ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويسقى وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ المَاء الَّذِي يصب عَلَيْهِ مَاء السماق والحصرم وَاجعَل طبيخة بِقطع حَدِيد واسقهم عِنْد النّوم مَاء حصرم وسفرجل وبزر قطونا مقلوة وبزر حماض وطينا وصمغا وطباشير وعلاج هَؤُلَاءِ على الْجُمْلَة فَهُوَ علاج قُرُوح الأمعاء وَأما الَّذِي يحدث عَن كيموس بلغم فعلاجه بالقيء بالفجل والأدوية الملطفة أميروسيا وشجرنايا ومثروديطوس وشراب ريحاني عَتيق وشراب أفسنتين وخنديقون ميبة ممسكة وجوارش خورى وضمد الْمعدة بالسعد والمصطكى والإذخر وقصب الذريرة وَالْعود والسك والجوزبوا والقرنفل والافسنتين معجونة بِمَاء النمام والمرزنجوش والميوسن وغذه ضماد قوي جيد يقوى الْقُوَّة الماسكة فِي الْمعدة: أفسنتين رومى أُوقِيَّة ينقع بشراب عفص لَيْلَة ويخلط مَعَه بِالْغَدَاةِ مَاء أَطْرَاف الآس ورامك تبل فِيهِ خرق كتَّان ويبخر بِعُود طيب ويضمد بِهِ الْمعدة.
وَيكون قد تقدمه هَذَا الضماد فَإِنَّهُ جيد للذرب: خُذ مرا وكندرا ومصطكى وقاقيا وسماقا ولاذنا وصبرا وأفيونا وقشر أصل اليبروج وبزر البنج من كل وَاحِد أَرْبَعَة مطجون قشر الرُّمَّان سماق سك جلنار طراثيث عفص فج ماميثا حضض من كل وَاحِد ثَمَانِيَة تعجن إِذا كَانَت)
حمى بخل وَمَاء أَطْرَاف الآس فالا فبشراب عَتيق قَابض أَو ميوسن ويطلى بِهِ المراق والصلب كُله وَاجعَل الْأَطْعِمَة قابضة بِحَسب ذَلِك كالكعك بِمَاء رمان بِلَا سكر والأسوقة كسويق الغبيراء والنبق والسماقية والرمانية والقيء علاج عَظِيم فِي منع الذرب حدث من نَفسه أَو فصد لَهُ الطَّبِيب.
قَالَ: وَقد يكون ضرب من الإسهال عَن الرَّأْس وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تسيل مِنْهُ فضول كَثِيرَة لذاعة إِلَى الْبَطن فيرطب الْبَطن لذَلِك دَائِما وعلاجه تجفيف الرَّأْس وتعنى أَلا ينصب مِنْهُ إِلَى الْبَطن شَيْء كالحال فِي الاحتراس من السل بتقوية الرَّأْس وإسخانه وجذب الْمَادَّة إِلَى المنخرين قَالَ: وَيحدث إسهال آخر مراري قَلِيلا قَلِيلا
(2/386)
يلْزمه نُقْصَان الْجِسْم وَسَائِر أَعْرَاض الذرب.
وَقَالَ: وَقد يكون من فَسَاد الأغتذاء الثَّالِث فترجع الأغذية الْفَاسِدَة فِي الْعُرُوق إِلَى الْبَطن.
قَالَ: وَلَا يجب أَن يحبس هَذَا الإسهال لِأَنَّك تحبس بذلك الأخلاط الْفَاسِدَة لَكِن يجب أَن يصلح ذَلِك الْفساد والمزاج. لي أنظر إِلَى مَا يخرج أَي خلط هُوَ فنق الْبدن مِنْهُ ثمَّ بدل المزاج لما يبقي وَقد يكون إسهال بأدوار مَعْلُومَة يكون مَعَ مغس يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ يحتبس وتعود الْحَال إِلَى الصِّحَّة عشْرين يَوْمًا أَو أقل أَو أَكثر ثمَّ يعود الْجِسْم إِلَى الإسهال كَذَلِك وَهَذَا يكون من فَسَاد ألف ب الهضم الثَّالِث وَقلة التصاق الأغذية بِالْبدنِ. لي علاجه أَيْضا النّظر فِي لون الْخَارِج وطبعه وقوامه بالاستفراع وتبديل المزاج والرياضة والأغذية وَالتَّدْبِير. وَيكون إسهال آخر يخرج من الْجوف فِيهِ مثل مَا يُؤْكَل فِي الكمية أَو قَرِيبا مِنْهُ إِلَّا أَنه منهضم. وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت الْمعدة بِحَالِهَا الطبيعي والأوعية الَّتِي ينبعث مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد منسدة وينهك الْجِسْم ويهزل وعلاجه تفتيح تِلْكَ السد بأدوية وأغذية. لي هَذَا إسهال كيلوسي وَذكره بعد ذكر ذَلِك فصل.
وَهَاهُنَا إسهال آخر يحس صَاحبه كَانَ أمعاءه وبطنه بَارِدَة وينتفخ بَطْنه وينبعث مِنْهُ مرار مَعَ بلغم مخاطي وَسبب ذَلِك تولد بلغم فِي الأمعاء وَأكْثر علاجه الحقن الَّتِي تجلو وتستفرغ مَا فِي سفوف المخوز: كمون منقع فِي خل كرويا كَذَلِك جلنار حب الآس قرظ طراثيث مقل مكي خرنوب الشوك كزبرة مقلوة يابسة بِالسَّوِيَّةِ الشربة خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر بنج.
من تجارب مُحَمَّد بن خَالِد: يسْقِي ترياقا قدر باقلاة فِي مِقْدَار نصف أُوقِيَّة من مَاء الآس)
الرطب ويقطر عَلَيْهِ نصف دِرْهَم من زَيْت الْإِنْفَاق فَإِنَّهُ يقطع الخلفة فِي أَيَّام يسيرَة.
من كتاب الْهِنْد فِي انطلاق بطن الصَّبِي: يسْقِي دانقا وَنصف دانق من أنفحة الأرنب بِمَاء بَارِد وخاصة إِن كَانَ مقطوما أَو خُذ سويق الينبوت ونانخة وَحب الرُّمَّان ومصطكى.
من كتاب الْفَائِق: إِذا عتق الِاخْتِلَاف أَو كَانَ قَوِيا فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة القوية كالعفص وأقماع الرُّمَّان الصغار جلنار سماق خرنوب الشوك كندر مر صمغ زعفران من كل وَاحِد جزؤ يجبب أَمْثَال الفلفل يسْقِي غدْوَة وَعَشِيَّة.
الْخَامِسَة من مَنَافِع الأضاء: لَيْسَ من أحد تصيبه خلفة من صفراء إِلَّا وجد مس اللذع فِي أمعائه قبل ذَلِك.
هُنَا تمّ السّفر السَّادِس من التجزئة على مَا رتبه صَاحبه أَبُو مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه فِي السَّابِع فِي التسمين والهزال وَعلل الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال.
(2/387)
(وَصلى الله على مُحَمَّد وَآله وَسلم تَسْلِيمًا) (تسمين جملَة الْبدن وتهزيله وَفعل ذَلِك) (بعضو وَاحِد وإتمام مَا يُمكن من الْأَعْضَاء النَّاقِصَة) (كالشفة وطرف الْأنف والقلفة والأصابع الزَّائِدَة) (والملتصقة والناقصة والسحنات الَّتِي تسْتَحب وَتكره) (فِي سنّ سنّ وَالتَّدْبِير الملطف.) الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِذا سخن المزاج ويبس وجف وتوالى قصف الْبدن والرياضة المسرعة وَالتَّدْبِير اللَّطِيف الملطف والأدوية الملطفة والهموم والأرق يَجْعَل يَابسا والإحضار الشَّديد المسرع ينقص اللَّحْم. قَالَ: إِذا أردْت أَن تنقص اللَّحْم فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الملطفة الَّتِي يستعملها قوم لوجع المفاصل وَهِي: بزر السذاب والزراوند المدحرج والقنطوريون والجنطيان والجعدة والبطراس اليون والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن كل وَاحِد من هَذِه يَفِي بترقيق الأخلاط وتلطيف الْبدن فَإِنَّهَا تستفرغ الْجِسْم بالتحلل الْخَفي وبالبول وَالْملح الْمُتَّخذ بالأفاعي. قَالَ: قد عَالَجت أُنَاسًا كَانَت أبدانهم قد غلظت غَايَة الغلظ بالمعجون الَّذِي يسقى لوجع المفاصل وبملح الأفاعي وَسَائِر التَّدْبِير والإحضار الشَّديد بعد الدَّلْك حَتَّى يحمر بخرق خشنة ثمَّ بالدهن الَّذِي)
فِيهِ أدوية تحلل فَإِن الدَّلْك مَعهَا يحلل لَا تنَال الْبدن مِنْهُ آفَة قَالَ وَكنت أُعِيد عَلَيْهِ التمريخ بعد الْإِحْضَار بِهَذَا الدّهن الَّذِي طبخ فِيهِ أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمى والجنطيان والزراوند ونبات الجوشير والقنطوريون كلهَا أَو بَعْضهَا وَفِي الشتَاء يَنْبَغِي أَن تمرخ بِهَذِهِ المروخات الَّتِي وصفناها بعد الاستحمام وَلَا يجب أَن يطعم سَاعَة يستحم لَكِن يتْرك حَتَّى يتم نَومه إِن أحب ذَلِك ويعاود الْحمام قبل الطَّعَام وَليكن مَاؤُهَا محللا وَإِن قدرت على حمة فحمه فِيهَا وَإِلَّا فأعد لَهُ مَا يشبه الْحمة بِأَن يطْرَح فِي المَاء بورق أَو ملح ودعه تحرقه الشَّمْس أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِن هَذَا نَافِع لمن لَحْمه إِذا سبح فِيهِ نَهَاره أجمع. لي احْفِرْ حُفْرَة عَظِيمَة واطرح فِيهَا ماءا واطرح فِيهَا أَو قارا من ملح مر واتركها حَتَّى تحرقها الشَّمْس وَهُوَ مَا تُرِيدُ. قَالَ: وَيجب أَن يتَقَدَّم بِأَنَّهُ يستحم أَحْيَانًا والحمى جَيِّدَة لَهُ فَإِذا حم فسكن حماه ثمَّ عد فِي العلاج وَلَا تطلق لَهُم الشَّرَاب الحلو الغليظ واعطهم المائي الرَّقِيق.
قَالَ ج: ألف ب هَاهُنَا اللَّحْم الَّذِي يَنْبَغِي أَن ينقص هُوَ أَن صَاحبه فِي حد لَا يقدر أَن يمشي
(2/388)
وَلَا يقدر أَن يستنجي 3 (إسمان المهزول) قَالَ: اِسْقِهِمْ الشَّرَاب الغليظ وَالطَّعَام المولد للدم الغليظ ورضهم رياضة بطيئة وادلكهم دلكا معتدلاً وَافْعل بالضد مِمَّا فعلت واطلهم بالزفت كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَإِنَّهُ نَافِع من تزيد اللَّحْم. 3 (تسمين عُضْو وَاحِد) قَالَ: وَمَتى عرص الهزال فِي عُضْو وَاحِد فاطل ذَلِك الْعُضْو بالزفت فَإِنَّهُ يبلغ مَا تُرِيدُ فِي تزيد اللَّحْم وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يحدث دَمًا كثيرا فِي الْعُضْو وَلذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل كثيرا وَلَا يدمن فِي الْأَبدَان العليلة وَفِي الصَّحِيحَة أَيْضا لَا يكثر لَكِن حَسبنَا من اسْتِعْمَاله فِي الشتَاء مرَّتَيْنِ وَفِي الصَّيف مرّة. لي يَعْنِي فِي الْيَوْم الَّذِي يسْتَعْمل فِيهِ. قَالَ والنخاسون إِذا أَرَادوا أَن يزِيدُوا فِي عُضْو لذعوه بِالضَّرْبِ بقضيب مستو أملس مدهون ثمَّ يطلونه بِهَذَا الدَّوَاء.
قَالَ: ويدهن الْقَضِيب بدهن يسير وَيكون حرزانا أملس وَيضْرب إِلَى أَن يحمر وينتفخ انتفاخا معتدلاً وَلَا يُجَاوز ثمَّ يوضع عَلَيْهِ الزفت وكل عُضْو تُرِيدُ أَن تزيد فِي لَحْمه فادلكه وصب عَلَيْهِ ماءاً حاراً وَإِذا وجدته قد انتفخ فَأمْسك وَلَا تحلل فَإنَّك تُرِيدُ النَّفْع فتضر وعَلى هَذَا النَّحْو رَأَيْت رجلا من النخاسين قد وَقع إِلَيْهِ غُلَام نَاقص الإليتين فَزَاد فِي إليتيه فِي زمن يسير وَذَلِكَ أَنه كَانَ يلذعهما بِالضَّرْبِ المعتدل فِي يَوْم وَيَوْم لَا. وَيسْتَعْمل بالزفت بِمِقْدَار المعتدل.
نحافة الْبدن فَأَما من كَانَ بدنه قد قضف ونحف فَإِنَّهُ ينْتَفع بالحمام بعد الطَّعَام وكما أَنه من اسْتعْمل الْأَشْيَاء الملطفة لَيْسَ يَأْمَن أَن يحم مَتى أفرطت على بدنه الْحَرَارَة وَكَذَلِكَ من استحم بعد الطَّعَام لَا يَأْمَن أَن تعرض لَهُ سدة كبده فِي وخاصة إِذا كَانَ نوع الطَّعَام غليظاً وتتولد أَيْضا حَصَاة فِي كلاه وَلِأَن لَيْسَ جَمِيع النَّاس كلاهم ضيقَة الْبُطُون وَلَا أكبادهم ضيقَة المجاري فَلذَلِك لَا يتَوَلَّد هَذَا فِي جَمِيع النَّاس وَلَيْسَ لنا عَلامَة تفرق بَين هَؤُلَاءِ وَلَكِن يجب لَك أَن تسْأَل الرجل هَل يجد مس الثّقل فِي جَانِبه الْأَيْمن أَو فِي قطنه فَإِن ذكر ذَلِك فِي وَقت مَا فأطعمه على الْمَكَان كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَافْعل ذَلِك حَتَّى يذهب مَا وجد من الثّقل.
الْأَعْضَاء الَّتِي لَا تغتذي إِلَّا بكد فَأَما الْأَعْضَاء الَّتِي لَا تغتذي إِلَّا بكد وَقد بردت بردا شَدِيدا فَأَنِّي اسْتعْمل فِي علاجها التلين فَمرَّة أطله بِعَسَل وَمرَّة مَعَ قيروطى فَإِن هَذَا أَيْضا إِذا وضع على الْأَعْضَاء جذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا. قَالَ: وَأما الْجلد مَتى كَانَ أقل من الْمِقْدَار الطبيعي فَإِنِّي أكتفي فِي تزيده بالدلك ألف ب وَحده.
فِي القلقة النَّاقِصَة قَالَ اتخذ قالبا من رصاص القمة الكمرة وَمد القلقة عَلَيْهِ وَشد عَلَيْهِ بسير لين حَتَّى يطول وَيثبت وَإِن كَانَ مُتَّصِلا سلخ أَولا ثمَّ أَدخل فِيهِ القالب.
الشّفة وَالْأنف ناقصان قَالَ: هَذَا يكون لِأَن هُنَاكَ لَحْمًا غليظاً صلبا كثير الْمِقْدَار يرفع الْجلد فَيرى جملَة الْعُضْو قَصِيرا وَيكون فِي الشّفة وَالْأُذن وَالْأنف. قَالَ: قشر الْوسط واكشط الْجلد فِي الْجَانِبَيْنِ واقطع اللَّحْم الَّذِي فِي الْوسط الَّذِي عَنهُ كشطنا مَا قد صلب مِنْهُ
(2/389)
وارم بِهِ ثمَّ خطّ الْجلد من غير أَن يكون يَتَقَلَّص مِنْهُ شَيْء ويلحمه فَيكون الْعُضْو يرجع إِلَى طوله لذهاب ذَلِك المفلص لَهُ من وسط الْجلد. لي الساهون يقطعون هَذَا خلافًا وفعلهم فِي ذَلِك خطأ وَذَلِكَ أَنهم يقطعون قِطْعَة من الْجلد وَاللَّحم مَعًا ثمَّ يجمعُونَ طرفِي الْجلد ويخيطونه فتجيء الشّفة أَصْغَر مِمَّا كَانَت فَأَما هَذَا فَإِنَّهُ يشق الْجلد ويكشطه عَن الشّفة وَيقطع اللَّحْم الَّذِي عَنهُ كشط الْجلد مَا كَانَ مِنْهُ صلبا وَذَلِكَ اللَّحْم هُوَ الَّذِي كَانَ يمدده الْجلد فيقصر ثمَّ يخيط طرفِي الْجلد فَإِذا برِئ كَانَ طَويلا رَقِيقا لِأَنَّهُ ينْبت فِيهِ لحم رطب لَا يكون لَهُ غلظ وَلَا صلابة.
الأولى من الْخَامِسَة: الدَّلْك بالغدوات وَعند الْقيام من النّوم يُنَبه الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الْأَعْضَاء ويجذب إِلَيْهَا الْغذَاء ويخصبها وَقد أخصبت بِهِ كثيرا من المهزولين فليدلكوا بالدهن اسْتَعِنْ بِهِ فِي اسْتِعْمَال الْأَعْضَاء النَّاقِصَة بِبَاب الرياضة وبآخر الْمقَالة. 3 (الْخَامِسَة) 3 (تَدْبِير الأصحاء) قَالَ: قد يكون القضافة فِي بعض النَّاس من أجل رداءة المزاج إِذا غلبت اليبوسة لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء أَو لضعف الْقُوَّة المغذية أَو لَهما جَمِيعًا وَجَمِيع هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ باللطوخ الزفتى لِأَنَّهُ يعين على وُصُول الطَّعَام فِي الأغتذاء وَقد عبل كثير بِهَذَا الطلاء وخاصة مَتى كَانَت الْقُوَّة المؤدية للغذاء ضَعِيفَة وَالْقُوَّة المغذية غير ضَعِيفَة بل إِنَّمَا يمْنَعهَا من جودة الْغذَاء قلَّة الْمَادَّة الملائمة)
وَذَلِكَ يكون من أجل قلَّة الْغذَاء الَّذِي يصل إِلَى الأوراد وَلِأَن نَاسا يهربون من هَذَا اللطوخ الزفتى من أجل علل كَثِيرَة مِنْهَا أَنهم يتعنتون فاحتل بحيل أخر كَثِيرَة على أَن سَائِر الْأَدْوِيَة لَا تقوم مقَام اللطوخ الزفتى فِي النَّفْع وَالْقُوَّة فادلك فِي هَؤُلَاءِ الْبدن بمناديل دلكا متوسطاً بَين الصلابة واللين حَتَّى يحمر الْجلد ثمَّ صلبه وكتفه بعد ذَلِك وَأمره بِاسْتِعْمَال الرياضة باعتدال ويستحم باعتدال وَلَا يطلّ الْمكْث فِي الْحمام وامسح بدنه بمنديل كَمَا يفعل فِي الدَّلْك باعتدال وَلَا يُطِيل الْمكْث فِي الْحمام وامسح بدنه بمنديل كَمَا يفعل فِي الدَّلْك الْيَابِس ثمَّ امزجه بدهن قَلِيل ثمَّ غذه وللغرض فِي جَمِيع هَذَا أَن يجتذب دَمًا جيدا إِلَى اللَّحْم وقو الْقُوَّة بسخونة. وَلَا تحلل لِأَن التَّحْلِيل يهزل الْأَبدَان وامنع مَا صَار إِلَى الْأَعْضَاء من التَّحَلُّل ألف ب بالدلك والمرخ بالدهن لِأَن المرخ بالدهن يسد المسام وَإِن كَانَت السن مواتية فَإِن الْجِسْم الَّذِي هَذِه حَاله ينْتَفع بِالْمَاءِ الْبَارِد نفعا عَظِيما فَأَما الْأَبدَان الَّتِي قد أفرط عَلَيْهَا الضخم فافعل بهَا خلاف ذَلِك أَن تقل الْغذَاء وتلطفه وتزيد فِي تَحْلِيل الْجِسْم وتقوى الْقُوَّة الدافعة بِكَثْرَة إسهال الْبَطن حَتَّى تعتاد آلَات الْغذَاء أَن تسرع فِي دفع مَا هُوَ محتقن فِيهَا إِلَى أَسْفَل وَأما تحلل الْجِسْم فَإِنَّهُ يقوى وَيزِيد بالرياضة المسرعة كالإحضار والإكثار من الدَّلْك والتمريخ بعد ذَلِك بدهن مُحَلل وَليكن الدَّلْك لينًا مرخياً وَقد أهزلت أَن رجلا فِي زمن يسير بالإحضار السَّرِيع وَكنت أَمسَح بدنه من الْعرق بمنديل كثير الخشونة ثمَّ أتبع ذَلِك بِكَثْرَة الدَّلْك بدهن يحلل وَهِي الأدهان المذهبة للاعياء وَبعد هَذَا الدَّلْك كنت أحمه وَلَا أطْعمهُ فِي عقب الْحمام شَيْئا وَكنت آمره أَن ينَام إِن شَاءَ وَأَن يعْمل مَا شَاءَ قَلِيلا ثمَّ أُعِيد استحمامه ثمَّ أطْعمهُ طَعَاما يسير الْغذَاء كثير الكمية كي تشبعه الكمية وَيكون مَا يصل من الْغذَاء قَلِيلا.
(2/390)
الثَّانِيَة من قاطيطرون: الهزال الَّذِي يعرض لبَعض الْأَعْضَاء يكون بِسُكُون مِنْهُ طَوِيل الْمدَّة أَو لرباطه عِنْد الْكسر لِأَن السّكُون تضعف قُوَّة الْأَعْضَاء الَّتِي تسكن والرباط يعصر الدَّم ويدفعه عَن الْعُضْو فَيجب أَن يعالج بالضد فتقوى قُوَّة الْعُضْو ويجذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا وَقُوَّة الْعُضْو تقوى بالدلك المعتدل فِي الكمية والكيفية وَالْحَرَكَة الْمُوَافقَة وَالدَّم ينجذب إِلَيْهِ برباط على مَا وصف أبقراط وبصب المَاء الْحَار عَلَيْهِ بِقدر معتدل وبتحريكة ودلكه فَإِن الدَّلْك والتحريك مَعَ تقويتهما الْقُوَّة يجذبان الدَّم وَيجب أَلا يكون كل وَاحِد من هَذِه قَلِيلا فَلَا يُؤثر وَلَا كثيرا فَيحل معتدلاً وَيصب المَاء مادام يحمر لَونه وينتفخ وَيصير من الْحمرَة فِي غَايَة.)
والأعضاء المنهوكة تحمر بطيئاً فَلَا يطْلب مِنْهُ فِي الْيَوْم الأول ذَلِك وغرضنا فِي ذَلِك كُله أَن نجعله بِمِقْدَار مَا يحمر لون الْعُضْو وَفِي هَذَا الْوَقْت أَيْضا يصير جرمه أَشد انتفاخاً فَإِن زِدْته على هَذَا ضمن انتفاخه وَذَهَبت حمرته.
قَالَ: ويستدل على سرعَة إنْجَاح العلاج فِي عُضْو مهزول وبطئه بسهولة احمراره وانتفاخه وبالضد وَأما الْموضع الَّذِي يعسر فِيهِ ذَلِك فَيحْتَاج أَن يدلك بِبَعْض الْأَدْوِيَة المسخنة السيالة لي إخلاط هَذَا الدَّوَاء من كتاب أريباسبيس الْأَوْسَط وصنعته البسيطة الَّتِي تسْتَعْمل لهَذِهِ الْعلَّة: زفت زَيْت يعْقد حَتَّى يصير لطوخا وَيُوضَع على الْمَوَاضِع وَهُوَ حَار ثمَّ يكشط عَنهُ إِذا برد واستقص النّظر فِي اسْتِعْمَاله وترده إِلَى هُنَا. قَالَ: وَيسْتَعْمل دَوَاء الزفت على نَحْو هَذِه الْأَغْرَاض فَإِن رَأَيْته قد جعل الْعُضْو فِي أول مَا تستعمله ألف ب حسن الْحمرَة والانتفاخ فاقطعه على الْمَكَان وَإِن لم تَرَ ذَلِك فاطله ثَانِيَة وثالثة وَفِي بعض النَّاس يطلى كل يَوْم وَفِي بَعضهم يَوْمًا وَيَوْما لَا أَو يَوْمًا ويومين لَا بِحَسب ماترى الْموضع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ.
قَالَ ج: فَهَذَا علاج فِي مداواة الهزال الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء وَلَا أحتاج مَعَه إِلَى ربطة إِلَّا فِي الندرة فَإِن احتجت فِي وَقت وربطته على مَا وصف أبقراط وَهُوَ: الرِّبَاط الْمُخَالف وَإِنَّمَا سمى مُخَالفا لِأَنَّهُ مُخَالفا لرباط الْكسر وَالْفَسْخ والرض لَا تُوضَع الْخرق أَولا على مَوضِع الْعلَّة بل على الْموضع السَّلِيم ويشد ويرخى مَتى جَاءَ نَحْو الْموضع العليل فَإِذا بلغ نَفسه جَعَلْنَاهُ أرْخى حَتَّى لَا يكون مَعَه غمز وَلَا شدَّة الْبَتَّةَ وَلَو قل هَذَا فِي الشتَاء فَإِنَّمَا آمُر باللفات على الْموضع العليل فِي الشتَاء لتدفيء وتسخن فَأَما فِي الصَّيف فَأنى لَا أبلغ بلف العصائب إِلَيْهِ بل أعصر الدَّم بالرباط إِلَيْهِ من فَوق كثيرا وَمن أَسْفَل أربطة قَلِيلا بِقدر مَا لَا تدع الدَّم الَّذِي جلبته إِلَيْهِ أَن يتفرق عَنهُ فَأَما مَوضِع الْعلَّة فَلَا ألف عَلَيْهِ شَيْئا مَخَافَة أَن يسخنه فيحلل مَا فِيهِ من الدَّم.
فَأَما إِذا كَانَت الْيَد أَو الرجل قد قضفت ودقت بأجمعها فَإِنِّي أربط الْيَد أَو الرجل الَّتِي بحذائها وَأَجْعَل شدّ الرِّبَاط من أَسْفَل وأرتقي إِلَى فَوق
(2/391)
وأبلغ فِي الرجل إِلَى الأرية وَفِي الْيَد إِلَى الْإِبِط والكتف لِأَن الْعُرُوق المنقسمة من الْعرق الْأَعْظَم الَّذِي يَجِيء من الرجل مِنْهَا يَنْقَسِم فِي أسافل الْجِسْم عِنْد عظم الْعَجز أقساماً بِحَال وَاحِدَة يصير إِلَى كل وَاحِد من الرجلَيْن قسم ليغذوها وَأما الَّتِي فِي أعالي الْجِسْم فينقسم عِنْد الترقوة أقساماً تصير إِلَى الْيَدَيْنِ على مِثَال وَاحِد تغذوها فَمَتَى منع وَحصر الدَّم الَّذِي إِلَى الْيَد وَالرجل الْوَاحِدَة أَن يجْرِي إِلَيْهَا ثمَّ يجْرِي فِي)
الْعرق القسيم لَهُ إِلَى الْأُخْرَى وَلذَلِك يجب أَن يكون الرِّبَاط الَّذِي يرْبط بِهِ الصَّحِيحَة غير شَدِيد لَكِن بِقدر مَا لَا يؤلم وَلَا يرجع فَأَما العليلة فَإِذا كَانَ الْهَوَاء بَارِدًا فليعط شَيْئا يدفئها وَإِذا لم يكن بَارِدًا فأنفع شَيْء للعضو أَن يكون مكشوفاً وَأَن يدلك دَائِما وَيكون الدَّلْك أَولا بالمنديل ثمَّ بعد ذَلِك بأدوية كَثِيرَة الْحَرَارَة مَتى كَانَ عسر الْقبُول للسخونة وَأما إِن كَانَ سريع الْقبُول للسخونة فحسبك أَن تدلكه بزيد قد خلط فِيهِ شمع حَار جدا بِقدر مَا يغلظه قَلِيلا وَلَا يجْرِي سَرِيعا فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ أبقى وَأَقل تحليلاً وَلَا يجْرِي سَرِيعا وسل العليل هَل يحس بالحرارة فِي الْعُضْو قَائِمَة بعد أم يحسها قد سكنت.
فَإِذا سكنت فَذَلِك الْوَقْت يحْتَاج أَن يعاود بالعلاج وَهَذِه أَرْبَعَة أَصْنَاف: الدَّلْك بالمنديل فَإِن كَانَ الْعُضْو الَّذِي تعالجه قد برد برودة شَدِيدَة فَاجْعَلْ دَوَاء الزفت غير الْبَسِيط وَهُوَ الَّذِي يَقع فِيهِ مَعَ الزفت وَالزَّيْت القفر الْيَهُودِيّ وَشَيْء من الكبريت والعاقر قرحا وَأَنا من هَذَا العلاج على غَايَة الثِّقَة لِأَنِّي قد أبرأت خلقا كثيرا هزلت ألف ب أعضاؤهم بِهَذَا العلاج وَاعْلَم أَن الْعُضْو فِي هَذِه الْحَالة لَا يَكْفِيهِ من الدَّم الْمِقْدَار الَّذِي كَانَ يجْرِي إِلَيْهِ فِي حَال الصِّحَّة لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يتغذى بغذاء أَكثر وَلِأَنَّهُ يتَحَلَّل مِنْهُ السخونية أَيْضا أَكثر فَلذَلِك هَذَا العلاج يجذب إِلَيْهِ دَمًا كثيرا أَكثر من حَال الصِّحَّة وَهُوَ الَّذِي ذكرت مَعَ الرِّبَاط إِذا احتجت إِلَيْهِ.
قَالَ: وَالْحمام لَعَلَّه كَانَ على حَال عهد أبقراط عَزِيزًا فَلذَلِك لم يَأْمر بنطل المَاء الْحَار فَأَما أَنا فَإِنِّي أسْتَعْمل المَاء الْحَار بِوَضْع الْعُضْو فِيهِ فِي الآبرن.
قَالَ: فَبِهَذَا الطَّرِيق قد دبرت أَنا أَيْضا أعضاءاً كَثِيرَة من النَّاس كَانَت قد دقَّتْ وهزلت من الرِّبَاط والسكون الطَّوِيل الْمدَّة فرددتها إِلَى معاودة الأغتذاء والتزيد وَأما رِبَاط الْكسر وَهُوَ الَّذِي يعصر الْعِظَام ويدفعه عَن الْعُضْو فَإِنَّهُ يهزل وَأما الرِّبَاط الْمُخَالف وَهُوَ المسمن فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ من الْموضع الصَّحِيح من فَوق من بعد من الْموضع الَّذِي قد قضف بغمر شَدِيد ثمَّ لَا يزَال يسلس حَتَّى ينتهى عِنْد الْموضع القضيف.
قَالَ: والحمات الكبريتية والقفرية فَإِنَّهَا تجذب إِلَى الْعُضْو دَمًا وَنحن نطلى على الْعُضْو بَدَلا مِنْهَا زيتاً. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي الساعد أَو السَّاق فحسبك أَن تبتدئ من الأربية بالرباط أَو من الْإِبِط إِن كَانَت الْعلَّة فِي الْفَخْذ أَو فِي الْعَضُد فَاجْعَلْ الرِّبَاط من أَسْفَل وارتق إِلَى الأربية وَإِلَى الْإِبِط فَإِن عرضت هَذِه الْعلَّة فِي وَقت مَا فِي الساعد والساق وَكَانَ قَوِيا شَدِيدا فَالْأولى أَن)
يشد الرجل الْمُقَابلَة وَالْيَد وتشد من العليلة أَيْضا مَا فَوق مَوضِع الْعلَّة كي مَا يتعطل وَلَا يتغذى وَلَا الَّتِي تشد يَضرهَا ذَلِك إِلَّا أَنه يحْتَمل ذَلِك حَتَّى يبلغ مَا تزيد من الْعُضْو الآخر ثمَّ
(2/392)
يعود إِلَيْهَا أَيْضا فيصلحها وَلَا يجب أَن يبلغ الرِّبَاط مبلغا يُؤْذِي حَتَّى أَنه يخضر أَو يسود فَإِن ذَلِك هَلَاك الْعُضْو وَمَوته الْبَتَّةَ فاحذر مَا قرب من هَذَا الْفِعْل وتحريك الْعُضْو المنهوك حَتَّى يسخن والدلك يجذب إِلَيْهِ دَمًا كثيرا. قَالَ: وَقد أَتَى هَذَا الْكَلَام على علاج الْأَعْضَاء المنهوكة بالتمام والكمال. لي وَإِذا عظمت إِحْدَى الرجلَيْن كالحال فِي أبي جَعْفَر فافصد من الْمُقَابل وَاسْتعْمل الاستفراغ بالقيء واطل هَذِه بالمقوية وَالْأُخْرَى بالمرخية وقلل الْغذَاء وَاسْتعْمل الدَّلْك والرباط.
الثَّانِيَة من الأخلاط: من قضف بدنه بِسَبَب ضعف الْحَرَارَة الغريزية الَّتِي فِيهِ فَإِن إثارة الْغَضَب والغيظ تَنْفَعهُ وَكَذَلِكَ الْأَشْيَاء الَّتِي تسر النَّفس وتبسط الْحَرَارَة الغريزية إِلَى ظَاهر الْجِسْم وَاللَّذَّات وَنَحْوهَا يبسط الْحَرَارَة وينشرها فَإِنَّهُ يجود نُفُوذ الْغذَاء وجودة الهضم والاغتذاء. 3 (المرخ اللين يسمن الْجِسْم جدا) وَكَذَلِكَ الحركات اللينة الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: إِذا كَانَ العصب ضَعِيفا وَالرحم عليلاً فَاسْتعْمل بدل السكنجبين فِي التَّدْبِير الملطف شَيْئا آخر لِأَن الْخلّ حِينَئِذٍ يضر.
الأولى من الفضول: بُلُوغ الْجِسْم غَايَة مَا يُمكن من ألف ب الخصب خطر وَذَلِكَ أَنه يجب أَن تكون فِي الْعُرُوق سَعَة لما يُرِيد لِأَن الطبيعة إِنَّمَا تحيل الْغذَاء وتنفذه إِذا كَانَت فِي الْعُرُوق سَعَة: فَإِذا كَانَت الْعُرُوق قد بلغت النِّهَايَة من الامتلاء خيف الْمَوْت الْفجأَة لانطفاء الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا تعدم التروح فَلذَلِك يجب أَن تحتال فِي نقص الْبدن إِذا بلغ هَذَا الْحَد وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن من بلغ هَذِه الْغَايَة من الخصب أَن يسْتَقرّ على حَالَته لَا بُد أَن تتصدع مِنْهُم الْعُرُوق أَو تنطفئ حرارتهم الغريزية فيموتوا فَجْأَة فَلذَلِك يجب أَن تنقص أبدانهم ليصير للغذاء فِيهَا مَوضِع وَإِلَّا خيف موت الْفجأَة وانشقاق بعض الْعُرُوق وَقد عرض لخلق من أَصْحَاب الصداع أَن مَاتُوا فَجْأَة لما لم تكن فِي عروقهم مُحْتَمل للزِّيَادَة وَأما الخصب الَّذِي لَا يبلغ الْغَايَة القصوى فَلَيْسَ بمخوف لِأَن الْعُرُوق فِيهَا متسعة. قَالَ: وكما أَن الاستفراغ الْكثير دفْعَة وَاحِدَة خطر كَذَلِك الأولى من الْفُصُول: التَّدْبِير الملطف أعظم خطراً فِي أَكثر الْأَحْوَال من غَيره لِأَن التَّدْبِير اللَّطِيف قد عود الْقُوَّة كَثْرَة الْخَطَأ وأوهنها.)
الثَّانِيَة: الْأَبدَان الَّتِي تهزل فِي زمَان قصير يجب أَن تُعَاد إِلَى خصبها بالتغذية سَرِيعا وَالَّتِي تهزل فِي زمن طَوِيل فَلْتردَّ إِلَى الخصب فِي زمن طَوِيل لِأَن الْأَبدَان الَّتِي قد هزلت فِي زمن قصير إِنَّمَا حدث لَهَا من استفراغ الرطوبات لَا من ذوبان الْأَعْضَاء الجامدة فَأَما الْأَبدَان الَّتِي نهكت فِي زمن طَوِيل فقد ذاب مِنْهَا اللَّحْم ونهكت مِنْهَا سَائِر الْأَعْضَاء الَّتِي بهَا يكون
(2/393)
الاغتذاء والهضم وتولد الدَّم فَصَارَت لذَلِك لَا تقدر أَن تنضج الْغذَاء بالمقدار الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الْبدن وَلذَلِك يجب أَن يعْطى الْغذَاء قَلِيلا قَلِيلا لتقوى عَلَيْهِ فَأَما تِلْكَ الْحَالة الَّتِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فِيهَا بَاقِيَة على حَالهَا فَإِنَّهُ يُمكن أَن يعْطى الْغذَاء بِمرَّة كثيرا لِأَن قُوَّة الْأَعْضَاء الهاضمة بَاقِيَة. لي الأغذية الرطية القوام أسْرع الأغذية تَغْلِيظًا للبدن وَلذَلِك صَار الشَّرَاب الْأَحْمَر الغليظ أَكثر الأنبذة غذاءا ويملأ الْأَبدَان الَّتِي قد استفرغت واحتاجت إِلَى الزِّيَادَة أسْرع لِأَن الهضم إِنَّمَا يتم بالحرارة والرطوبة فَإِذا كَانَ الْغذَاء سيالاً رَقِيقا حاراً سهل على الطبيعة إحالته وَقَلبه سَرِيعا وَلم يكن فِيهِ مَعَ ذَلِك كَبِير فعل لكنه يغذو أَكْثَره كَمَاء اللَّحْم وَالشرَاب الغليظ والحساء الْمُتَّخذ من لب الْحِنْطَة والأرز وَاللَّبن وَنَحْوه والأغذية السريعة الاستحالة اللطيفة هِيَ أسْرع إغذاء الْبدن لِأَنَّهَا أسْرع تحللاً مِنْهُ أَيْضا وَلذَلِك لَيْسَ اللَّحْم الْمُتَوَلد فِيهَا بباق كَاللَّحْمِ الْمُتَوَلد من الْعِنَب والأغذية الصلبة كلحم الْخِنْزِير لَا يزِيد بِسُرْعَة لَكِن مَا يزِيد مِنْهَا بَاقٍ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فالأجود أَن نلطف قوام الأغذية القوية فَنَجْعَل الْحُبُوب أحساءاً واللحوم مياهاً وَنَحْو ألف ب ذَلِك مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهَا ليسرع الاستحالة وَالْمَوْت إِلَى أَصْحَاب الْأَجْسَام العليلة الضخمة أسْرع مِنْهُ إِلَى الْأَبدَان القضيفة على الْأَمر الْأَكْثَر. ج: من كَانَ ضخم الْجِسْم مُنْذُ أول عمره فالموت أسْرع إِلَيْهِ من المهزول فِي الْأَكْثَر وَأفضل الْأَشْيَاء أَن يكون للبدن حسن السحنة لَا غليظا وَلَا مهزولا فَإِن هَذَا يُمكن يبلغ من الشيخوخة غايتها وَإِن كَانَ مجاوزا للاعتدال فافراطه فِي الهزال خير من إفراطه فِي السّمن وَذَلِكَ أَن الْجِسْم الغليظ ضيق الْعُرُوق وَلذَلِك الرّوح وَالدَّم فِيهِ قليلان فَإِذا تمادت بِهِ السن طفئت الْحَرَارَة الغزيرة من أدنى سَبَب فَمَاتَ فَجْأَة.
وَأما المهزول فَلَا تخفف عَلَيْهِ ذَلِك إِلَّا أَنه رُبمَا بردت أعضاؤه الرئيسة لِأَنَّهُ لَيْسَ شَيْء يَسْتُرهَا من برد الْهَوَاء.
وَأما من كَانَت سحنته بالطبع معتدلة فِي الأول من عمره ثمَّ غلظ غلظاً كثيرا بالستعمال الخفص)
والدعة فَإِن بدنه وَإِن كَانَ غليظاً فعروقه وَاسِعَة وَمَا فِيهِ من الدَّم وَالروح كثير وَلذَلِك سرعَة قَالَ وَعظم الْجِسْم فِي الشبيبة لَا يكره بل يسْتَحبّ إِلَّا أَنه عِنْد الشيخوخة يثقل ويعسر وَيكون أردى من الْجِسْم الَّذِي هُوَ أنحف فسره جالينوس على الْجِسْم الطَّوِيل وَالَّذِي أَحسب أَنه السمين فَإِن جالينوس قَالَ: إِن الْبدن الغليظ وَهُوَ الْكثير الْعرض والعمق أَجود فِي الشيخوخة من الْبدن اللَّطِيف وَلَيْسَ بدن هُوَ بِهَذِهِ الْحَالة من الموصوفة إِلَّا الطَّوِيل زعم.
الرَّابِعَة من الْفُصُول: الرَّاحَة ترطب الْأَبدَان كَمَا أَن الرياضة تجففها والأغذية إِنَّمَا تسمن وترطب الْبدن مِنْهَا الحلوة والدسمة والتفهة وَأما غير ذَلِك فَلَا لِأَنَّهَا دوائية.
السَّابِعَة من الْفُصُول. قَالَ: الْجُوع يجفف الْجِسْم وَهُوَ الَّذِي يُبرئ الْأَمْرَاض الرّطبَة ويجفف لحم الْجِسْم لِأَن الْجِسْم يتَحَلَّل دَائِما فَإِذا لم يخلف بَدَلا مِمَّا تحلل جفف جفوفاً قَوِيا.
(2/394)
الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: الْبدن الْكثير الأخلاط العبل جدا فِي الْجُمْلَة أَكثر استعداد للأمراض من الْبدن الْقَلِيل الأخلاط إِلَّا أَن الْبدن المفرط فِي قلَّة الأخلاط وخاصة الْبدن المنهوك جدا يسْرع إِلَيْهِ التأذى بِالْحرِّ وَالْبرد ويعرض لَهُ الإعياء بِسُرْعَة ويسرع إِلَيْهِ الْأَذَى من جَمِيع الْأَسْبَاب الخارجية ويسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض من السهر وَالْغَم والهم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من كَانَ عبلاً سميناً. قَالَ: من تُرِيدُ أَن تهزله فَرْضه قبل الطَّعَام وَلَا تطعمه إِلَّا مرّة قَلِيلا وليتم على شَيْء صلب لِأَنَّهُ يجمع الْجِسْم ويصلبه وَلَا يدع اللَّحْم يكثر وَيمْنَع النشئ وليرتض وَهُوَ فَأَما من أردْت تسمينه فبالضد وَأدْخلهُ الْحمام دخلات فِي الْيَوْم ولتدخله دخلة بعد الطَّعَام ألف ب ورضه رياضة بطيئة ولينم على شَيْء وطيء وَلَا يكْشف بدنه للهواء وَلَا يتعب وَلَا يَصُوم.
قَالَ: الْأَبدَان المتخلخلة اللَّحْم لَا تبلغ إِلَى الخصب الَّذِي فِي الْغَايَة بسهولة فَلذَلِك يبْقى لَهَا خصبها مُدَّة طَوِيلَة وَأما الَّتِي تبلغ إِلَى الخصب الَّتِي فِي الْغَايَة فأبدان أَصْحَاب الرياضة فَإِن ذَلِك الخصب لَا يَنْبَغِي لَهَا زَمَانا طَويلا لِأَن الْأَبدَان إِذا كَانَ خصبها فِي الْغَايَة لم يكن بُد أَن تنْتَقل حَاله سَرِيعا.
بولس: الَّذين يتعبون وتخصب أبدانهم فِي الْغَايَة كخصب أبدان أَصْحَاب الصداع هم خارجون عَن الصِّحَّة الْوَثِيقَة لِأَن هَذَا الخصب يكسيهم أَن تَنْقَطِع قوتهم بَغْتَة وَبَعْضهمْ يذهب حسه وحركته وَيبقى مفلوجاً من أجل أَن الغلظ الْخَارِج عَن الطَّبْع والامتلاء الْحَادِث فِي الْجِسْم يطفئان الْحَرَارَة الغريزية ويشدان مجْرى الرّوح وسالكه وَأَقل مَا يصيبهم أَن تنخرق عروقهم وتعفن. قَالَ:)
وَأما الخصب الآخر وَهُوَ أَن يخشن اللَّحْم وَيجب أَن يحرص الْإِنْسَان على اقتنائه لِأَنَّهُ تكون الصِّحَّة أوثق. لي تكون الصِّحَّة بِهِ أوثق لِكَثْرَة الْحَرَارَة الغريزية وجودة الهضم وَيكون مَعَ ذَلِك أبعد من السخونة.
من التَّدْبِير الملطف قَالَ جالينوس: إِن أَكثر الْأَمْرَاض المزمنة تحْتَاج إِلَى التَّدْبِير الملطف وَكَثِيرًا مَا يسْتَغْنى بِهِ وَحده عَن جَمِيع العلاج.
والأجود فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الَّتِي يُمكن أَن يتم برؤها بِالتَّدْبِيرِ الملطف أَلا تعالج بِشَيْء من الْأَدْوِيَة فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما كثيرا مِمَّن بهم وجع الكلى والمفاصل برؤا بِالتَّدْبِيرِ الملطف برءاً تَاما حَتَّى أَنه لم تعد عَلَيْهِم علتهم وَبَعْضهمْ خفت عَلَيْهِ غَايَة الخفة وَرَأَيْت قوما كثيرا كَانَ يتعاهدهم الربو بلغ من انتفاعهم بِهِ إِن سكن عَنْهُم الربو سكوناً تَاما أَو خفه خفَّة كَثِيرَة حَتَّى أَنهم كَانُوا لَا يَجدونَ مِنْهُ إِلَّا قَلِيلا يَسِيرا وَالتَّدْبِير الملطف يذبل الطحال الْعَظِيم وَيحل حمى الكبد.
فَأَما الصرع فَمَا كَانَ مِنْهُ يَسِيرا وعولج مُنْذُ أول حُدُوثه بِالتَّدْبِيرِ الملطف فَإِن صَاحبه يبرأ مِنْهُ برءاً تَاما وَمَا كَانَ مِنْهُ مزمناً مُتَمَكنًا فَإِن صَاحبه ينْتَفع بِهِ نفعا لَيْسَ بِيَسِير.
قَالَ: وَجَمِيع الْأَطْعِمَة والأدوية الملطفة نافعة للأبدان المملوءة من الأخلاط الغليظة الْبَارِدَة اللزجة إِلَّا أَنه لَا يُؤمن من اسْتِعْمَالهَا على غير تَقْدِير أَن تفْسد دم الْجِسْم وتجعله مرارياً.
قَالَ: والرائحة والطعم يؤديان
(2/395)
إِلَى الذّكر قبل التجربة دَلَائِل كَافِيَة فِي تعرف الملطفات لِأَن مَا كَانَ يلذع ويهيج فَبين أَن فِيهِ حراقة وكل حربف فنافع فِي تقطيع الأخلاط الغليظة وَإِن تنوول مِنْهَا فضل قَلِيل أحدثت فِي الْمعدة لذعا وكربا وَخرجت بالقيء وَالْبرَاز وفاحت مِنْهَا رَائِحَة حريفة وَتجْعَل الْبَوْل والعرق حريفاً وتفجر الدَّم من أَسْفَل وتقرح الْجَسَد وَهَذِه كلهَا دَلَائِل على ألف ب تلطيفها الأخلاط الغليظة.
قَالَ: والتجربة تشهد لَهَا بذلك أَنَّهَا بعد عَظِيمَة النَّفْع للأبدان المملوءة من الأخلاط الغليظة الْبَارِدَة اللزجة.
قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل بِقدر كَمَا يجب وَإِلَّا جعلت الأخلاط رَدِيئَة.
قَالَ: وَلَيْسَ يذهب على أحد من الْعَوام أَن الثوم والبصل والحرف والكراث من الْأَشْيَاء الملطفة وَمن هَذِه المقدونس والرازيانج والحاشا إِذا كَانَت طرية لِأَنَّهَا إِذا جَفتْ صَارَت بلغَة فِي التلطيف)
وَخرجت عَن حد إِلَى الْأَدْوِيَة. قَالَ: وَيجب أَن تعلم أَن المَاء والدهن يكسران قُوَّة الملطفات قَالَ: وَكَذَلِكَ السذاب والكراث والكزبرة والشبث والفوذنج والأبحرة فَإِنَّهَا كلهَا مَا دَامَت رطبَة تلطف تلطيفاً متوسطاً وَإِذا جَفتْ كَانَت تلطيفها قَوِيا وأسخنت إسخاناً بليغاً.
قَالَ: وَهَاهُنَا أَشْيَاء متوسطة بَين هَذِه الْقُوَّة التلطيف وَبَين الْأَشْيَاء التفهة الْمُغَلَّظَة وَهِي الَّتِي فِيهَا حَظّ من الحرافة والمرارة والملوحة قوى آخر تلطفه إِلَّا أَنَّهَا قَليلَة فِي ذَلِك كالطرخشقون والهندباء والشاهترج والخس وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ كلما بَان للحواس من رِيحه وطعمه أومنهما جَمِيعًا حرافة فَإِن فِيهِ قُوَّة ملطفة وَكَذَلِكَ فعل مَا كَانَ طيب الرَّائِحَة فَإِذا تطعمته خيل لَك أَن فِيهِ عطرية فَهُوَ لَا محَالة حَار ملطف فِي قوته إِلَّا أَن حرارته أقل من الْأَشْيَاء الحريفة فَلذَلِك تلطيفه أقل وكل مَا كَانَ فِي طعمه بورقية أَو ملوحة فَإِن مَعهَا تلطيفاً وتليينا للبطن والأشياء الْمرة أَيْضا فِيهَا قُوَّة ملطفة لَيست بِدُونِ مَا فِي الْأَشْيَاء البورقية والمالحة.
قَالَ: وَجَمِيع الأغذية الملطفة ينقص تلطيفها إِذا سلقت وَإِذا كَانَت بِالْمَاءِ والدهن وتزيد قوتها مَتى أكلت بالخل وَالْعَسَل أَو بهما. لي قد يُمكن أَن تنقص قُوَّة بعض هَذِه إِذا أكلت بالخل كالبصل فَإِن البصل يذهب أَكثر حِدته وحرافته بالخل لِأَنَّهُ يبرد وَيُمكن الْعَسَل أَن يكسر قُوَّة بعض هَذِه الْأَشْيَاء هَذِه الطعوم الحلوة مُغَلّظَة والمرة ملطفة وَإِذا كَانَ بعض الْأَشْيَاء الْمرة بِعَسَل كَانَ أقل تلطيفاً فَلذَلِك يَجْعَل لهَذَا قانون على مَا يجب وَمَا أَدْرِي كَيفَ أغفل جالينوس هَذَا.
قَالَ: والدهن يوهن قُوَّة جَمِيع الملطفات. قَالَ: والصناعات الخردلية المتخذة من الْخَرْدَل والكاشم والكرويا وَنَحْوهَا يجب لمن يعْنى بِالتَّدْبِيرِ الملطف أَن يديم اسْتِعْمَالهَا فَإِن اتّفق لَهُ أَن يَأْكُل طَعَاما مغلظاً أكله والهليون متوسط بَين الملطفة والمغلظة.
قَالَ: وَمَا كَانَ من الْأَطْعِمَة متوسطاً بَين الْقَبْض والمرارة فَإِن لَهُ تلطيفاً متوسطاً.
قَالَ: وبزر الشبث والكاشم والنانخة والزوفا وَجَمِيع بزر النَّبَات الَّذِي فِيهِ عطرية مَعَ حِدة وحراقة وحرارة مُوَافقَة للتدبير الملطف وَبَعض هَذِه البزور يبلغ من شدَّة قوته أَن يبلغ غَايَة التلطيف كبزر السذاب ألف ب فَإِنَّهُ مُوَافق قوى فِي الْقُوَّة
(2/396)
والغاية من التلطيف والفنجكشت والشهذانج فَإِنَّهُمَا قد جادا فِي حِدة الأغذية إِلَى الخفاء بالأدوية الملطفة وَلذَلِك يصدعان إِن أَكثر مِنْهُمَا.)
قَالَ: وَهَذِه البزور العطرية لتنقية الدَّم بالبول. قَالَ: وَالْحِنْطَة تولد دَمًا غليظاً فِي الْغَايَة لَا تصلح لمن يتدبر تدبيراً لطيفاً إِلَّا أَن يكثر الخمير وَالْملح فِي عجينه ويخبز فِي التَّنور ويأكله مَعَ سكنجبين وشراب لطيف فَحِينَئِذٍ يُؤمن تغليظه وَلُحُوم الطير الجبلية والفراريج والسمك الصغار كلهَا تولد دَمًا لطيفاً والفلفل إِذا خلط بالأطعمة الغليظة أعَان على دفع تغليظها مَعُونَة عَظِيمَة وَالْعَسَل من جَمِيع الْأَشْيَاء الحلوة يُولد خلطاً لطفاً ويلطف. قَالَ: وَالشعِير غنى بِنَفسِهِ أَن يخلط بِهِ مَا يلطفه فَإِن خلط بِاللَّبنِ أَو بِغَيْرِهِ من الْأَشْيَاء الْمُغَلَّظَة أفخ وعسر هضمه. قَالَ: وشيرج التِّين يلطف أَيْضا إِلَّا أَن الْعَسَل أبلغ مِنْهُ والتين الْيَابِس متوسط وَهُوَ إِلَى التلطيف أقرب والتين الرطب إِذا كَانَ نضجاً فَلَيْسَ مِمَّا يغلظ فَإِن أكل غير نضج فَإِنَّهُ ينْفخ ويغلظ يعر تزوله والأشربة الْبيض تولد خلطا رَقِيقا وينقي الدَّم بالبول وتقطع الأخلاط الغليظة وَأما الَّتِي لَهَا مَعَ رفقتها حمرَة وحراقة فَإِنَّهُ أَشد تلطيفاً وَلَكِن لَا تصلح لمن مزاجه حَار وَلمن رَأسه ضَعِيف أَو بِهِ عِلّة. وَأما الْخمر السَّوْدَاء والغليظة والحلوة والقابضة فليدعه من يُرِيد تدبيراً لطيفاً لِأَنَّهُ يمْلَأ الْعُرُوق من الدَّم الغليظ وخاصة الحلو الْأسود الغليظ مِنْهَا.
قَالَ: وَجمع الْأَشْيَاء الحلوة قد تهيج الأحشاء حَتَّى أَن الْعَسَل وَإِن كَانَ ملطفاً فير صَالح للأحشاء الوارمة ورما حارا وَالَّتِي فِيهَا سدد وَلَكِن إِذا خلط بالخل فَإِنَّهُ يصلح والسكنجبين أصلح الْأَشْيَاء الحلوة الَّتِي تسْتَعْمل فِي التَّدْبِير الملطف وَلَيْسَ هُوَ بَرِيء الْخَلْط وَلَا فِيهِ دوائية مثل مافي جَمِيع الْأَجْزَاء الملطفة وَلَا هُوَ ضار للمعدة وَمَتى كَانَ خله عنصليا كَانَ أبلغ تلطيفاً وشراب العنصل أَو خله يبلغ غَايَة التلطيف وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا كَانُوا فِي سَائِر تدبيرهم على غير تحرز وَكَانَ استعمالهم بخل العنصل فحفظ عَلَيْهِم صحتهم.
وَقَالَ: يجب أَن تسْتَعْمل الرياضة أَيْضا بقصر وَيجب أَن تعلم قوى جَمِيع الْأَشْيَاء فَإِن مِنْهَا مَا يلطف وَمِنْهَا مَا يغلظ وَمِنْهَا بَين ذَلِك فَلْيَكُن استعمالك لَهَا وحرزك مِنْهَا على حسب ذَلِك.
قَالَ: وَاللَّبن كَأَنَّهُ مغلظ فَأَما مائية اللَّبن فملطفة مَعَ أَنَّهَا تطلق الْبَطن فَلذَلِك لَا يُمكن إدمانها لمن أَرَادَ التلطيف وَلَا يتَعَرَّض للألبان وخاصة للغليظة إِلَّا مَعَ الملطفة. قَالَ: والجبن اتركه أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء لِأَنَّهُ يغلظ غَايَة التَّغْلِيظ مثل الحلزون والدماغ والكبد والكلى وَالْفطر وَالْبيض السليق المشتد فَإِن هَذِه يَنْبَغِي أَن يَدعهَا من يُرِيد أَن يدبر تَدْبِير لطيفاً فَإِن احْتِيجَ فِي وَقت مَا النبض: على مَا رَأَيْت فِي الْخَامِسَة عشر من النبض مِمَّا يجفف ألف ب الْبدن: الأغذية)
المجففة وَالشرَاب الصّرْف وَقلة الْغذَاء وَقلة شرب المَاء والتعب والشيخوخة والهم والسهر وَغَلَبَة الْحَرَارَة على الْقلب.
الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: عَلَيْك فِي إسمان الْجِسْم بالأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء أَو بالرياضة البطيئة قَالَ: وَاللَّحم الْكثير الْغذَاء إِذا أكل مشوياً أَكثر مِنْهُ مطبوخاً لِأَنَّهُ يكثر وتجتمع مائيته فَيكون فِي قَلِيله غذَاء كثير وَيكون اللَّحْم الْمُتَوَلد مِنْهُ غير رهل وَلَا رطب بل
(2/397)
صلب قوى فَإِن الْغذَاء الْمُتَّخذ من اللحوم المطبوخة هِيَ رهلة رطبَة سريعة الانفشاش بِالْإِضَافَة إِلَى الْمُتَوَلد من الشواء.
الرَّابِعَة من أبيذيميا قَالَ: انْظُر أبدا فِي حَال الْمعدة فَإِن الَّذِي هِيَ أسخن مِمَّا يَنْبَغِي فَإِنَّهَا تولد كيموسا مراريا فَلَا يجذب مِنْهُ الْبدن كثيرا لِأَنَّهُ غير مُوَافق فينحف عَلَيْهِ الْبدن والمعدة الْبَارِدَة تعْمل كيموسا مائيا فَيكون اللَّحْم الْكَائِن مِنْهُ رهلا سريع الانفشاش والمعتدلة تعْمل كيلوسا حُلْو متينا غليظا فيكثر جذب الكبد وتحيله إِلَى دم جيد متين مُوَافق فيكثر عَلَيْهِ اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن كَثْرَة اللَّحْم نَافِع لِكَثْرَة الدَّم الْجيد فِي الْجِسْم.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة أبقراط: الْأَطْعِمَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الضعْف إِنَّمَا لَهَا من الْعُمر مُدَّة يسيرَة. ج: يُرِيد الْأَطْعِمَة القليلة الْغذَاء إِن مد مِنْهَا لَا يطول بَقَاء عمره. لي وَذَلِكَ وَاجِب لِأَنَّهُ يقل دَمه ولحمه فتضعف قوته فتجف أَعْضَائِهِ الْأَصْلِيَّة سَرِيعا.
الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان قَالَ: عظم الطحال يهزل الْجِسْم لعلتين إِحْدَاهمَا: أَنه مَتى كَانَ عَظِيما جذب أَكثر الدَّم الَّذِي يتَوَلَّد من أغذية فِي الْبدن لعظمه وَالثَّانيَِة: أَنه يوهن قُوَّة الكبد فيقل هضمه فيقل لذَلِك الدَّم الْجيد.
الأولى من الأغذية: الأغذية الْيَابِسَة كالعدس المقشر والجاورش وَنَحْوهمَا من أضرّ الْأَشْيَاء لأَصْحَاب الْأَبدَان الْيَابِسَة النحيفة وَهُوَ جيد لمن يُرِيد تجفيفه.
الثَّانِيَة مِنْهَا: الحريف والحامض جَمِيعًا مطلقان إِلَّا أَن الحامض يفعل ذَلِك مَعَ برودة والحريف يَفْعَله مَعَ حرارة.
الثَّانِيَة من المزاج: مَا دَامَ الْجِسْم لم تنله آفَة مَعَ زِيَادَة العبولة فَزِيَادَة العبولة فِي صِحَّته. وَقَالَ فِي كتاب آخر: وَأَظنهُ تَدْبِير الأصحاء أَن بالرطوبة قوام حَيَاة الْإِنْسَان فلولا أَنه يعسر علينا تعرف الْحَد الَّذِي إِذا جازه الْبدن فِي الرُّطُوبَة مرض لَكَانَ الْوَاجِب فِي التَّدْبِير أَلا يقصر بِالْبدنِ عَن تِلْكَ)
الْمرتبَة لِأَنَّهُ لَا يمكننا أَن نقف على ذَلِك الْحَد بِالْحَقِيقَةِ ويهيج فِي الْبدن الرطب أمراض أَكثر صرنا نَمِيل إِلَى تَخْفيف الْجِسْم فِي أَكثر الْأَحْوَال لِأَن الْأَمْرَاض رُبمَا أتلفت بِالْعرضِ أغْنى بقولى بِالْعرضِ الطبرى مِمَّا يسمن الْعُضْو المهزول: أَن يدلك بِخرقَة حَتَّى يحمر وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ويدلك ثمَّ يمرخ ألف ب بالقيروطى ويضمد فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بالعاقرقرحا والكبريت يتْرك عَلَيْهِ إِلَى أَن يجمد وينتفخ ويتوقى عَلَيْهِ الْبرد.
الطبرى قَالَ: مخيض لبن الْبَقر ينْزع زبده قبل أَن يحمض يسقى مِنْهُ نصف رَطْل وَيمْكث ثَلَاث سَاعَات فَإِذا استمرأه شرب أَيْضا نصف رَطْل وَيمْكث ثَلَاث سَاعَات فَإِذا استمرأه أَيْضا شرب أَيْضا نصف رَطْل وَلَا يَأْكُل شَيْئا إِلَى العشى ثمَّ يَأْكُل طَعَاما جيدا فراريج وجداء ويطيب بدنه بالنضوج وَالطّيب يشربه أسبوعاً.
(2/398)
الطبرى فِي كتب الْهِنْد: إِنَّه إِذا كثر الشَّحْم هاج الغثيان وَقلت النظف والفالج واللقوة وَالْمَوْت الْفجأَة وَإِذا هزل الْبدن جدا أسْرع إِلَيْهِ الْمَوْت وَمِمَّا يسمن الْجِسْم الدعة وَأكل الدسم واللحوم وَالسكر والأرز وَاللَّبن والحقن الدسمة وتهزيله بالتعب وَشرب البلادر والمقل والإطريفل وَقلة النّوم وَالْجِمَاع الْكثير وإدمان قِرَاءَة الْكتب وَالْخَوْف والحزن والأغذية الْيَابِسَة.
أهرن قَالَ: عالج من سمن الْبدن المفرط بدواء الكركم والكمونى والفلافلى وَسَائِر اللطيفة ومرخه فِي الْحمام بدهن الياسمين ودهن الناردين وَنَحْوهمَا وَيَأْكُل الْخبز بالعسل والخردل وأعطه من اللحوم الجافة القليلة الْغذَاء وَمن أردْت إسمانه فامنعه من الْجِمَاع وكل مَا يسخن ويجفف من اختيارات حنين سمنة عجينة: حب خروع يعصر وَيصب رطلان من لبن بقر حليب يسحق الْجَمِيع ويعجن بِاللَّبنِ عَجنا محكما ويخبز مِنْهُ أَقْرَاص رقاق فِي القرص نصف أُوقِيَّة ويجفف ويدق مِنْهُ كل يَوْم قرصان ويسقى مِنْهُ كل يَوْم فَإِنَّهُ عَجِيب. لي يتَّخذ حساء من دَقِيق حمص وباقلى وَلبن وأرز فَإِنَّهُ عَجِيب.
السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا: من أردْت إهزاله فَعَلَيْك بالرياضة السريعة كالإحضار وامنع مِنْهُ الطَّعَام بعده إِلَى أَن تسكن حرارته الْبَتَّةَ وينام عَلَيْهِ ثمَّ اعطه القليلة الْغذَاء المجففة.
أوريباسوس قَالَ: اعْتمد فِي تهزيل الْبدن على الرياضة السريعة والتكشف للشمس والدلك فِي الْحمام بالنطرون الجريش دلكا كثيرا لِأَن الْقَلِيل مِنْهُ يخصب الْبدن والأغذية الملطفة وإدرار الْبَوْل وَالنَّظَر فِي الْكتب دَائِما.)
قَالَ: وَهَذَا الدَّوَاء يجفف ويهزل إِن شرب كل يَوْم: فلفل بطراساليون جزءان أسارون أنيسون من كل وَاحِد نصف جُزْء يسقى كل يَوْم وينام بعد الرياضة وَالْحمام ثمَّ يَأْكُل وَلَا ينَام بعد الْأكل.
الْكَمَال والتمام حساء يتَّخذ لمن بِهِ دق: حمص ينقع بِلَبن الْبَقر يَوْمًا وَلَيْلَة ويجفف وَيُؤْخَذ أرز أَبيض مغسول أَو حِنْطَة وشعير مهرسان من كل وَاحِد ثَلَاثُونَ درهما خبز سميد مجفف سِتُّونَ درهما لوز مقشر حُلْو خَمْسُونَ درهما خشخاش ثَلَاثُونَ درهما سكر سِتُّونَ درهما يطْبخ كل يَوْم مِنْهُ ثَلَاثُونَ بِلَبن حليب ودهن لوز حُلْو قَلِيل أَو شيرج ألف ب وَيُعْطى قبل الآبزن فَإِنَّهُ يسمن جدا. لي دَقِيق الْأرز والحمص والسميذ فيخبز رقاقا وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَمن اللوز المقشر وَالسكر فيطبخ حساءا بِلَبن بقر حليب ويتحسى.
من كتاب روفس فِي الْحمام: الظل والكن يرطب وَالشَّمْس ينحف وَشرب المَاء الْبَارِد وَشرب المَاء الْحَار يهزل وَكَثْرَة الْعرق يهزل وَالْجِمَاع يهزل والقيء وَالنَّوْم الطَّوِيل يهزل وَالْأكل فِي الْيَوْم مرّة يهزل ومرتين يخصب.
(2/399)
من كتاب حنين فِي تَدْبِير من غلب عَلَيْهِ اليبس: جالينوس فِي كتاب الذبول قَالَ: لَوْلَا التَّدْبِير بالآبزن والمروخ لما كَانَ إِلَى شِفَاء أَصْحَاب الدق من سَبِيل.
أغلوقن: الأَصْل فِي رد المزاج من الْقلب الْحَار تَنْشَق الْهَوَاء الْبَارِد وللدماغ بالأضمدة المبردة وللمعدة والكبد الحارتين من الأغذية والأضمدة.
وَقَالَ: إِن جملَة مزاج الْبدن يتبع مزاج الْأَعْضَاء الرئيسية وَيجب أَلا يكون فِي مَاء الآبزن وَلَا فِي هَوَاء الْحمام يحس حرارته أَصْحَاب الْأَبدَان المعتدلة وَلَا يبلغ برده إِلَى أَن يقشعر مِنْهُ هَؤُلَاءِ.
وَاسْتعْمل الآبزن فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فَإِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة فَثَلَاث مَرَّات والمروخ بعد الآبزن بدهن البنفسج واليلوفر وَمن كَانَت مِنْهُم الْحَرَارَة أغلب عَلَيْهِ فعصب فِي الآبزن بعد دُخُوله فِيهِ ماءا بَارِدًا قَلِيلا حَتَّى يحس فِيهِ بِبرد يسير لَا يُؤْذِيه وَيصب على رَأسه مَاء أبرد من مَاء الآبزن وَإِذا خرج من الآبزن فَاتبع ذَلِك بِوَضْع الأضمدة الْبَارِدَة على الدِّمَاغ والصدر والكبد وَيكون مَعَ ذَلِك طيبَة الرّيح بَارِدَة بِالْفِعْلِ.
وَمَتى كَانَ الْبرد على هَؤُلَاءِ فليتوق الْأَشْيَاء الْيَابِسَة القوية من المبردات وَألا يدنى إِلَيْهِم مَا يبرد بِالْفِعْلِ بردا تكْثر مِنْهُم جُلُودهمْ وتقشعر فتمتنع من نُفُوذ مَا تسْتَعْمل من الرطوبات إِلَى قَعْر)
الْأَبدَان.
وَإِذا كَانَ الْغَالِب الْحَرَارَة لم تحتج إِلَى شَيْء قوى من هَذِه الْأَشْيَاء وَيجب مَا دَامَ الْجِسْم ضَعِيفا أَن يخدر عَلَيْهِ سُقُوط الْقُوَّة فِي الآبزن وَالْحمام واحتط فِي ذَلِك لَا تتركهم يَمْشُونَ وَلَا يتحركون وتوق فيهم التَّعَب والسهر والضجر وَطول اللَّيْث فِي الآيزن وَالْحمام إِلَى أَن يسترخوا وَتسقط قواهم وتوق عَلَيْهِم الشَّمْس والهواء الْحَار والفكر وَإِذا تراجعت أبدانهم وأخصبت قَلِيلا اسْتعْمل بعد الْحمام فِي وَقت الْخُرُوج ماءاً بَارِدًا يغطس فِيهِ دفْعَة ثمَّ لَا يزَال يزْدَاد فِي برد الْهَوَاء مَا أخصب حَتَّى يصير قوى الْبرد وتوق قُوَّة المَاء الْبَارِد مَا دَامَ الْبدن لم يخصب توقياً شَدِيدا وَليكن حمامه على الطَّعَام بعد أَن ينحدر الْغذَاء من الْمعدة قَلِيلا وَإِن لم يتهيأ ذَلِك فحسهم من الأحساء الْمُوَافقَة ثمَّ انْتظر حَتَّى يحس بانحدار الحساء عَن الْمعدة ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والآبزن فَإِن عرضت سدة استعملوا السكنجبين والافسنتين والأرز إِذا طبخ بِاللَّبنِ الحليب حَتَّى يتهرأ وينحل جِسْمه الْبَتَّةَ. تسمين غير أَنه لَا يصلح للضعفاء من المهازيل ألف ب الأغذية الَّتِي تسمن هِيَ التفهة وَالَّتِي تميل الشَّهْوَة إِلَيْهَا. وأرفق الْغذَاء للمذبولين لبن الأتن فَإِن لم يكن فلبن الماعز سَاعَة يحلب ويخلط فِيهِ شَيْء من سكر ليمنعه من التجبن وتعلف الماعز شَعِيرًا وهندباء وخساً وَتَكون فتية خصيبة قريبَة الْعَهْد بِالْولادَةِ وَيسْتَعْمل الآبزن قبل اللَّبن وَبعده وَكَذَلِكَ مَاء الشّعير وَإِذا قويت الْقُوَّة قَلِيلا فليطبخ مَعَ الشّعير عدس مقشر وَيصْلح لَهُم الاسفذباجات بالبقول الْبَارِدَة كالقطف والاسفاناخ والبقلة اليمانية والرجلة والخس والملوخيا وَنَحْوهَا والقرع يطيب بِشَيْء من خل قَلِيل وسكر فِي بعض الْأَوْقَات وجوف القثاء وَالْخيَار وَشرب مَاء القرع أَحْيَانًا وَليكن القرع مشوياً وَيشْرب قبل الطَّعَام وبعقب الآبزن مَعَ سكر وَيطْعم الخس بخل ممزوج وَإِن لم تكن هُنَاكَ حمى وَلَا حرارة فاعطه مَعَ هَذِه فراريج ودجاج وَلُحُوم الجداء والحملان الرضع والسمك الرخش يُؤْكَل بعد اسْتِعْمَال الحساء بِمدَّة ولتكن الْأكلَة الثَّانِيَة والآبزن الطَّوِيل
(2/400)
بالعشاء وقو الْغذَاء وزد فِيهِ مَا يُقَوي الْبدن وَيزِيد فِيهِ وَمَا دَامَ الْبدن أَضْعَف فَلْيَكُن الْغذَاء ألطف وأدق وأرطب وَأَقل مِقْدَارًا وَأكْثر مَرَّات والطبيخ أصلح لَهُم من الشواء وتؤكل الْأَطْعِمَة بَارِدَة بِالْفِعْلِ وآثر كل مَا كَانَ أسْرع إنهضاماً وانحداراً عَن الْمعدة وَاسْتعْمل شراب الْجلاب والبنفسج بعد أَن تكون الْحَلَاوَة فيهمَا غير قَوِيَّة وَيكثر مزاجه بِالْمَاءِ وَاسْتعْمل فِي وَقت إِن ضعف وغثت نَفسه رب الريباس وَمَاء الرُّمَّان مَتى ضعفت الشَّهْوَة وَإِن لم يمْنَع مَانع من حمى فالشراب الممزوج بِمثلِهِ مَاء)
عشر مَرَّات وَيتْرك بعد المزاج يَوْمًا وَأكْثر حَتَّى لَا يكون يحس فِيهِ من سُورَة النَّبِيذ وشدته شَيْئا الْبَتَّةَ ويشربه بَارِدًا ويختار مِنْهُ الْأَبْيَض اللَّوْن ويحذر الْعَتِيق وَلَا تدع أَن تضمد الكبد والصدر بضماد الصندلين وخاصة بعقب الآبزن وَوضع مياه الْبُقُول عَلَيْهِ والخرق المبلولة بِمَاء البنفسج والكافور على الرَّأْس وَيكون فِي بَيت بَارِد قد فرش بالرياحين والأوراق الْبَارِدَة وأرائح طيبَة ولباس ثوب مصندل وتفاح ولفاح وآس وَخلاف وَورد وشاهشبرم وبطيخ وسفرجل وخوخ وصندل وكافور ولخالخ وَيسْتَعْمل النّوم بعد الطَّعَام والموضع مظلم وَلَا يتدثر مَا يسخنه ويدع الْبَاءَة الْبَتَّةَ حَتَّى يقوى وَيصْلح إِذا صلح أَيْضا فَلَا تستعمله فِي مَوضِع حَار وعَلى جوع وَإِذا قوى فليرتض رياضة يسيرَة قبل الطَّعَام قبل طُلُوع الشَّمْس فِي هَوَاء بَارِد وَلَا يبلغ أَن يحس فِيهِ بتعب الْبَتَّةَ مَا قل مِنْهُ وَلَا مَا كثر ويتوقى الصياح وَكَثْرَة الْكَلَام وَرفع الصَّوْت.
قَالَ: وَشرب المَاء الْبَارِد نَافِع لَهُم جدا وَإِذا مزج بِهِ قَلِيل نَبِيذ وبردا جَمِيعًا بالثلج كَانَ أَجود وَالْبيض النيمرشت وأدمغة الحملان وَالْعِنَب وَالرُّمَّان مبردة على الثَّلج والأجاص لمن وجد حرارة ابْن ماسوية فِي المنقية قَالَ: مِمَّا يهزل إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش والزاج إِلَّا أَن الزاج قتال خَبِيث ألف ب يحدث السل ويجفف الرئة فليجتنب أصلا.
أنطليس وبولس فِي الْأَصَابِع الزَّائِدَة والملتصقة قَالَا: قد ينْبت من الْإِبْهَام أَو من الْخِنْصر أصبعاً فضلى وقلما ينْبت إِلَى جَانب غَيرهمَا وَرُبمَا كَانَ لَحْمًا فَقَط وَرُبمَا كَانَت فِيهَا عِظَام وَمِنْه مَا ينْبت من الْمشْط وَمِنْه مَا ينْبت من الْأَصَابِع والنابت من الْمشْط لَهُ حَرَكَة إرادية والنابت من الْأَصَابِع رُبمَا كَانَت لَهُ حَرَكَة إِن كَانَ فِيهِ عظم لم يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ.
قَالَ: فاقطع اللحمية بِلَا خوف وَلَا حذر.
وَأما الَّتِي تبدأ من الْمفصل فقطعها خوف لمَكَان مشاركتها العصب وَلم يَأْمر بولس بقطعها وَأمر أنطليلس بذلك.
وَأما مَا كَانَ نابتاُ من سلامى أصْبع مَا يَنْقَطِع على هَذِه الصّفة: أدر حوله إِلَى الْعظم ثمَّ اقْطَعْ الْعظم ثمَّ ألزق الْجلد على مَوْضِعه ثمَّ أدمله وعَلى هَذَا أَمر أنطليلس بِقطع الَّتِي تنْبت من الْمشْط نَفسه.
من كتاب بولس فِي تهزيل السمان قَالَ: السمان لَا يصبرون على الْجُوع والعطش وتضرهم التخم ويمرضون من الْأَسْبَاب أسْرع من أَصْحَاب الْأَبدَان الجيدة وصحتهم غير وَثِيقَة وأمراضهم إِذا)
مرضوا قَوِيَّة قاتلة ويعرض لَهُم الصرع والفالج ونتن الْعرق ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَلَا يحسون بأمراضهم سَرِيعا لغلط جثثهم وَلَا تقبل العلاج قبولاً سهلاً لِأَن الْأَدْوِيَة لَا تصل إِلَى أعضائهم سَرِيعا وتضعف قوتها
(2/401)
قبل ذَلِك وَتَكون أمراضهم رَدِيئَة لتضايق أعضائهم وَضعف تنفسهم ويعسر فصد عروقهم وتضرهم أَيْضا المسهلة وَرُبمَا قَتلتهمْ والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أشر الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجود الأخلاط وَإِذا تقيأوا من الْمَرَض لم يَصح برؤهم سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا الطبيعية إِلَّا بعد مُدَّة طَوِيلَة.
قَالَ: وَأما المعتدلة الْأَبدَان فَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا والسمين لَا ينسل وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَلَا يقوى على الْإِكْثَار مِنْهُ الْبَتَّةَ والسمينة لَا تعلق وَإِن علقت لَا تسلم بِأَن تسْقط وَإِن لم تسْقط كَانَ الطِّفْل ضَعِيفا جدا.
قَالَ: والهزال إِنَّمَا يكون بِأَن يسخن المزاج فَإِن الْحَيَوَان مَتى برد مزاجه ازْدَادَ سمناً فألزم السمين الرياضة وباعده من السّكُون وَالْحمام والغذاء الغليظ وَاعْلَم أَن الدَّم فِي عروق المهازيل كثير وَفِي السمان قَلِيل فاحرص على أَن يكثر مَا فِي عروقهم من الدَّم ويزيل كَثْرَة شحومهم وَاعْلَم أَن التَّعَب الْيَسِير يسمن والدلك والغمز يسمنان قَالَ: وَالنَّوْم المفرط يهزل. لي عل الْخلاف كَذَلِك السهر الطَّوِيل والهم يهزل الْجِسْم سَرِيعا وَكَثْرَة الْحجامَة والجوع الدَّائِم واحرص على أَن توسع منافس بدنه ليتنفس مِنْهُ شَيْء كثير وامنعه من كَثْرَة الْأكل وَذَلِكَ أَن الْجِسْم إِنَّمَا يتغذى بِمَا يتغذى مِنْهُ وَيدْفَع الْبَاقِي فِي مَوَاضِع ثمَّ يعْطف عَلَيْهِ فيتغذى بِهِ فَيكون فِي تغذ ألف ب دَائِم قَالَ: وَإِيَّاك وخبز الْحوَاري وَالْملَّة وخاصة المعجونة بالزيت فَإِنَّهَا تسمن إسماناً كثيرا والأحساء المتخذة بِاللَّبنِ وَالشعِير أَحْمد من الْحِنْطَة والعدس ينحف الْجِسْم والباقلى يسمن والبقول تهزل لِأَنَّهَا قَليلَة الْغذَاء والشحم يهزل والأحمر يسمن فَعَلَيْك بالأشياء الحريفة الملطفة وإغزار الْبَوْل وَإِطْلَاق الْبَطن وَخذ الأنيسون والدوقو والبطراس اليون والفلفل والأسارون واعجنها بِعَسَل واسق مِنْهَا قدر البندقة فَإِنَّهُ يهزل وَالشرَاب الْعَتِيق يهزل والغليظ الحلو يسمن والخل يهزل إهزالاً شَدِيدا وليأكل عِنْد الْجُوع الدسم والبقول فَإِنَّهَا تشبعه سَرِيعا ويقل غذاؤه وليتدلك فِي الْحمام بالنطرون.
وَقد رَأَيْت نساءا قد عظم مِنْهُنَّ الثدي فقصدت لدلكه بدهن الْملح وبأصول الْقصب المنخول بالجرجير وَالنُّفَسَاء مَتى أردْت إهزالهن فَأكْثر درور الطمث وَإِن أردْت أَن يسمن فاحرص على)
قلَّة نُزُوله. لي أدوية الإسمان: السكسيلا حب الخروع الورك الْبري الخربق الْأَبْيَض المغاث التوذرى البوزيدان اللعبة بهمن جوز كندم حب السمنة وغماده على المسخنة والمغلظة والمنفخة كالفلفل سمنة لسابور: حرف خربق أَبيض دَقِيق الحمص باقلى نانخة جزؤ جزؤ كسيلا جزءان كمون كرماني فلفل من كل وَاحِد نصف جُزْء يسحق ويعجن ويخبز فِي التَّنور ويجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ جزؤ سميذ جزؤ يتَّخذ مِنْهُ حساء بِلَبن وَيجْعَل فِي مرق فروج سمين ويؤكل كل يَوْم بتحسى قبل الطَّعَام.
(2/402)
أقربادين حنين للسمنة: توذرى خشخاش أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بورق جزؤ جوز جندم حب الصنوبر ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب السمنة أَرْبَعَة سورنجان بزونج عاقرقرحا خولنجان يهمن أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَم كسيلا خَمْسَة دَرَاهِم حِنْطَة بَيْضَاء محكوك لبن الْبَقر دورق تنقع الْحِنْطَة بِاللَّبنِ حَتَّى يَرْبُو ثمَّ يجفف فِي الظل ويقلى ويخلط الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ سمن الْبَقر عشر مغارف ويخلط نعما ويسقى كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ وَعشرَة بالْعَشي وَيشْرب بعده لَبَنًا.
سمنة أُخْرَى تحسن اللَّوْن وتخضب الْبدن: لوز بندق حَبَّة خضراء فستق شهدانج حب صنوبر كبار يعجن بِعَسَل وَيجْعَل بَنَادِق وَيُؤْخَذ مِنْهَا كل يَوْم كالجوزة خَمْسَة أَو عشرَة وَيشْرب بعده شرابًا فَإِنَّهُ جيد للباءة أَيْضا وَيحسن اللَّوْن.
جوارش للمسلولين يخصب ويسكن الْحَرَارَة وَيعْقل الْبَطن: لوز مقشر بزر قرع وطباشير وَورد وسنبل ومصطكى يستف مِنْهُ.
مسَائِل الْفُصُول: السحنة المنهوكة رَدِيئَة لِأَن الْأَعْضَاء الرئيسة بَارِدَة فيسرع قبُوله للبرد وَالْحر وينحل قواه سَرِيعا والعبلة جدا رَدِيئَة لِأَن عروقه ضيقَة وَدَمه وروحه قليلان ألف ب وعفنه وفصوله كَثِيرَة وامتلاؤه دَائِم سريع ويبطئ حرارته من أدنى سَبَب.
الثَّانِيَة من المفردة: المَاء من أَنْفَع الْأَشْيَاء للأبدان الَّتِي قد جَفتْ ونحلت بِأَن يلقا شَيْء من خَارج مُدَّة طَوِيلَة.
الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: من أفرط عَلَيْهِ استفراغ مَا ضعفت قوته وأسرعت إِلَيْهِ الْأَمْرَاض وَقد ظن بعض النَّاس أَن هزال الْجِسْم لَا يحدث عَنهُ مرض. قَالَ: وَهَؤُلَاء لَا أعلم مِنْهُم من أفرط عَلَيْهِ الاستفراغ إِلَّا كَانَ وُقُوعه فِي الْأَمْرَاض بسهولة لِأَن الْبرد يسْرع إِلَيْهِ من أَي الْأَسْبَاب)
كَانَ وَالْجد والأذى من جَمِيع الْأَسْبَاب الْخَارِجَة ويشتد ضَرَره من السهر وَالْغَم والتخم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من كَانَ عبل الْجِسْم.
وَمِنْهَا: من تُرِيدُ إهزال بدنه فَرْضه رياضة سريعة واسقه الشَّرَاب قبل الطَّعَام وَاجعَل إدامه وَطَعَامه أَشْيَاء دسمة كي يشبعه الْقَلِيل مِنْهَا.
الحميات الثَّانِيَة قَالَ: وَكَذَلِكَ يسخن الْعُضْو وينتفخ من سخنت بالزفت أَو الراتينج تسخيناً باعتدال وطليته على الْعُضْو وَتركته قَلِيلا حَتَّى يجمع ثمَّ اجتذبته فاقتلعته دفْعَة. لي هَكَذَا يسْتَعْمل طلاء الزفت وَيَنْبَغِي أَن تُؤْخَذ قِطْعَة رق فتدنى من النَّار حَتَّى يذوب قَلِيلا ثمَّ ألزمهُ الْعُضْو فَإِذا جمع اجتذبت.
جورجس للسمنة: يشرب أول يَوْم نصف رَطْل لبن مخيض وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يشرب نصف رَطْل وَلَا يَأْكُل شَيْئا حَتَّى ينهضم وتفقد الجشاء ثمَّ بعد الكزمازك لَا غير بِلَحْم الدَّجَاج أَو الجداء وَيشْرب نبيذاً صافياً رَقِيقا ويشتم رياحين طيبَة ويستحم إِذا فقد الجشاء ثمَّ يَأْكُل يَوْمًا ويحتقن كل أُسْبُوع بحقنة دسمة. لي يَعْنِي بالمخيض لَا الحامض لَكِن اللَّبن نَفسه
(2/403)
سَاعَة يحلب يمخض وَهُوَ حَار وَيشْرب فَإِنَّهُ إِذا فقد الدسم كَانَ أغذى وَأَقل إسهالاً وَأبقى وأخف على الْمعدة. لي رَأَيْت فِي الطِّبّ الْقَدِيم وَهُوَ الأقربادين الْعَتِيق: البنج الْأَبْيَض يسمن والخربق الْأَبْيَض يسمن والتوذرى والسورنجان واللعبة والخشخاش وأصل الكاكنج وَجَمِيع المخدرات تسمن ومدح الْأرز فِي ذَلِك.
من كتاب الذبول قَالَ: الذبول الْبَسِيط من قلَّة الطَّعَام بِإِرَادَة وَغير إِرَادَة. لي قد صَحَّ بِأَن ترطيب الْبدن يكون بالغذاء.
السَّادِسَة من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء: الإسهال يمْنَع انتشار الْغذَاء فِي الْجِسْم وَلذَلِك لَا شَيْء أبلغ فِي نفض السمين مِنْهُ وبالضد وَبِأَن من كَلَامه أَن الَّذِي ينشر الْغذَاء هِيَ المدرة للبول إِذا تنوولت حنين: المهزولون إِذا حموا فاعطهم سويق الرُّمَّان وَنَحْوه لترجع إِلَيْهِم شهواتهم وَلَا تسخنهم بالدثار بل يكون مَا يلقاه أملس واختر لَهُم هواءا رطبا فَإِن ذَلِك صَالح لَهُم وأدخلهم الآبزن المعتدل وَإِذا خَرجُوا مِنْهُ سكنوا سَاعَة واستلقوا على فرش وطئة حَتَّى يسكن عَنْهُم الْحر ثمَّ ليأكلوا وليأكلوا فِي الْيَوْم مَرَّات ألف ب قَلِيلا قَلِيلا وامنع أبدانهم من التَّحَلُّل الْخَفي بالهواء الْبَارِد والطلى بِمَاء الْورْد والصندل والقمص المصندلة وخاصة إِن كَانُوا قد صَارُوا فِي حد)
يغشى عَلَيْهِم وافرش الْبَيْت بالورد وَالْخلاف والآس وكل مَا يقبض مَعَ طيب رَائِحَة فِي بُيُوتهم وليدعوا الْفِكر وَالْغَضَب الْبَتَّةَ وَشرب المَاء بالثلج نَافِع لَهُم جدا إِذا كَانَ ممزوجاً بِقَلِيل شراب فَإِذا قووا فغلظ لَهُم التَّدْبِير قَلِيلا قَلِيلا بِقدر ذَلِك وَمن كَانَ مِنْهُم قد لطفت أخلاطهم ويحلل سَرِيعا فَاسْتعْمل فِيهِ الْأَشْيَاء القابضة وَهَؤُلَاء الَّذين تسميهم أَصْحَاب تحلل الرّوح.
حنين فِي تَدْبِير النَّاقة: من نحف بدنه لجوع طَوِيل أَو سفر فيمكنك أَن تغذوه من أول الْأَمر بالأغذية الغليظة لِأَن أَعْضَاء هَؤُلَاءِ الْأَصْلِيَّة وقواهم بِحَالِهَا وَلم يبعد عَن حَالهَا كَبِير بعد وَإِنَّمَا نقص مِنْهُم الشَّحْم وَاللَّحم وَأما الناقهون فَلِأَن قواهم ضَعِيفَة لَا يهضمون الغليظ.
روفس فِي الْحمام: من لم يتعهد صب المَاء على بدنه جف سَرِيعا وخاصة عِنْد الْهَوَاء الْيَابِس الْحَار.
وَمن كثر عرقه يبس بدنه والقيء قصدا يرطب الْجِسْم والإكثار مِنْهُ ينحف لِأَن الْقَصْد ينظف الْمعدة ويجيد الهضم وَالنَّوْم الطَّوِيل ينحف الْجِسْم لِأَنَّهُ يذهب الْقُوَّة والمعتدل يقويه ويخصبه والسمر بعد الطَّعَام ينحف جدا جدا ويضر وَيفْسد الْغذَاء.
وَالْأكل فِي الْيَوْم مرّة يهزل وَيعْقل الْبَطن ويهيج المرار وَالْأكل مرَّتَيْنِ بالضد.
وَشرب المَاء الْحَار يهزل والغذاء الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيعْقل الْبَطن والتعب يجفف الْبدن ويشده وبالضد.
دَوَاء يسمن وَيحسن اللَّوْن: دَقِيق مكوك خمس أَوَاقٍ عنزروت أوقيتان يلت الْكل بِسمن الْبَقر لتارويا ويخبز ويؤكل مِنْهُ بِالْغَدَاةِ والعشى.
(2/404)
من الأقربادين الْكَبِير: وَمِنْه عَجِيب جدا: حرف أَبيض ودقيق الحمص ودقيق العدس ودقيق الباقلى ونانخة بِالسَّوِيَّةِ كسيلا جزءان كمون كرماني فلفل من كل وَاحِد جزؤ ينخل الْجَمِيع ويعجن رقاقا وَيجْعَل على آجرة فِي تنور وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم وخبز يَابِس عشرُون درهما يتَّخذ حساءاً بِلَبن ويسحق بِلَا خبز ويلقي فِي سفيذباج ويتحسى قبل الطَّعَام. لي قَالَ ج: فِي تَفْسِير الْفَصْل الَّذِي أَوله خصب الْبدن المفرط: إِن بُلُوغ الْغَايَة فِي خصب الْجِسْم إِمَّا أَن يكون يقطع قرقا فيقذف الدَّم وَإِمَّا أَن يَمُوت صَاحبه فَجْأَة لِأَن الْحَرَارَة الغريزية نختنق فيهم وَلم يحد لذَلِك حدا وَالْحَد فِيهِ أَن يضيق النَّفس ثمَّ يَبْدُو الاختلاج فِي الْقلب فَعِنْدَ ذَلِك انصدهم على الْمَكَان وَأَقل بعد ذَلِك غذائهم وَإِلَّا خيف عَلَيْهِم الْمَوْت فَجْأَة إِن كَانَ إِنْسَان)
قد خصب بدنه جدا ثمَّ بلغ من حَاله أَن يتقيأ دَمًا أَو نفثه أَو استفراغه بِأَيّ نوع كَانَ من أَنْوَاع استفراغ الدَّم ثمَّ خف على ذَلِك بدنه وانتفع بِهِ فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد بلغ غَايَة الامتلاء فِي عروقه.
الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة ألف ب قَالَ: الكبد تسمن وتعظم يَأْكُل الْأَشْيَاء الحلوة. لي من ذَلِك يجب أَن تغذي من تُرِيدُ إسمانه بالأشياء الحلوة وتفقد أَمر السدد فِي ذَلِك.
مُفْرَدَات: الْبَاقِي يسمن وَزيد فِي لحم الْجِسْم إِذا أكل. د: وَابْن ماسويه: لحم البط يسمن إسمانا كثيرا.
الخوز: دَقِيق الحمص وَالْبَاقِي إِذا خلطا وَاتخذ مِنْهُمَا وَمن دَقِيق الْحِنْطَة حساء بِلَبن أسمن الْجَوْز كندم يسمن والكسيلا تسمن.
سندهشار: اللوز الحلو يسمن وَكَذَلِكَ البندق.
بولس: ايهزل السمان جدا. لي أَحْسبهُ الَّذِي سَمَّاهُ د: قيمور قَالَ: إِن سقِِي السّمن مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم أهزله.
بديغورس: المغاث خاصته الإسمان. لي أَحسب إِن هَذَا غلط وَيُرِيد اللعبة بل لَا أَشك فِيهِ.
روفس فِي الْحمام: الْأكل مرّة يهزل ويجفف الْبَطن والغداء وَالْعشَاء يفعل ضد ذَلِك وَشرب المَاء الْحَار يهزل والبارد يسمن وَالشَّمْس والتعريق يهزل وبالضد وَقلة الاستحمام يجفف الْجِسْم وَقلة الإدهان. لي قد عظم جالينوس فِي كتاب التَّدْبِير أَمر الْغذَاء حَتَّى أَنه قَالَ: إِن الذبول إِنَّمَا يحدث عَن فقد الْغذَاء وَإنَّهُ لَا شَيْء أَشد ترطيبا للجسم من الْغذَاء الْبَتَّةَ وَضم تَدْبِير الذبول إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء: الْغذَاء وَالْحمام وَالنَّوْم. قَالَ هَاهُنَا: إِن من تُرِيدُ أَن تسمنه فَلَا تدخله الْحمام سَاعَة تغذوه وَلَكِن انْتظر مِقْدَار مَا ينهضم وينحط عَن الْمعدة فَقَط ثمَّ حمه فَإِن الْحمام لَا يصلح فِي الْجِسْم فِي الْوَقْت الَّذِي لم ينهصم الْغذَاء وَلَا فِي الْوَقْت الَّذِي قد طَال بعد الْعَهْد بالهضم لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت لَا يسمن بل يقضف وَفِي
(2/405)
الْوَقْت الأول أَعنِي إِذا أدخلته الْحمام حِين يتغذى فَإِنَّهُ يجذب أخلاطانية. لي لَا نفع لَهَا فِي اللصوق بالجسم فَلذَلِك أَجود الْأَوْقَات الْمُتَوَسّط الَّذِي ذكرنَا.
مسَائِل أبيذيميا: قَوَاعِد إهزال الْبدن قلَّة الْغذَاء وَكَثْرَة التَّعَب والاستفراغات المتواترة بالإسهال)
وَالْبَوْل والفصد. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْجِسْم متمدداً أملس أَحْمَر فَإِنَّهُ دَلِيل على الخصب وَإِذا رَأَيْته مشنجاً قضفاً أصفر فَإِنَّهُ دَلِيل على هزاله. لي مَا دمت ترى الملاسة والحمرة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قبل تدبيرك فَاعْلَم أَنه لم يُؤثر أثرا وبالضد.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة: من اشْتَدَّ فضف بدنه فانقله إِلَى بلد هواؤه رطب بَارِد. وَمن اشْتَدَّ خضبه فبضد بذلك. لي مِمَّا يهزل الْجِسْم: التَّعَرُّض للشمس طَويلا وَالْأكل مرّة فِي النَّهَار والدلك بالمناديل الخشنة وَكَثْرَة التعرق وإدرار الْبَوْل والإسهال. لي للسمنة عَجِيب: أنزروت خَمْسَة حرف أَبيض عشرَة كسيلا ثَلَاثَة كمون ثَلَاثَة نانخة خَمْسَة بزربنج مثله جوز جندم مثله زرنباد ثَلَاثَة حب السمنة عشرَة بوزيدان مثله بهمن سورنجان خَمْسَة حرف مثله ترنجبين مثله لوز مقشر خَمْسُونَ سكر خَمْسُونَ تُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث مِنْهُ ثَلَاث راحات بمطبوخ بِلَبن غذوة وَعَشِيَّة وَيَأْكُل حساءا متخذا من دَقِيق الْأرز ألف ب والباقلى والحمص والسميذ ولوز وسكر.
الطبرى للسمنة: خبث الْحَدِيد ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا شونيز كف باقة سذاب كرفس يصب عَلَيْهِ فِي عضاد سِتَّة أَرْطَال رائب الْمعز وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يصفى مِنْهُ رَطْل وَيشْرب باكرا وَيَأْكُل إِذا اشْتهى الطَّعَام مَا أحب وَيشْرب عَلَيْهِ ذَلِك اللَّبن ممزوجاً بِالْمَاءِ مَتى عَطش وَإِذا نَام شرب مِنْهُ نصف رَطْل غير ممزوج ويبدل الْكل ثَلَاثَة أَيَّام ويعاد على ذَلِك وَيشْرب ثَلَاثَة أسابيع أَو أسبوعين وينفع للسمنة: حرف أَبيض بِلَبن وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام وَسَبْعَة.
جائتني امْرَأَة سلقت خردلاً كَمَا هُوَ مَعَ حِنْطَة وعلفت بِهِ دجَاجَة فَلم تسمن لَكِنَّهَا هزلت وبأ فِي عينهَا يرقان وأكلت تِلْكَ الدَّجَاجَة فهاج بهَا من الْحر واليبس أَمر عَظِيم فعالجتها بلعاب البزرقطونا وَمَاء الْخِيَار مقشراً وَنَحْوه حَتَّى بَرِئت.
ابْن ماسوية للسمنة: دَقِيق حمص وباقلى وشعير وأرز بِالسَّوِيَّةِ عدس مقشر خشخاش أَبيض ماش مقشر نصف نصف سمسم مقشر ربع كعك جزءان لوز مقشر نصف سكر جزءان يتَّخذ بِلَبن حساء وَيُزَاد فِيهِ حِنْطَة مرضوضة نصف جُزْء نصف جُزْء يتَّخذ بِلَبن النعاج ويسقى غدْوَة فِي كل يَوْم.
سمنة جَيِّدَة: رَطْل لبن حليب ورطل مَاء تغليه بِرِفْق حَتَّى يذهب المَاء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن بقر ودهن حل ويغلى ساعتين ثمَّ يحسى على الرِّيق.)
سمنة جَيِّدَة: رَطْل لبن حليب ورطل مَاء تغليه بِرِفْق حَتَّى يذهب المَاء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن بقر ودهن حل ويغلى ساعتين ثمَّ يحسى على الرِّيق.
(2/406)
سمنة جَيِّدَة: يصب على الزَّبِيب أَرْبَعَة أوزانه مَاء ويطبخ حَتَّى يذهب النّصْف ثمَّ صفه واطرح على كل قدر ففيز زبيب بالهاشمى فِي الأَصْل رطلين من خبث وَمن النانخة والقرظ والصعتر كف كف ودعه حَتَّى يغلي يَوْمَيْنِ ثمَّ يسقى مِنْهُ رَطْل غدْوَة على الرِّيق وَعَشِيَّة وَيَأْكُل على ثَلَاث سَاعَات خبْزًا بكامخ من كبر وكراث وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً رطلا فَإِذا مضى سبع سَاعَات يَأْكُل عَلَيْهِ لَحْمًا سميناً وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً صلباً ثَلَاثَة أَرْطَال فَإِنَّهُ جيد للبطن والصفار والبواسير.
للسمنة والصفار عَجِيب قَالَ: مَتى شرب الْخبث يجب أَن يَأْكُل كل سَاعَة من النَّهَار رغيفاً مشطوراً بِسمن وكامخ أَو يشرب عَلَيْهِ رَطْل نَبِيذ صلبا وَفِي السَّادِسَة يدهن رَأسه وَيَأْكُل طبيخاً وشواءاً يَوْمًا وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً مَا يسكر سكرا وسطا فَإِنَّهُ يخصب جدا وَيحسن لَونه.
قَالَ: وَمِمَّا يَنُوب عَن الْخبث فِي الإسمان وتحمير اللَّوْن وَيذْهب الصفار والبواسير تغسل كيلجة حلبة ثَلَاث غسلات ويلقى مَعهَا دستجة شراب وَيصب عَلَيْهَا أَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء وَضعه فِي تنور لَيْلَة ثمَّ صفه وَخذ مِنْهُ رطلين والق عَلَيْهِ سكرجة دهن حل طرى ورطل نَبِيذ وَيشْرب أسبوعاً.
الطِّبّ الْقَدِيم سمنة: يغسل البنج بِالْمَاءِ بعد أَن ينقع فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة ويجفف ويلت بِسمن لتا قَلِيلا وغله بِقدر مَا يسحق ثمَّ اطرَح عَلَيْهِ مثله أَربع مَرَّات لوزاً مقشراً وَمثله جوزاً وَمثل اللوز سكرا وَخذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر خَمْسَة دَرَاهِم.
أُخْرَى: كمون نانخة حرف بِالسَّوِيَّةِ فلفل ربع جُزْء دَقِيق الحمص والعدس والباقلى وَالْحِنْطَة بِالسَّوِيَّةِ ألف ب مثل الْأَدْوِيَة يخبز رقاقاً ويجفف ويتحسى مِنْهُ بِلَبن أَو مرق إسفيذباج أسبوعاً كل غدْوَة ثمَّ يَأْكُل نصف النَّهَار وَيَأْكُل مِنْهُ بِاللَّيْلِ رقاقة وَاحِدَة وزن خَمْسَة دَرَاهِم.
أُخْرَى: لوز بندق مقشر الْحبَّة الخضراء سمسم خشخاش بِالسَّوِيَّةِ كسيلا نصف فانيذ مثل الْجَمِيع يستف كل غدْوَة وَعند النّوم عشرُون درهما.
تجربة لرجل نخاس: تطعم الْجَارِيَة كل يَوْم دجَاجَة مشوية رطبَة بِخبْز سميذ شهرا يسمن وَيحسن لَوْنهَا جدا.)
من كتاب الإغذاء: لَا يُمكن أَن يهزل الْإِنْسَان دون أَن تسوء حَال الكبد.
بختيشوع: مغاد كثيراء عود خربق. ج زرنباد وَحج يسحق وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل ثلثه سميذ جريش وَثلثه بلوز مقشر وَثلثه بسكر سليماني يجمع وَيُؤْخَذ كل يَوْم عشرُون درهما ورطلان من لبن نعجة وَمَاء الْعِنَب المعصور رطلا يغلى بعد أَن يجمعا ويطرح
(2/407)
الدَّوَاء فِيهِ ويخلط بِغَلَبَة عَلَيْهِ ويتحسى فاتراً فَإِنَّهُ يخصب الْجِسْم جدا وَيحسن اللَّوْن ويحمره.
دَوَاء يلقى فِي السويق وَيكسر النفخة وَيحسن اللَّوْن: كسيلا دِرْهَمَانِ يدق وينخل وَيشْرب مَعَ سويق كل يَوْم دِرْهَمَانِ أَو يلقى على نَبِيذ لَا حموضة فِيهِ الْبَتَّةَ وزن خَمْسَة دَرَاهِم كسيلا على سمنة للهند: بنج يغسل بِالْمَاءِ غسلا جيدا ويغلى غلياناً شَدِيدا وَيصب المَاء ويجفف البنج فِي الظل وينعم سحقه واجعله فِي وسط عجين وألزقه فِي تنور أَو على آجرة حَتَّى يحمر الْعَجِين كالبسرة وَأخرجه واسحقه والق مثقالين فِي رَطْل مثلث بسمسم وخشخاش معجون بدهن وَيشْرب غدْوَة وَعَشِيَّة ثَلَاث كفوف وَأَيْضًا خُذ عظاية فَشَقهَا وملحها ويبسها واسحقها وَاجعَل مِنْهَا فِي طَعَامه يسمن فِي أُسْبُوع. د: البلوس يكثر اللَّحْم وَقَالَ: الْخبز الرطب يزِيد فِي اللَّحْم وَقَالَ: الهريسة تزيد فِي اللَّحْم جَيِّدَة للمحرورين المنهوكين ترطب أبدانهم وَقَالَ: إِذا طلى الْجِسْم بالزبد غذاه وأسمنه وَقَالَ: الزّبد نَافِع لليبس الْعَارِض للجسم.
ابْن ماسويه: الحمص إِذا خلط بالباقلى وَجعل مِنْهُ حساء بِلَبن أسمن الكرسنة تسمن الْبَقر. د: الكرسنة إِذا قليت وأنعم دقها وخلطت بِعَسَل وَأخذ مِنْهَا مِقْدَار جوزة وَافَقت المهازيل. د: اللَّبن إِن تنَاوله الْإِنْسَان كل يَوْم رطب بدنه.
روفس وبديغورس: المغات خاصته الإسمان والاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر يسمن.
روفس: النطرون يصنع مِنْهُ ضماد نَافِع للمهازيل.
ابْن ماسويه: مَا يسمن وَيزِيد فِي اللَّحْم: الْحِنْطَة المهروسة والحمص المهروس والباقلى واللوبيا مَجْهُول: مكوك دَقِيق سميذ وَخمْس أَوَاقٍ عنزروت يلتان بِسمن غنم نعما ويخبز الْكل وَيطْعم غدْوَة وَعَشِيَّة فيسمن وَيحسن اللَّوْن والقيء قبل الطَّعَام يسمن وَبعده يهزل.
للسمنة: تُؤْخَذ دود النَّحْل سبع ألف ب فيبسهن ونقهن وأخلطهن بسويق واسقها أسبوعين كل يَوْم كيلجة أسبوعاً.)
أركاغانس فِي كتاب الأدواء المزمنة: إِن الْأكل بعد الْحمام سَاعَة يخرج مِنْهُ يزِيد فِي اللَّحْم جدا ويقويه.
من جَامع ابْن ماسويه: حسو للسمنة جيد بَالغ: كعك أَرْبَعُونَ درهما لوز مقشر من
(2/408)
قشرته خَمْسُونَ درهما أرز أَبيض مغسول غسلات أَرْبَعُونَ درهما شعير أَبيض مهروس ثَلَاثُونَ درهما حِنْطَة حَمْرَاء رزينته خَمْسُونَ درهما بزر الخشخاش الْأَبْيَض درهما باقلى يَابِس مثله مغات عشرَة دَرَاهِم لوبيا أَحْمَر خَمْسُونَ درهما حمص منقى من قشرة الدَّاخِل خَمْسُونَ درهما سكر أَبيض سليماني مائَة دِرْهَم كمون نبطى عشرُون درهما يتَّخذ مِنْهُ حساء بعد أَن ينعم طبخها ودقها بِلَبن حليب وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ مَعَ دهن لوز وَلَا يَأْكُل حَتَّى يسيريه ثمَّ يَأْكُل إسفيذباجا بِلَحْم جمل وَيشْرب شرابًا ريحانيا مكسورا بِالْمَاءِ وَقَالَ: أَيْضا يطلى الْجِسْم بزفت فِي كل يَوْم مرّة فِي الصَّيف ومرتين فِي الشتَاء وَيضْرب حَتَّى يحمر حمرَة معتدلة فَإِنَّهُ يزِيد بِهِ اللَّحْم.
من الْكَمَال والتمام: حساء جيد يسمن جدا وَيصْلح لأَصْحَاب السل: حمص منقع فِي لبن الْبَقر أَو النعاج يَوْمًا وَلَيْلَة جزؤ باقلى مقشر جزءان عدس مقشر جزؤ شعير مقشر ثَلَاثَة أَجزَاء حِنْطَة مقشرة جزؤ خشخاش أَبيض جزؤ ماش مقشر جزءان أرز مغسول منقع بِمَاء نخالة السميذ جزؤ وَنصف لوز مقشر من قشرته جزؤ خبز سميذ المجفف ثَلَاثَة أَجزَاء سكر طبرزد جزءان سمسم مقشر نصف جُزْء يرض جَمِيعًا وَيُؤْخَذ مِنْهَا حفْنَة ويطبخ بِلَبن النعاج ويسقى بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُ يسمن.
آخر يسمن وَيحسن اللَّوْن: دَقِيق سميذ مكوك عنزروت خمس أَوَاقٍ يخلطان جَمِيعًا ويلتان بالسمن نعما ويعجن ويخبز ويجفف فِي التَّنور وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم مدقوقة وَيشْرب بِالْغَدَاةِ بِمَاء بَارِد أَيَّامًا مُتَوَالِيَة. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء قَالَ كلَاما مَا هَذَا شَرحه: إِن رطوبات الْبدن مِنْهَا مَحْصُور فِي الجداول الْكِبَار بِمَنْزِلَة الرطوبات وَالدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق الْكِبَار وَمِنْهَا محصورة فِي الجداول الصفار بِمَنْزِلَة الرطوبات وَالدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق الصغار الَّتِي يسقى كل عُضْو مِنْهَا رطوبات مبثوثة فِي خلال أَجزَاء الْأَعْضَاء كالصوف المبلول وَنَحْوه وَمِنْهَا رُطُوبَة بهَا التحام أَجزَاء الْأَعْضَاء بَعْضهَا بِبَعْض وَإِذا قل الدَّم والرطوبات الَّتِي فِي الأوعية الْكِبَار حدث مِنْهَا أَن يقل الَّتِي فِي الأوعية الصغار وَاسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة والأشربة القابضة يفعل ذَلِك بِمَا يمص بَعْضهَا وَيدْفَع بَعْضهَا حَتَّى يصير إِلَى الْمعدة وَغَيرهَا من التجاويف الْكِبَار فَيخرج عَن الْبدن وَإِذا فنيت هَذِه الرُّطُوبَة فنى الَّذِي هُوَ)
بِمَنْزِلَة المَاء فِي خلال الصُّوف وَمن هَذَا يصير الشَّحْم وَاللَّحم وَسَائِر الْأَعْضَاء أيبس وَإِذا فنيت هَذِه آل الْأَمر إِلَى أَن تفنى الرُّطُوبَة الَّتِي فِي أَجزَاء الْأَعْضَاء ملتحمة بهَا وَذَلِكَ هُوَ الذبول الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ والحمى الدائمة تفعل ذَلِك وَقلة الْغذَاء ألف ب الْيَابِس من. وَقَالَ: قد رَأَيْت رجلا بِهِ فَسَاد مزاج يَابِس فِي معدته وَكَانَ لذَلِك لَا يستمرئ طَعَامه وَكَانَ فِي غَايَة القضف وَكَانَ غرضى فِيهِ أَن أرطب بدنه كُله مَعَ معدته فاتخذت لَهُ منزلا
(2/409)
بِالْقربِ من الْحمام وَكنت أمضي بِهِ إِلَى الْحمام على مقربة لِئَلَّا تجففه الْحَرَكَة وَكنت أجعله فِي الآبزن المعتدل مَاؤُهُ وقتا طَويلا فِي الْموضع المعتدل من الْحمام وَذَلِكَ أَن مثل هَذَا لَا يحْتَاج إِلَى حرارة الْحمام بل رُطُوبَة المَاء وَلَا يجب أَن يكون مَاؤُهُ حاراً لِأَن الْأَبدَان الضعيفة لَا تحْتَمل الْحَار وَلَا الْبرد والطبيعة تهرب مِنْهُمَا جَمِيعًا وَإِذا أفرطا إِلَى غور الْبدن فَإِذا لقِيت المعتدل فِي الْحَرَارَة انبسطت وَخرجت من جَمِيع الْجِهَات الَّتِي تلفاه وغرضنا فِي هَؤُلَاءِ إِنَّمَا هُوَ توسيع المسام وتفتيحها وإرخاؤها وَالْمَاء المعتدل غَايَة الِاعْتِدَال يفعل ذَلِك بكيفيتة لِأَن المَاء الْحَار جدا يشمئز مِنْهُ الْجِسْم فيجتمع وينحصر إِلَى ذَاته وَكنت أسقيه سَاعَة يخرج من الْحمام لبن الأتن سَاعَة يحلب لِأَنَّهُ أفضل الألبان لهَذِهِ الْعلَّة إِذْ هُوَ ألطفها وأرقها وَهُوَ أقلهَا تجنبا فِي الْمعدة وَإِنَّمَا يحْتَاج من اللَّبن إِلَى أَن ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا وَينفذ إِلَى جَمِيع الْجِسْم ليتغذى فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيجب أَن يسقى هَؤُلَاءِ اللَّبن وحدة مخضا أَو مَعَ شَيْء يسير من عسل مفتر وليكونا فاضلين جَيِّدين وأعن بالإنسان فِي أَن يستمرئ غذاؤه أَو تتعاهد بالْحسنِ أوغيره وينحى عَنْهَا جحشها وَقد ريضت رياضة معتدلة وتعلف من الْحَشِيش مَا لَيْسَ بِكَثِير الرُّطُوبَة وَمن التِّين وَالشعِير بِقصد وَإِن كَانَ روثها كثير الرُّطُوبَة مملوءاً رياحا علمت أَنَّهَا لم تستمرئه فزد فِي رياضتها وانقص غذائها وَإِن كَانَ أَصْلَب فبعكس ذَلِك وَبعد أَن تسقيه اللَّبن اتركه يستريح إِلَى وَقت دُخُول الْحمام ثَانِيَة وثالثة إِن احتجت إِلَيْهِ وَأدْخلهُ الْحمام ثَانِيَة إِذا علمت أَن اللَّبن قد انهضم وتعرف ذَلِك فِي الجشاء وَمن مِقْدَار انتفاخ الْبَطن وَمِقْدَار ذَلِك خمس سَاعَات الاسْتوَاء أَربع سَاعَات هَذَا إِن أردْت إِدْخَاله الْحمام ثَالِثَة فَأكْثر وكل مَا خرج من المَاء فادلكه بالدهن قبل أَن يلبس ثِيَابه وَانْظُر أَن يكون مِقْدَار كَونه فِي المَاء الْحَار إِلَى أَن ينتفخ وَمن الدَّلْك إِلَى أَن يحمر وَلَا يُجَاوز بعد ذَلِك فيتحلل وَإِن حممته قبل أَن تسخنه سخونة معتدلة فَإنَّك إِن تجاوزته إِلَى ذَلِك أنحلته وقضفته وملاك أمره أَن تمسحه بعد الاستحمام بالدهن لتحفظ عَلَيْهِ رطوبته وَإِن كَانَ يستلذ اللَّبن فاسقه أَيْضا بعد الْحَرَكَة الثَّانِيَة)
وَإِن كَانَ لَا يستلذه فاسقه مَاء الشّعير أَو خندروسا مُحكم الطَّبْخ ثمَّ دَعه يستريح ثمَّ عشه يخبز جيد الصَّنْعَة مَعَ سمك رضراضى وبحصى الديوك وأجنحتها المسمنة بالحليب وتحر أَن يكون طَعَامه خَفِيفا كثير الْغذَاء لَا لزوجة فِيهِ وَلَا فضول كَثِيرَة ولعمري أَن الطَّعَام اللزج الْقوي أَكثر غذاءا وَلَكِن الْجِسْم هُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى أَن يحِيل الطَّعَام حَتَّى يغتذى بِهِ فتحتاج الْأَبدَان الضعيفة إِلَى مَا يقوى عَلَيْهَا ألف ب فَلذَلِك لَا تصلح لهَذَا الْجِسْم الْأَطْعِمَة الغليظة وَإِن كَانَت أَكثر غذاءا وَأما الْأَبدَان القوية فتصلح والأطعمة الرقيقة جدا لَا تغذي شَيْئا ذَا قدر فاختر لَهَا الْجِسْم الْمُتَوَسّط من هذَيْن أبدا.
وَأَقُول إِن جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى إنعاش بدنه فَلَيْسَ يجب أَن يسْتَعْمل شَيْئا مِمَّا يشربه غير الشَّرَاب وَلَكِن شرابًا
(2/410)
أَبيض قَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء مَعَه قبض لِأَن هَذَا الشَّرَاب قد يُغَرْغر المَاء فِي الضعْف وَلَيْسَ فِي الْقُوَّة فِي حَال يسخن حَتَّى يجفف فَهَذَا أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم وأمرخه فِي المَاء بِقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من غرضك وَمَا يقرب من فعل الدَّوَاء وَالْمَاء وَالشرَاب فَلْيَكُن مِقْدَار مَا يشرب مِنْهُ أَلا يطفو فِي الْمعدة وَلَا يجد لَهُ قرقرة وَمِقْدَار الطَّعَام الَّذِي لَا يثقل على الْمعدة وَلَا يَتَعَدَّد وَلَا ينتفخ فَإِن عرض من هَذَا شَيْء فَأَقل فِي الْيَوْم الثَّانِي فَإِن جرى الْأَمر فِي الْيَوْم الأول مَحْمُودًا فزد فِي الْيَوْم الثَّانِي شَيْئا يَسِيرا ودير فِي الْمَشْي وَالرُّكُوب بِقِيَاس زِيَادَة الْجِسْم على مِثَال تَدْبِير لفاقة فَإِن الْفرق بَين الْفَاقَة وَبَين للآمنا فِيهِ أَن جملَة الْجِسْم حَال جسم النَّاقة كَحال معدة هَذَا وَأكْثر مَا يعرض عَلَيْهِ اليبس على الْبدن فِي الْأَمْرَاض المزمنة عِنْدَمَا تشارف رطوبات الْأَعْضَاء أَن تتحلل وَهَذِه الرطوبات وَلَو فنيت جملَة لأمكننا ردهَا بِهَذَا التَّدْبِير وَأما الرُّطُوبَة الَّتِي تلحم أَجزَاء الْعُضْو بَعْضهَا بِبَعْض فَمَا لَا سَبِيل إِلَيْهِ وزد فِي التَّدْبِير مَتى زَاد الْجِسْم وَأكْثر الدَّلْك وَالرُّكُوب وكمية الطَّعَام وَكَيْفِيَّة ميله إِلَى الغلظ فَإِذا قاربوا الصِّحَّة فاقطع بَينهم كشك الشّعير وَاللَّبن وَخذ بهم فِي الْأَطْعِمَة الَّتِي ألفوها من اللحوم الغاذية القوية ودرجهم إِلَى هَذِه قَلِيلا قَلِيلا وَليكن الْغذَاء الَّذِي يتعشى بِهِ أقوى.
وَاعْلَم أَن هَذَا التَّدْبِير لمن هزل من سوء مزاج يَابِس فِي معدته وَمن سل والناقة: وَأما من أردْت أَن يسمن من الأصحاء فَأدْخلهُ الْحمام ومرخه واغذه الأغذية القوية وَلَا يحْتَاج إِلَى لبن وَلَا إِلَى كشك شعير ورضه رياضة تصلح لَهُ واسقه شرابًا كَذَلِك وادلكه دلكا يصلح لَهُ.
قَالَ ج: وَلِأَن النَّاقة وَمن هزل مَعَ ضعف الْمعدة يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء كثير وَلَا يقدرُونَ على)
استمرائه وَلَو كَانَ متوسطاً فضلا عَن الْكثير يجب أَن يكون غذاؤهم فِي مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا مَا داموا على هزالهم الْكثير وَلذَلِك أَنا أغذوهم ثَلَاث مَرَّات حَتَّى إِذا قبلوا أكلهم مرَّتَيْنِ وَليكن مِقْدَار الطَّعَام الأول مِقْدَارًا يستمرئ أكله وينهضم إنهضاماً محكما قبل تنَاول الطَّعَام الثَّانِي وَهَذَا لَا يُمكن أَن يكون مَتى كَانَ الطَّعَام الأول قَوِيا فَيَنْبَغِي أَن يكون الطَّعَام الأول سريع الاستحالة وَالْخُرُوج ليَكُون تنَاوله للطعام الثَّانِي على بَقَاء الْمعدة وَلِأَن الطَّعَام الثَّانِي يَنْبَغِي أَن يكون أقوى تتبعه الرَّاحَة وَالنَّوْم الطَّوِيل وَلذَلِك تَجِد أهل الرياضة يَفْعَلُونَ ذَلِك لأَنهم قد وجدوا صِحَّته بالتجربة وَلَيْسَ بضائر لأَصْحَاب التَّدْبِير المنعش أَن يَفْعَلُوا كَمَا يفعل أَصْحَاب الرياضة وَذَلِكَ أَنهم لَا يشربون بعد عشائهم شَيْئا حَتَّى يستمرءوا طعامهم وَإِن هم عطشوا فاسقهم قَلِيلا بِمِقْدَار مَا يَكْفِي الْعَطش لِأَن المَاء إِذا كثر مَعَ الطَّعَام وَالشرَاب ألف ب فِي الْمعدة منع أَن تحتوي الْمعدة على الطَّعَام فَإِذا استمرءوا فَأذن لَهُم فِي اسْتِيفَاء شربهم فَإِنَّهُم إِذا فعلوا ذَلِك انحدر طعامهم وتغذوا أسْرع فَكَانُوا لَهُ أشهى فِي الْيَوْم الثَّانِي وَإِذا أصبح فليبرزوا وليمشوا قَلِيلا وادلك أبدانهم دلكا معتدلاً.
والمعتدل فِي هَؤُلَاءِ أَن يمسك عَنْهُم إِذا سخن الْبدن ثمَّ يركبُوا فَإِذا نزلُوا فادلكهم أَيْضا وأدخلهم الْحمام قبل انتصاف النَّهَار
(2/411)
وَإِن كَانَ وَلَا بُد فنحو انتصاف النَّهَار لَكِن ليكن فِيمَا بَينه وَبَين الْعشَاء مُدَّة كَافِيَة وَاجعَل عنايتك باعتدال الْموضع الَّذِي هم فِيهِ واجر نَحْو عَادَتهم فِي الشّرْب على نَحْو عَادَتهم فِي الْيَوْم الثَّانِي اجهد أَلا يسهروا فَإِن قلَّة النّوم يجفف تجفيفاً شَدِيدا واجر فِي الْأَطْعِمَة إِلَى مَا فِي شهواتهم وعادتهم إِلَيْهَا وَمَا لَا يغنى وتأباه نُفُوسهم.
وَاعْلَم أَن من أَصَابَهُ اليبس الذبولي فِي معدته فَإِنَّهُ لَا يبرأ الْبَتَّةَ وَتبقى معدته بَاقِي عمره كمعد الشُّيُوخ وينهك دَائِما وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فِي فُؤَاده فَأمره يؤول إِلَى الذبول بِسُرْعَة وَبعد هَذَا فِي السرعة الذبول الْحَادِث عَن الكبد وَبعد هَذَا الَّذِي مبدؤه من الْمعدة فَأَما الذبول الَّذِي يَبْتَدِئ من سَائِر الْأَعْضَاء فَفِيهِ من طول الْمعدة بِحَسب مَا ينقص عَن هَذِه الْأَعْضَاء وَأما من جف جرم فُؤَاده جفوفاً يَسِيرا فَإِنَّهُ يهرم سَرِيعا إِلَّا أَنه على حَال يعِيش أَكثر مِمَّن يكون من اليبس الَّذِي أنكأ فُؤَاده وتدبيرهم على حَال التَّدْبِير الَّذِي وَصفنَا من الترطيب من ظَاهر وباطن وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن اليبس إِذا أزمن مَعَه الْبرد فَلْيَكُن غرضك فِي علاجهم الإسخان المعتدل فَإنَّك إِن أسخنت الَّذين قد نقصت رطوباتهم الَّتِي فِي تجاويف الجداول الصغار إسخاناً معتدلاً يَوْمَيْنِ مَعَ)
تحفظ التَّدْبِير احْتمل فِي الثَّالِث غذاءا أغْلظ وَفِي الرَّابِع وَالْخَامِس غذاءا أصلح.
وَقَالَ أَيْضا فِي حِيلَة الْبُرْء: إِن المزاج الْحَار الْيَابِس يمِيل الْبدن إِلَى النحافة والرياضة المسرعة وَالتَّدْبِير اللَّطِيف والأدوية الملطفة والهموم والأرق يَجْعَل المزاج أَشد حرارة ويبسا فيورث بذلك الهزال وَكَذَلِكَ الْإِحْضَار الشَّديد نافض من اللَّحْم جدا فَمن احتجت أَن تزيد فِي لَحْمه فاسقه من الشَّرَاب غليظاً وأطعمه مَا يُولد دَمًا غليظا ورضه رياضة فِيهَا إبطاء من الْحَرَكَة وادلكه دلكا معتدلا وَافْعل بِهِ فِي الْجُمْلَة مَا تفعل بِمن تُرِيدُ إهزاله على مَا ذكرنَا هُنَاكَ وينفعهم الطلى بالزفت فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَإِن هَذَا دَوَاء نَافِع من التزييد اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى عرضت هَذِه الْعلَّة فِي عُضْو وَاحِد فاطله بِهَذَا الدَّوَاء فَإِن هَذَا بليغ فِي أَكثر مَا تريده من جَمِيع من تُرِيدُ أَن يتزيد لَحْمه وَذَلِكَ أَنه يسخن ويرطب بِسَبَب أَن يجتذب دَمًا كثيرا وَلذَلِك يَنْبَغِي لنا أَلا ندمن اسْتِعْمَاله فِي الْأَبدَان العبلة وَلَا إِذا كَانَ مَوضِع يَنْبَغِي لنا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِيهِ فَيَنْبَغِي لنا أَلا نَسْتَعْمِلهُ مَرَّات كَثِيرَة لَكِن حَسبنَا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِي الشتَاء مرَّتَيْنِ ألف ب وَفِي الصَّيف مرّة وَاحِدَة تعين فِي كل علاج يعالج بِهِ فَأَما من قد ولد وَشَيْء من أَعْضَائِهِ هزيل فَإِن النخاسين يداوونه بِهَذَا الدَّوَاء مَعَ تلذيع خَفِيف تلذعونه بِالضَّرْبِ بقضيب مستو أملس مدهون وللضرب مِقْدَار معتدل بِهِ ملاك الْأَمر وَالْعَمَل كُله وَهُوَ مِقْدَار مَا ينتفخ بِهِ الْجِسْم وَقيل أَن يضمر وَلذَلِك يجب فِي كل عُضْو تُرِيدُ الزِّيَادَة فِي لَحْمه أَن تدلكه وتصب عَلَيْهِ ماءا حارا أَو تلذعه بِالضَّرْبِ حَتَّى ينتفح وَتمسك عَنهُ إِذا أَخذ ينتفخ على الْمَكَان قبل أَن يَأْخُذ فِي التَّحْلِيل فَإِن جَمِيع مَا يسخن من شَأْنه أَن يحلل مَا ينجذب إِلَيْهَا إِن طول وابطئ من تسخينه وَقد رَأَيْت رجلا من النخاسين وَقع إِلَيْهِ غُلَام نَاقص الإليتين فَزَاد فِي
(2/412)
إليتية فِي زمن قَلِيل بِأَن كَانَ يلذعهما بِالضَّرْبِ المعتدل يَوْمًا وَيَوْما لَا وَيسْتَعْمل طليهما بالزفت بِمِقْدَار معتدل وَأما من كَانَ قد نحف جَمِيع بدنه فَإِنَّهُ ينْتَفع بالاستحمام بعد الطَّعَام وَأعلم أَن المستحم بعد الطَّعَام لَا يُؤمن أَن يعرض لَهُ سدد فِي كبده وخاصة إِن كَانَ نوع الطَّعَام مُوَافقا لذَلِك فَإِن الْأَطْعِمَة المولدة للدم الغليظ قد تحدث سدة إِن اسْتعْملت على غير هَذَا الْوَجْه فدع إِذا اسْتعْمل على هَذَا الْوَجْه يَعْنِي أَن يدْخل بعد تنَاولهَا الْحمام وَقد يُولد مثل هَذَا التَّدْبِير أَيْضا إِذا طَال الْحَصَاة فِي كلى وَالسَّبَب الَّذِي لَيْسَ يعرض لجَمِيع ن يسهله اخْتِلَاف الْخلق وَذَلِكَ أَن من النَّاس من كلاهم ملززة ضيقَة المجاري وَكَذَلِكَ بحاري أكبادهم وَآخَرين هم بالضد من هَؤُلَاءِ وَلَيْسَ لَهُم عَلامَة بَيِّنَة فتعرف بِهِ)
هَذَا لَكنا تسْأَل من تدبره بِهَذَا التَّدْبِير هَل بِحَدّ مس ثقل فِي جنبه الْأَيْمن أَو فِي قطنه فَإِن أصَاب ذَلِك أطعناه من سَاعَته كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل بِهِ ذَلِك حَتَّى يذهب عَنهُ مَا وجد من الثّقل فَأَما مَتى كَانَ أَعْضَاء الْجِسْم لَا تتغذى إِلَّا بكد وَكَانَ مَعَ هَذَا قد برد بردا كثيرا فَإِن قد اسْتعْملت كم من مرّة فِي مداواته الينتون وطلبته بِهِ مَعَ عسل وَمرَّة مَعَ قيروطى فَإِن هَذَا أَيْضا إِذا وضع على الأعصاب جذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا فَأَما مَتى كَانَ الْجلد نَاقِصا فَإِن أداويه وَبِذَلِك ويستغنى بِهِ عَن غَيره. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: فَأَما النَّقْص الَّذِي يكون فِي الشفتين أَو فِي طرف الْأنف أَو فِي الْأُذُنَيْنِ فَأَنا نسلخ ونكشط أَولا الْجلد من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا ثمَّ نقطع اللَّحْم الصلب ونجمع الْجلد من الْجَانِبَيْنِ ونضم أَحدهمَا إِلَى الآخر ثمَّ يخيطهما بعد ذَلِك ونلزقهما.
فِي حفظ الصِّحَّة: إِن قضافة الْبدن قد تكون من أجل سوء المزاج الْيَابِس يعرض فِي الْبدن أَو فِي الْمعدة وَيكون سَببا لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء أَو الْقُوَّة الغاذية أَو جَمِيعًا وَقد نفع من كَانَ نحيلاً من هَؤُلَاءِ من ضعف هَاتين القوتين بالطلاء الزفتي وبالدلك قبل الاستحمام بمناديل متوسطة فِي الخشونة واللين إِلَى يحمر بدنه ثمَّ يدلك بعد ذَلِك دلكا صلباً كثيرا ليصلب بدنه ألف ب وَيسْتَعْمل بعد من الرياضة مِقْدَارًا معتدلا ثمَّ يستحم وَلَا يبطئ فِي الْحمام وينشف فِي مناديل كَذَلِك قَلِيلا أَيْضا ثمَّ يمرخ بدنه بدهن يسير ويتناول طَعَامه وَإِن كَانَت السن تحْتَمل صب المَاء الْبَارِد فعل ذَلِك فَإِنَّهُ ينتقع بِهِ. قَالَ: وَكثير مِمَّن اسْتعْمل هَذَا اللطوخ مِمَّن كَانَ فِي مَا مضى قضيفاً عبلاً وخاصة من كَانَت قوته المغرية غير ضَعِيفَة بل المؤدية للغذاء ضَعِيفَة ويمنعها ن الْغذَاء قلَّة الْمَادَّة والغذاء الَّذِي يصل إِلَى الأوراد وَلَيْسَ شَيْء يُسَاوِي هَذَا اللطوخ فِي الْقُوَّة وَإِذا لم يكن هَذَا الطلاء إِمَّا لتفتيق أَو غَيره فَاسْتعْمل الدَّلْك على مَا وَصفنَا والرياضة على مَا وَصفنَا أَيْضا قبل وغرضنا فِي ذَلِك أَن نجتذب دَمًا كثيرا إِلَى اللَّحْم ونقوى الْقُوَّة المغذي ونمنع جهدنا من التَّحَلُّل وَإِنَّمَا نقوى الْقُوَّة المغذية
(2/413)
بسخونة اللَّحْم ونمنع مَا كَانَ من الإغذاء إِلَى الْأَعْضَاء بالدهن وَالْمَاء الْبَارِد عَظِيم النَّفْع فِي ذَلِك.
وَمن هَذَا الْكتاب قَالَ: قد أُوتيت بِغُلَام ملهوس السَّاقَيْن فمرخته فِي الْيَوْم الأول بالزفت مرَّتَيْنِ الْوَاحِدَة فِي أثر الْأُخْرَى كَمَا من فِي عادتي أَن أفعل ذَلِك وأمرته أَن تغذوه غذاءاً غير مسرع وَلَا كثير وَفِي الْيَوْم دلكته بالطلاء دلكا معتدلاً فِي الصلابة يسير الكمية فَلَمَّا لَان بدنه أَمرته أَن يزِيد)
فِي كمية الْإِحْضَار وَلَا يزِيد فِي السرعة وَكَذَلِكَ فعلت فِي الثَّالِث وَكنت أدلكه بعد الْإِحْضَار بالدلك الْمسكن وأمرته أَن يمشي كل يَوْم ويبتدئ بِالْمَشْيِ المعتدل ثمَّ يزِيد فِيهِ قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أتفقد سَاقيه وخاصة عروقها لَعَلَّهَا اتسعت لِأَن إتساع الأوراد دون نَمَاء اللَّحْم رَدِيء مجدث للأورام وتفقدت أَيْضا هَل تسخن ساقاه ويجد فِيهَا مس الإعياء الورمى وَكَذَلِكَ يجب أَن تتفقد فِي جَمِيع الْأَعْضَاء فَإِن رَأَيْت من ذَلِك شَيْئا قصرت عَن الرياضة وَأخذت فِي التَّدْبِير الْمسكن لذَلِك على مَا وَصفنَا فِي بَاب الإعياء وعلقت الرجلَيْن والعضو الَّذِي فِيهِ إِلَى فَوق فِي حَال النّوم فَإِذا رَجَعَ إِلَى الْحَال الطبيعية رجعت إِلَى الْعَمَل وَإِن لم تزمن ذَلِك شَيْئا زِدْت فِي مِقْدَار الرياضة كل يَوْم قَلِيلا. ج فِي أَصْنَاف الحميات: إِن سخنت الزفت أَو الراتينج تسخيناً معتدلاً وطليته على عُضْو وَتركته حَتَّى يجمد عَلَيْهِ ثمَّ قلعته عَنهُ بعد أَن انتفخ الْعُضْو. لي هَكَذَا يعْمل طلاء الزفت.
من حميات ابْن ماسوية إِذا كَانَ الْجِسْم قد برد ويبس كالشيخ فأطعمه صفرَة الْبيض تحسية مَعَ خبز السميذ واسقه قَلِيل شراب وَمَاء فَإِذا ناله ثَلَاث سَاعَات فأطعمه خبْزًا مبلولاً بِمَاء وشراب وَأدْخلهُ الْحمام وَليكن غرضك ترطيبة فَقَط وَأخرجه واغذه إسفيذباجة بِلَحْم حمل بحمص وشبث ثمَّ اسْقِهِ شرابًا ممزوجاً وَلَا تكْثر مِنْهُ وَلَا تَجْعَلهُ قَوِيا فيصدع ودعه كي ينَام وبخره بِالْعودِ الْمَطَر أَو بخر بِهِ قدامه أَيْضا ولين وطأه واتكأه وَلَا تبطيء فِي الْحمام وَلَا يكن شَدِيد الْحَرَارَة واحقنهم بحقنة الرَّأْس والأكارع وَالْجنب السمين وَالْحِنْطَة والحمص والشبث يُؤْخَذ مَاؤُهُ ودسمه ألف ب وَيجْعَل فِيهِ شَيْء من دهن بَان ويحقن بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام وَيتْرك خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يعاود هَذَا بِاللَّيْلِ ينَام عَلَيْهِ لَيْلَة وينكر على حساء صفرَة الْبيض وَالتَّدْبِير فَإِذا دخل الْحمام بعد أَن يَأْكُل صفرَة الْبيض وَالْخبْز وَالشرَاب فَهُوَ جَائِز وَيشْرب شربة بِمَاء سخن فِي الشتَاء ويدلك أعضاؤه بدهن خيري الَّذين يسمنون وتحمر ألوانهم قد يهيج بهم العصب فِي الأحيان من سوء التنفس.
اليهودى: لبن الْبَقر رَطْل بِالْغَدَاةِ وَلَا يَأْكُل إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل ويغتسل فِي الْحمام فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام ويحتقن بالحقن المكثرة لشحم الكلى فَإِنَّهُ يسمن ويرطب
(2/414)
المزاج وَلبن النعاج يفعل ذَلِك.
وَقَالَ: الِانْتِفَاع فِي المَاء الْحَار بعد الْأكل حِين يَأْخُذ الطَّعَام ينهضم يسمن جدا.
من الذبول: الذبول فَسَاد جسم الْحَيّ من أجل اليبس قَالَ: وَيكون الذبول الْبَسِيط من الِامْتِنَاع من تنَاوله الأغذية إِمَّا بِإِرَادَة وَإِمَّا بِغَيْر إِرَادَة يَعْنِي بالبسيط مَا كَانَ من اليبس فَقَط وَأما الذبول)
الَّذِي مَعَ الْبرد فَيعرض للمشايخ وَأما الَّذِي مَعَ الْحَرَارَة فَيعرض من حميات الدق وَلَا يَشْمَل الذبول على الْبدن لِئَلَّا يذبل الْبَتَّةَ وَلَا فِي حَال الشيخوخة فَغير مُمكن فَأَما إِن امْتَدَّ لذَلِك وَقت أطول فممكن وَهَذِه الجزؤ من الطِّبّ يُسمى تَدْبِير الْمَشَايِخ وَالْغَرَض فِيهِ مداواة جرم الْقلب وَمنعه بِقدر الطَّاقَة أَن يجفف لِأَنَّهُ مَا دَامَ هَذَا الْعُضْو يَتَحَرَّك فَلَيْسَ يَمُوت وَكَذَلِكَ الْحَيَوَان وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الكبد وَلَو أمكن أَن تمسك هَذِه رطبَة دَائِما لأمكن دفع الشيخوخة لكنه لما كَانَ لَا يُمكن ذَلِك فَإِنَّهُ يُمكن دَفعهَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ: فَقَوْل أميروس حق فِي الْمَشَايِخ: إِنَّهُم إِذا استحموا وأكلوا يجب لَهُم أَن يَنَامُوا على فرش لينَة وَهَذَا التَّدْبِير أصوب مَا يدبر بِهِ الْمَشَايِخ لِأَن هَذَا التَّدْبِير يرطب جدا والغذاء خَاصَّة ترطيبه للبدن أَكثر من سَائِر مَا يرطبه لِأَنَّهُ يتشبه بِهِ وَيزِيد فِي الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة فَأَما سَائِر ضروب الترطيب فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تمنع اليبس من الظَّاهِر وَإِمَّا أَن تزيد فِي الرطوبات الَّتِي هِيَ مبثوثة فِيمَا بَين الْأَعْضَاء. قَالَ: وَبِذَلِك يُمكن أَن يرطب نفس مزاج الْقلب وَيزِيد فِي رطوبته الْأَصْلِيَّة ورطوبة جَمِيع الْأَعْضَاء بِزِيَادَة الرُّطُوبَة المبثوثة كَمَا أَنه إِذا قلت الرطوبات الآخر صَار سَببا إِلَى قلَّة رُطُوبَة الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. قَالَ: وَلَيْسَ يعْدم الْقلب والكبد الرُّطُوبَة إِلَّا بِأَن يعْدم الْحَيَوَان الدَّم الْعَدَم الشَّديد أما الكبد فَلِأَن توليد الدَّم لَهَا وَأما الدَّم فلشدة قوته الجاذبة فَلذَلِك لَا يُمكن أَن يعْدم الْقلب الْغذَاء دون أَن يعدمه جَمِيع الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة بِحَسب فضل قوته الجاذبة عَلَيْهَا وَلَا يجب أَن تتوهم أَن حَال قلب القضيف وكبده أحسن حَالا من سَائِر أَعْضَائِهِ. قَالَ: وَفِي حَال الذبول الْقلب بَارِد ويستدل عَلَيْهِ من برودة النَّفس وصغره وتفاوته وَكَذَلِكَ يكون النبض صَغِيرا متفاوتا وَلَا برأَ لَهُ الْبَتَّةَ.
من حفظ الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: اسْتعْمل ضد مَا وصفناه فِي تهزيل ألف ب السمين وَيدخل الْحمام مِنْهَا مَرَّتَانِ أَو وَاحِدَة لَا محَالة بعد الطَّعَام والرياضة البطيئة القليلة وَالتَّدْبِير والفراش الوطئ وتفريق الْغذَاء فِي مَرَّات والإكثار مِنْهُ.
أبيذيميا فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الدُّود فِي الْبَطن قد يهزل الْإِنْسَان لِأَنَّهُ يستلب الْغذَاء أجمع.
أبيذيميا: تهييج الْغَضَب والغيظ وَمَا يحمر الْوَجْه ويبرز الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن
(2/415)
كالنظر إِلَى الْقِتَال والصراع وتعاطيه يسمن والفرح يسمن طلاء الزفت والتحمير والدلك المعتدل والحركات تسمن الْبدن كُله والعضو الَّذِي يسْتَعْمل فِيهِ.
أبيذيميا: من كَانَ مُعْتَادا للرياضة وَكَانَ مَعهَا خصب الْبدن فَتَركهَا فَرُبمَا قضف الْمَشْي البطئ)
يغلظ الْجِسْم وكل رياضة بطيئة تسمن وَيسْتَعْمل من يُرِيد أَن يسمن الْخبز والأغذية الرّطبَة أَكثر وَمن يُرِيد أَن يهزل بدنه فليستعمل السويق وَنَحْوه من الأغذية الْكَثِيرَة الكمية القليلة الْكَيْفِيَّة. قَالَ: وَمن نقص بدنه فأطعمه لحم الْخَنَازِير مشوياً لِأَنَّهُ كثير الْغذَاء وَلِأَن الشوي يكون مِنْهُ قوى مَنَاسِك غير سيال وَلَا يُولد لَحْمًا منتفخا بل لَحْمًا ملززا قَوِيا. قَالَ: النخاسون يمددون الْجلد ويرجون لكل بدن أَن يسمن بِقدر تبَاعد الْجلد عَن اللَّحْم قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا. قَالَ: اللَّوْن المراري لصَاحب الْبدن المزول فِي الْأَكْثَر والأحمر للبدن السمين والمستعد للسمين وَلَيْسَ يُمكن أَن يمسك حَتَّى يحدث فِيهِ دم كثير مَحْمُود فَإِن الدَّم إِذا كَانَ مراريا وَلَو كثيرا إِلَّا يسمن المحرور المزاج قد يسمنه المضجع فِي الْهَوَاء الْبَارِد والفراش الْبَارِد وبالضد. ج فِي تَفْسِيره لطبيعة الْإِنْسَان: إِن النحيف الْبدن تسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض بسهولة وَذَلِكَ أَن الْحر وَالْبرد والإعياء والأذى من جَمِيع الْأَسْبَاب الخارجية تسرع إِلَيْهِ وتؤثر فِيهِ بسهولة وتسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض بالعجلة من السهر وَالْغَم والتخم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من بدنه عبل سمين.
قَالَ قاطيطرون: الهزال الَّذِي يعرض لبَعض الْأَعْضَاء إِمَّا أَن يكون لِكَثْرَة سُكُون من تِلْكَ الْأَعْضَاء طَوِيل الْمدَّة أَو رِبَاط ربطت بِهِ لكسر أَو غَيره لِأَن السّكُون يضعف الْقُوَّة الجاذبة والرباط يعصر عَنهُ الدَّم فيقل لذَلِك غذاؤه فافعل فِي مداواتها ضد ذَلِك فتقوى قوتها بالحركة وتجلب الدَّم إِلَيْهَا بالدلك المعتدل والأطلية والرباط وصب المَاء والدلك يكونَانِ بِمِقْدَار مَا ينتفخ الْعُضْو ويحمر وَيقطع قبل أَن تشتد حمرته لِأَن فِي هَذِه الْحَالة ينْحل أَكثر مِمَّا جذبته إِلَيْهِ وَأكْثر ويستدل على سرعَة رُجُوع الْعُضْو إِلَى الْحَال الطبيعية سرعَة حمرته عِنْد الدَّلْك وَالْمَاء الْحَار والأعضاء الَّتِي تعسر حمرتها فَإِنَّهُ تحْتَاج إِلَى الدَّلْك بِبَعْض الْأَدْوِيَة الحارة مثل الَّذِي يَقع فِيهِ تفسيا قَلِيل والأدوية المحمرة وَاسْتعْمل هَذَا إِلَى أَن يحمر الْعُضْو فَقَط فَإِذا حمرته فَلَا تدعها عَلَيْهِ وَإِن لم تحمره فأعدها إِلَى أَن تحمر والطلاء بالزفت جيد فِي ذَلِك قَالَ: فَهَكَذَا أعالج الْأَعْضَاء المهزولة وَلَا تحْتَاج إِلَى الرِّبَاط إِلَّا فِي الندرة ألف ب وَصفَة هَذَا الرِّبَاط أَن يَأْخُذ من الْموضع الَّذِي فَوق الْعلَّة مَكَانا صَالحا وَيكون اللف هُنَاكَ صلبا وتجئ بِهِ نَحْو الْموضع وَلَا تزَال بِهِ حَتَّى يكون عِنْد الْموضع العليل أرْخى مَا يكون لِأَن هَذَا تحذب إِلَى ذَلِك الْموضع دَمًا كثيرا وَهَذَا الرِّبَاط ضد رِبَاط الْكسر وَذَلِكَ أَن رِبَاط الْكسر يكون أَشد موضعا فِيهِ مَوضِع الْكسر وارخاه.
(2/416)
لي هَذَا علاج الْعُضْو المفلوج الَّذِي أُشير بِهِ وَقَالَ: فِي الصَّيف إِنَّمَا أربط فَوق الْموضع العليل)
وَلَا أربط مَوضِع الْعلَّة لِأَنِّي أَخَاف أَن أسخنه وأحلله وَأما فِي الشتَاء فَإِنِّي أربطه وأدثره وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي يَد أَو رجل وَكَانَت قد قضفت جدا فَإِنِّي أربط الرجل الْأُخْرَى وَالْيَد الْأُخْرَى رِبَاطًا من أَسْفَل إِلَى فَوق لأمنع الدَّم الَّذِي يجيئها فَيَنْصَرِف إِلَى الْعُضْو الآخر وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون ربطاً شَدِيدا بل بِقدر مَا لَا يؤلم مِنْهُ وَيكون الْعُضْو الآخر فِي الصَّيف مكشوفاً وَفِي الشتَاء موقى من الْبرد وادلكه دلكا دَائِما أَولا بمنديل خام ثمَّ بأدوية حارة مَتى كَانَ عسر الْقبُول للسخونة وَإِن كَانَ سهل الْقبُول للسخونة فحسبه أَن يدلك بِزَيْت فِيهِ شمع يسير جدا وَيسْأل العليل هَل يحس الْحَرَارَة الَّتِي أكسبناه إِيَّاهَا من الدَّلْك والأدوية بَاقِيَة أم لَا فَإِن أحسها بَاقِيَة تَرَكْنَاهُ وَإِلَّا أعدنا ضروب العلاج. العلاج أَرْبَعَة أضْرب: الْحَرَكَة والدلك وَالْمَاء الْحَار والأدوية إِمَّا قَليلَة الْحَرَارَة كالزيت وَإِمَّا كَثِيرَة الْحَرَارَة كالزفت والأدوية المحمرة وَإِن رَأَيْت الَّذِي تعالجه قد برد بردا شَدِيدا فَلْيَكُن دواؤك مؤلفاً من أدوية كَثِيرَة يَقع فِيهَا قفر وكبريت قَلِيل لم تمسه النَّار وعاقرقرحا وَقد داويت بِهَذَا الطَّرِيق جمَاعَة فبرءوا. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي السَّاق أَو الساعد فَإِنَّهُ يَكْفِيك أَن تبتدئ بالرباط من الأربية بغمز رَقِيق وترخيه إِلَى مَوضِع النهوك وَأما إِذا كَانَت الْعلَّة فِي الْفَخْذ أَو فِي الْعَضُد فَإنَّك تحْتَاج أَن ترْبط الْيَد أَو الرجل الْأُخْرَى وَاجعَل مبدأ الرِّبَاط من أَسْفَل وارتق بِهِ نَحْو الأربية والإبط وَإِن كَانَ النهوك فِي الساعد أَو السَّاق قَوِيا مفرطاً فالأجود مَعَ رِبَاط مَا فَوْقه أَن ترْبط الْعُضْو الَّذِي فِي الْجَانِب الآخر وتربط أَيْضا من الرجل أَو الْيَد العليلة مَا هُوَ دون الْعُضْو الْموضع العليل ربطاً إِلَى فَوق أَيْضا لكيلا يغتذى ويصل الْغذَاء كُله إِلَى الْموضع العليل وَهَذَا الرِّبَاط ينكئ الْعُضْو الصَّحِيح وينهكه إِلَّا إِنَّا نصنر عَلَيْهِ حَتَّى يعود العليل إِلَى حَاله ثمَّ نعنى بِهِ أَيْضا بعض الْعِنَايَة على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يشرف فِي الشد لِأَن ذَلِك رَدِيء جدا والعضو مِنْهُ على إشراف فَسَاد عَظِيم.
من جَوَامِع النبض الصَّغِير: الذبول قد يكون من أجل أورام لَا تنْحَل وتزمن فيذوب لَهَا الْجِسْم أَولا فأولا والنبض فِي هَذَا الصِّنْف ضَعِيف شَدِيد السرعة متواترة مائل منحن وَيكون أَيْضا الذبول من أجل شراب سقى الْمَرِيض فِي حمى حارة لعِلَّة عَظِيمَة أشرف عَلَيْهَا من غشى شَدِيد فنجا بذلك الشَّرَاب من الْمَوْت العرضى ألف ب بِمَشِيئَة الله ثمَّ ذبل بدنه على طول الْمدَّة والنبض فِي هَذَا الذبول ثَابت على حَال وَاحِدَة ضَعِيف متواتر جدا كذنب الْفَأْرَة فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَهَذَانِ الذبولان مَعَهُمَا فِي الْجِسْم حرارة بَاقِيَة وَأما الصِّنْف الثَّالِث من الذبول فَإِنَّهُ)
يعرض بِسَبَب سوء مزاج بَارِد يَابِس ويعرض للمشايخ خَاصَّة وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت الْمعدة أَو الرئة عليلتين وَأكْثر مَا يعرض هَذَا الصِّنْف بعقب الْحمى والنبض يكون فِي هَذَا
(2/417)
الْوَقْت مَا دَامَت الْقُوَّة متماسكة متفاوتا وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَة تقتضى ذَلِك فَإِذا انْحَلَّت الْقُوَّة غَايَة انحلالها صَار النبض متواترا ليبلغ تَمام الْحَاجة الْأَبدَان الَّتِي تهزل فِي زمن طَوِيل يَنْبَغِي أَن تكون إِعَادَتهَا إِلَى الخصب بالتغذية فِي زمن طَوِيل بتمهل وَالَّتِي ضمرت فِي زمن يسير فَإِنَّمَا يحدث لَهَا ذَلِك من استفراغ الرطوبات لَا من ذوبان الْأَعْضَاء الجامدة. فَأَما الْأَبدَان الَّتِي ضمرت وقضفت فِي زمَان طَوِيل فقد ذاب مِنْهَا اللَّحْم ودقت وانتهكت وضعفت الْأَعْضَاء الَّتِي تهضم الْغذَاء وَهِي الَّتِي تنشرها فِي الْجِسْم وَالَّتِي تولد الدَّم فَلذَلِك لَا تقوى على النضج الَّذِي يكون بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْبدن وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تجْعَل غذاءه قَلِيلا قَلِيلا فَأَما الَّتِي إِنَّمَا استفرغت مِنْهَا الرطوبات فَإِنَّهُ قد يُمكن إِعَادَتهَا سَرِيعا إِذا كُنَّا واثقين بِقُوَّة الْأَعْضَاء الهاضمة والمولدة للدم والمثيرة للغذاء والأغذية الَّتِي يسْرع إغذاؤها للجسم وَهِي الرقيقة اللطيفة وخاصة إِن كَانَت بَاقٍ وَكَذَلِكَ تحللها ومرورها من الْجِسْم سَرِيعا وبالضد وَإِذا أردْت أَن تولد لَحْمًا صلباً بَاقِيا فاترك هَذِه إِلَى اللزوجة الْفُصُول: الرَّاحَة الطَّوِيلَة الدائمة والأغذية الغزيرة والرطبة ترطب الْبدن وتوق فِي من تُرِيدُ أَن تخصب بدنه الحامض والمالح والعفص والحريف فَإِن هَذِه تجفف وَهِي أَن تكون الأغذية الَّتِي فِيهَا هَذِه الطعوم أَطْعِمَة دوائية وَأما الأغذية الَّتِي تصلح لَهُم الحلو وَالدَّسم والتفه وَاعْلَم أَن المَاء لايفئ بترطيب الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَلَا يقوى على ذَلِك لَا إِذا شرب وَلَا إِذا ألْقى لقى الْجِسْم من دَاخل أَو من خَارج بل إِنَّمَا يرطب إِذا لقى الْبدن من دَاخل وَمن خَارج السَّطْح الَّذِي يلقاه ويسهل جفونه بعد.
بختيشوع: الكرسنة إِذا قليت وطحنت وَأخذ مِنْهَا كالجوزة معجونة بِعَسَل نَفَعت من الهزال مَاء لِسَان الْحمل نَافِع لمن غلب على مزاجه اليبس وَكَذَلِكَ السّمك الطري والقرع والسويق وخاصة فِي الصَّيف والأحشاء.
الأهوية والبلدان: وَمَا كَانَ من الْبدن ظَاهرا مكشوفاً يجِف لِأَن البخار يتَحَلَّل مِنْهُ وَمَا كَانَ مَسْتُورا فَإِنَّهُ يعرق لِأَن البخار الَّذِي يخرج لَا يبْقى لَكِن يبْقى بعضه عَلَيْهِ فَيبقى الْجَسَد رطبا. لي من هَذِه يجب أَلا يبرز جَسَد من تُرِيدُ ترطيبه للهواء وخاصة الْحَار وَالشمَال فَإِنَّهُمَا يجففان لَكِن تَجْعَلهُ أبدا عَلَيْهِ نداوة معتدلة فَإِن الفرط أَيْضا يجفف المزاج.) ج فِي المزاج: إِن اللَّحْم مادام لَا يبطل ألف ب فعله طبيعيا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الصِّحَّة.
حنين فِي تَدْبِير من غلب على بدنه الْحَار واليابس: قَالَ جالينوس فِي الذبول: إِنَّه لَوْلَا التَّدْبِير بالآبزن والمروخ لما كَانَ إِلَى شِفَاء الدق سَبِيل.
وَقَالَ فِي أغلوقن: الْأَصْلَح فِي رد مزاج الْقلب الْحَار استنشاق الْهَوَاء الْبَارِد والأصلح فِي رد المزاج الْحَار الَّذِي يكون
(2/418)
للدماغ الأضمدة الْبَارِدَة والأصلح فِي مزاج الْمعدة والكبد الْحَار الأغذية والأضمدة مَا يتَحَلَّل من الْبدن من الأرياج فزده وغذاؤه الروايح وَمَا يتَحَلَّل من الأخلاط فالأشربة وَمَا يتَحَلَّل من الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فالحبوب واللحوم وَيجب أَلا يكون هُوَ صَاحب الدق من الْحَرَارَة بِحَيْثُ يحس بحرارة أَصْحَاب الْأَبدَان المعتدلة وَلَا من الْبرد بِمِقْدَار يقشعر مِنْهُ هَؤُلَاءِ وَيجب أَن تسْتَعْمل هَؤُلَاءِ الآبزن فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَإِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة فَأكْثر وَيسْتَعْمل المروخ قبل دُخُول الآبزن ويضمد بدهن الْورْد والبنفسج. لي المروخ قبل الآبزن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر فِيهِ وَليكن أبلغ مرار الآبزن الْمرة الَّتِي تكون فِي آخر النَّهَار وَمن كَانَ من هَؤُلَاءِ الْحَرَارَة عَلَيْهِ أغلب أَن يبرد مَاء الآبزن بعد أَن يدْخلهُ قَلِيلا وَيكون المَاء الَّذِي يصبهُ على رَأسه أبرد من مَاء الآبزن وَيتبع الْخُرُوج من الآبزن وضع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة للرأس إِن كَانَ الدِّمَاغ قد سخن جدا وعَلى الصَّدْر والكبد والمعدة ويتوخا أَن تكون هَذِه الأضمدة تجمع إِلَى الْبرد طيب الرَّائِحَة وَتَكون بَارِدَة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة وتوق الْأَشْيَاء الْيَابِسَة بِالْقُوَّةِ وتوق مَا يبرد أبدانهم بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة بردا قَوِيا وَذَلِكَ يخصب أبدانهم بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة بردا قَوِيا وَذَلِكَ يخصب أبدانهم فَيمْنَع من نُفُوذ الرطوبات وقبولها فَإِذا كَانَ سوء المزاج الْيَابِس مَعَ حرارة لم تحتج أَن تتوقى الْبرد هَذَا التوقى وَإِنَّمَا تحْتَاج أَن تتوقى إِذا كَانَ مَعَ برودة وَمن نَافِع مَا يسْتَعْمل فِي الَّذِي لَهُم مَعَ ذَلِك حر مَاء الْورْد والكافور وخل ودهن ورد ودهن نيلوفر ودهن بنفسج وقيروطى وَيجب مَتى كَانَ الْبدن نحيفاً ودام على ذَلِك أَن تحذر عَلَيْهِ غَايَة الحذر من التَّعَب وَلَا سِيمَا فِي الْحمام وَعند اسْتِعْمَال الآبزن ويحتاط فِي ذَلِك إِذا كَانَ الضَّعِيف غَالِبا وَيحمل فِي محفة إِلَى الْحمام وَأخرجه على تِلْكَ الْحَال وَاحْذَرْ عَلَيْهِم جَمِيعًا تَعب الْبدن وتعب النَّفس من الْفِكر والضجر وَغَيره وتوق أَن تطيلوا اللّّبْث فِي الْحمام والآبزن إِلَى أَن تذبل أبدانهم وتسترخى قواهم وتوق عَلَيْهِم الدنو من الشَّمْس أَن يكون حمامهم وَمَاء آبزنهم حاراً كثيرا مِمَّا حذرنا. ج: طول الْفِكر يهزل السمين. لي طول الْفِكر الَّذِي إِذا فكر اهتم يهزل فَأَما غَيره فَلَا)
وَيجب أَن يكون التَّدْبِير فِي تَقْدِير المَاء فِي الْحمام والآبزن على مَا وَصفنَا مَا كَانَ الْبدن ضَعِيفا فَإِذا صلح وأخصب بعض الخصب وتراجعت الْقُوَّة اسْتعْمل فِي وَقت الْخُرُوج من الآبزن مَا أبرد ويغط فِيهِ غطة وَاحِدَة حَتَّى يصير برده قَوِيا ويتوقى برده مَا دَامَ لم يخصب ألف ب وَلم يكْسب من اللَّحْم مِقْدَارًا صَالحا وَاحْذَرْ ذَلِك حذرا شَدِيدا وَليكن استعمالهم الْحمام على غير جوع وَلَا نُقْصَان من الْجِسْم بل يكون من الْغذَاء الْمُتَقَدّم بَقِيَّة فَإِن لم يتهيأ ذَلِك اسْتعْمل الأحساء الْمُوَافقَة وانتظر سَاعَة هَل يحس بانحدارها ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والآبزن وَهَذَا التَّدْبِير يسمن المهازيل إسمانا قَوِيا غير أَنه رُبمَا عرض لَهُم بعقبة ثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِذا عرض ذَلِك فليستعملوا مَاء الأفسنتين والسكنجبين وحسو الْأرز بِاللَّبنِ الحليب حَتَّى يتهرا وينحل يسمن المهازيل غير أَن هَذَا الحسو لَا يصلح للضعاف بل لمن مَعَه قُوَّة وَاحْذَرْ الْحمام فِي هَؤُلَاءِ على الْخَلَاء والأغذية التفهة هِيَ المسمنة وَمَا كَانَت الشَّهْوَة إِلَيْهِ أميل مَا لَا يكون يَابسا.
(2/419)
وَمن أوفق الْأَشْيَاء لأَصْحَاب الدق وهم الَّذين قد غلب على أعضائهم الرئيسة الْحر واليبس وَالَّذين قد بلغُوا من ذَلِك من الضعْف إِلَى أَن صَارُوا يغشى عَلَيْهِم: لبن الأتن وَمَاء الشّعير وَإِن لم يتهيأ لبن الأتن فلبن الْبَقر سَاعَة يحلب ويخلط بِهِ سكر ليمنع من التجبن وتعلف العنز شَعِيرًا أَو هندباء أَو خساً أَو غير ذَلِك مِمَّا أشبهه وَتَكون فتية خصيبة الْجِسْم قريبَة الْعَهْد بالولاد وَيسْتَعْمل اللَّبن بعد الْخُرُوج من الْحمام وقيئهم وقتا بعد وَقت على قدر احْتِمَال الْقُوَّة فَأَما مَاء الشّعير فَاسْتَعْملهُ أَيْضا بعد الْخُرُوج من الآبزن بعد جودة طبخه وَإِذا كَانَت الْقُوَّة رقيقَة فَأَرقهُ وَخذ صَفوه وَمَتى رَأَيْت قُوَّة فزد فِي غلظه حَتَّى يسْتَعْمل ثفله أَيْضا ويخلط فِي الأحيان عدس مقشر فَهَذَا يصلح إِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة.
قَالَ: وَمِمَّا تصلح لَهُم: حساء الإسيفذباجات المعمولة بالبقول الْبَارِدَة كالقطف والأسفاناخ والرجلة والبقلة اليمانية والخس والملوخيا وَنَحْوهَا والقرع وجوف الْخِيَار والقثاء وَيشْرب أَحْيَانًا مَاء القرع المشوي قبل الطَّعَام بعقب الآبزن يعد أَن يطيب بِشَيْء من سكر وخل وَيَأْكُل الخس بالخل الممزوج بِالْمَاءِ وَلَا يَأْكُلهُ بِهِ خَالِصا وخاصة إِن كَانَ قَوِيا فَإِنَّهُ يجفف وَإِن لم تمنع الْحَرَارَة فَاسْتعْمل الفراريج وَنَحْوهَا والجداء والحملان الرضع والسمك الرضراضى سَاعَة يصاد إسفيذباجا وَليكن أكل هَذِه بعد اسْتِعْمَال الحساء بمديدة يسيرَة ولتكن الْأكلَة الثَّانِيَة بالعشى بعد الآبزن وَيكون مَا يتحسى قبل الآبزن خَفِيفا ليمكن أَن يدْخل الآبزن وَمَتى ازْدَادَ الْجِسْم قُوَّة فزد)
فِي الْغذَاء بِحَسب احْتِمَاله وَمَا دَامَ الْجِسْم اضعف فَاجْعَلْ الْغذَاء ألطف وأرق وأرطب وَفِي مَرَّات وَأكْثر الطبيخ أَحْمد من الشواء لهَؤُلَاء وتفقد الأغذية فيهم فَمَا رَأَيْتهَا أسْرع انحدارا فآثره على غَيره وتؤكل البوارد فَإِنَّهَا أَحْمد وَيسْتَعْمل شراب البنفسج والجلاب بعد أَلا تكون الْحَلَاوَة فيهمَا قَوِيَّة وَيكثر المَاء وَاسْتعْمل رب الريباس فِي وَقت الغشى وصفر النبض وَضعف النَّفس وَقلة الشَّهْوَة وَمَاء الرُّمَّان وربه وَإِن لم يمْنَع من الشَّرَاب حرارة فَاسْتعْمل من الشَّرَاب ألف ب الممزوج بِعشْرَة أَمْثَاله وتترك مُدَّة كي تتَّخذ كيفياته وَيصير فِي حد لَا يحس من سُورَة النَّبِيذ لَهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَيشْرب بَارِدًا: وَيتَخَيَّر اللَّبن الْأَبْيَض مِنْهُ ويخدر عتيقه وضمد الكبد والمعدة وَاعْلَم أَنه قَلما تسخن الكبد وَتبقى كَذَلِك مُدَّة وَلَا تسخن مَعهَا الْمعدة وضمدها بالصندل والكافور وَمَاء الآس وَمَاء الْورْد وَالْخلاف وَأما الصَّدْر فضمده بقيروط فِيهِ كافور وَيجْعَل فِيهِ أَحْيَانًا شَيْء من خل وَالْأَفْضَل فِي هَذَا الضماد أَن يسْتَعْمل بعقب الآبزن وَيُوضَع على الصَّدْر والأضلاع لتطفئة حرارة الْقلب مَاء الخس وَمَاء حَيّ الْعَالم وَنَحْوه بدقيق شعير ويبدل مَتى سخن فَاجْعَلْ مَعهَا دهن نيلوفر وكافور وَيُوضَع على الرَّأْس مِنْهَا وَقد برد بالثلج إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَأَما مَا يوضع على الصَّدْر والمعدة فَلَا تَجْعَلهُ غَالب الْبرد مثل مَا يوضع على الدِّمَاغ وخاصة مَا دَامَ الْبدن مهزولاً وَيجب أَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط مبردا إِمَّا برِيح تخترقه
(2/420)
وَإِمَّا بمراوح كبار وَيكون بِقُرْبِهِ تفاح أَو لفاح وآس وَورد وَخلاف وشاهشبرم وبطيخ وسفرجل وخوخ ولخالخ محلولة من ورد وصندل وكافور وَمَاء آس وتفاح وَنَحْوهَا ويستدعى النّوم أبدا بعد الطَّعَام وَإِن تغذى فليضطجع على فرَاش وطئ فِي مَوضِع مظلم بَارِد على مَا وَصفنَا بشم تِلْكَ الأرايح وليجتنب الْبَاءَة غَايَة الاجتناب وَجَمِيع مَا يسخن الْجِسْم حَتَّى يقوى بدنه فَإِذا قوى أَيْضا فليجتنبه فِي مَوضِع حَار أَو على جوع شَدِيد أَو على الامتلاء وليستعمل شَيْئا يَسِيرا من الرياضة قبل طُلُوع الشَّمْس فِي هَوَاء بَارِد بِالْمَشْيِ وَالرُّكُوب ويحذر أَن يبلغ ذَلِك مِنْهُ مبلغا يحس الْجِسْم بِشَيْء من التَّعَب والإعياء وليتوق الصَّباح وَكَثْرَة الْكَلَام وليستعمل سويق الشّعير مَعَ مَاء الرُّمَّان فِي وَقت صغر النَّفس وغثى الْمعدة وَسَوِيق السلت بدهن اللوز ويقصد إِلَى مَا كَانَت الشَّهْوَة إِلَيْهِ أميل وانهضامه أسْرع وَلَا يسْتَعْمل من الْحَلَاوَة إِلَّا الْيَسِير فَإِنَّهَا تسخن وتؤذى فَإِن أكل مِنْهَا فلذي فِيهَا من ذَلِك باعتدال ويدع القابضة الْبَتَّةَ. لي ويدع المالحة والمرة والحريفة والحامضة وَلَا يلبس مَا يكربهم ويستلقى بعد الْحمام والآبزن)
على فرَاش وطئ حَتَّى يسكن التَّعَب الَّذِي يكسه الْحمام ثمَّ يتَنَاوَل الطَّعَام وَيَأْكُل مَرَّات فِي الْيَوْم وليستعمل الآبزن بالغذاة والعشى أَو ثَلَاث مَرَّات فِي الْيَوْم وَيكون مَاؤُهُ معتدلاً لذَلِك الْجِسْم ويتمرخ بالدهن قبله وَبعده ويقل الْحَرَكَة مَا أمكنه وَيكون تقلبه فِي هَوَاء رطب وَيكثر حوله من المَاء والرجلة والأخيرة الَّتِي يدخلهَا الآبزن فِي كل يَوْم فَهِيَ لَا محَالة بعد الطَّعَام وَإِلَّا فليتناول شَيْئا قبل الآبزن وَيصْلح لَهُم مَاء الشّعير وَغَيره بعد الْخُرُوج من الآبزن مبرداً بالثلج وألزمهم الأغذية المبردة وَقرب إِلَيْهِم بعد البوارد المعمولة من الْبُقُول وَغَيرهَا هَذَا للَّذين بهم حمى وحرارة واعمل من عِنَب الثَّعْلَب بقلية وَشرب المَاء الْبَارِد نَافِع جدا للَّذين غلب على مزاجهم سوء المزاج الْحَار الْيَابِس ألف ب جدا والدجاج المسمن جيد لمن تُرِيدُ إسمانه وَقد قوى قَلِيلا وخاصة المغذيات بالحبوب وَاللَّبن وصفرة الْبيض وأدمغة الحملان وَالَّذين قد غلب عَلَيْهِم الْحر واليبس جدا تعاهد هوائهم بالتبريد لِئَلَّا ينْحل مِنْهُم شَيْء كثير فيغشى عَلَيْهِم فَلْيَكُن غرضك ليغلظ الرّوح فيهم دَائِما وليأكلوا الْفَاكِهَة المبردة بالثلج قبل الطَّعَام كالتوت وَالْعِنَب المائي والبطيخ الَّذِي لَيْسَ بحلو وَالَّذين يصيبهم الغشى فاعطهم مَعهَا سفرجلا وكمثرى وَإِن كَانَ صَار إِلَى اليبس فَإِن فِي حفظ القوى أولى فِي تِلْكَ السَّاعَة وامرخهم بالأدهان القابضة.
أَبُو جريج الراهب: اللعبة الْبَريَّة تسمن وترطب الْبدن الْيَابِس وتزيد فِي اللَّحْم جدا إِن سقيت مَعَ بعض الأسوقة إِلَّا أَنَّهَا قَوِيَّة الْحَرَارَة وَرُبمَا أورثت أوجاعا حارة.
اختيارات الْكِنْدِيّ: سمنة مجربة لمن غلب عَلَيْهِ الهزال: يُؤْخَذ ربع كيلجة خروع مقشر
(2/421)
فينعم سحقه وَيصب عَلَيْهِ رطلان من لبن حليب ويعجن نعما وَيحكم خلطه ويخبز مِنْهُ فِي كل وَاحِدَة نصف أُوقِيَّة ويجفف ثمَّ يستف مِنْهُ فِي كل يَوْم اثْنَان قبل الطَّعَام فَإِنَّهُ عَجِيب نَافِع.
من كتاب روفس فِي تهزيل السمين. قَالَ: الْجِسْم الْجيد الْبضْعَة المعتدل فِي ذَلِك أكمل صِحَة وأوثق وَقَالَ: الباقلى يرطب الْبدن لبن الْبَقر المنزوع الزّبد غير الخيض لَكِن المخيض من سَاعَته إِذا طرح فِيهِ خبث الْحَدِيد والصعتر والبزور وَشرب أخصب الْبدن.
يُوسُف السَّاحر: الْخبث يسمن ويخصب فليرد إِلَى هَاهُنَا مِنْهُ صِفَات وَله سمنة عَجِيبَة: مغاث رَطْل ينخل ويعجن بِلَبن حليب ويغطى بمنخل لَيْلَة ثمَّ يلقى عَلَيْهِ كثيراء نصف رَطْل مدقوق وَنصف ربع حَبَّة السمنة وغمزه شيرج ويلقى فِيهِ حب السمنة نصف ربع وكمون ثمن ويطبخ نعما ويصفى الدّهن فيتخذ حساء بدقيق الباقلى وأرز وحنطة وحمص وَلبن وَيجْعَل فِيهِ)
الدّهن ويلقى من هَذَا الثفل فِي الفتيت فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.
الطبرى مِمَّا يسمن قلَّة الْبَاءَة حسو يخصب الْجِسْم ويرطبه: كعك مجمر جزءان دَقِيق الْأرز جزؤ لوز حُلْو نصف جُزْء مطحون يطْبخ الْجَمِيع بسكر وَلبن ويتحسى. د: وينفع مِنْهُ أَصْنَاف الْخبث وَهُوَ الأقربادين.
من الأقربادين ابْن سرابيون: يحل البارزد فِي اللَّبن الحليب ويحقن بِهِ اسْتعْمل ضد التَّدْبِير الَّذِي يُسمى حمله وأوفق الأمزجة فِي التهزيل المزاج الْحَار الْيَابِس لِأَن الْحَار لَا يتْرك الشَّحْم واليبس يمْنَع اللَّحْم وَاسْتعْمل التَّدْبِير الملطف والأشياء القوية وَقلة النّوم والحزن وَالنَّوْم على اليبس وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَقد يوضع عل الكبد والمعدة أدوية مبردة جدا وَذَلِكَ خطر إِلَّا أَن تسْتَعْمل بحكمة لِأَنَّهَا رُبمَا أسقطت قوتها الجاذبة جملَة كالشوكران والبنج وَنَحْو ذَلِك وَمَتى سخن الْجِسْم قلب أَيَّامًا ثمَّ عاود ألف ب وَاجعَل الطَّعَام الْكثير الكمية الْقَلِيل الْغذَاء وَإِن شرب فالرقيق جدا الْأَصْفَر الْعَتِيق والأبيض واجتنب الغليظ.
من حفظ الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: من أردْت إهزاله فليتحرك بعد الطَّعَام تستفرغ الْبدن والتعب بعد تملى الْبدن يملؤه إِذا تَعب واستحم فَلَا ينْتَظر بل يَأْكُل وَنَفسه لم يسكن وَلم يرجع إِلَى الْحَال هَذَا مُخَالف لِجَالِينُوسَ فِي مَا يظْهر مِنْهُ قَالَ: وليشربوا قبل طعامهم النَّبِيذ كَيْمَا تمتلئ أبدانهم من البخار الْحَار وَلَا ينل من الْغذَاء كثيرا وَيجب أَن يحْتَرز فِي هَذِه الْحَالة لِأَن الْإِنْسَان إِذا تنَاول الطَّعَام بعد الرياضة وَبعد الْحمام وَهُوَ يتنفس بعد تنفسا سَرِيعا أورثه ذَلِك سددا فِي أحشائه وخاصة فِي الكبد كَمَا يفعل ذَلِك التَّعَب وَالْحمام بعقب الطَّعَام فِي الْأَبدَان الَّتِي مجارى الْغذَاء مِنْهَا ضيقَة.
قَالَ: لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْجِسْم قضيفا يحْتَاج إِلَى نيل
(2/422)
فَيحْتَاج صَاحبه أَن ينْتَظر بِالْأَكْلِ بعد الرياضة حَتَّى تسكن حرارته السّكُون التَّام وبالضد لِأَن المهزول حِينَئِذٍ يَأْكُل أكلا أَكثر والسمين يَأْكُل أكلا أَكثر لِأَنَّهُ يشْبع سَرِيعا وخاصة أَن كَانَ من الدسم قَالَ: واسقه بعد الرياضة شرابًا إِلَّا أَنه بحذر وتوق تسقيه مَعَ مَاء فاتر لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تقل شَهْوَته وجنبه الْبَارِد فَإِنَّهُ يزِيد فِي الشَّهْوَة وليجعل طَعَامه مرّة وليدع الْحمام ويخشن فرَاشه وَلَا يتدثر مَا أمكنه لِأَن الطَّعَام إِذا أَخذ فِي مَرَّات جاد هضمه جدا وَقل مَا يتَوَلَّد مِنْهُ من الثفل وبالضد والاستحمام يعين على نُفُوذ الْغذَاء جدا لسخونة ظَاهر الْجِسْم وباطنه وخاصة الظَّاهِر وَالنَّوْم على الشَّيْء الصلب يحضر بدنه)
ويمنعه الانبساط والتكشف يبرد فِي الشتَاء ويسخن فِي الصَّيف على التَّحَلُّل جدا وَفِي الشتَاء لِأَنَّهُ يبرد الظَّاهِر جدا وَيمْنَع نُفُوذ الأغذية إِلَى الْأَطْرَاف والسطوح.
الْفُصُول قَالَ أبقراط: إِن خصب الْبدن المفرط فِي الْغَايَة القصوى خطر لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يثبت أَصْحَاب ذَلِك على حَالهم وَلَا يستبرؤا عَلَيْهَا وَلَيْسَ يُمكن أَن يزدادوا إصلاحا لِأَن خصبهم فِي الغابة فبقى أَن يميلوا إِلَى حَال أردى وَلذَلِك وَاجِب أَن ينقص مثل هَذَا الخصب قَلِيلا قَلِيلا بِلَا تَأْخِير بالاستفراغ وَلَا تجْعَل الاستفراغ قَوِيا فِي مرّة لِأَن ذَلِك خطر وكل تغذية تبلغ القصوى فَهُوَ خطر أَيْضا. لي الخصب الَّذِي يُمكن أَن يثبت على حَاله هُوَ الَّذِي فِيهِ للجلد وَالْعُرُوق مَوضِع للتمدد وَقبُول الْغذَاء فَأَما إِذا امْتَلَأت فِي الْغَايَة فَلَيْسَ بُد عِنْد التغذى أَن يفصد بعض الْعُرُوق والاستفراغات أَو نَحْو ذَلِك قَالَ: لِأَن الْجِسْم إِذا صَار بِهَذِهِ الْحَالة لم يكن بُد أَن تنهنك بعض الْعُرُوق أَو تنطفيء الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا لاتجد مَكَانا فِي الْعُرُوق فِي التروح فَتكون مِنْهُ موت الْفجأَة وَقد عرض ذَلِك كثيرا لقوم من أَصْحَاب الصراع فَيجب أَن ينقص ألف ب هَذَا السّمن وَلَا يُؤَخر وَذَلِكَ لِأَن الطبيعة دَائِما تُوجد الْغذَاء فَإِذا لم يكن فِي الْعُرُوق لم يكن بُد أَن يهتك فاما أَن يطفيء الْحَار الغريزي فَيكون موت فَجْأَة فَلذَلِك يجب أَن ينْقض هَذَا الخصب لكَي يكون للغذاء الَّذِي ينفذ موضعا: وَلَا يقْصد للاستفراغ المفرط لِأَن خطره لَيْسَ بِدُونِ الامتلاء المفرط.
وَأما الخصب الَّذِي لَيْسَ فِي الْغَايَة بل الْمُتَوَسّط مثل خصب من يرتاض فَإِنَّهُ لَا يجب أَن ينقص كَمَا ينقص هَذَا الخصب المفرط. الْمَوْت إِلَى من هُوَ أول سنة أسمن وَهُوَ غليظ الْبدن أسْرع مِنْهُ إِلَى من هُوَ أول سنة قضيف قَالَ: وَأفضل السحنات المعتدل لِأَن ذَلِك يُمكن فِيهِ غَايَة الشيخوخة فَإِن كَانَ جَاوز الِاعْتِدَال بإفراط فِي الهزال أعون وَذَلِكَ أَن الْبدن الغليظ ضيق الْعُرُوق فَلذَلِك الدَّم وَالروح فِيهِ قليلان فَإِذا تمادت بِهِ السن طفئت حرارته الغريزية من أدنى سَبَب يعرض لَهَا سَرِيعا فَأَما المهزول فَلَيْسَ يخَاف عَلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه لِأَنَّهُ لما كَانَت أعضاؤه الرئيسة لَيْسَ لَهَا كَبِير ستر وَلَا وقاية فالآفة تسرع إِلَيْهَا من خَارج فَأَما من كَانَ من الأَصْل رَقِيقا ثمَّ غليظ لِأَنَّهُ اسْتعْمل تَدْبِير المتنعمين فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ اكتسى لَحْمًا وشحماً كثيرا فعروقه
(2/423)
الضوارب وَغير الضوارب وَاسِعَة وَلذَلِك سرعَة انطفاء حرارته أقل وَأبين من السمين فِي الأَصْل من الطَّبْع وَقَالَ: سمن الْجِسْم وعظمه يسْتَحبّ فِي الشبيبة إِلَّا أَنه عِنْد الشيخوخة يقل ويعسر)
احْتِمَاله قَالَ ج: هَذَا لَا يصلح إِلَّا فِي الندرة للطويل فَإِن الطَّوِيل هَذِه حَاله.
السندروس لَهُ قُوَّة تهزل السمان إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم فِي كل يَوْم بِمَاء وسكنجبين أَيَّامًا. د: وَلذَلِك يسْقِي المصارعين أَيْضا. د: الْعَسَل يذوب الْجِسْم.
يوحنا: مِمَّا يهزل: إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش فأنما الزاج فَإِنَّهُ قتال خَبِيث يجفف من الْجَامِع مِمَّا يهزل سَرِيعا: يُؤْخَذ من بزر السذاب البستاني دِرْهَم وَنصف على الرِّيق وَيَأْخُذ من أغصانه الرّطبَة زنة عشرَة دَرَاهِم وَمِنْه أَيْضا زراوند مدحرج دِرْهَم قنطوريون دَقِيق ثلثا دِرْهَم جنطيانا رومي وجعدة وبطراساليون وملح الأفاعي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تستف هَذِه الْأَدْوِيَة أجمع على الرِّيق وَهِي شربة وَيكثر الْمَشْي المستعجل فَإِن هَذَا الْمَشْي يذهب اللَّحْم. وللسمن أَيْضا: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي وأصل الجاوشير من كل وَاحِد دانقان يستف على الرِّيق. ج: الْإِحْضَار الشَّديد وَجَمِيع الرياضات السرعة مَهْزُولَة والأدوية اللطيفة وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي تنقيص اللَّحْم الَّذِي قد كثر الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كبزر السذاب وخاصة الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجنطيان والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْبدن بَعْضًا بالبول وبعضا بالتحليل الْخَفي وملح الأفاعي يلطف والأغذية وَالَّذين أبدانهم غَلِيظَة فَلَيْسَتْ هَذِه الْأَدْوِيَة تَضُرهُمْ وَلَا تحرق دِمَائِهِمْ وَقد داويت أَنا رجلا شَابًّا قد قَارب ألف ب الْأَرْبَعين كَانَ بدنه قد غلظ غَايَة الغلظ بالمعجون الَّذِي يسقى لوجع المفاصل وبالملح الْمُتَّخذ بالأفاعي وبالترياق نَفسه واستعملت فِيهِ مَعَ سَائِر هَذَا التَّدْبِير الملطف ورضته بأنواع الرياضة بالإحضار الشَّديد السَّرِيع وَكنت قبل أَن آخذه فِي الْإِحْضَار أعد بدنه لذَلِك بِأَن أدلكه بدهن فِيهِ أدوية وَهَذِه الْأَدْوِيَة هِيَ: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمى والجنطيان والزراوند ونبات الجوشير والجعدة والقنطوريون وَيجب فِي الشتَاء أَن يمرخ بِهَذِهِ المروخات بعد الاستحمام أَيْضا وَلَا يطعم من هَذِه حَاله سَاعَة يخرج من الْحمام وَلَكِن دَعه كي ينَام أَولا إِن أحب ذَلِك ثمَّ يعاود الْحمام أَيْضا من قبل الطَّعَام وَليكن المَاء الَّذِي يستحم مَا يحلل وَإِن قدرت على مَاء الْحمة حممت بِهِ وَإِن لم تقدر فَاتخذ شَبِيها بِمَاء الْحمة الملحية الزعافية واخلط مَعَ المَاء زهرَة الْملح وَهَذَا المَاء نَافِع جدا لمن لَحْمه كثير وخاصة إِن طَال السباحة فِيهِ والمكث مَعَ الِاضْطِرَاب وَإِذا فعل ذَلِك)
فَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب من سَاعَته لَكِن ينَام أَولا وَيمْكث مكثاً طَويلا وَأعلم أَنه لَا
(2/424)
بُد لمن توليت تنقيص لَحْمه من أَن يحم فِي بعض الْأَوْقَات بِسَبَب الحركات الَّتِي يتحركها بِقُوَّة شَدِيدَة دفْعَة.
وَأعلم أَن الْحمى لَيست غير رَدِيئَة لَهُ فِيمَا تريده وَإِذا حم فاقصد لتسكين حماه أَيَّامًا ثمَّ عاوده العلاج وَاجعَل شرابهم الشَّرَاب الْأَبْيَض.
قَالَ ج: فِي تَدْبِير الْأَصْحَاب: الْأَبدَان الَّتِي أفرط عَلَيْهَا الضخم يجب أَن يفعل بهَا ضد مَا تَفْعَلهُ بالقضاف فتزيد فِي تَحْلِيل أبدانهم وأدم احدار بطونهم لتعود آلَات الْغذَاء دفع مَا فِيهَا إِلَى أَسْفَل ويمنعها من أَن ينتشر الْغذَاء فِي الْبدن وَتفعل ذَلِك وأسهله بالمسهل دَائِما ورضهم بالرياضات السريعة والتمريخ بالدهن الْمُحَلّل والدلك الْكثير اللين فَإِن هَذَا يرخى الْجِسْم والاستحمام بعد الدَّلْك ويتناول الطَّعَام الْكثير الكمية لكَي يشبعه سَرِيعا الْقَلِيل الْكَيْفِيَّة لِئَلَّا يكون غذاؤه كثيرا وَتفعل ذَلِك بعد أَن يستحم ثمَّ ينَام إِن شَاءَ ويستحم ثَانِيَة وَقد أهزلت أَنا إنْسَانا فِي مُدَّة يسيرَة بِهَذَا التَّدْبِير فليجتنب من لَا يُرِيد أَن يسمن الأغذية الرّطبَة وَيسْتَعْمل الأسوقة وَيتْرك الْخبز الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء.
روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يحْتَملُونَ التَّعَب والجوع والتخم ويقعون مِنْهَا فِي أَشْيَاء رَدِيئَة وأمراضهم قَوِيَّة وهم مستعدون لَهَا وخاصة للفالج والصرع والعرق المنتن ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَإِذا مرضوا أَيْضا لم يحسوا بمرضهم سَرِيعا لبطء حسهم فَيبلغ بهم أَنهم لَا يتعالجون إِلَّا وَقد بلغ الْمَرَض مِنْهُم فأمراضهم رَدِيئَة لحَال ضيق تجاويفهم وَضعف تنفسهم وفصدهم عسير لِكَثْرَة الشَّحْم ودقة الْعُرُوق وَرُبمَا قَتلتهمْ الْأَدْوِيَة المسهلة ألف ب وَإِن لم يقتلهُمْ فَإِنَّهَا توهنهم ويعسر ذَلِك فيهم والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أردى الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجودهَا وَلَا يكادون يبرؤن من مرضهم وَإِذا برؤا فَلَا ينقهون سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا إِلَّا فِي زمن طَوِيل. ج قَالَ: فَأَما المعتدل الصَّنْعَة فَإِنَّهُم أوثق وأجود صِحَة فِي جَمِيع الْأَسْبَاب وَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا وَالْمَرْأَة السمنة لَا تكَاد تعلق وَلَا الرجل السمين يكَاد ينجب وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَإِن اشتاق لم يقو الْبَتَّةَ على الْكثير وَالْمَرْأَة السمينة إِن علقت أسقطت وعسر ولادها فَلذَلِك فاحتل فِي تلطيف الشَّحْم مَتى أردْت إهزال السمين فألزمه التَّعَب وأبعده من الرَّاحَة وَالْحمام والأغذية الغليظة وألزمه الملطفة وَإِن دخلُوا الْحمام فعلى الرِّيق وَأما الْبدن)
النحيف والناقة فَلَا تدخله الْحمام على الرِّيق وَالنَّوْم الْكثير يهزل الْجِسْم أَيْضا إِذا لم يكن فِي الْبَطن طَعَام والسهر يهزل إِذا طَال وَالنَّوْم على شَيْء غير وطئ خشن يهزل سَرِيعا والحجامة وَإِخْرَاج الدَّم ووسع مسام
(2/425)
الْبدن وَإِيَّاك أَن تطلق لَهُ أَن يَأْكُل كثيرا وَذَلِكَ أَن الطبيعة عِنْد الْأكل الْكثير تغتذى بِمَا يغتذى بِهِ وَينفذ الْبَاقِي فِي مجار ثمَّ تعطف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وتغتذى ثَانِيَة بِهِ وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الْغذَاء سريعة الْخُرُوج وَأطلق الْبَطن وغزر الْبَوْل فَإِن هذَيْن ينحفان جدا وَالشرَاب الْعَتِيق ينحف وألزمه الْخلّ فَإِنَّهُ يهزل إهزالاً قَوِيا وادلكه فِي الْحمام بالبورق والقيء قبل الطَّعَام يهزل وَبعده يسمن وَمن قَالَ: إِن الْقَيْء بعد الطَّعَام يهزل فَهَذَا خطئَ واحرص فِي النِّسَاء على تَكْثِير الطمث.
تمّ الجزؤ السَّادِس ويليه الجزؤ السَّابِع: فِي أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق