Translate

السبت، 25 مارس 2023

ج2. الحاوي في الطب من (أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال) الي امراض (الْجُزْء الرَّابِع عشر) (الحميات وَالْبرَاز والقيء وَغَيرهَا}

ج2. الحاوي في الطب 

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(الْجُزْء السَّابِع)

(أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال

(فارغة

3 - (فِي مَا يدر اللَّبن ويقطعه) وَفِي علاج اللَّبن المنعقد فِي الثدي وَمَا يحفظ الثدي والخصى على حَاله وَمَا يعالج بِهِ ثدي الرجل إِذا عظم وَمَا ينقي اللَّبن ويصلحه وَمَا يقطعهُ وَغَيره والقروح والأورام الْحَادِثَة فِيهِ والقروح السرطانية وَمَا يحفظ عانات الصّبيان وثدي الْأَبْكَار ويبطئ بهم عَن الِاحْتِلَام والطمث. 3 (الْخَامِسَة من الْمُفْردَات:) 3 (قلَّة اللَّبن) مَتى قل اللَّبن فِي الثدي وَأَرَدْت تكثيره فابحث عَن الدَّم فانه لَا يَخْلُو أَن يكون قَلِيلا فِي كميته فِي الْبدن أَو غير ملائم لَهُ فِي كيفيته فان وجدته قَلِيل الكمية فَاعْلَم أَنه يحْتَاج أَن يسخن الْجِسْم ويرطب وَإِن كَانَ غير ملائم فِي كيفيته فَانْظُر فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ المراز فَهُوَ يحْتَاج أَولا إِلَى الإسهال ثمَّ التَّدْبِير الَّذِي وصفت فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ البلغم فَيحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن فِي الدرجَة الأولى أَو فِي الثَّانِيَة وَأفضل هَذِه مَا كَانَت أغذية بِمَنْزِلَة الجرجير والرازيانج والشبت)

(ألف ب) وَذَلِكَ أَن الْيَابِسَة تجفف وتسخن بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا لدوية الْبَاب أَو من هَذِه الْأَدْوِيَة: الكرفس والسمرنيون مَا دَامَت رطبَة لِأَنَّهَا إِذا جَفتْ جعلت الدَّم أَشد حرارة من قدر الْحَاجة وغلظته وَيجب فِي توليد اللَّبن من الدَّم أَن يصير الدَّم حاراً باعتدال وَلَا يكون غليظاً أصلا فَلذَلِك صَار مَا يجفف يقطع اللَّبن فَأَما الَّتِي تسخن وَلَا تجفف فقد تولده والفواخت تولد اللَّبن فَأَما المقللة فالأشياء القوية الإسخان والقوية التجفيف والأشياء الَّتِي تبرد فَإِنَّهَا تمنع من توليد اللَّبن وَجَمِيع مَا يقلل كمية الدَّم أَو يفْسد كيفيته وإدرار الطمث يقطع اللَّبن.

مَجْهُول: إِذا جف اللَّبن فِي الثدي فأدف الأشق بِمَاء وأظل بِهِ جملَة الثدي. لي رَأَيْت رجلا يخرج مِنْهُ كالخيط وَلَعَلَّ هَذَا أَن يَنْفَعهُ.

أهرن ينفع الورم الَّذِي يعرض فِي الثدي بعد الْولادَة للبن يجمد: أَن ينطل بشراب ممزوج أَو يمزج بخل ودهن ورد مسخنين هَذَا فِي الِابْتِدَاء أَو خُذ بزر كتَّان فدقه نعما واعجنه بخل واجعله مرهما وَضعه على الثدي.

وللورم الْحَار فِيهِ: حيص شجر عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد وَضعه عَلَيْهِ.

كَذَا وَالظّهْر: السمورينون هُوَ الكرفس الْبري بَحر الْجَوَاهِر كَذَا وَالظَّاهِر: خبص.

 

(2/429)

 

 

وينفع من جَمِيع الأورام فِي الثدي: تَأْخُذ خبز الْحوَاري فدقه جيدا وَتَأْخُذ مثله دَقِيق شعير وَمثله من الباقلى المطحون والحلبة المطحون وبزر الْكَتَّان حفْنَة حفْنَة وَتَأْخُذ كرنباً وكاكنجا فيطبخ ويعجن بِمَائِهَا الْأَدْوِيَة وَتَأْخُذ مخ بيضتين وَمَرا وزعفرانا درهما درهما فاجمع الْجَمِيع وَضعه على الصَّدْر والصلب والأثنين فَإِن هَذَا نَافِع لكل ورم حَار فِيهِ صلابة.

وَمِمَّا يزِيد فِي اللَّبن: الْأَدْوِيَة الزَّائِدَة فِي الْبَاءَة والضروع كلهَا إِذا شويت وأكلت زَادَت فِي الْبَاءَة.

بولس قَالَ: كثيرا مَا يتجبن اللَّبن فِي الثدي بعد الْولادَة فَيكون من ذَلِك وزم حَار وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي أول ذَلِك إسفنج قد غمس فِي مَاء وخل فاتر وعصر قَلِيلا وَوضع عَلَيْهِ ويشد بِرِفْق أَو يضمد بِتَمْر وخبز قد سحق مَعَ مَاء وخل ويضمد بَيَاض الْبيَاض وصفرته مَعَ دهن ورد أَو يضمد بالشبث والكزبرة الرّطبَة أَو البقلة الحمقاء وضع عَلَيْهِ مرقشيثا مسحوقاً مَعَ دهن ورد)

وَإِن عرض للثدي امتداد وَجمع فِيهَا دم فضمدها بِخبْز مَعَ مَاء وزيت أَو مَعَ شراب وَعسل أَو بدقيق الباقلى مَعَ مَاء وَعسل أَو ميبختج فَإِن لم يحتملوا ثقل الضماد فلينطلوا بالزيت الْحَار وَيُوضَع عَلَيْهِ إسفنجة أَو صوفة قد شرب زيتاً حاراً أَو يكمدون ببخار مَاء قد غلى فِيهِ حلبة وبزر كتَّان اَوْ خطمى. أَو بخر بِالْمَاءِ الْحَار فَقَط ويضمدون بدقيق خشكار مَعَ بزر كتَّان أَو بحلبة مَعَ مَاء وَعسل أَو سمسم مَعَ عسل وَسمن وَلَا يمص الثدي الوارم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ ينجذب إِلَيْهِ الْموَاد وَإِذا نقص الورم فليوضع على الثدي القيروطي على هَذِه الْجِهَة (ألف ب) يغلى السلق فِي الزَّيْت حَتَّى يتهرأ ثمَّ يَجْعَل من ذَلِك الزَّيْت قيروط ويلقى عَلَيْهِ.

صفة أُخْرَى: تخلط عشرَة من صفرَة الْبيض مَعَ أَو قيتى شمع وَأَرْبع أَوَاقٍ دهن ورد حَار وَيضْرب ضربا جيدا وَيصب عَلَيْهِ من المَاء المالح مَا يُمكنهُ قبُوله وَيضْرب بخشبة عَظِيمَة عريضة كالسيف وَيسْتَعْمل وَإِن صلب الورم الَّذِي فِي الثدي فليجعل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملينة وَإِن حدث فِيهِ آكِلَة اسْتعْمل الدَّوَاء الْخَاص بِهِ وَهُوَ فِي بَاب الآكلة ويحفظ الثدي أَن يسحق كمون ويخلط مَعَ المَاء ويضمد بِهِ الثدي ثمَّ ضع عَلَيْهِ إسفنجا قد غمس فِي خل وَمَاء ويربط وَيتْرك ثَلَاثًا يفعل بِهِ ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فِي الشَّهْر أَو يسحق شوكران بِعَسَل وَيُوضَع عَلَيْهِ وَلَا تحله الْبَتَّةَ ثَلَاثَة أَيَّام أفعل ذَلِك بِهِ ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر وضع خَارجه إسفنجا وَإِن طليته بالمسن حفظه.

مَجْهُول يدر اللَّبن الرازيانج وَحب الرّطبَة وبزر الكراس وبزر الجرجير يستف بِمَاء كشك الشّعير ثَلَاث أَوَاقٍ.

شَمْعُون: قد يكون فِي بعض الْأَوْقَات فِي الثدي لبن بِلَا حمل وَلَا جماع وَأكْثر مَا يكون ذَلِك إِذا انْقَطع الطمث وَيرجع الدَّم إِلَى الثدي فيستحيل لَبَنًا وَإِن كَانَت الْمَرْأَة مِمَّن بلغت أَن يَنْقَطِع حَيْضهَا فَلَا بَأْس وَإِن كَانَ فِي الشَّبَاب فأحرص على إدرار الطمث فَإِن لم يدرولد فِي الثدي أوراماً وقروحاً عسرة. وَقَالَ مِمَّا يدر اللَّبن: خُذ سمنا فاسخنه واسق مِنْهُ بكأس شراب صرف بِالْغَدَاةِ واسقها بزر اللفت والحلبة معجونة بِسمن وَغسل مثل الْبَيْضَة كل

 

(2/430)

 

 

يَوْم واطبخ فجلا ونخالة ثمَّ اسقها ذَلِك الطبيخ مَعَ عسل ومرها فلتأكل قَلِيل حمص منقوع بِالْمَاءِ وتشرب ألبان الْغنم مَتى عطشت. د: أَو خُذ بزر اللفت وبزر الحلبة)

من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وبزر الشبت وبزر الكراث وبزر الحندقوقا من كل وَاحِد أُوقِيَّة وعصارة الرازيانج الرطب وَعَسَلًا وَسمنًا واخلط بِهِ الْأَدْوِيَة وسخنها واسقها مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.

لقطع اللَّبن: كمون وسذاب جبلى وبزر الْفَقْد إطبخه بِمَاء واسقها مِنْهُ ويطلى بِهِ ثديها وَمن المر اطل بِهِ الثدي بلعاب البزر قطونا وَلَا تطل الثدي بالأطلية إِلَّا وَقد خرج مَا فِيهِ وحلبته حَتَّى يفنى وَإِلَّا جمد فِيهِ اللَّبن وَصَارَ قروحاً وَمَا اسْتَطَعْت فِي الثدي فَوسعَ وَلَا تضيق.

اختيارات حنين دَوَاء للسلع وَالْعقد فِي الثدي: يُؤْخَذ ورق الخوخ الرطب وورق السذاب الرطب فيدقان جَمِيعًا ويضمد بِهِ الْموضع.

بولس: مِمَّا يحلل الدَّم وَاللَّبن الجامدين فِي الْجوف فِي بَاب السمُوم الَّذِي بَين الأغذية فليحول مَا هَاهُنَا وَيجمع كُله.

أوريباسوس: يدر اللَّبن السمسم وبزر الْخِيَار والقثاء والشاهفافخ والدماغ والفاشرا والكمون الرطب والرازيانج.

اشليمن قَالَ: يكثر شرب اللَّبن المعزى اللَّبن ويتخذ حساء بِلَبن وَيجْعَل فِيهِ رازيانج وشبث (ألف ب) والشونيز وَأكل السّمك المالح يزِيد فِي اللَّبن.

من التَّذْكِرَة للسدة الْعَارِضَة فِي الثدي من اللَّبن: دق الخراطين وأطلها عَلَيْهَا أَو دق السمسم ويطلى عَلَيْهَا المر بِمَاء الفوذنج والأنيسون ودقيق الحمص وورق الْغَار وبزر الكرفس والكمون النبطي والقاقلة إِذا طليت مَعَ مَاء البرسيان دارى وينقى الْجِسْم وَكَذَلِكَ مَاء السلق وَالْحِنْطَة روفس فِي تَدْبِير الْأَطْفَال قَالَ: النِّسَاء اللواتي يحرصن على قطع اللَّبن بِشرب العقاقير يفْسد مِنْهُنَّ الثدي ويجسو حَتَّى يحْتَاج هَؤُلَاءِ إِلَى البط والباذروج يقطع لبن الْمعز إِذا رعته.

من الْكَمَال من الْأَدْوِيَة المنقية لِابْنِ ماسويه: إِذا كَانَ الثدي مملوءاً لَبَنًا وَقد أثقله ذَلِك فدق النعنع مَعَ شَيْء من ملح الْعَجِين وضمد بِهِ وشده أفعل ذَلِك بِهِ أَيَّامًا.

أنطليس وبولس قَالَ: قد ينتفخ ثدي الذُّكُور عِنْد الِاحْتِلَام فَرُبمَا بَقِي بِحَالهِ وَرُبمَا زَاد حَتَّى يسمج وَيُشبه ثدي النِّسَاء وَيَنْبَغِي أَن يبط كَمَا يبط عَن السّلع حَتَّى يبلغ الشَّحْم ثمَّ أخرجه كُله وخطه وأدمله.

قريطن لبَقَاء الثدي على حَاله: كمون يدق وينخل ويسحق بِالْمَاءِ سحقاً نعما ثمَّ

 

(2/431)

 

 

ضمد بِهِ)

الثديين وَاجعَل عَلَيْهِمَا من خَارج إسفنجة لينَة واربطها على الصَّدْر والثديين وَقد شربتهما بخل ممزوج واضفطها بالرباط ضغطاً رَقِيقا ودع الرِّبَاط عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ حلّه ونقه من الكمون وَخذ بصل السوسن فدقه واعجنه بِعَسَل وضمد بِهِ الثديين واربطهما ثَلَاثَة أَيَّام على مثل مَا فعلت بدءا ثمَّ حل الرِّبَاط واترك التَّدْبِير أفعل ذَلِك فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات فيدوم لَهَا الصغر.

آخر: خُذ زيتا وشبا مسحوقاً كالكحل وأجعله فِي إِنَاء أسرب وأدهن بِهِ الثديين كل يَوْم فَإِنَّهُ يَدُوم لَهما الصغر أَو خُذ شوكرانا فاسحقه واعجنه بِالْمَاءِ واطل على الثديين وَاعد ثَلَاثَة اَوْ بل إسفنجة لينَة بخل وَمَاء وشدهما فَوق ذَلِك ثمَّ دع التَّدْبِير أَيَّامًا أعد عَلَيْهِ العلاج فَإِنَّهُ يصغر الثدي.

أُخْرَى قَوِيَّة: خُذ طينا حرا وعفصا وانخل الْجَمِيع بمنخل واعجنه بِعَسَل حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي وارفعه فِي إِنَاء رصاص واطل بِهِ الثديين فَإِذا جف فاغسله بِمَاء بَارِد كثير تفعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يصغره ويقيمه. قَالَ: ويحفظ الخصى أَن يُؤْخَذ قيموليا وإسفيذاج الرصاص بِالسَّوِيَّةِ واعجنهما بِمَاء البنج وصب عَلَيْهِمَا دهن المصطكى واطل بِهِ فَإِنَّهُ يمْنَع نَبَات الْعَانَة وَعظم الخصى.

آخر للخصى والثديين: رصاص محرق مغسول دقاق الكندر إسفيداج الرصاص مرتك شب أفيون إجمع الْجَمِيع بالشوكران حَتَّى يصير فِي غَايَة اللين وليعمل هَذَا الدَّوَاء إِذا كَانَ شوكران رطبا كثير المَاء فَإِذا انْتهى سحقها فاخلط بهَا من دهن (ألف ب) المصطكى قدر مَا يَكْتَفِي وارفعها فِي إِنَاء رصاص وشده واحفظه واطل بِهِ بخل حاذق جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تُرِيدُ حفظهَا. آخر قوى جدا: عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الشوكران وبنج ولعاب بزر قطونا ومرتك أَبيض وإسفيذاج الرصاص وأفيون وَمَاء البنج وخل ثَقِيف واجعله قرصة وَعند الْحَاجة اطل بِهِ على مَا تُرِيدُ والزم من تطليه قبل ذَلِك شرب المَاء الْبَارِد وَترك الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: مَتى كَانَ اللَّبن نَاقِصا فابحث عَن الدَّم فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو فِي هَذِه الْحَال من أَن يكون قَلِيلا فِي كميته أَو رديئاً فِي كيفيته وَانْظُر فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْجِسْم المرار فانفضه ثمَّ عد إِلَى التَّدْبِير الَّذِي أصف وَهُوَ: أَن تدبر الْمَرْأَة بالأغذية المولودة للدم الْجيد المرطبة الفاترة الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَن مزاج اللَّبن هَذَا المزاج وانح فِي هَذَا التَّدْبِير ايضاً هَذَا النَّحْو فَإِن كَانَ الْغَالِب فِي الْبدن البلغم فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تسخن فِي الأولى وَالثَّانيَِة وَلَا تجفف وأفضلها مَا)

كَانَت أغذية كالجرجير والراازيانج والشبث الطري وَذَلِكَ أَن الْيَابِس من هَذِه يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا التَّدْبِير فيغلط الدَّم بادرار الْبَوْل وتقل رطوبته وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن يحفظ اعْتِدَال الدَّم وَلَا يكون غليظاً وَكَذَلِكَ البزور الحارة

 

(2/432)

 

 

تقطع اللَّبن وَأما الَّتِي تسخن باعتدال وَلَا تجفف فَإِنَّهَا بِالْحَقِيقَةِ مَدَرَة للبن إِذا اسْتعْملت مَعَ الأغذية والاستحمام وَالتَّدْبِير الْجيد المكثر للدم الرطب وَأما الَّتِي تقطع اللَّبن فالأشياء القوية التجفيف أَو القوية الاسخان وَمَتى در الطمث انْقَطع اللَّبن. جوارش مصلح: بزر الرازيانج وبزر الجرجير وبزر السلجم والرطبة والفجل وبزر الشبث والكراث تدق وتلت بالسمن وتعجن بالعسل وَتُؤْخَذ مِنْهَا كالبيضة بِثَلَاث أَوَاقٍ شراب جيد أَو لبن حليب إِذا كَانَت حِدة وهزال وينتظر سَاعَات ثمَّ يَأْكُل حساء متخذاً من خبز يَابِس فِيهِ هَذِه البزور وخاصة كمون ورازيانج وشبث وَيكون من دَقِيق باقلى وأرز وحنطة يتَّخذ حساء بِاللَّبنِ وَيطْعم وتطلى الحلمة بأشق قد حل بِالْمَاءِ أَو بكمون مسحوق أَو بدقيق الْحِنْطَة أَو بالمرماخور يسحق بِمَاء ويطلى بِهِ. قَالَ جورجس: وَيقطع اللَّبن ضماد الباقلى وَأَن يسقى من بزر القثاء حفْنَة كل يَوْم بِمَاء فاتر وبزر الرّطبَة كَذَلِك.

مُفْردَة ج: دَقِيق الباقلى بليغ النَّفْع جدا لمن بِهِ ورم فِي الثدي وَلَا سِيمَا إِن كَانَ حدث ذَلِك الورم للبن تجبن فِيهِ فَإِن هَذَا الضماد يقطع اللَّبن والرازيانج يُولد اللَّبن ويدره مس المَاء إِذا حك وطلى بِهِ حفظ الثدي والخصى بِحَالهِ زَمَانا طَويلا لَا يعظم إِذا تعوهد ذَلِك والشمع إِذا ضمد بِهِ منع اللَّبن أَن ينْعَقد فِي ثدي المرضعات النخالة إِن طبخت بِالشرابِ وضمد بهَا منع اللَّبن أَيْضا من التعقد الحمص يُولد اللَّبن دَقِيق العدس إِذا طبخ بِمَاء وملح وضمد بِهِ الثدي (ألف ب) الوارمة من احتقان اللَّبن نفع جدا الباذروج يدر اللَّبن النعنع إِذا ضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير الثدي الوارم من تعقد اللَّبن سكنه الشبث وبزره يدران اللَّبن الخطمى يسكن وجع الثدي الوارمة ويحلل ورمها. الخوز: لبن الْبَقر يزِيد فِي لبن الْمُرضعَة.

الفلاحة: بزر الفجل يدر اللَّبن. لي طليت ثدياً أردْت قطع اللَّبن عَنهُ بدقيق باقلى وبزر الباذروج بِمَاء الباذروج فَانْقَطع أعجب انْقِطَاع وأقواه.

لي تجربة عَن القوابل: طين حر عسل يطلى بِهِ الثدي ينهده.

لي قد يكون من المنى وَاللَّبن مَا يغلظ حَتَّى يخرج كالجبن وَرُبمَا خرج كالخيط وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي رجل فَعَلَيْك فِي هَذَا بتطل الثدي والأثنين بِمَاء حَار وَالْجُلُوس فِيهِ وترطيب الْبدن وتبريده.)

فليانش فِي الطبيعيات: من أَرَادَ أَن يخف لبن امْرَأَة من ثديها فليشق سرطاناً بحرياً وأطله على الثدي.

مسيح: مَتى حدث فِي الثدي ورم فضمد بدقيق الحلبة وَنَحْوه وانطل بِالْمَاءِ الْحَار وَمِمَّا ينفع من الورم الْحَار فِيهَا حجر المسن يحك بخل ويطلى وَمَتى بط فَلْيَكُن فِي غَايَة السعَة.

 

(2/433)

 

 

وَمِمَّا يحبس لبن الْمَرْأَة بعقب الْولادَة مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك: كمون فنجنكشت سذاب يطْبخ ويسقى مَاؤُهُ وينطل بِهِ الثدي ايضاً أَو يطلى بالأشق بِالشرابِ اَوْ بعصارة البزر قطونا وليحلب كل يَوْم قَلِيلا لِئَلَّا يتقرح فَأَما الزَّائِدَة فِيهِ فالحمص والشبث وبزر الرّطبَة وَاللَّبن وَالسمن وَالْعَسَل والخشخاش والشونيز والباذنجان مَعَ سمن غنم وَمَتى يسحق كمون كرمانى بِعَسَل ولطخ بِهِ أَو أخذت أصُول الكرنب فدقت وضمد بهَا أَو دَقِيق العدس والباقلى والزعفران والجوز جندم وَالْملح ويضمد بهَا بِمَاء بَارِد فتقطع اللَّبن وتجففه. قَالَ: وَيُقِيم الثدي المكسر طبيخ العفص يبرد بالثلج ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان وتوضع عَلَيْهِ.

الطِّبّ الْقَدِيم: تدق الحلوة وتطلى بِالْمَاءِ على الثدي فَيَنْقَطِع اللَّبن من يَوْمه مجرب أَو يُؤْخَذ لَك ومرتك ودهن ورد ويطلى على الثدي فَإِنَّهُ غَايَة يسْتَعْمل إِذا كثر اللَّبن جدا وَإِن أردْت قطع اللَّبن أَيْضا فاطبخ العدس والساق. وانطل بِهِ. د: دَقِيق الباقلى ينفع الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن. ج إِنَّه ضماد بليغ لورم الثديين وخاصة إِن كَانَ حدث فِيهِ الورم من سَبَب اللَّبن إِذا جمد فِيهِ فَإِن هَذَا الضماد يقطع اللَّبن: بزر بنج إِذا دق وتضمد بِهِ الْأَبْيَض والأحمر نفع من ورم الثدي الْحَار وخاصة الْكَائِن بعقب النّفاس. د: الْجَوْز يخلط بِشَيْء يسير من الْعَسَل وَالشرَاب بدردى الْخلّ ويضمد بِهِ الثدي الوارم وخاصة الْكَائِن بعقب النّفاس فَإِنَّهُ يحلله.

بولس:)

دردى الْخلّ يسكن ورم الثدي الَّذِي در لبنه جدا وسخ المصارعين جيد لورم الثدي وَذَلِكَ أَنه يحلل مَا قد حصل وَيمْنَع من مَجِيء شَيْء آخر. ج: مَتى طبخت نخالة الْحِنْطَة مَعَ سذاب وكمد بِهِ سكن أورام الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن طين (ألف ب) شاموس ينفع أورام الثدي خَاصَّة.

أوريباسوس: وَيسْتَعْمل بِمَاء ورد ودهن ورد الكندر مَتى خلط بقيموليا ودهن ورد ولطخ بِهِ نفع الْحَرَارَة الْعَارِضَة للثدي وَقت النّفاس. د: دَقِيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل يلين الأورام الصلبة فِي الثدي. د: كمافيطوس إِذا وضعت على الثدي الجاسية حلل ورمها وجسأها. د: الكرفس د: مَاء الْبَحْر إِذا صب على أورام الثدي نفع. د: النّوم بنفع تعقد اللَّبن فِي ثدي المرضعات. د: النعنع مَعَ سويق شعير إِذْ ضمد بِهِ الثدي الَّذِي يعْقد فِيهِ اللَّبن نَفعه

 

(2/434)

 

 

د: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن الورم الْحَار فِي الثدي.) د: وَيجب إِن يطْبخ بِمَاء الْعَسَل ثجير الْعِنَب مَتى خلط بملح وضمد بِهِ جيد لأورام الثدي. د وَج: إِن التُّرَاب الَّذِي يكون فِيهِ عرق المصارعين نَافِع جدا من ورم الثدي الْحَار وجمود اللَّبن فِيهِ وَهَذِه أَنْفَع شَيْء لَهُ وَإِن كَانَ يَابسا فلينه بدهن حناء أَو بدهن ورد العدس مَتى طبخ بِمَاء د: مرهم احكاك الأسرب والمياه الْبَارِدَة نَافِع جدا للأورام الحارة فِي الثدي والقروح فِيهِ. د: الشوكران إِذا ضمد بِهِ الثدي قطع اللَّبن وَمنع الورم مِنْهُ الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حلل ورم الثدي. د: أصل الْخُنْثَى مَتى طبخ بدردى الشَّرَاب وتضمد بِهِ نفع من أورام الثدي. د: لحكة الثدي ينفع التِّين الْيَابِس فِي خل خمر أَيَّامًا ثمَّ يطلى بِهِ الثدي أَيَّامًا ثمَّ يغسل بِمَاء حَار فِيهِ كرفس وحجامة الْكَاهِل وَإِذا كَانَ الثدي مملوءاً من اللَّبن قد أثقله فدق نعنعاً مَعَ ملح الْعَجِين وَضعه عَلَيْهِ وشده اياماً أفعل ذَلِك بِهِ أَيَّامًا.

مَجْهُول: عسل لبنى ودهن بنفسج فيخلط وتمسح بِهِ الثدي وَيطْعم الْأَطْعِمَة الميبسة جيد للآورام الَّتِي تكون فِي الثدي من اللَّبن ويحسى بالكرنب وَيطْعم مِنْهُ.

من تذكرة عَبدُوس ضماد يتَّخذ لصلابة ثدي النِّسَاء: يتَّخذ من سلق وموم وشحم البط والدجاج ومخ الأيل والرجلة ودقيق الشّعير ودهن الخيرى وصمغ اللوز ودقيق الحلبة ودقيق الباقلى وَورد البنفسج والبابونج وقفر الْيَهُود.

من الْكَمَال والتمام دَوَاء يقطع اللَّبن من الثدي: دَقِيق باقلى عشرُون درهما ودقيق عشرَة دَرَاهِم يعجنان بدهن الحلبة ويطلى على الرَّأْس.

آخر يقطع اللَّبن من الثدي: دَقِيق الباقلى ودهن الْورْد بِجعْل مختلطاً ويضمد بهما الثدي.

للورم الْبَارِد فِي الثدي: دق الكرفس وضع عَلَيْهِ.

للصلابة الْحَادِثَة فِي الثدي: ضع عَلَيْهِ دردى الْمَطْبُوخ الْعَتِيق أَو ذردى الْخلّ أَو يُؤْخَذ دَقِيق الباقلى وإكليل (ألف ب) الْملك ودهن السمسم وَمَاء عذب يخلط وَيُوضَع عَلَيْهِ.

من اختيارات الْكِنْدِيّ دَوَاء يصلح للسلع وَالْعقد فِي الثدي: ورق الخوخ وورق السذاب)

الرطب يدقان ويضمد بهما.

 

(2/435)

 

 

ابْن سرابيون فِي القربادين ضماد جيد لورم الثدي والخصى الحارة يُؤْخَذ باقلى مطحوناً وحلبة مطحونة وخطمى وبزر كتَّان حفْنَة حفْنَة فيعجن بطبيخ الكرنب وَيجْعَل مَعَه دِرْهَم من زعفران بِجمع الْجَمِيع وَيُوضَع على الثدي وَإِن كَانَ فِيهِ حرارة فَاجْعَلْ فِيهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب.

الْمُفْردَات قَالَ: مَتى قل اللَّبن فَانْظُر إِلَى الدَّم فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو أَن يكون قَلِيل الكمية أَو رَدِيء الْكَيْفِيَّة فَإِن وجدت الدَّم قَلِيل الكمية فدبر تدبيراً ملطفاً مسخناً فَإِن وجدته رَدِيء الْكَيْفِيَّة فَانْظُر مَا الَّذِي تحْتَاج أَن تستفرغ أبالفصد أَو بالإسهال ثمَّ بعد ذَلِك إِلَى الْأَدْوِيَة المضادة وَلذَلِك المزاج فَإِن كَانَ الَّذِي استفرغت بلغما فأجود الْأَشْيَاء لَهُ الجرجير والرازيانج والكرفس رطبا لِأَنَّهَا إِذا يَبِسَتْ فَإِنَّهُ أقوى مَا يَنْبَغِي وَإِن كَانَ صفراء فماء الشّعير وَاللَّبن هُوَ شَيْء متوسط الطَّبْع من الدَّم فَلذَلِك إِن كَانَ اللَّبن لَيْسَ بِقَلِيل فَإِنَّمَا أفْسدهُ صفراء أَو بلغم وَلَا تحْتَاج أَن تكون الْأَدْوِيَة المولدة للبن خَارِجَة عَن الِاعْتِدَال فِي الْحَرَارَة لِأَن هَذِه تفنى رُطُوبَة الدَّم وَلَا بَارِدَة لِأَنَّهَا تجمد الدَّم بل أَشْيَاء تسخن باعتدال وَلَا تجفف الْبَتَّةَ فَكلهَا تقطع اللَّبن وَالَّتِي تنقص الدَّم وَالَّتِي تدر الطمث وَذَلِكَ أَن الْكَثِيرَة الطمث لَا يكثر لَبنهَا.

مدرات اللَّبن: الباذروج يدر اللَّبن.

ابْن ماسويه: ثَمَرَة الفنجنكشت إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب أدرت اللَّبن د: كشك الْحِنْطَة إِذا طبخ مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حساء أدر الْبَوْل وَاللَّبن. د: الحمص تولد اللَّبن.

عصارة سلق الفاشرا إِذا تحسى من حِنْطَة مطبوخة غزر اللَّبن. د: الرازيانج إِذا أكل زَاد فِي اللَّبن وبزره يفعل ذَلِك شرب أَو طبخ مَعَ مَاء الشّعير. د وَقَالَ ج: الرازيانج لما كَانَ قوى الْحر قَلِيل اليبس ولد اللَّبن وَلَو كَانَ كثير اليبس مَا وَلَده وخاصة الرازيانج توليد اللَّبن.

ابْن ماسويه قَالَ د: طبيخ جمة الشبث وبزره يولدان اللَّبن توليداً قَوِيا وبزره إِذا شرب أدر اللَّبن. د: قضبان الشقائق وورقه إِذا طبخت مَعَ حشيش الشّعير وَأكل أدر اللَّبن. د: الشونيز إِذا أدمن شربه أدر اللَّبن. د: مرق الْخِيَار البستاني ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر اللَّبن وتزيد فِيهِ وتنقي الْبدن مِمَّا فِيهِ: مَاء الشّعير مَعَ مَاء الرازيانج وَمَاء الحمص تدر اللَّبن وتنقي والخراطين إِذا دقَّتْ وطلى بهَا نقى مَا فِيهِ وَكَذَلِكَ

 

(2/436)

 

 

السمسم إِذا طلى بِهِ وَفعل ذَلِك والمر إِذا دق وخلط بِهِ مَاء الفوتنج الْبري وطلى عَلَيْهِ فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ أدمغة الخفافيش إِذا طلى عَلَيْهِ بِمَاء والرازيانج إِذا طلي على الثدي والمر والأنيسون ودقيق الحمص إِذا طلى على الثدي نقى مَا فِيهِ من الفضول وورق الْغَار وبزر (ألف ب) الكرفس والكمون النبطي والقاقلة الْكِبَار إِذا طليت هَذِه على الثدي بِمَاء البريسان دارى نقت الثدي مِمَّا فِيهِ من الفضول الغليظة وَكَذَلِكَ يفعل مَاء السلق المعصور مَعَ الْحِنْطَة المهروسة والسوسن إِذا دق وطلي بِهِ الثدي مثل ذَلِك ومرارة الثور وكبده إِذا طلي وطحال الْحمار المجفف المدقوق وخرؤ الفأر المدقوق مَعَ شعير مبلول والكرنب إِذا طلي بِمَاء السلق فعل ذَلِك وَهَذِه كلهَا تدر اللَّبن وتكثره وَمَتى حسيت الْمُرضعَة حسواً متخذاً من الْحِنْطَة وحمص مَعَ شَيْء من شبث ورازيانج وبزريهما مَعَ لبن حليب زَاد فِي اللَّبن وأدره.)

من كتاب إشليمن للزِّيَادَة فِي اللَّبن: يشرب لبن الْمعز ويتخذ مِنْهُ حساء وَيجْعَل فِيهِ رازيانج وشبث وشونيز والسمك المالح يزِيد فِي اللَّبن. من جَامع ابْن ماسويه: وَهُوَ المنجح للزِّيَادَة فِي اللَّبن: يُؤْخَذ من سلاء النَّحْل ثَلَاثُونَ درهما ورق الرازيانج عشرُون درهما رطبَة خَمْسَة عشر درهما حِنْطَة مهروسة خَمْسَة وَعِشْرُونَ حمص مقشر وشعير مرضوض أَبيض وَعشر شاهنجرات يغلى بِثَلَاثِينَ رطلا من مَاء عذب إِلَى أَن يرجع إِلَى ثَمَانِيَة أَرْطَال من مَاء وَأَقل من ذَلِك ويسقى مِنْهُ الْمُرضعَة خمس أَوَاقٍ مَعَ نصف أُوقِيَّة من دهن لوز حُلْو وسكر سليماني خَمْسَة عشر درهما.

من الْجَامِع للصلابة فِي الثدي: يسلق نصف جُزْء موم أَبيض وبقلة حمقاء ودقيق شعير وشحم البط والدجاج وشحم الإيل بِالسَّوِيَّةِ دَقِيق الحلبة نصف جُزْء دهن الخيرى مثله دَقِيق الباقلى ثلثا جُزْء ورد البابونج مثله بِجمع ويضمد بِهِ.

دَوَاء يكثر اللَّبن فِي الثدي: يحسى حسواً متخذاً من الْحِنْطَة وَالشعِير والرازيانج والحساء الْأَبْيَض.

مَجْهُول: يكثر اللَّبن أكل الضَّرع ودقيق الباقلى إِذا ضمد بِهِ عانات الصّبيان أَبْطَأَ الِاحْتِلَام. د وَج: إِن ضمد بِعْ عانات الصّبيان أَقَامُوا مُدَّة طَوِيلَة لَا ينْبت لَهُ فِيهَا شعر. ج: لحم الْبِطِّيخ يفعل ذَلِك إِلَّا أَن البزر أقوى حجر المسن إِذا حك ولطخ بِهِ على ثدي الْأَبْكَار منع أَن تعظم وخصى الصّبيان والثدي. د وَج: مَتى ضمد منع الثدي والخصى أَن تعظم.

 

(2/437)

 

 

الْكَمَال والتمام: يضمد ثدي الْبكر وعانة الصَّبِي بحشيش الشوكران وَمَتى أَخذ من النَّبَات الَّذِي يُسمى نجبيش فأنعم سحقه وضمد بِهِ ثدي الْجَارِيَة وَترك ثَلَاثِينَ يَوْمًا بقى نهودهما وَيجب أَن يمْنَع من دُخُول الْحمام فَإِنَّهُ يُرْخِي الْجِسْم.

أقريطن: ضمد الصَّدْر بشوكران معجوناً بِمَاء وأتركه ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يصغر أَو خُذ طيناً حرا وعفصاً فجا فاجمعهما بِعَسَل فارفعه فِي حك رصاص واطل بِهِ الثدي فَإِذا جف فاغسله بِمَاء بَارِد كثيرا فعل ذَلِك خَمْسَة أَيَّام مرّة. لي اطل الثدي والخصى بطين حر ببنج وشوكران ودعه يجِف وَيغسل ويطلى وتعاهد ذَلِك واتركه يجِف عَلَيْهِ وَيبقى أَيْضا مَتى شِئْت أَن يكون أبلغ فَإِنَّهُ (ألف ب) يحفظه مُدَّة طَوِيلَة. قَالَ: وَخذ من تربة قيموليا إسفيذاج واعجنه بِمَاء البنج وَقَلِيل دهن مصطكى واطل بِهِ فَإِن هَذَا يمْنَع الطمث والاحتلام ونبات اللِّحْيَة ويحفظ الثدي صَغِيرا.

 

(2/438)

 

 

الخفقان)

الْكَائِن فِي الحميات والتوحش وخفقان فَم الْمعدة الْمُشبه بخفقان الْقلب وَسُوء المزاج والأورام والقروح الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: وَمَا كَانَ يعرض للقلب من الأورام الحارة وَغَيرهَا يهْلك الْحَيَوَان من سَاعَته وعلامته الغشى المتتابع المتدارك وَكَذَلِكَ سوء المزاج المفرط وعلامة أُخْرَى وَهِي الاختلاج الَّذِي يكون وَحده أَو الَّذِي يخيل للْإنْسَان أَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة. قَالَ: وَقد يكون ذبول ودق من ورم فِي غلاف الْقلب وَيكون خفقان مَعَه فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد يهزل ويذوب فَتَأَخر تشريحه لأشغال عرضت وَهُوَ يسل فِي ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ شرحته فَوَجَدته سَائِر أَعْضَائِهِ كلهَا سليمَة وَوجدت على غلاف قلبه ورماً فِيهِ رُطُوبَة سخيفة شبه الرُّطُوبَة الَّتِي تُوجد فِي النفاخات إِذا ثقبت خرجت مِنْهَا مائية وشرحت أَيْضا ديكاً فَوجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً لَا رُطُوبَة فِيهِ وَقد يُمكن أَن يعرض هَذَا للنَّاس وَأما الورم الْحَار فَرَأَيْت لما حدث فِي قوم من الْمُقَاتلَة حدث مَعَهم من سَاعَته غشى مميت إِلَّا أَن من أَصَابَته حرارة نفذت إِلَى تجويف قلبه مَاتَ من سَاعَته بنزف الدَّم وخاصة إِذا كَانَ فِي الْبَطن الْأَيْسَر فَأَما إِذا لم تنفذ الْجراحَة إِلَى الْبُطُون فَإِنَّهُ رُبمَا عَاشَ يَوْمه ذَلِك وَلَا يزَال عقله ثَابتا. قَالَ فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد أبرأنا مِنْهُ خلقا بالفصد وَحده وَبَعْضهمْ بِالتَّدْبِيرِ الملطف مَعَ الفصد وَبَعْضهمْ لم يعاودهم وَبَعْضهمْ عاودهم فعدنا للعلاج فبرأ وَكَانَ رجلا يتعاهده اخْتِلَاج الْقلب فِي الرّبيع فِي كل سنة ففصدته فسكن عَنهُ ثمَّ كَانَ يتَقَدَّم فيفصد فينجو من ذَلِك الاختلاج إِلَّا أَن هَذَا لم يبلغ الشيخوخة لَكِن مَاتَ وَكَذَلِكَ جَمِيع من يصيبهم ويلزمهم الاختلاج بالغشى والحميات الحارة وَأما غلاف الْقلب فَلَيْسَتْ علله بقاتلة غلا أَن يكون ورماً حاراً فيتأدى مِنْهُ إِلَى الْقلب. لي هَذَا الْعُضْو لحرارته لَا تكَاد الْعِلَل تعرض لَهُ لِأَنَّهُ يذيبها وَبَعضهَا هَذِه الْعِلَل بجميعها فِيهِ وَإِذا عرضت لم تكد تنجع وَذَلِكَ أَنه لَا يجوز لَهُ أَن يمده مَا يَقْهَرهُ وَقد قهر الطَّبْع وَالْمَوْت الْفجأَة إِنَّمَا يكون بِأَن الْقلب ينقبض وَلَا ينبسط فَيحدث من ذَلِك للحرارة الغريزية اختناق كَمَا يحدث عَنهُ بطلَان النَّفس وَإِنَّمَا يقبل أَيْضا بِأَن يصير الْقلب لعدمه الْحَرَارَة الغريزية لَا ينقبض وَلَا ينبسط فَيحدث من ذَلِك للحرارة الغريزية أَن تذْهب جملَة.

 

(2/439)

 

 

لي إِذا عرض اخْتِلَاج (ألف ب) فبادر بفصد الباسليق والأطلية على الصَّدْر بِمَا يُطْفِئ إِن كَانَ مَعَ حرارة لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يكون ذَلِك لورم حَار يحدث.

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: يكون من الخفقان ضرب يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة فأعد فأولا)

ذَلِك وعالجه بإصلاح هَذِه الْحَال.

ابيذيميا الأولى من الثَّانِيَة: وجع الْقلب يتَوَلَّد من التجويف الْأَيْسَر.

الْيَهُودِيّ: إِذا عرض فِي الْقلب غشى شَدِيد وأخضر الْوَجْه وتنكس الرَّأْس مَاتَ حِين يشيل رَأسه. لي إِذا عرض للجسم سل وذوبان وَلَا يعرف لَهُ سَبَب باد وَلَا حميات متقادمة مجوفة محرقة وَلَا ورم حَار فِي الكبد وَنَحْوه فَأعْلم أَن الْقلب مزاجه مزاج سوء مزاج الْقلب إِذا كَانَ رديئاً اسْتدلَّ عَلَيْهِ بالخفقان والغشى وعلاج سَائِر السل.

الْيَهُودِيّ: من جيد أدوية الْقلب أَقْرَاص الْورْد بالسكنجبين ودواء الْمسك والشليثا. قَالَ: والسل يكون عَن الْقلب لورم فِي حجابه أَو لسوء مزاج فِيهِ وعلاجه علاج السل من الْأَطْعِمَة وَالْحمام قسطا فِي الْمَوْت الْفجأَة قَالَ: من علاج الْقلب مَا لَا يفْسد مزاجه فَسَادًا قَوِيا كالخفقان. قَالَ: والزعفران يفرح الْقلب تفريحاً قَوِيا.

قَالَ الْيَهُودِيّ: الدارصيني نَافِع للفزع والوحشة والخفقان يُؤْخَذ دارصيني وسنبل وزرنباد وذرونج وباذروج وباذرنجويه يدق وينخل ويعجن بِمَاء

 

(2/440)

 

 

لِسَان الثور والشربة دِرْهَم بأوقية طلاء وَهُوَ دَوَاء عَجِيب جدا نَافِع.

دَوَاء يقوم مقلم الشليثا: بسد دارصيني من كل وَاحِد اثْنَا عشر قيراطاً برادة ذهب أَحْمَر وَفِضة بَيْضَاء قيراطان قيراطان مسك وكافور ثَلَاثَة ثَلَاثَة سنبل وسليخة وأشنة وساذج من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً حَماما وقسط وأشق من كل وَاحِد عشرَة قراريط شب يمَان مر زرنباد ذرونج قرنفل من كل وَاحِد سَبْعَة قراريط يعجن بِعَسَل نَافِع من الخفقان وضيق الصَّدْر جيد بَالغ.

أهرن للخفقان: اسحق دِرْهَم مرزنجوش يَابِس بِمَاء فاتر واسقه وزن فوانيس من قرنفل بأوقية لبن حليب. الطَّبَرِيّ: مِمَّا ينفع الْحَرَارَة فِي الْقلب مخيض الْبَقر والكزبرة والورد.

سفوف جيد للقلب والوحشة والغشى: كهربا وبسد ولؤلؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة فلنجمشك لِسَان الثور سِتَّة سِتَّة كزبرة قد قليت قَلِيلا دِرْهَمَانِ وَنصف الشربة مِثْقَال بأوقية ميبه.

لي معجون مسهل جيد لذَلِك: إهليلج أسود وأفيثمون أقريطشى وأسطو خودوس بسبايج تَرَبد جزؤ جزؤ غاريقون ملح هندي حجر اللازورد نصف نصف فلنجمشك قرنفل ساذج هندي)

ربع ربع يطْبخ الآملج وَالْعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم جيد بَالغ للوحشة والسوداء.

لي جوارش نَافِع جدا للخفقان (ألف ب) ويسكن الْغم والغشى: مصطكى سنبل قاقلة كبابه قرنفل سك قشور أترج صَبر فلنجمشك وباذرنجويه وعود ني وراسن يجمع بالميبه وَيُعْطى مِنْهُ وَإِن شِئْت يسحق وَيُعْطى مَعَ الميبه. لي للخفقان الْبَارِد الشَّديد: اسْقِهِ مطبوخاً ريحانياً بأقراص الْمسك صفتهَا فِي بَاب الغشى.

للخفقان الْحَار: طباشير زنة مِثْقَال بأوقية من مَاء الْخِيَار فَإِن هَذَا نَافِع من الخفقان الَّذِي مَعَ حرارة شَدِيدَة واسقه بِمَاء التفاح.

أهرن قَالَ: لَا يُمكن أَن يكون فِي الْقلب قيح.

لي لِأَن الْقَيْح يكون أَن ينضج الورم بحرارة وَالْإِنْسَان يَمُوت إِذا حدث ذَلِك فِي الْقلب قبل أَن ينضج قَالَ: والخفقان يعرض فِي الْقلب من أجل الدَّم الغليظ الْأسود إِذا تولد فِي الكبد وَكَانَ الَّذِي يصل إِلَى الْقلب سوداوياً فعالج ذَلِك بالفصد ثمَّ بالإسهال ثمَّ بِمَا يخرج الْخَلْط الْأسود ثمَّ بالأدوية اللطيفة الطّيبَة الرّيح كدواء الْمسك وجوارش النارمشك هَذِه تجْعَل الدَّم سوداوياً وَالْوَجْه أَن يتْرك الدَّم فِي هَذِه الْحَال فَإِن ذَلِك أَحْرَى أَن لَا يتَوَلَّد دم عكر وَلَا يكون مَا يصل إِلَى الْقلب مِنْهُ أسود ودواء قَيْصر والشليثا.

دَوَاء جيد للوحشة وللخوف بِاللَّيْلِ: يُؤْخَذ لِسَان الثور وباذرنجويه وزرنباد وذرونج اسحقها يابسة الشربة دِرْهَم فِي أول الْهلَال بطلاء ممزوج وَدِرْهَم فِي وَسطه وَدِرْهَم فِي آخِره وانقع لِسَان الثور فِي الطلاء واسق مِنْهُ.

أهرن: قد يعرض لكثير من النَّاس من التُّخمَة الحارة وَفِي الحميات والإمساك عَن الطَّعَام رعدة على الْمعدة من مرار ينصب غليها ويتوهم النَّاس أَنه خفقان الْقلب وَلَيْسَ كَذَلِك لَكِن مرّة تنصب إِلَى الْمعدة وعلاج الْقَيْء وتنظيف الْمعدة بالإيارج والإفسنتين والمبادرة قبل ذَلِك الْوَقْت بِشَيْء من الْأَطْعِمَة المقوية لفم الْمعدة وَإِذا سقى هَؤُلَاءِ فِي السّنة مَرَّات مَا ينقص الصَّفْرَاء لم يصبهم هَذَا الْعرض إِلَّا إِذا أخروا طعامهم جدا وَقد يُصِيب مثل هَذِه الرعدة فِي الْمعدة الشبيهة بخفقان من كَثْرَة الْجِمَاع وعلاجه الْإِمْسَاك والاغتسال والتطيب.

بولس: إِذا حدث فِي الْقلب نَفسه ورم حَار وَسُوء مزاج رَدِيء أَو جِرَاحَة موت سريع وخاصة مَا حدث فِي الْبَطن الْأَيْسَر وَإِذا عرض بمشاركة تبع ذَلِك غشى شَدِيد وَسُقُوط الْقُوَّة بَغْتَة)

وَضعف النَّفس والنبض الصَّغِير وَبرد الْأَطْرَاف وعرق مقطع فِي بعض الْجَسَد

 

(2/441)

 

 

وَإِن كَانَ الغشى شَدِيدا متداركاً فَلَا علاج لَهُ وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَرُبمَا انْتفع بالعلاج. وَقَالَ: قد يعرض خفقان شَدِيد من كَثْرَة الدَّم وغليانه وَإِذا سخن مزاج الْقلب عظم التنفس وتابع وبالضد وَإِن كَانَ خفقان يعرض بأدوار فأفصده قبل النّوبَة.

الْإِسْكَنْدَر: يكون من الحميات مَا مَعَه خفقان ووجع فِي الْفُؤَاد وغشى وَرُبمَا قتل.

بولس فِي تَدْبِير الْحَامِل (ألف ب) بَاب مَا يسكن الخفقان الَّذِي للحوامل: تجرع المَاء الْحَار بالعسل بِرِفْق وتدثر مَا دون الشراسيف بالصوف اللين.

شرك الْهِنْدِيّ: عَلامَة ضعف الْقلب الْخَوْف وضيق الصَّدْر وضربان فِي الصَّدْر مؤذ جدا وهزال الْجِسْم وقحله وعلامة قوته خلاف ذَلِك ويعالج من ضعف الْقلب أَن يطعم الْأرز بِاللَّبنِ والإسفيدباج وَالشرَاب على الأغذية الدسمة وَلُزُوم السرُور والنقلة فِي الْبلدَانِ وَالْحمام والأغذية الحلوة وَالطّيب والوطاء والدثار والحقن الدسمة.

شَمْعُون: سنبل فلنجمشك وباذروج من كل وَاحِد دِرْهَم مسك وكافور دانق دانق بزر الحرمل نصف دِرْهَم اعجن ذَلِك بِعَسَل أَو خُذ سنبلاً وسليخة وساذجاً درهما درهما زرنبادا وذرونجا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ واسقه بطلاء أَو خُذ زرنباد ودراصينيا وسبنلاً وباذروجاً بِالسَّوِيَّةِ اسْقِ مِثْقَالا بطلاء قد انقع فِيهِ لِسَان الثور.

للصرع والخفقان: سليخة وسنبل واشنة وساذج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وكهربا وبسد دِرْهَم دِرْهَم برادة ذهب وَفِضة ثَلَاثَة قراريط من كل وَاحِد الشربة باقلاة كل يعجن بِعَسَل.

الاختصارات للقلب الَّذِي يغلب عَلَيْهِ سوء مزاج: جوارش بلاذر مثروديطوس ثباذريطوس جوارش النارمشك وأحضرها كلهَا نفعا جوارش البلاذر فَإِنَّهُ عَجِيب جيد للخفقان.

مَجْهُول للخفقان: مِثْقَال من جوارش يَابِس يداف بأوقية شراب وَيشْرب بأوقية مَاء أَو يُؤْخَذ كمون وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فيشرب مِنْهُ مِثْقَال بقوطولي شراب ممزوج بِمَاء سخن قَالَ: إِذا كَانَ الخفقان من سوء مزاج قأفصد الباسليق من الْأَيْسَر وَإِلَّا احجم الْكَاهِل واسهل بعد ذَلِك بِشَربَة خَفِيفَة ويسقى بعد ذَلِك كزبرة يابسة مَعَ رائب الْبَقر دِرْهَمَانِ وطباشير دِرْهَم وكافور قِيرَاط ويسقى عِنْد النّوم بزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن الطين درهما كارباً نصف دِرْهَم بِالْمَاءِ المزمن الزَّمَان. قَالَ: وأقراص الكافور نافعة من سوء المزاج الْحَار المستولى على الْقلب ويضمد)

بالأضمدة ويسقى مَاء القرع.

سفوف نَافِع للخفقان مَعَ حر: بزر رجلة وبزر القرع وكزبرة يابسة وبزر لِسَان الثور

 

(2/442)

 

 

وطين الْأكل مربى فِي كافور بزر الباذرنجويه بزر الباذروج بزر الكشوث كهربا لُؤْلُؤ إبرسيم خام إهليلج أسود آملج لِسَان الثور حجر اللازورد عود يستف مِنْهُ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فدواء الْمسك والأنقرديا لي يُقَوي الْقلب: أَن يستف كل يَوْم من الكهربا مدقوقاً.

جوارش يُقَوي فَم الْمعدة وينفقع الخفقان والوحشة السوداوية: مَاء تفاح شَامي رَطْل مَاء ورد نصف رَطْل (ألف ب) سكر مثله يطْبخ حَتَّى يغلظ ثمَّ يَأْخُذ مصطكي نصف أُوقِيَّة ولسان الثور وباذرنجويه وفلنجمشك وعود وسك وسنبل وقرنفل وزنجبيل فَيلقى عَلَيْهِ من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف ويعقد وَيجْعَل فِي آنِية ويدفن فِي وسط ورق الأترج.

قسطا فِي كِتَابه فِي علل الدَّم: الزَّعْفَرَان يفرح الْقلب حَتَّى أَنه ليقْتل لذَلِك وَالْقدر الْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم إِن شرب لم يزل يضْحك حَتَّى يَمُوت. لى يجب أَن يطْرَح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مِنْهُ.

من تذكرة عَبدُوس للخفقان فِي فَم الْمعدة: دَوَاء الْمسك المر الْمَعْمُول بالإفسنتين وَالَّذِي فِي الْقلب بدواء مسك حُلْو وَإِذا كَانَ الخفقان مَعَ حرارة سقى الكهربا والبسد واللؤلؤ والشبث وَالْحِجَارَة الأرمينية وكزبرة يابسة فَإِن كَانَ مَعَ الخفقان عسر وغشى ونخس سقى الباذرنجويه والفلنجمشك وَإِن كَانَ فِي الْجنب زيد فِيهِ فوذنج جبلي وتسقى بِمَاء تفاح وميبه. الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع للخفقان من الْحَرَارَة والخمار: أمبرباريس عود طباشير (حج) ورد (ح) طين الْأكل الْخُرَاسَانِي (ح) بزر الكشوثاء (ا) بزر الْخِيَار (حج) بزر الرجلة (حج) كهربا (ا) مصطكي (ا) بسد (ا) لُؤْلُؤ (ج) كافور (آ) عود (آونصف) يُزَاد فِيهِ كزبرة يابسة (حج) .

الخفقان تَدْبِير جيد من سوء المزاج فِي الْقلب: أفصد الباسليق من الْأَيْسَر واحجمه على الْكَاهِل واسقه بعد ذَلِك رائب الْبَقر الحامض على قدر احْتِمَاله واستمرائه وانفضه قبل أَخذه الرائب بالهليلج الْأسود والأصفر والإجاص وَالزَّبِيب والفواكه ثمَّ يصير بعد ذَلِك إِلَى آخر رائب الْبَقر مَعَ كزبرة يابسة مسحوقة وزن دِرْهَمَيْنِ ورد دِرْهَم طباشير مثله كافور قِيرَاط والغذاء: الْبُقُول الْبَارِدَة والفراريج المعمولة بالخل والكزبرة وَمَاء الرُّمَّان الحصرم وحماض الأترج وَليكن مَأْوَاه بَارِدًا وينام على لعاب برزقطونا وَمَاء الرُّمَّان وللبارد بضد هَذَا.

قَالَ: وَاسْتدلَّ على وجع الْقلب بالخفقان والغشى فليبادر بدواء الْمسك والأنقرذيا

 

(2/443)

 

 

والمثروديطوس)

وَنَحْوه. لى يحْتَاج أَن يفرق بَين الخفقان الْكَائِن عَن الْقلب والكائن عَن الْمعدة.

من كتاب حنين فِي الْمعدة قَالَ: والخفقان من علل فَم الْمعدة وحدوثه يكون إِمَّا بِسَبَب خلط لذاع يجْتَمع فِي فَم الْمعدة فيلذعها بِشدَّة وَإِمَّا بِسَبَب الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن إِذا صعدت إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع.

تياذوق قَالَ: ينفع الخفقان فِي الْمعدة سنبل مِثْقَال مسك دانق كافور دانق وَنصف بزر الخوخ نصف مِثْقَال أنيسون قرنفل مِثْقَال مِثْقَال يجمع بِعَسَل ويسقى مِنْهُ رَأس كل شهر كالجوزة.

قَالَ: وينفع من الخفقان أَن يشرب من القرنفل الذّكر زنة نواة مسحوقا بِاثْنَيْ عشر مِثْقَالا من لبن الْبَقر على الرِّيق وينفع من الخفقان الإسهال بايارج فيقرا وَيُؤْخَذ مِثْقَال مرزنجوش منخول بحريرة بأوقية مَاء حَار.

(ألف ب) سرابيون: لَا يُمكن أَن تقوم الأورام فِي الْقلب لِأَنَّهَا تقتل قبل ذَلِك ويسبق ذَلِك الغشي المتدارك. قَالَ: الخفقان حَرَكَة اختلاجية تحدث فِي الْقلب إِمَّا لامتلاء من الدَّم مفرط كثير أَو لرطوبة تحس فِي الغشاء الْمُحِيط بِالْقَلْبِ أَو ورم فِي هَذَا الغشاء فَإِن حدث الخفقان عَن ورم حَار فِي هَذَا الغشاء فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وعلامة ذَلِك تولد الغشي مَعَ النبض الْمُخْتَلف الْحَار واللهيب الَّذِي لَا يُطَاق والحرارة فِي الصَّدْر وَإِن كَانَ سَبَب رُطُوبَة محتبسة فِي هَذَا الغشاء فَإِن من حدث بِهِ يحس كَأَن قلبه يترجرج فِي رُطُوبَة.

الخفقان: الخفقان الامتلائي ينْتَفع بالفصد وَإِذا فصدوا فانتفعوا فَذَلِك أعظم الدَّلَائِل على أَن الخفقان كَانَ للامتلاء وَإِن حدث بِسَبَب رُطُوبَة فَاسْتعْمل الجندباستر والفوذنج وَبعد ذَلِك كُله فَاسْتعْمل للخفقان التَّدْبِير الملطف وترياق الأفاعي والمثروديطوس ودواء الْمسك والشليثا تسقى هَذِه. كلهَا بِالشرابِ الريحاني أَو بِمَاء الباذرنجويه وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة اللطيفة الَّتِي تسرع النّفُوذ الى الْقلب سَرِيعا مثل هَذَا: يُؤْخَذ لِسَان الثور يَابسا دِرْهَم زرنباد ذرونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى فِي ابْتِدَاء الشَّهْر ووسطه وأخره وللخفقان مَعَ حرارة: نشاكهربا بسد لُؤْلُؤ باذرنجويه فلنجمشك شبث يمَان مقلو ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين أرمين خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مِثْقَال بِمَاء الباذرنجويه. للخفقان مَعَ حرارة: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الترنجبين والقرص نصف دِرْهَم بشراب للخفقان عَن برودة: جندبادستر دِرْهَم كهربا مثله قشور الأترج نصف)

فلنجمشك مثله يشرب بِمَاء الترنجان. للخفقان الْأسود: اهليلج أسود دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم يخلط مَعَ أَرْبَعَة دوانق من دَوَاء الْمسك المر وَيشْرب كل يَوْم مَعَ شراب ريحاني أسبوعين أوثلاثة.

 

(2/444)

 

 

لى للخفقان مَعَ اللهيب والحرارة: يسقى مخيض رائب الْبَقر يلقى عَلَيْهِ كعك ويسقى فِي مَائه طباشير ويستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات وَيشْرب مَاء الثَّلج وَيجْلس فِي هَوَاء بَارِد جدا وَهُوَ مغطى مدثر وان دَامَ فاعط هَذَا السفوف: طباشير وصندل أصفر وَورد وكافور ربع جُزْء يسقى مِنْهُ دِرْهَمَانِ فِي كل شربة وان غلظ الْأَمر فِيهِ فاسقه أفيوناً آخر للخفقان الْحَار: بزر الخس وبزر الهندباء وبزر الرجلة وطباشير وَورد وصندل وكزبرة يابسة ولسان الثور وترنجان وبسد وكهربا ولؤلؤ يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ فانه جيد ومل فِي تَدْبِير هَذِه الْعلَّة إِلَى التبريد بِكُل ماقدرت عَلَيْهِ. ج الرَّابِعَة من الْفُصُول: خفقان الْفُؤَاد وَهِي الْحَرَكَة (ألف ب) المتواترة السريعة من الْقلب الشبيهة بالاختلاج إِذا كَانَ مَعَ حمى يدل على أَن ينبوع الْحَرَارَة قد حمى وسخن سخونة نارية فِي الْغَايَة فِي خلال كَلَامه هَاهُنَا أَن الخفقان دَائِما دَلِيل سخونة نارية للقلب لى قد رَأَيْت خفقاناً صَغِيرا مَرَّات كَثِيرَة وَكَانَ مزمناً وَلم ينده صَاحبه مَكْرُوه مِنْهُ ولاذبل ولانحف ولاكانت حمى فَلذَلِك أَن الخفقان قد يكون إِذا حدث فِي غلاف الْقلب ريح غَلِيظَة فتختلج لَهَا وَيكون نحيفاً ملهوساً وَقد رَأَيْت رجلا بِهِ خفقان ونبض شريانه الْعَظِيم يظْهر إِذا وضع الْيَد على الصَّدْر مَعَ وجبة واضطراب شَدِيد ونبض شريانه فِي جَمِيع الْجِسْم يظْهر للعين يشيل اللَّحْم شيلاً كثيرا وَلم ينْتَفع بالفصد ولاكان بِهِ ذوبان وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك وَكَانَ مُنْذُ ثَلَاث سِنِين على ذَلِك يسمع وجيب قلبه على أَذْرع. للخفقان لليهودى: قد يكون الخفقان لفضل دم يصل من الكبد إِلَى الْقلب فيتولد لذَلِك فِي حجابه خفقان علاجه الفصد وتلطيف التَّدْبِير. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: خفقان الْقلب يكون إِمَّا لورم فِي الغلاف الَّذِي فِيهِ الْقلب وَإِمَّا لورم مَعَ الرُّطُوبَة مائية بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي القرد وَإِمَّا من ورم فَقَط يحدث فِيهِ بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي الديك وَإِمَّا من رُطُوبَة دموية بِمَنْزِلَة مَا عرض للشباب الَّذِي عولج بالفصد وَالتَّدْبِير اللَّطِيف فبرىء.

من المنجح كتاب غَرِيب لِابْنِ ماسويه سفوف للخفقان الْحَار: لِسَان الثور عشرَة شب يمانى مقلو وكهربا وبسد ولؤلؤ وحجارة أرمينية من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير وزن دِرْهَمَيْنِ)

عود ني خَمْسَة دَرَاهِم وَنصف الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجبين حامض وَمَاء حماض الأترج أَو مَاء رمان حامض.

الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ الرجل طَبِيب فِي عرقه جَمِيع ضروب الِاخْتِلَاف بِلَا حمى فأعلمته أَن ذَلِك لسدة فِي الشريان الَّذِي فِي الرئة ثمَّ جعلت أسئله هَل بدا بِهِ ضيق نفس فَقَالَ: لَا ثمَّ بدا بِهِ فَاشْتَدَّ أمره وانحلت قوته وَأَخذه الغشى وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب علل الْقلب وَقَالَ: يعرض فِي الْقلب سوء مزاج مسَاوٍ وَغير مسَاوٍ وَقد يعرض لَهُ الفلغموني والحمرة إِلَّا أَنَّهُمَا لَا ينتهيان لِأَنَّهُمَا يقتلان فِي الِابْتِدَاء والغشى الشَّديد المتدارك وَمَا كَانَ من

 

(2/445)

 

 

سوء مزاج الْقلب يسير فَهُوَ تغير النبض وَالنَّفس بِحَسب ذَلِك لسوء مزاج فِي الْقلب على مَا ذكرنَا فِي كتاب النبض والتنفس فَإِن كَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ يقتل لَكِن لَيْسَ عَاجلا كَمَا يقتل الورم والجراحة وَتظهر قبل الْمَوْت عَلَامَات مِنْهَا الغشي الْقوي المتدارك وَمِنْهَا الخفقان الَّذِي يحس صَاحبه بالخفقان فَقَط وَالَّذِي يحس مَعَه بِأَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة وَلَيْسَ بعجيب أَن يجْتَمع فِي بعض الْأَوْقَات فِي غلاف الْقلب رُطُوبَة تمنع من انبساطه فَإِنَّهُ قد نرى رُطُوبَة فِي غلاف الْقلب فِي الْحَيَوَانَات الَّذِي نشرح مرَارًا كَثِيرَة قَالَ (ألف ب) وَقد يعرض عَن الْقلب دق فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد لَا يزَال يهزل فَلَمَّا شرحته وجدت أَعْضَاء سليمَة إِلَّا أَنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظا خَارِجا عَن الطَّبْع فِيهِ رُطُوبَة محتقنة شَبيهَة بالرطوبة الَّتِي تكون فِي النفاخات وَأما ديك شرحته فَإِنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً متحجراً لَيْسَ فِيهِ رُطُوبَة وَأما الورم الْحَار فرأيناه قد حدث بِقوم من الْمُقَاتلَة مِمَّن قد جرحوا فَتَبِعهُمْ الْمَوْت من ساعتهم بالغشي الشَّديد الْقوي واما من وصلت الْجراحَة إِلَى بطن قلبه فَإِنَّهُ مَاتَ من سَاعَته من نزف الدَّم وخاصة إِن وصل إِلَى الْبَطن الْأَيْسَر وَأما من لم تصل الْجراحَة إِلَى تجويف قلبه لَكِن كَانَت فِي جرم قلبه فقد عَاشَ مِنْهُم خلق يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ مَاتُوا بالغشى وَذَلِكَ أَنما كَانَت عِنْدَمَا حدث بهم من ألم الْجراحَة ورم حَار وَلم يفقد مِنْهُم وَاحِد عقله حَتَّى مَاتَ وَأما الخفقان فقد أصَاب قوما كثيرا أصحاء لَا يذم من صحتهم شىء شبَابًا وكهولاً بِلَا عرض آخر بَين وَجَمِيع من أَصَابَهُ ذَلِك انْتفع بفصد الْعُرُوق وَنَجَا من هَذَا الْعَارِض بعد أَن أتبع فصد الْعرق بِالتَّدْبِيرِ الملطف وبالأدوية المشبهة بذلك وَبَعْضهمْ عاودهم هَذَا الْعرض فَأَعَادُوا العلاج وَكَانَ رجل يعرض لَهُ هَذَا الخفقان فِي كل سنة فِي الرّبيع وَكنت أتقدم فأفصده قبل ذَلِك الْوَقْت فَلَا يعرض لَهُ وَكنت بعد أَن أفصده أدبر تَدْبِير ملطف إِلَّا أَن)

هَذَا الرجل وَجَمِيع من عرض لَهُ الخفقان الَّذِي ذكرت لم يبلغ أحد مِنْهُم إِلَى الشيخوخة بَعضهم مَاتَ بحميات حارة غشى عَلَيْهِم فِي الْحمى وَبَعْضهمْ يغشى عَلَيْهِم بِلَا حمى وكل من مَاتَ مِنْهُم من قوى النَّفس قَالَ: الحشيشة الَّتِي تسمى موريون إِذا شربت صيرت النَّفس إِلَى حَال تشبه الرعونة وَالشرَاب إِذا شرب أذهب جَمِيع الهموم وخبث النَّفس والدواء الَّذِي يُسمى أبوقياً يفعل ذَلِك أَكثر. إختيارات كندى قَالَ مُحَمَّد بن الجهم الكندى كَانَ يطرى هَذَا الدَّوَاء حَتَّى أَنه ليولد فِيهِ شبه الرعونة وَهُوَ يذهب الصفار ويجود الهضم وَلَا غائلة لَهُ: ورد أَحْمَر سِتَّة سعدى خَمْسَة قرنفل مصطكى أسارون ثَلَاثَة ثَلَاثَة قرفة زرنب زعفران اثْنَان اثْنَان بسباسة قاقلة هيل بوا جوزبوى وَاحِد يسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا بعد السحق بِهَذَا الْوَزْن ثمَّ يخلط بالسحق حَتَّى يخْتَلط اختلاطا لَا وَرَاءه غَايَة ثمَّ يطْبخ رَطْل آملج بِعشر أَرْطَال

 

(2/446)

 

 

وَليكن الآملج حَدِيثا ثمَّ يلقى فِي ذَلِك المَاء بعد أَن يصفى رَطْل فانيذ شحرى ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل الغليظ الَّذِي يشبه اللعوق ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويحرك بِعُود خلاف عريض حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ يرفع فِي برنية وَيُؤْخَذ كل يَوْم مثقالان على الرِّيق. لى على مَا رَأَيْت للخفقان: يحول إِلَى بِلَاد بَارِدَة فِي غَايَة الْبرد فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ وَإِن أَقَامَ بِبَلَد حَار لم يطلّ عمره وَإِن لم يجد بدا فَلَا يُفَارق الثَّلج والخيش وَلَا يقرب الْحمام وَلَا يحبس النَّفس وَلَا يتعب الْبَتَّةَ ويضمد (ألف ب) الصَّدْر بالصندل والكافور وَمن جيد أدويته: يسقى أَقْرَاص الكهربا بشراب الأترج قد ألْقى فِيهِ شىء من ورق الأترج وتعاهد فصده إِن لم يكن قد نهك وبقدر اخْتِلَاف نبضه كَذَلِك سوء حَاله ورائب الْبَقر لى يحدث فِي الْقلب ثَمَانِيَة أَصْنَاف سوء المزاج والسدد فِي عروقه وفوهاته والأورام وَيتبع ذَلِك اخْتِلَاف النبض بِسُرْعَة ثمَّ الغشى إِن دَامَ يحْتَاج أَن ينظر فِي الغشى كَيفَ صَار يحدث عَن الْقلب وَهُوَ بَاب من ذهَاب الْحسن وَالْحَرَكَة وَكَيف صَار الْحَيَوَان الَّذِي يَزع قلبه وينحى عَنهُ لَا يفش عَلَيْهِ من سَاعَته لَكِن يبْقى ويحس ويتحرك ويعدو مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ يَمُوت.

مُفْرَدَات ج: لِسَان الثور مَتى طرح فِي الشَّرَاب كَانَ أَشد تفريحاً للقلب. د: بزر الباذروج إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع الخفقان وَرب حماض الأترج جيد للخفقان جدا وَذَلِكَ إِن طبخ مِنْهُ طبيخ.

مسيح: أظفار الطّيب نافعة من خفقان الْقلب. الخوز: جلد أروح دَوَاء فَارسي يعرف بِهَذَا الِاسْم جيد الخفقان قَالُوا: والجوز جيد للخفقان والدارصيني يفرح الْقلب.)

الْيَهُودِيّ: الهليلج الْأسود خاصته النَّفْع من التوحش وخفقان الْفُؤَاد.

قسطا: الزَّعْفَرَان مفرح للقلب حَتَّى أَنه ليقْتل إِذا أَكثر مِنْهُ وَالْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم.

ماسرجويه: الكهربا نَافِع للقلب الشربة مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء بَارِد وَأَحْسبهُ جيدا للخفقان الَّذِي يعرض من نزف البواسير.

الخوز: الطباشير جيد للخفقان مَعَ الْحَرَارَة الشَّدِيدَة.

ابْن ماسويه: الكندر يَأْكُل البلغم وَيذْهب بِحَدِيث النَّفس وينفع الْقلب قَالَ: والكرويا نَافِع للخفقان.

الخوز: زبد لبن الْبَقر جيد للخفقان فِي الْقلب.

مسيح: لِسَان العصافير نَافِع من الخفقان.

القلهمان: الْمسك يُقَوي الْقلب جدا المرماحوز جيد للقلب وَإِن أنقع فِي الشَّرَاب وَسَقَى نفع من الخفقان الْبَارِد وَسكن جدا الْمسك خاصته تَقْوِيَة الْقلب.

القلهمان: الْمسك جيد للخفقان جدا.

 

(2/447)

 

 

ابْن ماسويه: الفلنجمشك جيد للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء والبلغم.

مسيح: سحالة الذَّهَب وَالْفِضَّة جيد للخفقان.

ابْن ماسويه: الصندل الْأَحْمَر جيد للخفقان الْكَائِن من الحميات إِذا طلي عَلَيْهِ. لى هَذَا الخفقان يكون من التهاب الْقلب وينفع مِنْهُ أَن يوضع عَلَيْهِ الطّيب الْبَارِد والبقول الْبَارِدَة والثلج. ج: فِي عهود أبقراط أَن الراسن يذهب بالحزن والغيظ.

روفس: الرُّمَّان الحامض نَافِع من خفقان الْفُؤَاد.

أهرن قَالَ: الْجَسَد الشبيه بِحَال الْقلب فأعرفه وَأَصْلحهُ فَإِذا كَانَ يَابسا حاراً أسْرع إِلَيْهِ الذبول والدق فَصَارَ دَائِما وَإِن كَانَ حاراً رطبا لم يزل يحم بحميات عفن مضادة وَإِن كَانَ بَارِدًا يَابسا أسْرع إِلَيْهِ الذبول وللخفقان استفراغ السَّوْدَاء.

(ألف ب) أدوية الْقلب: زرنباد ذرونج بهمن كهربا بسد لُؤْلُؤ حجر أرميني إبرسيم ساذج ترنجان قرنفل قاقلة أشنة أترج سنبل كافور مسك لِسَان الثور ذهب فضَّة كزبرة حرمل طين محتوم فاشرشين مرماحوز إذخر مصطكى زعفران دارصيني بزر القثاء زهر الْخلاف شعر الغول.)

مسيح الْأَدْوِيَة الخاصية بِالْقَلْبِ: دَوَاء الْمسك دَوَاء قَيْصر شليثا مثروديطوس كزبرة إهليلج أسود كهربا بسد لُؤْلُؤ طين دَار صيني سنبل زرنباد باذروج باذرنجويه لِسَان الثور إبريسم برادة الذَّهَب وَالْفِضَّة أشنة سليخة مر قرنفل مرزنجوش فلنجمشك طباشير بسبايج غاريقون ملح هندي لَا زورد مصطكى قاقلة كبابة قشور الأترج عود راسن مسك كافور سك ميبة مَاء الْخِيَار بزر الشبث افسنتين نارمشك مَاء الرُّمَّان المز شراب الحماض شراب التفاح والسفرجل ورد سعد زعفران آملج.

الْفَارِسِي وشرك الْهِنْدِيّ: الآملج يزِيد الْقلب ذكاءاً وحدة وتقوية. الدِّمَشْقِي: لِسَان العصافير نَافِع للخفقان.

الْفَارِسِي: للخفقان مجرب: مرزنجوش يَابِس سمسم يسقى دِرْهَمَيْنِ عَن تجربة رجل حَار المزاج نحيف كَانَ بِهِ خفقان وَكَانَ يسكنهُ بالكزبرة بطبيخ السنا.

من الْفَائِق: ينفع من الخفقان أَن يسقى من المرزنجوش الْيَابِس زنة دِرْهَم بِمَاء أَو يسقى زنة نواة من القرنفل المسحوق مَعَ أُوقِيَّة لبن حليب أَو تنقع حشيشة الكاوراز فِي الطلاء ويسقى. وَقَالَ د: ورق الآس الْيَابِس وعصير ورقه حِين يعصر إِذا طلى عَلَيْهِ يقوى الْقلب وينفع من الخفقان.

 

(2/448)

 

 

ابْن ماسويه: طبيخ حماض الأترج نَافِع من الخفقان. د: يسْتَعْمل من الهندباء ضماد نَافِع للخفقان.

كاوزان حشيشة مَعْرُوفَة بديغورس: خاصته نفع الْفُؤَاد وَدفع الْهم لِسَان الثور قد يظنّ أَنه إِن طرح فِي الشَّرَاب وَشرب أحدث سُرُورًا والاستحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر نَافِع من الخفقان.

روفس: النادرين مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان. د: الفلنجمشك للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء والبلغم.

ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض نَافِع من خفقان الْفُؤَاد.

روفس دَوَاء نَافِع من الخفقان والهم والتوحش وَيُقَوِّي الْقلب: لِسَان الثور عشرَة دَرَاهِم كهربا حجر أرميني باذرنجويه أشنة فرنجمشك دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ عود صرف خَمْسَة سك مِثْقَال زعفران مثقالان فَإِذا لم تكن حرارة فَاجْعَلْ مَعَه من الراسن خَمْسَة وَإِن كَانَ من الخفقان خوف فَاجْعَلْ لِسَان الثور والكهربا وَالْعود والطباشير والكزبرة الْيَابِسَة المقلوة وَأَقل من الكزبرة وَأكْثر على قدر الْحر.)

الاختلاج: افصد إِذا رَأَيْت الْحر والامتلاء الباسليق فَإِنَّهُ (ألف ب) إِذا خرج الدَّم من الْقلب لم يتَوَلَّد فِيهِ ريح.

وللخفقان وَالْغَم والسوداء: لِسَان الثور خَمْسَة لُؤْلُؤ كهربا حِجَارَة أرمينية من كل وَاحِد جزؤ باذرنجوية مرماحوز قرنفل ثَلَاثَة شب مقلو زرنباد ذرونج بهمن أَحْمَر وأبيض دِرْهَم دِرْهَم أشنة ثَلَاثَة ينخل بحريرة الشربة مِثْقَال بسكنجبين سكرى ممزوج.

للغم وللفكر: باذرنجويه فرنجمشك أشنة حجر أرميني كهربا زعفران بِالسَّوِيَّةِ الشربة مِثْقَال يسقى بِبَعْض عصير لِسَان الثور. فَإِن عدم طبخ الْيَابِس مِنْهُ بشراب ويسقى.

قسطا بن لوقى: الزَّعْفَرَان مفرح للقلب حَتَّى أَنه لإفراطه فِي ذَلِك يقتل إِن أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم.

مَجْهُول للخفقان: يشرب مرزنجوش يَابِس مسحوق بِمَاء بَارِد وَيشْرب دِرْهَم من الراوند الصينى بِمَاء بَارِد.

من جَوَامِع ابْن ماسوية: للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء: لِسَان الثور كهربا حجر اللازورد أَقْرَاص الْورْد فرنجمشك يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ بنبيذ ريحاني وَمَاء الفلنجمشك والباذرنجويه قد أنقع فِيهِ قشور الأترج.

 

(2/449)

 

 

من الْجَامِع للخفقان الْعَارِض من احتراق السَّوْدَاء: كهربا ثَلَاثَة طين أرميني مثله طبلشير اثْنَان بزر فلنجمشك وَاحِد وَنصف مصطكى وَاحِد حَرِير صيني اثْنَان طين أرميني مثله قرنفل ساذج هندي وَاحِد وَاحِد يشرب بِمَاء الرُّمَّان وَمَتى كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فَاجْعَلْ مَعَه فِي الشربة قِيرَاط كافور.

من الْكَمَال والتمام: تَدْبِير نَافِع من سوء المزاج الْعَارِض: افصده الباسليق فَإِن لم يُمكن فاحجمه الْكَاهِل وانفضه مَرَّات بالمطبوخ ثمَّ اسْقِهِ رائب الْبَقر الحامض نصف رَطْل مَعَ دِرْهَمَيْنِ كزبرة منخولة وَدِرْهَم ورد وَدِرْهَم طباشير ودانق كافور وَاجعَل طَعَامه فراريج مَعَ القرع والعدس بِمَاء الرُّمَّان الحامض قد طيب بكزبرة وَمَاء الحصرم وَاجعَل هوائه فِي غَايَة التبريد واسقه عِنْد النّوم بزر قطونا وكهربا وطينا أرمينا دِرْهَمَيْنِ بِمَاء حصرم واسقه إِذا خرج من النّوم من الرائب وَفرغ مِنْهُ من أَقْرَاص الكافور ونومه على مَاء القرع وحماض الأترج أوربه وضمد الْجَانِب الْأَيْسَر من الصَّدْر انصاف النَّهَار ببزر قطونا ودقيق شعير وقشور قرع ورجلة وخل خمر وَإِن كَانَ سوء مزاج بَارِد: فاسقه دَوَاء الْمسك بمطبوخ صرف أَو بِمَاء ورق الأترج)

الْأَعْضَاء الألمة: وجع الْقلب مِنْهُ مَا يَخُصُّهُ بِمَنْزِلَة الغشى وَمِنْه بالمشاركة وَذَلِكَ إِمَّا من الْمعدة على طَرِيق انحلال الْقُوَّة وَإِمَّا من الدِّمَاغ على طَرِيق الاختناق وَإِمَّا بِسَبَب الكبد بِسَبَب عدم الْغذَاء وَإِمَّا بِسَبَب الوجع الشَّديد كوجع القولنج. لى فَإِن فِي هَذَا الوجع يتَحَلَّل بِهِ شىء كثير من الْبدن وَإِمَّا بِسَبَب الْفَرح الشَّديد فَإِنَّهُ يعرض هُنَاكَ للروح تحلل وَإِمَّا بِسَبَب (ألف ب) الْغم للشديد فَإِن الْقُوَّة الحيوانية تختنق وتنقبض عِنْدهَا وَإِذا كَانَت الْعلَّة تخص الْقلب فإمَّا أَن يكون سوء مزاج فَإِن كَانَ ذَلِك سوء مزاج مُخْتَلف اخْتلف النبض وَإِن كَانَ غير مُخْتَلف ثمَّ كَانَ حاراً عظم النبض وَإِذا كَانَ بَارِدًا كَانَ صَغِيرا فَإِن كَانَ يَابسا صلب وَإِن كَانَ رطبا ألان وَإِن كَانَ مَرضا آلياً كالورم فَأَما أَن يكون دَمًا أَو صفراء ويستدل على ذَلِك بالالتهاب والثقل والتمدد. لى أَظن أَنه لَا يُمكن أَن يكون فِي الْقلب ورم صلب وَلَا رخو فَأَما تفرق الِاتِّصَال فَإِنَّهُ إِن وصلت إِلَيْهِ ضَرْبَة فوصلت إِلَى تجويفه مَاتَ على الْمَكَان وَإِن لم تصل إِلَى تجويفه وَلَكِن أثرت فِي جرمه فَيقْتل بعد قَلِيل. الاختلاج يكون إِمَّا من رُطُوبَة مجتمعة فِي غلاف الْقلب وَإِمَّا من ورم يكون فِيهِ إِمَّا مَعَ رُطُوبَة وَإِمَّا من غير رُطُوبَة ترد مِنْهُ.

ابْن ماسويه للخفقان الْحَادِث فِي الْأَمْرَاض الحادة: رماد الحدادين وخل وكافور

 

(2/450)

 

 

وصندل ودقيق شعير وماورد وصندل ضمد فُؤَاده وصدره والقرنفل عَجِيب الْفِعْل فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ الراسن.

لى أعلم أَنه قد يُصِيب الْإِنْسَان بِسَبَب سوء مزاج فِي أغشية الْقلب أَن يدق ويقضف وَيفرق بَين هَذَا وَبَين قُرُوح الرئة بِأَنَّهُ لَا سعال مَعَه وَلَا نفث وَمَعَهُ اخْتِلَاج دَائِم ونبض شَدِيد الِاخْتِلَاف وَيكون ذَلِك أَيْضا من أورام وَهَذَا هُوَ السل الْكَائِن من غير حمى وَلَا قرح فِي الرئة كَمَا ذكر جالينوس فِي قصَّة القرد والديك فعالج هَؤُلَاءِ بالأضمدة الْبَارِدَة على الْقلب وَالتَّدْبِير المرطب المسمن والقراص الَّتِي مَعهَا برودة وتقوية للقلب وَاللَّبن وَجَمِيع تَدْبِير أَصْحَاب السل وَيكون الخفقان كثيرا من دم سوداوي فَمَتَى رَأَيْت ذَلِك مَعَ أَعْرَاض السَّوْدَاء فأفصد فَإِنَّهُ علاجه.

من الْمَوْت السَّرِيع لج: من انخرقت جلدَة قلبه مَاتَ.

العلامات: إِذا عرضت فِي الْقلب قرحَة سَار المنخر الْأَيْسَر دَمًا أسود وَمَات وعلامته وجع فِي الثدؤة الْيُسْرَى.

جورجس: إِذا كثرت الْحَرَارَة وَالدَّم فِي الْقلب كثر الغشي فعالجه بالفصد والإسهال والأغذية اللطيفة المطفئة وَمَاء الشّعير وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِيهِ سوء مزاج بَارِد فَإِنَّهُ يجمد النبض فعالجه)

بدواء الْمسك والدواء سهران وجوارش العنبر وجوارش كسْرَى جيد بَالغ وَهُوَ أفضلهَا ودواء قباد الْملك وَالْحمام وَالطّيب وَالشرَاب الريحاني.

الخفقان والتوحش مَعَ حر: أفصده وليدمن أَخذ هليلج أسود قد عجن بالقشمش وَيَأْكُل كثيرا بختيشوع: الهندباء مَتى دق ضمد بِهِ الْقلب نفع من الخفقان وَكَذَلِكَ الفوذنج والسنبل إِذا شرب نفع من الخفقان. أَبُو جريج: إِن الكهربا يسكن خفقان الْفُؤَاد وينفع من الْغم بِلَا معنى والانكسار نفعا عَظِيما.

المعجون الْمَنْسُوب إِلَى مُحَمَّد بن الجهم من اختيارات الْكِنْدِيّ وَهُوَ فِي المعجونات وَيعرف بالمفرح.

(ألف ب) الْأَعْضَاء الألمة: الَّذين يموتون بعلل الْقلب تنْحَل قواهم ويأخذهم الغشي المتتابع وَيهْلِكُونَ وَإِذا غشى عَلَيْهِم مَرَّات كَثِيرَة هَلَكُوا وَكَذَلِكَ مَتى غشى على الْإِنْسَان مَرَّات كَثِيرَة مُتَوَالِيَة فَإِنَّهُ سيموت فَجْأَة لِأَن ذَلِك يدل على أَن الْقلب قد حدث فِيهِ آفَة واختلاج الْقلب الدَّائِم يدل على أَن الْقلب فِي غلافه رُطُوبَة مَانِعَة لَهُ من انبساطه على الْعَادة وَرُبمَا أصَاب الْحَيَوَان مثل الديك من غلظ فِي الْقلب.

 

(2/451)

 

 

لى يفرق بَين هَذَا وَغَيره أَن مَعَ هَذَا الدق غشياً وَسُوء المزاج والأورام والجراحات إِذا حدثت فِي الْقلب تقتل سَرِيعا عَاجلا فَلَا يحْتَاج إِلَى الْكَلَام فِيهَا فَأَما الْجِرَاحَات فَإِنَّهَا تنزف أبدا حَتَّى يَمُوت وخاصة إِن وَقعت فِي التجويف الْأَيْسَر فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد نفع قوما كثيرا الفصد وَلم يعاود بَعضهم وعاود بَعضهم وَمن تدبر بعد ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ الملطف لم يعاوده وَمن عاوده عاود الفصد فبرئ أَيْضا وَكَانَ رجل يُصِيبهُ الاختلاج فِي كل سنة فيداويه بالفصد فيسكن فَدَعَاهُ ذَلِك إِلَى أَن قدم الفصد قبل الْعلَّة وألطف تَدْبيره فَكَانَ لَا يَنُوب عَلَيْهِ إِلَّا أَن هَذَا أَيْضا لم يبلغ الشيخوخة وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب أمراض الْقلب الَّذين يموتون بحمى حرارة وغشى أَو يغشى من غير حمى.

الطَّبَرِيّ: مَا يحدث فِي الْقلب من الأورام الحارة وَنَحْوهَا من فَسَاد المزاج من الْحَار والبارد فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا بالغشى الشَّديد المتدارك وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن لَا لعِلَّة مَعْرُوفَة وينفع هَؤُلَاءِ الرياضة وَالْحمام وَالتَّدْبِير اللَّطِيف وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن وينفع هَؤُلَاءِ مَا ذكرنَا وَأما سوء المزاج إِذا كَانَ)

يَابسا إِذا كَانَ بِالْقَلْبِ أَنْهَك الْجِسْم ويسل وَيُدبر صَاحبه بتدبير أَصْحَاب الدق وَأما سوء المزاج الْبَارِد إِذا كَانَ مفرطاً فَإِن النبض يضعف ويسترخي وينفع هَؤُلَاءِ دَوَاء الْمسك والشليثا والثبادريطوس وَأما سوء المزاج الْحَار فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وَإِن كَانَ قَلِيلا فليدبر تَدْبِير أَصْحَاب الدق. وَأما الخفقان فينفع مِنْهُ فصد الباسليق والحجامة على الْكَاهِل وجوارش النارمسك وَأكل البادرنجويه وينفع إِذا كَانَ مَعَ حرارة رائب الْبَقر الحامض يشرب مَعَ دِرْهَم كزبرة يابسة ودانقى ورد وَمثله من الطباشير ودانق مصطكى والترياق الْأَكْبَر نَافِع لمزاج الْقلب الْبَارِد. قَالَ: اللُّؤْلُؤ قَالَ: أَبُو بكر أَكثر مَا يحدث الْفجأَة الوحى من خراجات وأورام تحدث فِي الْقلب ويستدل على ذَلِك من أَنه يعرض فِي الْجِسْم مِنْهَا فِي الْقلب والحرارة فَوق الْمِقْدَار لسَائِر الأورام وَيكون عظم النَّفس وَقلة الِاكْتِفَاء الْعَظِيم مِنْهُ أَيْضا على أَمر عَجِيب وَيصير النبض من التغيرعلى أَمر عَجِيب جدا فَإِذا (ألف ب) رَأَيْت هَذِه بِسُرْعَة وعجلة جدا فَأعْلم أَن الْعلَّة فِي الْقلب ويتمم ذَلِك الغشي المتدارك فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَإِنَّهُ قَاتل فَإِن تقدّمت إِلَى أوليائه وَآذَنُوا فِي علاجه فَكُن على حذر وأفصد الباسليق وَأوحى من هَذِه الانفعال فصد بعض الشرايين واسقه مَاء الثَّلج جرعة دَائِما وَأَجْلسهُ فِي هَوَاء شَدِيد الْبرد وخاصة إِن فصدت بعض الشريانات الَّذِي فِي اسفل الْجِسْم وضع على الصَّدْر دَائِما الثَّلج فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يتَخَلَّص بِهَذَا العلاج وَإِن حدثت هَذِه الْأَعْرَاض بعد ضَرْبَة أَو سقطة على الصَّدْر كَانَ الحكم أوثق وَبعد شرب كثير يحدث ذَلِك بَغْتَة.

سرابيون فِي الخفقان قَالَ: الخفقان يكون من امتلاء من الدَّم أَو رُطُوبَة تحتبس فِي غشاء الْقلب أَو ورم فَإِن كَانَ عَن ورم تبعه غشي متدارك وَمَوْت سريع وَإِن كَانَ من رُطُوبَة

 

(2/452)

 

 

أحس العليل كَأَن قلبه فِيمَا بَين رُطُوبَة ترجرج وَيصْلح للخفقان الَّذِي عَن الامتلاء الفصد والرطوبة تعاني بلطيف التَّدْبِير وَيُعْطى الملطفات وَمن أفاضل الْأَدْوِيَة لذَلِك دَوَاء الْمسك والترياق والمثروديطوس دَوَاء للخفقان والوحشة: لِسَان الثور يَابِس زرنباد درونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى مِنْهُ فِي ابْتِدَائه ووسطه وَآخره فَإِن هَذِه أدوية لَطِيفَة تبلغ إِلَى الْقلب الشربة دِرْهَم بشراب ممزوج.

وللخفقان مَعَ حر: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يقرص بِمَاء الْورْد وَيشْرب قرص فِيهِ دِرْهَم.

للخفقان الْحَادِث مَعَ برد: كهربا جندبادستر دِرْهَم دِرْهَم قشر الأترج مجففا نصف دِرْهَم بزر)

الفلنجمشك مثله يسقى بشراب أَو بِمَاء البادرنجويه.

لى لَيْسَ لَهَا كثير حرارة.

آخر: سنبل دَار صيني زرنباد ذرونج قشر أترج يشرب بِمَاء لِسَان الثور فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات وينفع مِنْهُ دَوَاء الْمسك المر.

مَجْهُول: الورم الْحَار فِي الْقلب يقتل سَرِيعا والبارد بعد مُدَّة ويعالج اللهيب فِي الْقلب بالمبردات الَّتِي يعالج بهَا السعال الْيَابِس كَمَاء الشّعير والضماد الْبَارِد وَمَتى كَانَ مَعَ وجع الْقلب برودة وجشاء حامض بترياق عزره والبلاذري ويدهن الصَّدْر بدهن ناردين وَيشْرب الفلنمجشك وجندبادستر وشراب خنديقون ويشم رياحين حارة ويتبخر بِالْعودِ المطرى بالمسك والكاسكسج جيد لَهُ وَأكْثر مَا يعرض فِي الْقلب الْمَرَض من برودة لِأَن الْحَرَارَة قاتلة بِسُرْعَة. قَالَ: والخفقان يكون من الدَّم الغليظ وعلاجه فصد الإبطين والإسهال بعد ذَلِك ثمَّ دَوَاء الْمسك والشليثا والكهربا والكاسكسج والبسد ولسان الثور والفلنجمشك والذرونج جيد لَهُ (ألف ب) وَإِن كَانَ الدَّم أسود فَأخْرجهُ وَإِلَّا فاجسه على الْمَكَان وأعطه الْأَشْيَاء العطرية وأطعمة البادرنجويه. لى جيد لِسَان الثور وعود وراسن وفلنجمشك وبادرنجويه وقشور الأترج وسك ومسك وقشور فستق أَخْضَر وكهربا وبسد ولؤلؤ وبهمن أَبيض وأحمر وذرونج وقرنفل بالسواء يسحق بشراب قد أنقع فِيهِ عود صرف يقرص ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بخنديقون أَو شراب.

النبض الْكَبِير: وَلَيْسَ يُمكن أَن يحدث فِي الْقلب ورم يصير من أَجله صلابة فِي النبض لِأَن صَاحبه يُصِيبهُ غشى متدارك قبل ذَلِك وَيَمُوت.

 

(2/453)

 

 

(الكبد) جَمِيع أوجاعها سوء مزاج أَو خلقه أَو انحلال الْفَرد

3 - (الْأَعْضَاء الألمة الْمقَالة الأولى قَالَ:)

3 - (الورم الصلب) فِي الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف الَّذِي تحويه دَائِرَة تفرق بَينه وَبَين مَا يقرب مِنْهُ هَذَا فِي الكبد لِأَن الَّذِي يكون فِي العضل يكون طَويلا وَلَا يكون ضَرْبَة بل قَلِيلا قَلِيلا لِأَن العضل مَوْضُوع من القص إِلَى السُّرَّة بالطول والكبد يحويها مَوضِع صَغِير والورم الْحَار فِي الكبد لَا يكون مَعَه ضَرْبَان وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأحشاء إِنَّمَا تتفرق العصب فِي غشائها وَمَا توغل فِيهَا وَمَا يجيها أَيْضا مِنْهُ قَلِيل. 3 (الثَّانِيَة:) 3 (الورم الْعَظِيم فِي الكبد) مَتى كَانَ الورم فِي الكبد عَظِيما فَإِن الوجع الْحَادِث فِي الترقوة الْيُمْنَى إِنَّمَا يكون لتمدد الْعرق الأجوف قَالَ: إِذا حدث عسر النَّفس الشَّديد مَعَ ثقل فِيمَا دون الشراسيف بِلَا حمى فَإِن فِي الكبد إِمَّا سدداً وَإِمَّا ورماً صلباً فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَإِن فِي الكبد ورماً حاراً. 3 (اللِّسَان يسود عِنْد أورام الكبد) الحارة ولون الْجِسْم كُله يفْسد.

الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو أَيْضا سوء المزاج والأورام والقروح والسدد وَغير ذَلِك إِلَّا أَن مَعَ الورم الصلب والفلغموني والتمدد الريحي فَإِنَّهُ قد يحدث فِيهَا ذَلِك وَعَن السدد فِي أقاصي عروقها يحس الْإِنْسَان بثقل مُعَلّق فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد مِقْدَار كثير من ريح بخارية لَا تَجِد منفذاً تخرج مِنْهُ فَإِن صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يحدث مَعَه أَيْضا من التمدد والأورام فِي حدبة الكبد إِذا كَانَت عَظِيمَة ظَهرت للحس وَأما الَّذِي فِي الْجَانِب المقعر فَيحْتَاج إِلَى عَلَامَات هَاهُنَا.

لى فِي هَذَا الْموضع صفة عضل المراق وَوَضعه.

قَالَ: وَيجب أَن تكون ذَاكِرًا لوضع العضل الَّذِي على الْبَطن لِئَلَّا تغلظ فِي ذَلِك فتظن أَن فِي الكبد ورماً وَإِنَّمَا الورم فِي عضل المراق والكبد مَوْضُوعَة تَحت الصفاق وَرَاء هَذَا العضل أجمع والورم الْحَادِث فِي هَذِه طَوِيل بِحَسب طولهَا لِأَنَّهَا ممدودة من القص إِلَى عظم الْعَانَة إِلَّا أَنه قد يكون الورم فِيهَا طَويلا مُسْتَقِيمًا (ألف ب) ومورباً لِأَن وضع العضل مِنْهُ مُسْتَقِيم وَمِنْه مورب. قَالَ: وَكَذَلِكَ لَا يُمكن أَن 3 (معرفَة ورم الكبد) يعرف ورم الكبد إِلَّا أَن يكون عَظِيما ويهزل المراق جدا بعلامات.

عَلَامَات الفلغموني فِي الكبد: أَن يجد العليل وجعاً فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِيمَا دون

 

(2/454)

 

 

الشراسيف وَإِذا حدث فلغموني جملَة دون الشراسيف إِلَى فَوق فَإِن وجد لذَلِك وجعاً يَمْتَد حَتَّى يبلغ إِلَى التراقي وبلوغ الوجع إِلَى الترقوة لَيْسَ بِلَازِم فِي كل حِين ويسعل سعالاً يَسِيرا وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي الآخر الْأسود وَتبطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا مَعَ حمى حادة ويشتد عطشه ويتدارك ويتقيء مرّة مَحْضَة حَيَّة وَفِي آخر الْأَمر وَفِي بعض الْأَوْقَات زنجارية وَإِن لم يكن ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة وَإِن كَانَ الورم فِي الكبد حمرَة كَانَت أعراضه مثل هَذِه إِلَّا أَنه تكون مَعَه حمى محرقة مَعَ عَطش شَدِيد جدا وَأما الأورام الْحَادِثَة فِي الْجَانِب المقعر فَإِنَّهَا أَكثر فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة والتهوع والقيء المراري والعطش الشَّديد والأورام الَّتِي فِي المحدب يفرق بَين هَذِه فِي الوجع عِنْد التنفس والسعال وارتقاء الوجع إِلَى التراقي حَتَّى يظنّ العليل أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل فَأَما ضلوع الْخلف وَهِي الَّتِي رَأسهَا خَارج عَن القص فَإِنَّهَا تسكن مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَلَيْسَ هُوَ أبدا دَائِما وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست هِيَ فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها.

قَالَ: مَا دَامَ ورم المقعر اتَّصل الورم بالمحدب ضَرُورَة وَبِالْعَكْسِ لِأَن لحم الكبد مُتَّصِل فَمن كَانَ دون الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ هزل بِسَبَب مرض فَإِن الورم الْعَظِيم إِذا حدث فِي كبده يدْرك باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصُّهُ دون أورام العضل الَّذِي على المراق فَإِن هَذَا الورم لَهُ حد مُنْقَطع إِلَى الْخَلَاء دفْعَة وأورام العضل يرى ورمه يلطف قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَنْقَطِع دفْعَة فالورم الصلب لَوْلَا أَن الاسْتِسْقَاء يبادره لَكَانَ أبين للحس وَلَكِن هَذِه الْعلَّة مبدأ عسر والمراق يدق فِي هَذِه الْحَالة أَن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء يُبَادر استحكام الورم الصلب فِي الكبد. قَالَ: ويعرض مَعَ عِلّة الكبد أَن يصير اللَّوْن أَبيض مرّة وأصفر تَارَة وَمرَّة إِلَى الخضرة وَمرَّة إِلَى الكمدة وألوان كَثِيرَة لَا تنطق بهَا تسهل على من قد تدرب فِي النّظر إِلَى المرضى حفظهَا وَلذَلِك أَنا أحكم على العليل أَن كبده عليلة أَو طحاله إِذا رَأَيْت لَونه فَقَط فَإِن رجلا كَانَ بِهِ خراج فِي عضل بَطْنه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَنه ورم فِي كبده فساعة رَأَيْتهمْ حكمُوا على عِلّة فِي كبده أعلمته أَلا عِلّة فِي كبده. قَالَ:)

وَلَيْسَ يُمكن أَن ينْطق بتفسير هَذِه الألوان لَكِن يسهل إِدْرَاكهَا.

لى قَالَ: سوء المزاج الْحَار فِي الكبد يكون عِنْد البرَاز الْيَابِس المحترق والبارد يَجْعَل البرَاز رطبا وَأَقل صبغاً واليابس يَجْعَل الْبَزَّار أيبس وَأَغْلظ وَأما الرطب فَيَجْعَلهُ أرق وَأقرب إِلَى المائية الَّذِي على مِثَال غسالة اللَّحْم فِي علل الكبد (ألف ب) الَّتِي من سوء المزاج فَإِن كَانَ الْإِنْسَان يتغوظ مثل مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح طرياً إِذا غسل فَإِنَّهُ عَلامَة صَحِيحَة على ضعف قُوَّة الكبد فِي نفس جوهرها لسوء مزاج بَارِد ضَعِيف على توليد الدَّم وَمَتى كَانَ يتغوظ كالدردي فَإِن فِي كبده مزاجاً حاراً يحرق الدَّم. قَالَ: وَهَذَا الصديد الرَّقِيق الدموي إِذا طَالَتْ

 

(2/455)

 

 

مدَّته خرج بالتغوظ دم غليظ ثمَّ خرج مرّة سَوْدَاء بآخر وَهَذَا الضعْف من الكبد يبتدىء بِلَا حمى مادام يخرج بالتغوظ صديد دم رَقِيق فَإِذا طَالَتْ الْمدَّة تبع ذَلِك حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد وَهِي حميات خبيثة يستخف بهَا الْجُهَّال ويدخلون أَصْحَابهَا الْحمام ويلطفون تَدْبيره وَإِذا كَانَ كَذَلِك عاوده الإسهال من ضعف الْقُوَّة وَبَعض هَؤُلَاءِ تبطل شهواتهم وَبَعْضهمْ تشتد أَكثر وَأما سوء المزاج الْحَار فَلَا يتبعهُ فِي وَقت شَهْوَة الطَّعَام بل ذهَاب الشَّهْوَة الصعب والعطش الشَّديد والحمى القوية وقيء أخلاط مرارية وَرُبمَا تركبت هَذِه الْعِلَل مَعَ الأورام.

مِثَال قَالَ: صرت إِلَى رجل فَلَمَّا دخلت الْبَاب رَأَيْت غُلَاما مَعَه طست يمر بِهِ إِلَى الْخَلَاء فِيهِ صديد رَقِيق يشبه غسالة اللَّحْم الطري الذّبْح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة غَايَة الصِّحَّة على عِلّة الكبد فتغافلت ومددت يَدي إِلَى عرق العليل لأعرف مَا قد صَحَّ عِنْدِي أَن الكبد عليلة هَل فِيهَا ورم وَرَأَيْت فِيهَا ورماً وَكَانَ فِي طاق الْبَيْت قديرة فِيهَا زوفاً وَمَاء الْعَسَل فَعلمت أَن العليل يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يشتكى عِنْد ضلوع الْخلف ويسعل سعلات صغَارًا وَكَانَ طَبِيبا وَكَانَ نَفسه متواتراً وَهَذِه عَلَامَات بعض ذَات الْجنب ووجع الكبد وَلما تحققت ذَلِك كُله وضعت يَدي على كبده وَقلت: هَاهُنَا تَشْتَكِي فَأقر بذلك فَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ أَن ترقوتك تنجذب إِلَى أَسْفَل وَلَكِن لما كَانَ هَذَا لَيْسَ يلْزم أبدا وجع الكبد بل إِنَّمَا يتبع الأورام الحارة والصلبة إِذا كَانَت عَظِيمَة لم أقل ذَلِك لَهُ مُطلقًا لَكِن قلت: ستجد ترقوتك تنجذب فَأقر بذلك أَيْضا فَلذَلِك يجب أَن تحسنوا اسْتِعْمَال السَّعَادَة إِذا اتّفقت لكم ثمَّ قلت للعليل. إِنَّك تظن أَن بك ذَات الْجنب فتعجب من ذَلِك جدا.

قتا: الإسهال الكيلوسي خَاص بِضعْف قُوَّة الكبد الجاذبة لِأَن الكبد إِذا لم تجذب الْغذَاء من)

الأمعاء والمعدة ينزل الثفل رَقِيقا فَإِذا كَانَ مَعَ هَذَا الإسهال كيلوسي صديد رَقِيق فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ لِأَن بالعروق الَّتِي ينفذ مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد ورم حَار وَالْفرق بَين هَذَا الصديد وَبَين هَذَا الْحَادِث عَن ضعف الكبد أَن هَذَا الَّذِي يشبه الصديد رَقِيق قروحي. لى هَذَا كَأَنَّهُ إِلَى الْبيَاض والصفرة وَذَلِكَ إِلَى الْحمرَة وَبِالْجُمْلَةِ الْفرق بَين الصديد القروحي وَبَين مَاء اللَّحْم جدا بَين.

قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ الثفل كيلوسيا وَفِيه هَذَا الصديد وَلَيْسَ فِي الكبد عَلَامَات الورم فأعلموا أَنه لَيْسَ الكبد (ألف ب) عليلة وَلَا عِلّة كيلوسية البرَاز ضعف قوتها الجاذبة فِي الْعُرُوق الَّتِي يصير مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد ورم حَار. قَالَ: وَمَتى كَانَت الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا ضَعِيفَة خرج أَولا دم صديدي ثمَّ بعد ذَلِك دم غليظ كَأَنَّهُ دردى. لى قد فرق وميز وَقد نظرت فِي هَذِه الْموضع وَكَانَ الْفرق بَين الإسهال الصديدي الْحَادِث من أجل ورم الماسريقا وَالَّذِي من أجل الكبد أَن مَعَ هَذَا لَا يتَبَيَّن ضعف الكبد فَأَما الِاخْتِلَاف الَّذِي يكون بِهِ الضعْف لقُوَّة الماسكة فَهُوَ الأول وَذَلِكَ أَن جَوْهَر الكبد إِنَّمَا هُوَ مَا تتمّ بِهِ قوتها الماسكة. لى قد تكون استفراغات مثل هَذِه والجسم صَحِيح سليم وَيكون السَّبَب فِيهِ كَثْرَة مَا فِي الْجِسْم من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي يستفرغ أَيْضا وَيكون فِي عقب الْبُرْء من علل الكبد إِذا عَادَتْ

 

(2/456)

 

 

إِلَيْهَا قوتها وَانْقَضَت عَنْهَا مَا كَانَ مُؤْذِيًا مِمَّا لَا تتهيأ إحالته ونضجه. قَالَ: وَقد يعرض خُرُوج الدَّم من أَسْفَل لصِحَّة الْقُوَّة والانتقال من كبد وَقلة غذَاء إِلَى رَاحَة وَكَثْرَة غذَاء وَرُبمَا قاء الرجل دَمًا وَهَذَا يكون دَمًا جيدا فَأَما الدَّم الَّذِي تَدْفَعهُ الكبد عِنْد قوتها وبرئها فَإِنَّهُ يكون دَمًا منتاً وَكَذَلِكَ الَّذِي يسيل من القروح والأمراض ففاسد فِي هَذِه الْحَال يظنّ جهال الطِّبّ أَن العليل قريب من الْمَوْت إِذا رَأَوْهُ يستفرغ دَمًا منتاً فَأَما أَنْت فَإِذا كنت قد علمت أَن كبده كَانَت عليلة وَأَنَّهَا قد قويت وَأَن هَذَا الاستفراغ الْآن إِنَّمَا يعقب قُوَّة الكبد فَلَا تجزعن من ذَلِك.

3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)

قَالَ: الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الطري إِذا خرج من الدبر دلّ على أَن الْجَانِب الْأَيْمن المحدب مِنْهَا عليل الورم من الْجَانِب الْأَيْمن إِذا كَانَ شكله هلالياً فَهُوَ فِي نفس الكبد لِأَن شكل الكبد هلالي وَإِذا كَانَ شكله متطاولاً فَهُوَ فِي العضل الَّذِي يعلوها.

لى يمكنك أَن تعلم فِي أَي العضل هُوَ من هَذَا العضل فَإِنَّهُ إِن كَانَ يمر فِي وسط الْبَطن مُسْتَقِيمًا فَهُوَ يمر فِي العضلات الَّتِي تمر على استقامة وَإِن كَانَ يمر مورباً فَفِي الموربة وَإِن كَانَ فِي وسط الْبَطن فَإِنَّهُ فِي المستقيمة لِأَنَّهُ مَوضِع وسط الْبَطن وَإِن كَانَ نَاحيَة فَفِي المعترضة والموربة وَإِن كَانَ غائراً فَوْقه لحم كثير فَفِي الَّتِي هِيَ أغور وَهِي المعترضة إِذا أحس إِنْسَان بثقل فِي الكبد فَإِن كَانَ مَعَ حمى فهناك ورم حَار وَإِن كَانَ بِلَا حمى فهناك إِمَّا سدة وَإِمَّا ورم صلب يحدث أَولا فأولاً.

 

(2/457)

 

 

الْفرق بَين ورم الكبد وَذَات الْجنب:

3 - (عَلَامَات وجع الكبد)

الْمَوْجُودَة أبدا الوجع وَيكون ثقيلاً والنبض اللين ويتغير بعد قَلِيل لون اللِّسَان وَالْبدن كُله وَالَّتِي تُوجد وتعدم هُوَ أَن يكون الورم فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَهَذَا أبدا فصل من ذَات الْجنب فِي الْأَيْسَر وَالِاخْتِلَاف الشبيه بغسالة اللَّحْم الطري إِذا وجد فَهُوَ فصل لكنه لَيْسَ كل حِين يُوجد ويشرك ورم الكبد ذَات (ألف ب) فِي السعلة الصَّغِيرَة وضيق النَّفس والوجع فِي ضلوع الْخلف وَيُفَارق ذَات الْجنب بِأَن الوجع ناخس والنبض صلب والسعال يتزيد بعد قَلِيل وَيظْهر النفث والكبد تعتل إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لمَرض آلي كالسدد والورم وَإِمَّا لانتقاض الِاتِّصَال وَإِمَّا من ريح ويستدل عَلَيْهِ بالتمدد وَإِمَّا من ورم وَإِذا كَانَ حاراً تبعه ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وَإِذا كَانَ الورم سوداوياً أَو بلغمياً استدللت عَلَيْهِ من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسّن ولون الْجلد وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب المحدب تبعه ضيق النَّفس وانجذاب الترقوة إِلَى فَوق وانجذاب المراق إِلَى أَسْفَل وَسَوَاد اللِّسَان والسعال وَإِن كَانَ فِي المقعر تبعه ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وقيء المرار واحتباس الطبيعة وورم الكبد هلالي وورم العضل يَنْتَهِي إِلَى طرف رَقِيق وَيكون وَسطه غليظاً وأطرافه رقيقَة الكبد تحيل اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة عِنْد مَا تغلب الْحَرَارَة واليبس وَإِن غلبت الْحَرَارَة جعلته)

أسود وَإِن غلب اليبس جعلته أدكن وَإِن غلبت الْحَرَارَة والرطوبة جعلته أَحْمَر.

لى إِلَّا أَنه متهبج منتفخ وَإِذا غلب عَلَيْهَا الْبرد واليبس جعلته أسود. لى إِلَّا أَنه لَا صفرَة فِيهِ كالحال عِنْد غَلَبَة الْحَرَارَة واليبس وَإِن غلبت الْبُرُودَة جعلته إِلَى الخضرة وَإِن غلب اليبس جعلته أسود. لى لَا صفرَة مَعَه وَلَو غلبت جعلت اللَّوْن الْأَبْيَض عِنْد مَا تغلب الْبُرُودَة عَلَيْهِ وَإِن كَانَت الرُّطُوبَة أغلب عَلَيْهِ كَانَ الْغَالِب على اللَّوْن الصُّفْرَة الْيَسِيرَة وَالْبَيَاض وَإِن كَانَت الْبُرُودَة أغلب فالى الدكنة والخضرة.

3 - (عَلَامَات سوء المزاج الْبَارِد فِي الكبد)

البرَاز الشبيه بِمَاء اللَّحْم تكون فِي أول الْأَمر شَهْوَة الطَّعَام ثمَّ تسْقط الشَّهْوَة عِنْد مَا يعرض للعليل الْحمى حَتَّى تفْسد تِلْكَ الأخلاط فِي الكبد.

وعلامات سوء المزاج الْحَار الْقوي المرى: الْعَطش وَذَهَاب الشَّهْوَة وَيخرج فِي البرَاز أَولا دم مائي ثمَّ أسود غليظ. لى يفرق بَينهمَا أَن مَعَ أَحدهمَا عَطش وَحمى أول الْأَمر.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض: مَحل الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الطري إِذا غسل

 

(2/458)

 

 

محى الْقَيْء من الْمعدة مَتى ضعفت عَن احْتِمَال الْغذَاء وإحالته وَيكون هَذَا من الكبد لضعف قوتها الْمُغيرَة للدم وَأما الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردى فَإِنَّهُ عِنْد مَا لَا ينفذ الدَّم من الكبد وَيبقى مُدَّة طَوِيلَة.

من تشريح أرسطاطاليس قَالَ: الشّركَة بَين الكبد وفم الْمعدة بعصبة رقيقَة جدا وَإِذا حدث فوَاق عَن ورمها دلّ على أَن الكبد بهَا آفَة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَن كل عُضْو تكون مشاركته للْآخر مُشَاركَة ضَعِيفَة جدا لَا تناله من أَجله آفَة إِلَّا من مرض قوي جدا بذلك الْعُضْو وَذَلِكَ حَال الكبد مَعَ فَم الْمعدة وَإِن مشاركتها يسيرَة.

3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)

(ألف ب) قَالَ: مزاج الكبد الْحَار يُولد السَّوْدَاء والبارد يُولد الدَّم البلغمي وَمَتى لم يكن مفرط الْحَرَارَة ولد الصَّفْرَاء وَإِذا لم يفرط فِي الْحَرَارَة جدا بل قَلِيلا ولد البلغم قَلِيلا.

اخْتِلَاف الدَّم الْأسود يكون إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم على مَا يجب إِلَّا أَنه قد عرض فِيهَا سدد أَو ورم أَو غَيره مِمَّا يمْنَع نُفُوذ الدَّم إِلَى قُدَّام فَيبقى فِيهَا مُدَّة طَوِيلَة فيحترق ويسود فَإِذا دَفعته الكبد دَفعته إِلَى الأمعاء وَأما الشبيه بغسالة اللَّحْم فَيكون لضعف الْقُوَّة.

لى يعالج هَذَا بتقوية الكبد مَعَ اسخان وَذَلِكَ بِمَا يحلل السدد ويبرد الدَّم.

الثَّامِنَة من الميامر قَالَ: لِأَن أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ضيقَة عِنْد انتهائها إِلَى الْأَطْرَاف الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب كثيرا مَا يعرض فِيهَا السدد وتلحج فِيهَا الرطوبات الرَّديئَة وَيتبع هذَيْن العفونة إِذا كَانَت حرارة سَرِيعا وَإِن لم تكن حرارة لَكِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فِي الكبد عفن على طول الْمدَّة وَلم يكن ذَلِك سَرِيعا قَالَ: وأمراض الكبد الَّتِي تعرض فِيهَا الأورام والخراجات وَسُوء المزاج فَمَتَى ضعفت قُوَّة الكبد حَتَّى لَا تجذب غذاءاً الْبَتَّةَ خرج الْغذَاء من أَسْفَله رطبا وَإِن كَانَت الْمعدة مَعَ ذَلِك قد ضعفت خرج مَعَ رُطُوبَة غير منهضم قَالَ: وأمامتى كَانَت الْقُوَّة الجاذبة سليمَة والمعدة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يعرض فِي الثفلى ضروب اخْتِلَاف كَمَا يعرض عِنْد ضعف الْمعدة عَن الهضم وَيكون ذَلِك على ثَلَاثَة أضْرب لَا فِي الكبد بل فِي جَمِيع الْأَجْزَاء إِمَّا أَن يتَغَيَّر إِلَى كَيْفيَّة مضادة لِلْأَمْرِ الطبيعي الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَلا يتَغَيَّر أصلا وَإِمَّا أَن يتَغَيَّر نصف تغير أَو بعضه قَالَ: وَنصف الْقُوَّة الْمُغيرَة إِذا كَانَت لم تستكمل غَايَة الضعْف أَن يخرج فِي البرَاز شبه غسالة اللَّحْم الطري وَأكْثر علل الكبد إِنَّمَا يبتدىء بعد هَذِه الْحَال إِذا بردت عَلَيْهِ الكبد لم يخرج فِي البرَاز شَيْء من ذَلِك وَلَكِن يخرج فِي أَشْيَاء لَهَا كَيْفيَّة مُخْتَلفَة وَمَتى كَانَ فِي الكبد سوء مزاج حَار حدث عَنهُ ذوبان أَولا فِي الأخلاط ثمَّ فِي لحم الكبد وَيخرج فِي البرَاز مرّة مُنْتِنَة جدا غَلِيظَة مشبعة اللَّوْن يصير لَهُ بِمَنْزِلَة الَّتِي تخرج مِمَّن تصيبه الْحمى الوبائية وَإِذا كَانَ سوء مزاج بَارِد فَإِن الِاخْتِلَاف لَا

 

(2/459)

 

 

يكون دَائِما وَلَا كثيرا يخرج لعِلَّة تطول وَيخرج شَيْء لَا يشبه مَا يخرج مِمَّن لَهُ حرارة لَا يُشبههُ لَا فِي منظره وَلَا فِي لَونه لكنه يكون أقل نَتنًا وَيكون منظره كمنظر الدَّم المتعفن غير شَبيه بِاللَّحْمِ الذائب وَكَثِيرًا يخرج فِي علل الكبد شبه علق الدَّم أسود وَإِن)

كَانَ سوء المزاج الْحَار أَو الْبَارِد رُطُوبَة خرجت الأثفال الَّتِي تدل على ذَلِك السوء المزاج إِن كَانَ مَعَ ذَلِك الرُّطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ يبس ثمَّ مدح الدَّوَاء الْمَعْرُوف بالقفى مدحاً عَظِيما لعِلَّة الكبد قَالَ: هُوَ مؤلف من الطيوب والأفاوية الَّتِي تفتح السدد وتنقى المسام وتدر الْبَوْل وَالشرَاب وَالْعَسَل وَهُوَ يحلل ويقلع ويدر الْبَوْل (ألف ب) وَهُوَ مُوَافق وَفِيه مقل وأدوية ملينة للورم إِن كَانَ فِيهِ وَإِلَى هَذِه الْخِصَال تحْتَاج الكبد الضعيفة أعنى إِلَى مَا يقوى جوهرها ويغذوه كالزبيب وَإِلَى مَا يفتح السدد كالأفاوية وَإِلَى مَا يلين الورم كالمقل قَالَ: فَإِن طرح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة أفيوناً كَانَ صَالحا للكبد الحارة وَكَذَلِكَ الفلونيا هِيَ شِفَاء للكبد الحارة ولتستعن بِهَذِهِ الْمقَالة من حَيْثُ وصف الْكَلَام فِي الكبد.

3 - (أدوية الكبد للسدد)

مَعَ برودة لَطِيفَة حارة مثالها هَذَا الدَّوَاء: زعفران مثقالان مر أساوران زراوند دوقو بزر كرفس أَرْبَعَة من كل وَاحِد سنبل هندي وشامي من كل وَاحِد سَبْعَة سليخة وفقاح الاذخر من كل وَاحِد نصف قُوَّة الصَّبْغ ثَمَانِيَة سقولوقندريون ثَلَاثَة جعدة مثله دهن بِلِسَان سِتَّة الْخَلْط الْمُسَمّى أندروخورون خَمْسَة عسل مَا يعجن بِهِ.

مَجْهُول: لفساد المزاج مَعَ خلفة وَضعف فِي الْمعدة: لَك سك سنبل هندي جزآن زراوند ربع جُزْء إذخر وأنيسون ومصطكى وبزر كرفس وَاحِد وَاحِد هليلج كابلى محرق مَعَ نواة قَلِيلا بِمِقْدَار مَا يسحق ثَلَاثَة خبث الْحَدِيد مغسول بخل مقلو ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة مِثْقَال وَأما الَّتِي فِيهَا حرارة فيصلح أَن يخلط بِبَعْض هَذِه المبردات.

قَالَ: يُؤْخَذ أَمِير باريس وَورد وصندل أَبيض وسنبل وعصارة إفسنتين تجْعَل أقراصاً ويسقى بسكنجبين وَمن أدوية الكبد الهندباء والطرخشوق.

الهندباء الْبري والبستاني من جيد الْأَدْوِيَة لسوء مزاج الكبد الْحَار وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يقويان بقبضهما ويجلوان بمرارتهما ويفتحان أَفْوَاه الْعُرُوق وَلَا يضران المزاج الْبَارِد إِذْ لَيْسَ فِيهَا كَبِير مضرَّة كَمَا يضر بهَا الْأَشْيَاء الَّتِي مزاجها بَارِد رطب بِلَا قبض فيهمَا فَإِن البقلتين نافعتان للكبد وَإِن كَانَ بِهِ سوء مزاج دون خلط وَإِن شربتا بِمَاء الْعَسَل أحدرا وأنزلا الرُّطُوبَة مَعَ الْبَوْل وَمَتى جففتا فهما نافعتان إِذا سقيتا مَعَ مَاء الْعَسَل وَمَتى طبختا وسقيا طبيخهما نفعتا وَإِن كَانَت عِلّة الكبد إِنَّمَا هِيَ سدد فَقَط عظم نَفعهَا أَيْضا مَتى شربتا بشراب أَبيض لطيف. قَالَ: وَمِمَّا يفتح السدد الَّتِي فِي الكبد تفتحاً بليغاً وَلَا يسخنها السرخس. لى اخلط للقرصة الْبَارِدَة هَذِه وَنَحْوهَا. قَالَ: وَقد جربنَا كبد الذِّئْب تجربة بليغة لوجع الكبد وَلَعَلَّه أَن يفعل بخاصته وَهُوَ ينفع من جَمِيع أصنافها من جَمِيع

 

(2/460)

 

 

سوء مزاجها والصدف الْمُسَمّى فلنجارش يشرب بشراب أسود مفتر فَإِنَّهُ نَافِع بِخَاصَّة. قَالَ: وضمادات أورام الكبد يجب أَن يكون فِيهَا قبض وَيَنْبَغِي أَلا يشرب فِي المحللة لَكِن يَجْعَل مَعهَا ملينة فَلَا تتحلل سَرِيعا.

للكبد: يسقى كل يَوْم نصف مِثْقَال من راوند بِمَاء إِن كَانَت حمى وَإِلَّا بشراب فَإِنَّهُ يُؤثر أثرا حسنا للصلابة فِي الكبد والتمدد والورم واسقه رب السوس فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وَيُطلق الْبَطن وينفع من صلابة الكبد. أَو اعصر شيحاً رطبا واسق العليل مِنْهُ بعد طبخه حَتَّى يغلظ قَلِيلا ينفع صلابة الكبد. للورم الصلب فِي الكبد: أشق مائَة (ألف ب) مقل أَزْرَق خَمْسَة وَعِشْرُونَ زعفران إثنا عشر مثقالان مر مثله قيروطي متخذ من شمع ودهن حناء قوطولى يجمع ضماداً ويضمد بِهِ وَأما الضمادات الَّتِي للضعف فأطراف الْأَشْجَار القابضة والطيوب وَنَحْوهمَا كضماد صندلين وَنَحْوه.

فِي علاج الدَّم فِي حفظ الصِّحَّة: يَنْبَغِي أَن تتفقد من الْإِنْسَان بعقب الْأَطْعِمَة الغليظة أَو الْحمام بعد الطَّعَام فَإِن لم يكن شَيْئا من هَاتين فَيَنْبَغِي أَن تتفقد هَل يحس الْإِنْسَان بثقل وامتداد فِي نَاحيَة كبده فَإِن أحس بذلك بادرت بإعطائه الْكبر بالخل وَالْعَسَل قبل طَعَامه وَنَحْوه ذَلِك فِي أوجاع الكبد ويديم إِلَى أَلا يحس بشي من ذَلِك الْبَتَّةَ ونقيع الإفسنتين نَافِع لَهُم والنقيع الْمَعْمُول بِالصبرِ والأنيسون واللوز المر نَافِع لَهُم مَتى شربوه مَعَ السكنجبين بِالْغَدَاةِ على الرِّيق وَلم يَأْكُلُوا بعده وقتا صَالحا وَاسْتعْمل هَذِه الْأَدْوِيَة بعد انضاج الْغذَاء.)

لى يَقُول: بعد انهضام الْغذَاء جدا ويخلو الْبَطن لِأَن اسْتِعْمَاله فِي هَذِه الْحَال ينقى المجاري إِن كَانَ بَقِي فِيهَا شَيْء ودواء الفوذنج نَافِع لَهُم وَلَكِن احذر إدمانه فَإِنَّهُ فِي الأمزاج الحارة رَدِيء لَهُم واجعله فِي هَؤُلَاءِ مَتى استعملوه بسكنجبين.

الأولى من الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الكبد ورم قد نضج فَإنَّا نقصد لتنقية الكبد مِنْهُ إِن كَانَ فِي التقعير بالإسهال وَإِن كَانَ فِي التجويف فبإدرار الْبَوْل. الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَاء كشك الشّعير ينْتَفع بِهِ فِي نُفُوذه من الْجَانِب المقعر إِلَى المحدب لِأَنَّهُ مَعَ أَنه غذَاء يجلو وَيفتح هَذِه السدد وَلَا يلصق هُنَاكَ كَمَا تفعل الْأَشْيَاء اللزجة فَإِن الخندروس وَنَحْوه لَيْسَ إِنَّمَا يضر من كبده عليلة بالطبع ضيقَة.

الثَّالِثَة: الكبد تلتذ الْأَشْيَاء الحلوة وتسمن وتعظم بهَا وتقوى وَكَذَلِكَ بدن الْحَيَوَان الَّذِي تغتذي بِالتِّينِ عَظِيم الكبد لزبده إِذا أكل لِأَن الكبد تغتذي وتسمن وتعظم.

من أجل الْأَطْعِمَة الحلوة إِلَّا أَن يكون فِيهَا ورم حَار وحميات فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال لَا يَسْتَحِيل مَا فِيهَا إِلَى تغذية الكبد لَكِنَّهَا تولد المرار لِأَن الْحَرَارَة حِينَئِذٍ لَا تكون معتدلة غريزية لَكِن غَرِيبَة شَدِيدَة فتحيل الْحَلَاوَة إِلَى المرارة. لى قد شهد جالينوس فِي غير مَوضِع أَن لحم الزَّبِيب الحلو وَالشرَاب

 

(2/461)

 

 

الحلو وَغير ذَلِك من الحلاوات مُوَافق لجرم الكبد مقو لَهَا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ مَعَ الْأَدْوِيَة الملطفة ليقوى جوهرها إِلَّا أَن بِسَبَب هَذِه الْمُشَاركَة كثيرا مَا تحدث ضَرَرا وَذَلِكَ أَن الكبد تمتار هَذِه الْحَلَاوَة امتياراً عنيفاً لموافقتها لَهَا فَمَتَى كَانَت ضيقَة المجاري تولد فِيهَا سدد وخاصة إِن كَانَت هَذِه الحلاوات مَعَ ذَلِك غَلِيظَة كأصناف الْحَلْوَاء المتخذة بالسكر والنشا والدقيق السميذ وَنَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ فِيهَا حِدة وحرارة استحالت إِلَى المرار وتولد مرَارًا أخر.

الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِذا ورمت الكبد تبع الورم فوَاق. قَالَ جالينوس: إِذا كَانَ الورم عَظِيما.

قَالَ: وَيكون ذَلِك من أجل اشْتِرَاك العصب. السَّادِسَة: من كَانَ الورم من كبده فِي الْمَوَاضِع اللحمية مِنْهَا كَانَ (ألف ب) الوجع مِنْهَا ثقيلاً أَي يجد صَاحبه كَأَن ثقلاً مُعَلّقا من جَانِبه وَمَتى كَانَ الورم مِنْهَا فِي الغشاء الْمُحِيط بهَا أَو فِي الْعُرُوق كَانَ الوجع حاراً ناخساً وَإِن كَانَ الورم من جنس المرار كَانَ أَزِيد حِدة ولذعاً والبلغمى أقل وجعاً ولذعاً.

السَّادِسَة الفواق يحدث فِي علل الكبد الْعَظِيمَة لمشاركته فِي الْمعدة للكبد فِي الْقلب وضيق النَّفس يحدث لمشاركة الْحجاب فِي ذَلِك.)

السَّابِعَة حُدُوث الفواق عَن ورم الكبد رَدِيء لِأَنَّهُ يكون من ورم عَظِيم جدا شَدِيد الْحَرَارَة حَتَّى أَنَّهَا تشارك الكبد فِي علتها فَم الْمعدة وَمَا فَوْقه وَذَلِكَ يكون إِذا تولد فِي الكبد من ورم حَار جدا مرار قوي الْحَرَارَة وانصبت مِنْهَا إِلَى المعى الدَّقِيق وارتقى إِلَى الْمعدة فأحدث فِيهَا لذعاً وَعرض فِي فمها مِنْهُ الفواق وَقد ظن قوم أَن عظم ورم الكبد يضغط الْمعدة فَيحدث الفواق إِذا كَانَ لَا يجد عِنْدهمَا منفذاً قَالَ: وَرُبمَا كَانَت تِلْكَ الْمُشَاركَة من مُشَاركَة الْمعدة للكبد فِي العصب رَقِيق جدا فَلذَلِك لَا تشارك الْمعدة الكبد فِي علتها إِلَّا إِذا كَانَ الورم عَظِيما على أَشد مَا يكون. قَالَ: والأورام الْحَادِثَة فِي حدبة الكبد أسْرع ظهوراً للحس من الْحَادِثَة فِي الأخمص وَالْبدن يقصف ويهزل بحدوث الورم فِي الحدبة أسْرع مِمَّا ينقصف بحدوثه فِي التقعر.

لى لِأَن نُفُوذ الدَّم إِلَى الْأَعْضَاء يحتبس عِنْد الورم فِي الحدبة وَأما عِنْد حُدُوثه فِي المقعرمائي فتفقد مِنْهُ على حَال وَاحِدَة لَهُ قدر لِأَن الْغذَاء فِي التقعير كيلوس مائي وَفِي الحدبة دم غليظ.

من أزمان الْأَمْرَاض: أزمان الْأَمْرَاض والأطعمة الغليظة اللزجة تولد سدداً فِي الكبد وَذَلِكَ أَن الكبد ضيقَة المجاري بالطبع فَإِذا أَكثر الْإِنْسَان من هَذِه الأغذية بقيت فِي أَفْوَاه الْعُرُوق وَلم ينفذ الْغذَاء على مَا يَنْبَغِي فَحدث من ذَلِك فِي الكبد فِي الْجَانِب المقعر امتلاء ويتخوف عِنْد ذَلِك إِمَّا أَن يتعفن ذَلِك الْخَلْط الْمُجْتَمع وَإِمَّا أَن يرم فَلهَذَا السَّبَب احتال الْأَطِبَّاء فِي الْأَدْوِيَة الملطفة وَفعل هَذِه هُوَ تفتيح هَذِه المجاري لكنه إِن أَكثر مِنْهَا جعلت الدَّم إِمَّا مائياً وَإِمَّا مرارياً وَإِمَّا على طول الزَّمن فتجعله سوداوياً.

 

(2/462)

 

 

كتاب الامتلاء قَالَ: قد يحس المرضى بامتداد يسير وَثقل فِي الكبد وَالَّذِي يفلت من ذَلِك عمره كُله فَهُوَ سعيد وَإِن هَذَا لشَيْء يكابده النَّاس كلهم أبدا.

من الْمَوْت السَّرِيع: الفواق مَعَ ورم الكبد رَدِيء مَتى عرض لامرىء وجع الكبد مَعَ حِدة شَدِيدَة فِي قمحدوته ومؤخر رَأسه وإبهام رجله وَظَهَرت فِي قَفاهُ شَبيه بالباقلى مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس قبل طُلُوع الشَّمْس والغيب يُعلمهُ الله وَمن عرض لَهُ هَذَا الوجع اعتراه مَعَه عسر الْبَوْل مَعَ تقطير.

من تشريح الْمَوْتَى: الْغذَاء يرْتَفع من تقعير الكبد إِلَى حدبتها فِي عروق ضيقَة جدا وَلذَلِك ينسد بسهولة واللزوج الْمُتَوَلد من الْغذَاء إِن لم يكن فِي غَايَة اللطافة أَشد مَا يكون إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار أَن تكون الْأَطْعِمَة حارة ملتهبة وَإِذا كَانَ فِي الكبد)

(ألف ب) ورم حَار أَن تكون الْأَطْعِمَة حارة ملتهبة وَإِذا كَانَ فِي الكبد برودة فَإِنَّهَا أردى وَذَلِكَ أَن الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا يبطىء نُفُوذه وَلَا يكون لَهُ لزوجة الْبَتَّةَ فَإِن اللزج مستعد لتولد السدد فماء الشّعير جيد لذَلِك وَكَذَلِكَ كلما فِيهِ جلاء يسير كَمَا فِي مَاء الشّعير وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة وَلَا برودة ظَاهِرَة.

من ابيذيميا الثَّانِيَة: الورم الصلب فِي الكبد مرض طَوِيل قتال.

الأولى من الثَّالِثَة: سَواد اللِّسَان وجفافه وحدة الحميات ويبس الثفل دَلِيل على التهاب الكبد وخاصة إِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي الْجَانِب الْأَيْمن وجع.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الورم فِي حدبة الكبد أردى مِنْهُ فِي تقعيره كثيرا وأخوف إِن كَانَ فِي الكبد ورم فانتقل إِلَى الطحال فَذَلِك حميد وَإِن انْتقل من الطحال إِلَى الكبد فَذَلِك رَدِيء خَبِيث.

الثَّالِثَة من الْغذَاء لج قَالَ: الفستق يُقَوي الكبد وينقي مَا قد لحج وَصَارَ كالثفل فِي مجاري الْيَهُودِيّ: بَيَاض الشّفة وَاللِّسَان وتهبج الْوَجْه يدل على فَسَاد مزاج الكبد إِمَّا لضربة وَإِمَّا لدم غليظ إرتبك فِيهَا وعفن وَإِمَّا من صغر الكبد فِي نَفسهَا إِذا جاءها غذاءفوق مَا تطِيق فيرتبك أَيْضا فِي مجاريه ويعفن على طول الْأَيَّام. قَالَ: وَالْفرق بَين السدة والورم: أَن السدة لَا وجع مَعهَا كَمَا مَعَ الورم وَمَعَهَا من الثفل أَكثر مِمَّا مَعَ الورم ى وعلامة الورم الْحَار فِي الكبد حمرَة اللِّسَان وسواده بِقدر قلَّة الشَّهْوَة وَشدَّة الْعَطش وَفِي الْحمرَة والحمى ورم الكبد بَين للحس إِذا لم يكن المراق سميناً ثخيناً وَالْإِنْسَان كثير اللَّحْم والثرب غليظ. قَالَ: وَأكْثر الحميات الطَّوِيلَة إِذا دَامَت زَمَانا طَويلا تورم الكبد وتفسد مزاجها وَكَذَلِكَ الْمعدة.

لى الحميات الصفراوية إِذا طَالَتْ أفسدت مزاج الكبد والبلغمية مزاج الْمعدة

 

(2/463)

 

 

وللدبيلة فِي الكبد أفصد وبرده مَا أمكن فَإِن أَخذ فِي طَرِيق النضج فمره بِالنَّوْمِ على الكبد ويستحم بِالْمَاءِ الفاتر ويخبص بِمَا ينضج وأسهل بَطْنه بِالصبرِ وَمَاء الهندباء وَالسكر والغافت والإفسنتين هَذَا إِذا احتجت أَن تسهله فَأَما لتلين الدُّبَيْلَة ونضجها فاسقة طبيخ الكرفس والرازيانج وكزبرة الْبِئْر ودهن اللوز ودهن الحسك. وَرُبمَا سقيناه الحلبة والحسكودهن الخروع ويستحم وينام عَلَيْهِ حَتَّى ينضج فَإِذا سَالَتْ فالبيضاء سليمَة والسوداء مهلكة.

مَاء الشّعير وَمَاء القرع بالسكر وأقراص الكافور والبزرقطونا فَإِن لم تغن ذَلِك فماء الْجُبْن أَيَّامًا)

وَأطْعم العدس والقرع وضمده وَإِن كَانَ شَابًّا واللهيب شَدِيد فاسقه أبدا مَاء الثَّلج على الرِّيق وللبارد دبيد كركم ودبيد اللك وَمَاء الْأُصُول وضماد الأصطماخيقون وللسدة فِي الكبد ينَام بِاللَّيْلِ على أَقْرَاص (ألف ب) الإفسنتين فَهِيَ نافعة وَيذْهب بالترهل فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ.

علاج الإستسقاء للحمى: طبيخ الْأُصُول نَافِع يسقى دَوَاء الْملك وَنَحْوه دَوَاء الكركم وَغَيره يُؤْخَذ قشور أصل الرازيانج والكرفس والإفستين وَلَك ومصطكي وبزر كرفس وأنيسون وراوند وغافت مِثْقَال مِثْقَال زبيب منزوع الْعَجم أَرْبَعَة دَرَاهِم يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ويصفى ويسقى مَعَ نصف مِثْقَال من دبيد الكركم ودبيد لَك أَو ينَام بِاللَّيْلِ على أَقْرَاص الإفستين فَإنَّك ترى عجبا من قُوَّة فعله وَيذْهب الاسْتِسْقَاء اللحمي والترهل. للورم فِي الكبد من ضَرْبَة: عود وزعفران وَحب الْغَار ومقل وذريره ومصطكي مِثْقَال مِثْقَال شمع دهن رازقي وميسوسن ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعْمل ضمادً وَقد يمزج بموميائي ودهن رازاقي فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن كَانَت فِيهِ حرارة فضماد السفرجل أَولا فالفصد وَإِن كَانَت أورام الكبد وأمراضها إِنَّمَا تكون لصغرها فَإنَّك تستدل على صغر الكبد بِضعْف الهضم أبدا وَضعف الْجِسْم وَقصر الْأَصَابِع فعلاج هَؤُلَاءِ أَن يطعموا قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يرتبك فِي أكبادهم وَيحدث سدداً وأوراماً. قَالَ: وترياق الْأَرْبَعَة نَافِع للصلابة العتيقة فِي الكبد وَكَذَلِكَ الشجرنايا. قَالَ للصلابة فِي الكبد: اسْقِ من الْقسْط نصف دِرْهَم بطلاء وَمن الغافت ودهن اللوز المر ودواء الكركم وَالْملك بِمَاء الْأُصُول والجنطيانا ترياق الْأَرْبَعَة كلهَا جَيِّدَة ومره بِالنَّوْمِ على شقَّه الْأَيْمن هَذَا للصلابة بِلَا حمى وَلَا حِدة فَإِن كَانَ الْحمى فماء الهندباء والرازيانج وَنَحْوه وللسدد فِيهَا اسْقِ زراوندا وإفسنتينا وفوة ولكا وَنَحْوهَا. قَالَ: وَمِمَّا يُولد السدد فِي الكبد التخم المتواترة وَأكل الطين والأشنان والسعد والفحم وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء اللينة والفطير وَيكون من السدد أورام وَمن الورم الاسْتِسْقَاء إِذا كَانَ فِي الكبد الورم أَو دبيلة ثمَّ خرج بالبراز شَيْء أسود منتن فَذَلِك لحم الكبد فَإِنَّهُ قد عفن وَيَمُوت وَقد خرج شَيْء أسود إِلَّا أَنه لَا يكون منتناً وَلَا يضعف عَلَيْهِ العليل وَلَا يسوء حَاله.

 

(2/464)

 

 

أهرن: عَلامَة السدد فِي الكبد أَلا تجتذب الكيلوس فَلَا يتَبَيَّن أَنه ورم وَلَا فَسَاد مزاج فِي المَاء وَلَا يجد ثقلاً شَدِيدا فِي الكبد ووجعاً قَلِيلا وَرُبمَا تفتح فِي الْأَحَايِين فَخرج بالبول من الْخَلْط الْفَاعِل للسدة شَيْء يسْتَدلّ عَلَيْهِ مِنْهُ. لى علامته أَلا تجتذب الكيلوس الِاخْتِلَاف الكيلوسي. قَالَ: وَلَا تدع صلابة الكبد يكون فَإِن كَانَت فَلَا تؤمن فَإِنَّهُ رَدِيء مؤد إِلَى الاسْتِسْقَاء لَكِن ضع عَلَيْهِ)

المراهم الملينة واسق الفتحة للسدد فَإِنَّهُ ملاك الْأَمر.

الطَّبَرِيّ مِمَّا يعظم نَفعه للكبد أكل عِنَب الثَّعْلَب نياً ومطبوخاً.

أهرن عَلَامَات فَسَاد مزاج الكبد الحارة: شدَّة الْعَطش وَقلة الشَّهْوَة. وعلامات الْبَارِدَة: شدَّة الشَّهْوَة وَبَيَاض الشّفة وااللسان ألف ب وَقلة الدَّم والعطش وَبَيَاض الْبَوْل وَأما الْحَرَارَة فحمرة اللَّوْن فِي اللِّسَان وَفِي الْبَوْل وَيفْسد لون الْوَجْه ويصفر وَيكون إِلَى لون الْغَالِب عَلَيْهِ الْبيَاض وَيعرف شدَّة فَسَاد المزاج فِي ذَلِك وَضَعفه من إبطاء الهضم وَقلة إبطاءه.

عَلَامَات الورم فِي حدبة الكبد: ثقل فِي الْجَانِب الْيمن ويشتكي إِذا تنفس سَرِيعا نفسا كثيرا مَا بَين كبده إِلَى ترقوته ويعرض لَهُ سعلة يسيرَة وَإِن كَانَ الورم حاراً أَحْمَر اللِّسَان أَولا ثمَّ يسود وَتبطل الشَّهْوَة ويشتد الْعَطش ويقيء الْمرة الصَّفْرَاء فِي برْء مَرضه وَفِي آخِره يتَغَيَّر إِلَى السوَاد وحماه حارة وَأما الَّذِي فِي أَسْفَل الكبد فقلة شَهْوَة الطَّعَام وَيكثر الْعَطش وَلَا تعرض لَهُ سعلة ووجع عِنْد التنفس كَمَا يكون إِذا كَانَ فِي الحدبة وَأما الأورام غير الحارة فَإِنَّهُ لَا يكون مَعهَا عَطش وَلَا سَواد لِسَان وَلَا حمى وَيكون الثّقل وَفَسَاد الهضم وَغير ذَلِك ويحمى بالورم الصلب بالجس مستديراً إِذا كَانَ الْبَطن مهزولاً إِلَّا أَن يكون ورماً يَسِيرا.

وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فَإِنَّهُ مستطيل وَلَا يضر بِفعل الكبد كَبِير مضرَّة.

وعلامات السدة فِي الكبد: أَن يجد من الثّقل أَشد وَأكْثر مِمَّا يجد فِي الورم فإمَّا من الوجع فَأَقل وَلَا يخرج فِي بَوْله مرّة وَلَا أخلاط رَدِيئَة كَمَا يخرج عِنْد الورم الْحَار فِي الكبد وَرُبمَا خرجت مِنْهُ تِلْكَ الفضول الَّتِي عملت السدة وَذَلِكَ إِذا قوي الطَّبْع على إخْرَاجهَا وَإِذا كَانَت السدة فِي الحدبة يخرج بالبول وَفِي التقعير يخرج بالبراز وَإِذا خرج ذَلِك الْفضل وَإِن كَانَ ثقل الكبد من أجل الطحال فَإِن الْعلَّة تكون فِي تقعيره ثمَّ إِن طَال وصل إِلَى الحدبة فَإِن كَانَت الْعلَّة فِي الكلى أَو الْمعدة أَو الْحجاب فَإِن أول مَا يألم لذَلِك باشتراك حدبة الكبد.

لى لذَلِك اقل مَا يكون مَعَ مرض الطحال استسقاء لِأَن الْجَانِب المحدب سليم وَفِي الْجَانِب المحدب يكون تَمْيِيز الْبَوْل والورم الْحَار الْحَادِث فِي الكبد إِمَّا من الدَّم والصفراء أَو لضربة وسقطة أَو لصِغَر خلقتها وَيفرق بَين الْخَارِج من الدُّبَيْلَة وَبَين الْخَارِج من انحلال سدد الكبد وَالْخَارِج عَن ضعف الكبد فَالَّذِي لدبيلة يسيل أَولا قيح وصديد ثمَّ يثخن أَولا ويقل المَاء يكون من انحلال سدة الكبد إِذا انْحَلَّت ودفعتها الطباع فَإِنَّهُ دم كالدردى أسود وَلَا

 

(2/465)

 

 

يكون فِي الكبد شَيْء من)

عَلَامَات الأورام ويخف بِهِ الثّقل وتقوى الْقُوَّة مَتى خرج أَكثر كَانَ أقوى وَأكْثر مَا يُصِيبهُ من ترك الرياضة بعد إِن كَانَ لَهَا مُعْتَادا فكثرت فضوله وامتلاؤه وأورثته سدداً وللنساء عِنْد قطع الْحيض أَو كمن قطعت رجله أَو يَده أَو احْتبسَ عَنهُ استفراغ دم كَانَ مُعْتَادا بِهِ وَقد تتولد السدد من كَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم والامتلاء وَالَّذِي يخرج عَن ضعف الكبد فِي الْقُوَّة الحابسة وَيخرج شَبيه بِمَاء اللَّحْم وَالَّذِي من الْبَطن من ضعف قُوَّة الكبد الحارة يكون مثل مَاء الشّعير.

ضماد جيد (ألف ب) للكبد الْحَار: أطبخ السفرجل بِالْمَاءِ والخل حَتَّى تنضج ثمَّ ضم إِلَى جرمها مثلهاورداً وصندلاً وكعكاً شامياً وأعجنه بِالَّذِي طبخت وَأَجْعَل عَلَيْهِ دهن ورد وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَأما صغر الكبد فَعَلَيْك بالأطعمة والأشربة اللطيفة الْخَلْط فاستعملها قَلِيلا قَلِيلا وَأما الشق وَالْقطع وَنَحْو ذَلِك فعلاجه مثل العلاج للمعدة بالفصد أَولا والقابضة والمقيئة للقيح والملحمة من الأغذية وَأما الأورام فالملحمة والفصد ملاك العلاج فِي ابْتِدَاء السدة والورم فِي الكبد لِأَنَّهُ يدْفع ذَلِك الامتلاء ويقل الدَّم وَبعده بالإسهال أَو بالمدرة للبول إِن كَانَ فِي الحدبة. قَالَ: وينفع من الصلابة فِي الكبد أَن تَأمره أَن ينَام على جنبه الْأَيْمن أَيَّامًا ولاءاً. لى هَذَا ينضج الدبيلات ويثير الْحَرَارَة الشَّدِيدَة وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَلا ينَام على الكبد إِذا كَانَ الْبَطن مملوءاً. قَالَ وأحم صَاحب الورم والسدد الْأَطْعِمَة الغليظة اللحوم وَالشرَاب وأعطه الأغذية الملطفة السريعة الهضم فَأَما صَاحب الورم الغليظ بِلَا حرارة فاسقه الشَّرَاب أعْطه الْأَدْوِيَة الملطفة وعالج من ضعف الكبد الَّذِي يخَاف مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الَّذِي مِنْهُ الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالأدوية اللطيفة والطيبة كالسنبل والسليخة ويطبخان ويسقى بمائهما دَوَاء الكركم وَنَحْوه وضع على الكبد مَا يقويها من الْقَابِض وَالطّيب وأعطه أَطْعِمَة مِمَّا تقَوِّي الكبد كلحم الدراج والسكباج الَّذِي قد صفي عَن دسمه وذر عَلَيْهِ قرنفل ودارصيني وزعفران ومصطكي ومصوص الدراج وَالرُّمَّان والسفرجل وَمن الْأَشْرِبَة الميبه والطلاء الطّيب الرّيح واحمه الْأَطْعِمَة البطيئة الهضم. مرهم للصلابة العتيقة فِي الكبد الَّتِي يخَاف مِنْهَا الاسْتِسْقَاء: أشق كوز حب غاريقون شمع يَجْعَل مِنْهُ ضماد وَالَّذِي دون هَذَا: بابونج وإكليل الْملك وحلبة وبزر كتَّان وخطمى وشمع ودهن افسنتين.

ضماد للكبد يحلل الغلظ وَلَا يسخن إسخاناً شَدِيدا: بابونج إكليل الْملك ورد أَحْمَر سنبل إفسنتين فرذنج أَطْرَاف الآس أَطْرَاف السرو ويطبخ ويكمد بِهِ بلبود ودهن فاتر حَتَّى يبرد إِحْدَى)

وَعشْرين تكميدة قبل الطَّعَام فَإِنَّهُ يحل الغلظ الَّذِي فِيهِ وضمد الكبد مَا دَامَت فِيهَا حرارة والجسم غير نقي بِالْقَصْدِ وَغَيره بالصندلين والورد وَمَاء السفرجل ودهن الْورْد وشمع وَقَلِيل كافور ويذاب الشمع والدهن وَيشْرب مَاء السفرجل أَو التفاح أَو نَحْوهمَا وَيجمع إِلَى الصندلين والكافور ويضمد بِهِ وَيُزَاد فِيهِ وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء

 

(2/466)

 

 

الرجلة وَنَحْوهمَا فَإِذا سكنت الْحَرَارَة وَأَرَدْت تَحْلِيله فالبابونج وإكليل الْملك وشمع ودهن حناء أَو دهن شبث وَلَا تخله من سعد وسنبل وأطراف السرو أَو بعض الْأَشْيَاء القابضة فِيهِ وَإِن كَانَ الورم غليظاً جدا مزمناً بَارِدًا فاطرح فِيهِ الْأَدْوِيَة القوية كدقيق الحلبة وبعر الْمعز وقردماناً وفوذنجاً وكرنباً وَنَحْوهمَا من القوية التَّحْلِيل وأشنة وسذاب وَغير ذَلِك.

بولس (ألف ب) قَالَ: يعرض فِي الكبد فَسَاد الأمزجة والسدد والأورام والقروح قَالَ: الِاخْتِلَاف الكيلوسي يدل على أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَإِن لم يكن مَعَ ذَلِك فسدة وعلامة السدة الثّقل فَإِن لم تكن فَإِنَّمَا ذَلِك لضعف الْقُوَّة الجاذبة. لى هَذَا سوء مزاج بَارِد رطب.

قَالَ: وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف كَمَاء اللَّحْم فَإِن ذَلِك لضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة الَّتِي تعْمل الدَّم. لى هَذَا جملَة ضعف مزاج الكبد فَإِذا كَانَ سَبَب هَذَا الضعْف رداءة مزاج حَار يصير هَذَا الِاخْتِلَاف بعد زمَان غليظاً ورديء اللَّوْن وقيأ مرّة صرفة. قَالَ: وَإِن كَانَ ذبل جرم الكبد وَنقص ذبل مَعَه الْجَسَد كُله وَعرضت حميات وَذَهَاب الشَّهْوَة وَقذف الْمرة وَإِذا كَانَ الِاخْتِلَاف كثيرا وَلَا مُتَتَابِعًا وَذَلِكَ أَن الْعلَّة تطول وينطلق الْبَطن وَفِي الْأَيَّام يَجِيء مِنْهُ أَشْيَاء كَثِيرَة ورداءة رَائِحَة أقل وَيكون شَبِيها بدردى الدَّم قَرِيبا من السَّوْدَاء. قَالَ: والألوان الْكَثِيرَة الْمُخْتَلفَة تدل على رداءة مزاج بَارِد وَتَكون الْحمى ضَعِيفَة وَلَا يتَبَيَّن الهزال فِي الْوَجْه كَالَّذي فِي الْحر ويشتهون الطَّعَام أَكثر من غَيرهم وَإِن كَانَ فِي هَذَانِ المزاجان اجْتمعَا من يبس كَانَ الِاخْتِلَاف أقل والعطش أَكثر وبالضد وَإِن كَانَ فِي الكبد ورم حَار أغْنى فلغمونيا عرض وجع تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن يرْتَفع إِلَى الترقوة وَينزل إِلَى نَاحيَة أضلاع الْخلف وَحمى حارة وسعلة يابسة وَذَهَاب الشَّهْوَة وضيق النَّفس وَيظْهر اللِّسَان أَولا أَحْمَر ثمَّ يسود ويقذف الْمرة ويجف مِنْهُ الْبَطن فَيكون ذَلِك دلَالَة شَبيهَة بالشوصة فَإِن كَانَ الورم حمرَة كَانَ الالتهاب أَشد وَعرض مَعَه كرب وحرقة وذبل الْبدن وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي قَعْر الْمعدة فَإِن الغشى والغثى وَذَهَاب الشَّهْوَة والالتهاب يكون أَشد ويعرض الغشى وَبرد الْأَطْرَاف كثيرا واستسقاء وَإِن كَانَ فِي الحدبة فَتكون هَذِه العلامات وَيظْهر الورم)

مَعَ ذَلِك الْعين والحس إِذا كَانَ عَظِيما وَإِن كَانَ صَغِيرا فَمر العليل يتنفس تنفساً وسله هَل يجد ألماً فِي الشرسوف الْأَيْمن فَإِن ذَلِك يخص الورم الْحَار فِي الكبد وَإِن كَانَ الورم مستطيلاً فالورم فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد وَإِن كَانَ مستديراً فَفِي الكبد وَإِن لم يكن مَعَ الورم الْحَار تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرنَا من الْقَيْء والحمى والغشى فَاعْلَم أَن الورم فِي العضلات إِلَى فَوق الكبد وَإِذا كَانَ ثقل وتمدد فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَعَ وجع بِلَا حمى وَلَا ورم بَين فَذَلِك سدد الماسريقا وَإِن أَخذ ورم فِي

 

(2/467)

 

 

الكبد يجمع اشْتَدَّ الوجع والامتداد وَعرضت قشعريرات مُخْتَلفَة وَلَا يقدرُونَ أَن يستلقوا على الْجَانِب الْأَيْمن لشدَّة الوجع وَإِذا انفجر خرج بَغْتَة مرّة كَثِيرَة فِي الْبَوْل وَالْبرَاز وَإِن انْتقل الورم الْحَار إِلَى الصلب نقصت الأوجاع وَبَطلَت الْحمى وَظهر الورم وحسا وهزل مراق الْبَطن (ألف ب) وَإِن طَال زَمَانه تبع ذَلِك الاسْتِسْقَاء لَا محَالة. قَالَ: فَفِي رداءة الكبد الْحَار اسْتعْمل مَا يُقَوي الكبد ويبردها مَعَ ذَلِك كالهندباء والطرخشقون واخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات الكزبرة الرّطبَة واليابسة يشرب مياها أَو تُؤْكَل هِيَ أَو تجفف أَو تذر على المَاء وَيشْرب أَو تسلق فِي المَاء وَيشْرب فَإِن الهندباء نَافِع من رداءة مزاج الكبد الْحَار والبارد وعصارة حماض الأترج إِن أَخذ مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف مَعَ مَاء الْعَسَل وَإِن كَانَت رداءة المزاج مَعَه مرّة فليشرب سكنجبينا وَمَا يفتح السدد وَيشْرب على الرِّيق المعجون الَّذِي يعْمل بالأفيون وبزر البنج وَمن الفلونيا وَإِن كَانَت الْحَرَارَة متزايدة فأسقه دهن ورد جيدا ودهن التفاح ويغذى بِمَاء الشّعير وَبِالْجُمْلَةِ يجب أَن يعْطى ويغذى بالأغذية الَّتِي تبرد قَلِيلا وَلَا تولد سدداً ويدع الْخمر الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يضْطَر إِلَيْهَا لضعف الْمعدة فَيَأْخُذ حِينَئِذٍ فليلاً من الرَّقِيق الْأَبْيَض وعالج الورم الْحَار فِي الكبد بِهَذَا العلاج فَإِذا كَانَت رداءة المزاج من قسم الْبرد عَلَيْهِ أغلب فيعط خبْزًا مَعَ شراب وَيَأْكُل الفراريج والكرنب الَّذِي قد طبخ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَيُعْطى شاهبلوط وزبيباً ويسقى الْخمر وليشرب على الرِّيق الغافت والأسارون والمعجونات الْمَذْكُورَة لهَذَا وَأما للسدة فَعَلَيْك بالملطفات كالكبر والقسط والغافت والسكنجبين العنصلي والفستق وقشره واللوز المر والغاريقون وَاسْتعْمل الحارة إِذا كَانَ مَعَ برد والباردة إِذا كَانَ مَعَ حر. قَالَ: وكبد الذِّئْب نَافِع من جَمِيع أوجاع الكبد بِخَاصَّة فِيهِ إِذا جفف وسحق وَسَقَى بشراب حُلْو وَليكن شرابهم عتيقاً لطيفاً وليتركوا كل غليظ مولداً للسوداء وَإِن طَال الزَّمن بِهَذِهِ الْعلَّة فَاسْتعْمل الفصد والإسهال وإ ذَا عرض للكبد ورم حَار فَلَا تُؤخر الفصد من الْيَد الْيُمْنَى مَرَّات فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا ليخرج شَيْء كثير)

وضمد بدقيق الشّعير والأشياء الملطفة وَاسْتعْمل فِيهَا أبدا أَشْيَاء مقوية وَكَذَلِكَ إِذا عملت أضمدة محللة كالحلبة وبزر كتَّان وإكليل الْملك وبابونج وشبث وأخلط بِهِ مَا يُقَوي وَيدخل فِي هَذِه الأضمدة الجيدة للأورام الصعبة لبنى الرُّمَّان والمقل والأشنج والإيرساء والمر والإفستين والسنبل والأسارون وأعطهم فِي وَقت الرَّاحَة البسبايج والفيثمون مَعَ شراب الْعَسَل فَإِنَّهُ جيد للسدة جدا ويحقن أَولا بنطرون وَمَاء حَار وَعسل فَإِذا انحطت الْعلَّة أخلط فِي الحقنة شَحم حنظل وقنطوريونا وزوفا وصعتراً يريَا وزوفا وقرطماً وتنقى حدبة الكبد بالبول ومقعره بالبراز وَإِن تبادر إِلَى جمع الْمدَّة فأعنه بالضماد بِالتِّينِ وخرء الْحمام والسلق والخطمى واسقهم على الرِّيق طبيخ الجعدة وَنَحْوهَا حَتَّى إِذا انفجر وسالت

 

(2/468)

 

 

الْمدَّة سقوا المَاء وَالْعَسَل حاراً ليغسل وينقي القرحة واسلك بِهِ سَبِيل قُرُوح الكلى فَإِن صَار إِلَى الورم الصلب فَإِن برأه عسير ويستسقى صَاحبه لَكِن على حَال لَا تدع اسْتِعْمَال الأشق (ألف ب) والمقل والمخاخ والشحوم وَسَقَى الْأَشْيَاء الَّتِي تفتح السدد وتجلو وَهِي المدرة للبول القوية ولطف التَّدْبِير.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار تبع ذَلِك قيء إِذا كَانَ فِي المقعر فَإِن أمكن الفصد إِذا كَانَ ورماً حاراً فَلَا تُؤخر الفصد لِأَنَّهُ يخَاف أَن يَسْتَحِيل إِلَى الْمدَّة والعفن ويعسر بُرْؤُهُ وَإِن سلم إِلَى الورم الصلب فَلَا تسهل الْبَطن بالأشياء الحلوة فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع والورم ويوافقهم مَاء الشّعير لِأَنَّهُ ينقي المجاري وجنبهم الْبيض والسمك والأغذية اللطيفة فَإِذا انحط الورم فَتقدم وَأعْطِ الْأَدْوِيَة المنقية للبول قَالَ: وَأما الَّتِي للسدد فِي الكبد فَلَا يكون مَعهَا حمى لَكِن الثّقل والتمدد وَعَلَيْك بِمَا يفتح السدد وَأما الورم الجاسي فأبداً بالتلين ثمَّ بالإسهال ليمكن فِيهِ أَن يواتى.

الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْفرق بَين ورم الكبد والورم الَّذِي فِي عضل الْبَطن بِأَن ورم الكبد مستدير مُنْقَطع من نواحي وورم العضل مستطيل مُتَّصِل مَا بَينه مَسَافَة طَوِيلَة.

أغلوقن: أما الورم الصلب فَلَا أَنا شفيت مِنْهُ وَلَا غَيْرِي وَأَكْثَرهم يستسقون مِنْهُ وَمِنْهُم من يعطب سَرِيعا وهم من كَانَ بِهِ مِنْهُم اخْتِلَاف كثير وَالْأَمر بَين أَن الماسريقا من هَؤُلَاءِ منسدة جدا وَمن تخلص من هَؤُلَاءِ من الورم الصلب فَإِنَّمَا برِئ بِمثل هَذَا العلاج الَّذِي وصفت فِي الورم الصلب من التليين والتحليل وَهَذَا الْعُضْو لشرفه لَا يحْتَمل القوية مِنْهَا فَخذ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا فِي الفلغموني الَّذِي فِي الكبد وَهِي الإفستين وثجير حب البان والسنبل والزعفران وَورد الْكَرم)

والمصطكي والسفرجل وزد فِي هَذِه الملينة كالأشق والمقل والمخاخ والشحوم وعالج بهَا ورم الكبد الصلب فِي أول حُدُوثه فَأَما إِذا استحكم فأزمن فَلَا يبرأ الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل من التَّدْبِير والأدوية مَا يفتح سدد الكبد ويجلو مَا قد رسخ فِيهَا ويغسله وَهَذِه من الْأَدْوِيَة الملطفة المفتتة للحجارة واخلط بهَا بعض مَا يدر الْبَوْل. فيلغرغورس: عَلامَة السدد فِي الكبد أَن يحس العليل كَأَن فِي مراقه الْأَيْمن ثقلاً مُعَلّقا ويوجع إِذا أكل أَطْعِمَة غَلِيظَة لزجة وَإِذا استحم.

الساهر قَالَ: طبيخ الْأُصُول إِذا سقى فَيجب أَن يسقى مِنْهُ كل ثَلَاثَة أَيَّام مسهلاً. لى لكَي يخرج فضوله من الْجِسْم لِأَنَّهُ يُولد أخلاطاً نِيَّة. قَالَ: وَإِذا سقى فِي أوجاع السَّوْدَاء فَلْيَكُن مسهلاً قَوِيا وَإِذا سقى لسدد الكبد فمسهل خَفِيف وَإِذا سقى لسوء مزاج حَار فِي الكبد فَلَا تحْتَاج إِلَى مسهل. لى أَظُنهُ يُرِيد مَاء الْبُقُول.

فليغرغورس: للصلابة فِي الكبد إفصد أَولا ثمَّ ضع على الكبد الأضمدة الملينة حَتَّى إِذا لِأَن الورم فَاسق المدرة للبول المفتحة للسدد وعد إِلَى التليين مرّة وإليها مرّة حَتَّى يبرأ

 

(2/469)

 

 

وَليكن فِيهَا مَا يُقَوي الكبد كالسنبل والراوند وَنَحْوهمَا أعنى المدرة للبول.

قسطا: فِي علل الدَّم قَالَ: الحميات إِذا كَانَت لورم حَار فِي الكبد فماء الْبُقُول والسكنجبين (ألف ب) لِأَنَّهُ يبرد وَيفتح السدد. من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ مَعَ ورم الكبد لين مفرط سقى أَقْرَاص رواند وأقراص الأميرباريس وَإِن كَانَ مَعَ الورم فِي الكبد حمى سقى مَاء الشّعير وَإِن كَانَت حمى وسدد فِي الكبد وَبَوْل أَحْمَر سقى مَاء الْبُقُول مَعَ خِيَار شنبر ودهن لوز فَإِن كَانَ يرقان سقِِي مَاء الشّعير وأقراص الكافور بعد إسهاله بِمَاء الْفَوَاكِه ويضمد بالصندلين هَذَا إِذا كَانَ فِي الكبد نخس شَدِيد وَإِن كَانَت سدد بِلَا حمى وَلَا نخس فالورم بَارِد واسق مَاء الْأُصُول ودهن الخروع فَإِن كَانَ بِهِ رهل وورم فلغموني ودواء الْملك مَعَ مَاء الْأُصُول وضمد بضماد مقو حَار وبارد إِلَى صَاحب وجع الكبد فافصده أَولا.

من الْكَمَال والتمام قرص لوجع الكبد وَالطحَال والمعدة الحارة: لَك مغسول سِتَّة دَرَاهِم صندل أَحْمَر خَمْسَة دَرَاهِم بزر الكشوث سَبْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء خَمْسَة دَرَاهِم ثَمَرَة الطرفاء ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة إفستين دِرْهَمَانِ عصارة غافت دِرْهَم بزر الرجلة خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء)

الهندباء أَو بِمَاء عبن الثَّعْلَب ويسقى بسكنجبين وَمَاء الهندباء وأطراف الْخلاف وعنب الثَّعْلَب مطبوخ يسهل من كَانَ فِي كبده ورم حَار: إهليلج أصفر وشاهترج وقشور أصل الكرفس ورازيانج وبزر الهندباء وكشوث قَبْضَة من كل وَاحِد عِنَب الثَّعْلَب وَورد وحشيش الغافت وراوند يطْبخ وَيجْعَل بياضه الغاريقون.

أَقْرَاص نافعة للكبد الحارة ورد أميرباريس طباشير لَك صندلان فوفل رواند صيني عصارة غافت بزر الرازيانج والهندباء والكرفس يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويقرص فَإِن كَانَت الطبيعة مَعَه لينَة جدا فزد فِيهِ شَيْئا من أقاقيا مغسول بِمَاء الْورْد وَإِن كَانَ إسهال فأعجن الْجَمِيع بِرَبّ حب الآس وَإِن كَانَ عَطش شَدِيد فألق فِيهِ نشا وكثيراء وَرب السوس وبزر الخس وبزر القرع.

ضماد للكبد الَّتِي فِيهَا ورم صلب: صندلان وَورد وبنفسج عشرَة بابونج شبث إكليل الْملك خَمْسَة خَمْسَة إفستين مصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة يجمع بشمع ودهن ورد.

تياذوق إِذا كَانَ الورم حاراً كَانَ مَعَه عَطش شَدِيد وقيء الصَّفْرَاء ثمَّ الخضراء ثمَّ سُقُوط الشَّهْوَة وَحُمرَة فِي اللِّسَان ثمَّ سَواد وتجف الطبيعة حدا وَيكون حمى محرقة.

سرابيون إِذا غلب على الكبد سوء المزاج الْحَار تبع ذَلِك الْحمى والعطش وَبطلَان الشَّهْوَة وَحُمرَة اللِّسَان وبراز منتن وعلاجه الهندباء المر والسكنجبين وَمَاء الشّعير وَاجْتنَاب الأغذية الحارة وضماد الصندلين وليأكلوا من الْفَوَاكِه القابضة قَلِيلا وَلَا يكثروا فَإِن

 

(2/470)

 

 

نكاية القابضة فِي هَذَا الْموضع عَظِيم جدا وَإِذا غلب عَلَيْهِ سوء المزاج الْبَارِد غذوتهم بِخبْز مبلول بشراب وبخنديقون اَوْ بكرنب قد سلق مَرَّات ثمَّ طيب بالتوابل وَمَتى سَقَطت الْقُوَّة فاغذهم باللحمان اللطيفة قَالَ: الورم إِذا كَانَ فِي حدبة الكبد لحقه الْحس وخاصة إِذا كَانَ الورم عَظِيما وَكَانَ الْبَطن قد هزل وَأما الْحَادِث فِي التقعير فعلامته الثّقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن والسعلة (ألف ب) الضعيفة وَاللِّسَان الْأَحْمَر أَولا ثمَّ يصير أسود وَبطلَان الشَّهْوَة وعطش شَدِيد لَا يفتر وقيء مرار أصفر ثمَّ أَخْضَر ووجع كَأَن المراق يجتذب فِيهِ إِلَى فَوق وَرُبمَا أحس بالوجع كَأَنَّهُ ينجذب إِلَى ضلوع الْخلف وَلَيْسَ يكون الوجع متمدداً إِلَى أضلاع الْخلف فِي كل إِنْسَان لِأَن الكبد لَيست فِي كل إِنْسَان بملاصقة لَهَا وَمثل هَذِه الدَّلَائِل تظهر إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة إِلَّا أَنَّهَا أغلب وَأظْهر لِأَن الوجع عِنْد التنفس يكون أعظم والسعال أَشد وَلِأَن الوجع يَمْتَد إِلَى الْكَتف فَأَما ورم التقعير)

فَإِنَّهُ يغلب ورم الحدبة بِبُطْلَان الشَّهْوَة والقيء المرى والغثى وَكَثْرَة الْعَطش فَإِنَّهُ فِيهِ أغلب وَيكون مَعهَا جَمِيعًا حمى وَإِذا كَانَ الورم فِي لحم الكبد كَانَ الوجع قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي غشائه كَانَ الوجع ناخساً أبدا بفصد الباسليق إِن أمكن واسق السكنجبين وَمَاء الشّعير وَاحْذَرْ القابضة فَإِنَّهَا تسد الكبد فتضيق المجاري وَلَا يخرج عَنْهَا المرار فيزيد فِي الورم وَاسْتعْمل مَا يدر الْبَوْل باعتدال وَمَتى كَانَ الورم ملتهباً فماء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والسكنجبين فَإِذا ظهر الهضم اسْتعْملت مَا يدر الْبَوْل وَإِذا كَانَ الورم فِي تقعير الكبد فلين الطبيعة بعد الهضم بِالصبرِ والغاريقون واحرص أَلا يبْقى فِي الكبد ورم صلب بالأضمدة اللينة القوية فَأَما إِذا أزمن فَلَا يبرأ الْبَتَّةَ ويلحقه إِمَّا الاسْتِسْقَاء وَإِمَّا لين الْبَطن أبدا حَتَّى يَمُوت وَهَؤُلَاء إِن برؤا فَإِنَّمَا يبرؤن بالأشياء الَّتِي تفتح المجاري من الكبد لينجذب الْغذَاء ولين الْبَطن إِنَّمَا يلْحق هَؤُلَاءِ من انسداد طَرِيق الكيلوس فَعَلَيْك فِي الأورام الصلبة بالمعجونات مثل ذبيد الكركم ودواء الْملك ودواء الْقسْط والأضمدة المحللة والغاريقون والغافت والإفستين ودهن اللوز المر من خَارج والمقل والشحوم مَعَ المقوية العطرية وَإِن حدث فِي الكبد جمع مُدَّة وَلم يكن بُد من الْجمع فضمده بدقيق الشّعير والتين وخرء الْحمام والبورق وأطعمهم عسلاً مغلياً وتيناً يَابسا وزوفا وفوذنجا وحسهم مَاء الشّعير مَعَ عسل واسقهم المدرة للبول لتميل الْمدَّة نَحْو الكلى. وَهَذَا دَوَاء مجرب: طرخشقون يَابِس بزر مرو دِرْهَم وَنصف حلبة مدقوقة دِرْهَم يسقى بِثَلَاث أَوَاقٍ من لبن الأتن قد حلب من سَاعَته مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من السكر وَإِن كَانَت الطبيعة معتقلة حلهَا بِالصبرِ فَإِذا انفجر ومالت الْمَادَّة نَحْو المثانة فَلَا تعط القوية فِي إدرار الْبَوْل فَتحدث نكاية فِي الْموضع لَكِن بزر الْبِطِّيخ والقثاء وَرب السوسن والكثيراء والفانيذ والنشا وَاللَّبن وَالْبيض النيمبرشت والملوخيا والخندروس وَمَاء الشّعير وَنَحْوهَا مِمَّا يعدل مَعَ

 

(2/471)

 

 

تسهيله فَإِن مَال إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل تليين الْبَطن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِن انصب إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع الخالية أعنى بَين الصفاق والأمعاء فَيَنْبَغِي أَن تشرح الْجلد والعضل عِنْد الأربية الْيُمْنَى حَتَّى يظْهر البارنطاؤن ثمَّ اثقبه صَغِيرا وَتخرج الْمدَّة ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بالمراهم وَلَا تغفل عَن تضميد الكبد بِمَاء يصلح لَهَا فِي السدد. قَالَ: وَتَكون هَذِه فِي أصُول الْعرق (ألف ب) الْعَظِيم ومنتهى مجاري الْبَاب. قَالَ: وَيحدث مَعَه ثقل ووجع بِلَا حمى فَإِن أزمن حدث حمى وَيكون ذَلِك بعقب الأغذية الغليظة فكب عَلَيْهِ بالأضمدة المفتحة والأغذية والأدوية بسكنجبين العنصل والغافت وقشور الْكبر والإذخر والكرفس والراوند وَالْملك)

والفوة والغاريقون ومعجون الْملك والكركم والسرخس أفضل دَوَاء من تُرِيدُ تفتيح السدد من الكبد من غير إسخان وَلَا تبريد. وَهَذَا دَوَاء جيد: ناردين رومى ثَلَاثَة إفسنتين جزؤ يسقى بسكنجبين وَلبن اللقَاح وينتفعون بِحل الْبَطن بالايارج والافسنتين والبسبايج والغاريقون مَعَ الْأُصُول والمصطكي والسدد المزمنة تحْتَاج إِلَى الفصد من خَارج بضماد يتَّخذ من الترمس والجعدة والفوة والبزور المدرة للبول مَعَ السنبل والمصطكي والافسنتين.

سرابيون فِي بَاب الْمعدة أَقْرَاص جَيِّدَة للحرارة فِي الْمعدة والكبد والعطش والحمى: طباشير صندل حب القرع حب القثاء بزر رجلة خَمْسَة ورد يَابِس عشرَة كافور دانق أَمِير باريس سِتَّة دَرَاهِم حب الحماض المقشر خَمْسَة يعجن بلعاب الفرفير ويسقى وَمَتى كَانَ اخْتِلَاف فزد فِيهِ طيناً أرمينياً.

الْفُصُول السَّابِعَة قَالَ: من كَانَ فِي كبده مُدَّة فكوى فَخرجت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يسلم لِأَن تِلْكَ الْمدَّة فِي غشاء وَمن خرجت مِنْهُ سَوْدَاء يشبه ثفل الزَّيْت فَإِنَّهُ يهْلك. ج: لِأَن من كَانَت الْمدَّة فِيهِ فِي غشاء وجوهر كبده سليم فَإِنَّهُ يسلم فَأَما من كَانَت مدَّته تشبه الدردى فَإِن لحم كبده قد عفن. لى قد أنكر جالينوس أَن يثقب بالمكوى من بِهِ خراج فِي كبده وَهَذَا خطر من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد فِي كبده بِلَا حمى فَإِن الْحمى تحل ذَلِك الوجع لِأَن الوجع الشَّديد فِي الكبد يكون إِمَّا من ورم حَار وَإِمَّا ريح غَلِيظَة تمدد فَإِذا لم تكن حمى لم يكن هُنَاكَ ورم حَار فيبين أَن يكون ريحًا والحمى تحلل وَقد يكون وجع من السدد إِلَّا أَنه لَا يكون شَدِيدا بل ضَعِيفا وَهُوَ بالثفل أشبه وَأما الوجع الشَّديد فَلَا يكون إِلَّا من ورم حَار عَظِيم جدا فِي الكمية وَأما الْحَار جدا مائل إِلَى التقيح لحرارته وَإِمَّا لريح نافحة. لى الوجع الشَّديد مَعَ الثّقل الشَّديد وورم حَار وَبلا ثقل ريح نافخة والثقل بِلَا وجع أَو وجع يسير يدل على البلغم وَإِذا لم تخرج الصَّفْرَاء عَن الكبد لم يلبث أَن تورمه.

 

(2/472)

 

 

جَوَامِع أغلوقن: الورم الصلب فِي الكبد اسْقِهِ الْمُقطعَة والمدرة للبول كالغافت والإفسنتين والكرفس وضمد من خَارج بالإفسنتين وَحب الْغَار وسنبل الطّيب والزعفران والمصطكي والأشق والشحم والمخ ودهن السفرجل.

الْيَهُودِيّ: صَاحب الورم فِي الكبد يجد من الوجع أَكثر من الثّقل وَصَاحب السدد يجد من الثّقل أَضْعَاف مَا يجده صَاحب الورم وَيخرج فِي البرَاز من صَاحب السدد أخلاط تدل على)

تولد السدد.

الْأَعْضَاء الألمة: وجود ثقل مُعَلّق فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِذا تنفس (ألف ب) تنفساً عَظِيما عَام للورم الصلب والحار والسدة فِي الكبد ثمَّ يفرق بَينهمَا فَإِنَّهُ يكون مَعَ الْحمى ورم حَار. لى يصلح ذَلِك كُله.

حورش: رُبمَا كَانَت الكبد فِي الْخلقَة صَغِيرَة تشبه الْكُلية وَهَؤُلَاء يداوون بالأغذية القليلة فِي مَرَّات كَثِيرَة واللطيفة السريعة النّفُوذ. لى فِي ضروب البرَاز الْكَائِن بِسَبَب الكبد يكون عَن الكبد اخْتِلَاف شَبيه بِمَاء اللَّحْم الطري وَهُوَ لضعف الكبد الْبَارِدَة وَاخْتِلَاف الدردى الْأسود وَيكون مرّة بعقب هَذَا الِاخْتِلَاف وَلَا يكون يَابسا فَلَا يدل على حرارة وخاصة إِذا لم يكن مَعَه عَطش وَلَا أَمَارَات الْحَرَارَة فِي الكبد وَيكون مرّة يَابسا أَو مَعَ أَمَارَات الْحَرَارَة فَيدل على حرارة ملتهبة فِي الكبد وَاخْتِلَاف أَبيض كيلوسي وَيدل على أَن الْغذَاء لَا ينفذ لضعف جذب الكبد وَاخْتِلَاف آخر صديدي يكون لورم فِي الماسريقا وَيفرق بَينه وَبَين الِاخْتِلَاف الْكَائِن لضعف الكبد بِأَن هَذَا الصديد يكون مَعَ اخْتِلَاف كيلوسي وَلَا يكون مَعَه أَمَارَات ضعف الكبد ظَاهِرَة واختلافات ألوان عَجِيبَة كَثِيرَة مَعَ صِحَة من الْبدن وَقُوَّة عَلَيْهِ وَذَلِكَ يكون عِنْد مَا ينقى الْجِسْم من أخلاط رَدِيئَة وَمَتى يبس الثفل فَالْكَبِد حارة يابسة وَمَتى رطب فَالْكَبِد بَارِدَة رطبَة وَإِذا كَانَ مَعَ الرُّطُوبَة انصباغ ومرارية فَالْكَبِد حارة رطبَة وَإِذا كَانَ مَعَ اليبس بَيَاض وَقلة لون من التَّدْبِير الملطف: قَالَ: التَّدْبِير الملطف يحل جسأ الكبد. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي فِي علل الكبد وَالطحَال أَن يخلط بِمَاء الكشك عسل. لى أقل السكر هَاهُنَا. لى تفقد فِي علل الكبد حَال الْبَوْل فَمَتَى رَأَيْته قد احْتبسَ أصلا فَاعْلَم أَن الورم فِي الكبد عَظِيم جدا وَأَنه لَا ينفذ إِلَى الحدبة شَيْء على مَا رَأَيْته من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة. لى الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الكبد تؤذيها الْأَشْيَاء الحلوة إِذا كَانَت أمراضها من سدد لِأَنَّهَا تَأْخُذ مِنْهَا أَكثر مِمَّا يجب لَهَا فتكثر السدد لذَلِك وَاحْذَرْ إطعامه القابضة لِأَنَّهَا تسد وتضيق المجاري الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء. الرّيح تَحت الكبد: يضمد بالمصطكي والسنبل والإذخر وَحب البان فَإِنَّهُ جيد. لى

 

(2/473)

 

 

عَلامَة الرّيح تَحت الكبد أَن يكون وجع وتمدد وَإِذا غمزته قرقر كالحال فِي الطحال.

جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء السدد تكون من الأغذية والأشربة الغليظة اللزجة والسدد الكائنة من الْأَشْرِبَة أمرهَا أسهل وَأما الكائنة من الْأَطْعِمَة اللزجة فأعسر وأبطاً انحلالاً. لى كثيرا مَا رأى الْأَطِبَّاء يُعْطون لحرارة الكبد سمكًا طرياً وَرُبمَا فعلوا ذَلِك إِذا كَانَ فِيهَا ورم.

من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء: السّمك كُله عسر الهضم مولد للسدد فِي الأحشاء.

من تشريح الْأَمْوَات: الضّيق مجاري الكبد مَتى حدث فِيهَا ورم انسدت بسهولة من الْغذَاء الْغَيْر مُوَافق وَإِذا لم تكن فِي غَايَة اللطافة (ألف ب) وسهولة النّفُوذ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك من الأغذية الحارة مِنْهَا وأردى الْأَمر فِي الورم الْحَار الأغذية الحارة لِأَنَّهَا ملتهبة وَأما الْبَارِدَة فتبطىء النّفُوذ فَلذَلِك يجب أَن نَخْتَار من الأغذية الْقَرِيبَة من الِاعْتِدَال وَالَّتِي لَيْسَ لَهَا مَعَ ذَلِك لزوجة فَإِن كشك الْحِنْطَة معتدل لَا تلتهب لَكِن لسَبَب لزوجته يرتبك فِي هَذَا المجاري فكشك الشّعير إِذا مُوَافق فِي جَمِيع الْحَالَات.

من كتاب الْمرة السَّوْدَاء: قَالَ ارجنجاس: يحْتَاج إِلَى إِخْرَاج الصَّفْرَاء من الْجِسْم لِأَنَّهَا تورم الكبد.

لى قد رَأَيْت فِي غير مَوضِع أَنَّهَا تفعل ذَلِك وَيجب مَتى حدث فِي المَاء صبغ لم يعهده ودام مسَائِل الْفُصُول: البرَاز الْأسود الجائى من الْمَرَض خَاص جدا بورم فِي الكبد حَار عَظِيم.

مُفْرَدَات ج: الغاريقون يحل سدد الكبد المر يفتح سدد الكبد الْحَادِثَة عَن الأخلاط الغليظة المرتبكة فِي أَطْرَاف الْعُرُوق تفتيحاً بليغاً أصل لِسَان الْحمل وورقه أَكثر مِنْهَا فِي ذَلِك بمرقة تسْتَعْمل فِي تفتيح السدد وَاسْتعْمل هَذَا حَيْثُ حرارة فَإِنَّهُ يبرد مَعَ ذَلِك بزر القطف يحل سدد الكبد وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة أصل الجنطيانا بليغ الْقُوَّة جدا فِي تفتيح السدد وَجَائِز فِي ذَلِك حدوداً أَكثر الْأَدْوِيَة ثجير حب البان إِن ضمد بِهِ غلظ الكبد أذابه لحى أصُول شجر الْغَار إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني منع علل الكبد. الفوة منقية للكبد وَيفتح سددها الغافت يفتح سدد الكبد وَلَا حرارة مَعَه وَله مَعَ ذَلِك قبض يُقَوي بِهِ جرم الكبد الترمس يفتح سدد الكبد الفوذنج الْبري جيد للسدد فِي الكبد لِأَنَّهُ من مفتح قصب الذريرة جيد جدا إِذا وَقع فِي أضمدة الكبد فَإِنَّهُ طيب قَابض وَفِيه حِدة يسيرَة وَهُوَ يجفف أَكثر مِمَّا يسخن الكمون الْبري يشفي سدد الكبد وَضَعفه الكبابة تفتح سدد الأحشاء وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك من الْقُوَّة. د:)

 

(2/474)

 

 

الكبابة نافعة من ضعف الكبد عصارة القنطوريون الدَّقِيق من أفاضل الْأَدْوِيَة للسدد فِي الكبد المصطكي جيد للورم فِي الكبد جدا. سنبل حقيق بِأَن ينفع الكبد شرب أَو تضمد بِهِ الزوفا يفتح سدد الكبد الفستق يقتح سدد الكبد وينقي الكبد خَاصَّة الجعدة تفتح سدد جَمِيع الأحشاء الفراسيون تفتح سدد الأحشاء النانخة تفتح سدد الأحشاء الْإِذْخر نَافِع للورم فِي الكبد إِذا ضمد بِهِ مفتح للسدد مَتى شرب كمافيطوس من أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن يجد فِي كبده سدة بسهولة. د: الوج طبيخه نَافِع من وجع الكبد فقاح الْإِذْخر جيد لوجع الكبد حب الْغَاز إِذا شرب نفع من كبده غَلِيظَة غاريقون إِذا شرب مِنْهُ درخمى نفع الكبد والجنطيانا كَذَلِك أَيْضا وَله حماض الأترج لَهُ خَاصَّة فِي تطفئة الْحَرَارَة الَّتِي فِي الكبد.

أَبُو جريج: الإفنستين جيد لتهبج (ألف ب) الْوَجْه والأطراف وَابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج والغافت فِي هَذِه الْأَفْعَال أنفذ وأسرع وأبلغ والشكاعا يقرب فعله من هَذَا. د: الأشق مَتى لطخ بالخل على الكبد الجاسية حَال حسأها.

أَبُو جريج: الكندر يسخن الكبد الْبَارِدَة وَيُقَوِّي ضعفها. لى هَذَا جيد حَيْثُ اخْتِلَاف مثل أَبُو جريج: الكرفس فتاح للسدد الَّتِي فِي الكبد ويسخنها إِذا بردت بِخَاصَّة فِيهِ عجينة وينفع من فَسَاد المزاج.

الخوز:

مَاء الْجُبْن جيد للحرارة فِي الكبد مَعَ يبس الطبيعة واليرقان.

ابْن ماسويه: النانخة جَيِّدَة للكبد الْبَارِدَة جدا. لى اجْعَل هَذَا مَعَ الكندر. للِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم. لى اللك يُقَوي جَوْهَر الكبد فَلذَلِك يعْطى مَعَ الزَّبِيب فِي الجدري.

ابْن ماسويه: مَاء ورق الفجل مَتى شرب بالسكنجبين فتح سدد الكبد وأبرى اليرقان الْعَارِض مِنْهُ وبزره يفعل ذَلِك.

من كتاب الكيموسين لج: الأغذية اللزجة إِن أَكثر مِنْهَا أورثت سدداً فِي الكبد فِي الْجَانِب المقعر فَإِن طَال بهَا الْمقَام وَلم تفتح وَلم تنق فَأَما ن ترم الكبد وَإِمَّا أَن تعفن تِلْكَ الأخلاط وَيفْسد مزاج الكبد.

مسَائِل الْفُصُول: إِذا كَانَ المراق سميناً كثر تولد الكبد للدم وبالضد لِأَن سمن المراق يعين على سخونة الكبد لِكَثْرَة الثرب الَّذِي يكون عَلَيْهِ وَاللَّحم وحقن الْحَرَارَة فِيهِ.

 

(2/475)

 

 

ج: إِذا كَانَ فِي بعض الأحشاء ورم صفراوي أعنى الْحمرَة فاسقه المبردات وأغذه بهَا وضمد الْعُضْو بالمبردة وَهِي مبردة على الثَّلج وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى يجد العليل بردا شَدِيدا غائصاً فِي ذَلِك الْعُضْو ويسكن الْعَطش والتلهب عَنهُ. لى رَأَيْت بَيَاض الشّفة وَذَهَاب صبغها لَازِما لفساد مزاج الكبد الحارة حَتَّى أَنه إِن رصدت ذَلِك يَوْمًا فيوماً فآي يَوْم كَانَت حَالَة العليل أصلح كَانَت الشّفة أتم صبغاً.

الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة: إِذا كَانَ بالعليل وجع الكبد وَخفت عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء فامنعه الْحمام.

لى تفقدت محمومين كثيرين مِمَّن فِي أكبادهم أورام وبهم فوَاق فوجدتهم كلهم يلْزمهُم مَعَ ذَلِك غثى شَدِيد لَا يفتر إِلَّا إِذا فتر الفواق قَلِيلا فَكَانَ ذَلِك دَلِيلا على صِحَة الْعلَّة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا جالينوس فِي أَن ذَلِك الفواق إِنَّمَا يكون لمرار حَار ينصب من الكبد إِلَى الاثنتي عشرَة ويرتفع إِلَى الْمعدة فيطفو فِي فمها ومبطل لقَوْل من زعم أَن ذَلِك لانضغاط الرّيح يضغط الكبد للمعدة وَفسّر جالينوس هَذَا فِي الْفُصُول فأحد هَذَا من تفقدته قَرِيبا جدياً الَّذِي فِي درب سوَاده إِذا رَأَيْت الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم فضمد الكبد بالسنبل والمصطكي والسك والقسط والإفستين والأفاوية مَا يقبض ويسخن فاسقه مِنْهَا أَيْضا واجتنب الأغذية الغليظة. لى قد تكون تَحت الكبد ريح غَلِيظَة كَمَا تكون تَحت الطحال وعلامته أَن يقرقر إِذا غمزت الكبد)

وَيكون فِي جانبيه دَائِما تمدد ووجع لَا يتبعهُ سَواد وَلَا رداءة فِي السحنة (ألف ب) وَلَا فِي اللَّوْن وعلاجه اسقاء البزور الملطفة وتضمدها وَيشْرب نبيذاً عتيقاً ويقل من المَاء وَيصْلح لذَلِك ضماد بأقراطوس وَهَذَا هُوَ مصلح صفته: بزر كرفس ومرزنجوش يَابِس قردمانا سعد نانخة سنبل حب الْغَار قيروطي دهن ناردين أَو دهن مصطكي يلقى عَلَيْهَا من البزور مثلهَا ويضمد بِهِ.

الأولى من الصَّوْت قَالَ: إِنَّمَا تفعل السدة الْأَجْسَام الأرضية وَالْمَاء الكدر لَا الْأَشْيَاء الرقيقة اللطيفة والرقيقة اللطيفة لَا تسدد وَإِن كَانَت حارة إِذا كَانَ قدر علظها أَكثر من حَرَارَتهَا.

فيلغرغورس فِي السرطان قَالَ: اسْتعْمل فِي ورم الكبد الصلب النطول والضماد عَلَيْهِ وَلَا تدع إِن لم تكن حمى بالتقوية بالمقل والأشق والميعة والشحوم والنطل بطبيخ الإفستين والدهن وَلَا تدع أَن تجْعَل مَعهَا شَيْئا مقوياً وَإِن كَانَت حمى فبالضماد الْمُتَّخذ من التَّمْر والحناء والمصطكي والملينات الَّتِي لَا تسخن جدا ثمَّ اسْقِ مدرات الْبَوْل حِينَئِذٍ تنقاد سَرِيعا وَرُبمَا احتجت إِلَى أَن يسقى ملينات الْبَطن فَلْيَكُن ذَلِك بِقدر الْحَرَارَة فَمن دَوَاء الكركم الْكَبِير إِلَى مَاء الْبُقُول. قَالَ: وَهَذَا دَوَاء خَاص جيد للورم الصلب فِي الكبد وَفَسَاد المزاج: زعفران دِرْهَمَانِ سنبل أَرْبَعَة دَرَاهِم سليخة دِرْهَمَانِ قسط مثله فقاح إذخر دِرْهَم

 

(2/476)

 

 

زنجبيل دِرْهَم عسل عشرُون الشربة 3 (فِي علاج الورم الصلب فِي الأحشاء) د: الأسارون نَافِع من وجع الكبد على الصّفة الَّتِي وصفت للجبن وَله فقاح الْإِذْخر نَافِع من الأورام الكائنة فِي الكبد وحماض الأترج ذكر ابْن ماسويه أَنه مطفئ للحرارة الَّتِي فِي الكبد وَكَذَلِكَ طبيخ حماض الأترج.

أطهورسفس: لبن النِّسَاء نَافِع للكبد إِذا شرب لِكَثْرَة إدرار الْبَوْل وعصير أناغاليس نَافِع من وجع الكبد إفستين يعجن بقيروطي بدهن ورد فائق وَافق أوجاع الكبد المزمنة مَتى ضمدت بِهِ وَشَرَابه نَافِع من وجع الكبد الأشق مَتى أذيب بخل وَحمل على الكبد حلل جساه خَاصَّة البلسان تَقْوِيَة الكبد.

قَالَ جالينوس: ثجير حب البان يلطف صلابة الكبد إِذا تضمد بِهِ. قَالَ جالينوس: عصارة حب البان يلطف صلابة الكبد وينقي الكبد جدا إِذا سقى مِنْهَا بخل وَمَتى اسْتعْملت حب البان أَو ثجيره ضماداً فَيحل وَحده فَإِن ذَلِك أَجود وَيجب أَن يخلط بدقيق بعض الْأَشْيَاء المجففة كدقيق الشّعير أَو الترمس أَو دَقِيق الشونيز أَو بزر الفنجنكشت قَالَ فِيهِ جالينوس وأريباسيوس إِنَّه نَافِع للسدد فِي الكبد عصارة الجنطيانا مَتى شرب دِرْهَمَانِ نفع من وجع الكبد وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الجنطيانا تَحْلِيل الورم من الكبد.

ابْن ماسويه:

الدارصيني مسخن للكبد وَقَالَ: الهندباء مفتح للسدد فِي الكبد جلاء لما فِيهَا مَعَ تَقْوِيَة لَهُ لقبضه وَكَذَلِكَ الطرخشقون وَقَالَ أَيْضا: الهليون يحل السدد فِي الكبد طبيخ الوج نَافِع من أوجاع (ألف ب) الكبد. د: الوج المربى يُقَوي الكبد والوج وَحده يقويها الزَّعْفَرَان يُقَوي الكبد نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الرُّطُوبَة والبرودة.

ابْن ماسويه وبديغورس: الزراوند الطَّوِيل خاصته إذابة مَاء الكبد الحماما نَافِع من ورم الكبد ج: طبيخ الحماما مَتى شرب مُوَافق للكبد العليلة والحماما خاصته تَقْوِيَة الكبد والوج نَافِع أَيْضا والكندر نَافِع فِي أورام الكبد الكمافيطوس يشفي علل الكبد. ج ود: هُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن تسرع السدد إِلَى كبده وَقَالَ ج: الكمون أَنْفَع الْأَدْوِيَة للضعف والسدد فِي الكبد الكشوثا مفتح للسدد فِي الكبد مقو لَهَا وَفِي الطحال.

ابْن ماسويه: بزر الكرفس تفتح سدد الكبد.

ابْن ماسويه: الكراث النبطي ينفع إِذا أطل من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الدَّم الغليظ والرطوبة.

 

(2/477)

 

 

ابْن ماسويه: اللوز المر إِذا دق وَأكل مِنْهُ جوزة مَعَ عسل وَلبن نفع من وجع الكبد. د: اللوز المر يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد تفتيحاً بليغاً.

جالينوس: نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الدَّم الغليظ.

ابْن ماسويه: الدَّوَاء الْمُسَمّى لف الْكَرم ينفع من ضعف الكبد وَيفتح السدد.)

بديغورس: أصُول لِسَان الْحمل وورقه يسْتَعْمل فِي مداومات السدد الْحَادِثَة فِي الكبد وَأكْثر من ذَلِك ثَمَرَته وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك فعلا من أَصله وورقه.

جالينوس: أصل اللوف الْجَعْد يفتح سدد الكبد وَقَالَ: الطراثيث يدْخل فِي الأضمدة المقوية للكبد وَقَالَ: المصطكي لما كَانَت مركبة مِمَّا يقبض ويلين نَافِع للأورام فِي الكبد جدا الْمغرَة تسقى لوجع الكبد. د: شراب المازريون نَافِع لوجع الكبد وَقَالَ: مَاء الْمَطَر نَافِع إِذا شرب بدل المَاء جيد لوجع الكبد قَالَ: وَاتبعهُ عَلَيْهِ.

روفس: الناردين إِذا شرب بِمَاء نفع من وجع الكبد وشفى أورامها وَقَالَ: قشر الْكبر نَافِع لوجع الكبد مَتى ضمد بِهِ. د: نَافِع من الورم الصلب فِي الكبد مَتى ضمد بِهِ وَقَالَ: النانخة تسخن الكبد.

ابْن ماسويه: السليخة نَافِع للورم فِي الكبد شراب السفرجل نَافِع لوجع الكبد وَقَالَ: السفرجل المز مقو للكبد.

ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ خَرْدَل أَو مَعَ خل فتح السدد.

ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ فلفل وخردل أَو مَعَ خل فتح السدد.

ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ فلفل وخردل وكمون نفع من السدد فِي الكبد خَاصَّة وَقَالَ: إِذا سلق وطبخ نفع من الأورام الحارة فِي الكبد وَهُوَ مفتح لسدد الكبد من الْحَرَارَة الفستق لما كَانَت فِيهِ مرارية وعطرية فتح السدد ونقى الكبد ودهن الفستق نَافِع من وجع الكبد الْحَادِث من الرُّطُوبَة والغلظ. ج فِي كتاب الْغذَاء: الفستق يُقَوي الكبد وَيفتح منافذ الْغذَاء إِلَيْهَا.

ابْن ماسويه: الإيرسا يسكن وجع الكبد وَقَالَ: عصارة السوسن نافعة إِذا شربت بشراب من)

وجع الكبد مَاء ورق الفجل نَافِع من وجع الكبد وخاصة مَتى شرب بالسكنجبين. د أصل العرطنيثا قوي جدا فِي تَحْلِيل سدد الكبد وَقَالَ فوة الصَّبْغ تحلل سدد الكبد أصل الفاوينا إِذا شرب مِنْهُ بِقدر الجوزة بعد جودة سحقه بِمَاء الْعَسَل نقى الكبد وَفتح

 

(2/478)

 

 

السدد قشور الصنوبر إِذا شرب كَمَا ذكر فِي بَاب اليبوسة من وجع الكبد قصب الذريرة يدْخل فِي أضمدة الكبد. 4 (ج:) عصارة القنطوريون الصَّغِير طبيخه من أفاضل الْأَدْوِيَة لسدد الكبد مَاء الرُّمَّان نَافِع من الالتهاب الْعَارِض فِي الكبد من شرب النَّبِيذ وخاصة المر والحامض.

ابْن ماسويه: الزراوند إِذا شرب نفع من وجع الكبد والزراوند خاصته النَّفْع من ضعف الكبد.

بديغورس: الزازيانج مفتح للسدد فِي الكبد.

ابْن ماسويه: الشاهترج يحل سدد الكبد وَقَالَ: قشر التوت إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء الْعَسَل وَافق من بكبده عِلّة: التِّين مَتى أكل بِبَعْض الْأَشْيَاء الملطفة كالحاشا والفلفل والزنجبيل نفع من فِي كبده سدد نفعا عَظِيما الترمس يفتح سدد الكبد إِذا شرب مَعَ مِقْدَار مايستلذ من الفلفل والسذاب. د: قشر أصل الْغَار إِن شرب مِنْهُ مِقْدَار تسع قراريط نفع من كبده عليلة وَقَالَ جالينوس: لما كَانَ قشر أصل الْغَار فِيهِ قبض مَا وَهُوَ أقل حِدة وحرارة من حبه وَمَعَهُ مرَارَة تَنْفَع إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني من أوجاع الكبد قَالَ: اجْعَل الْخمر أَربع أَوَاقٍ وَنصفا الغاريقون إِن شرب مِنْهُ درخمى نفع من أوجاع الكبد وَيفتح سدد الكبد لِأَنَّهُ ملطف مقطع وَقَالَ: الغافت يفتح سدد الكبد ويقويها أَيْضا بديغورس: خاصته النَّفْع من السدد الكائنة فِي الكبد الخشخاش الَّذِي إِذا)

طبخ أَصله بِالْمَاءِ إِلَى أَن يذهب نصفه وَشرب أَبْرَأ وجع الكبد وينفع الَّذين بَوْلهمْ غليظ وَالَّذِي فِيهِ شَبيه نسج العنكبوت. د: الْمُتَوَلد من رعى الإفسنتين جيد لسدد الكبد وَالزَّبِيب مقو للكبد. ابْن ماسويه: رب الحصرم مقو للكبد وَالْعود الْهِنْدِيّ نَافِع لمن بِهِ عِلّة فِي كبده.

بولس: ثَمَرَة الكاكنج تدر الْبَوْل وَتدْخل فِي أدوية الكبد.

ابْن ماسوية الْأَدْوِيَة المنقية لعمق الكبد هَذِه وَهُوَ جَانِبه المقعر: البسبايج إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بعد سحقه بأوقيتين من شراب السكنجبين السكرِي وَكَذَلِكَ يعْمل مَاء اللبلاب إِن شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَإِن أكل سليقاً أَيْضا بدهن اللوز الحلو المازريون مَتى شرب مِنْهُ دانقان بجلاب وماؤه إِن شرب مِنْهُ بعد تقشيره وسحقه مِثْقَال بسكنجبين أَو جلاب وزن أوقيتين الإفسنتين إِذا شرب مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بجلاب أَو سكنجبين وزن أوقيتين وماؤه إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ يفعل مَاء الكرنب الرطب الْمَطْبُوخ إِذا تحسن مَعَ شَيْء يسير من بورق وَعسل وأصل الشَّجَرَة الَّتِي تسمى بخور مَرْيَم يفعل ذَلِك إِذا شرب وَحده أَو مَعَ عسل وَمَاء الْجُبْن يفعل ذَلِك.

وَالَّتِي تنقي الحدبة: فطبيخ الحماما وفقاح الْإِذْخر والغاريقون إِذا شرب من كل (ألف ب) وَاحِد

 

(2/479)

 

 

مِمَّا وَصفنَا مِثْقَال بسكنجبين فتح سدة حدبة الكبد وَيفْعل ذَلِك الجنطيانا الرُّومِي إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بعد حلّه بِمَاء الرازيانج والكرفس قشور الْغَار مَتى شرب بسكنجبين بعد الراوند الصيني مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بسكنجبين فتح سد حدبة الكبد وَيفْعل ذَلِك بزر الفنجنكشت والدوقو والكرفس والقردمانا والقنطوريون الدَّقِيق وعود الفاوينا وحبه والأنيسون وخاصة إِن قلى ورق الْغَار وحبه إِذا كَانَ مقلواً أَيْضا والمر والقسط وقشور أصل الصنوبر ودهن البلسان ودهن الْجَوْز والقنة والفوة والأسارون وَهَذِه كلهَا تفتح السدد من حدبة الكبد إِذا أَخذ مِنْهَا مِثْقَال بسكنجبين. قَالَ: وَإِذا عرض فِي الكبد وجع من حرارة وخاصة فِي حدبتها فَإِنَّهُ ينفع أَن يعصر مَاء البرسيان دَارا ثَلَاث أَوَاقٍ وَيشْرب وَمَاء الشّعير أَربع أَوَاقٍ وقشور الآس إِذا شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد دقها ونخلها بالسكنجين ثَلَاث أَوَاقٍ.

الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من وجع الكبد الْعَارِض من الْبرد ينفع مِنْهُ أَن يسقى من الحماما مثقالان مَعَ)

مَاء الفجل المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ بِمَاء الكرفس واسق أَيْضا من أصل الاذخر مثقالين بِمَا الكرفس ثَلَاث أَوَاقٍ غاريقون راوند صيني من كل وَاحِد مِثْقَال.

ضماد نَافِع من تلهب الكبد وحرها: صندل أَحْمَر ثلث رَطْل ورد مطحون خمس أَوَاقٍ كافور مثقالان زعفران أُوقِيَّة قرنفل ثَلَاث أَوَاقٍ نيلوفر أوقيتان موم دهن ورد مَاء حى الْعَالم يسقى بِمَاء وَيشْرب ثمَّ يجمع الْجَمِيع ويضمد بِاللَّبنِ أجمع ويسقى بزرقطونا بِمَاء رمان مز ثمَّ ينَام عَلَيْهِ.

قرص للكبد الحارة واليرقان لَك مغسول راوند صيني ثَلَاثَة ثَلَاثَة عصارة غافت خَمْسَة إفسنتين رومى سِتَّة بزر هندباء عشر بزر سرمق خَمْسَة بزر رازيانج مثله بزر كرفس أَرْبَعَة كشوف ثَمَانِيَة يدق وينخل الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجين سكري.

أبقراط: كَثْرَة الإسهال والقيء وَجَمِيع الاستفراغات تسخن الكبد جدا فَاسْتعْمل فِي الَّذِي كبده سخنة جدا النفض بالحقن.

إِسْحَق: إِذا حدث فِي الكبد ورم حَار تبعه لَا محَالة حمى فَانْظُر فَإِن كَانَ السن وَالزَّمَان مُمكنا فافصد الباسليق الإبطى من الْأَيْمن وألزمه سكنجبيناً وَمَاء شعير وحرك الطبيعة باللبلاب وَنَحْوه وَيسْتَعْمل أَيْضا الحقن اللينة فَإِن كَانَ فِي الكبد وجع من غير حمى فَإِن ذَلِك من أجل سدد لَازِمَة فَاسْتعْمل مَاء الْأَصْلَيْنِ وَاجعَل فِيهِ شَيْئا من أسارون وسنبل رومى وفقاح الْإِذْخر وبطراساليون وحرك الْبَطن بطبيخ الفيثمون والبسبايج والزوفا وَمِمَّا يفتح السدد وَيُقَوِّي الكبد: حشيش الغافت وعصارته وضمد الكبد الحارة بالباردة كالصندلين والنيلوفر وبنفسج وشعير وَإِن كَانَت سدداً فبالأشياء المحللة كالإيرسا والسنبل الطّيب

 

(2/480)

 

 

والفراسيون واللوز المر والبابونج وإكليل الْملك بعد أَن يخلط مَعهَا (ألف ب) مَتى فِيهِ قبض كالورد وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِي الكبد سوء مزاج فأنفع مَا تستعمله أَن يسلق الهندباء الطري بِالْمَاءِ واسقه ذَلِك الطبيخ مصفى مَعَ سنكجبين وكبد الذِّئْب ينفع من وجع الكبد إِذا سحقت وأنعم سحقها وَأخذ مِنْهَا ملعقة بشراب حُلْو نفع من جَمِيع أوجاع الكبد بِخَاصَّة فِيهِ وَيجب أَن يسقى من بِهِ حمى من هَذَا الدَّوَاء بِمَاء الهندباء.

اسحق قرص نَافِع من وجع الكبد: أنيسون بزر كرفس أسارون لوز مر مقشر إفسنتين بِالسَّوِيَّةِ ينعم نخله ويعجن بِالْمَاءِ ويقرص كل قرص من مِثْقَال وَيشْرب بسكنجبين.

مَجْهُول مرهم عَجِيب لتقوية الكبد وتبريدها: صندل أَحْمَر نصف رَطْل كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم)

زعفران مثله صندل أَبيض ورد بأقماعه أُوقِيَّة أُوقِيَّة دَقِيق شعير أُوقِيَّة وَنصف ورد البابونج أُوقِيَّة قيروطي بدهن ورد مَا يَكْفِي مصطكي دِرْهَمَانِ وَنصف إكليل الْملك ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع ويضمد ويحذر جَمِيع الْأَشْيَاء الحلوة لِأَنَّهَا تهيج أحشاء جَمِيع الْحَيَوَان والأشياء العفصة لِأَنَّهَا تضر ويحذر الرُّمَّان لِأَنَّهُ حُلْو وحامض يضر بالكبد وَالشرَاب لِأَنَّهُ يُولد ورماً حاراً بالكبد وليسقوا مَاء الشعيرلأنه مَعَ تبريده يجلو وَيفتح سدد الكبد والرازيانج والسكنجبين والأسارون وَنَحْوه لتفتيح السدد فِي الكبد.

ضماد للكبد الصلبة الْبَارِدَة سفرجل ودقيق الشّعير وحلبة ودهن ورد وموم ودهن الْحِنَّاء وإفسنتين وزعفران وسنبل وأسارون وإيرسا وقرنفل وأشق وشحم عجل ومخ عجل ومصطكي وعلك الأنباط وصبر كل ضماد للورم الْحَار دَقِيق شعير ورد نيلوفر هندباء كاكنج سفرجل تفاح كافور بنفسج صندلان فلفل زعفران موم دهن ورد وَحب الْفَقْد جيد للكبد الْبَارِدَة الصَّبْر والكرفس والأسارون والجعدة والإيرسا والإفسنتين والسنبل والكندر والقسط المر مُفْردَة ومجموعة وليحذر الكمون والأرز خَاصَّة إِذا كَانَ الوجع حاراً وأطعمهم مَا جف ويبس كالفواخت والحجل والطيهوج والأججنة والأمعاء وَلَا يؤكلون الكبد وَلَا الطحال وَلَا الْجَوْز وَلَا الفستق الْكثير والفستق الْقَلِيل لَا يضر.

معجون نَافِع من وجع الكبد كمافيطوس كماذريوس عصارة غافت جنطيان رومى كزبرة الْبِئْر خَمْسَة خَمْسَة راوند فقاح الْإِذْخر وأصوله وقشور الْكبر وبزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون وصعتر بري وإفسنتين وشاهترج أصل الكرفس وأصل الرازيانج سنبل الطّيب أَرْبَعَة أَرْبَعَة زعفران ثَلَاثَة لَك مغسول بالأفاوية ورد من كل وَاحِد سَبْعَة مصطكي سِتَّة وَج ثَلَاثَة خولنجان وَحب بِلِسَان وَعوده أَرْبَعَة عيدَان السليخة وقشورها خَمْسَة ينخل الْجَمِيع ويلت بدهن اللوز المر وبدهن الخروع بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بِمَاء

 

(2/481)

 

 

الكرفس (ألف ب) والرازيانج وعنب الثَّعْلَب مغلي مروقا أُوقِيَّة من كل وَاحِد على الرِّيق وَالطَّعَام أَقْرَاص الكبد الحارة ورد النيلوفر ورد الْخلاف عشرَة ورد أخمر بِغَيْر أقماع اثْنَا عشر كافور دِرْهَمَانِ وَنصف صندل أَحْمَر لَك مغسول بالأفاوية كَمَا يغسل الصَّبْر سَبْعَة سَبْعَة فوفل ثَمَانِيَة زعفران ثَلَاثَة راوند خَمْسَة طين قبرسي ومصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة كزبرة الْبِئْر ثَلَاثَة يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء مغلي مروّقا وَالطَّعَام سرمق وتوابله وكزبرة وَشَيْء من مَاء الكاكنج وَشَرَابه سكنجبين وجلاب سكري ويضمد بضماد الصندلين بِاللَّيْلِ. 4 (أَقْرَاص للكبد الحارة الَّتِي يسيل مِنْهَا دم) كهربا بسد راوند أَرْبَعَة أَرْبَعَة فوة الصَّبْغ سنبل الطّيب كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم من كل وَاحِد مر دِرْهَم زعفران دِرْهَمَانِ وَنصف صمغ الْقرظ ثَلَاثَة طين مختوم ورد منزوع الأقماع مقلواً قَلِيلا عشرَة عشرَة جلنار سِتَّة دم الْأَخَوَيْنِ جَفتْ البلوط خَمْسَة خَمْسَة ورق كرسنة شب يمَان مقلو دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير سَبْعَة سماق منقى سِتَّة ثَمَر الطرفاء خَمْسَة يتَّخذ قرص فِيهِ دِرْهَم وَنصف ويجفف فِي الظل وَيشْرب بِمَاء سماق وَمَاء رمان مز وَيُوضَع على الكبد ضماد هَذِه صفته: ورق الكمثرى والسفرجل والتفاح المز وَثَمَرهَا أجمع وورق الرُّمَّان الحامضوسماق وجفت البلوط وجلنار وَورد بأقماعه خَمْسَة خَمْسَة دَقِيق شعير خَمْسَة عشر يدق الأوراق وَالثِّمَار وَيُؤْخَذ ثجيرها مَعَ الْأَدْوِيَة فتسحق بالمياه وَتجْعَل ضماد اللَّيْل كُله.

ضماد للكبد الْحَار فِي كتاب الْأَدْوِيَة المسهلة آس يَابِس أَمِير باريس إكليل الْملك مصطكي سنبل أصل الإيرسا ورد بِالسَّوِيَّةِ يغلى بدهن المصطكي حَتَّى يتهرا ويضمد بِهِ وَهُوَ فاتر غدْوَة وَعَشِيَّة. 4 (الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة) إِن مَاء الْجُبْن يبرىء الكبد من فضولها الْمُحْتَرِقَة.

قسطا: إِذا كَانَت الْحمى مَعَ ورم حَار فِي الكبد فاسقه مَاء الْبُقُول والسكنجبين فَإِنَّهُ يبرد وَيفتح السدد.

للورم فِي الكبد من كَاتب فيلغرغورس فِي الترياق: بزر كتَّان ودقيق الشّعير وتمر يَجْعَل ضماداً فَإِنَّهُ عَجِيب وَيُقَوِّي وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الورم فِي الْمعدة. 4 (من كِتَابه فِي السرطان) فِي الكبد والورم: افصده إِن أمكن ذَلِك ثمَّ اسْقِهِ من هَذَا الدَّوَاء واعمله إسقليارس نَافِع للسرطان فِي الكبد الجاسية ويغزر الْبَوْل ويذبل الطحال وَيذْهب بالجبن وَيحسن اللَّوْن: زعفران سنبل سليخة محرقة جزؤ قسط نصف جُزْء فقاح الْإِذْخر مثله زنجبيل مثله عسل منزوع الرغوة مَا يعجن بِهِ الشربة مثل ترمسة ولين الورم أَولا بالأضمدة حَتَّى إِذا لَان سقيت أدوية مَدَرَة للبول فَإِنَّهُ ينقاد الورم حِينَئِذٍ ويستفرغ.

 

(2/482)

 

 

اللَّجْلَاج قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار بطلت الشَّهْوَة لِأَن الكبد يجتذب رطوبات تَسْتَغْنِي بهَا (ألف ب) عَن جذب غَيرهَا.

قرص نَافِع جيد للكبد واليرقان وبدء الاسْتِسْقَاء: لَك مغسول راوند ثَلَاثَة ثَلَاثَة عصارة غافت بزر رازيانج وبزر السرمق خَمْسَة خَمْسَة إفسنتين رومى سَبْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء عشرَة بزر الكشوث ثَمَانِيَة بزر الكرفس أَرْبَعَة تتَّخذ أقراصاً وسفوفاً.

من جَوَامِع ابْن ماسويه: يسقى هَذَا القرص بسكنجبين مره وبماء عِنَب الثَّعْلَب ثَانِيَة.

من الْكَمَال والتمام: فَإِن لم يكن وجع الكبد مَعَه حمى ظَاهِرَة بل حرارة فِي الكبد فاسقه مَاء الْجُبْن من لبن الماعز بالسكنجبين مَعَ اهليلج أصفر ثَلَاثَة ثَلَاثَة وَلَك مغسول دِرْهَم وبزر الكرفس نصف دِرْهَم خَمْسَة أَيَّام أَو أسبوعاً ثمَّ اسْقِهِ بعد ذَلِك لبن اللقَاح يبتدىء أَولا برطل ثمَّ يتدرج حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى رطلين وامنع النَّاقة القسب والقت والنوى فَإِن لَبنهَا حِينَئِذٍ يضر ضَرَرا عَظِيما وتعلف الهندباء والكزبرة الرّطبَة والرازيانج والشيح والحشيش ويسقى من هَذِه الْأَدْوِيَة مَعَ اللَّبن ثَلَاثَة دَرَاهِم: عصارة غافت وفقاح الْإِذْخر وَلَك مغسول وفوة واوند أَرْبَعَة أَرْبَعَة عصارة السوس عشرَة ورد ثَمَانِيَة طباشير مثله زعفران ثَلَاثَة عصارة إفسنتين سَبْعَة مصطكي خَمْسَة يجمع بِمَاء الهليلج الَّذِي قد طبخ بحلاب وَإِن أردْت أَن يكون اسهاله أَكثر فاطرح فِي الشربة ثلثى دِرْهَم من تَرَبد وَاجعَل طَعَامه فروجاً زيرباجا وضمد الكبد بالأضمدة المبردة الَّتِي تعلم فَإِن كَانَ بالعليل حمى أَو حرارة ظَاهِرَة فَاسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج والهندباء من كل وَاحِد)

أوقيتان وَمَاء الكزبرة الرّطبَة والرازيانج من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة مغلى مروقا يمرص فِيهَا خيارشنبر خَمْسَة دَرَاهِم زعفران نصف دِرْهَم بأقراص نافعة بَارِدَة لوجع الكبد الَّتِي أصفها واسقه وَاجعَل طَعَامه السرمق والخس والرجلة والهندباء والقرع والماش والفراريج إِذا لم تكن حمى ظَاهِرَة وَيَأْكُل عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج مطبوخاً بالخل والكزبرة وَقَلِيل مرى ودهن لوز حُلْو وزعفران وافصده الباسليق من الْأَيْمن وَالَّذِي بَين السبابَة وَالْوُسْطَى من ظهر الْكَفّ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فَاسق العليل دهن اللوز الحلو درهين وَمن دهن الفستق درهما وَنصفا بِهَذَا الطبيخ صفته: بزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون ومصطكي دِرْهَمَانِ قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج عشرَة عشرَة حشيش الغافت وإفسنتين رومى خَمْسَة خَمْسَة لَك وراوند ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رطلان ويصفى ويسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ مَعَ الدّهن الَّذِي وصفت وَنصف دِرْهَم دهن لوز حُلْو وَيَأْخُذ بالْعَشي دَوَاء الكركم أَو دَوَاء اللك أَو تافاسيا أَو دَوَاء الْقسْط وزن دِرْهَم بِمَاء الكرفس وضمد الكبد بالأضمدة وَيَأْكُل فستقاً فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

لوجع الكبد مَعَ برد: يشرب شراب الإفسنتين والسكنجبين العسلى ويحذر الْحَلَاوَة (ألف ب) جدا ويسقى لبن اللقَاح وسكر الْعشْر زنة خَمْسَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة دَرَاهِم وَيكون أعرابية فَإِنَّهُ لَا يصلح غَيره وَهُوَ يسهل إسهالاً صَالحا وَيفتح السدد.

 

(2/483)

 

 

ضماد لوجع الكبد مَعَ حرارة: صندلان أوقيتان فلفل وبنفسج يَابِس أُوقِيَّة أُوقِيَّة ورد ثَلَاث أَوَاقٍ زعفران مغسول أُوقِيَّة إفسنتين نصف أُوقِيَّة كافور دِرْهَمَانِ يدق وينخل وَيجمع إِلَى القيروطي بدهن الْخلاف أَو الْورْد فِي هاون ويطلى على ورق القرع يلْزم الْبَطن الملتهب والمتورم مَعَ حرارة أَيْضا بعنب الثَّعْلَب والبنفسج والرجلة وقشور القرع وَيلْزم الْبَطن الملتهب والمتورم مَعَ حر والخس ودقيق الشّعير والبرسيان دَارا والبزر قطونا يعجن بِمَاء الثَّلج وتعاد عَلَيْهِ دَائِما ويبرد. ج أَقُول: إِن الكبد قد ابتدأت تتورم ورماً حاراً أَقُول: إِنَّه يَنْبَغِي أَن تتفقد أَولا حَال جَمِيع الْجِسْم حَتَّى تعلم هَل يحْتَاج إِلَى استفراغ فَإِن احْتَاجَ فَانْظُر هَل يحْتَمل ذَلِك فَإِن احْتمل ذَلِك فَانْظُر هَل يحْتَمل ذَلِك دفْعَة فَإِن اجْتمعت لَهُ هَذِه فاجتذب الدَّم المنصب إِلَى الكبد فاستخرجه مَعًا بِإِخْرَاج الدَّم من الباسليق من الْيَد الْيُمْنَى فَإِن هَذَا الْعرق مُتَّصِل بالعرق)

الأجوف مساوِ لَهُ على محاذات ومشاركته إِيَّاه فِي طَرِيق مُسْتَقِيمَة لَا عوج فِيهَا فَإِن لم يتَبَيَّن هَذَا فافصد الأكحل فَإِن لم يتَبَيَّن فافصد القيفال وَقدر الاستفراغ بِقدر الامتلاء بِحَسب الْأَشْيَاء الْأُخَر أَعنِي الْقُوَّة وَالسّن والزمن وَالْعَادَة وإحذر فِي ابْتِدَاء تورم الكبد أَن تسهل فَإِنَّهُ يزِيد فِي تورمها زِيَادَة كَثِيرَة لِأَنَّهَا تجتذب إِلَيْهَا وَالْوَجْه أَن تجذب عَنْهَا لَا إِلَيْهَا الْخَلْط عَنْهَا لَا أَن تميل الأخلاط نَحْو الورم.

قَالَ: لَيْسَ يجب أَن تسْتَعْمل الضماد على الكبد وَهُوَ بَارِد لَكِن فاتراً وَإِذا كَانَ الورم فِي الكبد والمعدة تحرينا أَن يكون الْغذَاء سريع الهضم وَيكون التَّدْبِير مستقصى وتعنى بالهضم غَايَة الْعِنَايَة لِأَن فعلهَا يعم الْجِسْم وَلَا يجب أَن تكون أَطْعِمَة لزجة وَذَلِكَ أَنه لابد لَهُ من أَن يستفرغ من الكبد كلما يجْتَمع فِيهَا من الْخَلْط المراري أَو الصديد الراشح من الورم الْحَار وَهَذَا يكون بالأشياء الَّتِي تغسل وتجلو وتفتح المجاري الَّتِي من الكبد إِلَى المعي الصَّائِم وَكَذَلِكَ الْأَطْعِمَة اللزجة تسد هَذِه المجاري وَيمْنَع من تنفسها وَيمْنَع أَيْضا من وُصُول الْغذَاء إِلَى جَمِيع الْجِسْم وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى أَشْيَاء تجلو وتحتاج مَعَ ذَلِك أَن تكون غير لذاعة لِأَن لَا يغور الدَّم وَمَاء الْعَسَل هُوَ على هَذِه الصّفة وَلَكِن الْأَشْيَاء الحلوة تهيج الكبد وَالطحَال وتورمه فَلم يبْق شَيْء إِلَّا كشك الشّعير فَإِنَّهُ يجلو من غير لذع وَمن الْأَدْوِيَة كالسكنجبين الممزوج بِالْمَاءِ لِأَن الْفَوَاكِه القابضة كالمان والتفاح والسفرجل قد تضم هَذَا المجرى الْقَاذِف بالمرار وتضيفه فتضر بِهَذَا السَّبَب بالورم الْحَادِث فِي الكبد وخاصة إِذا كَانَ فِي الْجَانِب (ألف ب) المقعر.

والأشياء اللذاعة أَشد ضَرَرا من القابضه وخاصة من المقعر وَذَلِكَ أَن الأغذية إِنَّمَا تصل إِلَى الْجَانِب المحدب وَقد تَغَيَّرت واستحالت فَصَارَ الْقَابِض لَا يكَاد يقبض واللذاع لَا يكَاد يلذع وَأما إِلَى المقعر فَإِن أَكثر كيفيتها بَاقِيَة فِيهَا وَأَيْضًا فَإِنَّهَا تكون إِذا صَارَت إِلَى الْجَانِب

 

(2/484)

 

 

المحدب قد خالطت الدَّم وانكسرت بذلك كيفياتها مَعَ الاستحالة وَمَتى ورم الْجَانِب المقعر من الكبد فلابدضرورة من أَن تتورم مَعَه الْعُرُوق الَّتِي فِي الجداول المتشعبة مِنْهُ إِلَى الأمعاء لِأَن هَذِه كلهَا مِنْهُ وَقد كَانَ رجل يداوي رجلا بِهِ ورم فِي كبده بِأَن يعرقه بالزيت ويضمد بضماد دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت كَمَا يفعل ذَلِك بِالْيَدِ وَالرجل إِذا مَا ورمتا جهلا بِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج إِلَى أَن تحفظ قوتها بأَشْيَاء تقبض وَكَانَ يطعمهُ الخندروس جهلا مِنْهُ بِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج أَن تطعم أَطْعِمَة جلاءة فأشرت عَلَيْهِ أَن يدع طَرِيقَته هَذِه فَلم يفعل وَأكْثر مِنْهُ طمعنا فِي أَن يكون)

الورم يتَحَلَّل أسْرع ولعمري أَن الورم يتَحَلَّل أسْرع لكنه تسْقط قُوَّة الكبد الْبَتَّةَ وَيحدث الْمَوْت فَعلمت أَن الرجل العليل يَمُوت بِأَن يحدث بَغْتَة عرق يسير لزج وَيَمُوت فَمَاتَ العليل هَذِه الْميتَة فِي أَربع أَيَّام وَقد يجب إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر أَن يستفرغ بِمَا يدر الْبَوْل وَيجْعَل ذَلِك فِي أول الْأَمر بِمَا هُوَ مِنْهَا أخف كبزر الكرفس وَنَحْوه حَتَّى إِذا مرت الْأَيَّام ونضجت خلطت مَا هُوَ أقوى مِنْهَا كالأسارون والناردين والمر وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب المقعر خلطنا فِي الطَّعَام بزر القرطم والأنجرة والفيثمون والبسبايج وَمَا يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً وَكَذَلِكَ يسْتَعْمل فِي الحقن نَحوه حَتَّى إِذا انحط الورم فَاسْتعْمل هَذِه وَأَنت أوثق بهَا وَقد كنت أجعَل فِي مَاء كشك الشّعير خَرِيفًا وبسبايجا والحقنة فِي أول الْأَمر يَكْفِي أَن يلقى فِيهَا بورق ونطرون وَأما عِنْد الانحطاط وخاصة إِن بقيت مِنْهُ بَقِيَّة صلبة واخلط فِي الحقنة أدوية أقوى من هَذِه كطبيخ الزوفا والفوذنج والحنظل والقنطوريون الدَّقِيق فَإِن الكبد وَالطحَال مستعدان للتحجر مَتى توانى الْإِنْسَان عَنْهُمَا وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة والأطعمة اللزجة فِي عللها كَمَا يفعل ذَلِك الطَّبِيب.

قَالَ جالينوس: التحجر سريع جدا إِلَى الكبد وخاصة لمن كَانَ بِهِ ورم حَار فِي كبده ثمَّ أكل أَطْعِمَة لزجة وَلذَلِك يجب أَن تتحفظ وَقَالَ: فِي ابْتِدَاء الورم فِي الكبد إِذا وضع عَلَيْهِ مَا يقبض السيلان فِي ذَلِك الْوَقْت كثير وَلِأَن المنصب لم يرسخ فِي الْعُضْو فَلَا تكون القابضة مَأْمُونَة فِي وَقت الإسهال لِأَن السيلان قد انْقَطع وَمَا سَالَ قد رسخ فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَى القابضة وَلَكِن لأَنا نحتاج أَن نستعين قُوَّة الْعُضْو فَلَيْسَ يجب أَن يمحض المحللة لِأَن فعله (ألف ب) فعل عَام نَافِع لجَمِيع الْجِسْم فَلذَلِك تكون الْأَدْوِيَة مركبة من المحللة والقابضة.

قَالَ ج: فِي التَّدْبِير المسمن إِنَّه يَنْبَغِي لنا أَن نسئل من ندبره هَل يجد مس ثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِن أحس بذلك أطعمته على الْمَكَان كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل ذَلِك بِهِ حَتَّى يذهب الثّقل.

لى هَكَذَا يَنْبَغِي أَن تعنى بِمن تُرِيدُ أَن تحفظ كبده بِحَالَة الطبيعة وَقَالَ فِي حفظ الأصحاء كلَاما يَنْبَغِي أَن تَقْرَأهُ وَقد كتبناه فِي بَاب المزاج

 

(2/485)

 

 

فِي تَدْبِير الْأَبدَان وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي لَك أَن تسئل من تُرِيدُ اسْتِبْقَاء صِحَة كبده: هَل يجد مس الثّقل والتمدد فِي مَوضِع الكبد فَإِن أحس بذلك لطفت تَدْبيره وَقطعت عَنهُ الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد خلطاً غليظاً وخاصة مَا كَانَ مَعَ ذَلِك أردى وسقيته بعض مَا يفتح السدد على الرِّيق بسكنجبين وَلم تطمعه بعد الدَّوَاء بساعات.) ج فِي الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ مزاج الكبد حاراً ولد الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ مفرط الْبرد ولد البلغم وَإِن كَانَ دون ذَلِك فِي الْبرد جعل الدَّم مائياً.

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم يدل على أَن الْجَانِب المقعر من الكبد عليل وَإِذا خرج بالبول دلّ على أَن الْجَانِب المقبب عليل إِذا كَانَ الورم فِي مَوضِع الكبد شكله شكل الْهلَال فَهُوَ فِي نفس الكبد وَإِن كَانَ مطاولاً فِي شكله فَهُوَ فِي العضل الَّذِي فَوْقه واللون الْحَائِل يدل على عِلّة الكبد إِذا أحسن الْإِنْسَان فِي كبد بثقل فَإِنَّهُ إِن كَانَ مَعَ ذَلِك حمى فَهُوَ دَلِيل على ورم حَار وَإِن كَانَ خلوا من الْحمى فَهُوَ يدل إِمَّا على سدة وَإِمَّا على ورم صلب بَارِد يحدث أَولا أَولا الوجع فِي ضلوع الْخلف إِمَّا أَن يكون فِي الكبد وَإِمَّا فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والعلامات الْخَاصَّة لوجع الكبد: هُوَ أَن يكون هَذَا الوجع ثقيلاً فِي جَمِيع أوقاته والنبض لينًا ويتغير لون اللِّسَان بعد قَلِيل ولون جَمِيع الْجِسْم وَمن علامته أَيْضا: الخاصية لكنه يَزُول فِي بعض الْأَوْقَات وَيكون ورماً حاراً فِي الْجَانِب الْأَيْمن وبراز شَبيه بغسلة اللَّحْم وعلامته اللَّازِمَة الَّتِي تشْتَرط فِيهَا ذَات الْجنب: السعال وضيق النَّفس وضغط الْحجاب والوجع وَأما أَن يكون فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فعلاماته الَّتِي لَا تَزُول: أَن وَجَعه ناخس فِي جَمِيع الْأَوْقَات ونبضه صلب ويتزيد السعال بعد والنفث.

رُبمَا شاركها فِي ذَلِك الْبدن بِأَن يفْسد لَونه إِمَّا إِلَى الصُّفْرَة وَإِمَّا إِلَى السوَاد وَإِمَّا بعض الْأَعْضَاء كسواد اللِّسَان وَثقل الْحجاب حَتَّى يحدث ضيق النَّفس الوجع الْحَادِث فِي ضلوع الْخلف على أَن هَذَا يعم عِلّة الكبد وَذَات الْجنب إِلَّا أَنه إِن كَانَ مَعَ سعال وَنَفث فَإِن الْعلَّة فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِن لم يكن مَعَه سعال وَلَا نفث فَيمكن أَن تكون الْعلَّة فِي الغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَنه لم يبلغ بعد أَن (ألف ب) ينفث ويسعل لِأَنَّهُ وارم وَرُبمَا كَانَ كثيفاً لم ينضج بعد.

الْفرق بَين ذَات الْجنب وَعلة الكبد العلامات الَّتِي تفرق بَين ذَات الْجنب وَعلة الكبد مِنْهَا مَا لَيست لَازِمَة أبدا كالبراز الشبيه بغسالة اللَّحْم لِأَن هَذِه تكون دَائِما فِي عِلّة الكبد أعنى فِي جَمِيع علله بل إِنَّمَا يظْهر إِذا ضعفت القوى الَّتِي بهَا تكون توليد الدَّم والورم الْوَاقِع تَحت الْيَد فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ يدل دَائِما على عِلّة الكبد لَا جَانِبه المقبب وَلَا جَانِبه المقعر وَأما العلامات اللَّازِمَة فَإِن نبض ذَات الكبد أقل صلابة وَذَات الْجنب منشارى صلب فِي أَكثر الْأَمر وَإِذا طَال الْأَمر فِي عِلّة الكبد اسود اللِّسَان وَيكون جَمِيع الْجِسْم إِمَّا أسود وَإِمَّا أصفر وَذَات الْجنب تزيد السعال والنفث وعسر النَّفس قد يكون من ورم الْحجاب وَيكون من ورم الكبد لضغطه لَهُ.

 

(2/486)

 

 

العلامات الدَّالَّة على الورم الْحَار فِي الكبد: ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وعسر الورم وَذَهَاب الشَّهْوَة وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم والموجب لذَلِك ولون الْجلد وَالسّن وَإِذا كَانَ الورم فِي حدبتها عرض مَعَه ضيق النَّفس وانجذاب الترقوة وَإِن كَانَ عَظِيما واسود اللِّسَان وهاج السعال وانجذب المراق إِلَى أَسْفَل وَإِذا حدث فِي الْجَانِب المقعر عرضه قيء المرار وإحتباس الطبيعة.

يفرق بَين الورم الْحَادِث فِي الكبد والحادث فِي عضل الْبَطن أَن شكل الكبد هلالي وشكل ورم العضل مورب وورم العضل أحد طَرفَيْهِ رَقِيق الكبد يبرد من صلابة الطحال وَمن طول النزف دون احتباس الطمث وَمن شرب المَاء الْبَارِد دفْعَة فِي وَقت اللهيب وَفِي غير وقته وَمن سدد تحدث فِيهَا إِذا كَانَ مَعَ الِاخْتِلَاف الشبيه بغسالة اللَّحْم فِي أول الْأَمر شَهْوَة الطَّعَام كَثِيرَة وَانْقِطَاع الشَّهْوَة فِي آخر الْأَمر وَقد كَانَ مزاج الكبد الَّذِي أضعفه بَارِدًا وَإِنَّمَا عرض الْآن ذهَاب الشَّهْوَة لِأَنَّهُ عرض للعليل حمى بِسَبَب فَسَاد الأخلاط فَإِذا كَانَ مَعَ هَذَا الِاخْتِلَاف ذهَاب الشَّهْوَة والعطش والحمى وقيء مرارى فَالْكَبِد بهَا سوء مزاج فَإِن كَانَ بالكبد سوء مزاج حَار خرج أَولا دم مرى ثمَّ خرج دم سوداوي غليظ ثمَّ دم كالمرة السَّوْدَاء أسود رَقِيق وَكَأَنَّهُ سَبَب الاحتراق. يفرق بَين الدَّم من ضعف الكبد وَالْخَارِج من قرحَة الأمعاء: أَن الْخَارِج فِي الكبد كثير

عَلَامَات ضعف الكبد وورمه البرَاز الشبيه بغسالة اللَّحْم وانجذاب الترقوة إِلَى أَسْفَل وضيق النَّفس وسعال ووجع تبلغ ضلوع الْخلف وَثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن وصلابة النبض والسعال الْيَابِس والثقل لَاحق لوجع الكبد أبدا فَأَما السعال فَفِي الْأَكْثَر وانجذاب الترقوة إِلَى أَسْفَل يلْحقهُ حينا وحيناً لَا على شَبيه بالمساواة فِي ذَلِك وَيلْحق جَمِيع علل الكبد وجع يبلغ الأضلاع الْقصار ونفوذ الْغذَاء ينفذ إِلَى الكبد يبطل من أجل ورم حَار وَيكون (ألف ب) مَعَ ذَلِك عَطش وَحمى ووجع ومرار صديدي وَأما لضعف الْقُوَّة الجاذبة وحينذ يبيض البرَاز وَلَا تحدث أَعْرَاض الْحَرَارَة. لى إِنَّمَا تضعف قُوَّة الكبد الجاذبة من الْبرد. قَالَ: وَقد تحدث فِي الكبد سدد من ريح يستل عَلَيْهَا بالتمدد قُدَّام الكبد إِن كَانَ فِي حديتها يَنْقَضِي إِمَّا بعرق وَإِمَّا بدرور الْبَوْل وَإِمَّا برعاف وَإِذا كَانَ فِي المقعر فإمَّا يقيء فِي المقعر وَإِمَّا باخْتلَاف الْبَطن.

الْيَهُودِيّ: يسْتَدلّ على فَسَاد المزاج الْحَار فِي الكبد بالعطش وَالْبَوْل الْأَحْمَر وَقلة الشَّهْوَة وعَلى الْبَارِد ببياض الشّفة وَذَهَاب صبغها وَكَذَلِكَ اللِّسَان وَقلة الدَّم فِي الْبدن وَقلة الْعَطش وَقلة الشَّهْوَة وَفَسَاد اللَّوْن ويجد ثقلاً فِي الكبد وَالرّطب بتهبج الْوَجْه وتورمه واليابس بتشنج فِي مراق الْبَطن وانقباض وَصَاحب السدد فِي الكبد يجد ثقلاً أَكثر جدا من صَاحب الورم وَصَاحب الورم يجد الورم أَكثر والسعلة الْيَسِيرَة وضيق النَّفس وَثقل الْجَانِب

 

(2/487)

 

 

الْأَيْمن ووجع الترقوة والكتف الْأَيْمن يدل على ورم الكبد فَإِن كَانَ الورم شَدِيد الْحَرَارَة أَحْمَر اللِّسَان أَولا ثمَّ اسود وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَكَثْرَة الْعَطش ويقيء الْمرة وَجَاءَت الْحمى وَإِن لم يكن هَذِه فالورم سَاكن بَارِد وَإِذا كَانَ الورم فِي تقعير الكبد كَانَ ضيق النَّفس والسعال وَإِمَّا مَعْدُوما وَإِمَّا قيلاً قيلاً والدبيلة فِي الكبد يفصد أَو يحجم مَا يَلِي الظّهْر من الكبد واسقه الصَّبْر المنقع بِمَاء الهندباء وَالسكر والترنجين واحقنه بحقنة لينَة واطبخ أصُول الكرفس والرازيانج والغافت وكزبرة الْبِئْر وَخذ من طبيخه ثَلَاث أَوَاقٍ فَيصير فِيهَا من الْورْد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن دهن الحسك أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو يلقى فِيهَا دِرْهَمَانِ من زنبق وأوقية من السكر وامره بشربه وينام عَلَيْهِ وعَلى كبده يفعل ذَلِك أَيَّامًا ويستحم كل يَوْمَيْنِ بِمَاء فاتر وَرُبمَا سقى مَاء الْأُصُول بدهن اللوز المر وَإِذا كَانَت الْمعدة فِي دبيلة الكبد بَيْضَاء فَهِيَ غير غائرة وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فَهِيَ فِي لَحْمه وضمد الْموضع أَيْضا حَتَّى ينضج وَكَذَلِكَ فافعل فِي سَائِر الدبيلات الَّتِي فِي بَاطِن الْجِسْم ولسوء المزاج الْحَار اسْقِ الطباشير)

والكافور بِمَاء خِيَار وجلاب واسق مَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن وَأَن كَانَ الزَّمن حاراً وَالسّن شَابًّا فمره بِشرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق واعمل مرهماً من الرجلة وجرادة القرع وصندل وَمَاء الْخلاف وَنَحْوه وللبرد يسقى دَوَاء الكركم واللك والراوند والإيرسا والقنداديقون بِمَاء الْأُصُول ويضمد بضماد الأصطماخيقون وعالج السدد بطبيخ الإفسنتين وأقراصه يبيت عَلَيْهَا بِاللَّيْلِ والورم الصلب عالجه بلب الخيارشنبر وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز وضمده بالمحللة مَعَ شَيْء قَابض عطري وللشق وَالْقطع أدوية نزف الدَّم وأقراص الجلنار والكافور والكاربا والطين والأفيون وَمن بِهِ صلابة فِي كبده أَن ينَام على الْجَانِب الْأَيْمن فَإِنَّهُ يتَحَلَّل واسقه من الْقسْط نصف دِرْهَم بطلاء ممزوج أَو دَوَاء الْقسْط أَو دَوَاء الْملك أَو دَوَاء الكركم وَأَصْحَاب ضعف الكبد من حر فَأَمرهمْ أَن يَأْكُلُوا (ألف ب) مرق سكباج مصفى من دسمه مطيباً بدارصيني وسنبل ومصطكي أَو مصوص مُطيب بِهَذِهِ ويمصون الرُّمَّان والسفرجل يسْتَدلّ على الدُّبَيْلَة فِي الكبد فَإِنَّهُ يتَقَدَّم فِي ذَلِك ورم ثمَّ يعقبه مَشى قيح أَو بَوْله ويخف عَلَيْهِ الانسان ويقل وَجَعه مَتى مَا مَشى مِنْهُ أَو بَال مَا قصدته من الْأَدْوِيَة للكبد فأنعم دقه نعما.

من انخرقت كبده مَاتَ ج من الْمَوْت السَّرِيع: الفواق مَعَ ورم الكبد رَدِيء إِن عرض لامرء وجع من حكة شَدِيدَة فِي قمحدوته ومؤخر رَأسه وإبهامي رجلَيْهِ وَظهر فِي قَفاهُ بثر شَبيه الباقلى مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس قبل طُلُوع الشَّمْس وَمن عرض لَهُ هَذَا الوجع اعتراه مَعَه عسر الْبَوْل والتقطير. قَالَ: من عَظِيم الضَّرَر للكبد وَالطحَال الْخُمُور الحلوة وخاصة إِن كَانَت غَلِيظَة لِأَنَّهَا ترتبك فِي الأوعية وتمتار مِنْهَا امتياراً عنيفاً وَلَا الْعَسَل نَفسه صَالح مَعَ مَا فِيهِ من شدَّة الْجلاء يصلح لهذين إِلَّا مَعَ الْخلّ. قَالَ: وَاللَّبن وَالْعَسَل ضاران

 

(2/488)

 

 

لَهَا وَيجب أَن لَا يشرب المَاء الْبَارِد بعقب التَّعَب وَالْحمام فَإِن المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْحَال الْكثير مِنْهُ رُبمَا برد الكبد بردا يحس بوجعه من سَاعَته ويؤول الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ أَن الكبد فِي هَذِه الْحَال ملتهبة فتمتار مِنْهُ امتياراً عنيفاً فتبرد لذَلِك بردا قَوِيا وَإِذا لم يكن من ذَلِك بُد فَقدم شرابًا ممزوجاً بِمَاء لَيْسَ بشديد الْبرد واشرب الْبَارِد بعد قَلِيل قَلِيلا وَفِيمَا بَينه بشراب الَّذين أكبادهم حارة ملتهبة يعظم نفع المَاء الْبَارِد لَهُم إِذا شربوه على الرِّيق لِأَنَّهُ يغسلهَا ويطفئ لهيبها ويسكن عَنْهُم أَكثر وجعهم فداو أَصْحَاب الكبد الْحَار جدا بذلك.)

فِي كتاب الامتلاء: إِن المرضى يحسون عِنْد ورم الكبد حسا بَينا بامتداد عِنْد الترقوة وَهَذَا يعرض للنَّاس كثيرا جدا وَلَا يكَاد يفلت مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل السعيد من النَّاس.

الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الكبد إِذا حدث بهَا فِي التقعير فضلَة تحْتَاج أَن تحلل احتجت أَن تجْعَل فِي الْأَدْوِيَة قوابض لتحفظ عَلَيْهَا قوتها إِذْ هِيَ عَامل عَظِيم لَا لنَفسهَا بل ولسائر الْجِسْم وَلما كَانَت غائراً كَانَت القوابض العطرية تنفعها لِأَن هَذِه مَعهَا قبض وتبلغ إِلَيْهِ بِقُوَّة فَهَذِهِ أَجود الْأَدْوِيَة لهَذَا الْأَمر وحلل بعد تِلْكَ الفضلة فَإِن بَقِي من ذَلِك الْخَلْط فَانْظُر لَعَلَّ طول مقَام تِلْكَ الفضلة فِي الكبد إبيذيميا: الورم الصلب فِي الكبد ورم طَوِيل. قَالَ مَتى رَأَيْت الْبدن قد غلب عَلَيْهِ الْبيَاض غَلَبَة شَدِيدَة وَمَعَ صفرَة فَاعْلَم أَن الكبد عليلة لِأَنَّهَا إِذا لم يتَوَلَّد الدَّم غلب على الْجِسْم هَذَا اللَّوْن وَلَا يجب إِذا كَانَت الكبد عليلة أَن يُؤْكَل طَعَام كثير دفْعَة الْبَتَّةَ واللون الَّذِي يضْرب فبه إِلَى الْبيَاض والصفرة والخضرة يدل على ضعف الكبد عَن عمل الْقَبْض.

جورجس: عَلَامَات ضعف الكبد قلَّة الشَّهْوَة وَتغَير اللَّوْن إِلَى الخضرة والصفرة وَالْبَيَاض (ألف ب) والقيء المرى ويبس اللِّسَان وسواده ووجع فِي الأضلاع الْيُمْنَى والتراقى مَعَ السعلة وَبَيَاض الشّفة ومرارة الْفَم وتهبج الْوَجْه وينفع ضماد الاصطماخيقون إِذا بردت الكبد بردا شَدِيدا وضماد الصندلين إِذا كَانَ حاراً والهندباء وخيارشنبر وعنب الثغلب للحرارة وَمَاء الْأُصُول ودواء الْملك للبرودة وَهُوَ أَحْمَر.

إبيذيميا: الدُّبَيْلَة فِي زَائِدَة الكبد والمدة فِي الكبد جملَة ينفضه بِسُرْعَة ويحركه إِن تنصب الرجل وتنفضه وتهزه وأعضاؤه منتصبة قَائِمَة فيتحرى الْمدَّة بسهولة إِلَى الأمعاء.

الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الكبد ورم قد نضج فإياك واستفراغه إِذا كَانَ فِي التقعر إِلَّا بالإسهال وَإِذا كَانَ فِي الحدبة بالبول.

جَوَامِع النبض: ينفع ورم الكبد إِذا كَانَ قَلِيلا ضَعِيفا نفض الْجِسْم وَإِن كَانَ مفرطاً عدم الاغتذاء الْفُصُول: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم عَظِيم جدا تبع ذَلِك فوَاق.

قَالَ: وَمَتى كَانَ الوجع

 

(2/489)

 

 

من الكبد فِي الْأَجْزَاء اللحمية كَانَ الورم مَعَ ثقل فَقَط وَمَتى كَانَ فِي الغشاء المغشى بِهِ أَو فِي عروقها كَانَ الوجع وجعاً حاداً إِذا حدث عَن الورم فِي الكبد فوَاق فَذَلِك رَدِيء. ج: الفواق لَا يتبع دَائِما ورم الكبد لَكِن إِذا كَانَ الورم عَظِيما لِأَن العصب الَّذِي بَينهمَا رَقِيق)

جدا ويتولد فِي هَذِه الْحَالة فِي الكبد مرار كثير فتنتصب فِي الْمعدة ويعرض فِي فمها من ذَلِك لذع وَيحدث فوَاق وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الفواق لَا يحدث مَعَ ورم الكبد إِلَّا فِي الْعَظِيم المفرط فِي الْحَرَارَة من كَانَ فِي كبده مُدَّة فكوى فَخرجت مَعَه مُدَّة بَيْضَاء نقية سلم لِأَن تِلْكَ الْمدَّة فِي غشاء الكبد فَهُوَ سليم وَإِن كَانَ لحم الكبد قد فسد فَإِنَّهُ يَمُوت لَا محَالة من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد فِي كبده وَحدثت بِهِ حمى حلت ذَلِك الوجع عَنهُ لِأَن هَذَا الوجع يكون من ريح غَلِيظَة وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ من ورم حَار لكَانَتْ مَعَه حمى.

الميامر: أول مَا يجب أَن يحذر من أَمر الكبد أَن تنظر هَل الْحَادِث فِيهَا ضعف القوى فَقَط كالضعف الْحَادِث فِي الْمعدة أم قد أَصَابَهَا مَعَ الضعْف عِلّة أُخْرَى أم بهَا عِلّة من غير ضعف من قبل ورم حدث أَو صلابة أَو دبيلة اَوْ سدة أَو حمرَة أَو قرحَة أَو عفونة. قَالَ: وَفِي الكبد تجاويف بِمِقْدَار مَا فِيهَا من الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وتجاويف هَذِه إِذا انْتَهَت إِلَى الحدبة تضيق لذَلِك وتلجح فِيهَا الرطوبات الرَّديئَة وَتعرض السدد وَيتبع هذَيْن العفونة إِذا كَانَ سوء المزاج حاراً سَرِيعا وَإِن كَانَ بَارِدًا فَفِي زمن طَوِيل وَسُوء المزاج تكون مرّة فِي جَوْهَر الكبد أعنى لَحْمه وَمرَّة فِي عروق الَّتِي فِيهِ وَمرَّة فِي الأخلاط (ألف ب) الَّتِي فِي تجاويفه وأشرف قُوَّة الكبد الْقُوَّة الْمُغيرَة وَبهَا يكون الدَّم وَرُبمَا كَانَت الآفة فِي قُوَّة أَو أَكثر وَإِذا ضعفت الْقُوَّة الجاذبة من الكبد خرج الْغذَاء رطبا وَإِن كَانَت الْقُوَّة قد ضعفت مَعَ ذَلِك خرج مَعَ رطوبته غير منهضم وَمَتى ضعفت قُوَّة الكبد الْمُغيرَة عرض من ذَلِك ضروب من فَسَاد تولد الدَّم كَمَا يعرض عِنْد فَسَاد الهضم فِي الْمعدة بضروب مُخْتَلفَة وَاعْلَم أَن الهضم إِلَى مَا هُوَ منافر للطبع أردى وأشر من أَلا يكون الهضم الْبَتَّةَ وَلَا يتَغَيَّر الْغذَاء فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَأما الهضم الضَّعِيف إِلَّا أَنه على الْحَال الطبيعية فبلاؤه أقل ويعرض من هَذِه الْحَالة إسهال شَبيه بِمَاء الدَّم أَو غسالة اللَّحْم وَأكْثر علل الكبد تبتدىء مَعَ خُرُوج هَذَا الشَّيْء فِي البرَاز لِأَن ضعف الكبد فِي تِلْكَ الْحَال لم تقو وَلم تشتد لَكِنَّهَا فِي حد تمكنها أَو تُؤثر فِي الْغذَاء أثرا بَينا حَتَّى تكون مِثَالا للدم فَإِذا تدبرت عِلّة الكبد انْقَطع هَذَا الِاخْتِلَاف الْبَتَّةَ وَخرجت أَشْيَاء لَهَا كيفيات مُخْتَلفَة وقوام مُخْتَلف بِمَنْزِلَة مَا يعرض إِذا كَانَت الْمعدة لَا تهضم الطَّعَام وَمَتى كَانَ ضعف الكبد من سوء مزاج حَار حدث عَنهُ ذوبان ويعرض ذَلِك أَولا فِي الأخلاط ثمَّ من بعد الأخلاط فِي نفس لحم الكبد وَتخرج مِنْهَا فِي البرَاز مُدَّة مُنْتِنَة جدا غَلِيظَة مشبعة اللَّوْن بِمَنْزِلَة الْمدَّة الَّتِي يقومها الْأَصْحَاب الحميات الوبائية)

وَإِذا كَانَ سوء المزاج أَعنِي مزاج الكبد بَارِدًا فَإِن الِاخْتِلَاف لَا يكون دَائِما وَلَا كثيرا إِلَّا أَن الْعلَّة تطول وَيخرج فِي

 

(2/490)

 

 

البرَاز مَا بَين الْأَيَّام شَيْء لَا يشبه مَا يخرج فِي برَاز من يُصِيبهُ الذوبان من سوء مزاج حَار فِي لَونه وَلَا فِي رَائِحَته وَلَا فِي قوامه وَلكنه يكون أقل نَتنًا وَيكون منظره شَبِيها بمنظر الدَّم غير المتعفن غير شَبيه بِاللَّحْمِ الزَّائِد وَكثير مَا ترى الَّذِي يخرج فِي البرَاز كَأَنَّهُ دم أسود فَإِذا أَنْت تفقدته بعناية وجدته لَيْسَ بِدَم بل شَبيه بالعكر والدردى قريب من الْمرة السَّوْدَاء وَتخرج ضروب لَا ينْطق بهَا مَعَ سوء المزاج الْبَارِد والحار مِنْهُمَا رُطُوبَة كَانَ مَا يخرج من هَذَا رطبا وبالضد وَيجب أَن نقاوم كل وَاحِد بضده.

صفة الدَّوَاء الَّذِي يعرف بالقفى نَافِع من علل المكبودين وَعلل الصَّدْر: زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران مِثْقَال وَبَعض النَّاس يلقِي نصف مِثْقَال الذريرة مثقالان مقل الْيَهُود مِثْقَال وَنصف دَار صيني مِثْقَال سليخة نصف مِثْقَال سنبل ثَلَاثَة مَثَاقِيل إذخر مثقالان وَنصف مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل صمغ البطم مثله دارشيشعان مثقالان عسل سِتَّة عشر مِثْقَالا شراب قدر الْكِفَايَة. قَالَ جالينوس: هَذَا الدَّوَاء مؤلف من أدوية (ألف ب) تقبض قبضا معتدلاً وأدوية تجفف وتنقى الصديد الردىء وَتصْلح المزاج الردىء وَتَقَع فِيهِ أدوية تضَاد العفونة وأكثرها من جنس الطيوب والأفاوية فالدارصيني يصلح كل عفونة ويضاد كل قُوَّة مفْسدَة عَن الْفساد ويردها إِلَى الصّلاح وَتفعل ذَلِك بالصديد والأخلاط وبالأدوية القتالة والسموم والسليخة من بعد الدارصيني قوتها هَذِه الْقُوَّة مَتى كَانَت فائقة من جنس الدارصيني وَجَمِيع الطيوب تفعل ذَلِك دون فعل هذَيْن مثل السنبل والإذخر وقصب الذريرة والمر لِأَن هَذِه إِنَّمَا ألقيت فِي هَذَا الدَّوَاء على هَذَا الْمَذْهَب والدارشيشعان والزعفران قَابض منضج مصلح للعفونة وَقَبضه بِمِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الكبد العليلة وَيُمكن فِيهِ مَعَ هَذَا أَن ينضج الأخلاط ويعدلها وَيصْلح مزاجها وَهُوَ مشاكل لجوهر الكبد غير الْفساد فِي نَفسه ومشاكلة الْغذَاء للعضو الَّذِي يداوى بِهِ أَمر جليل خَاصَّة فِي هَذَا الْموضع الَّذِي يحدث فِيهَا سوء المزاج إِلَّا أَن أَجود الْأَدْوِيَة للكبد مَا كَانَ يجمع أَن يضاد مزاجها الرَّديئَة ويغذوها أَيْضا وَكَذَلِكَ الشَّرَاب مُوَافق للكبد إِذا لم يكن مَا كَانَ فِيهَا ورم حَار أَو حمرَة لِأَنَّهُ يغذو وينضج وَيُقَوِّي ويقاوم العفونة ويضادها وَإِن اتّفق أَن يكون سوء المزاج بَارِدًا رطبا شفَاه من غير أَن ينالها مَكْرُوه وَالْعَسَل فِيهِ هَذِه الْحَال أجمع خلا التقوية لِأَن من شَأْنه أَن يجلو وَيفتح المجاري الضيقة وَإِلَى هَذَا تحْتَاج الكبد الضعيفة لتنقى مَا فِيهَا من أَفْوَاه)

الْعُرُوق الضوارب النافذة من بَعْضهَا إِلَى بعض. قَالَ جالينوس: وَبَعض من يؤلف أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة يلقى فِيهَا أفيوناً وبزربنج وَنَحْوهَا فيجعلها نافعة لمن بِهِ سوء مزاج حَار وَلذَلِك صَارَت الفلونيا تشفى من سوء مزاج الكبد. قَالَ جالينوس: وَلَا يَنْبَغِي أَن تجْعَل دواءك هَذَا قوي التبريد جدا. لى قد بَان من أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة أَنه يُمكن فِيهَا إصْلَاح الكبد بِأَيّ نوع كَانَ من سوء مزاجه وَإِن كَانَت أَيْضا سدد وَغير ذَلِك فتحهَا وَيُقَوِّي ضعفها وَيجب أَن تقصد فِي الأسخان والتبريد نَحْو مَا ترى وينفع الكبد الأثاناسيا على هَذِه الصّفة: زعفران دارصيني مِثْقَال سنبل

 

(2/491)

 

 

مثقالان سليخة مر فقاح الْإِذْخر مِثْقَال مِثْقَال يعجن بِعَسَل فائق الشربة قدر باقلى للحموم بماءالعسل. لى وَلمن لَا يحم بشراب وَهَذَا معجون فائق جدا صفته: زعفران مثقالان مر أسارون فومو بزرالزوفزا بزر كرفس جبلى من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل وسنبل هندي وسنبل قليطى سِتَّة سِتَّة قسط سليخة فقاح الْإِذْخر من كل وَاحِد نصف مِثْقَال فوة الصباغين ثَمَانِيَة مَثَاقِيل عصارة السوس ثَلَاثَة مَثَاقِيل سقولوقندريون ثَلَاثَة جعدة دهن بِلِسَان سِتَّة سِتَّة الْخَلْط الَّذِي يُسمى أندروخرون الْمَوْجُود (ألف ب) فِي الترياق خَمْسَة مَثَاقِيل عسل بِقدر الْحَاجة الشربة بندقة بشراب عسلى.

أَقْرَاص جَيِّدَة لوجع الكبد مَعَ حرارة: لَك مغسول زعفران خَمْسَة خَمْسَة أَمِير باريس أَرْبَعَة ورد سَبْعَة صندل أَحْمَر خَمْسَة بزر كشوثاء تِسْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء أَرْبَعَة ثَمَرَة الطرفاء ثَلَاثَة وَنصف مصطكي وبزر الرازيانج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف عصارة الإفسنتين وعصارة غافت دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الرجلة خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الهندباء أَو عِنَب الثَّعْلَب يقرص من مِثْقَال ويسقى بِمَاء الْخلاف والهندباء والسكنجبين من كل وَاحِد أوقيتان مغلى مروقا.

ضماد لوجع الكبد الْبَارِدَة والورم الصلب: زعفران أُوقِيَّة إكليل الْملك أوقيتان سنبل أسارون حَماما صَبر قصب الذريرة سوسن من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة أصُول خطمى وأصول الكرنب النبطي من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف قسط خَمْسَة دَرَاهِم بابونج أوقيتان من فقاحه فَقَط عيدَان سليخة خَمْسَة دَرَاهِم لاذن مثله ميعة أَرْبَعَة دَرَاهِم حب بِلِسَان خَمْسَة دَرَاهِم راويد مدحرج أَرْبَعَة ومقل أشق مرأوقية أُوقِيَّة تنقع الصموغ والزعفران فِي مطبوخ حَتَّى تلين ويداف ثَمَانِي أَوَاقٍ شمع بدهن ناردين مثله أَو على قدر الْحَاجة الكافية وَينزل عَن النَّار وتسحق الصموغ حَتَّى تَجْتَمِع نعما وَتَذَر الْأَدْوِيَة مسحوقة عَلَيْهِ وَتجْعَل على ورق الكرنب وتضمد بِهِ الكبد وينفع من)

وجع الكبد أَن يَأْكُل العليل عِنَب الثَّعْلَب مطبوخاً مطيباً بدهن لوز حُلْو وَشَيْء من مرى وكزبرة وَإِن احتجت أَن تسهل بمطبوخ فاطرح فِيهِ أصولاً وبزوراً وغافتاً وإفسنتيناً وشاهترج مَعَ الهليلج وَالتَّمْر هندي وَاجعَل بياضه من الغاريقون من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال فَإِنَّهُ جيد للكبد وإيارج فيقراء معجونين بسكنجبين وَإِذا أردْت أَن تحبس الْبَطن فاخلط فِي أقراصه طباشير وأقاقيا مغسولاً لوجع الكبد الحارة: سمك مطبوخ بخل. ج: الهندباء البستاني والبري الْغَالِب على مزاحها برد يسير وَفِيهِمَا مَعَ هَذَا شَيْء من مرَارَة ويقبضان قبضا معتدلاً ولمكان هَاتين الكيفيتين صارتا من أَجود الْأَدْوِيَة للكبد الَّتِي بهَا سوء مزاج حَار وَذَلِكَ مَعَ أَنَّهُمَا يبردان تبريداً معتدلاً هما أَيْضا يقويان الكبد بقبضهما ويجلوان

 

(2/492)

 

 

بمرارتهما ويفتحان أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وَلَا يضران سوء المزاج الْبَارِد مضرَّة كَثِيرَة كَمَا يضرهما الْأَشْيَاء الْبَارِدَة الرّطبَة من غير قبض وَلَا مرَارَة وَهَاتَانِ البلقتان نافعتان للكبد فَإِن أَصَابَهَا مَعَ ذَلِك سوء مزاج بَارِد وأصابها مَعَ ذَلِك رُطُوبَة أَيَّة الرطوبات كَانَت إِذا خلط مَعهَا شَيْء من الْعَسَل فَإِنَّهُمَا مَعَ ذَلِك يحدران الرُّطُوبَة مَعَ الْبَوْل (ألف ب) وَإِن جففت هَاتَانِ البلقتان وسقيتا مَعَ الْعَسَل نفعتا كَذَلِك. وَإِن سقى طبيخها مَعَ مَاء الْعَسَل نفع نفعا بليغاً. وَإِن لم يكن الْمَرَض سوء مزاج حَار بل كَانَ سدة فَقَط نفع نفعا عَظِيما. وَمَتى شربتا مَعَ شراب أَبيض لطيف يُمكن فِيهِ إدرار الْبَوْل. وَنَفس جرمها إِذا شرب مجففاً أَو طبخ أَو شرب نفع طبيخه. قَالَ: وَمِمَّا يبلغ فِي تنقية الكبد وَيفتح الطّرق الضيقة فِيهَا من غير أَن يسخنها إسخاناً ظَاهرا وَلَا يبردها السرخس لِأَن المر غَالب عَلَيْهِ غَلَبَة قَوِيَّة.

أرخيجانس: عصارة السرخس قوانوش وَمَاء الْعَسَل ثَلَاثَة يسقى للكبد عصارة الهندباء الدَّقِيق البستاني المر قوانوش وَمَاء الْعَسَل ثَلَاثَة يسقى. وَإِن شِئْت فالهندباء الْبري كَذَلِك. لي يمكنك أَن تعْمل فِي هَذَا مَا شِئْت فاتح نَحْو مَا تريده فَمرَّة تَجْعَلهُ بِلَا عسل وتزيد فِي برده شَيْئا وتجعله مِمَّا يدر الْبَوْل وَمرَّة بِشَيْء من الكاكنج وَمرَّة تزيد فِيهِ مَا يفتح السدد كعصارة السرخس والكرفس وَمرَّة بِمَا يسخن قَلِيلا كالكرفس وَمَا هُوَ أقوى مِنْهُ إِذا كَانَ سوء المزاج فِي الكبد رطبا فَإِنَّهُ يُرْخِي الكبد ويفتحها حَتَّى يسترخي والكبد فِي هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى أدوية قابضة مَعَ حرارة كَانَت الرُّطُوبَة أَو مَعَ برودة إِلَّا أَنَّهَا إِذا كَانَت مَعَ برودة فليخلط بالقابضة مَا يسخن وَإِن كَانَت مَعَ سخونة فليخلط بِمَا يبرد وَإِن كَانَ وسطا فوسطاً وَأما مَا كَانَ من الأكباد وَمن سَائِر)

الْأَعْضَاء قد صلبت بِسَبَب أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة مداخلة لنَفس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَإِن بهَا سوء مزاج بَارِد وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى أدوية لَطِيفَة مسخنة وَذَلِكَ لِأَن مَا هَذِه حَاله يقى فَإِن لزوجة الأخلاط الَّتِي قد لحجت فِي الْأَعْضَاء الَّتِي قد تلطف وَأَنا حَامِد لوُقُوع الْأَدْوِيَة الملينة مَعَ هَذِه لِأَنَّهَا تجْعَل الْأَعْضَاء متهيئة للتحليل بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ أَنه مَتى لم تتقدم فِي تليين الْأَعْضَاء الَّتِي قد حدثت فِيهَا الصلابة وَاقْتصر على الَّتِي تلطف وتحلل يتَبَيَّن لنا مِنْهَا فِي الِابْتِدَاء نُقْصَان من الصلابة ظَاهر وتحجرت الْبَاقِيَة حَتَّى تصير فِي حد لَا برْء لَهُ فَيجب أَن تخلط فِيمَا تعالج الكبد بهَا من الملطفات أدوية ملينة وَلِأَن جرم الكبد إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَة رُطُوبَة جامدة وَيجب أَن تكون الملينة أَضْعَف فِي الْخَلْط كثيرا وَتَكون الأخلاط الَّتِي تسخن وتلطف أغلب فِي هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا صلابة الكبد كمها فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا الصلابات الْحَادِثَة فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَلذَلِك قد أصَاب اسقلينادس فِي حَمده للدواء

 

(2/493)

 

 

الْمُتَّخذ بمرارة الدب لِأَنَّهُ حمد نَفعه لما جربه وَذَلِكَ أَنه مؤلف من أفاوية يُمكنهَا أَن تلطف أَو تجلو وتحلل وَفِيه مَعَ هَذَا أدوية أخر حارة حريفة تقطع وتحلل وأدوية تسكن الوجع وَهِي بزر القثاء وَحب العرعر والمغرة وخواتم الْبحيرَة (ألف ب) وأدوية تدر الْبَوْل ليبدر وَيخرج مَا يتَحَلَّل عَن الكبد من الرطوبات وَهَذِه صفة الدَّوَاء دَوَاء منجح نَافِع من صلابة الكبد: كَمَا فيطوس فراسيون بزر كرفس جبلى جنطيان بزر الفنجنكشت مرَارَة الدب خَرْدَل بزر القثاء سقولوقندريون أصل الجاوشير خَوَاتِم الْبحيرَة فوة الصَّبْغ بزر الكرنب راوند فلفل سنبل هندي قسط بزر الكرفس بزر جرجير بقلة يَهُودِيَّة جعدة أفيون غافت حب العرعر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل الشربة بندقة بشراب معسل قدر قوانوش.

لى ألزم هَذَا القانون فِي الدَّاخِل وَالْخَارِج.

دَوَاء للكبد: زراوند نصف مِثْقَال إِن كَانَت هُنَاكَ حرارة أعنى حمى فاسقة بِمَاء وَإِلَّا فَاشْرَبْ فَإِنَّهُ ينفع ويؤثر أثرا حسنا ومرارة الدب نافعة للمكبودين بِخَاصَّة يسقى قدر ملعقة وَلحم الحلزون الْمُسَمّى فلنجارش يسحق وَيشْرب بشراب أسود وَكَذَلِكَ كبد الذِّئْب. ج: إِنَّا جربنَا كبد الذِّئْب تجربة بَالِغَة تسحق نعما ويسقى مِنْهَا مِثْقَال مَعَ شراب حُلْو فَإِن هَذِه الْأَشْرِبَة أَجود للكبد فِي هَذِه الْحَالة لِأَنَّهَا تلقاها لقاءاً سَاكِنا أعنى لحم الحلزون ومرارة الدب وكبد الذِّئْب لَا ينفع بكيفيته بل بخاصيته.

أرخيجانس: مَتى كَانَت فِي الكبد صلابة كَثِيرَة فاعصر الشيح الرطب واسق عصارته ولتكن)

غَلِيظَة أَو خُذ وجا وأصل الجوشير ثَلَاثَة مَثَاقِيل واسقه بطبيخ الْعَسَل دَائِما فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك جدا وضمد الكبد الصلبة ببزر الْكَتَّان ودقيق الشّعير مطبوخين بشراب أَو بأصول الْكبر والسكنجبين أَو بأصول الخطمى الْمَطْبُوخ بشراب أَو تَأْخُذ مرا فانقعه بشراب قَابض واخلط مَعَه قسباً تعجنه بِهِ وضمد الكبد الصلبة بِهَذَا الضماد: ضماد جيد: أشق مائَة مِثْقَال مقل أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران اثْنَا عشر مِثْقَالا شمع مائَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا دهن الْحِنَّاء قوطولى خل نصف قوطولى يَجْعَل ضماداً وينفع مِنْهُ ضماد إكليل الْملك وضماد فليطريون نفعا بليغاً وتتدارك صلابة الكبد قبل أَن يصير إِلَى رداءة المزاج. وَأصْلح الْأَوْقَات لَهَا وَقت تكون الأغذية قد أخذت تنفذ عَن الْمعدة والكبد.

ابْن ماسويه: قد يكون إسهال عَن ضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد ويستدل عَلَيْهَا بإسهال شَبيه مَاء اللَّحْم من مغص وَلَا خراطة وَلَا وجع فِي الْبَطن وَيكون الْجِسْم مَعَه ذابلاً مهزولاً لقلَّة مَا يصل إِلَيْهِ من الْغذَاء واللون سمج مائل إِلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَإِذا نفذ الطَّعَام عَن الْمعدة وجد حِينَئِذٍ ثقلاً فِي الكبد فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت يصير فِي الجداول. وَيكون ذَلِك عَن برد الكبد وتقصيرها عَن تولد الدَّم فليسق حِينَئِذٍ أدوية تسخن

 

(2/494)

 

 

الكبد وتقوية كقشور الفستق يفلى قلواً يَسِيرا وَهَذَا دَوَاء جيد: يُؤْخَذ جوزبوا تعمد إِلَى (ألف ب) اطراءه واسطعه رَائِحَة دِرْهَمَانِ سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الكرفس دِرْهَم يشرب بشراب قد أنقع فِيهِ قشر الفستق وَبِالْجُمْلَةِ مَا يسخن وَيقبض وتكمد الكبد بجوز الطّيب وَفِي أُخْرَى بسنبل الطّيب والإفسنتين الرومى وقصب الذريرة وقشر الكندر والمصطكي أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة يذاب بنضوج مُعتق وشراب ريحاني وتضمد بهَا الكبد وَيطْعم الدارج الكردناك ومطجناً بعد أَن يذر عَلَيْهِ كمون وكرويا وسنبل وقرنفل أَبُو جريج الراهب: خَاصَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب تَحْلِيل الأورام الْبَاطِنَة وَقدر مَا يشرب من مَائه أَربع أَوَاقٍ مَعَ سكر فَإِذا مزج بِمَاء الأكشوث والهندباء والكرفس كَانَ عجيباً فِي نَفعه لأورام الكبد وَسَائِر الأحشاء وَقَالَ: وعصارة الإفسنتين والغافت جَيِّدَة للأورام فِي الكبد والسدد وبطونها وَيمْنَع من تهيج الْوَجْه والورم فِي الْأَطْرَاف وَفَسَاد المزاج الحلتيت ضار للكبد.

ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة قَالَ: خَاصَّة الصَّبْر فتح سدد الكبد وتقويتها وإذهاب ابْن ماسويه: الإيرسا يفتح سدد الكبد ويقويها بَالغ فِي ذَلِك عَجِيب غير أَنه ردىء للمعدة)

الأغذية الحلوة رَدِيئَة للكبد الحارة لِأَنَّهَا تستحيل إِلَى المرارة وتملأها.

من تَدْبِير الْمطعم لحنين: السلق مَتى أكل بالخردل فتح سدد الكبد. أغلوقن قَالَ: أما الورم الصلب الْكَائِن فِي الكبد فقد عالجناه فِي ابْتِدَائه وبرىء مَرَّات كَثِيرَة فَأَما مَا تطاولت أَيَّامه فَلَا أَنا قدرت على برئه وَلَا غيرى وَجَمِيع من يُصِيبهُ هَذَا الورم الصلب يستسقى وَأَكْثَرهم يموتون بعد مُدَّة طَوِيلَة وَقَلِيل مِنْهُم يهْلكُونَ سَرِيعا وَهُوَ مِنْهُم من بِهِ اخْتِلَاف كثير لِأَن أَفْوَاه الْعُرُوق فِي هَؤُلَاءِ الَّتِي يتَأَدَّى فِيهَا الْغذَاء من المقعر إِلَى المحدب قد وانضمت انضماماً شَدِيدا وَلذَلِك أَصَابَتْهُم الخلفة وَأما من تخلص مِنْهُم فَإِنَّهُ تخلص بالعلاج الْمركب من الملينة والقابضة العطرية كحشيش الإفسنتين وَكسب حب البان والسنبلين والزعفران والورد وورق الْكَرم والمصطكي ودهن الناردين والمصطكي ودهن السفرجل ودهن زهرَة الْكَرم فَهَذِهِ الْأَدْوِيَة إِذا خلط بهَا الأشق والمقل والشحوم والأمخاخ كَانَ بهَا شِفَاء الورم الصلب فِي الكبد إِذا ساعدها التَّدْبِير والغذاء الْجيد المشاكل لهَذَا التَّدْبِير وَيجب أَن يكون غرضك فِي تفتيح سدد الكبد وجلاء مَا قد رسخ فِيهَا وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى وليخلط بهَا شَيْء مِمَّا يدر الْبَوْل.

الْأَعْضَاء الألمة مِثَال الْفرق بَين عِلّة الكبد والشوصة الشَّدِيدَة وينفع فِي سَائِر الْعِلَل قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا يحس فِي وَقت تنفسه بوجع فِي مَوضِع ضلوع الْخلف يَقُول إِنَّه لَا يجب أَن تظن عَاجلا أَن بِهِ ذَات الْجنب (ألف ب) لَكِن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر مَعَ ذَلِك هَل يقذف شَيْئا إِذا

 

(2/495)

 

 

سعل متغير فَإِن كَانَ يقذف ذَلِك فِيهِ ذَات الْجنب وَإِلَّا فَلَا يحكم أَن ذَات الْجنب لَيْسَ بِهِ وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون مبتدئاً بعد إِن لم يبتدىء بنفث وَيجوز أَن يكون هَذَا فِي الْجنب إِنَّمَا هُوَ تمددت المعاليق الَّتِي تكون فِي الكبد فِي بعض الْأَبدَان لِأَنَّهَا إِذا كَانَت مربوطة مَعَ الأضلاع عرض من ذَلِك أَن يبلغ الوجع للغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَن نبض الْعرق فِي ذَات الْجنب لَا يشبه نبض وجع الكبد وَكَذَلِكَ فَإِنَّهُ يخرج فِي وجع الكبد برَاز لَا يشبه ذَات الْجنب وَيثبت فِي جَمِيع علل الكبد وأوقات أمراضه فتفقد الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف هَل يجد فِيهِ ورماً فَإِن وجد فَذَلِك وَإِن لم يجد فَلَا يحكم أَن لَيْسَ ذَلِك عِلّة الكبد لِأَنَّهُ قد يُمكن ورم الكبد فِي نَاحيَة المقعر أَو من المحدب فِي مَكَان لَا يُمكن أَن يحس فاحتل حِينَئِذٍ بِأَن تَأمره أَن يتنفس أعظم مَا يقدر عَلَيْهِ ثمَّ سَله هَل يحس شَيْئا من الثّقل فِي أَعْضَائِهِ العلى وَإِمَّا من الضلوع الَّتِي تحتوي عَلَيْهَا فَإِن كَانَ كَذَلِك فكبده وارمة وَذَلِكَ الورم يضغط الْحجاب ويرجمه ويهيج بالعليل لذَلِك سعلة يسيرَة وَإِذا تَمَادى الْأَمر)

بِهَذَا العليل ظَهرت لَك أَعْرَاض دَالَّة على ذَلِك بالتحقيق وَذَلِكَ أَن لون اللِّسَان ولون الْجِسْم يتَغَيَّر فِي علل الكبد كَمَا أَن السعال يتزيد فِي علل الصَّدْر وَيتبع ذَلِك على الْأَيَّام النفث المنتن.

الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو سوء مزاج وأورام دموية صلبة وبلغمية وتمدد حَادث عَن الرّيح وسدد تحدث عَن الأخلاط الغليظة فِي أقاصى عروقها والأورام والسدد كلهَا تحس مَعهَا بالثقل فِي جَانب الكبد فَأَما إِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد ريح كَثِيرَة بخارية لَا تَجِد منفذاً فَإِن صَاحبهَا لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يجد مَعَ ذَلِك من التمدد والأورام الْحَادِثَة فِي تقعير الكبد إِن كَانَت عَظِيمَة فتعرف بالحس قَالَ: قد تحدث أورام فِي الْبَطن يتَوَهَّم أَنَّهَا فِي الكبد وَإِنَّمَا هِيَ فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد فِي مراق الْبَطن وَهَذَا العضل مِنْهُ مَا وَضعه بالطول ذَاهِب إِلَى القص إِلَى نَاحيَة الْعَانَة وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذَا العضل لم يخف الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ طَوِيل ذَاهِب مضام للسرة وَمِنْهَا عضل تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب فَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَالْفرق بَينه وَبَين الْكَائِن فِي الكبد أَشد وَمن هَذَا العضل أَيْضا عضل يذهب فِي عرض الْبَطن وَهِي تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَهُوَ أَشد واصعب تفريقاً بَينه وَبَين الورم فِي الكبد والكبد مَوْضُوعَة من وَرَاء هَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف من العضل وَتَحْت الغشاء أَيْضا الْمَعْرُوف بالصفاق وَهَذِه أجمع فَوق الصفاق فَإِذا كَانَت الكبد موصوقة من وَرَاء هَذَا العضل أجمع فَلَيْسَ يُمكن أَن يتعرف ورمه بالمس إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما جدا أَو يهزل ويخف عضل الْبَطن وَلَكِن هَاهُنَا عَلَامَات دَالَّة على ورم الكبد الْحَار وَهِي أَن يجد العليل وجعاً (ألف ب) فِي جَانِبه الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا جذبنا جلدَة مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق أوجعهُ ذَلِك ويبلغ وَجَعه التراقى فِي الأحيان ويسعل سعالاً يَسِيرا

 

(2/496)

 

 

وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي آخر الْأَمر يسود سعالاً يَسِيرا وَيبْطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا ويدوم عطشه ويتقيأ مرَارًا مَحْضا لَا يخالطه شَيْء آخر فِي بعض الْأَوْقَات وَفِي آخر الْأَمر ينزل بِهِ وَإِن لم يتَّفق أَن يكون ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة فَهَذِهِ دَلَائِل فلغمونى للكبد وأعراض الْحمرَة كهذه لَكِنَّهَا أَشد ويحمون حمى مَعهَا عَطش شَدِيد جدا وَأما الفلغمونى الَّذِي يكون فِي الْجَانِب المقعر من الكبد فَإِنَّهَا تفوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة وَفِي التهوع وَفِي البرَاز والعطش كَمَا أَن الأورام الَّتِي تكون فِي المحدب تفوق الَّتِي فِي المقعر بِأَنَّهَا تحدث مَعَ الوجع فِي التنفس أَكثر مِمَّا تحدثه الَّتِي فِي المقعر وتحرك السعلات الصغار أَكثر وَإِن كَانَ الوجع يرتقى إِلَى التراقى حَتَّى يظنّ العليل)

أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل وَأما الأضلاع الْخَارِجَة عَن القص الَّتِي تعرف بضلوع الْخلف فَإِنَّهَا تَشْتَكِي مرَارًا كَثِيرَة مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَهَذَا شَيْء عَام لَهما بِالْوَاجِبِ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئا يعرض لجَمِيع من تمرض كبده وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها كَمَا ترى ذَلِك فِي القرود وَغَيرهَا من الْحَيَوَان وَذَلِكَ أَنا نجد فِي بعض الْحَيَوَان الكبد مُتَّصِلَة بِهَذِهِ الأضلاع وَفِي غَيرهَا غير مُتَّصِلَة. قَالَ: وأورام الكبد إِذا كَانَت فِي أحد جانبيه فَإِنَّهَا تدخل إِلَى الْجَانِب الآخر مِنْهُ شَيْء وَلَا ينحاز تحيزاً خَاصّا فِي ذَلِك الْجَانِب لَا يتجاوزه. قَالَ: وَمن كَانَ مَا وَرَاء الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ زَادَت رقته من أجل مرض من الْأَمْرَاض بالأورام الْعَظِيمَة الَّتِي تكون فِي الكبد تدْرك وتلحق باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصهَا دون أورام العضل الَّتِي فَوق الكبد وَهُوَ أَنه يَقع اللامس مِنْهَا على ورم لَهُ حد يَنْقَطِع دونه دفْعَة وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فلَان أَجْزَائِهَا مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض مُدَّة أطول فورمها بِهَذَا السَّبَب يحسها اللامس ينتفض غلظه أَولا فأولاً وَإِن كَانَ الورم الَّذِي فِي الكبد من الورم الصلب فمعرفته باللمس يعسر من أجل عرض يعرض وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ أبين لِأَن هَذَا الورم أَصْلَب وَأَشد مدافعة والعضل الَّذِي على الْبَطن فِي مثل هَذِه الْحَالة يهزل وينحف وَلَكِن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ببارده قَالَ: وَأما أَمر السدد فِي الكبد فإنمايكون لضيق أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب من ذَلِك وَلذَلِك تلحج الأخلاط والورم الفلغمونى وسقيروس خَاصَّة يكون سَبَب التضيق لهَذِهِ المجارى قَالَ وَأما ضعف الكبد عَن سوء الأمزجة فَأَما الْحَار مِنْهَا فيحرق الكيلوس الَّذِي يصير إِلَيْهَا من الْمعدة والباردة يَجْعَلهَا غبر نضجة واليابس يَجْعَلهَا أجف وَأَغْلظ وَالرّطب بالضد. قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ إنْسَانا يتغوط شَبِيها بغسالة اللَّحْم (ألف ب) الْمَذْبُوح قَرِيبا فَلْيَكُن ذَلِك دَلِيلا على أَن الكبد ضَعِيفَة عَن استتمام توليد الدَّم وَإِذا كَانَ يتغوط كالذردى فاعلموا أَن الكبد يحرق الدَّم وَإِذا خرج فِي البرَاز صديد دموي فَأمره على طول الْأَيَّام تصير إِلَى أَن يخرج شَيْء دموي سوداوي وَمرَّة سوداوي

 

(2/497)

 

 

وَمرَّة سَوْدَاء مَحْضَة وَسُوء المزاج الْبَارِد الَّذِي يكون فِيهِ برَاز صديدي رَقِيق قد يبتدىء بِلَا حمى وَإِذا طَالَتْ الْمدَّة مَعَ ذَلِك كَانَت حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد والجهال يستخفون بِهَذِهِ الحميات ويظنون أَن ذَلِك من أجل إمْسَاك العليل عَن الْغذَاء والعليل إِنَّمَا يمسك عَن الْغذَاء من أجل شَهْوَته لِأَن بَطْنه لَا ينحدر فِي الْوَقْت الْوَاجِب ويظنون أَنه لَا حمى بالمريض أصلا ويدخلونه الْحمام ويلطفون التَّدْبِير)

ويتهاونون وَكثير مِمَّن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد يخبر أَنه يجوع أَكثر فَأَما سوء المزاج الْحَار فَلَا تتبعه شَيْء الشَّهْوَة للطعام بل ذهَاب من الشَّهْوَة والعطش والحمى القوية وقيء أخلاط رَدِيئَة قَالَ: وَيجب أَن يَكُونُوا حافظين للعلامات كَيْمَا يتهيأ لكم الحكم والتعرف بِسُرْعَة.

مِثَال: كَانَ طَبِيب بِهِ وجع فِي كبده فَدخلت إِلَيْهِ فرأيته فَرَأَيْت مَعَ عَلامَة طستا فِيهِ برَاز صديدي كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة على ضعف الكبد غَايَة الصِّحَّة فَلم ألتفت إِلَى ذَلِك وتغافلت كَأَنِّي لم أره ثمَّ ضربت بيَدي إِلَى عرق العليل ليظْهر هَل بِهِ ورم فِي كبده وَإِنَّمَا ذَلِك لضعف فَقَط وَلِأَن الْمَرِيض كَانَ طَبِيبا فَقَالَ إِنَّمَا قعدت ساعتى هَذِه من قيام قمته فأجعل لحركتي خطأ من التَّوَاتُر وَرَأَيْت أَنا فِي النبض شَيْئا من عَلَامَات الورم ومددت عينى بعد ذَلِك فَرَأَيْت فِي طاق الْبَيْت قديرة صَغِيرَة فِيهَا زوفا قد خلط بِمَاء الْعَسَل فَعلمت لما رَأَيْت ذَلِك أَن العليل يتَوَهَّم أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يجد وجعاً فِي ضلوع الْخلف وَهَذَا شَيْء قد يتبع فِي بعض الْأَحْوَال إِلَى الأورام الْحَادِثَة فِي الكبد وَلِأَنَّهُ يخبر بذلك وَكَانَ تنفسه متواتراً صَغِيرا وَكَانَ بِهِ سعلات صَغِيرَة فَعلمت أَنه يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب وَإنَّهُ لذَلِك السَّبَب اتخذ لنَفسِهِ زوفا مَعَ مَاء الْعَسَل فَوضعت يَدي على ضلوع الْخلف من جَانِبه الْأَيْمن وَهُوَ مَوضِع الكبد فَقلت هَذَا يوجعك فَأقر بذلك وَقلت لَهُ إِنَّك تشْتَهي أَن تسعل وَإنَّك إِنَّمَا تسعل سعلات صغَارًا يَابسا فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة فَأقر بذلك وسعل مثلهَا وَإِذا حَاضر وَقلت لَهُ إِنَّك إِذا تنفست تنفساً لَهُ فضل عَظِيم أحسست الوجع الَّذِي بك يزِيدهُ وَأَنَّك تحس أَيْضا بثقل مُعَلّق من جَانِبك الْأَيْمن فِي مَا دون الشراسيف وَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ إِن وجعك يبلغ الترقوة ثمَّ خفت أَن ينقص ذَلِك مِمَّا تقدم من الإصابات لِأَنِّي علمت أَن الوجع إنمايبلغ الترقوة فِي الأورام الْعَظِيمَة من أورام الكبد فَلم أَجْزم وَلَكِن قلت ستصيب وجعاً يبلغ تراقيك (ألف ب) كَأَنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل كَانَ ذَلِك لم يعرض ذَلِك بعد. فَقَالَ: قد عرض لي أَيْضا ثمَّ قلت إِنَّك تتوهم بِأَن ذَات الْجنب. ج: وَإِنَّمَا وصفت لَك هَذَا لتجعلوه مِثَالا فَإِن اتّفقت لكم سَعَادَة يمكنكم من أجلهَا نتوية الِاسْم لم تقصرُوا عَنْهَا وَلم تضيعوها كهؤلاء الْجُهَّال. قَالَ: وَإِذا وصفت الْقُوَّة الجاذبة فِي الكبد استدللت عَلَيْهِ بأسهال كيلوسي وَذَلِكَ أَنَّهَا يجذب الكيلوس من الْمعدة فَيخرج من

 

(2/498)

 

 

أَسْفَل وَهُوَ كَذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الكبد والجداول الَّتِي تدفع بهَا الْغذَاء ورم حَار خرج بالبراز شَبيه صديد)

القروح حَتَّى إِذا نضج جدا صديد أغْلظ وَأقرب إِلَى الْقَيْح من ذَلِك.

لى يفرق بَين هَذَا وَبَين عِلّة الأمعاء من مَوضِع الوجع وعلامات وجع الكبد قَالَ: وَمَتى كَانَت قُوَّة الكبد الماسكة ضَعِيفَة خرج الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم من بعد ذَلِك إِذا طَال دم كالدردى. لى يَنْبَغِي أَن يعْمل على هَذَا فَإِن هَذَا صَحِيح وَهُوَ نَص كَلَام جالينوس فَأَما مَا كتبناه فَإِن هَذَا يدل على ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فَقَط. قَالَ: وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي الماسريقا كَانَ فِي البرَاز كصديد القروح رَقِيق وَكَانَ البرَاز كيلوساً لِأَنَّهُ بنفذ إِلَى الكبد وَذَلِكَ الصديد هُوَ مَا رشح من ذَلِك الورم. قَالَ: وَقد يستفرغ من الْبَطن دم أَحْمَر نقي إِذا قطعت بعض أعضاءالإنسان أَو احْتبسَ دم البواسير أَو الطمث لِأَن الَّذِي كَانَ يذهب إِلَى غذَاء ذَلِك الْعُضْو ويستفرغ يرجع إِلَى الأمعاء وَيكون ذَلِك أَيْضا لمن ترك رياضة كَثِيرَة كَانَ مُعْتَادا لَهَا. قَالَ: وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَكْرُوه لِأَن الْبدن حِينَئِذٍ ينقى الْفضل عَن نَفسه. قَالَ: وَأما الْحمرَة والفلغموني إِذا نضجا فَإِنَّهُ يخرج فِي البرَاز دم كالدردى وَرُبمَا كَانَ مثل الإسهال عَن الكبد إِذا قويت بالأدوية الَّتِي تعالج بهَا فَرَجَعت قوتها وَدفعت عَن نَفسهَا الفضول لتنقى فَتخرج أَشْيَاء رَدِيئَة اللَّوْن وَالرِّيح فِي البرَاز ويتوهم الْجُهَّال أَن العليل قريب من العطب والعالم إِذا رأى هَذِه بعد نضج الورم وخفة العليل لم يهله ذَلِك وَاعْلَم أَن ذَلِك لَيْسَ ينذر بِسوء بل يدل على خير.

فِي تشريح الْأَمْوَات قَالَ: إِن الكبد إِذا كَانَ فِيهَا ورم وسدد تضرها الْأَطْعِمَة الحارة لِأَنَّهَا تلهب الدَّم والباردة الغليظة لِأَنَّهَا تزيد فِي السدد فتحتاج إِلَى غذَاء متوسط فِي التبريد والإسخان وَلَا يكون لزجا ككشك الْحِنْطَة لَكِن يكون مَعَه جلاء ككشك الشّعير فَإِنَّهُ نَافِع فِي هَذِه الْأَحْوَال.

الساهر إِذا ألفت مسهلات للكبد فألق فِيهَا مَا يصلح الكبد على هَذَا الْمِثَال: إهليلج أصفر وشاهترج وتمر هندي وحشيش غافت وأفسنتين وَاجعَل بياضه الغاريقون وألق فِيهِ مصطكي وسنبلاً وَنَحْو ذَلِك وأبرازاً وأصولاً. قَالَ: مَاء الْجُبْن يفتح سدد الكبد وَيجب أَن يتَّخذ بالسكنجبين ويسقى مَعَ بعض (ألف ب) الْأَشْيَاء القابضة الجيدة. الطَّبَرِيّ: اللوز يفتح سدد الكبد وَإِذا مرا كَانَ أقوى.

أَقْرَاص تسقى عِنْد كل حِدة الكبد ويبس الطبيعة: لَك دِرْهَم راوند صيني دِرْهَم وَنصف بزر الكشوث وبزر الهندباء وبزر الرجلة دِرْهَم دِرْهَم عصارة الغافت دِرْهَم وَنصف سنبل مصطكي دِرْهَم دِرْهَم غاريقون دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف دِرْهَم مشوي فِي سفرجل كافور)

لى على مَا رَأَيْت فِي المنجح سرابيون: قد يحدث فوَاق من فلغموني عَن علل عَظِيمَة تحدث فِي الكبد. سرابيون: وَلنَا فِيهِ إصْلَاح قَلِيل الَّذِي يحدث فِي الكبد من الْعِلَل ثَمَانِيَة أَصْنَاف: سوء المزاج وَضعف جوهرها والسدد والأورام والقروح وَضعف قوتها يحدث

 

(2/499)

 

 

اخْتِلَافا مثل الدَّم وقوتها الْمُغيرَة إِن فَسدتْ بالحرارة جعلت الدَّم فِي الْبدن رديئاً مراريا وَمَتى فَسدتْ إِلَى الْبرد جعلته مائياً وَمَا بَين ذَلِك وقوتها الجاذبة إِذا ضعفت أحدثت إسهال الْبَطن والورم الْحَار فِي الكبد رُبمَا أسهل شَيْئا شَبِيها بِمَاء اللَّحْم إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم لَكِن عملا ضَعِيفا مائلاً إِلَى الْبرد والرطوبة وَمن سوء مزاج حَار يكون فِي الكبد يكون مَعَه عَطش وقيء مراري وَحمى قَوِيَّة وبراز منتن وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة وَأما الْبَارِدَة فَيكون مَعَه لين الْبَطن وشهوة الْغذَاء وَنقص الْعَطش وَلَا يكون بِهِ أَولا حمى ثمَّ تكون إِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن لِأَن الدَّم نَفسه فِي الكبد ويعفن أَيْضا وَسُوء المزاج الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيصير مِنْهُ كالذبول وَيفْسد الْوَجْه وَيكون مَعَه عَطش وَالرّطب بضد ذَلِك.

وَأما الْأَمْرَاض فَإنَّا سنذكرها فعالج كل سوء مزاج بِمَا يضاده فعالج الْحَار بِمَاء الشّعير وأنواع الهندباء والسلق بالخل وَإِن احتجت أَن تزيد فِي الْقُوَّة فلحم السّمك الرضراضى والتفاح وَالرُّمَّان والسفرجل وضمد بضماد الصندلين وفقاح الْكَرم والورد وحى الْعَالم وأطراف الآس وَالْخلاف والساذج والسنبل والمصطكي والشمع ودهن السفرجل ودهن الآس وَنَحْو ذَلِك ولفساد المزاج الْبَارِد عَلَيْك بالبذور المسخنة اللطيفة وغذ بالخبز المنقع فِي الْخمر والخنديقون وبلحوم العصافير والحجل ودع السّمك الْبَتَّةَ والفواكه الرّطبَة وَسُوء المزاج الرطب إِذا أفرط يُؤَدِّي إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمي واليابس إِلَى الذبول والحار إِلَى ذَلِك وَفَسَاد الدَّم والأورام أَيْضا والبارد إِلَى الاسْتِسْقَاء.)

فِي الأورام قَالَ: الورم الْحَادِث إِن كَانَ فِي حدبة الكبد فَإِنَّهُ يحس إِذا كَانَت عَظِيمَة وَإِن حدث فِي تقعرها فالعلامة ثقل تَحت (ألف ب) الشرسوف وَبطلَان الشَّهْوَة والعطش الَّذِي لَا يفتر والقيء المراري ووجع كَأَنَّهُ يجذب المراق إِلَى فَوق ويبلغ إِلَى الأضلاع والكتف وَرُبمَا بلغ الجذب إِلَى طُلُوع الْخلف وَذَلِكَ فِيمَن كبده ملازقة لهناك وَهَذِه الْأَعْرَاض تعرض أَيْضا عِنْد الورم فِي حدبة الكبد غير أَنه إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة كَانَ أعظم وأغلب فَيكون النَّفس أعظم والسعلة أقوى ويمتد الوجع فِي الْكَتف الْأَيْمن لَكِن بطلَان الشَّهْوَة يكون مَعَ ورم التقعر أَكثر مِمَّا يكون مَعَ ورم الحدبة وَكَذَلِكَ الْقَيْء المري والغثى وَكَثْرَة الْعَطش وَيكون مَعَ أورام الكبد الحارة حمى محرقة وَقد يحدث الورم فِي لحم الكبد نَفسه ووجعه يكون ثقيلاً غير نَاسخ وَأما فِي الغشاء الَّذِي يغشيه فوجعه نَاسخ غير ثقيل وَأما فِي عضل المراق الَّذِي فَوق الكبد وَهَذِه الأورام تكون طولا تمتد فِي غوص الْبَطن أَو طوله أَو تاريبه على نَحْو العضل الَّتِي هِيَ وارمة.

وَأما أورام الكبد مستدير هلالي فأفصد الباسليق إِن أمكن وَأعلم أَن الكبد تحْتَاج فِي هَذِه الْحَال إِلَى أدوية وأغذية تقيم مجاريها وتحلل قَلِيلا وَهَذِه لَا تكون إِلَّا جلاءة وَلَا يجب أَن تكون مَعَ جلائها لذاعة لِأَن الورم ينفذ مَعهَا وَيزِيد مَعهَا فَالَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ مَا يجلو بِلَا لذع وَالْعَسَل كَذَلِك لكنه بجلائه يهيج الأحشاء فَاسق لذَلِك مَاء الشّعير فَإِنَّهُ يجلو بِلَا لذع مَعَ

 

(2/500)

 

 

السكنجبين وَأما الرُّمَّان والتفاح ونجوهما فَإِنَّهَا تسد الأوعية بقبضها فتحبس المرار إِن يخرج عَن الكبد فيزيد لذَلِك وخاصة إِن كَانَ فِي تقعير الكبد لِأَن فعلهَا يكون هُنَاكَ قَوِيا بعد فَأَما إِذا ارْتَفَعت إِلَى الحدبة قد استحالت وضعفت فَالَّذِي يصلح للورم فِي حدبة الكبد مَاء الشّعير والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل باعتدال نَحْو طبيخ الكرفس فَإِن كَانَ اللهب شَدِيدا فاعط العليل مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكاكنج والسكنجبين فَإِن تَمَادى الزَّمَان وَظهر الهضم فِي الورم فَاسْتعْمل الَّتِي شَأْنهَا إدرار الْبَوْل بِقُوَّة نَحْو الأسارون والسنبل والفو والبطراس اليون والمر وفقاح الْإِذْخر والغافت والكمافيطوس فَأَما إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تحرّك البرَاز نَحْو)

الصَّبْر والتربد والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَنَحْوهَا وَذَلِكَ بعد الهضم والحقن أَيْضا أَولا بِمَاء الْعَسَل والبورق فَإِذا ظهر الهضم فِي وَقت الانحطاط فاخلط بهَا شَحم الحنظل والقنطوريون وخاصة إِن بَقِي مِنْهُ بَقِيَّة متججرة فِي الكبد وباعده من الأغذية اللزجة وغذ بِمَا يجلو وضمد بالمرخية والعطرية لتجلل بالمرخية (ألف ب) وَتحفظ قُوَّة الكبد بالعطرية وَاسْتعْمل الأضمدة فِي أول الْأَمر حَيْثُ لَا يكون قد ظهر هضم مثل ضماد الصندلين وحى الْعَالم والسفرجل والقسب وَإِذا ظهر قَلِيلا فالبابونج والشمع ودهن الْورْد والمصطكي وَأما بِآخِرهِ إِذْ انحط وانهضم جدا فَاسْتعْمل فِي الْأَدْوِيَة والأضمدة الميعة السائلة والإيرسا والمر والأسارون والأشنة والجعدة وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان ودهن السوسن ودهن الناردين ودهن البابونج ودهن الشبث ودهن النرجس وَمَا كَانَ من الأورام فِي تقعير الكبد فأمل التَّدْبِير إِلَى الْبرد أَكثر لِأَن مَعهَا إِذا حميات قَوِيَّة حارة ضَرُورَة حادة وَلَا يحْتَمل الْأَشْيَاء المسخنة فِي الأورام الصلبة إِذا حدث الورم الصلب فِي الكبد يبْقى من الفلغمونى بقدم أَو حَادث بِذَاتِهِ وَلَا يكَاد يكون ذَلِك لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يكون بقايا فلغمونى فَإِن أَفْوَاه أوعية نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْجِسْم تنسد وينطلق الْبَطن وَيَمُوت صَاحبه فِي الْأَكْثَر وَيلْحق ذَلِك ضَرُورَة الاسْتِسْقَاء قبل الْمَوْت وينطلق الْبَطن إِذا كمل الانسداد لِأَن الأغذية ترجع منصبة إِلَى الْبَطن وَيهْلِكُونَ وَلَكِن فِي مُدَّة طَوِيلَة وَذَلِكَ أَن هَذَا الانسداد لَا يحدث سَرِيعا جدا. قَالَ: وغرض هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا الَّتِي تصلح فِي آخر الورم الْحَار تصلح لَهُم وَيجب أَن يكون غرضك فِي أضمدة مثل هَذِه الأكباد ثَلَاثَة أَشْيَاء مِمَّا يلين كالمقل والشحوم وَمَا يلطف ويحلل كفقاح الْإِذْخر والغار والفاوينا والفوة وَحب البان وثجيرة وَمَا يُقَوي كحشيش الإفسنتين والمصطكي فَمن هَذِه الْأَنْوَاع تركب الأضمدة وَانْظُر أَلا تسرف فِي التَّحْلِيل فَيبقى من الصلابة بَقِيَّة متحجرة ممتنعة من التَّحْلِيل لَكِن عَلَيْك بالتحليل والتليين بِمَاء ثجير حب البان إِذا ضماد نَافِع جدا للصلابة فِي الكبد قَالَ: وَمِمَّا يسقى مِمَّا يفتح سدد الكبد ويضمد بِهِ: القنطوريون الدَّقِيق وأصل لِسَان الْحمل وورقه وبزره وأجود مِنْهَا بزره وقشور أصل شَجَرَة

 

(2/501)

 

 

الْغَار إِذا شربت ثَلَاثَة أبولسات مَعَ شراب ريحاني دَقِيق الترمس إِذا عجن بنقيعه وضمد بِهِ واللوف الْجَعْد وَهَذَا كُله عَجِيب فِي ورم الكبد الصلب والراوند الصيني والجعدة والكماذريوس والغاريقون شَأْنه التفتيح والتنقية والبابونج إِذا تضمد بِهِ فَإِن من شَأْنه أَن يحلل أَكثر من سَائِر)

الْأَدْوِيَة وَمن الْأَدْوِيَة المركبة دَوَاء اللك ودواء الكركم ودواء والأثاناسيا ودواء الْقسْط وَلَا يصلح شَيْء من هَذِه إِذا كَانَت حرارة إِلَّا أَن تكون يسيرَة إِلَّا أَن هَذِه إِنَّمَا (ألف ب) تصلح للبرد والرطوبة ودهن الخروع بِمَاء الْأُصُول والغافت ودهن اللوز المر إِذا كَانَ فِي الكبد سدد بِلَا ورم من أخلاط غَلِيظَة لزجة وَلَيْسَ مَعهَا حرارة الْبَتَّةَ فَإِن عَلَامَات ذَلِك ثقل ووجع فِي الكبد من غير حمى وامتداد يحدث فِيهِ لِأَن رياحاً تتولد فِيهِ وَلَا يُمكنهَا أَن تنفذ وَإِذا طَال أَمر هَذَا السدد عفنت الأخلاط فِي الأكباد فأحدثت أوراماً وأهاجت حميات لَا محَالة.

علاج ذَلِك: أَنه إِذا كَانَت السدد قَوِيَّة مزمنة فأفصد الباسليق ثمَّ أعْطه الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كالسكنجبين العنصلى وطبيخ الغافت وطبيخ الترمس الني وطبيخ أصل الْكبر وأصول الْإِذْخر والرازيانج والكرفس والأنيسون واللك والفوة والسليخة ودهن اللوز المر وَهُوَ يفتح أَيْضا كنحو تفتيح هَذِه وَنَحْوه الغاريقون والجنطيانا والقنطوريون وَمَا ذكرنَا من المركبة فِي بَاب الأورام الصلبة فَإِن العلاج متفارب إِلَّا فِي التليين الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُنَاكَ من أجل الورم الصلب. قَالَ: والدواء الْفَاضِل للسدد هُوَ السرخس لِأَن المرارة غالبة عَلَيْهِ.

وَهَذَا الدَّوَاء عَجِيب لَهُ جدا وَهُوَ الدَّوَاء السنبلي: سنبل رومي ثَلَاثَة أَجزَاء أفسنتين جزؤ يدق ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى وينفعهم أَيْضا حل الْبَطن بايارج فيقرا والبسبايج والأفسنتين والغاريقون وطبيخ البزور المدرو للبول.

فِي الدُّبَيْلَة فِي الكبد: إِن حدث فِي الكبد خراج يجمع فَإِن فَتحه بالحديد تلف فَالْوَاجِب أَن يضمد دَائِما بدقيق شعير وذرق الْحمام وتين مسلوق وبورق ويطعمون عسلاً مغلي وتيناً يَابسا وزوفاء وفوذنجا وَمَاء الشّعير مَعَ عسل وَيسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المدرة للبول كي تميل الْمَادَّة إِلَى الكلى والمثانة فَإِن هَذَا اولى وَأوجب من أَن تميل نَحْو تجويفي الْبَطن والأمعاء واسقهم طبيخ الحاشا والزوفاء والفوذنج النَّهْرِي. لى أَو طبيخ القنطوريون أَو طبيخ الفراسيون فَإِنَّهُ مجرب وَإِن كَانَت الطبيعة يابسة فَحلهَا بحب الصَّبْر فَإِذا انْفَتح الورم وَمَال نَحْو الكلى والمثانة فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية بل أعطهم بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء وأصل السوسن وَكَثِيرًا وفانيذا وَمن الأغذية عسلاً ولبناً قد نشفت مائيته وبيضاً نيمرشتا وملوخيا وَمَاء الشّعير وَالشرَاب الحلو فَإِن انبعثت الْمدَّة إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل من العلاج مَا لَا يُطلق الْبَطن كَبِير إِطْلَاق وَلَا يشده فَإِن)

كَانَ الْخراج حَادِثا فِي غشاء الكبد فَإِنَّهُ إِذا تفتح ينصب فِي مابين الْحجاب والأمعاء فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ يجْتَمع المَاء فِي المستسقى فافتح إِلَى جَانب الأربية الْيُمْنَى فَإِذا سَالَتْ الْمدَّة فواظب على الْخُرُوج. قَالَ: وجع الكبد والشوصة (ألف ب) فِي أول الْأَمر يتشابهان لِأَنَّهُ يلْزم الْجَمِيع ضيق نفس وسعلة فِي الترقوة الْيُمْنَى أَو

 

(2/502)

 

 

الْجنب الْأَيْمن فَأَما بِآخِرهِ فُلَانُهُ يظْهر مَعَ وجع الكبد حمرَة فِي اللِّسَان وسواده وَتغَير الْجِسْم أجمع فِي لَونه وسحنته وَيظْهر مَعَ ذَات الْجنب النفث والسعال الظَّاهِر الْخَاص بِهِ وَيفرق بَينهمَا فِي أول الْأَمر أَن نبض ذَات الْجنب صلب وَيجب أَن تنظر فَإِن أحسست فِي الْجَانِب الْأَيْمن بورم فالعلة فِي الكبد إِلَّا انه لَيْسَ إِذا لم يحس بذلك لَيست الْعلَّة فِي الكبد لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون للورم فِي قعرها أَو فِي الحدبة فِي أَعْلَاهَا فَانْظُر أَيْضا فِيمَن يحس بوجع فِيمَا بَين الأضلاع أَو تحتهَا فَإِن كَانَ ينفث من سعاله شَيْئا أَحْمَر أَو متلوناً فالعلة ذَات الْجنب وَإِن كَانَ لَا ينفث فَلَيْسَ يُمكن أَن يحكم أَن لَيْسَ بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ابتدائها أَو يكون من الَّتِي يعسر النفث فِيهَا وضيق النَّفس بِذَات الْجنب أولى فَإِذا أردْت أَن تقف بِالْحَقِيقَةِ هَل ذَلِك فَأمر العليل أَن يتنفس أعظم مَا يُمكنهُ من النَّفس ثمَّ سل هَل يحس بثقل مُعَلّق تَحت شراسيفه وأضلاعه فَإِن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ وجع الكبد وَمَا ينبعث من الْبَطن فِي وجع الكبد بِخِلَاف مَا ينبعث فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه رُبمَا لم يخرج من الْبَطن شَيْء يدل على ذَلِك وَلَا يحس بالحس فَحِينَئِذٍ لَا يبْقى عَلامَة النبض الصلب والعلامة الَّتِي أَمرتك بهَا بالتنفس الْعَظِيم.

مَجْهُول قَالَ: وَيحدث فِي الكبد أوجاع لصغرها فَقَط تقتصر على الأغذية اللطيفة القليلة وَيجْعَل ذَلِك مَرَّات شَيْئا بعد شَيْء. قَالَ: والورم الْحَار يعالج بالفصد وَمَاء الهندباء وَمَاء الشّعير وضماد الصندلين وسكنجبين فَأَما فِي الورم الجاسي الْبَارِد فبأقراص الأفسنتين ودواء الكركم والسنبل والقسط وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز المر وضماد الاصطماخيقون وكل الورم الصلب يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء وَإِن حدث فِي الكبد ورم عَن ضَرْبَة فَخذ راونداً صينياً وفوة مِثْقَالا فاسقه كل يَوْم مِثْقَالا ثَلَاثَة أَيَّام وضمد بطين أرميى وماش مَجْمُوع بميبختج قد أنقع فِيهِ سفرجل وتفاح أَو لطخ الكبد بموميامى ودهن بنفسج فَإِن لم يكن هُنَاكَ برد. فبالزيبق فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ.

النبض الْكَبِير قَالَ: لَا يكون أبدا فِي الكبد ورم بلغمي لِأَن طباع الكبد تحيل البلغم.

دبيد ورد: سنبل سليخة قسط هندي زعفران دَار صيني حب بِلِسَان مر دِرْهَم دِرْهَم ورد)

سَبْعَة يعجن بترنجين قد غلى بِمَاء قد غلظ والشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء والرازيانج جيد لورم (اليرقان) الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: أَصْحَاب اليرقان مَتى لم تنق أبدانهم من المرار حدثت عَلَيْهِم حميات وَذَلِكَ أَنه لابد للخلط المراري الَّذِي هُوَ ذَا تَدْفَعهُ الطبيعة عَن الْبدن إِذا هُوَ لم يخرج أَن يعفن فَإِن كَانَ سَبَب اليرقان ورماً فِي الكبد أَو سدداً فَإِنَّهُ كَاف فِي استجلاب الْحمى. لى سَمِعت الأطروش يَقُول: إِنَّه لم (ألف ب) ير شَيْئا أضرّ من اليرقان إِذا ترك وَلم يعالح فَإِنَّهُ قد رأى مَرَّات كَثِيرَة يكون بعقبه موت فَجْأَة.

 

(2/503)

 

 

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

الْخَامِسَة: لتنظر أَولا هَل يكون يرقان إِلَّا والكبد عليلة فَنَقُول إِنَّه قد يكون اليرقان على طَرِيق البحران والكبد سليمَة وَقد يكون كثيرا إِذا فسد الدَّم كُله من لذع الْهَوَام أَو عَن الْأَطْعِمَة الْمُوجبَة لذَلِك من غير أَن يكون فِي الكبد سدة وَلَا ورم حَار. قَالَ: قد يكون إِذا ضعفت المرارة عَن الجذب للخلط المري وَهَذَا الضَّرْب غير الأضرب الَّتِي ذَكرنَاهَا. قَالَ: وَقد يكون إِذا امتلات المرارة وَلم تقدر أَن تجذب من الكبد لذَلِك المره وَرُبمَا لم تقدر أَن تجذب لسدة فِي مجْراهَا أَو لضعف قوتها الجاذبة. لى إِنَّمَا قَالَ: غير تِلْكَ الضروب الثَّلَاثَة لِأَنَّهُ قَالَ فِي لحق كَلَامه هُنَاكَ: إِن اليرقان يكون عِنْد السدد فِي الكبد وَمَا يكون عَن طَرِيق البحران وَمَا يكون من السمُوم والأطعمة الرَّديئَة. قَالَ: تفقد فِي اليرقان مَا يخرج بالبول وَالْبرَاز والعرق فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ الثّقل شَدِيدا لانصباغ بالصفراء وَكَذَلِكَ الْبَوْل شَدِيد الصَّبْغ وَكَذَلِكَ الْعرق إِذا جمع فِي طرحها وَفِي الْحمام وَآخَرين لَيْسُوا كَذَلِك وَرَأَيْت رجلا أَصَابَهُ بحران بيرقان مكث فِيهِ وَلم يذهب فَلَمَّا تفقدت بَوْله وبرازه وجدتهما على تِلْكَ الْحَالة الطبيعية فَدلَّ ذَلِك على أَن الكبد سليمَة لَا عِلّة فِيهَا فقصدت إِلَى تَحْلِيل ذَلِك من الْجلد بالحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالتَّدْبِير الرطب وَأَن يجمع مَعَ رطوبته تلطيفاً للاخلاط فبرىء فَأَما من كَانَ يشكو مَعَ اليرقان مس الثّقل فِيمَا دون الشراسيف فَأنى أفتح سددهم بالأطعمة والأشربة والأدوية الملطفة ثمَّ أسهلهم مرّة صفراء بدواء قوي فيبرءون فِي مرّة وَمن لم يبرأ سقيته أَشْيَاء تفتح تفتيحاً أقوى ثمَّ أسهله إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَنه يجد لذعاً وَتخرج مِنْهُ مرّة ينجليه فضلا عَن الصَّفْرَاء والحمراء فيبرءون الْبَتَّةَ وَالَّذِي يسْبق إِلَى ظَنِّي فِي مثله هَذَا)

اليرقان أَن المرارة امتلات فتمددت فَيعرض لَهَا مَا يعرض للمثانة إِذا امتدت من كَثْرَة الْبَوْل أَن يعصر الْبَوْل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى شيءيخرج ذَلِك المرار مِنْهَا حَتَّى ترجع إِلَى حَاله الطبيعي اسْتَعِنْ بآخر هَذِه الْمقَالة إِن شِئْت.

الْمقَالة السَّادِسَة: إِذا اعتلت الكبد وَالطحَال حدث عَن ذَلِك يرقان أسود كَأَنَّهُ مركب من مرّة صفراء مخلوطة بفحم.

الميامر السَّابِعَة: اليرقان الْكَائِن على حد البحران الْجيد يذهب بالحمام سَرِيعا وبالدلك بالأدهان المحللة والأدوية الموسعة للمسام نَحْو دهن الشبث والبابونج ودهن الأقحوان وَنَحْوهَا من الأدهان. قَالَ: والأدوية الحارة تضر من بِهِ مِنْهُم حمى فَأَما من لَا حمى بِهِ وَبِه يرقان عَن سدة فتنفعه البزور المدرة للبول. قَالَ: من أَصَابَهُ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده فَإِنَّمَا تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو جلاءاً قَوِيا كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان فِي كبده إِنَّمَا ينْتَفع بِمَا يشفي ذَلِك الورم فَإِن اجْتمعت سدد وورم فَيحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وترخي وَيَنْبَغِي أَن تحذر عِنْد 3 ((ألف ب)) 3 (الْحمى والورم الْأَدْوِيَة القوية) والكائن عَن السدد يعالج وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية

 

(2/504)

 

 

الْجلاء والحرارة فَأَما الورم فَلَا عصارة الهندباء وعصارة عِنَب الثَّعْلَب يشفي من بِهِ يرقان مَعَ حمى سِتّ أَوَاقٍ سنكجبين فَإِن لم تكن حمى فبشراب وَكَذَلِكَ إِن لم تكن حمى فاعط السنبل والفلفل والإذخر والأنيسون والدقو والقسط والسليخة وفوة الصَّبْغ وَنَحْوه مِمَّا يدْخل فِي سدد الكبد فَاسق من طبيخ الحمص وأصل الهليون وبزر الرازيانج يصلح لأَصْحَاب الْحمى وَيصْلح لَهُم البرشياوشان وَأما من لَا حمى بِهِ فَمثل هَذَا: لوز مر مِثْقَال بزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين مثقالان مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال مِثْقَال يسقى مِثْقَال بشراب معسل ثَلَاثَة قوانوس إِذا لم تكن حمى الْبَتَّةَ.

قَالَ: وَإِذا كَانَ الْجِسْم بِحَالهِ الطبيعة وَالْعين صفراء فليسق صَاحب الْعلَّة فِي الْحمى خلا فائقاً فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُ صفراء كَثِيرَة وَيذْهب مَا بِهِ واسعطه بورق الْحَرْف أَو بعصارة قثاء الْحمار أَو بعصارة بخور مَرْيَم.

3 - (علاج اليرقان)

بالحمام والتكميد وتوسيع المسام واسقه طبيخ الْعُرُوق الصفر بشراب معسل أَو برشياوشان وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد نصف بشراب معسل.

أفلاذنوش فِي كتاب الْفُصُول: قد يكون اليرقان من سخونة مزاج الْعُرُوق نَفسهَا فتجعل الدَّم مرارياً تُؤْخَذ كزبرة الْبِئْر ونعنع وفوة الصَّبْغ بِالسَّوِيَّةِ فتطبخ بِسِتَّة أَمْثَالهَا مَاء حَتَّى يبْقى السُّدس ويصفى ويعطش العليل ويقام فِي الشَّمْس فيعرق حَتَّى يلتهب ثمَّ يسقى قوطولى مِنْهُ حَتَّى يعرق سَاعَة يشربه على الْمَكَان فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته ويتغير لَونه على الْمَكَان أَو خُذ كزبرة الْبِئْر جزئين مرا جُزْءا واسقه على الرِّيق فِي عقب الْحمام بِنصْف قوطولى شراب قَالَ: وافصد لليرقان الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان وَإِن لم تَجِد فِيهِ شَيْئا من هَذِه العلاجات تَنْفَعهُ فأسهل بسقمونيا ثمَّ خُذ فِي الرياضة والتعريق والدلك وَالْحمام.

ثَانِيَة من الأخلاط: أَصْحَاب اليرقان يَنْتَفِعُونَ بِالنّظرِ إِلَى الْأَشْيَاء الصفر وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب الصَّفْرَاء إِلَى ظَاهر الْجِسْم وتحلله.

الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْآفَات الَّتِي تحدث بالكبد فَيكون مِنْهُ اليرقان ثَلَاثَة: الورم الصلب والورم الْحَار والسددإلا أَن الورم الصلب مرض طَوِيل مزمن يحدث على طول الْأَيَّام وَأما الورم الْحَار والسدد فقد يُمكن أَن يحدثا بَغْتَة.

الْمقَالة الْخَامِسَة: صَاحب اليرقان لَا تكَاد تتولد فِيهِ ريَاح لِأَن الْغَالِب على بَطْنه المرار فَلَا يكَاد يكون بَطْنه ضَعِيفا. قَالَ: وَقد يُمكن فِي الندرة أَن يتَوَلَّد فِيهَا الرِّيَاح إِذا ضعفت أحشاؤه.

السَّادِسَة: إِذا كَانَت الكبد فِيمَن بِهِ يرقان صلبة فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورما حاراً أَو جاسياً وَإِذا لم يكن مَعَه لِأَنَّهُ (ألف ب) فِي الكبد فقد يُمكن أَن يكون حُدُوثه من سدة عرضت فِيهَا يُمكن أَن يكون فِيهَا ذَلِك من أجل الطبيعة أَنَّهَا دفعت خلطاً كثيرا فِي الْعُرُوق إِلَى نَاحيَة الْجلد على طَرِيق البحران.

 

(2/505)

 

 

الأولى من طبيعة الْإِنْسَان. إِذا سقيت من بِهِ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده دواءاً مسهلاً للصفراء بعد أَن يتَقَدَّم قتنقيه بالأدوية الفتاحة للسدد استفرغ مِنْهُ مَرَّات كَثِيرَة جدا وَبَطلَت علته على)

الْمَكَان وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي بعد أَن أدهن بدن صَاحب اليرقان أَيَّامًا اسقيه الْمخْرج للصفراء فأبديه فِي مرّة أَن يكون يسقى مَا يفتح المجاري والسدد ويلطف أَيَّامًا ثمَّ يسهل.

فليغريوس فِي رسَالَته فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد بدهن ورد وسداب وَمَاء التفاح يَوْمَيْنِ ليقوى الْموضع ثمَّ افصد ثمَّ دع أَيَّامًا وقو الْقُوَّة ثمَّ أسهل بِالصبرِ والسقمونيا ثمَّ اسْتعْمل مَدَرَة الْبَوْل فَإِن كَانَ الورم فِي الكبد فافصد بالعلاج إِلَيْهِ وَأمر صَاحبه باللهو فَإِن الْحزن يصفر وانهه عَن الْجِمَاع.

من كتاب الحقن: أَصْحَاب اليرقان لَا تكَاد طبيعتهم تنحدر وَمَا انحدر من رجيعهم فَهُوَ أَبيض وألوانهم صفر وَدَلِيل على ذَلِك على أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء وَلكنهَا تجْرِي مَعَ الدَّم فِي الْعُرُوق.

الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ فِي اليرقان الْبَوْل غليظاً أَحْمَر فاعلموا أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء لَكِنَّهَا قد أخذت فِي طَرِيق الْبَوْل وَتركت طَرِيق البرَاز واسق طبيخ الهليلج والسقمونيا والأفسنتين والإياريج فَيقْرَأ إِن لم تكن حمى. قَالَ: وَمِمَّا يخرج الْمرة الغليظة الغاريقون قد عجن فِي الْعَسَل والمحموم اسْقِهِ مَاء الهندباء والسكنجبين وَمَاء الْجُبْن والهليلج وَإِن كَانَت حرارة أَشد فأقراص الكافور والطباشير وعنب الثَّعْلَب وَمَاء الكشوث وأطعمه لب القثاء وَالْخيَار. قَالَ: والبسبايج نَافِع لليرقان. لى إِنَّمَا يعْنى لعلاج اليرقان لِأَنَّهُ يكون إِمَّا سدة فَلَا يصير المرار إِلَى المرارة فَعِنْدَ ذَلِك لَا يُؤمن أَن يحدث فِي الكبد ورم وَإِمَّا أَن يكون قد زَادَت الصَّفْرَاء فِي تولدها فَوق مَا تطِيق المرارة جذبه فَيصير الدَّم كُله صفراوياً فيورث اسقاماً لذَلِك.

أهرن: ينفع من اليرقان فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان. قَالَ: واليرقان إِمَّا أَن يكون لبحران ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْحمى مُتَقَدّمَة وَإِمَّا الذع الْهَوَام وَسَببه ظَاهر وَإِمَّا مَا لَيْسَ لَهُ باد فَمِنْهُ مَا يكون وَلَيْسَ فِي الكبد ورم الْبَتَّةَ وَلَا امْتنَاع من فعله وَيبرأ سَرِيعا بالأدوية الَّتِي تنفض سَرِيعا الصَّفْرَاء وَذَلِكَ أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون لامتلاء المرارة دفْعَة وَلذَلِك يحدث هَذَا اليرقان بَغْتَة وَلِأَن يفْسد من الْجَسَد شَيْء أَكثر من أَن يصفر لَونه وَأما اليرقان الَّذِي مَعَه ثقل فِي الكبد أَو وجع فَإِن ذَلِك لسدد أَو لفساد مزاج حَار وَأما (ألف ب) فِي الكبد ليَكُون المولد فِيهِ صفراوياً يغلى غلياناً واليرقان الْأسود إِذا ألم الطحال مَعَ الكبد فَإِذا لم يجذب الطحال السَّوْدَاء صَار الدَّم سوداوياً. لى إِذا رَأَيْت فِي الحميات يرقاناً فِي الْعين فَاعْلَم أَن الكبد سوء مزاج حَار وَكنت)

 

(2/506)

 

 

رَأَيْت ذَلِك فِي ابْن المنجم فَلَمَّا أَتَى بحرانه قَامَ من الْخَلْط الْمُشبه للدم الْأسود أَيَّامًا وَكَانَ بحراه بِهِ فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَعَلَيْك بتبريد الكبد مَا أمكنك فانى عَالَجت هَذَا بعلاج مبرد فأسهله ذَلِك الْخَلْط.

اهرن: اليرقان الْكَائِن من مرض حاد علاجه تَحْلِيله من سطح الْجِسْم وَكَذَلِكَ الَّذِي من لذع الْهَوَام وَأما الَّذِي يكون لامتلاء المرارة وَهُوَ الْكَائِن بَغْتَة بِلَا وجع وَلَا سوء مزاج فِي الكبد فَإِن صَاحبه يبرأ سَرِيعا مِمَّا يسهل الصَّفْرَاء أَو يدرها فِي الْبَوْل وَأما الْكَائِن مَعَ تَغْيِير فعل من أَفعَال الكبد أَو ثقل أَو وجع فِيهِ فَإِنَّهُ مُحْتَاج أَن يُقَابل بضده من المزاج ويحلل السدد وَإِذا انسد المجرى الْأَسْفَل من مجْرى المراة فَإِن النَّحْو يبيض وَذَلِكَ أَن المرار لَا ينصب إِلَى الأمعاء وَيكون فِيهِ مرار ويشتد عطشه وَإِذا كَانَ المرار ذَاهِبًا فِي الْعُرُوق فَإِن الْبَوْل شَبيه بالارجوان وَإِذا كَانَ العليل قَوِيا فافصده وينفع من اليرقان مَاء الْجُبْن والسقمونيا والهليلج الْأَصْفَر والغاريقون والبسبايج وَنَحْوهَا وَالصَّبْر والأفسنتين والغافت والأشياء المدرة للبول والكندس مَتى سقى مِنْهُ دِرْهَم أخرج اليرقان بالقيء.

اليرقان الباحوري لَا يحْتَاج إِلَى علاج أَكثر من الْحمام والدلك الْيَسِير وَإِذا كَانَ اليرقان مَعَ حمى وإسهال قوي مرى وَكَانَ بالعليل ثقل تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَفِي الكبد ورم حَار وَمَتى لم يكن ثقل مَعَ ذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ حرارة فِي هَذِه النَّاحِيَة وَحمى فَإِن فِي الكبد سوء مزاج وَمَتى كَانَ اليرقان بِلَا حمى وَكَانَ البرَاز أَبيض فَإِن السَّبَب انسداد مجاري المرارة أَو ضعفها. قَالَ: وَالْبَوْل فِي هَؤُلَاءِ شَدِيد الصَّبْغ. قَالَ: وَقد يكون يرقان لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كلهَا فتحيل غذاءها كُله إِلَى الْمرة كَمَا يكون حِين الْحمى إِذا تَغَيَّرت إِلَى ذَلِك. قَالَ: وَيعرف هَذَا اليرقان من أَنه لَا يكون قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: فانقل العلاجات الَّتِي فِي بَاب الكبد إِلَيْهِ إِن كَانَ سَبَب ذَلِك من الكبد. قَالَ: وَأما إِذا كَانَ اليرقان لسدد فافصد الْعرق من الْيُمْنَى أَو من الْكَفّ الْقَرِيب من الْخِنْصر وَاسْتعْمل الأضمدة الَّتِي تدفع الورم الْحَار والإسهال بالأيارج والحقن جَيِّدَة لهَؤُلَاء.

قَالَ: واسقهم على الرِّيق الْأَشْيَاء المدرة للبول والإفسنتين ويعظم نفع عصارة الفجل يسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين وَنصف من خل خمر وَيشْرب أياريج فيقرا بالسكنجبين وَأما اليرقان الْعَارِض لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء فَعَلَيْك بالتمريخ اللين والحمامات والرياضات المعتدلة)

وبالغذاء الَّذِي يبرد ويرطب كالهندباء والكرفس والسك وَالشرَاب الرَّقِيق وَإِن بقيت الصُّفْرَة فِي الْعين فَقَط فقطر فِي الْأنف عصارة قثاء الْحمار قد حبه مَعَ (ألف ب) لبن امْرَأَة فِي الْحمام وَيكون فِي الْحَوْض وَلَا يغوص رَأسه فِي المَاء ثمَّ يُؤمر بعد الْحمام بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يرد الْقُوَّة ويقطر ذَلِك فِي الْأنف فِي الشَّمْس أَو قطر فِي الْأنف عصارة بخور مَرْيَم أَو شونيذا وينشق خلا حاذقاً وَهُوَ وَاقِف فِي الآبزن وَإِن أمْسكهُ سَاعَة فِي أَنفه انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما وأحدر فضولاً كَثِيرَة.

 

(2/507)

 

 

شَمْعُون: إِذا كَانَت سدة فِي الْفَم الْأَعْلَى الَّذِي بِهِ يقبل المرار من الكبد أَو فِي الْأَسْفَل الَّذِي بِهِ ترفع الْمرة إِلَى الأمعاء يبيض الرجيع لَكِن إِذا كَانَ الْأَسْفَل أَبيض من يَوْمه لِأَن المرار يمْتَنع الْبَتَّةَ فَأَما إِذا كَانَ فِي الْأَعْلَى فَإِنَّهُ يبيض على الْأَيَّام لِأَن الْمرة الَّتِي فِي المرارة تصبغه أَيَّامًا حَتَّى يستفرغ مَا فِيهَا. لى السَّبَب فِي اليرقان إِمَّا أَن يكثر تولد المرار وعلامته ظُهُور اليرقان فِي النَّحْو فَيكون منصبغاً وَقد تقدمته أغذية وتدبير يُوجب ذَلِك وَإِمَّا لانسداد أحد الثقبين. قَالَ: إِذا كَانَت السدة فِي الْفَم الْأَسْفَل فَعَلَيْك بالإسهال بالإيارج والغاريقون والسقمونيا وَإِن كَانَ فِي الْأَعْلَى فِيمَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ الدَّم كُله مرارياً فبالإسهال ثمَّ التطفئة وَمِمَّا يَنْفَعهُمْ لحم الْبَقر والسمك قريص وسكباج.

الْمقَالة الثَّالِثَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار فِي الْعُرُوق يقلب الدَّم إِلَى الصَّفْرَاء. الْإِسْكَنْدَر فِي كتاب الْمعدة قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار يقلب الدَّم من الصَّفْرَاء. قَالَ: قد رَأَيْت من بِهِ يرقان برىء بِاسْتِعْمَال النّوم. قَالَ: وَيكون اليرقان من ورم الكبد وَمن غَلَبَة الْحَرَارَة على الْجِسْم وَمن سدد تعرض فِي مجاري المرار من أخلاط لزجة وَهَؤُلَاء يبرءون من الْأَشْيَاء الملطفة المسخنة.

ابْن ماسويه فِي الحميات قَالَ: اليرقان يحدث عَن المرارة وَمن الكبد وَمن مجاري الْمرة وَمن الْعُرُوق كلهَا وَمن الأغذية والسموم وَمن البحران فَأَما فِي أَمر الكبد فَإِذا حدثت فِيهَا سدد أَو أورام صلبة تسد أَو رخوة تبطل قوتها وفعلها. لى. يجب أَن يعْطى على جَمِيعهَا عَلَامَات.

عَلامَة اليرقان الْحَادِث عَن الْعُرُوق أَلا يكون فِي الكبد ثقل وَلَا هُنَاكَ حرارة وَلَا عَطش.

وعلامة الْكَائِن عَن سدد الكبد: الثّقل فِي الكبد والتمدد والوخز.)

وعلامة الْكَائِن من فَسَاد مزاج الكبد الْحَار: شدَّة الْعَطش ويبس اللِّسَان والرجيع.

وَأما الْحَادِث عَن ورم حَار يكون مَعَ ذَلِك ثقل ووجع وتمدد يستسقى ذَلِك.

علاج اليرقان مَعَ الْحمى إِن كَانَ فِي الِابْتِدَاء فَعَلَيْك بالمبردة كَمَاء الشّعير مَعَ المدرة للبول كالسكنجبين وَالطَّعَام سرمق وسلق وَنَحْوه وتضمد الكبد بالصندلين دَائِما وَإِن كَانَ يعرض بعد النضج والانتهاء فاعط المدرة للبول وَلَا تخف كالأنيسون والرازيانج وأسهل صفراء واحمه واكحل الْعين بِمَاء الْورْد وَمَاء الكزبرة وَمَاء الثَّلج واسق هَذِه الأقراص: عصارة (ألف ب) غافت دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم طباشير ثَلَاثَة ورد خَمْسَة بزر السرمق ثَلَاثَة بزر القثاء بزر الرجلة ثَلَاثَة يَجْعَل قرصاً ويسقى بالسكنجبين. لى لم أر شَيْئا أبلغ فِي اليرقان الَّذِي مَعَه سخونة شَدِيدَة

 

(2/508)

 

 

والتهاب من تضميد الكبد بضماد الصندلين ويدام حَتَّى يحس بالبرد وَقد وصل إِلَى عمق الْجَسَد ويبرد بالثلج فَإِن المَاء يصبح أَبيض قَالَ: تعجن هَذِه الْأَدْوِيَة بِمَاء الفجل ويسقى بالسكنجبين أَو بِمَاء الرازيانج والهندباء والغذاء سمك بخل ودراج مطبوخ وطيهوج مصوص ولب القثاء وَالْخيَار والبطيخ الحامض والتفه وَمَتى طَالَتْ مُدَّة اليرقان بعد الْحمى وَلم تذْهب بِهَذِهِ العلامات فافصد الباسليق واسق طبيخ الهليلج والشاهترج وَالْأُصُول والغافت وَاجعَل بياضه الغاريقون وزن دِرْهَم يُؤْخَذ من أول اللَّيْل وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَاسق طبيخ الهليلج ثمَّ اسْقِ بعده مَاء الْجُبْن وَبعد ذَلِك مَاء الخس وَمَاء الهندباء مَعَ السكنجبين ابْن ماسويه: إِنَّه قد يعرض يرقان أسود عَن الكبد ويميز بَينه وَبَين الْحَادِث عَن الطحال وَإِن كَانَ شَدِيد السوَاد جدا فَإِنَّهُ من الطحال وَإِن كَانَ قَلِيل السوَاد فَإِنَّهُ من الكبد وَإِن كَانَ البرَاز أسود جدا فالطحال هُوَ الْأَلَم وَإِن كَانَ قَلِيل السوَاد فَإِنَّهُ من الكبد وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الطحال وارماً فاليرقان عَنهُ وَقد يتَوَلَّد عَن ألم الكبد وَالطحَال مَعًا والعلامة مختلطة بَينهمَا فأعن بعلاج اليرقان الْأسود بالفصد من الباسليق من الْأَيْسَر ثمَّ بالإسهال بمطبوخ يَقع فِيهِ بسبايج وسقولوقندريون وأصول الْكبر والخربق الْأسود والشاهترج والإهليلجات والأفيثمون وَالزَّبِيب وبياضه إيارج وغاريقون وملح وَإِن كَانَ هُنَاكَ حمى فَاسق مَاء الكشوث والرازيانج وَمَاء ورق الطرفاء وَمَاء الفجل والسكنجبين واعطهم المصوص وَإِذا لم تكن حمى فَاسق بعد ذَلِك الْمَطْبُوخ لبن اللقَاح بالهليلج والفيثمون أَو مَاء الْجُبْن وغذهم بكبر بخل وَعسل واسقهم السكنجبين واعطهم المصوص والهلام. لى يخَاف اليرقان)

لِأَنَّهُ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الزقى الَّذِي مَعَه حرارة سَرِيعا.

لى تفقدت فَوجدت ذَلِك يكون دَائِما مَعَ اليرقان الَّذِي يكون من سدد وورم فِي الكبد. قَالَ: وَاسْتدلَّ على اليرقان الباخورى بعد النضج وَسُكُون الْمَرِيض وخفة مَرضه. قَالَ: وَاسْتدلَّ على الْحَادِث لورم حَار فِي الكبد بثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَعَ حمى وَاسْتدلَّ على الْحَادِث من سدد بِأَن يكون ثقل بِلَا حمى وعَلى الْحَادِث من فَسَاد المزاج الْحَار فِي الكبد يُولد دَمًا صفراوياً بحرقة ولهيب وعطش بِلَا ثقل وعَلى الْحَار من أجل سَبَب الأغذية أَن يكون قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ البرَاز فِي اليرقان أصفر بِحَالهِ فَإِن المرارة لَا آفَة بهَا وَالْعلَّة فِي الكبد فَإِن ابيض البرَاز فالآفة فِي علاج يرقان البحران (ألف ب) بِالْمَاءِ العذب السخن والمروخ بدهن البابونج والشبث وَالَّذِي عَن ورم الكبد فصد الإبطى فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لورم الكبد من فصد الإبطى وَبعد ذَلِك مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكشوث مَعَ السكنجبين فَإِذا ظهر النضج فأضف إِلَيْهَا صبرا وعصارة الغافت وغن كَانَت حرارة فَاسق مَاء الشّعير مَعَ مَاء الكشوث أَو مَاء الكرفس وضمد

 

(2/509)

 

 

بضماد الصندلين إِن كَانَ اليرقان لفساد المزاج فأسهل بالهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والأفسنتين وحشيش الغافت وأصول الكرفس والغاريقون وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والإجاص وينفع مَاء الْجُبْن والسكنجبين وينفع التَّمْر الْهِنْدِيّ وسكر الْعشْر مَعَ مَاء الْجُبْن والهليلج الْأَصْفَر ثمَّ يستحمون وَيَأْخُذُونَ بعد ذَلِك المدرة للبول وَإِن حدث عَن سدة اسْتعْمل المفتحة كالقرص الْمُتَّخذ بلوز مر ولإسنتين وأسارون وأنيسون وغاريقون اسْقِهِ مِنْهَا مُدَّة ثمَّ أسهله ثمَّ عد إِلَى مَا يفتح ويلطف ثمَّ أسهل والقىء العنيف يفتح سدد الكبد وينفع الْكبر بخل والسلق بالخردل وخل الإشقيل وليأكل لُحُوم الطير بالصباغات الملطفة واسقهم خمرًا رَقِيقا وليحذروا الشِّبَع وَسُوء الهضم وَإِن كَانَت حرارة فماء الشّعير والسكنجبين وَمَاء الهندباء والسمك الصغار بخل وكرفس وفراريج بِمَاء الحصرم مَعَ الكرفس ولب القثاء وَالْخيَار وَمَتى لم يكن مَعَ اليرقان حمى فاعط القوية فِي إدرار الْبَوْل وتفتيح السدد كالقسط والجنطيانا والراوند والعرطينيثا وَنَحْوهَا فَأَما المحموم فَمَا وَصفنَا وَيصْلح لَهُ أَيْضا الأفسنتين والفوة والغافت وَشعر الْجِيَاد مَعَ تِلْكَ فَإِن هَذِه نافعة لليرقان جدا وَقد ينفض لليرقان نفضا قَوِيا الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وأسهله بهَا وَاسْتعْمل فِي اليرقان الْأسود مَا يخرج السَّوْدَاء.)

حب يسقى لليرقان جيد بَالغ: غاريقون سَبْعَة إيارج فيقرا بزر كشوث سِتَّة سِتَّة إهليلج أصفر وكابلى خَمْسَة خَمْسَة فيثمون إهليلج أسود أَرْبَعَة أَرْبَعَة ملح هندي سِتَّة بزر فجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون بزر كرفس بزر رازيانج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يعجن بِمَاء ورق الفجل ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ فَإِذا تنقى الْجِسْم وَلم تبْق إِلَّا صفرَة فِي الْعين بعصارة قثاء الْحمار مَعَ لبن وعصارة سلق فَإِنَّهَا تنقي وبخور مَرْيَم وَنَحْوهَا اليرقان هُوَ أَن ينبث فِي الْجِسْم دم صفراوي وَيعرف ذَلِك بلون الْعين وَاللِّسَان وطعمه وَأبين مَا يكون فِي الْعين لِأَنَّهُ يظْهر على الملتحم سَرِيعا قبل أَن يحس بِهِ فِي سَائِر الْبدن قَالَ: هَذَا فافصد لَا إِلَى الْبَوْل الْأَحْمَر فَإِنَّهُ قد يكون يرقان الْبَوْل الْأَبْيَض.

من كتاب الدَّلَائِل: إِذا فَسدتْ مجاري الْمرة نفذ شَيْء مِنْهَا مَعَ الدَّم فصفر اللَّوْن وَبَقِي مِنْهَا شَيْء فِي الكبد فأكسبها سوء مزاج حَار يحرق الدَّم ويشيطه حَتَّى يكثر فِيهِ الصَّبْغ. لى فَهَذَا يجب أَن يُبَادر حِينَئِذٍ (ألف ب) بنفض الكبد وتبريدها لِئَلَّا يحدث ورم حَار وكل مَا كَانَ اليرقان الْبَوْل فِيهِ أَكثر وأميل إِلَى الصَّبْغ كَانَ أَحْمد وَإِذا كَانَ أقل صبغاً كَانَ أردى وأدل على الاسْتِسْقَاء كَانَ رجل بِهِ يرقان مَعَ عِلّة حادة بِهِ فسقيته مَاء الهندباء والسكنجبين فَأَصَابَهُ سعال قَالَ: فتحولت إِلَى أَن سقيته مَاء الْجُبْن فَكَانَ بَالغا فِيمَا أمرت.

 

(2/510)

 

 

اليرقان مَعَ الْمَرَض الحاد بزر الهندباء وبزر الْخِيَار وبزر الرجلة يسقى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم كل يَوْم بأوقية من مَاء الهندباء وأوقية سكنجبين فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وينفع جدا.

من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: إِذا احتسبت الْمرة الصَّفْرَاء فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك من قبل سدد أسرعت التفتيح وَإِن كَانَ الضّيق عرض فِي مجارى المرارة لِكَثْرَة امتلاء الْأَجْسَام الْمُجَاورَة لَهَا فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك من أجل غلظ اسْتعْملت التَّدْبِير الملطف وَإِن كَانَ من أجل كثرتها اسْتعْملت الاستفراغ وَإِن كَانَ من قبل ورم حَار أَو ورم صلب فَذَلِك خَارج من حفظ الصِّحَّة وَإِن كَانَ من سَبَب سوء مزاج حدث فِيهَا رَددته إِلَى حَاله فَإِن كَانَ مُنْذُ حِين فَهُوَ مرض وَإِن عرض من انضمام الْآلَات الجاذبة للمرار من أكل أَشْيَاء قابضة فَمرَّة يتَنَاوَل الحلوة الدسمة وَمَتى كَانَ إِنَّمَا عرض من أجل الْأَشْيَاء المسخنة المجففة أمرت بتناول الْأَشْيَاء المبردة الرّطبَة. لى هَذِه أَجنَاس من اليرقان. لى مصلح لِابْنِ سرابيون: اليرقان ثَلَاثَة أَصْنَاف إِمَّا يكون لِكَثْرَة المرارة فِي الْجِسْم فَوق مَا كَانَ وَإِمَّا أَلا تجذب المرارة من الكبد وَإِمَّا أَن لَا تقذف بِهِ فِي الأمعاء وتولد المراريكثر فِي الْجِسْم بحرارة تغلب على الكبد إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لأغذية حلوة أَو دسمة أَو حريفة وَبِالْجُمْلَةِ حارة والجذب من الكبد يبطل إِمَّا بِسَبَب المرارة وَإِمَّا بِسَبَب الكبد فَإِذا كَانَ فِيهَا ورم إِمَّا صلب وَإِمَّا حَار وخاصة فِي الْموضع الَّذِي تفصل بِهِ رَقَبَة المرارة وَإِمَّا سدد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَإِمَّا من أجل المرارة فَإِذا حدث ورم فِي فمها الجاذب أَو سدة أَو ضعفت فقوتها الجاذبة تبطل إِمَّا لسوء المزاج وَإِمَّا لتمدد شَدِيد بَالغ من سدة امتلائية وَإِمَّا لِأَن الْقُوَّة الَّتِي بهَا تدفع المرار إِلَى الأمعاء فضعفت فَتبقى لذَلِك ممتلئة فَلَا تجذب وَذَلِكَ يكون لسدة أَو ورم أَو سوء مزاج أَو ضعف نَالَ المرارة من شدَّة التمدد فَجَمِيع هَذِه الْوُجُوه أَو جلها وَقد يحدث اليرقان على طَرِيق دفع الطبيعة للمرار إِلَى خَارج الْبدن وَقد يحدث عَن سموم الْحَيَوَان فَإِذا حدث اليرقان عَن سوء مزاج حَار فِي الكبد تبعه عَلَامَات أورام الْحَرَارَة فِي الكبد وَإِن كَانَ الورم حاراً تيعته أَعْرَاض الورم الْحَار وَإِن كَانَ صلباً تَبعته أَعْرَاض الورم الصلب وَإِن كَانَ لسدد حدث ثقل بِلَا حرارة فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَيحْتَاج أَن يفصل بَين الورم الصلب وتحدد سَائِر العلامات والأدلة على مَا يجب وَإِذا كَانَ البرَاز أَبيض فَإِن مصب الْمرة قد بَطل يحرر هَذَا إِن شَاءَ الله وَإِن كَانَ الْبَوْل بِحَالهِ الطبيعي (ألف ب) فَإِن الوجع لَيْسَ فِي)

ابْن سرابيون: إِذا كَانَ البرَاز أَبيض فالعلة فِي مصب المرار وَإِن كَانَ الْبَوْل بِحَالهِ الطبيعي فَلَيْسَتْ الآفة فِي الكبد. مُفْرَدَات ج: الشنجار الَّذِي مِنْهُ أقل مرَارَة وَأكْثر قبضا جيد لليرقان وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يبرد غاريقون يسقى من اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد بزر القطف جيد لمن بِهِ يرقان من سدد كبده فوذنج نهرى جيد لليرقان الَّذِي من سدد فقاح إذخر نَافِع للورم فِي الكبد وَيدْفَع اليرقان عصارة الفراسيون يسعط بِهِ أَصْحَاب اليرقان فينفعهم غَايَة الْمَنْفَعَة وعصارة

 

(2/511)

 

 

قثاء الْحمار مَتى سعط بِهِ من بِهِ يرقان نفع الكمافيطوس أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن بِهِ يرقان والغاريقون جيد لليرقان طبيخ الإفسنتين إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث أبولسات شفى اليرقان البسبايج مَعَ الغاريقون وبزر الهندباء والأكشوث والسرمق وطبيخ الفوذنج يشفي اليرقان بِأَن شرب مَعَ شراب قسطس الخس مَتى سلق وَأكل مَعَ دهن حل أَبْرَأ اليرقان السرمق يبرىء اليرقان الْخِيَار والقثاء إِن أكل لَبنهَا يبرئان اليرقان القرع وماءه إِن شرب أَبْرَأ اليرقان الهندباء والأكشوث وعنب الثَّعْلَب والرازيانج يبرىء اليرقان. لى الكافور يبرىء اليرقان سمك سكباج يبرىء اليرقان مَاء الْجُبْن يبرىء اليرقان أبلغ من جَمِيع الْأَدْوِيَة إِن احتجت أَن تسهل بسقمونيا فألق فِيهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.

الخور: الجندباستر جيد لليرقان. لى جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: يحدث ضرب من اليرقان من أكل أغذية قابضة وَمن أَشْيَاء مسخنة مجففة لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يضمان فَم الْمعدة والأوعية جدا وعلاجهما أما الأول فبالأشياء الدسمة والحلوة المرخية ليسترخي تِلْكَ الْمَوَاضِع وَأما الثَّانِي فبالتي تبرد وترطب وَيجب أَن تسئل أَولا إِذا رَأَيْت اليرقان لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون لضعف الْقُوَّة الجاذبة فِي المرار وَإِمَّا لسدد فِي عمقها أَو ورم أَو لِضعْفِهَا يُحِيط بِهَذِهِ المجارى لَهَا إِمَّا لورم أَو لامتلاء.

لى أَكثر مَا يحدث لسدد الكبد وَقد يحدث لورم وَمَا كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ من السدد وَأما سَائِر اليرقان فَمَا رَأَيْته حدث فِيهِ فاعتمد على هذَيْن.

أهرن حب بليغ فِي نفض اليرقان: راوند عصارة أفسنتين والغافت نصف نصف سقمونيا ربع دِرْهَم يحبب بِمَاء الهندباء.

التَّاسِعَة من الميامر مصلح قَالَ: انْظُر فَإِن كَانَ اليرقان بعد حمى وَخفت بِهِ وَكَانَ فِي يَوْم باحورى فعالجه بالاستحمام والتمريخ بدهن مُحَلل فَأَما مَا كَانَ بورم فِي الكبد حَار فاحذر)

فِيهِ الْأَدْوِيَة القوية وَهَذَا يكون مَعَه حمى لِأَن مَا يضر بتهيج الْحمى أَكثر مِمَّا ينفع فِي توسيع مجارى الكبد فَأَما مَا كَانَ بِسَبَب سدد بِلَا ورم فَإِنَّهُ ينْتَفع بالقوية وَلَا حمى مَعَ هَذِه وَهَذِه هِيَ القوية الْجلاء كالجنطيان والعرطنيثا والراسن والقسط والراوند والجعدة والقنطريون وَإِن كَانَ اليرقان من سدة مَعَ ورم فَيحْتَاج (ألف ب) الورم إِلَى مَا يُرْخِي وللسدد إِلَى مَا يجلو فتركب من ذَلِك وليحذر الحارة مَعَ الْحَرَارَة.

مسيح: قد يكون يرقان عَن شدَّة حرارة المرارة والكبد. قَالَ: وَهَذَا يصفر مِنْهُ جَمِيع الْبدن خلا الْوَجْه فَإِنَّهُ يسود ويجف الْجِسْم مَعَ ذَلِك ويبيض اللِّسَان ويحتبس الْبَطن وينتفخ وَيكون الْبَوْل أَولا أَبيض رَقِيقا ثمَّ أَنه إِن تزايدت الْعلَّة غلظ واسود وَمن علاجه الفصد والتطفئة والتضميد بِمَا يطفىء والإغذاء بِمَا يعدل.

الخوز لليرقان: اسْقِ إِذا كَانَ الْبَطن لينًا رائباً بكعك وَإِلَّا فماء الْجُبْن.

حب يعْطى مِنْهُ كل يَوْم مَتى كَانَت الطبيعة معتلقة: إهليلج أصفر دِرْهَم صَبر ثلث دِرْهَم ورد عصارة غافت وأفسنتين وَرب السوس دانق بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.

 

(2/512)

 

 

التِّرْمِذِيّ: يُؤْخَذ إهال من عجل بِلَا زعفران وخل ثَقِيف ويلقى عَلَيْهِ مثله سكرا ويطبخ ويلقى عَلَيْهِ قَلِيل كافور وَيسْتَعْمل كالسكنجبين.

أبقراط فِي تَدْبِير الأسقام: من اليرقان ضرب سريع الإهلاك يرى فِي الْبَوْل شَبيه الكرسنة الْحَمْرَاء وَحمى وقشعريرة ضَعِيفَة ويضجر من الدثار وَالْكَلَام جدا ويجد عذرا فِي الْبَطن وثقلاً إِلَى أَرْبَعَة عشر فَإِن جَازَ سلم يَنْبَغِي أَن تحميه وتسقيه مَاء الْعَسَل وَشَرَابًا رَقِيقا عتيقاً وتواتر غذاءه ابْن اللَّجْلَاج: اليرقان رُبمَا عرض بَغْتَة وَالْأسود لَا يعرض بَغْتَة.

من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ اليرقان عَن الكبد وعلامته الصُّفْرَة فليفصد الباسليق إِن أمكن ويحتجم فِي الأخدعين ويسقى مَاء عِنَب الثَّعْلَب والكشوثاء والهندباء والرازيانج مَعَ أَرْبَعَة دَرَاهِم خيارشنبر مغلي مروقاً مَعَ سكنجبين سكرى أُوقِيَّة وتضمد الكبد بضماد الصندلين وَإِن كَانَ اليرقان عَن الطحال وعلامته السَّوْدَاء فافصد من الْأَيْسَر واحجمه وسقه مَاء الْبُقُول وَمَاء ورق الطرفاء وَالْخلاف واصرف الْعِنَايَة إِلَى الطحال وأطعمه سمكًا صغَارًا مطبوخة بخل ثمَّ يشرب بعد ذَلِك مَاء الْجُبْن بالهليلج والأفيثمون وَالْملح الْهِنْدِيّ وَالصَّبْر السقطرى وَمن الهليلج دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم ملح دانق صَبر أسقوطرى ربع دِرْهَم)

يشربه أَيَّامًا وتكحل الْعين بِشَيْء من مَاء ورد وخل خمر بِالْغَدَاةِ والعشي.

لليرقان الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد: زبيب بِغَيْر عجم ربع كيلجة ورد يَابِس غير مطحون خَمْسَة دَرَاهِم كبابة ثَلَاثَة دَرَاهِم ينفع بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء الْحَار يَوْمًا وَلَيْلَة وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَاحِد وَيشْرب على الرِّيق فإنى رَأَيْت هَذَا أنجح فِي هَذَا الضَّرْب من اليرقان من مَاء الرازيانج والكشوث وعنب الثَّعْلَب يشرب على هَذِه الصّفة أسبوعاً.

لليرقان: اسْقِهِ درهما من رب السوس بسكنجبين فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

لليرقان من سدد الكبد: اسْقِهِ درهما من عروق ودرهماً من أنيسون بمطبوخ أَبيض واسقه قُرُون الإيل محرقة دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد على الرِّيق.

الْأَعْضَاء الألمة: اليرقان الزَّعْفَرَان (ألف ب) يدل على عِلّة فِي الكبد أَو فِي المرارة وَالْأسود يدل على عِلّة فِي الطحال اليرقان إِمَّا لالتهاب حرارة الكبد إِذا جعلت الدَّم مرارياً وَإِمَّا لِأَن الْخَلْط يَسْتَحِيل إِلَى المرارية فِي جَمِيع الْجِسْم وَإِمَّا لانتشار الْمرة على سَبِيل البحران والأخلاط تستحيل إِلَى المرار إِمَّا لرداءة مزاج أَو من سم حَيَوَان أَو دَوَاء قتال فَإِن كَانَ الْإِنْسَان جيد الأخلاط وَظهر بِهِ اليرقان بَغْتَة فَإِنَّهُ دَوَاء قتال أَو سم حَيَوَان وَإِن كَانَ رَدِيء الأخلاط رَدِيء التَّدْبِير وجاءه قَلِيلا قَلِيلا فَهُوَ لرداءة المزاج أَو من سم حَيَوَان.

 

(2/513)

 

 

القوى الطبيعية قَالَ: قد داوينا من اليرقان بِأَن قصدنا أَولا لِلْعِلَّةِ الَّتِي فِي الكبد وأصلحناها ثمَّ نفضنا بعد الْبدن مِمَّا يخرج الصَّفْرَاء فبرؤا سَرِيعا قَالَ: وَقد نرى السقمونيا عيَانًا ينفع أَصْحَاب اليرقان.

ابْن ماسويه يطْعمُون سمكًا بخل ويفصدون الباسليق ويسقون طبيخ الإهليلج ثمَّ مَاء الْجُبْن.

الْيَهُودِيّ: مَتى اغْتسل بطبيخ برشياوشان أذهب اليرقان. وَقَالَ: إِذا كَانَ المَاء فِي اليرقان غليظاً فأسهل الْبَطن صفراء بِأَن تعطيه سقمونيا مَعَ سكر أَو طبيخ الهليلج الْأَصْفَر فَإِن كَانَ مَعَ الْحمى فليسق سكنجبيناً مسهلاً وَغير مسهل ثمَّ اسْقِ أقرصة الكافور والطباشير وَمَاء الْبُقُول بعد النفض وأطعمه سكباجاً ومصوص الفراريج ولب الْخِيَار والبسبايج جيد جدا لليرقان الَّذِي عَن سدد الكبد فَاسْتَعْملهُ فِي أطعمته وأسهله بِهِ وافصده واعطه حماض الأترج فَإِنَّهُ نَافِع لليرقان مَعَ شَيْء من طلاء فَإِذا أزمن وزعتق فَاسق دَوَاء الكركم بِمَاء الْأُصُول وأقراص الأفسنتين بِاللَّيْلِ وَمَاء الْجُبْن بالسقمونيا.)

فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى جففت الخراطين وسحقت وسقيت صَاحب اليرقان يهيأه من سَاعَته.

من كتاب الأخلاط قَالَ: استفرغ من أَصَابَهُ اليرقان المرار لكل حِيلَة بالإسهال والقيء وَمن الْأنف وَمن آلَات الْبَوْل صَاحب اليرقان يَنْفَعهُ النّظر إِلَى الْأَشْيَاء الصفر.

الْفُصُول: اليرقان إِن كَانَ عَن عِلّة الكبد إِمَّا من الورم الصلب وَإِمَّا من الفلغمونى وَإِمَّا من السدة والورم الْحَار والسدة يُمكن أَن يحدث فِي الكبد بَغْتَة وَأما الورم الصلب فَلَا يحدث إِلَّا على طول الْأَيَّام من كَانَ بِهِ اليرقان فَلَا يكَاد يتَوَلَّد فِيهِ ريَاح لِأَن المرار غَالب على الْبَطن وَالْبدن وَقد يُمكن أَن يتَوَلَّد فِيهِ ريَاح على الأَصْل إِذا كَانَ من ضعف أَعْضَاء الْبَطن لِأَن الرِّيَاح قد تتولد من ذَلِك أَيْضا إِذا كَانَ مَعَ اليرقان صلابة فِي الكبد فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورماً جاسياً وَإِذا لم تكن مَعَه صلابة فَيمكن أَن يحدث عَن سدد أَو على طَرِيق البحران لى اليرقان الَّذِي مَعَ صلابة فِي الكبد يُورث الاسْتِسْقَاء.

الميامر: اليرقان قد يكون على جِهَة البحران الْجيد فِي الحميات عِنْدَمَا تدفع الطبيعة فضل الْمرة الصَّفْرَاء إِلَى نَاحيَة الْجلد وَهَذَا اليرقان يذهب سَرِيعا بِأَن يدْخل الْحمام ويتدلك بدهن حل ويتعالج بِسَائِر (ألف ب) الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للمسام كدهن الشبث والبابونج والخروع وَمَا ينفع بِهِ من أَصَابَهُ هَذَا اليرقان من بعد هَذِه الْأَشْيَاء دهن عقيد الْعِنَب ودهن السوسن ودهن الأقحوان وَيكون اليرقان من السدد فِي الكبد وَمن الورم الْحَار فِيهَا وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل البليغة فِي الْحَرَارَة فِي مداواة من بِهِ يرقان مَعَ حمى مثل الجنطيان والراسن والقسط والزراوند والجعدة والقنطوريون وَهِي عَظِيمَة النَّفْع جدا فِي موَاضعهَا. لى مَوَاضِع هَذِه حَيْثُ يحْتَاج

 

(2/514)

 

 

أَن تفتح السدد وَلم تكن حرارة غالبة. قَالَ: وَمن أَصَابَهُ يرقان من أجل ورم فِي كبده فَإِنَّمَا يَنْفَعهُ من الْأَدْوِيَة مَا ينقي ذَلِك الورم كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان من أجل سدد فِي عروق كبده تَنْفَعهُ الَّتِي تجلو جلاءا قَوِيا وَلَو كَانَ أثر الدَّوَاء بَينا جدا فِيهَا وقوتها حارة هَذَا مَا ذكرت بِعَيْنِه. قَالَ: فَإِن اجْتمعت سدة وورم فتحتاج إِلَى أدوية ترخي وتجلو مَعًا وَاحْذَرْ الْأَدْوِيَة القوية الشَّدِيدَة الضرطة الَّتِي فِيهَا الدوائية بَين جدا وقوتها حارة تَأْخُذ قشر حَنْظَلَة فيسخن فِيهَا شراب أَو سكنجبيبن فيسقى صَاحب الْحمى السكنجبين وَمن لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّرَاب عصارة الهندباء الدقاق البستاني سِتّ أَوَاقٍ يسقى من بِهِ يرقان مَعَ حمى وحدة وَمن لَا حمى بِهِ بشراب ثَلَاثَة قوانوش)

عصارة عِنَب الثَّعْلَب قوانوش ويسقى بشراب مثله.

آخر يصلح لمن لَا حمى بِهِ: سطرونيون ملعقة يسقى بِثَلَاث أَوَاقٍ قوانوش مَاء عسل.

آخر: حمص قسط برسياوشيان حفْنَة أصُول الهليون مَا سِتَّة أقساط ينقع ويصفى ويسقى دَائِما من لَا يحم بشراب وَمن يحم وَحده.

قرص لليرقان إِذا كَانَ فِي الكبد سدد: لوز مر وبزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين من كل وَاحِد مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال يدق وينخل وَيعْمل بِمَاء أقراصاً يسقى مِثْقَالا وَلمن لم يكن محموماً بشراب. لى إِن لم تكن الْحمى قَوِيَّة فَإِنَّهُ يُمكن أَن يسقى مِنْهُ بعصير الهندباء وعصير عِنَب الثَّعْلَب. قَالَ: وَمَتى كَانَ الْجِسْم كُله على الْحَال الطبيعية وَكَانَت العينان وَحدهمَا صفراوين فأدن من الْأنف خلا ثقيفاً مِقْدَار ملعقة وَاحِدَة ومره أَن يجتذبه بالتنفس فَإِنَّهُ يمِيل من أَنفه صفراء كَثِيرَة وأسعطه بعصارة قثاء الْحمار وَلبن امْرَأَة ليجذبه مَا أمكن أَو بورق الْحَرْف الطري وَمِمَّا يفعل فِي اليرقان فعلا حسنا عصارة الْعُرُوق الصفر إِذا شربت أَو كزبرة الْبِئْر أَو فوة الصَّبْغ يسقى نصف مِثْقَال أَو مرَارَة الذِّئْب وأصول الحماض وأقمه فِي الشَّمْس ومشه سَاعَة حَتَّى يحمى ويعطش ثمَّ اسْقِهِ طبيخ كزبرة الْبِئْر فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته عرقاً أصفر فَإِن طبخت مَعَه نعنعاً وفوة الصَّبْغ فَهُوَ أَجود فِي عقب الْحمام واسقه على الرِّيق ورق السلق المجفف سِتَّة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل فَإِن استصعبت الْعلَّة فأسهله بالسقمونيا.

ابْن ماسويه فِي إصْلَاح (ألف ب) الْأَدْوِيَة المسهلة: خَاصَّة الصَّبْر إذهاب اليرقان.

الْأَعْضَاء الألمة: يكون من البحران وسموم الْهَوَام وَألا تجتذب المرارة الْمرة فتسري فِي الْجِسْم مَعَ الدَّم وإمساكها عَن الجذب وَيكون إِمَّا لسدد وَإِمَّا لضعف قوتها الجاذبة وَإِمَّا لامتلائها وَإِمَّا لسدد تعرض فِي الكبد نَفسه وَإِمَّا لضعف مجاري المرارة الَّتِي لَهَا إِلَى الكبد هَذَا من ضعف الْقُوَّة الجاذبة إِلَى المرار وَانْظُر إِلَى المرار. قَالَ: وَإِذا كَانَ يجد مَعَ اليرقان مس الثّقل فِي جَانِبه الْأَيْمن داوهم بِمَا يفتح السدد من الكبد من الأغذية والأدوية الملطفة ثمَّ

 

(2/515)

 

 

اِسْقِهِمْ مَا يسهل الصَّفْرَاء بعد ذَلِك فيبرءون فِي إسهال وَاحِد فِي يَوْم وَاحِد وَمن لم يَنْفَعهُ الدَّوَاء المسهل سقيته شربة تفتح تفتيحاً أقوى وأسهله ثَانِيَة بدواء أقوى فِي جذب الصَّفْرَاء حَتَّى أَن العليل ليصيبه فِي آخر إسهاله لذع شَدِيد جدا وَتخرج مِنْهُ نيلجية ويسبق إِلَى ظنى فِي هَؤُلَاءِ أَن مرارتهم مَمْلُوءَة من المرار امتلاءاً تمددت وضعفت عَن الدّفع كَمَا تدفع المثانة عِنْد التمدد بِكَثْرَة الْبَوْل وَالَّذين كَانَ)

بهم اليرقان على بحران لما بَقِي بهم من اقلاع الْحمى وَرَأَيْت أبوالهم وبرازهم غير مراري علمت أَن الْمرة الَّتِي انتشرت فِي الْجلد فِيهَا غلظ ثمَّ لم يقدر أَن يخرج مِنْهُ امرتهم أَن يجلسوا فِي حمات حارة وَفِي مياه حارة وقوتها محللة وأمرتهم أَن يتدبروا تدبيراً رطبا وَيجمع إِلَى رطوبته أَن تلطف الأخلاط تلطيفاً معتدلاً فبرؤا.

الساهر: مَاء الْجُبْن جيد لليرقان الَّذِي عَن الكبد إِذا سقى بسقمونيا وإهليلج. لى اليرقان يدل على سدد الكبد ضَرُورَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون لِأَن المرارة لَا تجذب الصَّفْرَاء لِضعْفِهَا وَإِمَّا لِأَن المرارة قَوِيَّة لَكِن قد حدث فِي الكبد غلظ فِي ذَلِك الْموضع منع أَن يُمكن المرارة أَن تجتذب على الْعَادة والمرارة لَا تجذب الصَّفْرَاء إِمَّا لِضعْفِهَا وَإِمَّا لامتلائها وامتلاؤها يكون لِأَنَّهَا يدْفع مَا فِيهَا إِلَى الأمعاء على الْعَادة لضعف تِلْكَ الْآلَات وَلَا بُد فِي هَذِه الْأَحْوَال أَن يبْقى الصَّفْرَاء فِي الكبد وَالدَّم فَيفْسد مزاج الكبد إِن طَال أمره وَيصير فِيهَا غلظ حَار.

أهرن: إِذا كَانَت السدة فِي المجرى الَّذِي فِي أَسْفَل المرارة الَّذِي مِنْهُ تنصب الْمرة إِلَى الأمعاء أَبيض الرجيع وَكَانَ الْفَم مرا وَاشْتَدَّ الْعَطش وَمَتى كَانَت السدة فِي المجرى الْأَعْلَى الَّذِي مِنْهُ يجتذب الْمرة كَانَ الْبَوْل لذَلِك كالأرجوان غليظاً أَحْمَر وَالْبرَاز أصفر وَرُبمَا أورث القولنج الشَّديد لِأَن الْمرة كلهَا تنصب إِلَى الأمعاء لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ لَا تجتذب الصَّفْرَاء.

قَالَ. واسق من كَانَ بَوْله أَحْمَر غليظاً عشرَة مَثَاقِيل من الهليلج ودانقى سقمونيا وَإِن كَانَ ضَعِيفا فدانقاً وستارى ترنجين بطبيخ الهليلج ويمرس فِيهِ الترنجين والسقمونيا وَيُعْطى ذَلِك. قَالَ: فَإِن هَذَا يخرج الصَّفْرَاء وَالْحر. قَالَ: واسقه مِثْقَالا من الغاريقون وَإِن كَانَ مَعَ حمى فاسقه الهندباء وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فاسقه مَاء الشّعير وأطعمه القرع (ألف ب) والقطف وَمَاء الْجُبْن أَيْضا يَنْفَعهُمْ والسكنجبين.

حب خَاص باليرقان: سقمونيا وصبر وغاريقون وبورق أرميني بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم تركيب هَذِه بِالسَّوِيَّةِ لَيْسَ بموافق لَكِن يُؤْخَذ ربع دِرْهَم سقمونيا دِرْهَم غاريقون دِرْهَم صَبر دانق بورق وينفع من اليرقان قطع الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِذا لم تكن مَعَ حرارة فَعَلَيْك بالمدرة للبول اللطيفة.

سرابيون: اليرقان يحدث إِمَّا لِأَن الكبد تولد المرار أَكثر من الْعَادة قلا يقيىء المرارة باجتذابهم على الْعَادة وَإِن كَانَت صَحِيحَة وَإِمَّا لِأَن عنق المرارة الجاذب للمرة ضعف عَن الجذب فَلَا)

تجذب لِأَنَّهُ عِنْد ذَلِك يكون الدَّم مرارياً وَتَكون المجارى الَّتِي تدفع بهَا المرارة

 

(2/516)

 

 

إِلَى الأمعاء منسدة أَو يكون حَيْثُ أَفْوَاه المرارة الجاذبة للصفراء فِي الكبد سدد وَقد يكون اليرقان من السمُوم وَمن الأغذية الدسمة المولدة للمرة وَيكون بخارياً وَيكون فلغموني فِي الكبد وَقد يكون من اليرقان أسود وأصفر وَإِذا كَانَ اليرقان عَن فلغموني فِي الكبد ظَهرت مِنْهُ عَلَامَات الورم الْحَار فِي الكبد من الْحمى والعطش وَإِذا كَانَ من سوء مزاج الكبد الْحَار المولد للمرار بِلَا ورم حدث فِي الْجَانِب الْأَيْمن لذع ووجع بِلَا ثقل وَإِذا كَانَ من سدد ظهر الثّقل بِلَا حمى وَإِذا كَانَ المرار أصفر مرارياً فَإِن ذَلِك لَيْسَ لضعف المرارة عَن دفع المرار وَلَا جذبه لَكِن لِكَثْرَة توليد المرار فِي الكبد فَذَلِك اليرقان كَبِدِي وَإِذا كَانَ الثّقل أَبيض فَإِن الْعلَّة لِأَن المرارة لَا تجتذب المرار وَإِمَّا لِأَنَّهَا لَا تَدْفَعهُ إِلَى الأمعاء وَإِن كَانَ الْبَوْل مرارياً فالعلة إِمَّا سدد فِي الكبد وَإِمَّا انسداد فَم المرارة الجاذبة وَإِن كَانَ الْبَوْل على حَاله الطبيعي فَلَيْسَ بالكبد عِلّة. لى هَذَا خطأ لِأَنَّهُ لَا يكون الْبَوْل فِي اليرقان بِحَالهِ إِلَّا فِي الباخور وَفِي آخِره عِنْد يقايا فِي سطح الْجِسْم فَقَط وَإِمَّا مَتى كَانَ فِي الْبَطن الْعلَّة فِي الكبد أَو فِي الماسريقا فَلَيْسَ يجوز أَن يكون الْبَوْل بِحَالهِ وَذَلِكَ أَنه لَا بُد لَهُ أَن يكون الدَّم الَّذِي ذهب إِلَى الْجِسْم مائيته أَكثر مرارية. قَالَ: عالج اليرقان الباحوري بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب المسخن الممزوج بالأدهان المحللة كدهن البابونج والشبث والحادث عَن فلغموني فِي الكبد بفصد الباسليق ثمَّ يعالج بِمَاء الهندباء والكشوث والسكنجبين فَإِذا انحط الورم فأضف إِلَى مَاء الْبُقُول الصَّبْر وعصارة الغافت واسق أَيْضا فِي الِابْتِدَاء مَاء الشعيرمع مَاء الْعَسَل والكرفس وَاسْتعْمل الأضمدة الْبَارِدَة والمطبوخ من الهليلج والشاهترج والأترج والتفاح والإجاص والأفسنتين وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وحشيش الغافت وأصل السوس والغاريقون والتربد والإيارج وَالْملح الْهِنْدِيّ فَإِن هَذَا ينفض المرار وَيفتح سدد الكبد وينفع مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين مَعَ الهليلج الْأَصْفَر وسكر الْعشْر وَالْملح الْهِنْدِيّ وَاسْتعْمل الْحمام بعد هَذِه وإدرار الْبَوْل وَإِذا كَانَ سدد بِلَا حمى فَاسْتعْمل (ألف ب) اللوز المر والأسارون والأنيسون وَنَحْوهَا والفوة وَمَا ذكرنَا فَإِن لم ينفع الدَّوَاء المسهل فِي علاج اليرقان فَاعْلَم أَن ذَلِك لِأَن مجارى الْمرة منسدة فاعطه بِمَا يفتح زَمَانا ثمَّ عد فِي الدَّوَاء المسهل فَإِنَّهُ يخرج مرَارًا كثيرا والقيء رُبمَا فتح سدد الكبد بعنف الْحَرَكَة وينفع الْكبر بخل فِي سدد الكبد وَالطحَال وَاحْذَرْ الشِّبَع وَسُوء الهضم وينفع الَّذين الْغَالِب عَلَيْهِم الْحَرَارَة السّمك بالخل والقرع والقطف والدراج بِمَاء)

الحصرم والفروج ولباب الْخِيَار والأدوية الَّتِي تنفض اليرقان وَهِي الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَإِن كَانَ اليرقان أسود فَاسْتعْمل فِي ذَلِك مَا ينفض السَّوْدَاء وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال فَإِذا رَأَيْت لون اليرقان أصفر أَخْضَر أسود فَإِن الطحال عليل مَعَ الكبد.

حب لليرقان جيد: غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم إيارج فيقرا وبزر كشوث وملح هندي سِتَّة سِتَّة بزر السرمق وإهليلج أصفر خَمْسَة خَمْسَة بزر الفجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون دِرْهَمَانِ

 

(2/517)

 

 

يحبب بِمَاء ورق الفجل الشربة دِرْهَمَانِ وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا حصل اليرقان فِي الْجلد وَالْعين فَاسْتعْمل للجلد الْحمام وللعين السعوط بعصارة قثاء الْحمار وَنَحْوه السلق والخل وَأما اليرقان الْأسود فَإِنَّهُ يتَوَلَّد عَن الطحال وتعرفه من يرقان الكبد يتَقَدَّم وجع الطحال وَبِأَن يخرج فِي البرَاز دردى أسود وَقد يحدث اليرقان ممتزجاً عَن الكبد وَالطحَال فَيكون اللَّوْن بَين اللونين وعلاج ذَلِك نفضه مَرَّات بمطبوخ متخذ من الإهليلج والشاهترج والبسبايج والأفيثمون والغاريقون وتميل إِلَى الْأَغْلَب فَإِن كَانَ الطحال فبالأدوية المخرجة للسوداء وَإِلَّا فالصفراء وَإِن كَانَت حرارة رجعت إِلَى مَاء الْبُقُول وَمَاء الْجُبْن وسقيت مَعهَا ورق الْكبر والسكنجبين فَإِن لم تكن حمى سقيت لبن اللقَاح.

أقربادين سرابيون لليرقان مجرب: سقمونيا أَرْبَعَة دَرَاهِم هليلج سِتَّة دَرَاهِم عصارة غافت دِرْهَمَانِ ينخل بعد الدق الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء وسكر. ج: المنتخوشة نَافِع لليرقان والانجوشا الَّذِي يُسمى ابلوقيا جيد لليرقان وَهُوَ بَارِد وَافقه د: وَهُوَ يسْقِيه بِمَاء القراطين.

أطهورسفس: مَتى شرب من بَوْل الصّبيان سكرجة أَبْرَأ اليرقان سَرِيعا قرن الإيل المحرق إِذا شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من اليرقان فِيمَا قَالَ د.

وَقَالَ ج: قد زعم قوم أَن قرن الإيل إِذا شرب مِنْهُ مسحوقاً محرقاً مغسولاً ملعقتان نفع من بولس: الاشقال نَافِع من اليرقان إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات بِعَسَل وشراب العنصل نَافِع لليرقان فِيمَا قَالَ د عصارة الأفسنتين أَو طبيخه مَتى شرب مِنْهُ عشرَة أَيَّام كل يَوْم ثَلَاثَة قوانوش شفى اليرقان وشراب الأفسنتين نَافِع من اليرقان. د: الحلتيت إِن اسْتعْمل مَعَ التِّين الْيَابِس نفع)

(ألف ب) من اليرقان. روفس: البصل يذهب باليرقان: البابونج يذهب باليرقان وطبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من اليرقان طبيخ الجعدة إِن شرب نفع من اليرقان. د: شَجَرَة الحضض مَتى طبخت بخل أبرئت اليرقان وَيُقَال إِن الحضض نَفسه يفعل ذَلِك إِذا شرب مسحوقاً د: طبيخ الحضض الْأسود نَافِع من اليرقان أصل الحامض مَتى طبخ بشراب وَشرب ورقه أَيَّامًا نفع من اليرقان وورقه نَافِع. ج: طبيخ الكشوث نَافِع من اليرقان وأصل الحماض نَافِع من اليرقان.

ابْن ماسويه: الكبريت مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران بِمَاء أَو مَعَ بَيْضَة نفع من اليرقان. ج: شراب الكماذريوس نَافِع من اليرقان.

 

(2/518)

 

 

د: ثَمَرَة لبنى لوطى مَتى شربت بِالشرابِ والفلفل نَفَعت من اليرقان. د: السنبل الاقليطى إِذا شرب بطبيخ الأفسنتين نفع من اليرقان وَقَالَ: السرمق مَتى شرب بِمَاء القراطن نفع من اليرقان بولس: لبزره قُوَّة منقية لليرقان الَّذِي من سدد فِي الكبد. ج: قد اسْتعْمل قوم عروق الصباغين مَعَ الأنيسون سقمونيا بشراب أَبيض لليرقان ثَمَرَة الكاكنج تشفي اليرقان بإدرار الْبَوْل. د: مَاء ورق الفجل نَافِع من اليرقان وخاصة إِن شرب بالسكنجبين.

ابْن ماسويه: وبزره يفعل ذَلِك الفراسيون ينقي اليرقان من المنخرين.

اريباسيوس: أصل بخور مَرْيَم إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ودبر صَاحبه وَجعل فِي بَيت حَتَّى يعرق نفض اليرقان كُله بالعرق ج: إِنَّه يفعل ذَلِك وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب مِنْهُ أَكثر من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحتال فِي تعريقه بعد الشَّرَاب لَهُ طبيخ شَجَرَة مَرْيَم إِذا غليت وَشرب مَاؤُهَا نفع من اليرقان نفعا عَظِيما. د: وَيجب للَّذين يشربونه أَن يستحموا فِي كل يَوْم وعصارة الفوذنج تَنْفَع أَصْحَاب اليرقان على الْوَجْه الَّذِي تنفعهم الْأَدْوِيَة الْمرة الفتاحة لسدد الكبد وَالطحَال وَمَاء الفوذنج نَافِع من اليرقان الصفراوي والسوداوي الغليظ.

ابْن ماسويه: مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء نقي اليرقان عصارة قثاء الْحمار إِن اسْتَطَعْت بهَا د وَج: بزر القطف إِنَّه لَا يَخْلُو من الْجلاء فَلذَلِك هُوَ نَافِع من اليرقان الْحَادِث من أجل سدد)

الكبد.

ابْن ماسويه: هَذِه البقلة نافعة من اليرقان إِذا أكلت وخاصة بزرها فَإِنَّهُ أَنْفَع وأصل الرازيانج الْجبلي يشفى من اليرقان والغاريقون يشفى الْحَادِث عَن سدد الكبد. د: وَقَالَ: ابْن ماسويه: إِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من اليرقان إِن كَانَ من خلط غليظ سنبل الطّيب بعد نخله مِثْقَال بِمَاء ورق الفجل وبزر القطف ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين أَو خُذ من جَوف بصل الفأر بعد شيه دِرْهَمَيْنِ بالسكنجبين أَو يُؤْخَذ صَبر وأفسنتين مِثْقَال مِثْقَال بِمَاء الفوذنج النَّهْرِي أَو اسْقِهِ الكمافيطوس وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد مِثْقَالا بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء الفجل أَو مثله من السكنجبين (ألف ب) أَو اسْقِهِ من اسقولوقندريون وجعدة مِثْقَالا وَمن الصَّبْر الأسقطرى درهما بسكنجبين ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ مَاء الفجل المعصور فَإِنَّهُ نَافِع.

ابْن ماسويه: روفس: رجيع أَصْحَاب اليرقان يكون أَبيض.

 

(2/519)

 

 

اسحاق: الْحَادِث من اليرقان على طَرِيق البحران عالجه بالحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب والتمسح بدهن البابونج وبدهن الشبث وَنَحْوهَا والحادث من أجل سدد تكون فِي الكبد أَو ورم فبرؤه برؤ تِلْكَ السدد أَو الورم ثمَّ الإسهال بعد ذَلِك بِمَاء يخرج الصَّفْرَاء كالصبر والسقمونيا وأدوية اليرقان بزر السرمق بالسكنجبين وَأكل السرمق اسفيدباجا ومرقته وطبيخ البرسياوشان. مَجْهُول: ابدء بفصد الباسليق بالإسهال وَاجعَل فِي المسهل مَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ صفراء فبمَا يخرج الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود فبمَا يخرج السَّوْدَاء وَمن أدويته الأفسنتين والجنطيان والثوم الْبري والقنطوريون والراوند المدحرج والطويل وكزبرة الْبِئْر وأصل الحماض الْبري وبزر الجزر وسنبل الطّيب وكرنب مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة الشربة مِثْقَال على قدر الْحَاجة وَالِاحْتِمَال وَيَمْشي قبل الطَّعَام ليعرق وَيَأْكُل طَعَاما لطيفاً ويستحم بعد الْعرق بِمَاء فاتر إِلَى الْحَرَارَة وَيمْسَح جلده ببورق وبدردي الْخلّ المسحوق فِي الْحمام ويتعرق فِيهِ عرقاً كثيرا وَيَأْكُل مَعَ الْبُقُول أصل السوسن الآسمانجوني والبرنجاسف والأقحوان والسليخة والفجل الدَّقِيق والسمك الصغار وَلحم القنابر الْبَريَّة الْيَابِسَة الْمَوَاضِع جَيِّدَة لَهُ جدا ويغلى فِي شرابه بزر رازيانج لِأَنَّهُ يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل وَمَاء الحمص يَنْفَعهُ والهندباء والطرخشقون والشاهترج والسلجم والبصل والخردل والثوم والكرفس والشبث والكمون والجعدة والإشقال والحلتيت يَجْعَل فِي ملحه وَمن الْفَاكِهَة السفرجل وَحب الآس والزعرور والتفاح وَيشْرب شرابًا إِلَى الْبيَاض وَلَا يشرب الحلو الْأسود ويسعط)

بعصارة قثاء الْحمار وعصارة بخور مَرْيَم والمزمن من ذَلِك يسعط بِوَزْن دانق شونيز وَدِرْهَم من مَاء السلق وَيَأْكُل الرُّمَّان المز دَائِما فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ جدا والحمص المقلو بملح ويسقى بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء اللبلاب أوقيتان وخيارشنبر يلين بَطْنه بِهِ فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ ينفض الْمرة الْمُحْتَرِقَة ويضمد ضماداً يبرد كبده إِن احْتَاجَ إِلَى التبريد الشَّديد وينام بِاللَّيْلِ على البزقطونا بِمَاء رمان مز وَالطَّعَام ماش مقشر والسرمق والخس والقرع وَيشْرب مَاء الرُّمَّان والحصرم والسكنجبين أَجود شَيْء لَهُ والهندباء والكشوث ولب الْخِيَار والقثاء والكرفس والكزبرة وَإِن لم يكن مَعَ اليرقان حمى جعل لَهُ فِي اللبلاب وعنب الثغلب نصف مِثْقَال من الصَّبْر واسقه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام حب المحلب المقشر من قشرته.

لليرقان بِلَا حمى: صنوبر كبار ثَلَاثَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة كبريت أصفر نصف مِثْقَال أفيثمون بزر الكرفس الْجبلي حمص أسود كندر أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدق وينخل من جَمِيعهَا دِرْهَم وَنصف بِمَاء الرازيانج وَمَاء الفجل (ألف ب) من كل وَاحِد أوقيتان مغلي مصفى ويداف فِيهِ الدَّوَاء وَيشْرب كل يَوْم حَتَّى يبرأ وَإِذا كَانَ مَعَ حمى وحرارة نَفعه دَوَاء قد كتبناه فِي بَاب الكبد.

صفة دَوَاء ينفع الكبد الحارة واليرقان الَّذِي مَعَ حمى اسْتِخْرَاج: اليرقان قسمه

 

(2/520)

 

 

الطَّبَرِيّ والكندري ثَلَاثَة إِمَّا على طَرِيق البحران وَلَا يعالج وَأما الَّذِي مَعَ حرارة وَحمى ويعالج بالأضمدة المبردات وبالمبردة.

فيلغرغورس فِي كِتَابه فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد أَيَّامًا بالأدهان القابضة المبردة الطّيبَة فَإِذا قويت فافصده فَإِن الفصد بَالغ فِي تحلبل سدة الكبد ثمَّ غذه أَيَّامًا بلحوم الدَّجَاج وَالْبيض والكشك وشراب الأفسنتين ثمَّ أسهله بِالصبرِ والسقمونيا وَشَيْء من ملح فَإِنَّهُ خَاص بِهَذِهِ الْعلَّة وَلَا تسْتَعْمل الشَّرَاب الْكثير فَإِن الشَّرَاب الْكثير يهيج الأحشاء ويهيج فِيهَا ورماً أَو فِي غَيرهَا من الْأَعْضَاء وَاسْتعْمل إدرار الْبَوْل وَإِن كَانَ فِي الْمعدة أَو فِي الكبد أَو فِي الطحال ورم فضمد بِمَا يحله ويجتنب حِينَئِذٍ الشَّرَاب وَاجعَل الأغذية سريعة النضج وَاسْتعْمل الحقن فِي الْأَيَّام وَالْحب الْمَعْمُول بعصارة الكرنب عِنْد النّوم فَإِنَّهُ ينقي الكبد جدا وينقيها أَيْضا الكندس والكبريت مَتى شرب فِي بَيْضَة والرياضة المعتدلة والأشياء المعطشة تستعملها فِي الْحمام كعصارة السلق وعصارة قثاء الْحمار أقوى مَا فِيهَا وعصارة بخور مَرْيَم اسْتَعِنْ بِبَاب الكبد فَإِن فِيهِ أقراصاً)

وَغير ذَلِك وعلامات مَا تحْتَاج إِلَيْهَا هَاهُنَا.

 

(2/521)

 

 

(الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج) (وَالْمَاء الَّذِي ينصب عَن نفاخات الكبد إِلَى الْبَطن) قَالَ ج: فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء تَحت باريطون.

لى إِذا كَانَ كَذَلِك فالأمعاء تسبح فِي جَوْفه.

من الاسْتِسْقَاء جنس حُدُوثه من برد الْبدن ونقصان الْحَرَارَة الغريزية وَالَّذِي ينزف الدَّم أَو يشرب ماءاً بَارِدًا أَو يكثر فِي بدنه الْخَلْط الَّتِي تَحت هَذَا الْجِنْس قَالَ: بُرْؤُهُ الحمات المجففة وَمَاء الْبَحْر نَافِع للاستسقاء لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيجب أَن يكون فِيهِ نَهَاره كُله فَإِن لم يجد مَاء الْحمة فَخذ مَاء وملحاً واحرقه فِي الشَّمْس الحارة مُدَّة حَتَّى يصير زعافاً مرا. لى يطْرَح فِي المَاء ملح وَيتْرك فِي الشَّمْس مُدَّة طَوِيلَة واجعله بِقدر لَا يسلخ الْجِسْم.

الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء يُبَادر ورم الكبد الصلب قبل أَن يستحكم وَلَا يُمكن أَن يكون استسقاء دون أَن يعْمل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا عِنْد حُدُوث الآفة فِي الكبد حدوثاً أولياً لَكِن قد يتَأَدَّى من بعض الْأَعْضَاء إِلَيْهِ برودة يبردها إِمَّا من الطحال وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من الْمعدة والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِن كل وَاحِد مِنْهَا إِذا برد تصل الْبُرُودَة مِنْهَا إِلَى الكبد فَإِن الْبُرُودَة من هَذِه تصل إِلَى الماسريقا وَمن هَذِه إِلَى الكبد وَأما الرئة والحجاب الف ب والكلى بالبرودة تصل مِنْهَا إِذا هِيَ بردت إِلَى الْجَانِب المحدب اسْتَعِنْ من هَاهُنَا بِهَذِهِ الْمقَالة فِي الثَّانِي مِنْهَا فَإِنَّهُ قد ذكر جالينوس حَال السدد.

وَقَالَ: قوم ظنُّوا فِي عِلّة الاسْتِسْقَاء ظنا غير مُوَافق كُله لما يظْهر فِي العيان وَجُمْلَة ذَلِك أَن الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى حدبة الكبد إِلَى أَطْرَاف ضيقَة جدا كالشعر وَالْعُرُوق الَّتِي فِي حدبة الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى أَطْرَاف هَذِه وَتَأْخُذ الدَّم من هَاهُنَا وَإِذا حدث فِي هَذِه الْأَطْرَاف من الْعُرُوق الَّتِي من الْجَانِب المقعر ورم صلب ضَاقَتْ أَكثر مِمَّا هِيَ فَلَا يصل من الدَّم إِلَى الْجِسْم حِينَئِذٍ إِلَّا المائي مِنْهُ. قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِحَق وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يجب أَن يرجع الدَّم الغليظ إِذا إِلَى الأمعاء وَيخرج من أَسْفَل وَقد نرى فِي جَمِيع الاسْتِسْقَاء لَا يبرز الدَّم من الْبَطن الْبَتَّةَ وَالْبدن كُله أَو الْموضع الَّذِي تنزل الأحشاء إِلَيْهِ والصفاق مَمْلُوء مَاء وَأبين من ذَلِك أَنه كثيرا مَا يحدث الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ بالكبد ورم الْبَتَّةَ بل لبرد الكبد فِي نَفسهَا)

 

(2/522)

 

 

كَمَا يحدث عَن شرب ثلج فِي غير وقته أَو عِنْد برد الطحال أَو الكلى أَو المعى الصَّائِم وَنَحْوه أَو عِنْد استفراغ الدَّم الْكثير من الْحيض والبواسير فَإِن فِي جَمِيع هَذِه الكبد لَا ورم بهَا وَالِاسْتِسْقَاء مَوْجُود فَالْأولى أَن تظن أَن سَبَب الاسْتِسْقَاء برد الكبد إِذا كَانَ لَا يكون فِي حَال فيعدم الاسْتِسْقَاء لِأَن الكبد أصل توليد الدَّم فَإِذا بردت أَيْضا الْعُرُوق فَصَارَ الدَّم الْمُتَوَلد فِيهَا مائياً وَلم يقبل فِي الْعُرُوق نضجاً ثَانِيًا لَكِن تبقى مائيته. قَالَ: وَالَّذِي يستسقى من برودة كبده بِالْمَاءِ الْبَارِد ويشتهى الطَّعَام شَهْوَة قَوِيَّة على مِثَال مَا يشتهيه من برد فَم معدته.

الْخَامِسَة قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة إِذا كَانَت الكبد فِيهَا آفَة من سوء مزاج يَابِس حَتَّى يصير الكبد مَعَه فِي حد لَا يُمكنهَا إِن تغير الْغذَاء إِلَى الدَّم.

3 - (جَوَامِع مَنَافِع الْأَعْضَاء)

الكبد الحارة جدا يتَوَلَّد عَنْهَا استسقاء فِي سرعَة مَعَ حمى. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ قولا: يجب مِنْهُ بِهَذَا الَّذِي أَقُول: إِنَّه قد يكون ضرب من الاسْتِسْقَاء يكون ذَلِك لضعف الكلى عَن جذب مائية فَينفذ الدَّم من الكبد مائياً وعلامته أَن يكون مَعَ ثقل فِي الْبَطن وَقلة مِقْدَار الْبَوْل علاج هَذَا إسخان الكلى بالضماد وإدرار الْبَوْل والتعرق فِي الْحمام عرقا الكلى يتصلان بالعرق العميق بعد إِن يطلع حدبة الكبد قَالَ ذَلِك فِي الْأَعْضَاء الألمة فِي هَذَا الْموضع وَفِي الْخَامِسَة عِنْد ذكر الكبد فِيمَا احسبه قد شَككت فاقرأه واقرء الَّتِي قبلهَا وَبعدهَا اجْتنب فِي الاسْتِسْقَاء الطبلي الْحُبُوب والغذاء المنفخ وَفِي الزقى شرب المَاء والبقول والأغذية المرطبة وَفِي

3 - (الْعِلَل والأعراض)

إِذا حدث استسقاء بَغْتَة فَإِن كَانَ الْجِسْم يذوب وينخل فَاعْلَم انه قد حدث فِي الْبدن ذوبان فعجزت (ألف ب) الكلى عَن جذبه وَلم ينصب إِلَى الأمعاء لرقته وخاصة إِن كنت قد رَأَيْت فِي البرَاز اخْتِلَافا كثيرا مثل مَاء اللَّحْم فَعِنْدَ ذَلِك تقوى الكلى على الجذب وَبرد الْبدن لتذهب الذوبانات.

أرخيجانس قَالَ: يسقى قوانوس من بَوْل الْمعز وَمن السنبل مِثْقَال أَو اسْقِهِ شرابًا أَبيض قد أنقع فِيهِ قثاء الْحمار واسقه نُحَاسا محرقاً وسداباً وخرؤ الْحمام وملحاً قَلِيلا واسقه وزن دِرْهَم فِي الشَّمْس دَائِما ورؤوسهم مغطاة ومرخهم بالزيت وَالْملح وَاضْرِبْ الْمَوَاضِع المنتفخة مِنْهُم بمثانة منفوخة كل يَوْم دَائِما فَإنَّك إذافعلت ذَلِك بهم ضمرت تِلْكَ الْمَوَاضِع ونقصت واشرط مَا يَلِي كعابهم واثقبها وأجلسهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُم رطوبات كَثِيرَة.

الأولى من الأخلاط: الاسْتِسْقَاء اللحمي يقْصد فِيهِ لاستفراغ الْبدن من البلغم بالإسهال أَولا ثمَّ بالقيء ثمَّ بالغرغرة لِأَن البلغم فِيهِ منبث فِي الْجِسْم كُله فَاسْتعْمل استفراغه

 

(2/523)

 

 

من جَمِيع النواحي واسقه أَيْضا مَا يقطع ويسخن فتدر بهَا الْعرق وَالْبَوْل وَبِالْجُمْلَةِ فَإنَّا نستعمل جَمِيع أنحاء الاستفراغ للبلغم أَلا ينبث فِي جَمِيع الْبدن وَأما الزقى فَإنَّا لَا نَفْعل ذَلِك لِأَن المَاء مَحْصُور فِي مَوضِع وَاحِد وَلَكنَّا نفصده بالأدوية الَّتِي تسهل المَاء كَمَا نفصد فِي اليرقان إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تسهل الصَّفْرَاء. تقدمة الْمعرفَة الثَّانِيَة قَالَ: الاسْتِسْقَاء مَعَ الْأَمْرَاض الحادة ردىء وَذَلِكَ أَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة ويألم ألماً شَدِيدا وَيكون ذَلِك مَعَ ثقل. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء لمشاركة الكبد للكلى وللطحال وللمعى الصَّائِم أَو لجداول الأمعاء الَّتِي تُؤدِّي الْغذَاء إِلَى الكبد أَو الْمعدة فَإِن الكبد يتَّصل بالكلى وَالطحَال والمعدة والأمعاء بعروق عِظَام وَبَعضهَا تماسها وَقد يعرض الاسْتِسْقَاء من الطحال إِذا حدث فِيهِ ورم عَظِيم تألم بِسَبَبِهِ الكبد قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع أَسبَاب الاسْتِسْقَاء تحدث عَن ضعف الْقُوَّة المولدة للدم إِذا قصرت عَنهُ كَمَا يعرض للمعدة فِي ضعف الهضم. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الَّذِي يعرض من أجل أَن جداول الكبد المنفذة للغذاء إِلَيْهِ أَو المعى الصَّائِم إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار يعرض مَعَه ذرب طَوِيل لَا ينْحل بِهِ شَيْء من الْمَرَض وَذَلِكَ أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد على الْعَادة فَيكون مَعَه ذرب وَينصب أَيْضا من ذَلِك الورم الْحَار صديد إِلَى الأمعاء يحثها على الدّفع وَتَكون بطونهم فِيهَا)

وجع وانتفاخ والوجع يكون من اجل الورم الْحَار واللذع وَأما انتفاخه فَإِن الأمعاء تمتلئ ريحًا نافخة بِسَبَب بطلَان الهضم وَتثبت هَذِه الرّيح فِي الْبَطن لضعف الْقُوَّة الدافعة. لى بَان من كَلَامه هَاهُنَا أَن الاسْتِسْقَاء الَّذِي يحدث من الكبد زقى وَعَن فَسَاد الْمعدة والأمعاء طبلي وَأما الاسْتِسْقَاء الْكَائِن عَن ورم الكبد فَيعرض لصَاحبه أَن تَدعُوهُ نَفسه إِلَى أَن يسعل ثمَّ لَا ينفث شَيْئا يعْتد بِهِ إِلَّا رُطُوبَة قَليلَة دموية وَلَا ينْطَلق بَطْنه وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء يَابِس صلب باستكراه ويجد فِي بَطْنه أوراماً بَعْضهَا (ألف ب) فِي الْجَانِب الْيمن وَبَعضهَا فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن تغيب ثمَّ تعود إِنَّمَا يعرض لَهُ السعال لِأَن ورم الكبد أبدا يدافع الْحجاب فَيعرض لَهُ ضيق فِي نَفسه شبه مَا يعرض لمن فِي رئته شَيْء فيزيد السعال فَإِذا سعل علم أَن ذَلِك الضّيق لَا يَتَّسِع عَلَيْهِ بسعاله وَلَا ينفث شَيْئا لَهُ قدر وَلَكِن رُطُوبَة رقيقَة مائية بِمَنْزِلَة الزّبد فَهَذَا هُوَ الْفَصْل بَين الاسْتِسْقَاء من الكبد وَالْآخر الَّذِي تقدم ذكرهَا وَأما بَطْنه فُلَانُهُ لشدَّة الْحَرَارَة يبس بعض رطوباته من أجل الورم الْحَار فِي الكبد وَبَعضهَا يسير إِلَى الفضاء الَّذِي دَاخل الصفاق فَيكون مَا ينزل لذَلِك صلباً باستكراه.

الْفُصُول الأولى: الاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى مرضان متضادان وَيجب أَن يقْصد لأشدهما وأخوفهما وَإِن كَانَ يزِيد فِي الْأُخَر فَإِن ذَلِك مِمَّا لابد مِنْهُ إِن امكنك أَلا تغفل الآخر بِمَا ينفذ بِهِ فافعل.

 

(2/524)

 

 

الْفُصُول الرَّابِعَة قَالَ: إِذا كَانَ بانسان استسقاء فَجرى فِي عروقه مَاء إِلَى بَطْنه انحل مَرضه. قَالَ: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِما لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا يُغَيِّرهُ فَإِن امْرَهْ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي لن هَذَا الوجع إِذا ثَبت فِي هَذِه الْمَوَاضِع لم ينْحل بالإسهال وَلَا يُغَيِّرهُ من العلاج فَإِن فِي هَذِه الْأَعْضَاء سوء مزاج رَدِيء قد استولى عَلَيْهَا جدا وَإِذا طَال الوجع آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَلم يقل لم ذَلِك وَهَذَا يحْتَاج إِلَى نظر واستسقاء فَأَما إِن كَانَ هَذَا يظْهر بالتجربة هَكَذَا فغن ابقراط خليق أَن يكون لم يقل إِلَّا لذَلِك.

السَّادِسَة: إِذا دفعت طبيعة المستسقى من ذَاتهَا مَا انْقَضى بذلك مَرضه. قَالَ: وَمن يجْرِي مِنْهُ من المستسقى مَاء كثير دفْعَة هلك وَرُبمَا حدثت عَلَيْهِم حمى بل تحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر وَيتبع ذَلِك غشى وَمَوْت.

قَالَ: ذَلِك يعرض للمستسقين لِأَنَّهُ ينفش مِنْهُم روح كثير. لى يَعْنِي بخاراً حاراً لطيفاً. قَالَ: وَلِأَنَّهُ مَا دَامَ المَاء فِي الْبَطن فَهُوَ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ دفْعَة)

ارجحن وجذب مَعَه الْحجاب والصدر إِلَى أَسْفَل إِذا عرض للمستسقين سعال بِلَا سَبَب يُوجب السعال كالنزل وَغَيرهَا لَكِن من نفس علته ولغلبة المَاء وكثرته فَإِنَّهُ هَالك وَذَلِكَ أَنه يدل على إِن المَاء قد بلغ إِلَى قَصَبَة الرئة وأشرف على الاختناق. لى هَذَا قَول سمج وَذَلِكَ إِن المَاء تَحت الْحجاب فَكيف يبلغ قَصَبَة الرئة وَلَكِن الأولى فِي ذَلِك أَن كَثْرَة المَاء يزحم الْحجاب جدا فيضيق لذَلِك النَّفس فيهم السعال لظن العليل أَن ذَلِك يَنْفَعهُ كالحال فِي سعال الكبد. ج: إِذا كَانَ ذَلِك دَائِما أَبرَأَهُ قَالَ: فِي الْفَصْل الَّذِي قَالَ فِيهِ ابقراط من تحيز فِيهِ بلغم فِيمَا بَين الْمعدة والحجاب انه لَا يُمكن يدْخل هَذَا البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء فِي الْعُرُوق فَيجْرِي فِي الْبَوْل. قَالَ: يجب أَن تعلم أَن على رأى أبقراط (ألف ب) لَا يَنْبَغِي أَن تطلب للأشياء مجاري لِأَن الطبيعة عِنْده إِذا كَانَت قَوِيَّة دفعت مَا تُرِيدُ دفْعَة وَلَو فِي الْعِظَام.

أبقراط: مَتى امتلئت كبده ماءاً ثمَّ انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امتلا بَطْنه مَاء وَمَات. ج: إِنَّه قد يحدث بِهِ نفاخات لماء فِي ظَاهر الكبد أَكثر من حُدُوثه فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَإِنَّمَا تتولد هَذِه النفاخات فِي الغشاء الْمُحِيط بالكبد فقد نرى فِي كثير مِمَّا نذبح من الْحَيَوَان نفاخات فِي أعلي كبده مَمْلُوءَة من ذَلِك المَاء فَإِن اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات أَن تنفجر هَذِه النفاخات فَإِن ذَلِك المَاء ينصب فَيصير فِي الفضاء الَّذِي فِي جَوف الغشاء الممتد على الْبَطن

 

(2/525)

 

 

فِي الْموضع الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي المستسقين المَاء وَأما إِلَى الْحجاب الْبَاطِن الَّذِي هُوَ الثرب فَلَا يُمكن أَن ينصب تَحْتَهُ المَاء دون أَن يحدث فِيهِ ضرب من التأكل وَذَلِكَ لِأَن هَذَا الغشاء مُتَّصِل من جَمِيع نواحيه لَا جَوف فِيهِ وَلَا ثقب وَلَا يُمكن أَن يدْخل فِيهِ شَيْء من عُضْو من الْأَعْضَاء سوى الْمعدة والقولون وَالطحَال أَن يحدث فِي هَذَا الغشاء تَأْكُل فِي الْجَانِب الْيمن مِنْهُ عِنْد الكبد. قَالَ: وَأما من انصب هَذَا المَاء فِي بَطْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يَعْنِي بالبطن هَاهُنَا جَمِيع الفضاء الَّذِي تَحت الْحجاب إِلَى عظم الْعَانَة وَقد يرى هَذَا الْموضع بِأَنَّهُ مَمْلُوء مَاء من أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء ة قد يسلمُونَ فَلَيْسَ يُمكن إِن نستفرغ أَيْضا هَذِه الرُّطُوبَة كَمَا نستفرغ من المستسقين بالأدوية المسهلة والأدوية المدرة للبول والضمادات الَّتِي شَأْنهَا أَن تحلل الرُّطُوبَة.

من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: أنزل أَنه حدث فِي بعض النَّاس فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ورم متحجر يخفي عَن الْحس مُدَّة مَا ثمَّ إِن نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْبدن فسد من غير أَن يمكننا أَن نعلم فِي)

ذَلِك الْوَقْت أَيْضا السَّبَب فِي ذَلِك فَلَمَّا طَال الزَّمن وَعرض الاسْتِسْقَاء وَلم يتَبَيَّن أَيْضا فِي ذَلِك الْوَقْت الورم المتحجر ثمَّ أَنه بِآخِرهِ يتَبَيَّن للجس بَغْتَة ورم صلب عَظِيم فأنكرنا ذَلِك لقلَّة معرفتنا بِالسَّبَبِ الَّذِي كَانَ فِي مَا مضى.

قَالَ: وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي كثير من النَّاس وَذَلِكَ انه قد عرض لَهُم بَغْتَة ورم عَظِيم متحجر فَعلمنَا إِن هَذَا الورم قد كَانَ مُنْذُ مُدَّة طَوِيلَة وَإِن خفاءه إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب صغره وبسبب عظم العضل الَّذِي كَانَ على الْبَطن.

لى جملَة مَا يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء مَا اسْتَعْملهُ جالينوس. نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: إِن امْرَأَة كَانَ بهَا نزف مائي فبرئت بِهَذَا العلاج وَهَذَا علاج يُمكن إِن ينْقل إِلَى المستسقى بل هُوَ خَاص لَهُ فَإِن سقيتها مَا يسهل المَاء ثمَّ سقيتها بعد ذَلِك طبيخ الكرفس والأنيسون ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ سقيتها أَيْضا مَا يسهل المَاء ثمَّ سقيت الطبيخ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ سقيت مَا يسهل المَاء وَجعلت أدلكها بالمناديل واطل بدنهَا بالعسل الْمَطْبُوخ الْمبرد بعد ذَلِك تبريداً صَالحا فبرئت فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا طلاء الْعَسَل يجتذب الرطوبات إِذا طبخ جيدا حَتَّى يغلظ ثمَّ يرد وطلى بِهِ وينوب عَنهُ مِنْهُ الْمَشْي والرمل الْحَار يندفن فِيهِ وَالْحمام الْحَار الْيَابِس وَغير ذَلِك إِلَّا أَن الإسهال الْمُتَوَاتر وإدرار الْبَوْل وتجفيف الْغذَاء إِذا أمكن فِي المستسقى فَهُوَ أعظم علاجه وَقد يُمكن أَن يسهل ويدر بَوْله بِلَا حرارة فِيهِ لَكِن ملاك هَذَا العلاج على المتواترة وتقوية الْقُوَّة بالطيوب المشروبة وَنَحْوهَا لِئَلَّا يسْقط الإسهال (ألف ب) الْقُوَّة وضمد الكبد بعد الهضم فِي كل يَوْم ساعتين بِمَا يقويها وَكَذَلِكَ الْمعدة من الطّيب الْقَابِض فَإِن هَذَا علاج لَا يعْدم الشِّفَاء إِلَّا أَن يَصح الاسْتِسْقَاء من ورم صلب فِي الكبد فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ وَإِن جف المَاء لم تذْهب عِلّة الاسْتِسْقَاء إِلَّا أَن يذهب ذَلِك الورم وَلَكِن قد يَنْبَغِي أَن يعالج اولاً ليجف المَاء ثمَّ ينفرغ بعد ذَلِك.

 

(2/526)

 

 

من كتاب العلامات قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعد الذرب الذوسنطاريا كثيرا وَإِذا تمكن هَذَا السقم عرض مَعَه ضيق النَّفس وَبرد الْأَطْرَاف وَرُبمَا هاج السعال وَاحْتبسَ الرجيع وَالْبَوْل وَرُبمَا انفرغ الْبَطن مَاء ويرم ذكره فَهَذَا الزقى وَأما الطبلي فَإِنَّهُ يستريح بِخُرُوج الرّيح ويعرض فِي صُفُوف الاسْتِسْقَاء ضيق النَّفس والعطش وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَقلة الْبَوْل وَحمى فاترة وَمِنْهُم من يظْهر بِهِ بثر فَإِذا تفقأت خرجت مِنْهُ رُطُوبَة صفراء وَالْمَاء الْكَائِن فِي ورم الكبد أَشد من المَاء الْكَائِن عَن ورم الطحال.) 3 (الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) المَاء المحتقن بَين الصفاق وَبَين باريطاون والثرب وَهُوَ غشاء مؤلف من شَحم واغشية تحيط بالمعدة والأمعاء وَهِي تَحت الباريطاون وَفَوق الثرب.

من كتاب النفخ: بطن المستسقى إِذا نزل فَإِنَّهُ لَا تَأتي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يعود فيمتلىء فَأَي شَيْء يُمكن أَن يملاْ الْبَطن سوى الرّيح فِي هَذِه السرعة وَذَلِكَ انه لَا يرد الْبدن من الشَّرَاب هَذَا الْقدر فِي هَذِه الْمدَّة وَلَا يُمكن إِن يكون سَبَب ذَلِك اللَّحْم أَيْضا حِين يذوب لِأَن اللَّحْم فِي تِلْكَ الْحَال قد جف وقحل بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ وَكَذَلِكَ حَال الْعِظَام والعصبة حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يتزيد المَاء عَن وَاحِد مِنْهُمَا. لى فِي هَذَا بحث فاستقصه.

من كتاب مَنْفَعَة التنفس قَالَ: الْحبّ المسخن الَّذِي يجلس فِيهِ المحبون أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم وَذَلِكَ إِن المستسقى يستفرغ من جَمِيع بدنه هَذَا الْحبّ استفراغاً أَكثر مِمَّا يستفرغه فِي الْحمام وَيبقى لَا يختنق لِأَنَّهُ يجتذب هواءاً بَارِدًا لَا حاراً وَلَا تسْقط قوته. لى وَقد رَأَيْت فِي مَوضِع أَن هَذَا يُغني عَن النزل وَهُوَ جيد للحمى جدا.

القوى الطبيعية الأولى قَالَ: المَاء فِي المستسقى يجْتَمع فِي الفضاء الَّذِي ينزل بَين الصفاق والأحشاء قَالَ: إِن شققت مجْرى الْبَوْل لم يجده يدْخل فِي المثانة بَوْل الْبَتَّةَ وامتلاء الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق مَاء كَمَاء لَو كَانَ ذَلِك الْحَيَوَان مستسقياً.

وَمِنْهَا الْبَوْل يجييء إِلَى الكلى من الْعرق الأجوف بقناتين ممدودتين مَعَهُمَا إِلَيْهِ فَإِذا لم ينفذ الدَّم وَالْمَاء على حسب الْعَادة لسدد الكبد وَجب أَن تمتلىء الأمعاء من الرُّطُوبَة وَيخرج مِنْهَا على طَرِيق الرشح عِنْده إِلَى مَا بَين الأحشاء والصفاق.

وَمِنْهَا من الثَّانِيَة: الاسْتِسْقَاء الَّذِي يكون من تحجر الكبد ضرب وَاحِد من ضروب الاسْتِسْقَاء فَأَما الْكَائِن من النزف واحتقان الدَّم الرَّدِيء وَفِي من يشرب المَاء الْبَارِد من نزف بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الَّتِي فِي الْبَطن وَمن ذهَاب قُوَّة جذب آلَات الْبَوْل وَكلهَا الف ب الكبد فِيهَا غير وارمة إِلَّا أَنَّهَا بَارِدَة إِلَّا الصِّنْف الَّذِي يكون لامتساك الكلى عَن جذب الْبَوْل فَإِنَّهُ فِي هَذَا الصِّنْف يُمكن أَن يكون استسقاء والكبد بِحَالِهَا.

 

(2/527)

 

 

مَنَافِع الْأَعْضَاء الثَّانِيَة: المجاري الَّتِي بهَا يجتذب الكلى الْبَوْل من الكبد يتَّصل بالعرق الأجوف بعد خُرُوجه من حدبة الكبد. الْأَدْوِيَة المفردة الأولى: المَاء القراح من أردى الْأَشْيَاء للاستسقاء)

شربه اَوْ استحم بِهِ وَالْمَاء المالح والفقري والكبريتي جيد لَهُم لن هَذَا يجفف بِقُوَّة.

النبض السَّادِسَة عشر: إِذا تورمت الكبد ورماً صلباً فَلَا بُد باضطرار إِن يلْزمه حبن فَأَما الطحال فقد رايته كم من مرّة ورم ورماً صلباً وَلم يعقبه حبن قَالَ: إِذا شَككت فِي الاسْتِسْقَاء أَي نوع هُوَ فاقرع الْبَطن وتفقد الصَّوْت فَإِن الزقى واللحمي لَا صَوت لَهما والطبلي لَهُ صَوت وللزقي بالمخض للرطوبات إِذا قلبت العليل من جنب إِلَى جنب وَإِذا مخضته بِيَدِك بِشدَّة.

إبيذيميا الرَّابِعَة: الفصد يضر المستسقى فِي أَكثر الْأَحْوَال وَرُبمَا نفع فِي نَادِر وَإِنَّمَا نَفعه إِذا كَانَ سَببه احتباس دم كثير بَارِد أَو رَدِيء فِي الْجِسْم كَدم الْحيض والبواسير أَو غَيرهَا. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا استسقى ناله من ذَلِك خطر شَدِيد لِأَنَّهُ مرض ضد مزاجه فَلَا يحدث إِلَّا من غَلَبَة قوته وَصَاحب الْبَارِد الرطب ردائته أقل من الْحَار الْيَابِس وَأكْثر من الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الرطب رطوبته تسرع إِلَيْهِ هَذِه الْعلَّة من غير أَن يكون شَبِيها قَوِيا وبحرارته يبرأ مِنْهَا سَرِيعا وَأما صَاحب المزاج الرطب الْبَارِد فَإِنَّهُ يعرض من انطفاء حرارته الغريزية.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: مِمَّا علمه القدماء وَالْحَدَث بالتجربة وَاتفقَ عَلَيْهِ أَن الاسْتِسْقَاء يكون من الأورام الصلبة فِي الكبد وَالطحَال وَمن فرط جرى دم الطمث والبواسير وَمن احتقانها قَالَ: وَقد يكون ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ذرب الْبَطن إِذا كَانَ كثيرا جدا وَقد يكون ابتداؤه سعالاً دَائِما مزمناً وَقد يكون من برد الكبد وَمن دم بَارِد كثير الْمِقْدَار يجْتَمع فِي الْبدن من أخلاط نِيَّة إِلَّا أَن الْأَكْثَر وَالَّذِي لَا يزَال يكون إِنَّمَا هُوَ من اجل الكبد خَاصَّة ثمَّ الطحال إِذا حدثت فِيهِ صلابة وَمِنْهَا غَايَة الْأَطِبَّاء فِي الاسْتِسْقَاء أَن ينقوا ويفتحوا سدد الكبد وَذَلِكَ لَا شَيْء أضرّ لَهُ من شَيْء يُولد سدداً من الأغذية وَغَيرهَا.

قَالَ: وَسَقَى اللَّبن للمستسقى إِنَّمَا دلسه السوفسطائيون فِي الطّلب وخاصة إِن كَانَ قدره ثَمَان قوطولات كَمَا أَمر فَأَما شَيْء دون هَذَا الْمِقْدَار فَفِيهِ نظر فِي طبيعة الاسْتِسْقَاء ومزاجه ومزاج اللَّبن.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة: نَحن ندلك المستسقى اللحمي بالمناديل وبالدلك الصلب ونأمره

 

(2/528)

 

 

أَن يرتاض فِي مَوضِع غُبَار وَمن لم يحْتَمل هَذِه الْأَشْيَاء نثرنا على الْبدن أدوية مجففة ونمنعه الاستحمام حَتَّى يصلب وَكَذَلِكَ أَن نرهل عضوا مَا عالجناه بِهَذَا العلاج. لى على مَا رَأَيْت: تعلف العنز القاقلي والإيرسا وقثاء (ألف ب) الْحمار وشيئاً من المازريون الرطب واليابس يخلط فِي)

بعض الْحَشِيش الَّذِي يَأْكُلهُ وَإِن كَانَت حرارة فالهندباء ويسقى المستسقى من لبنه بسكر الْعشْر وَإِن شرب بَوْله فَهُوَ أحد وأجود فَإِن هَذَا ينفض المَاء وَهُوَ عَجِيب. السَّابِعَة من السَّادِسَة: جلدَة الْبَطن من المستسقى تمتد وتنتو السُّرَّة وتهيج قُرُوح الْفَم واللثة قبل الْمَوْت. قَالَ: النِّسَاء اللواتي يستسقين من احتباس الطمث يُشِير عَلَيْهِنَّ حذاق الْأَطِبَّاء بالفصد وَكَذَلِكَ على من استسقى لاحتباس دم كَانَ يعتاده كثيرا إِمَّا بالرعاف وَإِمَّا بالبواسير فَإِن فِي هَذِه الْمَوَاضِع قد ينْتَفع بالفصد وَيجب أَن يكون ذَلِك قبل سُقُوط الْقُوَّة وَأما ثقب الْبَطن والصفاق فَإِنَّمَا يضْطَر عَلَيْهِ بِآخِرهِ إِذا كثرت الرُّطُوبَة حَتَّى تثقل الْمَرِيض وتوهنه وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الزقى وَفِي هَذَا الضَّرْب الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء وَبَين الصفاق مَمْلُوء من الرُّطُوبَة.

الأغذية الأولى قَالَ: الْأَطْعِمَة الميبسة للدم جَيِّدَة لمن فِي بدنه أخلاط مائية كالعدس المقشر.

المزاج الثَّانِيَة: الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالذراريح ينفع أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء مَنْفَعَة قَوِيَّة لشدَّة مَا يستفرغه بالبول.

الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يكون من ورم طرف الكبد حصر الْبَوْل لِأَن الوريد الَّذِي يَأْخُذ المَاء من الكبد إِلَى الكلى يَنْضَم بالورم فيسد فَيرجع مَاء الدَّم إِلَى الأمعاء. قَالَ: اللحمى أقرب ضروب الاسْتِسْقَاء من الْبُرْء وَقد رَأَيْت خلقا برؤا مِنْهُ فاسقوهم حب الراوند وَلبن اللقَاح وَقد يسهل المَاء إِذا كَانَ مَعَ حرارة ببول الْمعز ثَلَاثَة أساتير مَعَ مثله مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَإِن لم ينْتَفع بذلك سقى ألبان اللقَاح وَأَبْوَالهَا. قَالَ: فَهُوَ علاج اللحمى وعالج اللحمى بحب السكبينج وبقمحة الراوند وبقمحة السكبينج وَهُوَ دَوَاء نَافِع للرياح فِي الْجوف جدا سكبينج بزر كرفس جزؤ جزؤ هليلج جزؤ انجدان وحرف نصف نصف الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وبالاثاناسيا والأميروسيا وجوارش البزور الطاردة للرياح فَإِن كَانَ بَطْنه يَابسا لينه دَائِما وَإِن كَانَ لينًا فاعطه الشجرنايا وَقد يسقون دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وَاجعَل غذائهم مَاء حمص بشبث وكمون وَإِذا سقيت دهن الخروع فضع على رَأس العليل دهن البنفسج ليمنع الصداع والسدد وخاصة إِن كَانَ العليل بصداع فِي علته.

حب الراوند على مَا رَأَيْته هُنَاكَ: راوند صيني نصف مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار ربع دِرْهَم لبن الشبرم طسوج أفسنتين نصف دِرْهَم يَجْعَل حبا ويسقى شربة.

 

(2/529)

 

 

لى مطبوخ الفتة ليسهل المَاء: يُؤْخَذ من التربد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الشبرم دِرْهَمَانِ وَمن)

المازريون ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الأفسنتين والاسطوخدوس ثَلَاثَة دَرَاهِم ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الإيرسا وقثاء الْحمار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ويسقى ثُلثي رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم (ألف ب) .

الْيَهُودِيّ: أَو اسْقِهِ مَاء القاقلى ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم رطلا وَعشرَة دَرَاهِم من السكر الْأَبْيَض وَفِي الثَّالِث كف واسقه مَاء الهندباء وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب إِن كَانَت حرارة وَإِن كَانَ الْبرد غَالِبا فماء الْجُبْن والكرفس أوقيتان مَعَ قدر حمصة من الترياق وحمه فِي مَاء الكبريت وَإِن كَانَ فِي الكبد صلابة يما فضمدها ثمَّ حللها. لى مرهم يسهل المَاء: يُؤْخَذ روسختج وخرؤ الْحمام وعصارة قثلء الْخمار وشحم حنظل ومازريون وشبرم وإيرسا وأفسنتين اعجن الْجَمِيع ببول الماعز وَاجعَل على وَجهه قَلِيل دهن سوسن وألزقه على الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَإِن شِئْت فَاتخذ من هَذِه حقنة فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَإِن شِئْت فرزجة وَإِن علفت الماعز شَيْئا من قاقلى وشيئاً من مازريون فِي عَلفهَا كَانَ لَبنهَا جيدا جدا وَهَذِه الْأَشْيَاء يحْتَاج إِلَيْهَا عِنْد الْحَرَارَة وَأما فِي غير ذَلِك فَلَا.

3 - (علاج جيد للاستسقاء الزقى)

اِسْقِهِمْ مَا يدر الْبَوْل وانفخ فِي آنافهم العطوس وعطسهم فَإِن العطاس الشَّديد يدْفع الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ أَنه يهز وَيدْفَع المَاء إِلَى نَاحيَة الكلى فَإِذا أَحْسَنت العلاج وقويته نزل المَاء بِكَثْرَة إِلَى جلد الخصى أَيْضا فاغرزه بإبرة غرزاً نعما ودعه يرشح. قَالَ: فَإِن كَانُوا يعطشون شَدِيدا فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. قَالَ: وَلَا دَوَاء أبلغ للاستسقاء من دَوَاء اللك فَإِنَّهُ عَجِيب.

أهرن قَالَ: اخلقها بِأَن يبْدَأ اللحمى قَالَ: سَبَب الزقى إِن الْغذَاء إِذا لم ينهضم كُله دفعت الكبد مِنْهُ مَا انهضم إِلَى الْبدن وَمَا لم ينهضم ردته فِي الماسريقا إِلَى الأمعاء فَلبث رغم فِي الأمعاء لِأَنَّهُ ينصب فِيهَا صفراء تلذعها فَيصير لذَلِك بخاراً وَيخرج من الأمعاء إِلَى خَارِجهَا ويجتمع هُنَاكَ. لى فَمَا بَال الثّقل يخرج من المستسقى وَهُوَ أغْلظ وَأَشد من ذَلِك البلغمى وَمَا بالهم رُبمَا كَانَ بهم إسهال ذريع وبراز أصفر قَالَ: إِذا سقيت أدوية تخرج المَاء فتحر أَن لَا تكون مضرَّة بالكبد. لى يمرخ بِمَا ينفع الكبد كالأفسنتين والغافت والهندباء وعنب الثَّعْلَب والسنبل والراوند وَنَحْوهَا. قَالَ: ويسهل المَاء الْأَصْفَر أَن ينقع التِّين فِي دهن حل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ)

يَفْتَحهُ وَيجْعَل فِي جَوْفه شَيْئا من شَحم الحنظل وأطعمه وأسهله كَذَا مَرَّات فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ وَيشْرب بعده ماءاً فاتراً ويمرخ بالبورق وَالزَّيْت وتعصب أعضاؤه من أَسْفَل إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يبرأ. دَوَاء آخر: مازريون منقع بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف فِي الظل ثمَّ اسحقه بخل

 

(2/530)

 

 

واجعله قرصاً وجففه فِي الظل ثمَّ اسحقه بخل وجففه مرّة أُخْرَى فِي الظل وارفعه عنْدك وَخذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة وروسختج وخرؤ الْحمام بِالسَّوِيَّةِ واعجنه بِمَاء الكاكنج واجعله حبا واعطه مِثْقَالا بِمَاء طبيخ الشبث والأنيسون.

ضماد مسهل للْمَاء الْأَصْفَر مصلح. لى شَحم حنظل جزؤ يدق وَتَربد جزءان فربيون نصف جُزْء عصارة قثاء الْحمار جزؤ خرؤ الْحمام وروسختج جزؤ جزؤ مازريون وَحب النّيل جزؤ جزؤ شبرم نصف جُزْء (ألف ب) يجمع الْجَمِيع ويسحق بِمَاء الهندباء وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن سوسن آسمانجوني وَيلْزم الْبَطن.

الطبرى دَوَاء يحفظ من الاسْتِسْقَاء المستعد لَهُ ويسهل المَاء الْأَصْفَر إِذا حدث الاسْتِسْقَاء وَيصْلح للأصحاء: إهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم بليلج مثله تَرَبد عشرَة ملح هندي مثله مازريون مثله يجمع بِعَسَل الشربة مِنْهُ مثقالان. وَله دَوَاء يخرج المَاء بِقُوَّة: ملح دِرْهَم مر فربيون نصف لى ينظر فِي هَذَا فَإِنَّهُ قَالَ ابْن سرابيون أَيْضا يسقى درهما وَاحِدًا.

لى سكنجبين يسهل المَاء الْأَصْفَر اللفتة على مَا رَأَيْت: أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء يلقى فِيهَا أُوقِيَّة شبرم وأوقية مازريون وَيتْرك نقيعاً ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ حَتَّى يبْقى رَطْل وَاحِد بِنَار فَحم رقيقَة ثمَّ يصفى بعد المرس نعما ثمَّ يُؤْخَذ مَا صفى مِنْهُ وَيُؤْخَذ نصف رَطْل خل فِي غَايَة الصفاء ورطل سكر الْعشْر وَذَلِكَ المَاء الَّذِي صفيته فيطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيصير لَهُ قوام ثمَّ يشد مِثْقَال فربيون فِي خرقَة ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَإِذا سقى هَذَا الدَّوَاء فاطل على الكبد أَشْيَاء مقوية ويسقى من غَد مَا يقويها ويبردها مثل الهندباء وعنب الثَّعْلَب إِن كَانَت حرارة قَوِيَّة.

شرب ألبان اللقَاح للاستسقاء: يشرب رَطْل سَاعَة يحلب مَعَ أُوقِيَّة من بولها فَإِن استمرأه بعد سَاعَة شرب رطلا أَيْضا وَمكث حَتَّى يسهله ويستمرئه ثمَّ يَأْكُل فَإِن هُوَ لم يسهله لم يعاود شربه لِأَن يخَاف أَن يتجبن فِي معدته فَإِن أسهله ونفعه شربه من غَد بسكنجبين وَحده أَو حب السكبينج أَو مَعَ هليلج أصفر وَإِن حمض يَوْمًا فاترك يَوْمَيْنِ فَإِن تمدد جَوْفه حقن وَإِن جمد فِي)

الْمعدة عولج فَإِن حمض فَلَا يشرب ذَلِك الْيَوْم ماءاً بل شرابًا ممزوجاً حلواً وَلَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا وَيَأْكُل بَين يَوْمَيْنِ مرّة حَتَّى يستنقي نعما وَيَأْكُل خبْزًا مثروداً فِي الشَّرَاب وَفِي مرق دجَاجَة فَإِن نقض المَاء كُله وبرىء كوى كيات لِئَلَّا تعود ولتعلف النَّاقة الشيح والكرفس والرازيانج. أهرن: وَقد يفْسد مزاج الكبد فَسَادًا يعرض لَهُ استسقاء لطول الْحمى ولطول الخلفة والضربة والسقطة على الكبد فَيصير مِنْهُ ورم صلب وَمن كَثْرَة أكل الْبَارِد بِقُوَّة وَالْفِعْل وَمن شدَّة الْبرد يُصِيب الْبَطن.

 

(2/531)

 

 

أهرن: اللحمى يكون من فَسَاد الْقُوَّة الهاضمة إِذا لم تحل الكيموس إِلَى دم جيد بل إِلَى دم رهل فيمر فِي الْجِسْم كُله فيرهله وَأما الزقى فَإِنَّهُ إِذا لم يفْسد الهضم كُله بل شَيْء مِنْهُ أنفذت الطبيعة الْقدر الَّذِي انهضم فَصَارَ دَمًا غليظاً فَبَقيَ الْجِسْم بِحَالهِ إِلَّا أَنه يهزل لقلته. قَالَ: وَالْبَاقِي مِمَّا لم يستحكم هضمه يرجع إِلَى الأمعاء فِي الجداول فيلتزق بهَا وَلَا ينْدَفع وَيخرج رغم لِأَن الْمرة لَا تنصب فِي المعى لقلَّة مقدارها لغَلَبَة الْبرد على الكبد وَقلة تولد الصَّفْرَاء فَإِذا ارتبكت هُنَاكَ صَار مِنْهَا بخار يبرز من منافس الأمعاء إِلَى الثرب. لى عَلَيْهِ فِي هَذَا لم يخرج الثفل وَعَلِيهِ كَيفَ يكون (ألف ب) الاسْتِسْقَاء مَعَ الأكباد الحارة وَقَالَ خبث هَذَا أقرب الاسْتِسْقَاء من الْبرد اللحمي.

أهرن قَالَ: يمشي المَاء كثير جدا يسحق دِرْهَم وَاحِد من الفربيون ويذر على بَيْضَة نبمبرشت ويتحسى.

بولس: عالج من فَسَاد المزاج إِن كَانَ ابْتِدَاء من انْقِطَاع الطمث أَو البواسير بالفصد أَولا إِلَّا أَن يمْنَع من ذَلِك مَانع وَأخرج الدَّم إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع فَإِن كَانَ ابْتِدَاء من كَثْرَة استفراغ الدَّم فاجتنب الفصد وأسهلهم بأيارج شَحم الحنظل وَاجعَل تدبيرهم مجففاً لطيفاً وليجلسوا فِي الحمات الشبية والكبريتية وَلَا يجلسوا فِي سَائِر الْمِيَاه وخاصة العذب ويستعملون الرياضة وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم شراب الأفسنتين على الرِّيق. قَالَ: وَيفْسد المزاج فِي الْأَكْثَر فِي حميات طَوِيلَة ورداءة حَال الْمعدة ونزف مفرط واحتقان. قَالَ: القانون الطيني فِي علاج أَنْوَاع الحبن كُله أَعنِي أصنافه الثَّلَاثَة هَاهُنَا فِي الحبن اللحمي ليكْثر الاستفراغ بالبول وَفِي الزقى بِمَا يسهل المَاء وَفِي الطبلي بِمَا يحلل الرِّيَاح.

ضماد يفش الرِّيَاح: يُؤْخَذ بعر الْمعز فيسحق ببول ويطلى بِهِ الْبَطن وَيُؤْخَذ أخثاء الْبَقر ويعجن)

بِالْمَاءِ والسكنجبين ويضمد بِهِ.

ضماد قوي: نورة نطرون إيرسا قردمانا كبريت أشق حب الْغَاز وزبيب الْجَبَل زبل الْحمام الْبَريَّة يَجْعَل ضماداً فَإِنَّهُ يحلل المَاء من المسام تحليلاً عجيباً أَو خُذ كبريتاً أصفر ونطرونا وشبثا وأشقا وكمونا فاجعله مرهماً بِشَيْء من شمع وعلك البطم وَضعه على جلدَة الْبَطن كُله فَإِنَّهُ قوي جدا.

الْأَدْوِيَة الَّتِي تخلف المَاء: يُؤْخَذ من حب قنديدس خَمْسُونَ وَمَا هُوَ دانه ثَلَاثُونَ فربيون سَبْعَة قراريط قشور النّحاس أَرْبَعَة دَرَاهِم يخلط بِرَبّ الْخبز ويسقى مِنْهُ وينفع مِنْهُ المازريون وقثاء الْحمار والدواء الْمَعْمُول بالقرنفل يسهل المَاء إسهالاً بليغاً وَإِن كَانَ الْبَطن مِنْهُم يَابسا لَازِما لليبس فَاسْتعْمل الحقن الحارة فَإِن كَانَ لينًا فجففه لتحفظ الْقُوَّة وَإِذا انفرغ المَاء مِنْهُم فاعطهم الترياق وَنَحْوه من الْمصلحَة للمزاج وليحمل النِّسَاء هَذِه الفرزجة: قردمانا ونطرونا وكمونا

 

(2/532)

 

 

وزراوندا وفوذنجا وحلبة وأنيسونا وجوف التِّين ودهن السوسن وليستعمل مَاء الْحمة ويدمن عَلَيْهَا وعَلى الاندفان فِي الرمل الْحَار والامتناع من المَاء العذب وَإِن كَانَ لَا بُد من الْحمام فليدلكوا أنفسهم فِيهَا بالنطرون وَالْملح والخردل والنورة وَنَحْوهَا فَإِن دلك الْبَطن بالنطرون وَالزَّيْت نفع من الزقى والطبلي إِذا دلك بِهِ الْبَطن وَأما اللحمي فادلك بِهِ سَائِر الْأَعْضَاء وليرتاضوا بِقدر مَا يُمكنهُم وليستعمل الدَّلْك الْيَابِس فِي الشَّمْس وَليكن تدبيرهم فِي الْجُمْلَة مجففاً وأطعمهم السّمك المالح والخردل والثوم وَالْكبر والكراث وَالْخمر العتيقة اللطيفة وليصابروا الْعَطش وَلَا يشْربُوا إِلَّا أقل مَا يُمكن وَإِن قدرت على الِامْتِنَاع مِنْهُ الْبَتَّةَ فافعل ذَلِك وَاقْتصر على الشَّرَاب فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَلَا تسْتَعْمل هَذَا التَّدْبِير إِلَّا بِقدر مَا يُمكن.

قَالَ: فَأَما الحبن الطبلي فَلَا تكْثر اسْتِعْمَال المسهلة وَلَا القوية مِمَّا يدر الْبَوْل (ألف ب) لِأَنَّهُ يكثر بِهَذِهِ الرِّيَاح وَليكن عَلَيْك بِمَا يفش الرِّيَاح من دَاخل وَمن خَارج ولتعلق محاجم فارغة على الْإِسْكَنْدَر: الدَّلْك جيد لأَصْحَاب الحبن وَالْحمام ردىء وَإِن لم يكن بُد أَن يستحم وليدلكوا بطونهم وجنوبهم بالنطرون. قَالَ: وَمن كَانَ بِهِ استسقاء مَعَ حمى فاقتصر بِهِ على مَاء الهندباء والشاهترج وَلَا تعطهم المسهلة إِلَّا بِرِفْق فَإِن هَذَا الحبن يكون من ورم حَار فِي الْجوف والأدوية المسهلة الحارة تزيد فِيهِ. شرك الْهِنْدِيّ: أعْط صَاحب الاسْتِسْقَاء لَبَنًا حليباً. لى يُؤْخَذ مَاء الْجُبْن فَيجْعَل فِي الرطل خَمْسَة دَرَاهِم من تَرَبد مسحوق وَدِرْهَم ملح دراني يغلى بِرِفْق حَتَّى)

تُؤْخَذ رغوته كُله ثمَّ يصفى ويسقى مِنْهُ رَطْل ثمَّ يُزَاد إِلَى رَطْل فَإِنَّهُ ينفض المَاء وَلَا يسخن وأجود مَا يكون أَن يتَّخذ مَاء الْجُبْن من لبن اللقَاح فَإِن عدم فلبن الْمعز.

شَمْعُون قَالَ: أعْطه من الإيرسا الْيَابِس خَمْسَة دَرَاهِم أَو من مَائه غررا كثيرا ثمَّ اطله بخثى الْبَقر أَو ببعر الْغنم وَخذ فِي تَقْوِيَة الكبد وإسهال المَاء. لى دبر من يحْتَاج إِلَى البزل هَكَذَا تَأْخُذ لَهُ إبرة كَبِيرَة فانخسه ضَرْبَة.

الاختصارات: النَّوْع اللحمي أسْرع برءاً وأسهل أمرا. قَالَ: ويعالج بحب السكبينج والغاريقون وَالْملح الْهِنْدِيّ. قَالَ: والزقى يتلوه فِي سرعَة الْبُرْء وَهُوَ أعْسر ويعالج بِمثل ذَلِك وَإِن كَانَ من فَسَاد مزاج حَار فَإِنَّهُ مِمَّا يعظم نَفعه لَهُ: طبيخ الهليلج الْأَصْفَر وَالْخيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَالسكر وأبوال الْمعز وَأَلْبَانهَا وَأما الطبلي فَلَا يقبل العلاج الْبَتَّةَ فَلذَلِك تركنَا الْكَلَام فِيهِ.

لى علاج الطبلي: يحمل الأشياف الَّتِي تخرج الرِّيَاح والتكميد وَسَقَى مَاء الْأُصُول وَترك الأغذية المنفخة الْبَتَّةَ ودلك الْبَطن وَإِنَّمَا يكون هَذَا لِاجْتِمَاع الْأَرْوَاح الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج من الْبَطن كَمَا يكون الزقى من اجْتِمَاع الْبَوْل.

 

(2/533)

 

 

ابْن ماسويه: لبن الشبرم جزؤ ميبختج جزوء يطْبخ حَتَّى ينْعَقد وَيجْعَل حبا كالحمص الشربة حبتان إِلَى ثَلَاث حبات قبل الطَّعَام وَبعده وَفِي كل الْأَحْوَال وَلَا يضر أَن يخالط الطَّعَام وَهُوَ يخلف المَاء جدا عَجِيب فِي ذَلِك.

لى طبيخ الاسْتِسْقَاء: إهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم أصُول السوسن الآسمانجوني دِرْهَمَانِ يجمع الْجَمِيع ويطبخ ثَلَاثَة أر طَال مَعَ المَاء حَتَّى يبْقى مِنْهُ رَطْل ويصفى وَيشْرب مَعَ نصف دِرْهَم غاريقون عَجِيب جدا.

لى على مَا قَالَ يوحنا النَّحْوِيّ فِي تَفْسِير لكتاب النبض الصَّغِير قَالَ: الاسْتِسْقَاء الطبلي يكون لن الكيلوس الَّذِي يصير إِلَى الكبد ينْحل أبدا إِلَى ريَاح وَيكون ذَلِك من شدَّة حرارة الكبد.

لى ينظر فِي مَا ينالهم لأَنهم لَا يعطشون بِقدر فيهم ذَلِك وَقد نرى قوما فِي أكبادهم سوء مزاج حَار تظهر فيهم دَلَائِل ذَلِك من حمرَة اللِّسَان وَشدَّة الْعَطش واللهيب والحمى وَقد رَأينَا قوما بهم استسقاء طبلي لَيْسَ فيهم وَلَا دَلِيل وَاحِد يدل على حرارة الكبد وَرُبمَا كَانَ مَعَه المَاء أَبيض مائياً وَلَكِن إِذا كَانَت الْحَرَارَة فِي الْبَطن كَثِيرَة وَكَانَ الَّذِي يحصل من المَاء قَلِيلا قَلِيلا أمكن أَن يصير بخاراً وريحاً وخاصة (ألف ب) إِن كَانَ على الْبَطن تُرَاب كَبِير وَبِالْعَكْسِ فتمم الْكَلَام فِيهِ.)

الْجَوَامِع من الْعِلَل والأعراض قَالَ: المنقيات للدم ثَلَاثَة فالمرارة إِن لم تجذب الصَّفْرَاء حدث اليرقان وَالطحَال إِذا لم يجذب السَّوْدَاء أحدث اليرقان الْأسود والكلى إِذا لم تجذب مائية الدَّم حدث استسقاء لحمى. قَالَ: وَقد يعرض الدَّم أَن يصير مائياً إِمَّا لعِلَّة فِي الكبد لَا يكمل من أجلهَا نوع الدَّم وَإِمَّا لضعف فِي الكلى عَن الجذب أَو سدة وَإِمَّا لأغذية مائية أَو لضعف الْقُوَّة الدافعة الَّتِي فِي الْعُرُوق إِذا لم تدفع مَا يجْتَمع فِيهَا من المائية وَإِمَّا لتكاثف فِي الْجلد وَامْتِنَاع التَّحَلُّل. لى قد يحدث من هَذِه استسقاء فيميز ذَلِك بعلامات. لى الاسْتِسْقَاء اللحمى رُبمَا كَانَ وَلَيْسَ بالكبد عِلّة الْبَتَّةَ لكنه من أجل أَن الكلى لَا تجذب مائية الدَّم وَدَلِيل ذَلِك قلَّة الْبَوْل وَأَن الشَّهْوَة لَا تسْقط فَأَما إِذا كَانَت الشَّهْوَة سَاقِطَة واللون رديئاً وَتقدم ذَلِك سوء مزاج أَولا وَاخْتِلَاف كيلوسي فالعلة برد الكبد.

أغلوقن قَالَ: الْغَرَض فِي الاسْتِسْقَاء الأول لشفاء الورم الصلب الَّذِي فِي الكبد وَفِي سَائِر الأحشاء وَتَحْلِيل الرُّطُوبَة من الْبَطن بالإسهال والأضمدة وإدرار الْبَوْل.

فليغريوس: يجب أَن يسهل المستسقى بِمَا يسهل المَاء قَلِيلا قَلِيلا بِرِفْق وَلَا تسهل المَاء أبدا ضَرْبَة فَإِنَّهُ قَاتل. قَالَ: واسقه فِيمَا بَين المسهلين أَقْرَاص اللوز المر وَمَا يفتح سدد الكبد. قَالَ: وَأَنا أسهل المَاء بالمازريون والنحاس المحرق والأنيسون بِالسَّوِيَّةِ مِثْقَالا وَاحِدًا فيسهل بِرِفْق واسقه بِمَاء حَار وَليكن غذاؤه لحم الْمعز والجداء شوى وقلايا والعصافير الجبلية ولطاف الطير فَإِنَّهَا يابسة والقنابر جَيِّدَة لَهُ.

 

(2/534)

 

 

من التَّذْكِرَة قَالَ: الاسْتِسْقَاء إِذا لم تكن مَعَه حرارة أَي صنف كَانَ فَاسق الكلكلايخ وَحب المازريون بِمَاء الْأُصُول مَعَ الكلكلايخ الصَّغِير الْبَارِد.

فِي الْكَمَال وإلتمام لِابْنِ ماسويه قَالَ يسهل المستسقى إِذا ضعف جدا بضماد يتَّخذ من شَحم الحنظل وشبرم ومازريون وَحب النّيل وسقمونيا وَتَربد ومرارة الْبَقر وقثاء الْحمار وإيرسا ولبنى وفربيون يجمع بشمع ودهن. لى هَذَا رَدِيء جدا إِلَّا أَنه يهيج من الْحَرَارَة أكثرمما يهيج إِذا شرب مثلا. قَالَ: يُؤْخَذ نَبَات الماهودانة فيطبخ مَعَ فروج ولبلاب أَو سلق وَنَحْو ذَلِك يُؤْكَل فيسهل المَاء.

3 - (من كتاب مَاء الشّعير)

خُذ ثَلَاثَة ذراريح فألق رؤسها وأجنحتها وَحل أجسادها فِي مَاء الْعَسَل وَأدْخل العليل الْحمام ثمَّ اسْقِهِ ذَلِك وليأكل خبْزًا بذلك.

روفس فِي وجع المفاصل قَالَ: لَا شَيْء أَنْفَع المستسقين من الْحمام الْيَابِس لِأَنَّهُ يفرغ مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وَلَا يسخن قلبه وَلَا يُضعفهُ بل يقويه لِأَن الْهَوَاء الْبَارِد فِي تِلْكَ الْحَال يحتبس فِي الْقلب.

أنطيلس قَالَ: أقِم العليل قيَاما مستوياً وَأمر الخدم بِالْقيامِ خَلفه أَن يغمروا أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم وتأمر الخدم أَن يدْفع المَاء إِلَى أَسْفَل (ألف ب) السُّرَّة فَإِن لم يقدر العليل على الْقيام فأجلسه على الْكُرْسِيّ فَإِن لم يقدر على ذَلِك فَلَا تعالجه بالبزل لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالبزل من كَانَت قوته جَيِّدَة. قَالَ: فَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الأمعاء حدث فَيجب أَن ينزل أَسْفَل السُّرَّة قدر ثَلَاث أَصَابِع منضمة ثمَّ شقّ وَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الكبد فَاجْعَلْ الشق فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من السُّرَّة وَإِن كَانَ عَن الطحال فيمنه شقّ المراق ثمَّ اسخ المراق عَن الصفاق قَلِيلا إِلَى أَسْفَل من مَوضِع شقّ المراق ثمَّ اثقب المراق وارفق أَلا تشق الصفاق ثمَّ اسلخ المراق ثقباً صَغِيرا ليَكُون ثقب المراق إِلَى أَسْفَل من ثقب الصفاق لِأَنَّهُ بِهَذِهِ الْحَالة مَتى أخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن المراق يضم إِلَى الصفاق لِأَن الشقين ليسَا مُتَقَابلين ثمَّ أَدخل فِيهِ أنبوبة نُحَاس فَإِنَّهُ يخرج المَاء مِنْهُ وَليكن بِقدر فَإِنَّهُ مخوف فَإِذا فرغت فلينم مُسْتَلْقِيا وَيُدبر تدبيراً يسْتَردّ قوته قَالَ: وَمَا دَامَ المَاء يخرج فتفقد أَنْت النبض لِئَلَّا يضعف فَإِذا ضعف قَلِيلا فاحتبس المَاء.

بولس: رُبمَا أخرجنَا المَاء مرّة وَاحِدَة واثنتين بِقدر مَا يُخَفف العليل قَلِيلا ثمَّ اسْتعْمل فِي الْبَاقِي الْأَدْوِيَة المسهلة للْمَاء وللزقى الاندفان فِي الرمل والتعطيش والأغذية المجففة وَرُبمَا كوينا على الْمعدة والكبد وَالطحَال وأسفل السُّرَّة بمكاو دقاق.

من جَوَامِع حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ شَرّ أَصْنَاف الاسْتِسْقَاء اللحمى لِأَنَّهُ قد فسد فِيهِ مزاج الكبد ومزاج الْعُرُوق وَاللَّحم كُله حَتَّى صَار نوعا غَرِيبا لَا يَسْتَحِيل فِي الهضم

 

(2/535)

 

 

الثَّالِث. قَالَ: وَإِذا طَالَتْ الْحمى حدث الاسْتِسْقَاء على الْأَكْثَر. لى الَّذِي رَأَيْنَاهُ بالتجربة أَن اللحمى أسهلها برءاً.

حنين: إِذا حدث فِي الْمعدة والكبد سوء مزاج رطب بَارِد فِي الْغَايَة أحدث الاسْتِسْقَاء اللحمى لفجاجة مَا يرد على الكبد من الكيلوس وبرده.)

قَالَ: وَالِاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى ردىء قَاتل قَالَ: وَمن شرب الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد.

3 - (من كتاب القوابل)

قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِن أَنْت لم تقطع سرته لم يبل إِلَّا من سرته أبدا أَو تقطع سرته. لى فِي هَذَا صِحَة مَا تطلبه. قَالَ: الخربق الْأَبْيَض إِن احْتمل شياقة أحدر ماءاً كثيرا.

ابْن سرابيون: يحدث ضرب من فَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء عَن ورم صلب يحدث فِي الكلى وَقد كتبناه وعلاجه فِي بَاب الكلى قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حمى فَعَلَيْك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس والقاقلى مَعَ الْملك المغسول والراوند والزعفران والهليلج الْأَصْفَر وأنقع من هَذِه الهندباء المر وَلَا تضمد أَيْضا بضماد حَار وَلَا تسْتَعْمل معجوناً وَلَا دواءاً حاراً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش ويسخن الأحشاء فيزيد ورمها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب مرض من الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن يحدث إِلَّا الفلغموني فِي الكبد وبرؤه صَعب لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن لَا يسخن وَلَا يبرد فَعَلَيْك بالاعتدال فِي ذَلِك وَمَا تقدر أَنه الْأَغْلَب.

قَالَ: الاسْتِسْقَاء جِنْسَانِ أولان أَحدهمَا يحدث عِنْد مَا يجْتَمع فِي الْبدن كُله دم كثير (ألف ب) ثقيل. قَالَ: والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب يحدث فِيهَا أَو لفساد مزاج يحدث فِيهَا بَغْتَة لشرب مَاء بَارِد فِي غير وقته أَو بمشاركة عُضْو آخر أَو لاستفراغ مفرط وَقد يحدث إِذا طَالَتْ الحميات وبعقب أمراض الحادة. قَالَ: إِذا أزمنت الأوجاع على السُّرَّة وحولها وفقار الصلب وَلم ينْتَفع بالمسهلة وَلَا بِسَائِر الاستفرغات آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يلْحقهُ سعال وهزال الْبدن وجفاف البرَاز فَإِن حدث مَعَه نفث فالعليل ميت لِأَن الرئة حِينَئِذٍ قد امتلئت ماءاً وهم يموتون سَرِيعا وَهَذَا النفث مائي. قَالَ: إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء ورماً فَاجْعَلْ أَمرك كُله تَحْلِيل ذَلِك الورم بالأضمدة والأدوية وَإِن لم يكن ورم يُعْطي عَلامَة فافصد التجفيف وَفِي الزقى إِن لم يتهيأ شرب الدَّوَاء اسْتعْمل البزل قَلِيلا قَلِيلا وَأما اللحمى فَإِن حدث بَغْتَة فافصد وخاصة إِن كَانَ حُدُوثه عَن احتباس الطمث أَو البواسير أوسبب امتلائي ثمَّ اسْتعْمل فيهم الرياضة وتجفيف الْغذَاء وَسَائِر الاستفراغات. وَأمر أَصْحَاب اللحمى بِالْمَشْيِ فِي مَوضِع تُرَاب أَو رمل لين وَيكون مَعَهم خَادِم يمسح سؤوقهم باستدارة ويدلك العليل نَفسه ودرجة إِلَى ذَلِك قَلِيلا لِئَلَّا يحم فَإِنَّهُ بذلك تبرز عَنْهُم رُطُوبَة كَثِيرَة وينهضم الْبَاقِي وَبعد)

الرياضة ادفنهم فِي الرمل وعرقهم فِي الشَّمْس لِأَن شُعَاع الشَّمْس يسخنهم بِالسَّوِيَّةِ ويجففهم إِلَى القعر وغط رُؤْسهمْ واكشف سَائِر أبدانهم للشمس فَإِن هَذَا علاج قوي نشف الرطوبات وَاحْذَرْ الْحمام فَإِن شَأْنه أَن يرطب ويرهل الْبدن واغسلهم من التُّرَاب بِالْمَاءِ المالح. قَالَ:

 

(2/536)

 

 

والحمات تحل الاسْتِسْقَاء وَلَو كَانَ قد تمّ وَبلغ والبورقية والشبية خَيرهَا واغذهم بِخبْز قد جعل فِيهِ بزور كالرازيانج وبزر كرفس ونانخة وَليكن قَلِيلا ويأكلونه مَعَ مَاء حمص ويأكلون المدرة للبول: الهليون والسلق والقلفوط ويأكلون لُحُوم الظباء وَلحم الماعز شواء.

قَالَ: وليكثر من التوابل خَاصَّة فِي الْخبز والأدام للاستسقاء الطبلى ويحذر الْبُقُول والحبوب وَأما الشَّرَاب فَلَا يقربونه إِلَّا فِي الندرة من الْعَتِيق جدا فَإِن هَذَا يدر الْبَوْل ويسخن وَالصَّبْر على

3 - (علاج الاسْتِسْقَاء)

وَهُوَ يُبرئهُ الْبَتَّةَ والدواء الشريف فِي ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء الْقَيْء قبل أَن يكثر الرُّطُوبَة وتضعف الْقُوَّة فَإِن كثر المَاء فالأدوية المسهلة للْمَاء والمدرة للبول ونبات قثاء الْحمار يحل المَاء حلا قَوِيا جدا لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. قَالَ: هَذَا هُوَ قنطس فَلَا يدْرِي أهوَ قثاء الْحمار أَو غَيره الشربة مِنْهُ معصوراً ثَلَاثَة أبولسات والقاقلى الشربة من مَائه نصف رَطْل مَعَ سكر الْعشْر قدر أُوقِيَّة وَكَذَلِكَ مَاء الاسفندارا أَو مَاء الكاكنج وَقد يسقى من عصارة السوسن الآسمانجونى وتوبال النّحاس يسقى بشراب قدر أَرْبَعَة أبولسات والقوى مِثْقَال إِلَّا أَنه ردىء للمعدة فاخلط بِشَيْء يُقَوي الْمعدة وعصارة (ألف ب) قثاء الْحمار تنفض المَاء نفضاً قَوِيا كَافِيا وَكَذَلِكَ السقمونيا وَكَذَلِكَ شراب قد أنقع فِيهِ حنظل وَأفضل من هَذِه كلهَا المازريون المنقع بالخل والشبرم والفربيون إِذا شرب مِنْهُ قدر مِثْقَال مَعَ مَاء الْعَسَل حل المَاء حلا قَوِيا والأشق إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ السكبينج وبزر الأنجرة إِذا قشر وَشرب بالعسل نفض المَاء. لى وَإِن كَانَ هَاهُنَا أَنه يحرق الْحلق فَيَنْبَغِي أَلا يماس الْحلق فَاعْلَم أَنه إِنَّمَا وجد قنيدس وَلم يدر مَا هُوَ وَهَذَا هُوَ الْجيد الَّذِي يعرف وَقد كنت أقدر أَنَّهَا أَنْفَع مَا يكون للْمَاء فجرب وَيصْلح أَيْضا لبن سرابيون قَالَ: وَهَاهُنَا حَالَة تتقدم الاسْتِسْقَاء يعرف بِفساد المزاج يلْحقهَا هَذِه الْأَعْرَاض يذبل الْبدن كُله لَا سِيمَا الْأَطْرَاف وتهبج الْوَجْه وتميله إِلَى الْبيَاض والصفرة وَيفْسد الهضم مَعَ قُوَّة الشَّهْوَة والكسل والاسترخاء وتنحل الطبيعة مرّة وتتعقل أُخْرَى وينفض الْبَوْل والعرق وتكثر الرِّيَاح فِي الْجوف ويشتد انتفاخ المراق فَإِن عرض فِي الْجِسْم قُرُوح لم تندمل الْبَتَّةَ وَإِن حدث ذَلِك عَن)

امتلاء واحتباس دم وَكَانَت الْعَادة قد جرت بِهِ فَقدم الفصد وثن فِي الثَّالِث وَالرَّابِع أَيْضا وَإِن لم يزل ذَلِك بِهِ لهَذِهِ الْحَال فأسهله بالإيارج مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ لطف تَدْبيره وأدر الْبَوْل وَاسْتعْمل فِيهِ الْقَيْء إِن أمكن وَانْظُر أَلا يجْتَمع فيهم فضل بإدمان الإسهال وإدرار الْبَوْل وتلطيف التَّدْبِير والأغذية الجيدة للمعدة القليلة الْمِقْدَار إِلَّا أَن يكون فَسَاد المزاج عَن نزف الدَّم فَإِنَّهُ جيد يجب أَن تدبره تَدْبِير المنعس.

شرك دَوَاء جيد للاستسقاء الَّذِي لَا حرارة مَعَه بنفض المَاء فِي أَيَّام قَليلَة بالبول: نانخة أبهل كمون ملح طبرزد يسقى.

 

(2/537)

 

 

من أقربادين حنين حب مرتضى جيد جدا ينفع المستسقين إِذا صَارُوا إِلَى حد لَا يرجون: نُحَاس محرق وخرؤ الْحمام وسذاب مجفف من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم فربيون دِرْهَمَانِ يَجْعَل حبا الشربة مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو بِمَاء حَار. لى مجارى الْبَوْل إِلَى السُّرَّة تتصل بتقعير الكبد وَالَّتِي إِلَى الكلى تتصل بالعرق الأجوف فَإِذا كَانَت فِي الكبد سدة من ورم صلب أَو حَار خرجت المائية أَكْثَرهَا فِي هَذَا المجرى.

الْفُصُول السَّابِعَة: من كَانَ بِهِ بلغم متحجر بَين الْحجاب والمعدة فَإِنَّهُ إِذا جرى فِي الْعُرُوق إِلَى المثانة انْحَلَّت علته. ج: فِي هَذَا شكّ لِأَن البلغم إِذا وجع هُنَاكَ انحدر إِلَى أَسْفَل حَتَّى يبلغ إِلَى الْعَانَة وَلَا يُمكن أَن يدْخل البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي الاسْتِسْقَاء وتجري فِي الْبَوْل. لى هَذَا كَلَام يَصح أَن جالينوس يرى أَن دُخُول المَاء إِلَى الْعُرُوق والأمعاء بالرشح وَيُمكن أَن يكون أبقراط عَنى البلغم المَاء فَإِنَّهُ قد يسْتَعْمل لَفْظَة البلغم فِي الاسْتِسْقَاء كثيرا جدا.

القوى الطبيعية: من بعد مَا شققت مجْرى الْبَوْل جَمِيعًا فدع الْحَيَوَان (ألف ب) مُدَّة فَإِذا ظَنَنْت أَنَّك قد اكتفيت فَحل الشق الَّذِي فِي الخاصرة فَانْظُر فَإنَّك تَجِد المثانة فارغة وتجد الْموضع الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق ممتلئاً من الْبَوْل كَمَا كَانَ ذَلِك الْحَيَوَان مستسقياً. لى هَذَا امْتَلَأَ مَا تَحت الصفاق الْآن من الْبَوْل من شقّ المجربين لَا من رُجُوع الْبَوْل فِي مجار آخر وَلَو كَانَ هَذَا بالشد لَكَانَ قد صَحَّ أَن المجارى الَّتِي تديرها من قَول جالينوس نَفسه وَأما الْآن فقد يُمكن أَن ضربا من الاسْتِسْقَاء إِلَى من عرف يَقع فِي هذَيْن المجربين وَلَكِن لِأَن المستسقين يَقُولُونَ قد صَحَّ أَيْضا أَنه وَإِن لم يكن هَذَا المجرى متخرقاً فالماء هُوَ ذَا يدْخل تَحت الصفاق. لى مَتى رَأَيْت)

استسقاء بعقب حَصَاة خرجت من الكلى وَقل مِقْدَار الْبَوْل فَإِن أحد المجربين انخرق وَمَتى رَأَيْت استسقاء بعقب ورم فِي الكلى أَو قرحَة فَإِنَّهُ انسدت مجارى الْبَوْل فَرجع المَاء كالحال فِي الْأَطْفَال الَّذِي يحْتَاج أَن يبْحَث عَنهُ هُوَ لم صَار مرّة ينفذ المَاء إِلَى جَمِيع دَمًا يَابسا فَإِنَّهُ يرى أَصْحَاب الزقى صلاب اللَّحْم نحفاء أَكثر من حَالهم عِنْد الصِّحَّة.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الاسْتِسْقَاء اللحمى يكون لضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد وَاللَّحم. قَالَ: واللحمى يكون إِذا كثر البلغم فِي الْبدن من ذوبان وَرُبمَا عرض ذَلِك فِي الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق فَقَط وَالشَّيْء الَّذِي يذوب وينجلب مرّة ينصب إِلَى الْبَطن وَمرَّة يخرج بالعرق إِلَّا أَن الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق إِذا ذَابَتْ وانحلت حَتَّى يصير مِنْهَا صديد مائي استنظفت الكليتان تِلْكَ المائية من الْعُرُوق وَإِن كَانَتَا قويتين ويدفعانه إِلَى المثانة دفعا متوالياً فَإِن كَانَتَا ضعفين صَار أمرهَا إِلَى أحد أَمريْن إِمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق إِلَى الْبَطن

 

(2/538)

 

 

فَتحدث عَنهُ استسقاء لحمى بَغْتَة وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: إِن تهَيَّأ أَن تكون الكليتان لَا يتهيأ لَهما أَن يجريا الْفضل صَار إِلَّا آخر أَمريْن إِمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق إِلَى الْبَطن وَإِمَّا أَن تصبها إِلَى جَمِيع الْبدن فَيحدث استسقاء مَعَه بَغْتَة. لى فقد بَان أَنه يَعْنِي الاسْتِسْقَاء هَاهُنَا اللحمى فَإِنَّهُ يَعْنِي بالعروق مجارى لَا ترشح. لى ينْقض قَول من زعم أَن الكبد إِذا اكْتسبت سوء مزاج حَار أَو بَارِد عملت كيلوساً حامضاً أَو دخانياً.

الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا نزل المستسقى فَحم فَهُوَ رَدِيء ينذر بِأَنَّهُ يهْلك.

النبض الثَّانِيَة: الْجُبْن الزقى الْخَالِص والطبلى لَا يتطامن إِذا غمزنا عَلَيْهِ الْبَتَّةَ وَلذَلِك لَا يمكننا أَن نفرق بَينهمَا باستقصاء إِلَّا أَن يضْرب أَولا المراق ليعلم هَل صَوته يشبه صَوت الطبل أَو يقلب الْمَرِيض من جنب إِلَى جنب ليسمع صَوت ترجرج الرُّطُوبَة الَّتِي فِي بَطْنه. لى أعظم الْفرق بَينهمَا ثقل الْبَطن وَخِفته على العليل فَإِن الطبلى خَفِيف عَلَيْهِ جدا وَبِالْعَكْسِ.

الْيَهُودِيّ: إِذا استسقى الْإِنْسَان ظَهرت الْعُرُوق الَّتِي فِي الْبَطن كالباقلى الْأَخْضَر. قَالَ: وَإِذا ورمت الكبد انسد الوريد الَّذِي ينزل مِنْهُ إِلَى الكلى فَيرجع فِي ذَلِك إِلَى الأمعاء.

3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)

(ألف ب) الْخَامِسَة: الزقى يسمع مِنْهُ صَوت الرُّطُوبَة والطبلي هُوَ الَّذِي إِذا قرع الْبَطن سمع مِنْهُ صَوت الرّيح النقية وَالَّذِي يتهبج الْجِسْم كُله وَهُوَ اللحمى الطبلي يكون إِذا انحل الْغذَاء إِلَى ريَاح وَقد يتَوَلَّد من الأغذية المنفخة لى لذَلِك قَالَ أبقراط: إِن من كَانَت بِهِ أوجاع حول السُّرَّة لَا تنْحَل بتكميد وَلَا غَيره فَأمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن هَذَا يدل على ريَاح غَلِيظَة أَو كَثِيرَة لَا تجيب إِلَى الانحلال والانفشاش. قَالَ: والزقى يتَوَلَّد من شرب المَاء وَأكل الْبُقُول وَالَّذِي يكون بِسَبَب إفراط الْبُرُودَة اللزجة هُوَ اللحمى. قَالَ: الِاخْتِلَاف الشبية بغسالة اللَّحْم الطري يكون فِي وجع الكبد الْبَارِدَة والحارة إِلَّا أَنه فِي الحارة يعرض فِي أول الْأَمر وَيكون مَعَه عَطش وَحمى وَذَهَاب الشَّهْوَة ثمَّ يخرج بأثره دم غليظ أسود من أجل شدَّة الاحتراق وَأما الْبَارِد فَيكون مَعَه فِي أول الْأَمر شدَّة شَهْوَة الطَّعَام وَقلة الْعَطش ثمَّ بآخرة إِذا عرض للعليل حمى من أجل رداءة الْخَلْط بطلت شَهْوَة الْغذَاء أَيْضا.

الاسْتِسْقَاء يكون إِمَّا على طَرِيق التَّغَيُّر وَإِمَّا من حرارة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق تَحْلِيل الْجَوْهَر كَمَا يعرض فِي الحميات الحارة. لى هَذَا النَّوْع هُوَ يعرض إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار أَو سوء مزاج حَار وَيزِيد على طَرِيق التَّحْلِيل أَي أَنه يحلل رُطُوبَة الكيموس جدا عِنْد توليد الدَّم حَتَّى تكْثر المائية وَقد نرى ذَلِك وَإِن الدَّم فِي أَمْثَال هَؤُلَاءِ قَلِيل الرُّطُوبَة ونرى جَمِيع أعضائهم غير الْبَطن ضامراً يَابسا صلب اللَّحْم أَصْلَب من الْحَال الطبيعية لَهُم فقد صَحَّ

 

(2/539)

 

 

أَن مائية الدَّم إِنَّمَا تكْثر مَعَ مزاج الكبد الْحَار لِكَثْرَة مَا يتَحَلَّل من الكبد عَن الكيلوس من المائية وَهِي كَيفَ لَا تنْدَفع إِلَى الكلى كلهَا لَكِن ينصب إِلَى الْبَطن وَيحْتَاج إِن ينظر فِي ذَلِك.

من كتاب كرهمان قَالَ: عَلَيْك فِي الاسْتِسْقَاء بسقي أَبْوَال الْإِبِل باهليلج رطلين كل يَوْم اسبوعاً فَإِنَّهُ ينفض عَنهُ المَاء فَإِن نفض مَاؤُهُ كُله وَإِلَّا فاسقه السكنجبين إِن إِن أمكن ذَلِك فَإِنَّهُ أنفض شَيْء للْمَاء وأدلك بالزيت والبورق رجلَيْهِ وَمَا ورم مِنْهُ وشده فَإِنَّهُ جيد.

جورجس قَالَ: اسْقِ العليل فِي الحبن الزقى لبن الْإِبِل مَعَ أبوالها رطلي لبن وأوقية هن بولها ويتمشى قَلِيلا ثمَّ ينَام وزده حَتَّى يبلغ ثَمَانِيَة أَرْطَال فَإِن رَأَيْت أَنه يمْشِيه فَلَا تزد على أُوقِيَّة بَوْل فَإِن لم يسهله فَلَا تسقه فَإِنَّهُ غير ملائم لَهُ واخلط بِهِ اهليلجاً وسكراً فَإِن أمكن أَن يَأْكُل كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَذَلِك وَإِلَّا فيأكل خبْزًا مثروداً فِي شراب لطيف أَو مَاء وَلحم دَجَاج إِن أكل لَحْمًا لضَعْفه)

اعطه يَوْمًا دَرَّاجًا وَيَوْما خبْزًا ومأقاً يَابسا قد أنقع بطلاء ممزوج فَإِذا سقيته أسبوعين ونفض المَاء كُله فأكويه على الْبَطن وَلَا تؤخره أَكثر من عشرَة أَيَّام لِئَلَّا يقبل بعد ذَلِك المَاء. قَالَ: والحبن يعرض إِمَّا ليرقان كَبِدِي حدث أَو حميات طَوِيلَة دَامَت أَو لِكَثْرَة شرب المَاء الْبَارِد أَو لِكَثْرَة التخم (ألف ب) فالكي ينفع اللحمى رُبمَا نفع الزقى رَأَيْت الْعِمَاد فِيمَا جربت فِي كسر قُوَّة اليتوعات على الْخلّ والسفرجل وَرَأَيْت هَذَا أبلغ الْأَدْوِيَة فِي إسهال المستسقى مَعَ حرارة فانقع قطع السفرجل فِي الْخلّ ثَلَاثَة أَيَّام يسحق بوزنه من المازريون الحَدِيث ويدق مَعَه حَتَّى يخْتَلط ويلقى على أُوقِيَّة من ذَلِك الْخلّ نصف رَطْل من السكر ويطبخ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ يعجن بِهِ الْجَمِيع وَيرْفَع ويسقى مِنْهُ بِقدر الْحَاجة وَإِيَّاك أَن تسهل مستسقياً بِالصبرِ فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي ضعف الْمعدة والكبد. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: من خفنا عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء نمنعه من الْحمام.

السَّادِسَة من الثَّامِنَة: الْجُبْن لَا ينفع المستسقى فِي حَالَة بل يضرّهُ مضرَّة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجارى الكبد وسددها.

من كتاب النفخ: إِذا بزل المستسقى نقد مِقْدَار ذَلِك المَاء سَرِيعا لِأَن الْبَطن مَمْلُوء بِهِ وَأما الْبَطن فَلَا يَأْتِي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام مُنْذُ يبزل حَتَّى يعود فيمتلىء.

فليغريوس فِي مداواة الأسقام: كَانَ رجل من الأكرة يكد نَفسه فِي الصَّيف أجمع فِي مَوضِع لَا يجد فِيهِ ماءاً بَارِدًا بل يشرب ماءاً فاتراً قبل طَعَامه وَبعده فَلَمَّا طَال بِهِ ذَلِك حم حمى طَوِيلَة ثمَّ لى يجب أَن تعلم أَن

 

(2/540)

 

 

شرب المَاء الْحَار يكبر الْجوف لِأَنَّهُ لَا يسكن الْعَطش وخاصة أَن أَكثر التَّعَب لِأَنَّهُ يسخنه ويدعوه إِلَى ذَلِك وَيكبر جَوْفه وَيفْسد مزاجه فَإِذا بلَى الْإِنْسَان شرب المَاء الْحَار فلتكن أغذيته حامضة ويمزجه بسكنجبين وَبَان من كَلَامه أَنه يسقى مستسقياً فِي مَا بِهِ حرارة حب المازريون مَرَّات ومرات الفصد أَيْضا. وَقَالَ فِي رسَالَته فِي الاسْتِسْقَاء: إِنَّه وجد مستسقياً رَدِيء الْحَال قد يئس مِنْهُ وَلما وجدت برازه صَحِيحا نضيجاً نشط لعلاجه لِأَنِّي علمت أَن الْحَرَارَة الغريزية بَاقِيَة فأسهلته بِمَا يخرج المَاء مَرَّات أريحه فِيمَا بَينهمَا ثمَّ أدررت بَوْله فبرىء.

لى وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يتَّفق النَّاس عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن يعْطى المستسقى حبات لبن الشبرم معجوناً بميبختج فَإِذا أخلفه مَا يَكْتَفِي بِهِ فاسقه رب الحصرم والأميرباريس وَمَا يرد قُوَّة امعاءه وكبده)

بالصندلين ثمَّ عاود. لى أول الْأَوْقَات بِأَن يسلم المبزول: الرّبيع وشره الصَّيف.

3 - (تجارب المارستان)

أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء نجد أَكْثَرهم منطلقي الطبيعة وَهُوَ لَهُم صَالح جدا مَا لم تسْقط قوتهم وَلَا يحْتَاج أَن يحتبس وَقد نرى غير وَاحِد من الشَّبَاب الأقوية على الإسهال فَقَط وَإِنَّمَا يحْتَاج حِينَئِذٍ أَن تقوى أحشائهم بالأدوية والضمادات فَإِن لم تكن بطونهم منطلقة فَإِنَّهَا تحْتَاج أَن تَنْطَلِق وتقوى الأحشاء بالأدوية والضمادات وأجود مَا يسهل بِهِ أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء اللحمي حب الراوند والزقى حب المازريون ثمَّ يعْطى من لَيست بِهِ حرارة دَوَاء الكركم ودواء اللك والكلكلانج وَنَحْوه وَمَاء الْأُصُول وَمن بِهِ حرارة مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وسكنجبيناً وَيكرهُ الإسهال للعالي الْبَطن وَيسْتَحب من المتطامن لِأَن ذَلِك ينذر بِسُقُوط الْقُوَّة (ألف ب) وَهَذَا يشد الْقُوَّة.

سرابيون قَالَ إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء مَعَ حمى فدع المسخنات وَعَلَيْك بالمبردات كَمَاء الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والهندباء والقاقلى واللك المغسول والراوند والهليلج الْأَصْفَر والطرخشقون وَأما المعجونات الحارة فاحذرها فَإِنَّهَا تسخن وتزيد فِي ورم الأحشاء وفسادها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لورم حَار فِي الكبد وبرؤه عسير وَلَكِن يجب أَن يبرد فَإِنَّهُ إِن كَانَ مزاج الكبد إِنَّمَا يُولد دَمًا باعتدال خَاص لَهُ فَإِن ذَلِك الِاعْتِدَال إِن خرج إِلَى الْحمى لم يُولد دَمًا جيدا وَلَا يلْتَفت إِلَى من قَالَ: إِن جَمِيع الاسْتِسْقَاء يحْتَاج أَن يسخن ويجفف فإنى قد رَأَيْت خلقا كثيرا تخلصوا من الاسْتِسْقَاء بالمبردات.

الساهر: مازريون وَزنه رَطْل يصب عَلَيْهِ سِتَّة أَرْطَال خل وَثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى ثَلَاثَة أَرْطَال ثمَّ يصفى ويطرح عَلَيْهِ ثَلَاثَة ارطال من سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى مِنْهُ المحرور أُوقِيَّة ممثلة ماءاً فَإِذا أخلفه سقى بعده شراب السفرجل وضمدت الكبد بالمبردات والمقويات. قَالَ: وَإِن شِئْت فَاتخذ لَهُم مَاء الْجُبْن من لبن اللقَاح واسقهم بهَا السكنجبين فَإِنَّهُ يجىء عجيباً جدا فَإِن اتخذته من لبن الماعز جاد وَالْأول أفضل وأعلف النَّاقة الرازيانج والهندباء واسقهم مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ من لَبنهَا بسكر الْعشْر إِن شِئْت فَإِنَّهُ

 

(2/541)

 

 

جَائِز والقاقلى وَالْعشر. وَقَالَ: سقيت الوشجانى لبن اللقَاح بسكر الْعشْر فَكَانَ بِقدر مَا احْتَاجَ فِي الإسهال وبرىء عَلَيْهِ برءاً تَاما وَكَانَ قد شرب مَاء الْبُقُول والأميرباريس أَيَّامًا كَثِيرَة فَلم يره نفع. قَالَ: وَإِذا لم تكن حرارة)

فاسقه لبن اللقَاح والكلكلانج والمازريون. وَرَأَيْت أَكثر مَا يعْتَمد عَلَيْهِ بولس فِي إسهال المستسقين على بزر المازريون ويسميها باسم هكرا ثمَّ يستعملها فِي الْأَشْرِبَة والحبوب لَهُم. لى إِذا رَأَيْت استسقاء مَعَ حرارة شَدِيدَة فَاتخذ حبا من هَذِه الْحبَّة وسكر الْعشْر واسق مِنْهُ بِمَاء الْجُبْن وبجلاب وبسكنجبين وبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فجرت المائية فِي عروقه إِلَى بَطْنه فانقضى بذلك مَرضه. ج: هَذَا أحد الاستفراغات الَّتِي تكون من تِلْقَاء أَنْفسهَا. لى رَأَيْت خلقا من المستسقين برؤا بِأَن اندفعت طبائعهم وَيجب أَن لَا يحبس إِلَّا أَن يضعفوا فَإِن ذَلِك برؤهم وقو أبقراط فِي عروقه أَي رَجَعَ المَاء إِلَى الأمعاء. الْمُفْردَات الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة: الْخلّ أَنْفَع الْأَشْيَاء للعطش الَّذِي يهيج بالمستسقين لِأَن عطشهم يكون لحرارة مَعَ رُطُوبَة والخل يقمع الْحَرَارَة ويجفف بِقُوَّة قَوِيَّة. لى اعْتمد على هذَيْن وثق بِهِ واعمل على أَن يكون صرفا مَا أمكن لِأَنَّهُ إِن مزج بِمَاء كثير برد وَرطب لكنه على حَال من أَن يسقى صرفا الِاعْتِمَاد فِي الاسْتِسْقَاء الزقى على إسهال الطبيعة لِأَنَّهُ مَتى بقيت فِي لفائف الأمعاء رُطُوبَة زَاد الْبَطن جدا وَإِذا (ألف ب) كَانَ ينحدر الْبَطن دَائِما أضمد الْبَطن وَلَا يجب أَن يسهل كثيرا ضَرْبَة لِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة بل قَلِيلا قَلِيلا فلتحفظ مَا دبرت بِهِ الشَّيْخ صديقنا من استسقاء زقى مَعَ حرارة وَقُوَّة ضَعِيفَة غذوته بِلَحْم الجدي شوى وبالقبج والتيهوج وَنَحْوهَا من الطير وخبز الخشكار والقريص والمصوص والهلام بهَا والعدس بالخل عدسية صفراء وأوسعت عَلَيْهِ فِي ذَلِك لحفظ قوته وَلم آذن لَهُ فِي المرق الْبَتَّةَ إِلَّا يَوْم عزمى على سقيه الدَّوَاء وَكنت فِي ذَلِك آذن لَهُ فِي زيرباج قبل الدَّوَاء وَبعده أما قبل الدَّوَاء فلتكن صنعيته أَشد مواطات وَأما بعد فلَان لَا يكثر عطشه وأمرته أَن يَأْكُل هَذَا بخل متوسط الثقافة وأسهلته بِهَذَا الدَّوَاء الْمَطْبُوخ وَصفته: إهليلج أصفر سَبْعَة دَرَاهِم شاهترج أَرْبَعَة دَرَاهِم حشيش الأفسنتين دِرْهَمَانِ حشيش غافت دِرْهَمَانِ هندباء غض باقة سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الهندباء دِرْهَمَانِ يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ويمرص فِيهِ عشرَة دَرَاهِم من سكر وَشرب وَأَيْضًا ب: لبن الشبرم وَمثله من السكر الْمَعْقُود وَكنت اعطيه قبل غذائه وَرُبمَا عقدته بِلَحْم التِّين مثلا بِمثل وأعطيته مِنْهُ حمصتين أَو ثَلَاثَة وسقيته بعده رب الحصرم والريباس وضمد كبده بالباردة وبحب قندس وبالمازريون المنقع بخل وَمن اطليته على الْبَطن: الطين الأرميني بالخل وَالْمَاء ودقيق الشّعير والجاورش وأخثاء الْبَقر وبعر الماعز ورماد البلوط وَالْكَرم وَفِي الْأَحَايِين البورق)

والكبريت كلهَا بخل وَمَتى حمى ضمدت كبده بضماد الصندل وَرُبمَا وضعت ضماد الصندل على نَاحيَة الكبد والمحللة على السُّرَّة والبطن وَقد أسهلته أَيْضا بشراب الْورْد بعد أَن انقعت فِيهِ مازريوناً وَمرَّة دفت فِيهِ لبن الشبرم

 

(2/542)

 

 

وأدفت لَهُ من الْفَوَاكِه فِي التِّين الْيَابِس واللوز وَالسكر وأمرته بمصابرة الْعَطش وَأَن يمسك فِي فِيهِ مَا يمسك عَنهُ الْعَطش وَمَتى أفرط عَلَيْهِ مزجت لَهُ خلا بِمَاء وسقيته وَقد دققت ورق المازريون ونخلته وعجنته بِعَسَل التِّين وَكنت أعْطِيه قبل الْأكل وَبعده وَبِالْجُمْلَةِ فَلم أَدَعهُ يَوْمًا بِلَا نفض.

مسهل جيد: يعصر مَاء الهندباء الرطب وَيصب على مازريون وزن دِرْهَمَيْنِ وإهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم أَو يَأْخُذ عشرَة دَرَاهِم من الهليلج ودرهمان من المازريون يطْبخ برطلي مَاء حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيجْعَل مِنْهُ أُوقِيَّة من مَاء الهندباء ويسقى وَاعْلَم أَن الأقراص الَّتِي تعْمل بالأميرباريس وَنَحْوهَا إِذا كَانَت الطبيعة يابسة رَدِيئَة فِي الْبَطن فَعَلَيْك بالإسهال مَا أمكن.

طلاء عَجِيب: يُؤْخَذ البعر الْبَالِي وَسعد وطين ويطلى بِهِ الْبَطن بخل وَمَاء أَو يعصر أَطْرَاف الْخلاف أَو الطرفاء ويطلى بِهِ.

طلاء آخر لمن يتَقَدَّر مجفف قوي: سعد إذخر جزؤ جزؤ مر ومضض وَورد وسنبل وطين أرميني ونطرون يطلى جَمِيعًا (ألف ب) تحر أَن لَا يكون فِي هَذَا قوابض لِأَنَّهَا تسد منافس الْبدن فَلَا تنشف وَكَذَلِكَ لَيْسَ للسعد أَو السنبل معنى إِلَّا قَلِيلا يطيب الرَّائِحَة لَكِن اسْتعْمل بعر الْمعز وأخثاء الْبَقر والبورق ودقيق الشّعير والكرسنة وَنَحْوهَا مِمَّا يجفف بِلَا قبض.

اسحاق: المَاء الْبَارِد جدا الْكثير بَغْتَة بعقب الرياضة وَالْحمام يُورث من لم يكن حَار الكبد جدا حبنا. قَالَ: وَأكل الْأَشْيَاء الحلوة الَّتِي فِيهَا لزوجة فَأَما غير اللزجة فَأَقل فِي ذَلِك تولداً للسدد وتورث الاسْتِسْقَاء وَلَا يجب أَن يدهن الْبَطن من الفاسدي المزاج والمحبونين لِأَنَّهُ يُرْخِي أَجْسَادهم وَهَذِه الْمَوَاضِع. لى المراق ونواحيه يحْتَاج فِي الحبن إِلَى تجفيف وتقوية لِئَلَّا يقتل.

من كتاب أرخيجانس فِي الأسقام المزمنة قَالَ: أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء لَا تؤول حَالهم إِلَى الصّلاح إِلَّا من إنطلاق بطونهم وَلبن اللقَاح نَافِع للحبن الْحَار جدا يسقى من رَطْل إِلَى رطلين من حليب من سَاعَته مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر.

فليغريوس: فِي المَاء الْأَصْفَر حب نَافِع: قشور النّحاس كمافيطوس قنطوريون صَغِير غاريقون الشربة دِرْهَم وَنصف. قَالَ: وَمَتى رَأَيْت فِي الاسْتِسْقَاء برَاز العليل نضيجاً فعالجه فَإِن حرارته)

الغريزية بَاقِيَة قَوِيَّة. قَالَ: واغذهم بِلَحْم الْمعز والجداء والقطى والعصافير والحجل والشفانين شوى وكردناك ويسقون شرابًا عتيقاً ويرتاضون.

مَجْهُول يخلف ماءاً كثيرا: شَحم الحنظل والسنبل دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مر دانق اهليلج

 

(2/543)

 

 

أصفر نصف دِرْهَم يتَّخذ حبا فِي عظم الفلفل وَيُعْطى مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم على الرِّيق فَإِنَّهُ ينفض المَاء نفضاً عجيباً. لى شَحم الحنظل دانق اهليلج أصفر نصف دِرْهَم تَرَبد نصف دِرْهَم غاريقون نصف دِرْهَم حب الشبرم ربع دِرْهَم يجمع بِمَاء الهندباء وَهِي شربة.

آخر جيد جدا: لبن الشبرم دانق غاريقون نصف دِرْهَم ورد مثله تَرَبد دِرْهَم سنبل دانق عصارة أفسنتين دانق وَهِي شربة يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.

سكنجبين جيد: مازريون أُوقِيَّة خشب الشبرم خَمْسَة دَرَاهِم يصب عَلَيْهِ رَطْل خل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يصب عَلَيْهِ رطلا سكر ورطل مَاء ورد ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل.

آخر يعْمل بالقردمانا وَإِن شِئْت فَحل من لبن الشبرم فِي أُوقِيَّة سكنجبين فاعطه.

معجون لَا يهيج حرارة يسقى مَعَ مَاء الْبُقُول: بزر الهندباء وبزر الكشوث عشرَة عشرَة عصارة الطرخشقون مجففة وزن عشْرين درهما عصارة أَمِير باريس خَمْسَة عشر درهما لَك مغسول وراوند صيني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم عصارة أفسنتين سَبْعَة دَرَاهِم عصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل خَمْسَة. خَمْسَة غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم يجمع بِالْخِلَافِ ويسقى بِمَاء الْبُقُول فَإِن هَذَا أصلح من الكلكلانج وَهُوَ لَا يهيج حرارة وينقي الكبد ويسهل المَاء بِقُوَّة مَعَ تَقْوِيَة الكبد.

آخر للاستسقاء الَّذِي مَعَه حرارة: بزر الكشوث عشرَة دَرَاهِم بزر الرازيانج سَبْعَة أنيسون خَمْسَة غاريقون سِتَّة مازريون عشرَة راوند صيني خَمْسَة عصارة الغافت خَمْسَة لوز مر ثَلَاثَة يجمع الْكل بِعَسَل ويسقى (ألف ب) مَاء الْأُصُول إِن شَاءَ الله.

من جَوَامِع ابْن ماسويه مِمَّا يسهل المَاء وَلَا يضر بالمعدة الْبَتَّةَ: اسْقِهِ من عصارة قثاء الْحمار نصف دِرْهَم أَو اسْقِهِ من قشر أَصله دانقان أَو تطبخ هَذِه القشور فِي الشَّرَاب وتسقى ويسهل المَاء نعما أَن يطْبخ حشيش الماهودانه مَعَ فروخ ويتحسى مرقه أَو يشرب ثَلَاثَة أَوَاقٍ من مَاء ورق الفجل.

الْعِلَل والأعراض إِذا بَطل الهضم من الْمعدة أصلا آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَإِذا بَطل)

الهضم من الْمعدة حدث الاسْتِسْقَاء الزقى وَإِذا بَطل الهضم من جَمِيع الْأَعْضَاء آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمى. لى فاقصد فِي الزقى خَاصَّة إِلَى تَقْوِيَة الكبد من أقربادين ابْن سَابُور الْأَوْسَط حب عَجِيب: يُؤْخَذ لبن الشبرم أَو لبن أَي يتوع شِئْت وَمثله سكر الْعشْر يحل بِالْمَاءِ ويعقد أَو يَجْعَل حبا كالحمص وَيُعْطى ثَلَاثَة أَو اثْنَتَيْنِ أَو أَرْبعا قبل الطَّعَام وَبعده كل يَوْم وَإِن شِئْت أَن تستفرغ بِهِ استفراغاً صَالحا فاعط تسع حبات.

 

(2/544)

 

 

لى المجارى الَّتِي يَأْتِي فِيهَا بَوْل الْجَنِين إِلَى السُّرَّة وتتصل بتقعير الكبد لِأَن الْجَنِين يتغذى من عروق مجاورة لهَذِهِ وغذاء الْجَنِين يتَّصل إِلَى تقعير كبده أَولا لِأَن الْجَنِين لما كَانَ تَدْبيره كالنبات فِي أول أمره كَانَ غذاؤه يصل إِلَيْهِ من سرته فاحتيج إِلَى خنق هَذِه ضَرُورَة وفيهَا يجْرِي الْبَوْل فِي الْجَنِين وَإِذا قطعت السُّرَّة والتحمت إِن حدث فِي مجاري الْبَوْل حَادِثَة جَاءَ فِي هَذَا إِلَى المراق وَاعْلَم أَن النّوم رَدِيء للمستسقى والسهر جيد لَهُ لِأَنَّهُ يجفف بِقُوَّة وَالنَّوْم خَاصَّة على الامتلاء يعظم الْبَطن.

من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي السمُوم قَالَ: إِن سقى المستسقى أشناناً فارسياً ثَلَاثَة دَرَاهِم نفض المَاء كُله إسهالاً وتبويلاً.

الأهوية والبلدان قَالَ: يعرض الاسْتِسْقَاء فِي الْبِلَاد الرّطبَة وَإِذا كَانَ مَعَه اللَّوْن أصفر أَو أَبيض فالبلاء بالكبد وَإِن كَانَ أَخْضَر أَو أسود فبالطحال. جورجس: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم. قَالَ: فَأَما نَحن فَإِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء مَعَ حرارة عالجناه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ولب الْخِيَار شنبر والكاكنج وَبَوْل الْمعز فَإِن لم تنجع هَذِه سقيناه ألبان اللقَاح فَإِن لبن اللقَاح نَافِع من الاسْتِسْقَاء وَيشْرب على هَذِه الصّفة يَأْكُل نصف النَّهَار وَلَا يتعشى ثمَّ يشرب بِالْغَدَاةِ رطلا وَاحِدًا من اللَّبن حِين يحلب مَعَ أوقيتين من بولها وينتظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى ثمَّ يزِيد كل يَوْم حَتَّى يشرب ثَلَاثَة أَرْطَال فِي مرَّتَيْنِ فَإِن تجشأ جشاءاً حامضاً فَلَا تسقه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب ماءاً بَارِدًا وكمد معدته وَلَا يَأْكُل حَتَّى يَبُول وَإِن تمدد بَطْنه فاحقنه من ساعتك وَمن كَانَ يسهله ويخف عَلَيْهِ فاسقه مَعَه حبا ينفض المَاء وليحذر الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِن وجد حرارة فِي رَأسه فضع عَلَيْهِ دهن بنفسج وليأكل فروجاً زيرباجاً وليأكل لَحْمًا وليشرب نبيذاً رَقِيقا. إبيذيميا (ألف ب) قَالَ: البصل والثوم إِذا اسْتعْمل فِي وَقت يجب ينفع المستسقين فِي بعض الْأَحْوَال وَأما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضرهم ضَرَرا شَدِيدا وَفِي ذَلِك أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي إيراث السدد وَغَايَة علاج هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم. قَالَ: وَإِذا حضر المستسقى الْمَوْت)

عظم بَطْنه جدا وامتدت جلدَة مراقه وأنتن فَمه وَخرجت فِيهِ قُرُوح لرداءة الرطوبات الَّتِي فِي جَوْفه.

قَالَ: وامنع فِي الاسْتِسْقَاء وخاصة اللحمى الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وَعَلَيْك بالدلك الْيَابِس بالمناديل والتعب فِي مَوضِع تُرَاب جَاف.

الميامر: جفف أخثاء الْبَقر الراعية نعما وتطبخ جدا بخل وَمَاء ممزوجين ثمَّ يخلط بِهِ ربعه كبريتاً وضمدبه الْبَطن وَخذ مِثْقَالا من قشور النّحاس واسقه واخلط بلب الْخبز واجعله حبا فَإِنَّهُ يجذب المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة واسقه مِثْقَال روسختج مَعَ مثله من خرء الْحمام وربعه شراب وملح هندي فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وليمزج بالزيت وَالْملح وليكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ

 

(2/545)

 

 

مغطى بِالرَّأْسِ واثقب مايلي كعابهم واشرطها وأجلسهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسهل مِنْهُم رطوبات كَثِيرَة.

أبوجريج: المر نَافِع للْمَاء الْأَصْفَر وَكَذَلِكَ الأشق شرب أَو طلى بِهِ.

لى تَدْبِير دبرت رجلا بِهَذَا التَّدْبِير فَكَانَ بَالغا نَافِذا: يسقى رَطْل من مَاء القالى بِعشْرَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر على أَرْبَعَة أَيَّام ويسقى مَا بَين ذَلِك أَقْرَاص الأميرباريس واللك والراوند وتضمد الكبد بالمقوية وتروضه ويقل الشَّرَاب فَإِن لم تَجدهُ رطبا فَخذ قاقلى يَابسا وشاهترجا وشيئاً من مازريون ودقه.

شيافة قَوِيَّة تخرج ماءاً كثيرا: خربق أَبيض يحْتَمل فَإِنَّهُ يجذب ماءاً كثير جدا ويتخذ من قثاء الْحمار وشحم الحنظل والمازريون والشبرم وَكَذَلِكَ إِن دلك الْبَطن بالحنظل الرطب أَو بقثاء الْحمار أَو دلكت القدمان بالحنظل الطَّرب أخلف المَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الضعْف ويطبخ هَذِه أَيْضا ويحقن يخلف المَاء. لى المجاري الَّتِي من الماسريقا إِلَى الكبد تتصل بالجانب المقعر فَإِذا كَانَ ورم حَار أَو سدة فِي حدبة الكبد نفذ كثير من المائية فِي هَذَا بل يذبل الْبدن إِلَى المراق وَإِنَّمَا ينفذ مِنْهُ شَيْء وَلَا ويذبل الْبدن. ينفذ كلهَا فِيهِ لِأَن تِلْكَ المجاري لَا تنسد كلهَا بل يبْقى بعض وَيقدر ذَلِك يكون كَثْرَة مَا ينفذ إِلَى هَاهُنَا وَإِنَّمَا صَار ينفذ فِي هَذِه لِأَنَّهَا أوسع مِمَّا فِي المحدب وَإِنَّمَا صَارَت لَا يرجع هَذِه المائية إِلَى الأمعاء لِأَن شَأْن الطبيعة الجذب مادامت سليمَة وَلَا يُمكن أَن يرجع إِلَى الأمعاء إِلَّا عِنْد مَا يلذع فَم الْمعدة والماسريقا دَوَاء لذع أَو حِين لَا تَجِد منفذاً إِلَى قُدَّام الْبَتَّةَ وَلذَلِك نرى فِي الاسْتِسْقَاء الزقى إِذا غلظ الْأَمر فِي تمدد الْبَطن اندفعت الطبيعة وَرُبمَا لم يزل لينه من أول الْأَمر.)

من كتاب مَا بَال قَالَ: أكل الطين والجوع المفرط يزهلان الْجِسْم ويورمان الْقَدَمَيْنِ لِأَن الطين يمْنَع الْجِسْم من الإغتذاء فتضعف الْحَرَارَة الغريزية وَيمْنَع الْغذَاء من أكل الطين لسدة مجاري الْغذَاء.

لى جوارش عَجِيب جدا: مصطكي وسنبل الطّيب وَورد وراوند وَلَك بِالسَّوِيَّةِ ومازريون قد أنقع فِي خل جزءان (ألف ب) غاريقون تَرَبد جزؤ يجمع بِلَحْم السفرجل والخل وَالْعَسَل.

لى ينقع التِّين فِي دهن حل لَيْلَة ثمَّ يَجْعَل فِي وَسطه لبن الشبرم دانق وَيُعْطى أَو ربع دِرْهَم من خشب الشبرم أَو دانقان من شَحم الحنظل فَإِنَّهُ يقيمه ماءاً خَالِصا ويبرئه. لى عَلَيْك فِي الزقى بإسهال المَاء وَأَقْبل فِيمَا بَين ذَلِك على تفتيح السدد فِي الكبد إِن كَانَت حرارة فَاعْلَم أَن السدد لورم وَإِن كَانَت بِلَا حرارة فلشيء مرتبك فِيهَا وَإِن أدمن فلورم صلب وَلَا يبرأ وَعَلَيْك بِهَذَا أهرن: اعْتمد فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر مَعَ حرارة على الهليلج الْأَصْفَر فَإِن خاصته

 

(2/546)

 

 

إِخْرَاج هَذِه الرطوبات وعَلى السكبيج إِذا لم تكن حرارة وَلَا تسهله إسهالاً كثيرا دفْعَة فَإِنَّهُ يضعف الكبد وَلَكِن أسهله قَلِيلا قَلِيلا وواتره ذَلِك. قَالَ: وشحم الحنظل الَّذِي فِي جَوف التِّين يمشي مشياً صَالحا يطعم اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. لى هليلج أصفر ينقع فِي المَاء ثَلَاثَة أَيَّام فِي مَاء مغلي والشربة مِثْقَال وَنصف فَإِنَّهُ قوي بِإِجْمَاع وَاعْتمد فِي اللَّحْم على إدرار الْبَوْل فَإِن ذَلِك ينقيهم أَكثر مِنْهُ بالأسهال وَأما الزقى فَلَا يكَاد ينْتَفع بإدرار الْبَوْل كَبِير شَيْء والطبلي لَا يكون أبدا مفرط الْعظم لِأَنَّهُ إِذا أفرط عَلَيْهِ صَار زقياً والزقى أَشد وأصفى لوناً.

أَقْرَاص أميرباريس مِمَّا اسْتَعْملهُ أَنا: عصارة أميرباريس وَلَك مغسول وراوند صيني وَورد أَحْمَر وعصارة طرخشقون مجففة وبزر الهندباء وبزر الكشوث يقرص وَلَا أرى الغافت وَلَا الأفسنتين والسنبل لِأَنِّي وَجدتهَا تجمر المَاء وتسخن وتعطش. ج الغاريقون يفتح سدد الكبد والكلى.

لى هَذَا جلّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ المستسقى.

لى مسهل عَجِيب: يطْبخ قنيدس أَو ينقع فِيهِ تين صَحِيح وَيطْعم تينة وَاحِدَة.

طلاء جيد: يُؤْخَذ بعر بَال جزؤ توبال النّحاس جزؤ وخثى الْبَقر مجفف جزؤ دَقِيق شعير بورق سوسن جزؤ دَقِيق شعير بورق سوسن جزؤ طين أرميني نصف جُزْء يطلى الْبَطن بِهِ بِمَاء وَأقوى من هَذِه الَّتِي بالنورة والبورق وشحم الحنظل ودقيق الكرسنة. ج فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء الزقى يَنْتَفِعُونَ إِذا أسهلوا نفعا عَظِيما إِذا كَانَ ذَلِك فيهم لى ملاك الْأَمر أَلا تسهلهم ضَرْبَة إسهالاً كثيرا فَإِنَّهُ يصيبهم مِنْهُ مَا يُصِيب من البزل المفرط من اللحمي)

وَسُقُوط الشَّهْوَة وَالْقُوَّة وتضعف أكبادهم أَكثر وَيعْمل مَاء أَكثر فتحفظ فِي ذَلِك. ج إِذا أسهلت من هَؤُلَاءِ المائية خفوا عَلَيْهِ خفَّة بَيِّنَة وَقل مَا بهم من الكرب والثقل. لى وضيق النَّفس. لى بإن من كَلَامه أَن هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَلا يفصدوا لِأَن الدَّم فيهم نزر وأعضاؤهم قَليلَة الْغذَاء لِأَن فِي أكبادهم سدداً لَا ينفذ الدَّم فيهم كثيرا وخاصة من كَانَ مِنْهُم منهوكاً فَإِن فصدوا وأسهلوا صفراء عظم ضَرَره لَهُم. لى إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة أَيْضا فَلَا تسهل الصَّفْرَاء لَكِن تطفىء وتسهل المائية جَمِيع دَقِيق الْحُبُوب المجففة الَّتِي تجلو خَاصَّة كدقيق الشّعير والباقلى والترمس والحمص وَالْكَسْب ويضمد بهَا المستسقى. ج فِي المفردة: رَأَيْت مستسقين يطلون بطونهم (ألف ب) بالطين الْحر فينتفعون بِهِ. وَقَالَ: بعر الْمعز لم يزل الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي الاسْتِسْقَاء محروقاً وَغير محروق وَهُوَ بليغ جدا وَإِذا أحرق زَاد لطافة وَلم يزدْ كثير حِدة وَأَنا أخلط بِهِ دَقِيق شعير خثى الْبَقر يطلى بِهِ المستسقى وينوم فِي الشَّمْس فيعظم نَفعه وَيجب أَن يكون من بقر تعتلف التِّين الْيَابِس لحم الحلزون الْبري إِذا دق نعما وضمد بِهِ بطُون المستسقين عظم نَفعه وَذَلِكَ أَنه يجفف تجفيفاً كثيرا جدا.

 

(2/547)

 

 

قَالَ: الحلزون يسحق مَعَ حلبة وَيُوضَع على بطن المستسقى فينشف الرُّطُوبَة جدا وَلكنه مِمَّا يعسر قلعه. د: الأسارون جيد لمن بِهِ حبن التِّين جيد للاستسقاء بعر الظباء جيد للمستسقى على مَا فِي كَلَامهم وَهُوَ طيب الرّيح. لى لبن الخس الْبري يُؤْخَذ فيجفف فِي الشَّمْس وَيرْفَع فِي إِنَاء خزف قوته كقوة الأفيون إِذا سقى مِنْهُ نصف دِرْهَم بِمَاء ممزوج بخل اسهل ماءاً. لى هَذَا يصلح حَيْثُ حرارة شَدِيدَة فَاعْلَم ذَلِك المرزنجوش مَتى شرب طبيخه وَافق الحبن جدا وأدر الْبَوْل.

ماسرجويه: الكماشير لَا مثل لَهُ فِي إسهال المَاء وَهُوَ أحد من الفربيون.

مَجْهُول: لاشيء انفع للاستسقاء مَعَ حرارة وسدد الكبد وَحمى من مَاء الكشوث مَعَ السكنجبين لِأَنَّهُ يسهل المَاء ويدر الْبَوْل وَيفتح السدد وَيُقَوِّي الكبد والمعدة.

روفس: مَاء الْجُبْن من لبن الْمعز والأتن أبلغ فِي إسهال المستسقى والأتن أبلغ فِي ذَلِك أَعنِي فِي إسهال المستسقى مَعَ حرارة وَلَا يتوقى فِي الصَّيف وَلَا مَعَ شدَّة الْحر لِأَنَّهُ يفتح سدد الكبد ويردها إِلَى اعتدالها وَأصْلح شَيْء أَن يطْبخ بعد أَن يُؤْخَذ حَتَّى تنْزع رغوته ثمَّ يطْرَح فِيهِ ملح هندي وأبلغ مِنْهُ أَن يسقى قثاء الْحمار فَإِنَّهُ بليغ جدا وَلَا يسخن وَلَا ينفض ماءاً كثيرا.)

الخوز: السكبينج يسهل المَاء. لى المسهلة للْمَاء: الشبرم المازريون الماهودانه القاقلى الروسختنج الفربيون قثاء الْحمار قنيدس السكبينج الهليلج الْأَصْفَر.

الفلاحة: مَاء الفجل إِذا سقى ينفض المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة.

الخوز: القنطوريون الصَّغِير يسهل المَاء بِقُوَّة لحم القطا جيد للاستسقاء.

روفس: إِذا أدمن انسان ضَعِيف شرب الْخلّ أَدَّاهُ إِلَى الاسْتِسْقَاء إِلَّا أَن يتعب ذَلِك بتعب كثير.

الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان: إِذا كثر الأختلاف قلت حرارة الْجَسَد واستسقى لذَلِك. لى رَأَيْت الِاخْتِلَاف فِي الاسْتِسْقَاء الْحَار أصلح مِنْهُ جدا وَأَقل جلاءاً للقوة وَبِالْجُمْلَةِ فإفراطه رَدِيء جدا روفس فِي المالنخوليا: الضربان من الاسْتِسْقَاء الزقى والطبلي ينحف مَعَهُمَا الْبدن فَأَما اللحمي فيعبل مَعَه. لى كَانَ فِي هذَيْن الصِّنْفَيْنِ قد قل نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْبدن وَكَذَلِكَ احسب أَن فِي الكبد وخاصة فِي الحدبة سدداً كَثِيرَة فَأَما اللحمي فَالْكَبِد فِيهِ سليمَة من

 

(2/548)

 

 

السدد والورم وَلَا آفَة بهَا الْبَتَّةَ إِلَّا مزاج بَارِد وَإِذا لم ينفذ الْغذَاء على مَا يَنْبَغِي خرج بعض المَاء من هُنَاكَ أَعنِي من تقعير الكبد إِلَى نَاحيَة السُّرَّة لِأَن الْعُرُوق الَّتِي تتصل من الْأُم بالجنين من سرته إِنَّمَا (ألف ب) يَنْقَسِم فِي تقعير كبده وَلَو كَانَت السُّرَّة مثقوبة لَكَانَ يَبُول مِنْهَا فضل بَوْله الَّذِي ينْعَقد لَكِن لِأَنَّهَا ملتحمة خَارِجا تنصب فِي الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق. أهرن دَوَاء اللك الْأَكْبَر عَجِيب يذهب الاسْتِسْقَاء اللحمي بإدرار الْبَوْل وَتبقى قوته أَربع سِنِين وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر: لَك مغسول ولوز مر قرنفل زرنباد دارصيني سِتَّة سِتَّة فوه مر مرزوفا يَابِس ثَلَاثَة ثَلَاثَة سنبل عشرَة زراوند مدحرج جنطايا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ صَبر عشرَة دَرَاهِم دوقو بزر كرفس جبلي كمون كرماني زنجبيل عشرَة عشرَة أسارون سِتَّة زعفران اثْنَان فوة الصَّبْغ اثْنَا عشر سليخة حب اللِّسَان مصطكي قصب الذريره كمون خَمْسَة ايرسا خَمْسَة عشر جعدة زراوند طَوِيل فقاح الْإِذْخر ثَلَاثَة ثَلَاثَة قسط فلفل تِسْعَة تِسْعَة ساساليوس ثَلَاثَة دهن البلسان دِرْهَمَانِ يجمع بِعَسَل الشربة دِرْهَم.

حب الراوند البليغ يفتح السدد وَهُوَ جيد للاستسقاء اللحمي أَيْضا: راوند صيني عشرَة دَرَاهِم لَك خَمْسَة دَرَاهِم مازريون خَمْسَة عشر درهما سنبل ثَلَاثَة غاريقون عشرَة دَرَاهِم بسبايج مثله عصارة غافت خَمْسَة دَرَاهِم مصطكي دِرْهَمَانِ الشرية دِرْهَمَانِ وَنصف.)

أهرن: ينفع الاسْتِسْقَاء الطبلي أَن يطلى الْبَطن ببعر مَاعِز مَعَ قشور النّحاس. لى يجب فِي هَذَا أَن يسقى البزور ويطلى بهَا من المسخنة المحللة للرياح وَيحْتَمل الأشياف الَّتِي تخرج الرِّيَاح ويسقى البزور الحارة لِترد على الكبد الْقُوَّة التَّامَّة من الْحَرَارَة فتحلل بذلك النفخ للطفها ويحذر الأغذية المنفخة. تقدمة الْمعرفَة: لى فِيهِ شكّ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي جداول الكبد ورم حَار وَلَا تكون حمى فَلَا أَن يزمن الورم الْحَار وَنحن نرى هَذَا الاسْتِسْقَاء الَّذِي مَعَ ذرب طَوِيل الْمدَّة بِلَا حمى فَالْأولى أَن يكون الورم بارذا هُنَاكَ وَإِذا رَأَيْته مَعَ ذرب فَعَلَيْك بِمَا ينفذ الْغذَاء وَإِذا رَأَيْته مَعَ يبس شَدِيد فَعَلَيْك بِمَا يبرد الكبد.

الأولى من تَفْسِير إبيذيميا: تفقد من المستسقى لَونه لتستدل على أصل الْعلَّة هَل هِيَ الكبد أَو الطحال ولون المكبودين أصفر أَبيض ولون المطحولين أصفر أسود. لى واستعن بِسَائِر الدلالات وَانْظُر فِي سَائِر مَا يُمكن أَن يكون مِنْهُ كَحال الأمعاء والكلى والبواسير ثمَّ افصد الْعُضْو الَّذِي هُوَ أصل الْعلَّة.

لى تحرز بِهَذِهِ العلامات فَإِنَّهَا نافعة أَعنِي مَا علامته إِذا كَانَ عَن الكلى أَو عَن الرَّحِم وَنَحْو ذَلِك وَلَا يكون لَك همة أَكثر من تعرف السَّبَب الأول ثمَّ اقصد لنفض المَاء فِي الْأَيَّام وَفِيمَا بَين ذَلِك لإِصْلَاح الْأَمر الأول تُوضَع جَمِيع أَسبَاب الاسْتِسْقَاء كالكائن عَن قَعْر الكبد

 

(2/549)

 

 

والكائن عَن حدبته والكائن عَن الطحال والكائن عَن الكلى والكائن عَن استفراغ الدَّم والكائن عَن احتقانه والكائن عَن شرب مَاء بَارِد فِي عقب رياضة ويتمم ذَلِك وَيحصل. لى رَأَيْت رجلا كَانَ يضْرب يألم نصف يَوْم ويعرق (ألف ب) فِي صيف ويتأذى فِي ذَلِك شهرا عمد إِلَى مَاء بَارِد فَشرب مِنْهُ ضَرْبَة شَيْئا كثيرا وَأعَاد ذَلِك مَرَّات فَاسْتَسْقَى استسقاء لحمياً فِي ثَلَاثَة أَيَّام وعالجته بدواء الكركم الْكَبِير فبرىء فِي عشرَة أَيَّام. لى أَطْعِمَة المستسقين لَا تكون ثريدا وَلَا بقولا مرطبة وَلَا معطشة وَيجب أَن تؤلف لَهُم أغذية يتسعون فِيهَا إِن شَاءَ الله وَمن لُحُوم الطير وَالصَّيْد أرطبها لَا فِي المزاج لَكِن فِي سهولة المضغ يتَّخذ لَهُم طباهجات رقيقَة من البشمارك والصدر وتهزل جدا وتحلل لِئَلَّا يعطش وشرابهم إِمَّا سكنجبين وَإِمَّا شراب قوي صلب لمن لَا حرارة بِهِ.

الْخَامِسَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الغشاء اللفائفي نَافِذ إِلَى سرة الْجَنِين وَقد يجْتَمع بَوْل الْجَنِين إِلَى وَقت ولادَة. قَالَ: يَأْتِي الْجَنِين من الْأُم عرقان وشريانان وتتصل بكبده وَفِيمَا بَين هَذِه الْعُرُوق)

ثقب يُسَمِّيه أَصْحَاب التشريح مصب الْبَوْل وَهُوَ يخرج الْبَوْل من قَعْر المثانة فيصبه إِلَى الغشاء اللفائفي. قَالَ: وَهَذِه الْعُرُوق الْأَرْبَعَة هِيَ تهزل مصب الْبَوْل وَذَلِكَ لِأَن خُرُوج الْبَوْل من بدن الْجَنِين إِلَى السُّرَّة على مَا هُوَ عَلَيْهِ كَانَ أصلح وأوفر من خُرُوجه من الذّكر والقبل. قَالَ: وَقد يَنْبَغِي أَن ينظر كَيفَ صَار بَوْل الْجَنِين لَا يخرج من عنق المثانة مَا دَامَ الْجَنِين فِي الرَّحِم وَمَا الْحِيلَة الَّتِي تلطف بهَا لصرف الْبَوْل عَن هَذَا المجرى مَا دَامَ فِي الرَّحِم وَإِن يرجع كُله إِلَى السُّرَّة حَتَّى يخرج من المجرى الَّذِي يعرف بمصب الْبَوْل فينصب إِلَى الغشاء اللفائفي. قَالَ: وللمثانة مَا دَامَ الْجَنِين فِي الثَّانِيَة من الميامر: وصف الإيارج فيقرا أَنه جيد للمستسقين وأجوده على مَا بَين فِي خلال كَلَامه: وَورد أَحْمَر سنبل مصطكي أسارون حب بِلِسَان بِالسَّوِيَّةِ نصفه صَبر. وَقَالَ فِي التَّاسِعَة عَن ارخيجانس: إِن قشور النّحاس يدر الْبَوْل بِقُوَّة قَوِيَّة جدا إِذا سحق مِنْهُ مِثْقَال مَعَ لباب خبز وَجعل حبا وَاحِدًا.

من الْمسَائِل: الكي فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء بعد أَن يفرغ المَاء يمْنَع أَن يعود المَاء. لى اعْتمد فِي الاسْتِسْقَاء على بَقَاء الْقُوَّة فقد عَالَجت رجلا شَيخا كَانَ بِهِ من المَاء مَا أَحسب أَنه يبرأ وَفِي مَائه حِدة فسقيته المازريون ثمَّ طفئت عَنهُ أَيَّامًا ثمَّ عاودته فبرئ وَكَانَ كيس بيضته قد امْتَلَأَ ماءاً حَتَّى كَانَ أعظم مَا يكون.

سفاوس قَالَ: إِذا بزلت فسد الْبَطن جيدا بعصائب عريضة إِلَى الْمرة الثَّانِيَة فَإِنَّهُ كَذَا

 

(2/550)

 

 

لَا يعظم الْبَطن وَلَا يرجع إِلَى حَالَته لَا يُمكن أَن تكون حمرَة المَاء لقلته لَا لحرارة فَأَي مسنسق لم يجد نَفسه ونبضه حاراً فامتحن فِيهِ المسخنة فَإِن لم تضره فعالجه.

مسيح: أَكثر من المدرة للبول وَاسْتعْمل فِي الحبن بعد الْحِين مَا يسهل الْبَطن إسهالاً رَقِيقا لَا عنف فِيهِ على الكبد. لى كَأَنَّهُ يؤمى إِلَى أَن قُوَّة الإسهال فِيهِ عنف على الكبد. قَالَ: من غير أَن تكون فِي الدَّوَاء قُوَّة تضر بالكبد وعرقه فِي الْحمام وادلك الْبَطن بالبورق والكبريت وضمد بخثى الْبَقر وبعر الماعز وَلَا شَيْء أفضل من ألبان اللقَاح والاقتصار عَلَيْهِ وَحده دون جَمِيع المطاعم والمشارب أَيَّامًا كَثِيرَة. لى يصلح مِنْهُ إِذا سقيته يَنْبَغِي أَلا تتعشى يَوْم (ألف ب) يعزم على شرب لبن اللقَاح وَغَيره لَكِن يطويهما ويبكر فيشرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وينتظر ساعتين ثمَّ يشرب إِلَى الظّهْر ثَلَاث دفعات فَإِن مَشاهُ بِمِقْدَار اللَّبن ثَلَاث مَرَّات فَذَلِك وَإِلَّا يشرب من غير هَذَا الْحبّ صفته: دِرْهَم هليلج ثَلَاثَة دَرَاهِم سكنجبين قِيرَاط سقمونيا يعجن بِمَاء الهندباء إِذا كَانَت)

حرارة وَإِلَّا فبماء الكراث وَقدر الشربة من دِرْهَمَيْنِ وَنصف إِلَى دِرْهَم وَنصف إِلَى دِرْهَم وَيشْرب على ذَلِك يَوْمًا بالدواء وَيَوْما لَا ويطوى إِن أمكنه وَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب شَيْئا وَإِن لم يكن بدا أَخذ وَقت الْعَصْر ثَلَاثِينَ درهما خبْزًا فِي مرق حمص وشبث وَيشْرب شرابًا ممزوجاً وسكنجبيناً فَإِذا نقص المَاء وخف فليكو بعد نزل المَاء فِي الْيَوْم الثَّالِث ثَلَاث كيات بالطول وَثَلَاثًا بِالْعرضِ من لدن القص إِلَى الْعَانَة وليلزم التَّدْبِير بِالْجُوعِ والعطش عشرَة أَيَّام بعد ذَلِك وَلَا يتوسع بعد ذَلِك وَلَا يتوسع فِي الْغذَاء فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن هاج بِهِ من اللَّبن يَوْمًا مَا ثقل وجشاء حامض فَلَا يشربه من غَد وليحقن بحقنة مسهلة ويكمد بَطْنه إِلَى أَن يخف ذَلِك. لى مر رجل مستسق فَبَقيَ فِي أَعْرَاب لَا يجد ماءاً وَلَا غذاءاً غير اللَّبن يشربه إِذا عَطش فبرىء برءاً تَاما. قَالَ: وينفع تين قد جعل فِيهِ شَحم الحنظل وينفع مِنْهُ أَن يشد بعقب إسهال الْبدن من أَعْلَاهُ إِلَى الْعَانَة وينفع صفة سقِِي الترياق للمستسقين: يدْخل العليل غدْوَة الْحمام وَليكن مَاؤُهُ كبريتياً أَو بورقياً فَإِن كَانَت حمة فَهُوَ خير وَإِن لم تكن حمة فَلْيدْخلْ الْحمام حَتَّى إِذا لَان جلده وَحمى دلك بالكبريت والبورق وَالزَّيْت فَإِن عرق عرقاً كثيرا غسل بِمَاء قد طرح فِيهِ كبريت وبورق وَيكون ذَلِك على سَاعَة من النَّهَار وَيخرج وَيشْرب قدر حمصة من الترياق بِمَاء قد طبخ فِيهِ فوذنج وكرفس وَيَأْكُل الْعَصْر مرقا بِزَيْت أَو دهن حل أَو مرق دراج وَلَا يَأْكُل لَحْمه وَيشْرب سكنجبيناً أَو شرابًا رَقِيقا ثَلَاثَة أسابيع طلاءاً.

طلاء: بعر الْمعز وخثى الْبَقر الجبلية مجففاً ثمَّ يلقى عَلَيْهِ نصفه كبريتاً ويضمد بخل. لى الكلكلانج الْبَارِد المازريون ينقع بخل مجفف خَمْسَة غاريقون هليلج تَرَبد

 

(2/551)

 

 

خَمْسَة خَمْسَة عصارة الأفسنتين ثَلَاثَة بزر الهندباء دِرْهَمَانِ بزر الْخِيَار نصفه رب السوس ثَلَاثَة ترنجبين عشرَة يطْبخ بِمَاء حَتَّى يتعسل ويعجن بِهِ ويسقى من دِرْهَمَيْنِ الكاكلانج وورق المازريون مسحوق غاريقون إهليلج أصفر سكنجبين خَمْسَة خَمْسَة إيرسا ثَلَاثَة راوند عصارة غافت سنبل انيسون دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يعجن بِعَسَل الشربة من ثَلَاثَة إِلَى أَرْبَعَة مازريون منقع فِي خل ويغلى فِيهِ ويصفى ويلقى عَلَيْهِ سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ويسقى وَإِن شِئْت أطبخ أُوقِيَّة مازريون برطل مَاء حَتَّى يصير ثلث رَطْل ثمَّ صفه وصب عَلَيْهِ نصف رَطْل واغسلها أجمع سكر الْعشْر وغله تغلية حَتَّى يصير لَهُ قوام وَاسْتَعْملهُ يتَّخذ لهحب قندس وَحب الطَّائِر وَينظر إدرار الْبَوْل يخف عَلَيْهِ أَكثر أم الإسهال فَيلْزم ثمَّ يسقى بعقب الإسهال رب السفرجل)

والحصرم وَنَحْوه وبعقب المدرة للبول ويتحسى مرق دجَاجَة سَمِينَة ثمَّ يطفىء مَا حدث من الْحر بِهَذَا: ورد دِرْهَمَانِ أميرباريس سِتَّة دَرَاهِم سماق دِرْهَمَانِ بزر الْخِيَار والهندباء دِرْهَم دِرْهَم صندل دِرْهَم كافور نصف يسقى ثلث هَذِه الصّفة بِرَبّ السفرجل الساذج الحامض ويطلى فِي خلال ذَلِك بحب قندس مقشر بترتجبين أَو سكر الْعشْر بِالسَّوِيَّةِ الشربة من ثُلثي دِرْهَم إِلَى دِرْهَم.

الطَّائِر: طَائِر منقى دوقو دِرْهَم دِرْهَم كثيراء دانق يجب شربة وَاحِدَة رَأَيْت الْبَطن فِي الطبلى قَلِيل الانخزال وَالْحَرَكَة كَأَنَّهُ زق منفوخ وَفِي الزقى يَتَحَرَّك ويتخضخض وَكَذَلِكَ قَالَ يوحنا النحوى فِي تَفْسِيره للنبض الصَّغِير وَوجدت أَصْحَابه يطْلبُونَ الجشاء وتشتد راحتهم عَلَيْهِ وَوَجَدته يكون مَعَ مَاء أَحْمَر أبدا ويتذمم صَاحبه إِذا أكل أَكثر من الْقدر الْوَاجِب ويعتريه غرزان فِي الخاصرتين وبطونهم أبدا يابسة وَلَا تسهلهم المسهلة كثير شَيْء ويموتون أسْرع ونبضهم عَظِيم وَذَلِكَ لَيْسَ للقوة فَقَط بل للحفز وللحاجة كنبض الممتلىء من الطَّعَام إِذا أثقله.

سرخس الراسى فِي كِتَابه الاسْتِسْقَاء قَالَ: لَا يكون دون برد الكبد وَإِنَّمَا يخرج بالبخار من جرم الأمعاء وَمن نفس جرم الكبد بالرشح قَالَ: يقبل من الْأَعْضَاء لضعف الدافعة. لى هَذَا بَاطِل كُله فقد قَالَ جالينوس فِي غير مَا كتاب وَفِي الْأَعْضَاء الألمة وَفِي الْعِلَل والأعراض: إِن ضعف الكبد عَن توليد الدَّم تبعه الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم فَلم يكن ذَلِك فِي الاسْتِسْقَاء دَائِما إِن كَانَ لَا يكون دون ضعف الكبد عَن توليد الدَّم.

المارستان: أَصْحَابنَا فِي المارستان قد أطبقوا على أَن الاسْتِسْقَاء لَا يكون إِلَّا بِفساد الْمعدة والكبد ويسقون أميروسيا بِمَاء الْأُصُول ويقللون لَهُم الْغذَاء وَالشرَاب مَا أمكن.

الْمسَائِل قَالَ: الكى بعد استفراغ المَاء يجفف وَيقبض الغشاء فَيمْنَع الْعود وَهَذَا شَيْء قد عَرفْنَاهُ بالتجربة فِي الْأَدْوِيَة.

 

(2/552)

 

 

لى على قَول جالينوس: بزر بطيخ وبزر خِيَار وَرب السوس ثَلَاثَة من كل وَاحِد ذراريح وَاحِد لكل شربة يسقى وَيُؤْخَذ أنيسون وأسارون وفوة وأبهل وذراريح ويسقى.

بختيشوع أَقْرَاص تسمى العجلانية نافعة جدا من الاسْتِسْقَاء: لحا عروق شبرم هليلج أصفر بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويعجن بِمَاء الهندباء وَيُوضَع فِي صلابة ويقرص من دانق ويسقى كل يَوْم قرصة مَعَ درهمي سكر أَبيض.)

لى هليلج دِرْهَمَانِ شبرم قِيرَاط مَاء الهندباء تَرَبد رب السوس دانق وَهِي قرصة وَاحِدَة.

الثَّانِيَة من النبض: لَيْسَ يمكننا أَن نَعْرِف مَا فِي بطن المستسقى بِأَن نجسه فَقَط فنرى أماء هُوَ أم ريح لَكنا نستدل على اللحمى بِأَن يغمر الْأَصَابِع (ألف ب) فَيبقى فِي مَكَانَهُ فَيُفَرق بَينهمَا بِأَن الطبلى يَجِيء مِنْهُ مثل صَوت الطبل والزقى إِذا قلبناه من جنب إِلَى جنب سمعنَا صَوت امتخاض الرطوبات. د: الأسارون صَالح لمن بِهِ حبن قَالَ وَإِن أَخذ من الأسارون ثَلَاثَة مَثَاقِيل فيطرح فِي اثْنَتَيْ عشر قوطولى من عصير وَيتْرك شَهْرَيْن ثمَّ يروق ويسقى مِنْهُ نفع من الحبن وأصل الْإِذْخر إِذا سقى مِنْهُ مِثْقَال مَعَ مثله من الفلفل أَيَّامًا وَإِذا أَخذ إشقال وَمثله من الْملح المسحوق وَسَقَى على الرِّيق فلنجارين أسهل الْبَطن وأدر الْبَوْل فَلذَلِك هُوَ نَافِع من الحبن جدا شراب العنصل نَافِع من الحبن. د: شراب الأسطوخدوس يحلل غلظ الْبَطن. ج: الأسطوخدوس يُقَوي جَمِيع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة. د: إِن اسْتعْمل الحلتيت مَعَ التِّين الْيَابِس نفع من الحبن ثَمَرَة الفنجنكشت إِذا شرب نفع من الْجُبْن. د: بَوْل الْإِنْسَان إِذا شرب نفع من ابْتِدَاء الحبن بَوْل العنز إِذا شرب مَعَ سنبل الطّيب كل يَوْم مَعَ ابوبوسن مَا يحط الحبن اللحمى بالبول والإسهال إِن ألْقى عشر درخميات من أصل الجوشير فِي جزئي شراب وَترك شَهْرَيْن ثمَّ يسقى نفع من الاسْتِسْقَاء بزر الجزر الْبري يُوَافق الحبن إِذا شرب. د: طبيخ الجعدة إِذا شرب نفع من الحبن.

دوج: مرق الدَّجَاج الفتي إسفيذباجا مصلح للمواد. لى قد جربته فَيَنْبَغِي أَن تعتمد على هَذَا فِي غذَاء المستسقى فَإِنَّهُ يجمع إذرار الْبَوْل وَإِصْلَاح الكبد وَإِن كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة ويدر الْبَوْل على مِقْدَار الاسْتِسْقَاء فَاجْعَلْ الأبزار الَّتِي تطيب بِهِ تطعمه فِي الْيَوْم شَيْئا الفجل

 

(2/553)

 

 

من خبز بِهَذَا المرق وتحسيه فيدر بَوْله وَيصْلح مزاجه عكر الزَّيْت إِذا لطخ على جلد ويضمد بِهِ بطن المحبون حط الانتفاخ الْعَارِض وينوم فِي الشَّمْس فينفع نفعا قَوِيا كثيرا. ج: زبد الْبَحْر الدودى الشكل الَّذِي يضْرب إِلَى الفرفرية يصلح للحبن جدا طبيخ الحمص الْأسود نَافِع من الحبن الاندفان فِي الرمل الَّذِي على شاطىء الْبَحْر نَافِع للحبن. ج: قد رَأَيْت مستسقين يطلون بطونهم بالطين الْحر فانتفعوا بذلك نفعا عَظِيما أصل الكرمة)

الْبَريَّة يطْبخ بِالْمَاءِ وَيشْرب مَعَ قوانوس من شراب مَعْمُول بِمَاء الْبَحْر أخلف المَاء ونفع الحبن.

سمرينون يَقُول د: إِنَّه يشرب للحبن خَاصَّة. د: كماذريوس مَتى شرب طرياً أَو شرب طبيخه نفع من ابْتِدَاء الحبن وَشَرَابه يفعل ذَلِك. د: عصير الكرنب أَو طبيخه ونطرون وإيرسا وشراب يسهل المَاء. د: لِسَان الْحمل يصلح إِن يتغذى بِهِ أَصْحَاب الحبن. د: إِذا طبخ العدس مَعَ طبيخ المرزنجوش وَشرب نفع من بَدْء الاسْتِسْقَاء الْملح إِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت جيد للأورام البلغمية الْعَارِضَة للمستسقين.

اسْتِخْرَاج لى ورق المازريون جزؤ أفسنتين جزءان يعجن بِمَاء الهندباء وَيجْعَل حبا ويسقى للحبن مَعَ حرارة ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ أُوقِيَّة من مَاء القاقلى شراب المازريون نَافِع من الاسْتِسْقَاء.

بديغورس قَالَ: خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر. د: بخار مَاء الْبَحْر نَافِع من الحبن.

بولس: حب المازريون يخلف المَاء توبال النّحاس إِذا شرب بِمَاء الْعَسَل يسهل المَاء. د: السعد يدر الْبَوْل من صَاحب الحبن. د: الإيرسا خاصته إسهال المَاء.

بديغورس: إِذا دق أصل (ألف ب) السوسن الآسمانجونى وَشرب مِنْهُ مِثْقَال بِمِقْدَار أُوقِيَّة أَو أوقيتين أسهل المَاء.

ابْن ماسويه: السكر المجلوب من الْحجاز يشبه الْملح الدرانى وسكر الْعشْر نَافِع من الاسْتِسْقَاء إِذا شرب مَعَ لبن اللقَاح.

ابْن ماسويه: السذاب يتضمد مَعَ التِّين اللَّحْم للحبن اللحمى وَيشْرب طبيخه مَعَ التِّين أَيْضا لذَلِك بشراب إِلَى أَن يذهب النّصْف مِمَّا يصب عَلَيْهِ. د: حب الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة يسقى مِنْهُ بِهِ حبن اثنتى عشرَة حَبَّة لَا يُزَاد يحدر فينقيه بالبول تنقية عَجِيبَة.

 

(2/554)

 

 

د: الفجل مُوَافق للحبن إِذا تضمد بِهِ.

بديغورس: الفربيون خاصته النَّفْع من المَاء الْأَصْفَر الفوذنج نَافِع من الاسْتِسْقَاء إِذا أكل مَعَ التِّين.

ابْن ماسويه: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وضمد بِهِ بطن المحبون وَترك حَتَّى يتبرأ من ذَاته وَلم)

يُفَارِقهُ حَتَّى تجفف الرُّطُوبَة. ج: إِذا دق الصدف بِلَحْمِهِ وَوضع على بطن المستسقى عشرَة أَيَّام قلعه فَلذَلِك تحْتَاج حَتَّى تسْقط من ذَاته فَإِنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا قصب الذريرة يدر الْبَوْل وَلذَلِك إِن خلط مَعَ الثيل أَو بزر الكرفس نفع من الحبن. د: لحم الْقُنْفُذ المملح إِذا شرب بسكنجبين نفع من الحبن اللحمى وَابْتِدَاء الحبن. د: وَقطع سيلان الْموَاد إِلَى الأحشاء.

بولس: إِن لَهُ قُوَّة مجففة فَهُوَ لذَلِك نَافِع من ابْتِدَاء الحبن يُؤْخَذ من أصل قثاء الْحمار نصف رَطْل ويسحق ويلقى فِي قسطين من شراب مصرى وَيُعْطى المستسقى ثَلَاثَة قوانوسات على الرِّيق كل ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يضمر الورم ضموراً شَدِيدا. د: التِّين إِذا طبخ بشراب ثمَّ خلط بأفسنتين ودقيق شعير وضمد بِهِ نفع من الحبن. د: الرازيانج مَتى خلط بالمدرة للبول نفع للحبن لِكَثْرَة مَا يدرمن الْبَوْل. د: الطَّعَام الَّذِي يعمله النَّصَارَى من الزَّيْتُون والجزر والثوم ويستعمله أإيضاً فَارس ينفع من الحبن. د: بخار الْخلّ إِذا كَانَ حاراً نفع من الْجُبْن. د: الْخلّ إِذا لطخ نفع من الحبن.

ابْن ماسويه: الخربق الْأسود يخلط بِهِ دَقِيق الشّعير وشراب ويتضمد بِهِ للحبن.

روفس: إِذا عرض فِي الكبد ورم صلب استسقى صَاحبه وَالِاسْتِسْقَاء الْعَارِض بعقب الْأَمْرَاض الحادة ردىء مهلك.

مَجْهُول: حب للاستسقاء: لَك مغسول إيرسا محرق راوند زعفران مصطكي ملح هندي عصارة غافت عصارة أفسنتين يجمع منخولة وتقرص بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب للمحرور وبماء الْأُصُول للمبرود وَيجْعَل حبا الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف ويسقى للمبرود بِمَاء طبيخ الإيرسا وللمحرور بِمَاء القاقلى.

يسهل المَاء: فلفل دِرْهَم إيرسا ثَلَاثَة زنجبيل نصف أصل الأنجدان دِرْهَمَانِ مصطكي أنيسون رازيانج أصل الْإِذْخر دِرْهَم دِرْهَم مرَارَة ثَوْر بهمن أَبيض وأحمر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء القاقلي.

 

(2/555)

 

 

اسحاق: شرب المَاء الْكثير دفْعَة بعقب الْحمام والرياضة يُورث الحبن وَأكل الْأَشْيَاء الحلوة)

والحامضة واللزجة تهيج جَمِيع الأحشاء (ألف ب) وتولد سدداً وَلَا يجب أَن يدهن لِأَنَّهُ يرخى الأحشاء. أرخيجانس فِي كِتَابه فِي الأسقام المزمنة: أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء لَا يؤول حَالهم إِلَى الْجَوْدَة وَالصَّلَاح إِلَّا من قبل الطَّبِيب أَو لانطلاق بطونهم لبن لقللاج نَافِع للحبن الْحَار جدا يسقى مِنْهُ رَطْل إِلَى رطلى حليب من سَاعَته مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر.

حب نَافِع من كتاب فليغريوس فِي المَاء الْأَصْفَر: قشور نُحَاس كمافيطوس وقنطوريون صَغِير وغاريقون وَيجْعَل حساءاً فَإِنَّهُ نَافِذ قوي والشربة دِرْهَم تسقيه مَرَّات وَإِذا رَأَيْت برَاز العليل نضيجاً فعالجه فَإِن حرارته الغريزية بَاقِيَة وَبِالْعَكْسِ واغذهم بِلَحْم الْمعز والجدي والقطا والعصافير والشفانين والحجل كردناك وشواء.

مَجْهُول للحبن عَجِيب: شَحم حنظل وسنبل بِالسَّوِيَّةِ مر عشر إهليلج خمس يَجْعَل حبا فِي عظم الفلفل وَيُعْطى سَبْعَة على الرِّيق يخلف ماءاً وَينزل أثقالاً كَثِيرَة.

من الْجَامِع اسْتِخْرَاج على مَا فِي كتاب الْجَامِع: فربيون ثَلَاثَة أصل السوسن الآسمانجو فِي عشرَة تَرَبد مازريون خَمْسَة نُحَاس محرق عشرَة شبرم خَمْسَة غاريقون خَمْسَة راوند صينى ومصطكي عشرَة عشرَة يَجْعَل حبا بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء أَو بِمَاء القاقلى أَو بسكنجبين.

من الْكَمَال والتمام ينفع الاسْتِسْقَاء: إيارج فيقرا ثَلَاثَة تَرَبد أَرْبَعَة لَك مغسول دِرْهَمَانِ راوند صينى دِرْهَم وَنصف ملح هندي دِرْهَم وَنصف عصارة غافت ثَلَاثَة دَرَاهِم أنيسون بزر كرفس أصُول الْإِذْخر دِرْهَم دِرْهَم إهليلج أصفر ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر مطبوخ.

للحبن: إهليلج وتمر هندي وإجاص وشاهترج وَتَربد وأصول السوسن الآسمانحوني.

سكنجبين للحبن عَجِيب اسْتِخْرَاج: خل خمر صَاف فائق رَطْل وَمَاء القاقلى معصوراً وَمَاء الْأُصُول والإيرسا رَطْل بِالسَّوِيَّةِ وسكر الْعشْر رَطْل يجمع فِي قدر نظيفة ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَتُؤْخَذ رغوتوته سقى مِنْهُ. وَإِن أردته أقوى فانقع فِي الرطل خَمْسَة دَرَاهِم من المازريون وَمثله من التربد.

لى آخر قوى: رَطْل خل ينقع فِيهِ اصل قثاء الْحمار وَتَربد ومازريون ونحاس محرق من كل وَاحِد أُوقِيَّة ينقع بِنصْف رَطْل خمر صَاف يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغلى غليات بِرِفْق ثمَّ يصفى ويتمم الْخلّ)

رطلا وَنصفا بخل صرف يُزَاد فِيهِ وَيُؤْخَذ هَذَا الرطل من الْخلّ ورطل من مَاء

 

(2/556)

 

 

الإيرسا ورطل سكر من سكر الْعشْر فيطبخ وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُؤْخَذ لكل رَطْل من هَذَا الشَّرَاب مِثْقَال فربيون فيداف فِي خرقَة حَتَّى ينْحل كُله والشربة ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَرْبَعَة على قدر الْقُوَّة.

ضماد يسهل المَاء: شَحم حنظل وَأَصله وشبرم ومازريون وعاقر قرحا وسقمونيا من كل وَاحِد أوقيتان تَرَبد ثَلَاث أَوَاقٍ مر صَبر أوقيتان أوقيتان مرَارَة الْبَقر وأصل الخطمى من كل وَاحِد أُوقِيَّة قردماناً حَماما من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم قثاء الْحمار أُوقِيَّة ميعة سَائِلَة أوقيتان شونيز خَمْسَة مَثَاقِيل أصل السوسن الآسمانجوني (ألف ب) ثَلَاث أَوَاقٍ فربيون خَمْسَة دَرَاهِم أخثاء الْبَقر الراعية خمس أَوَاقٍ ميويزج أُوقِيَّة بورق أَحْمَر وملح خَمْسَة خَمْسَة صمغ الصنوبر أُوقِيَّة قشر أصل الْكبر أُوقِيَّة إكليل الْملك معَاذ عشرَة تين منقع بدهن السمسم عشرُون عددا شَحم الأوز شَحم الدَّجَاج شَحم الْعجل من كل وَاحِد أوقيتان شمع أَبيض نصف رَطْل يذاب مَا ينذاب وَيجمع ويضمد بِهِ الْبَطن.

اسْتِخْرَاج مُخْتَصر: مازريون شبرم حب النّيل تَرَبد حنظل فربيون أصل السوسن يجمع دَوَاء يسهل المَاء إسهالاً كثيرا يسقى إِذا لم تكن حرارة وَلَا حمى: مَاء اصل السوسن أُوقِيَّة بَوْل الشَّاة أوقيتان نَقِيع الصَّبْر أُوقِيَّة خرؤ الْحمام الَّتِي تعلف القرطم ثَلَاثَة أَرْطَال وَنصف يُضَاف فِيهَا ويصفى وَيشْرب ويسقى مَعَ دِرْهَم زعفران يداف فِيهَا فَإِنَّهُ يسهل المَاء إسهالاً كثيرا وَاسْتعْمل الأضمدة إِذا ضعفوا عَن الْأَدْوِيَة أَن يشربوها.

الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسقى العليل بَوْل الشَّاة الْحَمْرَاء مَعَ سنبل فَإِنَّهُ نَافِع جدا للاستسقاء اللحمي.

دَوَاء يسهل المَاء وَلَا يضر بالمعدة: يسقى من عصارة قثاء الْحمار دانقين وَنصفا وَمن قشور أَصله من الدانق إِلَى نَحوه ويطبخ بشراب ويسقى.

ضماد جيد للاستسقاء: يضمد بالخربق الْأسود مَعَ دَقِيق شعير مطبوخ. دَوَاء يسهل المَاء: الحشيشة الَّتِي تسمى الماهودانه فتطبخ مَعَ فروج ولبلاب وسفرجل ويؤكل ويسقى مَاء ورق الفجل وَمَاء القاقلى أَربع أَوَاقٍ بالسويه. ج: الحمات الزعاقية والمياه المتخذة بزهرة الْملح نَافِع للمستسقين وخاصة إِن أطالوا الْمكْث فِيهَا.)

لى قد شهِدت التجربة والكتب إِن الْقَيْح إِذا تولد فِي الكبد ينصب إِلَى ثَلَاث أَمَاكِن: إِمَّا إِلَى الأمعاء أَو إِلَى المثانة وَطَرِيق الْبَوْل وَإِمَّا إِلَى الصفاق والأمعاء حَتَّى أَنه يثقب المراق لقرب الأربية وَتخرج تِلْكَ الْمدَّة وَفِي ذَلِك دَلِيل أَن من الكبد مجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والأمعاء وَأَن الطِّفْل يَبُول من السُّرَّة أَيْضا دَلِيل على أَن هَذَا الطَّرِيق من نَاحيَة الطَّرِيق.

 

(2/557)

 

 

فيلغريوس: الصَّبْر على الْعَطش والاندفان فِي الرمل الْحَار والأطعمة الميبسة وَلُزُوم الرياضة وَمَاء الْملح ينجلي من هَذَا السقم.

الْعِلَل والأعراض: إِذا بَطل الهضم من الْمعدة أصلا آل الْأَمر إِمَّا إِلَى زلق الأمعاء وَإِمَّا إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَإِذا بَطل الهضم من الكبد كَانَ مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الزقى وَإِذا بَطل الهضم من جَمِيع الْأَعْضَاء كَانَ مِنْهُ الاسْتِسْقَاء اللحمي.

لى كَانَ الاسْتِسْقَاء الطبلي يكون من فَسَاد الهضم الأول والزقى من فَسَاد الهضم الثَّانِي الَّذِي فِي الكبد واللحمي من فَسَاد الهضم الثَّالِث الَّذِي يشبه الغاذى بالمغتذى لَا بل كَبِدِي قَالَ جالينوس أَيْضا: إِذا ذَابَتْ الأخلاط وعجزت الكلى عَن جذب صديدها وَلم تنصب أَيْضا إِلَى الأمعاء سرى فِي الْجِسْم كُله وأحدث الاسْتِسْقَاء دفْعَة. لى هَذَا يتقدمه تَعب أَو حميات وَيحدث الاسْتِسْقَاء بَغْتَة.

الْأَعْضَاء الألمة: إِذا بطلت الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الكلى وضعفت بِسوء مزاج بَارِد حدث انتشار مائية الْغذَاء فِي جَمِيع الْجِسْم. (ألف ب) لى فِي هَذِه الْحَالة يكون الاسْتِسْقَاء اللحمي الاسْتِسْقَاء الزقى إِذا حرك الْبَطن سمع قبقبة المَاء والطبلي إِذا قرع سمع مِنْهُ صَوت الرّيح كالطبل وَالرِّيح النقية بِلَا رُطُوبَة واللحمي يهيج جَمِيع الْبدن وَأول شَيْء يتهيج مَعَه الرّجلَانِ وَقد يعين على حُدُوث الطبلي الْأَطْعِمَة المنفخة وَيحدث الزقى الْبُقُول وَكَثْرَة شرب المَاء واللحمي برودة الكبد وَغلظ الْأَطْعِمَة ولزوجتها الاسْتِسْقَاء يحدث إِمَّا عَن برودة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق التَّغَيُّر وَإِمَّا عَن حرارة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق تَحْلِيل الْجَوْهَر كَمَا يعرض ذَلِك فِي الحميات الحادة.

حب يسهل المَاء وَهُوَ حب سرجيس من أقربادين سَابُور الْأَوْسَط: طبيخ المازريون أَو لبنه أَو أَي لبن شِئْت من لبن اليتوع وَمثله من سكر الْعشْر يحل السكر بِالْمَاءِ ويمزج بِهِ الطبيخ ويعقد على النَّار وَيجْعَل حبا كالحمص والشربة حبتان أَو ثَلَاث قبل الطَّعَام وَبعده وَإِن شِئْت تعطيه كل)

يَوْم قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ مجرب.

من القوى الطبيعية: المَاء فِي المستسقى يشْتَمل فِي مَا بَين الأمعاء والصفاق ينظر فِي هَذَا فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي مَوَاضِع أَن المَاء يجْتَمع فِي مَا بَين المراق والصفاق.

قَالَ: وَإِن شققت مجْرى الْبَوْل وجدت المثانة فارغة بِلَا بَوْل وَوجدت مَا بَين الصفاق والأمعاء يمتلىء إِذا جَاءَ الْبَوْل من الْبدن كَمَا تكون الْحَال فِي الاسْتِسْقَاء. ج فِي القوى الطبيعية: إِذا ضعف الطحال عَن الجذب للخلط الْأسود صَار دم الْبدن سوداوياً والكلى تجتذب مائية الدَّم بِخَاصَّة فِيهَا وَأَنا أَقُول: إِن ضعف قُوَّة الكلى عَن

 

(2/558)

 

 

الجذب لهَذِهِ المائية يصير الدَّم كُله مائياً وَكَانَ عَنهُ الاسْتِسْقَاء كَمَا يكون عَن فقد انجذاب السَّوْدَاء اليرقان الْأسود وَعَن الصَّفْرَاء إِذا لم تجتذبها اليرقان الْأَصْفَر. لى عَجِيب يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد وَيجب أَن تعتمد عَلَيْهِ: يُؤْخَذ خل خمر حاذق حامض ثَلَاثَة أَرْطَال فينقع فِيهِ من التربد والغاريقون والمازريون والإيرسا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطْبخ مَعَ رَطْل من المَاء حَتَّى يذهب المَاء ورطل من الْخلّ ثمَّ يصفى الْخلّ وَيجْعَل عَلَيْهِ وَزنه سكرا عشرياً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يُؤْخَذ فربيون وَلبن الشبرم لكل رَطْل من الشَّرَاب عشرَة دَرَاهِم مِنْهَا فَيلقى فِي صرة ويلقى فِيهِ مرضوضاً يلوث فِيهِ نعما ثمَّ تحل الصرة وتطرح فِيهِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أُوقِيَّة إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيجب أَن يكون ذَلِك الْخلّ خل عنصل وَصفَة خل العنصل: أَن يلقى فِي رَطْل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم من العنصل واتركه فِيهِ عشْرين يَوْمًا ثمَّ عصره وَصفه وَإِذا اسقيت هَذَا الشَّرَاب فضمد الكبد بضماد السنبل والصندل والورد وَغير ذَلِك مِمَّا يقويها.

سكنجبين مُخْتَصر: خُذ رَطْل سكنجبين ثمَّ يحل فِيهِ بِنَار لينَة سِتَّة دَرَاهِم فربيون (ألف ب الْيَهُودِيّ: إِذا حدث فِي مقبب الكبد ورم كَانَ مَعَه إِن كَانَ عَظِيما عسر الْبَوْل وَإِن كَانَ قَلِيلا قلَّة الْبَوْل وَذَلِكَ إِن الْعرق الَّذِي يجذب الدَّم ويؤديه إِلَى الكلى ترم وَتبطل قوته أَيْضا. قَالَ: وَيرجع مَاء الْبدن إِلَى الأمعاء. لى أَقُول: من هَذِه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء يعلم سَبَب الاسْتِسْقَاء الزقى إِن الْأَطْفَال يَبُولُونَ بالسرة مَا لم تقطع ذكر ذَلِك ميسوسن فِي كتاب القوابل وَهُوَ حق وَبِأَن حدبة الكبد إِذا كَانَت وارمة ضعف جذب الْعرق الَّذِي يجذب مائية الدَّم وَبِأَن هَذِه المجاري فَوق الْعُرُوق الَّتِي تجذب الدَّم إِلَى الكلى وَهِي مجاذبة للكبد فَإِذا علم أَن جذب هَذِه الْعُرُوق لمائية)

الدَّم يضعف إِذا فسد مزاج هَذَا الْعُضْو وورم وركاً حاراً كَانَ ذَلِك الورم أَو بَارِدًا وَإِذا كَانَ كَذَلِك نفذت المائية الدَّم أَكثر فِي هَذِه المجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق فَإِن كَانَ الورم بَارِدًا أَو لفساد المزاج كَانَت هَذِه المائية أَكثر لِأَن الدَّم حِينَئِذٍ مائي فَيظْهر الاسْتِسْقَاء أسْرع وإسهال المَاء وَيرجع فِي هَذِه المجاري إِلَى الكبد ثمَّ مِنْهُ إِلَى الأمعاء بالمسهلة للْمَاء وَإِلَى عروق الكلى بالمدرة للبول وَأما الطبلى فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت هَذِه المائية قَليلَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تتهيأ أَن تصير بخارات وخاصة إِن كَانَ المزاج أسخن فَأَما إِذا كَانَت هَذِه المائية كَثِيرَة فَلَا يُمكن أَن لَا تتكاثف وتعود ماءاً فَأَما اللحمي فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت جملَة مزاج الكبد تولد دَمًا مائياً فَيكون قد أخذت مِنْهُ الكلى مَا لَا يجب فَصَارَ بَاقِي الدَّم مائيا فيتوزع على الْمَادَّة فَينفذ فِي الْجِسْم الْغذَاء المائي فَإِذا كثر ذَلِك على الْأَعْضَاء ترهلت وَلم تهضم هِيَ أَيْضا مَا يجيئها من الْغذَاء فَيبقى مائياً.

 

(2/559)

 

 

الْيَهُودِيّ: الاسْتِسْقَاء الْحَار اسْقِ بَوْل الماعز مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ثَلَاثَة أساتير من بَوْل الْمعز وَمثله عِنَب الثَّعْلَب فَإِن لم ينجح فَاسق لبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا واسق إِذا لم يكن حر شَدِيد حب الراوند والمازريون ودواء الكركم وَإِن كَانُوا يعطشون عطشاً شديدأ فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِقدر ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. لى إصْلَاح المازريون يخرج المَاء الْأَصْفَر: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم نُحَاس محرق دانقان فربيون قِيرَاط خرؤ الْحمام مثله الشربة دِرْهَم راوند صيني. لى مرهم يخرج المَاء على مَا رَأَيْت يُؤْخَذ نُحَاس محرق وشحم حنظل وخرؤ الْحمام وبعر الماعز فَيجمع ذَلِك بأبوال الماعز فيطلى فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَيجب أَن يجْتَنب المستعد لذَلِك من الطين والأشنان والفحم والسعد لِأَن هَذِه تورث السدد فَتحدث فِي الكبد (ألف ب) ورماً يؤول الْأَمر بِهِ إِلَى الاسْتِسْقَاء. لى ذكر جالينوس فِي نَوَادِر تقدمه الْمعرفَة تَدْبِير امْرَأَة بهَا النزف الْأَبْيَض وَهُوَ تَدْبِير حميد للمستسقين يسهلون بِمَا يسهل المَاء ثمَّ يُعْطون أَيَّامًا مَا يدر الْبَوْل بِقُوَّة ثمَّ يسهلون بعد الثَّالِث ويعطون فِيمَا بَين ذَلِك مَا يدر الْبَوْل ويدلكون دلكا قَوِيا ويراضون ويدفنون فِي الرمل الْحَار وَالْحمام الْيَابِس والأطلية المجففة ويقل الشَّرَاب والغذاء وَيجْعَل مجففاً كالعدس وَلُحُوم للطير الصغار الجبلية الحجل وَنَحْو ذَلِك.

حِيلَة الْبُرْء ج: الْيَقَظَة تجفف الأحشاء وَالنَّوْم يرطبها.)

فِي حِيلَة الْبُرْء إنذار ج فِي عَلامَة الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ استسقاء فَأَصَابَهُ سعال مَاتَ من كَانَ وَجهه أَو بدنه أَو يَده الْيُسْرَى رهلة وَعرض لَهُ فِي مبدأ هَذَا الْعرض حكة فِي أَنفه مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث.

الترياق إِلَى قَيْصر: إِن زبل الْبَقر إِذا جفف وأحرق وَسَقَى نفع فِي الاسْتِسْقَاء نفعا بَينا.

من مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم: إِن سقى المستسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأشنان الْفَارِسِي أنزل المَاء بالبول والإسهال.

من مَنْفَعَة التنفس: إِن الْحبّ المسخن ظَهرت منفعَته للحبن أَكثر من كل علاج عملته القدماء لَهُم وَذَلِكَ أَنه يستفرغهم استفراغاً كثيرا وَلَا يغشى عَلَيْهِم وَلَا يتنفسون تنفساً بَارِدًا.

فِي الأهوية والبلدان: الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يكون فِي الْبلدَانِ الرّطبَة إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء اللَّوْن أصفر أَبيض فالفساد فِي الكبد وَإِن كَانَ أسود أَخْضَر فَفِي الطحال.

من كتاب العلامات لج قَالَ: يعرض كثيرا بعد قُرُوح الأمعاء المزمنة والكائنة مِنْهَا وجع الكبد أَشد كثيرا من الْكَائِن عَن الطحال. جورجس قَالَ: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم قَالَ: وَأما نَحن إِذا رَأينَا مَعَ هَذَا أعراضاً حارة عالجناه بِخِيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج وَبَوْل الماعز فَإِن لم ينجع سقيناه ألبان اللقَاح بأبوالها وَإِن كَانَ بِلَا حرارة عالجناه بحب السكبينج وجوارش الإيرسا وطبيخ الْإِذْخر وَلبن اللقَاح وَالْبَوْل جَمِيعًا ونكويه أخر ذَلِك.

 

(2/560)

 

 

جورجس قَالَ: وَلبن اللقَاح نَافِع من المَاء الْأَصْفَر يشرب على هَذِه الصّفة: يشرب مِنْهُ سَاعَة يحلب رطلا وَاحِدًا مَعَ أوقيتي بَوْل من أبوالها وَيكون قد بَات ليلته طاوياً وَيَأْكُل فِي أمسه نصف النَّهَار ثمَّ ينْتَظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى كل يَوْم وَيزِيد وَإِن احْتبسَ بَطْنه وَثقل وتجشأ جشاء حامضاً فعالجه بالحقن من ساعتك وَلَا تسقه لَبَنًا آخر فِي ذَلِك الْيَوْم وكمد معدته تِلْكَ اللَّيْلَة فَإِذا رأى أَنه يسهله فِي كل يَوْم ويجد عَلَيْهِ خفى أَخذ مَعَه حب الاسْتِسْقَاء وَزَاد فِي اللَّبن وليتق شرب المَاء الْبَارِد وَالْغسْل بِهِ وَإِن وجد حرا فِي رَأسه فليضع عَلَيْهِ بنفسجاً وَيَأْكُل زيرباجاً وَيشْرب شرابًا رَقِيقا ممزوجاً وَلَا يَأْكُل لَحْمًا.

إبيذيميا: الفصد يضر بالاستسقاء (ألف ب) فِي الْأَكْثَر وَرُبمَا نفع فِي النضرة وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَت الْعلَّة من احتباس دم البواسير والطمث وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا أَصَابَهُ الاسْتِسْقَاء هُوَ على ذَلِك من خطر شَدِيد جدا فَأَما المزاج الْبَارِد الرطب فَإِن خطره)

فِيهِ أقل من خطر الْحَار الْيَابِس وَأكْثر خطراً من صَاحب المزاج الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الْحَار الرطب أسهل الْأَصْنَاف برءاً لِأَنَّهُ بِسَبَب رُطُوبَة مزاجه يسهل وُقُوعه فِي هَذَا الدَّاء فَلَا تتأخر إِلَّا أَن يكون ذَلِك سَبَب قوى وبسبب حرارة يسهل بُرْؤُهُ وَأما صَاحب المزاج الْبَارِد الرطب فَهُوَ يعرض لَهُ هَذَا الدَّاء من انطفاء الْحَرَارَة الغريزية وَأما صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس فَإِنَّهُ لَا يلقيه فِي هَذَا الدَّاء إِلَّا بِسَبَب قوى. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بِسَبَب أورام جاسية فِي الكبد وَالطحَال وَقد يكون أَيْضا من أجل احتباس الطمث والبواسير وَيكون أَيْضا بِسَبَب استفراغ مفرط وَيكون أَيْضا من أجل الْأَمْرَاض الحادة وكل استسقاء يكون من الْأَمْرَاض الحادة فرديء خَبِيث وَيكون بِسَبَب السعال الدَّائِم وبعقب انطلاق الْبَطن الْكثير يكون كثيرا جدا.

إبيذيميا: البصل والثوم إِذا استعملا فِي وَقت يجب ينفع المستسقى فِي بعض الْأَحْوَال فَأَما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضر ضَرَرا عَظِيما دَائِما وَذَلِكَ أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجاري الكبد ويسددها وَغَايَة العلاج لهَؤُلَاء أَن تفتح سدد أكبادهم. لى يَنْبَغِي أَن يطعم المستسقى خبز شعير وَإِن كَانَ غير مُعْتَاد لَهُ فَلْيَكُن لبابا شَدِيد النّخل وأبلغ من ذَلِك خبز الحمص أَو يخاطان ويجعلان إدامه أَيْضا كلما فتح ولطف وأدر الْبَوْل.

إبيذيميا الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسْتَعْمل الدَّلْك الصلب بالمناديل الخشنة فِيهِ وَاسْتعْمل الرياضة فِي مَوضِع غُبَار كثير ويطلى بدنه بالمجففات وامنعه الاستحمام بِالْمَاءِ العذب. قَالَ: إِذا حضر المستسقى الْمَوْت تمددت جلدَة الْبَطن ونتت السُّرَّة وَحدثت قُرُوح فِي الْفَم لفساد الرطوبات فِي الْبدن. ج: حذاق الْأَطِبَّاء يشيرون بالفصد على من استسقى من اجل احتباس الْحيض اَوْ دم

 

(2/561)

 

 

البواسير واحتباس رُعَاف كَانَ يتعاهده وَنَحْو ذَلِك وَفِي هَذَا ينْتَفع بالفصد جدا وَيجب إِن يكون ذَلِك قبل أَن تنْحَل الْقُوَّة وَتسقط.

قَالَ فِي مساعدة الطَّبِيب للْمَرِيض: إِن المستسقى وَلَو اشتاق إِلَى الْحمام لَا تَأذن لَهُ فِيهِ. لى يَعْنِي بِالْمَاءِ العذب.

من كتاب الأخلاط: فِي الاسْتِسْقَاء اللحمي يسْتَعْمل مَا يسهل البلغم وغرغره أَيْضا بِمَا يخرج البلغم لِأَن هَذَا الْخَلْط منبث فِي الْجَسَد كُله وَأما الزقى فَإنَّا نسقي فِيهِ مَا يخرج المَاء.

لى على مَا رَأَيْت صَحِيحا جيدا: أَكثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بعقب الورم الصلب فِي الكبد)

والورم الصلب يكون فِي الكبد بعقب الفلغموني الَّذِي لَا ينضج لَكِن ينْتَقل إِلَى إسقيروس وَأكْثر مَا تقع الصلابة والأورام فِي الحدبة وَذَلِكَ أَنَّهَا أضيق مجار والأخلاط فِيهَا أسخن وَأَشد تكاثفاً ومائية الدَّم تنفصل من مكانين أَحدهمَا ينفذ إِلَى السُّرَّة (ألف ب) وَالْآخر إِلَى المثانة كَمَا نرى الْأَطْفَال من سررهم مَا تقطع وَهَذِه المجاري الَّتِي ينفذ مِنْهَا إِلَى السُّرَّة فِي جَوف الكبد وَأما الَّتِي إِلَى المثانة فَمن الْعرق العميق فَهِيَ أبعد من أَن تضيق لذَلِك الورم هُنَاكَ دَائِما اقل فَإِذا ضَاقَتْ الْعليا بِشدَّة الورم وسعت الطبيعية هَذِه لتمييز الفضلة المائية فَعَاد التَّدْبِير كالحال فِي الْجَنِين وَاجْتمعَ المَاء إِلَى جنب الصفاق والمراق كَمَا كَانَ يجْتَمع فِي الْجَنِين فَإِن قَالَ قَائِل: هلا رَجَعَ هَذَا المَاء إِلَى الأمعاء قيل لَهُ: إِن الْقُوَّة الطبيعية لَيْسَ من شَأْنهَا أَن ترده بعكس فعلهَا فَهَلا رَجَعَ الكيلوس إِلَى الأمعاء قيل: وَكَذَلِكَ المرار والسوداء إِلَّا أَن القوى من شَأْنهَا تَنْفِيذ الدَّم من الأخلاط وَأما اللحمي فَإِنَّهُ لَا يكون أبدا مَعَ برد الكبد وَلَا يكون أبدا مَعَ ورم حَار فِيهِ إِلَّا الزقى وَفِي مَا بَين هذَيْن الطبلي لِأَن الطبلي كالزقى وَلَكِن يكون إِذا كَانَت هَذِه الْمَادَّة الَّتِي تجىء إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق قَليلَة فتقوي حرارة الأحشاء أَن يحملهَا فَأَما إِذا كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهَا لَا تقدر أَن تجْعَل مَعهَا رياحاً.

تقدمة الْمعرفَة: الاسْتِسْقَاء الْكَائِن من الْأَمْرَاض الحارة رَدِيء لِأَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة وتؤلم ألماً شَدِيدا وتهلك وَهَذَا الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يبتدىء من الخاصرتين والقطن وَقد يبتدىء من الكبد وَالِاسْتِسْقَاء الَّذِي يَبْدُو من الْقطن فَهُوَ عَن ورم وَضعف فِي الماسريقا فَلذَلِك يتبعهُ ذرب لِأَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَلِأَن هَذِه الْمَوَاضِع وارمة ورماً حاراً قد يتَوَلَّد فِيهَا مرار وصديد يلذع الأمعاء ويهيجها لدفع مَا فِيهَا فَمن أجل ذَلِك لَا يكون بِهَذَا الذرب سُكُون الوجع وَلَا ضمور الْبَطن فَأَما الْكَائِن عَن الكبد فَإِن صَاحبه يسعل وَلَا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ وبرازه يَابِس جدا وَتعرض لَهُ أورام فِي بَطْنه وأمزجة مُخْتَلفَة وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن يسكن وَإِنَّمَا يسعل لِأَن الكبد إِذا ورمت ضغطت الْحجاب فيهيج شوق للسعال لِأَنَّهُ يظنّ إِن ذَلِك يُخَفف عَنهُ فَإِذا سعل وَاحِدَة لَا يُغني شَيْئا وَذَلِكَ أَن السعال إِنَّمَا ينفع حَيْثُ يكون عَن ضيق فِي أجسام الرئة فَتخرج بالنفث شَيْئا والثقل أَيْضا فِي هَذَا النَّوْع من الاسْتِسْقَاء يكون يَابسا.

 

(2/562)

 

 

الْفُصُول: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِم لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا غَيره فَإِن أمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن المغص إِنَّمَا يكون إِمَّا للذع شَدِيد وَإِمَّا الرّيح)

مستكنة وَإِذا ثَبت هَذَا المغص زَمَانا طَويلا وَلم ينْحل بمسهل وَلَا غَيره فَإِنَّهُ قد استولى على تِلْكَ الْمَوَاضِع سوء مزاج بَارِد وَذَلِكَ المزاج إِذا كَانَ أزمن آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الزقى يتَوَلَّد من برد أقوى من مَا يتَوَلَّد فِيهِ الطبلي إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فَجرى المَاء مِنْهُ فِي عروقه إِلَى بَطْنه انْقَضى بذلك مَرضه. لى قَول أبقراط: جرى مِنْهُ المَاء فِي عروقه إِلَى بَطْنه بذلك أَن المَاء يسيل إِلَى الْبَطن وَيخرج عَنهُ فِي مجار لَا بالرشح على مَا ظن قوم.

قَالَ ج: (ألف ب) كَمَا أَنا إِذا سقينا من بِهِ المَاء الْأَصْفَر دواءاً يخرج المَاء نَفعه كَذَلِك إِذا كَانَ من تِلْقَاء نَفسه نفع. قَالَ: قد يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء التنقية فِي الاسْتِسْقَاء أَكثر من الكي والاستفراغ الْكثير من المَاء يجلب الْمَوْت ضَرُورَة لَا محَالة لأَنهم يعرض لَهُم أَولا غشى ثمَّ يبقون على ذَلِك من ضعف الْقُوَّة وَلَا يقوون وَفِي المستسقى سَبَب آخر وَذَلِكَ أَنه مادام المَاء فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ ارجحنت الكبد فجذبت الْحجاب مَعهَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ مَا فِي الصَّدْر من الأحشاء إِذا حدث بِصَاحِب البلغم الْأَبْيَض اخْتِلَاف قوى انحل مَرضه عَنهُ من امتلئت كبده ماءاً ثن انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امْتَلَأَ بَطْنه ماءاً وَمَات. ج: إِن الكبد تسرع إِلَيْهَا نفاخات المَاء أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وتتولد تِلْكَ النفاخات فِي غشاء الكبد وَقد نرى أكباد الْحَيَوَان الْمَذْبُوح فِيهَا هَذِه النفاخات فَإِذا اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات انصباب ذَلِك المَاء إِلَى الفضاء الثَّانِي الَّذِي تجت الْحجاب وَفِي هَذَا الفضاء الثَّانِي بِعَيْنِه يجْتَمع المَاء فِي المستسقى وَهَذَا المَاء حَار حريف يُورث تأكلاً وَقد يُمكن إِن يستفرغ كَمَا يستفرغ المَاء بالبط والإسهال.

الميامر قَالَ: تُؤْخَذ أخثاء الْبَقر الراعية فتجفف نعما وتسحق بخل ممزوج ويلقى عَلَيْهِ كبريت لم يصبهُ نَار مثل ربعه ويضمد بِهِ الْبَطن كُله أَو يطْبخ بعر الماعز ببول ويطلى على الْبَطن فَإِنَّهُ ينقي المستسقى تنقية كَثِيرَة أَو اسْقِهِ ورق الحسك وأصوله بشراب اَوْ اطعمه الهندباء البستاني أَو اسْقِهِ من بَوْل الماعز قوانوس وَاحِد مَعَ مِثْقَال سنبل وَيكون فاتراً أَو اسْقِهِ نَقِيع قثاء الْحمار فِي شراب ثَلَاثَة أَيَّام أَو اسْقِهِ مِنْهُ قوانوس ورد حَتَّى يبلغ ثَلَاث قوانوسات أَو خُذ من قشور النّحاس مِثْقَالا فاسحقه واخلطه مَعَ لباب الْخبز واعمل مِنْهُ حبا وادفعه إِلَيْهِ فَإِن هَذَا يحدر المَاء بِقُوَّة اَوْ اسْقِهِ مِثْقَال نُحَاس محرق وَمِثَال خرء الْحمام وشيئاً يَسِيرا من ملح وسذاب فاسقه)

بشراب وليمرخ المحبون بالملح وَالزَّيْت وَيكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ مغطى الرَّأْس واثقب مَا يَلِي كعابهم واشرطه وأقعدهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل من تِلْكَ الْمَوَاضِع رطوبات كَثِيرَة.

 

(2/563)

 

 

من كتاب حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ: يجْتَمع المَاء بَين الصفاق والحاجز بَين الأمعاء وَجلد مراق الْبَطن قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج الْمعدة بَارِدًا رطبا فِي الْغَايَة حدث الاسْتِسْقَاء الطبلي لِأَنَّهُ يُورد على الكبد كيلوساً مائياً جدا وَقَالَ: شرب المَاء أَعنِي مَاء الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد. لى جيد على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ رَطْل من مَاء القاقلى الرطب فَيلقى فِيهِ خَمْسَة عشر إِلَى عشْرين من سكر الْعشْر واسقه فَإِنَّهُ يمشي المَاء بِقُوَّة وأسهله بِهَذَا فَإِذا ثقل وَكثر فعلى حسب الْقُوَّة فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة وَمَا بَين ذَلِك يدمن عَلَيْهِ بقرص الأميرباريس وأضمدة الكبد والأغذية التافعة للكبد ورضه وَأَقل الْغذَاء وَاجعَل هَذَا دأبك فَإِنَّهُ قد برىء بِهَذَا التَّدْبِير خلق (ألف ب) وَإِن لم يكن قاقلى رطب فَخذ الْيَابِس واطبخه وَإِن أردته أقوى فاطرح فِيهِ ورق مازريون وَلَا تخف وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ مَعَه شاهترجاً فَإِنَّهُ جيد واسق أَقْرَاص الْأَمِير باريس بسكنجبين المر جيد المَاء الْأَصْفَر شرب أَو طلى بِهِ.

أَبُو جريج: الأشق ينفع المَاء الْأَصْفَر شرب أَو تضمد بِهِ.

لى مطبوخ للمستسقى: عشرَة دَرَاهِم هليلج أصفر وَسبع دَرَاهِم شاهترج يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم قاقلى يَابِس وَثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض محكوك وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من أصُول الإيرسا مرضوضاً وسنبل الطّيب دِرْهَمَانِ وَثَلَاثَة دَرَاهِم بزر الكشوثا وَمثله بزر الهندباء وعصارة الأفسنتين دِرْهَمَانِ وعصارة غافت دِرْهَمَانِ وَإِن وجد رطبا فسكرجة من عصيرهما يطْبخ جَمِيع ذَلِك حَتَّى يتهرا نعما بِنَار لينَة ويصفى بعد ذَلِك مِنْهُ قدر رَطْل وَيكون هُوَ جَمِيع مَا بَقِي من المَاء بالطبيخ ويسقى وَإِن أردْت أَن يكون أقومي إسهالاً وَاحْتمل العليل فَاجْعَلْ لَهُ بَيَاضًا من دانق عصارة قثاء الْحمار ودانق روسختج ودانقين من حب المازريون منقعاً بخل يَوْمًا وَلَيْلَة يجمع الْجَمِيع وَيُؤْخَذ ثمَّ يشرب بعد الْمَطْبُوخ ويسقى من غَد أَقْرَاص أميرباريس وَإِن وجد بعده حِدة يسقى مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وأطراف الْخلاف يَوْمَيْنِ أَو ثلاثاُ حَتَّى تسكن الحدة ثمَّ يُعَاد والمطبوخ والأقراص فَإِنَّهُ لَا يخطىء أَن يُبرئهُ وَيجب إِن يكون الطَّعَام مِمَّا يُقَوي الكبد أَيْضا ويضمد بالأضمدة المقوية من الطّيب والقوابض فَهَذَا تَدْبِير جيد للاستسقاء من حرارة فَإِن كَانَ مَعَ برودة فَالْأَمْر فِيهِ أسهل جدا وَعَلَيْك أَن تسهله بعداد حبوب.)

حب ألفته أَنا مَعَ حرارة يَسْتَعْمِلهُ إِذا كَانَ المستسقى يقيء الْمَطْبُوخ ويثقل عَلَيْهِ: عصارة الأفسنتين دانقان وَمن عصارة الغافت مثله وَمن عصارة قثاء الْحمار وَمن حب النّيل مقشراً دانقان وَمن عقيد التربد ثلثا دِرْهَم روسختج ثلث دِرْهَم فَلذَلِك دِرْهَمَانِ وَثلث ويعتصر عِنَب الثَّعْلَب أَو هندباء أَو جَمِيعًا وتطبخه حَتَّى يغلظ فيجتمع الْأَدْوِيَة وتجعله حبا وَهَذِه شربة وَهِي عَجِيبَة وَلَا تثير الْحَرَارَة الْبَتَّةَ وَلَا تهيج وَهُوَ عَجِيب من الْعجب.

حب آخر: عصارة أفسنتين نصف دِرْهَم عصارة المازريون تخرج كَمَا يخرج رب

 

(2/564)

 

 

السوس نصف دِرْهَم وَمن رب النربد نصف دِرْهَم يعجن بعصارة الهندباء ويجفف.

من كتاب المولودين لثمانية أشهر: الدَّم يصل إِلَى الْجَنِين من سرته فِي الْعُرُوق غير الضوارب فَلَا محَالة أَن ذَلِك يصل إِلَى الكبد بمجار فَفِي الكبد إِلَى هُنَا مجار إِذا. فليغريوس فِي مداواة الأسقام: اليتوع الَّذِي يشبه ورقه ورق الزَّيْتُون وقشور النّحاس وبزر الأنيسون بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِثْقَالا قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يرفق فِي الإسهال بالأدوية المسهلة فَإِن أبقراط قَالَ: إِن هَذِه الرُّطُوبَة المائية لَا تنتفض سَرِيعا من غير تجلبه.

ميسوسن قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِذا أردْت علم ذَلِك فَلَا تقطع سرته إِذا ولد فَإِنَّهُ مادامت عَلَيْهِ لَا يَبُول (ألف ب) إِلَّا مِنْهَا فَإِذا قطعت مَال الْبَوْل إِلَى المثانة. لى على مَا رَأَيْت يَنْبَغِي أَن تروم إِخْرَاج المَاء بالشيافات المحتملة وبالحقن فَإِن الحقن قد تبلغ قوتها إِلَى الأمعاء وَفِي هَذَا التَّدْبِير مَا يرِيح العليل من سخونة الْأَدْوِيَة إِذا كَانَت الكبد حارة فَأَما من لَيست كبده حارة فَالْأَمْر يسهل وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذِه الْحِيَل الخربق الْأَبْيَض مِمَّا يخرج ماءاً كثيرا مَتى احْتمل.

طلاء يخرج المَاء: عصارة قثاء الْحمار دَقِيق الكرسنة وروسختج فيعجن بِمَاء الإيرسا ويطلى بِهِ الْبَطن وَالظّهْر والعانة فَإِنَّهُ يخلف ويبول ماءاً أَو خُذ قثاء الْحمار الرطب أَو شَحم الحنظل وادلك الْبَطن وَالظّهْر والعانة دلكا جيدا فَإِنَّهُ يخلف المَاء أَو خُذ حقنة تخلف ماءاً: بسبايج قرطم أصُول الإيرسا تطبخ بِالْمَاءِ وَيجْعَل فِي المَاء من عصارة قثاء الْحمار والروسختج والفربيون ودهن السوسن ويحقن بِهِ وَيجب أَن يحرر هَذَا الْبَاب ويتمم.

أطهورسفسن: إِن أَخذ من شَحم الدلفين قدر باقلات بشراب أراح من جَمِيع المَاء وخاصته فِي ابْتِدَائه وَيجْعَل مَعَ شَيْء من الأفاوية لطيب رِيحه وتسد المنخران فَإِنَّهُ يَبُول بولاً كثيرا رديئاً.)

قَالَ: إِن سقيت سَبْعَة من الذراريج عددا مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء حَار تسقى أبدانها فَقَط نفع أغلوقن: الْغَرَض فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء غرضان أَحدهمَا معالجة الورم الصلب الَّذِي فِي أحشائهم وَالثَّانِي أَن يحلل الرُّطُوبَة الَّتِي قد اجْتمعت بادرار الْبَوْل والأضمدة.

الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء لَا يُمكن أَن يكون دون أَن تعتل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا بِسَبَب يحدث فِي الكبد فَقَط حدوثاً أولياً وَلَكِن قد تقع بعض الْأَعْضَاء فِي سوء مزاج بَارِد فَيَتَأَذَّى ذَلِك مِنْهَا إِلَى الكبد فتبرد لذَلِك فَيكون الاسْتِسْقَاء حِينَئِذٍ وَهَذِه الْأَعْضَاء هِيَ الْمعدة وَالطحَال والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِنَّهُ إِذا بردت هَذِه وصلت الْبُرُودَة إِلَى جَمِيع أَجزَاء الكبد وَأما الرئة والحجاب والكلى فالبرد يصل مِنْهَا أَولا إِلَى الْجَانِب المحدب من الكبد ثمَّ يبرد بِبرد المجاري الَّتِي من الكبد إِلَيْهَا وَجَمِيع الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ثمَّ يبرد

 

(2/565)

 

 

بِبرْدِهِ المقعر لِأَن الْعلَّة إِنَّمَا تصل من هَذَا أَولا إِلَى الْعُرُوق الَّتِي فِي محدب الكبد ثمَّ إِلَى هَذِه إِذا طَالَتْ الْمدَّة إِلَى جَمِيع الكبد. ج: الورم الصلب فِي الكبد يكون سَببا لتضييق أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا. قَالَ: وَمن عرض لَهُ الاسْتِسْقَاء من شرب المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يَشْتَهِي الطَّعَام شَهْوَة شَدِيدَة كَمَا أَن من برد قُم معدته تكْثر شَهْوَته وَقد يكون من برد الكبد كلهَا لبرد مفرط أَو شربة مَاء فِي غير وقته لِأَن الكبد تبرد فيورث استسقاءاً بَغْتَة. لى قد صَحَّ أَمر الاسْتِسْقَاء الزقى وَذَلِكَ أَن المجرى الَّذِي يَجِيء من الكلى لدفع الْبَوْل إِنَّمَا يَجِيء إِلَى الْجَانِب المحدب وَالْعُرُوق فِي ذَلِك الْجَانِب كَثِيرَة والسدد فِيهَا تقع والغلظ والورم يَعْنِي الحدبة تكون فِي الْأَكْثَر لضيق هَذِه الْعُرُوق وَقد تبين ذَلِك (ألف ب) فِي التشريح للعروق وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر أوسع والورم يحدث فِيهَا أقل والمجاري الَّتِي تَجِيء من السُّرَّة الَّتِي فِيهَا يذهب بَوْل الْأَطْفَال وَمِنْهَا يدْخل الْغذَاء إِلَى أكبادهم مَا داموا فِي الرَّحِم إِنَّمَا يَجِيء إِلَى الْجَانِب المقعر فَإِذا ورم الْجَانِب المحدب ضَاقَتْ مجاري الكلى الَّتِي تجذب الْبَوْل لِأَنَّهَا هُنَا تَنْتَهِي فتجذب من مائية الدَّم شَيْئا قَلِيلا وباستكراه على مِقْدَار مَا ضَاقَتْ بذلك الورم وعسر نُفُوذ الدَّم جملَة من الْجَانِب المقعر إِلَى الْجَانِب المحدب فَلذَلِك يكون الْبدن أَيْضا ينحف فِي هَذِه الْحَال والمجاري الَّتِي من السُّرَّة إِلَى تقعير الكبد مَفْتُوحَة فتدفع الطبيعة مائية الدَّم فِيهَا. لى فِيهِ نظر يحْتَاج إِلَى تتميم وَينظر أَيْضا المَاء هَل تكون الأحشاء سابحة فِي وَسطه أَو بَينهَا وَبَينه حاجز.)

الْعِلَل والاعراض: قد يحدث فِي الْبدن أَحْيَانًا ذوبانات وَتسَمى انتفاضات تهيج الطبيعة وترق الأخلاط وتدفع فضولها وَرُبمَا خرجت بِقُوَّة الفضول بالبراز وَرُبمَا خرجت بالعرق وَرُبمَا خرجت بالبول إِن كَانَت الكلى قَوِيَّة جذبت تِلْكَ المائية والصديد وَنَفث الْعُرُوق مِنْهَا وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فإمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق من الرَّأْس إِلَى الْبَطن فَتخرج بالبراز وَأما أَن يسري ذَلِك المَاء فِي الْجِسْم أنطيلس: يجْتَمع المَاء فِي مَا بَين الأمعاء وبريطاون فَإِن كَانَ قَوِيا فأقمه قيَاما مستوياً أَو أجلسه على كرْسِي إِن كَانَ أَضْعَف قَلِيلا وليغمز الخدم أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم ويدفعوا المَاء إِلَى نَاحيَة السُّرَّة إِلَى أَسْفَلهَا فَإِن كَانَت كبده توجعه فشق فِي النَّاحِيَة الْيُسْرَى وَإِن كَانَ طحاله يوجعه فشق النَّاحِيَة الْيُمْنَى تشق الْجلد إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى باريطاون ثمَّ خُذ بِيَدِك ميلًا فنح الْحجاب عَن المراق قدر ثَلَاث أَصَابِع مَضْمُومَة ثمَّ أَدخل المبضع فِي ذَلِك الْموضع وشق الباريطاون فِي مَوضِع غير محاذ للشق الَّذِي فِي المراق بل فَوْقه لَا تَحت المعى لِأَن المَاء إِذا وصلت إِلَيْهِ الحديدة برز ثمَّ ضع فِيهِ الأنبوبة لكَي يَسْتَوِي الشقاق نَحْو الأنبوبة لَهما فَإِذا استفرغت حَاجَتك وأخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن الشق باريطاون لَيْسَ حذاء شقّ المراق وَلَو كَانَ الشقاق متحاذيين لم يحتبس المَاء.

 

(2/566)

 

 

لى إِذا أردْت أَن يكون احتباس المَاء أَشد وأجود فَاجْعَلْ شقّ باريطاون تَحت شقّ المراق فَإِنَّهُ هَكَذَا أَجود احتباساً مِنْهُ أَن يكون فَوْقه.

النبض: إِذا شَككت فِي الاسْتِسْقَاء أزقى هُوَ أم طبلي فَاسْتعْمل قرع الْبَطن بِيَدِك وتفقد الصَّوْت وأنم العليل واقلبه من جنب إِلَى جنب وتفقد هَل تسمع من جَوْفه صَوت الرطوبات وامتخاضها.

لى جوارش يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة وَلَا يثير حرا: إيرسا عشرَة دَرَاهِم تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم مازريون عشرُون درهما وتصب عَلَيْهِ رطلا من خل السفرجل وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يطْبخ حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيُؤْخَذ عصارة قثاء الْحمار خَمْسَة دَرَاهِم ومصطكي وسنبل خَمْسَة خَمْسَة (ألف ب) يجمع مَعَ الثفل ويلقى على مَا وَصفنَا نصف رَطْل من سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ويعجن بِهِ الْجَمِيع وَيُؤْخَذ مِنْهُ.

الساهر: سقيت مستسقياً مَعَ مَاء أَحْمَر لَبَنًا من ألبان اللقَاح بسكر الْعشْر فَكَانَ يقيمه مقاعد وبرىء عَلَيْهِ برءاً تَاما وَكَانَ قد شرب الْبُقُول وقرص أميرباريس كَثِيرَة فَلم ير لَهُ نفعا. وَقَالَ: مَاء)

الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين جيد مَعَ سكر الْعشْر. وَقَالَ: يسقى المستسقى لبن اللقَاح وَقد علفت القاقلى وَالْعشر ثمَّ اسْقِهِ لَبنهَا بسكر الْعشْر فَإِن لم تكن حرارة فَمَعَ مَاء الكلكلايخ والمازريون.

الطَّبَرِيّ: السكبينج يسهل المَاء بِقُوَّة وجودة. لى على مَا رَأَيْت فِي كتب كَثِيرَة وخاصة فِي كتاب أهرن: يجب أَن يعْتَمد فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر مَعَ حرارة على الهليلج الْأَصْفَر فَإِن خاصته إِخْرَاج هَذِه الرطوبات وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَخذ هليلجاً مُدبر خَمْسَة دَرَاهِم وَمن السكر مثله فاسقه مَعَ أوقيتين من مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء تسقيه كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة من هَذَا وَقَالَ: أَنْفَع مَا يكون أَن يمشي صَاحب المَاء الْأَصْفَر بِمَا يسهل المَاء قَلِيلا وَلَا تعطه دواءاً قَوِيا يسهل دَوَاء يخرج المَاء الْأَصْفَر قَالَ: انقع التِّين فِي دهن خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اجْعَل فِي جَوْفه من ورق الحنظل وشحمه أَو عروقه أطْعم الْمَرِيض مِنْهُ اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يمْشِيه ماءاً خَالِصا. قَالَ: ومرخ أَعْضَاء المستسقى بالزيت والبورق وشده بالعصائب فَإِنَّهُ جيد بَالغ.

دَوَاء يخرج المَاء: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة وَيجْعَل مَعَه قرصة فِيهَا وزن نصف دِرْهَم وَإِذا شِئْت فَاجْعَلْ هليلجاً أصفر درهما وَاحِدًا وَإِن شِئْت فتزيد نصف دِرْهَم. وَفِي الميامر لَهُ ذكر دِرْهَم فربيون اسحقه وذره على بَيْضَة نينبرشت ويحسوها المستسقى وَقد قَالَ ابْن سرابيون ذَلِك وأحتاج أَن أقتبس عَن ذَلِك فَانْظُر فِي الميامر فَإِن هَذَا مُنكر وَلَا تطعم للمستسقى إِلَّا بعد أَن يمْضِي من النَّهَار تسع سَاعَات فَإِنَّهُ ينتفض بذلك مَاؤُهُ.

 

(2/567)

 

 

ابْن سرابيون فِي فَسَاد المزاج قَالَ: يتَقَدَّم الاسْتِسْقَاء فَسَاد المزاج وَهُوَ أَن يَبْدُو ترهل فِي الْجِسْم وخاصة فِي أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وتهبج الْوَجْه وميل جَمِيع الْبيَاض والصفرة وَفَسَاد الهضم مَعَ قُوَّة الشَّهْوَة وذرب مُخْتَلف ينْحل فَوق الْمِقْدَار مرّة ويعتقل أُخْرَى حَتَّى لَا يخرج شَيْء وَينْقص الْبَوْل وَالْعُرُوق وَيظْهر الكسل ويتولد الرِّيَاح الْكَثِيرَة فِي الْجوف وينتفخ المراق وتثقل وتنتفخ الانثيان فَإِن حدثت هَذِه فِي احتباس دم الْحيض البواسير فابدأ بالفصد وثن فِي الْيَوْم الثَّانِي أَيْضا وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَإِلَّا فَلَا تفصد لَكِن أسهلهم بايارج فيقرا فَإِن شَأْنه (ألف ب) إِخْرَاج هَذِه الرطوبات الرَّديئَة أَكثر مِمَّا تخرج الرطوبات المشاكلة للبدن وحمهم بالمياه المالحة والكبريتية والبورقية وألزمهم الرياضة السريعة ومل الْبَطن دَائِما لِئَلَّا يجْتَمع فيهم هَذَا الْفضل بالحب المتحذ من شَحم الحنظل والبسبايج والغاريقون وَالصَّبْر والسقمونيا والأفيثمون وَسَائِر مَا شَأْنه أَن يقطع الرطوبات الغريبة ويخرجها.

قَالَ: الاسْتِسْقَاء يحدث إِذا بردت الكبد بردا شَدِيدا والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب أَو لفساد)

مزاج بَغْتَة كَمثل مَاء بَارِد يشرب دفْعَة فِي غير وقته وَأما لمشاركة بعض الأحشاء وَهَذَا تطول مدَّته فِي الاستفراغ الدَّم المفرط وَقد يحدث الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة وَذَلِكَ بِأَن يفْسد فِيهَا مزاج الكبد. قَالَ: وَالْمَاء محتبس بَين الباريطاون والأمعاء.

لى وَقد قَالَ لي ابْن أبي رَجَاء الَّذِي يثقب بطُون المستسقين إِنَّه يثقب المراق حَتَّى يظْهر الباريطاون حَتَّى يحس بالمثقب قد صَار فِي خلاء فَيعلم أَنه لقى المَاء وَقد اجْتمع عَلَيْهِ فِي الْكتب لِأَن الأمعاء سابحة فِي المَاء وَالْمَاء مُحِيط بهَا. قَالَ: وَقد يحدث استسقاء من فَسَاد مزاج بَارِد قوي فِي الأمعاء وعلامته أَن يحدث قبله فِي الْبَطن وجع فِي السُّرَّة وفقار الصلب وجعة لَا ينْتَفع بالأدوية المسهلة وَلَا بِشَيْء غَيرهَا مِمَّا يستفرغ مِنْهُ وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يكون مَعَه نُقْصَان الْجِسْم ويبس البرَاز وسعال إِن حدث عَن احتباس الدَّم فافصد ثمَّ عد إِلَى سَائِر التَّدْبِير وَهُوَ أَن تسْتَعْمل الْقَيْء والرياضة بِأَن يمشي فِي الرمل ليكره ذَلِك وَيكون مَعَه من يدلك سَاقه كل قَلِيل دلكا جيدا فافعل ذَلِك بِقدر الْقُوَّة لَا تسقطها وغط رؤوسهم ويمشون فِي الشَّمْس فِي الرمل الْحَار ويندفنون فِيهِ فَأَما الْحمام فَلَا الْبَتَّةَ فَلَا ترطبهم فإمَّا حر الشَّمْس فَإِنَّهُ مُوَافق جدا لِأَنَّهُ مجفف منشف للرطوبة وادهن أبدانهم بعد ذَلِك بالدهن والبورق وينفعهم نفعا فِي الْغَايَة الحامة الحريفة المَاء فَإِن هَذَا يَنْفَعهُمْ وَلَو كَانُوا فِي الْغَايَة من سوء الْحَال وَاجعَل خبزهم تنورياً محكماً فِيهِ بزور مَدَرَة للبول واجعله بالميزان مَعَ مَاء حمص فاعطهم الهليون والكراث والطائر الْبري وَبَعض الْأَحَايِين إِذا أَحْبَبْت حفظ الْقُوَّة أكارع الْخَنَازِير والحجل والدراج وَنَحْو ذَلِك اعطهم مَتى أَحبُّوا فَأَما الشَّرَاب فَلَا تسقهم قبل الطَّعَام وَلَا بعده بِمدَّة يسيرَة لَكِن بعد تَمام الهضم وخلاء الْبَطن أعطهم من الْعَتِيق شَيْئا يَسِيرا فَإِن هَذَا الشَّرَاب يحفظ قوتهم ويدر أبوالهم ويسخن أكبادهم وَالصَّبْر على

 

(2/568)

 

 

الْعَطش من أعظم علاج لَهُم. قَالَ: الحشيشة الْمَعْرُوفَة بأفظا إِذا شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أبولسات حل المَاء حلا قَوِيا والقاقلى إِذا شرب مِنْهُ نصف رَطْل مَعَ شَيْء من سكر الْعشْر وَكَذَلِكَ يفعل عصارة الأميروانا وَمَاء الكاكنج وتوبال النّحاس إِذا شرب مَعَ الشَّرَاب الْجيد نفض المَاء والشربة أَرْبَعَة قوانوسات وَمن كَانَ قَوِيا فمثقال وَكَذَلِكَ النّحاس المحرق وَهَذَا قدره (ألف ب) وَمن كَانَ قَوِيا فمثقال إِلَّا أَنه رَدِيء للمعدة فَيجب أَن يخلط بِشَيْء يصلح الْمعدة وعصارة قثاء الْحمار تنفض المَاء نفضاً شافياً وَكَذَلِكَ السقمونيا وَكَذَلِكَ الحنظل وَأفضل من هَذِه المازريون والشبرم المنقوعان بخل والفربيون مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء عسل حلّه حلا قَوِيا)

والأشق إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ السكبينج وبزر القريص إِذا قشر وسحق وعجن بالعسل نفض المَاء وبالواجب أَلا يماس اللِّسَان لِشِدَّتِهِ وإحراقه وينفع مَا يدر الْبَوْل وَقد تركب من هَذِه البسائط وَيكون أفضل مَا عمل مثل الدَّوَاء الْمَنْسُوب إِلَى فليغريوس وَصفته: توبال النّحاس وورق المازريون وأنيسون بالسواء الشربة مِثْقَال إِلَى مِثْقَال وَنصف فَهَذَا جيد وَقد تسقى البان اللقَاح مَعَ ابوالها وَلَا يسرب المَاء بعده سبع سَاعَات وَبَوْل العنز مَعَ الْعَسَل ويسحق الحلزون كَمَا هُوَ ويضمد بِهِ بطونهم فَإِنَّهَا تلصق لصوقاً عسراً مَا ينقلع ويجفف تجفيفاً قَوِيا وتترك حَتَّى تسْقط من ذَاتهَا.

قَالَ جالينوس: مَا رَأَيْت من نزل أحدا إِلَّا رجلا كَانَ جيد الْقُوَّة خصب الْجِسْم. قَالَ: فَإِن استعملته فَفِي هَذِه الصّفة وَلَا يزل الَّذين قد نهكوا الْبَتَّةَ فَإِن استسقى مَعَ حمى فَلَا تسْتَعْمل مسخناً الْبَتَّةَ لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا بل اسْتعْمل عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج والكرفس وَمَاء القاقلى مَعَ اللك المغسول والراوند والإهليلج الْأَصْفَر وأنفع من هَذِه الهندباء المر فَأَما المعجونات والأضمدة المسخنة فدعها لِأَنَّهَا تزيد فِي الْعَطش وتهيج الأحشاء وتورمه فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث وَذَلِكَ بعقب مرض حاد فَلَيْسَ يكون إِلَّا من ورم الكبد وبرؤه عسير وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يسخن للخوف من أَن يهيج الْحَرَارَة وَلَا يبرد للخوف من أَن يتحجر الورم الَّذِي فِي االكبد فاعمل بِحَسب أهم الغرضين وَلَا تقبل مِمَّن قَالَ إِن جَمِيع المستسقين يجب أَن يسخنوا.

قَالَ جالينوس: رَأَيْت خلقا نالهم استسقاء عَن حرارة وتخلصوا بالمبردات لِأَن الْحَرَارَة الْحَادِثَة فِي الكبد خَارِجَة عَن الطَّبْع تضعف قوتها الْبَتَّةَ حَتَّى لَا تَسْتَطِيع الكبد أَن تولد الدَّم إِذا لَيْسَ لَهَا اعْتِدَال مزاج يُولد الدَّم والمبردات ترد عَلَيْهِ ذَلِك الِاعْتِدَال الَّذِي تولد بِهِ دَمًا صَحِيحا. قَالَ: وَقد يحدث استسقاء من ورم صلب فِي الكلى لِأَن حِينَئِذٍ تضيق أوعيته وَلَا يخرج الْبَوْل ليحدث عَنهُ استسقاء فاقرأه فِي بَاب الكلى وتفقده ورده إِلَى هَاهُنَا إِن شَاءَ الله.

مَجْهُول: قد يحدث الاسْتِسْقَاء من وجع الكلى والقولن والرئة وَإِذا كَانَ المَاء مَعَه

 

(2/569)

 

 

حاراً والنبض سَرِيعا فعالجه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والرازيانج والقاقلى والخيارشنبر وضماد الصندلين وقرص الأميرباريس فَإِن كَانَ أسكن حرارة فبول الْإِبِل وَمَاء الكرفس والفجل وافصد فِي الِابْتِدَاء وخاصة فِي اللحمي وأسهلهم قَلِيلا قَلِيلا (ألف ب) المَاء لِئَلَّا يضعفوا والقنطوريون الدَّقِيق يسهل ماءاً والماهودانه والكلكلانج جيد للْمَاء وَلبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا جيد إِذا لم يكن حرارة قَوِيَّة)

وَإِذا كَانَ المَاء أَبيض عولجوا بِمَاء الْأُصُول بدواء الكركم والأثاناسيا بِمَاء كرفس وَمَاء أَطْرَاف الفجل وَقد يكون الاسْتِسْقَاء وخاصة اللحمي مِنْهُ وَمِمَّا يسهل المَاء: حب السكبينج والمازريون المنقع بخل ويخلط من مَاء الكرنب ببول الْإِبِل ويطلى عَلَيْهِ بعد أَن يغلظ فِي الشَّمْس فَإِنَّهُ يسهل المَاء. حب قوي يخرج المَاء: مازريون ينقع فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف ويسحق ويعجن بالخل ويقرص وَيُؤْخَذ مِنْهُ ونحاس محرق وفربيون وأنيسون بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِمَاء الكاكنج ويحبب الشربة نواة وَأَكْثَره نواتان.

من النبض الْكَبِير: الحبن اللحمي تدخل فِيهِ الإصبع وَيبقى أئر غمزه فِيهِ فَأَما الطبلي والزقى فَلَا وَيفرق بَين الزقى والطبلي أَن يضْرب الْبَطن فَإِن الطبلي يكون لَهُ صَوت والزقى لَا صَوت لَهُ وَأَن ينوم العليل من جنب إِلَى جنب فَيسمع فِي الزقى خضخضة الرُّطُوبَة وَفِي الطبلي لَا.

لى يفرق بَين اللحمي وَغَيره إِن اللحمي فِي جَمِيع الْبدن والطبلي والزقى فِي الْبَطن ثمَّ الزقى بطن صَاحبه ثقيل وَيكون أبدا أَشد تمدداً وأصفر لوناً من الطبلي.

علاج الاسْتِسْقَاء الطبلي قَالَ: يكون بِمَا يُقَوي الكبد وبالأضمدة الَّتِي تفش الرّيح وبالأطعمة القليلة النفخة والعناية بجودة الهضم وَهُوَ أسقلها وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة فيهم نَافِذَة ويكفيهم من العلاج الْغذَاء الْقَلِيل الكمية الْغَيْر منفخ والرياضة المعتدلة على خلاء الْجوف وتقوية الكبد بالأدوية والأضمدة وَكَذَلِكَ الْمعدة والطبلي لَا يكون أبدا مفرط الْعظم لِأَنَّهُ إِذا أفرط عظمه لَا يُمكن أَن يبْقى ريحًا بل يعود ماءاً وَإِذا ضَربته بِيَدِك كَانَ كزق منفوخ وَلَيْسَ يخفى عَلَيْك إِذا ضربت زقاً ج فِي الْمُفْردَات: المَاء العذب أشر شَيْء على المستسقى شربه أَو استحم بِهِ وَمَاء البورق والكبريت والقار نَافِع لَهُم. قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الذراريح شَدِيدَة الْقُوَّة فِي إدرار الْبَوْل وتنقية الْبدن بِهِ لِأَنَّهُ يمِيل الْمَادَّة إِلَى المثانة وَإِذا كَانَ قَلِيلا لم يكن أَن يخرج عَن المثانة وعَلى هَذَا فَمن جيد الْأَدْوِيَة أَن يُؤْخَذ بزر الْبِطِّيخ مقشراً وبزر خِيَار دِرْهَم أنيسون بزر كرفس نصف دِرْهَم بِالسَّوِيَّةِ ذراريح ربع دِرْهَم سكر مثل الْجَمِيع يسقى كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تَدعه أَيَّامًا حَتَّى يعود وَمَتى أحس فِي المثانة بألم فَدَعْهُ واسقه لَبَنًا قَلِيلا أَو مَاء

 

(2/570)

 

 

شعير ثمَّ عد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرد مجْرى الْبَوْل إِلَى حَاله وَإِن لم يكن مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة فَاجْعَلْ مَعَه البزور المقوية وَاعْلَم أَن النفض بالبول لَا يضعف كَمَا تضعف الْأَدْوِيَة بالإسهال. ج فِي المفردة: إِن الْأَدْوِيَة القوية فِي إدرار الْبَوْل كالدوقو والنانخة والفو والمر والأسارون (ألف ب) والوج وَجَمِيع مَا يُغير مائية الدَّم من)

ثخينه فيسهل جذب الكلى مِنْهَا هَذِه المائية وَتفعل فِي ذَلِك شَبِيها بِمَا تفعل الأنفخة فِي اللَّبن. لى إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَا شَيْء أصلح للاستسقاء اللحمي من هَذِه وَكَذَلِكَ يظْهر بالتجربة وَأما الزقى فدون تِلْكَ لِأَن المائية الخاصية فِي جَمِيع الْبدن من اللحمي تكون من الدَّم بأثره مائياً والزقى إِنَّمَا تخرج عَنهُ تِلْكَ المائية قبل إِن يتراقى الدَّم إِلَى الْأَعْضَاء وتجيء إِلَى الْبَطن اسْتَعِنْ بِبَاب جمود اللَّبن بِمَاء الْجُبْن فِي ذكر المسهلة وَفِي الْجوف ينْقل إِلَيْهِ من اللَّبن مَا يجب فِي شرب اللَّبن والرائب وَمَاء الْجُبْن والخبث تحول من بَاب اللَّبن فِي الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِن هُنَالك أَكثر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَاهُنَا وَيُقَال فِي صُدُور هَذَا االباب إِن سقى اللَّبن يتم بِأَمْر من الْمعرفَة.

الْمقَالة الثَّانِيَة من المفردة قَالَ: إِذا كَانَ اللَّبن يحمض أَو يتدخن فِي الْمعدة وَلَا يستمرىء حشاءاً فاستفرغ أبدانهم أَولا ونقها ثمَّ اِسْقِهِمْ اللَّبن.

لى إِذا كَانَ يتدخن فاستفرغ بالقيء والإسهال ثمَّ يسقى مَاء الشّعير وَنَحْوه مِمَّا هُوَ جيد الْخَلْط عسر الاستحالة ثمَّ تتدرج إِلَى اللَّبن بِأَن اللَّبن على مَا قَالَ: إِذا استمرأ فِي الْمعدة حسنا سرى فِي الْبدن كُله واصلح أخلاطه وَعدل مزاجه وَإِذا كَانَ يتغيلر إِلَى الحمضة فقيئه البلغم واعطه الكموني وَنَحْوه مِمَّا يسخن ثمَّ دَرَجه إِلَى اللَّبن.

شَمْعُون قَالَ: إِذا جمد اللَّبن فِي الْمعدة فاسقه مَاء الْعَسَل سخناً أَو مَاء الفجل وهيج الْقَيْء بريشة قد غمست فِي دهن سوسن وَلَا تُفَارِقهُ حَتَّى يقىء بعد تقطيع اللَّبن فِي جَوْفه بالأدوية الَّتِي تعْمل ذَلِك ثمَّ اغمر يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وضعهما فِي مَاء سخن وَلَا تسقه فِي ذَلِك الْيَوْم لَبَنًا وَلَا من غده حَتَّى يجوع ويتحثى نعما وَإِذا بدأت تسقى اللَّبن فدرج قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ إِذا أردْت تَركه وَلَا يَأْكُل حَتَّى ينقي مِنْهُ ثمَّ يَأْكُل شَيْئا خَفِيفا وَيشْرب شرابًا ممزوجاً ويتطيب وَيجْعَل حوله رياحين وينام وَإِذا خرج من شرب اللَّبن فَلَا تدع أَن تنقي معدته بحب الصَّبْر وبجوارش البزور بعد لينقى من الرطوبات الَّتِي قد حصلت فِيهَا فَلَا تهيج أمراضاً أخر. قَالَ: اغسل ضرع الأتلن بِمَاء حَار ثمَّ ضع الْقدح فِي مَاء حَار ويحلب فِيهِ وَيكون فِي ذَلِك مُدَّة الطَّرِيق ليبقى بِحَالهِ وَيكون قد أَتَى على الجحش أَرْبَعَة اشهر.

قَالَ: والمعدة الَّتِي تضعف من شرب اللَّبن أعْطه أَقْرَاص الْورْد وَمَاء الْأُصُول وَحب الصَّبْر وضمدها.

ابْن ماسويه: الْخبث ينفع من الصفار والبواسير والمعدة الَّتِي قد ضعفت ويفنى مَا يَأْكُل مِنْهَا)

وَيُؤْخَذ إِمَّا معجوناً وَإِمَّا منقعاً.

صفة معجون نَافِع لوجع الظّهْر: يمخض لبن الْبَقر الحليب قبل إِن يحمض وَيخرج

 

(2/571)

 

 

زبده كُله وتصفيه ثمَّ تطرح فِي خَمْسَة ارطال مِنْهُ حزمة سذاب وحزمة كرفس وحزمة (ألف ب) كراث وَيُؤْخَذ اثْنَان وَعِشْرُونَ مِثْقَالا من خبث الْحَدِيد فَيغسل ويجفف فِي الظل وَيُؤْخَذ من بزر الجرجير وبزر الكرفس وبزر الكراث وبزر البصل وبزر الفجل وبزر الرّطبَة وبزر الحلبة أُوقِيَّة أُوقِيَّة فدقه واطرحه فِي ذَلِك اللَّبن مَعَ الْخبث ودعه حَتَّى يحمض وَيَأْخُذ طعم البزور ثمَّ يشرب من ذَلِك اللَّبن عِنْد الْعَطش بدل المَاء ويغير فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وينفع من وجع الكلى والبواسير وَيزِيد فِي الباه ويشهى الطَّعَام وَيَأْكُل غذاءاً حميدا وَيشْرب شرابًا عتيقاً. مَجْهُول: وَيذْهب الْخبث بِشَهْوَة لِابْنِ ماسويه: الْخبث إِذا أردْت إِن يزِيد فِي الباه فَاجْعَلْ مَعَه البزور الزَّائِدَة فِي الباه واتخذه معجوناً. لى الْخبث نَافِع لقطع الدَّم من البواسير قد جرب.

الساهر: لَا يجب أَن يسقى الغليظ مِنْهُ من مجاربه ضيقَة فَإِنَّهُ يلحج فِيهَا وَيحدث فِيهَا السدد والحصاة وَلَا فِيمَن كَانَت فِي بدنه حرارة قَوِيَّة لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل فِيهَا وَلَا فِيمَن كَانَت فِي بدنه أخلاط غَلِيظَة لِأَنَّهُ يزِيد فِيهَا والرائب الحامض المنزوع الزّبد لَا يَسْتَحِيل إِلَى المرارة الْبَتَّةَ وَلَا يتدخن فِي الْمعدة وَلبن الأتن إِذا سقى لم يكد يتجبن فِي الْمعدة غلا فِي الندرة إِذا شرب سَاعَة يحلب فاعلف التان الثيل والهندباء والنخالة والتين وَالشعِير المغسول والبقلة الحمقاء والخس تخلط هَذِه وَتطعم أَيَّامًا ثمَّ يسقى بعد ذَلِك أوقيتين وَيُزَاد إِلَى إِن يبلغ ثَلَاثَة أَرْطَال بكثيراء وصمغ وَرب السوس وسكر ولنفث الدَّم تعلف الكزبرة والحماض ولسان الْحمل والرجلة ويسقى مَعَه الطين والصمغ وَإِذا عرض لم تسقيه ذرب الْبَطن فاعلف الأتان كزبرة وجاورسا مَعَ الشّعير والأرز واسق اللَّبن مَعَ قرص حماض.

من كتاب روفس فِي شرب اللَّبن: لَا يَنْبَغِي إِن يتعيب من شرب اللَّبن لنه يحمض فَإِن التَّعَب يحمض الْأَطْعِمَة الغليظة فضلا عَن اللَّبن وَيَنْبَغِي إِن لَا يُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء آخر حَتَّى ينزل الأول وَيذْهب جشاؤه.

قَالَ: وَفِي تربية الْأَطْفَال إِنَّك إِذا أجمدت اللَّبن وذررت فِيهِ حلتيتا حلله من سَاعَته فَلذَلِك هُوَ أوفق شَيْء لمن يتجبن فِي معدته. لى مَاء الْجُبْن يشفى الجرب والخكة واليرقان وَنَحْوهَا ويجبن مرّة بسكنجبين وَمرَّة بالقرطم وَمرَّة بِالْمَاءِ الْبَارِد ويعلق حَتَّى يقطر بعد أَن يجبن وَيُؤْخَذ الَّذِي قطر)

فَيلقى فِي رَطْل مِنْهُ دِرْهَم ملح ويغلى حَتَّى يذهب رغوته كلهَا ويصفى وَيشْرب.

تياذوق: إِذا شرب اللَّبن فَلَا يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة لِئَلَّا يحمض وَلَا تَأْكُل شَيْئا حَتَّى ينهضم وَيَمْشي قَلِيلا قَلِيلا وَلَا ينَام حَتَّى يشربه أَيْضا على ذَلِك ثَلَاث شربات فِي الْيَوْم وَقَالَ: البان الْإِبِل جَيِّدَة للجسد الَّذِي فِيهِ أخلاط رَدِيئَة حارة يابسة وتنفض الصَّفْرَاء والسوداء

 

(2/572)

 

 

المحرقين وينفع من الحبن وَفَسَاد المزاج وادع بلحقة فتية واسقه مَعَ الصُّبْح قدحاً من لَبنهَا سخناً كَمَا يحلب وليقعد (ألف ب) قَلِيلا ثمَّ لينم حَتَّى يمشي مقْعدا أَو ثَلَاثَة فَإِن كَانَ الَّذِي يمشي أصفر منهضماً فاسقه مرَّتَيْنِ اَوْ ثَلَاثًا فِي النَّهَار فَإِن كَانَ الْمَشْي ابيض فَلَا تسقه اَوْ اسْقِهِ مِنْهُ قَلِيلا فَإِن أَخذه الْعَطش فاسقه من اللَّبن السخن واخلط بِكُل قدح ملعقتين من عسل منزوع الرغوة لِئَلَّا يجمد فِي الْبَطن وَلَا يحمض وَإِذا اعترى مِنْهُ الْعَطش فضع على الرَّأْس دهن البنفسج أَو الخطمي الْمَضْرُوب بِالْمَاءِ الْبَارِد ودهن الْورْد وصب على الرَّأْس فِي الصَّيف المَاء الْبَارِد وَفِي الشتَاء طبيخ البابونج والبنفسج وَمن كَانَت تعتريه ريَاح غَلِيظَة فمره أَن يمضغ قبله كروياً ملعقة فَإِن اللَّبن رَدِيء لأَصْحَاب الخاصرة فَهُوَ هؤلاءأن يعلفوا النَّاقة الكرفس فَإِنَّهُ يعدل لَبنهَا وغن كَانَ ينْعَقد فِي الْجوف فاسحق مِثْقَال ملح هندي واخلطه بِاللَّبنِ وَإِن أَبْطَأَ اللَّبن فِي الهضم فادهن اللَّبن بدهن الناردين بعد ذَلِك شَدِيدا وَإِن أَبْطَأَ هضمه جدا فاخلط بِهِ دِرْهَم دارصيني وَدَار فلفل وَلَا شَيْء انفع للحبن الْحَار من أَبْوَال الْإِبِل وَأَلْبَانهَا فَإِن لم تلن عَلَيْهِ الطبيعة فزد فِي الْبَوْل وليتمضمض إِن كَانَت لثة رَدِيئَة بعده بطيخ السماق وشراب قَابض هَذَا الْبَاب هَاهُنَا مُؤَكد جدا فَاسْتَعِنْ بِهِ.

فُصُول أبقراط الْخَامِسَة: لَا تسق اللَّبن من بِهِ صداع وَلَا حمى شَدِيدَة وَلَا فِي بَطْنه قراقر وَنفخ بالطبع أَو ورم وَلَا من بِهِ عَطش ولهيب مفرط وَلَا من بَوْله وبرازه يغلب عَلَيْهِمَا المرار وينفع من السل والدق وَمن اخْتلف دَمًا كثيرا وَجَمِيع من يحْتَاج بدنه إِلَى غذَاء مَحْمُود سريع النّفُوذ.

بولس: إِذا شربت اللَّبن فَلَا تَأْكُل شَيْئا حَتَّى يستمرئه ولتبكر على شربه حِين يحلب وَلَا يتغذى وَلَا يتعب فَإِنَّهُ إِن تَعب حمض لَكِن يتمشى قَلِيلا قَلِيلا ويسير فِي خلال ذَلِك من غير أَن ينَام وَإِذا انحدر مَا أَخذ شرب أَيْضا فَإِنَّهُ يسهله قَلِيلا ثمَّ يَغْدُو وَيَقُول: الفوذنج والنعنع إِذا ألقينا فِي اللَّبن لم يدعاه بِحَمْد الْبَتَّةَ.

بولس قَالَ: شرب مَاء الْجُبْن للمتناهين رطلان وَأما من كَانَ أحدث شَيْئا من هَؤُلَاءِ فَلَا أقل من رَطْل.)

مسيح قَالَ: الرائب نَافِع من الدق وَضعف الْمعدة والإسهال الصفراوي والالتهاب الشَّديد الْقَدِيم واليرقان يُؤْخَذ ثَلَاث أَوَاقٍ من رائب الْبَقر فَيصب على عشرَة دَرَاهِم سميذ مجفف فِي التَّنور جيد التخمير جريش الدق ويؤكل بملعقة ويمسك إِلَى الْعَصْر عَن الطَّعَام ثمَّ يَأْكُل زيرباج دراج وَيشْرب شرابًا رَقِيقا قَلِيلا ممزوجاً وَفِي الْيَوْم الثَّانِي الرائب عشرَة دَرَاهِم وانقص من الكعك درهما حَتَّى يصير إِلَى أَن يَأْخُذ مُحصنا وَعند قطعه تزيد فِي الكعك وينفض من الرائب حَتَّى يرجع إِلَى حَاله هَذَا للدق فَإِن كَانَت بوسير وَضعف معدة وإسهال طرحت فِيهِ خبث الْجَدِيد وبورقاً وَأَشْيَاء ممسكة للبطن وَأما المخيض فيصلح للسل والسعال والسمنة وَأما (ألف ب) سقى لبن الأتن فتؤخذ أتان قد وضعت مُنْذُ أَرْبَعَة أشهر وَتصْلح للعلف ثمَّ

 

(2/573)

 

 

يحلب بعد أَن يغسل ضرْعهَا بِمَاء فاتر وجففه ثمَّ احلبه فِي قدح مَوْضُوع فِيهِ مَاء فاتر لِئَلَّا يبرد واسق من ساعتك قدر سكرجة مَمْلُوءَة وأطعمه فِي الْعَصْر فروجاً زيرباجاً ويسقى شرابًا ممزوجاً قَلِيلا فَإِن أسهله مَجْلِسا وَإِلَّا سقيته من غَد أَكثر فَإِن أسهل وَإِلَّا جعلت فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم من سكر فَإِن أجلسه وَإِلَّا سقيته من غَد أَكثر فَإِن أسهل وَإِلَّا جعلت فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم سكر فَإِن أجلسه مجلسين فَذَاك وَإِلَّا فَاجْعَلْ فِيهِ دانقي ملح وَمثله بسبايج فَإِن أسهل أَكثر من مجلسين فاقطع وزد إِلَى ثَلَاث سكرجات وتحر أَن تُقِيمهُ مجلسين لَا تنقص وَلَا تزيد اسْقِهِ ثَلَاثَة أسابيع لى ينظر فِي الإسهال لماذا تزيده فَإِن الَّذِي تسقيه لليرقان الْعَتِيق واللهب حمضه واسق مِنْهُ إِلَى الظّهْر ثَلَاثًا أَو أَرْبعا من كل ساعتين وينتظر إِلَى الْعَصْر ثمَّ يَأْكُل دراجة والسمنة يسقى غير حامض تسع أَوَاقٍ ثَلَاث مَرَّات فِي مُدَّة تسع سَاعَات وَيَأْكُل الْعَصْر خبز سميذ وَلحم جدي وَيشْرب شرابًا ممزوجاً ويتطيب ثَلَاثَة أسابيع يستحم كل يَوْم ويحتقن بحقنة لينَة تخرج عَن أمعائه الفضول وَمن يشربه للاسهال فليأخذ مِنْهُ ثَلَاثِينَ درهما مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الكعك وَدِرْهَم من الصمغ وَلَا يَأْكُل إِلَى الظّهْر ثمَّ يَأْكُل ثَلَاثِينَ درهما من خبز مَعَ دراجة مشوية وَهَذَا ينفع الإسهال الْقَدِيم الَّذِي مَعَه قُرُوح الأمعاء وقروح الْفَم. لى ذَلِك يدلك على قُرُوح فِي سطح الأمعاء وَلَا يجب أَن يكون حامضاً بل لبن مَاعِز حِين يحلب مِقْدَار رطلين فِي قدر نظيفة ويحرك بِعُود تين رطب وَيمْسَح شفة الْقدر بصوفة مغموسة لِئَلَّا يَحْتَرِق اللَّبن فَإِذا إِلَى غلية أَو غليتين أنزل عَن النَّار وصب عَلَيْهِ ثَلَاث أَوَاقٍ سكنجبين حامض وحرك بِعُود تين وَيتْرك فَإِذا سخن علق على كرباسة على جرة خضراء وَيُؤْخَذ مِمَّا قطر وزن رَطْل فَيلقى فِيهِ دِرْهَم ملح دارنى ويغلى)

وَتُؤْخَذ رغوته أَولا أَولا ثمَّ يتْرك ويصفى ثَانِيَة وَيشْرب. قَالَ: نصف رَطْل مَعَ إهليلج أصفر درهما وقيراط سقمونيا ودقو قِيرَاط أنيسون قِيرَاط ملح ربع دِرْهَم إيارج نصف يعجن بسكنجبين.

 

(2/574)

 

 

(القَوْل فِي الطحال) يستعان بقوانين الأورام الْبَاطِنَة قَالَ فِي السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الأورام الصلبة فِي الطحال يُوقف عَلَيْهَا باللمس وَحَال علل الطحال تعمه علل الطحال وَإِنَّمَا يخْتَلف فِيهِ من طَرِيق الزِّيَادَة وَالنَّقْص وَذَلِكَ أَن لون جَمِيع الْبدن عِنْد ضعف الطحال يمِيل إِلَى السوَاد لِأَن الدَّم يصير سوداياً لإمساك الطحال عَن جذبه وَرُبمَا دفع الطحال فضوله عَن نَفسه يخرج بالقيء أَو بالإسهال دم من جنس الْمرة السَّوْدَاء وَقد يحدث عَن عظم الطحال المالنخوليا والشهوة الشَّدِيدَة للطعام إِذا كَانَ مَا يقذفه إِلَى الْمعدة خَالص الحموضة وَقد يحدث عَنهُ مَرَّات كَرَاهِيَة للطعام وَيحدث عَنهُ كثيرا إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب (ألف ب) وشاركته الكبد استسقاءاً وَإِن اعتلت الكبد وَالطحَال مَعًا حدث عَنهُ يرقان أسود.

قَالَ: وَيُمكن أَن يتعرف أَكثر علله على نَحْو مَا تتعرف علل الكبد. لى هَذِه أجل أمراض الطحال وَقد تحدث عَنهُ الرّيح تَحْتَهُ والمراقية. 3 (الْجَوَامِع من علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة) قَالَ: إِذا مرض الطحال من سوء مزاج أحدث اليرقان الْأسود. لى إِذا كَانَ حاراً وَالِاسْتِسْقَاء إِن كَانَ بَارِدًا. قَالَ: وَإِذا مرض من الْأَمْرَاض الآلية كالسدد والأورام فاستدل على السدد الَّتِي سَببهَا أخلاط غَلِيظَة بالثقل والتمدد وَالَّتِي عَن ريح غَلِيظَة فِيهَا بالتمدد فَقَط وعَلى الورم بذهاب الشَّهْوَة وَكَثْرَة الْعَطش والحمى وصفرة اللَّوْن وعَلى الورم البلغمي ببياض اللَّوْن وتهيجه وعَلى السَّوْدَاء بخضرة اللَّوْن وأعراض المالنخوليا.

التَّاسِعَة من الميامر قَالَ: الطحال تسرع إِلَيْهِ الصلابة لِأَن غذاءه من الدَّم الغليظ. قَالَ: وَإِذا لحج هَذَا الدَّم مِنْهُ فِي عروقه الَّتِي تنبض لَهَا صلب وعسر تنفسه مِنْهُ. قَالَ: وَيحْتَاج إِلَى أدوية ملطفة لَا تسخن كثيرا لما يغلظ ذَلِك الْخَلْط أَكثر فيعسر وتخلط مَعهَا قابضة لتحفظ قُوَّة الطحال عَلَيْهِ لِأَن فعله نَافِع للبدن أَعنِي جذب السَّوْدَاء مِنْهُ. قَالَ: وَلذَلِك يعالج الطحال بأدوية كَثِيرَة المرارة مَعَ قبض. قَالَ: والخل والسكنجبين نافعان لِأَنَّهُمَا يلطفان وَلَا يسخنان وَإِذ عظم الطحال صغر الْجِسْم وَهَذِه أدوية الطحال الصلب فَإِن جلّ علته وَهُوَ هَذَا: ايقه من ثَمَرَة الطرفاء يابسة ملعقتين بسكنجبين أَو اسْقِ خل العنصل زنة أوقيتين وقشور أصل الْكبر.

قرصة للصلابة فِي الطحال: حب بِلِسَان ثَلَاثَة سقولوقندريون ثَمَانِيَة قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة عنصل مشوي سِتَّة عشر حرف ثَمَرَة الطرفاء فوة وَج إذخر أشق خَمْسَة خَمْسَة يَجْعَل قرصاً ويسقى بسكنجبين.

 

(2/575)

 

 

آخر: عرطنيثا قشور أصل الْكبر. 3 (ضماد للطحال الصلب) مر ثَلَاث أَوَاقٍ دقاق الكندرمثله خَرْدَل قردماناً من كل وَاحِد أوقيتان يحل المر والكندر فِي خل العنصل أوقيتين وَتجمع الْبَاقِيَة مسحوقة منخولة وتضمد وتترك عَلَيْهِ سبع سَاعَات ثمَّ يدْخل الْحمام وَيتْرك حَتَّى يسترخي وَيَقَع ولطف تَدْبيره ورضه فَإِنَّهُ عَجِيب.

آخر: تين لحم وخردل وقشور أصل الْكبر بِالسَّوِيَّةِ يحل ويضمد بِهِ قَالَ فِي الضماد الَّذِي قبل هَذَا: أدخلهُ الْحمام وليطل الْمكْث فِي الآبزن وَإِذا خرج فأطعمه مالحاً وخبزاً وكبراً واسقه شرابًا يخالطه مَاء الْبَحْر ولطف تَدْبيره قبل الضماد ثَلَاثَة أَيَّام وَبعده بتواتر نَفسه أَو ضمد بدردى الْخلّ والنبيذ وبثجير حب البان والخل والحلبة والقردمانا والبورق والخل.

االثانية من الأخلاط: شرب مَاء التفاح والإجاص يعظم الطحال. 3 (ضماد الشيطرج) يعالج مَا فِي بَاب عرق النِّسَاء: قَالَ: فَإِن (ألف ب) بقيت الْعلَّة على حَالهَا فعلق على الطحال محجمة بِشَرْط. مَا بَال: الطحال يعظم أبدا مَعَ الْحمى أَي حمى كَانَت.

الثَّالِثَة من الأخلاط: شرب مَاء النقائع وَالْآجَام يُولد عظم الطحال.

الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا أصَاب المطحول اخْتِلَاف دم فطال بِهِ حدث بِهِ استسقاء وزلق الأمعاء هلك. قَالَ: يَعْنِي بالمطحول من فِي طحاله صلابة مزمنة وَهَؤُلَاء إِذا حدث بهم اخْتِلَاف الدَّم أذهب عَنْهُم تِلْكَ الصلابة لِأَن هَذَا الختلاف يعرض لانتقال تِلْكَ الأخلاط عَن الطحال واستفرغها لَكِن لما كَانَ هَذَا الاستفراغ كثيرا مَا يُجَاوز الْقدر فيتطاول فَيضر بِصَاحِبِهِ لطول مروره ويضر بالأمعاء فَيحدث زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء لمشاركة الكبد الأمعاء فِي الْعلَّة. قَالَ: إِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف فَهُوَ مَحْمُود. قَالَ: قد قُلْنَا إِنَّه ينفع جدا إِذا لم ينفع جدا إِذا لم يطلّ وَخفت بِهِ الْعلَّة بانتقال الْفضل من الطحال وَخُرُوجه.

من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من كَانَ بِهِ طحال فَعرض لَهُ بطن وأزمن ذَلِك حدث بِهِ استسقاء من كَانَ بِهِ وجع فِي الطحال فَجرى مِنْهُ دم أَحْمَر وَظَهَرت بِبدنِهِ قُرُوح بيض لَا تؤلم مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي من كَانَ بِهِ هَذَا الوجع لم يشته شَيْئا. الأهوية والبلدان الثَّانِيَة قَالَ: عظم الطحال يهزل الْجِسْم لشيئين أَحدهمَا أَنه مَتى عظم جذب دَمًا كثيرا وَقل غذَاء الْجِسْم وَالثَّانِي أَنه يوهن قُوَّة الكبد ويقل توليد الدَّم.)

الثَّانِيَة من سوء المزاج قَالَ: الطحال لَا يكَاد أَن يؤلم ويضغط الْحجاب كَمَا تفعل الكبد والمعدة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما وَيكون مِنْهُ فِي رَأسه.

الْيَهُودِيّ قَالَ مِمَّا ينفع من صلابة الطحال إِذا كَانَ من حر: قشور القرع الرطب وتجفف ويسقى مِنْهُ دِرْهَم كل يَوْم بخل حامض قدر نصف أُوقِيَّة واسقه كَذَلِك من بزر بقلة الحمقاء. لى واسقه من ثَمَرَة الطرفاء بخل أَو يسقى مَاء الْخلاف أَو ورقه مجففاً بخل وينفع من الطحال بَوْل الماعز وَلبن اللقَاح.

 

(2/576)

 

 

أهرن: اسْقِ للطحال الوجع والصلابة فِيهِ دِرْهَمَيْنِ من بزر الرجلة بخل ممزوج بِمَاء. قَالَ: وَمن أَجود أدوية الطحال الكي على الْعرق الَّذِي فِي بَاطِن الذِّرَاع الْأَيْسَر. 3 (مرهم للصلابة فِي الطحال) قردماناً وَحل وعاقرقرحا وحلبة مطحونة بِالسَّوِيَّةِ فاسحقها بخل ثَقِيف ثمَّ اجْعَل أَدخل الْحمام ثمَّ أخرج وضع عَلَيْهِ الضماد أَو خُذ حلبة وخردلاً بِالسَّوِيَّةِ واسحقها بخل خمر ثَقِيف واطبخها وضمد بِهِ. قَالَ: أَكثر فِي الطحال من الْأَمْرَاض الصلابة وَيعرف ذَلِك باللمس لِأَنَّهُ ظَاهر الْحس ويهزل الْبدن ويسود اللَّوْن وَالدَّم جدا. قَالَ: وَأما مَا يعرض مِنْهُ من انحلال الْقُوَّة فتعرفه بِمَا يسيل وَمن الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر فِي مَكَان الطحال وعلاجه علاج سَائِر الأحشاء فَأَما فَسَاد قواه فيستدل عَلَيْهِ بالعلامات لذَلِك. قَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة الجاذبة من الطحال (ألف ب) لَا تجذب الدَّم الْأسود يسود لون الْجِسْم فَإِن ضعفت الماسكة سَالَ مِنْهُ إِلَى الأمعاء كثير وَكَذَلِكَ إِلَى الْمعدة على هَذِه الصّفة وَالطحَال إِذا اعتراه يبس لَا يَكْفِيهِ شرب المَاء وَيحْتَاج من الْأَدْوِيَة المركبة من المر والكثيراء وَأكْثر ذَلِك الْقَابِض الْقَلِيل كأصل اللاصف والزراوند وَالْعُرُوق الصفر والأفسنتين والحرف والأشج والأسارون. قَالَ: فافصد فِي بَدْء الوجع وَلَا تحمل عَلَيْهِ فِي الصلابة بالأدوية القوية التَّحْلِيل لِأَن قانونه قانون الأورام الصلبة وَمن أفضل علاج الطحال إِذا كَانَ العليل مُحْتملا أَبْوَال الْإِبِل وَأَلْبَانهَا تسقيه مَا انهضم وَأمكن فَهُوَ خير. 3 (قرص الفوة للصلابة فِي الطحال) فوة اثْنَا عشر درهما وَمن قشور الْكبر والزراوند الطَّوِيل والإيرسا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اسحقه جدا بسكنجبين حامض واجعله أقراصاً واسق مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء الأفسنتين وقشور أصل الْكبر الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ جيد.

للريح تَحت الطحال: يُؤْخَذ تَحت الطحال: يُؤْخَذ حرف جزؤ شونيز بِعَسَل واسقه كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ بسكنجبين.

آخر: جوز السرو الْفَج وأبهل يطبخان بخل قوي حَتَّى يصير على الثُّلُث ويسقى من ذَلِك الْخلّ كل يَوْم ونومه بعده على الْجَانِب الْأَيْسَر وضمد بالثفل طحاله واسقه دِرْهَمَيْنِ من بزر الرجلة بخل ممزوج واسقه قشور القرع الرطب مجففاً واسق دِرْهَم أشق بسكنجبين حامض.

طلاء جيد: أشق كندر مر بِالسَّوِيَّةِ اسحقه بخل حامض واطله عَلَيْهِ وضع فَوْقه قطناً ودعه إِلَى أَن تقع فَإِذا وَقعت أعد عَلَيْهَا أُخْرَى.

ضماد النورة عَجِيب: نورة مشوية تعيدها فِي النَّار وعاقرحا وزاج جزؤ جزؤ قشور أصل الْكبر بورق كبريت ثوم دردى محرق حل المر فِي الْخلّ واعجنه بِهِ واطله على صفحة وألزمه الطحال وَلَا تجَاوز بِهِ ودعه عَلَيْهِ سَاعَة إِن كَانَ قَوِيا وَإِلَّا فَنصف سَاعَة وَإِن شِئْت فاجعله بِعَسَل وَقَلِيل خل وَإِلَّا فبالريق.

 

(2/577)

 

 

ضماد للطحال مَعَ حرارة: عصير الينبوت جزآن خل خمر جزؤ تغمس فِيهِ خرق وتوضع عَلَيْهِ مِنْهُ وَافْعل ذَلِك بثمرة الطرفاء. لى الوج يحل الرّيح الغليظة الَّتِي تَحت الطحال وَكَذَلِكَ الشونيز والحرف والسذاب والفنجمكشت فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فألف مِنْهَا واسق مِثْقَالا بطبيخ هَذِه البزور.

من اختيارات الْكِنْدِيّ: سذاب قشور عروق الْكبر أفسنتين فوذنج صعتر يطْبخ بخل خمر حاذق حامض جدا ثمَّ اجْعَل فِيهِ قِطْعَة لبد وَهُوَ حَار على الطحال حَتَّى يبرد ثمَّ عاود عَلَيْهِ إِحْدَى وَعشْرين مرّة على الرِّيق فَإِنَّهُ قوي. بولس: إِن انسد المجرى الَّذِي تحدث فِيهِ الْمرة السَّوْدَاء أَو ضعفت قوته الجاذبة كَانَ من ذَلِك يرقان أسود وَإِن عرض قذف وابتدأت فِي الْجَانِب الْأَيْسَر بِلَا وجع فَفِي الطحال سدد وَإِن عرض قذف الْمرة السَّوْدَاء بِلَا حمى وَلَا مرض يُوجب ذَلِك فَإِن قُوَّة (ألف ب) الطحال الماسكة ضَعِيفَة فَإِن لم ينصب مِنْهَا شَيْء إِلَى فَم الْمعدة ضعفت شَهْوَة الطَّعَام. قَالَ: والورم الْحَار فِي الطحال تتبعه أَعْرَاض الكبدية وَإِن نضج فَالْقَوْل فِيهِ)

كالقول فِي الكبد إِلَّا فِي إدرار الْبَوْل فَإِن صَار إِلَى ورم صلب فَإِنَّهُ يسكن الوجع والحرارة ويعرض للثة حِينَئِذٍ تَأْكُل وَيفْسد ريح الْفَم وَيكون الحبن فابدأ بالفصد من الْكَفّ الْأَيْسَر ليطول الجذب ضماد جيد: حلبة أَرْبَعُونَ دَقِيق الترمس عشرَة قردمانا عشرَة رعى الْحمام عشرَة زهرَة الْملح عشرُون نطرون عشرَة كبريت عشرَة قشور الْكبر عشرُون تين سِتُّونَ تنقع القشور فِي خل ثَقِيف والتين وَتجمع الْكل حَتَّى يصير مرهما ويضمد بِهِ بعد أَن يكمل أَولا بدهن الْحِنَّاء مَعَ كل مَعَ شَيْء من خل ثَقِيف ثمَّ يسحق وَاسْتعْمل الملينات حينا والمحللات حينا وينفع مِنْهُ جدا أَن يلطخ بالأشق خل أَو لحى قشور أصل الْكبر بخل وَحده نَافِع للطحال الصلب وأجود مَا يكون فعل الضماد بعد تكميده وَوضع الملينات عَلَيْهِ قَالَ: ولحى الْخلاف يفعل ذَلِك فليلطف التَّدْبِير ويقل شرب المَاء فَإِن أدمن فالمحاجم بِشَرْط وضع عَلَيْهِ دَوَاء الْخَرْدَل. مَجْهُول: يُؤْخَذ نورة لم تطفأ وزنجار ومرداسنج وعاقرقرحا وقشور أصل الْكبر بِالسَّوِيَّةِ أنعم سحقه واطبخه باخل حَتَّى يصير كالعسل بِنَار لينَة سريعة فَيصب عَلَيْهِ مثل نصفه خلا ثمَّ أطله على حَدِيدَة وضع على الطحال وضعا بِقدر سَوَاء وَلَا تجَاوز بِهِ فَإِن كَانَ مزمناً فَدَعْهُ نصف يَوْم وَإِلَّا ثَلَاث سَاعَات فَإِن أَحْبَبْت فاطل مِنْهُ كوزاً وضع فِيهِ طحالاً فَإِنَّهُ يمصه حَتَّى لَا يبْقى فِي الْكوز إِلَّا جُلُود وعروق وَشد فَم الْكوز.

مِمَّا يطرد الرّيح: يطرده الوج والحرف وَحب الْفَقْد والسذاب وللريح الغليطة تَحت الطحال: يدق الْحَرْف ويعجن بالخل ويشوى على آجره بالتنور ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ وَمن حب

 

(2/578)

 

 

الْفَقْد وَمن ورق السذاب الْيَابِس والوج والكاشم وقشور أصل الْكبر ينعم سحقها وَيفتح وَيشْرب على أَثَره مَاء الْأُصُول.

شَمْعُون: اسْقِ للطحال درهمى بزر حماض بِمَاء بَارِد. لى هَذَا يصلح إِذا كَانَت حرارة وَكَذَلِكَ القرع الْيَابِس وبزر السرمق. قَالَ: ودواء أقوى من هَذَا: شيطرج دِرْهَمَانِ قشر أصل الْكبر زراوند طَوِيل دِرْهَم وَنصف اسحق الْجَمِيع واسق مِنْهُ نصف دِرْهَم بشراب قوي واسق للطحال بزر السرمق واسقه درهما من زراوند وَفِي أُخْرَى زبرجد واسقه هليلجاً بأبوال الْغنم.

لى كَانَ بِي وجع فِي الطحال فدمت على أَخذ الإطريفل لشَيْء آخر فَأذْهب الْوَجْه الْبَتَّةَ.

طبيخ جيد لوجع الطحال: شاهترج غافت إهليلج أصفر أفيثمون زبيب قشور أصل الْكبر اطبخه واسقه وَيُزَاد فِيهِ بعد ذَلِك بسبايج ونانخة وبزر راريانج وكرفس وَوَج وقسط)

وأسارون وَمن الْجيد لغلظ الطحال حل الأشق بخل ويطلى عَلَيْهِ.

مسَائِل إبيذيميا السَّادِسَة: من كَانَ مبتلى بالنوازل والزكام لَك يكد يعرض لَهُ ورم صلب فِي طحاله.

لى بولس سكنجبين يصلح للطحال: قشور أصل الْكبر سقولوقندريون ثَمَرَة الطرفاء لحى الْخلاف فوة أسارون وَج يطْبخ بالخل ثمَّ يطفأ ويطبخ مَاء الْعَسَل وَيجْعَل فِيهِ أشق دِرْهَم فَإِنَّهُ ضماد للطحال: عاقرقرحا خَمْسَة أَوَاقٍ خَرْدَل خَمْسَة عشر درهما حب المازريون أَربع أَوَاقٍ بزر الطّيب أُوقِيَّة فلفل أَربع أَوَاقٍ قردمانا ثَلَاث أَوَاقٍ يعجن بخل العنصل وَيغسل مَوضِع الضماد عَلَيْهِ وَهَذَا الدَّوَاء يمص الطحال إِن طلى على كوز دَاخله طحال.

أغلوقن: إِذا عرض الجشاء فِي الطحال أَعنِي الورم الصلب فَعَلَيْك بأبلغ الْأَدْوِيَة قُوَّة فِي التقطيع فَإِن هَذَا الْعُضْو يحْتَمل ذَلِك بِلَا أَذَى وَلَا مَكْرُوه تضميداً وَشَرَابًا وأبلغ الْأَدْوِيَة فِيهِ: قشور أصل الْكبر وأصل الطرفاء وسقولوقندريون يطْبخ بالخل ويسقى مِنْهَا ويضمد بهَا.

قَالَ: وَكَثِيرًا مَا تجس الطحال فتجده يدافع الْيَد من غير أَن يكون فِيهِ ورم صلب لَكِن فِيهِ نفخة من ريح وَإِذا كَانَ كَذَلِك فانطله أَولا بدهن طبخ فِيهِ أفسنتين ثمَّ يوضععليه ضماد لَهُ قُوَّة مركبة كالمتخذة من الكبريت والشبث والقابضة لَا تضر فِي هَذِه الأضمدة إِذا كثرت مَا دَامَ الجشاء الَّذِي فِيهِ ريح غَلِيظَة أَو بلغمي فَإِذا كَانَ الجشاء ورماً صلباً فَإِنَّهُ يجب أَن يكون الْغَالِب على الأضمدة المقوية المحللة وَتَكون القابضة يسيرَة وَقد نرى القوية التَّحْلِيل وَحدهَا بَالِغَة للورم الصلب فِي الطحال كزهر الْملح فَإِنَّهُ إِذا ضمد بِهِ أَبرَأَهُ. التَّذْكِرَة: انْظُر إِن

 

(2/579)

 

 

كَانَ مَعَه نخس فالفصد واسق أَقْرَاص الأميرباريس وَإِذا كَانَ بِلَا نخس فأقراص الْكبر بسكنجبين وَإِن كَانَ الغلظ حَدِيثا فيكفيك تضميده بالخل والأشق وَإِن كَانَ مزمناً فالمتخذة بالنورة والقردمانا وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ من الْكَمَال والتمام قَالَ: إِذا كَانَ مَعَ حرارة فَعِنْدَ الفصد ضع على الطحال محاجم واشرطه واسقه مطبوخاً يهيأ من هليلج وشاهترج وقشور أصل الْكبر وأصل الكرفس والرازيانج وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وَاجعَل بياضه إيارج فيقرا وغاريقون. قَالَ: وَإِذا كَانَ وجع الطحال من ريح مُتَوَلّدَة تَحْتَهُ فليؤخذ: حرف ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بخل خمر ثَقِيف ويخبز فِي تنور لِئَلَّا يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط مَعَ عشرَة دَرَاهِم بزر فنجنكشت وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون سَبْعَة سَبْعَة وَيشْرب كل يَوْم عِنْد النّوم ثَلَاثَة دَرَاهِم قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الطحال)

حمى حارة سقى مَاء أَطْرَاف الْخلاف والطرفاء والرازيانج والهندباء والسكنجبين. لى ابْن ماسويه فِي كتاب الحميات مِثَال قرص لوجع الطحال مَعَ حرارة الكبد أَو شدَّة: عصارة الغافت وَلَك وزراوند وسقولوقندريون وقشور الْكبر وبزر الكشوثاء والهندباء وبزر الكرفس وأنيسون يعجن بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء الكرفس ويسقى بسكنجبين وَهَذِه الْأَشْيَاء مدَار هَذِه الأقراص وَرُبمَا احتجت أَن تخلط فِيهِ لوزاً مرا وَنَحْوه.

سرابيون الطحال مَعَ حمى: اسْقِ مَاء الكشوثاء وَمَاء الهندباء وَمَاء ورق الطرفاء وَمَاء أَطْرَاف الْكبر العض وأطراف الْخلاف (ألف ب) وَمَاء الشاهترج وَمَاء الفجل بسكنجبين.

قَالَ: وَقد يرم الطحال من أجل ريح نافخة تحتبس فِيهِ. قَالَ: وَقد يألم الْحجاب والكتف كثيرا وَرُبمَا ألم مَعَه الْمشْط والكتف فَلذَلِك من كَانَ فِي طحاله ورم عَظِيم يكون نَفسه متضاعفاً متقطعاً كَنَفس الصّبيان إِذا بكوا لِأَن الْحجاب يألم وَأكْثر ورم الْحجاب غليظ فقد يحدث فِي الندرة ورم حَار وَإِذا كَانَ إسقيروس حدثت صلابة من غير تلهب وَإِذا كَانَ فلغمونيا حدث مَعَ الصلابة وجع وتلهب قَالَ: وَقد يحدث فِيهِ سدد. لى يعْطى عَلامَة. قَالَ: يعالج بهَا سدد الكبد إِلَّا أَنَّهَا أقوى فَأَما الورم الْحَار فِيهِ فابدأ بالفصد للباسليق ثمَّ اسْقِ مَاء الطرفاء أَو الْخلاف والعذب وَمَاء ورق الْكبر والهندباء والسكنجبين فَأَما الرِّيَاح الغليظة الَّتِي تَحْتَهُ وَفِيه فالأصلح أَن تنطله بدهن الأفسنتين ثمَّ ضمده بضماد الشبث والكبريت والبورق والجوشير والزفت ولتكن الْقُوَّة القابضة فِيهَا أَكثر والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ ورم صلب استحث أَن تكون القابضة أقل قَالَ: وزهرة الْملح تبرىء صلابة الطحال وَتصْلح للورم الريحي إِذا اسْتعْمل بعد التكميد بالنخالة المطبوخة بخل وشبث فَإِن شَأْن هَذِه أَن تذيب غلظ الطحال

 

(2/580)

 

 

وتحله بِسُرْعَة وَيصْلح للريح الغليظة وللورم خل قد طبخ فِيهِ سذاب وفوذنج وبورق وفنجنكشت وَكبر وَثَمَرَة الطرفاء وَجوز السرو وتنطل بِهِ وتضمد بثفله فَإِن لم تكن حرارة فزد فِي الضماد أشقا ومقلا.

قَالَ: واصلح الْأَشْيَاء للريح فِي الطحال وأبلغ الْأَشْيَاء المحاجم الَّتِي تمص مصاً عنيفاً بالنَّار وَغَيره وبالنار أصلح وينفع مِنْهُ هَذَا: حرف باقلى ثَلَاثُونَ درهما يسحق ويعجن بخل ثَقِيف ويقرص رقاقاً صغَارًا ويخبز فِي التَّنور على آجره أَو على جمر على آجر حَتَّى يجِف وَلَا يبلغ أَن يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط مَعَه حب الْفَقْد عشرَة دَرَاهِم وَثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة وسقولوقندريون سَبْعَة منخولة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين. قَالَ: والخل أصلح شَيْء لغلظ الطحال مَعَ حرارة لِأَنَّهُ)

يلطف وَلَا يسخن وخل الإشقيل فَإِنَّهُ لَا يسخن وَمَاء الحدادين مَعَ الْخلّ وترياق الْأَرْبَعَة جيد لغلظ الطحال إِذا لم تكن حرارة.

مطبوخ للطحال: حب الْفَقْد ثَمَر الطرفاء ورق الكبد وثمرته زهرَة العليق فوذنج نهرى غافت أفسنتين أسطوخدوس عشرَة جوز السرو عشرُون فوة خَمْسَة لَك ثَلَاثَة راوند صيني أَرْبَعَة يطْبخ بخل خمر ويصفى الشربة أوقيتان على الرِّيق وَلَا مقَال لَهُ فِي النَّفْع أَو تغسل السويلا ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يطْبخ ويسقى من طبيخه نصف رَطْل مَعَ سكنجبين فَإِن بقيت الجساوة مَعَ هَذَا العلاج فاحجم الطحال مَعَ شَرط بليغ وافصد الودج الْأَيْسَر واكوه خمس كيات دقاق أَو سِتا وَلَا تَدعه يلتحم فَإِن العليل إِن احْتمل الكي لم يحْتَج إِلَى غَيره فَإِن لم يحْتَمل ذَلِك فَعَلَيْك بدواء الْخَرْدَل وَنَحْوه.

لسابور أَقْرَاص الْكبر: قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة (ألف ب) زراوند طَوِيل اثْنَان بزر الفنجنكشت خَمْسَة فلفل اثْنَان أشق ثَلَاثَة يحل لى اسْتِخْرَاج على مَا فِي كتاب الْفُصُول فِي قَوْله فِي الكبد: الوجع الشَّديد فِي الطحال يحدث إِمَّا لريح غَلِيظَة تنفخه جدا وَإِمَّا لورم حَار وَلَا تحدث السدد أبدا وجعاً شَدِيدا لكنه بالثقل اشبه مِنْهُ بالوجع والثقل الْخَاص سدد لَا شكّ والوجع الشَّديد مَعَ ورم حَار بِلَا ثقل.

من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: أَحْمَر الْبَوْل لأَصْحَاب الطحال الدموي وَالَّتِي تخرج فِي الْبَوْل دِمَاء جَيِّدَة لَهُم كالأشق والفوة والأبهل.

جَوَامِع أغلوقن قَالَ: اسْتعْمل للورم الصلب فِي الطحال الأشق والخل وقشور أصل الْكبر والتين وَإِن أفرط وَعتق فزهرة الْملح والكبريت والشب ليَكُون أَيْضا قبض مَا وَيُقَال الْقَابِض بِقدر شدَّة الورم وبقائه وتعرق الطحال أَولا بنطول دهن الأفسنتين ثمَّ يضمد بِهَذِهِ الأضمدة قَالَ: فَإِن كَانَ ورم الطحال من تهيج أَو ريح فَاجْعَلْ فِي الْأَغْلَب الْقَابِض لِأَن الرّيح والبلغم الرَّقِيق ينْدَفع ويعتصر من الطحال إِذا انقبض بغمز الطحال إِذا انقبض بغمز القراقر هُوَ ورم تفجر فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن تعالج بالشب والرماد ويعجن بخل ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب.

 

(2/581)

 

 

لى على مَا رَأَيْت أَجود مَا يكون للطحال الصلب أَن تكمده بالخل الْمَطْبُوخ فِيهِ سذاب وَذَلِكَ يكون بِأَن يغمس فِيهِ وَهُوَ حَار قِطْعَة لبد وتوضع عَلَيْهِ تفعل ذَلِك النَّهَار كُله بعد مرخه بدهن الشبث والبابونج ثمَّ يطلى بِاللَّيْلِ بالأشق والخل فَإِن هَذَا أبلغ مَا يكون وأجود مَا رَأَيْت للريح)

الغليظة تَحت الطحال أَن يفرق الْغذَاء فِي مَرَّات وَلَا يشرب المَاء مَا أمكن وَيشْرب نبيذاً عتيقاً قَوِيا مِقْدَارًا قَلِيلا وَلَا ينم الْبَتَّةَ حَتَّى يجِف الْبَطن وَهِي حَرَكَة الوجع فِي اللَّيْل فَإِنَّهُ لَا يكون غلا بعد عشَاء وَشرب كثير وغمز شَدِيد فَإِن دَامَ بِهِ ضمده بالمسخنات وليستف من النانخة والفنجنكشت وقشر اصل الْكبر والسذاب الْيَابِس قدر مِثْقَال بشراب عَتيق أَو بطيخ هَذِه الْأَشْيَاء وَإِن رَأَيْت السَّوْدَاء تتفرق فِي الْجِسْم وأخرجتها بالمسهل ورأيته على حَال يتفرق فَاعْلَم إِن الطحال حِينَئِذٍ لَا يجذب السَّوْدَاء فاسخنه بالتضميد عَلَيْهِ ويبسه فَإِنَّهُ بِهَذَا العلاج ترجع قوته. ج فِي الثَّانِيَة عشر من الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة: إِن الطحال إِنَّمَا يخرج عَنهُ فضوله بالإسهال فَلذَلِك مَتى تورم الطحال حركنا إِلَى دفع فضوله بالأدوية المسهلة.

مطبوخ جيد لورم الطحال: إهليلج أسود عشرَة دَرَاهِم بسبايج أَرْبَعَة قشور الْكبر خَمْسَة أفسنتين ثَلَاثَة غافتاثنان شاهترج سناء خَمْسَة خَمْسَة أفيثمون سَبْعَة يطْبخ ويسقى. معجون جيد: أصل الْكبر وبزر الْفَقْد وأفسنتين وأفيثمون وبسبايج بالسواء يعجن بِعَسَل وَيشْرب كل يَوْم.

آخر جيد: ينقع الأفيثمون وقشور الْكبر فِي السكنجبين وَيشْرب ذَلِك السكنجبين (ألف ب) أَو يُؤْخَذ أفيثمون وقشور الْكبر نصفه يدق ويعجن بِعَسَل وَيشْرب فَإذْ فصد الأسيلم فَاسق كل أُسْبُوع شربة من هَذِه ولطف الْغذَاء وضمده وأقلل شربه للْمَاء وَلَا يشرب الْبَتَّةَ بل يشرب نبيذاً صافياً مرا عتيقاً أَو زبيباً وَعَسَلًا ولوزاً مرا فَإِنَّهُ يذهب أَصله. لى إِذا صلب الطحال نعما وأزمن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الأضمدة القوية التَّحْلِيل جدا كدهن الْخَرْدَل ودهن الزفت وكهذا الضماد: بورق ونورة وعاقرقرحا وخردل يجمع الْجَمِيع بالقطران ويطلى بِهَذَا إِذا لم يكن للبدن حامياً الْبَتَّةَ.

من التَّدْبِير الملطف. قَالَ: التَّدْبِير الملطف يذبل الطحال الْعَظِيم وَمِنْه ايضاً مَا كَانَت لَهُ قُوَّة قطاعة ملطفة فَإِنَّهُ يذبل الطحال.

من الْجَوَامِع الطبيعية: أَمر الطحال يجْرِي بِخِلَاف أَمر الْغذَاء والنماء فِي الْبدن وَذَلِكَ أَنه كلما زَاد الطحال ضمر الْبدن ونحف وَكلما ضمر الطحال ولطف خصب الْبدن لِأَن عظم الطحال يدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْبدن وضموره يدل على جودة الأخلاط.

تجارب المارستان: إِذا أَرَادوا ضمور الطحال كمدوه قبل بخل خمر فائق ثمَّ ضمدوه.)

 

(2/582)

 

 

سرابيون: للطحال أَفعَال الْقُوَّة الَّتِي بهَا يجذب الدَّم من الكبد وَالْقُوَّة الَّتِي تمسكه حَتَّى يتَغَيَّر وينهضم وَالْقُوَّة الَّتِي تدفع بهَا إِلَى فَم الْمعدة فَإِن بَطل جذبه فسد دم الْبدن وَحدث رداءة لون وَإِن أفْسدهُ إِلَى شَيْء رَدِيء فَوق الْمِقْدَار فَإِنَّهُ إِن مَال إِلَى فَم الْمعدة حدثت عَنهُ مرّة شَهْوَة كلبية ن لم ينخل بذلك سقيت لبن اللقَاح مَعَ هَذَا الْحبّ: إيارج فيقرا وإهليلج أصفر تَرَبد عشرَة عشرَة غاريقون ورق الغرب الْيَابِس سَبْعَة سَبْعَة سقولوقندريون ثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة جعدة أنيسون أشق ومقل ثَلَاثَة ثَلَاثَة ملح هندي دِرْهَمَانِ يحبب الشربة دِرْهَمَانِ مَعَ لبن اللقَاح وتعلف اللقحة كرفسا ورازيانج وغرباً وأطراف الطرفاء وَالْخلاف والإذخر والشيح خَاصَّة. لى رَأَيْت فِي مَوَاضِع كَثِيرَة إِن صلابة الطحال وغلظه والنمو وَالْحَالة الشبيهة بِسوء المزاج تقلعه ألبان اللقَاح قلعا تَاما فَأَما ابْن سرابيون فَإِنَّهُ ذكر هَذَا العلاج بعد جَمِيع العلاج الْقوي تَقْوِيَة وتعظيماً لَهُ.

قَالَ: وَليكن ضماد الْخَرْدَل بِقدر مَا يحْتَملهُ العليل فَيدق ويعجن بِمَاء السذاب الرطب ويطلى عَلَيْهِ إِلَى أَن يتنفظ فَإِن هَذَا عَجِيب وَمِمَّا جربته أَن التَّدْبِير المخضب للبدن يذبل الطحال فَإِنَّهُ إِنَّمَا يعظم أبدا إِذا كَانَ فِي الدَّم حِدة وَفَسَاد وَحمى فَإِذا رطب الْبدن وَكَثُرت بلغميته وأبيض المَاء أقبل يصغر فدبر بِهَذَا التَّدْبِير من يحْتَاج إِلَيْهِ. ج: حب الفنجنمكشت أَجود للسدد الَّتِي فِي الطحال من بزر السذاب وَكَذَلِكَ ورقه لِأَن فِيهِ مَعَ المرارة الَّتِي تفتح السدد قبضا وَقَالَ: الفوذنج وَنَوع السنجار الْمُسَمّى أبلوقياً فَفِيهِ عفونة ومرارة فَلذَلِك (ألف ب) هُوَ نَافِع للطحال وَهُوَ مَعَ هَذَا مبرد والسقولو قندريون يحل صلابة الطحال وَهُوَ مَعَ ذَلِك غير حَار أصل الفاشرا يذوب الطحال الصلب إِذا شرب وَإِذا ضمد مَعَ التِّين اللوز المر يفتح سدد الطحال ويسكن الوجع الْحَادِث فِيهِ عَن ارتباك أخلاط غَلِيظَة وريح والأشق قوته ملينة جدا محللة وَلذَلِك يشفي الطحال الصلب وأصل لِسَان الْحمل وثمرته تفتح سدد الكبد وخاصة الثَّمَرَة إِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يفعل فِي الطحال أَيْضا فعلا من ذَلِك النَّحْو وَهُوَ مَعَ ذَلِك مبرد فليستعمل فِي هَذَا الْموضع الأسارون يلطف غلظ الطحال وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك من الوج وَفعله يقرب من فعله ثجير البان مَتى خلط بدقيق الكرسنة ودقيق الباقلى وسحق بخل ثَقِيف وضمد بِهِ الطحال الصلب أَبرَأَهُ فوة الصَّبْغ تنقي الطحال وتفتج سدده بِقُوَّة قَوِيَّة الترمس يفتح سدد الطحال إِذا شرب مَعَ السذاب والفلفل بِمِقْدَار مَا يستلذ وَأَظنهُ يَعْنِي طبيخ الترمس الحاشا يفتح سدد الطحال قشور أصل الْكبر قَالَ: إِنَّه أَنْفَع من كل دَوَاء يعالج بِهِ الطحال إِن شرب بخل)

وَعسل أَو ضمد بِهِ وَإِذا شرب وَحده بالسكنجبين فَإِنَّهُ رُبمَا أدر بولاً وَأخرج فِي الْغَايَة شَيْئا دموياً ويخف أَمر الطحال على الْمَكَان والقنطوريون وعصارة الصعتر نَافِع مِنْهُ جدا أَعنِي الطحال الصلب إِن ضمد بِهِ وَإِن شرب بلغ فِي ذَلِك اللبلاب الْكَبِير مَتى طبخ وزقه بالخل وضمد بِهِ أَبرَأَهُ بخور مَرْيَم نَافِع للطحال

 

(2/583)

 

 

الصلب إِذا ضمد بِهِ جدا أصل الخيرى مَتى ضمد بِهِ الطحال الصلب بعد طبخه شفَاه والطرفاء نَافِع جدا للأطلحة الصلبة مَعَ الْخلّ سقيت أَو ضمد بهَا الجعدة تفتح سدد الكبد وَالطحَال الفراسيون يفتح سدد الطحال حب البطم نَافِع للطحال كماذريوس هُوَ حقيق بتذويب الطحال الصلب بعر الْمعز نَافِع من الصلابة فِي الطحال وَهُوَ حَار مُحَلل بَالغ فِي تَحْلِيل الأورام الصلبة الإيرسا مَتى شرب بخل نفع من غلظ الطحال طبيخ الوج يحلل ورم الطحال إِذا شرب ورق الطرفاء إِذا طبخ بِمَاء ومزج ذَلِك المَاء بشراب وَيشْرب أذبل الطحال دَقِيق الحلبة يطْبخ بِهِ عشرَة من نطرون ويسحق بخل ثَقِيف وضمد بِهِ حلل ورم الطحال بزر الفجل إِذا شرب بالخل حلل ورم الطحال الْخَرْدَل يدق وَيجمع بِالتِّينِ ويطلى على الطحال حَتَّى ينتفط جيد جدا الفلفل مَتى شرب بخل حلل ورم الطحال بخور مَرْيَم مَتى ضمد بِهِ الطحال حلل الورم سَرِيعا إِن شرب من ثَمَر الْكبر ثَلَاثُونَ يَوْمًا كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ بخل أذبل الطحال الغاريقون يسقى لورم الطحال بسكنجبين الراوند جيد لورم الطحال السكنبيج يسقى لوجع الطحال الزراوند المدحرج جيد لوجع الطحال الجعدة إِذا شربت بالخل نَفَعت الطحال عروق الخيرى الْأَصْفَر يضمد بالخل فيذبل ورم الطحال الفوة مَتى شربت بسكنجبين حللت ورم الطحال الْمقل دَوَاء مَعْرُوف ينفع الطحال جدا.

الفلاحة: الجرجير يلطف الطحال جدا. أريباسيوس: الوج نَافِع للطحال الَّذِي قد صلب وتحجر. ماسرجويه: يحلل الرّيح الغليظة الَّتِي تكون (ألف ب) تَحت الطحال. وَقَالَ: الراوند مَتى عجن بخل وطلى على الطحال الصلب عظم نَفعه لَهُ وَإِن سقى بالسكنجبين نفع ابْن ماسويه: الكشوث يفتح سدد الطحال وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِالشرابِ نفع من وجع الطحال الْأسود مِنْهُ أَنْفَع وأبلغ.

أريباسيوس: السقولوقندريون مَتى طبخ بشراب وَسَقَى ذَلِك الشَّرَاب قبل الطَّعَام أَيَّامًا أَبرَأَهُ الْبَتَّةَ وَقد جربنَا ذَلِك فِي خلق كثير فَلم نجد أَنْفَع مِنْهُ.

روفس: الْخلّ جيد للطحال الْعَظِيم.)

الثَّامِنَة الأهوية والبلدان: الطحال يعظم مَتى فسد دم الْبدن إِلَى الغلظ أَنه يجتذب مِنْهُ أسياء كَثِيرَة ليصلح الْبدن فيعظم لذَلِك. لى لذَلِك يعظم الطحال بعقب الحميات الحادة.

جَوَامِع أغلوقن: إِذا كَانَ فِي الطحال ورم ريحي أَو بلغمي فَلْيَكُن الْغَالِب على الضماد الْأَشْيَاء القابضة كمرهم الشبث والكبريت إِذا غلب عَلَيْهِ الشب وَذَلِكَ أَن هَذِه الأورام تضمر

 

(2/584)

 

 

وتتقلص من الْأَشْيَاء القابضة أَعنِي الريحي والبلغمي ويندفعان فيستفرغان عَن الْعُضْو إِذا تقبض بسهولة.

وَإِن كَانَ الورم سقيروس فليوضع عليهبعد أَن يطلى بدهن ويلين بِهَذَا الضماد والكبريت غَالب عَلَيْهِ. لى يجب أَن يفرق بَين هذَيْن الورمين وسيقروس ثَابت لَا يكَاد يَزُول سَرِيعا فَمَتَى كَانَ طحال يَرْبُو سَرِيعا من شرب المَاء ويتقلص إِذا ترك ذَلِك فالورم يهيجه.

جَوَامِع القوى الطبيعية: أَمر الْبدن يجْرِي على خلاف أَمر الطحال وَذَلِكَ أَنه كلما عظم نقص لى رَأَيْت الطحال يعظم من الحميات وَهُوَ أَن الدَّم يغلظ حِينَئِذٍ فَيكون جذب الطحال أَكثر.

الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط: يُرِيد بالطحال المحتجب الَّذِي يبْقى عَظِيما مُدَّة حَيَاة الْإِنْسَان.

لى هَذَا يُوجب أَن تكون أطلحة عَظِيمَة تدوم زَمَانا طَويلا وَقد تفقدت خلقا كثيرا يَدُوم بهم الطحال سِنِين كَثِيرَة وَمِنْهُم من أَخْبرنِي أَن مَا أحسه من الصلابة مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَخمسين سنة وَلم أره ضرهم كثير ضَرَر وعَلى أَنه رُبمَا صلب بَغْتَة فتتبعه الضَّرَر وَفَسَاد المزاج سَرِيعا فَيعلم أَن من صلابته نوعا رديئاً وَمِنْه مَا لَا خطر فِيهِ الْبَتَّةَ يحذر ذَلِك.

مرهم للصلابة: نورة بعر الماغز الْعَتِيق وقشر أصل الْكبر وسذاب وشيطرج وعاقرقرحا وسكنجبين تضربه ويطلى على قرطاس ويضمد بِهِ ويصبر عَلَيْهِ ساعتين.

آخر: اعجن دَقِيق الشّعير بعصارة السذاب واطله وَإِذا كَانَت حرارة فبعصارة الطرفاء.

لى قرصة عَجِيبَة للريح تَحت الطحال: قشور أصل الْكبر وبزر الفنجنكشت وورق السذاب الْيَابِس ونانخة يتَّخذ أفراصاً ويسقى طبيخ النانخة.

ضماد لَهُ: يُؤْخَذ من ورق السذاب والكمون وبزر الفنجنكشت يدق ويعجن (ألف ب) بطبيخ الْكَوْن ويضمد وَيتْرك شرب المَاء خَاصَّة والتخم.

ضماد للطحال الصلب عَجِيب: ورق السذاب وبورق وأشق يجمع بخل ويطلى فَإِنَّهُ عَجِيب.

أقربادين حنين: ينفع من الرّيح الغليظة تَحت الطحال التضميد بالبزور الطاردة للرياح. لى جربت فَوجدت وضع لبد قد شرب خلا وَمَاء الرماد على الطحال المتهيج بليغاً جدا وَمَا)

رَأَيْت أَكثر مَا يحدث فِي الطحال التهيج من سَائِر الْأَدْوِيَة حَتَّى لَا يكَاد يُوجد فِيهِ غَيره إِلَّا فِي الندرة وَإِذا حدث فِيهَا سقيروس عسر أمره

 

(2/585)

 

 

والبرى تَجدهُ يزِيد وَينْقص سَرِيعا فَإِنَّهُ يتهيج لَا سقيروس وَقد يحدث فِيهِ أوذيما كثيرا جدا.

فليغروس إِلَى الْعَوام قَالَ: يطْبخ حرمل مَعَ بزره حَتَّى يتهرا ثمَّ يضمد بِهِ وَيتْرك ثَلَاثًا فَإِنَّهُ عَجِيب.

تياذوق: واحفظ صَاحب الطحال من الأغذية المنفخة ومره بِالدُّخُولِ فِي المَاء العذب وغذه بالخفيفة الَّتِي لَا تنفخ وَلَا غلظ لَهَا.

3 - (الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة للطحال)

القرع الْيَابِس بزر الحماض بزر الرجلة بزر السرمق ثَمَرَة الطرفاء هليلج بزر الهندباء بزر القثاء ورد كشوث ورق الطرفاء وثمره مَاء ورق الْخلاف والخل وبزر لِسَان الخمل وَأَصله.

مُفْرَدَات د: الأنجرة يعْمل مِنْهُ ضماد مَعَ قيروطى للطحال الجاسي خل النعصل نَافِع من جسيا الطحال أفسنتين يعجن مَعَ تين ونطرون ودقيق شليم يذهب بورم الطحال حب البان يشرب ويضمد بِهِ البسد يشرب بِمَاء يحلل الطحال طبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من الطحال الجعدة جَيِّدَة للطحال الدبق والنورة والبورق ضماد قوي جيد للطحال الصلب وَيسْتَعْمل فِيهِ كثيراُ الزراوند المدحرج جيد يشرب للغلظ فِيهِ الحماما مَعَ الزَّيْت ضماد جيد حب الخضراء جيد للطحال مَعَ برودة.

ابْن ماسويه: دَقِيق الحلبة ونطرون ضماد جيد للغلظ فِيهِ الْحَرْف جيد فِيهِ وَمَاء الْحَدِيد المحمى جيد طبيخ ورق الطرفاء جيد الكشوث يفتح سدده سمورينون جيد لصلابته كماذريوس مثله السنبل الرُّومِي جيد لورمه أصل النيلوفروبزره جيد لصلابته السليخة نافعة لَهُ السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل يضمد بِهِ الطحال الفجل جيد إِن ضمدبه وبزر الفجل يشرب التَّذْكِرَة: أَخْبرنِي أَبُو عمر المنجم أَنه غلظ طحاله فَسَقَاهُ الْكِنْدِيّ سِتَّة دَرَاهِم من الأفيثمون بسكنجبين فاسهله عشرَة مجَالِس سَوْدَاء وَذهب غلظ طحاله وَحكى لي آخر أَنه جرب مَاء السويلا نصف رَطْل كل يَوْم فَذهب طحاله وَكَانَ عَظِيما جدا.

جِبْرِيل بن بختيشوع قَالَ: من أَجود مَا وجدنَا للطحال أَن يسقى وزن خمسين درهما من بزر الفنجنكشت وَثَلَاثِينَ درهما من قشور أصل الْكبر ينقع بخل ثَقِيف أسبوعاً يجدد ذَلِك كل يَوْم)

ويجفف فِي الظل ثمَّ يسحق ويسقى كل يَوْم (ألف ب) ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين على فَإِنَّهُ أَجود شَيْء عَمِلْنَاهُ للطحال. د: الإيرسا يسقى بِمَاء القرطم للطحال. د: أصل الأنجوسيا وَهُوَ أبلوقياً جيد للطحال وَهُوَ مَعَ هَذَا بَارِد.

زهرَة حجر أسبوس د: إِنَّه خلط مَعَ الْخلّ منع ورم الطحال وَقَالَ: الأنجرة يعْمل

 

(2/586)

 

 

مِنْهُ ضماد بقيروطي للطحال الجاسي وَدخل العنصل نَافِع من ورم الطحال يسقى أَولا على الرِّيق ثمَّ يُزَاد قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يبلغ قوانوس وَأكْثر الْمِقْدَار قوانوسان وَكَذَلِكَ الْعَمَل فِي جَمِيع مَا وصف لَهُ وشراب العنصل ودقيق الشليم وضمد بِهِ الطحال نفع الأشق مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ حلل ورم الطحال الأشق إِذا أذيب بالخل وَوضع على الطحال حلل جسأه. وَقَالَ جالينوس: قُوَّة الأشق محللة جدا وَكَذَلِكَ يسقى للطحال الصلب وَحب البان مَتى شرب بعد سحقه درخميان مِنْهُ أذبل الطحال وَإِن تضمد بِهِ أَيْضا مَعَ دَقِيق شليم. د: ثجير حب البان قَالَ جالينوس: إِنَّه يلطف صلابة الطحال وَقَالَ عصارة حب البان إِذا سقِِي بخل وَمَاء نقى الطحال فِيمَا قَالَ جالينوس فَإِن اسْتعْملت حب البان أَو ثجيره ضماداً بخل جيد فَإِنَّهُ أقوى وَيجب أَن يخلط بِهِ دَقِيق الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف كالكرسنة والترمس ودقيق أصل السوسن وَثَمَرَة الفنجنكشت. قالج وأريباسيوس: إِنَّه نَافِع من السدد فِي الطحال. د: البسد الْأَحْمَر وَالْأسود بديغورس: الجنطيانا خَاصَّة تَحْلِيل الورم الجعدة مَتى شربت بالخل نَفَعت من ورم الطحال. د:)

الدبق مَتى خلط بالنورة وَحجر أسبوس أَو زهرَة الْملح والبورق وَجعل مرهماً حلل الطحال الجاسي الصلب جدا وَقَالَ: طبيخ الوج يحلل ورم الطحال.

دوج: الوج نَافِع من صلابة الطحال. اوريباسوس قَالَ: ينفع الطحال الَّذِي بِهِ تحجر إِذا شرب. ج: بعر الْمعز مُحَلل وَلذَلِك ينفع الأورام الصلبة الْحَادِثَة فِي الطحال وَيسْتَعْمل فِيهِ كثيرا الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من ورم الطحال. د: الزوفا مَعَ التِّين يضمد بِهِ الطحال وَقَالَ: زبد الْبَحْر الفرفيرى الزاهي الدردى الشكل يصلح لوجع الطحال والحماما نَافِع من ورم الطحال إِذا تضميد بِهِ مَعَ الزَّبِيب. د: الْحبَّة الخضراء جَيِّدَة لوجع ابْن ماسويه: دَقِيق الحلبة إِذا خلط بنطرون وتضمد بِهِ حلل ورم الطحال بورق الْخبز والنورة يبرئان الطحال الجاسي.

بولس: شَجَرَة الحضض إِذا طبخت بخل نَفَعت أورام الطحال وَهُوَ يفشه والحضض يفعل ذَلِك إِذا شرب منقوعاً بخل. د: كل حرف مُحَلل لورم الطحال فَإِن تضمد بِهِ مَعَ عسل حلل ورمه المَاء وَالشرَاب الَّذِي

 

(2/587)

 

 

يحمي فِيهِ الْحَدِيد ويطفأ فِيهِ مَرَّات كَثِيرَة يبرىء الطحال الورام (ألف ب) أصُول الحماض إِذا طبخت بخل ثمَّ تضمد بهَا حللت ورم الطحال ورق الطرفاء إِن طبخ بِالْمَاءِ ومزج طبيخه بِالشرابِ أذبل الطحال وَإِن طبخ باخل نفع من وجع الطحال رماد ثجير الْعِنَب ورماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وسذاب نفع من الورم الْحَار الْعَارِض للطحال. د: الكشوث مفتح لسدد الطحال.

ابْن ماسويه: سمورينون نَافِع لوجع الطحال.) د: إِن شرب وَهُوَ طرى أَو طبيخه نَفعه من جساء الطحال وَإِن شرب بخل حلل ورم الطحال.

قَالَ: هُوَ حقيق بتذبيب الطحال الصلب ورق الكرنب إِذا أكل نياً بخل نفع من الطحال. د: الكرنب نَافِع من وجع الطحال والورم ابْن ماسويه: ثَمَر الكرنب إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثُونَ درهما كل يَوْم بشراب حلل ورم الطحال وَكَذَلِكَ قشر أصل الْكبر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للطحال الصلب إِن تضمد بِهِ أَو شرب بسكنجبين وَرُبمَا أخرج من الْغَائِط شَيْئا دموياً فيسكن وجع الطحال ويخف أمره على الْمَكَان وثمره يفعل ذَلِك إِلَّا أَنه أَضْعَف.

أوريباسيوس: قشور أصل الْكبر إِذا طبخ فِي السكنجبين أَو أنقع فِيهِ وَأخذ أَبْرَأ وجع الطحال.

ابْن ماسويه: خَاصَّة الْكبر أَبْرَأ وجع الطحال.

ابْن ماسويه: دهن لوز المر نَافِع من وجع الطحال واللوز المر يشفي الطحال. ج: أصل اللوف الْجَعْد يفتح سد الكبد وَالطحَال وَقَالَ: إِن طبخ ورق اللبلاب الْكَبِير مَعَ الْخلّ نَافِع من الطحال.

ابْن ماسويه: مَتى دق ورقه وضمد بِهِ الطحال نفع من وَجَعه وورمه وسدده مَاء الْمَطَر جيد للطحال إِذا جعل فِي الشَّرَاب هُوَ.

روفس: المَاء الكبريتي نَافِع للطحال قَالَ أركاغانيس: فِي الْأَدْوِيَة المزمنة. قَالَ: يوضع على الطحال محجمة وتمص بِقُوَّة مَرَّات ثمَّ تشرط شرطا عميقاً مَرَّات كَثِيرَة بِقُوَّة ويدلك الطحال فِي الْحمام بالأدوية القوية والكي فِي آخِره أمره وترفع جلدَة الطحال وتكوى فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فَإِن طاوع على هَذَا لم يحْتَج إِلَى غَيره.

من الْجَامِع لتلطيف الطحال: يسقى من علك الأنباط كل يَوْم بسكنجبين.

 

(2/588)

 

 

من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ مَعَ حرارة فافصد الباسليق من الْيَد الْيُسْرَى والأسليم وانفضه بمطبوخ يَقع مَعَ إهليلج أصفر وتمر هندي وأخلاطه هَذِه: قشور أصل كبر وَثَمَرَة الطرفاء وَاجعَل بياضه غاريقونا وزن دِرْهَم فَإِنَّهُ جيد للطحال والكبد والإيارج وَالْملح واسقه لبن اللقَاح إِذا لم)

تكن حمى مَعَ الهليلج والغاريقون وعشبة الطحال وَثَمَرَة الطرفاء ويضمد بالفوذنج والسذاب والبورق مطبوخة بخل ثَقِيف وَإِن كَانَت الْحَرَارَة أقل زيد فِيهِ أشق ومقل وَإِذا كَانَت ريح تَحت الطحال فَخذ من الْحَرْف ثَلَاثِينَ درهما يدق وينخل بخل خمر ثَقِيف جدا (ألف ب) ويخبز فِي تنور على آجرة بِنَار هادئة ليجف وَلَا يَحْتَرِق ويدق مَعَه بزر فنجنكشت مثل ثلثه وَثلثه ثَمَرَة الطرفاء وثلثة من عشبة الطحال والشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين وغن كَانَت حمى فامنع اللَّبن واسقه مَاء ورق الغرب وورق الطرفاء وَالْخلاف أوقيتان من كل وَاحِد مَعَ سكنجبين وَالطَّعَام فروج بخل وَالشرَاب سكنجبين يُغير بِهِ المَاء ويضمد بِهِ الضماد إِذا كَانَت مَعَ حرارة شَدِيدَة وَيُؤْخَذ ورق الطرفاء والأثل والدلب وَثَمَرَة الطرفاء والفوذنج النهرى يطْبخ بخل وَيجْعَل مَعَه قَلِيل بورق وملح ويلقى فِي الْخلّ بعد أَن يصفى تنقع عَلَيْهِ قَالَ ولوجع الطحال من برد: أشق سكنجبين.

قرص جيد للطحال: ثَمَرَة الطرفاء عشرَة سقولوقندريون سَبْعَة حب البان مثله زراوند مثله بزر فنجنكشت جعدة خَمْسَة خَمْسَة قشور أصل الْكبر سَبْعَة فوة الصَّبْغ خَمْسَة يعجن بِمَاء ورق الطرفاء وَالْخلاف ويسقى بسكنجبين.

دَوَاء يلطف الطحال: يسقى بسد منخول بحريرة مِثْقَال بخل وَمَاء وعَلى الرِّيق أَو دِرْهَم غاريقون يعجن بسكنجبين أَو قنطوريون دَقِيق ويكمد بِهِ أَيْضا يطلى الطحال ببعر الشَّاة محرقاً مَعَ الْخلّ فَإِنَّهُ يلطف تلطيفاً قَوِيا واسق مَاء ورق الطرفاء مَعَ خل أَو اسْقِهِ طبيخ ورق الْجَوْز العض بخل الإشقيل أَو ضمد بِهِ. ج فِي الصِّنَاعَة الطَّوِيلَة: إِذا كَانَ الجسأ فِي الطحال فَإِن هَذَا الْعُضْو لَا يجتذب من الكبد إِلَّا الْفضل الغليظ فجل أمراضه إِنَّمَا تحدث من هَذَا الْخَلْط الغليظ فَلذَلِك أصلح أدويته الْمُقطعَة كالخل وَالْعَسَل وَالْكبر قَالَ: وَالطحَال إِن كَانَ جوهره أسخف من جَوْهَر الكبد فَإِنَّهُ من أجل غلظ غذائه ستحجر سَرِيعا وَلَا يجب أَيْضا إِن حدث بِهِ ورم أَن يحمل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المحللة فَتحل قوته لِأَن لَهُ فعلا يعم الْبدن نَفعه وَهُوَ تنقية الْفضل السوداوي وَلَكِن لِأَن غذاءه من هَذَا الْفضل على غلظه صَار مَتى حدث فِيهِ ورم أَو سدة يحْتَاج إِلَى أدوية تفتح وتقطع تفتيحاً وتقطيعاً بليغاً كقشور أصل الْكبر وسقولوقندريون للطحال بِمَنْزِلَة الغافت للكبد وَلذَلِك يُسمى بعشبة الطحال كَمَا يُسمى الغافت عشبة الكبد وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج إِلَى أدوية قواها)

مشابهة إِذا حدث فِيهَا سدد اَوْ أورام صلبة وَلَكِن الطحال يحْتَاج مِنْهَا إِلَى مَا

 

(2/589)

 

 

هُوَ أقوى بِمِقْدَار فضل غليظ غذائه على غذاءه الكبد وكذلكالأدوية الَّتِي تَنْفَع أحد هذَيْن نافعة للْآخر من هَذِه الْعِلَل إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف فِي الكمية لِأَن الْكبر مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل نَافِع للكبد وَالطحَال إِذا كَانَ بهما سدة أَو ورم صلب إِلَّا أَنه لَيْسَ يجب أَن يُؤْكَل مِنْهَا فِي العلتين بِمِقْدَار سَوَاء وَلَا أَن يكون الْخلّ مِقْدَارًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن الطحال إِذا كَانَ الْخلّ أَكثر وَالْكبر إِذا كَانَ الَّذِي يُؤْكَل مِنْهُ (ألف ب) مِقْدَارًا أَكثر كَانَ نَافِع. قَالَ: وَلَيْسَ لاستفراغ مَا بَقِي فِي الطحال طَرِيق وَاحِد وَهُوَ الإسهال إِلَّا أَنا نستعمل فِيهِ مَا يشرب لِأَن قُوَّة الحقن لَا تبلغ هَاهُنَا كَمَا أَن قُوَّة مَا يشرب لَا يجوز أَن يبلغ الأمعاء السفلي والحقن لَهَا أصلح. قَالَ: والناردين الإقليطي إِذا شرب بالخل نفع من ورم الطحال.

ديسقوريدوس: ورق النّيل الْبري نَافِع خَاصَّة للطحال.

قَالَ ج: الشنجار نَافِع للطحال جدا أصل النيلوفر إِن شرب حلل ورم الطحال. د: وبزره يفعل ذَلِك السليخة نافعة للورم فِي الطحال وَكَذَلِكَ الْإِذْخر. د: السندروس يسقى للمطحولين وَقَالَ: السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل يتضمد بِهِ لجسيا الطحال. ج: الإيرسا إِن شرب بالخل نفع من وجع الطحال سقولوقندريون إِن طبخ ورقه بخل وَشرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا حلل وجع الطحال وَيجب أَن يضمد بِهِ أَيْضا مسحوقاً مَعَ شراب وَقَالَ جالينوس: إِنَّه يذهب إِن طبخ ورقه بالطحال وَقَالَ: السلق يفتح سدد الكبد وَالطحَال.

قَالَ جالينوس: السلق دَوَاء بليغ لمن كَانَ طحاله عليلاً إِذا آكل مَعَ خل وَالزَّبِيب مقو للطحال.

ابْن ماسويه: الفجل مُوَافق للطحال مَتى تضمد بِهِ وبزر الفجل يحل الورم الطحال. د: إِن شرب من اصل الفاشرا ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم ثَلَاثَة أبولسات بالخل حلل ورم الطحال وَمَتى قَالَ جالينوس: الفاشرا يلطف وَكَذَلِكَ يذوب الطحال إِذا شرب وضمد بِهِ.

فراسيون قَالَ جالينوس: إِنَّه يفتح سدد الطحال الفلفل إِن شرب بالخل أَو تضمد بِهِ مَعَه حل ورم الطحال. د:)

أصل بخور مَرْيَم إِن تضمد بِهِ كل يَوْم حل أورام الطحال فوة الصَّبْغ يحل ورم الطحال. ج: صدف الفرفير مَتى شرب بخل اذبل الطحال وعصارة قنطوريون الصَّغِير أَو طبيخه نَافِع جدا لصلابة الطحال ضمد بِهِ اَوْ شرب.

جالينوس: الزراوند نَافِع من وجع الطحال.

 

(2/590)

 

 

د: الشيطرج لما كَانَ مقرحا مَعَ الراسن وينعم دقه ويضمد بِهِ للطحال ربع سَاعَة. د: التِّين مَتى أكل بِبَعْض الأحساء الملطفة كالحاشا والزوفا أَو فلفل أَو زنجبيل نفع من فِي طحاله سدد نفعا عَظِيما. ج اسْتِخْرَاج: الْخلّ مِمَّا يلطف وَلَا يسخن فَإِن احتجت إِلَى مَا يسخن وَيفْعل هَذَا الْفِعْل فانقع التِّين فِيهِ وَليكن فِي غَايَة الصفاء وَالْعِتْق وَالْقُوَّة فَإِنَّهُ أقوى فِي ذَلِك فَإِن كَانَ خل عنصل فَهُوَ مقو جدا وَلَيْسَ فِيهِ كثير حرارة. د: لبن التِّين الْمُسَمّى بالجميز يتمسح بِهِ لوجع الطحال أَو يشرب.

ابْن ماسويه: يجلو الطحال طبيخ الترمس إِذا شرب مَعَ شراب وفلفل نفع الطحال. د: الترمس إِذا شرب مَعَ مِقْدَار مَا يستلذ من الفلفل والسذاب فتح سدد الطحال.

جالينوس: إِنَّه يشفي الطحال المتحجر الْخِيَار البستاني يخلط مَعَ أدوية الطحال.

بولس وَقَالَ ابْن ماسويه: (ألف ب) الَّذِي ينقي الطحال هَذِه: الخريق الْأسود الأفيثمون البسبايج الماهودانه قشور أصل الْكبر عشبة الطحال إِذا شرب من كل وَاحِد من هَذِه مِثْقَال بعد سحقه ونخله بِثَلَاث أَوَاقٍ سكنجبين وَكَذَلِكَ يفعل طبيخ القنطوريون الدَّقِيق إِن شرب مِنْهُ)

مَاؤُهُ رطبا أَو من طبيخه ثَلَاث أَوَاقٍ بعد أَن تطبخ أُوقِيَّة مِنْهُ بِثَلَاث أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى ثَلَاث أَوَاقٍ ويصفى وَيشْرب مَعَ مثله من السكنجبين المازريون إِذا شرب مِنْهُ دانقان بعد سحقه نع ثَلَاث أَوَاقٍ جلاب فعل مَا وَصفنَا وأصل الإيرسا وَوَج ولوز مر وبزر فنجنكشت وَثَمَرَة الطرفاء والترمس وورق السذاب والشيطرج والزاروند الطَّوِيل والأفسنتين هذهكلها إِذا شريت مِنْهَا شقالان بعد نخلها بسكنجبين أوقيتين اَوْ بِمَاء الفجل المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ وَكَذَلِكَ الكماذريوس والفوذنج.

إِسْحَاق قَالَ: إِن أحس بغلظ فِي الطحال اسْقِهِ أفيثمون بسكنجبين على قدر قوته.

من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ فِي الطحال يحس بوجع فالفصد واعطه أَقْرَاص أميرباريس خَاصَّة إِن كَانَ ذَلِك مَعَ حمى وَإِن لم يكن هُنَاكَ ورم صلب غليظ فأقراص الْكبر. قَالَ: الطحال يحْتَمل أدوية أقوى من أدوية الكبد نَحْو أَقْرَاص الْكبر ويضمد بالوج والأشق وبعر الْمعز ثَلَاث أَوَاقٍ تين لحيم اسقولوقندريون ولوز ينقع التِّين بخل ثَقِيف ويسحق نعما وينثر عَلَيْهِ سَائِر الْأَدْوِيَة ويطلى على خرقَة ويضمد بِهِ.

مَجْهُول: يبْدَأ بفصد السيلم وَيخرج دَمًا كثيرا مِنْهُ حَتَّى يَنْقَطِع من ذَاته إِلَّا أَن يسرف وقانون أدوية الطحال مِمَّا لَيْسَ بِقَوي الإسخان وَمَعَهُ قبض ومرارة أَو مَا مَعَه جلاء قوي

 

(2/591)

 

 

كالملح وقشور أصل الْكبر وأصل الحماض الْبري ودقيق الحلبة وإسقيل وَثَمَرَة الطرفاء مشكطرامشيع وكمافيطوس وكماذريوس وهزارجشان وشنجار وترمس مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة بالسكنجبين ويسقى طبيخ الغاريقون يُؤْخَذ خَمْسَة دَرَاهِم غاريقون وَيعْمل برطل مَاء إِلَى أَن يبْقى ثَلَاث اواق ويسقى مَعَ سكنجبين.

حب للطحال: غاريقون شبث أصل لِسَان الثور قشور أصل الْكبر جزؤ جزؤ حب البلسان مشكطرامشيع كمافيطوس كماذريوس خَمْسَة خَمْسَة ثَمَرَة الطرفاءسبعة جاوشير أسج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فوة وَج ثَلَاثَة ثَلَاثَة صَبر دِرْهَمَانِ حلتيت طيب جندبادستر كبريت دِرْهَم دِرْهَم عشبة الطحال جعدة إيرسا خشاشيف ميبسة أَرْبَعَة أَرْبَعَة قردمانا وشحم الحنظا دِرْهَمَانِ وَنصف من كل وَاحِد فنطوريون خَمْسَة غافت ورق سرو ورق أبهل خَمْسَة خَمْسَة يعجن بِمَاء أَطْرَاف الْكبر وورقه يَجْعَل أقراصاً القرص مِثْقَال ويسقى بِمَاء ورق الْخلاف ة ة رق الْكبر بخل بِحَسب الْحَاجة.)

ضماد: يُؤْخَذ قشور أصل الْكبر وورق سقولوقندريون وأصل لِسَان الْحمل إيرسا سذاب تين اشنة ورق الأبهل سعد مقل قردمانا بعر غنم راعية حب غَار فقاح إذخر زرنيخ احمر علك الأنباط زفت جوزبوي جندبادستر ترمس بخل. ضماد الطحال (ألف ب) مَعَ برد غَالب: صَبر وفلفل شونيز حلتيت منتن كبريت جندبادستر خشاشيف محرقة مشكطرامشيع قشر أصل الْكبر ورد الْخلاف وَجوز السرو وجعدة وَحب البان وقسط مر كمافيطوس سقولوقندريون الشربة دِرْهَمَانِ وخل.

ضماد للطحال مَعَ حرارة: ورد الْخلاف وأطرافه وورق اطراف الطرفاء وقشور اصل الْكبر خل خمر أَطْرَاف الآس أَطْرَاف السرو يَجْعَل ضماداً والغاريقون من اجود الْأَدْوِيَة للطحال سقيا وضماداً وَكَذَلِكَ الزراوند والشيطرج وَثَمَرَة الطرفاء والقسط والأفسنتين والدبق والنورة والعاقرقرحا والبورق والجعدة وصمغ اللوز المر والكندر الذّكر والكرو والجوشير والكبريت وحبالبان والفلونيا والحرف والجنطيانا والحلبة والسلجم الْبري يصلح من دَاخل وَمن خَارج.

قرصة نافعة للطحال: قشور أصل الْكبر الْجبلي أسارون زراوند طَوِيل أَرْبَعَة مَثَاقِيل حب الْفَقْد ثَلَاثَة مَثَاقِيل أشق ابيض أسارون فلفل ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بخل خمر وَيجْعَل أقراصاً بطيخ الغاريقون أَو بسكنجبين قد طبخ فِيهِ الغاريقون.

أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض: وصف للطحال الْأَدْوِيَة المحمرة وإدامه إسهال والعلق على الطحال وخل العنصل يتحسى بعد أَن يُمْسِي سَاعَة وَيُصْبِح ويتحسا مِنْهُ حسوات وَيجْعَل مِنْهُ

 

(2/592)

 

 

قَالَ ج: المحجمة إِذا وضعت على الورم الصلب بَالِغَة الْمَنْفَعَة وَلَا يَنْبَغِي أَن تُوضَع فِي أول الْأَمر على الكبد وَالطحَال. قَالَ: والخل مَأْمُون الْعَاقِبَة فِي علاج الطحال الصلب وَكَثِيرًا مَا يَكْتَفِي بِأَن يسحق بالأشق حَتَّى يصير كالطين ويطلى على الطحال الصلب الَّذِي فِيهِ الورم الصلب فيحله.

الْأَعْضَاء الألمة: الطحال إِذا كَانَ فِيهِ ورم أَو سدد أحدث يرقاناً واستسقاء والسدة تكون إِمَّا من ريح غَلِيظَة وتعرفها بالتمدد وَإِمَّا من أخلاط غَلِيظَة وتعرف بالثقل والورم يكون فِيهِ إِحْدَى الْأَرْبَع ويستدل على الْحَار بِسُقُوط الشَّهْوَة والعطش والحملى وصفرة اللَّوْن وَإِن كَانَ بلغمياً فببياض اللَّوْن وَإِن كَانَ سوداوياً فبسواده وخضرته وخبث النَّفس وأعراض السَّوْدَاء.

الْيَهُودِيّ: جوز السرو وأبهل يطْبخ بالخل ويحمى العليل لوجع الطحال ويضمد بِهِ.

الْمَوْت السَّرِيع قَالَ ج: فِي من كَانَ بِهِ وجع الطحال فَعرض لَهُ بطن وأزمن أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى)

الاسْتِسْقَاء.

الْإِنْذَار: من كَانَ بِهِ وجع الطحال فَجرى مِنْهُ دم أَحْمَر وَظَهَرت فِي بدنه فروق بيض لَا تؤلم مَاتَ من الْيَوْم الثَّانِي وَآيَة ذَلِك أَنه لَا يَشْتَهِي شَيْئا.

من الأهوية والبلدان: عظم الطحال ينحف الْجِسْم من اجل انه يَأْخُذ غذاءاً كثير العظمة وَمن أجل أَنه يفْسد مزاج الكبد وتقل قوتها الهاضمة فتفسد لذَلِك مزاج الْجِسْم.

إبيذيميا قَالَ: الغشاء الَّذِي على الطحال يلصق بالغشاء الَّذِي على الْحجاب فَلذَلِك قد يألم الْحجاب (ألف ب) بألم الطحال حَتَّى يكون التنفس مِنْهُ فِي مرَّتَيْنِ وَذَلِكَ أَن الصَّدْر إِذا انبسط وَالطحَال عَظِيم عليل أوجع الطحال فَأمْسك عَن كَمَال انبساطه ثمَّ عَاد فاستوفى ذَلِك ثَانِيَة.

إبيذيميا: الدوالي والبواسير يشفيان من صلابة الطحال وَإِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف دم فطال أبقراط فِيمَا بعد فضلا: إِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف دم فَإِنَّهُ عَلامَة جَيِّدَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي طحاله صلب إِذا حدث لَهُ اخْتِلَاف ذهبت تِلْكَ الصلابة إِذا كَانَت تِلْكَ الأخلاط السوداوية الَّتِي كَانَت ناشية فِي جرم الطحال يستفرغ ويستنفى وَلِأَن هَذَا الاستفراغ كثيرا مَا يُجَاوز الْقدر ويتطاول فِيهِ يضر بِصَاحِبِهِ لِأَنَّهُ يفْسد الأمعاء ويضعف الْحَرَارَة الغريزية

 

(2/593)

 

 

فَيحدث لذَلِك زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء أما زلق الأمعاء فللحدة والخلط والوجع وَأما الاسْتِسْقَاء فلضعف الْحَرَارَة الغريزية.

الأهوية والبلدان: المطحولون أقوى شَهْوَة للطعام وَالشرَاب أسْرع قيئاً وبرازاً فَيحدث لذَلِك زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء أما زلق الأمعاء فللوجع الَّذِي بهَا وَأما الاسْتِسْقَاء فلضعف الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهُ لَا تعْمل فيهم إِلَّا الْأَدْوِيَة القوية جدا.

الميامر: إِن طحال تسرع إِلَيْهِ الصلابة ويعسر بُرْؤُهُ مِنْهَا لغلظ الدَّم العكر الَّذِي يَجِيئهُ فَإِنَّهُ لَا يُمكن فِيهِ إِن ينْحل سَرِيعا وَيحْتَاج إِلَى أدوية تلطف من غير أَن تسخن إسخاناً بينلا كي لَا يغلظ ذَلِك الْخَلْط بِأَكْثَرَ مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ وكي مَا يبْقى للطحال فعله الطبيعي قد تخلط القوابض لِأَن فعل الطحال نَافِع للبدن لِأَن عكر الدَّم إِذا لم يجذبه الطحال آل الْأَمر بِالرِّجَالِ إِلَى فَسَاد المزاج وَيحْتَاج أَن يعالج الطحال بأدوية مرّة قَوِيَّة ويخلط مَعهَا شَيْء مِمَّا يقبض والخل والسكنجبين افضل مَا عولج بِهِ الطحال لِأَنَّهُمَا يلطفان من غير إسخان وَنحن ذاكرون أدوية الطحال الَّذِي فِيهِ ورم)

صلب وَنَدع مَا فِيهِ ورم حَار وَإِن يُسمى مطحولاً من بِهِ تحجر فِي طحاله: حب العرعر جيد لَهُ ولسان الْحمل نَافِع ثَمَرَة الطرفاء يدق وينخل ويسقى ملعقتين بسكنجبين ممزوج وطحال حمَار وحشى نَافِع إِذا سقى مِنْهُ ملغقتين بِمَاء فاتر ثَمَرَة النَّبَات الْمُسَمّى باربعة وَأَرْبَعين فلفل أَبيض سنبل شَامي اشق من كل وَاحِد مثقالان يحل الأشق بخل العنصل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة ويقرصث ويسقى مِثْقَال مَعَ ثلث قوانوس سكنجبين وَقَالَ الَّذِي أعطَاهُ: إِنَّه سقَاهُ خنزيراً أَيَّامًا فَوَجَدَهُ لما ذبحه نافض الطحال.

آخر: ورق العليق الطري وقشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وعنصل مشوي وفلفل أَبيض يقرص ويسقى مثقالين بالسكنجبين.

من أضمدة الطحال الصلب: دَقِيق البلوط رَطْل نورة سِتّ أَوَاقٍ زهرَة حجر أسيوس أَربع أَوَاقٍ قطران اوقية يهيأ على جلد ذِئْب مادام حاراً وَيلْزم على الطحال وأبلغ مِنْهُ مَا يبرأ مِنْهُ أَولا فَإِنَّهُ قوي جدا ويدر الْبَوْل (ألف ب) ضماد نَافِع من يَوْمه: دبر العليل بِالتَّدْبِيرِ الْجيد ثَلَاثَة أَيَّام: يُؤْخَذ مر ودقاق الكندر من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ خَرْدَل قردمانا من كل وَاحِد أوقيتان خل العنصل الْكِفَايَة يدق الْخَرْدَل والقردمانا والكندر والمر يحلان بخل العنصل وَيجمع ويعجن وَيُوضَع على الطحال سبع سَاعَات إِلَّا تسع ثمَّ أدخلهُ الْحمام والضماد عَلَيْهِ وَإِذا استرخى الضماد فَأدْخلهُ الآبزن وليطل الْمكْث فِيهِ وأشمه شَيْئا يمْنَع عسر الغشى وَحل عَنهُ الضماد وأطعمه سمكًا مالحاً مَعَ خبز الشّعير واسقه شرابًا يخالط مَاء الْبَحْر ورضه رياضة صَالِحَة فِي أَيَّام العلاج. آخر: خَرْدَل أصل الْكبر تين لحيم ضماد الْخَرْدَل. آخر: حرف حلبة حب البان يعجن بخل العنصل وقطران هَذَا نَافِع ويبول صَاحبه دَمًا ويستعملقبله دُخُول الْحمام ضماداً وَهُوَ هَذَا: عاقرقرحا عشرُون حب البان ثَمَانِيَة قردمانا ثَمَانِيَة خَرْدَل نصف رَطْل يعجن الْجَمِيع بخل فائق ويضمد وَيتْرك مَا صَبر لَهُ العليل ثمَّ يُؤْخَذ عَنهُ وَيدخل الْحمام ويطلى بعد ذَلِك الْموضع بشمع ودهن ورد.

 

(2/594)

 

 

أرخيجانس: اسْقِهِ ماءاً قد أطفىء فِيهِ الْحَدِيد إِذا كَانَ محموماً وحدة وَإِلَّا فَمَعَ الشَّرَاب واسقه بزر أناغاليس الآسمانجوني سدس مِثْقَال بسكنجبين واسقه جعدة اَوْ كبد الثَّعْلَب أَو اللبلاب الْمُسَمّى بقشوش إِذا عجن برماد الحدادين ويضمد بِهِ أَو يسحق رماد الْكبر بخل أَو يخلا بيقروطي بدهن الْحِنَّاء وضمده أَو دق ورق الشطرج وضمده فَإِذا لذعه فَأدْخلهُ الْحمام وأقلعه)

عَنهُ وَأدْخلهُ فِي مَاء حَار وأمسكه فَإِن لذعه فيشد ويضعف إِلَّا أَن يخرج من الآبزن وَقد برْء وَافْعل هَذَا بِعَيْنِه بأصحاب عرق النِّسَاء أَو خُذ ثجير حب البان فانقعه بخل وضمد بِهِ مَعَ شمع ودهن ورد اَوْ ضمده بدردى خل ثَقِيف اَوْ ضمده بلبد مبلول وَمِمَّا يعظم نَفعه: قشور حب البان وبورق مثل ثلثهَا يجمع بخل ويضمد بِهِ فَإِن ازمنت الْعلَّة فاحجمه بِشَرْط. لى أَخْبرنِي صديق أَنه وجد فِي طحاله غلظاً فَسَقَاهُ الْكِنْدِيّ زنة أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة من الأفيثمون الاقريطشى المسحوق بأوقية سكنجبين أتسهله من الْخَلْط الْأسود إسهالاً وَاسِعًا نَحْو سبع أَو ثَمَان أَو أَكثر وَذهب مَا كَانَ يجد الْكبر بخل إِذا أكل فتح سدد الطحال وَكَذَلِكَ بالخل وَالْعَسَل السلق إِذا أكل فتح سدد الطحال. ابْن ماسويه: الْعَسَل إِن أَدِيم أكله نفع من جسا الطحال المتقادم.

أغلوقن: مَتى كَانَ فِي الطحال ورم صلب فَلَا تقتصر على علاجه بالأضمدة فَقَط لَكِن اسْقِهِ ايضاً من الْبَالِغَة القوية من الْمُقطعَة لِأَنَّهُ يحْتَمل قوتها بِلَا أَذَى يَنَالهُ. وأبلغ فِي ذَلِك من الْأَدْوِيَة: قشور اصل الْكبر وعشبة الطحال وأصل الفلونيا طبخ هَذِه وَنَحْوهَا بالخل وَكَثِيرًا مَا يجس الطحال فيجده يدافع يدك وَلَا ورم صلب فِيهِ لَكِن نفخة (ألف ب) غَلِيظَة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَتقدم أَولا فانطله بدهن قد طبخ فِيهِ أفسنتين ثمَّ ضع عَلَيْهِ ضماداً مَعَه قُوَّة مركبة كضماد الشب والكبريت وَلَيْسَ الْأَدْوِيَة القابضة تضر بِهِ كثرتها إِذا وضعت فِي الأضمدة إِذا كَانَ فِي الطحال نفخة من ريح أَو ورم رخو فَأَما مَتى كَانَ فِيهِ ولرم صلب فَلْيَكُن الْغَالِب فِي الضماد المحللة والقوابض قَليلَة وَيكون هَذِه كزهرة الْملح فَإِن زهرَة الْملح الَّتِي تكون فَوق الْملح فِي الملاحة إِذا جعل على قِطْعَة جلد وَوضع على الطحال من خَارج يذاب بِهِ الورم الصلب الَّذِي يكون فِيهِ.

الْأَعْضَاء الألمة: لَيْسَ بعسر على من تدرب فِي مَا وَصفنَا عَلَامَات علل الكبد أَن يسْتَخْرج علل الطحال قَالَ: وَأما الورام الصلبة الْحَادِثَة فِيهِ والفلغموني فيسهل الْإِدْرَاك باللمس لَهَا لصلابتها وَجل علل الطحال تعم مَعَ علل الكبد ولون الْبدن فِي عِلّة الطحال قريب من لَونه فِي عِلّة الكبد غلا انه فِي الطحال يمِيل إِلَى السوَاد اكثر وَذَلِكَ إِن فعله إِن يجتذب عكر الدَّم وَمَتى ضعفت قُوَّة الطحال الجاذبة فَإِن الدَّم يصير سوداوياً وَيحدث سواداللون وَرُبمَا دفع الطحال الْفضل عَن نَفسه كمتا تدفع الكبد حَتَّى أَنه رُبمَا خرج بالقيء والتهوع دم من جنس السَّوْدَاء وينحدر ايضاً من أَسْفَل على هَذِه الصّفة. لى تعلم أَن هَذَا

 

(2/595)

 

 

كَذَلِك إِذا رَأَيْت صَاحبه صَحِيحا وينفعه ذَلِك فَإِنَّهُ)

أَخْبرنِي أَبُو نصر أَنه تقيأ طستا مملوءاً من هَذَا الدَّم وَيكون هَذَا فِي كل شهر وَينْتَفع غَايَة النَّفْع وَلَا يكون ذَلِك مِنْهُ فِي مرض الْبَتَّةَ قَالَ: قد يهيج الطحال كم من مرّة مِنْهُ إِلَى فَم الْمعدة مفرط الحموضة وَإِذا حدث فِيهِ ورم صلب أحدث استسقاءاً وَإِذا حدثت مَعَه فِي الكبد من يرقان وامتزج ذَلِك المرار بِهَذَا الدَّم حدث اليرقان السود حَتَّى يرى لون الْبدن مختلطاً من صفرَة وَسَوَاد.

الساهر: للطحال من صلابة وريح فِيهِ وَتَحْته: ينقع الْحَرْف فِي الْخلّ يَوْمًا وَلَيْلَة ويلقى عَلَيْهِ من غَد كف دَقِيق شعير ويخبز فِي التَّنور على آجرة لِئَلَّا يَحْتَرِق وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَاصل الْكبر جزؤ فيشرب مِنْهُ فِي الْحمام مثقالان مَعَ ثَلَاثَة أوافق من سنكجبين حامض.

لِابْنِ ماسويه فِي الرّيح الغليظة الَّتِي تَحت الطحال: صفة فِي الْحَرْف فاكتبها.

الساهر للطحال مَعَ حرارة: خُذ الْحَرْف بعد دقه واعجنه بخل خمر فائق واخبزه فِي التَّنور بِقدر مَا يجِف وألط بِهِ ثَمَرَة الطرفاء واشربه بخل خمر والذييجب أَن يسْتَعْمل فِي مسهلاته الغاريقون فَإِنَّهُ جيد.

مطبوخ جيد للطحال: إهليلج اسود وَعشرَة دَرَاهِم قشور اصل الْكبر وثمره وشاهترج وَحب الْغَار وَحب البان يطْبخ وَيجْعَل بياضه غاريقون وإيارج.

الْمِيَاه الَّتِي تشرب لوجع الطحال الْحَار: مَاء الْخلاف مَاء ورق الطرفاء مَاء ورق الغرب (ألف ب) مَاء ورق الْكبر مَعَ ثَلَاثَة أَمْثَاله من سكنجبين.

حب يسهل الطحال: قشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء دِرْهَم دِرْهَم خربق أسود دانقان تَرَبد نصف دِرْهَم حب البان مثله غاريقون دِرْهَم اشق دانقان يعجن بِمَاء ورق الطرفاء.

أَقْرَاص الطحال الصلب مَعَ حرارة: قشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء وزراوند طَوِيل وفنجنكشت وسقولوقندريون وبزر الشكوث وبزر الهندباء وغاريقون وراوند صيني وأفسنتين وسنبل وَورد يعجن بِمَاء ورق الْخلاف وَيشْرب مِنْهَا مِثْقَال بِمَاء الكشوث اَوْ الْخلاف المغلي وسنكجبين جيد لفساد المزاج.

أهرن: ينفع للطحال الْعُرُوق الصفر الزراوند والأفسنتين والحرف والجعدة والقردمانا والأشج والأسارون وَالْكبر فَهَذِهِ روؤس أدوية الطحال.

للطحال مَعَ حرارة: يسقى دِرْهَمَانِ من بزر رجلة بخل وَمَاء فَإِنَّهُ جيد أَو خُذ أبهل وَجوز)

السرو غير نضيج فانقعه فِي الْخلّ واسقه مِنْهُ وَهُوَ نَائِم على يسَاره وضمده بالثفل وجفف قشور القرع واسقه مِنْهُ مِثْقَالا بخل جيد قَالَ: وَإِذا ضمدت الطحال فَلَا تسرف فِي المحللات لِئَلَّا يتحجر مل بَقِي لَكِن امتثل فِيهِ قانون الأورام الصلبة.

 

(2/596)

 

 

وَمن جِيَاد أدويته: الأشق والخل تحله فِيهِ ثمَّ يطلى مِنْهُ على الطحال وتوضع فوفه قطنة وينفع ورق القرع يطْبخ بخل ويضمد بِهِ.

سرابيون: يحدث فِي الطحال ضعف القوى الرّبع والأرباح الصلبة فِي اكثر الْأَمر والحارة فِي القل فَإِذا ضعفت الْقُوَّة الجاذبة صَار الدَّم سوداوياً وَإِن ضعفت الماسكة حدث عِنْد ذَلِك إسهال سوداوي وَإِن ضعفت النغيرة حدث ضَرُورَة أمراض على نَحْو مَا مَال إِلَيْهِ التَّغَيُّر وَإِن ضعفت الْمُغيرَة حدث ضَرُورَة أمراض على نَحْو مَا مَال إِلَيْهِ التَّغَيُّر وَإِن ضعفت الدافعة حدث أمراض وَقلة الشَّهْوَة لِأَن الشَّهْوَة إِنَّمَا تكون إِن تنْدَفع السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة وورم الطحال يلْحق فِي أَكثر الْأَمر بالحس لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر صلب فَإِن لم يُوقف عَلَيْهِ فَلذَلِك لقلته أَو لِأَنَّهُ فِي أعليه فَحِينَئِذٍ فاعرفه من وجع يحدث فِي مشط الطتف الْأَيْسَر لِأَن ديافرغما يألم فألمه وَلذَلِك كل من كَانَ فِي طحاله ورم غليظ مفرط الغلظ والعظم يكون تنفسه التنفس الْمُنْقَطع المتضاعف وَهُوَ الَّذِي يُسمى نفسا بكائياً كَمَا يعرض للصبيان لأَنهم يستمرؤن الانبساط فِي مرّة للوجع الَّذِي ينالهم وَإِن كَانَ الوجع فلغمونيا فغنه يحدث مَعَه تلهب إِلَّا فثقل وصلابة من غير لهيب فَإِن ألم الكبد مَعَ الطحال حدث الاسْتِسْقَاء وَقد يرم الطحال من ريح تمدده وَهَذَا الورم يكون بِلَا ثقل وَيجب إِن تحفظ قُوَّة الطحال عِنْد المداواة فعلا عَظِيما نَافِعًا وَتَكون أدوية قَوِيَّة لِأَن أورامه غَلِيظَة وَلِأَن مادتها غَلِيظَة وَذَلِكَ يكون بالمرة والقابضة فأبدا أَولا إِن كَانَت فِيهِ سدد بفصد الباسليق الْيُسْر بعد ذَلِك وغن كَانَت حرارة فماء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس وأطراف الطرفاء وَالْخلاف والغرب وَمَاء ورق الْكبر والسكنجبين وَأما الرِّيَاح (ألف ب) الغليظة الَّتِي من شَأْنهَا أَن تنفخ الطحال والأورام الْحَادِثَة فِيهِ فاسكب عَلَيْهِ دهن الأفسنتين وضمد بضماد الشب والبري والبورق والراتينج والزفت والجوشير وتحر أَن تكون القابضة أغلب والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِيهِ ورم غليظ جاسي يَنْبَغِي أَن تكون القابضة أغلب والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِيهِ ورم غليظ جاسي يَنْبَغِي أَن تكون القابضة أقل مثل زهرَة الْملح فَإِن من شَأْنهَا أَن تبرىء صلابة الطحال وَيصْلح ايضاً فِي الورام الرخوة والرياح الغليظة إِن اسْتعْمل التكميد بالنخالة المطبوخة)

بخل وشب فَإِن من شَأْن النخالة أَن تذيب غلظ الطحال بِسُرْعَة وَيصْلح التكميد الْمُتَّخذ بخل خمر ثَقِيف قد طبخ فِيهِ سذاب وفوذنج وبورق وَجوز السرو وَثَمَرَة الطرفاء فَإِن لم تكن حمى فَاجْعَلْ فِي أضمدة الطحال الصلب أشقا ومقلا وضماد إكليل الْملك والسذاب والتين والبورق وَمِمَّا هُوَ جيد للرياح المحجمة بالنَّار تلصق عَلَيْهِ أَو بالمص العنيف وينفع من ريح الطحال أَن يُؤْخَذ حرف بابلى ثَلَاثُونَ درهما ويدق وينخل بحريرة ويعجن بخل خمر ثَقِيف وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص دقاق ويخبز فِي التَّنور على آجرة أَو فِي طابق حَتَّى يحمر ويجف وَلَا يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط بِهِ من الْفَقْد عشرَة دَرَاهِم وَثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة دَرَاهِم سقولوقندريون سَبْعَة دَرَاهِم منخولة بحريّة وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين والخل جيد للطحال لِأَنَّهُ يقطع وَلَا يسخن وَلَا يجب أَن تكون الْمُقطعَة شَدِيدَة الإسخانلأنها تحجر مَادَّة الطحال تحجراً شَدِيدا.

مطبوخ يصلح للطحال: حب الْفَقْد وَثَمَرَة الطرفاء وورق الْكبر وثمرته وافسنتين

 

(2/597)

 

 

وأستوخدوس وَجوز السرو وَلَك وفوة وراوند صيني وفوذنج نهري ويطبخ بخل خمر ثَقِيف وَيُعْطى أوقيتين على الرِّيق.

آخر: يُؤْخَذ أصل الْكبر وعشبة الطحال ينفع بسكنجبين ويسقى فغن اسْتعْملت هَذِه وَرَأَيْت الورم الجاسي على حَاله فضع عَلَيْهِ محاجم مَعَ شَرط وافصد الوداج الْيُسْر واكو خمس كيات أَو سِتا بِمرَّة تَأْخُذ حَدِيدَة لَهَا سِتّ أصابيع أَو خمس فتحميها وتضع عَلَيْهِ واحفظ الْجِرَاحَات مُدَّة لَا تندمل فَإِنَّهُ من احْتمل الكي لم يحْتَج إِلَى علاج آخر الْبَتَّةَ وَقد جربت هَذَا الدَّوَاء.

آخر: يُؤْخَذ كاعظ فَيقطع على قدر الطحال ويغمس وينثر عَلَيْهِ خَرْدَل مسحوق وَيلْزم الطحال قدر مَا يحْتَملهُ العليل من الْمدَّة ثن اغسل الْموضع بِمَاء فاتر وينفع من صلابة الطحال البان اللقَاح مَعَ الْأَدْوِيَة المفتحة للسدد.

مَجْهُول قَالَ: يشرب للطحال ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم نصف رَطْل من مَاء السويلا فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ وَأَنا أرى إِن هَذَا حَار جدا فَوق الْغَايَة يحْتَاج أَن يتوقى وَقَالَ: الفلنجمشك يذهب غلظ الطحال جيد فِي ذَلِك قَالَ: وينفع من غلظ الطحال الْحمام والكماد والحجامة على الطحال وَحكى لي صديق انه أَنْفَع قطع لبد (ألف ب) فِي خل فائق جيد لَا بعده ثمَّ دخل الْحمام فِي الْبَيْت الْحَار فَنَامَ على ظَهره وَكَانَ يضع مِنْهَا وَاحِدَة على طحاله ويقطر ذَلِك الْخلّ عَلَيْهِ فعل ذَلِك مَرَّات فِي أَيَّام فاصمصل غلظ طحاله الْبَتَّةَ لى هَذَا يصلح إِذا كَانَ مَعَ الطحال حرارة.)

تمّ السّفر السَّابِع من الْكتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ على مَا جزاه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا رَحْمَة الله ويتلوه فِي الثَّامِن فِي قُرُوح الأمعاء والزحير وَالْفرق بَينهمَا وَبَين سَائِر الِاخْتِلَاف الدموي والمغص والورم فِي المعى وَالِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم والعلامات الْعَارِضَة فِيهِ والأدلة على ذَلِك وعلاج جَمِيعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(وَصلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)

 

(2/598)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

(الْجُزْء الثَّامِن)

 

(3/6)

 

 

(أمراض الأمعاء)

(قُرُوح الأمعاء والزحير) وَالْفرق بَينهمَا وَبَين سَائِر اخْتِلَاف الدَّم والمغص والورم فِي الأمعاء وَالِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم: 3 (المغس) نَوْعَانِ: نوع من الرّيح فاطلب علاجه فِي بَاب الأوجاع وَفِي بَاب الْمعدة حَيْثُ النفخ يفرق بَينهمَا أَعنِي المغس ثمَّ ينزل علاج الَّذِي لَيْسَ من ريح هَاهُنَا يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة واستعن بِبَاب النفخ.

إِن كَانَ من القروح فِي الأمعاء الْغِلَاظ فأكثرها تحْتَاج إِلَى الحقن وَمَا كَانَ من الدقاق فَيحْتَاج إِلَى أدوية من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ أَن بعْدهَا عَن الْمعدة والفم سَوَاء. 3 (الثَّامِنَة من) 3 (حِيلَة الْبُرْء) يتَّخذ لأَصْحَاب قُرُوح الأمعاء والذرب خبز يَقع فِي عجينه خل. لي قَالَ: مِمَّا ينفع هَؤُلَاءِ وَهُوَ خَفِيف الْمُؤْنَة يُؤْخَذ بيض فيسلق بِمَاء وخل وسماق سلقاً قَوِيا ويغذون بصفرته وَليكن غذاؤهم قَلِيلا فَإِنَّهُ أَجود وَقَالَ: إِذا كَانَ فِي الأمعاء لذع قوي فأحقن بشحم البط وشحم الدَّجَاج فَإِن لم يتهيأ فشحم الْمعز فَإِن لم يتهيأ هَذِه فدهن عذب وشمع مغسول.

الثَّانِيَة عشر:) 3 (قَالَ:) 3 (حقنة صَاحب قرحَة الأمعاء) 3 (بشحم الماعز والقيروطي لَيست مِمَّا يُبرئ القرحة وخاصة إِن كَانَ فِيهَا شَيْء من) 3 (العفونة بل مِمَّا يسكن اللذع والوجع فيستريح الْبدن إِلَيْهِ وَيُقَوِّي الْقُوَّة إِذا كَانَ قد أجهدها) 3 (شدَّة الوجع وخفنا عَلَيْهَا الانحلال فَأَما إِذا رَأَيْت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإنَّا كثيرا مَا نَفْعل ضد) 3 (ذَلِك مِمَّا يقْلع أصل الْمَرَض وَإِن كَانَ يوجع وجعاً شَدِيدا فيحقن العليل بأَشْيَاء لذاعة) 3 (غَايَة اللذع فَإِن كثيرا من النَّاس يبلغ من نجدتهم وصبرهم أَن يختاروا العلاج الصعب) 3 (الْقَلِيل الزَّمَان على الأوفق الَّذِي زَمَانه أطول وَهُوَ أسلم فَإِن رجلا كَانَ يداوي قُرُوح) 3 (الأمعاء باقتدار وَقُوَّة ونجدة فَكَانَ يبريء خلقا كثيرا سَرِيعا من يَوْمه وَكَانَ يقتل بَعضهم) 3 (وَهُوَ أَنه كَانَ يطعم العليل مَعَ خبزه بصلاً من الَّذِي يُقَال لَهُ فوطاً وَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يقل) 3 (الشَّرَاب ثمَّ يبكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء وملح ثمَّ يحقنه بدواء قوي فَكَانَ من فِي قوته) 3 (احْتِمَال ذَلِك يبرأ من يَوْمه برءاً تَاما وقوياً مِمَّن لَا يحْتَملُونَ ذَلِك يتشنجون أَو يتجلاهم)

 

(3/7)

 

 

3 - (الغشي مَعَ نداوة فِي الْبدن لشدَّة الوجع ويموتون. لي إِذا رَأَيْت فِي الأمعاء قد هاج من) 3 (شدَّة الوجع غشى وقلق فاحقن بشحم الْمعز وَلَا تدافع بِهِ فَتسقط الْقُوَّة وَيَمُوت العليل) 3 (لَكِن عجل ذَلِك فَإِنَّهُ بتعديله للخلط ينفع أَيْضا حَتَّى إِذا سكن الوجع وهدأ وتراجعت) 3 (الْقُوَّة فَانْظُر فَإِنَّهُ رُبمَا لم يرجع الوجع لِأَن الْخَلْط يكون قد انحل وَرُبمَا رَجَعَ وَذَلِكَ إِن) 3 (الأولى من)

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

قَالَ: إِذا خرج بالإسهال طبقَة من الأمعاء لَهَا عرض أكبر من مِقْدَار أمعاء الدقاق فَلَيْسَ حدسك بِبَعِيد أَن يكون من الأمعاء الْغِلَاظ. قَالَ: كَانَ رجل يُصِيبهُ لذع فِي أمعائه ثمَّ يقوم بعد ذَلِك بِمدَّة طَوِيلَة فَيخرج مِنْهُ برَاز مَعَ رطوبات فَاسِدَة وأصابه بعقب أَخذ السقمونيا فحدست أَن أمعاءه الْعليا أضّر بهَا السقمونيا فأطعمته القوابض فبرئ وَلَو كَانَ سَاعَة يجد اللذع يقوم لَكُنْت أحدس أَن الْعلَّة فِي الأمعاء السُّفْلى. تعرف هَل القرحة فِي الأمعاء الْعليا أَو السُّفْلى من نَحْو الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ قشور غِلَاظ كبار فالعلة فِي الْغِلَاظ وبالضد وَإِن كَانَ الْقيام يكون بعد الوجع بِمدَّة فالعلة فِي الدقاق وَإِن كَانَ الثّقل غير مختلط فالخراطة وَالدَّم والوجع فِيمَا قرب من)

الدبر بِقدر اخْتِلَاط الثّقل بالخراطة تكون الثِّقَة بِأَن القرحة فِي الْعُلُوّ فَإِن كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَهُوَ فِي أَعلَى الأمعاء.

فِي تَدْبِير قُرُوح الأمعاء من علل الكبد الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: لَيْسَ مَتى خرج الدَّم وَإِلَى الْأَعْرَاض الازمة والأعضاء العليلة فَإِنَّهُ قد يكون عَن ضعف الكبد إسهال كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الطري الْمَذْبُوح وَإِذا رَأَيْت إسهال الدَّم فَانْظُر فِي حَال الكبد وَالطحَال وَانْظُر هَل قطع من العليل عُضْو مثل يَد أَو رجل فَإِن خلقا كثيرا لما قطعت أَيْديهم أَو بعض أعضائهم صَار ذَلِك الدَّم الَّذِي كَانَت تغتذي بِهِ تِلْكَ الْأَعْضَاء فضلَة تخرج عَن الْجِسْم وَأما دم البواسير وَنَحْو ذَلِك فَلَا أحتاج أَن أَقُول فِيهِ وَيكون فِي علل الكبد ضروب من اخْتِلَاف الدَّم فَانْظُر فِي بَاب الكبد لتعرف ذَلِك واقرء الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة من حَيْثُ ذكر علل الكبد إِلَى آخر الْمقَالة وَالدَّم الَّذِي يَدْفَعهُ الطبيعة لقُوَّة الْجِسْم وَصِحَّته وامتلائه دم صَحِيح جيد وَلَا وَجمع مَعَه.

وَمن اخْتِلَاف الدَّم عَن الطحال السَّادِسَة: رُبمَا دفع الطحال فضلَة يخرج عَن الْإِنْسَان دم عكر أسود بِلَا وجع وَذَلِكَ زَائِد فِي الصِّحَّة. لي فتش أبدا عَن خُرُوج الدَّم من الْبدن عَن حَال الْأَعْضَاء هَل يخرج بوجع أَو لَا وكمية الدَّم وكيفيته وَهل فِي الْبَطن عُضْو عليل أم لَا وَسَائِر مَا تقدم لِئَلَّا تغلط فِي حَالَة. 3 (تَفْصِيل لقروح الأمعاء والكبد) قَالَ: يجب أَن تعلم أَن إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الْقرح

 

(3/8)

 

 

الأمعاء أَنه لَا يحدث دفْعَة كَمَا يحدث تِلْكَ الْأُخَر وَيكون فِي أول الْعلَّة إسهال مرار تلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك مَعَ الخراطة دم قَلِيل وَذَلِكَ تكون عِنْد مَا تكون القرحة قد استحكمت فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ الخراطة شَيْء من جنس السمين فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يخرج مَعَ الخراطة والثفل دم فَانْظُر فِي الدَّم فِي الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الدَّم شَدِيد الِاخْتِلَاط بِمَا يخرج منعقداً بِهِ فالقرحة فِي الْعليا وَإِن كَانَ طافياً عَلَيْهِ منحازا عَنهُ فالقرحة فِي السُّفْلى وَكَذَلِكَ فَانْظُر فِي الخراطة أمختلطة هِيَ أعنى بالثفل اختلاطا محكما أَولا واحكم بِحَسب ذَلِك إِلَّا أَن ذَلِك فِي الخراطة أقل تَبينا مِنْهُ فِي الدَّم وَكَذَلِكَ إِن خرجت فِي الإسهال قشرة قرحَة فَإِن عظمها يدل على موضعهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ لعظمها واختلاطها بِمَا يخرج أَيْضا فَإِن كَانَت فِي الْعليا فَهُوَ ينْتَفع بِالَّذِي يشرب وَإِن كَانَت أدنى الأمعاء فبالحقن وَإِن كَانَت فِي الْوُسْطَى فبينهما.

تَفْصِيل بَين قُرُوح الأمعاء ووجع الكبد قَالَ: وَيفرق بَين هَذَا وَبَين إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الكبد أَن ذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ فِي أول الْأَمر مثل مَاء اللَّحْم ثمَّ بعد ذَلِك إِذا تزيدت الْعلَّة خرج الإسهال خلط غليظ شَبيه بدردي الشَّرَاب وَلَا يكون مَعَه شَيْء من جنس الخراطة فَإِن هَذَا الإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ مَرَاتِب كَثِيرَة وفترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاود فَيخرج أنتن من الأول وأردأ وَلَيْسَت الْحَال فِي قُرُوح الأمعاء 3 (الزحير) قَالَ: أما القروح الَّتِي تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيُقَال لَهَا الزحير فَإِنَّهَا تحدث تزحرا شَدِيدا جدا وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلكنه لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء النزر وَهَذَا الشَّيْء يكون فِي أول الْأَمر ورقيقا حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَيكون كلما ينزل مِنْهُم من غير مختلط لما ينحدر فَوق أعنى الثفل وَقد ذكر قوم أَن بعض هَؤُلَاءِ خرج مِنْهُم بعقب تزحر شَدِيد وَلم أره قطّ وَلَا سمعته من إِنْسَان رَآهُ.

جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الخراطة الْعِظَام العراض الشبيهة بالأغشية تدل على أَن الْعلَّة فِي الأمعاء الْغِلَاظ والخراطة الرقيقة وَالصغَار الَّتِي هِيَ كالنخالة تدل على أَنه فِي الدقاق.

الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرّة مداخلة الجرم الأمعاء. لي أرى هَذَا الْكَلَام يُرِيد بِهِ المغس.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض على الكبد نَوْعَانِ من اخْتِلَاف الدَّم أَحدهمَا الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْقَرِيب الْعَهْد بِالذبْحِ إِذا غسل وَلآخر الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردي وَيكون ذَلِك من طول بَقَاء الدَّم فِي الكبد وعسر نُفُوذه إِلَى قُدَّام فيحترق ويسود ويتوهم النَّاس أَنه مرّة سَوْدَاء وَلَيْسَ لَهُ بريقها، قَالَ: وَقد يشبه هَذَا بقروح الأمعاء وَذَلِكَ أَن

 

(3/9)

 

 

هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم اللذع فِي الأمعاء كَالَّذِين بهم قُرُوح الأمعاء لِأَن الَّذين بهم قُرُوح الأمعاء لِأَن هَذَا الدَّم حَار محترق، وَقَالَ: فَجَمِيع اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة: أَحدهَا الدَّم الَّذِي يستفرغ بأدوار مَعْلُومَة ويعرض لمن يقطع بعض أَعْضَائِهِ وَلمن ترك الرياضة وَنَحْوهَا وَالثَّانيَِة استفراغ الدَّم الشبيه بغسالة اللَّحْم وَالثَّالِث الِاخْتِلَاف الشبيه بعكر الدَّم الَّذِي لَهُ بريق مَا وَهَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف يستفرغ بهَا دم كثير دفْعَة فَأَما الصِّنْف الرَّابِع الَّذِي من قُرُوح الأمعاء فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا بَين فترات يسيرَة وَرُبمَا كَانَ دَمًا مَحْضا كَانَ قد صَار علقا وَرُبمَا خالطه قيح وقشور القروح وأجسام غشائية وَهِي أَجزَاء من الأمعاء وَقد تخرج مِنْهُ قطرات دم فَوق الثفل وَقد ذكرنَا سَبَب اخْتِلَاف الدَّم المائي الشبيه بغسالة اللَّحْم الطري وبالدم الشبيه بالسوادء الْكَائِن عَن الكبد فِي بَاب الكبد. لي مَعَ اخْتِلَاف الدَّم العكر هُلاس لِأَن الدَّم الَّذِي يكون عكرا لَا يقدر أَن يمْضِي إِلَى قُدَّام وَلَيْسَ مَعَه عَلَامَات ضعف الكبد وَمَعَ مَاء اللَّحْم عَلَامَات ضعف الكبد نحرر هَذَا إِن شَاءَ الله.

اسْتَعِنْ بالسادسة من العطل والأعراض الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الطَّبِيب:)

إِذا رَأَيْت هذَيْن الاختلافين فاقصد فِي الْأسود إِلَى تفتيح السدد لينفذ الدَّم فاقصد فِي مَاء اللَّحْم إِلَى إسخان الكبد فَإِنَّهُمَا ليسَا من قُرُوح فِي الأمعاء فَأَما القروح والجائي بأدوار فَلَنْ يخفى عَلَيْك. لي هَذَا الِاخْتِلَاف شَبيه بالمرة السَّوْدَاء وقروح الأمعاء الكائنة عَن الْمرة السَّوْدَاء قاتلة فليفرق بَينهمَا بالوجع إِن كَانَ قَدِيما فِي الكبد والحميات وَإِن هَذَا الدَّم لَيْسَ لَهُ من الحدة والبونق مَا للسوداء. قَالَ: فَأَما الزحير فَإِنَّهُ قرحَة تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم والزحير أَشد فِيهَا مِمَّا فِي قُرُوح الأمعاء كثيرا جدا.

نوع من اخْتِلَاف الدَّم من اخْتِلَاف الدَّم ضرب يكون عَن ذوبان الكبد فَيكون اخْتِلَاف دم صديدي لَا يكون عَن عِلّة الكبد لَكِن يكون عَن ذوبان الأخلاط ورقتها وانحلال اللَّحْم وذوبانه وسيلانه فاستدل عَلَيْهِ ينقصان الْبدن وَعدم ضعف الكبد.

ابْن ماسويه: من سحج وَيحْتَاج أَن يلين بَطْنه فلينه بلعاب بزر الخطمى وبزره وبزر مر وبزر قطونا يسقى مَعَ شَيْء من هَذِه بنفسج. الميامر: السَّادِسَة من الأقراص والأدوية الَّتِي وصفت هُنَاكَ لنفث الدَّم وَقد ذَكرنَاهَا نَحن نؤلف من القابضة والمقوية والمخدرة واللطيفة الحارة لسقط مِنْهَا اللطيفة الحارة ويسقى لقروح الأمعاء فَإِنَّهَا عَجِيبَة على مَا ذكر.

قرص جيد لاخْتِلَاف الدَّم وقروح الأمعاء بزر الْورْد وطراثيث وجلنار وطباشير وطين

 

(3/10)

 

 

مختوم وصمغ وكندر وبزر بنج وأفيون يعجن بعصارة لِسَان الْحمل ويسقى مِنْهُ قرص فِيهِ دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يمسك الْبَطن سَرِيعا. واستعن بالسابعة من الميامر فَإِن فِيهَا أقراصا نافعة لقروح الأمعاء وتأليفها من المخدرة والقابضة وَفِي بعض الْمَوَاضِع مِمَّا يدر الْبَوْل مَعهَا الأفيون مَتى احْتمل سكن وجع الزحير وقروح الأمعاء.

التَّاسِعَة من 3 (الميامر لقروح المعي) بزر الْورْد أفيون قاقيا صمغ جلنار طراثيث جُزْء جُزْء لِسَان الْحمل مثله حضض هندي مثله يعْمل مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال.

دَوَاء يَقُول جالينوس إِنَّه اسْتَعْملهُ: عفص وثمر الأثل وأفيون بِالسَّوِيَّةِ ويسقى مِنْهُ نصف مِثْقَال.

آخر يُسمى الْمُعَلق قافيا خَمْسَة وَعِشْرُونَ بزر بنج عشرَة سماق تسعون كندر وَاحِد يَجْعَل أقراصاً بشراب قَابض. 4 (معجون جيد لقروح المعي) 4 (قرص عَجِيب جدا يذهب الِاخْتِلَاف فِي شربة) قشور بيض محرقة خَمْسَة عشر حب الآس خَمْسَة وَعِشْرُونَ أفيون عفص عشرَة عشرَة عصارة لحية التيس أصل اليبروج اثْنَا عشر طين مختوم وكندر عشرَة عشرَة بزر كرفس عشر بزر بنج عشرَة قافيا خَمْسَة يجمع الْجَمِيع بطبيخ السماق ويسقى للمحموم بِمَاء وَإِلَّا بشراب أسود قَابض. 4 (أَقْرَاص الزرانيخ للحقنة) قرطاس محرق وشب وزرنيخ أَحْمَر وعصارة حصرم وتوبال النّحاس وزعفران وأفيون ونورة لم تطفأ يعجن بطبيخ حب الآس ويقرص ويحقن بِهِ بِوَزْن ثَلَاثَة مَثَاقِيل بعصارة لِسَان الْحمل. لي تُؤْخَذ نورة وقلي وراتينج وقافيا وعفص يربى بالخل أَيَّامًا ويقرص ويحقن بِوَاحِدَة بِمَاء لِسَان الْحمل أَو بِمَاء الْعَسَل قَالَ أَقْرَاص الزرانيخ يجب أَن تدفن فِي ثجير الْعِنَب لِئَلَّا تنْحَل قوتها. 4 (حب يقطع الخلفة وقروح الأمعاء من سَاعَته) عفص فج أَرْبَعَة أفيون اثْنَان ناتجة وَاحِد بزر كرفس جبلي كالحمص وَيُعْطى عِنْد الْحَاجة. 4 (طلاء يطلي على الْبَطن فِي الخلفة وقروح المعي) قافيا أفيون طراثيث بزر كرفس وَيجْعَل قرصا وَعند الْحَاجة يطلي بطبيخ الْعِنَب.

الأخلاط الأولى قَالَ: قد يسْتَعْمل جلّ النَّاس فِي قُرُوح المعي إِذا عفنت الحقنة بِمَاء الْملح كَمَا قد يغسلون بِهِ مَا قد عفن وَإِذا خرج ذَلِك وظنوا أَن القروح قد تعفنت وَإِلَّا عَادوا ذَلِك ثمَّ حقنوه بِالَّتِي تصلح العفونة وَرُبمَا خرج مَعَ مَاء الْملح قشور من الأمعاء عِظَام. لي هَذَا يَنُوب عَن حقن الزرانيخ لِأَنَّهُ ينقي القروح ثمَّ يحقن بالمجففة والمقوية الَّتِي قد

 

(3/11)

 

 

جرت بهَا الْعَادة قَالَ جالينوس: اسْم المغس يَقع على تلذيع الأمعاء الْكَائِن بِلَا استفراغ قَالَ: وَجَمِيع مفسري الْكتب قَالُوا فِي قَول أبقراط إِن المغس إِذا كَانَ أَسْفَل السُّرَّة كَانَ الْبُرْء أَهْون وَأما الأمعاء الدقاق وَفَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ أَشد وأصعب. ج: هَذَا فِيهِ نظر لِأَن الزحير والقلونج من أَشد الأوجاع الَّتِي لَا اخْتِلَاف مَعهَا. لي إِنَّمَا استفتح جالينوس هَذَا على هَؤُلَاءِ الْقَوْم بِسَبَب اشْتِرَاك المغس وَبَين وجع القولنج وَبَين المغس فرق كثير وَكَذَلِكَ بَينه وَبَين الزحير وَذَلِكَ لِأَن التزحر هُوَ الانزعاج إِلَى إِخْرَاج البرَاز والقولنج وجع لَا يُوهم أَن مَعَه خُرُوج البرَاز فَأَما المغس فَإِنَّهُ ريح تَدور مَعَ رُطُوبَة توهم أَنه يكون خُرُوج)

البرَاز ثمَّ لَا يكون أَو يكون أقل مِمَّا أنذر. 4 (الرَّابِعَة من الْفُصُول:) قَالَ: المغس يكون عَن تلذيع شَدِيد وَيكون من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذا لَكِنَّهَا منحصرة فِي لفائف الأمعاء. لي يجب أَن يثبت وَينظر فِي التَّدْبِير وَالسَّبَب الْمُتَقَدّم فَإِن المغس إِذا كَانَ من خلط حَار أضرته الْأَدْوِيَة الحارة جدا وَاحْتَاجَ إِلَى الماسكة كشحم البط والأمراق الدسمة وَهَذَا فِي الْأَكْثَر يكون بعقب الإسهال وَنَحْوه وَالثَّانِي من ريح غَلِيظَة بعقب التخم والامتلاء.

الرَّابِعَة: قَالَ أبقراط: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة السَّوْدَاء فَإِنَّهُ قَاتل. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء لِأَنَّهُ فِي كَثْرَة مرورها بالأمعاء تسحجها وَهَذَا يبرأ كثيرا فَأَما السحج الَّذِي يكون ابتداءه عَن الْمرة السَّوْدَاء فَلَيْسَ يبرأ لِأَنَّهُ قريب من السرطان وَإِذا كَانَت القروح السرطانية فِي ظَاهر الْجِسْم فَهِيَ عسرة الْبُرْء فبالحرى أَن تكون الدَّاخِلَة لَا تَبرأ إِذا الدَّوَاء لَا يلقاها والفضول تمر بهَا دَائِما وَإِذا خرج فِي قُرُوح الأمعاء قطع فَذَلِك مميت قَالَ: لِأَن قُرُوح المعي مَا دَامَت فِي حد التكون والابتداء تكون مَا يخرج مِنْهَا أجسام شحمة ثمَّ يخرج بعد ذَلِك إِن لم يَنْقَطِع الِاخْتِلَاف وَتَكون خراطة وَهَذِه الخراطة إِنَّمَا هِيَ من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِلَة ثمَّ بعد ذَلِك يتجرد الشَّيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا وَفِي هَذَا الْوَقْت تكون القرحة قد جرت وفرغت فَإِذا خرج فِي البرَاز شَيْء من جَوْهَر الأمعاء لَهُ عظم حَتَّى يجوز أَن يُقَال قِطْعَة 4 (الْخَامِسَة فِي حِيلَة الْبُرْء:) قَالَ: المغس يكون إِمَّا من ريَاح كَثِيرَة وَلَا تَجِد منفذا لِلْخُرُوجِ وَإِمَّا من خلط لذاع ويعين على حُدُوث. النَّوْع الأول التملي من الطَّعَام والأشربة المنفخة والسكون وَقلة الْحَرَكَة بعده. لي فعلاجه إِذا بالضد. 4 (السَّادِسَة:) الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء وَهُوَ مَعَ الْحمى أردأ. ج: سحج المعي يكون فِي أول الْأَمر من خلط حاد يمر بالأمعاء فِي ذَلِك الْوَقْت

 

(3/12)

 

 

وَيكون السحج ظَاهر الأمعاء فَإِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن يزِيد عمقه وَيصير فِي الْأَكْثَر فِيهِ عفن وَفِي ذَلِك الْوَقْت تألم الْمعدة مَعَ الأمعاء بالمشاركة فينالها الضَّرَر فِي الاستمراء ثمَّ أَن الآفة تتراقى حَتَّى ينَال فَم الْمعدة بالمشاركة للمعدة فَيعرض)

عِنْد ذَلِك لصَاحب الْعلَّة ذهَاب الشَّهْوَة فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة من أجل فضول تجْرِي إِلَى الْمعدة من الكبد وَهِي الَّتِي قُلْنَا إِنَّهَا تسحج المعي فتطفو فِي الْمعدة وَتصير فِي فمها وبخاصة إِذا كَانَت مرارية. لي إِنَّه قد يكون فِي بعض الأحيان بلغم مالح فَيعرض مِنْهُ ذهَاب الشَّهْوَة فَأَما مَتى حدث هَذَا الْعَارِض بعد طول اخْتِلَاف الدَّم فَإِنَّهُ يدل على موت الشَّهْوَة ثَانِيَة فَإِن حدثت مَعَ ذَلِك حمى قلا يَخْلُو حِينَئِذٍ إِمَّا أَن يكون فِي الأمعاء عفن وَإِمَّا ورم عَظِيم والعليل لذَلِك على خطر. 4 (السَّابِعَة من الْفُصُول:) إِذا حدث عَن اخْتِلَاف مرار صرف اخْتِلَاف الدَّم فَذَلِك رَدِيء لِأَن القرحة تكون أقوى لِأَن المرار الصّرْف الَّذِي لَا تخالطه رطوبات أخر أَشد حراقة.

طبيعة الْإِنْسَان الأولى: قد يكون ضرب من اخْتِلَاف الدَّم لَا عَن قُرُوح الأمعاء لَكِن عَن كَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم فتدفعه الطبيعة إِلَى نَاحيَة الأمعاء كَمَا تَدْفَعهُ فِي النِّسَاء فِي الرَّحِم وَفِي أَصْحَاب البواسير. لي هَذَا الصِّنْف لَا يكون مَعَه وجع وَيكون مَعَه امتلاء ظَاهر فِي الْجِسْم وَالْقَصْد يُبرئهُ.

الثَّانِيَة: من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ ج: قد رَأَيْت كثيرا مِمَّن ترك عَادَة جرت لَهُ برياضة قَوِيَّة وأعمال وحركات تستفرغ بَطْنه أَشْيَاء دموية لَيست بيسيرة ورطوبات لزجة بالبول وَالْبرَاز.

الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ قُرُوح الأمعاء فَظهر خلف أُذُنه الْيُسْرَى بثر أسود شبه حب الكرسنة واعتراه مَعَ كتاب العلامات إِذا عرض الورم فِي البواب عرض وجع شَدِيد فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَلم يخرج الرجيع إِلَّا فِي زمن طَوِيل وَكَثْرَة النفخ وَإِذا ورم الصَّائِم عرض الوجع فِي الْأَيْسَر وَخرج الرجيع فِي زمن طَوِيل إِذا ورم القولن عرض لصَاحبه وجع الْجَانِب الْأَيْسَر مِمَّا يَلِي الطحال والصلب فَمن أجل ذَلِك يظنّ الْأَطِبَّاء أَن الوجع فِي الطحال أَو فِي الكبد أَو فِي الكلى أَو فِي الصلب يعرض لَهُ وعطش وَقلة شَهْوَة وَبرد فِي أَطْرَاف الْبدن وعرق كثير واحتباس الْبَطن وصداع وقرقرة وقيء وَإِذا عرض ورم فِي الغشاء المستوي عرض وجع شَدِيد إِذا أَرَادَ الْخَلَاء وزحير وَثقل فِي الصلب وغشى وعسر الْبَوْل فَإِن احتقن خرجت الحقنة وَحدهَا مَعَ وجع شَدِيد وَإِذا احْتبست الأمعاء الغليظة عرض لصَاحِبهَا قشعريرة وحميات مُخْتَلفَة واحتباس مَعَ الْبَوْل والوجع قَالَ: وَاخْتِلَاف الأمعاء مُخْتَلف أول ذَلِك الدَّم ثمَّ أَعْرَاض مُخْتَلفَة مُنْتِنَة فَإِذا طَال الْأَمر اخْتلف اخْتِلَافا شَبِيها بالدردي أعنى دِمَاء سوداويا منتن

 

(3/13)

 

 

الرّيح فَإِذا اشْتَدَّ الوجع ذهبت الشَّهْوَة وَاشْتَدَّ الْعَطش جدا وَجَاءَت حمى حادة واضطراب شَدِيد وَرُبمَا عرضت لَهُ قرقرة وامتداد وَنفخ وعسر الْبَوْل وغثيان وَنفخ وعسر الْبَوْل وغثيان وَنفخ فِي الشراسيف وتبرد الْأَطْرَاف ويجف لِسَانه ويكمد وينحف بدنه.

عَلامَة الزحير: اخْتِلَاف شَيْء شَبيه المخاط وشهوة الِاخْتِلَاف وَلَذَّة فِيهِ مَعَ وجع فِي المبعر وتمدد فِي الصلب قَالَ: والقرحة الوسخة إِذا كَانَت فِي الأمعاء كَانَت اقل حرارة وَيكون الِاخْتِلَاف منتناشبه الدردي وَلَا تخف الْعلَّة بالاختلاف وَإِذا كَانَت القرحة نقيه كَانَ وجعها أَشد لِأَن الْجرْح النقي أَكثر حسا فَإِذا اخْتلف خفت بِهِ الْعلَّة والحمى مَعَه أَشد والقرحة الوسخة لَا تَبرأ إِلَّا بعسر وَإِذا كَانَ فِي المعي شبه الآكلة عرض مَعَه وجع شَدِيد عِنْد الْخَلَاء وَاخْتِلَاف وَيكون اختلافه أسود شبه الدردي وَيكون شبه اللَّحْم والغسالة منتن الرّيح قذراً جدا والحقن الحادة فِيهَا جَمِيعًا صَالحه تحْتَاج إِلَى فرق بَين الْوَسخ والآكلة.

من كتاب الحقن للذع الْحَادِث فِي الأمعاء والوجع الشَّديد فِي قُرُوح المعي: يُؤْخَذ شعير مقشور وخشخاش فيطبخ حَتَّى يصير المَاء كاللبن ثمَّ يداف فِيهِ أفيون ودهن ورد خام ويحقن بِهِ فانه عَجِيب يسكن الوجع وَيقطع الِاخْتِلَاف قَالَ: إِذا خرجت من الأمعاء أخلاط رَدِيئَة خُرُوجًا)

مُنْكرا فبادر فاحقنه بِالْمَاءِ وَالْملح الدراني وان لم ينجح ذَلِك وَكَانَ السَّبَب عَن السَّوْدَاء وَالِاخْتِلَاف مثل الدردي فَخذ من الْملح الدراني جُزْءا وَمن الشَّوْكَة المصرية ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن الخربق الْأسود جزئين فاطبخ الشَّوْكَة والخربق وأدف فِيهِ الْملح واحقنه فان لم يَنْقَطِع فالحقنة رَأَيْت لون الدَّم إِلَى الكمدة فَاسْتعْمل هَذِه الحقنة عِنْد طول الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ عَن عفونة الأخلاط وردائتها فَإِذا رَأَيْت أَن قد نقص الِاخْتِلَاف وَتغَير لَونه فَدَعْهُ وَخذ الْأَدْوِيَة القابضة مثل شراب الآس والأقاقيا وَإِن احْتَاجَ إِلَى شَيْء من حِدة فَاجْعَلْ مَعَه قَرَاطِيس محرقه واحقن بأقراص اندرون وباسيرن فانك تبرئ قرحَة الأمعاء وَالدَّم الَّذِي عَن الكبد بَان الَّذِي عَن الكبد يضعف مَعَه الْجِسْم ويتغير اللَّوْن والشهوة قَالَ: وسخف ظَاهر الْجِسْم فانه يحدث شَيْئا من الأخلاط ويقل الِاخْتِلَاف بالأدهان الحارة وَنَحْوهَا وَاجعَل الأغذية قابضة بَارِدَة فَإِنَّهَا تعين على قطع الِاخْتِلَاف.

من اخْتِصَار حيله الْبُرْء قَالَ: القروح فِي الأمعاء ان لم تبادر تجفيفها أسرعت إِلَيْهَا العفونة بحرارتها ورطوبتها.

التَّاسِعَة الْأَدْوِيَة المفردة أَن قُرُوح الأمعاء الساعية قد داويتها بِأَن حقنت العليل بِمَاء الْعَسَل الْقوي لتغسل بِهِ القرحة مَرَّات على مَا جرت بِهِ الْعَادة ثمَّ حقنته بِمَاء الْملح ثمَّ أدفت بعد ذَلِك الطين الْمَخْتُوم بِمَاء لِسَان الْحمل وحقنت بِهِ وسقيت مِنْهُ بخل ممزوج بِمَاء كثير.

ابيذيميا الثَّانِيَة من الثَّالِثَة قَالَ: إِذا أزمن اخْتِلَاف الدَّم خرج شَيْء منتن وَأما

 

(3/14)

 

 

الزحير فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء منتن لِأَن القرحة بِالْقربِ من الدبر فَأَما فِي اخْتِلَاف الدَّم فالقرحة فَوق.

الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ: الزحير يعرض لأَصْحَاب البلغم أَكثر لِأَن التحدر يكون من بلغم عفن يعفن المعي الْمُسْتَقيم فِي مروره كل يَوْم فَإِذا عفن هيج لصَاحبه طلب ببت المَاء وَإِنَّمَا يعرض فِيهِ التزحر والتمدد أَكثر مِمَّا يعرض فِي اخْتِلَاف الدَّم لِأَن البلغم يعسر خُرُوجه لِأَنَّهُ بلزوجته يعلق بِمَا يلقاه من الْأَجْسَام وَلَا ينفذ وَيخرج كَمَا يخرج الْمرة الصَّفْرَاء وَأما أَصْحَاب قُرُوح المعي الصفراوية فَيكون حاداً ويتبعه الذوبان لحدة الْخَلْط.

السَّابِعَة من السَّادِسَة:)

بطلَان الشَّهْوَة فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن دَلِيل رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الَّتِي فِي الْمعدة وَإِنَّهَا قد ألمت بأثقال المعي لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة فِي هَذِه الْعلَّة لِاجْتِمَاع فضول فِي فَم الْمعدة لِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْحَال لَيْسَ فِيهِ فضل ينصب إِلَى فَم الْمعدة لِأَن ميلها كلهَا إِلَى أَسْفَل وَإِنَّمَا يكون بطلَان الشَّهْوَة لهذين والحمى أَيْضا إِذا حدثت فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على عظم الورم. 3 (القرحة فِي الأمعاء) الْيَهُودِيّ: حد القرحة فِي الأمعاء الَّتِي من سحج الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وحد السوداوي أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَصَاعِدا وَرُبمَا امْتَدَّ أشهراً كَثِيرَة وَلَيْسَ لَهَا حد مَعْلُوم وَإِذا كَانَت القرحة فِي الدبر وَلم يكن فِي الْبَطن مغس فَذَلِك زحير والقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر قلَّة الخراطة ورياحها تدل على أَنَّهَا من الأمعاء الدقاق وَكَثْرَتهَا وغلظها وغزارتها على أَنَّهَا من الْغِلَاظ والوجع فِي الْعليا أَشد وَهُوَ فَوق السُّرَّة ويحسه العليل هُنَاكَ وَإِن كَانَت الخراطة مَعَ الشَّحْم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يقوم سَاعَة يحس بالمغس فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَصَاحب الزحير يكثر الْقيام والتواتر أَكثر جدا من صَاحب قُرُوح الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرجت المخاطية قبل الثّقل فالقرحة قريبَة قَالَ: وَمَا دَامَت الخراطة قبل الزبل فَذَلِك دَلِيل على ثُبُوت الْعلَّة وَإِذا خرجت الخراطة بعد الزبل فَذَلِك مُؤذن ببرء قَالَ: وَمَا يسقى من البزور لقرحة الأمعاء بِالْمَاءِ فاسقه بِالْمَاءِ الْبَارِد لَا بالفاتر وَكَذَلِكَ إِن سقيت بِرَبّ أَو بشراب فببارد لَا بفاتر قَالَ: وليدمنوا أكل الشاهبلوط وَيُؤْخَذ مَاء الْأرز وَلبن فيطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى قَالَ: وَمن أطعمته سمك يعْمل شواءاً حاراً فَهُوَ جيد إِنَّمَا يحقن بحقنه الزرانيخ بعد أَن يطول الْأَمر ومجهول شيافة للزحير أفيون وقشور كندر وَدم وقافيا ومرداسنج يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل.

للزحير مجرب عَجِيب قد برِئ عَلَيْهِ خلق كثير لَا يخلف: حرف أَبيض مقلو بزر قطونا

 

(3/15)

 

 

مقلو أبهل مقلو من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ كمون كرماني وبزر كراث وبزر شبث خشخاش أنيسون بزر كرفس بنج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف أفيون ثَلَاثَة دَرَاهِم ودانق يخلط جَمِيعًا الشربة دِرْهَم للرجل. ودانقان للصَّبِيّ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.)

أهرن: ينفع من وجع من وجع الزحير أَن يسخن دهن ورد وتمرخ بِهِ الْمعدة أَو يُؤْخَذ بزر شبث وبزر كتَّان وحلبة وخطمى يطْبخ وَيقْعد فِي المَاء.

الطَّبَرِيّ: إِذا كَانَ الوجع يسكن سَاعَة ويهيج أُخْرَى فَإِنَّهُ فِي الأمعاء الدقاق وَأعلم أَنه رُبمَا كَانَ اخْتِلَاف الدَّم والقيح من قرحَة فِي الْمعدة والمريء فاستدل عَلَيْهِ بِموضع الوجع وَسَائِر دلائله وَيكون الزحير خَاصَّة للبواسير والشقاق ويستدل على مَوضِع القرحة بِموضع الوجع وعَلى سدتها بِشدَّة الوجع وحدة الْفضل والوجع فِي الأمعاء الدقاق أَشد وَإِذا كَانَ الِاخْتِلَاف بعد الوجع بساعة فَإِنَّهُ فِي الْعليا وَالدَّم من الْخَارِج من الْعليا أصفى وَهُوَ أَشد اختلاطاً وَمَا كَانَ فِي المعي الْأَسْفَل فَإِنَّهُ سَاعَة يهيج الوجع وَيقوم للخلاء وَيكون دَمه خاثراً وَهُوَ أقل اختلاطاً بالثفل بل مَعَه شَحم كثير ونحاتة الأمعاء وَلَا زبل فِيهِ أَو رُبمَا كَانَ فِيهِ زبل قَلِيل وَأما الزحير فَإِن صَاحبه يكثر الِاخْتِلَاط ويتزحر وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء كالمخاط قَلِيل خَالص بِلَا زبل. لي قُرُوح الأمعاء يكون بمغس والقرحة فِي طرف المبعر يكون بتزحر شَدِيد. 4 (بزر جيد) بزر قطونا مقلو وبزر الريحان وبزر مر وطباشير وطين أرميني وصمغ وَحب الحماض وبزر البنج أسقه بِرَبّ الآس أَو فاسقه فلونيا فارسية قدر جلوزة بِمَاء بَارِد. 4 (حقنة جَيِّدَة تسكن الوجع) يُؤْخَذ مَاء كشك الشّعير والأرز وشحم كل مَاعِز ودهن ورد وصمغ عَرَبِيّ وإسفيذاج ومخ بَيْضَة الْخَلْط الْجَمِيع حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الخلوق الرطب واحقنه وازرقه فِيهِ وزد فِيهِ وردا أَو أفيونا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا. 4 (لي أهرن:) 4 (قرصة جَيِّدَة) يُؤْخَذ من حب الآس وجلنار جزءان وَمن النانخة وكندر وبزر بنج وأفيون من كل وَاحِد نصف جُزْء واجعله أقراصاً وأعطه للمغس وَسُوء الهضم بِمَاء السفرجل. 4 (قرصة الأفيون) يسقى ويحقن بهَا: أقاقيا صمغ جلنار أفيون طين مختوم إنفخة الأرنب يَجْعَل قرصاً فِيهِ مِثْقَال بطبيخ الْأرز ويسقى بِرَبّ الآس.

قرصة: يُؤْخَذ عفص وأقماع الرُّمَّان وجلنار وسماق وثمر الينبوت وكندر وَمر وصمغ وأفيون يعجن بعصير حب الآس وَيجْعَل قرصاً الشربة ذرهمان. 4 (فَتِيلَة جَيِّدَة تحْتَمل فِي المقعدة) أقاقيا وَمر يذاب الكندر بلبني وأفيون وشبث وصمغ يتَّخذ فَتِيلَة فِيهَا خيط وَيسْتَعْمل بدهن ورد.

 

(3/16)

 

 

فَتِيلَة جَيِّدَة: أفيون وأقاقيا وقشار الكندر وَيحْتَمل بدهن الْورْد 4 (أهرن:) 4 (قرصة يحبس الْبَطن من سَاعَته) كرمارك سماق حب الآس جُزْء جُزْء أقاقيا أفيون نصف نصف جُزْء يعجن بعصير السفرجل ويسقى بِهِ وينفع مِنْهُ إِذا عتق وأزمن إِن يُؤْخَذ لبن الْبَقر فَيلقى فِيهِ حَدِيد محمي حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث ثمَّ يلقِي فِيهِ دِرْهَم من صمغ وَمثله من الطين ويسقى فَإِنَّهُ يعْمل عملا عجيباً تسقه أسبوعاً فَإِنَّهُ رُبمَا لم يحْتَج شَيْئا من الْأَدْوِيَة وليأكل بيضًا مسلوقاً بخل وسماق وينفع من شدَّة الوجع فِي المقعدة عِنْد الزحير أَن يطْبخ شب وبزر كتَّان وخطمى وحلبة وتأمره يجلس فِيهِ هَذَا الوجع كثيرا مَا يهيج فِي هَذِه الْعلَّة وَيكون سَببا للتلف وَهَذَا جيد لَهُ. وَإِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وطالت فَعَلَيْك بحقن الزرانيخ وَإِنَّمَا تحقن بِهَذِهِ وبماء الْملح لتنقى الأمعاء فَإِذا تنقت حقن بالمقوية القابضة بعده. وينفع انطلاق الْبَطن الشَّديد هَذَا الضماد وَهُوَ قوي جدا مجرب: مر وتراب الكندر ومصطكي وأقاقيا وشب وعصارة لحية التيس وعفص وشياف ماميثا وفيلزهرج وأفيون وقشور اليبروج وبزر بنج أَبيض يدق الْجَمِيع وَيضْرب بالخل حَتَّى يَأْتِي مثل الخلوق ويطلى الْبَطن كُله والحقوان والصلب وَيُوضَع عَلَيْهِ قطن وَلَا يُحَرك حَتَّى بولس مِمَّا يذهب المغس الريحي الْبَتَّةَ: كَعْب جزير يحرق ويسقى وَكَذَلِكَ الزراوند المدحرج وَكَذَلِكَ الْخمر الصّرْف الْعَتِيق. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يقف فِي المعي الدَّقِيق ثقل يَابِس صلب وَيتبع ذَلِك مغس وتزحر فَإِذا عولج بأدوية الزحير هاج وَزَاد وَجَعه فَإِن عولج بحقنة حريفة كعسل وملح وَمَا يُطلق الْبَطن من الْأَدْوِيَة من فَوق أَن يخرج الزبل يسكن الوجع من سَاعَته. قَالَ: وَقد يكون الزحير من ورم حَار فِي طرف المبعر فيهيج ويظن العليل أَن هُنَاكَ برازاً ثمَّ لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء قَلِيل مخاطي وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالة أَن يعالج ذَلِك الورم بأدوية مرخية ونطولات بدهن وَمَاء فاتر وبدهن الْورْد والآس الفاترين وتوضع هَذِه الْأَشْيَاء على الصلب والعانة ولتنقى هَذِه الْأَشْيَاء المخاطية اللاصقة بالمبعر بحقن الْعَسَل وَالْمَاء الْحَار وبالماء المالح فِي كل أُوقِيَّة مَاء دِرْهَم)

ملح فَإِذا نقيت سكن الوجع بعد بالقعود فِي طبيخ الْحِلْية وبزر الْكَتَّان والخطمى فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِن كَانَت الْحَرَكَة دَائِما شَدِيدَة وَكَانَ الورم دَاخِلا فاحقنه بِمَاء الشّعير والأرز والورد ودهن الْورْد وَإِن كَانَ الْقيام متداركاً جدا فأجلسهم فِي الْمِيَاه القابضة واحقنهم بهَا. قَالَ: إِن كَانَت الخراطة وَالدَّم مختلطين بالرجيع مَعَ وجع شَدِيد فَالْعقد فِي الأمعاء الدقاق قَالَ: وَإِذا كَانَ الَّذِي يخرج بِلَا خراطة وَلَا مغس الْبَتَّةَ لكنه شَيْء مثل مَاء اللَّحْم المغسول فَإِنَّهُ يُسمى ذوسنطاريا دموية وَيكون لضعف الكبد وَإِذا كَانَ يخرج مِنْهُ أسود فَذَلِك لضعف الْقُوَّة الماسكة من الكبد فَاسْتعْمل فيهم علاج

 

(3/17)

 

 

المبطونين وخصهم بالطين الْمَخْتُوم فَإِنَّهُ يبريء الذوسنطاريا وَلَو كَانَت قد أخذت فِي التأكل إِذا شرب أَو حقن بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يغسل المعي قبل ذَلِك بِمَاء مالح فاتر وَعسل ويعالج بعصارة الرجلة فَإِنَّهَا نافعة وَإِن طبخت بخل وأكلت فَإِنَّهَا جَيِّدَة وَكَذَلِكَ لِسَان الْحمل فَإِنَّهُ نَافِع جدا وطبيخ أصُول الخطمى وذنب الْخَيل والأدوية الَّتِي تصلح للمبطونين جَمِيعًا وَاللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد جيد جدا وَالْعِظَام المحرقة. وَهَذَا قرص جيد: سماق أَرْبَعَة مَثَاقِيل عفص اثْنَان أقاقيا اثْنَان صمغ وَاحِد أفيون وَاحِد الشربة دِرْهَم وَنصف بشراب عفص ممزوج وَإِن كَانَ يَجِيء مِنْهُم دم فَقَط فليحقنوا بعصارة عصى الرَّاعِي وعصارة لِسَان الْحمل وأقاقيا وطراثيث وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ يَجِيء مِنْهُم دم كثير متتابع خَالص من الْبَطن فليحقنوا بالأشياء الَّتِي تقطع الدَّم كالصوف المحرق الَّذِي قد غمس فِي زفت رطب أَو بعصارة سرقين الْحمار أَو بأقراص أندرون وَنَحْوهَا. لي. إِذا عرض نزف الدَّم الْخَالِص من أَسْفَل فافصد الْيَدَيْنِ وشدهما من الْإِبِط وَأطْعم الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة القابضة وَأَجْلسهُ فِي المَاء والهواء الْبَارِد واحقن بالكاربا والطين والأفيون وعصير الباذروج والكافور والزاج والعفص وَنَحْوهَا.

الْأَدْوِيَة الَّتِي تلقى فِي الحقنة: العدس الْورْد الجلنار الطراثيث الْقرظ السماق الشاذنة الطين الأرميني والرومي والكهربا وَإِذا كَانَت الْمدَّة أَكثر فالقرطاس المحرق وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الْملح وَنَحْو قَالَ بولس: والفتل جَيِّدَة لمن يعرض لَهُ الوجع عِنْد البرَاز وتعرف العفونة بِأَن يكون مَا يخرج رَدِيء الرّيح وبازمان الْعلَّة وَيحْتَاج إِلَى الأقراص الحارة والمياه القابضة تداف الحارة فِي الْمِيَاه القابضة ويحقن بهَا ويضمد الْبَطن بالأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي المبطونين الَّتِي فِيهَا من الصمغ والكندر وغراء الْجُلُود والمر والأقاقيا والبلوط. قَالَ: وينفع لَهُم تجرع المَاء بالثلج ينظر فِيهِ وينفعهم الْحمام وَإِن كَانَ)

يعرض لَهُم مِنْهُ إسهال أَكثر فليضمدوا بالأضمدة القابضة مَعَ الشَّرَاب ويستحمون مَعَ الضماد ينظر فِيهِ.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: كثير من النَّاس تهاونوا بالسحوج الَّتِي فِي الأمعاء ألف ب يعالجوه بِشَيْء حَتَّى ثَبت الوجع وَاشْتَدَّ وَصَارَت فبه قُرُوح قتلت أَصْحَابهَا. لي هَذَا يبْعَث على أَلا يتوانى بالعلاج وَيقدم ذَلِك قَالَ: وَإِذا كَانَ الوجع فِي النواحي السُّفْلى مَعَ زحير شَدِيد وَكَانَ الَّذِي يخرج لَيْسَ بمخلوط بِالدَّمِ لَكِن الدَّم فَوق الزبل قَطْرَة قَطْرَة والوجع حَدِيد جدا مَعَ شدَّة فَإِن ذَلِك من المعي الغليظ وَإِذا رَأَيْت الَّذِي يخرج إِنَّمَا هُوَ كهيأة اللَّحْم فَذَلِك من الدقاق وَمن رقتها وَمن هزالها. قَالَ: وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بحديد وَلَا شَدِيد فَإِنَّهُ من المعي الدقاق وَإِذا رَأَيْت الوجع يشْتَد ثمَّ يكون خُرُوج الثفل بعد الوجع بساعة أَو ساعتين وتراه بعد أَن يبعد عَن الْبَطن يجد مغسا ووجعا شَدِيدا أَيْضا وَلَا يرى على الزبل دم لَكِن كهيأة اللَّحْم فالقرحة فِي الدقاق وَإِذا رَأَيْت الزبل لَيْسَ فِيهِ دم وَلَا خراطة فالقرحة فِي الوسطين وَإِذا لم يكن

 

(3/18)

 

 

وجع وَلَا زحير إِذا أَرَادَ البرَاز وَلَا الوجع بدائم فَإِن ذَلِك فِي الوسطين قَالَ: فَانْظُر فِي سَبَب الِاخْتِلَاف فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ من خلط قَلِيل الْمِقْدَار لذاع وَرُبمَا كَانَ من كَثْرَة الأخلاط فَإِذا كَانَ من كَثْرَة الأخلاط وَكَانَ ذَلِك فِي الأمعاء الْوُسْطَى فافصده أَولا وَأخرج الدَّم فِي مَرَّات قللا قَلِيلا لِئَلَّا يضعف العليل ثمَّ اسْقِهِ مَا يمْشِيه كالسقمونيا وَالصَّبْر قد خلط بِبَعْض الْأَشْيَاء المقوية واسقه قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات فَإِنَّهُم يبرؤن بذلك. وَإِن كَانَت القرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَكَانَ العليل يتمغس كثيرا وَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء إِلَّا بِجهْد فاعطه مَا يلين الْبَطن باعتدال من الْبُقُول والأشياء اللينة فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما كَانَ بهم فِي المعي الْكَبِير قرحَة فَأَكَلُوا إجاصاً كثيرا فبرؤا مِنْهُ لِأَنَّهُ خرج مِنْهُم فِي الزبل خُرُوجًا سهلا وَآخر برؤا بِعَين أكلوه وَلَا تطعهم المالح وَلَا الحامض وَقَالَ: وَانْظُر فِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَلَا تنظر فِيمَا يخرج وَلَا تعتمد عَلَيْهِ فَأَنَّهُ رُبمَا خرجت من الْجِسْم أَشْيَاء لزجة يظنّ أَنَّهَا بلغم فَإِذا سَأَلت عَن التَّدْبِير عرفت أَنَّهَا أخلاط مرية فَجعلت التَّدْبِير لحسب ذَلِك وبالضد وَإِن رَأَيْت وجعا شَدِيدا فِي الْبَطن فَلَا عَلَيْك أَن تطليه بدهن البابونج وشحم الأوز وَذَلِكَ بعد أَن تعلم أَن الِاخْتِلَاف بلغمي بَارِد وَحِينَئِذٍ يجوز أَن تعطيه شرابًا وغذه بالأشياء الحارة. لي هَذَا الْكَلَام كَأَنَّهُ مشوش يحْتَاج إِلَى تَجْدِيد وَقَالَ: والكندر جيد إِذا أردْت أَن تنْبت اللَّحْم فِي القرحة فاخلط بالأشياء الَّتِي تلقي فِي الحقن قَالَ: وَإِذا رَأَيْت العليل كثير الأختلاف ضَعِيفا وَقد عرض لَهُ سهر ووجع)

شَدِيد فان هَذِه فتائل جَيِّدَة: زعفران لبان أقاقيا مر حضض أُوقِيَّة أُوقِيَّة وَمن الأفيون أوقيتان يعجن الْجَمِيع بشراب وَيجْعَل شيافا وَيحْتَمل فَإِذا طَال الوجع وَثَبت وأزمن فَلَا بُد من حقن الزرانيخ وَوصف أقراصا من نورة وزرنيخ وجلنار وأقاقيا وأفيون وزنجار قد سحقت بِالشرابِ فِي شمس أَيَّامًا كَثِيرَة وَزعم أَنَّهَا أَنْفَع من حقن الزرانيخ كلهَا قَالَ: وَأما ألأف ب الحقن المقوية فَإِنَّهَا تتَّخذ من طبيخ العدس المقشر والجوشير والأرز والجلنار ولحية التيس وَأما المغرية فَمن طبيخ الْأرز ويخلط النشا والطين الْمَخْتُوم والإسفيذاج قَالَ: فَأَما الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق فبالأشياء المشروبة والطين الْمَخْتُوم جيد بعد أَن يسقى بالخل وَاللَّبن الَّذِي قد طبخ بِالْحِجَارَةِ المحمية حَتَّى تفنى مائيته يلقِي فِيهِ حِجَارَة ثمَّ يطْبخ طبخاً رَقِيقا وَهُوَ بالحديد خير واعقل للبطن وَقد يخلط بِهِ بعد ذَلِك خرؤ كلب قَالَ: والرجلة طَعَام نَافِع لمن بِهِ ذوسنطاريا ولسان الْحمل خير مِنْهُ والعدس المقشر المسلوق مَرَّات والشاه بلوط والسماق والحصرم وَحب الآس كَانَ بفلان اخْتِلَاف خراطة وَدم أَرْبَعَة أشهر بمغس شَدِيد ووجع فِي الظّهْر والعانة وَأكل خبْزًا بفجل فصلح قَلِيلا ثمَّ أَعَادَهُ مَرَّات فبرئ الْبَتَّةَ. وَقَالَ: شربة جَيِّدَة للقروح فِي المعي: أنيسون وبزر كرفس جزؤ جزؤ أفيون نصف جُزْء شوكران مثله قَالَ: واسق من لَا حمى بِهِ ذَلِك بشراب. وَمن بِهِ حمى بِالْمَاءِ وخاصة إِن كَانَ سهر فَإِنَّهَا جَيِّدَة.

 

(3/19)

 

 

4 - (ضماد للمبطون وقروح المعي) بزر بنج أَبيض أَربع أراق أنيسون مر ورد سماق لجية التيس جلنار من كل وَاحِد أوقيتان أفيون زعفران ربع أُوقِيَّة اعجنه بِرَبّ الآس واطله على الْبَطن وَقد يكون من قُرُوح المعي نوع لأخلاط تنصب من أَمَاكِن من الْجِسْم ويستفرغ عَلَيْهَا الْجِسْم ويهزل وَعَلَيْك فِي هَذِه بِالنّظرِ إِلَى ذَلِك الْموضع ثمَّ احْبِسْ ذَلِك وَإِيَّاك فِي هَؤُلَاءِ وحقن الزرانيخ وَلَو طَال بهم الْأَمر فَإِنَّهُ يجففهم ويزيلهم وَإِنَّمَا ينفع الزرانيخ حَيْثُ الْفَنّ والقيح الرَّدِيء المنتن قَالَ: وَقد كَانَ رجل مِنْهُم قد أزمنت بِهِ قرحَة الأمعاء وَهُوَ يعالج بِهَذِهِ الزرانيخ فتزيده شرا فَأَمَرته باجتناب ذَلِك وألزمته الْحمام وَأَطْعَمته الْبَارِدَة الرّطبَة كالبطيخ الْهِنْدِيّ فبرئ.

من كتاب مَجْهُول: دَوَاء للزحير عمل الجندي عَجِيب: جلنار عفص مر قشور رمان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ ينخل بشقيق الشربة نصف دِرْهَم للرجل ودانقان للْمَرْأَة وَنصف دانق للصَّبِيّ جيد غَايَة.

شَمْعُون: مَتى كَانَت فِي المعي قرحَة فإياك والحقنة بِشَيْء حامض فَإِنَّهُ يعسر بُرْؤُهُ. لي لِأَنَّهَا تصير القرحة شَمْعُون للزحير: أقعده فِي طبيخ القوابض فَإِن اشْتَدَّ وجع المقعدة فأجلسه فِي دهن ورد وَخذ إسفيذاجاً ونورة مغسولة فاسحقه وضمد بِهِ مَعَ شمع ودهن ودخنة بِالْكبرِ والسنام.

شَمْعُون للذوسنطاريا: حرف مقلو صِحَاح أستاران يطْبخ بِاللَّبنِ حَتَّى يصير على النّصْف ويقطر عَلَيْهِ دهن ورد وَيشْرب طبيخه بِلَبن فَإِنَّهُ عَجِيب.

آخر: كندر ونانخة وأفيون وبزر بنج وعفص وجند بادستر يحبب ألف ب وَيُعْطى عِنْد النّوم. وَأَيْضًا شياف ينفع المبطون: كندر مر أفيون جلنار يَجْعَل شيافا.

كناش لاختصارات قَالَ: اسْقِ فِي السحوج زبداً مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من صمغ عَرَبِيّ أَو اسْقِهِ مطبوخاً مَعَ صمغ عَرَبِيّ مثقالان وَلبن نصف رَطْل. وَقَالَ: الزحير يكون فِي المعي الْمُسْتَقيم فَقَط وَيكون فِي الْأَكْثَر بعقب ذوسنطاريا وَمَا لم يكن مَعَه بعقب الذوسنطاريا فَهُوَ أسْرع برءاً وعلامته أَن يكون صَاحبه يكثر الْقيام إِلَى التبرز ثمَّ أَنه يحدث شَيْئا قَلِيلا مخاطياً وَيكون إِمَّا)

من ورم يعرض للمقعدة وَإِمَّا لِأَنَّهَا تخرج فَلَا ترجع إِلَّا بالتكميد وَإِمَّا لاشتغال من حرارة وبثر فِيهَا حَتَّى يتَوَهَّم العليل أَنه قد ينثر فِي مقعدته بورق أَو ملح وَإِمَّا لقرحة أَو شقَاق أَو بواسير.

وَهَاهُنَا علاج مَا يكون بعقب الذوسنطاريا فَأَما الْأُخَر فَفِي بَاب البواسير لي رَأَيْت شرب الْأَشْرِبَة الَّتِي فِيهَا حلاوة مَا كُرب السفرجل وَنَحْوه يزِيد فِي عَطش المبطون ويلهبه بعد وَرَأَيْت المَاء القراح يعقل الْبَطن.

الثَّالِثَة من مسَائِل إبيذيميا: قَالَ: الْفرق بَين الإختلاف وَبَين قُرُوح الأمعاء وَالَّذِي من

 

(3/20)

 

 

الزحير إِن الَّذِي من الأمعاء منتن وَالَّذِي من الزحير لَا نَتن لَهُ لِأَن القرحة قريبَة من الدبر. لي قُرُوح الأمعاء الدقاق أَشد نَتن لِأَن مَكَانهَا أسخن والعفن هُنَاكَ أَكثر.

السَّادِسَة إبيذيميا: الْحمى الْعَارِضَة بعد اخْتِلَاف الدَّم رَدِيء لِأَنَّهُ دَلِيل على ورم حَار عَظِيم فِي الأمعاء.

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض السَّادِسَة: اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة أَصْنَاف أَحدهمَا: أَن يقوم الْإِنْسَان دَمًا غليظاً وَذَلِكَ يكون لمن يقطع بعض أَعْضَائِهِ أَو يتْرك رياضة قد إعتادها فتدفع الطبيعة ذَلِك الْفضل من الدَّم الَّذِي كَانَ ينْصَرف فِي غذَاء ذَلِك الْعُضْو أَو فِي ذَلِك الإستغراغ والأخر: أَن يخْتَلف الْإِنْسَان شَبيه غسالة اللَّحْم وَهَذَا يكون لضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة من الكبد وَالثَّالِث: أَن يخْتَلف الْإِنْسَان دَمًا أسود براقاً وَذَلِكَ يكون عِنْد مَا يكون فِي الكبد سدد أَو ورم يمْنَع صعُود الدَّم إِلَى الْعرق الأجوف فَيطول مكثه وَلذَلِك يسخن ويحترق فَإِذا تأذت الكبد بِهِ دَفعته عِنْد ذَلِك إِلَى المعي وَالرَّابِع: الَّذِي يخرج قَلِيلا قَلِيلا فِيمَا بَين الْمرة والمرة وَقت يسير وَمرَّة يكون خَالِصا وَمرَّة فِيهِ خراطة وقشور القرحة فَهَذَا إِن لم يكن مَعَه تزحر شَدِيد سمي اخْتِلَافا من قرحَة الأمعاء وَإِن كَانَ يتزحر شَدِيد وتمدد سمي زحيراً.

أوربياسيوس قَالَ: يحقن لقروح الأمعاء ينفع الْخبز لي هَذَا سهل وَهُوَ أَشد تغرية وَيجب أَن يكون فطيراً ويلقى فِيهِ مَا يلقى فِي طبيخ الْأرز والجاورس والعدس لي لَا يجب أَن يحقن الزرانيح إِلَّا عِنْد)

الضَّرُورَة وَذَلِكَ أَنه يدْفع من المعي طبقَة كَالَّذي تفعل الْأَدْوِيَة الحادة وَلَا يُؤمن أَن يثقب الأمعاء بدفعة وَإِذا أردْت ألف ب ذَلِك فبادر قبل ان تعظم القرحة فَإِنَّهُ حينئذٍ لَا يُؤمن الثقب لي أَخْبرنِي رجل من الْعَامَّة أَن رجلا أزمن بِهِ إسهال وقروح الأمعاء فوضعوا على بَطْنه محاجم كَثِيرَة حَتَّى ملأوه بهَا وتركوها أَربع سَاعَات فَانْقَطع عِنْد ذَلِك.

أوربياسيوس: يصب على الثنة والأربيتين والعانة فِي أول هَذِه الْعلَّة دهن الآس أَو دهن الْورْد مَعَ شراب مسخن فكمده بِهِ أَو كمده بدقيق فِيهِ كمون ويحقن بدهن شيرج ويمسك زَمَانا طَويلا وتكمد السدة بالجاورس وتجلس فِي طبيخ القابضة. قَالَ: وَهَذِه الْعلَّة هِيَ فِي المعي الْمُسْتَقيم طرف الدبر وَرُبمَا كَانَت ورماً وَرُبمَا كَانَت قرحَة لي الورم تَدْبيره مَا قَالَ والقرحة علاجها الفتائل والحقن المفشة.

تياذوق قَالَ: إِذا كَانَ اخْتِلَاف الدَّم من الكبد مَشى أَولا كَمَاء اللَّحْم ثمَّ بآخرة كالدردي أسود وَكَانَ ذَلِك بِلَا وجع ويقلع عَنهُ الْيَوْم واليومين ثمَّ يعاود بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار الَّذِي كَانَ أَولا وَلَيْسَ كَذَلِك فِي قُرُوح الأمعاء ويتقدم قُرُوح الأمعاء مَشى الْمرة يخرج بوجع ومغس وَإِذا كَانَ عَلَيْهِ دسم كثير فَإِنَّهُ فِي السُّفْلى وشره مَا سَقَطت فِيهِ الشَّهْوَة فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حمى كَانَ أشر وأردئ قَالَ: وَهَذَا القرص يسْتَعْمل عِنْد شدَّة الْأَمر فَإِنَّهُ يقبض بِقُوَّة: دم الْأَخَوَيْنِ

 

(3/21)

 

 

زعفران الاذن دانق دانق شب صَاف مِثْقَال عفص مِثْقَال أقاقيا أَرْبَعَة مَثَاقِيل طين مختوم أَرْبَعَة مَثَاقِيل جلنار أَرْبَعَة كندر اثْنَان طراثيث اثْنَان جَفتْ البلوط أُوقِيَّة بزر الحماض أُوقِيَّة يقرص بِرَبّ الآس الشربة نصف مِثْقَال.

الساهر قَالَ: لَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا وَقد ذهب الدَّم كُله وَصَارَ أَكثر اخْتِلَاف أَو كُله مُدَّة وَإِيَّاك أَن تحقن فِيهِ أول الْأَمر وَالْعلَّة طرية.

فليغريوس: أعظم العلاج لهَؤُلَاء قلَّة الْأكل مِمَّا لَا يفْسد وَلَا يَثِق الْبَتَّةَ ويعظم نَفعه إنفحة الأرنب وَغَيره لَهُم أَن سقوا مِنْهُ مِثْقَالا بِشرب أَو حقنوا بِهِ نفع نفعا عَظِيما. لي. قد يُمكن تلطيف التَّدْبِير من أول الْأَمر إِذا كَانَت قُوَّة فَأَما إِذا لم تكن وَلم يُمكن ذَلِك وَلَكِن اجْعَلْهُ قَلِيلا جيد الْغذَاء سريع الهضم كأكباد الدَّجَاج المسمنة وخصى الديكة والقليل من خبز السميذ وصفرة الْبيض غير مستقصاة الشئ.

الْكَمَال والتمام المغس يكون من ريح غَلِيظَة ويستدل عَلَيْهَا بالنفخ والإنتقال من الْمَوَاضِع وَيكون لخلط غليظ بلغمي ويستدل عَلَيْهِ بثباته فِي مَكَان وَاحِد وَقلة الْعَطش وَالتَّدْبِير يكون من غليظ صلب محتقن فِي الأمعاء ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْبَطن لَا ينزل مَعَه والشهوة تبطل ويعالج بالحقن والإسهال وَيكون من صَبر أَو يكون مَعَه لهيب وعطش شَدِيد فليؤخذ لهَؤُلَاء

 

(3/22)

 

 

بزر قطونا وبزر رجلة وبزر خِيَار ودهن ورد وَمَاء ورد وَيكون المغس لقروح الأمعاء ويعالج بالعلاج الْخَاص بِهِ وينفع من المغس من الرّيح الغليظة حب البلسان والفلفل والنانخة وَحب البان والحماما والقنطوريون ألف ب الْكَبِير والكمون والجند بادستر.

العنصل والغاريقون والمر والزراوند والفنجنكشت والفوذنج الْجبلي والنانخة والكمافيطوس والفلفل والجنطيانا والوج والقردمانا والدوقو والجاوشير والجندبادستر وَالشرَاب الْعَتِيق.

من المنجح دَوَاء عَجِيب للمغس الْعَارِض من الرّيح الغليظة والبلغم: ساساليوس ثَلَاثَة دَرَاهِم انيسون أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر كرفس جبلي وبزر كرفس بستاني وبزر الشبث ونمام وراوند صيي وكما فيطوس وكما ذريوس ثَلَاثَة ثَلَاثَة وَنصف سذاب اشقيل وَج ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب بِلِسَان يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بنبيذ صرف عَتيق حَار. لي رَأَيْت هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة جيد للمغس الريحي وَيَنْبَغِي أَن يَقُول فِي بَاب القولنج. لي يَنْبَغِي أَن تقسم أَسبَاب المغس كلهَا ويستقصى ويحول إِلَى القولنج فَإِنَّهُ أشبه. 4 (سفوف البزور التَّام لابتداء قُرُوح الأمعاء) بزر قطونا وبزر الريحان وبزر رجلة وبزر مر وحرف وبزر كتَّان مقلو وطين أرميني وصمغ عَرَبِيّ وبلوط وَخيَار وَورد وكزبرة مقلوة يجمع ويسقى. لي بزر قطونا رجلة مقلوان طين أرمني وصمغ عَرَبِيّ وبلوط وجلنار وَورد يجمع ويسقى فَإِنَّهُ بَالغ وتلقي إِذا كَانَت حرارة شَدِيدَة وصفراء: بزر الخس وخشخاش مقلو وَفِي أول الْأَمر إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى مَا يقبض ليقوي المعي وَيمْنَع فتق الْعُرُوق الصغار الَّتِي فِيهَا وَإِلَى مَا يغري وَإِلَى مَا هُوَ نَحْو هَذَا: طين صمغ جلنار قاقيا وبزربنج وبزر قطونا بزر خشخاش هَذَا جيد جدا فاعتمد على هَذَا وَنَحْوه واسقه صفرَة الْبيض بالطين الأرمني وَاللَّبن الْمَطْبُوخ والحقن وإنفخة الأرنب وغراء الْجُبْن جيد جدا وَإِن كَانَ امتلاء فَلَا تدع الفصد لِأَنَّهُ مثل نزف الدَّم فَإِذا فصدت فِي الأبتداء خف وَيفْعل ذَلِك خَاصَّة ومل القابضة إِذا كَانَ الدَّم كثيرا جدا وَإِلَى المغريات إِذا كَانَت الخراطة هِيَ الْغَالِبَة.

المنجح قَالَ: إِذا صَارَت الخراطة مستحكمة فِي الْبيَاض وَلم تكن حمى وَلَا صفراء تنحدر وَلَا عَطش شَدِيد عولج الْمَرِيض بحقنة الزرانيخ. 4 (الشيافة التَّامَّة للزحير) كندر دم الْأَخَوَيْنِ أقاقيا إسفيذاج أفيون جلنار يجمع بصمغ وَيحْتَمل.

ابْن ماسوية قَالَ: الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل غسالة اللَّحْم الْخَارِج بِلَا مغس وَلَا تقطيع وَلَا وجع فِي الْبَطن الْبَتَّةَ الَّذِي يهزل عَلَيْهِ الْجِسْم ويسمج اللَّوْن وَيفْسد المزاج إِن أزمن يكون عَن ضعف الكبد وعلاجه تسخين الكبد تقويتها سنبل الطّيب زعفران قشور السليخة قشور الفستق ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ وأصل الْإِذْخر وفقاحة ثَلَاثَة ثَلَاثَة ونعنع وناتجة وأنيسون وبزر كرفس خَمْسَة خَمْسَة دوقو كمون ألف ب كرماني منقع فِي نَبِيذ يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو قلوا يَسِيرا خَمْسَة دَرَاهِم حب الْغَار بقشره سِتَّة دَرَاهِم وَج مرضوض مقلو قلوا يَسِيرا لني الرُّمَّان عشرَة دَرَاهِم أسارون سَبْعَة دَرَاهِم أشنة عشرَة دَرَاهِم يشرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بالغدواة ودرهمان بالْعَشي بشراب ريحاني وضمد الكبد بالأفسنتين والسنبل وقصب الذريره ومصطكي وقشور كندر وسك بشراب ريحاني ونضوح مُعتق وَيطْعم الدراج المشوي ويذر عَلَيْهِ كرويا وكمون وسنبل وفلفل وقرنفل وَيسْتَعْمل الفستق ودهنه قَالَ: والسحج يكون إِمَّا لمرة صفراء تنصب إِلَى الأمعاء كثيرا وَإِمَّا البلغم مالح وَإِمَّا الْمرة سَوْدَاء وَإِمَّا لأكل شَيْء يثقل الأمعاء ويخرجها كالمرادسنج وخبث الْحَدِيد)

والزيبق ويستدل على مَوضِع السحج بالوجع وباختلاط الثفل بالخراطة واعرف التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِن كَانَت الْمرة تنصب إِلَى الأمعاء فَإِن السحج لَا يبرأ دون أَن تضمد الكبد بالأضمدة الْبَارِدَة ويفصد الباسليق وتبرد الأغذية لتكسر حِدة المرار فَإِذا بالأضمدة الْبَارِدَة ويفصد الباسليق وتبرد الأغذية لتكسر حِدة المرار فَإِذا أنقطع الجزؤ من الكبد فَعِنْدَ ذَلِك أقبل على السحج خُذ نشا مقلوا بزر خِيَار بزر الريحان وبزر قطونا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما يشرب ثلثة بِالْغَدَاةِ وَثلثه بالغشي وَيغسل لَهُ بالأرز غسلات ثمَّ يدق مَعَ فتات الْخبز السميذ المقلو بِزَيْت انفاق قَلِيل ويتخذ لَهُ حساء مِنْهُ وَإِن لم يكن محموما إطعم الطيهوج والدراج وحساء الْبيض قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل حقن الزرانيخ إِلَّا بعد أَن يخرج الشَّيْء للزج الثخين الْأَبْيَض قَالَ: وَإِذا خرج بعد الخراطة دم كثير فَإِن القرحة

 

(3/23)

 

 

قد أثرت أثرا قَوِيا وَفِي الشَّيْء الملبس على الأمعاء وَوصل إِلَى جرم المعي وَيفتح عروقه وَانْظُر إِلَى الْجُلُود الْخَارِجَة فِي البرَاز فَإِن كَانَت رقيقَة لينَة فَإِنَّهَا من الغشاء الدَّاخِل وَإِن كَانَت غَلِيظَة فَإِنَّهَا من الغشاء الْخَارِج الَّذِي هُوَ رَأس الأمعاء وَعند هَذِه الْحَالة قد تثقب الأمعاء وَلَا برْء لَهُ وَليكن ميلك مَا دَامَ الخراطة الْغَالِبَة الْأَشْيَاء المغرية لِأَنَّك تُرِيدُ أَن تخلف بدل مَا انجرد من لِبَاس الأمعاء الدَّم الْغَالِب فِيمَا يمْنَع الدَّم لِأَنَّك تُرِيدُ أَن تسد أَفْوَاه الْعُرُوق الصغار الَّتِي فِي الأمعاء وينفع الدَّم البزر قطونا ولسان الْحمل والبرسيان دَاري وَمَاء الرجلة والطين الأرميني لي يحْتَاج هَاهُنَا إِلَى القوابض المخدرة قَالَ: وَإِذا كثرت العفونة فِي الأمعاء وانصب فحقن الزرانيخ وينفع خُرُوج الدَّم والخراطة أَن ينْزع زبد اللَّبن الحليب ثمَّ يطْبخ الْبَاقِي بالحديد المحمي حَتَّى يغلط وتسقيه.

الزحير: قَالَ: فَأَما الزحير فقو فَم الْمعدة بِمَاء القمقم وَإِن كَانَ فِيهَا لذع أَو شقَاق فامسحها بمرهم إسفيذاج وَحمله فَإِن كَانَ فِيهَا قيح شَدِيد فجملة دم الْأَخَوَيْنِ والكندر والإسفيذاج ألف ب والأقاقيا والأفيون وَإِن كَانَت القرحة وضرة كَثِيرَة الْبيَاض فَاجْعَلْ مَعَه أَقْرَاص الزرانيخ قَالَ: وينفع هَؤُلَاءِ الجوذاب الْمُتَّخذ من خبز بِلَا سكر لي المغس ضَرْبَان: ضرب من الرّيح فاطلب علاجه فِي بَاب النفخ وَبَاب الْمعدة وَمِنْه ضرب من الصَّفْرَاء.

الْكَمَال فِي المنقية قَالَ المغس الْعَارِض من الصَّفْرَاء: بزر قطونا دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد مَعَ درهمي دهن ورد أَو أَربع أَوَاقٍ من مَاء رمان مز مر مَعَ دِرْهَم دهن ورد يفعل ذَلِك بِمَاء الْخِيَار المعصور قَالَ: وينفع من البلغم المالح وَالرِّيح الغليظة الايرسا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار)

أَو بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ الْحَرْف المسحوق والأنيسون والوج والمر والقردمانا وبزر الكرفس وعود البلسان وحبه والزراوند والقنطوريون الغليظ والكمافيطوس فَهَذِهِ كَأَنَّهَا مَتى شرب من أَحدهَا أَو مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أذهب المغس الْعَارِض من الرِّيَاح. روفس فِي المالنخوليا قَالَ: قد يعرض لمن بِهِ قرحَة فِي أمعائه إسهال الكيموس الْأسود وَذَلِكَ دَلِيل الْمَوْت.

الْمسَائِل: الطين الْمَخْتُوم نَافِع من قُرُوح الأمعاء شرب أَو احتقن بِهِ وَإِن كَانَ قد حدث فِيهَا تَأْكُل فَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم قبل ذَلِك بِالْغسْلِ بِمَاء الْملح إِذا كَانَت القرحة عفنة ثمَّ يحقن بالطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم فَإِنَّهُ يبرئها لي قد يهيج بِأَقْوَام مغس وتقطيع ويبس الطبيعة وأعراض تشبه القولنج ثمَّ لَا يبْقى إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى تهيج قُرُوح الأمعاء الرَّديئَة وَرَأَيْت ذَلِك يكون فِي الصفراويين والسوداويين إِلَّا أَنه إِذا كَانَ من السوداويين لم تَبرأ قروحهم الْبَتَّةَ مثل مَا كَانَ بِعَبْد الله الحاسب فسل عَن ذَلِك سرابيون إِذا اشتدت الْحَاجة عِنْد التبرز والتواتر وَيخرج فِي البرَاز مخاطية ونقط صغَار

 

(3/24)

 

 

دموية فَوق البرَاز فَإِنَّهُ يُسمى زحيرا وَيكون إِمَّا لفضله حارة تنصب إِلَى هَذَا الْموضع فيلذعه ويشوقه إِلَى البرَاز الْمُتَوَاتر أَو لورم فِي هَذَا المعي فيتوهم العليل الْحَاجة إِلَى التبرز لي يُعْطي عَلَامَات الورم والحدة إِذا كَانَ لفضلات حادة تنصب إِلَى الأمعاء يَصُوم الْمَرِيض يَوْمَيْنِ لكَي تنقى تِلْكَ الفضلات ثمَّ أغذه بغذاء يسير وَليكن خبْزًا مبلولا بِلَبن حليب مطبوخ حَتَّى يغلظ وَإِلَّا حساء المتخذة بالأرز والخندروس والجاورس وَإِن كَانَت الطبيعة منطلقة فَإِن لم ينقص أمره فاحقنه بِهَذِهِ مَعَ صفرَة الْبيض ودهن ورد وَالْبَيَاض والنشا وَجُمْلَة هَذِه الشياقة قشور كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وزعفران وأفيون وصمغ تطير بلاليط ويتحمل فَإِن كَانَ الورم فِي هَذَا المعي فَإِنَّهُ لَا يكون هُنَاكَ دم وَلَا مخاطية لَكِن شَهْوَة للبراز دائمة شَدِيدَة وتوهم أَن هُنَاكَ ثقلا من غير أَن يكون قَالَ: فَفِي هَؤُلَاءِ اسْتعْمل التكميد بصوف قد بللته بدهن ورد مَعَ قَلِيل شراب وَليكن فاتراً وصب مِنْهُ بعد ذَلِك على الأرابي والمراق والعانة وادهن بِهِ الخصيتين ألف ب والشرج فَإِن دَامَ الوجع فاحقنه بدهن شيرج مسخن فاتر ويحتمله سَاعَات فَإِنَّهُ إِذا احْتمل سَاعَات حلل الورم وَسكن الوجع وينتفعون بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ الخلية وبزر الْكَتَّان وأصول الخطمى لِأَن هَذِه تحل الورم ويعظم النَّفْع بالكرنب المسلوق مَعَ مخ الْبيض ودهن ورد وتضمد المقعدة بِهِ فَإِن حدث تلهب فِي الورم جعل ذَلِك مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ودهن الْورْد ومخ الْبيض. وَقد يحدث مثل ذَلِك للبواسير فَإِن)

اسْتعْمل علاجها جوارش الزحير والبواسير: إهليلج كأبلى وأملج وبليلج أُوقِيَّة أُوقِيَّة تعجن بِمَاء السفرجل ويعلق حَتَّى ينشف ثمَّ يجفف فِي الْهَوَاء ويغلى فِي طنجير بِسمن الْبَقر حَتَّى يجِف يمسح بِهِ نعما ويقلى ثمَّ يُؤْخَذ بزر كتَّان مقلو وبزر كراث مقلو أَو رشاد مقلو ومصطكي نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد طين أرميني أُوقِيَّة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِرَبّ السفرجل وَإِن كَانَ فِي الهضم تَقْصِير فَاجْعَلْ مِنْهُ نصف أُوقِيَّة وَمن الكمون الْكرْمَانِي منقعا بخل يَوْمًا ولية مقلو بعد هَذَا وَهَذَا الجوارش صَالح إِذا لم تكن حرارة وَكَانَت بواسير مَعَ الزحير تهيج وتؤذي قَالَ: وَإِن كَانَ اشتياق إِلَى البرَاز دَائِما وَلَا يخرج شَيْء الْبَتَّةَ وَطَالَ ذَلِك فدخنه بالكبريت المعجون بشحم الكلى فِي قمع لِئَلَّا يشْتَد وَإِن اشْتَدَّ الوجع أَيْضا وَلم يسكن فاحقنه بِمَاء مصل من زيتون المَاء حَتَّى تحرقه وتكويه ثمَّ اسْتعْمل مَا يسكن وَجَعه بعد ذَلِك فِي اخْتِلَاف الدَّم. قَالَ: قد يكون نوع من اخْتِلَاف الدَّم يُسمى ذوسنطاريا الدموية وَهِي من نَحْو مورندارس لِأَنَّهَا إِنَّمَا تكون إِذا كثر فِي الْجِسْم الدَّم فَرُبمَا انتفحت أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق أَو الَّتِي فِي الْغِلَاظ وَيُسمى الَّذِي يكون باخْتلَاف دم شبه مَاء اللَّحْم عَن ضعف الكبد ذوسنطاريا دموية أَيْضا. قَالَ: وَقد يحدث فِي المعي قُرُوح إِذا أنصبت إِلَيْهَا أخلاط رَدِيئَة من الكبد لرداءة مزاجها أَو لورم حَار فِيهَا وَإِذا كَانَ الَّذِي بِهِ سحج المعي صفراويا كَانَ أسهل برءا وَإِن كَانَ سوداويا عسر بُرْؤُهُ.

قَالَ: وَإِذا حدث اخْتِلَاف الدَّم فاقحص عَن حَال الكبد فَإِن كثيرا من الْأَطِبَّاء لَا يلتفتون إِلَى ذَلِك ويعالجون العليل بعلاج اخْتِلَاف الدَّم فيعطب العليل.

 

(3/25)

 

 

الْفرق بَين الذوسنطاريا الدموية وَهُوَ الَّذِي يكون لفتح الْعُرُوق أَو لضعف الكبد وَبَين المرية وَهِي الَّتِي تسجح حَتَّى يخرج الدَّم فَالْفرق: أَنه إِن كَانَ اخْتِلَاف الدَّم بِلَا وجع فَإِنَّهَا دموية وَإِن كَانَ مَعَ وجع فَإِنَّهَا مرية وَالثَّانِي أَنه إِن كَانَ من أول الْعلَّة إِلَى آخرهَا اخْتِلَاف دم فَقَط فالعلة دموية وَإِن كَانَ مرار أَولا ثمَّ أَشْيَاء رَدِيئَة ثمَّ انْبَعَثَ دم وخراطة فالعلة مرية وَالثَّالِث أَنه إِن كَانَ الدَّم يجْرِي بأدوار فَإِنَّهَا دموية وَالرَّابِع إِن كَانَ ينهك الْجِسْم عَلَيْهِ فَإِنَّهَا دموية ألف ب وَالْخَامِس أَنه إِن كَانَ يجد وجعا فِي الكبد فَإِنَّهَا دموية وَإِن كَانَ فِي الأمعاء فَإِنَّهَا مرية. لي وَإِذا كَانَ يخرج مَعَ الزحير بَنَادِق وَلم تكن حرارة فاعط الْحبّ الْمقل أَو صمغ البطم فَإِنَّهُ يسهلها وينفع السحج إِذا كَانَ مَعَ حرارة فاعط الْحبّ الْمُتَّخذ من لب الخيارشنبر وَرب السوس والكثيراء والزحير الَّذِي من ريح غَلِيظَة ممدة أَسْفَل دموية وينفع من الشد وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى)

حقن بالدهن الفاتر وَنَحْوهَا حَتَّى تخرج البنادق. 3 (الْفرق بَين الَّتِي فِي الدقاق وَبَين الَّتِي فِي الْغِلَاظ) إِن كَانَت الخراطة والقشور غلاظاً كبارًا فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يهيج الوجع فَوق السُّرَّة وتجيء الخراطة بعد ذَلِك فَإِنَّهُ فِي الدقاق وبالضد وَإِن كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَإِنَّهُ من الدقاق وبالضد وَإِن كَانَ فِيهِ دسم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ.

علاج أنظر أَولا هَل مَا انحدر إِلَى الأمعاء قد انْقَطع وَإِنَّمَا بَقِي أَثَره فِي الأمعاء أم التحدر لَا بَث فَإِن كَانَ لابثا فاقصد قطعه إِن كَانَ خلطا رديئاً قد عَم الْجَسَد كُله واقصد لاستفراغه. لي يُعْطي عَلَامَات فِي لبث التحدر وَهُوَ مَا يظْهر فِي البرَاز من الْأَشْيَاء الرَّديئَة وَإِن كَانَ للتكبد وَغَيره فاقصد لَهُ خَاصَّة ضعفا مان أَو سوء مزاج فَإِذا أحكمت ذَلِك فَحِينَئِذٍ اقصد القرحة بِنَفسِهَا فامنع العليل من الْغذَاء يَوْمَيْنِ فَإِن لم تكن حمى فاغذه فِي الثَّالِث بِلَبن مطبوخ بالحديد لِأَنَّهُ نَافِع جدا إِذا ذهبت رطوبته وغلظه ثمَّ اعطه بعد ذَلِك خبْزًا مبلولا بِمَاء الرُّمَّان الحامض ثمَّ اتخذ لَهُ حساءاً من لبن ولتكن حاراً مَعَ دَقِيق الْأرز وَالْحِنْطَة وَتَكون الشَّحْم شَحم مَاعِز أَو من الجاروش وَيجْعَل فِيهِ صمغ ويتخذ أَيْضا من الخشخاش والنشا المقلو وَمن الْخبز الْيَابِس الْمُتَّخذ من السميذ يتَّخذ حساء بِمَاء السفرجل وَالرُّمَّان وَيجْعَل فِيهِ صمغ قَالَ: وَإِن لم تكن حمى فاطبخ مَعَه الأكارع وَأما اللحوم فضارة لقروح الأمعاء فَإِن طَالَتْ الْعلَّة وَسَقَطت الْقُوَّة فَاسْتعْمل لُحُوم الطير الْيَابِسَة كالدراج والحجل والشفنين وَمن ذِي الْأَرْبَع الأرانب والغزلان وَإِلَّا عنز الْبَريَّة وَيجْعَل مَعهَا القوابض والممسكة وتوق الْفَوَاكِه إِلَّا الكمثرى أَو السفرجل وَنَحْوهَا من القوابض وَيكون مَا يسقونه مَاء الْمَطَر فَإِن ضعفت الْقُوَّة بآخرة فَاسق شراب السفرجل وَنَحْوه فَإِن ضعف أَشد وَلم تكن حمى وَلَا حرارة فَاسق الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض شَيْئا قَلِيلا وبارد بالأدوية والعلاج مادمت قُوَّة العليل بَاقِيَة اسْقِ البزور بِرَبّ السفرجل مثل هَذِه: بزر قطونا وبزر مرو وبزر الرجلة وبزر الريحان وبزر لِسَان الْحمل وبزر

 

(3/26)

 

 

الْورْد وبزر الحماض وبزر الخطمي مقلوة طباشير نشا مقلو صمغ عَرَبِيّ وَمن طين أَرْبَعَة أَجزَاء يقلى الْجَمِيع على المقلى قلواً حسنناً وَيجمع وَيُعْطى ألف ب خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الصمغ المنقع مَعَ الطين الأرمني وَإِن كَانَت حمى سقِِي أَقْرَاص الطباشير الممسكة بِرَبّ التفاح ويسقى بالْعَشي بزر قطونا مقلوة دِرْهَمَيْنِ مَعَ طين أرمني وَإِن كَانَت القرحة)

فِي أَسْفَل فالحقن وَإِن كَانَ مَا يَأْتِي من الدَّم أَكثر وَلم يكن وجع فالأشياء القابضة أَكثر وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَاعْلَم أَن الْخَلْط حَار لذاع فالأشياء المعدلة وَاحْذَرْ فِي استعمالك الحقن أَن تدخل مَعهَا ريح فَإِن ذَلِك ليضر. لي. ذَلِك يكون بِأَن الْعُضْو فِي مُدَّة لَا يحل عَنهُ ثمَّ يضْبط عَلَيْهِ أيضاُ لَكِن إِذا لَزِمته لم تحله الْبَتَّةَ وادهن الأنبوب بشمع ودهن فَإِن خفت فاسخن الشرج فَإِن ذَلِك يبْقى الحقنة لِئَلَّا تخرج زَمَانا طَويلا وَليكن ذَلِك بميل صوف نقي فِي شراب قَابض مسخن يكمد بِهِ فَإِن كَانَ فِي المعي تَأْكُل وعلامته أَن يكون مَا يستفرغ مُدَّة فَقَط بِغَيْر دم فحيتئذٍ تحْتَاج إِلَى أدوية محرقة وَإِيَّاك وَهِي إِذا كَانَ دم لِأَن حَاله حَال القروح الْخَارِجَة وَصَاحب الخراجات الحاذق إِذا رأى قرحَة وضرة لم تفن بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة لَكِن تقبل على الدَّوَاء الحاد قبل أَن تتسع القرحة وتعظم فَعَلَيْك بأقراص الزرانيخ إِذا كَانَ مَا ينصب مُدَّة فَقَط احقن مِنْهَا بِقدر نصف دِرْهَم يُؤْخَذ زرنيخان ثَلَاث أوراق نورة لم تطفأ سِتَّة أوراق قرطاس أَرْبَعَة أقاقيا أَربع يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل ويقرص ويجفف فِي الظل وَقد يُزَاد فِيهِ طراثيث أوقيتان يحقن مِنْهُ بِنصْف دِرْهَم وَأَكْثَره دِرْهَم فيداف فِي نصف رَطْل من مَاء لِسَان الْحمل وطبيخ الْأرز المغسول مَرَّات والورد ويحقن بِهِ وَكَثِيرًا مَا تألم الْعليا والسفلى جَمِيعًا فَاسْتعْمل الحقن والأدوية الَّتِي تشرب فَإِن كَانَت القرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم حَيْثُ تصل إِلَيْهَا البلاليط فَعَلَيْك بِهَذَا: خُذ دم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وطيناً أرمينيا وإسفيذاجاّ فاتخذه بلوطاً وَإِن كَانَت القرحة رَدِيئَة فاطرح فِيهَا قرطاساً محرقاً وأطل الظّهْر فِي أَسْفَله بالمراهم القابضة الْمَانِعَة وأجلس العليل فِي طبيخ القوابض.

من أقربادين حُبَيْش دَوَاء نَافِع لاخْتِلَاف الدَّم مَعَ الْحمى الشَّدِيدَة عَجِيب فِي ذَلِك جدا: ورد يَابِس أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ بسد ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران طباشير كهربا جلنار قاقا سماق طين مختوم لحية التيس دِرْهَم دِرْهَم بزر قطونا دِرْهَمَانِ حب الحماض مقشر دِرْهَمَانِ أفيون دانقان مصطكي نصف دِرْهَم كافور دانقان خشخاش أَبيض دِرْهَمَانِ يعجن بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا عَجِيبَة.

الأولى من الْمُفْردَات: ألف ب الْأَشْيَاء اللزجة المغرية الَّتِي تقمع الحدة وَتَنْفَع من بِهِ حرقة فِي أمعاء من مشي فضول لذاعة شربت أَو احتقن بهَا كشحم البط وعصارة الخندروس وشحم الأوز وشحم الماعز إِلَّا أَن شَحم الماعز أبين نفعا من هَذِه كلهَا لِأَن هَذَا الشَّحْم يسكن اللذع الَّذِي)

فِي الأمعاء لجموده عَلَيْهَا وتغريته لَهَا سَرِيعا.

السَّادِسَة: الْعِلَل والأعراض قد يحدث ضرب من اخْتِلَاف الصديد الدموي من ذوبان يحدث للبدن فِي اللَّحْم الطري أَو فِي الأخلاط وَلَا يكون رَقِيقا فتجذبه الكلى فيميل

 

(3/27)

 

 

إِلَى الأمعاء لي تَغْلِيظ الدَّم وتدبير أَصْحَاب الرّقّ لي على مَا فِي كتاب العلامات إِذا كَانَ مَعَ اخْتِلَاف الدَّم حمى وضربان فِي مَوضِع من الْبَطن فَفِي الأمعاء ورم مَعَ القرحة وَإِذا كَانَ مَا يخرج سمجاً وَهُوَ مَعَ ذَلِك منتن صديدي مختلط يقطع لَهَا عظم فَإِن فِي الأمعاء عفونة وَالْفرق بَين هَذَا والكائن عَن الكبد بِأَن ذَلِك لَا يكون شَدِيد النتن وَرُبمَا لم يكن منتناً الْبَتَّةَ ويتقدمه وجع الكبد والعطش وَلَا يكون مَعَه وجع وَهَذِه أعنى الخبيثة مَعَ وجع شَدِيد جدا ونتن مفرط وَأَنا ارى حقن هَذَا بالزرانيخ إِن لم يكن قد قَامَ بِقطع لحم فَإِن كَانَ قد قامها فَإِن يحقن أَيْضا أصلح لِأَنَّهُ لَعَلَّ خلاصاً يكون بِهِ وَقد رَأَيْت فَضله قَامَ مقَام هَذَا الْقيام وَبرئ إِلَّا أَن ذَلِك عِنْدِي كَانَ عَن كبده وَلَا يحقن من ذَلِك عَن كبده بالزرانيخ وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا أَن يغلب النتن جدا اَوْ يكون كُله أَبيض.

فليغريوس: فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: تقليل الْغذَاء أَجود كل علاج لمن يخْتَلف الدَّم وَليكن من أخف الأغذبة وأسرعها هضماً لي فرق بَين السحيح السوداوي وَغَيره بِأَن تكون لَهُ رَائِحَة حامضة وتغلي مِنْهُ الأَرْض فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَا يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ وَقد يكون اخْتِلَاف سوداوي وَيبرأ مِنْهُ وَيكون عَن احتراقات فِي الكبد سمجة اللَّوْن لَا تكون لَهَا رَائِحَة حامضة وَلَا يغلي مِنْهَا الطين لي على مَا رَأَيْت لِلْيَهُودِيِّ: إِذا كَانَ مَا ينزل من المخاطية والدموية أخلاط صفر مزيدة فالسحج صفراوي وَإِذا كَانَت هُنَاكَ مخاطية لزجة فالقرحة بلغمية وَإِذا كَانَت هُنَاكَ رقيقَة إِلَى السوَاد وفاحت مِنْهَا رَائِحَة إِلَى الحمضة فالعلة سوداوية ومم يجب أَن يحذر صَاحب الزحير الْبَارِد الْبرد يُصِيبهُ وَلَا سِيمَا الْبَطن مِنْهُ والقدمين وَأكل الْأَطْعِمَة الغليظة البلغمية كالفطر والكمأة واللفت وَلحم الأترج والخوخ والفاكهة الرّطبَة كلهَا إِلَّا القابضة.

أَقْرَاص الطباشير الممسكة: طباشير وَورد وسماق منقى وبزر حماض مقشر يجمع بِمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ ويقرص جَيِّدَة)

لقروح الأمعاء مَعَ حرارة وعطش وَإِذا لم تكن حرارة وعطش فَيُؤْخَذ كندر ومصطكي وأبهل ونانخة وطين وطباشير وصمغ يقرص ويسقى مَعَ الْحَرْف.

الْيَهُودِيّ: انْظُر لَا تجْعَل فِي شَيْء من الحقن أقاقيا إِلَّا أَن ترى فِيهِ دَمًا قَالَ: وينفع ألف ب الزحير مَعَ البواسير الْحَرْف المحمس جدا قَالَ: وَاتخذ للمبطون خبز بلوط وسماق. بولس يقطع الِاخْتِلَاف الدموي الطلى بالكندر وَالشرَاب الْقَابِض والخل وَمَعَهُ الأقاقيا وَنَحْو وَأما الزحير وَالِاخْتِلَاف الْمُتَوَاتر فكمد المقعدة بأَشْيَاء حارة عفصة كطبيخ العفص ويضمد بهَا حارة وَمَعَ الْأَشْيَاء الحارة بالقوية القابضة كالأبهل وَنَحْوه.

الثَّالِثَة جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة اخْتِلَاف الدَّم يكون إِمَّا من وجع وَاخْتِلَاف بِشَيْء حَار مثله وَإِمَّا بِلَا ذَلِك وَالَّذِي بِلَا ذَلِك يكون إِمَّا دَمًا خَالِصا نقيا وَيكون إِذا قطع من الْجِسْم عُضْو أَو ترك رياضة فَكثر الدَّم دفْعَة وَإِمَّا أَن يكون كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لبرد الكبد وَإِمَّا دم غليظ اسود وَذَلِكَ يكون من أجل سدة حدثت فِي الكبد فَصَارَ الدَّم لَا ينفذ إِلَى الْجِسْم لكنه يبْقى فِي الكبد فيحترق ويغلظ ثمَّ ينْدَفع إِلَى الأمعاء لي وَإِمَّا لِأَنَّهُ

 

(3/28)

 

 

يخرج من الطحال لي على مَا هَاهُنَا ليَكُون أعظم فضل بَين اخْتِلَاف مرّة الدَّم وَبَين قرحَة الأمعاء وَالَّذِي عَن الكبد الوجع فالمغص والخراطة وَالدَّم يَجِيء دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بمغص ووجع شَدِيد وَمَعَ خراطة وَبعد اخْتِلَاف مرّة أَو خلط حاد وَأعظم على أَنه من الكبد عدم الوجع وَأَن يَجِيء بنوائب وَيكون بِلَا مغس وَيكون كثيرا قَالَ: الزحير إِمَّا أَن يكون من أجل برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا لمرار مدَاخِل لجرم الأمعاء لي أَحْسبهُ يزِيد بالزحير المغس.

من كتاب ينْسب إِلَى ج: قَالَ: احقن من بِهِ عِلّة فِي الأمعاء السُّفْلى بِالْغَدَاةِ والعشي بالحقن مَتى قَامَ. الْأَعْضَاء الألمة السَّادِسَة قَالَ قولا يجب مِنْهُ مَتى مَا دَامَ الَّذِي ينحدر مرار وبلغم جرى مَعَ دم قَلِيل فَذَلِك ابْتِدَاء قرحَة حَتَّى إِذا كثر فَذَلِك استحكام القرحة حَتَّى إِذا اخْتلطت خراطة مَحْضَة فَذَلِك نِهَايَة القرحة لي فِي الْوَقْت الأول يحْتَاج إِلَى المغرية القابضة وَفِي الثَّانِي إِلَى المنقية وَهَذَا إِذا قل الدَّم وَكثر الْقَيْح أَو كَانَت رَائِحَة شَدِيدَة وعفونة وصديد متين يحْتَاج إِلَى الزرانيخ لي إِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وطالت فالأشياء الكاوية الأن القرحة قد عفنت وَلَا)

يجب أَن يكون ذَلِك جزَافا بل على مَا أصف يُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم نورة حَيَّة وَخَمْسَة دَرَاهِم زرنيخ اصفر منخول بحريرة وَيُؤْخَذ قلى ونورة فتنقع بِالْمَاءِ وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يسحق بِهِ ذَيْنك فِي هاون حَتَّى ينخل ويسود ثمَّ يقرص وَيرْفَع حَتَّى يجِف ثمَّ يُؤْخَذ عِنْد الْحَاجة دِرْهَم وَاحِد ويحقن بِهِ بِأَن يداف فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من طبيخ العدس المقشر والورد فَإِن الْأَشْيَاء المغرية لَيْسَ لَهَا هَاهُنَا مَوضِع وَإِن وجد لَهُ العليل لذعاً شَدِيدا فتنقص مِنْهُ بِقدر مَا يحْتَمل فَإِن أَصَابَهُ مِنْهُ لذع شَدِيد حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ حقنته بدهن مفتر حَتَّى يسكن لذعه ألف ب مَرَّات وبمقدار غلظ القرحة وإزمانها يكون قدر الزرانيخ وَالْمَاء الَّذِي يحل فِيهِ فَإِذا كَانَ الْأَمر غليظاً فأدف فِي مَاء الْملح وَهَذَا أَشد مَا يكون لَا يقوى عَلَيْهِ إِلَّا قوي الْقُوَّة والأجود أَن يديف ذَلِك فِي طبيخ العدس والورد والعفص وجفت البلوط فَإِنَّهَا تعين المحرقات حَتَّى تكون الخشكريشة بَالِغَة وتفقد قُوَّة العليل فَإِن كَانَت سَاقِطَة واحتجت إِلَى حقنة بذلك فقليلا قَلِيلا مَرَّات وبقدر مَا يقل اللذع وَقبل أَن تحقنه وأطعمه طَعَاما قَلِيلا قَوِيا مثل قبج كردمانك بِمَاء السماق وَنَحْو ذَلِك وَرَأَيْت الْقدر الَّذِي تحقن بِهِ من أَقْرَاص الرازيانج من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم فِي ثَلَاث أَوَاقٍ طبيخ الْأَدْوِيَة وخطأها عَظِيم فَإِذا اشْتَدَّ اللذع فَتَدَاركهُ بِأَن تحقنه بالدهن المفتر قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيمْنَع أَن تحرق الأمعاء.

جارجس: اسْقِ صَاحب السحج أَرْبَعَة مَثَاقِيل من صمغ عَرَبِيّ مسحوق بِمَاء بَارِد

 

(3/29)

 

 

واسقه فلونيا فارسية بِمَاء بَارِد أَو طبيخ الْأرز وَاللَّبن الحليب بِقطع الْحَدِيد واسقه قدر نواة من أنافخ الأرانب.

الثَّانِيَة من تَفْسِير الثَّانِيَة من إيذيميا: قَالَ: جَمِيع النَّاس يعلم أَن اخْتِلَاف الدَّم إِذا طَال خرج مَعَه أَشْيَاء منتة الرّيح وَلَا يكون فِي الزحير اخْتِلَاف منتن لِأَن الزحير فِيهِ أَسْفَل. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامر شراب جيد لقروح الأمعاء ويسكن الْعَطش: حب رمان حامض وسماق وغبيراء وخرنوب وكمثرى وسفرجل مقطع بالسواء يطْبخ حَتَّى ينْعَقد ويمزج وَيشْرب.

التَّاسِعَة لقروح الأمعاء: كندر حضض أقاقيا يسقى مِثْقَالا وَلم أر دواءا فِي بَاب القروح الَّتِي فِي الأمعاء إِلَّا وَفِيه أفيون أَو بنج أَو نَحوه وبالحق فعل ذَلِك لِأَن هَذَا يُخَفف ويدمل ويخدر وَيعْقل الْبَطن وَمِقْدَار مَا يحقن)

من أَقْرَاص الزرانيخ ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمِقْدَار خمس أوراق طبيخ الْأَشْيَاء القابضة وَلَكِن أقراصه لَيست بكثيرة الخلوص والحدة. لي خبرني الْكَاتِب قَالَ: حقنت ابْن نصير بذرور أصفر وزن مِنْهُ مِثْقَالا فأدافه فِي أُوقِيَّة دهن ورد خام وحقنة فحدست أَنه القلقنديون المصعد قَالَ: فَرَجَعت الخلفة من مائَة إِلَى عشر وانقطعت من الْغَد وبرأ بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ عاوده فعاود العلاج فبرأ.

الميامر التَّاسِعَة أَقْرَاص الزرانيخ: زرنيخ أَحْمَر وأصفر جُزْء جُزْء اقاقيا نورة نصف نصف يعجن بشراب قَابض وَيعْمل أقراصا كل قرص من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحقن بِوَاحِدَة مَعَ بعض الْمِيَاه القابضة وَإِن كَانَت قوته ضَعِيفَة حقن بِأَقَلّ من هَذَا الْمِقْدَار مَعَ شراب ممزوج. لي أَقْرَاص زرانيخ تكوى وَلَا توجع عجينة: زرنيخ أصفر ونورة جزءان أفيون كندر دم الْأَخَوَيْنِ من كل وَاحِد يعجن بطبيخ الْورْد ويحقن بطبيخ الخشخاش والورد وَهَذِه حقنة. لي جَيِّدَة بِلَا زرنيخ: عدس مقشر ألف ب وَورد أرز جلنار خشخاش شعير مقشر يطْبخ وَيُؤْخَذ كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وإسفيداج الرصاص وأقاقيا فتتخذ أقراصا بِمَاء الصمغ ويداف مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من الطبيخ ويحقن مَعَ نصف مَعَ نصف أُوقِيَّة من دهن ورد ويتفقد الِاخْتِلَاف فَمَتَى كَانَ الدَّم أغلب فمل إِلَى العفصة من الأغذية والأدوية والحقن حَتَّى يكون الطبيخ من ورد وجلنار وكحل وَإِذا كَانَ اللذع والمغس أَشد فمل إِلَى المغرية حَتَّى يكون الطبيخ من الْأرز وَالشعِير المقشر والدهن وشحم الْمعز أَو أَقْرَاص الاسفيداج وطين وصفرة الْبيض المسلوق وَنَحْوهَا مَتى كَانَت الْمدَّة أَكثر فلتكن الغاسلة المنقية كالزرانيخ والقرطاس المحرق وَنَحْوه.

الميامر: احقن عِنْد اللذع الشَّديد بِمَاء الحلبة وبزر الْكَتَّان. قَالَ: وَتَقْدِير الحقنة للرِّجَال أَربع أَوَاقٍ وللصبيان أوقيتان.

قرص آخر من هُنَاكَ: زرنيخ أصفر مثقالان أَحْمَر خَمْسَة مَثَاقِيل نورة حَيَّة ثَلَاثُونَ قرطاس محرق أَرْبَعَة احقن مِنْهُ بِثَلَاثَة مَثَاقِيل مَعَ ثَلَاثَة مَثَاقِيل من الْملح المسحوق بِسِتَّة

 

(3/30)

 

 

دوارق من مَاء بَارِد. لي هَذَا فِي نَحْو العلاج الَّذِي ذكره فِي حِيلَة الْبُرْء وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَت القروح قد عفنت جدا وَالرجل قوي الْقُوَّة.)

أَقْرَاص جَيِّدَة لقروح المعي والشرج عفص فج يسحق كالكحل دَقِيق سميذ وأرز منخولان بحرير صمغ عَرَبِيّ يعجن الْجَمِيع بصفرة بيض وبياضه وَيجْعَل أقراصاً دقاقا وتشوى على آجرة فِي تنور بِقدر مَا لَا يَحْتَرِق ويسقى مِنْهُ العليل قرصة فِيهَا خَمْسَة دَرَاهِم فَإِن لم تكن حمى فليسق مَعهَا دانقان من الفلفل ودانقان من الأفيون قَالَ: قَالَ: وأقراص الزرانيخ احقن بهَا قدر سرعَة حس العليل وَنَظره وقوته وَعظم بدنه وَأكْثر مَا يحقن بِهِ أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَالْوسط مِنْهُ مثقالان وَأقله مِثْقَال وَلَا يحقن بهَا إِلَّا إِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وَإِذا طرحت فِيهَا زعفرانا وأفيونا سكن الوجع أَيْضا ويجلب النّوم وَكَانَت أَحْمَر وليأكل العليل شَيْئا قبل أَن تحقنه ثمَّ ذكر أَقْرَاص زرانيخ عدَّة فِيهَا: بزر بنج وأفيون وزعفران واضمده فِيهَا بزر بنج وأفيون وزعفران وَأَشْيَاء قابضة وعطرة وَاتخذ من بَعْضهَا أقراصا ويطلى بِهِ وَقت الْحَاجة. لي تجربة: وجدت الأشياف الَّتِي تتحمل للزحير يكون أقوى إِذا كَانَت قابضة وأجودها هَذَا: عفص فج وإسفيداج الرصاص وكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأفيون يتَّخذ شيافا. لي سفوف لقروح الأمعاء مَعَ برد: بزر كتَّان وبزر خطمى وحرف وبزر الريحان وكندر وصمغ وطين ومصطكى وَسعد ونانخة يستف مِنْهُ جيد بَالغ. من كتاب الحقن: قَالَ: حقنة الخشخاش جَيِّدَة جدا للقرحة فِي الأمعاء تسكن اللذع والوجع وتقطع الِاخْتِلَاف. لي البزور الَّتِي تصلح للحقنة: الشّعير المقشور والأرز والعدس المقشر والخشخاش وَمن غَيره ألف ب بالورد والبلوط والجلنار وَنَحْوهَا. لي على مَا رَأَيْت: إِذا عتقت القرحة وتأكلت وَلم يُمكن أَن يحقن بالزرانيخ لضعف العليل وَشدَّة الْحس فليحقن بِمَاء الْعَسَل ثمَّ ليحقن من بعد أَربع سَاعَات بِمَاء الْملح ثمَّ يحقن بعد ذَلِك بالطين الْمَخْتُوم مدافاً فِي مَاء فاتر فَإِنَّهُ برءه. من كتاب العلامات إِذا كَانَ بانسان اخْتِلَاف دم بقيء أَو ببول ثمَّ عرض لَهُ بَغْتَة إِن بردت مِنْهُ الْأَطْرَاف واصفر أَو انتفخ بَطْنه وَسقط نبضه فَاعْلَم أَن شَيْئا من ذَلِك انْعَقَد فِي بَطْنه.

ابْن ماسوية فِي علاج الإسهال إِذا كَانَ فِي سحج الأمعاء صفراء يبرأ مرّة وَيرجع أُخْرَى وَيخْتَلف اختلافات حادة رَدِيئَة فاقصد إِلَى الكبد بالتبريد فاقصد الباسليق والأسليم من الْيَد الْيُمْنَى ثمَّ ضع المبردة على الكبد وَأطْعم الرُّمَّان والحصرم والفراريج بِمَاء البزور اللينة والباردة ويلقي فِي المَاء الَّذِي يشرب الطين الأرومني أَو الصمغ وَلَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا عِنْد مَا يخرج الشَّيْء الْأَبْيَض اللزج وَأما مادامت الدموية والدردية غالبة وَالْبرَاز الحاد الرَّقِيق فَلَا تسْتَعْمل الْبَتَّةَ حَتَّى إِذا كثرت العفونة وابيضت الْأَشْيَاء الْخَارِجَة وَأما السحج الصعب الَّذِي يكون قد ذهبت فِيهِ

 

(3/31)

 

 

طبقَة من الأمعاء إِلَّا أَنه عفن فِيهِ وأجود علاجه لبن الْمعز الْمَطْبُوخ بالحديد مَعَ الصمغ والطين وَإِن كَانَ لبن الْبَقر فانزع زبده ثمَّ يطْبخ فَإِن كَانَت حماه شَدِيدَة فَلَا تسقه اللَّبن لَكِن الحسو من الشّعير والصمغ قَالَ: وأنفع مَا يكون السحج اللَّبن المنزوع الزّبد لِئَلَّا يُطلق الْبَطن. لي على ذَلِك أول مرتبَة السحج فالبزور والمغريات فَإِن طَال أمرهَا فاللبن المنزوع الزّبد الْمَطْبُوخ فَإِن طَال وَكثر فالزرنيخ وتفقد فِي ذَلِك كُله حَال الكبد فَإِن كثر السحج إِنَّمَا يكون عَنْهَا. لي إِذا صاب العليل بعد أَن قد خرج فِي اختلافه قِطْعَة لحم كَبِيرَة ثقل فِي الْبَطن وتمدد وَقل الِاخْتِلَاف فَاعْلَم أَن المعي قد انخرق فَإِذا كَانَ ذَلِك فِي المعي الْأَسْفَل فَرُبمَا أصَاب مِنْهُ ورم فِي المراق فَيخرج وَيخرج مَعَه ثفل ويعيش العليل على ذَلِك عمره وَإِن كَانَ فِي الْعليا فَهُوَ أشر وخاصة إِن كَانَ فِي الصَّائِم وَذَلِكَ أَن العليل ينهك حَتَّى يَمُوت وَقد يَمُوت قبل الإنهاك وَذَلِكَ أَنه يخرج شَدِيدا فيأكل وَلَا يشْبع وينتفخ لذَلِك بَطْنه انتفاخاً شَدِيدا وَيَمُوت. كناش ابْن ماسوية لي تفقد مَا فِي الِاخْتِلَاف وسل عَنهُ إِن كَانَ قد انْقَطع مَعَ الخراطة اخْتِلَاف أَشْيَاء صفراء وَكَانَ بعقب دَوَاء يخرج الصَّفْرَاء فالعلة من سحج صفراوي وَكَذَلِكَ لمن رَأَيْت فِي الطشت أَشْيَاء حريفة حادة ومرار مُخْتَلفَة خضراء وَغير ذَلِك فَإِن رَأَيْت مَعَ الخراطة خلطاً أَبيض لزجاً وَكَانَ قبله ذَلِك فالعلة بلغمية وَإِن رَأَيْت مَعهَا خلطاً أسود فالعلة رَدِيئَة فتفقد حَال ذَلِك الْخَلْط حِينَئِذٍ ألف ب فَإِن رَأَيْت مرّة سَوْدَاء فَاعْلَم أَنه إِن كَانَ قد أزمن فَإِنَّهُ لَا يبرأ وَإِن كَانَ لم يزمن فَإِنَّهُ يبرأ بالأشياء المعدلة المقوية. قَالَ: اسْقِ صَاحب السحج المري الحاد لَبَنًا مغلي حَتَّى يغلظ وَيذْهب النّصْف مَعَ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ عَرَبِيّ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَإِذا حقنته فاطبخ تِلْكَ الْمِيَاه حَتَّى تغلظ كالعسل وَإِن احْتَاجَ العليل إِلَى دُخُول الْحمام فأطعمه قبل ذَلِك خبْزًا منقعاً فِي شراب قَابض أَو فِي رب سفرجل والسحج يحدث إِمَّا من بلغم مالح)

وعلامته أَن يكون فِيمَا يخْتَلف شَيْء أَبيض لزج كثير وتقل مَعَه الْحَرَارَة والعطش وَإِمَّا من مرّة صفراء وعلامتها أَن يكون فِيمَا يخْتَلف مرار وزبد وَكَثْرَة عَطش وحرارة وَإِمَّا من السَّوْدَاء وعلامته أَن يكون فِيهِ شَيْء أسود وشديد النتين جدا.

تجارب المارستان إِذا غلظ الْأَمر فِي الأسهال لم يجْعَلُوا فِي الحقنة دهنا إِلَّا أقل ذَلِك أَو طبخوه مَعَ ورد وورق الآس وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت قرحَة سمجة وسخنة وَأما حقن الزرانيخ فَلَا دهن فِيهَا الْبَتَّةَ ويحقن قبلهَا بِمَاء وملح حَتَّى إِذا خرج الثفل وَبَقِي المَاء حقن بحقن الزرانيخ فِيهِ برءه. لي الصّبيان الصغار إِذا أخْلفُوا دَمًا يُؤْخَذ: صمغ عَرَبِيّ وطين مختوم ونشا مقلو قَلِيلا وإنفحة الأرنب وطباشير يسحق الْجَمِيع واسقهم مِنْهَا دانقين فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات أَو يَجْعَل الصمغ فِي اللَّبن ويوجرون. لي من اخْتِلَاف الدَّم ضرب سمج جدا يكون الِاخْتِلَاف فِيهِ مثل الدردري منتناً جدا وَفِيه زبد ومرار حَار يغلي وَيُشبه الْمرة السَّوْدَاء وَلَيْسَ بهَا لِأَنَّهُ غليظ منتن والسوداء رقيقَة وَلَا نَتن لَهَا وَيحدث فِي الْأَبدَان النحيفة الحارة الَّتِي تكْثر التَّعَب فِي الصَّيف وفيمن يكثر من احْتِمَال الْعَطش الشَّديد كالحال فِي نضله الطَّبِيب وَيكثر الِاخْتِلَاف وَسبب هَذَا إِنَّمَا هُوَ أَن الكبد تَحْمِي جدا حَتَّى أَنَّهَا تجذب دَمًا من الْعُرُوق ثمَّ يسود فِي جداول الكبد

 

(3/32)

 

 

فِي زمن قَلِيل ويتبين لشدَّة حرارته فَإِذا ثقل عَلَيْهَا دَفعته أَولا أَولا إِلَى المعي وجذبت أَيْضا من الْعُرُوق من الخراطة فِي هَذَا الِاخْتِلَاف قَلِيلا فِي أول الْأَمر ثمَّ تبطل وَتَكون خلف هَذَا الشَّيْء الَّذِي مثل رائب أبلغ علاجهم تضميد الكبد بالمبردات غَايَة التبريد وَسقي مَاء الثَّلج على الرِّيق وَاسْتعْمل شراب الخشخاش دَائِما والأضمدة وَمَاء الشّعير ودلك ظَاهر الْجِسْم دلكا رَقِيقا وَلَا تخلوا الكبد وَلَا فِي وَقت وَاحِد من شَيْء يبردها وَشد الْيَدَيْنِ من الأبطين وَالرّجلَيْنِ والأنثيين ودلكها وَسَائِر الْجَسَد بالدوام فَإِنَّهُ يسيل الدَّم وَيمْنَع جريته إِلَى الكبد ويبرد الكبد فيقل جذبها وَهُوَ علاج غَرِيب مجرب واعط المخدرات ليقل حس الأمعاء واطل مَوضِع الأمعاء بالمغرية والكبد بالمقوية المبردة.

مُفْرَدَات ج: البقلة الحمقاء نافعة من قُرُوح ألف ب الأمعاء إِذا أكلت. لي قد قَالَ ج فِي هَذِه: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة ورطبة فِي الثَّانِيَة قَوِيَّة التطفية جدا حَتَّى أَنَّهَا تَنْفَع من الدق أَكثر من كل مَا ينفع مِنْهُ وَلذَلِك أرى أَنَّهَا فِي غَايَة النَّفْع للَّذي بِهِ قرحَة من حِدة فِي كبده كَالَّذي كَانَت بنضله وَلها)

قبض صَالح فِي غَايَة تسكين الْعَطش واستعمالها فِي هَذِه الْمَوَاضِع كَانَ رجل انثقب معاه فَعَاشَ بعد ذَلِك مُدَّة وَكَانَ الثفل يصير فِي تجويف الْبَطن بعضه وَبَعضه يخرج وَعظم الْبَطن كالمتسقي ثمَّ ج: لِسَان الْحمل جيد لقروح الأمعاء لِأَنَّهُ يقطع الدَّم بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَ هُنَاكَ لهيب وتوقد أطفأ وَإِن كَانَت القرحة رَدِيئَة عفنة أبرأها أَيْضا لي بِأَن من كَلَام جالينوس فِي هَذَا الْموضع: ان لِسَان الْحمل يشفي القروح الَّتِي تكون فِي الأمعاء والمزمنة مِنْهَا فلتجعل أَقْرَاص الزرانيخ فِي مَائه وَتقدم قبله لَعَلَّه يُغني عَنهُ وليستعمل بزره فِي البزور. ج: فِي ثَمَرَته جلاء لي وَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا يصلح وَلَعَلَّه لَيْسَ بالجيد فَانْظُر فِيهِ. ج: الجلنار نَافِع من قُرُوح الأمعاء جدا لِأَن فِيهَا قُوَّة قابضة المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ أصل شَجَرَة الخطمى نَافِع من قُرُوح المعي لي لِأَن فِيهِ قُوَّة قابضة مَعَ تسكين وتعديل العفص جيد يمْنَع التجلب إِلَى الأمعاء لحية التيس جيد لقروح المعي الباقلي الْمَطْبُوخ بخل جيد لقروح الأمعاء لي طَعَام هَؤُلَاءِ: عدس مقشر باقلي بخل خبز معجون بخل صفرَة بيض مسلوقة بخل طيهوج وحجل كردناك سماق عصارة حب الرُّمَّان البقلة الحمقاء جَيِّدَة بزر الحماض الْكِبَار يسقى لقروح الأمعاء قشور الكندر جَيِّدَة جدا لقروح المعي يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي ذَلِك الحضض نَافِع لقروح المعي إِذا شرب الطاليشفر ينفع من قُرُوح المعي الزبوند جيد لقروح المعي.

الطين الْمَخْتُوم جيد للقروح العفنة وَيجب أَن يحقن قبله بِمَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الْملح ثمَّ بِهِ ثمَّ يسقى مِنْهُ أَيْضا وَتَكون الحقن بِمَاء لِسَان الْحمل وتسقى بخل قَلِيل وَمَاء كثير. ج: المَاء الَّذِي قد طبخ حَتَّى قلت مائيته يلصق ويتشبث بالأمعاء وَيمْنَع حِدة المرار

 

(3/33)

 

 

وسحجه وأجود مَا يكون إِذا طبخ بِقطع الْحَدِيد الفولاذ وَلذَلِك يتَّخذ أعمدة حَدِيد فِي رؤسها كالسنجات فتحمى فِي الْكوز وتغمس فِي اللَّبن حَتَّى يغلظ كالعسل ثمَّ يسقى مِنْهُ يكون أبلغ الْأَدْوِيَة لذَلِك لي إِذا رَأَيْت وجعاً شَدِيدا فِي الْبَطن والبطن لين وَمَا يبرز مراري وَالْبَوْل أَبيض وَأما أصفر فَاسق هَذَا وَاعْلَم أَنه مرّة صفراء هُوَ سَبَب المغس وَإِن رَأَيْت شَهْوَة قد قويت مَعَ ذَلِك فَانْظُر هَل تبرز سَوْدَاء وَفِي المزاج أَيْضا فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ خلطاً أسود رديئاً فَيلْحق فِي ابْتِدَائه وَإِلَّا أحدث)

قرحَة سرطانية فَإِن رَأَيْت الَّذِي يبرز بلغميا ألف ب وَالْمَاء كَذَلِك فَإِنَّهُ بلغماً. ج: وتزداد لذَلِك قُوَّة قَوِيَّة جدا إِن خلطت بِهِ درهما من خرء الْكَلْب الَّذِي قد احْتبسَ وَأطْعم الْعِظَام حَتَّى صَار زبله أَبيض لَا ريح لَهُ المري تحقن بِهِ قُرُوح المعي العفنة لي رَأَيْت ضربا من السحج يحدث عَن مرار صلب يتحجر وَيصير كتلا صلبة فَتخرج الْوَاحِدَة بعد الْوَاحِدَة بتزحر شَدِيد وتسحج وأردى الْأَشْيَاء لَهَا الَّتِي تيبس الْبَطن وعلاجه ان يسقى الْأَشْيَاء المزلقة حَتَّى تخرج تِلْكَ العقد والأمراق اللينة فَإِنَّهَا جَيِّدَة. ج: طبيخ الوج ينفع من المغس الإيرسا نَافِع من المغس المر يشرب مِنْهُ قدر نبقة لقروح المعي والإسهال الشَّديد الزفت الْيَابِس يذاب مَعَ مَاء الشّعير ويحقن بِهِ لقرحة المعي لي التكمد جربته فَوَجَدته يدْفع الزحير دفعا قَوِيا وَقد قَالَ فِي الْجَوَامِع جَوَامِع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: إِن الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد وَإِمَّا من مرار مدَاخِل لجرم المعي فَإِذا ثَبت الزحير جدا فليغسل المعي ثمَّ يُقَوي الحضض جيد لقروح المعي والإسهال المزمن شرب أَو احتقن بِهِ العفص جيد لقروح المعي إِذا طبخ واحتقن بِهِ العفص إِذا طبخ وَجعل مَاؤُهُ فِي طبيخ من بِهِ قرحَة فِي معائه ويسحق ويسقى نفع جدا. لي أَقْرَاص عجينة: عفص دِرْهَم قشور الكندر نصف دِرْهَم بزر كرفس دانقان أفيون دانق إنفحة دانق. د: مَاء الرماد يحقن بِهِ للقروح المزمنة فِي المعي وَهُوَ مَاء رماد التِّين والبلوط ينقع فِي المَاء ويصفى سبع مَرَّات ثمَّ يعْتق وَيسْتَعْمل فِي إِنَاء مشدود الرَّأْس فَيكون بليغا جدا الشمع يتَّخذ حبا كالفلفل وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشر حبات مَعَ بعض الأحساء نفع من قُرُوح المعي بزر الحماض نَافِع من قرحَة المعي والإسهال الريوند جيد لقروح المعي وَكَذَلِكَ بزر الرجلة إِذا حمست تعقل الْبَطن وتقوي المعي.

أَبُو جريج: الكهربا لَهُ خَاصَّة فِي قطع الدَّم من قُرُوح المعي. ج: لَيْسَ بِكَثِير الْحَرَارَة وَهُوَ قوي التجفيف.

ماسرجوبه: إِذا اشْتَدَّ الوجع فِي قُرُوح المعي فَخذ لعلب بزر الْكَتَّان فَاضْرِبْهُ بدهن ورد واحقن)

بِهِ فَلَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. لي على مَا رَأَيْت فِي آراء أبقراط: إِذا ضعفت قُوَّة صَاحب استطلاق الْبَطن فاعتمد على اللَّبن الْمَطْبُوخ لِأَنَّهُ يغذوه وَهُوَ مَعَ ذَلِك يقوية كَثِيرَة.

روفس قَالَ: ليؤخذ لبن الماعز طرياً فَإِنَّهَا قَليلَة الشّرْب كَثِيرَة الْمَشْي فينزع زبدة كُله وَهُوَ

 

(3/34)

 

 

طري ثمَّ ليطبخ بِقطع حَدِيد حَتَّى يغلظ كالعسل فَإِنَّهُ يقطع الخراطة والأغراس قطعا عجيباً وَذَلِكَ أَنه قد ذهبت مِنْهُ الدهنية والمائية لي هَذَا يدل على أَن الْجُبْن للمعالج عَجِيب فِي ذَلِك وَيجب إِذا صَار كالاسفيذاج أَن تديفه فِي مَاء سويق الشّعير بِقدر مَا تخلط بِهِ المَاء وتسقيه.

أَبُو جريج: بزر المر إِذا قلى ألف ب عقل الْبَطن فِي قُرُوح المعي كبزر الْكَتَّان لي هَذَا والبزر قطونا وبزر لِسَان الْحمل وبزر الترنجان وبزر مر وبزر الرجلة وخردل.

الْيَهُودِيّ: الثوم رَدِيء للزحير وانطلاق الْبَطن وَقد يُصِيب بعض المبطونين تحجر فِي الثّقل حَتَّى يصير كالجوز فاحقن هَؤُلَاءِ بدهن الأكارع أَو بالسمن. لي قد رَأَيْت غير مرّة فِي قُرُوح المعي تهيج ومغص شَدِيد مؤلم جدا فَإِذا خرجت تِلْكَ البنادق سكن الوجع الْبَتَّةَ ورأيته يكون مَعَ الْحَرَارَة والمرة الصَّفْرَاء الشَّدِيدَة فحدست أَن سَبَب تِلْكَ الْحَرَارَة تحجر الثفل فَإِذا لم يكن اخْتِلَاف وَكَانَ يبس فَقَط فَإِن سحج المعي من ذَلِك المرار اجْتمع أَمْرَانِ سحج وَاخْتِلَاف خراطة وثفل يَابِس متحجر يَجِيء فِي خلال ذَلِك وَينزل بعسر شَدِيد وألم وَلذَلِك الحقن فِي هَؤُلَاءِ من أعظم الْخَطَأ والبزور الْيَابِسَة وَيجب أَن يتفقد مِنْهُ أول يَوْم قبل ذَلِك فَإِن وجدته فِيهِ لم تسق الْبَتَّةَ مَا يمسك الْبَطن بل لينه بالأشياء اللينة واحقنه بالحقن اللينة حَتَّى إِذا خرجت أجمع فعُد إِلَى تَدْبِير السحج الْخَالِص. لي المَاء الْبَارِد مُوَافق للقروح فِي الأمعاء وَالِاخْتِلَاف إِلَّا الْكَائِن عَن برد لِأَنَّهُ يعقل الْبَطن والفاتر يحله. لي الأشياف الَّتِي يَقع فِيهَا الكندر والأقاقيا تحرق وتوجع وَفِي الأقاقيا حِدة ذكر ذَلِك حنين فِي كتاب الترياق إِلَّا أَن يغسل والأجود أَن تركب الأشياف من اسفيذاج الرصاص وأفيون وصمغ عَرَبِيّ فَإِن هَذَا يسكن الوجع وَلَا يلذع الْبَتَّةَ وَيحْتَمل بدهن ورد وَليكن دِرْهَمَيْنِ وَمن الصمغ نصف دِرْهَم يجمعه ويشده فَإِنَّهُ عَجِيب.

مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: القروح الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق أعْسر برَاء لخلتين لِأَن طبيعة العصب

كتاب الحقن قَالَ: وَقد يعرض اخْتِلَاف دم يشبه ذوسنطاريا من بواسير عالية فَوق ذَلِك فابحث عَنهُ وعالج. لي عَلامَة ذَلِك أَن تكون خراطة وَيكون دم قَلِيل أسود وَيلْزم أدوار أَوْقَات امتلاء الْجِسْم. لي لما يخرج من الأمعاء مَرَاتِب إِن كَانَ الدَّم هُوَ الْغَالِب فالشيء مُبْتَدأ فَاجْعَلْ الْغَالِب على الحقنة القابضة وَلَا تخله من المغرية كهذه الأقراص لسابور: عفص وأقماع الرُّمَّان وجلنار وأقاقيا وطراثيث وَمر بِالسَّوِيَّةِ يقرص بِمَاء لِسَان الْحمل ويحقن بِمَاء طبيخ الآس والورد لتنضم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء فَإِن كَانَت

 

(3/35)

 

 

الخراطة أغلب فَاعْلَم أَن تِلْكَ الْعُرُوق لَيْسَ فِيهَا كثير تقيح وَأَن ترصيص الأمعاء قد ذهب فاقصد إِلَى مَا يُقَوي كالصمغ والطين والكهربا وصفرة الْبيض وَلَا تخله من القوابض وَإِن كَانَ السوَاد وَالنَّتن والدردري ألف ب هُوَ الِاخْتِلَاف فَانْظُر فَإِن هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ بالحقن كثير نفع وأعن بالكبد وَقد رَأَيْته انْقَطع بالفصد.

المنجح لِأَبْنِ ماسوية: يحقن بالزرانيخ إِذا كثر الْبيَاض فِي الِاخْتِلَاف وعَلى قدر بَيَاض ذَلِك شدَّة مَا يخرج يكون مَا يلقِي فِي الحقنة من أَقْرَاص الزرانيخ واحقن بهَا العليل. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامر فِي التَّاسِعَة: يلقِي مَعَ الأقراص الزرانيخ إِذا كَانَ العليل محموماً: رب الحصرم مجففاً وحضض وأقاقيا وعصارة السماق وَورد يداف فِي مثل هَذِه الْمِيَاه إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا: أفيون وبنج ويتخذ أطلية من الأفيون والبنج والأقيقيا والصمغ والزعفران والحضض والمر وَبِالْجُمْلَةِ مخدرة ومنفذة ومقوية أَجود شياف الزحير: أفيون جندبادستر كندر وزعفران الإسهال وَإِذا كَانَ مَعَ يبس الْبَطن فاقصد لاطلاقه فَإِنَّهُ ملاكه وَإِن كَانَ مَعَ فضل نفخ وقرار فبكل شَيْء يفش الرِّيَاح.

مسيح للمغص من المرار: بزر قطونا مقلو دِرْهَمَانِ دهن ورد أُوقِيَّة بِمَاء بَارِد أوقيتان صمغ عَرَبِيّ دِرْهَمَانِ ويسقى أَو يسقى عصارة الرجلة أَو عصارة لِسَان الْكَلْب وعصارة كزبرة الْبِئْر وينفع من المغص والزحير الشَّديد الدَّائِم الدُّخُول فِي آبزن مَاء قد غلى فِيهِ آس وأطراف الْقصب ثَلَاث أَوَاقٍ طبيخ الشبث وبزر الْكَتَّان والحلبة والخطمي ويبخر بِالْكبرِ وَنوى الزَّيْتُون وبعر الْإِبِل ويحقن بالألعبة والشحوم.

شياف جيد جدا: مر زعفران كندر أفيون يعجن بصفرة بيض ويتخذ بلاليط وتدس نعما وفيهَا خيط وَتمسك اللَّيْل)

كلهَا وجرها مَتى شِئْت. للَّذين تحتبس طبائعهم وبهم قُرُوح فِي أمعائهم: بزر قطونا وبزر خطمي وبزر مرو وَيخرج لُعَابهَا ويسقى مَعَ دهن لوز وَمَاء فاتر فَإِن كَانَ غثى سقوا بِمَاء بَارِد.

مَجْهُول سفوف المقلياثا النافع للزحير الْبَارِد للبواسير: كمون منقع فِي خل مقلو وإهليلج أسود مقلو بِسمن وبزر كراث مقلو جُزْء جُزْء حرف أَبيض مقلو جزءان مصطكي مقل نصف جُزْء من كل وَاحِد. لي هَذَا جيد حَيْثُ تكون حرارة وتعقد ثفل وَكنت أعالج الْأَمِير من نزُول بخراطة وَدم وثفل وتحجر يَابِس يكثر من نُزُوله الدَّم بِأَن كنت أسقيه حب الْمقل وأحقنه بحقنة قَوِيَّة وأعدت عَلَيْهِ ذَلِك مَرَّات فبريء. قَالَ والمبطون ألق سكرجة لِسَان الْحمل مَعًا تحمل قشر بندقة أَربع مَرَّات عفص مسحوق وَيشْرب وَهُوَ جيد للمبطون. 4 (المقلياثا لتياذوق:) حرف مقلو رَطْل وَنصف كمون بخل منقع أَرْبَعُونَ مِثْقَالا ببزر كتَّان مقلو أَربع أوراق بزر الكراث المقلو أَرْبَعُونَ مِثْقَالا مصطكى أُوقِيَّة إهليلج أسود مقلو بِسمن الْبَقر ثَلَاث أوراق الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم.

 

(3/36)

 

 

الطِّبّ الْقَدِيم ألف ب للزحير مَعَ برد وريح: حرف أَبيض نانخة أبهل بالسواء يقتمح عدوة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ بليغ. 4 (سفوف للزحير والخلفة:) حرف أَبيض برغر الحسك بلوط مقلو بزر بنج صمغ طين بزر قطونا جلنار خرنوب الشوك ثفل البزور ويستف من الْجَمِيع ثَلَاثَة دَرَاهِم. لي واطرح فِي سفوف حب الرُّمَّان بزر بنج واطرح فِي 4 (مِثَال: يمشي الدَّم مَعَ زحير:) بزر قطونا مقلو دِرْهَمَانِ بزر كتَّان مقلو دِرْهَم أبهل نصف بزرنيخ ربع دِرْهَم غير مقلو بل مسحوق. 4 (مِثَال:) إِذا لم تكن حرارة وَكَانَت ريَاح: حرف مقلو دِرْهَمَانِ بزر كتَّان مقلو دِرْهَم أبهل نصف بزرنيخ ربع طين دِرْهَم صمغ مثله. 3 (للزحير والمبطون) دانق وَنصف من المرادسنج كافور دانق يبندق بدهن رَقِيق ويسقى يتعقد مَكَانَهُ وَإِن زِدْت أورثه القولنج.

دَوَاء للزحير يلت هليلج أسود وكابلي بالسمن ويقلى قلوا قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثُونَ وكمون منقع يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو عشرُون حرف أَبيض مقلو عشرَة بزر الكراث عشرَة أبهل خَمْسَة نانخة مثله مصطكي مثله بزر بنج مثله.

بختيشوع حقنة نافعة من السحج الطري: صفرَة ثَلَاث بيضات غير مسلوقة تسحق فِي هاون نظيف مَعَ أُوقِيَّة دهن ورد خام وَنصف دِرْهَم مرداسنج وَدِرْهَم وَنصف اسفيذاج ثمَّ يفتر ويحقن.

الْفَائِق إِذا كَانَ صَاحب قُرُوح المعي والإسهال يجد غماً شَدِيدا فاسقه سكرجة من مخيض الْبَقر وَأكْثر بِحَسب الْحَاجة.

دَوَاء خَاص بالاختلاف الْكَائِن من الكبد الشبيه بِمَاء اللَّحْم: ورد صندل سعد قصب الزريرة أَجزَاء سَوَاء يعجن بِمَاء أَطْرَاف الآس أَو بِرَبّ الحصرم وتضمد الكبد ويسقى رب الريباس وَرب السانق وأقارص الزرانيخ ينفع من الخلفة الَّتِي تكون من أجل البواسير وكل خلفة عتيقة.

قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: قد يحدث فِي المقعدة وجع يخرج مِنْهُ شبه بالبزاق وَيكون ذَلِك من ميل شَيْء من البلغم الزجاجي إِلَيْهَا وَيخرج مِنْهُ مثل بَيَاض الْبيض وَرُبمَا استرخت وتنت وينفع مِنْهُ الكماد وَالْجُلُوس على الجاورس وَالْملح المسخنين ودهن قد ديف فِيهِ مقل الْيَهُود وَيشْرب حب السكبينج والمقل. د: مَتى شرب من قرن الْإِبِل فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من قرحَة المعي. ج: إِذا أحرق قرن الْإِبِل ثمَّ غسل وشربت مِنْهُ ملعقتان فَهُوَ أَحْمد من غَيره وَهُوَ يشفي من قُرُوح المعي.)

 

(3/37)

 

 

د: إِن شرب من الأنافج ثَلَاث أَبُو لسات نفع من قدوم الْمَعْنى انفحة الْفرس خَاصَّة مُوَافقَة لقروح الْمَعْنى لمنيح وجفتة نَافِع من ذَلِك الباقلي مَتى طبخ بخل أَو مَاء وَأكل بقشره نفع من قُرُوح المعي. الرجلة جَيِّدَة لقروح المعي أكلت أَو احتقن بهَا وَيمْنَع سيلان ألف ب الْموَاد إِلَى الرَّحِم وَوَافَقَهُ على ذَلِك جالينوس بولس: البسد نَافِع لقروح المعي طبيخ البلوط نَافِع لقروح المعي صمغ البسباسة نافعة لقروح المعي وَهِي قابضة وَقَالَ: جبنية اللَّبن جَيِّدَة لقروح الأمعاء وَقَالَ ج: دم الأرنب والتيس والعنز أَو الأيايل مَتى قلي نفع من قرحَة المعي. المَاء اللذي يمصل من زيتون المَاء إِذا ربى أقوى من الْملح فِي التنقية ويحقن بِهِ لقروح المعي العفنة.

بولس وَج قَالَا: قد جربنَا فِي زبل الْكَلْب الَّذِي يحبس أَيَّامًا وَيطْعم الْعِظَام فَقَط حَتَّى يصير زبله أَبيض يَابسا لَا نَتن لَهُ فِي مداواة قُرُوح الأمعاء بِأَن سقيت مِنْهُ مَعَ اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد المحمية أَو الحقن فَوَجَدته عجيباً للورم الصلب يحقن بالزبد الطري إِذا كَانَ فِي الأمعاء. د: الحضض ينفع من قُرُوح المعي شرب أَو احتقن بِهِ وَقَالَ: المَاء اللذي يغمس فِيهِ الْحَدِيد المحمي مَرَّات كَثِيرَة مُوَافق لقروح المعي وَالشرَاب وَاللَّبن وَقَالَ: عصارة حَيّ الْعَالم يسقى لقرحة المعي وَقَالَ: سقومطرون يسقى لقروح المعي. ج:

بزر الحماض الْبري نَافِع من قرحَة المعي وَهُوَ أقوى قبضا من الآخر حَتَّى أَنه يشفي قُرُوح المعي وخاصة بزر الحماض الْكِبَار والطين الْمَخْتُوم نَافِع جدا وطين شاموس الْمُسَمّى كوكبا قَالَ ج: قد اسْتعْملت الطين الْمَخْتُوم فِي مداواة القرحة العفنة فِي الأمعاء بِأَن سقيت مِنْهُ بعد أَن غسلت المعي قبل ذَلِك بحقنة من مَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الْملح ثمَّ حقنته بعد بطين مختوم بِمَاء لِسَان الْحمل وسقيت مِنْهُ بِمَاء ممزوج بخل قَلِيل وطين شاموس يفعل ذَلِك لَكِن الْمَخْتُوم أقوى كثيرا الطين الأرمني نَافِع جدا للقروح الْحَادِثَة فِي المعي. ج: الطاليسفر قوي الْقَبْض جدا نَافِع من قُرُوح المعي.

ديسقوريدوس: عصارة ورق الْكَرم ينفع من قُرُوح المعي وطبيخ وبزر الْكَتَّان يحقن بِهِ اللذع والمضض فِي الأمعاء وَقَالَ: الكزبرة ابْن ماسوية: اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد الفولاذ جيد لقروح الأمعاء شرب أَو احتقن بِهِ وَحده وَمَعَ مَاء الشّعير لذَلِك ديسقوريدوس: وللذع فِي الأمعاء.

جالينوس: اللَّبن إِذا فنيت مائيته بالطبخ نفع من قُرُوح المعي وَأَنا أفني ذَلِك بِقطع حَدِيد محمية أغمسها فِيهِ وَذَلِكَ أَن فِي الْحَدِيد قُوَّة قابضة لِسَان الْحمل إِذا أكل بملح وخل

 

(3/38)

 

 

أَبْرَأ قُرُوح المعي عصارة لِسَان الْحمل مُوَافقَة لقروح المعي شربت أَو احتقن بهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الدَّم فَإِن كَانَ هُنَاكَ شَيْء من التوقد واللهيب فَإِنَّهَا تطفئه. ج: لحية التيس وزهرة يبلغ من تجفيفه أَن يشفي من قُرُوح المعي وَأَصله أقوى فِي ذَلِك لحم الأرنب نَافِع من قُرُوح الأمعاء.

ابْن ماسويه: الدّهن الَّذِي يعْمل من المصطكى ألف ب من قُرُوح المعي عصير أصل شَجَرَة)

المصطكى نَافِع للاورام فِي المعي على مَا فِي بَاب نفث الدَّم وَكَذَلِكَ قشوره. ج ود: المصطكي نَافِع للورام فِي المعي المر يشرب مِنْهُ قدر باقلاة للقروح فِي الأمعاء الْملح إِذا حل بِمَاء وحقن بِهِ نفع من قرحَة المعي العتيقة الساعية. مزمار الرَّاعِي قَالَ ج إِن د قَالَ: إِنَّه إِن شرب من أَصله شفي قُرُوح المعي المري يحقن بِهِ قرحَة المعي الخبيثة ليكويها. د: الموم يشرب مِنْهُ عشر حبات كالجاورس مَعَ بيض الأحساء لقروح المعي وَقَالَ: القسب إِذا أكل نفع من قُرُوح المعي وَقَالَ: تنارة خشب النبق وطبيخه نَافِع من قُرُوح المعي وَقَالَ: النيلوفر وبزره نَافِع من قُرُوح المعي والأبيض الأَصْل أقوى فعلا فِي ذَلِك السفرجل نَافِع من قُرُوح المعي والسماق الَّذِي يدبغ بِهِ إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يجفف نفع وَيشْرب وَيجْلس فِي طبيخه لَهَا أَيْضا جوز السرو وَإِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب بِالْخمرِ نفع من قُرُوح المعي وسماق الدباغة إِذا جعل فِي الطَّعَام أَبْرَأ قُرُوح المعي.

قَالَ ج: نَافِع من قُرُوح المعي إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يجفف القروح المتعفنة الَّتِي فِي الأمعاء والسفرجل نَافِع لَهَا وَإِن كَانَ مطبوخاً أَو غير مطبوخ وَكَذَلِكَ إِن خلط بِالطَّعَامِ أَو سلق فِي المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ طبيخهم. طبيخ ثخير الْعِنَب إِذا حقن بِهِ نفع من قُرُوح المعي وَقَالَ: حب الزَّبِيب المقلو نَافِع من قُرُوح المعي إِذا قلي أَو شرب كَمَا يشرب السويق وَالزَّبِيب إِذا أكل بحبه وَحده نفع من قُرُوح المعي مَاء الحصرم يحقن بِهِ قُرُوح المعي وَهُوَ قوي يحب أَن تكسر سورته. د: عصارة الرَّاعِي تشفى قُرُوح المعي. ج: الْعود الْهِنْدِيّ نَافِع من الذوسنطاريا.

بولس: العدس مَتى سلق ثَلَاث سلفات بقشوره كَانَ أَنْفَع من كل طَعَام لقروح الأمعاء. ج:)

زهر العليق نَافِع من قُرُوح الأمعاء إِذا شرب.

جالينوس: الحلزون المحرق جيد لقروح المعي مَا لم تعفن لِأَن قوته مجففة قَليلَة الْحَرَارَة جَيِّدَة لقروح المعي يُؤْخَذ مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن العفص جزءان وَمن فلفل الْأَبْيَض جُزْء وَيشْرب.

 

(3/39)

 

 

بولس وَذكر ذَلِك ج بِعَيْنِه إِلَّا أَنه قَالَ: مَعَ عفص أَخْضَر قَالَ: وينفعهم نفعا عَظِيما وَيجب أَن يسحق نعما ويذر على الطَّعَام ويسقى أَيْضا بِالشرابِ الْأَبْيَض وَهَذَا الرماد غير المغسول القفر يذوب ويحتقن بِهِ مَعَ مَاء الشّعير لقرحة الأمعاء.

زهر منابت الاذن يُبرئ ذوسنطاريا وعللا أخر.

بولس: طبيخ حب الرُّمَّان الحامض نَافِع لقروح المعي. د: الجلنار نَافِع من قُرُوح المعي الريوند نَافِع إِذا شرب من قرحَة. د وَج: شَحم العنز أقيض الشحوم وَلذَلِك يتعالج بِهِ من قرحَة المعي شَحم العنز نَافِع لقرحة الأمعاء. د قَالَ: أكلا وَقد يذاب مَعَ مَاء الشّعير ويحقن بِهِ وَيجْعَل مرقا دسما هَذَا الشَّحْم. ألف ب شَحم الماعز يحقن بِهِ من يُصِيبهُ لذع فِي معاه الْمُسْتَقيم والقولن وَلذَلِك ينْعَقد بسهولة ويجمد هُنَاكَ وَلذَلِك يسْتَعْمل إِذا أردْت تسكين اللذع الْحَادِث من مَشى الدَّم. التوت الْفَج جيد لقروح المعي مَتى جعل فِي الطَّعَام مَاء رماد الْخشب التِّين الممكر الْمُعْتق جيد لقروح المعي إِذا حقن بِهِ يسقى مِنْهُ أَيْضا أُوقِيَّة وَنصف.

جالينوس: ذَنْب الْخَيل إِذا شربت عصارته بِالشرابِ نفع من قرحَة المعي. د: قَالَ إِن ذَنْب ورق الْخَيل إِذا شربت بِالْمَاءِ اللَّحْم قطع المعي وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ فانه نَافِع لقروح المعي.)

قَالَ جالينوس: قد يحدث نَاس أَن ذَنْب الْخَيل قد ألحم جِرَاحَة وَقعت بالمعي الدَّقِيق. وبزر الغافت أَو نَبَاته مَتى شرب بِالشرابِ نفع من قُرُوح المعي. د: قد يحدث نَاس أَن ذَنْب الْخَيل قد ألحم جِرَاحَة وَقعت من قُرُوح المعي. وبزر الخطمي صَالح لقرحة الأمعاء وطبيخه نَافِع لقروح المعي جالينوس: طبيخ الْخلاف يحقن بِهِ أَصْحَاب الدَّم وفعلا يفعل ذَلِك قَوِيا إِذا شربت زهرته مَعَ شراب أسود. د: طبيخ الملوخيا مَتى احتقن بِهِ نفع من لذع الأمعاء. د: والمقعدة والخل إِن ألْقى فِيهِ ملح صَالح وَترك أَيَّامًا صَالِحَة ثمَّ حقن بِهِ من قرحَة ساعية فِي أمعائه نفع نفعا عَظِيما د: وينفع بالحقنة اللينة من مَاء الْملح من اخْتِلَاف الدَّم الطين الْمَخْتُوم نَافِع مَتى شرب أَو احتقن بِهِ وَاللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد وَالْبيض السليق بالخل إِن خلط بِهِ عفص وسماق وقلي وَأكل نفع والرجلة طَعَام مُوَافق لمن بِهِ إسهال دموي وماءها إِذا شرب وَمَاء لِسَان إِذا احتقن بهما قوي.

حقنة جَيِّدَة للقيح وَالدَّم: أرز مغسول سِتُّونَ درهما جلنار آس ورد بأقماعه عفص مقلو عشرُون نشاستج الْحِنْطَة مقلو عشرَة صمغ عَرَبِيّ خَمْسَة سويق مقلو عشرُون يطْبخ بِسِتَّة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَتُؤْخَذ صفرَة بيض مسلوق وتجل وَاحِدَة وَدِرْهَم دم الْأَخَوَيْنِ وطين

 

(3/40)

 

 

قبرسي وأرمني وَدِرْهَم اسفيداج وَقِرْطَاس محرق وَإِن كَانَ الْقَيْح كثيرا وَإِلَّا فَلَا وَإِن كَانَ الدَّم كثيرا فَاجْعَلْ فِيهِ أقاقيا وطراثيث وَإِن كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاطبخ فِي الحقنة قشور الخشخاش وأصل العوسج وَحي الْعَالم ولسان الْحمل ودهن ورد وشحم كلي تَيْس يحقن بِهِ وَإِذا أفرطت الْعلَّة فاطرح الدّهن من الحقنة الْبَتَّةَ وَقد يحقن إِذا أفرط بالموميائي ويسقى مِنْهُ وبالطين القبرسي والصمغ وَحدهمَا وبالأشياء اللزجة وتطرح القابضة إِذا كَانَ الْعُضْو قد ضعف والرطوبة كَثِيرَة لِأَنَّهَا تزيد حِينَئِذٍ فِي الإسهال ويدام أكل الطين القبرسي والأرمني وَمَا أشبهه ألف ب ينْتَقل بِهِ دَائِما يَأْكُل مِنْهُ الْيَوْم أُوقِيَّة وَأكْثر مَعَ صمغ يسحقان وَتَأْخُذ بمعلقة إِذا أفراط الْأَمر وَإِن قليا كَانَ أَجود لَهما وَمَا كَانَ مِنْهُ أدسم وألزج فَهُوَ خير.)

سفوف للدم والخراطة: بزر قطونا مقلو عشرُون بزر مرو مقلو صمغ عَرَبِيّ محمس ثَلَاثُونَ بزر الرجلة عشرَة نشا محمس ثَلَاثُونَ بزر الرجلة عشرَة نشا محمس حماض مقلو خَمْسَة عشر بزر خطمى وبزر خِيَار مقلوان خَمْسَة خَمْسَة وَمَا أدخلت فتحر أَن يكون عَاقِلا للبطن وَفِيه لزوجة وَيكون مَعَ ذَلِك مقلوا وزد فِيهِ إِذا احتجت طباشير وَهُوَ نَافِع فِي ذَلِك وخاصة إِذا كَانَ مَعَ حر وعطش وتزيد فِيهِ وتنقص على قدر ذَلِك وَإِن كَانَ الدَّم كثيرا زِدْت فِيهِ كاربا وبدا ولؤلؤا يدْخل عِنْد إفراط الدَّم وَإِذا كَانَ فِي وَقت دُخُولهَا فلتكن مغسولة خمس مَرَّات وَكَذَلِكَ تدخل الشاذنة ويطرح فِيهَا إِذا أفرط بزر بنج وأفيون وَنَحْو ذَلِك وتطرح الشاذنة هَذِه أَيْضا فِي الحقنة ويتخذ لَهُ حسو من لعاب الْأرز قد دق وَأخرج من خرقَة بالدق وَيقدم قبل هَذَا الطَّعَام وَنَحْو ذَلِك ليغري هَذِه الْمَوَاضِع ثمَّ يتبع ذَلِك بِمَا فِيهَا قبض بعد سَاعَة جَيِّدَة فَإِنَّهُ كَذَلِك يجود نَفعه وَإِذا ألمت المقعدة من كَثْرَة الحقن فأرحها أَيَّامًا وقوماً بِمَا يشدها وَإِذا أفرط الوجع فَاجْعَلْ فِي الحقنة مخدرات وَحمله شياقة لذَلِك.

اسْتِخْرَاج: أَشرت على رجل قد أعيته الحقن بِأَن يطْرَح فِيهِ أفيون فبرأ بذلك. لمشي الدَّم المفرط: يمخض لبن الْبَقر وَهُوَ حليب قبل أَن يمخض الْبَتَّةَ ويلقى المخيض مثله مَا لم يطْبخ بِقطع حَدِيدَة حَتَّى يذهب المَاء فَإِنَّهُ نَافِع من ذَلِك فَيقطع الخراطة وَالدَّم قطعا عجيباً.

اسْتِخْرَاج لي إِذا مخضته فجببه وَأطْعم مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب والشربة من هَذَا اللَّبن بالحديد ثلثا رَطْل كَثِيرَة. من تذكرة عَبدُوس لقروح المعي مَعَ حر شَدِيد: مَاء قشور القرع وَمَاء الرجلة وَمَاء لِسَان الْحمل وَعصى الرَّاعِي ودهن ورد وإسفيذاج وطين أرميني وقاقيا وَإِن احتجت فزد فِيهِ أفيونا.

من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ يَجِيء من الأمعاء دم بِلَا مغس الْبَتَّةَ فليحقن بِمَاء لِسَان الْحمل والطين الأرميني والرجلة

 

(3/41)

 

 

من الْجَامِع لمشي والأغراس: يطلى الْبَطن بِمَاء الْورْد والعوسج والينبوت وَمَاء التفاح والسفرجل والكمثرى والآس وأطراف الْخلاف وأطراف شَجَرَة الْورْد وَورد أَحْمَر وقصب الذريرة وصندل وَحب الآس ورامك العفص)

وسك وعود هندي ولاذن وزعفران قَلِيل وَشَيْء من كافور وسنبل الطّيب وطين أرميني يطلى على الْبَطن فِي النَّهَار مَرَّات وَهَذَا ينفع من الغشي وَالْكرب الشَّديد ألف ب أَيْضا واستطلاق الْبَطن.

أدوية الحقنة لقروح المعي وَالدَّم وَهِي: أرز حلواني أَو فَارسي مغسول غسلات وشعير أَبيض مرضوض مقلو مهروسان وماش مقشر مقلو وجاورس وعدس مقشر مقلوان مسحوقان وورق الآس الْيَابِس فَإِنَّهُ أقوى فِي هَذَا من الرطب وَورد بأقماعه وجلنار وأقماع الرُّمَّان نشاستج الْحِنْطَة مقلو وصمغ عَرَبِيّ مقلو وجفت البلوط يطْبخ بِعشْرَة أَمْثَاله مَاء بِنَار لينَة يبْقى رَطْل وَيُزَاد فِيهَا ورق الْخِيَار وَمَاء السماق الَّذِي يلقِي فِيهِ بعد صفرَة بيض قد سلفت بخل ودهن ورد وإسفيذاج الرصاص وأقاقيا مغسول شاذنة عفص أَخْضَر محرق ملقى فِي خل خمر بسد كهربا لُؤْلُؤ أكحل محرق فِي كوز مطين ويعالج بذلك وَيجْلس لقروح المعي فِي طبيخ القاقيا وقرظ وسماق وعفص وقشور الكندر وَإِن كَانَ مَعَه برد ورياح فَلْيَكُن مَعَه جوز السرو وأبهل وَإِلَّا فَلَا يجلس فِيهَا وورق الْخلاف الينبوت إِذا كَانَ مَعَه حر شَدِيد.

من الْكَمَال والتمام: دَوَاء نَافِع لوجع الْبَطن والأمعاء: يدق العفص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار على الرِّيق أَو يسقى من إنفحة الْمهْر دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار.

وَمن هَذَا الْكتاب إِذا كَانَ مَعَ السحج حرارة فَخذ من البزر قطونا وبزر الْخَبَّازِي وبزر الخطمى وبزر حماض ونشا وطين وصمغ عَرَبِيّ مقلو وطباشير وَمَا كَانَ مَعَه إسهال كثير فزد فِيهِ عصارة الْقرظ والطراثيث والشاهبلوط وَإِن كَانَ مَعَه دم كثير فزد فِيهِ بسدا يَسِيرا وكهربا وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ مَعَه برد فَاجْعَلْ فِيهِ بزر مرو وبزر كراث ورشاد وبزر خطمى وطين أرميني وصمغ على مَا فعلت.

اسْتِخْرَاج: مَتى اضطررت فَاجْعَلْ مَعَ الَّذِي من حرارة: بزر بنج.

من حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَ فِي قُرُوح المعي لذع شَدِيد حَتَّى يكَاد يحل الْقُوَّة الشَّدِيدَة لِشِدَّتِهِ فَإنَّك تضطرإلى مَا يسكن الوجع إِن كَانَ ذَلِك الدَّوَاء لَا ينفع القرحة ويسكنه الكثيراء وشحم الماعز أَو)

قيروطي بدهن ورد وَهَذِه توسخ القرحة وخاصة مَتى كَانَ فِيهَا شَيْء من عفن إِلَّا أَن الْقُوَّة تستريح إِلَيْهِ ثمَّ كرر إِلَى العلاج إِذا أمكنت الْقُوَّة. قَالَ: وَإِذا وثقنا بِالْقُوَّةِ فَأَنا لَا نلتفت إِلَى الوجع ونعالج القرحة بأَشْيَاء تلذع غَايَة اللذع فَإِذا خفت انحلال الْقُوَّة تحريت تسكين الوجع فِي كل الأوجاع وَلَا يجب أَن يحْتَمل الوجع الشَّديد ويصبر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقتل بَغْتَة. د: الأشقال نَافِع من المغس إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات مَعَ عسل حب البلسان إِذا

 

(3/42)

 

 

شرب نفع من المغس الْجَوْز إِذا سحق كَمَا هُوَ بقشره وَوضع على السُّرَّة سكن المغس. د: جندبادستر إِذا شرب مِنْهُ بخل جيد للنفخ. ج: من يُصِيبهُ من أجل أخلاط غَلِيظَة أَو ريح تَنْفَعهُ جندبادستر إِذا شرب مِنْهُ بخل ممزوج ألف ب بِمَاء والتكميد بالجاورش نَافِع.

وَقَالَ د: الجاوشير نَافِع من المغس وَقَالَ: الدوقو نَافِع من المغس يسكنهُ وَالزَّبِيب مَتى طبخ بالسذاب وعولج بِهِ نفع من المغس وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم وطبيخ الوج نَافِع من المغس. وَقَالَ: دهن الحلبة مَتى حقن بِهِ نفع من المغس والزحير وَقَالَ: نخالة الْحِنْطَة مَتى طبخت مَعَ سذاب وتضمد بِهِ سكن المغس. وَقَالَ: دَقِيق الكرسنة مَعَ خل يكسن الزحير والمغس. وَقَالَ: الكمافيطوس يشفى المغس مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ ويسقى للمغس أَيْضا. وَقَالَ: الكمون يذهب بالمغس مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ وَإِن تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق شعير يَقُول ابْن ماسويه إِنَّه نَافِع من المغس الْعَارِض من الرِّيَاح. بزر المقدونس جيد للمغس. د: اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى قَاطع للزحير. د: أصل لَبَنًا نوطس مَتى شرب بِخَمْر أَبْرَأ المغس.

وَقَالَ: المر إِن سحق وعجن بِعَسَل وَشرب نفع من المغس. وَقَالَ: طبيخ المرزنجوش نَافِع من المغس. أَو قَالَ: الملوخ إِن شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء القراطن سكن المغس مَاء الْبَحْر نَافِع من المغس مَتى حقن بِهِ بزر النمام يُعْطي من بِهِ مغس مَعَ شراب النانخة إِن شرب نفع من المغس.

ابْن ماسويه: إِنَّه يزِيل المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم النطرون إِذا شرب مَعَ الكمون بشراب إوبطبيخ السذاب أَو الشبث أذهب المغس.) د: أصل السوسن الآسمانجوني يُبرئ من المغس. د: ساساليوس بزره نَافِع من المغس. وَقَالَ: السذاب إِذا طبخ مَعَ الشبث الْيَابِس وَشرب طبيخه قطع المغس. وَقَالَ: الفلفل نَافِع من المغس إِذا شرب مَعَ ورق الْغَار الطري.

الفلفل نَافِع من المغس وطبيخ الفوذنج نَافِع من المغس. د: القثاء الْبري إِذا شرب بشراب أَبْرَأ المغس.

روفس: القنطوريون الْكَبِير مَتى شرب مِنْهُ درخميان بِالشرابِ إِذا لم تكن حمى وبالماء مَتى كَانَت نفع من المغس. د: الريوندا نَافِع من المغس مَتى شرب. الشبث الرطب كَانَ نَافِعًا من المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم.

ابْن ماسويه: شَحم الْمعز إِذا حقن بِهِ سكن اللذع الْحَادِث فِي الزحير.

روفس إِنَّه يجمر ويغري يسهولة وَسُرْعَة: طبيخ أصل النبل نَافِع للمغس إِذا شرب الغاريقون نَافِع للمغس وَقَالَ: كَعْب الْخِنْزِير إِذا احْرِقْ وَشرب أذهب المغس المزمن.

 

(3/43)

 

 

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة من المغس الْعَارِض من البلغم وَالرِّيح الغليظة: أصل السوسن وبزر الكرفس وَحب البلسان وَعوده والغاريقون والزراوند والقنطوريون الغليظ والكمافيطوس هَذِه كلهَا إِذا شرب مِنْهَا مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ بعد سحقنها ونخلها بِمَاء الْعَسَل أَو بِمَاء حَار أذهب المغس واما المغس الْعَارِض من الصَّفْرَاء والحرارة فالبزر قطونا إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد مَعَ دهن ورد وَكَذَلِكَ مَتى أَخذ أَربع اواق من مَاء الرُّمَّان المزمع دِرْهَمَيْنِ من دهن ورد وَكَذَلِكَ مَاء الْخِيَار المعصور.

من تذكرة عَبدُوس للريح الْمُتَوَلد من البلغم وَالرِّيح: أصل السوسن وَوَج وقردمانا وكرفس ألف ب وأنيسون وَحب بِلِسَان وَعوده وحرف)

وغاريقون وزراوند طَوِيل وقنطوربون معجونة بِعَسَل وَيشْرب بِمَاء حَار وَإِن كَانَ المغس مَعَ إسهال فاقصد لقطعه وَإِن كَانَ يَابسا فاسقه الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ ملاكه.

من التَّذْكِرَة وَمن الْكَمَال والتمام: مَتى كَانَ المغس مَعَ ريح غَلِيظَة فَإِنَّهُ ينْتَقل ويجول مَعَ قراقر فليسق حرفا مقلوا إِن كَانَ بِهِ إسهال مَعَ ذَلِك وَإِن كَانَت طَبِيعَته يابسة فليسق من الْحَرْف غير مقلو مرضوضاً دِرْهَمَانِ وَمن بزر الكرفس دِرْهَم وَنصف وَمن الأنيسون وزن دِرْهَم بِمَاء حَار وَإِن كَانَ المغس من كيموس غليظ أَقَامَ بموضعه لَا يَزُول فاسقه من حب البلسان درهما مر ... . نانخة وزن نصف دِرْهَم ... . . أَو شجر نايا أَو مثرود يطوس ويسهل بعد ذَلِك بَطْنه بايارج فيقرا قد عجن بِعَسَل مَعَ أنيسون وتانخة وكرويا وَإِن كَانَ الكيموس المولد للمغس غائصاً محتقنا فِي الأمعاء وَلم يُعْط عَلامَة فعالجه بالحقن إِذا كَانَ فِي السّفل وَإِن كَانَ فِي الْعُلُوّ فِيمَا يسهل الْبَطن فَإِذا خرج فاسقه من الْحَرْف المدقوق بعد ذَلِك وزن دِرْهَمَيْنِ مَعَ مَاء حَار وَشَيْء من زَيْت وَإِن كَانَ المغس من صفراء وَيكون مَعَه لهيب وعطش وغرزان فاسقه من البزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن بزر الْخِيَار وزن دِرْهَم وَمن الخطمى مثله مَعَ شَيْء من دهن ورد.

دَوَاء نَافِع للمغس الْحَادِث بِلَا إسهال: حب بِلِسَان قردمانا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر كرفس ثَلَاثَة حرف أَبيض خَمْسَة الشربة بعد نخلها بِمَاء حَار. للنفخة والمغس الدَّائِم من غير إسهال يسقى نصف دِرْهَم من جندبادستر بأوقية سكنجيين.

فليغربوس: الزحير يهيج فِي المعي الْمُسْتَقيم فِي طرفه وَيخْتَلف شبه المخاط بتزحر شَدِيد فكمد المقعدة بالكراث الْفَارِسِي مسحوقاً مَعَ سمن بقر وَأَجْلسهُ فِي طبيخ الْأَشْيَاء اللينة كالخبازي وَنَحْوه أَيْضا بِسمن ودهن ورد وشمع أَبيض فاتر وَأَجْلسهُ على كرْسِي مثقب وبخره بزفت يَابِس وكمد دَائِما تَحت سرته.

الْأَعْضَاء الألمة: الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرار مدَاخِل للمعي.

 

(3/44)

 

 

من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع:)

من كَانَ بِهِ مَعَ المغس كزاز وقيء وفواق وَذُهُول عقل دلّ على موت من كَانَ بِهِ ذوسنطاريا وَظهر خلف أُذُنه الْيُسْرَى شَيْء أسود يشبه حب الكرسنة واعتراه مَعَ ذَلِك عَطش شَدِيد مَاتَ فِي الْيَوْم الْعشْرين لَا يتَأَخَّر والغيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله.

علاج قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: لين الْبَقر نَافِع من الأختلاف الْكَائِن من قُرُوح المعي لي هَذَا الْحبّ أَن يكون مطبوخاً. من السمُوم الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَن الأفيون بَارِد يَابِس نَافِع من استطلاق الْجوف وقروح المعي مَتى جعل مِنْهُ قدر دانق.

من كتاب ينْسب لج وَأَحْسبهُ لروفس قَالَ: إِذا علمت أَن القرحة ألف ب سوداوية فبادر واحقنه بِمَاء وملح دراني فَإِن لم يسكن فاحقنه بِالشَّوْكَةِ المصرية ثَلَاثَة أَجزَاء وخربق أسود جزئين اطبخهما بِمَاء وملح دراني واحقنه فَإِن لم يَنْقَطِع فاحقنه بحقن الزرانيخ فَإِذا أقبل فاحقنه بالحقن الْمُعْتَادَة فِي ذَلِك المعمولة من القوابض والمغريات وطبيخ اللبلاب الْكَبِير إِذا طبخ بشراب عفص عَامل فِي هَذَا الدَّوَاء. قَالَ: وَفِي اخْتِلَاف الْبَطن وقروح المعي الْكَثِيرَة إِذا لم تكن مَعهَا حرارة فَاسْتعْمل الأدهان الحارة فِي ظَاهر الْجِسْم لتفتح مجاريه وتجذب بعض الأخلاط إِلَى خَارج وَاجعَل الأغذية قابضة بَارِدَة وَخذ فِي طبيخ الْأرز فاطبخه حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل واحقن بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

إيذيميا: الزحير هُوَ أَن تكون القرحة بِالْقربِ من الدبر فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيكون مَعَه تمدد شَدِيد وتزحر قَالَ: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كثر من أزمن كَانَ مَعَه وَفِي الزحير لَا يكون ذَلِك لِأَن القرحة فِيهَا بِالْقربِ من الدبر.

من العلامات المنسوبة إِلَى ج: اخْتِلَاف الدَّم من قُرُوح المعي يكون مَعهَا أَعْرَاض مُنْتِنَة الرّيح وخلط وَإِذا طَال الْأَمر اخْتلف شَيْئا شَيْئا بالدردي وَشبه قطع اللَّحْم أسود منعقداً منتناً وَذَهَبت الشَّهْوَة وهاج الوجع والحمى الحادة وَالِاضْطِرَاب الشَّديد والغثيان واختلاج فِي الشراسيف ويبس اللِّسَان وَأما الزحير فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ وجع شَدِيد فِي المبعر وتمدد فِي الصلب فِي مَوضِع المبعر مَعَ اخْتِلَاف مخاطي وَإِذا كَانَ الْخراج وسخاً قل الوجع وَإِن كَانَ نقياً كَانَ الوجع أَكثر وَإِذا تَأْكُل خرج مِنْهُ شبه الدردري وَكَانَ شَدِيد النتن فَإِذا رَأَيْت الدَّاء مزمناً والوجع فَاعْلَم أَن القرحة كَثِيرَة الْوَسخ.)

جورجس: لقرحة فلونيا فارسية إِذا لم تكن حمى وأسق من إنفحة الأرنب بأوقية من لبن مقطر.

إيمذيميا: قَالَ: إِذا كَانَ فِي المعي لذع حَقنا أَولا بِمَاء يغسلهَا كَمَاء الْعَسَل وَنَحْوه ثمَّ حقناه بالمغرية ليدفع لذع تِلْكَ عَنْهَا وَقَالَ أبراقط: وَاخْتِلَاف الشَّهْوَة مَعَ اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء لعِلَّة ذَكرنَاهَا فِي تقدمة الْمعرفَة والحمى لَهُم رَدِيئَة لِأَنَّهَا تدل على عظم الْعلَّة فِي الأمعاء.

 

(3/45)

 

 

الأخلاط: المغس فِي لِسَان اليونانين يدل على تلذيع المعي الْكَائِن من غير استفراغ.

أبقراط: إِذا كَانَ المغس أَسْفَل السُّرَّة كَانَ رطبا لينًا. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: إِن أَشد المغس مَا كَانَ فِي الأمعاء الْعليا بِالْقربِ من الصَّائِم. انْظُر هَذَا فانك تَجِد وجع القولنج والزحير أَشد أوجاع المعي وَهِي فِي الْغِلَاظ وَقَول أبقراط أَسْفَل السُّرَّة فليفصل الأمعاء الدقاق من الأمعاء الْغِلَاظ وَذَلِكَ أَن القولن الْفُصُول: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة ألف ب السَّوْدَاء من عَلَامَات الْمَوْت. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء عِنْد مَا يسحج المعي بحرقة وَيحدث بآخرة تَأْكُل حَتَّى يحدث فِيهَا قرحَة وَكَثِيرًا مَا يرى هَذَا النَّوْع من اخْتِلَاف الدَّم فَأَما الَّذِي يكون من الْمرة السَّوْدَاء فَلَا يبرأ وَلَا فرق بَينه وَبَين السرطان المتقرح فَإِذا كَانَ السرطان إِذا حدث فِي ظَاهر الْجِسْم لَا يكَاد يبرأ وَقد يُمكن أَن يلْزم الْموضع دَائِما فبالحراء فِي الأمعاء إِنَّمَا يلقاه الدَّوَاء فِي ممر فَقَط وتمر بِهِ مَعَ ذَلِك الفضول الحادة دَائِما.

من كتاب اخْتِلَاف الدَّم: من يخرج مِنْهُ سبيه بِقطع اللَّحْم فَتلك من عَلَامَات الْمَوْت. ج: مَا دَامَت قرحَة الأمعاء فِي التكون فالتي تخرج إِنَّمَا هِيَ أحسام شحمية فَإِن لم يسكن اخْتِلَاف وَيَنْقَطِع خرجت بعد ذَلِك خراطة من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِل وَهَذِه الخراطة تكون من الغشاء الدَّاخِل على الأمعاء شَبيه بالغشاء الْخَارِج الَّذِي على الْجَسَد ثمَّ بعد ذَلِك ينحدر إِن لم تسكن الْعلَّة من جَوْهَر)

الأمعاء بِعَيْنِه وَذَلِكَ الْوَقْت لَا يجوز أَن يُقَال إِن القرحة فِي التكون لَكِن قد كَانَت وفرغت فَإِذا خرج من الأمعاء فِي اخْتِلَاف الدَّم ماهي من الْعظم مَا يجوز أَن يُسمى قطع لحم قَالَ أبقراط يَقُول: إِن هَذَا الْمَرَض من الْأَمْرَاض القاتلة لِأَن القرحة إِن كَانَ مَعهَا من الْعظم هَذَا الْمِقْدَار فِي الأمعاء لَا يُمكن أَن ينْبت فِيهَا اللَّحْم وَلَا يندمل. الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف اللَّحْم رَدِيء اخْتِلَاف الدَّم يكون من أخلاط حارة يعرض مِنْهَا سحج المعي وَفِي أول الْأَمر يكون السحج فِي ظَاهر سطح الأمعاء فَإِن تَمَادى بِهِ الزَّمَان عَاد للقعر وَزَاد فِي عمقه وَفِي أَكثر الْأَمر تصير قرحَة الأمعاء فِيهَا عفونة وَفِي ذَلِك الْوَقْت تألم مَعَ الأمعاء الْمُشَاركَة ينالها الضَّرَر فِي الاستمراء ثمَّ لَا يزَال يتزيد حَتَّى ينَال بمشاركة الْمعدة فَم الْمعدة فَيعرض عِنْد ذَلِك لصَاحب الْعلَّة سُقُوط شَهْوَة الطَّعَام وَرُبمَا عرض امْتنَاع شَهْوَة الطَّعَام من أجل فضول تجْرِي إِلَى الْمعدة من الكبد وَهِي الَّتِي تسحج الأمعاء وَإِذا كَانَت من جنس المرار فكثيراً مَا تطفو فِي فَم الْمعدة فَتسقط الشَّهْوَة فَأَما حَتَّى حدثت سُقُوط الشَّهْوَة بعد تطال اخْتِلَاف الدَّم فَإِنَّمَا يدل على موت قُوَّة الْمعدة بِسَبَب مشاركتها للأمعاء فِي الْعلَّة وَقد بَطل فعل لَا تتمّ الْحَيَاة إِلَّا بِهِ فَإِن عرض مَعَ ذَلِك حمى لم تخل إِمَّا أَن تكون فِي قرحَة المعي عفونة وَإِمَّا ورم عَظِيم قوي وَيكون ذَلِك على شرف هَلَاك أَكثر إِذا حدث عَن

 

(3/46)

 

 

المرار الصّرْف اخْتِلَاف دم فَذَلِك رَدِيء المرار الصّرْف هُوَ الَّذِي لَا تخالطه رُطُوبَة وَلَا فِيهِ شَيْء سوى الْخَلْط الَّذِي ينحدر وَحده مَحْضا صفراء كَانَ أَو سَوْدَاء وَلَيْسَ بعجب أَن الميامر: يضمد الْبَطن لأضمدة فِي بَاب الْمعدة فَإِنَّهَا نافعة.

الْيَهُودِيّ: الفواق فِي المغس والزحير قَاتل.

ابْن ماسوية فِي الإسهال: سحج المعي يكون إِمَّا من الْمَرَّتَيْنِ أَو بلغم مالح أَو شرب ألف ب أدوية معدنية أَو حريفة فاستدل على الْخَلْط بِأَن تنظر مَا يخرج من الإسهال فَإِن كَانَ خلطاً صفراويا أَو سودايا أَو بلغميا فَاتْلُ كلا بِمَا يصلح. لي هَذَا يكون تعرفه من أول الْأَمر بَين وَأما الَّذِي من شرف مَا يخرج يسئل عَن ذَلِك وَاسْتدلَّ فِي أَي الأمعاء هُوَ من مَوضِع الوجع قَالَ: وَبرد فِي السحوج الكبد لِئَلَّا يخرج مِنْهَا مرار إِلَى المعي فَيكون سَببا لدوام السحج وقوه بِأَن تفصد الباسليق وتضمد بالأشياء الْبَارِدَة القابضة عَلَيْهَا. لي إِذا ركنت أَن ذَلِك من أجل الْعلَّة وَرَأَيْت الْجِسْم مُحْتملا فافعل ذَلِك.)

سفوف: نشا مقلو خَمْسَة صمغ مقلو عشرَة بزر قطونا مقلو عشرَة طين مختوم خَمْسَة طين أرمني خَمْسَة عشر بزر الْخِيَار وبزر الخطمي مقلوان قلوا يَسِيرا عشرَة عشرَة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ وَثَلَاثَة بالْعَشي بِمَاء قد أنقع فِيهِ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني وَيجْعَل شرب مَائه كُله من هَذَا ويتخذ لَهُ حساء من أرز قد غسل غسلات ورض مَعَ شَيْء من لباب الْخبز السميذ المقلو ويذر عَلَيْهِ الصمغ المقلو ويطجن لَهُ الحماض بِزَيْت وصفرة بيض وطيهوج ودراج شواء ومطجنا. لي إِذا كَانَ مَعَ السحج برد شَدِيد فَاجْعَلْ فِي بزورك حرفا مقلو قَلِيلا. إِذا كَانَ مَعَ السحج السَّبَب فِي أَسْفَل المعي الْمُسْتَقيم وَهُوَ الزحير فقوه بالأشياء القابضة يجلس فِيهَا أَو بالمراهم المرداسنج والجلنار وإسفيذاج الرصاص ودهن الْورْد ومخ الْبيض. قَالَ: وَإِن رَأَيْت مَا يخرج من الْبَطن لزجاً أَبيض فعالجه بحقن الزرانيخ وَإِذا رَأَيْت الدَّم والمرار أغلب فَلَا تقربه بِهَذَا الزرانيخ وَجُمْلَة فَلَا تسْتَعْمل حقن الزرانيخ إِلَّا عِنْد خُرُوج الشَّيْء اللزج الْأَبْيَض وَإِن رَأَيْت الدَّم أغلب فِيمَا يخرج فمل إِلَى القوابض المبردة وَإِذا كَانَت الْمرة أقل فَإلَى اللزجة وَمَا يجلو قَلِيلا ويجفف وَإِذا خرج الدَّم الغليظ بعد خُرُوج الْجُلُود يدل على أَن القرحة قد غارت وعملت عملا قَوِيا فَإِذا خرج شَيْء عصبي فَذَلِك جرم المعي نَفسه وَقد ثقبت وَلَا علاج لَهُ لِأَن الطبيعة لَا تقدر على شَيْء وَإِذا رَأَيْت خراطة فَقَط فَاعْلَم أَن الْعلَّة خَفِيفَة وَهِي اللزوجات المغشاة على جرم المعي فَإِذا كَانَ مَعهَا دم وصل إِلَى جرم المعي فَإِذا كَانَ مَعهَا جُلُود صلبة فقد أَخذ مِنْهَا وَإِن كَانَت صلبة غلاظاً فقد خرق الأمعاء. لي أَكثر ذَلِك يحبس الْبَطن عِنْد

 

(3/47)

 

 

انخراق المعي وينتفخ أَسْفَل الْبَطن لِأَن البرَاز يجْتَمع فِيهِ وَرُبمَا كَانَ هَذَا الْقَيْح الْأَبْيَض فِي طرف الدبر فَحَمله الشياف حِينَئِذٍ من الزرانيخ حَتَّى يبْقى ثمَّ حمله مَا يسكن ويلحم.

أَبُو جريج الكهربا يشد الْبَطن وَله خَاصَّة عَجِيبَة فِي إمْسَاك الدَّم خَاصَّة فِي قُرُوح المعي والزحير.

من اخْتِيَار حنين حقنة عَجِيبَة: أرز فَارسي أَربع أَوَاقٍ سويق شعير الف ب عدس مقشر من كل وَاحِد أوقيتان وَمن الْورْد الْيَابِس بأقماعه وجلنار ولسان الْحمل وَأذن الجدي أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من)

المَاء بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى مِنْهُ ثلثا رَطْل وَيجْعَل فِيهِ الشَّحْم كلى مَاعِز مذاباً أُوقِيَّة ودهن ورد خام مثله وقاقيا وَدم أَخَوَيْنِ وطين أرميني واسفيذاج دِرْهَم دِرْهَم وصفرتا بيضتين تخالطان بِهِ ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: وَأعرف رجلا كَانَ يداوي قُرُوح المعي فَكَانَ يبرأ على يَدَيْهِ خلق كثير مِمَّن قوته قَوِيَّة جدا وَهُوَ شَدِيد الصَّبْر على احْتِمَال الوجع وَكَانَ يَمُوت مِنْهُم الضَّعِيف على الوجع الشَّديد وَكَانَ يطعم العليل مَعَ خبزه بصلا من الْمُسَمّى نوطاً يَوْمًا وَاحِدًا ويقلل شربه للْمَاء فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ ييكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء ملح حَار ثمَّ يتبعهُ للْمَاء فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ يبكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء ملح حَار ثمَّ يتبعهُ بحقنة قَوِيَّة من دَوَاء قوى يَعْنِي بِهَذَا حقن الزرانيخ قَالَ جالينوس: فَمن كَانَ بِهِ احْتِمَال لذَلِك الوجع برأَ برءا تَاما فِي مرّة وَمن كَانَ ضَعِيفا أَصَابَهُ غشي وتشنج وَيَمُوت وَلَا يجب أَن يقدم الطَّبِيب على هَذَا وَإِن ساعد العليل وَلَا يمِيل إِلَى ترفة العليل أَيْضا كل الْميل لَكِن يقدم على مَا لَا يكون خطير الْعَافِيَة. لي مَحل حقن الرازيانخ وَالْملح من القروح فِي الأمعاء الوسخة مَحل الدَّوَاء الحاد والمراهم الْأَخْضَر من القروح الْخَارِجَة الوسخة وَلذَلِك لَا يجب أَن تجبن عَنهُ إِذا رَأَيْت الْقَيْح كثير الْبيَاض والوسخ وَلذَلِك لَا يجب أَن تجبن عَنهُ إِذا رَأَيْت الْقَيْح كثير الْبيَاض والوسخ والضر كَمَا نرى الْخَارِجَة اللحوم الْبيض الرهلة فانه عِنْد ذَلِك لَا يبرأ إِلَّا بهَا وَلَا تستعمله إِذا لم تَرَ ذَلِك وَمَتى أَحْبَبْت الترفق فَاسْتعْمل الْقَرَاطِيس. المحرقة وَنَحْوهَا مَرَّات فَإِنَّهُ يَنُوب عَن الزرانيخ وَقَالَ أَيْضا إِذا كَانَ الِاخْتِلَاف لذعاً فأجود مَا لَهُ فِي تسكين الوجع الكي اللزج العديم اللذع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك معتدلاً فِي الْحَرَارَة فَهُوَ أبلغ الْأَشْيَاء فِي التسكين للوجع وَلذَلِك صَار شَحم الكلى إِذا حقن بِهِ من يخْتَلف من أَصْحَاب الذرب ثقلاً لذعاً ولأصحاب قُرُوح المعي تسكين الوجع على الْمَكَان واللزوجة إِذا كَانَت فِي هَذِه الْأَشْيَاء تصير من أجلهَا تبقى زَمنا طَويلا فِي الْموضع وَذَلِكَ ملاك الْأَمر لِأَن مواترة الحقنة تؤلم وَإِذا بَقِي الشَّيْء لابثاً مُدَّة أطول أعنى فليغريوس قَالَ: يداوي فِي قُرُوح الأمعاء المزمنة بِأَن يحقن بدواء يخدر قَلِيلا ثمَّ يحقن بحقن الزرانيخ مدافاً فِي طبيخ الآس.

 

(3/48)

 

 

الْعِلَل والأعراض:)

اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة أضْرب أَحدهَا: يستفرغ فِيهِ دم خَالص صرف كَالَّذي يُصِيب من يقطع مِنْهُ عُضْو فَيبقى مَا كَانَ يشفيه ذَلِك الْعُضْو لعذاب فِي الْبدن فَيخرج الإختلاف أَو من يكون قد اعْتَادَ الرياضة فَتَركهَا فيجتمع فِي بدنه من الدَّم مَا كَانَ يتَحَلَّل عِنْد اسْتِعْمَاله للرياضة فَيخرج ذَلِك بالإختلاف وَهَذَا يخرج بأدوار وَيخرج مِنْهُ دم كثير مائي يشبه غسالة اللَّحْم وَهَذَا يكون من ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فِي الكبد أَو يخرج مِنْهُ دم ألف ب أسود براق وَكَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت الكبد تَجِد تَغْيِير الْغذَاء إِلَّا أَنه يمْنَع عَن نُفُوذه مَانع كالسدد وَمَا شابهها فَيطول لبث ذَلِك الدَّم فِي الكبد محترقاً ويسود ثمَّ يتَأَذَّى الكبد بثقله فتدفعه أَو يخرج الدَّم قَلِيلا فِيمَا بَين أَوْقَات قَصِيرَة الْمدَّة وَرُبمَا كَانَ هَذَا دَمًا خَالِصا وَرُبمَا كَانَ جَامِدا وَرُبمَا كَانَ مَعَه قيح أَو قشر قرحَة وَهَذَا يكون عَن قُرُوح تحدث فِي المعي وَإِن كَانَ مَعَه تزحر شَدِيد سمي زحيراً وَإِن كَانَ يَجِيء وَلَا زحير مَعَه سمي ذوسنطاريا. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الإختلاط وَكَانَ الصديد الْكَائِن مِنْهَا غليظاً والكلى ضَعِيفَة عَن جذبه أحدث اخْتِلَافا للصديد لي هَذَا يتقدمه مَا يُوجب ذوبان الأخلاط مثل حميات أَو نفث.

الْأَعْضَاء الألمة: قشرة القرحة إِذا كَانَت عَظِيمَة فَهِيَ من الأمعاء الْغِلَاظ وبالضد وَمِنْهَا إِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة فِي المعي الغليظ فَإِن صَاحب ذَلِك يجد اللذع سَاعَة يقوم إِلَى البرَاز وَإِن كَانَ يخرج مَعَ البرَاز خراطة غَلِيظَة شَبيهَة بالأغشية فالعلة فِي السفلي وَإِن كَانَت الخراطة صفاراً رقيقَة فَهِيَ من الْعليا وَإِن كَانَ مَا يخرج من الدَّم والقيح غير مخالط للبراز أصلا مُنْفَردا عَنهُ فالعلة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَإِن كَانَ مخالطاً فَفِي القولن فَإِن كَانَ أَشد مُخَالطَة فَهُوَ فِي الْأَعْوَر. وَإِن كَانَ شَدِيد الإختلاط جدا فَهُوَ فِي الأمعاء الدقاق وَلذَلِك يخْتَلط اختلاطاً شَدِيدا لطول الطَّرِيق وَكَثْرَة امتزاجهما بالحركة وَإِن كَانَت الْعلَّة فِي الأمعاء الدقاق فداوها بِمَا يُؤْخَذ من فَوق وَفِي الْغِلَاظ فالحقن للوجع الشَّديد وَهُوَ بالأمعاء الْغِلَاظ أخص مِنْهُ فالدقاق استفراغ الدَّم أَسْفَل إِذا كَانَ قَلِيلا قَلِيلا مَعَ لذع فَهُوَ من قرحَة فِي الأمعاءحدثت عَن خلط حَار وَإِن كَانَ دفْعَة بِلَا لذع فَإِنَّهُ يكون إِمَّا دم نقي وَإِمَّا دم أسود عكر وَإِمَّا دم رَقِيق مائي فالدم النقي استفرغه يكون لِأَن الدَّم قد كثر فِي الْجِسْم إِمَّا لترك الرياضة وَإِمَّا لقطع بعض الْأَعْضَاء. وَالْأسود العكر يكون لسدة حدثت فِي الكبد يمْنَع أَن يصل الدَّم إِلَى العضاء فَيبقى فِي الكبد حَتَّى يَحْتَرِق ثمَّ ينْدَفع إِلَى الأمعاء وَإِذا)

كَانَ مائياً كغسالة اللَّحْم فاستفراغه يكون لضعف الكبد. أول مَا يستفرغ فِي قُرُوح المعي الصَّفْرَاء ثمَّ رُطُوبَة بلغمية وَبعد ذَلِك مَا ينحدر اللزوجة المطلية عَلَيْهَا بِمَنْزِلَة الرصاص على قدور النّحاس الملبس عَلَيْهَا ثمَّ بعد هذَيْن الخراطة وَهُوَ شَيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا ثمَّ يستفرغ بعد ذَلِك الدَّم وَذَلِكَ عِنْد مَا يبلغ الْأَمر أَن ينفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء وَالْفرق بَين خُرُوج الدَّم فِي القروح الَّتِي فِي الأمعاء وَبَين عِلّة الكبد أَن الَّذِي لقروح المعي يقطر قَلِيلا وَمَعَ خراطة وَهُوَ دم فِي الْحَقِيقَة وَفِي عِلّة

 

(3/49)

 

 

الكبد يَجِيء تكثيراً دفْعَة بِلَا خراطة ألف ب والمبرم مائي وفتراته طَوِيلَة قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل دسم فَإِنَّهُ من الأمعاء الْغِلَاظ لي فَتِيلَة تمسك لاخْتِلَاف الدَّم من استخراجي من أقربادين سَابُور: أقاقيا وبزر بنج وأفيون وإسفيذاج الرصاص وطين أرميني وكاربا وعفص فج يجمع الْجَمِيع بطبيخ الْأرز المحتقن وَيجْعَل بلاليط وَيحْتَمل وَفِيه جزؤ كندر.

الْيَهُودِيّ: الأمعاء تتقرح إِمَّا لبلغم مالح وَإِمَّا لصفراء وَإِمَّا لسوداء وحد القرحة الَّتِي من الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وَأما السوداوي فَإِنَّهُ يزمن وَلَا يكَاد يفلت مِنْهُ إِلَّا بِجهْد وَإِذا وجد قرحَة فِي المقعدة وَكَانَ الْقَيْح يخرج خَالِصا من غير ثقل الْبَتَّةَ وَإِذا خرج الثّقل أَيْضا خرج هَذَا أَيْضا أَولا ثمَّ خرج النجو يعقبه فغن الْعلَّة قريبَة من المقعدة وَإِذا كَانَ فِي الأمعاء الدقاق نزل ضَعِيفا قَلِيلا وَإِذا كَانَ فِي الْغِلَاظ نزل شَيْء كثير غليظ مَعَ قطع لحم وَشَيْء يشبه الثرب وَيعرف مَا الْخَلْط من لَونه النَّازِل فَإِن كَانَ أصفر فَإِن الْعلَّة من صفراء وَإِن كَانَ أَبيض دسماً فَمن بلغم مالح وَإِن كَانَ أسود أوكمداً فَإِنَّهُ من السَّوْدَاء وخاصة إِذا كَانَ الطحال مَعَ ذَلِك فاسدأً ويستدل على أَنه من صفراء حارة لفساد الكبد وَفِي الصَّفْرَاء وعَلى مِقْدَار شدَّة الوجع تكون حِدة الْفضل فَإِذا بَدَأَ الوجع قبل الْمَشْي بساعة دلّ على أَنه فِي الْعليا وبالضد وَقلة الدسم أَيْضا يدل على أَنه فِي الْعليا وبالضد وَإِن خرج مِنْهُ شَيْء يشبه الْجُلُود لَهُ عرض فَهُوَ من السُّفْلى واختلاط الْقَيْح على قدر اخْتِلَاطه يكون بعده من الدبر وَأَشد مَا يكون الوجع إِذا كَانَت القرحة فِي الأمعاء الدقاق وَإِذا كثر الإختلاف وَقل مَا يخرج مِنْهُ مَعَ تزحر شَدِيد وَقبل ذَلِك وَبعده تتوجع المقعد فَهُوَ زحير وَمَتى رَأَيْت الخراطة تَجِيء بعد انطلاق الْبَطن فَذَلِك يُؤذن ببرء. لي خُرُوج الدَّم من الْبَطن من أَسْفَل إِمَّا أَن يكون مَعَ خراطة ووجع وَإِمَّا بِلَا ذَلِك فَمَا كَانَ مِنْهُ بِلَا خراطة وَلَا وجع فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يعالج بِهِ نفث الدَّم وَغَيره وَمَا كَانَ مَعَ وجع وخراطة)

وزحير ومغس فَتكون إِمَّا فِي المعي الْعليا وَإِمَّا فِي السُّفْلى وَإِمَّا فِي طرف المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر فيعالج مَا كَانَ فِي المعي الدَّقِيق بالبزور المقلوة بالطين والصمغ فَإِن لم ينفع فاعطه كالحمص من الفلونيا الفارسية واسقهم حفْنَة من الشاهبلوط بِشَيْء من رب الآس بِاللَّيْلِ وَاللَّبن المقطر بِالْمَاءِ جيد لَهُم أَو خُذ طبيخ الْأرز ثَلَاث أوراق فاعطه مَعَ ثَلَاث أوراق من طبيخ السماق واسقه دانقاً من إنفحة الأرنب ودهن ورد مَعَ ثَلَاث أوراق من اللَّبن المقطر وبيته بِاللَّيْلِ على طراثيث مطبوخ بِاللَّبنِ وَمَتى كَانَت حمى فَاسق طباشير وبزر حماض وصمغاً وسماقاً يعجن بلعاب بزر قطونا وَيكون مَعَ طين والغذاء صفرَة ألف ب بيض وللسفلى بالحقن وَإِذا أزمن وَعتق بأقراص الزرانيخ وَإِذا كَانَ الوجع واللذع مُؤْذِيًا فَاجْعَلْ فِي الحقن شَحم الدَّجَاج وشحم البط وَفِي الْأكل أَيْضا وَإِذا كَانَ مَعَ قُرُوح الأمعاء فَسَاد هضم وَبرد الْبَطن

 

(3/50)

 

 

فَاجْعَلْ أقراصه مركبة من قابضة ومسخنة نَحْو هَذَا القرص صفته: حب آس جلنار طين الْبحيرَة سماق طباشير أفيون أنيسون نانخة كمون زنجبيل فاتخذه أقراصاً واعط مِنْهُ وَاحِدَة كل يَوْم وَهَكَذَا بِاللَّيْلِ إِن شَاءَ الله وَنَحْوه كالقمحة السَّوْدَاء وَإِذا لم تكن مَعَ برد وَفَسَاد هضم فاقتصر على القابضة والمغرية والمخدرة مثل هَذَا: عفص سماق جَفتْ البلوط أقاقياً طين صمغ مقلو أفيون بالسواء وَيجْعَل قرصاً ويسقى وَمن أطعمتهم الْبيض المسلوق بالخل والأكارع وخبز الْأرز والعدس المقشر والسمك وَمن عجل بطونه فأرز بشحم والشهدانج والجاروس بالسنام ويتوقى أَصْحَاب الزحير ويعطون عِنْد النّوم القمحة السَّوْدَاء وبالغداة الفلونيا إِن لم تكن حرارة لَكِن مَعَ برد فالشخزنايا.

من انخرق معاه مَاتَ. لي اعْلَم أَي معنى يَعْنِي.

الميامر قرصة لقروح المعي: أقياقا عفص أفيون صمغ نصف نصف جُزْء يتَّخذ أقراصاً بطبيخ العفص فَإِنَّهُ يعقل. آخر: عفص أفيون صمغ نصف جُزْء يتَّخذ بِرَبّ الآس ويسقى وَرَأَيْت كل دَوَاء فِيهِ أفيون لَا يَخْلُو مِنْهُ بزرنيخ وأدوية قُرُوح المعي قابضة ومغرية ومخدرة فَقَط وَإِن كَانَ مَعَ هَذَا الْمَرَض حرارة فليلق فِي سفوف بزر الْورْد وأفيون فَإِنَّهُ عَجِيب. وَفِي الميامر حب نَافِع من الخلفة وقروح المعي: عفص فج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون مثاقل أفيون مثقالان بزر كرفس مِثْقَال يعجن بِمَاء وَيعْمل حبا وَيُعْطِي ثَلَاث حمصات.

ضماد لقروح المعي:)

بزر البنج الْأَبْيَض وبزر الْورْد وعصارة لحية التيس وسماق جزؤ جزؤ أفيون زعفران نصف جُزْء بزر الكرفس جزؤ يخلط بشراب حب الآس ويطلى الْبَطن بِهَذَا ويضمد بِهِ. آخر: بزربنج أقياقيا عفص فج عصارة لحية التيس سماق جزؤ جزؤ قشور رمان وَحب الآس من كل وَاحِد جزؤ وَنصف يعجن الْجَمِيع بشراب أسود قَابض ويضمد بِهِ. لي هَذَا جيد لهَؤُلَاء ينفع: الطين فِي السماق وَمَاء الحصرم ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يدار على جمر بلوط ويكور ويطلى بِمَاء السماق وَمَاء أَبُو جرير الراهب قَالَ: الصمغ يشد الْبَطن ويغري المعي قَالَ: ذَلِك فِي الْغذَاء الصافي الْجيد والكثيراء تغري لَكِنَّهَا تزيد فِي الخلفة فَلَا تسعملها فِي ذَلِك.

روفس فِي المالنخوليا: إِنَّه قد يعرض لمن بِهِ قرحَة فِي معاه إسهال كيموس أسود وَيتبع ذَلِك موت.

أطهورسفس: مَتى سقى الصَّبِي الف ب من إنفحة الأرنب قدر الحمصة أَبرَأَهُ من الذوسنطاريا قَالَ: وَإِن عجنته بعجين وخبز وَأَطْعَمته صَاحب الذوسنطاريا رَأَيْت الْعجب مِنْهُ قَالَ: إِذا كَانَ بانسان قُرُوح المعي فأطعمه أَرْبَعَة أَيَّام جبنا طرياً غير مملح مستقصى نزوع المائية وَلَا تعطه

 

(3/51)

 

 

دَوَاء سواهُ فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ. دَوَاء للزحير أخذناه عَن تجربة: نانخة بزر الكرفس قشر رمان حامض عفص أبهل بِالسَّوِيَّةِ أفيون نصف جُزْء اجْعَلْهُ مثل الْكحل الشربة من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال بِالْغَدَاةِ وَمثله بِاللَّيْلِ ويغذي بالأرز فَإِنَّهُ يسكن فِي يَوْم أَو أثنين لَا محَالة وَالصَّبِيّ من دانق إِلَى دانقين.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ إِذا كَانَ العليل يقوم إِلَى البرَاز بعد اللذع بِمدَّة طَوِيلَة وَالْعلَّة فِي المعي الْعليا وَإِن كَانَ كَمَا يلذع يُبَادر خُرُوج شَيْء مِنْهُ فَإِن الْعلَّة فِي طرف الدبر قَالَ: أنزل أَن رجلا يخرج مِنْهُ البرَاز مرّة مثل قشور القروح وَمرَّة خراطة وَهِي قطع الغشاء المغشي لسطح المعي الدَّاخِل وَمرَّة أخلاط دموية فَهَل يشك أحد أَنه قد حدثت بِهِ قرحَة فِي الأمعاء إِلَّا أَنَّهَا لم تتبين أَفِي الدقاق هِيَ أم فِي الْغِلَاظ وَيعرف ذَلِك من ثَلَاثَة أَشْيَاء: إِمَّا من نوع الخراطة فَإِنَّهَا إِن كَانَ لَهَا من الْمِقْدَار فِي الْعظم مَا يُجَاوز قدر الأمعاء الدقاق فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ. وَإِن كَانَ سَاعَة يخرج بلذع أَو سَرِيعا فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ فَإِن كَانَ غير مخالط لثفل أصلا فَإِنَّهُ فِي طرف المعي الْمُسْتَقيم أوفيه فِي أَعْلَاهُ دون الْموضع الَّذِي فِيهِ البرَاز يَعْنِي دون الْأَعْوَر. وَفِي الْجُمْلَة فِي كل مَوَاضِع المعي الْمُسْتَقيم)

وبحسب إرتفاع القرحة فِي الْعُلُوّ كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط جدا.

الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: يفرق بَين اخْتِلَاف الدَّم الَّذِي من قُرُوح المعي وَبَين الكبدي: إِن الكبد يكون دم كثير دفْعَة هَذَا يكون يتقدمه إسهال مراري يلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك شَيْء من الخراطة مَعَ دم قَلِيل وَذَلِكَ يكون عِنْدَمَا تكون القرحة قد استحكمت وَصَحَّ إسهال الدَّم فَإِذا كَانَ الَّذِي يخرج بالإسهال مَعَ الخراطة دم فَانْظُر غشاءه وَيخرج مَعهَا من جنس السمين فَإِنَّهُ إِن ظهر ذَلِك فِي الإسهال فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يخرج مَعَ الخراطة دم فَانْظُر أمختلط ذَلِك الدَّم مَعَ سَائِر مَا يخرج بالإسهال فَقَط فَإِنَّهُ إِن كَانَ مختلطاً فَهُوَ يدل على أَن القرحة فِي أقرب الأمعاء إِلَى أَسْفَل وَهَذَا أَيْضا يكون فِي الخراطة إِلَّا أَنه فِي الخراطة أقل بَيَانا مِنْهُ فِي الدَّم وقشرة القرحة أَيْضا تدل بشكلها واختلاطها على مَوضِع الْعلَّة فَإِذا كَانَت القرحة فِي الأمعاء السُّفْلى كَانَ انتفاعها بالحقن والشيافات وَإِذا كَانَت فِي الْعليا فِيمَا يُؤْكَل وَيفرق بَينهمَا بالإسهال والكائن عَن الكبد أَنه يخرج فِي أول الْأَمر صديد رَقِيق بِلَا خراطة وَثمّ آخر الْأَمر يصير كالدردي الْأسود الف ب والإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ فترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاودهم فَيخرج إِمَّا مثل الأول وَإِمَّا أَشد وَأَصْحَاب قُرُوح الأمعاء يكون إسهالهم دفْعَة وَلَا يَنْقَطِع بفترات طَوِيلَة الْمدَّة فَأَما القروح الأمعاء يكون إسهالهم دفْعَة وَلَا يَنْقَطِع بفترات طَوِيلَة الْمدَّة فَأَما القروح الكائنة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَهِي الزحير فَإِنَّهَا تحدث لصَاحِبهَا تزحراً وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير وَيكون هَذَا الشَّيْء فِي أول الْأَمر بلغمياً ودموياً حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَهَذَا أبدا غير مختلط بالثفل الْبَتَّةَ وَذكر قوم أَن قوما من أَصْحَاب الزحير أَصَابَهُم وجع شَدِيد وَخرجت بعقب ذَلِك مِنْهُم حِجَارَة من المعقدة وَلم أر أَنا هَذَا.

 

(3/52)

 

 

الْعِلَل والأعراض: قَالَ: ضروب اختلافات الدَّم أَرْبَعَة أَحدهَا الَّذِي يكون بأدوار مَعْلُومَة ويعرض لمن قطعت بعض أَعْضَائِهِ أَو ترك رياضة أَو فقد الستفراغاً كَانَ يسيل مِنْهُ وَالثَّانِي: يكون بِسَبَب ضعف الكبد وَهَذَا استفراغ مائية الدَّم وَالثَّالِث: استفراغ الدَّم السوداوي وَهُوَ مثل الدردي الرَّابِع: يستفرغ دَمًا مُحصنا قَلِيلا أَو مَعَه قشور القروح وَيكون هَذَا وَحده من قُرُوح المعي قَالَ: والزحير يحدث)

عَن قُرُوح المعي الْمُسْتَقيم الَّذِي عِنْد طرف الدبر أَكثر وأشدها يحدث عَن قُرُوح المعي الَّذِي فَوق هَذَا الْموضع.

الساهر لقروح المعي: بزر قطونا وبزر الريحان وبزر خطمي مقلوة بزر لِسَان الْحمل طباشير وبزر حماض مقلو نشا مقلو صمغ طين كاربا. لي على مَا رَأَيْت مَرَّات أَنه رُبمَا كَانَ مَعَ السحج إسهال ورطوبات كَثِيرَة وَاجعَل حِينَئِذٍ فِي السفوف الْأَشْيَاء القابضة كالقرظ والطراثيث والبلوط والسماق والكزبرة المقلو والبنج والأفيون وَنَحْو ذَلِك وَإِن احتجت فَاجْعَلْ مَعَه حب الآس وعفصاً وخرنوباً ودقيق الغبيراء مقلو والمقل الْمَكِّيّ وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ مَعَ برد وَكَانَ السحج عَن بلغم فزد فِي ذَلِك حرفا مقلو وَإِذا كَانَ المغس شَدِيدا فألق مَعَه حب البلسان وَبَعض الْأَشْيَاء الطاردة للرياح كالأنيسون وبزر الكرفس قَالَ: وَمَتى كَانَت الْعلَّة مبتدئة فَاحْتَجت إِلَى الحقن فَعَلَيْك بالقوابض أَكثر والمغرية وَإِذا طَال الْأَمر قَلِيلا فألق مَعَه قرطاساً محرقاً وَنَحْوه حَتَّى إِذا كَانَ آخر الْأَمر فألق فَتِيلَة تقطع الزحير: إسفيذاج الرصاص دم الْأَخَوَيْنِ سادروان أفيون وَإِذا كَانَ الزحير مزمناً فَاجْعَلْ فِي الشياقة قرطاساً محرقاً وَنَحْوهَا.

أريباسيوس للزحير: حب الْغَار الْيَابِس معلقتان يسحق ويسقى صَاحب المغس أَو كمون مقلو مسحوق ملعقة بِمَاء أَو ورق الْغَار أَو حبه يمص مَاؤُهُ ثمَّ يمضغ وَيُوضَع الثفل على السُّرَّة.

الطَّبَرِيّ: إِذا سكن الوجع سَاعَة بعد سَاعَة فالعلة فِي المعي الْعليا وَإِذا كَانَ الوجع فَوق السُّرَّة فالعلة هُنَاكَ وَإِذا خرج الرجيع بعد الوجع بِمدَّة فَهُوَ فَوْقه الف ب وَإِذا كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَهُوَ فَوق وَإِذا لم يكن فِيهِ شَحم ودسم فَمن الْعليا لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا شَحم وَلَا دسم وبالضد وَالَّذِي من الكبد يكون مِنْهُ مثل مَاء اللَّحْم بِلَا وجع وَهَذَا رُبمَا احْتبسَ أَيَّامًا حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يَجِيء وَرُبمَا جَاءَ شَيْء مثل الدردي وَهَذَا يكون من قرحَة كَانَت فِي الكبد فانفجرت وعلامة هَذَا وَنَحْوه أَلا يضعف العليل بل يُقَوي وَرُبمَا انْقَطع عرق فِي الْمعدة ونواحيها وَخرج الدَّم صافياً وَإِذا خرج فِي قُرُوح المعي قطع لحم فقد تأكلت نفس المعي وَلَا برْء لَهُ وَإِذا كَانَ تخرج خراطة فَهُوَ ابْتِدَاء وَإِذا)

خرجت القشور فَهُوَ إمعان القرحة وَإِذا خرج اللَّحْم فَهُوَ غَايَته الَّتِي لَا شَيْء أردى مِنْهَا قَالَ: ويسقى ثَلَاث حمصات من الفلونيا.

 

(3/53)

 

 

قرص يحبس الْبَطن من سَاعَته: أفيون أقاقيا ثَمَرَة الطرفاء سماق حب الآس الْأسود يتَّخذ أقراصاً بِمَاء السفرجل والتفاح وتشرب وَاحِدَة وينفع مِنْهَا إِذا عتقت اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى وَهُوَ بَالغ النَّفْع معز للمعي.

أهرن: جَمِيع الإسهال الَّذِي يكون سَببه المعقدة كالبواسير فِيهَا والشق وَغير ذَلِك يكون بتزحير شَدِيد قَالَ: لدم الْجَارِي من الأمعاء أصفى وَالَّذِي من أَسْفَل أكدر قَالَ: إِذا كَانَ الوجع أَسْفَل السُّرَّة فَإِنَّهُ سَاعَة يمغص وَيَنْقَطِع الْبَطن يخرج الثفل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي السُّفْلى وبالضد قَالَ: الزحير الْكَائِن عَن المعقدة يكثر العليل الِاخْتِلَاف وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا كالبزاق وَيكون فجاً خَالِصا بِلَا زبل إِلَّا فِي الندرة.

طَعَام جيد لقروح المعي: أرز نقي قد أنقطع فِي المَاء ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ من مَائه جزؤ وَمن اللَّبن جزؤ فيطبخ حَتَّى يغلظ وَيَأْكُل مِنْهُ فَإِن كَانَ هُنَاكَ حرارة فَاجْعَلْ ذَلِك من مَاء الشّعير.

طباشير ورد طين أرميني كهربا صمغ عَرَبِيّ عفص أفيون يَجْعَل مِنْهُ قرص ويسقى جيد لقروح المعي قَالَ: وَاسْتعْمل أَقْرَاص الزرانيخ وَالْملح إِذا كَانَ المعي قُرُوح عفنة رَدِيئَة.

سرابيون قَالَ: القروح فِي المعي تحدث لفضول تنصب إِلَيْهَا حارة إِمَّا من فلغموني فِي الكبد أَو صديد حَار يرجع من جَمِيع الْجِسْم إِلَيْهِ وَينصب فِي الأمعاء وَقد يكون خُرُوج الدَّم من الأمعاء إِذا انفتحت عروق فِيهَا لِكَثْرَة امتلاء الدَّم كالحال فِي أُمُور نداس إِلَّا أَن هَذَا يكون فِيهَا فَوق وَيكون اخْتِلَاف دموي من ضعف الكبد وتقف على كل وَاحِد من هَذِه أَن تنظر فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْجِسْم المرار الْأَصْفَر وَكَانَ يخلف عَن استفراغه وَرَأَيْت مَا يخرج أَيْضا أصفر وَسَائِر العلامات علمت أَن سَبَب ذَلِك المرار الْأَصْفَر وَإِن كَانَ كَذَلِك وَقد تخْتَلف عَن إِخْرَاج السَّوْدَاء واللون فِيهِ أسود فَإِن القرحة تكون رَدِيئَة لَا برْء لَهَا الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَ يخرج بِدَم خَالص مَحْض وَيَنْقَطِع أَحْيَانًا أَيَّامًا يَجِيء فَإِن ذَلِك من أُمُور نداس فِي الأمعاء وَإِن كَانَ يَجِيء مثل مَاء اللَّحْم فَذَلِك لضعف الكبد) ألف ب فقد يجوز أَن ينبعث من الْبَطن دم خَالص إِذا كَانَت الكبد ضَعِيفَة قَلِيلا وامتلاء كثير فِي الْبدن وتقف على ذَلِك وتعرفه من الَّذِي ينبعث من الأمعاء لِأَن الكبد يكون مِنْهَا ضعف أَو ثقل وَمَا دَامَ تخرج خراطة أَو قشور رقاق فَإِن قرحَة الأمعاء يُمكن أَن تلتحم فَإِذا خرجت قطع لحم لَهَا عتق فَلَا وَلِأَن اخْتِلَاف الدَّم الَّذِي يكون

 

(3/54)

 

 

من قُرُوح الأمعاء يغلظ وَيُشبه بِالَّتِي من ضعف الكبد وَالَّتِي من انفجار عرق فِي الأمعاء فافصل بَينهمَا بِأَن الكبد لاوجع مَعهَا وَالَّتِي من قُرُوح الأمعاء فَمَعَ وجع وَالَّتِي من الكبد لَا يكون مَعَه خراطة والكبدي أَيْضا وَغَيره مِمَّا لَيْسَ لقروح الأمعاء يَجِيء بأدوار ونوائب فَأَما الَّذِي من قُرُوح فِي الأمعاء فدائم قَلِيلا قَلِيلا بوجع وَالَّذِي من الكبد وَمن دم يستفرغ من الأمعاء بِلَا قُرُوح يهزل مَعَه الْجِسْم وَينْقص فَأَما الَّذِي لقرحة فِي الأمعاء فَلَا يهزل والكبدي يتَقَدَّم ذَلِك ضعف الكبد بالعلامات الَّتِي تدل على ضعفها وَالَّذِي من انفتاق عرق فِي الأمعاء يتقدمه امتلاء فِي الْجِسْم وَيكون دَمًا خَالِصا وبأدوار وَلِأَن القروح تكون فِي الدقاق والغلاظ يُمَيّز بَينهمَا بِأَن قشور الْغِلَاظ الْخَارِجَة بالثفل أعظم وخاصة فِي النجو لِأَنَّهَا شحمية وَالدَّسم فِي الْكَائِن عَنْهَا كثير لِأَنَّهَا دسمة شحمية فَأَما المعي بالدقاق فَلَا شَحم لَهَا لقربها من الكبد وأخلاط الخراطة بالثفل باحكام وَقيام العليل بعد الوجع بساعة وحس الوجع فَوق السُّرَّة وَهَذِه كلهَا تدل على أَن الْعلَّة فِي الْعليا انْظُر أَولا لَعَلَّ ذَلِك عَن الكبد أَو عَن الأمعاء كَمَا ذكرنَا أَو مَادَّة أُخْرَى تنصب من مَوضِع فَإِن لم يكن ذَلِك لَكِن كَانَت قرحَة فِي الأمعاء فَانْظُر هَل السَّبَب الَّذِي فعله قد انْقَطع أَو هُوَ يسيل مَعَه دَائِما. لي لم يُعْط عَلامَة لذَلِك وَيحْتَاج أَن يُعْطي ذَلِك فَأَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ فِي الثفل الْخَارِج مرار أصفر وأسود أَو حاد رَقِيق أَو خلط مَا مُنكر غَرِيب يستفرغه مَعَه فَإِن الْمَادَّة الفاعلة للوجع هُوَ ذَا يسيل بعد إِن كَانَ قد خلص الثفل من ذَلِك وَبقيت خراطة وَدم وَثقل فَإِن الْخَلْط الْفَاعِل قد انْقَطع قَالَ: وَإِن حدث النحدار دَائِما فاقصد لاستفراغ ذَلِك الكيموس أَو لمَنعه على مَا يجب فَإِن احتجت أَن تَعْنِي بالكبد أَو الطحال أَولا لتحبس السيلان فَإِذا أنقطع السيلان كَامِلا فَحِينَئِذٍ فاقصد القرحة فابدأ وامنع الْمَرِيض الْغذَاء يَوْمَيْنِ وَإِن لم يكن ذَلِك فيوماً أَو جلّ يَوْم ثمَّ خُذ إِن لم تكن حمى قَوِيَّة لَبَنًا مطبوخاً بالحديد طبخاً جيدا حَتَّى تفنى أَكثر رطوبته فاسقه قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا أَتَى عَلَيْهِ سَاعَات وانهضم فاعطه خبْزًا قَلِيلا مبلولاً بِمَاء الرُّمَّان أَو حساءاً متخذا من الْأرز واللوز وشحوم الماعز وانثر عَلَيْهِ الصمغ وَقد يتَّخذ لَهُ حساء من خشخاش)

إِذا كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة يطْبخ ألف ب وَيُؤْخَذ طبيخه وطبيخ شعير مهروس ونشا قَلِيل يتَّخذ مِنْهُ حساء. لي احتل لتتويم صَاحب قُرُوح المعي والذرب فَإِنَّهُ فِي غَايَة النَّفْع لَهُ وانقع السماق يَوْمًا وَلَيْلَة وصف مَاءَهُ وَاتخذ ذَلِك من الكعك وامنعه الْفَاكِهَة فَإِنَّهَا رَدِيئَة للمعي اللَّهُمَّ إِلَّا السفرجل والكمثرى والزعرور وَنَحْوه فَإِن لم تكن حمى فاعط أكارع واطبخ العدس وَيكون طبخه مرَّتَيْنِ بمائين وَصفه وَكَذَلِكَ فافعل بالكرنب وأطعمه الحماض والرجلة والأطربة فَإِن هَذِه كلهَا من أطعمته وَاللَّحم لَيْسَ يجيد لمن بِهِ قُرُوح المعي لكنك مُضْطَر إِلَيْهِ مَتى طَالَتْ الْعلَّة لضعف الْقُوَّة فاختر إِذا ذَاك من الْحَيَوَان وَمن الطير مَا كَانَ تريا واختر الطير على الْمَوَاشِي والمواشي على السابح وَخذ من الطير مَا هُوَ سهل الانهضام وَفِيه أدنى يبس وَمِمَّا هُوَ كَذَلِك: الدراج والحجل والشفانين والأرنب والغزلان والأيايل وَمن البحري الهازبا والشبوط يعْمل ذَلِك كُله بخل وتوابل قابضة وَحب الآس وَالْبيض السليق بالخل وليشربوا المَاء فِي الأبتداء وخاصة مَاء الْمَطَر فَإِن

 

(3/55)

 

 

لم يجد فألق فِي المَاء طباشير وطيناً فَإِن استرخت الْمعدة من شرب المَاء فاعطهم شراب السفرجل وشراب الْفَاكِهَة فَإِن لم تكن حمى وضعفت الْمعدة جدا فاعطهم شرابًا أسود قَابِضا وامزجه لِئَلَّا يثير الْحَرَارَة والورم فِي الأمعاء وسارع من أول الْأَمر قبل ضعف الْقُوَّة بالأدوية المقوية والقابضة لِأَن الْقُوَّة إِذا ضعفت لم تكد هَذِه تنجح لِأَن السيلانات تكْثر حِينَئِذٍ إِذا طَال الْأَمر بِهَذِهِ الْعلَّة فاعط فِيهَا الْأَدْوِيَة والحقن جَمِيعًا لِأَن الْأَعْلَى يألم باشتراك الْأَسْفَل والأسفل بالأعلى.

بزور جَيِّدَة كَافِيَة: بزر قطونا وصمغ وطين مقلو وَيُعْطى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم بِرَبّ السفرجل.

آخر: بزر قطونا بزر مرو وبزر رجلة بزر لِسَان الْحمل بزر ريحَان بزر الْورْد بزر الحماض وبزر الخطمي دِرْهَم دِرْهَم طباشير طين أرميني نشا صمغ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يقلى حسنا يعْطى مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء لِسَان الْحمل أوعصى الرَّاعِي أَو الرجلة وَإِن كَانَت حمى فَاسق أَقْرَاص الطباشير الَّذِي بالحماض قَالَ: وأصول الخطمى نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة جدا والراوند حسن الْفِعْل فِي هَذِه الْعلَّة وَإِذا كَانَ فِي الأمعاء لذع شَدِيد وَدم كثير فاختر من الحقن مَا لَهُ تسكين وتقوية كشحم البط والطين الأرميني والاسفيذاج والنشا وصفرة الْبيض وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ اللذع أقل فَوق بالقابضة العفصة واحقن كل مافي قانون الحقن وَإِذا لم يكن فِيمَا يخرج الدَّم الْبَتَّةَ بل مُدَّة خَالِصَة)

صديدية رَدِيئَة فَعِنْدَ ذَلِك أَنَّك مُحْتَاج إِلَى الحقنة الحادة كَمَا أَن القروح الرَّديئَة المزمنة تحْتَاج إِلَى ذَلِك ألف ب وَانْظُر لَا تغفل اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الحادة فِي هَذَا الْوَقْت وَإِيَّاك أَن تبطئ بذلك لِأَن المدافعة بذلك يضر القرحة مضرَّة عَظِيمَة جدا قَوِيَّة لَكِن بَادر بِهَذِهِ فَإِنَّهَا تمنع التأكل وَلَا تستعملها مَا دَامَ دم وَشَيْء يُوهم أَنه يكون مَعَ الخرجات الَّتِي لَهَا طراوة.

أَقْرَاص الزرانيخ تسْتَعْمل فِي الذوسنطاريا إِذا كَانَ مَا تخرج مُدَّة فَقَط: زرنيخان من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف نورة لم تطفأ نصف رَطْل قرطاس محرق أُوقِيَّة أقياقا أَربع أَوَاقٍ لحية التيس أوقيتان يجمع ذَلِك كُله بِمَاء لِسَان الْحمل ويقرص وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف دِرْهَم فيخلط بطبيخ السماق والآس أَو قشور الرُّمَّان ويحقن بِهِ فَإِن كَانَ الوجع فِي المعي المستوي فَاسْتعْمل البلاليط.

دم الْأَخَوَيْنِ اقياقيا صمغ قرطاس محرق اسفيذاج الأسرب مرتك قرن إيل اقليميا الْفضة أفيون اتخذ من هَذِه مَا شِئْت على حسب إِلَيْهِ وَيحْتَاج عِنْد الوجع الشَّديد إِلَى المغرية والمخدرة وَعند طرواة القرحة إِلَى المغرية والقابضة عِنْد فَسَادهَا وإدمانها إِلَى الحارة والعفصة قَالَ: واسحق أَقْرَاص الأندرون واطل بهَا المقعدة والقطن واطل الْبَطن فِي قُرُوح المعي بالأشياء القوية المجففة وَإِذا كَانَ العليل تناله شَهْوَة الزحير

 

(3/56)

 

 

وَتخرج مِنْهُ لزوجة دهنية قَليلَة عَلَيْهَا نقط دم فَلذَلِك هُوَ الزحير وَذَلِكَ يكون لورم حَار وقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم والورم يُوهم العليل أَنه يحْتَاج إِلَى البرَاز لثقل ذَلِك عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يشبه حَالَته عِنْد ثقله بالبراز.

علاج ذَلِك: اقصد إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء حبس مَا يجرى إِلَى هَذَا المعي وَحل الورم الَّذِي فِيهِ وتعديل الحدة فابدأ أَولا بالتكميد بالصوف المنقع بدهن الآس الفاتر ودهن ورد قد خلط بشراب وَيجْعَل ذَلِك على المراق والأرابي والعانة ومرخ الخصيتين إِلَى آخر الشرج ومُرة أَن يدع الْغذَاء يَوْمَيْنِ لثقل أَسبَاب السيلانات وَيبْطل أَصْلهَا الْبَتَّةَ وَبعد ذَلِك غذه بغذاء قَلِيل وَيكون خبْزًا منقعاً بِلَبن قد طبخ بالحديد فَإِن هَذَا علاج يجمع الْخلال الَّتِي وَصفنَا فغذه بعد سُكُون الوجع بالمياه القابضة فَإِن كَانَ اشْتَدَّ الوجع فَاعْلَم أَنه قد غلظ الورم فَحَمله دهن حل مفتر ويبدل ذَلِك فَأَنَّهُ يحل الورم ويسكن الوجع وَأَجْلسهُ فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والخبازي وأصل الخطمى فَإِن هَذِه تحل الورم وتسكن الوجع فَإِذا احتجت تَقْوِيَة فالعفصة وَإِذا احتجت إِلَى تسكين الوجع فَهَذِهِ بِلَا)

ليط نافعة من الزحير وَهِي: مر قشور كندر زعفران أفيون عفص صمغ مقلو يتَّخذ بلاليط فَإِن ثَبت الوجع وشهوة البرَاز والزحير فدخنه بكبريت فِي إجانة على مَا تعرف بالقمع ألف ب فَإِنَّهُ عَجِيب لذَلِك فَإِن لم يسكن فاحقنه بِمَاء الزَّيْتُون المملح قدر خَمْسَة قوانوسات ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك التكميدات الموصوفة بتسكين اللذع فَإِنَّهُ يحل ذَلِك الورم.

فِي المغس ابْن سيراييون: المغس يكون من الرِّيَاح الممدة أَو فضلات غَلِيظَة تجاهدها الطبيعة لتدفع وَلَا تنْدَفع فَإِن كَانَ السَّبَب فضلات حارة فاستفرغها ثمَّ اسْتعْمل الْأَدْوِيَة المعدلة كالبزر قطونا ودهن الْورْد وَإِن كَانَ من كيموس غليظ لزج فَاسْتعْمل العلاجات الملطفة الْمُقطعَة نَحْو حب الرشاد ودهن الزَّيْت وَإِن كَانَ من ريَاح غَلِيظَة فَاسْتعْمل مَا يفش الرِّيَاح كالسذاب والكمون والنانخة وَحب الرشاد وَحب الْغَار. لي لم يُعْط عَلَامَات وَيفرق بَين الَّتِي من الرِّيَاح وَغَيرهَا بجولانها من القراقر والتمدد وَأَن يتَقَدَّم ذَلِك تَدْبِير يُوجب رياحاً كشراب كثير المزاج وأطعمة منفخة وَنَحْو ذَلِك وَتعلم الَّذِي من فضلَة غَلِيظَة بِمَا تقدم من التَّدْبِير من أَطْعِمَة غَلِيظَة وَبِأَن الوجع لَا ينْتَقل سَرِيعا وَيكون شبه الثفل وَإنَّهُ ينْدَفع من مَكَانَهُ كالشيء الَّذِي ينْدَفع ويوجع من غير أَن يجول ويتحرك بل كَأَنَّهُ حجر يدْفع ويوجع وعلاج هَذَا هُوَ الإسهال وَتعلم الَّذِي من أخلاط حريفة فَإِنَّهُ يكون من وجع ناخس لذاع وَفِي أَمَاكِن قَليلَة فِي الْبَطن يخس الْأَمر قصير الْوَقْت يسكن ويهيج ويعم الثَّلَاثَة.

دَوَاء مسهل يركب من سقمونيا ورق السذاب والبورق كالتمرى فَإِن هَذَا الإسهال يخرج الفضلين الغليظين ويفش الرِّيَاح إِلَّا أَن يكون ذَلِك بعقب إسهال فَإِنَّهُ إِن كَانَ بعقب إسهال دلّ على أَن هُنَاكَ فضلَة حارة بقيت أَو سحجاً قَلِيلا بعقب ذَلِك فَاسْتعْمل البزر قطونا ودهن الْورْد وَنَحْو

 

(3/57)

 

 

ذَلِك وينفع من الريحي التكميد بالجاورس وَهُوَ نَافِع للَّذي من فضلَة غَلِيظَة أَيْضا.

ابْن ماسوية قَالَ: اسْقِ القروح الأمعاء أَرْبَعَة دَرَاهِم من الصمغ الْعَرَبِيّ بسكرجة من لبن مطبوخ بالحديد واسقه نصف دِرْهَم من إنفخة الأرنب فَإِنَّهَا تحبس الْبَطن من سَاعَته تسقيه بالبن الْمَطْبُوخ أَيْضا.

مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين لايخرج مِنْهُم البلغم على الْعَادة وَقد أعطينا الْعَلامَة فِي بَاب الْمعدة لَا يُؤمن عَلَيْهِم الْوُقُوع فِي الزحير وعلامة هَؤُلَاءِ أَن تبطل الشَّهْوَة جدا وَاسْتِعْمَال الحرفيات إِذا كَانَ فِي الْبَطن لذع ووجع)

شَدِيد وحدست أَنه خلط قَلِيل لَا يُمكن استفراغه وَهُوَ لذاع الْكَيْفِيَّة فاحقنه بشحم الماعز ودهن ورد وَمَاء الْأرز وَالشعِير وَاللَّبن وطبيخ الملوخيا وَنَحْوهَا أَيهَا كَانَ فاعطه مرقة مسكنة كمرق الْفروج فِيهِ شَحم البط هَذَا على مَا وجد لَهُ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المفردة أَعنِي ج ويستدل أَيْضا ألف ب على أَن الْخَلْط قَلِيل من قلَّة تمديده وَقلة ثقله وَقلة انْتِقَاله من مَوضِع إِلَى مَوضِع وعسر خُرُوجه ج يَقُول: مَتى رَأَيْت أَنَّك مَتى عالجته بالمسكنة زَاد وَجَعه فَاعْلَم أَن الْخَلْط الرَّدِيء كثير فاستفرغه أَولا ثمَّ عُد إِلَى تدبيرك.

من أقرابادين ابْن سرابيون شيافة للزحير عَجِيبَة وَتمسك دم البواسير: إسفيذاج الرصاص دم الْأَخَوَيْنِ كحل أقاقيا أفيون مرداسنج جَفتْ بلوط جلنار وَيُؤْخَذ كندر وصمغ فَيحل بِمَاء ينبوت وَيعْمل مِنْهُ شياقة ويحقن بِهِ.

للزحير خَاصَّة جَيِّدَة: مر كندر زعفران أفيون يتَّخذ شياقة فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَيُؤْخَذ أفيون خَالص فيعجن بِمَاء الصمغ وَيحْتَمل فَإِنَّهُ أنفعها وَهُوَ جيد إِذا كَانَ مَعَه زعفران لِأَنَّهُ يسكن الوجع بانضاجه.

سفوف للمغس بِغَيْر إسهال: حَماما حب البلسان قردمانا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر كرفس ثَلَاثَة دَرَاهِم حرف أَبيض خَمْسَة دَرَاهِم وينخل بعد دقه الشربة دِرْهَمَانِ.

الهندباء نَافِع من اخْتِلَاف الدَّم الْكَائِن من الكبد.

مَجْهُول: الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْكَائِن من الكبد فَإِن الزَّبِيب الدسم يُخرجهُ وَيجب أَن يطعم خبْزًا نضيجاً بشراب ريحاني قد أَتَى عَلَيْهِ سِتَّة أَو أقل والكرنب النبطي الَّذِي قد سلق ثَلَاث مَرَّات ورش عَلَيْهِ الْمَطْبُوخ الريحاني وَيجْعَل مَعَه هندباء وَيطْعم أخف الطير وحساء جاورس وسمكا صغَارًا مشوياً على جمر بلوط فَإِنَّهُ يحبس ذَلِك وَيجْعَل فِي الْخبز أقماع رمان ويدخن بِهِ وَيجْعَل فِي طعامهم كزبرة رطبَة ويابسة ويحذر اللوز وَاللَّبن لِأَنَّهُمَا سَرِيعا مَا يستحيلان إِلَى رداءة وَيشْرب رب الأترج والحصرم فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فَاجْعَلْ مَعَه فلفلا لِأَنَّهُ يجلو وَيفتح السدد إِذا ضعفت الكبد عَن أَن تهضم هضماً تَاما كَانَ مِنْهُ الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم وينفع هَذَا الضعْف المعجونات الحارة الَّتِي يَقع فِيهَا اللوز المر والجنطيانا والغافت وَنَحْو ذَلِك إِن شَاءَ الله.)

 

(3/58)

 

 

(القولنج وإيلاوس وأوجاع الْبَطن) (الشبية بِهِ الرِّيَاح وَغير ذَلِك وَالْفرق بَينه وَبَين وجع الْحَصَى وَسَقَى دهن) (الخروع وعسر الْخُرُوج للبراز وَفِي الكلى وَجَمِيع أوجاع الأمعاء خلا القروح) (وَمن لَا يخرج الثفل من أمعائه السُّفْلى والرياح الَّتِي تَنْعَقِد فِي الْبَطن وَالَّتِي تَنْعَقِد) (فِي بعض الْأَعْضَاء وَالَّتِي تحل النفخ ووجع الخاصرة وتمدد مَا دون الشراسيف) (ووجع الأضلاع وَالْجنب والبطن الريحي.) 3 (قَالَ ج: فِي الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء:) ألف ب كَانَ رجل يظنّ أَن بِهِ قولنجا وَكَانَ لَا ينفع بِشَيْء من النطولات والضمادات والحقن المستعملة فِي هَذِه الْعلَّة بل يهيج عَلَيْهِ وَجَعه وحقن بدهن السذاب فزادت عَلَيْهِ شرا وَكَذَلِكَ الجندبادستر وَكَذَلِكَ حِين يسقى عسلاً مطبوخاً قد خلط فِيهِ فلفل هاج وَجَعه وَصَارَ شرا وَكَذَلِكَ حِين تنَاول عصارة الحلبة مَعَ عسل وهاج أَيْضا وَجَعه غَايَة الهيجان فَعِنْدَ ذَلِك حكمت أَن أخلاط لذاعة قد داخلت جرم أمعائه فنقيته بايارج فيقرا قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ قد نهك وَضعف فبريء والايارج أَنْفَع الْأَدْوِيَة فِي تنقية مثل هَذِه الأخلاط قَالَ: وَقد يعرض للَّذين يكثورون من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الغليظة ضرب من الوجع فِي الأمعاء بِسَبَب ريح يتَوَلَّد مِمَّا تخلفه على طول أكلهَا تِلْكَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة من الكيموس الغليظ فِي الأمعاء قَالَ: فَإِذا اجْتمع هَذَا الْخَلْط بَين طبقتي الأمعاء واستحال فَصَارَ ريحًا غَلِيظَة بخارية تمددها بِشدَّة وأهاجت وجعاً شَدِيدا وَهَؤُلَاء يجب أَن يمنعهُم من الدوية المخدرة جدا وَلَإِنْ كَانَت تسكن ذَلِك الوجع بِسُرْعَة بتبريدها الْحَرَارَة الَّتِي لطفت تِلْكَ الرّيح إِلَّا أَنَّهَا تجْعَل ذَلِك الْخَلْط اغلظ وأبرد وَأَشد تمَكنا تِلْكَ الرّيح إِلَّا أَنَّهَا تجْعَل ذَلِك الْخَلْط أغْلظ وأبرد وَأَشد تمَكنا فَإِذا سخن أَيْضا عَن الطبيعة أهاج رياحاً يكون عَنْهَا وجع أَشد من الأول فَإِن سقيت المخدرة عَاد بدور إِلَى أَن يَمُوت فَلَا يجب أَن يداوي هَؤُلَاءِ أَيْضا بأدوية قَوِيَّة الإسخان تُوضَع على الْبَطن لِأَنَّهَا تحل تِلْكَ الأخلاط ضَرْبَة شَيْئا كثيرا فيهيج مِنْهَا ريح عَظِيمَة تكون سَببا لوجع عَظِيم جدا لَكِن يجب ان تجتهد فِي تقطيعها وإنضاجها وَذَلِكَ يكون بالأدوية الملطفة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا مَعَ التلطيف إسخان قوي وأجود هَذِه الَّتِي تحلل الرِّيَاح وتجفف بِقُوَّة الزَّيْت وَأَنت تسمع أَكثر هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ إِنَّهُم مَتى لم يضمدوا فِي وجع القولنج وَلم يعالجوا بنطول الزَّيْت وَلم يحقنوا كَانَ وجعهم أخف. وَمن

 

(3/59)

 

 

كَانَ من)

النَّاس قَوِيا جلدا فَهُوَ يقْتَصر فِي هَذِه الْحَال على أَن يدع غذاءه أَو يقلله مُدَّة طَوِيلَة فَيبرأ برءا تَاما وَيبقى حرْزا بِخِلَاف برْء من يسخن إسخاناً قَوِيا لِأَنَّهُ لَا يُؤمن عِنْد الاسخان الْقوي إِذا كَانَت هَذِه الأخلاط كَثِيرَة أَن تولد رياحاً كَثِيرَة وَلَا تقدر أَن تحللها وتفشها فنزيد الوجع وَيهْلك قَالَ: وَقد رَأَيْت رجلا من القروين كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج بَادر فَشد وَسطه وَيَأْكُل خبْزَة بثوم وَيقوم إِلَى عمله طول نَهَاره وَلَا يشرب شَيْئا الْبَتَّةَ فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا فَيُصْبِح صَحِيحا وَقد نَام ليلته أَيْضا نوماً طيبا وَهَذَا لن الثوم يحل الرِّيَاح أَكثر من كل شَيْء وَلَا يعطش ويظن بعض النَّاس أَنه يعطش أَكثر مِمَّا يعطش البصل ويغلطون بل يقطع الْعَطش فَمن أَصَابَهُ مثل هَذَا ألأف ب الشَّديد فِي أمعائه من غير حمى فَليَأْكُل ذَلِك أعنى الثوم وَيشْرب الترياق وَإِن كَانَ مَعَ حمى فليستعمل التكميد بالجاورس إِن احتمله الْمَرِيض فَإِن فعلت ذَلِك وَلم يسكن فاطبخ النانخة وَأَمْثَاله بِزَيْت وَضعه بِخرقَة وَاجعَل مَعَه شَحم بط واحقنه فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فشحم الدَّجَاج غير مملح وَغير عَتيق بل يكون طرياً فَإِن لم يسكن الوجع فأعد الحقنة والخلط مَعهَا جندبادستر وأفيونا من كل وَاحِد أَكثر من الباقلي قَلِيلا وزيتاً مخلوطاً بالبزور تسع أَوَاقٍ واطل هَذَا الدَّوَاء الْمَعْمُول بجندباستر وأفيون وزيت مغلي بالبزور على صوف ودسه فِي المعقدة نعما وَفِيه خيط يخرج مَتى شَاءَ فَإِنَّهُ ينفع نفعا فِي الْغَايَة قَالَ: والوجع الْحَادِث عَن ريح غَلِيظَة بخارية دواءه خَاصَّة دون غَيره محجمة تعلق مرَارًا كَثِيرَة مَعَ نَار كَثِيرَة فَإِنَّهُ مجرب وَيذْهب الوجع سَاعَة تعلق إِن كَانَ ريحًا فَقَط وَإِن كَانَ مَعَه خلط غليظ فَإِنَّهُ سيعود بعد سَاعَات كَثِيرَة أَو بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وخاصة إِن كَانَ عرض فِي التَّدْبِير خطأ وَكَانَ الْعُضْو العليل يلح عَلَيْهِ بالتكميد والإسخان وَإِذا كَانَ مَعَ الرّيح أخلاط عليظة كَمَا ذكرنَا فَلَا تسخن الْعُضْو إسخاناً شَدِيدا لَكِن عالجه بالأشياء اللطيفة وَحِينَئِذٍ تتنفع بالحقن الحادة وَلَكِن ارْفَعْ نوبَة الْعلَّة بالمحجمة ثمَّ خُذ فِي استفراغ الْخَلْط الغليظ بحقنة حادة فَإِنَّهُ سيقوم عَن هَذِه الحقنة ببلغم لزج زجاجي ويسكن الوجع الْبَتَّةَ فَأَما الأخلاط الحادة إِذا انصبت إِلَى الأمعاء فَإِنَّهُ يحدث عَنْهَا وجع مَعَ لذع لَا مَعَ تمدد وَعند ذَلِك فاحقنه بِمَاء كشك الشّعير وأطعمه أَطْعِمَة عسرة الْفساد قابضة فَإِنَّهُ يغسل ذَلِك الْخَلْط وويدل مزاجه. لي مَتى كَانَت هَذِه الأخلاط مشربَة لطبقات الْمعدة فَإِنَّهُ لَا يخرج فِي البرَاز شَيْء وَإِن كَانَت سابحة فِي التجويف فَإِن الْغذَاء يخرج منصبغاً مختلطاً بِهِ على مَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة وَإِذا كَانَت مشربَة لللأمعاء فعلاجه)

إيارج فيقرا. 3 (التميز بَين القولنج والحصى) فَإِن كَانَ يُوجد فِي وجع الْبَطن حَيْثُ يرابح الْبَوْل كُله سلاة مركوزة وظنت أَن ذَلِك من أجل حَصَاة لاحجة هُنَاكَ فاحتقنت بِزَيْت فَخرج مَتى خلط زجاجي وَسكن الوجع فَاعْلَم أَنه لن يُمكن التميز بَين وجع القولنج الْحَادِث عَن لحوج

 

(3/60)

 

 

الْخَلْط الزجاجي فِي بعض الأمعاء وَبَين الْحَصَاة الناشئة فِي مجاري الْبَوْل فِي وَقت نوبَة الوجع إِن لم تعرض الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة وَلَا يضرنا ذَلِك فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَن الْأَشْيَاء الَّتِي تَنْفَع فِي هذَيْن الوجعين وَاجِد وَهُوَ التكميد من خَارج وَمَا يقوم مقَامه من الْأَشْيَاء الَّتِي يحقن بهَا فَمَتَى لم يخف الوجع بذلك فَاسْتعْمل دَوَاء فيلن والحصاة تخرج بعد ذَلِك إِمَّا مَعَ دم ألف ب أَو بِلَا دم وَيكون إِذا كَانَت مَعَه خشنة وَيكون فِي الْبَوْل ثفل رمل راسب وَلَا يكون فِي القولنج ذَلِك. وَفِي القولنج يخرج ثفل رياحي كأخثاء الْبَقر يطفو فَوق المَاء ورياح كَثِيرَة جدا إِذا انْطَلَقت الطبيعة ومغس وشهوة الطَّعَام واستمراء يكون قبل نوبَة القولنج نَاقِصا ثمَّ يبطلان الْبَتَّةَ بِالْقربِ من نوبَة الْعلَّة وينتفخ الْبَطن ويعرض مَعَه قيء وتهوع ولذع فِيمَا دون الشراسيف وقلق وضجر وكرب وَإِذا كَانَ الوجع أقل قَلِيلا فَذَلِك إِمَّا لقلَّة الْمَادَّة الفاعلة للوجع أَو لِأَنَّهُ فِي الأمعاء الدقاق وَاعْلَم أَن الوجع الَّذِي مَعَه لذع فَإِنَّهُ يكون من خلط يَأْكُل وَدَلِيل أَنه يتَقَدَّم أبدا قُرُوح الأمعاء.

التَّمْيِيز بَينه وَبَين الْحَصَى السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: قد رَأَيْت وجع القولنج الشَّديد غير مرّة والأطباء ويتوهمون أَنه وجع الكلى وَقد ظن قوم أَنه لن يكون القولنج فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَأمر وجع القولنج ووجع الكلى فِي ابتدائهما يعسر تميزها وَحِينَئِذٍ مداواتهما فَوَاحِدَة وَهُوَ يسكن الوجع من كماد وآبرن وأدوية وَمَعَ ذَلِك فابحث عَن ذَلِك وَقد يعرض فِي العلتين غثيان وقيء وتهوع إِلَّا أَنه فِي القولنج أَكثر وَأعظم وأدوم ويقيئون أَكثر وَيكون الْقَيْء بلغمياً وتحتبس طبائعهم حَتَّى لَا يخرج ريح وَلَا غَيرهَا ويدور الوجع فِي أَجْوَافهم ويلتوي وينتقل مَرَّات كَثِيرَة وينبسط وَيَأْخُذ أمكنة كَثِيرَة وتنقبض وَرُبمَا كَانَ الوجع فِي مَوضِع دون مَوضِع أَشد فَأَما وجع الكلى فَلَا يزَال مرتكزا فِي مَوضِع وَاحِد وَإِذا كَانَ مَعَ الوجع فِي الْموضع الْأَعْلَى من مَوضِع الكلتين فَذَلِك دَلِيل بَين على أَنه وجع القولنج فَإِن كَانَ الوجع عِنْد مَوضِع الكليتين وَكَانَ مرتكزاً فِي مَوضِع وَاحِد وَلم يقدر على التَّمْيِيز الصَّحِيح فَانْظُر إِلَى الْبَوْل فَإِنَّهُ فِي ابْتِدَاء وجع الكلى فِي غَايَة الصفاء والمائية كَمَا أَنه فِي الْأَيَّام الَّتِي بعد ذَلِك يرسب فِيهَا نزُول رملي والرجيع من أَصْحَاب القولنج يكون فِي أَكثر الْأَمر خلطاً زجاجياً وَيكون صَاحبه يستريح إِلَى الحقن المرخية أَكثر من أَصْحَاب وجع الكلى وَقد يخرج فِي علل القولنج هَذَا الْخَلْط الزجاجي فيستريح صَاحب ذَلِك من الوجع من سَاعَة قَالَ: وَلِأَن المعي الْمُسَمّى قولن يَمْتَد إِلَى أَسْفَل حَتَّى أَنه رُبمَا بلغ الحالب وَبلغ إِلَى أَعْلَاهُ حَتَّى أَنه يلتزق بالكبد وَالطحَال فَلذَلِك أرى قَول من قَالَ: إِن كل وجع يكون فِي الْبَطن شَدِيدا حَيْثُ اتّفق فِي الْبَطن فَهُوَ وجع القولنج فَهُوَ حق.

قَالَ: وَلَا يُمكن أَن يحدث أَمْثَال هَذِه الأوجاع الشَّدِيدَة فِي الأمعاء الدقاق لِأَن هَذِه الأوجاع إِنَّمَا تولدها عَن ريح غَلِيظَة وَالرِّيح الغليظة تستفرغ من جسم الأمعاء الدقاق سَرِيعا لدقتها ونحافتها وَلَا تستفرغ من الأمعاء الْغِلَاظ لكثافتها ألف ب والأخلاط الْبَارِدَة تتولد من الأمعاء الْغِلَاظ أَكثر وَأَشد لزوجة مِنْهَا فِي الدقاق.

 

(3/61)

 

 

فِي إيلاوس وَقد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات فِي الْبَطن أوجاع أخر شَدِيدَة قد تدهش بتحرك الْقَيْء غَايَة الدهش حَتَّى أَنه يتقيأ رجيعه وَقل مَا يسلم من ذَلِك وَيحدث فِي الأمعاء الدقاق بِسَبَب ورم صلب أَو بِسَبَب سدة تحدث من ثفل صلب. وَقَالَ: الْفرق بَين القولنج والحصى بِكَثْرَة التهوع وعظمه وَهل الْخَارِج بالقيء شَيْء بلغمي أَو مري وَذَلِكَ أَن الْقَيْء فِي علل القولنج أَكثر وَهُوَ بلغمي وَهل الوجع مرتكز فِي مَكَان أَو منتقل فَإِن وجع القولنج ينْتَقل ولشدة الأعتقال يكون ذَلِك فِي القولنج أَشد حَتَّى أَنه يمْنَع الرّيح فضلا عَن غَيرهَا فَأَما من ظهر مِنْهُ فِي الْبَوْل شَيْء يدل على وجع الكلى فَلم يبْق فِي الْأَمر شَيْء الْبَتَّةَ.

أَبُو بكر اعْتمد فِي هَذَا على شدَّة التهوع وَعظم مَوضِع الوجع وَشدَّة احتباس الْبَطن والتخم الْمُتَقَدّمَة وَهل العليل مِمَّن يعتاده إِمَّا ذَا وَإِمَّا ذَا.

3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)

أوجاع القولنج تقال بِالْحَقِيقَةِ إِذا كَانَ حدوثها من بلغم وتقال بالاستعارة إِذا كَانَ حدوثها من خلط مراري. ويستدل على الْحَادِث من خلط مراري أَن العليل تضره الْأَدْوِيَة الحارة ويجد الوجع كَأَنَّهُ ناخس لذاع وَينْتَفع بالأشياء المعدلة المزاج.

أَبُو بكر: يفرق بَين القولنج وَبَين وجع الكلى أَن مَعَ وجع القولنج مغصاُ وانتفاخ المراق وَفَسَاد الهضم والتخم قبل ذَلِك وَاسْتِعْمَال الطَّعَام الغليظ الْبَارِد المنفخ ووجع القولنج يَأْخُذ مَكَانا أَكثر وَأَن يكون صَاحبه ملقى من ذَلِك والوجع من قُدَّام ويتحرك وينتقل وَإِن وجع الكلى يحتبس مَعَه الْبَوْل.

إيلاوس يكون إِمَّا من ورم حَار فِي الأمعاء الدقاق وَيكون مَعَ هَذَا حمى وعطش والتهاب وَحُمرَة اللَّوْن وَإِمَّا من سدة تحدث من ثفل يَابِس صلب ويعرض مَعَ هَذَا تمدد مؤلم وانتفاخ وغشى وَإِمَّا من ضعف الْقُوَّة الدافعة ويتقدمه عدم الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَارِد والخلفة. لي وَالَّذِي من الورم الْحَار يعالج بالفصد والضماد الَّذِي يحلل قَلِيلا قَلِيلا ويسكن الوجع ويلين وَالَّذِي من الثفل يَابِس يحقن بأدهان خَالِصَة فاتره أَولا ثمَّ بالورق وشحم حنظل وقنطوريون. لي ويسقى أَولا دهناً كثيرا من مرقة إسفيذبانج بشحم الدَّجَاج والبط وَفِيهِمَا ملح كثير وشبث وَيقْعد فِي مَاء حَار ويتحرك نعما ثمَّ يحقن بدهن فاتر أَيْضا ويخضخض بَطْنه وَهُوَ منتصب نعما ويعاد ذَلِك مَرَّات ويحقن بحقن حارة.

الْخَامِسَة الْعِلَل والأعراض قَالَ قد مكث وجع القولنج مَرَّات يَوْمَيْنِ وليلتين وَلَا يفتر. ألف ب جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: القولنج لَا يحدث أوجاعه الشَّدِيدَة من الأمعاء الدقاق لِأَن هَذِه الأوجاع تتولد من ريح غَلِيظَة وَهَذِه الرّيح لَا تستفرغ من جسم الدقاق لدقتها. والأخلاط الْبَارِدَة على الكثر تتولد فِي الْغِلَاظ أَكثر وَأَشد لزوجة وَقَالَ: إبلاوس يحدث إِمَّا من ورم الأمعاء أَو لضعف قوتها الدافعة أَو من برَاز صلب أَو ورم وَيلْحق الورم حمى وعطش وتهيج الغثى والألم والضربان فِي الْبَطن وَالَّذِي من ضعف الْقُوَّة الدافعة تعرف من أَنه لَا يتقدمه شَيْء من هَذِه الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرت وَمن أَنه يتقدمه ذرب وَيكون الْبَطن أَيْضا فِي

 

(3/62)

 

 

وَقت حُدُوث الْعلَّة لينًا وَمن أَن الْأَطْعِمَة الَّتِي كَانَ يَتَنَاوَلهَا بَارِدَة وَالَّذِي من سدة من برَاز صلب يعرف بِأَن يكون مَعَه ثفل فِي الأمعاء كثير وقرقرة ونفخة تكون فَوق.

أَبُو بكر يعالج الورم بالفصد والنطول على الْموضع وَضعف الْقُوَّة بالبزور المسخنة والتكميد ليذْهب سوء المزاج وبالأدوية اللذاعة ليضطرها إِلَى ذَلِك وَالْبرَاز الصلب فليعالج بِأَن يحسى الأمراق الدسمة الْكَثِيرَة الْملح ثمَّ يعْطى الصَّبْر.

السَّابِعَة من الميامر: قَالَ: الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع فِي القولنج يجب أَن يكون الْغَالِب عَلَيْهَا المخدرة وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة الشَّدِيدَة جدا الأفيون إِذا احْتمل فِي المقعدة سكن وجع القولنج.

دَوَاء يسكن وجع القولنج عَاقِر قرحاً فربيون مثقالان بزرنيخ وفلفل أَبيض وأفيون من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا زعفران عشرَة سنبل الطّيب مثقالان واعجنهما بِعَسَل وَهُوَ عَجِيب قَالَ جالينوس لشدَّة الوجع وإيلاوس فِي الرجيع يسقى مِنْهُ قدر باقلاة بِمَاء بَارِد وَقَالَ الرّيح إِمَّا أَن تكون مسكنة فِي فضاء الْأَعْضَاء وَإِمَّا أَن تستكن فِيمَا بَين طبقاتها وَهَذَا رَدِيء مؤلم طَوِيل اللّّبْث.

الأول من الأخلاط يغسل البلغم من الأمعاء الْغِلَاظ مَاء عسل الَّذِي قد طبخ فِيهِ القنطوريون والفوذنج الْجبلي والحنظل وَنَحْو ذَلِك قَالَ: الرّيح إِمَّا أَن تكون مستكنه فِي فضاء الأمعاء وَتَكون فِيمَا بَين طبقاتها وَهَذَا رَدِيء طَوِيل مؤلم لابث.

الثَّانِيَة من الْفُصُول: إيلاوس أَكثر مَا يكون عَن ورم الأمعاء.

وَمن السَّادِسَة مِنْهُ: مَا كَانَ من الأوجاع الَّتِي فِي الْبَطن أَعلَى موضعا هُوَ أخف وَمَا كَانَ أغور فَهُوَ أَشد قَالَ ج: مَا كَانَ من الأوجاع الَّتِي فِي الْبَطن مائلاً نَحْو ظَاهر الْجِسْم أخف من الغائر الَّذِي وَرَاء الباريطون.

أَبُو بكر: وَمِمَّا وَرَاء الغشاء فَكلما كَانَ أعمق فَهُوَ أَشد وجعاً السَّادِس من الفضول: الَّتِي من الرّيح غَلِيظَة وأخلاط بَارِدَة وَسُوء مزاج بَارِد لِأَنَّهَا تقطع وتلطف تِلْكَ الأخلاط. لي)

لم أرى شَيْئا أبلغ فِي حل القولنج الريحي من الْحمى وَمن البزور المسخنة وَإِن جلبت حمى سهلت ألف ب تطفئها وَمن حدث بِهِ تقطير الْبَوْل فِي القولنج الْمُسَمّى إيلاوس مَاتَ فِي سَبْعَة أَيَّام إِلَّا أَن يحدث بِهِ حمى فيجرى مِنْهُ بَوْل كثير. قَالَ جالينوس: لَا أعرف السَّبَب فِي ذَلِك إِن حدث هَذَا فليسق القوية الإسخان وليدر الْبَوْل.

إيلاوس وَأَبُو بكر: لم أر شَيْئا أبلغ فِي حل القولنج الريحي من الْحمى فَعَلَيْك البزور

 

(3/63)

 

 

المسخنة فَإِنَّهَا مِمَّا تحل الرِّيَاح وَمَتى جلبت حمى سهلت تطفئتها بعد. قَالَ إيلاوس يتقيأ فِيهِ الرجيع إِذا قرب الْهَلَاك فَلَا يخرج البرَاز من أَسْفَل وَلَو اسْتعْمل أَشد مَا يكون من الحقن حِدة وَيكون فِي الأمعاء الدقاق وَإِمَّا من ورم وَإِمَّا من سدة أَو رجيع صلب يَابِس أَو أخلاط لزجة غَلِيظَة.

السَّابِعَة: إِذا حدث عَن القولنج المستعاذ مِنْهُ الْمُسَمّى إيلاوس قيء وفواق واختلاط الْعقل والتشنج فَذَلِك رَدِيء وَهُوَ دَلِيل سوء. ج: أَلا ينحدر مِنْهُ فِيهِ شَيْء من أَسْفَل الْبَتَّةَ فَأَما الْقَيْء فَلَيْسَ هُوَ بِلَازِم لَهُ دَائِما لكنه يحدث إِذا أشرف العليل على الْهَلَاك فَإِن أشرف عَلَيْهِ بالتهوع تقيأ الرجيع وأصابه فوَاق وَرُبمَا عرض لَهُ تشنج واختلاط ذهن الْمُشَاركَة الدِّمَاغ للمعدة فِي الْعلَّة لِأَن الْمعدة تألم بمشاركة الأمعاء. لي على مَا رَأَيْت هَا هُنَا برد الْأَطْرَاف فِي القولنج دَلِيل على شدَّة الوجع جدا فينجذب الدَّم إِلَى دَاخل ويبرد الظَّاهِر.

الْمَوْت السَّرِيع من كَانَ بِهِ وجع الْبَطن وَظهر بحاجبيه أثار سود كالباقلي ثمَّ صَار قرحَة وَبقيت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي وَأكْثر مَاتَ وَمن كَانَ بِهِ هَذَا الوجع اعتراه كالسبات وَكَثْرَة النّوم فِي بَدْء مَرضه.

كتاب الحقن قَالَ: وَقد يعرض القولنج من الْأَطْعِمَة بَارِدَة وَمن برد الْبَطن بالهواء قَالَ: والأطعمة الَّتِي يتَوَلَّد عَنْهَا مِنْهُ أوجاع شَدِيدَة والتكميد يضر الْعلَّة إِن استعملته مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَذَلِكَ أَنه يهيج الرِّيَاح أَكثر لتحلية الْخط وَلَكِن إِن أزمنت اسْتِعْمَاله حلل مَا لطف وفشه وأراح العليل قَالَ: وَإِن أمكنك أَن تخدر هَذِه الْعلَّة بالحقن فَلَا تخدرها بالأدوية وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة رُبمَا كَانَ الْجِسْم فِيهِ أخلاط رَدِيئَة فأسهلت إسهالاً كثيرا مِنْهَا فَخرجت الأمعاء جراحاً مُنكرَة قَالَ: وَإِن أحتمل حجرا من ملح أطلق الْبَطن فِي القولنج سَرِيعا وَكَذَلِكَ عسل يعْقد مَعَ شَحم حنظل وَمَاء بصل والثوم قَالَ: والقطران ينفع من القولنج نفعا عَظِيما وَإِذا كَانَت معدة العليل قَوِيَّة فَاسْتَعْملهُ وَإِلَّا فاجتنبه وَكَذَا جَمِيع الْأَدْوِيَة القوية فدعها إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة واحقنه بالقطران بِأَن تَأْخُذ مِنْهُ جزئين وَمن الزَّيْت جزاءاً فاحقنه بِهِ فَإِن كَانَ الأمعاء ورم فاحقن بدهن الْحل حرريت وشحم الأوز بالسواء فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِذا كَانَ قبل وجع القولنج ضعف الْمعدة ووجعها فَاسْتعْمل المسهلة فَإِنَّهُ أَجود وَذَلِكَ أَن الْعلَّة ألف ب حِينَئِذٍ عَن الْمعدة.

من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: قَالَ: مَتى كَانَ احتباس الثفل لسدة فِي الأمعاء لزبل قد لحج وصلب فالغرض الأول فِي مداواته تليين صلابة ذَلِك الزبل بالحقن الرّطبَة الدسمة وَالْغَرَض الثَّانِي استفرغه بالحقن الحادة.

 

(3/64)

 

 

أَبُو بكر: إيلاوس يكون فِي المعي الْأَعْلَى والحقن لَا تكَاد تبلغ إِلَيْهِ ولاكن إِذا كَانَ زبل صلب لَا حج فِي الأمعاء فاسقه ماءاً حاراً مَرَّات كَثِيرَة وَيجْلس فِي آبزن وينطل بِمَاء حَار مَوضِع ذَلِك الوجع ليلين اللَّحْم ويسترخي ويلين أَيْضا ثمَّ يحتسى مرقا كثيرا مِقْدَارًا مَا ينتفخ بِهِ فَإِن قاءة أعَاد ذَلِك فَإِذا فعلت ذَلِك فاحقن بعد واسق الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ يخرج ذَلِك الزبل الَّذِي قد لحج.

إان أَكثر ضَرَر الْأَطْعِمَة المنفخة وَالشرَاب الْكثير المزاج بالقولن وَذَلِكَ أَن الشَّرَاب الْكثير المزاج ينْفخ الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْمعدة يسهل حلهَا لسعة الْموضع وَشدَّة حره واستقامة منافذ الرّيح مِنْهُ وَقلة)

تكاثفه وَأما النفخ الْمُتَوَلد فِي الأمعاء وخاصة فِي القولن لَا ينفش سَرِيعا لبرودة هَذَا الْموضع وانعراج خلقته واستدراته وضيق مخرج الرّيح مِنْهُ وتكاثف منافذه. الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة قَالَ: مرق الديكة الهرمة يسهل الْبَطن فَأَما لحومها فَإِنَّهَا على الضِّدّ من ذَلِك. لي وَكَذَا مرق القنابر وَلَا يجب أَن يُعْطي لَحمهَا بل مرقها فَقَط.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إبيذيما: صَاحب القولنج يُسمى إيلاوس إِذا لم تكن مَعَه حمى وَلَا ورم فِي الْبَطن وانتفاخ فَيجب أَن تعلم أَن من شَأْنه إِذا كَانَ ورم أَن يكون مَعَه حمى وانتفاخ فسبيله إِذا لم يكن مَعَه مَا ذكرنَا أَن يسقى خمرًا صرفا مبرداً مُقَدرا كثيرا حِين ينَام وَيحدث لَهُ وجع فِي الرجلَيْن فَإِنَّهُ يفشيه وَقد تحله الْحمى إِذا حدثت وَاخْتِلَاف الدَّم لِأَن هَذِه الْعلَّة تحْتَاج إِلَى مَا ينضجها جيدا وَالْخمر الصّرْف تفعل ذَلِك وَكَذَلِكَ تفعل الْحمى. لي إِنَّمَا سقَاهُ الْخمر مبرداً لِئَلَّا يتقيأه.

الثَّانِيَة من الثَّالِثَة من إبيذيميا: قَالَ: عَلامَة الورم فِي المعي الْعليا فِي إيلاوس دوَام الْقَيْء وقوته وَألا يسْتَقرّ فِي جَوْفه الشَّرَاب فضلا عَن سواهُ وَمَتى تقيأ ذَلِك الرجيع بلاشك فِي المعي الْعليا وَمَكَان المغس والوجع يدلك على مَوْضِعه وَهَذِه الْعلَّة حادة جدا وَإِذا كَانَت خبيثة كَانَ فِيهَا كرب شَدِيد وَبرد الْأَطْرَاف وبقدر عظم هَذِه الْعلَّة يدل على أَن فِي المعي ورما عظمياً فَأَما الْقَيْء والمغس فَهِيَ مُلَازمَة لهَذِهِ الْعلَّة وَالْبَوْل إِن كَانَ حسنا لم يدل على الْخَلَاص وَإِن كَانَ رديئاً دلّ على الْهَلَاك. 3 (الأولى من السَّادِسَة:) 3 (الكلى) الْقَيْء يسكن وجع الكلى والقولنج وَقد يهيج فيهمَا جَمِيعًا لِأَن الكلى وقولن يَشْتَرِكَانِ لِأَن بَينهمَا اتِّصَالًا بالباريطون وَيكون القيءبلغمياً ألف ب لِأَن هَذَا هُوَ الْفضل الْمُتَوَلد فِي الْمعدة على الْأَكْثَر فَإِذا دَامَ وتزيد حدث قيء زنجاري سمي لِأَن الدَّم يفْسد من أجل الأوجاع والسهر وخاصة إِذا امْتنع ذَلِك من الطَّعَام فَيعرض السهر والحمى وَفِي أوجاع الكلى يكون وجع ينحدر إِلَى الرجلَيْن وَكَذَلِكَ لَا يكون فِي القولنج وَهَذَا الوجع يكون

 

(3/65)

 

 

فِي الرجلَيْن لِأَن الْعرق والأجوف والشريان الْعَظِيم تشعبا فَصَارَ إِلَى كل رجل شُعْبَة عِنْد الْقطن يتَّصل مِنْهُ شُعْبَة أعظم شعبها فَتَصِير إِلَى الكلى.)

أبقراط أَصْحَاب وجع الكلى عَن حَصَاة كَانَ أَو غير ذَلِك يصيبهم خدر فِي الفخد الَّتِي من الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْكُلية الْعلية.

الرَّابِعَة من السَّادِسَة: يسكن بهيجان القولنج وَيعود بِسُكُون القولنج إِمَّا لِأَن الوجع الأشد يخفي بِهِ الألين وَإِمَّا لِأَن الْفضل ينْتَقل.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة: نَحن نسقي من علل القولنج إِذا أفرط الوجع وخفنا على العليل الْمَوْت: أفيونا وبنجا وَنَحْوهَا ضَرُورَة على أَن هَذِه الْأَدْوِيَة تبرد ذَلِك الْعُضْو تبريداً قَوِيا فتجعله بعد ذَلِك أسْرع وأسهل قبولا لهَذِهِ الْعلَّة. لي على مَا رَأَيْت فِي الْخَامِسَة من إبيذيميا قَالَ: الْهَوَاء الْبَارِد يحبس الْبَطن لِأَنَّهُ يكثر الْحَرَارَة فِي الْجوف ويدر الْبَوْل وَيكثر نُفُوذ الْغذَاء لِأَنَّهُ يقْصد عضل الْمعدة جدا فيندفع البرَاز إِلَى فَوق كَمَا يفعل عِنْد الْمَنْع بالأرادة وَتصير جملَة المعي الْمُسْتَقيم أضيق وأعسر قبولاً للثفل وَمن هَا هُنَا تعلم أَن الْجُلُوس فِي الآبزن فِي علل القولنج نَافِع جدا إِلَّا أَنه يُرْخِي جَمِيع الْجِسْم وخاصة عضل المعقدة. لي ليبس الطبيعة الدَّائِم والمستعدة لرياح القولنج: خُذ طبيخ التِّين أَربع أَوَاقٍ وامرس فِيهِ لب خيارشنبر بِغَيْر فلوسه أَعنِي عسله وَيصب عَلَيْهِ دهن اللوز زنة دِرْهَمَيْنِ وَيشْرب مِنْهُ اسبوعاً فَإِنَّهُ يذهب اليبس الْعَارِض فِي المعي ويقلعه فَإِن كَانَ مَعَ برودة ريَاح فامرس عسل الخيارشنبر فِي مَاء الْأُصُول وقطر عَلَيْهِ دهن الخروع واسقه وَاسْتعْمل هَذَا فِي الشتَاء.

الثَّامِنَة من السَّادِسَة: القولنج قد يكون من ورم فِي الأمعاء وَمن ريح غَلِيظَة بَارِدَة وَمن خلط بلغمي لزج بَارِد جدا وَمن صفراء أَو خلط حاد أكال وَمن سوء مزاج يغلب على الأمعاء إِمَّا حاراً وَإِمَّا بَارِدًا وَإِمَّا يَابسا وَلَا يكون من رُطُوبَة. لي إِذا رَأَيْت وجعاً فِي نَاحيَة القولن والكلى فَلَا تجزم على أَحدهمَا حَتَّى تنظر فِي الْفُصُول والحصى ينفذ مِنْهَا بَوْل رملي أَو مائي رَقِيق جداّ والوجع إِلَى الناحيه الَّتِي تلِي نَاحيَة الظّهْر وَلَا يبرح والرياح مَعَه وَمَوْضِع الوجع صَغِير كَأَنَّهُ سلاءة وَإِن كَانَ يعْتَاد صَاحبه أَن يَبُول الف ب حَصَاة أَو رملاً فقد صَحَّ ذَلِك ويعمها جَمِيعًا يبس الْبَطن والقيء الأمعاء الْعليا لَا شَحم لَهَا لقربها من الْأَعْضَاء الحارة والسفلي لَهَا شَحم كثير وَلذَلِك)

أَكثر مَا يحدث القولج فِي السّفل لبرد مزاجها.

الْيَهُودِيّ: القولن لِكَثْرَة تردده فِي نواحي الْبَطن يكثر أوجاعه وَذَلِكَ أَنه يَأْخُذ نَحْو الْيَمين قَرِيبا من الكبد ثمَّ يَجِيء إِلَى نَاحيَة الكلى وَإِلَى قُدَّام إِلَى الْعَانَة أَسْفَل مِنْهَا إِلَى اصل الحالب قَالَ: الزبل يبس فِي المعي الْأَعْوَر لِأَن مكثه ميها يطول قَالَ: والصفراء إِذا كثر انصبابها إِلَى الأمعاء يَبِسَتْ الثّقل يبساً قَوِيا فيلبث فِي المعي ومنعت الزبل وَالرِّيح من الأنحدار فَيكون مِنْهُ قولنج رَدِيء قَالَ: وَيكون قولنج من بلغم غليظ لِأَن الأمعاء كلهَا داخلها ملبس بلغم ليغريها حَتَّى لَا ينكبها مُرُور الصَّفْرَاء والفضول الخادة وَإِذا جَاوز ذَلِك

 

(3/66)

 

 

البلغم حَده فِي الْأَكْثَر كَانَ عَنهُ قولنج رَدِيء قَالَ: وَيكون قولنج من ريح نافخة تنفخ بعض الْأَعْضَاء وتنقبض وتستدير فِيهِ وتلفه ضربا من التلفيف وَيكون مِنْهُ الورم وَمَعَ قولنج الصَّفْرَاء غثى وغم وعطش ووجع فِي الْعَانَة حَتَّى كَأَنَّهُ يخس بالسكين وَأما الرّيح فترى الرّيح ينْتَقل وينتفخ وَمِمَّا يخص وجع القولنج الغثيان وَبِه يفرق بَينه وَبَين سَائِر أوجاع الْبَطن قَالَ: وَيكون قولنج من هزال الْبَطن ويبسه وَقلة لَحْمه ورطوبته. وَيكون قولنج من ورم حَار فِي الْبَطن أَو حرارة كَثِيرَة تجفف الزبل جدا وَيكون من يبس الْأَطْعِمَة قَالَ: يجب لمن يحفظ صِحَة نَفسه أَلا ينَام حَتَّى يعرض نَفسه على الْخَلَاء وَلَا يدع بَطْنه يجِف جفوفاً شَدِيدا قَالَ: أَبُو بكر: مَتى نَام وَفِي الْبَطن ثقل يَابِس مُدَّة النّوم كُله صلب وجف لذَلِك جدا وَمَتى كَانَ الْبَطن دَائِما فَفِي الْبَطن ثقل يَابِس عَتيق فتشتد صلابة.

من الطبيعيات للقولنج: أَن يجلس على جلد الذِّئْب وَأَن يشد قِطْعَة جلد الذِّئْب على الْبَطن أَو جلد النمر.

ضماد للقولنج: قَالَ: أَبُو بكر يصلح على مَا رَأَيْت لَهُ: قثاء الْحمار وشحم الحنظل وسقمونيا ولين اللاغية ويعجن بمرار الثور ويطلى قَالَ: وَإِن جفف العلق وَشرب مِنْهُ دانق بِمَاء الشبث نفع من القولنج وَلَا يلاوس وللوجع الشَّديد من القولنج يَجْعَل مَاء حَار فِي إِنَاء ويثقب أَسْفَله ثقباً صَغِيرا وَيرْفَع قامه وينام على قَفاهُ ويهطل على الْموضع الوجع فَإِنَّهُ إِذْ ذَاك عَجِيب جدا وَقد يكون ضرب القولنج من الدُّود وعلاجه مَا يخرج الدُّود. ومرق الهدهد يُطلق القولنج.

الْيَهُودِيّ:)

رَأَيْت خلقا كثيرا خرج مِنْهُم فِي الزبل الْحَصَاة وعالجتهم بدهن الخروع وإيارج جالينوس.

أهرن: كثيرا مَا يسقى للقولنج: ألف ب دهن حل وسكر ويسقى للقولنج المريء الصفرائي إِذا عرض فِي القولنج فِي شَدِيد وعطش ولهيب فاسقه سكنجبيناً مسهلاً متخذاً بسقمونيا أَو مِثْقَال إيارج فَيقْرَأ بأوقيتين من مَاء مداف فِيهِ خيارشنبر ودهن اللوز وَشد عَلَيْهِ مثانة فِيهَا مَاء حَار وَيَأْكُل عسلا وبأقراص إيلاوس وَهِي: حب الكفرس وأنيسون سِتَّة سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة سليخة منقى اثْنَا عشر مر وفلفل وأفيون وجندبادستر دِرْهَمَيْنِ درهمينيدق ويعجن ويقرص القرص من دِرْهَم بِمَاء فاتر.

الطَّبَرِيّ: قَالَ أبقراط: إِن نفع فِي إيلاوس شَيْء فداوم الآبزن والدلك بأدهان حارة وَاتخذ فتائل طوَالًا فِي طول عشرَة أَصَابِع ويطلى بمرارة الْبَقر وَيحْتَمل وَإِن لم يكن يخرج الرجيع فَأدْخل فِي الدبر منفاخاً وانفخ فِيهِ حَتَّى يَمْتَد فِي الأمعاء ثمَّ يخرج وَيتبع سَرِيعا بحقنة وانطل على الْموضع ماءاً حاراً وَشد عَلَيْهِ مثانة فِيهَا مَاء حَار ويشد عَلَيْهِ وَيَأْكُل عسلاً وَيشْرب شرابًا صرفا فَإِن لم ينفع هَذَا فَهُوَ هَالك.

 

(3/67)

 

 

أهرن: وَقد يجِف الثفل وَإِن كَانَت الأمعاء بِحَالِهَا الطبيعة من يبس الْأَطْعِمَة وَيُورث ذَلِك قولنجاً أَبُو بكر قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي تخلف فِي الأمعاء بلغماً كثيرا كالبقول فَإِنَّهَا تورث القولنج البلغمي وَكَذَلِكَ التخم الْمُتَّصِلَة وَأكْثر قولنج النَّاس هُوَ هَذَا النَّوْع من بلغم غليظ وَالَّذِي من ريح ويعرض لَهُم الَّذِي ليبس الزبل من أجل جفاف الْأَطْعِمَة أَيْضا لَكِن أقل من هذَيْن فَأَما الَّذِي يجِف الثفل لِكَثْرَة مَا ينجدر من المرار فَإِنَّهُ قل مَا يعرض وَإِذا عرض فَإِنَّهُ كثير النكاية فِي غَايَة الوجع فَهُوَ رَدِيء جدا وَالَّذِي من الدُّود فَقل مَا يكون وأعلام القولنج: احتباس الطبيعة مَعَ وجع شَدِيد فِي الْبَطن وقيء وارتفاع الوجع إِلَى جَانب الكبد إِلَى الطحال وانهباطه إِلَى الْعَانَة وَالظّهْر وناحية الكلى وَسَائِر أَجزَاء الْبَطن. لي القولنج احتباس من الطبيعة مَعَ وجع شَدِيد وعرق وقيء أَو غثى والوجع فِي مقدم الْبَطن أَشد ويشتد وَجَعه والمغس وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم قَالَ: وَاعْتمد فِي القولنج البلغمي على حب المنتن ودهن الخروع وَمَاء الْأُصُول وَفِي الريحي على البزور المطبوخة والجندباستر وشحم)

الحنظل وليجعل مَعَه عسل وقطران وَإِذا كَانَ الرّيح وَالْبرد قويين فَخذ سكبينجا وجاوشيرا ومقلا وبزر الرزايانج وحلبة وشيثاً وبابونجا واطبخها وَاجعَل على المَاء دهن الْجَوْز واحقنه مَعَ شَحم الحنظل والبورق والجندباستر وَإِن عرض فِيهِ قيء شَدِيد جدا وعطش قوى فاسقه سكنجبينا مسهلا ودع الْمَرَض وَأَقْبل على الْعرض وخاصة الوجع إِن اشْتَدَّ فَعَلَيْك بتسكينه أَولا لِأَنَّهُ يجلب غثيا وَلَا يقربهُ حِينَئِذٍ دَوَاء حَار قوى كالصموغ والبزور لِأَنَّك مَتى ألف ب فعلت ذَلِك عزرت بِهِ لَكِن اعطه فلونيا وَسَائِر مخدرات لينام ويسكن الوجع فَأَما القولنج من الصَّفْرَاء فاحقنه بحقنه لينَة وَأَقْعَدَهُ فِي ابزن واسقه إيارج وخشارشنبر أَو خيارشنبر وَليكن مُفردا زنة اثنى عشر درهما بِمَاء الهندباء واخلط دانق سقمونيا بدرهم إيارج. واعطه من يتَأَذَّى بالقولنج الْبَارِد المعجونات الحارة المسهلة المركبة من البزور الحارة والصموغ الَّتِي تسهل.

أهرن: وجع القولنج ينْتَقل فِي نواحي الْبَطن ووجع الكلى لَازم ووجع القولنج أقصر مُدَّة ووجع الكلى أطول مُدَّة ووجع الكلى قصره الحقن لِأَنَّهُ يضغط الكلى إِذا امْتَلَأت الأمعاء ووجع الكلى يتقدمه بَوْل الرمل ويبول فِي بَدْء الوجع بولاً أَبيض كدرا فَإِذا أَخذ وَجَعه فِي النضج بَال رملا.

قد ينزل من الرَّأْس إِلَى الْبَطن بلاغم كَثِيرَة تورث القولنج قَالَ أَبُو بكر. تعاهدت ذَلِك وابحث عَلَيْهِ لتقطعه إِذا كَانَ.

بولس: أوجاع القولنج تكون إِمَّا من كيموس غليظ بلغمي قد صَار بَين أغشية المعي أَو من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذاً أَو من ورم حَار أَو من كيموس حَار لذاع. لي أومن زبل يَابِس صلب وعلامة الَّذِي من خلط غليظ بلغمي أَن يتَأَذَّى صَاحبه بالمغس والحمى والغثي يتقيئون بلغماً وأخلاط كَثِيرَة ويحتبس بطونهم جدا حَتَّى لَا يخرج مِنْهَا شَيْء وَلَا ريح

 

(3/68)

 

 

وَرُبمَا خرج مِنْهُم شَيْء من زبل منتفخ كأخثاء الْبَقر وتدبيرهم الْمُتَقَدّم تَدْبِير ناجسي وعلامة الريحي أَنهم يحسنون بالامتداد أَكثر من الثفل وَفِي الورم الْحَار يحسون بحرارة فِي الْموضع وَحمى لَيست ضَعِيفَة أَولا ويحتبس الْبَوْل مَعَ الرجيع ويتقيئون أَكثر مَا يتقيئون الْمرة وبهم عَطش وحرقة وضربان فِي الْبَطن شَدِيد وَلَا يفتر وجعهم فِي حَال الْبَتَّةَ كَمَا يفتر فِي الَّذِي قبل سَاعَة بعد سَاعَة وَهُوَ أردى أَصْنَاف القولنج ويتخوف أَن يصير إِلَى إيلاوس. وَالَّذِي من أخلاط حريفة يعرض حرارة وعطش وسهر وَحمى)

ضَعِيفَة أَولا تكون حمى الْبَتَّةَ وَبَوْل حريف وَكَثِيرًا مَا يَخْتَلِفُونَ اخْتِلَافا مرياً وَإِذا أسهلت بطونهم هاج الوجع أَكثر قَالَ: وَأما الْكَائِن من أخلاط غَلِيظَة فَلَا تبادره بالأشياء المسخنة القوية. فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن يحللها إِلَى الرِّيَاح كَثِيرَة بل بِمَا ينضج ويلطف وَعَلَيْك أَولا بِمَا يحدر الزبل وينقي المعي حَتَّى إِذا تنقي فاحقنه بعد ذَلِك بحقنة من زَيْت قد إِلَى فِيهِ البزور وَإِن احْتبست الحقن وَلم يخرج الثفل فعالجه الفتل وتعمل من قثاء الْحمار وشحم حنظل ومرارة الْبَقر ونطرون وَعسل يتَّخذ مِنْهُ شياف طوال طولهَا سِتّ أَصَابِع وَقد يتَّخذ من أصُول الكرنب تجرد نعما وَتَنْفَع بِالْمَاءِ المالح وتطلي المعقدة بعصارة بخور مَرْيَم ألف ب وَإِن دَامَ الوجع حقن بالحقن الَّتِي فِيهَا الصموغ الحارة والقطران وَالْعَسَل وشحم الحنظل وقثاء الْحمار والجندباستر والقنة والجوشير وعصارة السذاب ودهن الخروع وينطل مَوضِع الوجع بدهن الشبث أَو دهن قد طبخ فِيهِ كمون أَو بدهن قثاء الْحمار ويضمدون بأضمدة مرخية ويجلسون فِي الطبيخ الحلبة والخطمى والبلنجاسف والشبث وورق الْغَار وَنَحْو هَذِه ويجلسون أَيْضا فِي زَيْت حَار ويسقون الجندباستر والفلفل فَإِن لم يسكن الوجع فَاسْتعْمل العلاج بالخردل ويجلسون فِي مياه الْحمة ويمتنعون من الْجُلُوس فِي المَاء إِلَّا لضَرُورَة من شدَّة الوجع ويكمد الْموضع وَاسْتعْمل المخدرة آخر الْأَمر إِن لم يجد بُداً حَتَّى إِذا فسر ذَلِك البلغم ونضج قَلِيلا أسهل بالفيقرا وَهَذَا الْحبّ حب مَوْصُوف: فربيون وَحب المازريون المنقي وسقيمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم وَيمْنَعُونَ من الْغذَاء الْبَتَّةَ فِي أول الْعلَّة ثمَّ يَأْكُلُون الْأَشْيَاء الحريفة من الكراس والثوم ويتقيئون بعد ذَلِك التخم ويستعملون الرياضة وَأما الريحي فبرك الْغذَاء وَيُعْطِي البزور ثمَّ تعلق محاجم على الْموضع وَإِذا كَانَ فِي المعي ورم فافصد وَمَتى اشْتَدَّ مَعَه عسر الْبَوْل فصد الصَّافِن فَاسْتعْمل الآبزن بِالْمَاءِ العذب والأضمدة المريخة على الْبَطن ليسكن الوجع وتوضع على الْموضع محاجم. لي ليجذب الْخَلْط إِلَى عضل الْبَطن ويضمد بِهَذَا وَنَحْوه: شمع بابونج دهن ورد دَقِيق باقلي مخ الْبيض يجمع بطبيخ الحلبة ولطيف تدبيرهم ودبرهم تَدْبِير المحموم. وَالَّذِي من خلط حريف فِي الأمعاء يحقتنون بأدهان وألعبة كطبيخ بزر الخطمى وبزر الْكَتَّان وحلبة وشحم الإوز والدجاج وَمَاء الشّعير ولباب بزر قطونا ودهن ورد ويعطون الفيقرا ويستحمون بِالْمَاءِ العذب ويعطون أحساءاً لينَة فَقَط وَيكون جَمِيع تدبيرهم ضماداً

 

(3/69)

 

 

يبرد ويرطب وَإِن اشْتَدَّ الوجع خدر الْحس فَإِنَّهُ فِي هَؤُلَاءِ أَحْمد قَالَ: وَقد يصير كثير مِنْهُم فِي هَذَا الوجع إِلَى الصرع وَإِلَى الفالج فِي القولن.)

قَالَ: وَقد كَانَ طَبِيب يعالج هَؤُلَاءِ بِأَن يعطيهم بِأَن يعطهم الخس الْمبرد يثلج وهندباء وَيَأْمُرهُمْ أَن يكثروا مِنْهُ فَوق الطَّبْع والشبع ويأكلون الْعِنَب والتفاح مبرداً والسمك والأكارع وَاللَّبن وَنَحْوهَا ويسقيهم المَاء الْبَارِد ممزوجاً بخل مبرد بالثلج ويمنعهم كل شَيْء لَهُ حرارة الْبَتَّةَ فأبرأ خلقا كثيرا مِنْهُم وَلم يصيروا إِلَى الصرع والمالنخوليا. قَالَ: إيلاوس وَيكون من تَوَاتر التخم واجتماع الأثقال فِي الْبَطن بَعْضهَا على بعض وَمن السمُوم الَّتِي يسقى الأنسان وَمن الفتوق الَّتِي تنحدر المعي فِيهَا إِلَى الصفن وَمن ورم حَار وليعالج أما الصّبيان فبا المَاء الْحَار والنطول بِهِ والأضمدة والفتل وَأما الرِّجَال فبالقصد وَلَا تُؤخر ذَلِك وعلق محاجم ألف ب كَثِيرَة فارغة على الْبَطن كُله وَيكون على مَوَاضِع الْأَلَم مَعَ شَرط وادلك الْأَطْرَاف ورابطها وَاسْتعْمل الحقن القوية والآبزن فِي الْبَيْت الْحَار والمسهلات القوية وطبيخ الشبث نَافِع لهَؤُلَاء جدا يشربه وَيَأْكُل بعده خبْزًا قد عجن بِمَاء حَار مغلي جدا فَإِنَّهُ يُبرئهُ من سَاعَته وَإِن تقيأ ذَلِك أعادة أبدا وَإِذا عرض هَذَا الْمَرَض من وُقُوع الأمعاء فِي جلد الخصى فنوم العليل على قَفاهُ وَبرد المعي واربطه نعما لِئَلَّا يخرج وحركة وَإِن عرض من السمُوم يقيأ وعالجه بعد ذَلِك علاج السمُوم ويعم وجع الكلى والقولنج احتباس الْبَطن ووجع شَدِيد وقيء وَذَهَاب الشَّهْوَة والمغس وَهِي فِي القولنج أَشد وَيكون الوجع فِي القولنج فِي النَّاحِيَة الْيُمْنَى أَشد ويتصاعد الوجع إِلَى الْمعدة والكبد وَالطحَال ويحتبس الثفل حَتَّى أَنه لَا يخرج وَلَا ريح فَإِن أجهدوا أنفسهم وَخرج شَيْء منتفخ كأخثاء الْبَقر وَأما وجع الكلى فَإِنَّهُ يحس بالوجع لَازِما للكلى وتألم مَعَه الخصية الَّتِي تَحت الْكُلية العليلة وتخدر الْفَخْذ الَّتِي تحاذيها وَقد يخرج فِيهِ من الْبَطن ريَاح وزبل مري وَيكون الْبَوْل نزراً وَفِيه رملية كَثِيرَة وحرقة.

الاسكندر: الْبَوْل من صَاحب القولنج فج والقيء بلغمي والرياح فِي الْجوف كَثِيرَة والوجع فِي مقدم الْبَطن والثنة فَأَما فِي الكلى فالوجع فِي نَاحيَة الخواصر وَنَحْو الأضلاع مائلاً إِلَى الْمُؤخر الظّهْر أَكثر وَإِذا بَال وجده حاراً لذعاً قَالَ القولنج يكون من البلغم الغليظ وَمن الْمرة وَمن الرّيح وَمن ثقل يَابِس وَمن ورم فِي الأمعاء والمعدة أَو الكبد أَو الكلى أَو الكبد أَو الْحجاب أَو وجعها أَو شَيْء مِمَّا يقرب مِنْهُ وَمن التواء الأمعاء قَالَ: لِأَن الَّذِي يكون لورم بعض الْأَعْضَاء قولنج باشتراك. لي رَأَيْت فِي البيمارستان من فلج من قولنج وَيجب أَن تنظر فِي ذَلِك مَا سَببه وَاحْترز مِنْهُ وَقد)

رَأَيْت أعدادا أَصَابَهُم قولنج شَدِيد فلجوا لما برؤا وخاصة فِي الْيَدَيْنِ قَالَ: والثوم عَظِيم النَّفْع للقولنج الَّذِي من خلط بَارِد غليظ وَهُوَ أَكثر مَا يكون وَقد عرفه الْعَوام بالتجربة فَلذَلِك لَا يَحْتَاجُونَ فِيهِ إِلَى طَبِيب قَالَ: وأعطهم البزور الحارة وَلَا تعطهم لَحْمًا حَتَّى يبرؤا فَإِن لم يكن فلحم طير يكون إسفيذباجا وأعطهم اللوز بالعسل والفلفل قَالَ: وَالشرب الصّرْف عَظِيم الْمَنْفَعَة لَهُم جدا ويسخن الْموضع بالدلك

 

(3/70)

 

 

والأطلية والكماد وَمَتى استحموا فَفِي الْحمة فَذَلِك برؤهم بعد أَن تكون كبريتية وَالْمَاء العذب رَدِيء لَهُم أَعنِي اللَّذين بهم ذَلِك من بلغم وليشربوا أَيْضا من مَاء نلك الْحمة فَإِنَّهُ يطْرَح عَنْهُم من البلغم أمرا عَظِيما وَلَا يعاودهم الوجع قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الوجع ألف ب يزِيد فِي التكميذ فَدَعْهُ فَإِنَّهُ يهيج رياحاً قَالَ: والفربيون منجح جدا فاعتمد شربة جَيِّدَة: صَبر فربيون حب القرطم سقمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة اثْنَا عشر قيراطاً جيد بَالغ يطْبخ حب القرطم قَالَ: وَإِيَّاك أَن تقدم على دَوَاء مسهل إِلَّا بعد تَحْلِيل الرِّيَاح وإنضاج البلغم والحقنة ليخرج الثّقل فَإِنَّهُ رُبمَا جلب الدَّوَاء إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَلم يجد منفذاً فَكَانَ لذَلِك الْهَلَاك الْوَحْي. قَالَ: والآبزن نَافِع وَيجب أَن يطْبخ فِيهِ شبث وكمون وكرنب وخطمى وورق الغاروسذاب ومرزنجوش ويلنجاسف.

حقنة عَجِيبَة: صَبر جندبادستر بالسواء عصارة بخور مَرْيَم الرطب نصف أُوقِيَّة أفيون نصف أُوقِيَّة زيتون وشحم أُوقِيَّة احقن بِهِ.

أُخْرَى عَجِيبَة: نطرون إسكندري ثلثا أُوقِيَّة حلّه بِمَاء حَار وزيت يكونَانِ جَمِيعًا ثلثا رَطْل واحقن بِهِ فَإنَّك ترى عجيباً من إِخْرَاجه مَا فِي الْجوف بلغما غليظاً كَانَ أَو ثقلاً يَابسا فَهُوَ عَجِيب لإيلاوس وَقد عجبت مِنْهُ لجودة فعله وخفة مُؤْنَته وَلَا يعد لَهُ فِي هَذَا شَيْء من الحقن وَهَذَا العلاج جيد لإيلاوس.

دهن قد طبخ فِيهِ ميعة وثوم وجندبادستر وَليكن دهن فجل وفربيون ونانخة وجوشير وَمَعْقِل فَإِنَّهُ يبرأ وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر فاحقن بالمخدرات حَتَّى ينَام قَالَ: واجتنب المخدر فِي البلغمي إِلَّا عِنْد الشدَّة والجهد لِأَنَّهُ رُبمَا هلك صَاحبه بِمَا يجلب من شدَّة الوجع بعد وَرُبمَا جعله زَمنا بعد)

ذَلِك قَالَ: وَإِذا كَانَ الدَّاء من مرّة وَكَانَ الْقَيْء وَمَا يخرج رَقِيقا حاراً فَلَا تأبه لذَلِك فَإِنَّهُ مَعَ أَنه يسكن الوجع نَافِع قَالَ: والقيء نَافِع لمن بِهِ وجع القولنج لِأَنَّهُ لَا يدع أمعاءه أَن تفتل ويخفف داءه وَإِن تعاهده لم يصبهُ قولنج قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ فاطل الْموضع بخردل إِلَى أَن يحمر ويتنفط وَلَا تجزع من ذَلِك وَلَا تفعل ذَلِك فِي الإبتداء لَكِن فِي آخر الْأَمر وَالْحَرَكَة وَالْمَشْي والصراع والتقلب جيد لَهُم والأسفار مَانِعَة من أَن يصيبهم قَالَ: وَمن أَصَابَهُم قولنج لثقل يَابِس فأدم حقنة بِالْمَاءِ وَالزَّيْت حَتَّى يخرج واعط الملينات من الأحساء وَمن مرق الديك الْعَتِيق بملح وشبث كثير ويطبخ حَتَّى يتهرا وَيجْعَل فِيهِ البسبايج فَإِن هَذِه تعد الْبَطن للاجابة واللين واحقنه بالنطرون والدهن لي إِنَّمَا يُعْطي المرق والإسهال والحقن المسهلة لهَذَا الصِّنْف فَأَما إِن كَانَ مَعَ القولنج عَطش وقيء وَاخْتِلَاف مري وسهر وَحمى فَإِنَّهُ من خلط حَار فَإِن اضطررت أَن تَسْقِي مَاء شعير فاخلطه بِمَاء كثير واعطه حساءاً مسلوقاً وَنَحْوه من الْبُقُول إِلَّا القرع فَإِن للقرع خَاصَّة فِي توليد القولنج وَيشْرب

 

(3/71)

 

 

المَاء ألف ب ويدع الشَّرَاب وَيكثر مزاجه ويبرد طَعَامه وَشَرَابه ويحقن بِمَاء الشّعير ودهن ورد هَؤُلَاءِ لَا يسهلهم إِلَّا الفيقرا أَو السقمونيا وجلاب سقمونيا وَمَتى ظَنَنْت أَن فِي الأمعاء ورما فَلَا تعط مسهلاً لِأَنَّهُ قَاتل لَكِن عَلَيْك بِالْقَصْدِ وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات شَتَّى فَإِنَّهُ سيعظم نَفعه واحقنهم بِهِ وبدهن ورد وينجو هَذِه فَإِن كَانَ الورم والحمى ليستا بعظيمين فَلَا عَلَيْك أَن تعالجه بدهن البابونج وبزر كتَّان وَنَحْوهَا وَلَا يصب على الْجلد المَاء وَلَا يدْخل الْحمام حَتَّى ينحط الوجع وَإِن سَقَطت الْقُوَّة فعالج علاج الغشي. لي الخيارشنبر جيد للاثفال المتحجرة والقولنج الْحَار يجب أَن يسقى مِنْهُ وينام عَلَيْهِ ليلته وَيشْرب الطبيخ القوى فِي إثره وَإِذا كَانَ فِي الحميات يبس طبيعة شَدِيدَة فَإِنَّهُ يجوز بعد ذَلِك الْمُضَاف فِيهِ.

الْإِسْكَنْدَر: لَا شَيْء خير للثفل الْيَابِس الَّذِي قد سد الأمعاء من الصَّبْر يَجْعَل حبا ويسقى.

مَجْهُول حقنة للقولنج الْحَار: نصف رَطْل من مَاء الهندباء وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من البورق المسحوق وأوقية من دهن بنفسج وَشَيْء من خطمي يحقن بِهِ. لي أَنا أرى أَن يكون بدل ذَلِك مَاء اللبلاب فَإِنَّهُ جيد.

حب جيد للقولنج: شبرم جزؤ سكبينج مثله شَحم حنظل أنزروت نصف نصف جُزْء ينقع السكبينج فِي طلاء)

يَوْمًا وَلَيْلَة ويسحق الْبَاقِي ويعجن بالحمص الشربة خمس حبات وَقد يسْتَعْمل للإسهال فتسهل الْحبَّة مَجْلِسا إِلَى ثَلَاثَة مجَالِس. لي تَدْبِير إيلاوس: يسقى الخيارشبر ودهن اللوز بِاللَّيْلِ وينام عَلَيْهِ إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك عَطش وحرارة وَإِلَّا فنقيع الصَّبْر وَيجْلس فِي الآبزن إِلَى السُّرَّة ويطلى فَم الْمعدة بالطيوب والقوابض لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يُقَوي فَم الْمعدة ويحقن بحقنة فِي غَايَة الْقُوَّة ليذع الأمعاء غَايَة اللذع.

مَجْهُول: إِنَّمَا يكون وجع القولنج من احتباس الرّيح والرجيع الْكثير فِي الْأَعْوَر فيمدد القولن لامتلاء الْأَعْوَر جدا فيوجع الْبَطن كُله قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ الوجع فِي القولنج احْتَاجَ أَن يشرب أَشْيَاء مقوية للمعي كَمَاء السماق وَنَحْوه قَالَ: وَمن الْخَاص لوجع القولنج دهن الخروع أَو نفيع الصَّبْر أَو دهن اللوز وجاوشير.

شَمْعُون قَالَ فِي إيلاوس: ادهن أوصاله كلهَا أَو ادلكها نعما واغمزها بِرِفْق وَلَا سِيمَا فِي مَوضِع الوجع بدهن حَار من فَوق إِلَى أَسْفَل واحقنه بقن قَوِيَّة ثمَّ بمزلفة وَإِن اشْتَدَّ الوجع عَلَيْهِ فاسقه كمونا وسماقا وحركه فِي الْجِهَات الْمُخْتَلفَة بِسُرْعَة وَشدَّة وَإِن أمكن وَلم تكن حِدة فَلَا شَيْء أَجود لَهُ من دهن الخروع على مَاء الشبث وَقَالَ: اسْقِ صَاحب القولنج ملحاً درانيا عشرَة دَرَاهِم قَالَ: الآبزن الْحَار مِمَّا يعظم نَفعه للقولنج فَإِن كَانَ من خلط بَارِد غليظ فاطل الْبَطن أَولا ألف ب عسلاً وبورقا بدلك شَدِيد قبل الطلي ثمَّ أقعده فِي الآبزن واطبخ فِي

 

(3/72)

 

 

مَاء الآبزن ورق الْغَار والمرزنجوش والفوذنج والشبث وإكليل الْملك والجيد أَلا يجوز المَاء مَوضِع الوجع. لي المَاء الْحَار يُرْخِي فيريد أَن يكون لَا يسترخي مَا فَوق ذَلِك الْموضع ليَكُون عوناً على دفع مَا قد احتقن إِلَى أَسْفَل. قَالَ: الْفرق بَين وجع اكلى والقولنج أَن وجع الكلى تسهل الطبيعة بِأَدْنَى حقنة مسهلة وَفِي القولنج لَا.

أَبُو بكر: حب عَجِيب لي يسْرع انحدار القولنج: نصف دِرْهَم شبرم أَو من لبنه دانق تَرَبد نصف دِرْهَم عسل التِّين مثله يجمع وَيجب وَيُعْطِي فِي وَسطه دانق سقمونيا قد دس فِي تينه أَو دانق من لبن شبرم وَتقدم بِأَن تسقيه كَمَا يحس بالوجع خيارشنبر بِمَاء حَار فَإِذا أَتَى عَلَيْهِ ساعتان فاعطه تِلْكَ التينة. لي جوارش للقولنج الريحي: زنجبيل دارصيني خولنجان فلفل دَار فلفل)

جندباستر ورق السذاب بورق نانخة شونيز جوشير سكبينج غاريقون تَرَبد أفيثمون سقمونيا يعجن بِعَسَل التِّين وَيُعْطِي مِنْهُ فَإِنَّهُ يحل الرّيح وَيُطلق الْبَطن.

نطول يُطلق الْبَطن: ضماد يُطلق الْبَطن: اسحق شَحم الحنظل مَعَ مرَارَة الْبَقر واطله على الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل.

شَمْعُون: إِن سقط إِنْسَان على قطنه فَدخلت خرزة إِلَى دَاخل احْتبسَ الرجيع. وعلامته أَن يكون الْموضع منعقداً. علاجه أَن يدْخل الْأصْبع ويشد دفع الخرز إِلَى خَارج وَقد يحتبس من ذَلِك الْبَوْل فَإِن لم ينفع الدّفع فَإِن ذَلِك لورم.

الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا: الْأَعْرَاض القوية لَا يلاوس: الغشي القويء الدَّائِم والمغس والوجع واللاحقة فِي مَا بعد برد الْأَطْرَاف والسهر ويخف وجع القولنج بالقيء ويسكن أَلْبَتَّة بإسهال الْبَطن.

تياذوق: أَنْفَع شَيْء للقولنج الْحَار الخيارشنبر وللبلغمي الْبَارِد الايارج والخروع وَحب السكبينج للريحي الخولنجان طبيخه وَهُوَ نَفسه مسحوق. لي حب للقولنج: يسْرع الإسهال: لب القردمانا يتَّخذ مِنْهُ حب كثيراء الشربة دِرْهَم يسهل على الْمَكَان.

تياذوق: ينفع من القولنج الريحي دلك الْبَطن كُله بدهن قد فتق فِيهِ قنة وطبيخ جندباستر وللبلغمي: فربيون وفلفل وبورق وعاقر قرحاً بطبيخ العاقر قرحاً والفلفل والجندباستر ثمَّ يفتق فِيهِ البورق أريباسوس: ينفع مِنْهُ شرب المَاء وَالزَّيْت قد طبخ فِيهِ شبث كثير يتحسى مِنْهُ حساء كثيرا قَالَ: وَإِذا أدهن الْقَيْء اعط سماقاً وكموناً تياذرق: إيلاوس يقتل إِلَى سَبْعَة أَيَّام إِلَّا أَن يهيج الْحمى فَإِن الْحمى صَالِحَة لَهُ جدا

 

(3/73)

 

 

إِذا كَانَ من خلط غليظ وَكَذَلِكَ لكل قولنج غليظ. قَالَ: وأعراضه الرَّديئَة: ألف ب الْقَيْء المتدارك والفواق)

والكزاز والاختلاط قَالَ: أَدَم المحاجم على أَسْفَل الْبَطن وافصده إِن أمكن. وينفع مِنْهُ أَقْرَاص الْكَوْكَب وشراب الخشخاش قَالَ: والقولنج الَّذِي من ريح غَلِيظَة إِذا شرب مسهلاً فأسهله وجد لذَلِك رَاحَة ثمَّ عطف عَلَيْهِ كَأَن لم يشرب فالتمكيد يسكن هَذَا والاسهال يسكن الَّذِي من الْخَلْط الْفَاسِد الناسب فِي المعي فَإِذا لم يسكن الوجع بالإسهال وَلَا بالكماد وَالْحمام فَذَلِك من ريح غَلِيظَة جدا قد تشبثت فِي طَبَقَات المعي وبرؤه عسر.

فَتِيلَة جَيِّدَة ليوسف التلميذ للقولنج: حقنة للقولنج الَّذِي من ورم إيلاوس: لبلاب وَمَاء ورق الخطمى وَمَاء ورق السمسم وَمَاء ورق النيلوفر ولباب بزر قطونا وطبيخ بنفسج بداف فِيهَا خيارشنبر ويحقن بهَا مَعَ دهن البنفسج. وَقَالَ أَبُو بكر: رَأَيْت كثيرا من القولنج الصعب مَتى قوي الْأَطِبَّاء الحقن وشددوها ازْدَادَ العليل وجعاً والبطن إمساكاً حَتَّى يَمُوت وَقد حدست فِي ذَلِك أَنه لورم فِي الأمعاء وَفِي هَذِه الْحَال إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى حقن مزلقة وآبزن دَائِم ومشربوات ملينة ويستدل على ذَلِك أَلا تكون ريَاح تجول وَلَا تقدم تَدْبِير مُوجب للبلغم.

من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ للقولنج من ريح غَلِيظَة وَيدل على ذَلِك انْتِقَال الوجع فِي النواحي والقراقر بِلَا ثفل. أومن خلط غليظ وَالدَّلِيل عَلَيْهِ ثبات الوجع فِي مَكَان والثفل مَعَ تمدد وَالتَّدْبِير المولد للبلغم أَو من الوجع الْيَابِس وَيدل على ذَلِك احتباس الثفل الْبَتَّةَ والثفل فِي النَّاحِيَة السُّفْلى وَإنَّهُ إِذا تزحر العليل لم يخرج من المعقدة شَيْء لزج كَمَا يخرج من قولنج البلغم فاعط حب السكبينج وأطعمة مَاء حمص بفراخ وشبث وملح كثير واسقه مَاء الْعَسَل الْكثير والزنجبيل والفلفل والدارصيني وإسفيذباجا برغوة الْخَرْدَل وَأكْثر والزنجبيل والفلفل والدراصيني وإسفيذباجا برغوة الْخَرْدَل وَأكْثر فِي ملحه الحلتيت والصعتر والكمون وَاجعَل فِي غذائه الأنجرة والقرطم لِأَنَّهُ يسهل البلغم واخلط فِي طَعَامه من التربد قدر دِرْهَم فَإِنَّهُ جيد جدا وحسه مريا قبل طَعَامه كي يسهل خُرُوج الثفل واسقه دهن خروع بطبيخ حب النّيل وَالْأُصُول والحلبة والبزور الحارة ولتكن فِي الآبزن كرنب وبابونج وفوذنج وورق الْغَار والرطبة والسذاب والشيح وَإِذا خرج مِنْهُ الثفل دهن الْبَطن بدهن الناردين والبان والقسط والزيبق والأقحوان. قَالَ: فَأَما القولنج الصفراوي فيتبعه عَطش ولهيب وتدبير مُتَقَدم يُولد المرار فأسهله بخيارشنبر واللعابات ودهن اللوز وغذه بالبقول)

الْبَارِدَة واسقه شراب البنفسج. واحقنه يحقن لينه معمولة من بنفسج وأصل الخطمى ألف ب وأصل السوس والسلق والبابونج والتين والمخيطة والنخالة ودهن البنفسج والبورق وأسهله بالسقمونيا.

 

(3/74)

 

 

المنجح لِابْنِ ماسوية: قَالَ حقنة جَيِّدَة للريح والبلغم اللزج: كمون نبطي قنطوريون دَقِيق شَحم حنظل لباب القرطم بزر القريص شبث بابونج لوز مر مقشر حب الخروع مقل سكبينج كرنب سلق جندباستر نانخة أنيسون قطران مري. قَالَ: وينفع من إيلاوس الْحَار أَن يحجم على واسقيه ويفصد لَهُ الصَّافِن والباسليق وَيخرج الدَّم قبل سُقُوط الْقُوَّة واسقه مَاء اللبلاب وعنب الثَّعْلَب والخطمي والبنفسج والخيارشنبر ممروساً وَفِيه دهن لوز يلْزم ذَلِك أَيَّامًا وَليكن طَعَامه بقولا بدهن لوز وَشَرَابه من كتاب حنين فيالمعدة حقنة للقولنج الصفراوي: مَاء النخالة أَربع أوراق زَيْت أُوقِيَّة بورق مثله عسل أوقتيان سقمونيا مِثْقَال يحقن بِهِ هَذَا يسهل صفراء. شياقة يحْتَمل للوجع المفرط: يعجن أفيون بعصارة خس وَيحْتَمل هَذِه الشيافة. ج: وَهُوَ جيد خير من أَن يطعم الأفيون لِأَنَّهُ يخدر وينوم وَلَا يخْشَى من مضرته هَاهُنَا يخْشَى إِذا أكل ونفعه أَيْضا أسْرع.

سرابيون: إِذا كَانَ إيلاوس لورم حَار فافصد الباسليق ثمَّ اسْقِ مَاء الْبُقُول مَعَ الخيارشنبر ودهن اللوز الحلو وَإِذا كَانَ الورم بَارِدًا فدهن الخروع مَعَ مَاء الْأُصُول وَالصَّبْر ويضمد الْبَطن ببابونج وإكليل الْملك وحلبة وورق الكرنب وورق الْغَار وبزر الْكَتَّان والحلبة والزبل المتحجر تسْتَعْمل لَهُ الحقن اللينة أَولا ثمَّ القوية والأشياف الْكِبَار وَمن كَانَ بِهِ قيء شَدِيد إِلَيْهِ كموناً وسماقاً بِمَاء الرُّمَّان الْمُتَّخذ بنعنع.

قَالَ: القولنج يكون مَعَه غثيان وقيء واحتباس الزبل ورياح وَإِذا كَانَ القولنج من ورم وَحدث مَعَه حمى ولهيب وعطش وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ من الأخلاط الحادة وَحدث جفاف اللِّسَان وغرزان فِي الإحليل وَبَوْل حاد فاستدل من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. لي غرزان الإحليل لَا يُوَافق وجع القولنج وَيكون غرزان مَعَ انجذاب إِلَى فَوق قَالَ: وَإِذا حدث من بلغم زجاجي كَانَ مَعَه برد الْأَطْرَاف وَكَانَ الوجع دَائِما قَوِيا وَإِن كَانَت ريحًا غَلِيظَة)

كَانَ فِيهِ ذَلِك إِلَّا أَنه لَا ثفل مَعَه ومايبرز من الْجوف يكون شبه أخثاء الْبَقر إِذا حدث عسر الْبَوْل بالأشتراك فاقصد الصَّافِن ثمَّ اسْقِ مَاء الْبُقُول وضمد بالبنفسج وعنب الثَّعْلَب وَإِن كَانَ من أخلاط حريفة فعلاجه باستفراغ ذَلِك الْخَلْط بالأشياء اللينة وبتعديله وبالتدبير المتغش بعد الاستفراغ بسقي مَاء الشّعير ويحقن بالألعبة والشحوم فَإِن لم ألأف ب يسكن فَاعْلَم أَن الْخَلْط كثير يَغْلِبك فاسقه صبرا وسقمونيا حَتَّى يستفرغ بعضه ثمَّ عد إِلَى الأغذية المبردة الَّتِي تبطيء استحالتها فَأَما الْحَادِث من البلغم الغليظ وَالرِّيح فَإِن علاجهما بأدوية ملطفة فاحقنه بالدهن الَّذِي قد طبخ فِيهِ بزور محللة فَإِن احْتمل فزد فِيهِ جندبادستر أَو حلتيتاً وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا وَمنع الحقن فَحَمله شياقة متخذة من شَحم حنظل أَو ملح وَعسل وبورق وسذاب

 

(3/75)

 

 

وامسحه بدهن سذاب فَإِنَّهُ يخرج الرِّيَاح وكمده وينفع نفعا عَظِيما: دهن الخروع بِمَاء الأنيسون والنانخة وَأَيْضًا بحب السكبينج وَهَذَا الْحبّ جيد وَصفته: سكبينج ومقل وقردمانا وبزر السذاب وزنجبيل وَدَار فلفل ثَلَاثَة ثَلَاثَة تَرَبد عشرَة شَحم الحنظل سَبْعَة مقل خَمْسَة يعجن بِمَاء السذاب الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة واسقه من الثوم لِأَنَّهُ يلطف بِقُوَّة ويطرد الرِّيَاح وخاصة دفع القولنج الْبَارِد والحقن الحادة المتخذة من شَحم الحنظل وقثاء الْحمار والقنطوريون وَعسل ومرارة الثور وشبث وبابونج وحلبة وإكليل الْملك واطبخ فِي الآبزن المحللات وامرخ الْعُضْو بالأدهان الحارة وَإِن كَانَ القولنج لزبل يَابِس فَعَلَيْك بالحقن الَّتِي فِيهَا بورق والأمراق اللينة ومرق الديوك وَالْملح وطبيخ التِّين والخيارشنبر والآبزن.

لسابور حقنة للقولنج البلغمي والريحي عَجِيبَة: بابونج إكليل الْملك شبث سذاب باقة باقة سلق حلبة بزر كتَّان حفْنَة حفْنَة بسبايج عشرَة دَرَاهِم وحَنْظَلَة وَعِشْرُونَ تينة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف رَطْل فيداف فِيهِ سكبينج ومقل وجاوشير ووشق دِرْهَم دِرْهَم قنة دِرْهَم جندباستر نصف دِرْهَم ملح هندي بورق دِرْهَم دِرْهَم زَيْت قد طبخ فِيهِ نانخة وقنة ويحقن بِهِ.

حُبَيْش: حب للقولنج قد جرب فَوجدَ جيدا جيدا سريع الإسهال: سكبينج عشرَة إهليلج أصفر خَمْسَة عشر شبرم ثَمَانِيَة جوشير أَرْبَعَة كرفس خَمْسَة يَجْعَل حبا فِي عظم اخمص الْكِبَار الشربة سبع حبات. لي حب: شبرم نصف دِرْهَم كثيراء مثله سكر دِرْهَم يحبب جيد جدا.)

حُبَيْش: ينفع من القولنج حب اللُّؤْلُؤ شبرم وسكبينج بالسواء ويحبب.

يتَقَدَّم القولنج فِي الْأَكْثَر أَن يكون الطَّعَام لَا يستمرأ وَيحدث فِي الْبَطن نفخ لي من كَانَ يسْرع إِلَيْهِ القولنج فليتوق سوء الهضم والنفخ والأغذية الغليظة الْبَارِدَة. لي رَأَيْت القولنج إِنَّمَا يحدث لأَصْحَاب الأمزجة السوداوية فَهَؤُلَاءِ ألف ب طبائعهم أبدا يابسة وَيحدث لَهُم القولنج الْحق أعنى احتباس البرَاز وعلاج هَؤُلَاءِ لحفظ الصِّحَّة: الأمراق الدسمة والأشربة الحلوة وَالْحمام والترطيب فَأَما أَصْحَاب الرطوبات الْكَثِيرَة جدا فَإِنَّمَا يحدث لَهُم من القولنج نفخ غليظ فَقَط ويحفظون مِنْهُ يتْرك الْفَوَاكِه والبقول وَأما المحرورون جدا أَصْحَاب الصَّفْرَاء فَيحدث لَهُم يبس الثّقل فَلَا نفخ وَذَلِكَ لشدَّة الْحَرَارَة فاحفظم بالترطيب والتبريد وَقلة التَّعَب وَأَصْحَاب الْحَرَارَة مَعَ الرُّطُوبَة فابعد النَّاس مِنْهُ.

أَبُو بكر: القولنج مَعَ حرارة يلْزم مُدَّة فَيقطع أَصله وَهُوَ جيد للَّذين طبائعهم يابسة دَائِما: بنفسج يَابِس تين أصفر لحم الزَّبِيب أصل السوس يطْبخ بِمَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث أوراق يداف فِيهِ نصف أُوقِيَّة من لب الخيارشنبر ويقطر عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَيلْزم أسبوعين وَقد يزْدَاد فِيهِ عِنْد الْحَاجة بسبايج وَتَربد وَالَّذين مَعَ برد وريح: أفيثمون تَرَبد وبسبايج وأصول

 

(3/76)

 

 

وبزور تمرس فِيهِ ويسقى مَعَ دهن خروع. لي وَقد يكون قولنج من الدُّود وعلامته أَن يخرج مِنْهُ شَيْء ثمَّ يحتبس الْبَطن دفْعَة مَعَ تساقط مِنْهَا كل سَاعَة فاحقنه لِأَن الدُّود قد نزل فِي الأمعاء السُّفْلى بطبيخ الشيح والنرمس والكندش والعرطنيثا والأترج والنفط والشونيز والحرف وَالْملح الْهِنْدِيّ والبورق واسقه أَيْضا مِنْهَا مَعَ التربد. لي على مَا رَأَيْت إِذا سقيت دهن الخروع فِي عِلّة مَا يضع على يافوخ العليل دهن البنفسج ليرطب رَأسه ويبرد وَيمْنَع البخار من الصعُود إِلَيْهِ وخاصة إِن كَانَ يصدع مِنْهُ وَاعْلَم أَنَّك إِن بردت رَأسه لم يكد يحم وَلَا تعرض لَهُ الْحَرَارَة الحمائية.

اربياسوس دَوَاء يخرج من أَسْفَل رياحاً كَثِيرَة فيخف الوجع جدا من سَاعَته: يدق السذاب ويسحق مَعَ عسل وشونيز وَمر وكمون وتطرون وبخور مَرْيَم وتمسح بِهِ المقعدة ويتحمل بِهِ فِي صوفة فَإِنَّهُ عَجِيب خَاصَّة فِي إِخْرَاج الرِّيَاح وتسكين الوجع. لي على مَا رَأَيْت القولنج المريء هُوَ عرض لَازم لِأَن القولنج المستعاذ مِنْهُ بلغمي غَلِيظَة وعلامته الوجع الشَّديد حَتَّى كَأَنَّهُ يثقب بمسلة وَإنَّهُ تضره الْأَشْيَاء الحارة وينفع بالمغريات والمعدلات.)

أَبُو بكر: لتكن التخم وَذَهَاب الشَّهْوَة من أدل دَلِيل عاى الْفرق بَين القولنج والحصاة.

من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي القولنج هِيَ أَن يكون الوجع كَأَنَّهُ شَيْء يثقب وَيخرج مَعَ الثّقل خلط غليظ وَيكون مَعَه غثي كثير وقيء قَلِيل وَيخرج من الْبَطن ريَاح وَيكون الرجيع منتفخاً يطفو على المَاء وَلَا يستمريء صَاحبه الطَّعَام وَلَا يشتهيه ويجد مغصاً وتمدداً فِي المراق. وَالْفرق بَين ألف ب القولنج والحصاة أَلا يظْهر رمل فِي الْبَوْل وَلَا دم بل تظهر العلامات الَّتِي ذكرنَا خَالِصَة والأعراض الْخَالِصَة بِسَبَب الكلى أَن يكون الوجع كَأَنَّهُ يثقب الْموضع بمثقب وَيكون مَعَه حصر الْبَوْل وَخُرُوج الدَّم والرمل إِمَّا خرج.

السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: يعرض مَعَ عِلّة الكلى والقولنج جَمِيعًا أَن تبطل الشَّهْوَة والأستمراء أَو يكثر الغثي والقيء. لي على مَا رَأَيْت أَنَّهُمَا فِي القولنج أَكثر وَأَشد من كتاب ينْسب إِلَى ج قَالَ: اعْتمد فِي القولنج على النطول والآبزن أَكثر مِنْهُ وعَلى حب السكبينج وعَلى دهن الخروع وَبعد ذَلِك إِن اضطررت إِلَيْهِ يسقى مِنْهُ أسبوعاً كل يَوْم مَعَ الإيارج الْمَعْمُول بِالصبرِ بالعسل حَتَّى يلين أمعاؤه قَالَ: وَهَذَا ينزل الْبَطن الَّذِي لَا ينزله الْأَدْوِيَة وَقد يبس عَن صَاحبه: خُذ قَفِيزا من زبل الْحمام وحزمة شبث ودورقا من المَاء يطْبخ حَتَّى يصير إِلَى نصف رَطْل ثمَّ اسْقِهِ بعد تصفيته مِنْهُ أَو قيتين فَإِنَّهُ لَا يعدل هَذَا شَيْء وَلَا يقرب السّمك الطري والمالح والجبن وَإِيَّاك والشواء واسقه الطلاء أَحْيَانًا وكل طَعَام يَابِس رياحي فَلَا يقربهُ وَعَلَيْك بالرطبة واللينة وقليلة الرّيح.

يمْتَنع الرّيح أَن يخرج من

 

(3/77)

 

 

أَسْفَل وتمنع الجشاء لي أكل رجل أَرْبَعِينَ بَيْضَة مسلوقة فإصابه قولنج شَدِيد فإمره طَبِيب أَن يستف ثَلَاث راحات من ملح مسحوق ويتجرع أَثَره جرع مَاء فاتر وَأمره بِالسُّكُونِ سَاعَة قَصِيرَة ثمَّ يعدو ويتحرك بعد ذَلِك فَجَاءَت طَبِيعَته بِسُرْعَة. لي إِذا كَانَ قولنج ريحي ووجعه يزِيد بالتكميد والحقن بالزور فدعها الْبَتَّةَ واعدل إِلَى تَدْبِير بَطْنه والقيء وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي معدته شَيْء وَليكن بَطْنه مُدبرا بِشَيْء يسخنه وليتم وَلَا يَأْكُل شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَا يشرب ماءا وَلَا سِيمَا الْبَارِد وَمَتى يشرب فليشرب النَّبِيذ الصلب الْقَلِيل فَإِنَّهُ لَا بَأْس بِهِ فِي هَذَا الْموضع وَلَا يزا ل على ذَلِك إِلَى أَن يسكن الوجع فَإِنَّهُ إِذا أدمن الْجُوع والعطش تحللت هَذِه البخارات)

المتولدة من البلاغم الَّتِي فِي طَبَقَات الأمعاء قَلِيلا قَلِيلا بالنضج التَّام وَهَذَا أَجود تدبيرها.

جورجس: إِذا كَانَ الوجع فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ قولنج وَإِذا كَانَ فِي نَاحيَة الظّهْر فَإِنَّهُ وجع الكلى قَالَ: شرب دهن الخروع من الأقربادين الْقَدِيم يسْتَعْمل على هَذِه الصّفة: ليشْرب أسبوعاً فِي الْيَوْم الأول مثقالان.

وَفِي الثَّانِي يُزَاد نصف مِثْقَال وَفِي الثَّالِث ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَفِي الرَّابِع أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَكَذَا فِي الْخَامِس إِلَى السَّابِع وَيشْرب قبله حب السكبينج وَبعد بِشَربَة أُخْرَى والأجود أَن يشرب بعده إيارج فَإِن غائلته تذْهب ومضرته للرأس وَالْعين وَيشْرب على طبيخ بزر الرازبانج والكرفس والخسك والحلبة وبزر الشبث حفْنَة حفْنَة وخولنجان أَرْبَعَة مثافيل يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ فَيصب الدّهن عَلَيْهِ حَتَّى يخْتَلط بِهِ ثمَّ يشرب وَلَا يَأْكُل حَتَّى تمْضِي عشر سَاعَات ألف ب وتفقد جشاءه ثمَّ يتغذى باسفيذباج وبزيرباج وَيشْرب مَاء الْعَسَل وكل يَوْم إِذا شربه فيدلك بعد ذَلِك لثة بملح ليأمن فَسَاده لَهَا وللأسنان. لي إِذا نظرت فِي علل القولنج فجس أَسْفَل السُّرَّة فَإِن رَأَيْتهَا ناتية توجع وخاصة بِقرب الْعَانَة يمنة فمل إِلَى الحقن. فَإِن لم يكن مَا أَسْفَل السُّرَّة منتفخاً وَكَانَ العليل يجد الثّقل فَوق فمل إِلَى المسهلة وَانْظُر أَيْضا فَإِن كَانَت الطبيعة ممتسكة فَاجْعَلْ الحقن بِمَا يُحَرك الأمعاء بِقُوَّة كالملح والبورق وشحم الحنظل وطبيخ الترمس والبسبايج والترمس والتين والقرطم والحلبة وَمَا أشبه ذَلِك وَمَتى كَانَت الطبيعة منطلقة فَعَلَيْك بالزيت الْمَطْبُوخ فِيهِ البزور المحللة للرياح والجندباستر.

حقنة قَوِيَّة فِي تَحْرِيك المعي: حب الشبرم ورق المازريون وقردمانا مقشرة ويخور مَرْيَم وعرطنيثا وقشور الحنظل وشحمه وقثاء الْحمار وَتَربد وبسبايج يطْبخ وَيصب على طبيخه دهن الخروع وَالْعَسَل ومرارة الْبَقر ويحقن بِهِ وَمِمَّا يَنُوب عَن ذَلِك يحل بورق بِمَاء ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. لي لرياح القولنج إِذا لَزِمت الْبَطن مَرَاتِب فَإِذا كَانَت مَعَ حرارة شَدِيدَة فماء الهندباء أَو عِنَب الثَّعْلَب واللبلاب ولسان الْحمل يداف فِيهِ الجندبادستر ويقطر عَلَيْهِ دهن اللوز وَيشْرب وَإِذا كَانَت أقل والطبيعة أَشد فطبيخ التِّين وزبيب منزوع الْعَجم وبنفسج يمرس فِيهِ

 

(3/78)

 

 

الخيارشنبر وَيشْرب فَإِذا كَانَ مَعَ برد قَلِيل فيطبخ التِّين والحلبة والحسك ولب القرطم والبسبايج والأفيثمون يمرس فِيهِ ويسقى بدهن لوز وَإِذا كَانَت ريَاح وَبرد شَدِيد يطْبخ الحاشاا والأفيثمون والحلبة والقرطم والخولنجان)

والدارصبني والبسبايج والتربد والكاشم والأنيسون والنانخة ويمرس فِيهِ الخياشنبر ويسقى بدهن الخروع وَقد يسقى نَقِيع الصَّبْر بالأفاوية وخولنجان ودارصيني وَحب البلسان وَعوده وأنيسون ونانخة ويقطر دهن خروع. لي رَأَيْت فِي أربادين حُبَيْش قانون الْأَدْوِيَة للقولنج الْبَارِد الَّذِي يعلم أَن صَاحبه قد أتخم قبل ذَلِك وَمَعَهُ ريَاح وبلغم من المحللة للرياح والمخدرة والمسهلة السريعة الإسهال وَمن الْأَدْوِيَة الملنية للوجع بالجوهر مِثَاله معجون نَافِع للقولنج ذكره حُبَيْش وأصلحته أَنا: أفيون دانق سقمونيا ربع دِرْهَم حَماما زعفران فلفل نانخة فوذنج قردمانا بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم دِرْهَم وَنصف وَهِي شربة.

معجون وَصفه حُبَيْش يُطلق من سَاعَته ويسكن وجع القولنج: حمام والساذج سنبل مر قسط فلفل أَبيض قردمانا أسارون فوذنج يَابِس نانخة بزر الخشخاش الْأسود فَإِن لم يكن فالأبيض من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم سقمونيا ثَلَاثَة تدق الْأَدْوِيَة وتسحق السقمونيا على حِدة ويخلط نعما وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة ألف ب الشربة الْكَبِيرَة التَّامَّة ثَلَاثَة مَثَاقِيل والمتوسطة مثقالان. لي فَإِن لم يكن رَأَيْت أثر تخم ورياح بل ثفلاً يَابسا واصفر فَركب من المسرعة بالإسهال والمسكنة للوجع مِثَاله: سقمونيا ربع دِرْهَم أفيون دانق رب السوس نصف دِرْهَم يعجن بجلاب. ج: فِي الثَّالِثَة من التَّفْسِير الثَّانِيَة: إِن المرار إِذا انصب إِلَى الْبَطن عرض مِنْهُ اعتقال الطَّبْع. لي من قَالَ إِن الثّقل يجِف بِكَثْرَة الصَّفْرَاء فَيصير قولنجاً فَقَوله فِيهِ نظر وَذَلِكَ أَن المرار إِذا انصب إِلَى الأمعاء جردها نَفسهَا فضلا عَن أَن يتْرك فِيهَا ثفلاً وَإِذا اخْتلطت بالثفل كَانَ إِلَى أَن يرقة أقرب مِنْهُ من أَن يغلظه لَكِن هَذَا القولنج يكون مَتى كَانَت الْحَرَارَة غالبة على الْجِسْم والمرار مائل إِلَى الْعُرُوق وَالْبَوْل فَحِينَئِذٍ يطول بَقَاء الثفل وَيطول بَقَاؤُهُ فيجف لِأَنَّهُ ييبس دَائِما وبكثرة تقلبه فِي الأمعاء يستدير كالحال فِي الْبرد وحجارة الْأَدْوِيَة.

حنين حب لمن يتعاهده قولنج بَارِد: بورق أَحْمَر حلتيت بالسواء يتَّخذ حبا كالباقلي وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة حبتان أَو ثَلَاثًا.

جوارش من كتاب الْمعدة نَافِع من القولنج الريحي والبلغمي فِي الْغَايَة: كاشم زنجبيل فلفل بزر نانخة من كل وَاحِد أُوقِيَّة أفيثمون وآبرنج من كل وَاحِد أوقيتان يعجن بِعَسَل وَيشْرب قدر)

جوزة.

شياقة تسكن الوجع: يحْتَمل أفيون قد عجن بِمَاء الخس أَو يحْتَمل فلونياً فارسية.

الْأَعْضَاء الألمة: داويت قوما بهم وجع فِي أمعائهم بايارج فيقرا وَذَلِكَ أَنِّي حدست أَن هَذَا الدَّوَاء نَافِع فِي هَذَا الوجع فسيقته مِنْهُ قَلِيلا فَلَمَّا أنتفع بِهِ علمت أَن ذَلِك الوجع من

 

(3/79)

 

 

خلط لذاع مدَاخِل لطبقات الأمعاء فَعلمت أَنِّي قد أصبت فِي الحدس زِدْت فِيهِ فبريء فدلني ذَلِك أَنِّي كنت أرى الرجل يتَأَذَّى بِالتَّدْبِيرِ الْحَار وبالأغذية الحارة بالأمساك عَن الطَّعَام ويهيج عَلَيْهِ وَجَعه وَينْتَفع بالأشياء المعتدلة وَكَانَ وَجَعه كاللذع وَرجل آخر كَانَ إِذا أكل أغذية سريعة الهضم تورث عَلَيْهِ فَسَأَلت عَن تَدْبيره قَدِيما فَقَالَ: إِن علني هَذِه أصابتي بعقب دَوَاء مسهل أَخَذته وَإِن الَّذِي دَعَاني إِلَى ذَلِك لذع كنت أَجِدهُ فِي بَطْني فحدست أَن المعي أضرّ بهَا الدَّوَاء. لي كَانَ سقمونيا فَصَارَ يقبل يَجِيئهُ ويتأذى بِهِ لضَعْفه فأطعمته طَعَاما عسر الهضم قَابِضا فبريء بذلك. لي وَذكر لي رجل أَن الثفل لَا يخرج مِنْهُ الْبَتَّةَ إِلَّا بكد وَأَن ذَلِك لَيْسَ ليبسه وَأَنه على الْحَال الطبيعة فِي اللين وَلَيْسَ يخرج فحدست أَنه إِمَّا يكون ناصوراً يمْنَع المعي الوجع من الدّفع أَو بطلَان قُوَّة المعي الدافعة فَسَأَلته هَل يوجعه فَقَالَ: لَا فأشرت عَلَيْهِ أَن يَأْكُل قبل غذائه زيتوناً مملحاً كثيرا ومرياً وسمكاً مالحاً وَأَن يقدم قبل غذائه تينا ً ألف ب قد جعل فِيهِ من لبن النين أَو بورق وقرطم وَأَن يحقن بِمَاء الْملح وبمري فبريء وَلَو لم يبرأ بِهَذَا لحقنته بحقن مسخنة ومرخت بَطْنه ومراقه بالمسخنات لِأَن حس المعي الْمُسْتَقيم كَانَ قد تعطل حِينَئِذٍ وَرُبمَا تعطل هَذَا تعطيلاً لَا يُمكن رده وعلامته أَنه لَا يحس بلذع من شيافة بملح يَدْفَعهَا فَأَما الْحس قَائِما فَإِنَّهُ يبرأ وَقد يحتبس الثفل ليبسه وجهال الْأَطِبَّاء يجهدون أنفسهم فِي إِخْرَاجه فيصيبهم مِنْهُ ضروب القروح والوجع وَالْوَجْه فِي هَذَا الْحَال إِذا أحس الْإِنْسَان بالثفل أَنه لَا يخرج ليبسه فَيجب إِن كَانَ لَا يُؤْذِيه يَوْمه أَن يتجرع مرقة دسمة ويحتقن بدهن حل وَيشْرب شرابًا حلوا وخاصة شراب التِّين فَإِنَّهُ يصلح ذَلِك وَإِن كَانَ الثفل قد حفزه وجهده فليتزحر فَإِذا انْفَتح الشرج دهنه ثمَّ لَا يجْتَهد نَفسه كل الْجهد بل أَخذ آله شَبيهَة الَّتِي تنقي الْأذن بهَا إِلَّا أَنَّهَا أعظم فَيخرج بهَا الثفل الشَّيْء بعد الشَّيْء وَيزِيد شَيْئا فِي الدّفع والتزحر حَتَّى يخرج مَا وَرَاء ذَلِك أَولا أَولا فَإِن وَرَاء ذَلِك)

الْيَابِس لَا محَالة ماهو أرطب مِنْهُ وَمن يَعْتَرِيه ذَلِك فَليَأْكُل دَائِما الأمراق الدسمة وَيشْرب شرابًا حلواً وَأكْثر مَا يعتري لمن ينَام وَفِي أمعائه ثفل فِيهِ يبس فليجهد نَفسه فِي إِخْرَاجه وَلَو قبل اللَّيْل فَإِنَّهُ مَتى نَام عَلَيْهِ أصبح من غَد وَهُوَ شَدِيد اليبس مؤذ وَإِذا أحس بِهِ فليشرب من ليلته شرابًا كثيرا ويتحسى شَيْئا دسماً.

الْأَعْضَاء الألمة الثَّانِي: إِنَّه مَتى كَانَ الوجع فِي القولنج شَدِيدا جدا مبرحاً مَعَ عَلَامَات القولنج فَإِنَّهُ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَمَا كَانَ أخف فَهُوَ سَبَب ضَعِيف أَو فِي الأمعاء الدقاق يكون. لي يجب من هَذَا إِذا رَأَيْت الوجع قَوِيا أَن يفزع إِلَى الحقن مُنْذُ أول الْأَمر فَإِذا رَأَيْته خَفِيفا أَن تسقيه المسهلة وَأَنا أَحْسبهُ أَنه إِذا كَانَت الْحَرَكَة للغثي شَدِيدَة فَإِن البلية فِي الأمعاء الْعليا بالضد.

السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الطبيعة إِن لانت فِي عِلّة القولنج فَإِن الَّذِي يخرج إِنَّمَا هُوَ الثفل رياحي منتفخ كأخثاء الْبَقر. لي من هَهُنَا يعلم أَن جالينوس يُسَمِّي هَذَا المعي بِهَذَا الأسم وَإِن لم تكن الطبيعة مَعَه ممتسكة.

 

(3/80)

 

 

الميامر التَّاسِعَة: هَذَا الدَّوَاء يبطل القولنج الريحي البية: زنجبيل قضبان الذاب قشور الغرب بِالسَّوِيَّةِ تمر لحيم مثل الْجَمِيع يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال حَتَّى يبْقى ثلث المَاء ويسقى أَيْضا ثلثه ويعاد الطَّبْخ وتجدد الْأَدْوِيَة كل مرّة. وينفع مِنْهُ جدا المعجونات المركبة من المخدرة والمحللة للرياح والمنضجة والمقوية لللأعضاء الْبَاطِنَة كدواء فيلن وَهَذَا دَوَاء بسيط: أفيون جندبادستر اسطوخدوس دارصيني قشر اليروج فلفل صَبر يعجن بِعَسَل جيد بَالغ وَيتْرك صَاحبه الْعشَاء الْبَتَّةَ ويتغذا بِمَا يسْرع الهضم. لي على مَا رَأَيْت فِي التَّاسِعَة من الميامر: اسْقِ فِي وجع القولنج الصعب والمخدرة ألف ب وامنع الْأكل وَالشرب وليطل النّوم فَإِن الْخَلْط سينضج وَيبْطل الوجع الْبَتَّةَ.

مَجْهُول قَالَ: ليَدع صَاحب القولنج الحامض والقابض الْبَتَّةَ.

من الأقربادين الْقَدِيم: رَطْل شراب ريحاني عَتيق لَا حلاوة لَهُ وَلَا مرَارَة بل مر الطّعْم مطبوخ يلقِي فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم)

من الفلفل وَثَلَاثَة دَرَاهِم من الخولنجان وَخَمْسَة عشر درهما من ورق الغرب الطري ويطبخ حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث بعد أَن ينقع فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم فَإِن لم يفعل فَلَا بَأْس ويسقى مِنْهُ مثل مَا يسقى من السكنجبين والجلاب.

فليغربوس: لَا شَيْء أَنْفَع لإيلاوس من هَذِه الأقراص وَهِي: بزر كرفس أنيسون سِتَّة سِتَّة مر فلفل أفيون جندبادستر دِرْهَمَانِ أفسنتين أَرْبَعَة دَرَاهِم دارصيني سَبْعَة دَرَاهِم يَجْعَل أقراصاً الشربة نصف دِرْهَم.

تجارب البيمارستان: إِذا احقنوا أَصْحَاب القولنج أداموا ذَلِك حَتَّى يخرج ثقل لين وَلَا يخرج شَيْء صلب وَإِذا رَأَوْا غثياً واعتقال طبيعة بَادرُوا إِلَى أدوية القولنج. لي رَأَيْت امْرَأتَيْنِ ورجلاُ قد اعقلت طبائعهم أَيَّامًا كَثِيرَة وَاشْتَدَّ بهم الغثي والقيء ويتجشوا جشاءاً منتناً غَايَة النتن وتخلصوا وبرأوا مِنْهُ إِلَّا أَنه كَانَ يتعاهدهم بعد ذَلِك وَأما سَائِر من رَأَيْت فِي غير البيمارستان فماتوا وَمن هَؤُلَاءِ امْرَأَة وَرجل حَقنا بحقنة فِي غَايَة الْقُوَّة وَمن عادتي اسْتِعْمَالهَا فِي هَذَا الوجع فنجوا.

قولونوش: الحمول الَّتِي تخرج الرِّيَاح: يسحق السذاب مَعَ عسل حَتَّى يصير كالخلوق وَيجْعَل مَعَه مثل نصفه من الكمون وربعه من النظرون ويتخذ إِن شِئْت شيافا وَإِن شِئْت بللت فِيهِ صوفة وتستدخل فَإِنَّهُ يخرج رياحاً كَثِيرَة ويستريح إِلَيْهَا الْمَكَان.

أَبُو بكر: قَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن شَحم الحنظل يسرعه مَا هُوَ عَلَيْهِ من الإسهال يسْبق فَيخرج من الْجِسْم قبل أَن يحدث فِيهِ فعل الْمرة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يصلح لما يحْتَاج إِلَى إسهال سريع فليعتمد عَلَيْهِ وعَلى حب قندس.

 

(3/81)

 

 

أَبُو بكر: حب أَبيض يسهل سَرِيعا: قندس ثَلَاثُونَ حَبَّة منقاة بشحم نظل دانق وَهِي شربة وَاحِدَة.

مُفْردَة ج: خرء الذِّئْب كَانَ رجل يسْقِي أَصْحَاب القولنج إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم فِي وَقت قُوَّة الْعلَّة وَقبل)

النّوبَة ليدفع النّوبَة فَرَأَيْت قوما سقوا فبرأوا وَلم تعاودهم الْعلَّة أصلا وَمن عاوده مِنْهُم عاوده مِنْهَا شَيْء ضَعِيف وَفِي مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يَأْخُذ الْأَبْيَض من خرء الذئاب فَإِنَّهُ دَلِيل على أَنَّهَا كَانَت نَالَتْ من الْعِظَام ورئي قطع من الْعِظَام وأعجبني مَا رَأَيْت من فعله أَنه يقمع بِالتَّعْلِيقِ من خَارج بِأَن علق على خاصرة العليل بخيط صوف وأجوده الَّذِي يكون مِنْهُ قطع عِظَام فِي وسط الزبل وَكَانَ ألف ب يخلط بِهِ ملحاً وفلفلاً ليغير رِيحه وطعمه فَكَانَ من سقَاهُ للاحتراس إِمَّا أَن لَا يعاوده وَإِمَّا أَن يعاوده لضعف فِي مدد طوال وَأما أَنا فَجعلت مِنْهُ فِي حق فضَّة قدر باقلاة وَجعلت للحق عروتين وعلقته فَكنت أعجب من النَّفْع بِهِ وَأما ذَلِك الرجل فَكَانَ يَقُول يَنْبَغِي أَن يشد فِي جلد إبل ويجر أَن يكون تَعْلِيقه بخيط صوف من كَبْش قد افترسه الذِّئْب فَإِنَّهُ يكون أبلغ وأنجح مرق القنابر نَافِع لأَصْحَاب القولنج إِذا أدمنوه وَيدْفَع نوبَة الْعلَّة وليطبخ مَاء وملح وشبث وَكَذَلِكَ مرق الديكة الهرمة قَالَ: وَقد جربت مرق القنابر فَوَجَدته بليغاً. الزَّيْت جيد إِذا احتقن بِهِ القولنج الْعَارِض من وجع الأمعاء وَمن الرجيع الْيَابِس. د: لمن يتَأَذَّى بالقولنج من يبس الطبيعة: يُؤْخَذ لب القرطم ونطرون فَيدق ويعجن بِالتِّينِ ويؤكل السذاب إِذا طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ كَانَ جيدا للنفخ والقولن وَنفخ الرَّحِم.

بولس: من النَّاس من يقتل الزيبق ويخلطه بالمسهلة ويسقيه فِي إيلاوس لِأَن شَأْنه أَن يُحَرك المعي بِقُوَّة قَوِيَّة جدا.

أَبُو بكر: يشرب الزيبق بسحج وينقلب لشدَّة فعله.

مَجْهُول: اسْقِ صَاحب إيلاوس إِذا لم يكن ورم بعد سقِِي الأمراق زبيقاً قدر أُوقِيَّة فَإِنَّهُ يثقله وَلَا يزَال يدافع الإلتواء وَغَيره حَتَّى يخرج ويتحسا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يخرج مَعَه.

ابْن ماسويه وَابْن ماسه: إِن شرب مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء حَار أطلق القولنج وأدر الرّيح وَيشْرب بعد سحقه نعما فَإِنَّهُ عَجِيب الكمثرى يُورث الأكثار مِنْهُ القولنج بِخَاصَّة فِيهِ وَكَذَلِكَ الكمة تورث القولنج.

ابْن ماسويه:)

الكراث النبطي مَتى طبخت رؤسه مَعَ دهن القرطم أَو شيرج نفع من وجع القولنج وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعَ دهن اللوز الحلو وَقَالَ اللوز الحلو نَافِع للقولنج.

ابْن ماسه: السكر الْعَتِيق مَتى شرب مَعَ دهن لوز حُلْو منع من كمون القولنج وَقَالَ: السذاب خاصته تَحْلِيل القولنج من القولن.

أَبُو جريج وَابْن ماسويه: السكبينج نَافِع من القولنج.

 

(3/82)

 

 

القلهمان: الصَّبْر يحل الرِّيَاح ويسهل وخاصة مَتى وضع مَعَ الأفاويه.

أَبُو بكر: الإيارج للقولنج جيد جدا.

جَوَامِع أغلوقن. مَتى عَالَجت الرّيح فِي المعي بحقنة البزور المطبوخة فِي الزَّيْت والكماد والمحاجم واضطررت فاعط المخدرة فَإِن كَانَ النفخ فِي المعي الْعليا فاسقه الفلونيا وَإِن كَانَ فِي الْغِلَاظ فاحقنه بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة. لي على مَا فِي السَّادِسَة من مسَائِل إبيذيميا: قد يكون وجع فِي الأمعاء شَبيه خلط لذاع ينصب إِلَيْهَا لوجع القولنج علامته أَلا تجيب مَعَه الطبيعة وَأَن يخرج من الْبَطن أَشْيَاء حريقة لذاعة فاحقن هَؤُلَاءِ بِمَاء الْعَسَل وَنَحْوه حَتَّى تنقي الأمعاء ثمَّ احقنهم بشحم الماعز وَنَحْوه ليغريه وأطعمهم السماقية وَنَحْوهَا مِمَّا ألف ب لَا يسْرع الْفساد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ برؤهم وَإِن أردْت برءاً تَاما فابحث من أَيْن ينصب ذَلِك الْخَلْط ثمَّ اقصد لَهُ.

أَبُو بكر: انْظُرُوا أبدا فِي أوجاع الْبَطن هَل الطبيعة محتبسة فَإِذا كَانَت محتبسة فَلَا تقصد إِلَّا لَهَا وَإِذا لم تكن كَذَلِك فتفقد الْحَال فِيمَا يخرج وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِهِ واعمل بِحَسب ذَلِك فَإِنَّهُ قد يعرض أوجاع فِي قولن من ورم فِيهِ أَو من ريح غَلِيظَة بَين طبقته أَو خلط حَار لذاع مستكن فِيهِ أَو سوء مزاج حَار أَو بَارِد وخاصة سوء مزاج بَارِد شَدِيد فِيهِ.

صنوف القولنج على هَذَا: إِمَّا لثقل يَابِس أَو لورم حَار أَو صاب أَو لبلاغم غَلِيظَة زجاجية أَو لريح غَلِيظَة أَو لخلط حاد لذاع ينصب إِلَيْهِ وَهُوَ مستكن فِيهِ أَو لسوء مزاج بَارِد عرض لَهُ كالحال عِنْد شرب النَّبِيذ الحامض أَو الْكثير المزاج أَو لسوء مزاج وَمَا أقل مَا يكون هَذَا.

روفس: أوفق الْأَشْيَاء للامعاء السفلي السذاب.)

ورق السذاب مجففا خَمْسُونَ درهما لوز مقشر عشرَة دَرَاهِم أفيثمون مثله بورق مثله تَرَبد مثله عسل كالجميع يُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة وخاصة يعقب الْأكل للأغذية الغليظة.

أَبُو بكر: كَانَ رجل يُصِيبهُ وجع فِي بَطْنه الْأَسْفَل لَا يسكن عَنهُ حَتَّى يتقياً شَيْئا حامضاً فحقنته بِمَاء الْعَسَل مَرَّات وألزمته جيلايا فبريء وَذَلِكَ أَنه قد يكون فِي الأمعاء وجع من رطوبات إِمَّا حارة حريقة وَإِمَّا حامضة مشوية بهَا فَيجب أَن يغسل أَولا ثمَّ تعدل وعول فِي الحامضة على مَاء الْعَسَل وَفِي الحريفة على مَاء الشّعير. ج. فِي الأولى من الأخلاط: إِن هَاهُنَا أَشْيَاء يحْتَمل فَتخرج الرِّيَاح من الْجوف.

أَبُو بكر دَوَاء نَافِع للقولنج لِأَنَّهُ يكثر الرِّيَاح ويسكن الْقَيْء ويسهل الْجوف ويجلب النّوم: خُذ فلفلاً وأنيسونا ونانخة ومصطكى وَدَار صينياً وقرنفلاً من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم كثيراء نصف دِرْهَم سقمونيا ربع دِرْهَم أفيون دانق وَهِي شربة.

جوارش النارمشك من كتاب أهرن يُطلق الْجوف وَيحل النفخ بليغ جدا: سقمونيا

 

(3/83)

 

 

فلفل زنجبيل دَار فلفل سِتَّة سِتَّة قرفة نارمشك هيل بوا ثَمَانِيَة سكر أَرْبَعُونَ درهما وَمِمَّا ينفع من القولنج جوارش السفرجل المسهل قَالَ أَبُو بكر: كَانَ جَار لنا بِهِ عِلّة حادة فسقي مَاء الشّعير والبقول أَيَّامًا فبريء وَحدث بِهِ وجع فِي أَسْفَل السُّرَّة فَكَانَ لَا ينَام لَيْلًا وَلَا نَهَارا ويتكئ عَلَيْهِ رجل جلد فيشيله كَأَن تَحْتَهُ شَيْء يدافعه بأعظم قُوَّة وَكَانَ مَاؤُهُ كَالدَّمِ فسقي مَاء الشّعير وَنَحْوه فَاشْتَدَّ وَكَانَ لَا يخف وَلَا يسكن بالتكميد وَكَانَت ألف ب الطبيعة مَعَه لَا تجيب إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو خَمْسَة وَكَانَ لَا يخرج إِلَّا شَيْء لزج لين وَكَانَ الوجع يَنُوب بِاللَّيْلِ وَبِالْجُمْلَةِ بعد الطَّعَام بِخمْس سَاعَات وَنَحْوهَا حَتَّى كَانَ العليل لَا يَأْكُل خوفًا من الوجع وعولج بالحقن وَجَمِيع مَا يعالج بِهِ القولنج فَلم يسكن فأعطيته من التربد أَرْبَعَة دَرَاهِم خَمْسَة من البسايج وطحنه برطل مَاء حَتَّى صَار ربع رَطْل وصفيته ومرست فِيهِ خيارشنبر عشر دَرَاهِم وسقيته وَجعلت غذاءه ثَلَاثِينَ درهما من الشيرج وَثَلَاثِينَ درهما من السكر واتخذت لَهُ حبا من الصَّبْر وشحم الحنظل والسقمونيا والسكبينج فَكنت أعْطِيه مِنْهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار كلما هاج كالحمص ثَلَاث حبات وَأكْثر فبريء وأصابه سحج خَفِيف فعالجه حَتَّى بَرِيء وَكَانَ إِذا هاج بِهِ)

الوجع يخْفق بَطْنه خفقاً شَدِيدا حَتَّى يمسك بَطْنه رجل جلد بِقُوَّة وَإِلَّا أَشْتَدّ صياحه وَهَذَا الخفق أرَاهُ يعرض فِي القولنج الريحي كثيرا.

روفس فِي كتاب إِلَى الْعَوام: بَين أوجاع المفاصل وأوجاع القولنج تشبه حَتَّى أَن قوما كَانَت بهم أوجاع المفاصل أَصَابَهُم قولنج قَاتل وَقوم مِمَّن يعتريهم القولنج أَصَابَهُم وجع المفاصل فبرأوا وَذَلِكَ يكون لِأَن الرطوبات إِذا انصبت إِلَى المفاصل يبس البرَاز كَانَ بالعلوي قولنج ريحي وَكَانَت طَبِيعَته قد أَتَت فِي يَوْمه وبالأمس مَرَّات كَثِيرَة والوجع فِي الْبَطن شَدِيد فَأمرت بدلك بَطْنه باليابس ثمَّ يدهن الناردين ويكمد بعده بخرق مسخنة وسفي فلونيا فبريء وَكَانَ بِرَجُل مثل ذَلِك فِي سفر فمرخته بدهن بزري مسرجة وسقيته كروياً فصح فتفقد هَذَا الْبَاب مَاء عسل ينفع إِذا لم يكن كثير الطَّبْخ. ج يذكر بِالْفَصْلِ الَّذِي أَوله: إِن أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة حُبْلَى فاسقها عِنْد عشائها مَاء عسل وَلذَلِك لَا أَظن أَنه شراب جيد فِي القولنج الريحي أَن يسقى الشَّرَاب الصّرْف الصلب الْقَلِيل وَإِمَّا الأفاويه والبزور. لي الْفرق للقولنج التخم الْمُتَقَدّمَة وسل عَن السَّبَب البادي وَعَن العليل أَي شَيْء كَانَ يتَعَاهَد مِنْهُمَا وَمَوْضِع الوجع أوسع وَأكْثر وينتقل والغثى والقيء أَشد وَسُقُوط الشَّهْوَة والجشاء والقراقر والنفخ وَلَا تحرّك المسهلات الْخَفِيفَة بَطْنه وَالْبَوْل فج وَرُبمَا كَانَ غليظاً وَلَا يكون فِيهِ قبل ذَلِك رمل فِي الكلى لَا يخف الوجع على الوجع بل يزِيد وَيكون فِي جَانب وَاحِد وَيكون دَقِيقًا غائراً عنيفاً وَلَا ينْتَقل بِسُرْعَة بل كَأَنَّهُ ينْتَقل قَلِيلا فِي كل يَوْم أَو سَاعَة شَيْئا قَلِيلا إِلَى أَسْفَل وَالْبَوْل مَعَه غَايَة

 

(3/84)

 

 

الصفاء وَرُبمَا احْتبسَ وَأَقل وَرُبمَا خرج دم وَحِينَئِذٍ لم يبْق شَيْء وتضره الحقن ألف ب وَفِي الكلى مري والقولنج بلغمي هُوَ أَكثر وَإِذا كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر نظن أَنه فِي الكلى وَإِذا كَانَ يتَأَذَّى إِلَى السَّطْح الْجِسْم حَتَّى يحس العليل بألم عِنْد غمز المراق فقولنج وَإِذا كَانَ نَاحيَة الْعُنُق وَالظّهْر فَفِي الكلى وخاصة إِن كَانَ فِي الْجَانِب وامتدت وتقلصت الْبَيْضَة من ذَلِك الْجَانِب وَجرى أَمر الْبَوْل على غير اسْتِوَاء وَإِن كَانَ الوجع أَولا فَوق مَوضِع الكلى ثمَّ صَار هُنَاكَ فقولنج وخاصة إِن سبقت تخم ووجع فِي السُّرَّة ظَاهر والغثى وَجَاء وجع فِي الْموضع الْمَشْكُوك فِيهِ وَإِن هاج الوجع أَولا فِي العمق أَسْفَل مَوضِع الكلى فِي جَانب ثمَّ هاج الغثى وانعقال الْبَطن فَفِي الكلى وَمَتى رَأَيْت الرِّيَاح فِي الْبَطن فَهُوَ القولنج وَإِن كَانَ احتباس الْبَطن شَدِيدا أبدأ حَتَّى)

لَا يخرج الرّيح فضلا عَن غَيرهَا فَهُوَ القولنج وَعظم مَوضِع الوجع وَإِلَّا يكون فِي مَوضِع الكلى دَلِيل على القولنج وَإِذا كَانَ الوجع مرتفعاً إِلَى أعالي الْجوف وَينزل إِلَى أسافله ويوجع المراق فَهُوَ قولنج ووجع الكلى صَغِير الْموضع لَازم لَا يفتر وَلَا يَدُور ووجع القولنج يشبه المغس يَدُور ويفتر ووجع الكلى أطول مُدَّة من وجع القولنج وَرُبمَا بَقِي ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى ينزل حَصَاة ووجع القولنج فِي الْأَكْثَر فِي الْأَيْمن والكلى فِي جَانب وتألم مَعَه الخصية الَّتِي فِي حذائه ويخدر لذَلِك الْفَخْذ ويقل الْبَوْل والرجيع مري وَيكون قَلِيلا وَكَذَا الْقَيْء وَإِن كَانَت فِيهِ حرقة أَو الرمل أَو دم فَلم يبْق شَيْء ووجع القولنج والثنة فِي مقدم الْبَطن والكلي وَإِذا كَانَ الوجع فِي الخواصر وَنَحْو الأضلاع مائلاً إِلَى الظّهْر وَالْبَوْل محرق لذاع ووجع القولنج يخف بالقيء ويسكن بالإسهال ووجع الكلى إِلَّا فِي وجع الكلى يفرق مَوْضِعه.

الأسكندر فِي الْمعدة قَالَ: ضمد يَنَالهُ القولنج فتألم معدته من أجل الْمُشَاركَة بَينهمَا وَبَين الأمعاء حَتَّى تنجلب إِلَى الْمعدة الأخلاط بالمر والزعفران وَالصَّبْر والمصطكي وعصارة الأفسنتين والميعة والشحم ودهن الناردين بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ ضماداً فليغربوس فِي رِسَالَة فِي القولنج قَالَ: للقولنج الْبَارِد بعد التكميد احقن بِمَا يخرج الثفل فَإِن لم يسكن الوجع فاحقن بطبيخ الشبث والحلبة والخطمى والإكليل وبزر الْكَتَّان والبابونج يطْبخ ويمرخ بشحم إوز ويحقن بِهِ وَهَذَا يصلح للذع الأمعاء وَإِن احتجت إِلَى إسخان الْجوف فاطبخ سذاباً فِي دهن واطرح عَلَيْهِ من الفربيون يَسِيرا واحقنه واسق طبيخ الأنيسون والبطراس اليون والكمون واغذه أغذية كَثِيرَة التوابل والفلفل والدارصيني واعطه الثوم فَإِنَّهُ بليغ جدا واطبخ فِي الآبزن شبثاً وإكليلاً وضمد مَوضِع الوجع بِمثل هَذِه وَبِمَا يسخن أَكثر إِن احتجت وَمن أحس بحرقة وَشدَّة عَطش وحرارة ألف ب وَاخْتلف صفراء فاسقه ماءاً بَارِدًا وتوقه فِي الآخرين واعط هَؤُلَاءِ أغذية بَارِدَة عسرة الْفساد وتوقيهم الشَّرَاب وَأما أُولَئِكَ فَلَا تسقهم وَرُبمَا حَقنا هَؤُلَاءِ بدهن ورد وَنَحْوه.

 

(3/85)

 

 

ابْن ماسويه: الَّذين تسقيهم دهن الخروع ويحتاجون إِلَى الآبزن لَا تقدهم فِيهِ حَتَّى ينحدر الدّهن عَن معدهم لِأَنَّهُ يجلب غثياً فَيَقْذِفُونَهُ وَإِن كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة فامرخ الْموضع بعد الْخُرُوج من الْعلَّة بدهن قسط)

وَنَحْوه وضع عَلَيْهِ أضمدة محللة للرياح القوية وَبدل دهن الخروع دهن الفجل أَو دهن القرطم مَعَ دهن لوز مر.

عَلامَة القولنج الصفراوي: قيء صفراوي وعطش دَائِم ولهيب علاجه: مَاء اللبلاب والخيارشنير أَو بِمَاء ورق الخطمى وَإِن أفرط فبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن اللوز ويطبخ فِي الآبرن بنفسج أَو يمرس خيارشنير فِي طبيخ البنفسج الْيَابِس.

حقنة: أصُول الخطمى نخالة سميد أصُول السوس سلق رغوة بزر قطونا بنفسج ملح الْعَجِين ويسقى لعاب مَعَ سكر ودهن بنفسج فَإِنَّهُ يزلق الثّقل الْيَابِس وَهَذَا العلاج جيد للورم الْحَار فِيهِ بعد تياذوق نَافِع من إيلاوس: الحقن القوية الحارة جدا ودهن الخروع يصب على طبيخ الأفيثمون والكمون والإنخر ونقيع الإيارج وأقراص الْكَوْكَب والفلونيا والترياق وشراب الخشخاش قَالَ: القولنج لَا بُد أَن يتهوع فِيهِ وَيقوم بلغماً وَإِن قل وَفِي وجع الكلى لَا قيء وَلَا قيام حَتَّى أَن الرّيح أَيْضا يحتبس فَإِن خرج كَانَ قَلِيلا. لي رَأَيْت خلقا بهم قولنج انْطَلَقت بطونهم وأصابهم بعد ذَلِك وجع شَدِيد فِي الْموضع وَفِي الظّهْر فقصدوا فبرأوا.

جورجس نَافِع من القولنج الشَّديد: ضماد متخذ بأفيون وخبز وَلبن وزعفران وَإِذا اشْتَدَّ الْقَيْء فاسقه رب الرُّمَّان بالنعنع. لي للنفع القوية: فلفل زنجبيل دِرْهَمَانِ تَرَبد نصف دِرْهَم سكر دِرْهَم وَنصف يشرب بِمَاء حَار.

ضماد قوي للنفع الشَّديد: بزر الأنجرة بزر القرطم خرء الْحمام سذاب فوذنج حلبة يجمع بلعاب الْخَرْدَل وطبيخ الطين ويضمد بِهِ.

مسيح للنفخ: دهن سذاب أوقيتان لعاب الحلبة أُوقِيَّة جندبادستر نصف دِرْهَم يحقن بِهِ.

لعاب حلبة بزر كتَّان خطمي شبث بابونج إكليل الْملك دهن الخيري الْأَصْفَر وَزَاد فِي عَلَامَات القولنج قشعريرة من غير سَبَب وَأَن تكون مائله إِلَى المراق أَو تَأْخُذ موضعا كَبِيرا)

علاج إيلاوس: يضْرب مَاء الْورْد ودهن حل ألف ب أَو زَيْت ثمَّ يغليان مَعَ شبث حَتَّى يتهرا ويسقى حاراً ويلقى خبز فِي مَاء ويغلى وَيخرج وَيطْعم مِنْهُ وَهُوَ حَار فَإِنَّهُ يسكن الوجع رُبمَا فاح ريح الرجيع من جَمِيع الْبدن فامرخ أعضاءه بالدهن وادلك أَطْرَافه دلكا جيدا واحقنه بطبيخ الخطمي والحلبة وبزر الْكَتَّان وتين مَعَ دهن خروع وَحل وَإِن كَانَت حرارة فَإِن ذَلِك مِمَّا يلين الزبل ويسقى من أجل الْقَيْء سماق وكمون وأقراص وإيلاوس قَالَ: القشعريرة تكون من أجل الكلى أَكثر وَمِمَّا يخص وجع القولنج حُدُوث الوجع بِشدَّة بغته

 

(3/86)

 

 

ووجع الكلى يتزيد قَلِيلا قيلاً وَيكون مرتكزاً لَا يبرح وَلَيْسَ مَكَانَهُ بكبير وَالْبَوْل فِيهِ رَقِيق أَبيض فِي مبتدء الْأَمر وَإِذا انغلق عَلَيْك فاحقن بالمسكنة للوجع بِمثل دهن البابونج وَالزَّيْت فَإِنَّهُ نَافِع من الْوَجْهَيْنِ فَإِن استفرغت لزوجة فنسكن الوجع فَهُوَ قولنج واسق مَا يفت الْحَصَى مَعَ مَا يكسر ويسكن الرِّيَاح فَإِنَّهُ ينفع القولنج بالتلطيف أَيْضا فَإِن خرج رمل فَإِنَّهُ من الكلى.

للقولنج الَّذِي مَعَه قيء صفراء وعطش ولهيب: بزر خِيَار بزر قطونا سفرجل بزر خطمي يضْرب بِمَاء حَار حَتَّى يزِيد وَتُؤْخَذ رغوته خمس أوراق وسكر طبرزد أوقيتان ودهن بنفسج أُوقِيَّة خرء الذِّئْب مِثْقَال يسقى ويسقى مَاء اللبلاب وعنب الثَّعْلَب أَو الْخِيَار أَو مَاء الرجلة بقلوس خيارشنبر فِي آبزنه بنفسج ويمرخ بَطْنه بدهن بنفسج فاتر.

الطِّبّ الْقَدِيم للقولنج الصعب: مَاء الأشنان الْأَخْضَر نصف رَطْل مطبوخاً فِي دهن حل أُوقِيَّة بورق خَمْسَة دَرَاهِم يحقن بِهِ.

حب إِسْرَائِيل طَبِيب سُلَيْمَان بن عبد الْملك للقولنج عَجِيب جدا: شبرم سكبينج بِالسَّوِيَّةِ أنزروت شَحم حنظل نصف نصف يحل السكبينج بشراب ويحبب كالحمص الشربة خمس حبات وَاعْلَم أَن وَاحِدَة من هَذِه الْحبّ تسهل من طبيعة شَدِيدَة مرَّتَيْنِ.

من كتاب الْمعدة شياف يسكن الوجع من سَاعَته: أفيون جندباستر يعْمل مِنْهُ شياف وجدت فِي كتاب يَقُول: أغلب الْحمى للوجع من الخاصرة وَقَالَ: يُؤْخَذ شمع ودهن سوسن وجندباستر ميعة فربيون فاصلح مِنْهُ لصوقاً لموْضِع الوجع.)

من كتاب الْغذَاء: رَأَيْت امْرَأَة مفلوجة احْتبسَ بَطنهَا شهرا فَكَانَ الفالج فِي شقّ فَأَما الأصحاء فَلَيْسَ يحتبس بطن أحد مِنْهُم أَكثر من خَمْسَة أَيَّام وَيخرج مِنْهُم زبل بِقُوَّة وَلَيْسَ يُمكن أَن يحتبس الْبَطن مُدَّة طَوِيلَة فَلَا يرم وَلَا يعظم.

الخوز: كف حلبة وَمثله من الشبث كبر مثله كمون مثله ينقع ويطبخ وَيجْعَل على نصف رَطْل ثَلَاثَة دَرَاهِم من دهن الخرطم إِلَى خَمْسَة إِذا كَانَت شَدِيدَة اليبس وَيسْتَعْمل ألف ب فَإِنَّهُ يصلح فِي كل وَقت وينوب عَن الخروع وَالْحمام جيد للقولنج والحقن فِي الشَّهْر إِذا فعلتها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ودهن الْغَار والسوسن ودهن القرطم.

شياف قوي: شَحم الحنظل أَرْبَعَة مر وَاحِد عنزروت مثله نوشادر نصف عسل مَا يجمع بِهِ يعْقد الْعَسَل إِلَى أَن يكَاد ينْعَقد وَيجمع ويشيف بِهِ.

يختيشوع قرصة للقولنج: لبن شبرم سقمونيا بالسواء شَحم الحنظل مثلهَا سكبينج كالحنظل القرصة نصف دِرْهَم.

أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة: إيلاوس يكون إِذا سخنت الْمعدة جدا وَبَردت الأمعاء والتوت وَلم ينفذ ريح ويقيء بلغماً وَآخر ذَلِك زبلاً ويعطش ويصيبه ضَرْبَان فِي الشراسيف مَعَ وجع فِي الْجوف كُله ويحم ويعرض أَكثر ذَلِك فِي الخريف وَيقتل أَكثر ذَلِك

 

(3/87)

 

 

فِي السَّابِع فتق الْمعدة بِمَاء فاتر وَمَا بَقِي بِرِفْق ثمَّ افصده فَإِن الْمعدة تبرد وضع عَلَيْهَا مَا يبردها وَإِيَّاك أَن تجَاوز الْحجاب بالمبردة وَأَجْلسهُ بِمَاء حَار إِلَى مَوضِع الْحباب ولاتجاوز بِهِ وَإِذا لم يجلس فِي المَاء فمرخه بدهن مسخن بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة وَلَا تجَاوز الْحجاب وَحمله فَتلا طوَالًا مَا أمكن واحقن بعقبها مَا يحل الزبل وَلَا يكن قوي الحدة وَلَا حاراً بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ. لي هَذَا هُوَ المَاء والدهن والبورق الْكثير فَإِن لم يجب فانفخ بِالرّقِّ فِي دبر حَتَّى ينتفخ الْجوف واحقنه بالحقنة وسد المعقد باسفنجة لِئَلَّا يخرج وَأَجْلسهُ مَعَ الحقنة فِي مَاء حَار فَإِن قبل الحقنة سَاعَة ثمَّ يقضها فقد بَرِيء واسقه طلاءاً صرفا فَإِن لم ينْحل وأخذته حمى فَهُوَ هَالك)

لِأَن الأمعاء تسترخي وَيكون ذَلِك عوناً على تلفه. د: الْإِذْخر والأفيون قَالَ ج: الجاشا كالأفيثمون إِلَّا أَنه أَضْعَف. د: ورق الأنجرة مَتى طبخ مَعَ بعض الأصداف وَأخذت مرقته حل النفخ شراب الشقيل نَافِع من القولنج. الافسنتين مَتى شرب مَعَ سنبل أَو ساساليوس حل النفخ الافسنتين إِذا عجن بدهن الْحِنَّاء والموم وضمد بِهِ الخاصرة سكن الوجع المزمن مِنْهَا وشراب الافسنتين نَافِع من تمدد مادون الشراسيف والنفخ شراب الافسنتين يحل النفخ وأوجاع الأضلاع. ج: الأنيسون هَذَا مَذْهَب للنفخ من الْبَطن وَكَذَلِكَ قَالَ أوريباسيوس قَالَ أبن ماسوية: هُوَ مُحَلل للرياح وَلَا سِيمَا إِن قلي بزر الباذروج يحل النفخ البابونج يسقى للنفخ جندباستير قَالَ د: يحل النفخ إِذا شرب بخل من الرِّيَاح. وَقَالَ ج: من كَانَ يُصِيبهُ فِي معدة أَو معاه نفخة عسرة ينْتَفع بالجندباستر إِذا شرب بخل ممزوج. د: طبيخ الدارشيشعان يحل النفخ فِي الأمعاء وَفِي الْمعدة مرق الديوك العتقة الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايخ والقرطم نَافِع للنفخ فِي الْمعدة والأمعاء إِذا أسهل ألف ب بِهِ مَرَّات طبيخ الوج نَافِع من أوجاع الْجنب.

فليغريوس: الوج خاصته طرد الرِّيَاح الزنجبيل يحل الرِّيَاح الغليظة فِي الْمعدة والأمعاء.

أبن ماسوية: زبل الْخِنْزِير الْبري إِذا شرب بشراب شفي وجع الْجنب المزمن. د وَج قَالَ: أَنا أسْتَعْمل فِي وجع الأضلاع المزمنة من الرِّيَاح العلاج المحمر للبدن بزبل الْحمام الراعية وبزر الْحَرْف فَيقوم مقَام الْخَرْدَل الزراوند المدحرج نَافِع من وجع الْجنب إِذا شرب بِمَاء.

بديغورس: خَاصَّة النَّفْع من الرِّيَاح فِي الأمعاء وأصل الزورفرا أَو بزره يذهب بالنفخ أَيْضا وَكَذَلِكَ الزرنباد وَالْحمام. بديغورس: الوج أقوى مِنْهُ فِي ذَلِك صمغ البطم نَافِع لوجع الْجنب إِذا انمسح بِهِ أَو تضمد بِهِ الْحَرْف إِذا شرب مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم مسحوقاً بِمَاء حَار حلل الرِّيَاح فِي الأمعاء حجر غاغاطيس يُخَفف بِقُوَّة وَيصْلح للنفخ

 

(3/88)

 

 

وخاصة المزمنة. قَالَ ج: الكمون يحل النفخ وينفع من الرِّيَاح الغليظة بزر الكرفس يحل النفخ وبزر القندويس قوي فِي ذَلِك جدا حَتَّى أَنه)

ينفع من وجع الْجنب. د: بزر الكرفس الْجبلي وَقَالَ جالينوس: إِنَّه نَافِع يحل النفخ جدا قضبان الْكَرم الطرية مَتى أحرقت مَعَ أُصُولهَا وخلط برماده شَحم عَتيق وضمد بِهِ سكن وجع الْجنب المزمن وَقَالَ: الكرويا يطرد الرِّيَاح وخاصة من الْمعدة.

جالينوس يَقُول: إِن الكاشم يطرد الرِّيَاح من الْمعدة وَكَذَا أَصله. أبن ماسوية: خاصته إذهاب النفخ من الْمعدة وخاصة مَتى خلط وَيحل الرِّيَاح الَّتِي فِي الْمعدة بزر الكراث إِذا قلي مَعَ الْحَرْف حلل الرِّيَاح من الأمعاء ويشفي وجع الأضلاع. د: اللوز المر يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ لوجع الْجنب والمر الَّذِي هُوَ صمغة إِذا شرب مِنْهُ قدر بقلى نفع لوجع الْجنب المزمن وَقَالَ: الْمقل مَتى شرب شفي وجع الْجنب وَحط النفخ وَقَالَ: نَحن نظن بِهِ أَنه يذهب بالنفخ الغليظ وجع الْجنب والأضلاع.

أوريباسيوس: مقل الْيَهُود يحل النفخ والرياح المتعقدة فِي الْأَعْضَاء والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار أَيْضا روفس: الناردين إِذا شرب بِمَاء بَارِد حل النفخ وأجود مَا يكون إِذا شرب بطبيخ الإفسنتين. د: نَبِيذ السكر إِذا عتق فَهُوَ جيد يحل النفخ الزقي فِي الْمعدة.

أبن ماسوية: النانخة تحل الرِّيَاح ولإيرسا سكن وجع الْجنب. ج: السكبينج يصلح لوجع الجنبين. روفس: وَهُوَ أقوى شَيْء للمعي الْأَسْفَل إِذا طبخ السذاب ألف ب مَعَ شبث يَابِس وَشرب طبيخه فَهُوَ نَافِع لوجع الجنبين والخاصرة.

حب العرعر يحل الرِّيَاح الْعود الْهِنْدِيّ إِذا شرب سكن وجع الْجنب.

بولس: طبيخ الفوة نَافِع لوجع الْجنب. د:)

أصل الفاشرا مِنْهُ بالعسل لعوق فينفع لوجع الْجنب الفلفل يحل الرِّيَاح الغليظة. ابْن ماسوية: وَالدَّار فلفل كَذَلِك والفوذنج يحل النفخ الْمُتَوَلد من الْأَطْعِمَة والصعتر وخاصة الْبري يطرد الرِّيَاح والقراقر مَتى شرب بالخل وإفسنتين حل النفخ وينفع لوجع الجنبين. ج: القفر مَتى شرب مَعَ جندباستر نفع من وجع الجنبين.

 

(3/89)

 

 

د: القنطورين الْكَبِير مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب نفع من وجع الجنبين وَقَالَ: القنة يتضمد بهَا لوجع الجنبين وَتحل الرِّيَاح الغليظة.

بديغورس: الراسن نَافِع من النفخ وَقَالَ ذَلِك د وَزَاد: إِنَّه يحل الرِّيَاح الغليظة من المفاصل.

الراوند نَافِع من الرّيح إِذا شرب وينفع من تمدد مادون الشراسيف. د: طبيخ جمة الشبث وبزره يذهبان النفخ دَقِيق الشّعير مَتى تضمد بِهِ مَعَ بزر الْكَتَّان والحلبة والسذاب نفع من النفخ الْعَارِضَة فِي الأمعاء والشونيز يحل النفخ جدا د: الثوم يحل النفخ ويشفي أوجاع الأضلاع الْحَادِثَة عَن السدد وَالْبرد. ج: إِنَّه يحل من الْبَطن.

الإسهال بالتافسيا نَافِع لوجع الْجنب المزمن وعصارته مَتى اسْتعْملت طلاءاً انفع للوجع المزمن الْخَرْدَل يحل الرِّيَاح الغليظة.

ابْن ماسوية: أصل الْخُنْثَى مَتى شرب مِنْهُ درخمين بشراب نفع من أوجاع الجنبين الَّتِي من برد هِيَ الفوة الوج الْقسْط المر اللوز المر والحلو والراوئد الصيني والجنطانا الرُّومِي والزراوند الطَّوِيل مَتى شرب من هَذِه مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أذهب وجع الجنبين وَإِن دهن من خَارج بدهن سوسن أَو بدهن برجس أَو بدهن ثَان فعل ذَلِك وَمِمَّا ينفع وجع الأضلاع المتقادم أَطْرَاف الكرنب النبطي وبزره جزؤ جزؤ يدق نعما ويخلط مَعَه شَيْء من شحوم الإوز مَعَ شَيْء من دهن سوسن وَيصير مَعَه شَيْء من شَحم كلى مَاعِز يوضع على الجنبين وَهُوَ حَار مسكن وَإِذا برد يسخن)

وَيعود.

إِسْحَاق: يحل النفخ فِي الْمعدة بالتكميد بالجاورس ويسقى طبيخ الفوذنج النَّهْرِي مَعَ عسل وَإِن كَانَ ذَلِك لبرد الْمعدة فالشراب الصّرْف نَافِع بعد يناول شَيْء يسير بشراب ننزوج وَمِمَّا يحلل الرِّيَاح الكمون إِذا قلي وَيشْرب بشراب ممزوج وبزر الرازيانج والكرفس الْجبلي والأنيسون وَإِن طبخت فِي الدّهن ومرخ بِهِ الْبَطن وطبيخ السذاب والشونيز بالدهن ينطل على الْبَطن.

مَجْهُول: للنفخة فِي بطُون الصّبيان: كمون نبطي وإهليلج كابلي بِلَا نوى مِثْقَال بزر كشوثاً نصف مِثْقَال مرماحوز مِثْقَال وَنصف قصب ألف ب الذريرة مِثْقَال وَربع يدق وينخل ويلت بدهن خيري ويسقى مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء حَار أَو بشراب.

حقنة تحل الرِّيَاح الغليظة وَهِي نافعة من القولنج الريحي وتسخن الْأَرْحَام الْبَارِدَة وَهِي جَيِّدَة للعلل الْبَارِدَة أَسْفَل الْجوف قَوِيَّة جدا: بزر كرفس بزر رازيانج شونيز كروياً كمون كاشم حرمل تدق وتطبخ بِالْمَاءِ حَتَّى تقوى وتحمر ثمَّ تصفى وَيُؤْخَذ حلبة وبابونج وشبث وسذاب وفوذنج وصعتر فيطبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ويداف فِي مَاء الزُّور وَهِي حارة سكبينج جوشير يجمع

 

(3/90)

 

 

إِلَى مَاء السذاب واخلاطه وَيجْعَل شَيْء قَلِيل من دهن مرزنجوش ويحقن بِهِ.

اسْتِخْرَاج من تذكرة عَبدُوس: مَاء الحرمل أدف فِيهِ جندباستر وششيئاً من دهن الياسمين واحقن بِهِ.

من الْكَمَال: يُؤْخَذ حندقوقا بِمَاء حَار للنفخ فِي الْبَطن مِثْقَال وَنصف كروياً بمطبوخ صرف وَمَاء حَار.

دَوَاء للنفخة: بزر النانخة بزر الكرفس سذاب بستاني يَابِس زنجبيل دارصيني كندر مصطكى قرنفل جندباستر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فلفل أسود ثَمَانِيَة هال أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل الزنجبيل الشربة دِرْهَمَانِ ويسقى بمطبوخ.

فِي حِيلَة الْبُرْء:)

النفخ الَّذِي فِي الْبَطن والأمعاء إِذا طبخ الزَّيْت اللَّطِيف الْأَجْزَاء مَعَ شراب أَو مَعَ بعض البزور المسخنة كالكمون وبزر الكرفس الْجبلي كلهَا إِذا حقن بِهِ فَإِنَّهُ فعل ذَلِك فمحجمة تعلق على ج فِي الْعِلَل والأعراض: القراقر فِي الْجوف من ريح غَلِيظَة وَمن ضعف القابضة الصَّوْت الْخَارِج من أَسْفَل إِذا كَانَ مَعَ بقبقة كَانَ مَعَ ريح رُطُوبَة والصافي يكون إِذا كَانَت الأمعاء خَالِيَة وَكَانَ فِيهَا فَوق برَاز يَابِس والمتوسط بَينهمَا فَمن حَال وسطى بَين هَاتين الْحَالَتَيْنِ وَإِن كَانَ الصرير فالأمعاء ضيقَة وَالرِّيح غَلِيظَة نافخة مَعَ رُطُوبَة يسيرَة وَالرِّيح الَّتِي تبقى فِي الْجوف إِن كَانَت سَاكِنة أحدثة نفخة وَإِن كَانَت متحركة أحدثت القراقر وَمَا كَانَ من القراقر فِي الأمعاء الدقاق. وَكَانَ من الرّيح لَطِيفَة كَانَ صَوته حاداً دَقِيقًا. وَإِن كَانَ من الرّيح غَلِيظَة كَانَ صَوتا يَسِيرا قَلِيل الدقة والحدة وَإِن كَانَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ ولسعتها وَإِن كَانَت مَعَ رُطُوبَة رقيقَة دلّ على قيام برَاز رطب وَأما الْقيام فلحركة الرّيح وَأما رُطُوبَة البرَاز فلبقبقة.

من الْعَادَات الْأَرْوَاح الَّتِي فِي الْمعدة تنفش سَرِيعا لحرارة الْموضع وسعة المجاري الَّتِي للريح واستوائها والمتولدة فِي الأمعاء وخاصة فِي القولن فعسرة مَا يتَحَلَّل لبرودة الْموضع وانفراج خلقته واستدارته وضيق مجاري ألف ب الرّيح مِنْهُ وتكاثفه.

الْيَهُودِيّ: لَا يجب أَن يحتبس الرّيح فَإِنَّهُ يكون مِمَّا كَانَ مِنْهَا مَعَ برَاز رطب إِذا حبس استسقى وَيكون من الْيَابِس مِنْهَا القولنج ورد الرجيع إِلَى الْمعدة حَتَّى يخرج من الْفَم وَيكون مِنْهُ وجع الجنبين وَرُبمَا صعدت إِلَى الرَّأْس فَولدت الهوس وظلام الْعين وَقد ترتبك فِي المفاصل فتورث التشنج.

إبيذيما: النفخ فِي الْبَطن الْأَعْلَى أعنى الْمعدة ويحله الجشاء إِذا استدعى وَإِن يشرب

 

(3/91)

 

 

من كوز ضيق الرَّأْس جدا قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يتجشأ وَقَالَ: من يَنَالهُ الْبرد ويبلغ مِنْهُ يمتليء بَطْنه رياحاً.

الْفُصُول: من يَنَالهُ الْبرد ويبلغ مِنْهُ يمتليء بَطْنه رياحاً وَمن كَانَ من الأوجاع الْعَارِضَة فِي أَعلَى مَوضِع من الْبَطن فَهُوَ أخف وَمَا كَانَ غائراً عميقاً فأشد وَمَا عرض فِي المراق وَجلده وَنَحْو ذَلِك فأخف.

الميامر:)

من يتَوَلَّد فِي بَطْنه مرّة سَوْدَاء فتنتفخ معدته فضمدها وخاصة فِي وَقت نوبَته باسفنجة مبلولة بخل ثَقِيف مسخن فَإِن بقيت النفخة فضع على معدته سذاباً رطبا مَعَ قلقنت معجون بِعَسَل أَو صَبر وشمع ودهن الآس واعطه الإيارج واطبخ حزمة جعدة فوذنجا واسقه طبيخه مَعَ عسل وفلفل وضمد الْموضع بخردل حَتَّى يحمر والمحاجم على الْمعدة ولين الطبيعة بفتيلة.

أَبُو جريج: الميعة السائلة تَنْفَع من الرِّيَاح وتشك الْأَعْضَاء شربت أَو طلي بهَا وَقَالَ: السكبينج يحل الرّيح الغليظة من الْجوف الجاوشير يحل الرِّيَاح الغليظة من الْجوف الْملح إِذا خلط بخطمى وَجعل فرزجة حل القولنج أسْرع من البورق وَغَيره.

أغلوقن: ترتبك الرِّيَاح البخارية الغليظة فِي الْأَعْضَاء وَخلف الأغشية وَفِي الْمعدة والأمعاء وَمن خلف الأغشية المحيطة بالعظام وبالعضل وَقد تنتفخ العضلة نَفسهَا من هَذِه الرِّيَاح مَتى كَانَت بَارِدَة حدث وجع شَدِيد وَمِمَّا يعين على امْتنَاع تحلل الرِّيَاح تكاثف الْأَجْسَام الَّتِي خلفهَا وعلاجها تسخينها وتلطيف الرِّيَاح ويجتمع لَك هَذَانِ مَتى أسخنت بجوهر لطيف وَافْعل ذَلِك بِحَسب طبيعة الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ مَعَه وجع شَدِيد فَاجْعَلْ ذَلِك الدَّوَاء مَعَ مسكن للوجع فَإِن حدثت فِي الأمعاء هَذِه الرّيح فَإنَّك مَتى حقنت بدهن قد طبخ فِيهِ بزور لَطِيفَة سكنت عَنهُ الوجع.

ولتكن مَعَ إسخانها لَطِيفَة كالكمون والأنيسون والكاشم والأنجدان وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فاطبخ فِيهَا سذاباً وَحب الْغَار وزفتا فَإِن طننت أَنه يشوب ذَلِك الوجع شَيْء من ورم حَار فاحذف هَذِه وَاسْتعْمل مَا مَعَه إسخان بالفصد والتليين والإرخاء والتحليل كالشبث وشحم البط والدجاج وَهَذَا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا وَمَتى كَانَ يَسِيرا فالتكميد من خَارج وأجوده الجاورش لِأَنَّهُ يُخَفف وَلَا يُؤَدِّي الْموضع يثقله أَو بملح مسخن أَو بالخربق ألف ب والمحجمة الْعَظِيمَة بِنَار على السُّرَّة حَتَّى يُحِيط بهَا فِي تحلل الْبَطن والأمعاء فَإِن لم ينفع هَذَا فَعِنْدَ ذَلِك فاعدل إِلَى الأفيون وَنَحْوه وداء فلين وَإِلَّا فَلَا بُد ان يحدث عَن هَذِه الْأَدْوِيَة ضَرَر فِي تِلْكَ العضاء إِلَّا أَنَّك تُرِيدُ التَّخَلُّص من الْمَوْت لشدَّة الوجع على ذَلِك وَلَا تسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا إِذا كَانَ العليل قد شَارف الغثي من شدَّة الوجع لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يصلح مَا حدث عَن ضَرَر هَذِه فِيمَا يعد يستعان بِبَاب حل النفخ وبباب وجع الكلى فَإنَّا قد ذكرنَا الْفرق بَينهمَا هُنَاكَ وَقَالَ: وَاسْتعْمل دَوَاء فلين بعد)

سِتَّة أشهر وَمَتى كَانَت الْعلَّة فِي الْمعدة والأمعاء الْعليا فَمَا يشرب أبلغ وَفِي السُّفْلى بِمَا يحقن بهَا وَإِذا كَانَت هَذِه النفخ فِي

 

(3/92)

 

 

المفاصل وبرؤوس العضل فضمد بزفت وصمغ البطم ومخ الْأسد بالضماد الْمُتَّخذ من وسخ الْحمام والبزور بِالْجُمْلَةِ كل خلط من أدوية قَوِيَّة التلطيف وملينه. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَ القولنج من خلط لَهُ حِدة وحرارة ملتصقاً بالأمعاء فَلَا تسْتَعْمل أدوية ملطفة فَإِنَّهَا تضر والمخدرة هُنَا تسكن الوجع بالتخدير وتغلظ الْمَادَّة وتجففها وَهَذِه رطوبات حارة فتنفع لذَلِك وتغلظها وتسكن حرهَا القوى وَمَتى كَانَ القولنج من الرطوبات غليطة لزجة فَهِيَ أشيد مَا يكون فاحذر فَإِن هَذِه الأخلاط لَا تكَاد توجع وَحدهَا لَكِن رُبمَا يخالطها ريح نافخة وَلَا تَجِد مخلصاً فتوجع لذَلِك وَإِنَّمَا يعرض هَذَا إِذا كَانَت هُنَاكَ سخونة تحلل هَذِه فتجعلها رياحاً غَلِيظَة فتجمع بَين طبقتي المعي وَلَا تَجِد مسلكاً وَأكْثر مَا يحدث هَذَا الضَّرْب فِيمَن يكثر من الطعمة الْبَارِدَة الغليظة وَإِن شرب هَذِه الْأَدْوِيَة المخدرة سكن تكاثفاً لبرودة الْأَدْوِيَة وأعسر فِي تَحْلِيل مَا تحْتَاج إِن تحلل مِنْهَا والخلط الَّذِي فِيمَا بَينهمَا يصير أغْلظ وأعسر فَإِن هاج الوجع ثَانِيَة بأشد مَا كَانَ اضطررت إِلَى سقيه من المخدرة ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى السقية مَا ذكرنَا ويهيج كل مرّة أَشد لِأَن هَذِه تزيد فِي بردهَا حَتَّى تصير إِلَى حَال لَا يبرأ فَلهَذَا يخدر من المخدرة فِي هَؤُلَاءِ القولنج الْحَادِث عَن أخلاط لَطِيفَة حارة تستفرغ أَو تعدل مزاجها فَإِن لم يُمكن هَذِه احتجت أَن تخدر حسها لِأَن التخدير نَافِع فِي المداواة أَيْضا يدل هَذَا التَّدْبِير والمسخنة والعطش وَغير ذَلِك وَلَا يجب أَن يعالج القولنج والوجع الْحَادِث فِي الأمعاء عَن اخلاط غَلِيظَة إِذا كَانَت مرتكبة فِيمَا بَين طبقتي المعي لَكِن يجد مخلصاً ثمَّ يرجع فَلَا يعالج هَذِه بِمَا يسخن إسخاناً قَوِيا من النطولات والأضمدة وخاصة إِذا كَانَت الأخلاط كَثِيرَة لِأَنَّهَا تذيب تِلْكَ الخلاط الف ب وتجعلها ريَاح وَلَا تبلغ قوتها أَن تحلها فتشتد الوجع وَلذَلِك نجد قوما يَقُولُونَ إِنَّه يهيج وجعهم إِذا حقنوا وتطلوا وَلَكِن أنضج وَقطع بالملطفة وبالقليلة الإسخان وَمَا فِيهِ تَحْلِيل الرِّيَاح وَأما من يصابر على الْجُوع ويصبر على ترك الْغذَاء مُدَّة طَوِيلَة فَهَذَا أفضل مَا عولج بِهِ وأمنه عَاقِبَة.

رَأَيْت من الحراثين رجلا كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج شدّ وَسطه من وقته وَكَانَ فَبل ذَلِك لَا يشده وَيَأْكُل ثوماً مَعَ خبز يسير وَيعْمل عمله وَحده ويدمنه وَيتْرك الْغذَاء يَوْمه أجمع فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا أَو قَرِيبا من الصّرْف ونام وَلم يَأْكُل وَيُصْبِح فِي عَافِيَة والثوم يحل الرِّيَاح حلا)

قَوِيا أَكثر من كل شَيْء يحلهَا وَلَا يهيج عطشاً الْبَتَّةَ من لحقه وجع أمعائه وَلم تكن مَعَ ذَلِك حمى فالثوم جيد لَهُ والترياق وَأما إِذا كَانَ مَعَ حمى فالتكميد بحاورش فَإِن لم يسكن فاحقن بِزَيْت قد طبخ فِيهِ بزور مَعَ شَحم بط مرآت أَو شَحم دَجَاج وَإِن لم يسكن فاخلط بالحقنة أكبر من الباقلي يقليل من أفيون وَمثله جندباستر وزيت

 

(3/93)

 

 

قوطولي وَاحِد وَهُوَ تسع أَوَاقٍ واطل صوقة بأفيون وجندباستر معجونين بِزَيْت قد طبخت فِيهِ البزور ويستدخله كثيرا فَإِنَّهُ أَجود كلما استدخله إِلَى فَوق وَليكن فِي طرفه خيط يُخرجهُ مَتى شَاءَ.

فليغريوس: ادللك صَاحب القولنج دلكا رَفِيقًا طَويلا وتدلك ساقاه دلكا شَدِيدا قَوِيا واحقنه بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحلبة أَو بِمَاء طبيخ الْخَبَّازِي أَو بدهن السذاب والكمون المقلى مَعَ جندباستر وضمده بضماد فربيون وعاقرقرحاً وفلفل وَإِن شِئْت ادهنها فجيد تمريخه بِهِ.

الْأَعْضَاء الألمة: القولنج يُقَال على الْحَقِيقَة إِذا كَانَ حُدُوثه من خلط بلغمي وَيُقَال بالأستعارة إِذا كَانَ من خلط مرارى ويستدل على المراري أَنه يضرّهُ اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الحارة ويجد وجعاً ينخس أَو يلذع وَينْتَفع بأَشْيَاء معتدلة. قَالَ: الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي القولنج أَن يكون الوجع كثقب المثقب وَيخرج مَعَ الثفل خلط غليظ والقيء والغثى والعرق ورياح كَثِيرَة ورجيع منتفخ يطفو على المَاء وَعدم الاستمراء وَقلة الشَّهْوَة قبل الوجع ومغس وتمدد والمراق والوجع الْحَادِث فِي المعي إِن كَانَ شَدِيدا فَهُوَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ شَدِيدا فَهُوَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يَسِيرا فإمَّا يكون فِي الدقاق أَو فِي الْغِلَاظ إِلَّا أَنه خلط يسير جدا.

الْيَهُودِيّ: القولنج يكون إِمَّا من يبس الثفل والثفل يتيبس إِمَّا من يبس الْأَطْعِمَة أَو من شدَّة حر الكبد أَو من أجل حرارة الْحمى أَو من كَثْرَة صفراء تنزل فِي الأمعاء أَو من ريح غَلِيظَة أَو من بلغم كثير يجْتَمع فِي المعي أومن حَصى تتولد فِي الأمعاء أَو من يبس لبطن وهزاله أَو من دود أَو من ضعف العضل الَّذِي على الْبَطن ألف ب وَاعْلَم أَن مَا يبس جَمِيع أَجنَاس النجو فَهُوَ قولنج.

وَقَالَ: لَا يحبس النجو وَالرِّيح وَلَا يتْرك الطَّبْع بفرط يبسه لِأَنَّهُ يُورث القولنج وتعاهد كل نوبَة مِنْهُ قبل كَونه فالريحي أَدَم سقيه صَاحبه بزوراً طاردة للريح ومخرجة للبلغم من حب الصنوبر)

وشحم الحنظل والصفراوي بِمَا يُخرجهَا ويرطب المعي دَائِما بأطعمة وأدهان وخيارشنبر ودهن لوز حُلْو قَالَ: وَجلد النامور إِذا شدّ على الْبَطن نفع والخراطين تطلق يبس الْبَطن ويسقى مِنْهَا دانق وَقد يضمدون بشحم الحنظل والسقمونيا ومرارة الْبَقر تطلى بِهِ السُّرَّة كلهَا وَاجعَل ماءاً حاراً فِي جرة فِي أَسْفَلهَا ثقب وَيرْفَع إِلَى فَوق كثيرا وينطل على الْبَطن على مَوضِع الوجع فَإِن حبست أَنه من دود فاسقه مَا يخرج الدُّود وَمَتى توهمت حَصَاة فَاسق الإيارج ودهن الخروع فَإِنَّهُ يُخرجهُ.

قَالَ: جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: القنبرة إِذا شويت وأكلت نَفَعت من القولنج.

من الحقن لروفس وينسب إِلَى ج: الْبُقُول الْبَارِدَة واليابسة والهواء الْبَارِد يعرض مِنْهُ وجع القولنج وعلاجه بالتكميد والضماد الْحَار ويداوم التكميد لِأَنَّهُ إِن كمد قلبلاً زَاد فِي الوجع لِأَنَّهُ يهيج رياحاً وَلَا يبلغ أَن يحللها وَاعْلَم أَن القولنج إِذا قويت أدويته الَّتِي فِي

 

(3/94)

 

 

الحقنة فكثيراً مَا يُورث ذوسنطاريا وخاصة الْأَدْوِيَة الحارة الجاذبة للسوداء والمتحمل للقولنج من الْأَدْوِيَة المسهلة الموجدة فليحتمل ملحاً درانياً شياقة أَو غير أَو بورقاً أَو نطروناً وَيحْتَمل أَيْضا مَاء البصل فِي صوفة أَو عصارة الثوم أَو الكراث أَو زبل الفار أَو لبن التوت والحلتيت والقطران ويحقن بِهِ إِلَّا أَنه لَا يحْتَملهُ إِلَّا القوى المقعدة وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَمن الدّهن جزءان فيحقن بِهِ فَإِن كَانَ القولنج من ورم فِي الأمعاء فَخذ من دهن الْغَار جزئين وَمن الزَّيْت جزاءاً فاحقنه فاتراً وَاسْتعْمل الأشياف مدهونة لِئَلَّا تخرج عَن المعقدة وَلَيْسَ كل اتباس بطن يحْتَاج إِلَى الحقن فَإِن الَّذِي يعقب قُرُوح المعي والكائن عَن ضعف الْمعدة لايحتاجان إِلَى ذَلِك لَكِن إِلَى علاج الْمعدة والأمعاء لِأَن صَاحب الأمعاء لشدَّة تزحره ترم أمعاؤه فَيكون مِنْهُ احتابس الثفل وَعند ذَلِك مَا يحْتَاج إِلَى مَا يحلل الورم ويسكن الوجع إبيذيماً فِي قصَّة المنكوب على الوجع قَالَ: إِنَّه قد علم أَنه قد سقيت رجلا بِهِ القولنج من دَوَاء فلين فسكن وَجَعه على الْمَكَان وَهَذَا يكون فِي الْأَكْثَر من تخم وَبرد.

جورجس قَالَ: يخرج قبل الرّيح زبل رطب لزج ثمَّ يحتبس الزبل أصلا قَالَ: فأخص الْأَدْوِيَة بِهِ نفعا لَهُ حب الباغنست قَالَ: ويعظم نفع الضماد الْمُتَّخذ من أفيون وَلبن لِأَنَّهُ يسكن الوجع ألف ب عَاجلا.)

إيذيماً: القولنج يكون من ورم أَو ريح غَلِيظَة نافخة بَارِدَة أَو من خلط بَارِد أَو من خلط حَار لذاع أكال وَبِالْجُمْلَةِ من سوء مزاج غَالب على الأمعاء.

أَجود الدوية لتسكين وجع القولنج الفلونيا ثمَّ أدوية البزور مثل هَذَا: أنيسون سِتَّة أَجزَاء بزر كرفس اثْنَا عشر جزاءاً فلفل خَمْسَة أجزاءاً دَار فلفل مثله مر سِتَّة سنبل أَرْبَعَة جندباستر ثَلَاثَة زعفران بزر كرفس جبلي أَرْبَعَة إذخر ثَلَاثَة أفيون سِتَّة دارصيني وَاحِد يعجن بعد الدق وَالنَّخْل بِعَسَل فائق الشربة جوزة بِمَاء حَار.

آخر أَنا أستعمله فِي إيلاوس عَجِيب فِي ذَلِك اسْقِهِ مِنْهُ فِي جَمِيع أوجاع القولنج الشَّديد قدر باقلي مَعَ مَاء بَارِد: فلفل أَبيض أَرْبَعُونَ جزاءا أفيون عشرُون جزاءاً زعفران عشرَة سنبل فربيون عَاقِر قرحاً جزءان من كل وَاحِد يعجن بمطبوخ الشربة جوزة بِمَاء فاتر أَو على قدر البندقة.

من كتاب الْمعدة لجنين ضماد للنفخ والقولنج: حلتيت جندباستر قيروطي بدهن سذاب أَو زنبقاً يعْمل ضماداً.

شيافة تسكن الوجع الشَّديد من القولنج: أفيون جندباستر يعجن الْجَمِيع وَيحْتَمل.

أَبُو جريج: السكبينج جيد للقولنج وَقَالَ: الجوشير جيد للقولنج الْبَارِد ويسهل الطبيعة وَيحل القولنج سَرِيعا بطبيخ ديك هرم بملح كثير وشبث ودهن حل وَيجْعَل فِي الْقدر بسبايج مِقْدَارًا كثيرا وَكَذَا من لب القرطم ويحسى مَا أمكن حَتَّى ينتفخ بَطْنه ثمَّ تحمله والبطن منتفخ.

 

(3/95)

 

 

شيافة يَجْعَل فِيهَا شَحم حنظل ويطلى على السُّرَّة والبطن.

ضماد مَعْمُول من شَحم الحنظل الرطب مَرَّات فَإِنَّهُ لَا يتَأَخَّر إِطْلَاقه.

من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: مَتى سقى من قرن إيل ملعقة بِمَاء الْعَسَل للقولنج فَإِنَّهُ لَا يرَاهُ أبدا.

الْأَعْضَاء الألمة: وجع قولنج لَا يُمكن أَن يفرق بَينه وَبَين وجع الْحَصَى فِي مجاري الْبَوْل والكلى فِي أول مَا يَبْدُو وَلَا يضر ذَلِك فِي العلاج لِأَن الْغَرَض حِينَئِذٍ تسكين الوجع وَهِي أَشْيَاء عامية لَهما وَهِي التكميد من خَارج وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فالمخدرة كدواء فلين قَالَ: ووجع الْحَصَى رُبمَا بَال صَاحبهَا دَمًا وَرُبمَا خرجت ويرسب فِي الْبَوْل رمل وَهِي مَعْدُومَة فِي القولنج وَمَعَ القولنج نفخ وتمدد ورياح)

ومغس وغائط ريحي منتفخ كأخثاء الْبَقر ويطفو فَوق المَاء ويسبق كَونه ضعف الشَّهْوَة وَسُوء الاستمراء ثمَّ يستحكمان فِي وَقت الْعلَّة وقوتها وَفِي الْأَكْثَر لابد أَن يتَقَدَّم عِلّة القولنج بطأ الاستمراء أَو النفخ الْكثير ويعرض من القولنج قيء وتهوع وَهُوَ غثى بِلَا قيء يخرج ويدوم بِهِ مُدَّة طَوِيلَة ويحس فِيمَا دون الشراسيف يلذع وقلق وضجر قَالَ: وجع القولنج الَّذِي مَعَه تَأْكُل ألف ب ولذع يكون من خلط لذاع وَيدل على ذَلِك أَن هَذَا الوجع يتقدمه دَائِما قُرُوح الأمعاء.

الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ قوم إِنَّه لَا يُمكن وجع القولنج من الْجَانِب الْأَيْسَر ولعمري انه الْأَيْمن أَكثر وَالْفرق بَين وجع القولنج ووجع الكلى فِي أول الْأَمر عسير إِلَّا أَنَّك فِي ذَلِك الْوَقْت وَهُوَ وَقت النّوبَة لَا تخْتَلف مداوتها وَلَكِن سل وتفقد الْأَعْرَاض الْغَالِبَة وَاعْلَم أَن فِيهَا غثياً وقيئاً وتهوعاً لإلا أَنه فِي القولنج أَشد وأدوم ويتقيئون أَكثر وَالْخَارِج بالقيء هُوَ شَيْء بلغمي فَاسد وطبائعهم تحتبس اكثر حَتَّى أَنه لَا يخرج مِنْهُم الرّيح فضلا عَن غَيرهَا وَلَا يتجشئون ويجدون كثيرا الوجع فِي أَجزَاء مُخْتَلفَة أَشد والوجع من الكلى لَا يزَال مرتكزاً فِي مَكَان وَاحِد إِذا كَانَ مَوضِع الوجع أَعلَى من مَوضِع الكلى وَظَاهر أَنه قولنج وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الكليتين ومرتكزاً فِي مَوضِع وَاحِد لم يُمكن أَن يسْتَدلّ بِمَا ذكرنَا فَانْظُر مَعَ ذَلِك إِلَى الْبَوْل فَإِنَّهُ يكون فِي ابْتِدَاء وجع الْحَصَى فِي غَايَة الصفى والمائية كَمَا أَنه فِي الْأَيَّام بعد ذَلِك يرسب فِيهِ بَوْل رملي والطبيعة إِن لانت فِي وَقت مَا فِي علل القولنج فَإِنَّمَا يخرج ثفلاً يَابسا وَأَصْحَاب القولنج يتفرحون بالحقن المرخية ويجدون لَهَا رَاحَة وَأكْثر من تفرح أَصْحَاب الكلى وَرُبمَا خرج من الحقنة شَيْء من خلط زجاجي فَهَذَا الوجع على الْمَكَان وَهَذَا الْخَلْط فِي غَايَة الْبرد يجده من حسه بَارِدًا بِالْفِعْلِ وَكَذَا يسكن وجع أَصْحَاب الكلى إِذا خرجت حصاته وعسر تميزه فِي

 

(3/96)

 

 

وَقت الوجع لَا يضر لِأَنَّهُ ذَلِك الْوَقْت إِنَّمَا يداويان جَمِيعًا بالأدوية المسكنة للوجع وَلَكِن إِلَى أَسْفَل وقولن يصعد إِلَى فَوق حَتَّى أَنه مَرَّات كَثِيرَة يلتزق بالكبد وَالطحَال وَأَنا أرى أَن قَول من قَالَ: إِن جَمِيع الوجاع الشَّدِيدَة الْحَادِثَة فِي الْبَطن قولنج قَول مقنع جدا. لِأَن الوجع الْحَادِث إِذا كَانَ شَدِيدا إِنَّمَا هُوَ أَن يحدث فِي طَبَقَات الأمعاء الْغِلَاظ إِذا وجرمها كثيف وجرم المعي الرَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط الرّيح فِيهِ وتمدده شَدِيدا عسر التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ أَذَى وجرمها كثيف وجرم المعي الدَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط فِيهِ الرّيح وتمدده تمديداً شَدِيدا على التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ أَذَى وجرمها)

كثيف وجرم المعي الرَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط فِيهِ الرّيح وتمدده تمديداً شَدِيدا عسر التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ لِأَن الرّيح إِذا ارتكبت فِي الْغِلَاظ عسر تخلصها مِنْهَا لكثافتها.

الْأَعْضَاء الألمة: قد رَأَيْت المعي الْمُسَمّى قولن قد جمع مُدَّة غير مرّة فبطه بعض الْأَطِبَّاء بِجَهْل مِنْهُم أَنه قولن وَبَعْضهمْ يعلم أَنه عِنْد الحالب وبريء بسهولة وَلم يعرض مِنْهُ شَيْء رَدِيء. لي يجب أَن تنظر هَذَا وتبحث عَنهُ. ألف ب الْعِلَل والعراض: قد يعرض فِي الْمعدة والمعي عِنْد شدَّة احتباس الثفل بارادة من الْإِنْسَان واحتماله أَذَى ذَلِك أَن يتمدد وتضعف قوتها الدافعة كَمَا يعرض فِي المثانة.

جندباستر أفيون عسل خَرْدَل شيطرج نانخة شونيز خرء الذِّئْب شَحم حنظل ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وللحار: وَورد نيلوفر خرء الذِّئْب صمغ خطمي رب السوس كثيراء سقمونيا يسقى مِنْهُ مِثْقَال مَا يشرب لهَذِهِ الْعلَّة الحارة: تين مخيطة يطْبخ ويداف فِيهِ خيارشنبر وَيصب عَلَيْهِ دهن لوز مر وَيشْرب.

حقنة لينَة بَارِدَة مسكنة للذع: بنفسج شعير مهروس نخالة خطمى تين سلق فانيذ ملح شَحم بط بنفسج لعاب بزر قطونا يهيأ على مَا يجب.

وللقولنج الريحي: يحقن بقطران وجندباستر.

الطَّبَرِيّ: اللوز الحلو نَافِع مِنْهُ.

سرابيون: قد يكون القولنج مَعَ ورم فِي الأمعاء وَرُبمَا كَانَ بِلَا ورم وَيكون من فلغموني فِي الأمعاء أَو من ثفل يَابِس تحجره مَادَّة صفراوية أَو من أخلاط غَلِيظَة. وَيكون فِي ابْتِدَاء القولنج غثى واحتباس.

الثفل والرياح ووجع وعرق بَارِد بعد أَن تفصل هَذِه من وجع الْكُلِّي. لي كَانَت فضوله بِمَا تقدم وَلم تزد شَيْئا. قَالَ: وَإِن كَانَ القولنج مَعَ حرارة وفلغموني فِي الأنعاء حدث مَعَه عَطش وَحمى ولهيب وخاصة مَعَ الفلغموني فِي الأمعاء ويتقدم ذَلِك التَّدْبِير المولد للمرار وَالنّصب فَإِن كَانَ من بلغم غليظ زجاجي كَانَ مَعَه برد الطراف وتمدد الأمعاء)

الَّتِي فِيهَا محتبسة وَقد يَدُوم الوجع وَلَا يتهيأ أَن يستفرغ بسهولة والثفل خام

 

(3/97)

 

 

والخلط الغليظ والتمدد بِالرِّيحِ وَإِن كَانَ من الفلغموني افصد وَإِن حدث مَعَه عسر الْبَوْل لعظم الورم باشتراك المثانة فافصد الصَّافِن واسق مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والخبازي وَمَاء الشّعير وضمد الْبَطن بالبنفسج والبابونج وإكليل الْملك وَالَّذِي من خلط مراري عالجه بحقنة لينَة تستفرغ المرار ثمَّ بِمَاء الشّعير والأمراق اللينة الَّتِي تعدل وَمَاء الشّعير واعطه سقمونيا وَحب الصَّبْر ثمَّ اغذه بمرق فروج سمين وشحم البط ومحوها والاخلاط الغيظة بحب السكبينج وَنَحْوه والريحي بالبزور المحللة للرياح وَإِن أَعْطَيْت فِي بعض الْأَحْوَال فَلَا تكونن قَوِيَّة التبريد فَإِنَّهَا تغلظ الْعلَّة وَلَا تَبرأ إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة واخلط فِي الحقن من الجندباستر نصف دِرْهَم وَاجعَل فِي الأدهان حلتيتاً ودهن بِلِسَان ومرخ بِهِ الْبَطن واحقن بطبيخ الشبث والسذاب تمسحه بدهن السذاب ويحتمله وينفع من هَذَا الوجع ألف ب التكميد بحاورش وَشرب دهن الخروع بالإيارج والاستفراغ فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام بحب السكبينج وَحب التناغست واكل الثوم نَافِع من الوجع الريحي وَالَّذِي فِي الْغَايَة فليستعمل إِلَّا أَن يكون حمى وطبيخ الكراث المهروس وطبيخ القنابر والديوك الهرمة والحقن الحادة المتخذة من قنطوريون وشحم حنظل وحك وبابونج وإكليل الْملك والشبث والحبة وبزر الْكَتَّان والتين والنخالة والمقل والجوشير والسكبينج ودهن الخروع ومرارة الثور وَالْعَسَل والمري وَإِن حقن بطبيخ قثاء الْحمار مَعَ مري وَعسل نفع وحلل سَرِيعا فِي آبزن قد طبخ فِيهِ مرزنجوش وورق الْغَار وشيح وكرنب ويدهن الْموضع بدهن سذاب وناردين وبابونج وَإِن كَانَ القولنج من زبل يَابِس فالأمراق والأغذية المرطبة والحقن الملينة من أَسْفَل وزبل الذِّئْب فِي هَذَا الْموضع لَهُ خَاصَّة أَخذ وعلق عَلَيْهِ وَيكون مَعَ الورم احتباس الْبَوْل فِي الْأَكْثَر فَإِن رَأَيْت فِي القولنج احتباس الْبَوْل مَعَ لهيب وحرارة وَبرد فِي الْأَطْرَاف وثبات الوجع فِي مَكَانَهُ فلاتشك أَن فِي الأمعاء ورماً.

أبن ماسوية: عَلامَة الَّذِي من ورم احتباس الْبَوْل فافصد الصَّافِن وَأخرج الدَّم مرّة بعد أُخْرَى فقد فعلنَا هَذَا مرار فدر الْبَوْل ولانت الطبيعة مَعًا وَالَّذِي من ريح أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ محجة على الْبَطن فَأَنَّهَا عجبية فِيهِ. وَإِذا حدست أَنه من ورم حَار فاحذر الْأَدْوِيَة والحارة فِي أول المر فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى إيلاوس لَكِن عَلَيْك بالفصد من الذِّرَاع وَإِخْرَاج الدَّم مَرَّات والأشياء اللينة وَبعد ذَلِك إِن احْتبسَ الْبَوْل فافصد الصَّافِن.)

مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين لَا يخرج البلغم الْمُتَوَلد فِي معدهم بالصفراء الَّتِي تنصب فِي الأمعاء كل يَوْم فَأُولَئِك لَا يُؤمن عَلَيْهِم القولنج الصعب جدا وَقد ذكرنَا علاماتهم فِيمَا تقدم.

سرابيون: أفيون بِمَاء الخس وَيحْتَمل فِي صوفة احْتِمَالا كثيرا أَو يُؤْخَذ أفيون

 

(3/98)

 

 

وجندباستر يحْتَمل شياقة وَهَذَا مجرب خير من الأول وَهَذَا جيد للزحير الديك الْعَتِيق يخرج مَا فِي بَطْنه ويحشى ملحاً ويخلط ويطبخ بِعشْرين قوطولي حَتَّى يبْقى ثلثه وَيشْرب للقولنج وَقد يَجْعَل مَعَه قرطم وبسبايج أَو كرنب نبطي فَيكون أقوى.

أبن مَا سوية: ليطبخ هَذَا الديك مَعَ أصُول كراث النبطي وَمَاء القرطم والشبث والكمون والهليون خاصته النَّفْع مَعَ وجع القولنج.

أبن ماسوية: زبل الْحمام نَافِع للقولنج. د: إِن شرب بخل أَو شراب زبل الذِّئْب يشفي من القولنج سقيا وتعليقاً إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَيشْرب ألف ب للأحتراس مِنْهُ على هَذِه الصّفة الَّتِي فِي الْأَدْوِيَة المفردة زعم ج أَنه عاين ذَلِك وَجَربه فَوَجَدَهُ عجيباً جدا وَقَالَ: أَنا أسْتَعْمل زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف ضماداً ليقوم بدل ضماد الْخَرْدَل فِي القولنج المزمن. ج: كَانَ طَبِيب يسقى من خرء الدَّجَاج بشراب معسل للقولنج أَو بشراب وبالماء فينفع.

بولس: قد يقتل الزبيق حَتَّى يصير كالرماد ويسقى للقولنج الْحَرْف إِن شرب مِنْهُ اربعة دَرَاهِم أَو خَمْسَة مسحوقاً بِالْمَاءِ نفع وخاصة إِن سحق وَشرب بِمَاء حَار نفع من القولنج.

أبن مَا سوية: الْحِنْطَة كَمَا هِيَ إِن طبخت بِمَاء وأدخلت فِي الحقن نفع من القولنج. د: بزر المقدونس جيد للنفخ فِي القولن وَقَالَ: أصل الكراث النبطي إِذا أَخذ مِنْهُ إسفيذباجاً بدهن قرطم ودهن لوز حُلْو وشيرج نفع من القولنج. أبن ماسوية: خَاصَّة إِذا اسْتعْمل مِنْهُ أَصله)

نفع من الرّيح الغليظة والبلغم اللزج وتليين الطبيعة. اللوز المر مَتى لعق مِنْهُ قدر جوزة بِعَسَل أذهب نفخ القولن اللوز المر نَافِع من القولنج.

أبن ماسوية: نَبِيذ السكر إِذا عتق نفع من القولنج إِذا شرب على الرِّيق مَعَ دهن لوز حُلْو.

أبن ماسوية: السمسم نَافِع من وجع القولنج.

يوحنا بن ماسوية قَالَ قَالَ روفس: السذاب أَنْفَع شَيْء للمعي الْأَسْفَل. وطبيخ السذاب فِي زَيْت إِذا حقن بِهِ جيد لنفخ القولنج.

بديغورس: فلقلويه خَاصَّة النَّفْع من القولنج من القلونج الْبَارِد. الصدف مَتى دق بعظامه وَأكل مَعَ شَيْء يسير من مرى أَبْرَأ القولنج. د: القنابر مَتى أكلت نَفَعت من القولنج د وَقَالَ ج: يَنْبَغِي أَن يطْبخ إسفيذباجا ويدمن أكلهَا مَرَّات كَثِيرَة وخاصة مرقتها وَقد جربت ذَلِك فَوَجَدته نَافِعًا. ابْن ماسوية: لَحمهَا بعقل

 

(3/99)

 

 

ومرقها يلين وَقَالَ: رجل الْغُرَاب جيد أَصْلهَا ينفع من القولنج إِن أكل.

بولس: كَعْب الْخِنْزِير مَتى كلس وَشرب نفع وحلل ورم القولن. د: الملوكياً من أَطْعِمَة أَصْحَاب القولن الْحَار الْيَابِس اسْتِخْرَاج قَالَ د: لِأَنَّهَا تَنْفَع الأمعاء.

أبن ماسوية الْأَدْوِيَة النافعة للقولن: يسقى دِرْهَمَيْنِ من لوز مر مقشر من قشريه مَعَ مِثْقَال من خرء الذِّئْب بِمَاء قد طبخ فِيهِ دارشيشعان أُوقِيَّة وَمَاء ثَلَاثَة أَربَاع رَطْل يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب الثُّلُثَانِ وَيطْعم مرق ديك عَتيق وَمر القنابر محشوة بسذاب وكمون وشبث وملح وَالشرَاب مَاء عسل مطبوخ وإيارج فيقرا ينفع من هَذَا الدَّاء جدا وبخاصة نقيعه إِذا انفع بِمَاء الْأُصُول وَكَذَلِكَ دهن الخروع إِذا كَانَ اسحاق بن حنين: إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا بلذع ومغس فالعلة من فضل حَار قد مَال ألف ب إِلَى الأمعاء فاغسلها بحقنة من مَاء الشّعير ودهن بنفسج أَو ورد ويتجرع ماءاً حاراً مَعَ دهن لوز حُلْو ومرق إسفيذباج مَعَ لباب خبز سميذ فَإِن كَانَ مَعَ الوجع تمدد فَهُوَ ريح غَلِيظَة فأجود شَيْء لَهُ الثوم يَأْكُلهُ إِن لم تكن حمى والترياق أَيْضا وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فبالحقن من الَّتِي تطبخ فِيهَا البزور المحللة للرياح وَمَتى أردته أقوى فَاجْعَلْ فِيهِ الجندباستر وأطعمه من القنابر إسفيذباجاً بشبث وملح وكراث نبطي وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بالشديد فَهُوَ فضل غليظ لزج بَارِد فايارج مَعَ)

أغاريقون وبناست ومقل الْيَهُود وَمَاء الصول أَو دهن الخروع والحقن بالأدوية الَّتِي يَقع فِيهَا السبينج والجوشير.

مَجْهُول للقولنج الْحَار: يتعرق فِي الْحمام وَهَذَا عِنْدِي خطأ ثمَّ قَالَ: وَيقْعد فِي الآبزن وَقد طبخ فِيهِ بنفسج ونيلوفر وورق القرع وقطعه وورق خطمى وشعير أَبيض وورق خشخاش ويحقن بِهَذِهِ الحقنة: بنفسج نيلوفر شعير مقشر خطمى أَبيض أصل الخطمى من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم سبستان ثَلَاثُونَ عناب عشرَة زبيب بِلَا عجم ثَلَاثُونَ يطْبخ الْكل بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيبقى مصفى يُؤْخَذ مِنْهُ خمس أوراق وَيجْعَل فِيهِ سكر أَحْمَر خَمْسَة عشر درهما ودهن بنفسج عشرُون ومرى عَتيق أُوقِيَّة ويعالج بِهِ وَطَعَامه إسفيناخ وسرمق ولباب ومرق الديوك الْعَتِيق والقنابر وَلَا يَأْكُل لحومها مَتى كَانَت حمى وَشَرَابه مَاء السكر يُؤْخَذ سكر أَبيض جُزْء وَمَاء جزءان يطْبخ وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى. لي اسْتِخْرَاج وَهِي حقنة لَهَا قُوَّة وَلَيْسَت لَهَا حرارة كَثِيرَة للقولنج الْحَار والحمى: أصل السوس والمحكوك عشرُون درهما تَرَبد بسبايج خَمْسَة أصل قثاء الْحمار ثَلَاثَة شَحم حنظل دِرْهَم يطْبخ بِعشْرَة أَمْثَالهَا من المَاء حَتَّى يبْقى الْعشْر وَيُؤْخَذ مِنْهَا خمس أَوَاقٍ فَيجْعَل مَعهَا أُوقِيَّة من دهن بنفسج ويحقن بِهِ.

قَالَ: صَاحب الْكتاب الْمَجْهُول وألزم فِي القولنج الْحَار هَذَا الدَّوَاء على الرِّيق: مَاء

 

(3/100)

 

 

اللبلاب المعصور بِمَاء الرجلة وَمَاء القرع أُوقِيَّة أُوقِيَّة لب خيارشنبر أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو ثَلَاثَة دَرَاهِم اسْقِهِ فِي كل يَوْم على الرِّيق والقولنج الَّذِي مَعَه برد ألزمهُ مَاء الْأُصُول مَعَ صَبر نصف مِثْقَال ودهن خروع ثَلَاثَة وَيجْلس فِي آبزن شبث وإكليل الْملك وبابونج وشيح ونمام ومزرنجوش ويدهن مَوضِع الوجع بناردين ودهن سوسن ودهن نرجس وَطَعَامه قنابر وكراث نبطي ولعاب قرطم وَشَرَابه مَاء الْأُصُول بالأفاؤيه ويسقى بِاللَّيْلِ حِين ينَام هَذَا المعجون صفته ألف ب إيارج دِرْهَمَانِ بزر النانخة أَرْبَعَة بزر كرفس وبزر رازيانج كمون أنيسون مصطكى حرمل ثَلَاثَة مَثَاقِيل أغاريقون ثَمَانِيَة مَثَاقِيل تَرَبد عشرَة دَرَاهِم سكبينج جوشير أشج مِثْقَال مِثْقَال يلت بدهن لوز مر ودهن مشمش.

شربة للقولنج من ريح غَلِيظَة جَيِّدَة جدا:)

تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم إيارج مِثْقَال بزركرفس دِرْهَم ملح هندي دانقان هَذِه شربة وَاجعَل دسم صَاحب القولنج شيرجا وَيقْعد فِي آبزن إِذا انحط مَا أَخذ من الدَّوَاء عَن معدته ويحقن بالصموغ والجندبادستر والحلتيت والسكبنج والجاوشير ودهن وقطران وشحم حنظل وَنَحْوه.

وَرَأَيْت خلقا يعتادهم قولنج يستعملون الْجُلُوس على جلد الذِّئْب يقيمونه مقَام الْفرش الَّتِي يَقْعُدُونَ عَلَيْهَا وينامون عَلَيْهِ ويبدلونه كل سنة وسروجهم مِنْهُ وَرُبمَا عمِلُوا مِنْهُ منْطقَة.

من تذكرة عَبدُوس فَتِيلَة: شَحم حنظل انزروت فانيذ يحْتَمل جيد بَالغ.

أركاغانيس من الْأَمْرَاض المزمنة: إِن عرض قولنج بعد تنَاول الطَّعَام فمرهم بالقيء فَإِن الطَّعَام إِذا خرج عَن الْمعدة فِي الْأَمْرَاض المزمنة سكن أَكثر الوجع وَلم يطلّ بِهِ سبيه طوله وَالطَّعَام يبْقى فِي معدته وَإِن كَانَ العليل جيد الْبضْعَة فافصده وَيجب ان يكون فِي طَعَامه بزور أبدا شبه كمون وَنَحْو ذَلِك وَالْخضر غير حميدة اللَّهُمَّ إِلَّا السلق وَقد يكون الزَّيْت لَهُم نَافِعًا وَأكْثر الْحُبُوب رَدِيئَة واللحوم غير مُوَافقَة لَهُم فَإِن كَانَ وَلَا بُد فالطير الْخَفِيف والسمك الصغار وبطون الْحَيَوَان رَدِيئَة واللحوم غير مُوَافقَة لَهُم وَالشرَاب الَّذِي فِيهِ قبض مَعَ رقة يَنْفَعهُمْ وَالْمَاء الْبَارِد ضار لَهُم فِي الْغَايَة وَحب الصَّبْر يدمنونه عِنْد النّوم فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا والجندباستر يعظم نَفعه لَهُم ومرق الأصفداف يَنْفَعهُمْ وَيُقَال إِن أصل النبج إِذا علق عَلَيْهِم انتفعوا بِهِ جدا أَو خُذ من الجندباستر وَمن الْملح الدراني بِالسَّوِيَّةِ ويسقون ملعقة بِمَاء الْعَسَل بعد جودة سحقهما أَو خُذ من الجندباستر درهما وَمن بزر الكرفس دِرْهَمَيْنِ فاسقهم بِمَاء الْعَسَل فَإِن هَذَا يُطلق الرّيح ويسكن الوجع والترياق نَافِع جدا وَقد يسقى فِي وَقت هيجان الوجع قرن إيل محرقاً فيسكن الوجع وَقد يطعم قنبرة مشوية فيسكن الوجع من سَاعَته وَاسْتعْمل للامن من العودة دلك بَطْنه وظهره بالأدوية القوية كالكبريت والزفت والنطرون فَإِنَّهَا تمنع السقم من العودة

 

(3/101)

 

 

والضماد الْخَرْدَل يوضع على الْبَطن وَيتْرك حَتَّى يسْقط وَيسْتَعْمل أَيْضا الكي أَسْفَل السُّرَّة وَيمْنَع أَن يلتحم أَيَّامًا كَثِيرَة لتخرج مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة فينفعهم الرياضة ألف ب وتضرهم التخم وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْمَاء المالح نَافِع لَهُم والخربق مَتى شرب استأصل الْعلَّة وأذهب الوجع.

من التَّذْكِرَة لتمدد الأمعاء من الرّيح: يحقن بِمَاء حَار بالفيقرا.

أبن مَا سوية:)

دَوَاء للقولنج شيرج نصف أُوقِيَّة وَمثله دهن الْبرد يخلطان ويدر عَلَيْهِمَا قدر ظفرين من الخطمى وَشَيْء من ملح جربش ويجاد ضربه ويحقن بِهِ.

مَجْهُول: للقولنج يتَّخذ فَتِيلَة من فجل ويتحمل بعد أَن تلوث فِي عسل فَإِنَّهُ يسهل سَرِيعا فليغربوس: الثوم جيد للقولنج الْبَارِد مَتى أكل وَقد حقنت بِهِ من كَانَ يجد لذعاً فِي قولن مَعَ حرارة قَوِيَّة مَعَ دهن ورد فبرئ فِي مرَّتَيْنِ.

مَجْهُول للقولنج: يجب لمن كَانَ بِهِ قولنج أَن يقي الْخلّ والجبن وَجَمِيع مَا يبس الْبَطن وَيلْزم الحلوة الدسمة والإسفيذباج ويخدر الْبَارِد قَالَ: وكل وجع يكون فِي الْجوف فالإسهال يَنْفَعهُ ويقلعه إِلَّا القروح والدبيلة.

حب عَجِيب للقولنج الْبَارِد: أفيثمون صَبر شَحم حنظل جزؤ جزؤ بزر كرفس جزؤ جندباستر نصف جُزْء يَجْعَل حبا الشربة مثقالان بأوقية وَنصف من المَاء السخن.

زبل الذِّئْب ثَلَاثَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض دِرْهَم فلفل أسود دِرْهَم وَنصف ملح هندي نصف ملح نفطي دانقان تَرَبد أَبيض دِرْهَمَانِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء عسل.

من الْجَامِع: يسقى للقولنج المزمن مِثْقَال وَأكْثر من خرء الديك مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ شراب.

الْكَمَال والتمام: مَتى كَانَ قولنج من ريح غَلِيظَة تنْتَقل مَعَ قرقرة وَلم يكن لَهُ ثفل وَإِن كَانَ كيموساً غليظاً ثَبت فِي مَوضِع مَعَ ثفل وَخرج بالتزحر شَيْء غليظ بلغمي لزج فَاجْعَلْ طَعَام من بِهِ قولنج مَعَ برد لحم الضَّأْن إسفيداج بحمص وشبث وخولنجان ودارصيني وَدَار فلفل وتؤكل برغوة خَرْدَل وفراريج ذُكُور وَاجعَل فِي طبيخهم لتربد والبسبايج ولب القرطم فَإِنَّهُ يعين على إِطْلَاق الْبَطن ويطعمون مرق الديوك العتيقة ومرق القنابر وَلَا يَأْكُلُون لحومها وَليكن بحمص وشبث وملح كثير ويتحسون قبل الطَّعَام جرع مري فَإِنَّهُ يعين على إِطْلَاق الْبَطن واطرح فِي ملجهم حلتيتاً وَمَا يسكن الرِّيَاح ويسخن والزنجبيل وَنَحْوه واسقهم دهن خروع وَمَاء الْأُصُول والحبوب القوية بالصموغ الحارة والآبزن قد غلى فِيهِ المسخنة

 

(3/102)

 

 

المحللة ويدهنون بالأدهان الحارة كالناردين وَنَحْوه فَاجْعَلْ لَهُم شيافاً)

من قثاء الْحمار وشحم حنظل ومرار الْبَقر وبورق وَعسل وَيحْتَمل بدهن خروع وَإِذا كَانَ القولنج ألف ب من صفراء فَإِنَّهُ تكون مَعَه حرارة ويبس ولهيب وقيء صفراء ويهيج السبات فِي زمن القيظ كثيرا ويتقدمه تَعب وَنصب وأطعمه حارة فاسقه مَاء خِيَار والخطمى الرطب وعنب الثَّعْلَب والسرمق وَمَاء القرع والرجلة مَعَ خيارشبر عشرَة دَرَاهِم وَعشرَة دَرَاهِم من لوز وطبيخ التِّين والمخيطة والبنفسج وأطعمه لبلابا وبقلة يَمَانِية بدهن لوز حُلْو ومدى وتحسى مرق وَاجعَل شرابه البنفسج واحقنه بالحقن اللينة والآبزن الرطب الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْأَشْجَار الحارة اللينة الْحَرَارَة وَاجعَل فِي حقنته اللعبة الْبَارِدَة وشحم الدَّجَاج والبط وخرء الذِّئْب عَظِيم النَّفْع فِي هَذِه الْعلَّة شرب اَوْ طلي بِهِ مَوضِع الوجع مَعَ ذهن سوسن أَو دهن البان إِن كَانَت مَعَ برودة وَإِذا كَانَت مَعَ حرارة فيطلى بدهن بنفسج.

دَوَاء يتَّخذ بخرء الذِّئْب للقولنج الْحَار: خرء الذِّئْب الَّذِي يكون على الشوك اثْنَا عشر مِثْقَالا بزر الخطمي سَبْعَة مَثَاقِيل بنفسج ونيلوفر من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا ورد اللبلاب وأصل السوس المقشر عشرَة عشرَة يلت الْجَمِيع بدهن البنفسج ويعجن بالفانيذ القزائي وَيشْرب بشراب البنفسج فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فَخذ خرء الذِّئْب مَعَ زنجبيل وَدَار فلفل وحرف ونانخة وملح هندي فاعجنه بدهن خروع وَعسل واسق مِنْهُ بِمَاء الكمون وليترك جَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة المولدة لهَذَا الْمَرَض كالجبن خَاصَّة والكمثرى والسفرجل والمصل والسمك الطري واللين وَجَمِيع الْأَطْعِمَة المنفخة.

كَانَ رجل من أَرْبَعِينَ سنة بِهِ وجع فِي أمعائه يظنّ بِهِ أَنه وجع قولنج فَكَانَ يضرّهُ الكماد والنطول ويهيج وَجَعه الدّهن الْمَطْبُوخ بالسذاب وَأكل فلفلاً وَعَسَلًا مطبوخاً كالعادة فِي أَصْحَاب هَذَا الوجع فهاج وَجَعه وَاشْتَدَّ وَلما حقن بجندباستر صَار حَاله أَشد وَكَذَلِكَ لما تنَاول عصارة الحلبة مَعَ عسل كَانَ أَشد أَيْضا فحدست أَن فِي أمعائه أخلاطاً رَدِيئَة مداخلة لجرمها يفْسد مَا يردهَا من فَوق وَمَا يرد من أَسْفَل فاطعمته طَعَاما عسر الْفساد فَقل وَجَعه فتيقنت أَنِّي قد أصبت وعزمت أَن أنقي أمعاءه من ذَلِك بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَكنت أريحه من بَين الشربتين أَيَّامًا معتدلة فبريء فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا وَرجل آخر أَصَابَهُ قولنج فَأخذ سقمونيا واستفرغ استفراغاً صَالحا فَلَمَّا استحم وَخرج مِنْهُ ثفل أَكثر من الْعَادة بِمِقْدَار ذَلِك الطَّعَام مَعَ لذع شَدِيد فَظن أَنه أَصَابَهُ برد فِي الاستحمام فاحتقن بدهن السذاب فَاشْتَدَّ وَجَعه وَقَامَ ببراز كثير الْمِقْدَار)

وَلم يزل يُصِيبهُ هَذَا اللذع مَعَ البرَاز ألف ب الْكثير بأدوار ونوائب مَعْلُومَة فَعلمنَا ان السقمونيا أضرّ بالمعي فَجَعلهَا تقبل على دفع مَا ينجلب إِلَيْهَا فَأَمَرته أَن يضْرب عَن الغذية الَّتِي تطعم فِي القولنج وَأَطْعَمته خندروساً وَحب رمان فَفعل ذَلِك ونام ليلته من غير لذع وَلَا

 

(3/103)

 

 

وجع ثمَّ سقيته بعد ذَلِك عصارة السماق مَكْسُورَة بِمَاء كَيْمَا إِن كَانَ بِهِ قُرُوح قَبضه وَإِن كَانَ خلط ينجلب مَنعه وصده وأمرته أَن يَأْكُل الطَّعَام الأول بِعَيْنِه وَأَن يَأْكُل عشاءه خبْزًا مبلولاً بشراب قَابض ويتناول من الْفَاكِهَة الَّتِي لَهَا قبض يسير فَفعل هَذَا ثَلَاثَة أَيَّام وَشرب فِي الرَّابِع ترياقاً فبريء برءاً تَاما. د: مَتى شرب ورق الغرب نع فلفل قَلِيل مسحوق بشراب بعد جودة سحقها نفع من إيلاوس والبابونج يشفى من إيلاوس الزَّيْت مَتى حقن مِنْهُ بست أَوَاقٍ وَهُوَ فاتر نفع من إيلاوس الَّذِي من ورم فِي الأمعاء وَشدَّة الزبل.

بولس: من النَّاس من يقتل الزيبق حَتَّى يصير كالرماد ويسقيه أَصْحَاب إيلاوس. الاحتقان بالزبد وَأكله جيد فِي إيلاوس.

اسْتِخْرَاج: دهن الإيرسا مَتى شرب مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف جيد لإيلاوس. د: قراضي وَتَفْسِيره الغرب وورق هَذِه الشَّجَرَة إِذا شرب مَعَ فلفل قَلِيل بعد سحقه بِالشرابِ نفع من إيلاوس.

التِّين الْيَابِس وأطراف الكرنب النبطي إِذا تحسى طبيخه والقطف وبزر الأنجرة إِذا سحق مِنْهُ دِرْهَمَانِ وَشرب بِمَاء أَطْرَاف الكرنب النبطي وَكَذَلِكَ ورق الفنجنكشت إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم مسحوقاً بِمَاء حَار والقاقلي الْكُبْرَى إِذا سحقت وَشرب مِنْهَا مِثْقَال وأصول السوسن إِذا شرب مِنْهَا مثقالان بِمَاء حَار واللبلاب إِذا عصر مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ غير مغلي والحاشا إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء حَار أَو بِمَاء اللبلاب والكماذوريوس إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ الزّبد إِذا لعق وَحده أَو مَعَ عسل أوقيتان بِالسَّوِيَّةِ وَحب البان المقشر إِذا شرب مِنْهُ)

دِرْهَمَانِ والكرسنة المنخولة بحريرة يشرب مِنْهَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل وأقوامها كلهَا دهن الخروع وَبعده دهن السوسن والغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الْعَسَل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ وَالصَّبْر الأسقوطري مِثْقَال بِمَاء حَار وَكَذَلِكَ إِن أَخذ بأوقيتين من اللَّبن الحليب وأوقية عسل والميعة السائلة إِذا شرب مِنْهَا خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ مِثْقَال وَاحِد من علك الأنباط والأفسنتين والقيصوم إِذا شرب مِنْهُمَا خَمْسَة دَرَاهِم من كل وَاحِد وَمن مَا أَحدهمَا أوقيتان نقي المعي وَفتح السدد وأسهل الْخَلْط الغليظ اللزج وَأخرج الْحَيَّات وَحب القرع. استخرج: هَذِه الأخلاط والحيات تكون كم من مرّة بِسَبَب إيلاوس.

من جيد التَّدْبِير: يسقى صَاحب إيلاوس دهن الخروع مَعَ صَبر أَو يُبَادر بِالصبرِ ثمَّ يتبع بدهن الخروع ألف ب وَإِن شرب الزّبد وَالْعَسَل ممزوجين شَيْئا كثيرا.

روفس: هُوَ مرض حاد وَلَا تسلك الرّيح فِيهِ إِلَى أَسْفَل وَيكون مَعَه غثي متتابع وَضعف

 

(3/104)

 

 

شَدِيد وَمَتى أكل اشتدت أعراضه ويقيء الزبل إِذا استحكم أمره ويتجشأ جشاءاً منتناً وَيقتل فِي الرَّابِع أَو السَّابِع وَقد رَأَيْت من بلغ بِهِ إِلَى الْعشْرين ثمَّ قتل والمحسبة فِيهِ صَغِيرَة منضغطة طبيخ نَافِع من إيلاوس الَّذِي من ورم المعي: مَاء ورق عِنَب الثَّعْلَب وورق الخطمى والخياشنبر ودهن لوز ودهن بنفسج وَمَاء الْجُبْن يمرس فِيهِ الخيارشنبر طبيخ نَافِع من إيلاوس الَّذِي من ورم المعي: مَاء ورق عِنَب الثَّعْلَب وورق الخطمي والخيارشنبر ودهن لوز ودهن بنفسج وَمَاء الْجُبْن يمرس فِيهِ الخيارشنبر ويسقى.

من تذكرة عَبدُوس: اسْتِخْرَاج: الديل على ورم المعي التهاب الْبَطن والعطش مَعَ تمدد وَثقل لَازم لذَلِك الْموضع وَكَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم والحرارة.

لإيلاوس البلغمي من التَّذْكِرَة: سنبل ساذج سذاب حب بَان حلبة بزر خطمي بزر كرفس رازيانج وأصولهما وتين ومخيطة وصبر ودهن الخروع ودهن اللوز الحلو ويتخذ على مَا يجب فَإِنَّهُ نَافِع.

حقنة لَا يلاوس من ورم حَار فِي المعي من تذكرة عَبدُوس وَتصْلح للحميات: مَاء اللبلاب وَمَاء)

ورق الخطمي مَاء الْخَبَّازِي مَاء ورق السمسم مَاء ورق النيلوفر وورده وَمَاء البنفسج وَمَاء السلق ولعاب بزر قطونا يسحق أَحدهمَا ويداف فِيهِ خيارشنبر كثير وَيجمع من دهن بنفسج ويحقن بِهِ.

لورم المعي من التَّذْكِرَة: يحقن بالزبد وَاللَّبن الحليب مَعَ شَحم البط.

الْعِلَل والأعراض: إيلاوس يكون إِمَّا من ورم فِي الأمعاء أَو من ضعف الدافعة الَّتِي فِي الأمعاء أَو من سدة فِيهَا.

وعلامة الَّذِي من ورم أَن مَعَه حمى وعطشا وتهيج الْعين وألماً وضرباناً فِي الْبَطن والزبل الْيَابِس مَعَه غثى وقيء وقرقرة وَنفخ فِي الأمعاء وَالَّذِي من ضعف الْقُوَّة الدافعة لَا يتبعهُ شَيْء من هَذِه ويتقدمه ذرب قوي وَيكون فِي الْبَطن وَفِي وَقت الْعلَّة لين وَتَكون الْأَطْعِمَة الَّتِي يَتَنَاوَلهَا صَاحب الْعلَّة قبل علته بَارِدَة.

يكون من ورم فِي الأمعاء الدقاق وعلامته حمى وعطش ووجع والتهاب وَحُمرَة الْبشرَة أَو من ثفل يَابِس صلب ويعرض مِنْهُ تمدد مؤلم وانتفاخ وغثى أَو من ضعف الْقُوَّة الدافعة ويتقدمه عدم الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَارِد والخلفة وَيكون من ورم دموي وعلاجه الفصد ويضمد وَالَّذِي من الزبل يَابِس يحقن أَولا بالأدهان وَتَكون الأدهان فاترة ثمَّ بالحقن الحارة الَّتِي فِيهَا شَحم حنظل وبورق وقنطوريون.

جورجس: قد يكون من البلغم الغليظ إِذا يبس أَو من ورم أَو من بثر فِي الأمعاء وَالَّذِي من ورم مَعَه غثى شَدِيد وكرب وطيران وَالَّذِي من بلغم مَعَه ثفل كثير علاج بلغمي ألف ب طبيخ التِّين وَالصَّبْر وأجود الْأَدْوِيَة لَهُ نفعا أَقْرَاص إيلاوس.

 

(3/105)

 

 

إبيذيميا: إِذا لم يكن مَعَه ورم فِي الْبَطن فعلامته أَلا تكون مَعَه حمى وَلَا لهيب وَلَا عَطش وَلَا تمدد فِي الْبَطن فليسق من الْخمر قدرا كثيرا بعد أَن تبرد الْخمر وَتصرف قَلِيلا إِلَى أَن يُحِبهُ النّوم أَو يحدث لَهُ وجع فِي الرجلَيْن وَقد تحله الْحمى وَاخْتِلَاف الدَّم.

إيلاوس:)

يعرض من ورم عَظِيم فِي الأمعاء يحدث فِيهِ ويلزمع قيء وَلَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه مَا يشربه وَيلْزمهُ وجع يُعَارض الشراسيف وَمَعَهُ مغس مَعَ وجع فِي الْجوف وَهَذِه الْأَعْرَاض لَازِمَة لصَاحب هَذِه الْعلَّة وَإِذا كَانَ الْبَوْل حسنا فَلهُ أدنى دلَالَة على الْخَلَاص وَإِذا كَانَ قَيْحا فدلالته على الْهَلَاك قَوِيَّة وَإِذا كَانَ الورم فِيهَا فِي الأمعاء الدقاق من فَوق فَهُوَ أردى وعلامته تَوَاتر الْقَيْء وإرهاقه وَلَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه مَا يشرب وَيلْزمهُ مغس ووجع فِي الْمَوَاضِع الْعَالِيَة وتألم مَعَه الكبد وَالطحَال وَإِن تقيأ الرجيع فَهَذَا أدل دَلِيل على ورم فِي المعي الدَّقِيق وَهِي من أحد الْعِلَل.

الْفُصُول: صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يخرج مِنْهُ البرَاز وَلَو حقن بِأحد مَا يكون من الحقن وَيكون فِي المعي الدقاق من ورم أَي ضرب كَانَ من الأورام أَو من شدَّة أَو رجيع يَابِس أَو من أخلاط غَلِيظَة لزجة. ج: وَلَا يُمكن أَن أمنع مثل هَذَا الضّيق الَّذِي يحدث فِي الأمعاء من أجل رطوبات غَلِيظَة لزجة إِذا حدث فِي إيلاوس قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج فرديء والقيء يكون فِيهَا إِذا أشفى صَاحبهَا على التّلف وَإِذا تزيد بِهِ التهوع تقيأ الرجيع وأصابه فوَاق وَرُبمَا عرض مَعَه تشنج واختلاط الذِّهْن بمشاركة العصب. قَالَ: وقيء البرَاز فِي هَذِه الْعلَّة يكون إِذا كَانَت الأمعاء فليغريوس فِي مداواة الأسقام قَالَ: أقاص الْكَوَاكِب جَيِّدَة لَا يلاوس وشراب الخشخاش.

من مداواة الأسقام الَّذِي ينْسب إِلَى ج: قَالَ: يسقى صَاحب إيلاوس من طبيخ الشبث بِزَيْت وَمَاء حَتَّى يتهرا الشبث صفه واسقه واطراح خبْزًا فِي مَاء حَار يغلي وأطعمه من ذَلِك الْخبز فَإِن نَفعه لَهُ عَظِيم وأطعمه الْخبز وَهُوَ حَار. لي صَاحب إيلاوس فحقنته طَوِيلَة تذرق فِي بَطْنه مَا تُرِيدُ وَيكون طبيخ شَحم الحنظل وَنَحْوه وَرَأَيْت فِي بعض الْكتب أَن ينْفخ فِي دبره بالزق فَإِنَّهُ يرد أقلاب المعي.

الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات أوجاع فِي الأمعاء الْعليا تدهش غَايَة الدهش يَتَحَرَّك الْقَيْء حَتَّى أَن صَاحبهَا فِي آخر الْأَمر يتقيأ رجيعه يتقيأ رصيعة وَقل يسلم مِنْهَا وَرُبمَا كَانَ ذَلِك إِذا كَانَ ورم فِي بعض الأمعاء الدقاق بِالصَّوَابِ ظن الْأَطِبَّاء أَن هَذِه الْعلَّة تحدث من ورم أَو زبل يَابِس.

الساهر طبيخ إيلاوس الَّذِي من ورم:) ألف ب بزر كتَّان وحلبة وبزر خطمى وأصوله وأصول

 

(3/106)

 

 

السوسن وشبث وخيارشنبر ودهن لوز يسقى بطبيخ أصُول السوسن وشبث وَيجْعَل فِيهِ اللعابات والدهن ويسقى أُوقِيَّة من التِّين الْأَبْيَض والمخيطة والبنفسج.

تفقد صَاحب القولنج الرَّدِيء هَل بِهِ فِيمَا مضى حيات فَإِنَّهُ قد يكون مِنْهَا ذَلِك قَالَ: وانفخ فِي دبره بالزق نفخاً شَدِيدا من سَاعَته. لي على مَا رَأَيْت: إِن كَانَ هَذَا الدَّوَاء من ورم فابدأ بالفصد من الباسلق والصافن وحجامة السَّاق ثمَّ أسق مرق الْفروج وَمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ولب الخيارشنبر ودهن اللوز والآبزن الدَّائِم وَإِن كَانَ من ثفل يَابِس فَإِن دواءه الصَّبْر أَيْضا وَبعد أَربع سَاعَات مرق الدَّجَاج مشحم البط والدهن وإذت كَانَ من التفاف الأمعاء فعلاجه كَثْرَة التقلب من شكل إِلَى شكل وَأَن يشرب من الأمراق حَتَّى ينتفخ فَإِن ذَلِك رُبمَا سوى ذَلِك الامتلاء بالنفخ بالزق فِي الدبر وَنَحْو ذَلِك وينوم العليل بعد أَن يشرب من تِلْكَ الأمراق على ظَهره ويمخض بَطْنه مُدَّة طَوِيلَة ويغمز ويدلك ضروباً مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك رُبمَا حلل ذَلِك أبن سراييون: الرَّدِيء من هَذِه المنتن وَهُوَ الَّذِي يكون الجشاء وَالنَّفس والقيء فِيهِ منتناً أَو ريح جَمِيع الْبدن فِيهِ منتناً. لي من جملَة علاجه دوَام الآبزن جدا والأمراق والحقن وَإِذا كَانَ مَعَه عَطش وحرارة فلب الخياشنبر وَنَحْو ذَلِك ودهن لوز وَقَالَ: علاجه علاج القولنج.

أوريباسيوس قَالَ: زبل الذِّئْب يسقى للقولنج فِي وَقت هيجانه للأحتراس مِنْهُ للَّذين قولنجهم لَيْسَ من ورم فلغموني فِي المعي وَقد رَأَيْت نَاسا سقوا مِنْهُ فبرأوا وَلم يعرض لَهُم بعد ذَلِك وَقد يعرض فِي الندرة لوَاحِد مِنْهُم فَيكون ضَعِيفا وَفِي زمن طَوِيل وأجوده الَّذِي تتبين فِيهِ الْعِظَام وَرَأَيْت من كَانَ يَأْخُذ هَذِه الْعِظَام الَّتِي فِي زبل الذِّئْب فيسحقها مَعَ شَيْء من ملح وفلفل ر لشَيْء إِلَّا ليجعل لَهُ طَعَاما لِئَلَّا يعرفهُ الْمَرِيض ويسقيه بِالشرابِ الرَّقِيق وَإِن أَخذ هَذَا الزبل فَشد فِي جلد شَاة قد أكلهَا الذِّئْب وَشد على مراق الْبَطن نفع نفعا عَظِيما جدا فَإِن لم يحضر فَفِي جلد إبل ودواء فيلن جيد نَافِع للقولنج بعضه قوي وحدوثه يكون إِمَّا من لذاع قد لحج فِي المعي وتشبث بهَا أَو لريح غَلِيظَة لَا منفذ لَهَا ويعرض أوجاع القولنج غير قوي وحدوثه عَن أخلاط)

بَارِدَة غَلِيظَة لزجة والفصل بَين الأوجاع الْحَادِثَة عَن ريح غَلِيظَة والحادثة عَن خلط حَار أَن الْحَار يكون يحس بِهِ بنخس وبلذع زالريح تكون مَعَ تمدد فَمن عرض لَهُ ذَلِك من أجل خلط لذاع فقد تضره الأغذية الحارة وتزيد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام ألف ب أَيْضا فِي وَجَعه وَينْتَفع بالأغذية المملوحة وَيجب أَن يعالج هَذَا بِغسْل أمعائه أَولا بحقنة من مَاء الشّعير وَعسل ويغذي بالأغذية الحميدة الْخَلْط الْعسرَة الْفساد ويحذر اسْتِعْمَال الملطفة المسخنة لِأَن الَّذِي يحْتَاج هَذَا إِلَيْهِ من العلاج إِنَّمَا هُوَ استفراغ هَذَا الْخَلْط الْحَار وتعديله بالممازجة فَإِن لم يقدر وَلَا على وَاحِدَة من هَاتين استعملنا الْأَدْوِيَة المخدرة فِي هَذِه الغلل لَيْسَ ينفع بالتخدير فَقَط بل يثخن أَيْضا رقة ذَلِك الْخَلْط ويبدل مزاجه وَمَتى كَانَ الْخَلْط الْمُحدث للوجع غليظاً لزجاً فَلَا تسْتَعْمل المخدرة أصلا

 

(3/107)

 

 

وَذَلِكَ أَن الوجع يخف بِهِ على الْمقَام لبُطْلَان الْحس إِلَّا أَن حَال العليل تصير أَشد مِمَّا كَانَت لِأَن الْخَلْط يزْدَاد بهَا غلظاً وبرداً ويعسر استفراغه فَاسْتعْمل فِي هَؤُلَاءِ أدوية لَيست بقوية الْحَرَارَة من أجل أَنَّهَا تحلل الأخلاط وَيكثر الرِّيَاح المتولدة فِيهَا فَاسْتعْمل الْمُقطعَة من غير إسخان والثوم من جنس الأغذية الَّتِي تحل الرِّيَاح إِلَّا أَنه يحرجها أَكثر من كل شَيْء وَلَا تقدم عَلَيْهِ مَتى كَانَت حمى. والترياق أَيْضا نَافِع فِي مثل هَذِه الْعِلَل إِن لم تكن حمى فَإِن كَانَت حمى فَلَا تسق من هَذِه وَاقْتصر على التكميد بالجاورس. واحقنه بدهن لطيف الْأَجْزَاء قد طبخ فِيهِ بعض البزور المحللة للرياح ثمَّ صفه والخلط بِهِ شَحم الإوز والدجاج فَإِن لم يسكن الوجع فاحقنه بِهَذَا الدّهن بِعَيْنِه ثَانِيَة واخلط بِهِ جندبادستر مِقْدَار باقلاة وأفيونا نصفا وَيكون قدر الدّهن رطلا واغمس أَيْضا فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَيْسَ العليل فِيهَا مَشْغُولًا بالحقنة صوفه فِي هَذَا الزَّيْت ويدسها العليل مَا أمكنه وفيهَا خيط يُخرجهَا إِذا أحبْ وزبل الذِّئْب قد قُلْنَا فِيهِ وَمَتى أَخذ مِمَّا يسْقط على الحشيشة قبل أَن يَقع على الأَرْض فَهُوَ أَنْفَع وَالْعِظَام الَّتِي فِي زبله هِيَ نافعة وإدمان أكل أمراق القنابر ولحومها إسفيذباج تدفع القولنج وَهِي حرز مِنْهُ. وَكَذَلِكَ أَخذ روفس فِي كتاب أوجاع الخاصرة: إِن القولنج يكون من أغذية لَا تنضج نضجاً جيدا وَمن برد مفرط فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينتفخ هَذَا المعي ويرم. وَإِن خرج الرّيح بالجشاء والضراط نقص الوجع.

بولس قَالَ: وجع القولن يكون إِمَّا من كيموس غليظ بلغمي فِيمَا بَين أغشيته أَو من ريح غَلِيظَة وَلَا منفذ لَهَا)

أوأجل ورم حَار يعرض فِيهِ أَو من أجل خلط لذاع غليظ فَإِذا كَانَ من أجل خلط لذاع تكون الأوجاع فِي عمق الْبَطن وَيَأْخُذ الْموضع كُله وأشده فِي مَوضِع القولن ويحسون كَأَن الْموضع يثقب ويتأذون بِكَثْرَة المغس والجشاء والغثى وَقذف ألف ب الكيموسات الْمُخْتَلفَة الألوان وَلَا سِيمَا البلغمية ويحتبس بطونهم احتباساً شَدِيدا حَتَّى أَنه لَا يخرج مِنْهَا وَلَا الرّيح وَقد خرج من بَعضهم زبل منتفخ كَأَنَّهُ أخثاء الْبَقر وَيكون تدبيرهم فِيمَا تقدم أَطْعِمَة بَارِدَة غَلِيظَة وامتلاء وَقلة الْحَرَكَة وَإِذا كَانَ من أجل ريح نافخة فَإِنَّهُم يحسون بامتداد أَكثر من الثّقل وَالَّذين يعرض لَهُم ورم حَار يحسون بحرارة الْموضع وَيكون مَعَه لهيب حمى لَيست بضعيفة ويحتبس مِنْهَا الوجيع وَالْبَوْل أَيْضا ويعرض لَهُم نخس مؤذ فِي الْبَطن وعطش وحراقة وغثى وَقذف الْمرة فِيهَا أَكثر من غَيرهَا وَلَا يَجدونَ فِي ذَلِك رَاحَة ولهذه الْحَال أردى حالات القولنج وأصبعها ويتخوف مِنْهَا إيلاوس وَالَّذين يعرض لَهُم من أجل كيموسات حريفة لذاعة تعرض لَهُم حرارة وعطش وسهر والحمى لَا تعرض الْبَتَّةَ وَإِن هِيَ عرضت كَانَت أصعب من حمى الَّذين بهم ورم حَار وَيكون بَوْلهمْ حريفا وَكَثِيرًا مَا يَخْتَلِفُونَ اخْتِلَافا مرياً وَإِذا سهلت بطونهم هاج بهم الوجع أَكثر فعالج الَّذين من الكيموس الغليظ الْبَارِد لَا بِالَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا لِأَن هَذِه تحلل هَذِه الكيموسات فتصب وتتولد

 

(3/108)

 

 

مِنْهَا ريَاح أَكثر لَكِن بالملطفة والمنضجة الَّتِي لَا تولد نفخاً بل تجفف من غير إسخان شَدِيد فَاسْتعْمل فِي أول السقم الحقن الْمُوَافقَة لخُرُوج الزبل حَتَّى إِذا تنقي الْبَطن من ذَلِك فاحقنه بِزَيْت قد غلى فِيهِ كمون وسذاب مَعَ شَحم إوز أَو دَجَاج واحقنه بِمَاء قد إِلَى فِيهِ قَلِيل عسل وزيت أَو يحقن بمر وَعسل ودهن من الدّهن الَّذِي يعْمل من قثاء الْحمار فَإِن كثيرا مَا تخرج هَذِه الحقنة بلغماً زجاجياً وتسكن الوجع من سَاعَته وَإِن كَانَ الحقن أَيْضا يحتبس لشدَّة الوجع فيعالج بفتيل يعْمل من عسل وكمون ونطرون وبزر السذاب وبأصول الكرنب قد جردت نعما وأنقعت بِمَاء صَالح أَو برماد كرنب قد عجن بِعَسَل أَو شَحم حنظل مدقوق مَعَ عسل ونطرون وكمون وَيجب أَن تكون الفتل سِتّ أَصَابِع لتبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ولطخ المقعدة بعصارة بخور مَرْيَم مَعَ عسل ونطرون وَإِن دَامَ الوجع فَاسْتعْمل هَذِه الحقن أَيْضا الحارة القوية: علك البطم أُوقِيَّة قطران نصف أُوقِيَّة خمر مثل ذَلِك نطرون دِرْهَم وَنصف جوشير مثله قنة مثله دهن السذاب خمس أَوَاقٍ وَأكْثر وينطل الْموضع الَّذِي فِيهِ الوجع بدهن كمون أَو دهن شبث أَو دهن قثاء الْحمار ويضمد بالضماد الْمُسَمّى بضماد البزور الثَّلَاثَة مَعَ كمون وَحب الْغَار)

وبزر كرفس وبضماد البزور الْمَعْمُول بحب الْغَار الْمَعْمُول باكليل الْملك ويجلسون فِي طبيخ الحلبة والخطمى والبابونج والبلنجاسف وورق الْغَار وَنَحْوهَا ألف ب ويجلسون أَيْضا فِي زَيْت حَار أَو مَاء زَيْت ويسقون أفسنثينا وكمونا بِالسَّوِيَّةِ وحشيشة الجوشير مَعَ المَاء وجندبادستر وأنيسون وفلفل أَجزَاء سَوَاء يسقون مِنْهَا قدر دِرْهَم وَنصف بسكنجبين فَإِن لم يكف الوجع فاسقهم معجون الفلافل والترياق وَاسْتعْمل ضماد الْخَرْدَل وَالزَّيْت فِي أَوْقَات الرَّاحَة ومياه الْحمة وَلَا ينْتَفع بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب إِلَّا أَن يضْطَر إِلَيْهِ لشدَّة الوجع وَبعد أَن يتعالجوا بِمَا ذكرنَا فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يجوز أَن يستحموا بِالْمَاءِ العذب ويكمدون بحيطان الْحمام الشَّديد الْحَرَارَة وَبعد أَن يذروا على أنفسهم النطرون وَنَحْوه فَإِن اشْتَدَّ الوجع جدا فَاسْتعْمل المخدرة الَّتِي مَعهَا تغرية أَيْضا كالقرص الْمَعْمُول بالجندبادستر والمسمى إسطيروان واحقن بِهِ واجتنب القوية التخدير فانها تصير زمَان السقم أطول من أجل أَنَّهَا تغلظ الهيول وتسد مجاري المعي وَإِذا فتر البلغم ورق قَلِيلا أسهلهم بعد ذَلِك بالإيارج أَو بِهَذَا الْحبّ: صَبر فربيون حب المازريون النقي سقمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم وَيصْلح لَهُم الْغذَاء الْحَار الْيَابِس وَيجب فِي أول الْعلَّة الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام ثمَّ أكل الْأَشْيَاء الحريفة وأعطهم كراثاً مطبوخاً مَعَ كرفس وهليون وثوم وَليكن شربهم القندير ويعطون بعد ذَلِك الأغذية الجيدة الكيموس السهلة الهضم ويتقون الأمتلاء والتخم وَإِن كَانَ الوجع ريحًا منتفخة فَبعد العلاج بالحقن والأغذية والأشربة الطاردة للنفخ وَمَتى علقت محاجم عَظِيمَة مَعَ نَار من غير شَرط على الْبَطن كُله فكثيراً مَا تكتفي بِهِ وَحده وَإِن كَانَ فِي المعي ورم حَار فاقصدهم وَإِن اشْتَدَّ

 

(3/109)

 

 

عسر الْبَوْل مَعَ ذَلِك فالصافن أَيْضا واستمل مَا ذكرنَا من العلاج خلا الْأَشْيَاء الحريفة الَّتِي تسهل بِقُوَّة شَدِيدَة وَاجعَل أَكثر استعمالك الْأَشْيَاء المسكنة فِي الحقن والأضمدة والنطولات وَالْجُلُوس فِي آبزن زَيْت وعلق عَلَيْهِم المحاجم وضمد الْبَطن ضماداً مَعَ شمع خمس أَوَاقٍ بابونج أوقيتان وَنصف دهن ورد أوقيتان وَنصف دَقِيق باقلي نصف أُوقِيَّة وَخمْس مخاخ بيض تسحق بطبيخ حلبة ولطف تدبيرهم واجعله كتدبير المحمومين حَتَّى ينْحل الورم الْحَار وَإِن كَانَ من كيموس لذاع حريف فاحقنهم بِزَيْت قد طبخ فِيهِ حلية وخطمى مَعَ شَحم بط غير طري أَو شَحم الإوز أَو الدَّجَاج ويحقنون بِمَاء الشّعير ودهن الْورْد وطبيخ بزر الْكَتَّان أَيْضا واسقهم إيارج فيقرا وليستحموا بالمياه العذبة والأغذاء الَّتِي بالأحساء والسمك الصخري وَاجعَل تدبيرهم أبرد وأرطب وامنعهم الْأَطْعِمَة الحريفة والأدوية والنطولات والضمادات)

الحريفة أَيْضا وَمن شرب الْخمر وخاصة العتيقة وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فَاسْتعْمل المخدرة فَإِنَّهَا فِي هَذِه ألف ب الْحَال أقل ضَرَرا أَنَّهَا تعدل اللذع لبردها وَقد كَانَ طَبِيب يسْتَعْمل فِي مثل هَذَا القولنج بِمدَّة تدبيراً مبرداً جدا وَالْمَاء الشَّديد الْبرد والغذية الَّتِي تلائمهم فأبرأ خلقا كثيرا بذلك قَالَ: وَقد يعرض لصَاحب القولنج فالج.

بولس: الثبادريطوس نَافِع جدا للقولنج.

من كتاب أهرن قَالَ: القولنج من أَرْبَعَة: من الرّيح الَّتِي تنفخ وَمن البلغم اللزج وَمن يبس الثفل وَمن الصَّفْرَاء وَمَا كَانَ من الرّيح يكون مَعَ تمدد وَمَا كَانَ من اليبس الثفل كَانَ مَعَه ضغط وعصر شَدِيد وَمَا كَانَ من الصَّفْرَاء كَانَ مَعَه عَطش وَمِمَّا تعالج بِهِ الحقنة بالبابونج وإكليل الْملك والشبث والحلبة وبزر الْكَتَّان والكرفس والأنيسون والكاشم والجندباستر وشحم الحنظل والثوم ودهن الخروع والقرطم وَحب السكبينج يشرب يَوْمًا وَيَوْما لَا ودهن الخروع على مَاء الْأُصُول وَيجْعَل مَعَه أَيْضا حلبة وخولنجان وسليخة ودارصيني وإيارج وَقد يَجْعَل فِي الحقنة سكبينج ومقل وجوشير ودهن اللوز والجوز والسوسن والبطم ودهن الكلكلانج ودهن القرطم.

حقنة مجربة نافعة: طبيخ الحلبة نصف رَطْل دهن شيرج أوقيتان عسل أُوقِيَّة دهن سوسن أُوقِيَّة قطران نصف أُوقِيَّة شَحم الحنظل جندباستر نصف أَو دِرْهَم دِرْهَم واللذي من الصَّفْرَاء يحقن بالحقن اللينة وَرُبمَا حقن باللبلاب ودهن الوز وسقمونيا إِذا كَانَ من صفراء أَو يتَّخذ لَهُ إسيفيداج وبسبايج وقرطم ودهن شيرج وَيطْعم أَيْضا فِي غذائه فروجاً إسفيذباها مَعَ شبث وملح وَيجْعَل فِيهِ شراب جيد ريحاني وَيمْسَح الْبَطن بألبان والزنبق وَيَنْبَغِي أَن يَأْكُل مرق القنابر وَلَا يَأْكُل لحومها وَيُطلق القولنج من سَاعَته إنفخة الأرنب وأصبت فِي كتاب الْحُدُود الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَن القولنج يعرض مَعَه وجع شَدِيد سَاعَة بعد أُخْرَى حَتَّى لَا يحْتَمل وضع الْيَد عَلَيْهِ مَعَ ضيق النَّفس والعرق الْبَارِد.

أبن ماسوية: احقن فِي علل القولنج أبدا حَتَّى تَجِيء الطبيعة لينَة.)

 

(3/110)

 

 

أهرن: القولنج يكون من الْمرة الصَّفْرَاء بتيبيس الثفل وعلامته الْعَطش والقيء الشَّديد قبل ذَلِك واستعن بالمزاج وَالتَّدْبِير فِي تعرف ذَلِك وَمن البلغم اللزج الغليظ وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِالتَّدْبِيرِ والمزاج وفقد الْعَطش والتخم الْمُتَقَدّمَة وَيكون من الرّيح وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بانتقاله وانتفاخ. الْبَطن وَيكون من الدُّود والحيات وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِأَن تكون قد تقدّمت خُرُوج حيات ثمَّ أورثت قولنجاً بَغْتَة من غير سَبَب يُوجب ذَلِك وَمن الورم وَيكون مَعَه التهاب وغم وسبات. لي. رَأَيْت القولنج لَا يكَاد يعرض من الشَّرَاب وَإِن عرض فَغير نَكِير وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا يكون إِلَّا إِذا أَكثر مزاجه إِذْ المعي يتبرد لذَلِك جدا وَيكثر الرِّيَاح فِي الْبَطن.

لي. تِلْكَ الْحَرَكَة ترَاهَا بعد القولنج تصيبه إِنَّمَا هِيَ ورم حَار حدث لشدَّة الوجع من شدَّة تمدد المعي وَهَذِه ألف ب المعي من الْمُجَاورَة للشريان الْعَظِيم فاقصده إِلَى حقنه بالدهن المرخي الْمَطْبُوخ فِيهِ أصُول الخطمى وَنَحْوه والفصد.

من كتاب الْفَائِق: القولنج يجب أَن يحقن فِي وَقت الصِّحَّة بالأدهان الحارة المقوية كي تسخن قولونه وتقوي فَلَا تقبل الْفضل بِسُرْعَة.

حب لأيوب سريع الإسهال إِذا لم تسهل الْأَدْوِيَة الْأُخَر: دانقان من شيرم وَأَرْبَعَة دوانق سكبينج.

الْخَامِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: لَيْسَ يُؤمن على من اجْتمع فِي أمعائه بلغم كثير أَن يُصِيبهُ قولنج فِي أمعائه وإيلاوس وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر باخراجه وَقد يجْتَمع ذَلِك كثيرا إِذا قل انصباب المرار كثير.

قسطاً فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: هَذَا المعي ذكي الْحس لِكَثْرَة مَا فِيهِ من الْجَوْهَر العصبي فَلذَلِك وَجَعه شَدِيد وَقد يكون قولنج من غير احتباس الطبيعة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ البلغم فِي قَعْر الأمعاء وَلم يلصق بالمعي لصوفا يسد المجرى فِي هَذِه الْحَالة يظنّ العليل أَن بَطْنه يثقب بمثقب قَالَ: أقوى الْأَدْوِيَة فِي مَا جربناه للتمريء من أجل البورق والسذاب وإيارج فيقرا أَيْضا قوي وَقد تسكن الوجع الفلونيا والمرخ بالأدهان.

 

(3/111)

 

 

(قوانين الحقن)

وجهة اسْتِعْمَالهَا والشيافات المليبة والملطفة والمسكنة والنافعة للأدواء ترد المسكنة إِلَى المسكنة وَترد فِي مَوضِع مَوضِع وتبدل هَا هُنَا أَيْضا:

3 - (كتاب الحقن)

الْمَنْسُوب إِلَى ج وَأَحْسبهُ لروفس قَالَ: أول مَا استخرج الحقن طَائِر يطير على الْبَحْر فيحقن نَفسه بمنقاره من مَاء الْبَحْر فيسهل خُرُوج مَا أكل قَالَ: إِن أقدم إِنْسَان واجتزم على أَن يحقن بِالْمَاءِ الْخَالِص فَإِنَّهُ ستمرض مِنْهُ أسافل الْبدن قَالَ: ويحقن بِالْمَاءِ والدهن فِي الحميات المجرفة ليكسر بذلك اللهيب والحرقة وترطب الأمعاء وَلَا يجب أَن يلقِي فِي هَذِه الحقنة تطرون وملح وَلَا الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ من هَذَا النَّحْو فَإِن ذَلِك يضر بالعليل المحموم جدا. لي. يلقِي فِي هَذِه الحقن لعلب البزر قطونا وَمَاء الشّعير وَنَحْوه قَالَ: وَاسْتعْمل الحقنة على مَا أَقُول ليكن العليل مُسْتَلْقِيا على قَفاهُ وَرَأسه سافل وَرجلَاهُ فَوق وعجزه مُرْتَفع وَيجْلس الحاقن بحذائه وتقرب إِلَيْهِ الْآلَة ولتكن أَظْفَاره مقصوصة لِئَلَّا يجرح المقعدة والحقنة لَا تبلغ إِلَى الأمعاء الدقاق والمعدة إِلَّا فِي الندوة قَالَ: وأمسح السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى بالدهن وأمسح المقعدة بالدهن مسحاً رويا ثمَّ أَدخل الْأصْبع فِيهَا مَرَّات كي تتسع الْحلقَة ثمَّ أَدخل المحقنة وَلَا تبالغ فِي إدخالها فَإنَّك إِن بالغت لم يدْخل مَا فِي المحقنة بأسره وَلَا تطرفها لِئَلَّا يسيل ذَلِك لَكِن اجْعَل الْأَمر متوسطاً ثمَّ انتصرها بكلتي يَديك عصراً نَاعِمًا حَتَّى يستنظف جَمِيع مَا فِيهَا قَالَ: وَإِن كَانَت طبيعة ألف ب المحموم قد احْتبست مُنْذُ زمَان فَاسْتعْمل طبيخ النخالة مَعَ شَيْء من نطرون بالدهن فَإِنَّهُ يسهل خُرُوج الثّقل واحقنه بطبيخ السلق والدهن وَلَا تسنعمل شَيْئا كثير الأرباح شَدِيد الْبرد لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ كَمَاء الْخِيَار فَإِنَّهُ ينْفخ وَمثل مَاء الكزبرة فَإِنَّهُ يخدر قَالَ: وطبيخ السلق نَافِع من أَشْيَاء كَثِيرَة وخاصة وجع الخاصرة قَالَ: وَأما حقنه القنطوريون فَإِنَّهَا تحدر المرارة والبلغم بِقُوَّة وَلَا تسْتَعْمل فِي الحميات إِلَّا بعد الأنحطاط وليستعمل طبيخه مَعَ عسل وزيت فَإِنَّهُ قوي قَالَ: وَهَذِه الحقنة أَعنِي طبيخ القنطوربون نَافِع من احتباس الْبَطن والسدد فِي الكبد وأوجاع الْمعدة وورم الطحال ووجع المفاصل والورك والأورام البلغمية وَلَا تسْتَعْمل القنطوربون حَيْثُ حرارة

 

(3/112)

 

 

وَاسْتَعْملهُ حَيْثُ الأخلاط الغليظة اللزجة فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأما حقنة الحنظل فَإِنَّهَا نافعة من الصداع والبرسام)

والتبرغش والمالنخوليا والشقيقة المزمنة والبيضة والصمم وأمراض الْعين المزمنة الَّتِي لَيست من خلط حَار حريف بل من خلط غليظ بلغمي قَالَ: وحقنة القولنج نافعة من ذَات الْجنب وَمَا ينزل إِلَى المفاصل قَالَ: وحقنة الحنطل تطبخ كَمَا يطْبخ القنطوربون ويحقن بهَا كَمَا يحقن بهَا ويحقن بهَا مَعَ زَيْت وَعسل وَكَذَلِكَ الفوذنج وَيجْعَل مَعَه عسل وزيت ويحقن بهَا. قَالَ: وحقنة الشبث نافعة من استرخاء الْمعدة وَضعف الشَّهْوَة للطعام والجشاء الْمُتَغَيّر وورم الْمعدة بطبيخ الشبث ويصفى وَيجْعَل مَعَه فِي الطَّبْخ كمون ثمَّ يَجْعَل مَعَه عسل وزيت قَلِيل ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد ويطرد الرِّيَاح. 3 (حقنة الشيح جَيِّدَة للريح والحيات) فَاسْتعْمل طبيخه مَعَ الْعَسَل الْقَلِيل وَالزَّيْت فَإِنَّهُ نَافِع وخاصة لحب القرع ولأصحاب الدق بالألعبة والأدهان وَمَا يرطب ويحقن المحموم حمى غب بدهن الْورْد قَالَ: والأحتقان بِمَاء الثَّلج ودهن الْورْد لَكِن بحذر وتوق قَالَ: وَأما حقنة دهن الْورْد فَإِنَّهُ يضْرب بِالْمَاءِ ضربا جيدا ويحقن بِهِ قَالَ: وحقنة الخشخاش جَيِّدَة لقرحة الأمعاء والحرقة الشَّدِيدَة فِيهَا صفته: يطْبخ الخشخاش حَتَّى يتهرا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ. لي. يَنْبَغِي أَن يطْبخ خشخاش وشعير حَتَّى ينضجا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ.

3 - (كتاب هندي)

إِن عصرت عَمُود المحقنة بِشدَّة شَدِيدَة فِي مرّة ارْتَفَعت الحقنة إِلَى الْمعدة وسالت من الْأنف وَالَّذِي يضغط فِي مَرَّات كَثِيرَة يفتح وَيضم وَأما الضغط اللين جدا الرخو إِلَى فَوق فَإِنَّهُ لَا يبلغ وَيقصر عَن الْموضع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ والقليل الكمية لَا يبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَالْكثير الكمبة يُورث الكسل والفتور والنفخ والزحير والحارة الشَّدِيدَة الْحَرَارَة والحديدة الشَّدِيدَة الحدة تورث الغشى وانطلاق الدَّم والباردة تهيج الرّيح وتعقل الْبَطن والسخينة توضر المعي والمثانة وتورث الزحير والدقيقة يسيرَة النَّفْع قَالَ: وَإِن حقن وَهُوَ على القفاء لم يصل الدَّوَاء إِلَى نعما

3 - (كتاب أطري)

قَالَ: إِذا أردْت الحقنة فَلَا تكن على الرِّيق ونم على الْجَانِب الْأَيْسَر وَاجعَل تَحت الورك مرفقة وابسط الرجل الْيُسْرَى وشل الْيُمْنَى حَتَّى تلتصق بالصدر وتوق أَن يعطش أَو يسعل وَأَنت تحقن فَإِن الحقنة ألف ب تخرج سَرِيعا فَإِن عرض فأعدها من ساعتك وَمَتى ذهبت تخرج فَلَا تمنعها من الْخُرُوج.

أورياسبوس قَالَ: يحقن بِالْمَاءِ فِي الحميات اللَّازِمَة الخبيثة والناقهين من مرض طَوِيل فِي مدَّته إِذا صَعب عَلَيْهِم دفع الْغَايَة ويحقن للرياح المتولدة فِي الأمعاء بحقنهم بِمَاء سخن لِأَن المَاء الفاتر يُولد رياحاُ فليحقنوا بِمَاء حَار دفْعَة بِسُرْعَة وتتخذ الحفنة لمن أفرط فِي بَطْنه اليبس من طبيخ الخطمى والملوكية واللذع والحرقة طبيخ بزر الْكَتَّان قَالَ: وينفع الْخبز

 

(3/113)

 

 

لقروح الأمعاء قَالَ: ويحقن بِهِ بعد حقن قَوِيَّة لِأَن هَذِه الحقنة تصلح حَال الأمعاء وتغذو وَأما عصارة السلق فَإِنَّهَا جَيِّدَة لالتواء الأمعاء وإصلاحها ويذبيان الْغَائِط الْيَابِس وَأما عصارة البقلة الحمقاء فَإِنَّهَا جَيِّدَة من التلهب الَّذِي يعرض فِي الأمعاء وَمن ورم حَار شديدالحارة أَو يعرض من دَاخل المقعدة بِسَبَب خُرُوج غَائِط صلب أَو غير ذَلِك قَالَ: وَأما الدّهن الْمَطْبُوخ بحب الْغَار فَإِنَّهُ جيد للرياح جدا وللذي حم من برد عرض لَهُ وَأما اللَّبن فَإِنَّهُ جيد جدا للزحير والأمعاء ويخلط بِهِ شَيْء من شَحم الدَّجَاج وَأما السّمن فَأَنا قد تحقن بِهِ القروح الوسخة فِي الأمعاء وَفِي احتباس الزبل بِسَبَب ورم عَظِيم حدث فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيسْتَعْمل الحقن بِالشرابِ والدهن فِيمَن شرب الأفيون وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الحقن ثَلَاث قوطولات وأفله قوطولي وَكَثِيرًا مَا يحقن فِي يَوْم وَاحِد مرَّتَيْنِ وَثَلَاثَة)

وخاصة إِذا كَانَ فِي المعي الْمُسْتَقيم قرحَة أَو ورم من الأورام الحارة يمْنَع خُرُوج الْغَائِط من الأمعاء الني فَوْقه قَالَ: وللذين أكلُوا فطراً قَاتلا الحقن المتخذة من نطرون وأفسنتين وعصارة الفجل وطبيخ السذاب وَلَا سترخاء المعي الْمُسْتَقيم حقنة تتَّخذ من المَاء وَالْملح وللحيات

3 - (جَوَامِع أغلوقن)

قَالَ: الحقن تضر بالمعدة فَلذَلِك إِذا أردنَا أَن نحقن إنْسَانا معدته ضَعِيفَة أمرناه أَن يشرب قبل الحقن مَاء فاتراً لِئَلَّا تصل الحقنة إِلَى جرم الْمعدة نَفسهَا والفتل لَا تبلغ قوتها إِلَى الْمعدة فَلذَلِك إِذا أجزتك اقتصرت عَلَيْهَا. لي. قد رَأَيْت فِي مَوَاضِع كَثِيرَة أَنه يجب أَن يطعم قبل أَن يحقن.

حنين فِي الْمعدة عمل حقن فِيهَا سقمونيا فَقَالَ: تسهل صفراء أَو حقن فِيهَا قنطوريون وأفيثمون وفوذنج وخربق وبسبايج فَقَالَ: تسهل سَوْدَاء. 3 (الأولى من) 3 (حَرَكَة الصَّدْر والرئة) قَالَ: قد يعرض أَن تقع الرّيح فِي الأمعاء بِغَيْر حذق الحاذق أَو توانيه. لي. هَذَا يكون إِذا عصر وَفتح مرّة بعد مرّة فَيكون الْحَال كالنفخ بالزق وَإِذا قبض على فضل بِمَاء الدَّوَاء فِيهِ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يقبض بِمرَّة على مَوضِع بنانه مَا فِي المحقنة ثمَّ يعصر ويخرط لِئَلَّا يدْخلهُ.

3 - (الْعِلَل والأعراض)

السَّادِسَة: قد يصعد من الحقنة فِي بعض الْأَحَايِين شَيْء يتقيأه الْإِنْسَان.

أحْوج النَّاس ألف ب إِلَى الحقنة من كَانَت طَبِيعَته مائلة إِلَى الْحصْر ومعدته ضَعِيفَة توهنها المسهلة وتقيأها إِذا أَخذهَا وأمعاؤه لَا تدفع الْفضل على مَا يجب فَهَؤُلَاءِ يحقنون بِمَا يُحَرك وَرُبمَا حقنوا بالدهن الْمُفْرد كي يلين الثفل وَيخرج وَلَا يَنْبَغِي أَن يديم ذَلِك لِئَلَّا يعْتَاد الأمعاء أَلا تدفع شَيْئا إِلَّا بالحقنة قَالَ: وَتحمل الشيافات الملطفة للبطن خَاصَّة لمن أَرَادَ حقنة لم تخرج الحقنة مِنْهَا لَكِن تنقي دَاخِلا.

 

(3/114)

 

 

ألميامرقال: قولا أوجب فِيهِ: إِن الحقن أَحْمد لمن أَصَابَهُ ضَرْبَة على رَأسه أَو ورم هُنَالك لِأَنَّهَا تحدر الأخلاط إِلَى أَسْفَل وَلَا ينحدر مِنْهُ شَيْء إِلَى الرَّأْس كالحال فِي الْأَدْوِيَة المسهلة قَالَ فلتكن قَوِيَّة لِأَن هَذِه يكثر جذبها وَلَيْسَ إِنَّمَا يستفرغ مَا فِي الأمعاء والبطن بل مَا فِي تقعير الكبد.

3 - (من كتاب فارمي)

إِن ضغت المحقنة جدا ارْتَفع الدَّوَاء إِلَى الْمعدة وَخرج من الْأنف وَيجب على ذَلِك أَن تجز شعره حَتَّى توجعه وترش عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد ويسقى أدوية الْمَشْي قَالَ: والضغط المقصر لَا يبلغ مَا تريده بل ينوم المحقنون على فرَاش يشرف أسافله إِلَى أعاليه إشرافاً صَالحا وينام على يسَاره وَيقبض رجله الْيُمْنَى إِلَيْهِ ثمَّ يدْخل الأنوبة إِلَى مَوضِع الْفلس ويضغط الزق باعتدال ويمسك بلين ثمَّ يخرج وينام على ظَهره. 3 (ابْن ماسوية)

3 - (الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج من الأمعاء)

الثفل إِذا احتملت: مرار الْبَقر مَعَ عسل وَمَاء حَار مَعَ مري ويحقن بِهِ وطبيخ الحلبة وطبيخ بزر الْكَتَّان مَعَ عسل ومرار الْبَقر مَعَ البورق وَكَذَلِكَ الحنظل إِذا خلط بِعَسَل والفجل إِذا غمس فِي الزَّيْت وَاحْتمل ألان الطبيعة وَكَذَلِكَ تفعل أصُول الكرنب والفوتنج الْجبلي إِذا سحق وخلط بِعَسَل وَجعل شيافة والحرف إِذا سحق وَجعل مَعَ عسل مَعْقُود وبورق وعصارة قثاء الْحمار.

من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي الحقن وَأَظنهُ لروفس قَالَ:)

بعض الطير يحقن نَفسه بِمَاء الْبَحْر فيسهل بَطْنه قَالَ: إِذا كَانَ غرضك إِخْرَاج فضل غليظ من الْبدن فَلَا تحقن بالحقن اللينة الساذجة الَّتِي تهَيَّأ من مَاء وزيت وَعسل ونطرون لِأَن هَذِه لَا تقوى عَلَيْهَا فتزيد فِي الْأَذَى بكميتها قَالَ: ويحقن بِالْمَاءِ والدهن فِي الحميات الشَّدِيدَة البتهاب والحرقة وَلَا يخلط مَعهَا شَيْء حَار الْبَتَّةَ وَلَا غير المَاء والدهن فيطفئ لهيب الْحمى ويسكن توقدها قَالَ: واحقن العليل وَهُوَ مستلق على قَفاهُ وَرَأسه منحل وَرجلَاهُ وعجزه مُرْتَفعَة ولتكن أظفارك مقصوصة فَإِنَّهُ رُبمَا عرض من ذَلِك شقَاق فِي المقعدة. وَأَقُول: إِنَّه يجب أَن تدهن الْحلقَة مَرَّات ويرويها ثمَّ تدهن السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى وادخلها فِي الْحلقَة ثَلَاث مَرَّات لتتسع ثمَّ أَدخل المحقنة وَلَا تبالغ فِي إدخالها يَعْنِي قصبتها لِأَنَّك مَتى بالغت فِي ذَلِك لم يدْخل ألف ب جمع مَا فِي الزق وَلَكِن أدخلها إدخالاً وسطا ثمَّ اعصرها بكلتى يَديك. لي يجب أَن يكون قصب الحقنة ذَا ممرين أَحدهمَا يدْخل مِنْهُ الدَّوَاء وَالْآخر يخرج مِنْهُ الرّيح وَهَذَا يكون مُوَافقا على هَذِه الصَّنْعَة وتوهم أنبوبته فِي وَسطهَا حجاب تَنْقَسِم إِلَى مجريين ولتكن مُنْتَهى أحد المجريين وَهُوَ عِنْد اتِّصَاله بالزق مسدود بِرَصَاصٍ ملحم وَيكون ذَلِك فَوق لِئَلَّا يمر فِيهِ من الدَّوَاء شَيْء وَيكون لهَذَا المجرى المسدود فِي نهايته عِنْد الزق ثقب يخرج مِنْهُ الرّيح وَهَذَا الثقب لَا يبلغ أَن يدْخل فِي الدبر فَإِذا حقنت بِهَذِهِ المحقنة وَأَنت

 

(3/115)

 

 

تقدر على مَا يدْخل من الدَّوَاء وَيخرج من الثقب الَّذِي للمجرى المسدود فِي أَكثر الْأَمر لَا يسيل الحقنة وَلَا يخرج إِلَى خَارج لِأَن الحقن فِي أَكثر الْأَمر إِنَّمَا تدخل فِيهَا الرّيح لِأَنَّهَا تزحمها مَا دَامَ الْعَصْر قَائِما فَإِذا حل عَنْهَا دَفعته الرّيح بِقُوَّة قَوِيَّة فَإِذا خرج من الرّيح بِقدر مَا دخل وَكَانَ حَال الْبَطن بِحَالهِ. قَالَ: وطبيخ النخالة مَعَ القنطوريون وَالزَّيْت يخرج النجو إخراجاً جيدا وَإِذا كَانَ مَعَ حمى فاحقن بطبيخ السلق والدهن فَقَط قَالَ: والسلق نَافِع جدا خَاصَّة فِي أوجاع الخاصرة قَالَ: وَأما حقنة القنطوريون فَإِنَّهَا تحدر البلغم والمرة الصَّفْرَاء بِقُوَّة قَوِيَّة وَلَا تستعمله إِلَّا فِي الأقوياء فَخذ طبيخه واخلط بِهِ عسلاً ودهناً واحقن بِهِ وَهُوَ جيد لاحتباس الْبَطن وأوجاع الْمعدة ورم الطحال ووجع المفاصل وافحص قبل استعمالك إِيَّاه فَإِن كَانَت الأوجاع من اخلاط لَطِيفَة حارة فإياك وَهُوَ وَإِن كَانَت من أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأما حقنة الحنظل فَإِنَّهَا تَنْفَع من الصرع والبرسام وَثقل الرَّأْس والمالنخوليا والصداع المؤذي والصمم وأمراض الْعين الَّتِي من مَادَّة غَلِيظَة مزمنة بَارِدَة وَإِذا كَانَ مَعَ وجع الْعين ثقل فِي الرَّأْس واحتباس الْبَطن فَاسْتَعْملهُ وحقنة الشبث نافعة من استرخاء الْمعدة وَضعف شَهْوَة الطَّعَام)

والجشاء الرَّدِيء وورم الْمعدة وحقنة الفوذنج النَّهْرِي نافعة من ذَات الْجنب والمفاصل يخلط طبيخه مَعَ عسل ودهن وَيسْتَعْمل. يُؤْخَذ طبيخ الشيح وَيجْعَل مَعَه كمون قَلِيل حَتَّى يطْبخ وَعسل وزيت ويحقن بِهِ ويطرد الرِّيَاح وحقنة الشيح الأرميني جَيِّدَة من الدُّود ويحقن بطبيخها مَعَ الْعَسَل وَالزَّيْت فَإِنَّهَا نافعة جدا وخاصة إِذا كَانَت فِي الأمعاء السفلي فاجتنب الحقن الحارة والقوية فِي الصّبيان والشيوخ والأبدان الْيَابِسَة فَاجْعَلْ حقنتها مرطبة وبالضد وَإِذا أردْت حفظ الْبدن على مَا هُوَ عَلَيْهِ فبأشكاله وَنَقله إِلَى أضداده وزد فِي الزَّيْت فِي حقن الشَّبَاب فَإِنَّهُم ألف ب يَحْتَاجُونَ إِلَى ترطيب الثفل كثيرا لِأَنَّهُ يعرض لَهُم يبس الثفل كثيرا وللمشايخ انقص الدّهن ورد فِي الْعَسَل وَقد يحقن من بِهِ حمى محرقة بِالْمَاءِ ودهن الْورْد. وَصَاحب افيلقوس: إِن تَأْخُذ بزر كتَّان وتحقنهم بِهِ وَأما حقنة الخشخاش فنافعة من ذوسنطاريا والحرقة الشَّدِيدَة فِي المعي تسكن الحرقة وتقطع الأختلاف وَإِذا كَانَ الذبول أغلب فطبيخ بزر الْكَتَّان وَإِن كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاحقنه بدهن ورد وَمَاء. لي للحمى الحارة واليبس الشَّديد يجمع حِدة إِلَى قلَّة إثارة: للحرارة احقن العليل بِمَاء الْخبز مُفردا واحقن أَصْحَاب السل بحقن الْجِمَاع فَأَما الأفيون فَإِنَّهُ يدْخل فِي الحقن والشيافات ويسكن الأوجاع وخاصة الزحير.

وَقَالَ ج فِي إبيذيميا: إِنَّه رأى قوما احتملوه فماتوا فَلَا يَنْبَغِي أَن يهولك هَذَا إِذا رَأَيْت كَثْرَة الدَّم وَأما إِذا رَأَيْته قَلِيل الدَّم فَإِنَّهُ قَلِيل الْحَرَارَة فَلَا تقدم عَلَيْهِ. 3 (حنين فِي الْمعدة) حقنة تسهل الصَّفْرَاء: طبيخ النخالة والبنفسج رَطْل بورق ربع أُوقِيَّة سقمونيا ربع دِرْهَم دهن بنفسج يحل فِيهِ

 

(3/116)

 

 

3 - (حقنة تسهل البلغم) طبيخ السلق رَطْل خربق نصف أُوقِيَّة شَحم حنطل مِثْقَال زَيْت ودهن قرطم يحتقن بِهِ. 3 (حقنة تسهل السَّوْدَاء) طبيخ الخربق والأفيثمون والسلق وشحم الحنظل وبورق وزيت وَعسل.

ابْن سرابيون اختر فِي الحقن أَلا تدخل فِي الْجوف ريح وَذَلِكَ بِأَن تجْعَل العض فِي مرّة وَلَا تخل عَن الزق ثمَّ يعصر أَيْضا لِأَن ذَلِك يدْخلهُ ريح تحْتَاج أَن تنفذ بالعصر الثَّانِي مَعَ الدَّوَاء فَإِذا غمزت على الزق فَلَا تخله لَكِن اخرطه أبدا فَإِذا جف فاسخن الشيرج بعد الحقنة فَإِن ذَلِك يمْنَع أَن تخرج الحقنة واسخنه فِي الذوسنطاريا بالصوف قد بل بِمَاء حَار قَابض وَفِي غير ذَلِك بِمَا يسخن. لي. سَماع يحقن صَاحب وجع الكلى وعرق النِّسَاء وَهُوَ ملقى على ظَهره أما صَاحب القولنج فَيكون متكنا على أَربع.

من كتاب مسيح: فَتِيلَة تخرج السَّوْدَاء نافعة من عللها كعضة الْكَلْب الْكَلْب وَغير ذَلِك من نَحْوهَا: خربق أسود فليغربوس: أَقْرَاص السكوكب جَيِّدَة لإيلاوس وشراب الخشخاش.

من مداواة الأسقام لج: يسقى صَاحب إيلاوس طبيخ الزَّبِيب مَعَ الشبث يطبخان مَعًا حَتَّى ينضجا ثمَّ يصفيان ويسقى أَو يطْرَح خبز فِي مَاء حَار ويغلي. وَيطْعم مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَيطْعم الْخبز وَهُوَ حَار واحقنهم بِهِ وحقنة دهن الْورْد يَنْبَغِي أَن يضْرب مَعَ المَاء ضربا جيدا ثمَّ يحقن بِهِ وَأما حقنة الخشخاش ألف ب فنافعة لذوسنطاريا والحرقة الشَّدِيدَة فِي المعي يسكن الحرقة وَيقطع الإختلاف وَإِذا كَانَ الذبول أغلب فطبيخ بزر الْكَتَّان وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاحقنه بدهن ورد وَمَاء. مُفْردَة ج لايلاوس: إِذا شرب من ورق الْغَار مَعَ فلفل قَلِيل بشراب بعد أَن يسحق)

نعما نفع من إيلاوس والبابونج يشفي من إيلاوس الزَّيْت المفتر يحقن بِنصْف رَطْل مِنْهُ ينفع من شدَّة الزبل والورم والزيبق يقتل حَتَّى يصير كالرماد ويسقى أَصْحَاب إيلاوس الزَّيْت يُؤْكَل ويحقن بِهِ فِي إيلاوس الَّذِي من ورم المعي دهن الإيرسا يشرب مِنْهُ أوقيتين وَنصف جيد لايلاوس وَقد يكون من الحبات إيلاوس.

أَن يسقى صَاحب إبلاوس دهن خروع على نَقِيع الصَّبْر ويلعق زبدا وشيئاً من عسل وَقَالَ: لَا يخرج مِنْهُ ريح بتة وَمَعَهُ غثى شَدِيد متدارك وَضعف كثير فَإِن أكل

 

(3/117)

 

 

اشتدت أعراضه ويتجشأ منتناً وَرُبمَا قاء الزبل وَيَمُوت فِي الرباع أَو السَّابِع وَرُبمَا بلغ الْعشْرين ودرور الْعُرُوق والمجسة مِنْهُم صَغِيرَة. 3 (التَّذْكِرَة) ينفع إيلاوس مَاء ورق الخطمى وخيارشنبر ودهن لوز أَو مَاء الْجُبْن أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب يمرس فِيهِ خيارشنبر وَيدل على ورم المعي الْعَطش وحرارة لمس الْبَطن مَعَ ثقل فِي ذَلِك الْموضع لَازم وَشدَّة حرارة الْجَسَد والحمى. 3 (من حقنة إيلاوس من ورم المعي) مَاء اللبلاب وَمَاء ورق الخطمي وَمَاء الْخَبَّازِي وَمَاء ورق السمسم وَمَاء ورق النيلوفر وَمَاء البنفسج وَمَاء السلق ولعاب بزر قطونا ودهن البنفسج وفلوس خيارشنبر ويحقن بِلَبن حليب أَو زبد وشحم بط 3 (فليغرورس) أَقْرَاص الْكَوْكَب جَيِّدَة لَا يلاوس وشراب الخشخاش. من مداواة الأسقام لج: يسكن إيلاوس طبيخ الشبث بزبيب يطْبخ حَتَّى يتهرا واطبخ خبْزًا فِي مَاء حَار يغلي وأطعمه فَإِن لَهُ نفعا عَظِيما واحقنه بزراقة طَوِيلَة وَيكون طبيخ شَحم الحنظل وَنَحْوه بعد الحقن بدهن.

أبقراط: انفخ فِي دبره بالزق فَإِنَّهُ جيد.

الطَّبَرِيّ: من كَانَ يعتاده حب القرع دَائِما ويعتريه إيلاوس فاحدس على أَنه مِنْهَا فاسقه مَا يُخرجهَا وانفخ فِي دبره بالزق واحقنه من سَاعَته بعد النفخ.

الْيَهُودِيّ: صَاحب الكلى يسهله الْيَسِير من الْأَدْوِيَة المسهلة وَصَاحب القولنج لَا تسهله إِلَّا القوية ويضر صَاحب الكلى الحقن وينفع أَصْحَاب القولنج وَيكون مَعَه عسر بَوْل ووجع الفقار ويجد الوجع فِي آخر الْأَمر وَصَاحب وجع القولنج لَا يخف إِلَّا بانحدار الْبَطن أَو خُرُوج الرِّيَاح.

التَّذْكِرَة للنفخة فِي الْبَطن كُله: اسْقِهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم كرويا بِمَاء حَار أَو نَبِيذ صرف قوي. ألف ب الشَّديد: نانخة شونيز كرويا كمون سذاب كاشم زوفرا فوذنج شبث صعتر يطْبخ ويصفى المَاء وَيحل فِيهِ سكبينج جاوشير جندباستر وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن المرزنجوش أَو دهن الناردين ويحقن بِهِ.

دَوَاء للنفخة عَجِيب نانخة فلفل ورق السذاب الْيَابِس دارصيني كندر قرنفل جندباستر سكبينج صعتر كرويا كمون شونيز أفيثمون وَج زرنباد حب الْغَار قسط رواند يجمع ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بشراب قوى صرف.

أَبُو بكر النفخ القوية زنجبيل دِرْهَم فلفل مثله تَرَبد نصف دِرْهَم سكر دِرْهَم وَنصف يسقى بِمَاء حَار.

 

(3/118)

 

 

فليغرغورس: بذلك صَاحب القولنج دلكا رَفِيقًا طَويلا وتدلك ساقاه دلكا قَوِيا فلوبلا وادهن بَطْنه بدهن السذاب والكمون والجندباستر ثمَّ يضمد الفربيون والفلف أَو يدلك بهما مدافان بالدهن.

قَالَ أَبُو بكر: هَذَا ضماد قوى سذاب فوذنج شونيز كمون حلبة قرطم ورق الْحمام بزر الأنجرة خَرْدَل يطْبخ ببزور تجمع بِهِ ويضمد أَو بلعاب بزر الْكَتَّان.

روفس فِي الحقن: قد أصَاب الْعلمَاء فِي هَذَا الوجع بالتكميد والضماد الْحَار لِأَنَّهُمَا يبرئانه وَيَنْبَغِي أَن يدمن وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة القوية وخاصة مَا يسهل السَّوْدَاء إِذا حقن بهَا رُبمَا أورثت سحجاً رديئاً بعد القولنج وَإِذا كَانَ القولنج بعقب ضعف الْمعدة أَو قُرُوح الأمعاء فافصد لذَلِك وَأَنت تَسْتَغْنِي عَن الحقن الحادة وَإِذا كَانَت بعقب الزحير فَإِن فِي طرف المعي ورماً.

جورجس الضماد الْمُتَّخذ من الْخبز والأفيون من كتاب الْمعدة لحنين ضماد للنفخ والقولن: حلتيت جندباستر بالسواء زَيْت قد طبخ فِيهِ سذاب.

وشيافه تسكن الزحير والوجع الشَّديد: أفيون جندباستر بالسواء.

الطَّبَرِيّ: اللوز المر والحلو نافعنا للقولنج.

من كتاب عَلامَة القولنج: إِذا رَأَيْت ذَلِك فبادر بالفصد من الصَّافِن وَأخرج الدَّم مَرَّات وَقد فعلنَا ذَلِك فَلَانَتْ الطبيعة وأدر الْبَوْل وأخص شَيْء بالريحي المحجمة وَإِذا ظَنَنْت القولنج من ورم حَار فَلَا تسخن فَلَا)

تسخن فَإِنَّهُ يصير إيلاوس وَلَكِن عَلَيْك بالفصد من الذِّرَاع والشربح مَرَّات والألعبة المزلفة فَإِن احْتبسَ الْبَوْل فصدت الصَّافِن والقولنج بعضه قوي الوجع وَبَعضه لَا والقوى يحدث إِمَّا من اجل الْخَلْط اللذاع اللاحج فِي الأمعاء أَو يكون متشبثاً بهَا أَو من ريح غَلِيظَة لَا منفذ لَهَا وَغير القوى حُدُوثه من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَالْفرق بَين الريحي والمري تمدد مَعَ الريحي والمري تمدد مَعَ الريحي والثفل وَمَعَ المري لذع وكرب وتضره الْأَشْيَاء الحارة وَيزِيد المساك عَن الطَّعَام فِي وَجَعه وَينْتَفع بالأشياء الْبَارِدَة اللينة فليعالج بحقنه من مَاء ألف ب الشّعير وَمن مَاء الْعَسَل لتغسل أمعاؤه وَمن ذَلِك الْخَلْط ثمَّ يتغذى بأغذية جَيِّدَة عسرة الْفساد وَلَا تسعمل الملطفة المسخنة فِيهِ لِأَن الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُوَ استفراغ ذَلِك الْخَلْط الْحَار أَو تعديله فَإِن لم ينجح وَاحِد من هذَيْن فَاسْتعْمل التخدير فَإِن المخدرة من هَذِه الْعِلَل نَافِع لَيْسَ بالتخدير بل بالمزاج أَيْضا وَذَلِكَ انها تبرد ذَلِك الْخَلْط وتعدله وَلَا تسْتَعْمل المخدرة مَعَ الخلاط الغليظة فَإِنَّهَا تسكن أَولا ثمَّ تهيج شَيْئا أقوى وَأَغْلظ وَلَا الْأَدْوِيَة القوية الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تثير مَا تحلل من بِهِ تكْثر الرِّيَاح من ذَلِك الْخَلْط الغليظ فيزيد الوجع لَكِن تمسك بالمقطعة من غير إسخان قوي والثوم نَافِع جدا والترياق إِذا لم تكن حمى الحقن

 

(3/119)

 

 

بدهن قد طبخ فِيهِ بزور وَحل فِيهِ جندباستر يحقن بحقن ويمزج وَيحْتَمل مِنْهُ فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح وزبل الذِّئْب نَافِع فِي جَمِيع القولنج خلا الورمي فَعَلَيْك بِهِ.

يكون من أغذية لَا تنضج كالفواكه الحامضة أَو برد شَدِيد يُصِيب الْبَطن فَإِن فِي هَذِه الْحَال ينتفخ القولن ويخففه الجشاء والقيء.

مَجْهُول: القولنج يكون إِمَّا من خلط غليظ أَو من ريح وَإِمَّا من مرار حَار وَإِمَّا لثفل يَابِس وَإِمَّا لورم فِي المعي وَالَّذِي من ثفل يَابِس مَعَه ضغط شَدِيد كالشيء الناشب وَمَعَ المري عَطش وَلَا يُطَاق الهليون والكراث مِمَّا ينفع من القولنج وَكَذَا السمسم واللوز والقرطم وَالْعَسَل والفانيذ ومرق لقنابر والديوك واللبلاب والملوكية والسلق وَمَاء الحمص والتين والسذاب والمون اسحق مَتى كَانَ الوجع شَدِيدا مَعَ لذع ومغس بدهن بنفسج وَيكثر تجرع المَاء الْحَار ودهن لوز حُلْو وَمر ودجاجة مَعَ خبز سميذ وَمَتى كَانَ تمدد فِي الْبَطن كالطبل فاعط المذهبة للنفخ واحقن بِزَيْت البزور وَاسْتعْمل المحجة وغذ بالكراث والثوم وإسفيذباج بالشبث والمون وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بشديد فَإِنَّهُ خلط بَارِد غليظ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يسهل بِشرب المسهلة فاسقها واعط مَاء الْأُصُول)

وإيارج فيقرا وخروعاً واحقنه بالصموغ الحارة. 3 (حقنة المري) بنفسج وورق الخطمى وأصوله ونخالة وسَاق ملوكيا وورق القرع سبستان تين أَبيض أصل السوسن دهن بنفسج مري الْغذَاء مَاء الْبُقُول المزلقة بدهن لوز وألزمه بعد الاحتراس مِنْهُ بلب الخيارشنبر وشراب البنفسج وَمَاء الْبُقُول والألعبة وَإِن كَانَ عسراً.

قَالَ فِي الأسقام المزمنة: إِذا عرض القولنج بعد الْأكل فقيئه فَإِنَّهُ يجِف وَاجعَل فِي طَعَام من يَعْتَرِيه أبدا بزوراً ومطلقة والبقول الرَّديئَة إِلَّا السلق وَمَاء الكرنب وَالزَّيْتُون الْأسود جيد لَهُ وَالْمَاء الْبَارِد والرديء وَالشرَاب أصلح وَحب ألف ب الصنوبر عِنْد النّوم ينفع مِنْهُ وَمِمَّا يعْمل فِيهِ بِخَاصَّة أصل البنج إِذا علق عَلَيْهِ بطن الاوز إِذا شوى وَأطْعم وَقرن إيل محرق يسقى مِنْهُ مِثْقَال وَقت هيجان الْعلَّة وَكَذَا إِذا أطْعم قنبرة مشوية سكنت الوجع من سَاعَته وينفع مِنْهُ أَيْضا سقى ملعقتين من الجندباستر وَالْملح الدراني بالسواء وَإنَّهُ عَجِيب يسقى العليل مِنْهُ فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح وَيُطلق الْبَطن وَاسْتعْمل للامن من العودة ودلك الْبَطن وَالظّهْر بالكرنب وَالزَّيْت والنطرون وضماد الْخَرْدَل يوضع على الْبَطن فَيمْنَع العودة ويستأصل السقم وَيسْتَعْمل الكي أَسْفَل السُّرَّة وَيمْنَع أَن يلتحم زَمنا طَويلا كي تسيل مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وتنفعهم الرياضة وتضرهم التخم وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْمَاء المالح نَافِع لَهُم والحريق يستأصل وجعهم.

يضرّهُ الْخلّ والبقل والجبن وَجَمِيع مَا يُخَفف الْبَطن وَيلْزم الحلو وَالدَّسم والإسفيذباج وَنَحْوه وَالْمَاء الْبَارِد لكل وجع يكون فِي الْبَطن فالإسهال يقلعه إِلَّا القروح والدبيلة. 3 (من تسكين الأوجاع) قَالَ: كَانَ رجل عليل يظنّ ان بِهِ قولنجا كَانَ لَا ينْتَفع بِشَيْء من النطولات والحقن بدهن السذاب

 

(3/120)

 

 

ساءت حَاله وَلما حقن بالحقنة الَّتِي يَقع فِيهَا الجندباستر صَار إِلَى حَال أشر وأرداى وَلما تنَاول أَيْضا عسلاً وفلفلاً صَار شرا وَكَذَلِكَ أَيْضا لما تنَاول عصارة الحلبة فخمنت أَن ذَلِك لِأَن فِي أمعائه أخلاطاً لذاعة مداخلة لجرم المعي نَفسه تردما من أَسْفَل وَمن فَوق وتجلبه إِلَى نَفسهَا فأطعمته طَعَاما يعسر فَسَاده فرأيته قد قل وَجَعه فَعمِلت أَنه يحْتَاج إِلَى تنقية ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء المشرب لأمعائه وإيارج فيقرا هُوَ أَجود مَا نتقى بِهِ هَذِه الأخلاط إِلَّا أنني لم أقدم على تنقبته دفْعَة لِأَنَّهُ لما كَانَ قد نهك لطول الوجع وشدته لم أجتزم على ذَلِك لكنني فعلت ذَلِك بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أريحه بَين كل استفراغين أَيَّامًا فبرئ فَيَنْبَغِي أَن يجيد الحدس والتخمين ثمَّ تقدم على العلاج إِن شَاءَ الله.

تمت مقَالَة القولنج وَالْحَمْد لله.

تمّ الجزؤ الثَّامِن ويليه إِن شَاءَ الله الجزؤ التَّاسِع فِي قُرُوح الْأَرْحَام والنزف والسيلان والسرطان والرجاء وأورام الرَّحِم والآكلة ونتوها والفتق فِي الرَّحِم والبواسير والشقاق

 

(3/121)

 

 

(فارغة)

 

(3/122)

 

 

(فارغة)

 

(3/123)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

(الْجُزْء التَّاسِع)

(أمراض الرَّحِم وَالْحمل)

 

(3/124)

 

 

(القروح فِي الْأَرْحَام. .) (والنزف والسيلان والسرطان والرحاء وَنَحْوه من أورام الرَّحِم) والآكلة ونتوها وانقلابها وَسَائِر الأورام والقروح والامتداد والنفخ وَالْمَاء فِي الرَّحِم والجسأ والانخلاع والرتقاء والفتق فِي الرَّحِم وَمَا يقطع الطمث من دروره وَمَا يعرض من النزف من المضار والبواسير والشقاق وَالَّتِي ينتفخ بَطنهَا ويظن من عظمه أَنَّهَا حُبْلَى وَهُوَ البارود. ج: فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء: أَنا أنقى الْأَرْحَام إِذا كَانَ فِيهَا قرحَة وضرة بِمَاء الْعَسَل نوصله إِلَيْهَا بالزراقة. قَالَ: وَمَكَثت امْرَأَة تنزف أَرْبَعَة أَيَّام وَلم يسكن عَنْهَا النزف بشيئ من الْأَشْيَاء الَّتِي عولجت بهَا مِمَّا تداوى بِهِ هَذِه الْأَشْيَاء حَتَّى عالجتها فِي الْيَوْم الرَّابِع بعضارة لِسَان الْحمل)

وَإِنَّهَا لما عولجت بِهِ انْقَطع عَنْهَا النزف الْبَتَّةَ وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة تعرض فِي الْعُضْو وَيجب أَن تخلط بهَا بعض الْأَدْوِيَة القابضة على مَا ترى وَيجب أَن تعالج بِهِ 3 (النزف) وَمِمَّا يعظم نَفعه للنزف من الرَّحِم على أَي جِهَة كَانَ محجمة عَظِيمَة تعلق عهند الثدي أَسْفَل.

مَا يعرض من المضار من جري الطمث: السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: يتعب ذَلِك رداءة اللَّوْن وتهيج الْأَطْرَاف وَجَمِيع الْجِسْم وَقلة الاستمراء وَضعف الشَّهْوَة والأعرض التابعة للاستفراغ المفرط. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ الدَّم مائياً وَرُبمَا كَانَ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَرُبمَا كَانَ أسود أَو أَخْضَر وَقد يكون كَدم الْقَصْد فَانْظُر هَل حدث فِي الرَّحِم تَأْكُل والتأكل يعرض فِي عمق الرَّحِم وعلامته أَن يكون أسود منتناً وَقد يكون فِي فَمه وَيُمكن أَن يمس.

الْفُصُول الْخَامِسَة: مَتى أردْت حبس الطمث فضع على كل وَاحِد من ثدييها محجمة عَظِيمَة جدا وتوضع أَسْفَل الثدي لِأَن هُنَاكَ تَنْتَهِي الْعُرُوق الصاعدة من الرَّحِم إِلَى الثدي وَتَكون عَظِيمَة ليشتد الجذب ويقوى وينجذب الدَّم بالاشتراك. قَالَ: وَقد يزِيد الطمث من تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى أَن تنهي إِلَى الرَّحِم أة وَيصير الدَّم أرق مِمَّا كَانَ وأسخن وَإِن ساءت

 

(3/125)

 

 

حَال الْجِسْم كُله فيثقل عَلَيْهِ الدَّم. وَإِن كَانَ الدَّم لم يُجَاوز اعتداله الطبيعي قد يفد على الْعُرُوق الَّتِي فِي الرَّحِم كَمَا يعرض فِي جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي تكون فِي الدفاع الميعاد.

عولجت أمْرَأَة بِكُل شئ يقطع السيلان من الرَّحِم وَكَانَت تسيل مِنْهَا رطوبات بيض فأسهلتها بِمَا يسهل المَاء وسقيتها بعد ذَلِك طبيخ الأسارون والكرفس ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ عاودت المسهل للْمَاء ثمَّ عاودت الطبيخ فبرئت فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا. 3 (الفصد) الأورام فِي الرَّحِم انتفاعها بفصد الباسليق أقل أَن فِيهِ ثَلَاثَة أَجزَاء وَهُوَ أَن يحبس الطمث بِسَبَب أَنه يجذب الدَّم إِلَى فَوق والفصد من الرجل نَافِع فِيهَا ويدر الطمث ويعظم نَفعه لَهَا.

من العلامات: الورم رُبمَا كَانَ فِي الرَّحِم كلهَا وَرُبمَا كَانَ فِي فمها وَقد يكون فِي عُنُقهَا وَقد يكون فِي أَصْلهَا وَقد يكون فِي نَوَاحِيهَا. والعلامات الدَّالَّة على ورم الرَّحِم على الأطلاق: وجع فِي المفاصل واختلاج وحرارة وَحمى وجشاء وتمدد وَثقل فِي الصلب والوركين والفخذين والعانة والأربية والقشعيرية ووجع ناخس وخدر فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَبرد الْأَطْرَاف وعرق كثير وَصغر النبض ويشارك وجع الرَّحِم فَيعرض فِيهَا الفواق ووجع مؤذ ووجع فِي الرَّقَبَة والخدين وَفِي مقدم الرَّأْس وعسر الْبَوْل. وَإِذا اشْتَدَّ الوجع عرض مِنْهُ انْقِطَاع فِي الصَّوْت والتشنج. وَإِذا كَانَ الوجع أيسر وأهون وَإِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَال الرَّحِم إِلَى الْأَيْسَر وَبِالْعَكْسِ. فَإِن كَانَ الورم من وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن بلغ الوجع السَّاق الْيُمْنَى نازلاً من الأربية وَكَذَا فِي الْأَيْسَر. وَإِن كَانَ يَفِي أَسْفَل الرَّحِم حَيْثُ المعي الْمُسْتَقيم عرض مَعَه بعد زحير ونتن البرَاز واحتباسه وَإِذا أدخلت الْأصْبع فِي المقعدة وجدت أَنه فِي المعي الْمُسْتَقيم وَإِن كَانَ الورم فِي أعلي الرَّحِم عرض احتباس الْبَوْل ووجع شَدِيد فِي السُّرَّة وَإِذا مَالَتْ إِلَى بعض النواحي عرض وجع فِي الورك وامتداد شَدِيد وَإِذا كَانَ الورم فِي عنق الرَّحِم فالورم يغيب للحس قَلِيلا مَا لم تبل الْمَرْأَة فَإِذا بَالَتْ ظهر فِي الْعَانَة ورم مستدير وَإِذا كَانَ الورم مُسْتقِلّا عرض وجع شَدِيد فِي الصلب وَلم تقدر الْمَرْأَة تنبطح وتضطجع إِلَى جَانب فيتبين الورم للأصبع إِذا جس وَيفرق بَين ورم الرَّحِم والأورام فِي الْبَطن لِأَن ورم الرَّحِم يُشَارك المقعدة والأربية وَالرَّأْس وَمَا يعرض أَيْضا من ميل الرَّحِم وجسأة عِنْد الْحس بالأصبع وَمَا يبرز مِنْهُ وَالرَّأْس وَمَا يعرض من أَسبَاب. قَالَ: إِذا مَالَتْ الرَّحِم إِلَى جَانب عرض فِي ذَلِك الْجَانِب وجع شَدِيد وامتداد وَلَا تقدر أَن تقوم الْمَرْأَة وَلَا تجْلِس إِلَّا بِمَشَقَّة وَاحْتبسَ الْبَوْل والرجيع. 3 (الْخراج) وعلامات الْخراج فِي الرَّحِم: امتداد شَدِيد فِي الرَّحِم وَبَعض العلامات الَّتِي وَصفنَا وحميات 3 (القروح) وَإِن كَانَ فِيهِ قرحَة كَانَ الوجع فِي مَوضِع القرحة ويسيل من الرَّحِم رطوبات تخْتَلف فِي اللَّوْن والرائحة وينذر بِحل الْقُوَّة وَدم ينحف الْجِسْم وَيلْزم الْحمى وتزداد

 

(3/126)

 

 

بالأدوية المرخية شرا وتنتفع بالقابضة وَيكون الوجع أَشد مَتى كَانَ فَم الرَّحِم وَإِذا كَانَت القرحة وسخة كَانَت الرطوبات الَّتِي تسيل رَدِيئَة والوجع أَشد وبالضد إِذا كَانَت القرحة نقية كَانَت الرطوبات الَّتِي تسيل مِنْهَا غير مُنْتِنَة والوجع أيسر. 3 (النفخ) عَلَامَات الرَّحِم الْكَثِيرَة النفخ: ورم فِي أَسْفَل الْبَطن لَهُ صَوت كالطبل ومغس ونغس وضربان ويسكن بالتكميد بالأشياء الحارة وَإِذا برد الْموضع يهيج القراقر ويتحرك الرِّيَاح وَرُبمَا بقيت هَذِه النفخة من ساعتها وَلم ترم بعد ذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم خدر الْموضع وعرجت الْمَرْأَة فِي الْمَشْي وانحنت من شدَّة الوجع وَأما الورم البلغمي فَلَا وجع مَعَه.

3 - (عَلَامَات اسقيروس)

قَالَ: لَا يعرض مَعَ اسقيروس وجع الْبَتَّةَ وينحف الْجِسْم مِنْهُ ويضعف ويعرض فِي الْبَطن 3 (ضعف الرَّحِم) تعرض مِنْهُ قلَّة الشَّهْوَة للباه وَكَثْرَة الطمث وَعدم الحبلى وَقلة إمْسَاك المنى. قَالَ: وَقد يعرض لفم الرَّحِم انسداد أما لقرحة فنبت فِيهَا لحم فضل وَإِمَّا أَن تكون فِي الأَصْل كَذَلِك فَيعرض من ذَلِك أَلا تشْتَمل وَلَا تحبل وَرُبمَا حبلت وَمَاتَتْ عِنْد الْولادَة لِأَن الْوَلَد لَا يخرج. قَالَ: ويعرض أَن ينْبت الرَّحِم شَيْء شَبيه بِالذكر فِيهِ صلابة يبرز إِلَى خَارج فَيمْنَع من مجامعة الرجل لَهَا. قَالَ: وَقد تنتو الرَّحِم فَيخرج فِيهَا شَيْء من الْفرج ويعرض من ذَلِك للْمَرْأَة الوجع الشَّديد فِي الْعَانَة والصلب والمقعدة وورم مستدير فِي الْعَانَة. 3 (الأولى من السَّادِسَة من إبيذيميا:) 3 (الصداع الَّذِي يعرض للنفساء) عَن الأورام فِي الرَّحِم يكون فِي اليافوخ وَسَائِر أوجاع الرَّحِم يؤول الوجع مِنْهَا إِلَى الورك فِي مُدَّة ثَمَانِيَة أشهر أَو عشرَة. 3 (الْخَامِسَة منت السَّادِسَة من إبيذيميا:) 3 (اصفرار حلمة الثدي) مَتى كَانَت حلمة الثدي وَهُوَ الْموضع الْأَحْمَر مِنْهُ أصفر دلّ على قلَّة الدَّم فِي الْبدن والغذاء الغليظ يَجْعَل الدَّم غليظاً عسر الجرية وَالْحَرَكَة كالجاورس وَشبهه.

أهرن: نزف الدَّم إِذا كَانَ من امتلاء يسْتَدلّ عَلَيْهِ من لون الْمَرْأَة وَمن امتلاء بدنهَا وضربان الْعُرُوق وَثمّ إِذا خرج الدَّم وجدت لذَلِك رَاحَة وَيكون لضعف الرَّحِم فَلَا تقدر على حبس الدَّم ويستدل على ذَلِك من صفاء الدَّم وَمن نقائه وَيكون أَيْضا من حِدة الدَّم ولطافته ويستدل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يكون حاداً لذاعاً وَيخرج سَرِيعا ضَرْبَة وَاحِدَة مُنْقَطِعًا وَيكون ذَلِك من انفتاح الْعُرُوق فَإِنَّهُ دم صَاف بِلَا وجع يفرق بَين هَذَا وَبَين ضعف الرَّحِم وَالَّذِي يكون لقرحة فِي الرَّحِم يكون مَعَ وجع

 

(3/127)

 

 

وَمُدَّة وَإِن كَانَت من آكِلَة رَدِيئَة خرجت سَوْدَاء رَدِيئَة مُنْتِنَة.

قَالَ: وَيكون لون الدَّم بِحَسب الْفضل الغليظ الْغَالِب على الْجِسْم قمر الْمَرْأَة بِأَن تحْتَمل خرقَة كتَّان لَطِيفَة تمسكها لَيْلَة ثمَّ تجفف فِي الظل فَإِن كَانَ لَوْنهَا إِذا جَفتْ مائياً كَانَ الْغَالِب بلغما وَإِن)

كَانَت حَمْرَاء فَإِن ذَلِك من امتلاء الدَّم وكثرته وَإِن كَانَت إِلَى صفرَة فَذَلِك من صفراء وَإِن كَانَت سَوْدَاء أَو خضراء فَمن السَّوْدَاء فعالج الْمَرَّتَيْنِ بِمَا يسهلهما والدموي بالفصد والبلغي بِمَا يسهل البلغم. وَقَالَ: وَقد يعرض فِي فَم الْأَرْحَام حكة مَعَ انتفاخ ويعرض ذَلِك من أجل الشَّهْوَة كَمَا يعرض للاحليل الانتفاخ عِنْد الشَّهْوَة: علاج ذَلِك بفصد الأكحل ثمَّ الصَّافِن وتسهل ثمَّ تخرج الْمرة والبلغم وتعطى مَا يحرق المنى كالفجل والسذاب والفوذنج والكمون وتلطف الرَّحِم بأقاقيا وَورد وصندل بالخل ودهن الْورْد. 3 (الأورام الحارة فِي الرَّحِم) هَذِه تكون مَعَ حرارة شَدِيدَة حَدِيدَة وَثقل فِي الظّهْر والأرحام وانقباض فِيهَا مَعَ حمى حارة وَإِن كَانَ فِي مُؤخر الرَّحِم كَانَ مَعَه وجع الظّهْر وعلقة الطَّبْع وَإِن كَانَ فِي مقدم الرَّحِم كَانَ عَظِيما واحبس الْبَوْل وتتشكى مَعَ الأورام فِي الرَّحِم الْمعدة ويهيج القئ والغثى وَلَا يستمرئ الطَّعَام وَذَلِكَ لاشْتِرَاكهمَا مَعَ فَم الرَّحِم أبدا فابدأ علاجه بالفصد إِن أمكن وَأخرج الدَّم على قدر ذَلِك مَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَأرْسل الدَّم فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فِي أَيَّام واحفنها بالحقن اللينة واعطها النافعة للأورام الحارة فِي بَاطِن الْبدن مَاء الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والهندباء ولب الخيارشنبر وضع على الرَّحِم خاجاً الاسفيوس ودهن ورد وضع عَلَيْهِ إِلَى أَن تسكن حِدة الورم ونائرته وَقد يسقى أَيْضا مِثْقَال وَنصف من صَبر مغسول مَعَ عِنَب الثَّعْلَب والجيارشنبر فَإِذا ذهبت حِدة الورم وَأَرَدْت أَن تحلل مَا بَقِي فَخذ حلبة وكرنبا فاسلقهما وَاجعَل مِنْهُمَا خبيصاً بدهن السوسن وضمد بِهِ الرَّحِم وَحمل مِنْهُ فِي صوفة واسقها سكنجبينا وأشقا وعلك الأنباط والكوز والجوشير إِن شِئْت مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة مركبة مِثْقَالا أَو اثْنَيْنِ بِقدر الْقُوَّة أَو بأيها شِئْت بشحم البط أَو الدَّجَاج أَو دهن السوسن وتحتمله الْمَرْأَة واسقها إِن شِئْت مِثْقَالا أَو أَرْبَعَة من دهن

ضماد لذَلِك لَا يطلى وَيحْتَمل يذاب شمع بدهن سوسن ويجعيل مَعَه شَحم بط ويسحق المر ولعاب الحلبة بِالشرابِ وَيجمع الْجَمِيع فَأَنَّهُ جيد.

ضماد أخر للورم الْحَار فِي أبانة: قيروطي وشمع ودهن ورد وَيجمع يشرب مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء وَيجْعَل مَعَه دَقِيق الباقلي وَالشعِير ومخ الْبيض وَيجْعَل ضماداً. ة ة ى ى ى لقطع النزف نصف دِرْهَم شب دانق أفيون دانق بنج نصف دِرْهَم من الجلنار وَمِمَّا يحْتَمل مرتك زاج كحل والقوابض. قَالَ: والخل مِمَّا يقطع الطمث وَكَذَلِكَ الكافور وَإِن كَانَ ذَلِك مَعَ حرارة وَحمى فَاسق كل يَوْم قرصة طباشير الْمِيَاه القابضة الْبَارِدَة وعالج بتحمل المعدنيات وَإِذا طَال النزف من آكِلَة كالمرتك والكحل والشانج

 

(3/128)

 

 

والاسفيذاج والطين الْمَخْتُوم والأرميني وَإِذا كَانَ من امتلاء الْجِسْم فالفصد والتعصيب.

بولس: إِذا عرض نزف شَدِيد فاربط الثديين وعَلى العضدين والفخذين والاريتين وتسقى مَاء وخلا مبردا بثلج ويضمد الظّهْر والبطن بأَشْيَاء بَارِدَة وتسقى وجلنار وحضضا وحصرما وزراوندا والاضمدة الَّتِى على الفتوق وفرزخات من عفص وكندر وقرظ وتجلس فى طبيخ الآشياء القابضة قَالَ وَقد يعرض للنِّسَاء سيلانات من الرَّحِم تجىء من جَمِيع الْجَسَد قَالَ وَيكون الْغَالِب فى لون هَذِه الرُّطُوبَة لون الخلطالغالب فاذا كَانَ الدَّم غَالِبا كَانَ الذى يسيل كَمَاء وَإِذا كَانَ الصَّفْرَاء أغلب عَلَيْهِ وَرُبمَا كَانَ دَمًا نقيا قَالَ فعالج الْجِسْم كُله بأَشْيَاء مقوية مجففة وَذَلِكَ جَمِيع الْجِسْم واللطوخات بالعسل واعط أدوية تدر الْبَوْل وإذاكان الذى يسيل رُطُوبَة أسهل الْبَطن أخلاطا مايْة وَأما السيلان الْأَحْمَر فعالجه بالفصد وعلاج نزف الدَّم وينفع من ذَلِك إنفحة الأرنب وَجَمِيع الأنافح وَرُبمَا كَانَت هَذِه السيلانات بأدوار فى أَوْقَات الرَّاحَة وَأما فى أَوْقَات االراحة وَأما فى وَقت النّوبَة فَعَلَيْك بالتسكين وعالج بالدلك والرياضة وإدرارالبول وإسهال امايْة والتعرض للشمس والطلاء بأضمدة المستسقين وبالقى والحمامات الْيَابِسَة قَالَ والورم الْحَار يعرض للرحم وَعلل أُخْرَى كَثِيرَة من ضَرْبَة وَمن احتباس الطمث وَمن الْولادَة وَتَكون مَعَه حمى وَثقل فى الْعين وفى عصب الْعتْق وَفَسَاد الْمعدة وانضمام فَم الرَّحِم وَيكون شَدِيد الضربان بعد الْولادَة وَرُبمَا كَانَ الوجع فى بعض أَجزَاء الرَّحِم فاذاكان فى مؤخره كَانَ الوجع فى الصلب)

وَاحْتبسَ البرَاز وإذاكان فى مقدمه احْتبسَ الْبَوْل وَكَانَ الوجع فى الْعَانَة ويعرض عسر الْبَوْل وإذاكان فى الجوانب فان الآريتين وتثقل الساقان وَإِن كَانَ فى أَسْفَل الرَّحِم فَأكْثر الوجع يكون فى مَوضِع السُّرَّة وَإِن كَانَ فِيمَا يلى فَم الحم فالوجع فى الذرب وعلاج ذَلِك النطول بِالشرابِ ودهن الْورْد المفتر على الْعَانَة والصلب وَيشْرب صرفا وَيُوضَع عَلَيْهِ ولاتأكل شَيْئا إِلَى الْيَوْم الثَّالِث ويتغذى بغذاء لطيف ينظر فى أَمر الفصد قَالَ ولتجلس فى طبيخ الحلبة وبزر كتَّان وخطمى وبانجاسف وَيحْتَمل أَشْيَاء ملتينة إِلَّا أَن يكون الورم ملتهبا ينفر من هَذِه فجلسهم فى مَاء عذب فاتر قد جعل فِيهِ دهن ورد وَيحْتَمل وفى الرَّحِم وَمن يحْتَمل الْحَرَارَة فانه ينْتَفع بدهن السوسن والمقل وَنَحْوهمَا وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فادف افيونا خَالِصا وَيحمل وان كَانَ ورم جاس ديف بالدياخيلون والباسليقون وصب الف ب فى الرَّحِم فان جمع كَانَ عَلامَة ذَلِك أَن تشتد الآعراض وَتعرض القشعريرة خَالِصَة فاذا استحكمت الْمدَّة كفت الحميات وَسكن الوجع قَلِيلا فانجاز وَقت الانفراج هَاجَتْ الآوجاع أَيْضا وَكَانَت حريفة ناسخة وَكَانَت الحميات أَشد أَذَى فى أَوْقَاتهَا ويحتبس الْبَوْل والرجيع إِن كَانَ فى مَوضِع تناله الاصبع أحس بِهِ وحنيئذ اجْتهد أَن تفتح الْخراج بالآضمدة الَّتِى تنضج الدبيلات كالتين وزبل الْحمام والخردل وَكَثْرَة

 

(3/129)

 

 

اسْتِعْمَال الْمِيَاه وَالْجُلُوس فِيهَا والفرزجات فاذا انفجر فَانْظُر إِلَى أَن يسيل فأعن عَلَيْهِ فان سَالَ إِلَى المثانة فبالتى تدر الْبَوْل وَأَن انفجر إِلَى المبعر فيماء قد غلي فِيهِ عدس وقشر رمان ان ينظر فِيهِ وَإِن انفجر إِلَى نَاحيَة الرَّحِم فاحقن بدهن ورد وشمع أَبيض وفتقه بالزيت أوبالسمن أَوب الباسليقون وَمَتى كَانَ الذى يسيل من الرَّحِم منتنا فان هُنَالك عفونة واحقن بالآشياء العفصة وَأَن كَانَ الورم يذهب إِلَى الْجمع فأعن عَلَيْهِ حبذك وَأَن تأخرفحره واحقن بالتى تفجر وَقد يبط حَيْثُ تمكن العفونة قَالَ وَالرحم يتعفن كثيرا لعسر الْولادَة أَو لدم ردىء أَو لخراج خَبِيث وعلامة عفن الرَّحِم مَا يسيل مِنْهُ فانه كَانَ عفنا كَانَ منتنا وَإِن كَانَ قَلِيلا فالقرحة لَيست وضرة وبمقدار شدَّة التأكل والحرارة يكون النتن والوجع والحمى قَالَ ويهيج من الآدوية المرخية ويسكن بالقابضة وَإِن كَانَت القروح مَعَ ورم حَار فَاسْتعْمل علاج الورم وَإِذا كَانَ مَا يخرج يدل على وضر ووسخ فَاسْتعْمل الفرزخة بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير ثمَّ احقن بدقيق الكرسنة والايرسا وَنَحْو هَذِه مِمَّا ينْبت اللَّحْم وَيحْتَمل هَذِه ولتحقن الرَّحِم الَّتِى فِيهَا أكال بعصارة لِسَان الْحمل وَعصى الراعى وَمَاء الهندباء فان لم يكن فِيهِ ورم وَلَا وجع فَاحْتمل أوصب فِيهَا طبيخ الآشياء القابضة كقشور رمان وسرو)

وسفرجل وَحب الآس واذخر يحتقن بهَا إِذا طبخ جَمِيعًا بِخَمْر عفصبة وَيسْتَعْمل أحيرا الشب اليمانى والقرظ فان لم ينجح هَذِه صب فى الكاوية أَولا بالخل والما ثمَّ بخل وحد حَتَّى إذاتنقى الْجراح فأمرهن بالحمام والغذاء الْكثير الْمُخْتَلف الآلوان وَيشْرب الشَّرَاب لينبت اللَّحْم سَرِيعا ويلتحم الْجراح وتوضع من الآدوية المنبتة للحم على الْعَانَة ونواحيها فان قوتها تصيرإلى دَاخل فى المجارى الْخفية كالمهيا بالاقليميا وَالصَّبْر والكندر وَنَحْو ذَلِك السرطان إِن السرطان فى الرَّحِم يكون ورما جاسيا لَهُ بنك متحجرة إِلَى الْحمرَة وَتَكون فى فَم الرَّحِم ويعرض مِنْهُ وجع شَدِيد بالآريتين وأسفل الْبَطن والعانة والصلب ويثق عَلَيْهِ لمن الْيَد فان كَانَ مَعَ ذَلِك متعفنا قرحا سَالَ مِنْهُ صديد ويعرض جَمِيعًا أمراض الورم الْحَار وَلَا برْء الف ب لَكِن يُخَفف وَجَعه الْجُلُوس فى طبيخ الحلبة والخبازى والآضمدة المرخية يعضم نَفعهَا لَهُنَّ فى أَمَان وَيعْمل بضماد من كزبرة وأفيون وزعفران وإكليل الْملك وشحم البط وَيعْمل أَيْضا من ميبختج وصفرة الْبيض وزعفران وبنج ودهن ورد وشمع وَمثل هَذِه وَنَحْوهَا يطلى خَارِجا ويمرخ بِهِ أَو يسكن الوجع إذاكان غائرا يحقن بِهَذِهِ أَو بِاللَّبنِ أَو بعصارة اسان الْحمل وَيقطع الدَّم لِسَان الْحمل والكندر والطين الْمَخْتُوم ويسكن الوجع الشياف الْمُتَّخذ بالزعفران والنشا والآفيون يحقن بِلَبن امْرَأَة أَو ليمنعن من الآشياء الحريفة وَمن كَثْرَة الْغذَاء لآن الطَّعَام يفْسد فى معدهن سَرِيعا وَأما الآورام الصلبة الكائنة بعقب الدَّم الْحَار الْمُسَمّى سقيروس أَكثر مَا يكون فى فَم الرَّحِم وَهُوَ متحجر كالسرطان وَلَكِن وَجَعه قَلِيل ويعرض مِنْهُ ضعف قُوَّة الْمَرْأَة وَضعف فى سَاقيهَا وجسدها كُله وَقد يعرض مِنْهُ الاسْتِسْقَاء فَاسْتعْمل فى أول علاجه فصد العوق والاسهال والآضمدة الملينة والآشياء المحللة والفرزجات ومياه الْحمة النطرونية الرَّجَاء هُوَ لحم جاس فى الرَّحِم يثقل الآعضاء الَّتِى فَوْقهَا بحذيه لَهَا ويدق لَهَا

 

(3/130)

 

 

الرّجلَانِ وينهك الْجِسْم كُله وَتذهب الشَّهْوَة للطعام وَيحبس الطمث وترم الثديان حَتَّى تظن أَن بهَا حبلا وتظن أنبها استسقاء وَيفرق بَينه وَبَين الاسْتِسْقَاء أَنه صَوت كَمَا يكون فى الاسْتِسْقَاء وَهَذَا مرض لايكاد يبرأ وَرُبمَا حَاضَت بَعضهنَّ وعلاجه أَن يستلقى العليلة فى بَيت صَغِير مظلم فِيهِ برودة قَليلَة على سَرِير وَلَا تتحرك لآن الْحَرَكَة تَدْعُو إِلَى سيلان الْموَاد وَليكن نَاحيَة الرجلَيْن من السرير أرفع بعلاج الآورام الجاسية والمرخيات لينخل وَيخرج وَينزل سَرِيعا.

بولس فِيهَا النفخة فِي الرَّحِم: النفخ يعرض للْمَرْأَة من سقط أَو نزف أَو عسر ولاد أَو انغلاق فَم)

الرَّحِم أَو دم جامد وَرُبمَا كَانَت الرِّيَاح فِي تجويف الرَّحِم وَقد يكون بَين طبقاتها ويعرض مِنْهَا ورم فِي الْعَانَة وَفِي أَسْفَل الْبَطن ووجع ينخس ينتهى الى الْحجاب والمعدة والى فمها وَمن أَسْفَل الأربيتين وَإِذا ضرب الْموضع بِالْيَدِ جَاءَ مِنْهُ صَوت كالطبل فعالج أَولا بالفصد وَأما فى أَوْقَات النّوبَة فبالامتناع من الطَّعَام والنطل بدهن السذاب وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه الَّتِي قد غلى فِيهَا سذاب وفودنج وبلنجاسف وسلخة وَنَحْوهَا وبالأضمدة الكرفس والكمون والنانخة والمحاجم بِلَا شَرط وبشرط إِن أزمن الْمَرَض فَاسْتعْمل الاسهال بالفيقرا أركانيس وَاسْتعْمل الآضمدة المحمرة والحقناة الحادة ولتسمح الْقَابِلَة إصبعها بدهن السوسن وَتدْخلهَا فى الرَّحِم وتنقى أَن كَانَ دَمًا جَامِدا هُنَاكَ وليضمد بنطرون وأفسنتين وَحب الْغَار وَتحمل الفرزخات الَّتِى من البزور الطاردة للرياح نتو الرَّحِم تردة إِلَى هَاهُنَا بولس مَتى عفن شىء الرَّحِم وَبَان فاقطعه ولاتخف فانه قد عفن الرَّحِم فَقطع وَلم تمت المأة انغلاقه وَقد يعرض انغلاق الرَّحِم اعنى فَمه بورم جاس أَو يعقب ورم حَار أَو ابْتِدَاء ويعالج بالماه الملينة وَالْمَاء والدهن وطبى خَ الحلبة وتضمد بِمثل هَذِه وتعطى الفرزخات الملينة من الْمقل وشحم البط والمخاخ وان ازمنت هَذِه الْعلَّة فبخرها بالأفاوية. وَهَذِه فرزجة لانغلاق فَم الرَّحِم: زوفا نطرون علك البطم يَفْتَحهُ بِسُرْعَة. قَالَ: والشقاق فِي الرَّحِم يخفى أَولا ثمَّ يظْهر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يدما اذا مس وَعند الْجِمَاع وان فتح فَم الْقبل رايت الشقاق وَاحْذَرْ فِي مثل هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة الملذعة وَاسْتعْمل الْمِيَاه الملينة والفرزجات وَيصْلح الباسليقون يداف بدهن ورد وَيصب فِيهِ وان صَار من الشقاق قُرُوح فَاسْتعْمل مرهم الأسفيذاج.

النواصير قَالَ: قد يعرض فِي الرَّحِم نواصير وَترى اذا فتح فَم الرَّحِم وَيكون فِي وَقت هيجان الوجع دموية حَمْرَاء وَأما فِي وَقت الرَّاحَة فَتكون سيالة بِدَم اسود كالدردى ولتقطع فِي وَقت الرَّاحَة تمسك بالقالب اَوْ صير عَلَيْهَا ادوية قابضة فانه يدملها أَو يمْنَع النزف مِنْهَا فانه قد يكون من البواسير نزف

 

(3/131)

 

 

علامته أَن يكون مَعَه وجع. مَجْهُول: إِلَّا أَنه مصحح للنزف خُذ دِرْهَم كبريت دقه معما يشرب على الرِّيق بطلاء وتأكل إِلَى الظّهْر ثمَّ تَأْكُل إسفنذباجا تفعل ذَلِك ثَلَاثًا يَنْقَطِع عَنْهَا شَمْعُون: علاج الَّتِي ينتفخ بَطنهَا بِلَا حَبل: تقصد وتسهل وتسقى أدوية محللة للرياح والايارج جيد وضمد الرَّحِم بجندبادستر وبروز محللة للرياح كالانجدان والكمون وَنَحْوهَا وضع على الرَّحِم محجمة واشرطه وَأخرج الدَّم.

الاختصارات: إِذا كثر النزف الرَّقِيق بقى غلظ الدَّم فِي الرَّحِم فأحدث إِمَّا صلابة أَو بيلة أَو سرطاناً. علاج الصلابة بالأمخاخ والأدهان الَّتِي ذكرنَا كدهن الشبث والسوسن النرجس والخروع البابونج والحلبة وشحم البط ومخ الْعجل والمقل وَنَحْوهَا. وعلاج الدُّبَيْلَة فِيهِ كعلاج الدبيلات وعلاج السرطان بمرهم الرُّسُل ويسكن وَجَعه إِذا هاج يبخر مرّة بالحار وَمرَّة بالبارد وافصد ولطف الْغذَاء أَو رطبه بِمَا لَا يُولد سَوْدَاء. وَمن تهيج وَجههَا لِكَثْرَة النزف فَإِذا احتلت لقطعه فغذها بصفرة الْبيض وَلُحُوم الحملان وبالكباب والكبد تَأْكُل مِنْهُ وتشرب شرابًا حلواً غليظاً حَدِيثا والأخبصة الرّطبَة فكثيرة تولد الدَّم فِيهَا وَترجع وَنَرْجِع ونستقي وَلَا تسقها شرابًا عَتيق فيهيج انبعاث الدَّم ونبيذ الْعَسَل الطري جيد لَهَا من ثولد الدَّم وَكَذَا فافعل فِي أَصْحَاب البواسير.

بولس: أَقْرَاص البسد لقطع النزف: برز بنج كندر ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة طين أرميني بسد مغرة أفيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جلنار كهربا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن بعصارة لِسَان الْحمل أوريباسيوس: قد يقطع الطمث الْأَشْيَاء الَّتِي تلطخ وتطلى وخاصة غراء جُلُود الْبَقر وَيُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء صَاف ويذاب بخل ممزوج ثمَّ يطلى على خرقَة من كتَّان وَيلْزق على السُّرَّة فانى جربته فَوَجَدته أقوى الأضمدة فِي هَذَا الْفِعْل.

ميسوسن: يقطع الطمث إِن تعصب اليدان وَالرجلَانِ من الابط والأربية بحاشية ثوب صلب وتوضع على الْبَطن خرقَة مبلولة بخل ويتحمل شيافا يتَّخذ من عفص وشراب ودقيق كندر)

واسقها المَاء الْبَارِد وَإِن لم يَنْقَطِع فضع المحاجم على الثديين وَإِيَّاك أَن تحملهَا شَيْئا من الْأَدْوِيَة الحرقة فَإِن الْموضع عصبى. قَالَ: وأوجاع الرَّحِم: الورم والجسأ والسرطان وسقيروس والدبيلة والآكلة وَالرِّيح والسل والانقلاب وانسداد الْفَم والتوت والثآليل وسيلان الدَّم والشقاق وَالْخَرَاج وَاللَّحم والناتي من عمق الرَّحِم إِلَى سرة الْجَنِين والرتقاء والميلان عَن موضعهَا وَالْخلْع والاختناق وسيلان المنى والتشمير إِلَى فَوق واتساع الْفَم واحتباس الطمث.

 

(3/132)

 

 

عَلامَة الأورام الحارة فِي الرَّحِم حميات حادة مَا قشعريرة ووجع ف السُّرَّة إِن كَانَ الورم فِي الرَّحِم وَإِن كَانَ الورم فِي أحد قرنيها فتألم الأربية وَكَذَلِكَ الْفَخْذ والساق الَّتِي فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَإِن كَانَ الورم فِي فَم الرَّحِم وَقع تَحت جس إِصْبَع للقابلة. العلاج: امْنَعْ الْمَرْأَة النّوم والغذاء إِلَّا أَله ثَلَاثَة أَيَّام واسقها أشربة معتدلة نافعة من الغثى وأطعمها أَطْعِمَة خَفِيفَة وافصدها أَولا واحقنها ليخرج الثفل ثمَّ أخلسها فِي طبيخ الحلبة وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَهِي لَهَا ضماداً من خشخاش وإكليل الْملك وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَهِي لَهَا ضمادا من خشخاش وإكليل الْملك وَمَاء الْعَسَل فَإِذا انحط الورم فَهِيَ لَهَا شيافا من شَحم بط وَسمن ومخ الأيل ودهن سوسن لِئَلَّا يبْقى هُنَاكَ سقيروس. وداو جسأ الرَّحِم بالمياه اللينة والضمادات الَّتِي تهَيَّأ من دهن الْحِنَّاء وشحم البط والمقل ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان.

قَالَ: عَلامَة سقيروس: ورم صلب لَا ينجع وَلَا يبرأ فعلل الْمَرْأَة فَقَط ووعلامته فِي الرَّحِم أَلا يحس والورم جاس ظَاهر وَإِذا تَمَادى ورمت القدمان وهزلت الساقان وَاحْتبسَ الطمث.

قَالَ الدُّبَيْلَة هُوَ أَن تَأْخُذ الورز الْحَار يجمع وتهيج بعد ذَلِك حمى حارة جدا مَعَ قشعريرة مخلطة إِذا لم يكن بُد أَن يتقيح وَيعرف ذَلِك من شدَّة الْحَرَارَة والضربان فأجلس فِي طبيخ البلنجاسف والمرزنجوش والفراسيون والحلبة وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَحملهَا الدياخيلون لكَي يسْرع التقيح. وَإِذا سكن الوجع والحميات فقد كملت الْمدَّة فَعِنْدَ ذَلِك خُذ فِي الَّذِي نبط الْخراج خُذ تينا وشحما وشمعا مرا ودهن سوسن ودهن الْحِنَّاء واسق أُوقِيَّة فَهِيَ نشارات وضمد الخاصرة بضماد يهيأ من دَقِيق حلبة وحنطة وبزر كتَّان ويخلط مَعهَا راتينج وعلك البطم وبلنجاسف ومشكطرامشير وفراسيون ومرزنجوش ونطرون وَعسل وزيت فَإِذا انفجرت فاحقن الرَّحِم بِمَاء الْعَسَل لنقى سَرِيعا فَإِن كَانَ الْقَيْح منتناً غليظاً فأعد ذَلِك مَرَّات فَإِذا قل الْقَيْح فأحرض أَن تلتحم فَحِينَئِذٍ فأجلسها فِي الْمِيَاه القابضة وَحملهَا مرهم الاسفيذاج والمرهم الْأَحْمَر.)

قَالَ: وَإِذا انفجرت الدُّبَيْلَة فَاسق المدرة للطمث فَإِنَّهَا نتقى بذلك كطبيخ الْأُصُول وَإِيَّاك وَذَلِكَ قبل الانفجار فَأَنَّهُ يهيج الورم وَيزِيد فيهمَا. (السرطان)

3 - (دلائله فِي الرَّحِم)

أَن يكون ورماً جاسياً وَإِن كَانَ قَرِيبا فَإِن لم يكن فَيكون الْقبل قحلا يَابسا وجعاً كنخس المسلة مَعَ قيح كَانَ أَو بِلَا قيح وَإِن كَانَ قيح فَأَنَّهُ صديد رَقِيق منتن. وللوجع علاجه: تسكين الوجع بطبيخ العدس وألبان الأتن وَمَاء لِسَان الْحمل يحقن بِهِ ولعاب بزر قطونا وعنب الثَّعْلَب والبنج. 3 (الآكلة) الْفرق بَينهَا وَبَين السرطان: أَن الضربان فِي السرطان دَائِم لَازم وَفِي الآكلة رُبمَا سكن والآكلة لَا تطول والسرطان يطول. 3 (النفخ) علامته فِي الرَّحِم: نتو الْعَانَة وانتقال الوجع علاجه: ألزم الْعَانَة محاجم بالنَّار

 

(3/133)

 

 

وضع عَلَيْهَا الأضمدة المبردة للرياح كالمتخذة من سذاب وكمون وقنطوريون وبلنجاسف وَنَحْوهَا وأقعدها فِي طبيخ الاذخر وقصب الذريرة والبلنجاسف وإكليل الْملك وَحملهَا نشارات من سنبل ومرزنجوش وفقاح الاذخر وعود بِلِسَان وقصب الذريرة وقسط وزعفران ثمَّ اسْتعْمل دهن الناردين والرازقي. 3 (الرشح الدَّائِم من الرَّحِم) احقن الرَّحِم أَولا بطبيخ الفراسيون أَو طبيخ الايرسا والكرسنة ثمَّ اسْتعْمل طبيخ الْأَشْيَاء العقصة كقشور الرُّمَّان والآس والاذخر ونق الْجِسْم كُله بالاسهال وألزمها الدَّلْك فِي يَديهَا وساقيها بدهن الاذخر والعاقرقرحا والفلفل فَأَنَّهُ يجذب الرطوبات ضَرْبَة وتبرأ. (نتو الرَّحِم) علامته: أَن ينتو شَيْء لين المجس وَذَلِكَ لِأَن بَاطِنهَا يصير ظَاهرا من غير أَن ينهتك ربطها وَيكون ذَلِك إِمَّا لخُرُوج الْجَنِين يفتة أَو لشدَّة عَدو أَو طفر وَمن عنف المشيمة ويعرض مَعَه وجع شَدِيد وحميات محرقة باعد عَنْهَا الْحمام وَجَمِيع مَا يسخن الْجِسْم وَعَلَيْك بالقوابض واجتنب المالح وأجلسها فِي طبيخ الاذخر والآس والورد ثمَّ ادْفَعْ الرَّحِم إِلَى دَاخل بِرِفْق إرفده برفائد لينَة مفموسة فِي مثل هَذِه الْمِيَاه ملوثة فِي أقاقيا وضع المحاجم على السُّرَّة ودعها عَلَيْهَا مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ سيجور الرَّحِم إِلَى فَوق وَلَا تدعها تسْقط وشكل الْمَرْأَة بشكل مُوَافق.

قَالَ: ضع الْمرْآة تَحت المرءة لترى الشَّيْء كَهَيْئَته فَإِن كَانَ هُنَاكَ أوجاع شَدِيدَة فأجلسها فِي طبيخ المرخيات وَحملهَا الشيافات حَتَّى يسكن الوجع فَإِذا أردْت العلاج التَّام فاقطعها وضع عَلَيْهَا أدوية تحبس الدَّم كالعقص السحيق أَو الزاج ثمَّ عالج الْجرْح بمرهم التوتيا وَإِن كَانَ غائرا دَاخل الرَّحِم فإياك وقطعه فَإِنَّهُ يهْلك الْمَرْأَة لَكِن عالجه بالمياه القابضة حَتَّى يذبل وَيَمُوت.

قَالَ: دم البواسير يخرج بوجع وَدم الطمث إِذا أسرف بِلَال وجع الْبَتَّةَ. قَالَ: وَمن البواسير مَا يكون مَا يسيل من الشرايين وَمِنْه مَا يكون مسيله من الْعرق فَإِن كَانَ الدَّم الَّذِي يسيل أشقر فمخرجه من الشرايين وَمِنْه مَا يكون مسيله من الْعُرُوق أَكثر وَإِذا كَانَ فَهُوَ أسود وَإِن كَانَ من الآكلة سَالَ مِنْهُ دم كالدردى أسود مَعَ وجع ونخس وَيفرق بَين دم الطمث والبواسير: أَن دم البواسير لَا يتَّصل وَيكون حينا وحيناً لَا وَيكون فِي النِّسَاء مَعَ وجع وَدم الطمث لَازم لأدواره مُتَّصِل إِذا جرى بِلَا وجع وَالْمَرْأَة تهزل على دم البواسير وَلَا تهزل على الطمث وَينْتَفع بالبواسير من النِّسَاء من قد احْتبسَ طمثها وَإِذا كَانَت البواسير فِي عمق الرَّحِم لم بيرأ لِأَن الْعُضْو عصى كُله وَأما فِي فَمه فَرُبمَا برِئ.

قَالَ: واقطع بواسير الْمَرْأَة كَمَا تقطع بواسير الرجل إِلَّا أَنَّك تأمرها أَن تجْعَل رِجْلَيْهَا على الجائط مُدَّة ثمَّ ضمد الصلب والبطن بالقوابض وتجلس فِيهِ فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم

 

(3/134)

 

 

فألزم الثدي والصلب)

المحاجم وأنقع صُوفًا فِي عصارة القاقيا والطراثيبث وألزمه الْموضع حَتَّى يسكن النزف ثمَّ اسْتعْمل المرهم.

الشقاق يكون فِي الرَّحِم من عنف خُرُوج الْجَنِين أَو من ورم كَانَ فِيهَا وَيعلم ذَلِك بِأَن تضع تَحت الْمَرْأَة مرْآة وتفتح قبل الْمرْآة فنرى ذَلِك إِن كَانَ الشقاق قَرِيبا حَيْثُ ينَال فَخذ توتيا واسحقها بصفرة الْبيض وألزمه إِيَّاه وَإِن الشقاق فِي جرم الرَّحِم نَفسه فَخذ قشور النّحاس وأنعم سحقه وألزمه الشقاق أَو عفصا أَو زاجا مسحوقاً فَإِنَّهُ يذهب بالشقاق.

القروح تعرض فِي الرَّحِم إِذا احتملت شيافات حارة أَو لحكة أَو غير ذَلِك فَأنْظر فَإِن كَانَ مَعَ القرحة ورم فعالجه بالأشياء الملينة وَإِن كَانَ الْجرْح كثير الوثق فاغسله بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ الايرسا أَو المراهم المرخية ثمَّ إِن كَانَ عميقاً فاملأه بالمراهم المعمولة باسيفذاج أَو مرداسنج ودهن ورد وشمع فَإِذا امْتَلَأَ فَاسْتعْمل التوتيا فَإِنَّهُ يدمله إدمالا حسنا. (الرتقاء) قَالَ: والرتقة إِمَّا تكون فِي الْخلقَة أَو من علاج قرحَة فافتح الْمَرْأَة فانك تَجِد فَم الْقبل قد عطاه شَيْء شَبيه بالعضلة هَذَا إِذا كَانَ اللَّحْم فِي الْقبل وَأما إِذا كَانَ فِي فَم الرَّحِم فَإِنَّهُ لَا يخَاف عَلَيْهِ حَتَّى تبلغ الْجَارِيَة الْحيض فَإِنَّهُ يحتبس فَلَا ينزل فَتلقى من ذَلِك أَذَى شَدِيدا وتهلك عَاجلا مَتى لم تعالج وَذَلِكَ أَن الدَّم يرجع إِلَى بدنهَا كُله ويسود ثمَّ يختنق بِهِ. قَالَ: وَهَذَا اللَّحْم إِمَّا أَن ينْبت فِي قُم الْقبل وَهَذِه لَا يقدر الرجل أَن يُجَامِعهَا وَلَا تحيض أَيْضا وَلَا تعلق وَإِذا كَانَ ذَلِك فِي فَم الرَّحِم فَإِنَّهَا تجامع لَكِن لَا تحيل وَرُبمَا كَانَ هَذَا اللَّحْم سَادًّا للموضع كُله وَقد يكون فِيهِ ثقب صَغِير يخرج مِنْهُ الطمث وَرُبمَا علقت هَذِه وَهَلَكت هِيَ والجنين إِذْ لَا مخرج لَهُ.

3 - (علاج الرتقة)

إِن كَانَ هَذَا لحم ناتيا فِي فَم الْقبل فضع رفادتين على الشفرين ثمَّ مد الشفرين على الرفادة حَتَّى تنتو تِلْكَ العضلة وَتخرج فاقطعها ثمَّ اغمس صوفة فِي زَيْت وشراب وَضعه عَلَيْهِ وَإِذا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث فأجلسها فِي مَاء وَعسل ثمَّ ألزمهُ المرهم المدمل فَإِن كَانَ فِي فَم الرَّحِم دَاخِلا فَأدْخل صنارة وعلقه واجذبه بعد مد الشفرين بأشد مَا يكون ثمَّ شقَّه بمبضع حَتَّى ينفذهُ ثمَّ اغمس صوفه فِي شراب عفص وألزمه الْموضع واحقن الْموضع بعد ذَلِك بالمراهم المدملة الْيَابِسَة فَإِذا بَرِئت فألزمها الْجِمَاع. (ميلان الرَّحِم) إِذا أدخلت الْأَصَابِع وَلم تَجِد فَم الرَّحِم محاذيا فَأعْلم أَنه مَال فامسح الإصبع بشحم البط وَنَحْوه وأولج فِيهَا نعما ثمَّ جر فَم الرَّحِم إِلَى قبالة الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ ثمَّ ضع محجمة قبالة الْموضع الَّذِي مَال مِنْهُ فَأَنَّهُ يمِيل إِلَيْهِ.

الرحاء: هَذَا لحم يتَوَلَّد فِي الرَّحِم من طول احتباس الطمث أَو مرض من أمراض

 

(3/135)

 

 

الرَّحِم عَتيق وَيفرق يبنه وَبَين الشرطان أَنه لَا يسيل مِنْهُ شَيْء وَيلْزمهُ أَعْرَاض الحبلى وَيفرق بَينه وَبَين الْحَبل أَنه لَا يسيل مِنْهُ شَيْء وَأَن لَهُ نخسا كنخس المسلة وَأَنه لَا يَتَحَرَّك كتحرك الأجنة وعلاه: الملينات تدمن عَلَيْهِ فَأَنَّهُ يعفن وَيخرج وَيخرج.

ابْن سرابيون: الفلغموني يحدث فِي الرَّحِم من الْأَسْبَاب الْبَادِيَة كالضربة أَو كَثِيرَة الْجِمَاع أَو عسر الْولادَة أَو من أَسبَاب سَابِقَة كاحتباس الطمث ويبلغ الورم الْحَار فِي الرَّحِم صداع وَحمى حادة ووجع الأوتار وقعر الْعين وتشتج المعاصم والأصابع والقزال ويحس بالألم فِي النَّاحِيَة الوارمة إِمَّا فِي الظّهْر إِذا كَانَ الورم خلف الرَّحِم أَو فِي الْعَانَة أَو فِي الأربيات وَيحدث مَعَه عسر الْبَوْل إِذا كَانَ فِي الْمُقدم وعسر الْغَائِط إِذا كَانَ من خلف وَيحدث إِذا اشْتَدَّ الْأَمر صغر النبض والغثى وَيَنْبَغِي أَن يبْدَأ بفصد الباسيلق والمسهل إِن كَانَت قَوِيَّة. ينظر فِيهِ وضمد الْموضع بالمانعة والمبردة كقشور القرع والحمقاء والبزر قطونا وحى الْعَالم وَإِذا انْتهى افصد الصَّافِن وَالركبَة وعالج بطبيخ الحلبة والبابونج وإكليل الْملك والشبث فَإِذا انحط أَو بقيت صلابة فَعَلَيْك بالأشق والمقل والميعة والبادرد والشمع ودهن الْحِنَّاء والمخاخ وَإِن جمع مُدَّة فَعَلَيْك بِمَا ينضج فَإِذا انفتق أَو سَالَ إِلَى المثانة فالبزور اللينة حَتَّى تنقى وَإِن كَانَت الْمدَّة عفنة رَدِيئَة فَاسْتعْمل القابضة والطين)

الأرميني وَنَحْوهَا. (الدَّوَاء)

3 - (ورم الرَّحِم)

دَوَاء يفش ورم الرَّحِم: تغسل الحلبة ثمَّ تطبخ وَتُؤْخَذ رغوتها وَتجمع إِلَى شَحم الأوز تبرد وتحتمل بدهن ورد وَإِن كَانَ ضَرْبَان وَإِلَّا حناء أَو دهن سوسن وَمَتى حدثت قُرُوح ردئية حقن الرَّحِم بالاسفيذاج والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وَنَحْوهَا.

يكون مَعَ تقرح وَبلا تقرح وَمَعَهُ وجع ونخس فِي الأربية أَو الْعَانَة أَو الصلب مَعَ ورم جاس وعروق كالدوالي وَمَتى احتملت الْأَدْوِيَة القوية اشْتَدَّ الوجع وَمَتى كَانَ متقرحاً سَالَ مِنْهُ دَائِما صديد منتن أسود وَهَذَا إِنَّمَا يسكن بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ الحلبة. والخطمى والأضمدة المسكنة المتخذة من خشخاش وَكبر وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَمَتى انْبَعَثَ دم كثير اسْتعْمل اسفيذاج وطين وقافيا. افصد الباسليق فِي السرطان فِي الرَّحِم وأسهل السَّوْدَاء وغذ بالأغذية الرّطبَة واللطيفة والمياه والفتل المسكنة للوجع لَا غير وَمَتى احتجت إِلَى فصد الصَّافِن فافعل. 3 (كَثْرَة دم الطمث) دم الطمث يكثر إِمَّا لكثرته أَو لرقته أَو لقرحة حدثت وَيتبع كثرته ترهل وَفَسَاد الهضم إِن كَانَ من كَثْرَة الدَّم علاجه: افصد وقو الْموضع وَمَتى كَانَ من حِدته: أطْعم

 

(3/136)

 

 

أغذية معتدلة وَيحْتَمل خرفة وَأنْظر إِلَيْهَا هَل فِيهَا دم خَالص فَإِن كَانَ فاستفرغه وَإِن كَانَ دَمًا صفراوياً استفرغت الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود استفرغت السَّوْدَاء وَإِن كَانَ مائياً أَبيض استفرعت البلغم بِمَا يسهله وَاسْتعْمل القابضة والمغرية كالصبر والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ والكهربا والنشا والإسفيذاج والجانار والعفص وَنَحْوهَا والطين وأقراص والجلنار جَيِّدَة والفلونيا الفارسية.

ورق النعنع وقشور الرُّمَّان وعدس مقشر يطْبخ بنبيذ وَيحْتَمل بصوفة فَأَنَّهُ عَجِيب.

الْيَهُودِيّ: الدَّاء الْمُسَمّى كسكلاوند يكون من ريح غَلِيظَة ورطوبات لزجة فِي الرَّحِم فينتفخ مِنْهَا الْبَطن وَرُبمَا مكث سنة وَأكْثر وَرُبمَا طلعت عَلَيْهِ مثل الولاد تَنْشَق مِنْهَا ريح ورطوبات ويسترخى مَعَ دم كثير لِأَنَّهُ قد يحتبس مَعَه الْحيض وَيخرج من الثدي لبن ردئ قَلِيل وينفع مِنْهُ دهن الكلكلانج واللوغاديا ويضمد بالبزور الحارة ويسقى شخرنايا وتوضع المحاجم بالنَّار على الرَّحِم ويسقى مَاء الْأُصُول. تجربة يسقى لقطع الطمث المعى: لبن مطبوخ بالحديد ثَلَاث أوراق)

كل يَوْم أسبوعاً فَأَنَّهُ عَجِيب. 3 (جورجس:) 3 (قرصة للنزف) قاقيا وجلنار عفص طراثيث سماق منقى كندر أفيون مر يعجن بخل ثَقِيف لطيف ويقرص الشربة نصف دِرْهَم. وَإِن كَانَ النزف قَوِيا فاحفن الْقبل بالأدوية.

سرابيون: زاج الأساكفة جَفتْ البولط كندر أفيون يَجْعَل حبا يسقى مِنْهُ دِرْهَم يحبس الطمث الْحَبْس الْقوي جدا. وَإِن لم ينجع شَيْء من هَذَا العلاج فعلق تَحت الثديين محاجم 3 (مُفْرَدَات ج:) 3 (أكل الرجلة) جيد للنزف. إِذا رَأَيْت مَعَه عطشاً ولهيباً شَدِيدا فَلَا تختارن عَلَيْهَا شَيْئا. 3 (مُفْرَدَات ج:) 3 (الزراوند المدحرج) مُوَافق للقروح فِي الرَّحِم ينْبت فِيهَا لَحْمًا وينقيها ويمنعها من العفن. البلنجاسف جيد لقروح الْفَم. الجلنار نَافِع من النزف. اللاذن ينضج ويحلل وَيقبض مَعَ ذَلِك وَهُوَ نَافِع مَعَ هَذَا من أوجاع الْأَرْحَام. السوسن الْأَبْيَض البستاني نَافِع من صلابة الرَّحِم. الحضض يقطع النزف. الطين اللائي عَظِيم النَّفْع. 3 (د:) 3 (الإيرسا) طبيخة نَافِع لأوجاع الْأَرْحَام يلين الصلابة وَيفتح فَمه إِذا انْضَمَّ. طبيخ الوج يجلس فِي مَائه نَافِع من وجع الرَّحِم.

نَافِع من السيلان المزمن من الرَّحِم. الحضض مَتى احْتمل قطع النزف المزمن. دهن السوسن لَا نَظِير لَهُ فِي أوجاع الرَّحِم قشار الكندر نَافِع من السيلان المزمن. طبيخ الطرفاء إِذا جلس فِي مَائه كَانَ نَافِعًا من

 

(3/137)

 

 

نزف الدَّم من الرَّحِم. القاقيا تقطع النزف المزمن مَتى احتملت طبيخ العفص يجلس فِيهِ النِّسَاء يقطع سيلان الرطوبات المزمنة. الغاريقون إِذا شرب جيد للرياح فِي الرَّحِم.

السذاب مَتى طبخ بالزيت وحقن بِهِ الْقبل من الرِّيَاح الغليظة ينفع. الجاوشير إِذا سقى مدافا)

بِعَسَل وَاحْتمل حلل صلابة الرَّحِم وطرد عَنْهَا الرِّيَاح. الحلبة وبزر الْكَتَّان التَّمام والمرزنجوش والشيح والفودنج والبابونج وإكليل الْملك والبلنجاسف والخيرى يطْبخ وَيجْلس فِيهَا لأوجاع الرَّحِم وأورامه الصلبة. الكمون مَتى شرب وَاحْتمل قطع النزف المزمن. الخطمى يطْبخ بميبختج وَمَاء أَو بعصير الْعِنَب أَو عصير النبق ويخلط بِهِ شَحم البط وَيحْتَمل يسكن الوجع من الرَّحِم ولذعه.

الخوز وَمَا سرجويه والقلهمان: الدرونج خاصته تَحْلِيل الرِّيَاح الغليظة وخاصة من الْأَرْحَام لِأَنَّهُ لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك.

بديغورس ومسيح وَابْن ماسويه وماسويه وماسرجويه والخوز قاطبة: الزرنباد يحلل الرِّيَاح الغيلظة وخاصة الَّتِي فِي الرَّحِم لَا شَبيه لَهُ فِي ذَلِك.

ابْن ماسويه: خَاصَّة السنبل إمْسَاك الطمث الْكثير إِذا شرب. وَذَلِكَ أَنه قد يحْتَاج مَعَ هَذَا إِلَى اسخان فَلذَلِك تُعْطى السنبل والكمون والكندر وَنَحْوهَا وَمَا أقل أَشْيَاء حارة تمسك الطمث.

ابْن ماسويه: صمغ الْجَوْز إِذا شرب مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم فِي ثَلَاث مَرَّات قطع الطمث.

ابْن ماسويه: دهن الزيبق نَافِع لأوجاع الرَّحِم وَكَذَلِكَ دهن النرجس والسوسن. رَأَيْت نسَاء كثيرا ينزفن الدَّم وعالجتهن بِجَمِيعِ مَا يعالج بِهِ أمثالهن فَلم يَنْقَطِع وحدست أَن ذَلِك لَا دم بواسير وَلَا دم طمث فافرق بَينهمَا وعالج بِحَسب ذَلِك.

سلمويه: إِذا أفرط الطمث ليؤكل البلوط بإفراط.

الخوز: لَا شَيْء أَنْفَع فِي وجع الرحتم من سقى الجندبادستر والعلاج بِهِ وَمَا الحصرم يحبس الدَّم.

لِكَثْرَة الْحيض: اطبخ كف سماق وكف كسيرة بِمَاء حَتَّى يقوى ويسقى على الرِّيق أَيَّامًا.

السندروس يحبس الطمث.

من كتاب الأغذاء: قلَّة الْغذَاء أَو كَثْرَة التَّعَب يقل الطمث.

أبقراط: فِي تشريح الأجنة الَّذين يموتون فِي الرَّحِم: مَتى خرجت الرَّحِم خَارِجا من الْولادَة وَغير ذَلِك فاقطع حجاب الرَّحِم قطعا حَتَّى يمِيل إِلَى جَانب قطعا طبيعياً وامسحه

 

(3/138)

 

 

بمنديل حَتَّى يفصل مَا بَين خُرُوجه وامرخه بدهن البان وزفت وأمسحه باسفنجة ورش عَلَيْهَا حمراً وضع أسفنجة وَشد إِلَى كتفها ولتكن رجلاها إِلَى فَوق ولتقل من الطَّعَام.)

قسطا: فِي البلغم: يحدث فِي الرَّحِم وجع كوجع القولنج للنِّسَاء السمان الكهوله وَلم يُعْط عَلامَة وينفع مِنْهُ التربد بِخَاصَّة فِيهِ فانى لم اجد دَوَاء أعمل فِي هَذَا الْعُضْو مِنْهُ وَالَّذِي جربت التربد مَعَ الأترنج فَإِنِّي أَحسب الأترهج يعين أَيْضا على ذَلِك وَأما التربد فقد عرفت بفساده فِي هَذِه غير مرّة. ج: 3 (طبيخ الأقحوان) يجلس فِيهِ لصلابة الرَّحِم وزهر الأقحوان يحلل صلابته ويحلل الأورام الصلبة الْعَارِضَة للرحم إِذا جلس فِيهِ. قَالَ: طبيخ الأشنة يصلح لأوجاعه. أصل الاذخر جيد لجَمِيع أورمه الصلبة.

والاصطرك وطبيخ الأقحوان يجلس فِيهِ للورم الصلب فِيهِ أملس الْأَحْمَر الزهرة وَالَّذِي يشبه الكمافيطوس مَتى سحتق وخلط بدهن ورد وَاحْتمل لين الأورام الصلبة فِي الرَّحِم.

أطهورسفس: لين النِّسَاء مَتى احْتمل مَعَ قطن مَرَّات نقع من الوجع فِي الرَّحِم. دهن بِلِسَان يُبرئ برد الرَّحِم مَتى احْتمل مَعَ شمع ودهن ورد قيروطي طبيخ الفنجكنث مَتى جلس فِيهِ نفع من أوجاعه وأورامه الصلبة. مَاء الرجلة إِذا عصر وحفن بِهِ الرَّحِم نفع من وجعها إِذا كَانَت حرقة ونفع من قروحها وَيمْنَع الْموَاد عَنْهَا.

أوريباسيوس: البلنجاسف جيد لقروح الرَّحِم. عصارة البنج الْأَبْيَض والأحمر نافعان لوحع الرَّحِم. 3 (د:) 3 (دهن البنج) جيد لوجع الْأَرْحَام. 3 (ج ود:) 3 (الجوشير) يحْتَمل مَعَ عسل يحل النفخ من الرَّحِم والصلابة. د بديغورس: خَاصَّة الدرونج النَّفْع من وجع الرَّحِم إِذا جلس فِيهِ وَقَالَ د: دهن الْورْد غذا احتقن بِهِ نفع من حرقته. وَقَالَ الزَّعْفَرَان جيد لوجعه ودهن الزَّعْفَرَان جيد لصلابته والقروح د: زراوند طَوِيل مُوَافق للقروح فِيهِ.)

أريباسيوس: الزّبد الطري جيد لوجع الصلب إِذا احتقنت بِهِ الْمَرْأَة فِي قبلهَا. 3 (د:) 3 (الحماما) نَافِع من أوجاعه مَتى احْتمل فِي فرزجات أَو جلس فِي طبيخه أَو طبيخ الحلبة إِذا جلس فِيهِ نفع من وَجَعه وَمن ورم فِيهِ وَمن انضمامه ودهن الحلبة جيد للصلابة فِيهِ ودهن الْحِنَّاء نَافِع من وَجَعه دهن الْعصير نَافِع لوجعه كُله. طبيخ بزر الْكَتَّان يحتقن بِهِ للذعة ولاخراج الفضول وَإِن جلس فِيهِ نفع من نفخة. 3 (د:) 3 (الكرنب والسلق) إِن أكلا نفعا من وَجَعه.

 

(3/139)

 

 

ابْن ماسويه: طبيخ ورق الكرنب الشَّامي بِمَاء وملح يحل صلابته مَتى جلس فِيهِ أَو احتقن بِهِ ابْن ماسوية: مَتى طبخ ورقه بِمَاء وملح يحل صلابته إِذا جلس فِيهِ أَو ضمد بِهِ الرَّحِم الوارمة ورما بلغميا حَالَة وَإِن بخرت بِهِ فعل ذَلِك وخاصة ورقة فانه مَتى طبخ بِمَاء وملح حلل الجساء مِنْهُ. ودهن اللوز المر يصلح لأوجاعه ولانقلابه وأورامه الصلبة. د وَج: جملَة اللَّبن تحقن بِهِ الرَّحِم للقروح واللذع والحدة وَمَعَ الْأَدْوِيَة المغرية المسكنة المملة كالتوتيا المسحوق المغسول خَاصَّة وَمَا أشبهه. وَإِن كَانَت هَذِه القرحة سرطانية سكن وجعهها وينفعها.

المر مَتى سحق وعجن بِعَسَل وَشرب نفع من أوجاع الرَّحِم والدهن الْمَعْمُول من المصطكى يصلح لأوجاعها كُله لاسخانه بِرِفْق وتليينه المَاء الكبريتي نَافِع لأوجاعه.

ورفس: مخ عِظَام الايل يلين صلابته إِذا احْتمل وتمرخ بِهِ من خَارج. 3 (ج:) 3 (طبيخ الناردين) إِذا جلس فِيهِ نفع من الأورام الصلبة فِيهِ. 3 (د:) (دهن النرجس)) 3 (د:) طبيخ النسرين جيد لصلابته ووجعه. بولس وَابْن ماسويه: دهنه نَافِع من وَجَعه. السعد طبيخه نَافِع من وَجَعه بَارِد. 3 (د:) 3 (السيخة) نافعة من اتساعه إِذا جلس فِي طبيخه أَو تدهن بِهِ.

وَقَالَ: دهن السفرجل جيد لقروح الرَّحِم مَتى احتقن بِهِ. طبيخ الايرسا جيد لِأَنَّهُ يلين صلابته وَيفتح فَمه.

دهن السوسن يحل جساوته وأورامه الصلبة وَلَا نَظِير لَهُ فِي النَّفْع من وجع الْأَرْحَام. دهن الايرسا جيد لوجعه لِأَنَّهُ يلينه ويفتحه. ج: السذاب مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ الرَّحِم جيد. 3 (د:) جيد لأوجاعه. وَقَالَ: الفودنج الْبري نَافِع من وَجَعه.

روفس: الْقسْط النافع لوجع الرَّحِم شرب أَو جلس فِي طبيخه. القنابري مَتى تضمد بِهِ نفع مِنْهُ. وَقَالَ: طبيخ قصب الذريرة نَافِع من وَجَعه إِذا شرب أَو جلس فِيهِ وَقَالَ ماسرجويه: قصب الذريرة نَافِع من وَجَعه إِذا جلس فِيهِ. وقصب الذريرة يدْخل فِي كمادات الرَّحِم بِسَبَب أورام تحدث فِيهِ فينفع نفعا كثيرا. ج: دهن القيصوم جيد للأورام فِيهِ. 3 (د:) 3 (اللاذن) وَقَالَ ج: لَيْسَ بعجب أَن ينفع الرَّحِم إِذا كَانَ يحلل ويلين مَعَ قبض يسير ولطافة فِي جوهره.

القرع مَتى ضمد بِهِ نيا سكن وجع الْأَرْحَام الحارة. د:

3 - (أصل القنطوريون)

مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب مَا لم تكن حمى وبالماء إِن كَانَت مَعَ الْحمى فينفع من وجع د:

 

(3/140)

 

 

3 - (الزراوند) ينفع من أوجاعه. رعى الْحمام إِذا أنعم دقه وخلط بدهن ورد وشحم بط وَاحْتمل وجع الرَّحِم. 3 (د:) 3 (طبيخ الشبث) إِن جلس فِيهِ نفع من وَجَعه ودهن الشبث يلين صلابته. 3 (د:) 3 (الزوفا الرطب) مَتى خلط بزبد أَو شَحم بط وإكليل الْملك جيد للقروح فِيهِ. شَحم الإوز والدجاج إِذا كَانَا طريين يوافقان وَجَعه. 3 (د:) 3 (شَحم الْخِنْزِير) بولس: الزفت الرطب يحلل الخراجات والصلابات فِي الرَّحِم. 3 (د:) 3 (التِّين الْيَابِس) يطْبخ مَعَ دَقِيق الشّعير وَيسْتَعْمل مَعَ الحلبة فِي كماد الأورام. 3 (د:) 3 (لبن التِّين) يلين صلابته. 3 (د:) 3 (ورق الْغَار) ينفع من أوجاعه إِذا جلس فِيهِ. الجردل ينفع من وَجَعه.)

ابْن ماسويه: طبيخ الخيرى الْأَصْفَر مَتى جلس فِيهِ نفع من أورامه الصلبة. 3 (د) 3 (طبيخ الخيري) إِذا لم يكن شَدِيد الْقُوَّة جدا ونطل على الأورام فِي الرَّحِم وخاصة فِي الصلبة المزمنة نفع.

الخطمى مَتى طبخ بشراب ثمَّ خلط مَعَ شَحم وضمغ البط وَاحْتمل كَانَ جيداص للورم الصلب فِي الرَّحِم. د: وطبيخه يفعل ذَلِك. د: طبيخ الملوخيا مَتى جلس النِّسَاء فِيهِ لين صلابة الرَّحِم. د: مَتى احتقن بِهِ نفع من اللذع فِي الرَّحِم.

وَقَالَ أبقراط: الخربق الْأَبْيَض مَتى احْتمل فِي الرَّحِم نفض مَا فِيهِ.

مَجْهُول: إِذا كَانَ وجع الرَّحِم مَعَ حر فحملها عصى الرَّاعِي وَحي الْعَالم ودهن ورد بصوفة بَيْضَاء وألزمه مَا أشبه ذَلِك من الْغذَاء وَالتَّدْبِير وَإِذا كَانَ مَعَ برد فحملها الصموغ المسخنة والقطران والمشكطرامشير.

للورم الصلب من تذكرة عَبدُوس: مرهم دياخيلون أَو باسليقون وشحم إوز ومخ أيل وزبد الْغنم وإنفحة أرنب وصبر وجندبادستر ودهن الرازقي تحْتَمل فِي صوفة آسمانجونية وَيُؤْخَذ لصلابته أَيْضا مخ أيل وشحم البط وموم أصفر ودهن سوسن وَمر وزعفران وأقحوان وجندبادستر وتناسب وإيرسا وعلك البطم وَمَاء الحلبة يَجْعَل مرهما وَيحْتَمل فِي صوفة آسمانجونية. للورم الصلب والسرطان فِي الرَّحِم: لينه بالأضمدة ثمَّ احْمِلْ عَلَيْهِ بالمدرة للبول فَإِنَّهُ كَذَلِك يؤاتي ويسفترغ وَأعد عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى. من الْكَمَال والتمام مَا يصب فِي الرَّحِم للجرح والاشتغال والوجع الشَّديد فِيهَا وَفِي المثانة: مَاء البزر قطونا والبرسيان دَارا وَمَاء الشّعير وَبَيَاض الْبيض وَلبن النِّسَاء ودهن القرع والشياف الْأَبْيَض يحقن الرَّحِم بِثَلَاث أَوَاقٍ مِنْهَا ويقطر مِنْهَا فِي المثانة قطرات وأسق العليل رب السوس كثيراء وصمغا وبزر الْخِيَار وبزر الْبِطِّيخ والنشا وَيطْعم خياراً أَو بطيخاً أَو يسقى مبيختجا ويلعق لعوقا متخذا من شيرج التِّين وطبيخ أصل السوسن يدمن ذَلِك فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

 

(3/141)

 

 

صفة مَا يصب فِي الرَّحِم فَيخرج الدَّم مِنْهُ ويسكن الوجع الشبيه بالطلق: بابونج إكليل الْملك أصُول السلق بنفسج مشكطرمشير فرسيون من كل وَاحِد أوقيه مر أَرْبَعَة دَرَاهِم شب نمام شيح)

بزر كتَّان حلبة قيصوم أوقيه أُوقِيَّة بطيخ بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويحقن بِهِ فاترا ثَلَاثَة أَيَّام. ضماد نَافِع للوجع الشَّديد الْحَادِث فِيهِ والورم البلغمي والدموي والديبلات فِيهِ: بزر كراث نبطي أُوقِيَّة وَنصف حلبة وبزر كتَّان من كل وَاحِد أوقيتان إكليل الْملك ثَلَاث أَوَاقٍ بابونج بنفسج أوقيتان يابسة أُوقِيَّة صندل الخطمى من كل وَاحِد أوقيتان وَنصف سندروس أُوقِيَّة وَنصف أصل كراث بنطي محرف أُوقِيَّة وَنصف دَقِيق الباقلي ثَلَاث أَوَاقٍ راتينج أُوقِيَّة وَنصف مقل ثَلَاث أَوَاقٍ تين سمين منقع فِي ميبختج عشرُون عددا. تدق الْيَابِسَة وتنقع الْمقل فِي المتيختج وينعم دق التِّين ويخلط مَعَ الْمقل وَيُؤْخَذ من دَقِيق السوسن ودهن الشيرج الْكِفَايَة ويداف بهما راتينج وشحم الْعجل وشحم الأوز من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ شمع رَطْل يخلط الْجَمِيع ويعجن ويضمد بِاللَّيْلِ ليَالِي كَثِيرَة. فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. 3 (للصلابة الشبيهة بالورم فِي الرَّحِم) 3 (دهن الحلبة النرجس والزعفران) ودهن الشبث يمسح بهما. وَمِمَّا ينفع الصلابة احْتِمَال اللاذن فَإِنَّهُ يلين الأورام الصلبة فِي الرَّحِم.

أَو يدق ورق الخطمى الغض مَعَ شَحم الأوز وصمغ اللوز وَيصير على الْموضع. للبثر الْحَادِث فِيهِ: ورد يَابِس عشرُون درهما سنبل خَمْسَة أصُول السوسن خَمْسَة قيمولي مثله يدق الْجَمِيع ويعجن بمطبوخ ريحاني وَيجْعَل كالبلوط الطوَال وَيحْتَمل للوجع فِي مَعَ برد: جاوشير جندبادستر دانقان يسقى بمطبوخ ريحاني. لوجع الرَّحِم: ينطل عَلَيْهِ طبيخ البلنجاسف.

الْعِلَل والأعراض: إِنَّه يتَوَلَّد فِي فَمه لحم لَا روح لَهُ يُسمى الرَّجَاء.

الْيَهُودِيّ: قد يعرض فِيهِ سوء مزاج وانحلال قُوَّة فَإِذا خرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ إِن كَانَ غزيراً صافياً فَهُوَ عرق انْفَتح بِلَا وجع وَإِن كَانَ مَعَ قيح قدبيلة. وَمَتى كَانَ أسود ويجئ قَلِيلا قَلِيلا فآكلة. فَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم ورم حَار كَانَ مَعَه حمى حادة. فَإِن كَانَ فِي مقدمه شكت عانتها وَاحْتبسَ بولها. وَإِن كَانَ فِي مؤخرة شكت عُنُقهَا. وَإِن كَانَ فِي قعرها شكت ظهرهَا وَاحْتبسَ الْغَائِط فافصد الباسليق وَبعده الصَّافِن واسق الخيارشنبر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ودهن اللوز وَإِذا انحط الورم فَاسق دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وَحملهَا فِي الِابْتِدَاء مَا يمْنَع وبآخره حملهَا عصير الكرنب والمر وَنَحْوهَا. فَأَما فِي أول الْأَمر فماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَبَيَاض بيض وَنَحْوه كتاب السمُوم الَّذِي ينْسب إِلَى ج: الجندبادستر الأغبر الْأسود مَتى شربت الْمَرْأَة مِنْهُ)

قيراطا نفع من وجع الْأَرْحَام.

من العلامات الْمَنْسُوب إِلَى ج: عَلامَة ورم الرَّحِم الْحَار: اخْتِلَاج فِيهِ وحرارة وَثقل

 

(3/142)

 

 

وتمدد فِي الصلب والورك والعانة والأرابي واقشعرار ووجع ناخس وخدر وَبرد الْأَطْرَاف وعرق كثير وَصغر النبض ويشارك الْمعدة فَيعرض فوَاق ووجع فِي الرَّقَبَة ومقدم الرَّأْس وَالنضْر وَإِذا كَانَ الورم فِي فَم الرَّحِم كَانَ الوجع شَدِيد الْأَذَى وَاشْتَدَّ فِي الأرابي جدأ وَإِذا كَانَ فِي جَانب من الرَّحِم فَفِي فَخذ ذَلِك الْجَانِب والفخذ تتألم مَعَ اربيته وَإِذا كَانَ الوجع فِي أسافل الرَّحِم ألم مَعَه المعى الْمُسْتَقيم وَكَانَ تزحر وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الأعالى ألم الْقطن والورك وَإِذا كال إِلَى جَانب عرض مَعَه وجع شَدِيد وامتداد ف الْجَانِب الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ وتحتبس الْبَوْل والرجيع ويعرض مَعَ ورم الرَّحِم جساوة ويبس شَدِيد. وَإِذا كَانَت فِيهَا دبيلة عرض امتداد شَدِيد وحميات غير ذَات نَوَائِب مَعْلُومَة بالقشعريرة ويستريح قَلِيلا إِلَى الِاخْتِلَاف وأسفل قطنها وارم وَإِذا كَانَت فِيهِ قُرُوح قد انفجرت سَالَ مِنْهُ صديد وحمت ويجف وضرتها الْأَدْوِيَة المرخية وانتفعت بالقابضة وَمَتى كَانَت فِي فَمه كَانَت مؤلمه جدا وَإِذا كَانَت عفنة وسخة كَانَت كَثِيرَة الصديد.

وَقد يرم الرَّحِم كُله وَقد يصلب فَعظم الْبَطن مَعَه كبطن المستسقى وينحف الْجِسْم كُله ويهزل وَلَا يكون لَهُ وجع. عَلامَة ضعفه: سيلان الطمث وَقلة الشَّهْوَة للباه وَقلة الإسهال وَإِذا كَانَ فِيهِ مَا عرض ورم وخو فِي أَسْفَل الْبَطن وضيق نفس واحتباس الطمث وقرقرة ولاسيما إِذا مشت وتحركت تحركاً قَوِيا وتسيل مِنْهُ رُطُوبَة مائية.

ميسوسن: إِذا ورم الرَّحِم فَأدْخل الْمَرْأَة بَيْتا طيب الرّيح وتغذها ثَلَاثَة أَيَّام ومرها بالسهر مَا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ أمرهَا بِالنَّوْمِ واحقن رحما واسقها. أشربة معتدلة نافعة من القئ وَبعد الثَّالِث أطعمها طَعَاما خَفِيفا وكمد الرَّحِم واحقنها وأسهلها بطبيخ الحلبة والدهن وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فافصد لَهَا عرقاً وَاسْتعْمل الضمادات والفرزجات اللينة وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه اللينة وَإِن كَانَت جساوة فَاسْتعْمل المحاجم وَإِذا سكن الوجع فَعَلَيْك بالضمادات الملينة كضماد البزور وضماد المرزنجوش وضماد إكليل الْملك.

الجسأ: العلاج: أَجْلِسهَا فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان وضمدها بدقيق وَمَعَ شَحم الأوز ومخ الأيل ودهن حناء وَحملهَا مِنْهُ. وَقَالَ: وسقيروس فِي الرَّحِم: وَهُوَ ورم صلب جاس لَا ورم مَعَه لَا يبرأ وعَلى حَال طيب قلب الْمَرْأَة وعللها وَأَقْبل على المرطبات وَإِذا كَانَت فِيهِ دبيلة فَإِنَّهُ)

نعرض لهيب وَحمى وَبرد وقشعريرة قبل ذَلِك ويعالج بأَشْيَاء ملينة لينفتح سَرِيعا ثمَّ أَجْلِسهَا فِي مَاء الحلبة والنمام والمرزنجوش والعدس والمر ودهن السوسن ودهن الْحِنَّاء وأشق وقنة وَنَحْوهَا وضمد بِهِ الخاصرة وَالظّهْر الْمُتَّخذ من دَقِيق حِنْطَة ودهن حلبة ودقيق بزر الْكَتَّان مَعَ شَحم وراتينج وعلك البطم والبلنجاسف والمشكطرامشير والمرزنجوش وَالْملح الدراني وَالْعَسَل وَالزَّيْت. وَمَتى كَانَ يسيل مِنْهُ قيح منتن عليظ فاطبخ الفراسيون فِي مَاء الْعَسَل

 

(3/143)

 

 

واحقنها بِهِ فَإِن لم تكن رَائِحَة فاحقنها بمرهم الباسليقون فَإِذا قل الْقَيْح فاجهد جهدك إِذْ ذَاك أَن تلحم الْخراج وأجلسها فِي مياه قابضة وَحملهَا مرهم إسفينذاج وَمَا دَامَت الدُّبَيْلَة لم تنضج فأجلسها فِي الْمِيَاه الَّتِي تنضج مثل مَاء الحلبة وبزر الْكَتَّان وَإِذا انفجرت الدُّبَيْلَة فَاسق مَا يدر ونقى الرَّحِم كالأفاوية وَإِيَّاك وَإِيَّاهَا الانفجار فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع وَإِذا أردْت انضاج الدُّبَيْلَة سَرِيعا فاحقنها بمراهم ملينة مفتحة.

قَالَ: وَمَتى أحسست فِي الرَّحِم ورماً جاسياً وَوجدت الْقبل يَابسا وعَلى لون الرصاص فَفِيهِ سرطان وَمَتى لم يُمكن المجس فدليل السرطان أَن تَجِد الْمَرْأَة وجعاً كنخس المسلة فَإِن لم يسل مِنْهُ شَيْء فَأعْلم أَن هُنَاكَ سرطاناً لاقرح مَعَه وَإِن سَالَ مِنْهُ شَيْء فَمَعَ قرح فَإِن بهَا سرطاناً متقرحاً أَو سرطانا مَعَ رُطُوبَة حريفة وَلَا يعرض لَهَا ف هَذِه الْحَال الوجع فَإِذا أردْت تسكين الوجع فاحقنها بطبيخ العدس أَو بِلَبن الأتن وطبيخ لِسَان الْحمل فَإِن هَذِه تجفف الورم الْمُسَمّى السرطان المتقرح فَإِن لم يكن متقرحاً فَعَلَيْك بصفرة الْبيض ودهن ورد وبزر قطونا وبنج وعنب الثَّعْلَب تحملهَا فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن ذَلِك الوجع الناخس.

وَقد تكون فِي الرَّحِم آكِلَة وعلاجها علاج السرطان وَيفرق بَينهمَا أَنه لَا جسأ مَعهَا وَلَا صلابة وَأَن لأوجاعها سكونا فَأَما أوجاع السرطان فَلَا برْء لَهَا مَعَه وَيكون فِي الرَّحِم نفخ ويستدل عَلَيْهِ أَن ترى ممتدة جدا وينتقل الوجع من مَكَان إِلَى مَكَان. علاجه: ألزم المحاجم بالنَّار الْعَانَة وَاسْتعْمل المراهم للريح كالسذاب والكمون مختلطاً كالضماد والشياف أَيْضا الطاردة عَن عود بِلِسَان ومقل ودهن ناردين وَإِن عسرت فقو بالأضمدة والشيافات. وَقد تعرض للرحم أوجاع من وطوبات رَدِيئَة تسيل إِلَيْهَا حَتَّى يذبل ويهزل الرَّحِم وعلاجه: تنقية الرَّحِم بأدوية وشيافات تخرج مَا فِيهِ كالفراسيون والكرسنة فَإِذا تنقى بعد تنقيتك الْجِسْم فَاسْتعْمل أَشْيَاء عفصة طبيخاً وشيافات وَلَا تغفل عَن تنقية الْبدن ودلك السَّاق بعد تنقية الرئة بعاقر قرحا وفلفل)

قَالَ: وَقد يَنْقَلِب الرَّحِم فِي الْمَرْأَة ويسترخى صفاقاتها وَذَلِكَ من أَسبَاب: أَحدهَا أَن يخرج الْجَنِين بَغْتَة فَيخرج عنق الرَّحِم إِلَى قبل الْمَرْأَة أَو من عنف حَرَكَة المشمية إِذا خرجت وَلذَلِك ينْهَى عَن ذَلِك أَو من حَرَكَة أَو من عَدو أَو من عفن رطوبات الرَّحِم ويجس الرَّحِم فِي هَذِه الْحَال بِالْيَدِ وَهِي لينَة وَفِي الْفرج فِي فمها أَو فِي وَسطهَا ويعرض من ذَلِك وجع شَدِيد وحميات لهبة بعْدهَا من الْحمام والملوحات وأجلسها فِي الْمِيَاه القابضة وخاصة فِي طبيخ الأذخر والورد العفص وَجوز السرو ثمَّ ارْفَعْ الرَّحِم إِلَى فَوق قَلِيلا قَلِيلا وَشد الْفرج قَلِيلا قَلِيلا بصوف لين قد بل فِي بعض هَذِه الْأَشْيَاء ونثر عَلَيْهِ أفاقيا وادفعه مَا أمكن وضع على سرتها المحاجم لتجذب بهَا الرّيح إِلَى فَوق ودع المحاجم وعلاجك وقتا طَويلا فَإِنَّهَا تعيد الرَّحِم إِلَى موضها. قَالَ: وَشد سَاقيهَا وَلست أعرف أَنا لهَذَا وَجها.

قَالَ: ويعرض للرحم انسداد الْفَم فَيصير عَلَيْهِ جلد وَلَا يكون مَعَه وجع وَلَا يسيل مِنْهُ

 

(3/144)

 

 

شَيْء ويستدل عَلَيْهِ من المسلة فأجلسها فِي الْمِيَاه الملينة كطبيخ بزر الْكَتَّان والحلبة واحقنها بمحقنة أَولا بِهَذِهِ الْأَشْيَاء ثمَّ غلظ قصبتها تفتح لَك ويسهل حَتَّى ينفتح وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية. قَالَ: تحمل هَذِه فَتلا بِهَذِهِ الْمِيَاه تكون قَوِيَّة كالقضبان تدس فِي الرَّحِم لتَكون كالقالب ويبدل حَتَّى يبلغ الْحَد الَّذِي يُرَاد.

وَقد تعرض فِي الرَّحِم بواسير تُوضَع تَحت الْمَرْأَة مرْآة فَإنَّك ستراها. علاجه: أَجْلِسهَا أَولا فِي مياه ملينة مرخية كطبيخ بزر الْكَتَّان والحلبة وَالزَّيْت وَحملهَا دهن السوسن وإكليل الْملك فَإِن سكن الوجع وَإِلَّا فَاسْتعْمل القوية التليين شيافات مثل شَحم الأوز ومخ الأيل والمقل فَإِن لم يسكن بِهَذِهِ فَاسْتعْمل الْحَدِيد كَمَا تقطع البواسير وَإِذا كَانَت فِي الرَّحِم فَإِن كَانَت دَاخِلا فعلج بأَشْيَاء عفصة وَإِن كَانَت خَارِجا فبالقطع وَيعلم ذَلِك أَن الرَّحِم مَتى جس تكون فِيهِ أَشْيَاء ناتية وتصيب مِنْهَا ويسيل مِنْهَا دم قَلِيل ورطوبات وصديد. ويستدل على أَن بهما بواسير فِي الرَّحِم وتؤتا بِمَا يرعض لَهُ من سيلان الدَّم دَائِما مَعَ فَسَاد لَوْنهَا. وَمن البواسير رَدِيئَة جدا وَهِي الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم أسود كالدردي فَإِن هَذِه كَثْرَة الْعُرُوق وأخفها مَا سَالَ مِنْهَا دم أشقر وَلَا وجع مَعَه وَرُبمَا كَانَت خَارِجَة فيتبين للْمَرْأَة بالمرآة.

وَيفرق بَين الدَّم السَّائِل من الطمث وَمن دم البواسير أَنه فِي الطمث لَهُ نظام يلْزم بعضه بَعْضًا إِلَى أَن يظْهر الطمث وَأَن دم البواسير لَا يلْزم نظام الطمث وَذَلِكَ أَنه لَا يَدُوم ويسيل مرّة ونقطع)

أُخْرَى وَأَيْضًا فَإِن دم الطمث لَا يهزل إِلَّا إِذا أفرط وَدم البواسير يهزل وَيفْسد اللَّوْن وَدم الطمث ينزل بِلَا وجع آخر مَعَ وجع.

وَمن احْتبسَ طمثها تنْتَفع بالبواسير وعلاجها أجمع إِذا كَانَت فِي الرَّحِم عسرة وخاصة إِن كَانَت فِي العمق وقطعها يكون بالقالب كَمَا يقطع البواسير ثمَّ تدخل بَيْتا بَارِدًا وتشيل رِجْلَيْهَا على الْحَائِط ساعتين ثمَّ يلْزم عانتها أَو رِجْلَيْهَا خرقاً بِمَاء ثلج وَكَذَا الصلب وَأَجْعَل على الْقطع زاجا أَو شبا وَنَحْو ذَلِك وتجلس بعد أَن تقطع فِي الْمِيَاه القابضة وألزم الْعَانَة والصلب أضمدة قابضة فَإِن انْقَطع وَإِلَّا ضع على الْعَانَة والثديين والصلب المحاجم وَحملهَا صوفة بأقاقيا فَإِذا سكن الدَّم عولجت البواسير بالمراهم إِلَى أَن تَبرأ.

الشقاق: وَيصير فِي الرَّحِم عِنْد خُرُوج الْجَنِين بعسر أَو المشيمة أَو بقايا طمث أَو ورم ويتبين الشقاق بالمرآة إِذا وضعت تَحت الْمَرْأَة وَفتح فَم الرَّحِم نعما فَإِن كَانَ فِي الْحلقَة فداوه بتوتيا وصفرة الْبيض فَإِن هَذَا وَنَحْوه من الملينات بعد أَن يذهب الشقاق من هَاهُنَا وَإِن كَانَ غائراً فَحمل قشور النّحاس والزاج فَإِنَّهُ يذهب بِهِ.

فِي القروح فِي الرَّحِم: إِذا كَانَت مَعَ أورام الرَّحِم فعالج باللينات إِلَى أَن يسكن الورم وَإِن كَانَت كَثِيرَة والضر فاغسلها بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ السوسن وَحملهَا المراهم المنقية فَإِذا تنقى فَمَلَأ عمقه بالمراهم المعمولة بدهن ورد فَإِذا امْتَلَأَ فأدمله ويدمله.

 

(3/145)

 

 

وَقَالَ: وَقد يكون لحم أَحْمَر فِي فَم الرَّحِم أَو دَاخله إِمَّا مستدير أَو طَوِيل لَا وجع مَعَه فَأَما الْأَطِبَّاء فيقطعونه وَأما أَنا فآخذ مِنْهُ.

ويعرض للرحم ميلان فَأدْخل إصبعك فَأنْظر إِلَى أَيْن مَال فجر أبدا إِلَى حذاء الْفرج بعد أَن يلين بالمياه والفرازج اللينة وقابل جِهَة الْقبل بمحجمة فَإِنَّهُ يجرها إِلَى حذاء الْفرج أبدا وَإِن استرخى عنق الرَّحِم فَلم ينبسط وَلم ينقبض فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة فِي المَاء فِي الرَّحِم وألزمها الرياضة وافصد وَحملهَا الشيافات الَّتِي تخرج المَاء وتهيج الطمث.

والخربق الْأَبْيَض إِذا احْتمل أخرج من المَاء شَيْئا كثيرا.

قَالَ: وَاللَّحم الْمُسَمّى الْحَاء هُوَ صلب مستدير وَالْفرق بَينه وَبَين السرطان أَن الْمَرْأَة تلده كَمَا تَلد الْجَنِين وَالْفرق بَينه وَبَين الْجَنِين: التحرك لِأَنَّهُ لَا يَتَحَرَّك. وعلاجه بأدوية مرخية زَمَانا ثمَّ يحركه الرَّحِم فَإنَّك تخرجه سَرِيعا.)

الْأَعْضَاء الألمة: إِذا كَانَ فِي الْجِسْم اضْطِرَاب وَثقل وقشعريرة وقلق وغثى وسهر وشهوة أَطْعِمَة رَدِيئَة فَقل للقابلة تلتمس فَمه فَإِن كَانَ مُنْضَمًّا مَعَ صلابة دلّ على عِلّة الرَّحِم وَإِن كَانَ مَال الرَّحِم إِلَى فَوق أَو إِلَى الْجَانِبَيْنِ فَذَلِك الْموضع مِنْهُ عليل وَبَعض النِّسَاء تحس فِي ذَلِك الْموضع بوجع مَعَ ثقل وَيصير الوجع إِلَى الْوَرِكَيْنِ وتعرج إِذا مشت من رجلهَا الَّتِي فِي ذَلِك الْجَانِب الوجع. قَالَ: والبط الَّذِي يَقع فِي الرَّحِم يعسر التحامه.

ابْن سرابيون قَالَ: يحدث الورم فِي الرَّحِم من سقطة أَو ضَرْبَة وَمن احتباس الطمث ويعقب الولاد وَمن الْجِمَاع المفرط وتتبع ورم الرَّحِم حمى حادة وصداع ووجع مفرط ووجع فِي الأوتار وَفِي قَعْر الْعين ويتشنج المعاصم والأصابع القذال ووجع الْقبل والألم والضربان فِي الرَّحِم ويحس بالوجع فِي مَوضِع الْأَلَم وَإِن كَانَ خلفا وجد فِي الْقطن الوجع وَإِلَّا فَمن قُدَّام وَإِذا كَانَ الوجع من احتباس الثفل لضغط الورم للمعي المنصب فالورم من خلف وَإِن كَانَ قُدَّام الرَّحِم حدث الوجع فِي الْعَانَة وَحدث تقطير الْبَوْل أَو عسره البته لِأَن الورم يضغط المثانة وَمَتى ورمت جنبتا الرَّحِم تمددت الأرييتان وَثقل السَّاق فَإِذا كَانَ الورم فِي الرَّحِم أحس بِفَم الرَّحِم غليظاً صلباً جاسيا وَيحدث مَعَ أورام الرَّحِم إِذا كَانَت عَظِيمَة حميات حادة وانتفاخ المراق وتلهب شَدِيد وَثقل الْمَتْن والأربية والمركبة وعرق المابض وتكاثف النبض وَصغر النَّفس وَامْتِنَاع الْبَوْل وَالْبرَاز وَإِذا تطاولت تحدث مَعهَا غثى.

العلاج: افصد الابطى لتجذب الْمَادَّة إِلَى فَوق: فَأَما بآخرة فَإِن بقيت من الْعلَّة فَضله فافصد الصَّافِن وَاسْتعْمل المسهل وَعند الرَّحِم بالأضمدة الْمَانِعَة فَإِذا بلغت الْعلَّة النِّهَايَة فاخلط مَعهَا المحللة. وَالَّتِي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي الِابْتِدَاء وَفِي الورم الْحَار العدس وقشر

 

(3/146)

 

 

الرُّمَّان ولسان الْحمل وعنب الثَّعْلَب وقشر القرع والورد وإكليل الْملك وشبا وزعفرانا فَإِذا تحلل فاخلط الْأَشَج والميعة والقنة مَعَ الشحوم المخاخ وضمد بِهِ الْأَرْحَام مَعَ الأدهان اللطيفة الحارة كدهن الايرسا والسوسن والبابونج ودهن الجناء فَإِن أل الْأَمر إِلَى جَمِيع الْمدَّة فَأمر أَن تحْتَمل طبيخ التِّين والدقيق وذرق الْحمام وتحتمل شيافا يتَّخذ بزوفا رطب وَسمن فَإِذا انفجرت الْمدَّة فغ سَالَتْ إِلَى المثانة فَاسق لَبَنًا وبزر قطونا وبزر الْبِطِّيخ والكثيراء والنشا وَالسكر فَإِن سَالَتْ إِلَى المعى الْمُسْتَقيم فاحقن بطيخ العدس والورد الجلنار والأرز فَإِن سَالَتْ إِلَى الْقبل فأدف مرهم الباسليقون وَسمن الْبَقر فاحقنه بِهِ فِي الْقبل هَذَا وَإِن كَانَت الْمدَّة نقية بَيْضَاء تخينة فَإِن كَانَت)

مُنْتِنَة رقيقَة فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة وَإِن كَانَ الورم أَسْفَل وَأمكن أَن تفتحه إِن انْفَتح فافتحه.

دَوَاء يسكن وجع الرَّحِم ويش الورم: حلبة تنقع بِمَاء وتغسل ثَلَاث مَرَّات ثمَّ تطبخ حَتَّى تتهرى وَيُؤْخَذ رغوتها ويطرح عَلَيْهِ شَحم الإوز والدجاج ويذاب على النَّار حَتَّى يحمى فاذا جمد فامرها أَن تتحمله بصوف مَعَ قَلِيل دهن ورد. آخر: اطبخ خشخاشاً بعصير عِنَب حَتَّى ينفسح ويصفى يخلط بِهَذَا المَاء شَحم البط ودماغ الْعجل ومخه وَيحْتَمل.

آخر: اطبخ حلبة بعصير الْعِنَب واخلط بِهِ شَحم الاوز وصمغ الخور ودهن ورد وَيحْتَمل آخر: خشخاش يطْبخ بغمرة مَاء ثمَّ يعصر ويصفى وبصب عَلَيْهِ لكل ثَلَاث خشخاشات من المر والأفيون دِرْهَم دِرْهَم مسحوقة وشحم بط أَرْبَعَة دَرَاهِم ودهن ورد ثَلَاثَة ويخلط وَيسْتَعْمل. وَيصْلح للأورام الصلبة مرهم الدياخلينون بِلَبن بدهن السوسن وَيحْتَمل باسليقون والزوفا فرزخة للورم الصلب: شَحم الاواز قيروطى بدهن السوسن صفرَة الْبيض جُزْء جُزْء أفيون عشر جُزْء ويخلط وَيسْتَعْمل وَيصْلح لَهُ الْكَرم وَالْخبْز المبلول بِمَاء الْعَسَل أَو بنقيع ورق الْكَرم بِمَاء حَتَّى يلين ثمَّ يسحق مَعَه مثله من الْخبز بِمَاء الْعَسَل وتجعله مَعَ دِرْهَم بسيليقون وَيحْتَمل.

وَيصْلح للورم الْحَار والصلابة يُؤْخَذ: دياخيلون يداف بدهن ورد وَمَاء لِسَان الْحمل وعنب الثَّعْلَب وَيحْتَمل فانه جيد بَالغ.

والسرطان فِي الرَّحِم بعضه منتفخ وَبَعضه غير منتفخ وَيكون مَعَ النفخ سيلان أَشْيَاء رَدِيئَة سود الألوان مُنْتِنَة وَمَعَ غير المتقرح صلابة ووجع شَدِيد أمررت الْيَد عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن تسكنه بطبيخ الحلبة وضماد الخطمى وبزر الْكَتَّان وخشخاش ودهن ورد عِنَب الثَّعْلَب

 

(3/147)

 

 

واحقنه بِهَذِهِ وَبَيَاض الْبيض لِئَلَّا يهيج وجع. فَأَما أَن يبرأ فَلَا برْء لَهُ. وَإِذا انْبَعَثَ دم كثير فزد فِي هَذِه الاسفيناج والطين الأرميني والقيا وَنَحْوهَا.

وَقَالَ: طبيخ الآس إِذا شربته القاقيا مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء منع السيلان من الرَّحِم وَقَالَ: إِن شرب من بعض الأنافح ثَلَاثَة ابولوسات نفع من السيلان المزمن من الرَّحِم.

وَقَالَ جحاينوس: قد قيل فِي إنفحة الأرنب إِنَّه مَتى شربت يخل قطعت نزف الدَّم إِلَّا أَنِّي لم أخربه لِأَنِّي أرى اسْتِعْمَال دَوَاء حَار فِي شَيْء يحْتَاج إِلَى قبض. جَفتْ بلوط وطبيخه مَتى وَقَالَ ج: الرجلة مُوَافقَة لنزف الدَّم من الطمث والعصارة أبلغ فِي ذَلِك. بزر البنج مَتى شرب مِنْهُ قدر أبولوسين مَعَ جُزْء خشخاش نفع من نزف الدَّم من الرَّحِم. لب الْجَوْز إِذا أحرف)

وسحق بشراب وَاحْتمل منع الطمث.

الْخلاف: ابْن ماسوية: يقطع كَثْرَة الدَّم دم الْحيض: دردى الْخلّ والآس ينعم دقة ويضمج بِهِ الْعَانَة والبطن وَيمْنَع سيلان الطمث. عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري مَانع السيلان والنزف مَتى احْتمل.

وَقَالَ: بعز الماعز وخاصة الجبلية الجافة مِنْهَا إِذا خلط ودق بكندر واحتملته الْمَرْأَة بصوفه قطع السلان المزمن من الدَّم. وَقَالَ: الحضض منى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. د: سومقطرن يسقى للنزف الْعَارِض للنِّسَاء الْأَحْمَر مِنْهُ. ج: أصل الحماض مَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة. د: ثَمَر الطرفاء مَتى احْتمل منع سيلان الرَّحِم إِذا كَانَ مزمناص وَحب الطرفاء وطبيخه مَتى جلس فِيهِ منع السيلان المزمن. وَقَالَ: يعْمل من سوق الْخشب الطرفاء مشارب يمْنَع السيلان منعا قَوِيا وَيشْرب فِيهِ المطحولون مَاءَهُمْ.

بولس: الطراثيث دَوَاء قوي فِي منع سيلان الدَّم. والطين الْمَخْتُوم عَجِيب فِي ذَلِك يقطع وطين ساموس الْمُسَمّى كوكبا نفع فِي ذَلِك والطين اللَّاتِي قريب من الأرميني. د: الكندرة قشارة نَافِع من سيلان الرَّحِم والقشور أقوى وَيصْلح سيلان المزمن.

ابْن ماسوية: مَتى احتمات الْمَرْأَة كموناص مَعَ زَيْت عَتيق قطع كَثِيرَة الْحيض الكرنب يمْنَع النزف. والكراث النبطي مَتى خلط بقشار الكندر وَاحْتمل قطع نزف الدَّم. ج: لِسَان الْحمل يقطع سيلان الدَّم شرب أَو احتقن بِهِ. د: وَيمْنَع سيلان الدَّم والفضلات إِلَى الرَّحِم مَتى اغتذى بِهِ. وَإِن شرب من خبث الْجَدِيد وَمن السورنجان جزءان وَجعل فِيهِ

 

(3/148)

 

 

قتيلة بخل خمر وَيحْتَمل قطع نزف الدَّم. مَجْهُول: أصل لحية التيس قوى الْقَبْض نَافِع من نزف الدَّم. د: عصارة أصل شَجَرَة المصطكى وقشورها مَتى طبخت على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد للنزف ويقم مقَام الطراثيث. د: الناردين مَتى احْتمل فرزجة قطع نزف الدَّم. البلح مَتى شرب بخل خمر عفص قطع سيلان الرطوبات المزمنة ونشارة خشب البنق وطبيخة جيدان. ج: الصِّنْف من النيلوفر الْأَصْفَر الزهر الْأَبْيَض الأَصْل يبلغ من قُوَّة قَبْضَة أَنه يقطع سيلان الدَّم الْحَادِث للنِّسَاء وَيشْرب أَصله وبزره بشراب أسود فينفع من الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم. زهرَة السفرجل مَتى شربت بشراب نَفَعت من السيلان المزمن فِي الرَّحِم.) د: أصل السوسن يلين جسأ الرَّحِم. وَقَالَ: سماق الدباغة يمْنَع الرُّطُوبَة الْبَيْضَاء من الرَّحِم.

سماق الْأكل إِذا شرب بشراب قَابض قطع نزف الدَّم من الرَّحِم وَكَثْرَة النَّوَازِل إِلَيْهِ طبيخ خشب الساذج مَتى شرب أَو احتقن بِهِ نفع من سيلان الرطوبات.

الْيَهُودِيّ: مَتى رَأَيْت الْمَرْأَة تستفرغ بِالْحيضِ وتقوى بذلك ويصفو لَوْنهَا عَلَيْهِ فَذَلِك فضل وامتلاء تَدْفَعهُ الطبيعة. فَلَا تمنع مِنْهُ ولونه يدل على الْخَلْط. قَالَ: وَإِذا قوى النزف مَعَ حرارة فَاسق الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة للطمث المخدرة واسق مِنْهَا واطل بهَا بالفلونيا وأقراص الكهربا وَمَتى كَانَ النزف مَعَ حرارة فَاسق أَقْرَاص الطباشير الكافورية وتزر حماض بِرَبّ الحماض الأترجي وَمَتى كَانَ النزف مَعَ ضعف الْأَرْحَام فأعطها القابضة المقوية مَعَ الطينية يُؤْخَذ عفص وطين مختوم وأرميني وشب وَدم الْأَخَوَيْنِ مِنْهَا أجمع بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم وكافور حبتان سك دانق يداف فِي أُوقِيَّة شراب الآس وَيشْرب وَإِن كَانَ فِي الرَّحِم قرحَة فاسقها الْأَدْوِيَة المركبة من المغرية والقابضة والمخدرة وَحملهَا مِنْهُ هَذَا المرهم: إسفيذاج جلنار مرداسنج قيروطي بدهن ورد تحتملة وَأَن كَانَ يسيل الْحيض من امتلاء فافصد الأكحل وَشد عضديها واحجمها بَين وركيها فَإِن كَانَ الْحيض رَقِيقا مائيا فَاسق القوابض وَحملهَا شياقا طوَالًا واطل الرَّحِم.

ايْنَ ماسويه فِي كتاب الرَّحِم: إِذا رَأَتْ الحبلى الدَّم فافصد ولاتقدم على المسهل وَذَلِكَ يعرض كثيرا للحوامل فعلاجهن بالأطعمة المقللة للدم وَقلة الْغذَاء.

ميسوسن إياك أتستعمل فِي نزف الدَّم الْأَدْوِيَة المحرفة فَإِنَّهَا ضارة لِأَن الْعُضْو عصبي وخاصة فِي نزف دم الْحَوَامِل.

وَقَالَ فِي الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: إفراط خُرُوج الطمث يتبعهُ رداءة اللَّوْن تنتفخ القدمان وَجَمِيع الْجِسْم ويسوء الاستراء ويضعف الهضم.

قَالَ: وَرُبمَا تنقى الْجِسْم بالطمث الْكثير

 

(3/149)

 

 

على سَبِيل مَا يتنقى بالبول. قَالَ: وَالْخَارِج بالطمث فِي هَذِه الْحَال يكون إِمَّا صديدا بِضَرْب إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْحمرَة أَو إِلَى المائية وَأما إِن كَانَ دم كَدم الفصد فَذَلِك لِأَن عِلّة فِي الرَّحِم.

حقنة للنزف من المنجح: قلقطار وأقاقيا وقشور الكندر ينخذ اقراصا ويداف مِنْهَا مِثْقَال طين أرميني وصمغ عَرَبِيّ وكهربا مِثْقَال مِثْقَال فِي أوقيتين ويحقن بِهِ العليل فِي الْيَوْم مَرَّات وينوم العليل على الْقَفَا وأوراكها مُرْتَفعَة سَاعَة وَكَذَا فاحقن السرطان بالحقن المسكنة للوجع.)

مَجْهُول: لإفراط الطمث: أفيون قشور الكندر طين أرميني كهربا أقاقيا بالسواء يَجْعَل قرصة ويسقى بِمَاء حصرم.

سرابيون: إِن كَانَ الطمث لضعف الأوردة فَعَلَيْك بالأضمدة القابضة وَإِن كَانَ لحدة الدَّم فسكن وأطفئ وَإِن كَانَ من امتلاء فافصد وَيعلم الْخَلْط الْغَالِب من لون الشَّيْء السايل بِأَن يتَحَمَّل على خرقَة وينتظر فَإِن كَانَ أصفر فَمن الصَّفْرَاء لِأَنَّهَا غالبة على الدَّم وَمَتى كَانَ رَقِيقا مائيا فَمن البلغم وَمَتى كَانَ أَحْمَر قانيا فالدم فافصد للأستفراغ لذَلِك الْخَلْط ثمَّ اسْتعْمل القابضة شرابًا وضماداً وَفِي الآبزن وضمد الْبَطن وقطن كلهَا بالقوابض معجونة بالخل وَأدْخل فِي الفرزجات الكافور والأفيون وطبيخ العفص إِذا جلس فِيهِ منع السيلان المزمن من الرَّحِم طبيخ ثجير الْعِنَب يحقن بِهِ لسيلان الرطوبات من الرَّحِم. د: مَاء الحصرم يحقن بِهِ لسيلان الدَّم من الرَّحِم وَقَالَ: عصارة عصى الرَّاعِي تقطع النزف. ج: العدس إِذا سلق مرَّتَيْنِ ثمَّ طبخ بالخل طَعَام جيد للنزف وإدمانه جيد لَهُنَّ طبيخ إِذا شرب منع السيلان المزمن. د: عصارة عِنَب الثَّعْلَب إِن احتملت قطعت سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم.

ابْن ماسويه: القلقطار والقلقديس مَعَ مَاء الكراث يقطع نزف الدَّم. د: طبيخ حب الرُّمَّان الحامض نَافِع من سيلان الرطوبات من الرَّحِم الجلنار: قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي هَذِه الْعلَّة. الشاذنة يشربيشرب لمنع الطمث. د: ذَنْب الْخَيل قَالَ ج: هُوَ نَافِع للنزف الْعَارِض للنِّسَاء وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ الخشخاش ينعم دقه ويسقى بشراب لسيلان الرُّطُوبَة.

الْأَدْوِيَة النافعة لسيلان الدَّم من الرَّحِم: ابْن ماسويه: سنبل الطّيب أَرْبَعَة دَرَاهِم يعجن بشراب عفص وَيحْتَمل. وَيمْنَع سيلان الطمث إِن تمسك عصارة طراثيث ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي صوف آسمانجوني وقاقيازنة دِرْهَم مسحوقين تغمس الصوفة فِي مَاء الآس ويلوث فِي جَمِيع هَذَا ويتحمل وَيحل الزاج وَيشْرب صوفة ويلوث فِي مَاء الزاج المسحق ويتحمل فَإِنَّهُ يمْنَع الطمث.

 

(3/150)

 

 

لحبس الطمث الدَّائِم وَدم البواسير: تسْتَعْمل التعريق الدَّائِم والقئ بعد الطَّعَام والأغذية الحابسة للدم كلحم الماعز وخل خمر مبرد وَلبن حامض والمطجنات والشوكردناك وَهِي كلهَا بَارِدَة وَلَا تَأْكُل طَعَاما حاراً لَا بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ والسمك الطري كُله تَأْكُله واسقها الودع المحرف دِرْهَمَيْنِ بِمَاء وبلح وبماء سماق وسفرجل وأقعدها فِي طبيخ العوسج وورقة وأصوله وآس وَورد بأقماعه)

وخرنوب بنطي وقشور رمان وجلنار وعفص أَخْضَر ولحية التيس وَاجعَل ثجيرهما ضماداً وفرزجة وتضمد بِهِ السُّرَّة وَالظّهْر والفرج: والمقعدة واسقها درهمي أقاقيا وَدِرْهَم عفص وعصارة لحية التيس مثله بِمَاء البلح أَو بِمَاء رمان حامض.

فرزجة لسيلان الدَّم من أَسْفَل: خزف التَّنور خَمْسَة قرطاس محرق مداد فَارسي عصارة لحية التيس قاقيا يَجْعَل فرزجة بِمَاء العفص الْفَج. آخر: رامك العفص سك عفص قشور رمان قاقيا خرنوب تجْعَل فرزجة بِمَاء خرنوب وتأكل عدسية مطبوخة بخل وحماض والأترج وينتقل بِهِ مقلوا وَهُوَ جيد لنزف الدَّم وَمن البواسير أَيْضا.

لاسترخاء فَم الرَّحِم والسيلان المزمن الْقرح فِيهِ: قاقيا عفص جلنار دم الْأَخَوَيْنِ ورد بأقماعه ثَمَر العسج أقماع الزَّمَان قشور الجفرى تغمس صوفة فِي مَاء الآس وتلوث فِيهِ وتحتمل اللَّيْل أجمع: وأقعدها فِي طبيخ العفص وجفت البلوط خبث الْحَدِيد والشب والزاج.

فرزجة جَيِّدَة: شب زاج قاقيا عفص فج يعجن بِمَاء البلح. اسْقِ ذَلِك صَاحب نزف الدَّم: قشر بيض نعام حَتَّى يبيض زنة دِرْهَمَيْنِ بِرَبّ الحصرم.

لمنع سيلان الْأَبْيَض من الرَّحِم: اسقها مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ يقطع ذَلِك وتحتمل أنيسونا وسماقا.

ولنزف الدَّم مَعَ حرارة: عفص فج جلنار نشا أفيون زراوند صيني ورد حب الآس سماق لحية التيس حب الحصرم قرطاس محرق وصندل أَبيض قشر كندر طين مختوم أقماع الرُّمَّان شاذنة خزف حَدِيد كسبرة يابسة يحْتَمل مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم فِي صوفة خضراء قد شربت مَاء الآس وتحتمل اللَّيْل كُله.

لمنع الطمث وَدم البواسير: قاقيا جلنار دم الْأَخَوَيْنِ عفص زاج آملج ودع محرق ورق الأثل قرن الأيل محرق أفيون بنج كافور.

يعجن بِمَاء ورق الْخلاف وَيحْتَمل اللَّيْل كُله فِي صوفة بَيْضَاء وَاسْتَعْملهُ فِي الْأَمَاكِن الحارة واسق مِنْهُ أَيْضا بِمَاء بَارِد وَمَاء حصرم وأقعدها فِي مَاء بَارِد جدا فِي الْيَوْم مَرَّات وقلل الطَّعَام واترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَاللَّحم ولتأكل العدس والجمار والخل وَنَحْوهَا ولب القثاء وَالْخيَار ويطلى الظّهْر والبطن بالصندل والكافور ولتنم فِي مَوضِع ريحي على ورق الْخلاف وامنعها الْحمام فانه جيد بَالغ.

فرزجة للدم: جلنار وسخ السفود شب وَج كحل كمون منقع. بخل طين أرميني رب

 

(3/151)

 

 

الفرظ)

يعجن بِمَاء الْخلاف والكسبرة وَيحْتَمل اللَّيْل كُله بعد أَن تمسح بدهن ورد وزد بِهِ قرطاسا محرقا.

التَّذْكِرَة لقطع الطمث: اطل سرة الْمَرْأَة وظهرها بجبسين بخل وتسقى صمغاً عَرَبيا وكثيراء وبزر كتَّان بِمَاء حَار وأحقن الرَّحِم بِمَاء لِسَان الْحمل فِيهِ زاج وَدم الْأَخَوَيْنِ وَقِرْطَاس محرف ويسقى طينا أرمينيا وسادوراز. دَوَاء جيد: جلنار سماق بزر الرجلة أفيون عصارة لحية التيس طين أرميني إنفحة الأرنب كهربا يسقى ثَلَاثَة مَثَاقِيل.

الْعِلَل والأعراض: سيلان الطمث يكون من اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق أَو من كَثْرَة الْمَادَّة أَو من حدتها إِذا كَانَت حادة أَو لفضل ينجذب من الْجِسْم كُله إِلَى الرَّحِم وَقد يكون هَذَا الْفضل دموياً أَحْمَر. وَإِن كَانَ بلغميا كَانَ المستفرغ أَبيض وَإِن كَانَ مراريا كَانَ أصفر. ج: نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: الْعرض العامى فِي النزف لَا تجفف نواحي الرَّحِم فَقَط لَكِن جَمِيع الْجِسْم بتمرخه بالأدهان القابضة وَهَذِه الْعلَّة تكون من غَلَبَة الرُّطُوبَة. قَالَ: وَإِذا طَال الْأَمر لم تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا بِقَلِيل الْغذَاء أَو الشَّرَاب وأنفعها دَوَاء يسهل المَاء أَولا ثمَّ بعد ذَلِك أعْطهَا الْأَشْيَاء القوية فِي إدرار الْبَوْل أَيَّامًا ثمَّ خُذ فِي الدَّوَاء المسهل أَيْضا ثمَّ عد إِلَى إدرار الْبَوْل فِيمَا بَين ذَلِك وَاجعَل الطَّعَام جافا كلحوم الطير الجبلية وأدم الدَّلْك بمناديل لينَة ثمَّ بعد ذَلِك بمناديل خشنة.

الْفُصُول: يحبس الطمث أَن تضع عِنْد كل وَاحِد من الثديين محجمة عَظِيمَة أعظم مَا تكون جدا أَو دون الثدي لتجذب الْخَلْط بالمشاركة الَّتِي بني الرَّحِم والثدي بالعروق إِذا حدث بعد سيلان الطمث شنج وغشى فَذَلِك رَدِيء زِيَادَة الطمث ونقصانه يحدثان أمراضاً. قَالَ: أَسبَاب سيلان الطمث إِمَّا أَن يكون الدَّم صَار أرق وأسخن أَو ضعفت الْقُوَّة فثقل عَلَيْهَا الدَّم وَإِن كَانَ لم يُجَاوز اعتداله الطبيعي فَدفعهُ إِلَى الرَّحِم.

ابْن ماسويه فِي كتاب الْأَرْحَام: قد يعرض للحامل أَن ترى الدَّم وعلاه يسير: اسقها عصير بزر قطونا وعصير البلح والطين الْمَخْتُوم وبزر قطونا وصمغا عَرَبيا وَرب الآس والفلونيا الفارسية والرساماطن وأقراص الكاكنج وأقراص الكاريا والطباشير والأفيون وعصارة لِسَان الْحمل وفرزجات من عصارات حلية التيس وجفت البلوط الزاج وَدم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وعفصا وعصير د: الاصطراك وتزر الأنجرة مَتى شربا بالطلاء فتحا فَم الرَّحِم وطبيخ حب البلسان وَعوده)

يفتحان فَم الرَّحِم يجذبان مِنْهُ رُطُوبَة. وَقَالَ: البلنجاسف ودهن الزَّعْفَرَان وورق الكراث الشَّامي إِذا طبخ بِمَاء وملح وضمد بِهِ فتح فَم الرَّحِم. د: المر يلين فَم الرَّحِم

 

(3/152)

 

 

المنضم ويفتحه.

وَقَالَ: الْمقل الْيَهُودِيّ يفتح فَم الرَّحِم مَتى شرب أَو دخن بِهِ دهن الشبث يفتح انضمام فَمه الخروع جيد لانقلاب الرَّحِم طبيخ الخطمى يفتح انضمام فَمه وَإِن طبخ الخطمى بشراب وخلط بشحم الأوز وصمغ البطم وَاحْتمل فعل ذَلِك.

الْعِلَل والأعراض: الرتقة تكون فِي فَم الرَّحِم وَتَكون مولودة وعارضة إِذا حدثت قرحَة فِي ذَلِك الْموضع فينبت عَلَيْهَا لحم زَائِد أَسْفَل المجرى وَأَعلاهُ.

ميسوسن: الرتقة: لحم زَائِد يكون فِي قبل الْمَرْأَة وَيكون ف الْخلقَة وَقد يعرض من قرحَة. وأفتح فَم الْقبل وَأنْظر فَإنَّك تَجِد فِيهِ شَبيه العضلة قد غطت مَوضِع سَبِيل الطمث ويحتبس لذَلِك الطمث وَإِن كَانَت هَذِه المسدة فَوق فَم الرَّحِم فَلَا ينزل ويهيج مِنْهُ الوجع وَبِذَلِك يسْتَدلّ على الرتقاء إِذا كَانَ غائرا بَعيدا وبدن هَذِه يسود بِالدَّمِ الرَّاجِع إِلَى جَمِيع الْجِسْم ثمَّ يخنقها فتهلك مَتى لم تبادر بالعلاج قبل ذَلِك.

وَإِن كَانَ هَذَا اللَّحْم فِي فَم الْفرج من فَوق أمكن الرجل أَن يُجَامِعهَا إِلَّا أَنَّهَا لَا تعلق وَلَا يسيل طمثها. وَإِن كَانَ اللَّحْم فِي فَم الْفرج لم يُمكن أَن تجامع. وَقد يكون للرتقاء ثقب صَغِير يخرج مِنْهُ الْبَوْل والطمث خرجا يَسِيرا وَإِن اشْتَمَلت الرتقاء بِاتِّفَاق يتَّفق مَاتَت هِيَ والجنين.

وَقَالَ: وَإِذا كَانَت السدة فِي فَم الرَّحِم فلف على إبهامك خرقَة واقبض ومذ الشفرين بِشدَّة حَتَّى تخرج تِلْكَ العضلة ثمَّ خُذ صُوفًا فاغمسه فِي زَيْت وَاجعَل فِيهِ مَا وضع على الشفرين صُوفًا مغموساً فِي زَيْت وشراب وَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث فأجلسها فِي مَاء الْعَسَل وألزمه المرهم حَتَّى يبرأ وَلَا تتركه يضيق وَمَتى كَانَت السدة دَاخِلا فَخذ صنارة وأدخلها وعلقها فِي تِلْكَ العضلة ومدها إِلَيْك ثمَّ شقها بالمبضع ثمَّ اغمس صوفة فِي شراب والزمها الْموضع وأجلسها فِي مياه مرخية ثمَّ عالجها بِأَن تحملهَا أَو ترزق فِيهَا مراهم وَيجوز أَن يلتحم بالفتائل على مَا ذكرنَا ثمَّ اسْتعْمل الخاتمة وَكَثْرَة الْجِمَاع لَهَا دَائِما إِذا بَرِئت أدنى برْء.

 

(3/153)

 

 

(اختناق الرَّحِم) (وزواله ميله إِلَى الجوانب وانضمام فَمه)

3 - (الْعِلَل والأعراض)

السَّادِسَة: قَالَ: رَأَيْت نسْوَة ملقون لَا يحسسن ونبضهن ضَعِيف جدا وصغير ومنهن من لَا يتَبَيَّن لَهَا نبض وبعضهن يحسسن ويتحركن وَلَيْسَ مِنْهُنَّ إِلَّا من يصيبهن الغثى وَلَا يتنفسن إِلَّا بكد وبعضهن يتشنج أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ فَلذَلِك أَظن أَن أَصْنَاف هَذِه الْعلَّة الَّتِي تسمى اختناق الرَّحِم كَثِيرَة وَرُبمَا آل الْأَمر إِلَى أَن يشك فِيهِنَّ هَل متن أَو هَل هن أَحيَاء وَيحْتَاج أَن يتعرف ذَلِك بالآلات. وَقَالَ: قد اجْتمع النَّاس على اجتناق الرَّحِم أَنه إِنَّمَا يُصِيب النِّسَاء الأرامل وخاصة اللَّاتِي كن يحبلن كثيرا وينقين الطمث ثمَّ انْقَطع عَنْهُن ذَلِك الْبَتَّةَ قَالَ: فَيمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة تعرض بِسَبَب احتباس الْحيض أَو بِسَبَب احتباس المنى إِلَّا أَنَّهَا تعرض من أحل احتباس المنى أَكثر لِأَن للمنى قُوَّة أعظم وَأقوى وَهُوَ فِي أبدان النِّسَاء الكثيرات المنى أرطب وأبرد وَأَنه إِذا احْتبسَ عَظِيمَة وخاصة فِي أبدان النِّسَاء كثيران المنى فَإِنَّهُ كَمَا يعرض للرِّجَال الكثيري المنى عِنْد ترك الْجِمَاع من القلق وَثقل الرَّأْس وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة كَذَا لَيْسَ يُنكر أَن تعرض أَعْرَاض أَشد من هَذِه لهَؤُلَاء النسْوَة وَرَأَيْت امْرَأَة بقيت أرملة مُدَّة طَوِيلَة فَعرض لَهَا هَذَا الْعرض وَقَالَت الْقَابِلَة: إِن رَحمهَا قد تشمر إِلَى فَوق فأشرت إِلَى أَن يسْتَعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تتحمل لهَذِهِ الْعلَّة فحين فعلت تِلْكَ الْأَشْيَاء عرض لَهَا من الْأَصَابِع وحرارة تِلْكَ الْأَشْيَاء بِالْفِعْلِ وجع مشوب بلذة كالحال عِنْد الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ فاستراحت من تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي كَانَت بهَا وَكَذَا فِي الأرامل. وَإِن كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَإِن احتباس المنى يحدث بِهن هَذِه الْعلَّة. قَالَ: وَلَيْسَ بمنكر أَن تتكون قوى المنى إِذا أزمن وبقى فِي الْجِسْم أَن يبلغ من ردائته أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال وَإِن شِئْت أَن تقْرَأ إتْمَام السَّبَب فَاسْتَعِنْ بالمقالة السَّادِسَة.

قَالَ: ميل الرَّحِم إِلَى الجوانب وتشمرها إِلَى فَوق يعرض من جرى الطمث إِلَى عروقها وانسداد تِلْكَ الأفواه من الْعُرُوق أَن تؤدية إِلَى تجويف الرَّحِم فيميل لذَلِك ويتقلص فَيكون للرحم مِنْهُ تشنج وامتداد وَإِذا كَانَ بالسواء تشمرت إِلَى فَوق وَإِن كَانَ فِي جِهَة دون جِهَة فَإلَى تِلْكَ النَّاحِيَة فبسبب هَذِه الْعلَّة احتباس الطمث أَن يجْرِي من الرَّحِم فإمَّا احتباس المنى فَإِنَّهُ بيرد النِّسَاء بردا شَدِيدا تبلغ الْحَال عِنْد شدَّة الوجع أَن يتنفسن وَلَا تنبض

 

(3/154)

 

 

عروقهن شَيْئا يحس وَقَالَ: إِذا)

رَأَيْت الطمث محتبساً فَأمر الْقَابِلَة أَن تجس فَم الرَّحِم فَإِن كَانَ مُنْضَمًّا مَعَ صلابة وَغلظ خَارج عَن الطَّبْع فتفقد إِلَى أَي نَاحيَة مَال فالوجع هُنَاكَ وبعضهن يحس بِهِ فِي النَّاحِيَة الَّتِي انْفَتَلَ الرَّحِم إِلَيْهِ مَعَ ثقل وَيصير الوجع أَيْضا إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَتَكون الْمَرْأَة تعرج إِذا مشت من رجلهَا المحاذية للمواضع.

3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)

إِن كَانَ المنى المحتبس يقبل كَيْفيَّة البلغم ويبرد جدا كَانَ اختناق الرَّحِم مَعَه بطلَان الْحس وَالْحَرَكَة وَالنَّفس وَإِن مَال المنى إِلَى كَيْفيَّة حارة لذاعة فِي فَسَاده وَتعقبه إِذا بقى فِي الْجِسْم كَانَ مَعَه تشنج وَإِن كَانَ على الْحَقِيقَة النَّفس لَا يبطل لَكِن يكون إِذا كَانَ المنى شَدِيد الْبرد فِي الْغَايَة من هَذِه الَّتِي ذكرنَا أَعْرَاض وَإِن كَانَ المنى مَال فِي تغيره إِلَى السَّوْدَاء كَانَت مَعَه أَعْرَاض المالنخوليا فَإِن كَانَ الْمَنِيّ قد برد قَلِيلا لم يكْتَسب كَيْفيَّة رَدِيئَة كَانَ ذهَاب الْحس وَالنَّفس أخف وَأَقل. المنى إِذا بقى فِي الْجِسْم أَخذ يتَغَيَّر بِحَسب خلط الْجِسْم فَإِن كَانَ بَارِدًا برده جدا حَتَّى يصير فِي الْغَايَة وَكَذَا فِي الأخلاط الْأُخَر.

قَالَ: 3 (اختناق الرَّحِم) يحدث فِي الْأَبْكَار أَيْضا إِذا اشتهين الباه وفقدنه. الأولى من الأخلاط: التزبد إِذا حدث فِي فَم صَاحِبَة اختناق الْأَرْحَام سكن عَنْهَا ألمها على الْمَكَان. الثَّالِثَة: قد يحدث عَن اختناق الْأَرْحَام ورم الْحلق وَذَات الرئة. الْخَامِسَة من الْفُصُول: العطاس يحل اختناق الرَّحِم وَذَلِكَ أهـ يثير الطبيعة وينقيها وينفض عَن الْأَبدَان الأخلاط اللازقة بهَا.

3 - (العلامات)

أَعْرَاض اختناق الأرحان تشبه أَعْرَاض التبرغش وإبليميا والسكتة لِأَنَّهُ يعرض مَعَه غشى وَسُقُوط قُوَّة وَانْقِطَاع صَوت وَضعف النَّفس والنبض والبتة وصرير الْأَسْنَان وتشنج أَطْرَاف الْبدن إِلَّا أَنه يعرض مَعَه انتفاخ الشراسيف وارتفاع الرَّحِم إِلَى فَوق وورم فِي الصَّدْر وَيفرق بَينه وَبَين الصرع أَنه لَا يُزْبِد فمها وتوجع الرَّجْم وَمن الرَّأْس وَلَا يتَغَيَّر عقلهَا لَكِن إِذا أفاقت حدثت بِمَا كَانَ وَأما من السكتة فَإِنَّهُ لَا يشركهُ مَعهَا غطط عَال كَمَا يكون مَعَ السكتة وَصَاحب السطتة لَا يسح بِشَيْء الْبَتَّةَ وحس هَذِه ثَابت.

ينفع فِي اختناق الرَّحِم الدحمرتا إِن أدمن عَلَيْهَا وَيشْرب بِمَاء اللوبيا الْأَحْمَر وَشَيْء من سذاب وقطرات من دهن جوز ويشربه أَيَّامًا ويفصد الصَّافِن أَو يحجم السَّاق لِأَن مُرَاده أَن يجتذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ يكون بدرور الطمث ويدمن أكل هَذِه الْأَشْيَاء القاطعة للمني كالسذاب والفوذنج والفنجكشت الحارة مِنْهَا لَا الْبَارِدَة لِأَن هَذِه تعين على قطع المنى وعَلى درور الطمث أَو يسقى ذَلِك بِمَاء الْأُصُول.

قرصة لإختناق الرَّحِم ورق الفنجنكشت وورق السذاب الْيَابِس بزر الحرمل فوذنج جبلى ساساليوس زراوند يَجْعَل أقراصاً ويسقى بطبيخ الفوذنج أَو السذاب.

 

(3/155)

 

 

الْيَهُودِيّ: اختناق الْأَرْحَام يكون من امتلاء عروق الرَّحِم من دم الطمث جدا فينقص طولهَا ويمتد عرضهَا فَيُقَال ارْتَفع الرَّحِم إِلَى فَوق أَو من إدمان الْمدَّة ويصيب الْأَبْكَار المدركات إِذا اشتدت شهوتهن للرِّجَال. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يتفقد قبل الفصد الصَّافِن إِلَى أَي نَاحيَة مَال الرَّحِم فَإِن مَال إِلَى الْيُمْنَى وبالضد وَإِن تشمر إِلَى فَوق من غير ميل فافصد أَيهمَا أردْت. قَالَ: علاج الاختناق أَيْضا شدّ السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ بدهن الرازقي وَالْملح مَعَ الْوَرِكَيْنِ والصلب وشم الجندبادستر وانفخ فِي منخريها الكندس وامرخ مَوضِع الرَّحِم بدهن بَان وزنبق ودخنها بِعُود ومسك وميسوسن بقمع وأطل بعد التمريخ على مَوضِع الرَّحِم الطّيب والخلوق واللخالخ فَإِن لم ينْتَفع بذلك فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إصبعها وتدلك فَم الرَّحِم إِلَى دَاخل دلكا لينًا كثيرا ثمَّ حملهَا شخرنايا ودهن الْغَار وتحجم على بَاطِن فخذيها بِلَا شَرط محاجم بالنَّار مَرَّات يوضع عَلَيْهَا فَإِن اشْتَدَّ أمرهَا فصب على رَأسهَا دهن بَان مسخناً جدا وَليكن دهنا جيدا أَو امسك نَفسهَا ومنخريها وَأدْخل فِي حلقها ريشة لتقيأ وتنزعج إِلَى القئ فَإِنَّهَا ترجع قَالَ: واسقهن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف المنى وتنزل الْحيض من ذَلِك جوارش الكمون بِمَاء السذاب.

أرى أَن يحمل الْأَشْيَاء الَّتِي تدغدغ وتلذع فَم الرَّحِم فَإِنَّهُ ملاكه بالأدوية اللذاعة.

فلفل مثل الْكحل ونجبيل عسل أَو تحمل الكزمازج فَإِنَّهُ عَجِيب وَأقوى من ذَلِك أَن تحمل الفربيون سَاعَة فَإِنَّهُ ينزل طمثها على الْمَكَان وَيخَاف عَلَيْهَا النزف.

مَجْهُول: ثلثا دِرْهَم من شَحم دانق سقمونيا دانق مصطكى هِيَ شربة تَنْفَع من اختناق الرَّحِم وينفع من اختناق الْأَرْحَام: شدّ السَّاق شدا شَدِيدا من فَوق إِلَى أَسْفَل ويدلك بأدهان حارة وتحتمل كهذه الأدهان مثل دهن الرازقي وتشم أَشْيَاء مُنْتِنَة تهيج العطاس وينفع من ذَلِك جوارش الكموني يشرب بطبيخ العفص.

الطَّبَرِيّ: علق على الْعَانَة محجمة فِي أختناق الرَّحِم.

أهرن: قد يكون الاختناق فِي الْأَرْحَام من احتباس الطمث أَيْضا لِأَن عروقها تمتلئ فتمتد لذَلِك عرضا وَينْقص طولهَا وتتشمر إِلَى فَوق وَيكون من غلظ يعرض فِي أعالي الرَّحِم فيمتد بذلك)

الرَّحِم إِلَى فَوق ويزحم الْحجاب فيضيق النَّفس ويهيج الغشى. قَالَ: وَجُمْلَة اختناق الرَّحِم إِنَّمَا يكون لِأَن ورماً يحدث فِي أعاليها وَيكون ذَلِك إِمَّا لاحتباس الدَّم أَو لاحتباس الْمَنِيّ فيميل لذَلِك الرَّحِم ويتشمر إِلَى فَوق ويزحم الْحجاب ويألم ويشترك مَعَه. قَالَ: فأبدأ فِي علاج هَذَا: عصب سَاقيهَا جدا وادلك قدميها بدهن الرازقي دلكا شَدِيدا مَعَ السَّاقَيْن والركبتين والصلب وأسمها أَشْيَاء مُنْتِنَة الرّيح وعطسها بالكندس وَحملهَا أشيافا طيبَة الرّيح كالرازقي والناردين ودخنها بمسك وعود وأحم حِجَارَة وانضج عَلَيْهَا الميسوسن والنضوج وَنَحْوه وقربها إِلَى الرَّحِم وأطل مَوضِع الرَّحِم بالخلوق والأشياء الطّيبَة الروائح أَمر الْقَابِلَة أَن تمسح فَم الرَّحِم بِبَعْض الأدهان اللطيفة كدهن البابونج والغار

 

(3/156)

 

 

والقيصوم والسوسن مسحاً رَقِيقا وضع المحاجم على بَاطِن الْفَخْذ بِلَا شَرط وأقعدها على الجرة فِي مياه تحدر الطمث كطبيخ الأبهل والمرزنجوش والشبث والقيصوم وَقد يوضع على الْعَانَة فينفع وتحقن أَيْضا بالحقن وتعطى مَا يجفف الْمَنِيّ ويدر الطمث.

دَوَاء لمثل ذَلِك: يُؤْخَذ عفصة من الكمونى وتسقاه بِمَاء السذاب أَو بِمَاء الفنجنكشت أَو بِمَاء الكرفس وَتحمل مثل هَذَا الحمول: شَحم بط دهن بِلِسَان أذب الشَّحْم بدهن سوسن وألق مَعَه أفاوية طيبَة حارة وَحملهَا لذَلِك مر وحماما وزعفران ولبنى وعلك الأنباط.

أهرن: قد يكون مَعَ وجع الْأَرْحَام ضيف النَّفس وذبحة لاشتراك الْحجاب مَعَ الرَّحِم واشتراك بولس قَالَ: يعرض لمن يَعْتَرِيه خنق الرَّحِم فِي أَوْقَات الرَّاحَة رداءة الْفِكر وكسل وَضعف السَّاقَيْن وصفرة الْوَجْه ورطوبة الْعَينَيْنِ وَأما فِي وَقت النّوبَة فالغثى وَذَهَاب الْحَرَكَة والحس وَالنَّفس ونجذب الساقان ثمَّ يبْدَأ الْوَجْه يحمر وَمَا يَلِي الشفتين وَيكون كالمبتدإ إِذْ ابتدأت الرَّاحَة ويتقدم أَولا رُطُوبَة من الْأَرْحَام محسوسة وَتعرض لَهَا قراقر فِي الْبَطن ويجئ من نَاحيَة المعى وتسترخى الرَّحِم إِلَى أَسْفَل قَلِيلا وَترجع عقولهن وحسهن وَلِهَذَا الْمَرَض أدوار كالصرع وَقد يهلكن بَغْتَة فِي وَقت النّوبَة والنبض يكون متواتراً مُخْتَلفا ومنقطعا وَيبدأ الْجِسْم يقرق قَلِيلا ويضعف النَّفس أَولا ثمَّ يَنْقَطِع وَأكْثر مَا يكون الْمَرَض فِي الشتَاء والخريف ويعرض للأحداث مِنْهُنَّ الشبقات اللواتي تدعوهن طباعهن إِلَى الْجِمَاع وَلنْ يجدن ذَلِك. قَالَ: وَفِي وَقت النّوبَة شدّ السَّاق برباطت وادلكها ودبرها تَدْبِير الغثى حَتَّى يرجع النَّفس وَقرب أرايح رَدِيئَة وَأَجْعَل على الأرابي المحاجم وعَلى أَسْفَل الْبَطن وَإِن طَالَتْ نوبَة الْعلَّة فأنهن ينتفعن بِمَا يخرج الرِّيَاح كالكمون والأنيسون وَإِن)

طَالَتْ نوبَة الْعلَّة فليحمل هَذِه المفشة فِي الدبر وَكَذَلِكَ الحقن للزبل لِأَنَّهُ يَتَّسِع على الرَّحِم وصب الأدهان الطّيبَة فِي الرَّحِم فَإِنَّهَا ترخيه وَيذْهب تشميره إِلَى فَوق كدهن الأقحوان ودهن الساذج واسعطها بخردل وضمد الرجلَيْن بعد الدَّلْك بِهِ وَصَحَّ فِي آذانهن بِصَوْت مهول وانفخ فِي أنفها الكندس والفلفل فِي وَقت الرَّاحَة وَاسْتعْمل القئ قبل الطَّعَام حَتَّى إِذا كَانَ بعد السَّابِع أسهلت الْبَطن باريارج شَحم الحنظل وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام أحجمها فِي الصلب والمراق واسق الجندبادستر مرّة مَعَ مَاء وَمرَّة مَعَ شراب عسل وَاسْتعْمل الفرزجات الملينة والآبرنات وافصد ونق بالاسهال بايارج شَحم الحنظل وبلفيقرا بعده فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ومياه الْحمة والأضمدة المحمرة حملهَا مَا يمِيل الدَّم إِلَى المرار.

 

(3/157)

 

 

الأسكندر: السكتجبين نَافِع للاختناق وتعصيب السَّاقَيْن والحجامة على الآبية والفخذين وشم الروائح المنتنة وَتحمل الشيافات الطّيبَة الرّيح.

شَمْعُون: تجْلِس فِي مَاء قد طبخ فِيهِ كاشم وحلبة وخطمى وتشم المنتن وَالرحم يشم الطّيب وَأمْسك نَفسهَا وقيئها بريشة فَإِن عقلهَا سيرجع وَحملهَا أَشْيَاء مسخنة ملينة كدهن سوسن بصوفة وكمد الرَّحِم مَرَّات كل سَاعَة وَإِذا غثى عَلَيْهَا فعطسها وقيئها وَأمْسك نَفسهَا فَإِن لم يرجع نَفسهَا إِلَيْهَا فصب على هامتها دهنا مغلي وأكو وسط رَأسهَا وَلَا تخف وَأمْسك أنفها فَأَنَّهَا ستفيق.

يَنْبَغِي أَن تطلب عَلَامَات سيلان الرَّحِم. قَالَ: تَجِد الْمَرْأَة كالميتة وتبرد أطرافها فَإِذا سكن الغشى وجدت وجعاً ف الهامة والقفا وَالظّهْر والحقو. وتراها كغسالة اللَّحْم وَفِيه ذَلِك سخامية وَسَوَاد. قَالَ: فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فَأنْظر أَن كَانَ السَّبَب احتباس الطمث أم فقد الْجِمَاع فَإِن كَانَ احتباس طمث فمل إِلَى مَا يدره أَكثر على مَا يدر المنى ويخرجه ويدر الطمث فَلذَلِك يكون علاجها قَرِيبا بعضه من بعض فحملها الْأَشْيَاء اللذيذة والشحوم والأمخاخ ودهن سوسن وقسطاً ونرجساً وخروعا وسَاق حب سطبينج أَو دهن خروع بِمَاء حلبة وحسك.

أوربياسوس: أفصد الرَّحِم من سَاعَته فَإِنَّهَا تستروح إِذا كَانَ من احتباس الطمث وَإِن لم يكن ذَلِك وَلَا فِي الْجِسْم امتلاء وَدم كثير فإياك والفصد لِأَنَّهُ يزيدها إِلَّا أَن تقصد قصد التَّنْبِيه للحرارة بِكُل وَجه كَمَا يدبر الغشى قَالَ: فِي وَقت مَا تحس هَذِه الْمَرْأَة بِالْعِلَّةِ ابتدئ بشد أطرافها ودلك ركبتيها جدا أَو تربطهما وَكَذَلِكَ السَّاقَيْن وأشمها المنتنة وضع المحاجم على الحالبين والفخذين)

وَمَا دون الشراشيف وَأدْخل فِي المقعدة مَا يحل الرِّيَاح خُذ سذاباً مسحوقا بِعَسَل ويسيرا من كمون وبورف وأطل المقعدة وَحمل أَيْضا الفرازج الطّيبَة الرّيح ويصاح فِي أذنها بعنف وتعطس وَفِي زمَان النّوبَة أفصد الصَّافِن وَبعد أُسْبُوع أسق إبارج شَحم الحنظل وَأعْطِ الجندبادستر وأجلس فِي طبيخ حلبة وبزر كتَّان. قَالَ: وينفع مِنْهُ اغاريقون يسقى بشراب أَو أظفار الطّيب بشراب أَو يتجرع خل العنصل مَرَّات.

جَوَامِع أغلوقن: الْغَالِب فِي هَذَا الاختناق الْبرد فَلهَذَا يمِيل إِلَى الْأَشْيَاء الحارة. قَالَ: وَشد السَّاقَيْن وضع المحاجم على الحالبين لنجذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل والجيد أَن تعلق المحاجم على الأربية من رِسَالَة فليغرويوس: إياك وَالشرَاب وَعَلَيْك بتسخين الْأَطْرَاف وشدها. وَمن رسَالَته فِي وجع الْبَطن قَالَ: حضرت امْرَأَة قد غشى عَلَيْهَا مِنْهُ فَأمرت بغمز أطرافها وَوضعت محجمة أَسْفَل بَطنهَا فأفاقت وتراجع نَفسهَا.

ابْن سرابيون: الاختناق هُوَ تشمر الرَّحِم إِلَى فَوق ويألم مَعَه شريان السبات الْمُتَفَحِّش الَّذِي فِي الدِّمَاغ وَالْقلب أَيْضا وَلِهَذَا يبطل النبض وَالنَّفس أَو يصغر جدا

 

(3/158)

 

 

وَسَببه الأسراف فِي احتباس الْمَنِيّ دَاخِلا وَقد يكون من احتباس الطمث وَعند قرب نوبَة الْعلَّة ينَال الْمَرْأَة كسل وَضعف عقل وَضعف الرجلَيْن أَو الرجل الْوَاحِدَة وصفرة الْوَجْه وَإِذا نَاب الوجع بَطل حسها وصوتها وَصغر نبضها ونفسها حَتَّى لايحس الْبَتَّةَ وتتشنج السَّاق وتحمر الكفان فَإِذا كَانَ عِنْد انصراف النّوبَة انصبت إِلَى قبلهن رُطُوبَة وخرجن عَن الْعلَّة وَرجعت عقولهن وَله نَوَائِب كالصرع إِذا هَاجَتْ الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن تشد الساقان وتدلك عنيفا وَكَذَلِكَ الأفخاذ والأربيات وأشمهن الروائح المنتنة وَحملهَا طيوبا وأجودها الغالية والفرزجات المسخنة الملينة لكَي تجتذب الرَّحِم إِلَيّ أَسْفَل. وَإِن اضطررت أَن تضع على الأربية محاجم وأسفل الْبَطن فافعل وَمر الْقَابِلَة فِي تِلْكَ الْحَال أَن تسمح اصبعها ببان ودهن سوسن وحناء وتدفعه إِلَى الرَّحِم مَا امكن وتدغدغه وتدمن ذَلِك ويصاح بهَا بِصَوْت عَال وينفخ كندس فِي أنفها وَعند الرَّاحَة تسْتَعْمل المقيئ والمفشة للرياح المقللة للمنى وَتحمل فرازج وَتحمل بطبيخ بابونج ومرزنجوش وبلنجاسف وأصول الخطمى قنطوريون وَنَحْوهَا وَاجعَل على الراس وَقت الآبزن. دهن ورد ممزوجاً بخل قد طبخ فِيهِ سذاب وورق الْغَار واليسير من الجندبادستر وَفِي السَّابِع من يَوْم النّوبَة اسْقِ ثبازريطوس أوماء الشواطرا فان فِيهِ برؤهن وتصطبغ ويتجرع خل الاشقيل وينفع الدحمرتا لَهَا نفعا عَظِيما)

تشرب مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء المرماحور وبماء الشواصرا وببعض مَا يجفف الْمَنِيّ ويدر الحيص كحب الْفَقْد والسذاب الفنجنكشت الرطب سقى من مَائه والكاكنج يشرب بِمَاء الأنيسون والقرنفل وينفع مِنْهُ دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وينفع نفعا عَظِيما: دِرْهَم جاوشير ودانقا جندبادستر بشراب قوي احتملت فص الصَّافِن أَو حجامة السَّاق فابدأ بِهِ وخاصة إِن كَانَ الطمث محتبساً والجسم ممتلئا وأسهل بايارج روفس والفيقرا نَافِع أَيْضا وزن دِرْهَم مِنْهُ قد عجن بطبيخ السذاب والشبث فَإِن لم فضمد الرَّحِم والأربيات بضمادات البزور وامسح الأفخاذ والعانة وَالرّجلَيْنِ والوركين بضماد الفربيون والعاقر قرحا والرازقي والفلفل وشمع ودهن سوسن فَإِن لم تحْتَمل الضماد فاطبخ هَذَا الدّهن ومرخ بِهِ وعالجها بالحقن المسخنة والشياف والمسخن الملين فَإِن لم ينجح فكرر التَّدْبِير والتنقية وَغَيره مرَارًا فَإِن حدث بحامل وَلَا يكَاد يحدث فعالج بِكُل مَا ذكرنَا إِلَّا الفصد 3 (الأولى من علل التنفس:) 3 (اختناق الرَّحِم هُوَ عدم التنفس) من غَلَبَة الْبرد على الْحَرَارَة العريزية المخرجة للنَّفس وَلذَلِك يَكْفِي أدنى تنفس حَتَّى أَنه لَا يكون للصدر حَرَكَة خُفْيَة فِي مَا دون الشراشيف وَلَيْسَ فِي سَائِر أَجْزَائِهِ حَرَكَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَتعرض مثل هَذِه الْعِلَل للرِّجَال إِلَّا أَنه للنِّسَاء أَكثر وخاصة الأرامل ولاسيما إِذا لم يرتضن. 3 (الْخَامِسَة من الْفُصُول:) 3 (العطاس) نَافِع من هَذِه الْأَعْرَاض أَي هَذَا الاختناق حدث أَو أحدث.

 

(3/159)

 

 

أبقراط فِي أوجاع العذارى: يبرأ هَذَا الاختناق بالفصد فَإِن كَانَت بِلَا زوج فزوج بِسُرْعَة.

جَوَامِع أغلوقن اختناق الرَّحِم أَشد من الغثى لِأَن صَاحب الغثى يسمع إِذا صِيحَ بِهِ بِصَوْت شَدِيد وَفِي هَذَا لَا يسمع شدفيه السَّاقَيْن وضع المحاجم على الفخذين وَإِن مَال إِلَى جَانب فعلى ذَلِك الْجَانِب أحجم وَإِن تشمر إِلَى فَوق فعلى الْجَانِبَيْنِ وتشم أَشْيَاء مُنْتِنَة وتحتمل أَشْيَاء طيبَة. الاختناق قد يكون وَالرحم غير متشمر فتفقد المراق والحالب وَله علاجات كعلاج طيماوس الطبي: قد بيّنت فِي مَوضِع آخر أَنه يُمكن أَن يعرف سَبَب اختناق الرَّحِم أَولا بِشَيْء مقنع.)

فليغربوس: فِي اختناق الْأَرْحَام فِي حَال النّوبَة شدّ الرجلَيْن والمحاجم على الأربتين وَأَشَمَّ المنتن وضع الطيوب فِي الْفرج والتصويت والهز وَفِي الافاقة مَا يدر الطمث ويقلل الْمَنِيّ من الأغذية والأدوية.

مُفْرَدَات: الغاريقون جيد للاختناق فِي الرَّحِم. السذاب إِن سحق وعجن بِعَسَل وطلى على الْفرج إِلَى المقعدة والثنة نفع مِنْهُ فِي حَال النّوبَة الجوشير إِذا شرب بشراب نفع. الساساليوس مَتى شرب أَبْرَأ اختناق الرَّحِم.

أبقراط فِي الْجَنِين: هَذَا الاختناق لَا يعرض فِي الحبالى.

يجب أَن يعالج بِمَا يدر الطمث ويجفف الْمَنِيّ أَو بِالْجِمَاعِ الْكثير لينفض مِنْهُمَا كثيرا وَإِن حبلت بطلت الْعلَّة الْبَتَّةَ لِأَن الرَّحِم تميل إِلَى أَسْفَل وتنتقل وترطب.

سَابُور: يمرخ الْقبل بدهن سوسن أَو الْحبَّة الخضراء أَو النرجس وَتدْخل الْأصْبع فِي الرَّحِم ويدلك بهَا بأدهان وَأعلم أَنه رُبمَا قذفن شَيْئا بَارِدًا يسكن الوجع فِي الْوَقْت وَحمل شيافا طوَالًا فَإِن وجعهن يسكن إِمَّا بِهَذَا وَإِمَّا بذلك وَإِن اشْتَدَّ وتتابع الغثى وَبَطل النّوم فَحمل المخدرات فَأَما فِي حَال السّكُون فَاسق حب الشيطرج والمنتن ثمَّ بعد التنقية أعْط شخزنايا ودحمرتا وكمونا وفلافلى ثمَّ عد فِي الاستفراغ إِلَى أَن يبرأ وَلَا تدع فصد الصَّافِن وحجامة الساف. افرق فِي هَذِه الْعلَّة أَولا بَين مَا يكون من الْمَنِيّ وَالَّذِي من الْحيض ثمَّ أعمل بِحَسب ذَلِك وَإِذا رَأَيْت الْوَجْه مترهلا أَبيض فدع الفصد ولطف التَّدْبِير وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي وَصفنَا فَإِذا رَأَيْت الْوَجْه أسود أَو أَحْمَر كمدا فافصد وأدر الطمث.

فيغربوس فِي رسَالَته فِي اختناق الْأَرْحَام: ينفع مِنْهُ مرخ النَّاحِيَة كلهَا بدهن بَان

 

(3/160)

 

 

وشراب ريحاني طيب وَحمل شيافا طيبَة مسخنة متخذة من ناردين ودهن بِلِسَان وَإِيَّاك وَالشرَاب وينفع أَن فَغمسَ خرق فِي دهن ناردين وشراب وَتلْزم الْعَانَة والصلب بحذائه واربط الْأَطْرَاف وادلكها واشمها المنتن.

ابْن ماسويه: عالجه بعد النّوبَة لتصأصل الْعلَّة بدلك الْأَطْرَاف وبالحجامة على الصلب.

مسيح: شخزنايا تَنْفَع مَتى مَا تحمل مِنْهُ مثل البندقة بدهن سوسن للاختناق والميل وَقد يمِيل يمنة ويسرة ويضغط فِي بعض الأحيان المعي والمثانة فَيحدث امْتنَاع الْبَوْل وَالْغَائِط. مسح: افصدها بِحَسب مَا يجب وَليكن ذَلِك بعقب احتباس الطمث وَليكن فِي الباسليق فَإِنَّهَا تتنفس)

سَاعَة تفصد ولطف تدبيرها وَلَا تَأْكُل كل يَوْم النّوبَة شَيْئا فَإِن كَانَت قد أكلت فلتقذفها وينفع الطِّبّ الْقَدِيم: اسْقِ من الداذى دِرْهَمَيْنِ نَبِيذ قوي وَتحمل شيافة متخذة مِنْهُ.

3 - (كتاب أوجاع العذارة)

مَتى بلغت الْمَرْأَة حد الْحيض وَكَانَت بكرا مَال الدَّم إِلَى الرَّحِم فَلم يجد منفذا يفعاد فَصَعدَ إِلَى الْحجاب. وَالْقلب فَكَانَ عَنهُ الْجُنُون فَإِذا كَانَ ذَلِك فافصد ثمَّ زوج فَإِنَّهَا إِن حبلت بَرِئت.

3 - (الْأَدْوِيَة)

بولس: أظفار الطّيب إِن بخر بِهِ من بهَا الاختناق نفع وَشعر الْإِنْسَان إِن بخر بِهِ أنية المخنقة من نومها.

أطهور سفس: إنفحة القوقن توَافق الاختناق فِيمَا ذكرت الْأَوَائِل قَالَ: خل الاشقيل نَافِع من اختناق الرَّحِم. د: الأفسنتين مَتى شرب بخل نفع عكر الْبَوْل إِذا احْتمل بعد أَن يغلى مَعَ دهن حناء سكن الوجع فِي الرَّحِم الَّذِي يختنق الجوشير مَتى شرب بشراب نفع دُخان الكندر لطيف يَنْفَعهُ اللوز المر جيد عصارة ورق لِسَان الْحمل نافعة لِسَان الْحمل نَافِع إِذا احْتمل لاختناق الرَّحِم

دهن المرزنجوش مسخن ملطف يصلح لانضمام فَم الرَّحِم الَّذِي يعرض مَعَه اختناق المَاء فِي هَذِه الْعلَّة خير من الشَّرَاب.

روفس: السكبينج مَتى شم مَعَ خل أنبه اختناق الرَّحِم ساساليوس أَصله وبزره نَافِع. د: السذاب مَتى سحق بِعَسَل ولطخ على فرج الْمَرْأَة إِلَى المثانة والمقعدة نفع الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى فاسافس مَتى شم نفع القفر جيد للاختناق احْتمل أَو تدخن بِهِ أَو شم القنة إِن تدخن بِهِ انعش مِنْهُ الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ درخمى نفع الْخَرْدَل إِذا أنعم دقة وشم أَنه الاختناق.

فليغريوس: تَشْتُم القطران وَنَحْوه وتضمد الرَّحِم وأسفل السُّرَّة وتحتمل الْأَشْيَاء الطّيبَة

 

(3/161)

 

 

وأربط الْأَطْرَاف وسخنها وَاحْتمل دهن بِلِسَان وناردين وتوق الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَعَلَيْك بِمَاء الكشك وَالْبيض النيمرشت.

الْأَعْضَاء الألمة: اختناق الرَّحِم إِمَّا أَن يبطل مَعَه النَّفس والحس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ شَدِيد الْبرد جدا وَإِمَّا أَن يصغر النَّفس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ أقل بردا أَو مَعَه تشنج وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ مراريا حادا. وَقد يكون مَعَه خبث نفس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ سوداويا.

الْيَهُودِيّ: قد يعرض هَذَا للابكار وَمن يقرب للادراك إِذا كن كثيرات الْمَنِيّ متعففات. علاجه: شدّ السَّاق ودلك الْقدَم بدهن الرازقي بالملح دلكا شَدِيدا والصلب والورك والفخذ والنفخ فِي المنخرين بكندس وتمرخ ظَاهر الرَّحِم بدهن ناردين يدخن أَسْفَل بِعُود أطله بنضوح فَإِن لم ينْتَفع فَيدْخل الإصبع فِي الْفرج ويدلك جيدا وَتحمل شخزنايا وتمسح فَم الرَّحِم بدهن الْغَار وتوضع المحاجم بِلَا شَرط على بَاطِن الْفَخْذ فَإِن فقدت عقلهَا فصب على رَأسهَا بانا مغلي أَو سد منخريها وفمها وامنعها النَّفس وَيكون ذَلِك بِقدر مَا يُمَيّز وتستريح وقيئها بريشة واسقها الْأَدْوِيَة المجففة للمني الْمنزلَة للْحيض وَمِنْهَا جوارش الكمون بِمَاء السذاب أَو بِمَاء الفنجنكشت.

من كتاب العلامات الَّذِي ينْسب إِلَى ج: الغثى الْكَائِن من وجع الرَّحِم بِعرْض مِنْهُ اضْطِرَاب شَدِيد وَانْقِطَاع صَوت وَبطلَان حس وصرير الْأَسْنَان وتلوى أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وانتفاخ الشراسيف وارتفاع الرَّحِم إِلَى فَوق وورم فِي الصَّدْر وَسُقُوط النبض وكل هَذِه بِلَا حمى ودق يكون نوع)

من وجع الرَّحِم يشبه هَذَا إِلَّا أَن ذَلِك يكون مَعَ حمى ويهرى عِنْد انتقاص الْحمى ويميز بَين اليترغش وَلَا بنض ممتلئ والوجع فِي الرَّحِم لَا فِي الرَّأْس كَمَا فِي التبرغش وَالرحم فِيهَا زائل إِلَى فَوق وَيفرق بَينه وَبَين الصرع أَنه لَا يسيل فِيهِ لعاب من الْفَم وَلَا تشنج وَلَا يكون مَعَه غطيط ثجير.

3 - (عَلامَة الاختناق)

أَن يجد الوجع فِي الْقَفَا وَالظّهْر ويسود مَاؤُهَا وَيكون فِيهِ كغسالة اللَّحْم الطري الْمَخْلُوط مَعَه سخام الْقدر وَقد يُصِيبهَا عسر الْبَوْل وَتَقَع كالمصروع وَيذْهب النَّفس والنبض.

طيماوس: قد بيّنت أَنه لَا يعرف لهَذَا الدَّاء سَبَب مقنع. الْفُصُول: العطاس عَلامَة جَيِّدَة فِيهِ.

فلغربوس: لم يحضرني أدوية حَيْثُ أُصِيبَت الْمَرْأَة وَقد أَصَابَهَا اختناق الرَّحِم فَأمرت بغمز يَديهَا ورجليها وتوضع المحجمة أَسْفَل الْبَطن فَجَلَست سَاعَة فتراجعت قوتها. تُوضَع المحجمة أَسْفَل السُّرَّة فِي اختناق الْأَرْحَام وفيهَا قُوَّة عَظِيمَة لِأَنَّهَا تجذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رَأَيْت نسْوَة مطروحات كثيرا بَعضهنَّ لَا يتنفسن إِلَّا بِجهْد

 

(3/162)

 

 

وبعضهن لَا يحسن وَلَا يتحركن ونبضهن صَغِير جدا أَو لَا يتَبَيَّن أصلا وبعضهن يحسن قَلِيلا ويتحركن ومنهن من تحس أَكثر وَلَا يلْحقهَا ضَرَر أصلا لِأَنَّهُنَّ كن يفعلن مَا يؤمرن بِهِ وَرُبمَا تشنجت أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ. والأعضاء الألمة: مِنْهُنَّ من يعقل بِمَا يلْحقهَا وَرُبمَا تشنجت أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ وَقد يشاك فِي بَعضهنَّ أماتت أم لَا ويعرض هَذَا كثيرا فِي كثيرات الْمَنِيّ فَكَمَا يُولد الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع فِي الرِّجَال الكثيري الْمَنِيّ برد أبدانهم وَسُوء استمرائهم وَنَحْو ذَلِك كَذَا يُولد ف هَؤُلَاءِ النسْوَة احتباس الْمَنِيّ أَشد بردا لبرد أبدانهن وَهُوَ أعظم مضرَّة من احتباس الطمث وخاصة فِي اللواتي تدبيرهن يرطب ويبرد وَقد كن يجامعن كثيرا ثمَّ أنقطع عَنْهُن وَلِهَذَا قنعت أَن تكون هَذِه الْعلَّة بِسَبَب الْمَنِيّ فِيهِنَّ لَا بِسَبَب بَقَاء الطمث. وَعرض لامْرَأَة ذَلِك فخبرتني الْقَابِلَة أَن الرَّحِم قد تشمرت إِلَى فَوق فأمرتها أَن تتحمل بأَشْيَاء فَلَمَّا فعلت عرضت لَهَا سخونة من تِلْكَ الْأَشْيَاء وَلما عرض لَهَا حر من تِلْكَ الْأَشْيَاء وملامسة الْيَد لِلْفَرجِ بِشَيْء مَعَ وجع وَلَذَّة مَعًا كَمَا يكون فِي الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ واستراحت. قَالَ: وصعود الرَّحِم إِلَى فَوق وميلها إِلَى الجوانب إِنَّمَا يكون قَلِيلا قَلِيلا لامتلاء معاليقها وعروقها من الدَّم لِأَن الشَّيْء إِذا امْتَلَأَ نقص طوله وَفِيه بحث طبيعي اقرأه فِي البحوث وَذَلِكَ يكون من احتباس الْحيض.)

أقربادين ابْن سرابين: جوارش الكمون جيد للاجتناق يسقى بِمَاء السذاب وَجَمِيع مَا يذهب الْمَنِيّ ويجففه جيد لَهُ.

من كتاب مَجْهُول: عصب السَّاق وادلك الْقدَم والصلب جيدا وادهن بدهن الرازقي وعطس بكندس وأسم رَوَائِح مُنْتِنَة وَحمل الطّيب واطل على الْعَانَة باللخالخ وضع على الْفَخْذ والأربية محاجم وافصد الصَّافِن وَقت الرَّاحَة واسق الكمونى بِمَاء الكرفس.

ابْن سرابيون: هَذَا يعرض من عفن الْمَنِيّ وَيحدث بأدوار كالصرع ويضعف مِنْهَا النَّفس جدا الْوَاجِب أَن تشد السَّاقَيْن بِقُوَّة وادلك أسافل الرجلَيْن دلكا عنيفاً وَكَذَلِكَ الأفخاذ والأرابي ويتنشق الروائح المنتنة والحازة كالجندبادستر والثوم والكبريت وَتحمل أَشْيَاء طيبَة ملينة كالمسك والعنبر ودهن البان ودهن سوسن ودهن بابونج وانصب المحاجم على الأرابي والمراق وأطل أَيْضا بالأشياء المسخنة المفشة للرياح وتغمس الْقَابِلَة إصبعها فِي دهن سوسن وَبَان وَتدْخلهَا فِي الْفرج وَلَا تدغدغه إِلَّا دغدغة قَوِيَّة فأنهن ينحدر مِنْهُنَّ الْمَنِيّ ويعطس بكندس وَفِي وَقت الرَّاحَة اسْتعْمل القيئ وَالتَّدْبِير الملطف والميبس للمني وتقليل الْغذَاء وَالْقعُود فِي طبيخ الفوذنج وورق الْغَار والبلنجاسف والفنجنكشت والمرزنجوش وَنَحْوهَا وَاجعَل على الرَّأْس فِي وَقت الْقعُود فِي الآبزن دهن ورد جيد بخل خمر ممزوج بِهِ واسفها لاثباذريطوس مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَإِذا نقيتهن نعما فعد إِلَى التلطيف وَمِمَّا يقْلع هَذَا أَن يشرب دَائِما الجندبادستر بِمَاء البلنجاسف أَو بِمَاء عسل فَإِن هَذَا كَاف حَتَّى يُبرئهُ برءا تَاما

 

(3/163)

 

 

وجرع دَائِما خل الأشقيل فَإِنَّهُ نَافِع يشرب مِثْقَال بِمَاء المرماحوز أَو بِمَاء البلنجاسف والفنجنكشت أَو السذاب أَو بِمَاء عفص يجفف ويدر الطمث وينفع السكبينج إِذا شرب بِمَاء الافسنتين والقرنفل وينفع مَاء الْأُصُول ودهن الخروع والجوشير زنة دِرْهَمَيْنِ مَعَ دانقي جندبادستر بشراب قوي وَمن احْتمل مِنْهُنَّ فصد الصَّافِن والحجامة على الكعب فانه جيد وَفِي التنقية إيارج فيقرا وايارج روفس وضمد الْعَانَة والمراق بضماد الفبيون والعاقر قرحا والرازقي والفلفل وَاجعَل هَذِه فِي قيروطى وأستعمل الحقن بطبيخ الحلبة والشيب وإكليل الْملك وَحمل الشياف المسخن الملين وَاتخذ دهنا بفربيون وعاقر قرحا يدلك بِهِ الْعَانَة والأفخاذ ومواضع الرَّحِم والقطن. 3 (فرزجة مجربة) ميعة سَائِلَة ثَلَاث أوراق كندر فلفل أُوقِيَّة أُوقِيَّة شَحم بط ارْبَعْ اواق بزر الأنجرة اربعة مَثَاقِيل تتَّخذ مِنْهَا فَتِيلَة وتحتمل. عماد هَذِه الْعلَّة تنقية الْجِسْم وتلطيف الْغذَاء وَيجْعَل مِمَّا يضاد المنى ويسخن الثفل بدلك وضماد ودهن ويقوى الرَّأْس.

 

(3/164)

 

 

(عَلَامَات الْحَبل)

وإكثار النِّتَاج والعقم وتعرف الذّكر وَالْأُنْثَى وإنتاجهما وعلامات الْإِسْقَاط وَقُوَّة الْجَنِين وَضَعفه وتدبير الْحَامِل لحفظ الأجنة وتقويتهم والنفع من الْإِسْقَاط وَبِمَا تدبر الْبكر بعد الإقتضاض وَهل الْجَنِين حَيّ أَو ميت.

الْأَعْضَاء الألمة: إِذا رَأَيْت احتباس الطمث ويبس الثفل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب واقشعرار وغثى وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة فَقل للقابلة تجس ع نق الرَّحِم فان كَانَ مُنْضَمًّا بِلَا صلابة دلّ على حَبل.

3 - (عَلَامَات الْإِسْقَاط)

اذا كَانَت حَامِلا وتهزل ثدياها دفْعَة فتوقع ان تسْقط وَإِن كَانَت حَامِلا بتوءمين وقضف أحد الثديين أسقطت مَا فِي ذَلِك الْجَانِب. عَلَامَات الْحَبل أذكر هُوَ أم أُنْثَى: الذُّكُور فِي الْجَانِب الْأَيْمن والأناث فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَلَا يخلف إِلَّا فِي الندرة. فِي أَسبَاب الْإِسْقَاط: إِذا كَانَت تسْقط لشهرين أَو ثَلَاثَة فَإِنَّهُ يجْتَمع فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَأتي الرَّحِم رُطُوبَة بلغمية ولرخاوة أَفْوَاه هَذِه الْعُرُوق تكون اتِّصَال الْعُرُوق الضوارب المتولدة فِي الرَّحِم الْمُتَّصِلَة بالعروق الَّتِي تَنْتَهِي أفواهها إِلَى 3 (حِيلَة الْبُرْء للانجاب) فِي السَّابِعَة مِنْهُ: المنى لَا يجب أَن يبْقى طرفَة عين خَارِجا عَن أوعيته بل يحْتَاج أَن يصل من الْقَضِيب إِلَى الْفرج مَتى أردْت أَن تبقى طَبِيعَته الْخَاصَّة بِهِ.

جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ الرِّبَاط الَّذِي تَحت الكمرة قَصِيرا متوترا عقب رَأس الكمرة فَلم يبدر المنى إِلَى بعد كثير وَيصير سَببا للعقم. حفظ الْجَنِين فِي الْفُصُول: يعلق الْجَنِين بالحامل كالثمرة بِالشَّجَرَةِ فَكَمَا أَن الثَّمَرَة معلاقها بِالشَّجَرَةِ فِي أول أمرهَا ضَعِيف رَقِيق ينتفض من أدنى سَبَب وَفِي آخر أمرهَا تثقل

 

(3/165)

 

 

الثَّمَرَة وثقلها يُسْقِطهَا بِسُرْعَة كَذَا يَنْبَغِي أَن يتوقى على الْحَامِل الحركات كلهَا والدواء المسهل فِي الْأَرْبَعَة الْأَشْهر وَبعد سَبْعَة أشهر توقيا جيدا وَمَتى اضطرات إِلَى مسهل لأمر مقلق سقيت بعد الْأَرْبَعَة إِلَى سنة وتتوقى سَائِر هَذِه الشُّهُور فَإِن فِي الشُّهُور الْأَوَاخِر تعلق الْجَنِين قوى وَلم يثقل بعد. الْخَامِسَة فِي حفظ الْجَنِين: الْحَامِل إِن فصدت فَإِن على الْأَمر الْأَكْثَر تسْقط إِ كَانَ طفلها عَظِيما لِأَنَّهُ كلما عظم احْتَاجَ إِلَى غذَاء أَكثر فَإِذا فصدت الْأُم فَرُبمَا قل غذاؤه جدا وَمَات. 3 (تَدْبِير الْحَوَامِل) إِذا اعترى الْحَامِل مرض حاد فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت قَالَ جالينوس: هَذَا وَاجِب لِأَنَّهَا لحملها لَا تحمل الشدَّة أما التشنج والتمدد والصرع وَنَحْوهَا من الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي لَا حمى مَعهَا وَإِن كَانَت حماها لَازِمَة فَلَا يُؤمن مَعهَا موت الطِّفْل وَإِن باعدنا بَين أَوْقَات الْغذَاء قَتَلْنَاهُ فَنحْن نغذى الْوَقْت بعد الْوَقْت من أجل الطِّفْل.

عَلامَة الْحمل تسقى بعد أَن تتغشى وتتملأ من الطَّعَام عِنْدَمَا تُرِيدُ النّوم مَاء الْعَسَل الني غير مطبوخ فَإِن حدث مغس فَهِيَ حَامِل وسقيناه نيا مطبوخاً لأَنا نحتاج مَا يُولد رياحا نافخة لكَي يكون مَعهَا مغس وَإِنَّمَا يكون المغس من أجل أَن الرَّحِم إِذا كَانَ ممتلئاً ضيقا على الأمعاء وَلم يكن للنفخ الهائجة الَّتِي تكْثر طَرِيق وَاسع فَتخرج مِنْهُ فَيحدث مغس وَيَنْبَغِي أَن يسقى عِنْد التملى من الطَّعَام وَعند السّكُون لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يعينان على حُدُوث المغس.

عَلامَة الْحَبل أفلاذنوش قَالَ: إِذا احْتبسَ الطمث بِلَا حمى وَلَا قشعريرة وَلَا تكسير فَهِيَ حُبْلَى لِأَن الطمث المحتبس لمَرض يتبعهُ مثل هَذِه فَإِن تبع ذَلِك رحم صَحَّ حملهَا إِذا كَانَت كبلى بِذكر كَانَ لَوْنهَا حسنا وَإِن كَانَ بِالْأُنْثَى كَانَ لَوْنهَا حَائِلا بِالْإِضَافَة إِلَى لَوْنهَا الْخَاص قبل الْحَبل لِأَن الْأُنْثَى أبرد وَالذكر أحر وَهَذَا يكون فِي الْأَكْثَر لِأَنَّهُ يُمكن أَن تحسن الْحَامِل بِالْأُنْثَى التَّدْبِير بعد الْحَبل فَيحسن لَوْنهَا وبالضد. للذّكر عَلَامَات أخر كَثِيرَة: مثل كَثْرَة الحركات وقوتها. وَهَذِه الْأَدِلَّة تكون على الْأَكْثَر لِأَنَّهُ إِن كَانَ حمل ذكر ضَعِيف جدا مهين وَحمل أُنْثَى قَوِيَّة عَظِيمَة أمكن أَن تكون حركاتها أعظم وَأقوى. قَالَ: وَلَا يكون الْحمل بَارِدًا إِلَّا أَن يكون مني الرجل ورحم الْمَرْأَة فِي ذَلِك الْوَقْت قد بردا. هَذَا فِيمَا أَحسب بَاطِل لِأَنَّهُ يجب فِي حكم فعل الطبيعة إِذا كَانَت تُرِيدُ بَقَاء الذّكر وَالْأُنْثَى أَن يكون فِي نوع المَاء شَيْء يُوجب فِي التَّرْكِيب الأول هَذِه التراكيب الغريبة وَمِمَّا يشْهد بِصِحَّة ذَلِك إِ اقد نرى نساءاً كثيرا أسخن أمزجة من رجال كثير فَيدل ذَلِك أَنه لَيْسَ الذُّكُور والأناث للسخونة بل لغَلَبَة النَّوْع.

 

(3/166)

 

 

3 - (حفظ الْجَنِين) إِن حدث فِي رحم الحبلى ورم وَحُمرَة قبل الطِّفْل لِأَن جَمِيع الأورام الحارة إِذا حدثت فِي الرَّحِم تسْقط الْجَنِين إِذا الْحمى تسْقط فضلا عَن غَيرهَا كثيرا. تَدْبِير الْمَرْأَة وَهِي مَهْزُولَة فَإِنَّهَا تسْقط قبل أَن تسمن لِأَن الْجِسْم إِذا أقبل يتراجع بقى الطِّفْل بِلَا غذَاء وَأَيْضًا فَإِن الهزال المفرط خطر على الْجَنِين لِأَنَّهُ لَا يجد مَا يتغذى بِهِ.

3 - (سَبَب الْإِسْقَاط)

مَتى كَانَت لمرأة لَا مرض بهَا ظَاهر وأسقطت فَفِي الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث بِلَا سَبَب بَين ظَاهر لَا حمى وَلَا وثبة وَلَا فزعة وَلَا من إقلال غذَاء وَلَا من فصد وَلَا من إسهال وَنَحْو ذَلِك فأفواه القروق تَنْتَهِي إِلَى الرَّحِم الَّتِي بهَا تتَعَلَّق المشيمة مَمْلُوءَة رُطُوبَة مخاطية وَهَذِه الأفواه تسمى النقر وَلذَلِك تزلق المشيمة كَمَا هِيَ وَتسقط لثقل إِذا ثقل. فِي الْحمل السمينة جدا: إِذا لم تحمل فَإِن الثرب قد ضغط لكثرته وغلظة فَم الرَّحِم فَمنع أَن يدْخل المنى فِي فَم الرَّحِم فَلَا تحملهذه حَتَّى تهزل. قَالَ: الشَّحْم المفرط يضغط فَم الرَّحِم الدَّاخِل الَّذِي يَنْتَهِي إِلَى تجويفه وَمِنْه يَبْتَدِئ فَم الرَّحِم.

3 - (عَلَامَات الذّكر)

الذّكر يتَوَلَّد فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَالْأُنْثَى فِي الْأَيْسَر. ج: قد بيّنت فِي كتاب الْمَنِيّ أَن الطِّفْل إِنَّمَا يكون ذكرا من أجل مزاجه إِذا كَانَ مُنْذُ أول الْأَمر أسخن والجانب الْأَيْمن أسخن جَانِبي الرَّحِم لمجاورته الكبد. قَالَ: وَمِمَّا يعين أَيْضا على تولد الذّكر من الْأُنْثَى فَإِنَّمَا يجِئ من بيضتها الْيُمْنَى إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن من الرَّحِم الَّذِي يَجِيء من الْأَيْسَر إِلَى الْأَيْسَر والمني الْمُتَوَلد فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى أسخن وَأَغْلظ من الْمُتَوَلد فِي الْيُسْرَى. يلْزمه المشيمة إِذا أردْت إِسْقَاط المشيمة فعطس بدواء معطس وَأمْسك المنخرين الْفَم فَإِنَّهُ يحدث عَن هَذِه الْحَال للبطن تمدد وتوتر فيعين على الاسقاط.

3 - (عَلامَة الْحَبل)

انضمام فَم الرَّحِم. ج: فَم الرَّحِم يَنْضَم عِنْد الاشتمال وَعند الورم فِيهِ. وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم صلابة والمنضم للاشتمال لَا صلابة مَعَه بل هُوَ على الْحَال الطبيعية وَقد تدخل الْقَابِلَة أصبعها فتعرف ذَلِك. ج: وَهَذَا أعظم دَلَائِل الرَّحِم أَنَّهَا قد غلقت.

3 - (عَلامَة الْإِسْقَاط)

إِذا جرى اللَّبن فِي ثدي الْحَامِل دلّ على ضعف الطِّفْل. وَمَتى كَانَ الثدي مكتنزا فالطفل أقوى وَأَصَح. ج: انخزال الثدي يدل على قلَّة الدَّم فِي الْجِسْم جدا وَشدَّة توتره بِاللَّبنِ حِين يجْرِي مِنْهُ يدل على أَن الطِّفْل لَا يرْوى وَكَذَلِكَ الْحَال المتوسطة سليمَة من الآفنين وَهُوَ أَيكُون الثدي مكتنزا وَلَا يجْرِي مِنْهُ لبن وَقد يُمكن أَن يجْرِي مِنْهُ اللَّبن والطفل قوي إِذا كَانَت الْمَرْأَة فِي غَايَة الْقُوَّة وَكَثْرَة الدَّم. قَالَ ج: تفقدت كثيرا مِمَّن أسقط من أدنى سَبَب باد فَرَأَيْت الثدي مِنْهُنَّ ضمر قبل ذَلِك وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك لنُقْصَان الدَّم فِي الْعُرُوق الْمُشْتَركَة بَين الثدي وَالرحم الَّذِي من أَجله يعْدم الطِّفْل الْغذَاء

 

(3/167)

 

 

فَيهْلك فَهَذَا قولي فِي قَول أبقراط: إِذا كَانَت الْمَرْأَة يؤول حَال طفلها إِلَى أَن تسْقط فَإِن ثديها يضمر فَأَما قَوْله: فَإِن كَانَ ثديها صلباً فَأَنَّهُ يُصِيبهَا وجع فِي الثديين أَو فِي الْوَرِكَيْنِ أَو فِي العينيين أَو فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَلَا تسْقط فَأن الثدي الصلب لَيْسَ هُوَ المكتنز بل الَّذِي هُوَ أَشد مدافعة وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الدَّم فالطبيعة جينئذ تدفع كَثْرَة الدَّم إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيحدث وجع وَلَا خوف على الطِّفْل. قَالَ: وَإِن كَانَ الاسقاط أَيْضا يكون لسَبَب باد غير قلَّة الدَّم كوثبة أَو صَيْحَة أَو نَحْو ذَلِك فسيحدث للثديين فضل ضمور لِأَن الْجَنِين إِذا انتهك مَال الدَّم)

كُله إِلَى نَاحيَة الرَّحِم قَالَ: فجملة هَذَا القَوْل: إِن ثدي الْحَامِل إِذا ضمر أَنَّهَا لَا محَالة ستسقط وَلَيْسَ يُمكن إِسْقَاطه دون أَن تضمر الثديان فَأَما صلابتهما فَهِيَ دَلِيل على صِحَة الْجَنِين وَلَكِن لَيْسَ أبدا بل إِذا كَانَت باعتدال. وَأما إِذا كَانَ صلباً جدا فَأَنَّهُ يُصِيب الْحَامِل وجع فيهمَا أَو فِي الورك أَو الرجل أَو الْعين لِأَنَّهُ يدل على كَثْرَة الدَّم. وكل وجع يحدث فِي بعض الْأَعْضَاء. إِذا حدث بعد صلابة الثدي بعض هَذِه الأوجاع فقد أبعدت الطبيعة هَذَا الْفضل فِي الْأَكْثَر إِلَى بعض الْأَعْضَاء وَلَا تتركه نَحْو الرَّحِم الْفَاعِل الْجَنِين.

عَلَامَات الْإِسْقَاط: مَتى عرضت حمى للحامل بسخونة قَوِيَّة بِلَا سَبَب ظَاهر فولادها يكون بعسر أَو تسْقط وَتَكون على خطر لِأَن الْحمى والحرارة إِنَّمَا عرضا من خلط ردئ فِي ثديها وَهُوَ يسْقط قوتها وتحتاج الْحَامِل عِنْد الولاد إِلَى قُوَّة قَوِيَّة وَرُبمَا لم يحْتَمل الْجَنِين قُوَّة الْحمى فَأسْقطت ولضعفها يكون أَيْضا ذَلِك خطراً.

عَلَامَات الْحَبل: غطها بِثِيَاب ثمَّ بخرها فَأن وصلت رَائِحَة البخور فِي بدنهَا إِلَى منخريهاغ وفمها فَلَيْسَتْ بعقيم. ج: تبخر بمر وكندر وميعة وَنَحْوهَا مِمَّا لَهُ حرارة وريح طيبَة حَتَّى تصل رَائِحَة البخور إِلَى فمها فتحس بِهِ حسا شَدِيدا وَهَذَا لَا يكون فِي متكاثفة الرَّحِم الَّتِي لَا تصلح للحبل إِذا كَانَت الْحَامِل يجْرِي طمثها فِي أوقاته فَلَا يُمكن طفلها صَحِيحا ج: يُرِيد بقوله: فِي أوقاته أَي مَتى جَاءَ دَائِما فِي أَوْقَات الْعَادة كثيرا غزيراً على الْعَادة لَا مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ أَو لشَيْء يسير فَإِن مَجِيء دم قَلِيل مرّة أَو مرَّتَيْنِ قد يعرض للحامل وَلَا يكون بطفلها عِلّة لِكَثْرَة دم الْمَرْأَة فيفضل على هَذَا الْجَنِين فَأَما مَجِيئه كثيرا فِي جَمِيع أوقاته أَو أَكْثَرهَا فَلَا يُمكن أَن يكون الطِّفْل مَعَه صَحِيحا.

عَلَامَات الْحَبل: إِذا لم يجر الطمث فِي أوقاته وَلم يحدث لَهَا قشعريرة وَلَا حمى لَكِن عرض لَهَا كرب وغثى وخبث نفس فقد علقت وَقَالَ لِأَن الكرب والغثى وخبث النَّفس يعرض إِمَّا من أخلاط رَدِيئَة فِي جَمِيع الْجِسْم وَإِن كَانَ كَذَلِك تبعه الْحمى وَإِلَّا

 

(3/168)

 

 

قشعريرة وَإِمَّا أَن يكون فِي فَم الْمعدة وَذَلِكَ يعرض للحوامل من أجل إِضْرَار الْحمل بِفَم الْمعدة وَإِن كَانَ ذَلِك مَعَ ارْتِفَاع الطمث

3 - (أَسبَاب امْتنَاع الْحَبل)

مَتى كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفا لم تحمل أَو مَتى كَانَ رطبا جدا لِأَن الرُّطُوبَة تغمر الْمَنِيّ وتطفئه وَمَتى كَانَ أخف مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَ حاراً محرقاً لم تحبل لِأَن الْمَنِيّ يعْدم الْغذَاء فَيفْسد وَمَتى كَانَ مزاج الرَّحِم معتدلا كَانَت الْمَرْأَة ولودا. قَالَ ج: إِذا غلبت على الرحتم برودة مفرطة وَضعف مفرط حَتَّى يصير إِلَى حد التكاثف من أجل أَنه لَا يُمكن أَن يتَّصل بأفواه تِلْكَ الْعُرُوق مشيمة وَلَوْلَا كَانَ ذَلِك يكون كَانَ يُمكن أَن يغتذى الطِّفْل على مَا يجب لِأَن الطمث إِمَّا أَلا يجْرِي من الْمَرْأَة الَّتِي هَذِه جالها أَو يكون الَّذِي يجْرِي مِنْهَا النزر الْقَلِيل أَو يكون مَعَ ذَلِك ردئ إِنَّمَا يخرج مِنْهَا مَا كَانَ من الرَّحِم أرق وَأقرب إِلَى المائية فَقَط وَمن بلية هَذِه الْعُرُوق أَيْضا يسْرع إِلَيْهَا السدد سَرِيعا وَالدَّم الْمُجْتَمع فِي بدن مثل هَذِه الْمَرْأَة إِلَى البلغم أميل لِأَن ذَلِك حَال بدنهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر وممكن أَن يبرد مني الذّكر فِي هَذَا الرَّحِم إِلَّا أَن يكون طبعه فِي غَايَة الْحَرَارَة قَالَ: وَقد يعرض للمني فِي الرَّحِم الرطب مَا يعرض للحب إِذا ألْقى فِي الأَرْض السخنة والنقائع والبطائح وللرحم الْيَابِسَة مَا يعرض إِذا ألْقى فِي النورة والرماد. قَالَ: والتبخير الأفاوية يدل على جَمِيع ضروب فَسَاد الرَّحِم وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفاً لَك ترْتَفع الرّيح إِلَيْهِ وَكَذَا إِذا كَانَ شَدِيد اليبس وَكَذَا الرُّطُوبَة الْكَثِيرَة فِي الرَّحِم فَإِنَّهَا لَا تدع رَائِحَة البخور ترْتَفع بل يعرض لَهُ أَن تطفئه وتجمده وَقَالَ: فَأَما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تفْسد طيب رَائِحَة ذَلِك البخور فَلَا تدعها ترتقي إِلَى الْفَم والمنخرين وهما باقيان بحالهما ثمَّ تستمليهما ريح عفنة والتبخر بالطيوب وَإِن كَانَ كَافِيا فِي الِاسْتِدْلَال على هَذَا المزاج أَيْضا أعنى الْحر فَيجب أَن ينظر فِي دَلَائِل أخر مَعَه على أَن هَذَا المزاج قل مَا يكون وَذَلِكَ أَن جملَة النِّسَاء باردات المزاج إِلَّا فِي الندرة فِي الْمَرْأَة القضيفة الادماء الزباء.

السَّابِعَة: مَتى حدث بالحامل زحير شَدِيد دَائِم أسقطت لِأَن الرَّحِم يألم بمشاركة المعي الْمُسْتَقيم وَالْقُوَّة تضعف وَتسقط.

من كتاب العلامات: الْمَنِيّ الَّذِي لَا يُثمر مني السَّكْرَان وَالصَّبِيّ وَالشَّيْخ المفرط فِي السن وَالْكثير الْبَاءَة وَالَّذِي يكون مِنْهُ نسل معيب من لَيست أعضاؤه سليمَة صَحِيحَة فَإِن أبقراط قَالَ فِي كتاب الْمَنِيّ: إِنَّه ينصب من الْأَعْضَاء الصَّحِيحَة مني صَحِيح وَمن السقيمة سقيم. 3 (الْمَرْأَة السريعة الاشتمال) النِّسَاء اللواتي يشتملن سَرِيعا بَنَات خمس عشرَة سنة إِلَى أَرْبَعِينَ سنة وَلَا تكون أبدانهن جاسصية وَلَا رخوة وأرحامهن كَذَلِك تكون وَيكون طهرهن معتدلا وَلَا يكون طمثهن رَقِيقا وَلَا رُطُوبَة رقيقَة مائية رَدِيئَة معتدلات الدَّم وَيكون الرَّحِم

 

(3/169)

 

 

قَرِيبا من الْفرج غير مائل عَن الْمُحَاذَاة فَإِن فَم الرَّحِم الْبعيد المائل ردئ وَإِن يكن قليلات اللَّحْم وسيلان الطمث فَإِن ذَلِك ردئ يدغدغ الْجَنِين مَا اشتملن وَكَذَا إِذا كن غضوبات لِأَن الْغَضَب يدغدغ الْجَنِين وَلَا يكن شهلا ولازرقا فَإِن هَذَا الصِّنْف من النِّسَاء يسقطن أجنتهن سَرِيعا فَأَما الكحلاء الْعين فأوفق فِي الاشتمال وتربية الْجَنِين لِأَن حَرَارَتهَا معتدلة.

عَلَامَات الْحَبل: عَلَامَات الاشتمال أَن يعرض بعد الْفَرَاغ من الْبَاءَة قشعريرة وَبرد وانضمام فَم الرَّحِم بملاسة غير صلابة ثمَّ يحتبس الطمث بعد ذَلِك بِزَمَان يسير وتطمث وتجد ثقلا فِي وركها وترم ثدياها مَعَ وجع يسير ويهيج فِيهَا الغثيان وينتو صدرها قَلِيلا ويصفر لَوْنهَا وتغور غيناها وَيظْهر فِي وَجههَا كلف وَالِاعْتِبَار يسقى مَاء الْعَسَل فَلَيْسَ بِصَحِيح أبدا لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَت الْمَرْأَة مُعْتَادَة لَهُ فَإِذا مضى لَهُ شهر وَثَلَاثَة هَاجَتْ فِيهَا شهوات رَدِيئَة وَضعف الطّعْم والغثى والصداع وغور الْبَصَر.

عَلَامَات الذّكر: أَن ترى المرأى حَسَنَة نشيطة وثديها الْأَيْمن أكبر وَالْحَامِل بأنثى أصفر إِلَى الخضرة وثديها الْأَيْسَر أكبر وحركتها بطيئة وَيكون الكسل وتتابع الغثى فِيهَا أَكثر.

يعرض لَهَا فِي السَّابِع أَو الشَّهْر التَّاسِع ثقل فِي أَسْفَل الْبَطن ووجع فِي الأربية وحرارة فِي الْبَطن وانتفاخ فَم الرَّحِم وترطيبه فَإِذا قرب وَقت الْمَخَاض والولادة استرخى عجزها وَانْتَفَخَتْ أربيتها فَإِذا وضعت الْيَد على فَم الرَّحِم وجد قد انتفخ جدا.

3 - (عَلَامَات موت الْجَنِين)

من كتاب العلامات: إِذا كَانَ الْجَنِين مَيتا لم تَجِد الْمَرْأَة عِنْد الْمَخَاض حس حَرَكَة من الْجَنِين ويسيل من رَحمهَا رطوبات وصديد منتن من كتاب الْمَنِيّ فِي عَلَامَات الْحَبل: من عَلَامَات الْحَبل أَن يمسك الرَّحِم فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء ويحس الرجل بالرحم يمص الذّكر ويجذبه إِلَيْهِ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك بِالْقربِ من طمثها.

من كتاب الْمَنِيّ: فِي العقم: مَتى قطعت البيضتان أَو رضتا أَو بردتا بالشوكران لم يُولد لذَلِك الْحَيَوَان قَالَ: وَإِن بردت تبريداً شَدِيدا لم يُولد لذَلِك الْحَيَوَان فَإِن عرض للبيضتين ورم صلب لم تولد أَيْضا قَالَ: وَلَا تكَاد تَجِد الْأُنْثَى فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِلَّا فِي الندرة.

الذُّكُور قَالَ: إِذا كَانَ أول مَا ينتفخ من الْغُلَام بيضته الْيُمْنَى كَانَ مولدا للذكور وَمَتى كَانَت الْيُسْرَى فالأناث.

الْخَامِسَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين يطول مِنْهُم الرِّبَاط الَّذِي يرْبط الكمرة حَتَّى يَجِيء رَأس الكمرة إِلَى نَاحيَة الدبر لَا يخرج مِنْهُم الْمَنِيّ على استقامة وَإِلَى مَسَافَة طَوِيلَة وَلِهَذَا لَا يُولد لَهُم وَمَتى قطع هَذَا الرِّبَاط حَتَّى يستوى الكمرة ولدُوا وَهَذَا الرِّبَاط يشبه برباط اللِّسَان.

 

(3/170)

 

 

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: إِذا كَانَ بالحامل حمى وَحُمرَة فِي الْوَجْه وإعياء وَثقل فِي الرَّأْس ووجع فِي عقر الْعين فَإِنَّهَا تسْقط بعد الطمث فَم الرَّحِم يَتَّسِع جدا ويسارع إِلَى قبُول الْمَنِيّ يُعلل.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة: مَتى كَانَ بالنفساء حمى وورم فِي الرَّحِم فأجلسها فِي مَاء فاتر فَأَنَّهُ يُخَفف الوجع لِأَنَّهُ يلين الورم الَّذِي فِي الرَّحِم عَن عسر الْولادَة وساقها مَاء الشّعير مَرَّات كَثِيرَة لِئَلَّا يثقل عَلَيْهَا مَا أمكن فَإِنَّهُ سيرد قوتها ويرطب بدنهَا وَهَذَا تَدْبِير مُوَافق لِأَن مَاء الشّعير مَعَ ذَلِك لايمنع درور الدَّم. الأخلاط مَتى در اللَّبن من الْحَامِل كثيرا فَإِن الْجَنِين ضَعِيف وَإِذا كَانَ الْجِسْم مكتنزاً وَكَانَ الثدي كَذَلِك فِيهِ فضل اكتناز فالجنين أصح.

الذُّكُور قَالَ ج: كَثْرَة اللَّبن فِي الثدي يدل على ضعف الْجَنِين لِأَنَّهُ يدل على أَنه لَا يتغذى وبالضد قَالَ: شرحنا حوامل كَثِيرَة فَوَجَدنَا الذّكر فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِي الْأَكْثَر.

حفظ الْجَنِين الثَّانِيَة من الثَّالِثَة: الحبالى يسقطن من وجع وَمن تخمة عَظِيمَة وَمن دم يجْرِي مِنْهُنَّ وَمن شرب دَوَاء مسهل أَو احْتِمَال دَوَاء.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الدَّم الجائي من الْجَانِب الْأَيْمن من الرَّحِم قد ينقى من المائية والجائي من)

الْأَيْسَر لم ينق بعد مِنْهُ فَلذَلِك الْجَانِب الْأَيْمن مِنْهُنَّ أسخن ويتولد فِيهِ الذُّكُور قَالَ: الْقبل فِي الْوسط وَيظْهر نبضه فِي الْجَانِب الْأَيْسَر لِأَن الْبَطن الْأَيْسَر هُوَ الَّذِي ينبض. طَالب الْوَلَد: يَنْبَغِي أَن يكون غير سَكرَان ولامتخم بل يكون طَعَامه قد انهضم نعما وبدنه معتدل كُله.

الأهوية والبلدان الأولى: شرب المَاء الْبَارِد وَمَاء الثَّلج يَجْعَل النِّسَاء عواقر لِأَنَّهُ يفْسد نظام الطمث وَكَثْرَة اسْتِعْمَال الْبِلَاد الْبَارِدَة تعسر فِيهَا الْولادَة والحارة تسهل فِيهَا وَقلة الرياضة والتعب وَقلة النَّقَاء من الطمث يُورث العقم لِأَنَّهُ يَجْعَل فَم الْعُرُوق الَّتِي فِي فَم الرَّحِم فِيهَا بلغم لزج يُؤمن الْقُوَّة الجاذبة وَلَا يجذب الْمَنِيّ بِقُوَّة وَلَا يتلق أَيْضا الْمَنِيّ إِذا وَقع فِيهِ وَلَا ينبسط نعما.

سوء التنفس. الثَّامِنَة مِنْهُ: النِّسَاء اللواتي لَا يحبلن فِي الْأَكْثَر هن اللواتي اتنقى أبدانهن بدرور الطمث لَكِن يحتبس وَيفْسد فِيهِنَّ.

الْيَهُودِيّ: قد تفْسد النُّطْفَة لخلال فتفقد مزاج الرجل وَالْمَرْأَة وتعرف مزاجها ولونها وَدم الْحيض فِي بياضه ورقته وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَقد يفرط خُرُوج دم الْحيض فتبرد الْأَرْحَام فتفسد النُّطْفَة وَيفْسد أَيْضا كَون الْحَبل لبعد عهد الْمَرْأَة بِالْجِمَاعِ وَقد يكون مني الرجل من الْحَرَارَة والبرودة فِي حَال تحسه الْمَرْأَة فَلَا تحبل لفرط مزاجه وَقد يكون فِي الرَّحِم يبس شَدِيد يتَبَيَّن

 

(3/171)

 

 

لَهُ المجامع فَلَا يُصِيب لَهُ لَذَّة لشدَّة يلْبسهُ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الْأَطِبَّاء العاقر باطلاق وَقد يبطل الْحَبل أَيْضا بالإلحاح من الرجل وَالْمَرْأَة على الْجِمَاع وَقد يكون من زِيَادَة الشَّحْم وَمن قُرُوح كَانَت فِي الأمعاء فأفسدت بعض الأشكال.

دَوَاء قوي فِي طرح الْوَلَد فربيون يحمل سَاعَة فَأَنَّهُ يدر الطمث على الْمَكَان على أَنه لَا يخْشَى النزف. الطَّبَرِيّ قَالَ أبقراط: لم ير سقطا بَين الْخلقَة قبل الْأَرْبَعين وَلَا ذكر قبل الثَّلَاثِينَ فَأَما بعد هَذِه الْمدَّة فقد تتبين الصُّورَة وَقَالَ: إِذا تمت صُورَة الْجَنِين فِي خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا تحرّك فِي سبعين ويولد فِي مِائَتَيْنِ وَعشرَة فَإِن تمت فِي خَمْسَة وَأَرْبَعين تحرّك فِي تسعين وَولد فِي مِائَتَيْنِ وَسبعين وَإِن تمت فِي خمسين تحرّك فِي مائَة وَولد فِي ثَلَاث مائَة وَذَلِكَ أَن كل جَنِين يَتَحَرَّك فِي ضعف الْمدَّة الَّتِي تتمّ فِيهَا صورته وَيخرج فِي ثَلَاثَة أضعافه وَالسمان أقل إنجابا والهواء الشمالي يُولد الذُّكُور والجنوب للإناث وَأَوْلَاد الشُّيُوخ والغلمان على الْأَكْثَر هن إناث وَأَوْلَاد الشَّبَاب على الْأَكْثَر الذُّكُور وَقصر الْمَوْلُود وَطوله إِنَّمَا يَأْتِي من ضيق الرَّحِم أَو سعته كالحال فِي الأترجة الَّتِي تدخل فِي قنينة كَبِيرَة أَو صَغِيرَة وَمن كَثْرَة المنى وقلته.

عَلَامَات الْحَبل: خبرني غير وَاحِد من الثقاة: أَنهم أحسوا بعد الْجِمَاع فَم الرَّحِم نَاشِفًا فَحملت نسوتهم. الطَّبَرِيّ: الْمَرْأَة إِذا مشت إِن شالت الرجل الْيُمْنَى فَهُوَ ذكر وَالْأُنْثَى الْأَيْسَر وجربت هَذَا ثَلَاث مَرَّات فصح وَلَعَلَّه اتِّفَاق وَإِذا أصَاب الحبلى قبل الْولادَة وَعند الْولادَة وجع فِي الْبَطن والعانة سهلت الْولادَة وَإِن اتجع الصلب دلّ على عسر الْولادَة أبدا إِن الحبالى يسترخين أبدا من أول الْأَمر لاحتباس الطمث وَضعف الْجَنِين عَن التغذي بِهِ كُله فَإِذا عظم الْجَنِين خف ذَلِك عَنْهُم إِذْ يتغذى بِهِ كُله وينقيه عَنْهُن.

عَلَامَات الذّكر: إِذا كَانَت الْحَرَكَة فِي الْبَطن فِي الْجَانِب الْأَيْمن أَكثر وتفقدت عين الْمَرْأَة فَرَأَيْت الْيُمْنَى أسْرع وأخف حَرَكَة ولونها ناضر مشرق فالحامل ذكر وبالضد.

تَدْبِير الْحَامِل: يَنْبَغِي للحبلى أَن تحذر أَن تسْقط فِي الثَّامِن وَتحفظ نَفسهَا لإنه يخَاف عَلَيْهَا مَتى أسقطت شدَّة موت قَالَ: وينفع عِنْد حُضُور الْولادَة أَن تجْلِس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا ثمَّ تستلقي على ظهرهَا سَاعَة ثمَّ تقوم تصعد وتنزل فِي الدرج بِسُرْعَة وتصيح وتغضب ويهيج العطاس.

أهرن: اسْتدلَّ على فَسَاد مزاج الرَّحِم الْحَار أَن النُّطْفَة تفْسد بذلك من شدَّة مزاج الْمَرْأَة وقضفها وصفرة اللَّوْن وانصباغ بولها وَسُرْعَة نبضها. وَبِالْجُمْلَةِ بِجَمِيعِ مَا يسْتَدلّ على الْجِسْم إِذا سخن وتخص دَلَائِل مزاج الرَّحِم خَاصَّة بِمَا يخرج من الْحيض إِذا كَانَ حارا جدا

 

(3/172)

 

 

وَاسْتدلَّ على أَنه تفْسد النُّطْفَة من أجل الْبرد لصداد هَذِه وَالْحيض الرَّقِيق الْأَصْفَر والأبيض واستعن مَعَ)

ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ وَسَائِر الْأَسْبَاب والأمراض الَّتِي تقدّمت. وَقد يكون العقم أَيْضا لَان المراة لَا تجامع دهرا فيبرد منيها وَيفْسد مزاج رَحمهَا إِلَى الْبرد وَمن كَثْرَة سيلان الطمث فيبرد لذَلِك الرَّحِم وَاسْتدلَّ على الرُّطُوبَة بِسَائِر دَلَائِل الْخراج وبكثرة مَا يسيل من الرَّحِم من النداوة وَاسْتدلَّ على اليبس بجفاف فَم الرَّحِم وصلابته وَيكون العقم من كَثْرَة اللَّحْم.

قَالَ: إِذا كَانَ الأسقاط فِي الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث فَإِنَّهُ من أجل الرّيح الغليظة والبلغم فِي عروق الرَّحِم وخاصة الرّيح والإسقاط فِي الرَّابِع إِلَى السَّادِس يكون من اجل الرُّطُوبَة والبلغم الغليظ ويعالج مَا كَانَ من أجل البلغم وَالرِّيح الغليظ بِمَاء الْأُصُول ودهن الخروع وَيُعْطى كل ثَلَاثَة أَيَّام من حب المنتن فَإِن لم تستقها دهن الخروع فاسقها فِي كل خَمْسَة أَيَّام عشرَة أساتير من السكر الْعَتِيق مَعَ استارين من السمسم وَمَتى كَانَت ضَعِيفَة فَأَقل من ذَلِك بِقدر قوتها واسقها كل يَوْم غدْوَة قدر جوزة من الدحمرتا وشخزنايا أَرْبَعَة أَيَّام أوخمسة وأرحها يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ اسقها ايضا واعطها من دَوَاء الْمسك قدر حمصة وَمن جوارش البزور واحقن حبقن طاردة للريح: صعتر ونانخة وأبهل وكاشم وأعواد شبث وبابونج وسذاب وحسك وحلبة حفْنَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى النّصْف وصف مِنْهُ رطلا وَأَقل وَاجعَل عَلَيْهِ من دهن الرازقي وسكرجة من دهن سمسم واحقنها فِي كل أَرْبَعَة ايام مرّة ودخنها أَيْضا بالدخن الحارة بالمقل والأشق وعلك الأنباط وشونيز مُفْردَة ومجموعة وتتحمل نفطا أسود ودهن نارين أوبلسانا تتحمله أَيَّامًا فَإِن هَذِه العلاجات جَيِّدَة للمراة الَّتِي تسْقط من الرطوبات وَالرِّيح خَاصَّة وعالج الَّتِي لَا تحبل من يبس فِي الرَّحِم بالحقن وتتحمل شَحم البط وأطعمها الاسفيذباج وَلُحُوم الجذاء وتسقى لبن الماعز حليبا وطبيخا وَمَا كَانَ لزوَال الرَّحِم إِلَى فَوق أوإلى جَانب فبالفصد من الصَّافِن لينزل وتفصد من النَّاحِيَة المائلة إِلَيْهَا الرَّحِم وتحتمل الْأَشْيَاء الملينة المسخنة والمدرة للطمث وَإِن كَانَ ذَلِك لزوَال الرَّحِم لَا من دم كثيرا اجْتمع فِي عروق الرَّحِم لَكِن لرطوبات وَيعرف ذَلِك من التَّدْبِير والسخنة والمزاج فانفضها بحب المنتن فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام وتتمرخ بدهن الرازقي وتحتقن بحقن حاارة لَطِيفَة كدهن الحلبة الخضراء أودهن الْجَوْز وطبيخ الحلبة. 3 (إسراع الْحَبل) تحْتَمل المراة إِ نفخة أرنب مسحوقة بدهن نبفسج وتحتمل بصوفة بعد الِاغْتِسَال من دم الْحيض أَو من مرَارَة الْأسد ومرارة الذِّئْب أومن مرَارَة الأرنب أَو من مرَارَة الْحمام من أَيهَا شِئْت نصف دِرْهَم مَعَ نارين حِين تَغْتَسِل من الْحيض وينفع من ذَلِك دخنة مر ولبنى وقنة بِالسَّوِيَّةِ تجْعَل قرصة بعد الدق بشراب وتبخر بمثقال مِنْهَا.

أهرن: جوارش للحبلى الَّتِي ضعفت معدتها وكبدها وَيخَاف أَن تسْقط من الضعْف والرياح:

 

(3/173)

 

 

كمون منقع فِي خل مشوي بعد ذَلِك وبزر كرفس أُوقِيَّة نانخة زنجبيل جندبادستر من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة سكر أوقيتان الشربة مِثْقَال أَيَّامًا وتغيب أَيَّامًا وتشرب أَيَّامًا بِمَاء بَارِد جوارش لذَلِك أَيْضا: مصطكى قاتلة كبابة قرنفل زنجبيل سك وَيُعْطى مِنْهُ.

من كتاب الْحَبل لأبقراط: إِذا احببت ولادَة ذكر فعالج الرجل والمراة بِمَا يسخن مُدَّة وَلَا تجامع تِلْكَ الْمدَّة وَلَا تكْثر شرب المَاء بل تشرب الشَّرَاب قَلِيلا لإن الشَّرَاب يرق الْمَنِيّ وَلَا يسكر الْبَتَّةَ ولايجامع وَهُوَ شَارِب وَلَا ممتلئ بل فِي وَقت هُوَ خَفِيف فِيهِ إِلَى الْجُوع وليعالجا جَمِيعًا بحقنة مسخنة وباغذية كَذَلِك والحقن والمروخات المسخنة ابلغ.

أبقراط: يتَوَلَّد الذّكر من الْمَنِيّ الغليظ الصلب. يغلظ بقلة الْجِمَاع وَقلة السكر وليتعاهد الرجل النّظر إِلَيْهِ فَمَتَى رَاه رَقِيقا يدبر حَتَّى يغلظ ثمَّ يُجَامع. أكل الْأَشْيَاء الحارة الْيَابِسَة يغلظ المنى وَإِن قل وَقَالَ: إِنَّمَا يكون الاشتمال إِذا كَانَت المراة تشْتَهي الْبَاءَة فَإِذا لم تشتهيه خرج مِنْهَا الْمَنِيّ وسال: وَقَالَ: قولا وَجب مِنْهُ إِن أَطَالَت الْمكْث والدوام فِي الْحمام يسْقط الْجَنِين وَإِن يضرّهُ الْهَوَاء الْحَار وَلَا يقوى بِهِ وَينْتَفع بالبارد لإنه زعم يستنشق مِنْهُ.

وَقَالَ: المراة الَّتِي تحيض فِي كل اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا تَلد الذكران على الْأَكْثَر وَالَّتِي تحيض فِي كل ثَلَاثَة وَأَرْبَعين يَوْمًا تَلد الْإِنَاث. قَالَ: وَإِذا ولدت ذكرا وطهرها فِي أقل من ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلَيْسَ جَسدهَا بِصَحِيح وَأما الانثى فَفِي الاربعين وَقَالَ: الحبلى إِذا ولدت وَلم تستنق وتطمث بعد ذَلِك هَلَكت قَالَ: وَإِذا حملت وَلم تكن طمثت على مَا يَنْبَغِي بل كَانَت فَاسِدَة الطمث فَيجب للطبيب أَن يحتال فيسقيها بِلَا إفراط بعض المنقيه لَان الْجَنِين إِذا اغتذى غذَاء فَاسد هلك وَلَا تفرط فِي التنقيه وَشدَّة فتح الرَّحِم فَإِن الْغذَاء يخرج كُله فَيهْلك الْجَنِين لَكِن تلطف أَن يكون يخرج شَيْئا بعد شَيْء بِرِفْق من عنق الرَّحِم وَلَا تفتح فَمه.)

قَالَ: وَاللَّبن يظْهر فِي اللينات الْأَبدَان أسْرع وَفِي الصلاب أَبْطَا.

بولس: الْحمل يمْتَنع إِنَّمَا لانسداد فَم الرَّحِم وعلاجه مَذْكُور فِي بَابه وَإِمَّا لفساد مزاج مَعَ مَادَّة أَو بِلَا مَادَّة فاستدل عَلَيْهِ بالدلائل ثمَّ قَابل سوء المزاج بالمبدلة وَالَّذِي مَعَ مَادَّة بالإستفراغ وتبديل المزاج وَقد ذكرنَا دَلَائِل الرَّحِم والبارد وَالَّذِي بخلط خام غليظ بالدلائل وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم ولون الطمث ولين الْموضع.

بولس: أَكثر مَا تعرض للحوامل كَثْرَة الفضول وتواترالقىء والتبزق والخفقان وَبطلَان شَهْوَة الطَّعَام. قَالَ: وينفع من ذهَاب شهوتين الْمَشْي المعتدل وَترك الطَّعَام الْحَار جدا وَشرب الشَّرَاب الْأَصْفَر الريحاني الْعَتِيق والفصد من كل مَا يشرب بقلة الشَّهْوَة وتبزق وقىء.

قَالَ: أما من الْأَدْوِيَة: فعصى الرَّاعِي مَتى طبخ وَشرب طبيخه والشبث إِذا شرب طبيخه واسقيهن من الراوند صيني شَيْئا قَلِيلا قبل الطَّعَام وَبعده وتضمد فَم الْمعدة بورق الْكَرم والجلنار وَنَحْوهمَا مَعَ شبث وخل خمر عتيقة وَأما الخفقان يخفقه بتجرع المَاء الْحَار وَالْمَشْي الدَّقِيق وتدثير مَا دون الشراسيف بصوف لين. ولبطلان الشَّهْوَة تعرض عَلَيْهَا أَطْعِمَة

 

(3/174)

 

 

مُخْتَلفَة لذيذة ويعينهاعلى تَحْرِيك الشَّهْوَة الْحَرَكَة وَالسّفر الطَّوِيل وَتَنَاول الْأَشْيَاء الحريفة فِي بعض الاوقات وخاصة الْخَرْدَل فَإِنَّهُ نَافِع للحوامل الَّتِي بطلت شهوتهن وَمَتى كَانَت مترفة لَا تحْتَمل الحركات بغنة فَيَنْبَغِي أَن تعود قَلِيلا قَلِيلا بِقدر مَا لَا ينغي وَأما الورم المترهل فِي أقدامهن فاطلة بِمَا بَاب الترهل قَالَ: وَتَنَاول الْأَشْيَاء الحريفة الَّتِي قد بطلت شهوتهن. شرك قَالَ: اعصر الثوم واليابس وَيصب على مثله دهن حل ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء فَإِنَّهُ جيد لإسراع الْحمل يحْتَمل مِنْهُ بصوفة فَإِنَّهُ جيد. للنقرس الْبَارِد وَجَمِيع الرِّيَاح الْبَارِدَة يحْتَمل دهن سوسن بصوفة ليَالِي كَثِيرَة وتمرخ بهَا الْعَانَة والدرز بِأَنَّهَا تحمل أَو يخلط مَعَ زيبق.

شَمْعُون: مَتى كَانَت عروق رجل الْمَرْأَة الحبلى حَمْرَاء فإ نها تَلد غُلَاما وَإِن كَانَت سَوْدَاء فجارية وَمَتى عظم الثدي الْأَيْمن فغلام وَمَتى عظم الْأَيْسَر فجارية وَمَتى كَانَت حلمة ثدييها حَمْرَاء فغلام وَإِن كَانَت سَوْدَاء فجارية وَمَتى در اللَّبن من الْأَيْمن فغلام وَمن الْأَيْسَر فجارية وَقَالَ: مرها تَصُوم يَوْمهَا فَإِذا أمست أخذت من مَاء الْمَطَر سكرجة وَعَسَلًا نصف سكرجة فاضربها واسقها فان انعقل بَطنهَا فقد حبلت وَإِلَّا لم تحبل وَأَيّمَا امراة جَامعهَا الرجل فَوجدت من يَوْمهَا ضربانا ووجعا فِي بَطنهَا وظهرها وركبها فقد حبلت.)

من الإختصارات: أَكثر من تسْقط من النِّسَاء فِي الشُّهُور الأول أَعنِي من الشَّهْر الأول غلى الثَّالِث فَإِنَّهَا تسْقط إِمَّا لريح تدفع النُّطْفَة وتزلقها اَوْ لسوء مزاج بَارِد يجمد أَو حَار يجفف فَيكون مِنْهُ شَيْء غير طبيعي فتدفعه الطبيعة وَأما من تسْقط من الرَّابِع إِلَى السَّادِس فَذَلِك من رُطُوبَة مزلقة فِي رَحمهَا لَا تحْتَمل لذَلِك ثقل الْجَنِين وَأما من تسْقط من السَّادِس الْحَبل فَإِنَّهُ من فَسَاد مزاج بَارِد.

قَالَ: وَقد يعرض امْتنَاع الْحَبل لميلان الرَّحِم إِلَى الجوانب فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إِنَّه من فَسَاد مزاج بَارِد.

قَالَ: وَقد يعرض امْتنَاع الْحَبل لميلان الرَّحِم إِلَى الجوانب فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إصبعها وَتنظر إِلَى أَي جَانب هُوَ مائل فَإِن كَانَ من الْجَانِب الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ عروقه ممتلئة وَفِيه غلظ فافصد من رجلهَا المحاذية لذَلِك الْجَانِب وَإِن كَانَ هُنَاكَ تقلص وتكمش لاغلظ فالحقن والحمولات اللينة وَالْحمام والابزن.

الطَّبَرِيّ: إِنَّمَا تَلد الذُّكُور إِذا كَانَ شبقا كثيرالمني وَالْمَرْأَة قَليلَة الْمَنِيّ فَإِن ذَلِك بعقب الْحيض إِذا حَاضَت قل منيها فَإِذا أَتَى عَلَيْهَا أَيَّام اجْتمع منيها أَيْضا. قَالَ: وَإِذا وَقع الْجِمَاع حِين تطهر من الْحيض كَانَ ذكرا وخاصة إِن كَانَت قَليلَة النُّطْفَة فِي الأَصْل. قَالَ: وَلَا تجامع الحبلى وخاصة فِي الشَّهْر الثَّامِن فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا من الْجِمَاع الْإِسْقَاط. قَالَ: الْحَامِل بِذكر إِذا قَامَت اعتمدت على الْيَد الْيُمْنَى وَكَذَلِكَ إِذا قعدت وبالضد. قَالَ:

 

(3/175)

 

 

ويسود حلمة الثدي الْأَيْمن أَولا ثمَّ يبتدأ فِي الْأَيْسَر ويتولد اللَّبن قبل فِي الْيَمين وَتَكون الْمَرْأَة حَسَنَة اللَّوْن سَمِينَة الْوَجْه قَليلَة الكلف والنمش فرحة وبالأنثى بالضد من هَذَا كُله. قَالَ: فَإِن كَانَ الْحمل ذكرا لم تشته الْجِمَاع وَإِن كَانَ انثى اشتهته.

وَفِي كتاب الطَّبَرِيّ فِي بَاب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ قبل الْجِمَاع وَعند الْجِمَاع والتحذيرات وَالْأَحْوَال الَّتِي تحدثها فِي الْمَوْلُود أَشْيَاء كَثِيرَة: أوريباسيوس فِي صف الورم الْعَارِض فِي أرجل الحبالى أَشْيَاء قد كتبت فِي بَاب الورم الْحَار.

ابْن ماسويه فِي علاج الْأَرْحَام: الْحَبل يمْنَع من فَسَاد مزاج أومن سدة أَو لإن فِي فضائه رُطُوبَة غَرِيبَة أَو من فَسَاد طمث أَو من ورم أَو لقرحة أَو لِكَثْرَة شَحم يعْطى عَلَيْهِ عَلَامَات الَّتِي لَا يحمل من الشَّحْم افصدها ورضها وقلل غذائها واعطها ثيارديطوس.

قَالَ: وَالَّتِي تسْقط فِي الشَّهْر الأول إِلَى الشَّهْر الثَّالِث يكون من ريح وَمن الرّبع إِلَى السَّادِس من)

رُطُوبَة فِي الرَّحِم ويزلق الْجَنِين لثقله وَمن السَّابِع إِلَى التَّاسِع لفساد مزاج بَارِد فِي الرَّحِم. عالج الَّتِي من ريح بدهن الخروع وَمَاء الحلبة وَحب الكسبينج والحرمل والحرف الْأَبْيَض المقلو ودهن خروع وشخزنايا ودحمرتا والحقن والدخن والفرزجات المعمولة بالنفط والصعتر والنانخة وتدخن بالسوسن والمقل وعلك البطم.

قَالَ: وَإِذا سَالَ من الْحَبل دم كثير فَأَنا لَا نجسر على فصدها وَلَا على اسقائها مسهلا. قَالَ: النِّسَاء اللواتي لَا يحبلن من الشَّحْم عالجهن بعد الفصد بِهَذِهِ الفرزجات: عسل ماذى ودهن سوسن وَمر واحقنها بالحفن الحارة الَّتِي فِيهَا شَحم حنظل وتترك اللَّحْم الْبَتَّةَ والسمك والشحم.

روفس فِي تهزيل السمين: الْمَرْأَة السمينة إِذا تفرغت الطوبة من رَحمهَا ويسخن الرَّحِم علقت وَأكْثر ذَلِك لَا تعلق فَإِن علقت أسقطت والمراة السمينة وَإِن لم تسْقط فَهُوَ ضَعِيف مهين.

ميسوسن فِي القوابل قَالَ: إِذا اقْتَضَت الْبكر فأجلسها فِي شراب وزيت فَإِن أصَاب الْموضع جرح شَدِيد فضع فِيهِ مرهما بعد أَن تجْعَل أنبوبة فِي فَم الرَّحِم لِئَلَّا يلتصق الَّتِي تسرع بِالْوَلَدِ بنت خَمْسَة عشر عَاما إِلَى الْأَرْبَعين الَّتِي لَيْسَ رَحمهَا بجاس وَلَا مسترخ جدا وَلَا مفرط فِي الْحر وَالْبرد الَّتِي تحيض وَقت حَيْضهَا المعتدلة الْأكل وَالشرَاب الفرحة المسرورة من علقت قبل خمس عشرَة سنة خيف عَلَيْهَا الْمَوْت لِأَن رَحمهَا صَغِير فَلَا تَلد إِلَّا بِمَشَقَّة شَدِيدَة وَالْمَرْأَة الدائمة الْحزن وَالوهم لاتعلق وَالَّتِي تتخم كثيرا لَا تعلق أوفق الْوَقْت للعلوق فِي اخر الْحيض ونقصه. وَإِذا كَانَ الْجِسْم معتدلا لَيْسَ بممتلئ من الطَّعَام وَالشرَاب وَفِي أول وَقت الطمث لَا تعلق لِأَن الرَّحِم ممتلئة رُطُوبَة غير مُوَافقَة للجذب.

3 - (عَلَامَات الاشتمال)

أَلا تَجِد الْمَرْأَة بللا فِي الْفرج بعد الْجِمَاع ثمَّ يَنْقَطِع الْحيض ويربو

 

(3/176)

 

 

الثدي ويعظم الْبَطن ثمَّ يَتَحَرَّك الْجَنِين. يَنْبَغِي أَن تلْزم الْحَامِل فِي أول حملهَا السّكُون وتقلل الْغذَاء وَبعد ذَلِك تمشي قَلِيلا وَتلْزم الْحمام باعتدال لَا تبطئ وتتغذى بِكُل سريع النضج وتتجنب كل حريف وكل مر نافخ. تبدأ بالحامل الشَّهَوَات الرَّديئَة من الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث وَتبقى كَذَلِك إِلَى الرَّابِع وَالْخَامِس فَإِذا حدثت هَذِه الشَّهَوَات فلتلزم السّكُون وتقل الطَّعَام وَالْحمام إِلَّا باعتدال والأغذية المقوية لفم الْمعدة وتشرب شرابًا مرا بِالْمَاءِ الْبَارِد. الَّتِي يعرض لَهَا فِي الطَّعَام تغمر يداها ورجلاها بعد أكلهَا وضع على معدتها ضمادا فاترا وَتمسك فِي الْفَم حب رمان حامض.

3 - (عَلَامَات حمل الذّكر)

أَن تكون حَسَنَة اللَّوْن حَمْرَاء وبالأنثى تكون مصفرة أَو مخضرة وَالذكر ثدييها الْأَيْمن أكبر من الْأَيْسَر والتوأمين ثدياها مَعًا عظيمان والحبلى الَّتِي ترى الدَّم من النِّسَاء الكثيرات الشّعْر الكثيرات الدَّم واللواتي يرين الدَّم فِي حبلهن إِن جومعن حملن حملا على حمل. الْمَرْأَة تعلق مَا دَامَت تطمث. الْجَنِين يتَوَلَّد فِي سبع وتسع وَإِحْدَى عشرَة. وَإِذا أصَاب الْمَرْأَة وجع فَيَنْبَغِي أَن تجْلِس على كرْسِي فَإِذا انْشَقَّ الصفاق الممتلئ بولا فليتزحرن حَتَّى يخرج. قَالَ: فعسر الْولادَة من أجل المشيمة على جِهَتَيْنِ: إِمَّا لِأَن المشيمة صلبة غَلِيظَة يعسر انشقاقها أَو رقيقَة تَنْشَق سَرِيعا وتسيل الرُّطُوبَة فتجف الرَّحِم ويعسر زلق الْجَنِين من الرَّحِم وَمن قبل أَن الرَّحِم يكون يَابسا أَو كثير الرُّطُوبَة فَلَا يقدر على ضم الْجَنِين فيدفعه أولان تكون أُنْثَى فَإِنَّهَا أعْسر خُرُوجًا أَو لإن الْجَنِين مَاتَ مُنْذُ أَيَّام أَو لإن الْفرج يَعْنِي فَم الرَّحِم ضيق أَو لِأَن الْفرج يَعْنِي فَم الرَّحِم ضيق أَو لِأَن الْمَرْأَة شَابة لم تَلد أَو لورم والمعي ولثفل يَابِس هُنَاكَ أَو لرقة خصر الْمَرْأَة أَو لشدَّة هزلها أَو لإنها سَاقِطَة الْقُوَّة أَو لخَبر يغم الْمَرْأَة فَإِنَّهَا إِذْ ذَاك يعسر ولادها أَو لبرد الْهَوَاء الْمُحِيط بهَا. 3 (خُرُوج الْجَنِين الطبيعي) أَن يخرج على رَأسه والمجنب والمنطوى وعَلى رُكْبَتَيْهِ وفخذيه هَذَا الْخُرُوج كُله غير طبيعي.

إِذا انشقت المشيمة سَرِيعا وسالت الرُّطُوبَة قبل الْولادَة بِوَقْت كَبِير فادهن الرَّحِم وفرجها بشمع أَو بَيَاض الْبيض أَو بشحم إوز كَذَا افْعَل بِالَّتِي قلت رطوبتها. الْمَرْأَة الَّتِي مشيمتها غَلِيظَة لَا تَنْشَق سَرِيعا يجب أَن يدْخل الإصبع فِي طرفه حَدِيدَة خُفْيَة ويشق بِهِ المشيمة أَو بإبرة أَو مبضع.

الَّتِي يعسر ولادها لكبرالجنين تدخل الْقَابِلَة يَدهَا فتجذب قَلِيلا قَلِيلا فَإِن لم يتَّفق ذَلِك فاربط من الْجَنِين مَا أمكن بحاشية ثوب لين ويمد فَإِن لم يخرج علق بكلاب ويمد فَإِن لم ينفذ قطع عضوا عضوا على مَا يُمكن وَيخرج كَمَا تواتى لِلْخُرُوجِ.

والجنين الْمَيِّت يُبَادر باخراجه قبل أَن ينتفخ ويرم فَإِن لم يُمكن قطع وَإِذا كَانَ رَأسه

 

(3/177)

 

 

عَظِيما شقّ وَأخرج دماغه وخدشت الْفَخْذ ثمَّ يعلق بصنانير وَيخرج وَإِن عسر خُرُوجه لِأَن فِي رَأسه مَاء ثقب الرَّأْس حَتَّى يخرج المَاء فَإِن خرج بعد ذَلِك وَإِلَّا ربط عُنُقه بحاشية ثوب ثمَّ مدت فَإِن خرج خرج وَإِلَّا علق بصنارات. وَمَتى كَانَ شكل الْجَنِين غير مستو فهز الْمَرْأَة مَرَّات لَعَلَّه يَسْتَوِي ومرها أَن تقوم على سَرِير وارفع رِجْلَيْهَا إِلَى فَوق ويهز السرير بِقُوَّة فَإِن دخل الْعُضْو وَمَتى خرجت فاجهد على أَن ترده وهز الْمَرْأَة فَإِن اسْتَوَى وَرجع الْجَنِين إِلَى تجويف الرَّحِم وَإِلَّا قطع عضوا عضوا يدا كَانَ أَو رجلا. واحرص أبدا أَن تجْعَل راس الْجَنِين إِلَى أَسْفَل فَإِن لم يُمكن ذَلِك فَرد رجلَيْهِ إِلَى أَسْفَل. وَإِذا كَانَ الْجَنِين يخرج على جنبه فادفعه ثمَّ يدْخل الْيَد ويحول على الشكل الطبيعي فَإِن لم يُمكن فَإِذا هُوَ دخل فهز الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الشكل فَإِن لم يرجع فعلقه إدمان شم الطّيب يعسر الْولادَة وَذَلِكَ أَن الرَّحِم يتشمر إِلَى فَوق فَاسْتعْمل مِنْهُ مَا يرد الْقُوَّة فَقَط والمنتنة تعين على سهولة ذَلِك. وَالَّتِي تعسر وِلَادَتهَا للسمن فأجلسها على ركبتيها وتطأطأ رَأسهَا حَتَّى يرْتَفع الْبَطن عَن مَوضِع الرَّحِم فَيخرج الْجَنِين وَكَذَا فافعل إِذا كَانَ الورم أَو الجساء يضغطان الرَّحِم فَإِن السمينة الشَّحْم فِيهَا يضغط الرَّحِم فَإِذا شكل بِهَذَا الشكل لم يضغط على الرَّحِم. وَالَّتِي تعسر عَلَيْهَا الْولادَة من كَثْرَة الثفل فِي المعي وَالْبَوْل فِي المثانة فابدر بالحقن بِمَاء وَعسل وبورق ويدر الْبَوْل ثمَّ يجلس فِي المَاء الْحَار. والمستميتة الضعيفة تعان على التزحر بضغط المراق. وَالَّتِي فِي قبلهَا شئ يوجع من شقَاق أَو جرح فلتكمد وَيصب فِي رَحمهَا دهن كثير فان كَانَ بهَا بواسير توجع لذَلِك مَتى طلقت فانطله وأجلسها فِي مَاء حَار. وَإِن عسر)

لبرد أَصَابَهَا فصب فِي الْقبل مَاء ودهنا مسخنا وادهن الْعَانَة والمراق وَالظّهْر بدهن الْغَار وَمَتى عسرت الْولادَة لِضعْفِهَا أَو لاسترخائها فأجلسها فِي بَيت ريح وروحها وأشمها الطّيب مَا دَامَت صَحِيحَة تستلذه وأغذها بصفرة بيض وخمر مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا احتجت أَن تسْتَعْمل الْحَدِيد فأجلسها على كرْسِي كَمَا تجْلِس عِنْد الْولادَة وَليكن خلف ظهرهَا شىء تستند إِلَيْهِ ويجثو المعالج على إِحْدَى ركبته ولتكن الْيُمْنَى ثمَّ يعْمل مَا يُرِيد وليفتح الْفرج باللولب فانه ينفتح مَعَه الرَّحِم وَتخرج المشيمة هَكَذَا تفتح الْمَرْأَة شدقها وَتدْخل من النَّفس أعظم مَا يكون وتعطس فان لم تخرج أدخلت الْيَد الْيُسْرَى مقلة الْأَظْفَار وتمد المشيمة قَلِيلا وَإِيَّاك والعنف فان لم تخرج وَخفت أَن تَنْقَطِع فاربط مِنْهَا مَا نَالَ يدك ثمَّ شده إِلَى فَخذ الْمَرْأَة شدا معتدلا واحقن الرَّحِم بمرهم باسليقون لتعفن المشيمة واسقها مَا يخرج المشيمة وَأَشد مَا على الحبلى خُرُوج الرجلَيْن وانفتاح الذراعين فِي الرَّحِم وَذَلِكَ أَن هَذَا يؤلم جدا.

بولس قَالَ: والولاد الطبيعي اسهل على الْمَرْأَة وأسرع خُرُوجًا قَالَ وَيعلم أَن الْجَنِين متهيئ لِلْخُرُوجِ على الشكل الطبيعي آن ترى الْمَرْأَة تزحرها وَطَلقهَا يمِيل إِلَى اسفل وتشتاق

 

(3/178)

 

 

إِلَى شم الْهَوَاء فَحِينَئِذٍ اعْلَم أَن الْجَنِين على الشكل الطبيعي فإياك والغمز على بَطنهَا من الْجَانِبَيْنِ إِلَى فَم الرَّحِم فانه إِذا انْزِلْ على رَأسه نزلت مَعَه المشيمة وتنظفت الْمَرْأَة بِمرَّة. قَالَ: وَإِذا ربطت المشيمة بفخذها فعطسها بعد ذَلِك وَإِذا رَأَيْت لشق المشيمة وَجها فَشَقهَا واغمز بعد على الْبَطن وتتزحر الْمَرْأَة فَإِن الْجَنِين يخرج سَرِيعا وجلوس الواضعة أبدا على كرْسِي فَإِنَّهُ أوفق والتعطيس يُوَافق الحبلى إِذا كَانَ فِي تزحرها ورفعها تَقْصِير إِذا كثر النزف فعصب يَديهَا عصبي وَهَذِه الْأَدْوِيَة ضارة بل انفخ فِي الرَّحِم وتزرق فِيهِ وَحمل شيافا متخذا من عفص وكندر وشراب.

سرابيون: عَلامَة الحبلى أَلا تَجِد رُطُوبَة بعد الْجِمَاع لَكِن يكون فَم الرَّحِم يَابسا نَاشِفًا فسل عَن ذَلِك وتحس فِي وَقت الْجِمَاع كَأَن غشيا اعتراها وتوجعها بعد ذَلِك عانتها وسرتها وَقبلهَا قَلِيلا وفم الرَّحِم يَنْضَم جدا وَلَا تشتاق غلى الباه ثمَّ ترْتَفع حَيْضهَا وتشتهي الأغذية الحامضة وتكلف وتنمش وَجههَا ويخضر وَتسود حلمة الثدي وينتفخ الثدي وَيكبر حجمه ويصفر بَيَاض عينيها وتسقى مَاء الْعَسَل على مَا ذكر أبقراط.

من أقربادين حُبَيْش: حقنة للَّتِي تسْقط فِي الشُّهُور الأول لِكَثْرَة بلغم فِي الرَّحِم: خُذ حَنْظَلَة واملأها دهن سوسن بعد إِخْرَاج حبها واتركها يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ تجْعَل من غَد على رماد حَار)

حَتَّى يغلى الدّهن فِيهَا ويبرد ويصفى ويحقن بِهِ وَهُوَ فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب. الْمَرْأَة القليلة الْحيض النزرة غير مُوَافقَة للتوليد لِأَن ذَلِك يكون إِمَّا من قلَّة دم الْجِسْم أَو من تكاثف أَفْوَاه عروق الرَّحِم وَلَيْسَ مِنْهَا وَاحِد مُوَافق وتكاثف عروق الرَّحِم لَا تتَعَلَّق لَهَا مشيمة وَإِن تعلق خرج مِنْهُ دم كثير غليظ كَاف.

الأولى من كتاب الْمَنِيّ: إِذا كَانَ الْمَنِيّ رَقِيقا لم يتهيأ أَن يكون صَاحب الغشاء الأول وَذَلِكَ أَنه فِي اجتذاب الرَّحِم لَهُ ينخرق وَيكون ذَلِك سَببا لخُرُوج الْمَنِيّ وسقوطه من الْأُنْثَى هَذَا بَاب فِي الْعلم فاعرفه أعالج اللواتي لَا يحبلن بالشيافات الحارة تدمن احْتِمَاله الْمُتَّخذ من البلسان ودهنه والبان والمسك وأظفار الطّيب وَنَحْوهَا وَيُعْطى المعجونات الحارة فَهَذَا علاجه على الْأَكْثَر فان أدمن عشرَة أَيَّام جومعت. قَالَ: اتخذ أقراصا من مر وميعة وَحب الْغَار وبخرها بِهِ كل يَوْم.

القرابدين الْعَتِيق: يسكن غثى الْحَوَامِل لبن الْبَقر حليبا إِذا شربته سكن.

عَلَامَات استخراجها حنين من كتب ج: زعم قوم أَن القوابل ينظرن إِلَى الْمَرْأَة فان رأين ثديها قد انبسط وَتغَير عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ علم أَنَّهَا حُبْلَى وَمَتى كَانَت الْعين غائرة وَفِي جفنها استرخاء وَكَانَت حادة النّظر صَافِيَة الحدقة ممتلئة بَيَاض الْعين غلظة حكم أَنَّهَا حُبْلَى فَأَما

 

(3/179)

 

 

تعرف الذُّكُور فَإِن القوابل ينظرن إِلَى بطن الْحَامِل فَإِن كَانَ ممتلئا مستديرا ترى فِيهِ صلابة وَكَانَت نقية اللَّوْن حكم أَنَّهَا ذكر وَإِن كَانَ فِيهِ طول واسترخاء وَكَانَ فِي لَوْنهَا كلف ونمش فالحامل انثى وَإِن تغير رَأس الثدي إِلَى الْحمرَة فَذكر وان تغير إِلَى السوَاد فانثى وَخذ لبن الْحَامِل بَين إِصْبَعَيْنِ فَإِن كَانَ غليظا شَدِيد اللزوجة فَذكر وَإِن كَانَ قَلِيل اللزوجة فانثى ويقطر من اللَّبن على مرْآة وتوضع فِي الشَّمْس بِرِفْق وَلَا يُحَرك سَاعَة فان اجْتمع وَصَارَ كانه اللُّؤْلُؤ فَذكر وان انبسط فانثى وتعرف عدد مَا يكون: إِن كَانَت السُّرَّة االمتصلة بالمشيمة وَإِن كَانَ فِيهَا التعجير وَالْعقد فبقدر ذَلِك التعجير تَلد وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء لم تَلد بعد فان أسقطت وَلَدهَا فَرُبمَا بَطل هَذِه الدّلَالَة.

مسَائِل حنين: الْمَوْلُود لسبعة أشهر يكون لقُوَّة الْجَنِين يهتك الأغشية قبل الْوَقْت لإنه يصيبهم تغير عَظِيم وهم صغَار بعد. قَالَ: وَأكْثر المولودين لسبعة اشهر يَمُوت لانه يصيبهم تغير عَظِيم وتسوء حالتهم والاجنة فِي الثَّامِن يمرضون وتسوء حالتهم يدل على ذَلِك ان الْحَوَامِل اسوأحالا فِيهِ واثقل مِنْهُم فِي جَمِيع الشُّهُور وَحَال الْجَنِين فِيهِ تَابِعَة لحَال أمه وَلِهَذَا الْمَوْلُود فِيهِ لَا يعِيش وَتَمام هَذَا الْبَحْث فِي مسَائِل حنين فِي المولودين لثمانية أشهر وَالَّذِي يعرض للجنين فِي الثَّامِن انقلابه لانه)

يصير رَأسه إِلَى فَوق وَفِي الثَّامِن يَنْقَلِب فَيصير راسه إِلَى أَسْفَل إِن كَانَ كَذَلِك فالمولود لتسعة أشهر تكون حَاله على الضِّدّ من هَذَا وَقَول حنين فِي هَذَا الْمَعْنى إِن كَانَ جَنِينا قَوِيا هتك اغشيته فِي السَّابِع وَخرج وَإِذا كَانَ دو ذَلِك انْقَلب فِي الثَّامِن فَيصير راسه إِلَى أَسْفَل وَلم يبلغ من شدَّة اضطرابه أَن يخرج حِينَئِذٍ فانه يكون ضَعِيفا جدا لانه لم يَتَحَرَّك بِقُوَّة شَدِيدَة كَمَا أَن الَّذِي فِي السَّابِع لَكِن إِنَّمَا كَانَت حركته لانقلابه بالطبع فاذا انْقَلب كَانَ كالميت وَيحْتَاج إِلَى أَن يبْقى فِي هَذَا الْعَالم إِلَى قُوَّة فاذا اجْتمع عَلَيْهِ الْخُرُوج بعقب الانقلاب وضررالخروج لم يُمكن ان يعِيش وَإِن لم يخرج بَقِي فِي الرَّحِم إِلَى أَن يقوى قَلِيلا وتتراجع قوته فيعيش.

قَالَ: كل مَوْلُود لايخرج مرأسا فانه يصعب خُرُوجه وَتعرض من صعوبة الْخُرُوج اشكال مُخْتَلفَة وشرها الجنبية وَهَذِه الاشكال الرَّديئَة إِمَّا أَن تقتل الْجَنِين وَالأُم وان لم تقتل الْجَنِين وَالأُم تورم الْجَنِين بِشدَّة الْخُرُوج فيتورم خَارِجا وَيَمُوت فِي الْأَكْثَر إِلَّا أَن يسكن قبل ثَلَاثَة أَيَّام. قَالَ: واقوى المولودين واكثرهم تربية الَّذين يولدون لعشرة لانهم بعدوا من المرضى الَّذِي نالهم فِي الثَّامِن ولانهم أَيْضا قد عظموا فالعليل من هَؤُلَاءِ يبرأ.

على مَا رَأَيْت لِابْنِ ماسويه: الْحَبل يمْتَنع إِمَّا لسوء مزاج بِالرجلِ وَالْمَرْأَة إِمَّا فِي جملَة الْجِسْم وَالْمَرْأَة إِمَّا فِي جملَة الْجِسْم وَإِمَّا فِي اعضاء التناسل فابحث أَولا عَن حَال التَّدْبِير بالعلامات الَّتِي تخص

 

(3/180)

 

 

ثمَّ عَن حَال أَعْضَاء التناسل مِنْهَا وَيعرف ذَلِك من كمية الْمَنِيّ وَكَيْفِيَّة وَالْحيض فانه مَتى كَانَ أحداهما نزرا قَلِيلا أَو منتنا أَو شَدِيدا الرقة أَو الغلظ استدلت بذلك على سوء المزاج الَّذِي يولده وَقد يمْنَع الْحَبل أَن يقْضِي الرجل حَاجته وَلَا تقضيه الْمَرْأَة فان الْحَبل لَهما يلتئم أَن يلتقى فِي وَقت وَاحِد فَيَنْبَغِي أَن يعرف ذَلِك الرجل من عَيْني الْمَرْأَة واسترخائها وتقضى حَاجته ذَلِك الْوَقْت وَقد يمْتَنع لِكَثْرَة مَا سَالَ من الطمث وَيحْتَاج إِلَى اسخان وَمن دشنيذ فِي فَم الرَّحِم وَيكون قد تقدمه بَوْل الدَّم ووجع وَمن السّمن والهزال الشَّديد ويحتاجان إِلَى الضِّدّ.

جَوَامِع القوى الطبيعية: عَلامَة الْحَبل شدَّة انضمام الرَّحِم وتشمره الى فَوق ذكر الْحَوَامِل أَن فَم الرَّحِم يَتَقَلَّص إِلَى فَوق بِكَثْرَة التانيث يكون لغَلَبَة المنيين فاذا كَانَ مني الرجل اكثر كَانَ ذكرا وبالضد وَلذَلِك يَنْبَغِي ان يتوخى من يُرِيد توليد الذُّكُور أَن يكون شبقا غزير الْمَنِيّ وَالْمَرْأَة غير الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيديميا: العلامات الْمُنكرَة للحامل: أَن يَأْتِي الطمث دَائِما إِلَى ان يمْضِي شَهْرَان اَوْ ثَلَاثَة وان تشْتَهي من الْأَطْعِمَة شَيْئا بَعيدا مِمَّا يشتهيه الْحَوَامِل اَوْ لَا يَتَحَرَّك الْجَنِين أصلا)

فِي جَمِيع وَقت الْحمل وان يعرض وجع فِي الرَّحِم والنافض والحمى وضمور الثدي.

ابْن ماسويه للحامل الَّتِي ترى الدَّم: تقوى الرَّحِم بِمثل هَذَا: عدس مقشر قشر رمان عفص آس يَابِس يخبل ويضمد وَيقْعد فِي هَذَا المَاء وَلَا يكون فِيهِ طيب.

مسيح: تسْتَعْمل القوابل بخورات لمن لَا تحبل فِيهَا: زرنيخ أَحْمَر وَجوز السرو ويعجن بميعة سَائِلَة ويبخر فِي قمع ثَلَاثَة أَيَّام بعد الطُّهْر ثمَّ يُجَامع بعقب البخور أَو من ميعة سَائِلَة فِيهَا حب الْغَار يعجن بِعَسَل ويحبب ويبخر بدرهم مَرَّات ثَلَاثًا.

الْمسَائِل الطبيعية: المدمنون الشَّرَاب وَالسكر لَا ينجبون.

أبقراط من كتاب حَبل على حَبل: يَقع حَبل على حَبل بِالْمَرْأَةِ الَّتِي يفْسد فَم رَحمهَا نعما بعد الْحَبل وتريق مدا قَلِيلا فِي حبلها وَإِذا وَقع ذَلِك فانه إِن كَانَ الأول لم يتَصَوَّر عفن وَخرج من الرَّحِم وتهيج بهَا حمى ويتهبج الْوَجْه وأمراض رَدِيئَة إِلَى أَن تسْقط أَحدهمَا.

عَلَامَات موت الْجَنِين بالبطن: أَن تأمرها أَن تنام على أحد جنبيها فَيسْقط إِلَى أَسْفَل كالحجر وَيكون المراق حول السُّرَّة بَارِدًا فانه مَا دَامَ الْجَنِين حَيا كَانَ حَار أَيّمَا امْرَأَة نزفت قبل خُرُوج الْجَنِين عسر خُرُوجه وَخيف أَن يَمُوت إِذا أَكثر من مجامعة الحبلى هان عَلَيْهَا إِذا عسرت الْولادَة جدا ثمَّ خرج حَيا فَلَا تقطع سرته حَتَّى يَبُول أَو يعطس أَو يبكي وَإِن لم يَتَحَرَّك سَاعَة طَوِيلَة فانه لَا يعِيش.

يكون عين الْحَامِل غائرة عميقة وَفِي بَيَاض الْعين كمدة إِذا كَانَت الْمَرْأَة فِي حملهَا كالمستسقى استسقاء لحميا بَيْضَاء الْأذن وطرف الْأنف حَمْرَاء الشّفة فاما أَن تَلد مَيتا أَو يَمُوت فيعالج هَؤُلَاءِ بالفرزجات الطّيبَة الرَّائِحَة والأدوية

 

(3/181)

 

 

العطرية وَالشرَاب الريحاني والأغذية اللذيذة حَتَّى تحمر آذانهن وأنوفهن وَأي حَامِل أكثرت من الطين والفحم لصق ذَلِك بِرَأْس الْجَنِين والثدي الْأَعْظَم فِي ذَلِك الْجَانِب يكون الْجَنِين. الْجَوَارِي اللواتي لَا يطمئن من صغرهن لَا تجذب أرحامهن جذباً قَوِيا. الْمَرْأَة الْوَلُود إِذا صَارَت إِلَى ضد ذَلِك يَنْبَغِي أَن تفصد فِي السّنة مرَّتَيْنِ من يَديهَا ورجليها قد يمْتَنع الْحَبل لضيق فَم الرَّحِم فَاسْتعْمل ميلًا من أسرب قَلِيلا قَلِيلا وَيمْسَح بدواء ملين وتسقى شرابًا وَيكثر الْحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بِالسَّوِيَّةِ يشرب مِنْهُ على الرِّيق كل يَوْم ولتأكل كرنبا ويعين على الْحَبل الفرزجات الحارة وَالْجُلُوس فِي مياه حارة بعد تنقية الْجِسْم بالمسهل وَقد يمْتَنع الْحَبل من رُطُوبَة الرَّحِم وإملاسه وَيَنْبَغِي أَن تجفف بشياف حارة يسيل مِنْهَا)

الرطوبات وتجلس فِي مياه قابضة وتمنع من كَثْرَة الشَّحْم وَيَنْبَغِي أَن تهزل بأدوية ملطفة وَيمْنَع الإنجاب من أجل السكر وَمن الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق والأحمر القوى الصّرْف فانه يمْنَع مِنْهُ وينفع من ذَلِك ترك الِاغْتِسَال بِمَاء حَار.

الِاغْتِسَال بِمَاء بَارِد والأغذية السمينة القوية السريعة النضج الجيدة الْخَلْط وَمَا يُولد الذُّكُور أَن تُؤْتى من قبل الطُّهْر وتربط الخصية الْيُسْرَى وتولد الْإِنَاث بضد ذَلِك مَتى عرض للْمَرْأَة بعد ولادها وجع فاسقها مرقا الف ب متخذا من مَاء الشّعير وكراث وشحم عنز. د: احْتِمَال الانفحة مَعَ زبد بعد الطُّهْر يعين على الْحَبل وَقَالَ: بزر الأنجرة البرى إِذا شرب كَذَلِك بزر ساساليوس تسقى مِنْهُ الْمَوَاشِي الاناث ليكْثر النِّتَاج قَالَ: رب الحصرم يدبغ معد الْحَوَامِل وَيمْنَع الشَّهَوَات الردئية جيد للبطن.

ابْن ماسويه: شراب الرُّمَّان الْمَعْمُول بالحبق نَافِع للحوامل الشيلم مَتى تبخر مَعَ مر وَسَوِيق شعير أَو زعفران أَو كندر أعَان على الْحمل من أحب أَن يعلق امْرَأَة سَرِيعا فلتحمل الْمَرْأَة ليَالِي كَثِيرَة صموغا متوسطة للحرارة كالمقل وَمَا لم يُجَاوِزهُ فِي الْحر وَأما الْقَيْء الْعَارِض للحوامل فاطلب علاجه فِي بَاب الْقَيْء فهناك تَجدهُ إِن شَاءَ الله.

ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى اللَّاتِي يسقطن لأربعة أَو خَمْسَة: تسْقط من اجل رُطُوبَة فِي رَحمهَا وَأما الَّتِي فِي السَّابِع وَالثَّامِن فَمن الرّيح وعلاجه من الرّيح بدهن خروع مَعَ مَاء حلبة والرازيانج وَحب السكبينج والحرف الْأَبْيَض المقلو مَعَ الأبهل وبزر الكرفس وَالسكر الْعَتِيق والدحمرتا والشخزنايا والحقن والدخن والفرزجات الحادة الَّتِي تعْمل من نفط أسود وصعتر ودهن بِلِسَان ونانخة وتدخن بالشونيز والمقل والزوفا وعلك الأنباط وَنَحْوهَا وَمَا جرى مجْراهَا فِي نفي الرّيح وطردها.

وَإِذا ضعفت الْمَرْأَة لِكَثْرَة سيلان الدَّم فِي قوت الْولادَة فدبرها بِمَا يرد الْقُوَّة من تدبر الناقه واللاتي لاتجملن للشحم فافصلها واحقن بحقنة حارة مَرَّات فِيهَا شَحم الحنظل وزيت وملح وبورق وَحملهَا فرزجات من عسل وَمر ودهن سوسن.

أسليمن قَالَ: مر الْمَرْأَة وَالصَّوْم يَوْمًا فَإِذا أمست فلفها فِي ثِيَاب ودخنها بالإجانة والقمع ببخور مَا يكون ذَلِك فِي رَحمهَا وَقد توثقت من حُرُوف الاجانة لِئَلَّا يخرج الدُّخان الْبَتَّةَ فان

 

(3/182)

 

 

خرج الدُّخان فَمن فمها فَلَيْسَ بهَا حَبل أَو تاكل بِالْغَدَاةِ أكلا قَلِيلا وَلَا تَأْكُل بَقِيَّة يَوْمهَا ذَلِك ثمَّ حملهَا)

ثومة لَيْلهَا أجمع فان أُصِيبَت ريح الثوم فِي فمها فَلَيْسَتْ بعاقر.

لتفورش الفلسفى: النِّسَاء فِي هبوب الْجنُوب يلدن إِنَاثًا أَكثر وَقد جرب ذَلِك الرعاء لرطوبة الْهَوَاء وَفِي الشمَال الذكران وَسن الشَّبَاب للذكران أَكثر والمشايخ وَالصبيان للأناث أَكثر وَإِذا كَانَ رِبَاط الذّكر قَصِيرا حَتَّى انه يعقب الذّكر ويقوسه كَانَ أقل انجابا لِأَنَّهُ يمْنَع من بروز المنى الْيَهُودِيّ: منى السَّكْرَان لَا يعلق فِي أَكثر الْأَمر لِأَنَّهُ يرطب جدا وَقد رَأَيْت الَّذين ينتجون إِذا أَرَادوا أَن يكون نتاجهم فحولة شدّ من الْفَحْل خصيته الْيُسْرَى لينزل المأمن الْيُمْنَى وبالضد وَقَالَ: ويسقى علا أوقيتين بِمثلِهِ من مَاء مطر عِنْد النّوم إِذا أَرَادَت أَن تعلم هَل هِيَ حُبْلَى أم لَا وَيمْتَنع الْحَبل ... ... ... ... . . الف ب رعشة ففصدت الصَّافِن فسكن مَا بهَا لِأَن رعشتها كَانَت لِأَن الدَّم لم يخرج وَكَذَا ورمها وَإِنَّمَا كَانَ للوجع وَكَثْرَة الدَّم.

النُّفَسَاء رُبمَا عرض لَهَا حمى ووجع فِي الرَّحِم لورم يحدث إِمَّا لعسر الْولادَة أَو للاستفراغ يَنْبَغِي أَن تقعد فِي مَاء حَار وتسقى مَاء كشك الشّعير فانه يسكن وجعها وَيرد قوتها ويرطب بدنهَا وَجَمِيع الأغذية الْيَابِسَة لَهَا رَدِيئَة لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن ترطب لنزف دَمهَا ويسهل خُرُوجه فتنقى وَمَاء الشّعير كَذَلِك وَهُوَ مَعَ ذَلِك يلطف ويرق وَلذَلِك يعين على سرعَة التنقية ودرور الدَّم وَيجب أَن يكون غليظا لِأَنَّهُ أغذأ وَيفرق عَلَيْهَا فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فتستمريه استمراء كثيرا فان كَانَت الحبلى إِذا غمزت ثديها قطر اللَّبن فِي الْأَشْهر الأول فالجنين ضَعِيف وخاصة إِن قطر بِلَا عصر لِأَنَّهُ بدل على أَنه يجتذب غذَاء كثيراء وَإِن كَانَ الثدي مكتنزا فضل اكتناز فالجنين صَحِيح. ج فِي إبيذيميا: يظْهر فِي تشريح الْحَوَامِل فِي الْحَيَوَانَات أَن الذُّكُور فِي الْجَانِب الْأَيْمن على الْأَكْثَر وَأَن الدَّم الْجَارِي إِلَى الْأَيْمن من الرَّحِم بعد أَن تكون الْكُلية قد جذبت المائية الَّتِي فِيهَا فَأَما الْجَارِي إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر فَإِنَّهُ يَجِيئهُ وَلما تجذب الكلى مائيته بعد وَأما الْغُلَام حِين يدْرك تنتفخ بيضته الْيُمْنَى وتعظم قبل الْيُسْرَى فانه يُولد الذُّكُور أَكثر وبالضد.

من إكثار المنى قَالَ: لما سَأَلت نسْوَة لَا أحصيهم كَثْرَة ذكرن أَنَّهُنَّ لم يمسكن المنى لَكِن إِذا سَالَ مِنْهُنَّ لَا يشتملن وَلَيْسَ مَتى أمسكن اشتملن لَكِن مَتى أحسسن مَعَ الاشتمال كَانَ الرَّحِم يدب دنبيبا ويتقلص وَيجمع نَفسه إِلَيْهِ وَرُبمَا وجد الرجل مِنْهُنَّ ذَلِك مثل شَيْء يمتص الذّكر وَأكْثر مَا يكون ذَلِك عِنْد قرب عهد الْمَرْأَة بِالْحيضِ فَإِن ذَلِك الْوَقْت يتشبث الرَّحِم بالمنى أَكثر)

وَقد قَالَ أبقراط فِي كتاب الأجنة: إِن النِّسَاء يعلمن أَنَّهُنَّ إِذا حبلن لم يخرج منى الرجل بل يمسكنه روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: إِذا نَامَتْ الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع فَهِيَ أَحْرَى أَن تعلق.

 

(3/183)

 

 

الْفُصُول: إِن اضطررت لهيجان أخلاط رَدِيئَة أَن تسقى الْحَامِل دَوَاء مسهلا مُنْذُ يَأْتِي على الْجَنِين أَرْبَعَة أشهر إِلَى أَن يَأْتِي عَلَيْهِ سَبْعَة وَلَا تسق فِي هَذَا الْوَقْت إِلَّا من ضَرُورَة وَأما من قبل الثَّلَاثَة أشهر وَبعد السَّبْعَة فَلَا إِذا كَانَ غرضك حفظ الْجَنِين لِأَن الأجنة مثل الثَّمَرَة فِي اتصالها بِالشَّجَرَةِ فَكَمَا أَن اتِّصَال الثَّمَرَة بِالشَّجَرَةِ ضَعِيفَة الرِّبَاط أول ابتدائها.

وَأما فِي آخر أمرهَا فلعظمها تثقل فَتكون متهيئة فِي الْوَقْتَيْنِ جَمِيعًا للسقوط وكما تتوقى المسهل ج: لِأَن الْحمى المطبقة تحْتَاج إِلَى تَدْبِير مَتى دبرت بِهِ الْحَامِل هلك الف ب الطِّفْل لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء والطفل أَيْضا من نفس حرارة الْحمى على خطر وَإِن غذوتها فِي غير أَوْقَاتهَا اتقاء على الطِّفْل قَتلهَا وَإِن كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض كالتشنج والصرع لم تقو الْحَامِل عَلَيْهَا لِضعْفِهَا فَهَلَكت.

وَمَتى أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة حَامِل أم لَا فاسقها عِنْد النّوم مَاء الْعَسَل وَيكون قجد تعشت فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَمَتَى لحقها مغص فَهِيَ حَامِل وإلإ فَلَا يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا المَاء وَالْعَسَل نيّا غير مطبوخ ليولد رياحا والامتلاء من الطَّعَام مَعَ شرب هَذَا المَاء وَالْعَسَل النَّيِّ فِي قوت سُكُون الانسان يهيج الرِّيَاح وَالرحم إِن كَانَ ممتلئا زاحم الأمعاء وأورث من تِلْكَ الرّيح مغصا وَإِن لم يكن ممتلئا فان طرق الرّيح مَفْتُوحَة إِذا كَانَت المراة حُبْلَى بِذكر حسن لَوْنهَا وبأنثى يحول لَوْنهَا هَذَا بِالْإِضَافَة إِلَى اللَّوْن الَّذِي كَانَ لَهَا قبل حملهَا لِأَن الْأُنْثَى أبرد من الذّكر وَهَذَا على الْأَكْثَر لِأَنَّهُ مُمكن أَن تبالغ المراة فِي حسن التَّدْبِير فَيحسن لَوْنهَا هِيَ حَامِل وبالضد وَكَذَا الْحَال فِي كَثْرَة الحركات فان الذّكر أَكثر حَرَكَة من الْأُنْثَى وَأقوى.

الْحمرَة الْحَادِثَة فِي رحم الْحَبل من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن الورم يقتل الطِّفْل وَأما الفلغموني وَغَيره فَيجب أَن ينظر فِيهِ إِذا حملت وَهِي شَدِيدَة الهزال فَتسقط قبل أَن تسمن لِأَن غذَاء الطِّفْل يقل وينصرف إِلَى الزِّيَادَة فِي لحم الْأُم إِذا كَانَت الْمَرْأَة وبدنها معتدل وَتسقط فِي الثَّانِي وَالثَّالِث بِلَا سَبَب ظَاهر فقعر الرَّحِم مَمْلُوء رُطُوبَة مخاطئة لَا تقدر بسبها على ظبط الطِّفْل فينزلق وَيخرج وأعنى بِالسَّبَبِ الظَّاهِر حمى واستفراغ أَو ورم أَو وثبة أَو فزعة أَو عصبَة أَو إمْسَاك عَن الْغذَاء فَإِذا كَانَت المراة تسْقط من غير هَذِه الْأَسْبَاب وَنَحْوهَا فان أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَنْتَهِي إِلَى)

الرَّحِم وَتسَمى النقر الَّتِي تتَعَلَّق بهَا المشيمة مَمْلُوءَة رُطُوبَة مخاطئة وَإِن كَانَت الْمَرْأَة بِحَال خَارِجَة عَن الطَّبْع من شدَّة السّمن فان الثرب يزحم فَم الرَّحِم وَلَيْسَ تحبل إِلَّا بعد أَن تهزل.

الطِّفْل الذّكر: تولده فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِي الْأَكْثَر وَالْأُنْثَى فِي الْأَيْسَر لِأَن هَذَا الْجَانِب يسخن بمجاورة الكبد وَمنى الْأُنْثَى أَيْضا الْخَارِج من بيضتها الْيُمْنَى من بيضتي الْمَرْأَة اسخن وَهُوَ عِنْد الْقرن الْأَيْمن من قَرْني الرَّحِم وَإِلَيْهِ ينحدر وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الدَّم الجائي إِلَى

 

(3/184)

 

 

الْجَانِب الْأَيْمن يكون قد تصفى من المائية لِأَن الْكُلية الْيُمْنَى فَوق الجائي إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر من الرَّحِم لِأَن فَم الرَّحِم من الحبلى منضم وَهُوَ أعظم دَلِيل على الْحَبل والقوابل يدخلن أصابعهن فيعرفن ذَلِك وَقد يَنْضَم فَم الرَّحِم من أجل ورم إِلَّا أَن الَّذِي من ورم مَعَه صلابة وَلَيْسَت للَّذي انْضَمَّ من أجل الْحَبل صلابة.

إِذا أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة عَاقِر أم لَا تغطى ثِيَاب ويبخر تحتهَا فان امْتَلَأت منخراها فَلَيْسَتْ بعاقر يَنْبَغِي أَن تبخر بميعة وكندر مِمَّا رَائِحَته طيبَة فانه لَيْسَ يُمكن الف ب أَلا ينفذ الصَّدْر إِلَّا فِي الَّتِي رَحمهَا كثيف بَارِد وَلَا يصلح للحامل والتبخير يكون باجانة وقمع على أحكم مَا يكون لِئَلَّا يجْرِي غلظ إِذا كَانَت الْحَامِل يجْرِي طمثها وَهِي حَامِل على الْعَادة فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون طفلها صَحِيحا يُجيب أَن يكون ذَلِك كثيرا غزيرا فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن كَانَ مرّة أَو مرَّتَيْنِ دلّ على ضعف الطِّفْل. فَأَما إِذا كَانَ يجىء فِي أَوْقَات الطمث كُله وَلَو كمية صَالِحَة فَلَا يجوز أَن يكون الطِّفْل صَحِيحا.

لي: يجب أَن تستثنى من هَذَا إِلَّا أَن تكون الْمَرْأَة فِي الْغَايَة من الْقُوَّة وَكَثْرَة الدَّم إِذا لم يجر الطمث فِي أوقاته وَلم تحدث لَهَا قشعريرة وَلَا حمى لَكِن عرض لَهَا كرب وغثى وخبث نفس فقد علقت وَإِنَّمَا اسْتثْنى بقشعريرة وَحمى لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون احتباس الطمث لخلط رَدِيء فِي الْجِسْم فَإِذا كَانَ كَذَلِك عرض مَعَه اقشعرار وَحمى مَتى كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفا لم تحبل وَإِن كَانَ رطبا جدا لم تحبل لِأَن رطوبتها تغمر المنى وتجمده وتطفئه وَإِن كَانَت أخف مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَت حرارة محرقة لم تحبل لِأَن المنى يعْدم الْغذَاء فَيفْسد وَمَتى كَانَ مزاج الرَّحِم معتدلا كَانَت علوقا ولودا.

قَالَ ج: إِذا غلب على الرَّحِم سوء مزاج بَارِد كَانَت أَفْوَاه العرمق الَّتِي فِيهِ فِي غَايَة الضّيق وَكَانَت الْمَرْأَة عافرا لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تتصل بأفواه الْعُرُوق مشيمة وَلَو كَانَ ذَلِك لَا يُمكن أَن يتغذى)

الطِّفْل على مَا يَنْبَغِي لِأَن الطمث فِي هَذِه الْحَال اما أَلا يخرج الْبَتَّةَ أَو يكون نزرا قَلِيلا رَقِيقا مائيا وَمثل هَذَا الرَّحِم قد يبرد المنى أَيْضا برداءة مزاجه.

لي: قد أَتَى على الدَّلَائِل الَّتِي بهَا تعرف الرَّحِم الْبَارِد وَيعرف للمنى فِي الرَّحِم الرطب مَا يعرض للبزر فِي البطائح ويعرض فِيهِ فِي الرَّحِم الْيَابِس مَا يعرض لَهُ عِنْد عدم المَاء وَغَيره وعَلى هَذِه الْحَال فَافْهَم فَسَاد مزاج المنى.

قَالَ: مَتى كَانَ المنى أَو الرَّحِم مائلين إِلَى فَسَاد مزاج فاختر لذَلِك الرجل امْرَأَة رَحمهَا مائل إِلَى ضد ذَلِك الْفساد وَبِالْعَكْسِ فان الْحَال تصلح بذلك وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يفعل هَذَا بعد أَن تعلم أَن العقم لَيْسَ للسدد وَلَا لشىء غير فَسَاد المزاج فَقَط وَاسْتدلَّ على فَسَاد مزاج الرَّحِم أَو اعتداله من بَاب المزاج والتبخير بالادوية الَّتِي هِيَ الأفاوية كَاف فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَن الرَّحِم الْبَارِد الْيَابِس لَا ينفذ فِيهِ البخور حَتَّى يصل إِلَى الْفَم والمنخر لتكاثفه وَالرّطب ينفذ فِيهِ شىء

 

(3/185)

 

 

ضَعِيف لانه يغمر ذَلِك البخور ويضعفه وَأما الْحَار فانه يُغير كَيْفيَّة ذَلِك البخور إِلَى الرّيح وَهَذَا النَّوْع فَقَط يحْتَاج إِلَى أَن يضم إِلَيْهِ اسْتِدْلَال آخر لِأَن الدَّلِيل فِيهِ من بَاب البخور أَضْعَف ميلًا لرقته على أَن هَذَا المزاج قل مَا يعرض لبرودة النِّسَاء ورطوبتهن وَهَذَا المزاج إِنَّمَا يعرض للْمَرْأَة الأدماء الزباء القضيفة فضم هَذَا إِلَيْهِ وَإِذا حدث بالحامل زحير كَانَ سَببا لِأَن تسْقط لاتصال الرَّحِم بالمعى الْمُسْتَقيم وَشدَّة تَعب الْجِسْم بِكَثْرَة الف ب الْقيام وَشدَّة الوجع.

مَجْهُول: مَتى سقيت الْمَرْأَة بَوْل الْفِيل حمات إِذا جومعت وَمَتى احتملت مرَارَة ظَبْي ذكر وَنصف أُوقِيَّة من خصى الثَّعْلَب وأوقية من عسل خَالص حبلت.

من كتاب ابْن ماسويه: اللواتي يسقطن فِي الشَّهْر الاول وَالثَّانِي وَالثَّالِث يكون ذَلِك من أجل الرّيح واللواتي يسقطن فِي الشَّهْر الرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّادِس فَمن الرُّطُوبَة لِأَن الْجَنِين يثقل ويزلق وَالَّتِي تسْقط فِي السَّابِع وَالثَّامِن وَالتَّاسِع فَمن أجل الْبُرُودَة: فعالج الَّتِي تسْقط من الرّيح بدهن خروع مَعَ مَاء الحلبة والرازيانج وبزره وَأَصله وبحب السكبينج والحرمل والحرف المفلو مَعَ الابهل وبزر الكرفس وسكر الْعشْر والدحمرثا والشخزنايا والدخن والحقن والفرزجات الَّتِي عملت والصعتر ودهن البلسان والنانخة ودخنها بالشونيز والمقل وعلك الأنباط.

فِي الْأَرْحَام: النِّسَاء اللواتي لَا يحملن من الشَّحْم: اقْطَعْ عرقها ثمَّ حملهَا فرزجة من عسل ودهن سوسن والمر يَجْعَل فرزجة ويعالج بالحقنة الَّتِي يدخلهَا شَحم البط ثَلَاث مَرَّات.)

دَوَاء نَافِع من عسر الْولادَة: مر قنة جندبادستر جوشير مرَارَة بقر كبريت بالسواء يدق ويدخن بِهِ الْمَرْأَة بِمثل البندقة ثَلَاث مَرَّات وَمَتى عسرت الْولادَة وَلم يمت فِي الْبَطن فَأمرهَا بِأَن تتشمر وامرخها بالدهن الرازقي واسقها من مَاء الحلبة نصف رَطْل ودخنها بمسك وكهربا لتقوي نَفسهَا وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والروائح وَالْكَلَام وَمَتى لم تنق من الْولادَة فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وبرائحة حافر فرس فان هَذَا ينزل الْحيض وَيخرج المشيمة وَاحْذَرْ أَن تبقى المشيمة فَيصير ورما حارا فِي الرَّحِم وَإِن عسر فانفخ فِي أنفها دَوَاء معطسا.

دَوَاء يخرج المشيمة: مَاء رماد القوى يذر عَلَيْهِ خطمى ويعطس بالكندس فان مَاتَ الْجَنِين وَقد مضى للحبل أَرْبَعَة أَيَّام فالصبي يَمُوت فِي هَذِه فاجهد فِي خلاص الْمَرْأَة فَقَط بأدوية قَوِيَّة بِمَاء السذاب ودهن حلبة مطبوخة بِتَمْر فاذا سقط فدخنها بحرمل وخردل ومقل وَنَحْو ذَلِك لِئَلَّا يغلط الدَّم وَيفْسد فيورث أوراما.

مَا استخرج من كتب ج فِي أَمر الْحَبل: زعم قوم أَن القوابل ينظرن إِلَى الْمَرْأَة فان رأين رَأس ثديها منبسطا متغيرا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَهِيَ حُبْلَى وَكَذَا إِن كَانَت عَيناهَا غائرتين مسترخيتي الجفون حادتى النّظر صافيتي الحدقتين ممتلئة بَيَاض الْعَينَيْنِ غَلِيظَة فَهِيَ حُبْلَى وَمَتى كَانَ بطن الْمَرْأَة مستديرا ممتلئا صلبا وَكَانَت نقية اللَّوْن حكمن أَنه ذكر وان كَانَت الْمَرْأَة قد اعيت من الْوُقُوف فشالت رجلهَا الْيُمْنَى أَولا فَهِيَ حُبْلَى بِذكر وبالضد.

جربت أَنا هَذَا مَرَّات

 

(3/186)

 

 

فصح وَلَا آمن انها اتّفقت قَالَ: وَإِن كَانَ بطن الْمَرْأَة فِيهِ طول واسترخاء وَظهر فِي لَوْنهَا نمش وكلف حكمن أَنه أُنْثَى ولينظر إِلَى رَأس الثدي الف ب فان كَانَ إِلَى الْحمرَة فَذكر وَيُؤْخَذ لبن الْحَامِل بَين اصبعين فان كَانَ غليظا لزجا جدا فالحمل ذكر وبالضد ويقطر أَيْضا لَبنهَا على مرْآة حَدِيد وتوضع للشمس وضعا رَفِيقًا لِئَلَّا يَتَحَرَّك وَيتْرك سَاعَة فان اجْتمع وَصَارَ كَأَنَّهُ حَبَّة لُؤْلُؤ فَهُوَ ذكر وَإِن انبسط فأنثى ويعرفن مَا تَلد الْمَرْأَة بعد بكرها بِأَن تنظر إِلَى السُّرَّة الْمُتَّصِلَة بالمشيمة فان كَانَ فِيهَا تعجير وَعقد فبعدد ذَلِك العقد تَلد وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء لم تَلد بعد.

وَإِن سَقَطت بكرها فَرُبمَا بطلت هَذِه الدّلَالَة.

من مسَائِل أرسطاطاليس: السَّكْرَان فِي أَكثر الْأَمر لَا ينْتج.

روفس: السمينة لَا تكَاد تعلق فان علقت اسقطت أَو عسر ولادها.)

مَجْهُول: النُّطْفَة تفْسد لادمان الْجِمَاع والاعياء والتعب وإتيان الْجَوَارِي الَّتِي لم يبلغن والبهائم والاضراب عَن الْجِمَاع كثيرا وَترك الدسم وَأكله وَلُزُوم الحموضة والملوحة وَهَذَا وَشبهه يَجعله غير منجب والنطفة الرقيقة جدا والغليظة والمنتنة وَالَّتِي لَهَا لون غَرِيب وَالَّتِي يحس الإحليل بحرارتها إِذا خرجت كلهَا لَا تنجب والباردة اللَّمْس جدا والنطفة الصَّحِيحَة بَيْضَاء لزجة برّاقة يَقع عَلَيْهَا الذُّبَاب وينال مِنْهَا وريحها كريح الطّلع والياسمين فَهَذِهِ تنجب.

ميسوسن: الْمَرْأَة تسرع الْعلُوق من خَمْسَة عشر عَاما إِلَى أَرْبَعِينَ وَلَيْسَ رَحمهَا بمائل إِلَى إِحْدَى الكيفيات ميل افراط وَالَّتِي تحيض فِي وَقت حَيْضهَا المعتدلة الطَّعَام الفرحة النَّفس. وَإِن علقت الْمَرْأَة قبل اثْنَتَيْ عشرَة عَاما هَلَكت لصِغَر رَحمهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر وقلّ مَا تعلق فالمرأة الحديثة المعمولة الدَّائِم ذَلِك عَلَيْهَا إِذا كَانَ شَدِيدا لَا تعلق وَالَّتِي لَا تتحم دَائِما لَا تعلق.

أسْرع الْأَوْقَات: تعلق الْمَرْأَة فِيهِ فِي آخر حَيْضَتهَا وَإِذا كَانَ الْجِسْم معتدلا فِي الْغذَاء الْعلُوق بعقب الطُّهْر سريع لِأَن فَم الرَّحِم مَفْتُوح وَهُوَ حَار وعنقها خشن من قبل خُرُوج الدَّم مِنْهَا أَو إِلَى وَقت الطمث ومنتهاه غير مُوَافق للتعليق لِأَن الرَّحِم مَمْلُوء رُطُوبَة.

عَلَامَات الاشتمال: أَلا يكون من الْمَرْأَة عِنْد الْجِمَاع بَلل وَلَا يرطب فَم الرَّحِم يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل الْحَامِل فِي أول حملهَا السّكُون وتقل من الطَّعَام وتمشى قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ تلْزم الْجِمَاع وَلَا تبطيء فِيهِ وتأكل أَطْعِمَة سريعة النضج وَتَدَع كل مالح وحريف وَإِذا عرض للحامل شهوات رَدِيئَة فألزمها أغذية لَطِيفَة جَيِّدَة وَالْحمام وَالطَّعَام المز المقوي للمعدة وَيشْرب شرابًا مزا بِالْمَاءِ فَإِن لم تدبر بذلك عرض لَهَا استطلاق وشهوة قَليلَة للطعام.

إِذا قاءت الْحَامِل طعامها فاغمز رِجْلَيْهَا بعد أكلهَا وضع على معدتها ضمادا قَابِضا وَتمسك فِي فمها حبات رمان حامض.

مَتى كَانَت الْمَرْأَة حَامِلا بِذكر كَانَت حَمْرَاء اللَّوْن وبأنثى صفراء أَو

 

(3/187)

 

 

خضراء أَو يكون ثديها الْأَيْمن أكبر الف ب والأيسر أَصْغَر وَمَتى كَانَ التوءمين كَانَا بالسواء.

النِّسَاء اللواتي الْأدم هن كَثِيرَة الزب الواسعات الْعُرُوق يرين الدَّم فِي الْحَبل ويحبلن حبلا على حَبل إِن جامعهن الرِّجَال كثيرا.

إِذا أصَاب الحبلى وجع شَدِيد فأجلسها على كرْسِي فاذا انْشَقَّ الصفاق الممتليء بولا فلتتزحر حَتَّى يخرج الْجَنِين. الرقيقة الخصر والضيقة الْفرج والحدثة الَّتِي لَا تَلد والمهزولة على خطر عِنْد)

الْولادَة. الْبرد وَالْحر الشديدان تعسر مَعَهُمَا الْولادَة فَأَما الْبرد فَلِأَنَّهُ يجمده وَأما الْحر فَلِأَنَّهُ يرخيه وَمَتى اغتمت الْمَرْأَة بِخَبَر سمعته عسر ولادها.

الَّتِي ترى يبسا شَدِيدا أَو الَّتِي تَنْشَق المشيمة ويسيل الرُّطُوبَة قبل وَقت الْولادَة بِوَقْت كَبِير حَتَّى تكون فِي وَقت الولاد يَابسا ادهن فَم الرَّحِم بشمع أَبيض وبنفسج أَو بَيَاض الْبيض وشحم الاوز وَمَاء حلبة واللعابات.

إِذا كَانَت المشيمة صلبة لَا تَنْشَق فلتدخل حَدِيدَة لَطِيفَة وتنشق حَتَّى تسيل الرُّطُوبَة.

إِذا كَانَ الْجَنِين عَظِيما وَعلم أَنه لَا يخرج فليعلق بصنانير وَيقطع أربا أربا حَتَّى يخرج الْجَنِين الْمَيِّت.

لى: يجب أَن يخرج قبل أَن ينتفخ كَمَا وَصفنَا آنِفا إِذا كَانَ رَأس الْجَنِين عَظِيما وأخرجت قَصْعَة بالصنانير وَإِذا كَانَ عُنُقه مائلا سوى بِالْيَدِ فان لم يُمكن فليقطع إِذا مددت يَد الْجَنِين فَردهَا فان اسْتَوَت وَإِلَّا هز الْمَرْأَة هزا شَدِيدا فان اسْتَوَت وَإِلَّا فاقطعها. هز الْمَرْأَة يكون على أَن تنام الْمَرْأَة على سَرِير خَفِيف نوما مَنْصُوبًا نَحْو رَأسه ويهز السرير من نَاحيَة رِجْلَيْهَا هزا شَدِيدا وَقد شدت عَلَيْهِ لِئَلَّا تسْقط. اجهد أبدا فِي الأشكال المضطربة أَن تجْعَل رَأس الْجَنِين أَسْفَل فِي مَوَاضِع الْعسرَة الرَّديئَة الَّتِي يخَاف إِن حدرت أَن تَنْقَطِع أثقب الْعُضْو وَشد فِيهِ حَاشِيَة ثوب وثيق ثمَّ مده.

الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الشَّحْم يعسر ولادها من أجل ضغط الشَّحْم للرحم فأجلسها على ركبتيها ويطاطيء رَأسهَا حَتَّى يرْتَفع الْبَطن عَن مَوضِع الرَّحِم فَيخرج الْجَنِين وَكَذَلِكَ فافعل إِذا كَانَ فِي الْبَطن ورم وجساء يضْبط الرَّحِم.

الْمَرْأَة الْعَجُوز عسرة الْولادَة لضعف قوتها وَيَنْبَغِي أَن تعان لِأَن تمد الْجَنِين باليدين.

عسر الْولادَة قد تكون من امتلاء المثانة أَو من امتلاء المبعر فان تيقنت ذَلِك فاحقن واجلس فِي المَاء الْحَار حَتَّى يخرج النجو وَالْبَوْل وَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم قرح وعسرت لذَلِك الْولادَة فكمدها وَاجعَل فِي الرَّحِم زيتا وشحما. وَمَتى عسرت الْولادَة من اليبس فَعَلَيْك بِالْمَاءِ العذب الْحَار الْجَنِين إِن تورم حيلته أَن تشكله بالشكل الطبيعي فان لم يتهيأ علقه بالصنانير المتخذة لهَذَا الشَّأْن وقطعه وَأخرجه بعهده جملَة.

 

(3/188)

 

 

أَمر الْجَنِين الْعسر: إِذا تعسرت الْولادَة من أجل ضعف الْقُوَّة فَعَلَيْك بالبيض الف ب)

الرعّاد وَالْخمر وَالْمَاء الطّيب وَالْخبْز والسميذ قَلِيلا. مَتى تعسرت الْولادَة من أجل تخم فلتسق مَاء كمون بسذاب وَإِذا عسرت الْولادَة من برد الرَّحِم فادلكه بِزَيْت مسخن.

إِذا عسرت الْولادَة من أجل الْحر والاسترخاء تروح فِي بَيت ريح ويرش عَلَيْهَا مَا دَامَت تستلذ ذَلِك عِنْد قطع الْجَنِين يَنْبَغِي أَن يفتح الْفرج باللولب فينفتح فَم الرَّحِم.

فِي إِخْرَاج المشيمة: مرها بِفَتْح شدقيها وتكثر إِدْخَال الرّيح فِي جوفها وعطسها فان لم يخرج فَأدْخل يدك وجرها قَلِيلا قَلِيلا فان لم يخرج بالرفق فاياك والعنف وَلَكِن علق على الْموضع بحاشية ثوب أَو صنارة بخيط وَشد إِلَى فَخذ الْمَرْأَة ثمَّ احقن الرَّحِم بمرهم باسليقون فانه يعبن المشيمة وَيسْقط واسقها أَشْيَاء تخرج المشيمة. ذروق البازى إِذا أديف بطلاء وشربته العاقر حملت وَولدت.

أطهورسفس: ذرق البط مَتى طلى على الذّكر بدهن ورد وجومعت الْمَرْأَة على الْقَفَا ثمَّ ضممت رِجْلَيْهَا وَأَمْسَكت نَفسهَا كَذَلِك سَاعَة حَتَّى تقبل المنى حبلت من ساعتها أَو شربت إنفحة الأرنب الذّكر بشراب حملت بِذكر وَإِن أُنْثَى فبأنثى. قَالَ: وَأي امْرَأَة شربت مرَارَة دب أُنْثَى حملت بأنثى وَمَتى شربت مرَارَة دب ذكر قدر باقلاه بعد أَن يرْتَفع طمثها ولدت ذكرا.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا أحست الْمَرْأَة بثقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب يقشعر لَهُ الْجِسْم وقلق وغثيان وشهوة للأطعمة الغريبة فَتقدم إِلَى الْقَابِلَة بِأَن تلتمس عنق الرَّحِم فان كَانَ مُنْضَمًّا بِلَا صلابة فانه يدل على الْحَبل.

وَقَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة تسْقط لشهرين وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة فَاعْلَم أَن فِي أَفْوَاه عروق رَحمهَا رُطُوبَة بلغمية وَمن أجل هَذِه الرُّطُوبَة يكون اتِّصَال المشيمة بأفواه هَذِه الْعُرُوق ضَعِيفا فَلَا تحْتَمل ثقل الْجَنِين بل يتَخَلَّص وَيَنْقَطِع بسهولة.

أوريباسيوس: أَكثر مَا يعرض للحوامل اجْتِمَاع الفضول فِي أبدانهن وَأَكْثَره الْقَيْء والبزاق ووجع الرَّأْس والمعدة والامتناع من الطَّعَام وَيصْلح ذَلِك بِالْمَشْيِ المعتدل والأطعمة غير الحلوة وَالشرَاب الريحاني الْعَتِيق باعتدال وبطبيخ برسيان دَارا وَيشْرب مَاؤُهُ وَكَذَا يشرب طبيخ شبث بشراب قبل الطَّعَام وَبعده وتضمد فَم الْمعدة بزهر الْكَرم والجلنار ويسكن مَا يجدن فِي الْمعدة بِمَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة والنشا وَمَا يتَّخذ مِنْهُ مُوَافق للواتي يشتهين أكل الطَّعَام ويسمنهن الطَّعَام وَالْمَشْي والرياضة وَلَيْسَت توافقهن الْحَرَكَة القوية وَأكل الْأَطْعِمَة الحريفة أَحْيَانًا وخاصة بالخردل صَالح)

وتضمد أقدامهن إِذا عرض فِيهَا الورم بورق الكرنب أَو قيموليا أَو نَبِيذ بخل أَو يطْبخ الأترج بِمَاء وتغسل بِهِ الْقدَم.

 

(3/189)

 

 

بولس: أَكثر مَا تعرض للحوامل كَثْرَة الفضول وتقلب النَّفس الف ب وخفقان الْقلب وَبطلَان الشَّهْوَة ويزيل هَذَا الْمَشْي والأطعمة الَّتِي لَيست حلوة وَالْخُمُور الصرفة الَّتِي لَيست حَدِيثَة بل العتيقة الريحانية فان العتيقة خَاصَّة توافقهن وتقلل السذاب من كل مشروب فان هَذِه كلهَا نافعة من كَثْرَة الفضول وَمن تَوَاتر الْقَيْء وَمن الْأَدْوِيَة عصى الرَّاعِي إِذا طبخ بِمَاء وَشرب طبيخه والشبث أَيْضا على هَذَا الْمِثَال واسقهن أَيْضا من الراوند الصيني شَيْئا قبل الطَّعَام وَبعده وضمدهم من خَارج بورق الْكَرم والجلنار والكرفس الرُّومِي وبزر الرازيانج مُفْردَة ومجموعة مَعَ قسب وخمر عتيقة ويضمد بِهِ رَأس الْمعدة وَأما الخفقان فيخففه تجرع المَاء الْحَار وَالْمَشْي الدَّقِيق وتدثير مَا دون الشراثيف بصوف لين. وَإِنَّمَا تعرض للحوامل فِي الشَّهْر الثَّالِث وَنَحْوه الشَّهَوَات الرَّديئَة لِأَن الفضول قد كثرت باحتباسها وَلَيْسَ يحْتَاج الْجَنِين لصغره إِلَيْهَا فتحتبس كلهَا فِي الْمعدة والتناول من الْأَشْيَاء إِذا كَانَت حريفة فِي بعض الْأَوْقَات وخاصة الْخَرْدَل هُوَ نَافِع للحوامل فِي رد شهواتهن من بطلت شهوتها وَأما الترهل الْعَارِض فِي أقدامهن فاطلبه فِي بَاب الأورام.

من كتاب مَجْهُول: يحفظ الْجَنِين بالزرنباد والدرونج ودواء الْمسك والحقن المسخنة الَّتِي فِيهَا صعتر وبابونج وحلبة وشبث ونانخة ودهن الرازقي وَقَالَ: إِذا حَاضَت النُّفَسَاء فأدف الدَّقِيق بخل وأطله بَين جنبيها فانها تفيق ويسكن مَا بهَا من ساعتها.

أبقراط فِي كتاب الْجَنِين: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض إِلَّا فِي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا يكون من شكل من تَلد الذُّكُور وَالَّتِي تحيض فِي اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين يَوْمًا تَلد الاناث.

لى: كلما كَانَت أسْرع حيضا دلّ على أَن طبعها أسخن وَيدل على أَن من كَانَت كَذَلِك أولى بتوليد الذُّكُور.

الطَّبَرِيّ: لَا يَنْبَغِي إِذا ثقلت الْحَامِل أَن تكْثر الِاغْتِسَال فانها تسخن الْجَنِين.

ابْن سرابيون فرزجة عَجِيبَة للَّتِي لَا تحمل: زعفران حَماما سنبل إكليل الْملك من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف ساذج قردمانا أُوقِيَّة أُوقِيَّة شَحم الاوز وصفرة الْبيض أوقيتان دهن ناردين نصف أُوقِيَّة تحْتَمل بصوفة آسمانجونية بعد الطُّهْر والاغتسال ثَلَاثَة أَيَّام يحذر كل يَوْم ثمَّ يدنو)

إِلَيْهَا وينفع لذَلِك شرب نشارة العاج فانه يفعل ذَلِك بِخَاصَّة وتحتمل إنفحة أرنب وبعره وَمِمَّا يعين على ذَلِك جدا الفرازيج المسخنة الطّيبَة الرّيح يحْتَمل وينام عَلَيْهَا كُله ويجامع شهرا.

فرزجة: مر أَرْبَعَة دَرَاهِم إيرسا بعر الأرنب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ تهَيَّأ فرزجة وتحتمل ويغير وَمن كَانَت يزلق مِنْهَا المنى وَيخرج عَنْهَا سَرِيعا اتخذ لَهَا فرزجة من المسخنة والقابضة وَأكْثر القابضة الطّيبَة لتجذب وتقوى على الْإِمْسَاك وَحملهَا أَيَّامًا الف ب مثل السنبل والزعفران والشبث والسك والمسك وَنَحْو ذَلِك وَالدَّار شيشعان عَجِيب لَهُ وَجوز السرو وَمر وميعة سَائِلَة وَحب الْغَار وبازرد اعجنها بشراب وَهَذِه تستعملها القوابل وَمن لَا تحْتَمل من الشَّحْم فافصدهن وأسهلهن وحملهن عسلا مصفى وسكنجبينا ومقلا ودهن سوسن وَمَرا فِي صوفة آسمانجونية واحقن قبلهَا بشحم

 

(3/190)

 

 

حنظل مطبوخ فانه يخرج مِنْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة وَحملهَا صمغ كنكر فانه يخرج من رَحمهَا رُطُوبَة كَثِيرَة بِقُوَّة وتنقية. حقنة جَيِّدَة: الَّتِي فِي رَحمهَا رُطُوبَة كَثِيرَة وَتسقط لذَلِك وعلامته أَن ترى بعد الْجِمَاع بللا كثيرا جدا: قشور كندر وَسعد مرصوص جُزْء جُزْء مر نصف جُزْء يطْبخ بِسِتَّة أَمْثَاله مَاء حَتَّى يبْقى ربع المَاء يصفى ويحقن باربع أَوَاقٍ فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ويحملن أَشْيَاء قابضة.

قَالَ: يسْقط النِّسَاء فِي الشَّهْر الأول وَالثَّانِي من الرِّيَاح وَمن الرَّابِع إِلَى التَّاسِع من الرُّطُوبَة لِأَن الْجَنِين حِينَئِذٍ ثقيل فَأَما الْأَشْهر الْأَوَاخِر فَأَما لطفرة أَو وثبة وَنَحْوهمَا تعالج الرِّيَاح بدهن خروع ودحمرتا وشخزنايا وجندبادستر وزرنباد ودرونج ونانخة وصعتر ودهن بِلِسَان ويدخن بالشونيز والمقل وَنَحْوهمَا وَمَتى كَانَت من رُطُوبَة فَخذ حَنْظَلَة طرية فقورها واملأها دهن سوسن عَلَيْهَا رَأسهَا وطينها واشوها على جمر حَتَّى تغلى غليتين واحقن بِهِ الرَّحِم وَهُوَ فاتر فانه ينفع الرَّحِم الْبَارِد وَيخرج مِنْهُ رطوبات أَو خُذ ترياقا كترياق الْأَرْبَعَة أَو ترياق عزره أَو ترياق ميسوسن ودهن بِلِسَان وجندبادستر ودرونجا وزفتا رطبا فحملها.

يسْتَدلّ على أَنَّهَا حَامِل أَنه لَا تشْتَهى الْجِمَاع وان فَم رَحمهَا يَنْضَم من غير ورم وَأَنَّهَا لَا تكون تُرِيدُ بعد الْجِمَاع لَكِن تَجِد نَفسهَا جافة ناشفة وانها أحست وَقت الْجِمَاع شبه عَسى مَاء قَلِيل ويوجعها قَلِيلا بَين السُّرَّة والقبل وق اخضر ثدياها وتنتفخ وَتعلق أَكثر من مقدارها قَدِيما ويصفر بَيَاض عينيها ويكدر ويكمد لَوْنهَا ويتنمش وتشتاق إِلَى الحموضة والأغذية الرَّديئَة وَهَذَا يكون فِي الشَّهْر الرَّابِع وأبقراط جعل علامته بِمَاء الْعَسَل قَالَ: يجب أَن تداف الْعَسَل بِمَاء فاتر وَلَا)

يغلى لِئَلَّا تذْهب نفخته وَلَا تتحرك عِنْد أَخذه وَتَكون ممتلئة من الْغذَاء فانه إِن كَانَت حَامِلا لم تستطع الرِّيَاح تنبعث إِلَى المعي الْمُسْتَقيم لامتلاء الرَّحِم لِأَنَّهُ قد ضغط المعي فيدور فِي الأمعاء فيهيج المغص.

واصلح مَا يسْتَعْمل الحبالى من الرياضة المعتدلة وإسهال الطبيعة بأغذية باعتدال وَالْخبْز النقي وَلُحُوم الطير والاسفيذباجات القليلة الدسم والشحم وَالشرَاب الْعَتِيق الرياحاني وَالزَّبِيب وَالرُّمَّان والسفرجل والكمثرى والقوابض والتفاح وتستعمل مَكَان الطين الحمص المقلو وَالْحِنْطَة المقلوة وتقل مِنْهُ وَتجْعَل على الْمعدة أضمدة قَوِيَّة طيبَة ألف ب الرّيح مثل اضمدة الكبد وتستعمل جوارش اللؤاؤ فانه جيد للحوامل وأوجاع الرَّحِم والرياح صفته: لُؤْلُؤ غير مثقوب عَاقِر قرحا دِرْهَم دِرْهَم زنجبيل مصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنباد درونج بزر الكرفس شيطرج قاقلة جوزبوا بسباسة قرفة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بهمن أَبيض وبهمن أَحْمَر وَدَار فلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دارصيني خمس سكر سليماني مثل الْجَمِيع الشربة بعد السحق ملعقة أَو

 

(3/191)

 

 

اثْنَتَانِ بشراب ممزوج ولتستعمل لمن كَانَت ضَعِيفَة الكبد والمعدة جوارش السفرجل.

دَوَاء يمْنَع الاسقاط الْبَتَّةَ: زرنباد درونج جندبادستر مسك حلتيث هيل بوا عفص طباشير دِرْهَم دِرْهَم زنجبيل عشرَة سكر عشرُون يجمع بِعَسَل الشربة مِثْقَال كل يَوْم بِمَاء بَارِد وَيصْلح الدحمرثا ودواء الْمسك.

لي: فَأَما الترهل الْحَادِث فِي أرحامهن فَفِي بَاب الأورام الرخوة إِذا حدث بالنفساء إسهال فانها تَمُوت بِالَّتِي تسْقط.

من مَنَافِع الْأَعْضَاء: مَتى امْتَلَأت الثديان سَرِيعا قبل الْوَقْت الْوَاجِب دلّ على أَن الْجَنِين ضَعِيف وَمَتى تكمش الثدى ودق ونهك فالمواد الَّتِي مِنْهَا غذَاء الْجَنِين فِي الرَّحِم قَليلَة وَإِذا كَانَت الْبَيْضَة الْيُمْنَى من الصَّبِي تنتفخ قبل الْيُسْرَى قبل الادراك فانه يُولد الذُّكُور.

الْهِنْدِيّ: الذُّكُور تكون من كَثْرَة منى الرجل وَالْأُنْثَى من كَثْرَة منى الْمَرْأَة فان جومعت يَوْم غسلهَا حملت غُلَاما وَفِي الْخَامِس جَارِيَة وَفِي السَّادِس غُلَاما وَفِي السَّابِع جَارِيَة وَفِي الثَّامِن غُلَاما وَفِي التَّاسِع جَارِيَة وَفِي الْعَاشِر غُلَاما وَفِي الْحَادِي عشر بخنثى. قَالَ وعلامات الْحَبل أَلا يسيل المنى ويختلج الرَّحِم وتكسل وتنام وتقشعر قَلِيلا ثمَّ يضعف الصَّوْت وتغور الْعين وَتَقَع أشفار الْعين بعضه على بعض وَتسود الشّفة وحلة الثدي.)

بختيشوع علاج للحبلى يدر طمثها قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم طهرهَا اطبخ خمسين درهما من كماة باربعة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث فاغسل بِهِ الْفرج بِالْغَدَاةِ وَنصف النَّهَار وبالعشي وَتَأْخُذ من طرف الْمَوْلُود قد انقع فِي دهن زنبق كَقدْر ورق الياسمين فتحتمله وتجامع وَهِي مُحْتَملَة لَهُ فان كَانَ سزت غُلَام ولدت غُلَاما وَإِن كَانَت جَارِيَة فجارية والغيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله.

 

(3/192)

 

 

(مَا يسهل الْولادَة) (ويطرح الْجَنِين والمشيمة وَيمْنَع من الْحَبل وتدبير النُّفَسَاء والقوابل وعلامة عسر) (الْولادَة وسهولتها والإسقاط وَالْعلَّة الَّتِي تسمى بالرجاء وَهِي الْحمل الْكَاذِب) (وَالْعلَّة الَّتِي تعرض من شدَّة الطلق) الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: العطاس يسهل عسر الْولادَة ويطرح المشيمة.

من السمُوم لج: الكردمانة بِمَاء حَار مَتى الف ب شربت مِنْهُ الحبلى زنة دانقين أَلْقَت وَلَدهَا من سَاعَته وأذاها بالحكة وَهِي شيبَة الْخَرْدَل فِي توليد الحكة والجرب.

وَمن كتاب المنى: امْرَأَة علقت أمرهَا أبقراط أَن تثب وثبات وَتَكون الوثبات إِلَى خلف إِلَى نَاحيَة إليتها وتطفر طفرات فَسقط مِنْهَا المنى مثل بَيْضَة فِي غرقئها.

الثَّانِيَة من ابيذيميا: الْولادَة فِي الْأَوْقَات والبلدان الْبَارِدَة أعْسر والاسقاط أَكثر وَكَذَلِكَ موت الحبالى من الْولادَة تَحْويل تَدْبِير الْحَامِل فِي قوت الولاد وتدبير النُّفَسَاء إِلَى هَاهُنَا.

الأولى من الْفُصُول: مِمَّا يسهل الْولادَة لين الْجِسْم ورخاوته وَذَلِكَ يكون بالطبع فِي الْبِلَاد الحارة لي: فليتمثل ذَلِك بالعلاج بالآبزن والمرخ وَالْحمام وَنَحْوهَا قَالَ: يبلغ عسر الْولادَة فِي التقلب وَالْحَال الْبَارِد والجسم الصلب المتكاثف أَن يعرض مِنْهُ انْقِطَاع الْعُرُوق فِي الصَّدْر وَالرحم فَيعرض مِنْهُ السل والنزف وَانْقِطَاع الأعصاب والعضل لشدَّة الامتداد وَقلة المواتات فَيعرض الكزاز وَرُبمَا بلغ الْأَمر إِذا كَانَ الْجِسْم قوى التكاثف إِلَى أَن ينشق مراق الْبَطن.

لي: فَلذَلِك يجب التمريخ وَالْمَاء الْحَار والتقدم فِي ذَلِك قبل الْولادَة بأيام لتلين جملَة الْجِسْم وَأَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط من الْحَرَارَة والجسم أبدا عرقا وَيدخل الْحمام وَيجْلس فِي الآبزن ويمرخ وتدلك دلكا رَفِيقًا المراق والخواصر وَالظّهْر والصدر مَرَّات وَاجعَل الأغذية كلهَا مسخنة ملينة وَالشرَاب فان هَذَا التَّدْبِير يخلص الصلبة الْجِسْم وَيجْعَل الرخوة لَا تشعر بِالْولادَةِ.)

أهرن بخور يخرج الْوَلَد الْمَيِّت من الْبَطن وينقى الْمَرْأَة: مر وبازرد وكبريت

 

(3/193)

 

 

وجوشير فتعجن بمرار الْبَقر وَيجْعَل مِنْهُ مثل العفص وتبخر الْمَرْأَة بِهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا كل مرّة عفصة فانه قوى وَقد يسقى من هَذِه الصموغ أعنى المر والقنة دِرْهَم بطبيخ الكرفس فان عسرت الْولادَة وَلم يمت الصَّبِي فِي الْبَطن فَأمر الْمَرْأَة تتحشى وتتمرخ بالرازقي واسقها سكرجتين من مَاء الْحبَّة مطبوخة مَعَ سكرجة من الطلاء الْمَطْبُوخ دخنها بِشَيْء من سك وَقطعَة كهربا وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر وقوّ قَلبهَا بالْكلَام.

لي: يعْطى هَذِه الاحساء الَّتِي تُعْطِي عِنْد الغشى وَهِي المتخذة من مَاء اللَّحْم والابازير والسنبل وَنَحْوهَا فان لم تنق الْمَرْأَة بعد الْولادَة أعنى مَا تردها على مَا يجب أَو بقيت المشيمة وأمرها لنقاء المشيمة بالقيء وَيحْتَاج إِلَى أَن ينظر فِي ذَلِك.

لي: قَرَأت فِي غير كتاب: أَن الْجِمَاع للحبلى يسهل ولادها وَذَلِكَ قريب من أجل أَن الْجِمَاع يُحَرك دم الطمث جدا وينزله وَأَخْبرنِي صديق لي أَنه جَامع حُبْلَى قد حَان ولادها فضربها الطلق سَاعَة فرغ وَولدت بعد بسهولة.

كتاب الْجَنِين الف ب لأبقراط قَالَ قولا أوجب فِيهِ أَن الْحمام مَتى أطيل فِيهِ الْمقَام أسقط الْجَنِين وَمَتى اسْتعْمل فِي قوت الْولادَة عجل خُرُوجه لِأَنَّهُ يغم الْجَنِين جدا لِأَن الْجَنِين ينْتَفع بالهواء الْبَارِد بتنشقه مِنْهُ ويضره الْهَوَاء الْحَار وَكَانَت امْرَأَة حبلت فَأمرهَا أَن تطفر طفرا شَدِيدا سَرِيعا متواليا ثمَّ تقع على العصعص فَلَمَّا وَثَبت كَمَا أمرهَا سقط مِنْهَا المنى.

قَالَ: والوالدة للذّكر تطهر أَكثر شَيْء فِي حجر يَوْمًا وَإِذا لم تطل فَمن عشْرين يَوْمًا إِلَى خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا والوالدة للْأُنْثَى تطهر أَيْضا فِي أَبْطَا شَيْء فِي ح عو يَوْمًا فان لم تحتبس فالى خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا.

قَالَ: وَإِذا ولدت الْمَرْأَة ذكرا وطهرت قبل ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلَيْسَ ثديها بِصَحِيح فَأَما الْأُنْثَى فان قَالَ: إِذا ولدت المراة وَلم تستنق وتطمث بعد ذَلِك هَلَكت. قَالَ: يَنْبَغِي للنِّسَاء أَن يتعالجن بعد النّفاس بِمَا ينقى لِأَنَّهُنَّ مَتى لم ينقين مرضن وهلكن.

قَالَ: وَينزل مِنْهُنَّ كل يَوْم من الدَّم قدر تسع أَوَاقٍ هَذِه الايام حَتَّى ينقين وَيخرج الدَّم كُله قَالَ: وَخُرُوج الْجَنِين مرتجلا مهلك وَخُرُوج رَأسه أَولا هُوَ الطبيعي وَإِنَّمَا يخرج مرتجلا من أجل سُكُون الْأَمر فِي أَوَان الْمَحِيض.)

لي: رَأَيْت الاسقاط وكل جَنِين يخرج من قبل الثَّامِن يخرج مرتجلا وَذَلِكَ على أَن الْجَنِين يَنْقَلِب فِي الثَّامِن فَيصير رَأسه أَسْفَل.

وَيصدق قَول أبقراط فِي ذَلِك قَالَ: وَالرَّأْس أثقل الْأَعْضَاء فَلذَلِك يسفل بالطبع فَإِذا خرج الرَّأْس أَولا سهل خُرُوج مَا بعده وَإِذا خرجت الرجل أَو الْيَد خَاصَّة كَانَ مهْلكا للْوَلَد وَالأُم وَأكْثر ذَلِك يكون من كَثْرَة تقلب الْمَرْأَة فِي ذَلِك الْوَقْت والاكثار من الْقيام وَالْقعُود

 

(3/194)

 

 

والاضطجاع.

قَالَ: وَلَا يدر الطنمث وَيخرج حَتَّى تخرج المشيمة قَالَ: وَلَا يكون بَين التوأمين أَيَّامًا كَثِيرَة لأَنهم يكونَانِ من جماع وَاحِد لِأَن الرَّحِم إِذا انضمت على المنى انغلقت لم يدخلهَا منى آخر.

الرَّابِعَة من الثَّامِنَة من ابيذيما قَالَ: امْرَأَة نفسَاء لم يجئها دَمهَا على مَا يَنْبَغِي فهاجت أوجاع شَدِيدَة ففصدت الصَّافِن فسكن مَا بهَا سَرِيعا وَكَانَ ولاد هَذِه الْمَرْأَة عسيرا فورم فرجهَا لشدَّة الوجع ورما حارا وفصدت وفقد حصل فِي الرَّحِم دم كثير لم يخرج مِنْهُ بالنفاس فسكن الفصد جَمِيع أوجاعها قَالَ: وفصد مأبض الرّكْبَة أقوى فِي ذَلِك وأسرع فعلا.

لي: اعْتمد فِي إِخْرَاج الْوَلَد على الْأَدْوِيَة النخرجة للديدان يسقى ويحقن ويطلى بهَا الْبَطن.

مِثَال: يُؤْخَذ من الافسنتين النبطي وعصارة السذاب وعصارة الحنظل الرطب أَو طبيخ الْيَابِس يطْبخ حَتَّى يغلط وتطلى بِهِ الْعَانَة إِلَى السُّرَّة وتغوص فِيهِ صوفة وتحتمل.

بولس: عسر الْولادَة يكون إِمَّا من أجل الوالدة أَو من أجل الْمَوْلُود أَو من أجل المشيمة أَو من أجل الْأَشْيَاء الَّتِي من خَارج أما من أجل الوالدة فَأن تكون سَمِينَة أَو صَغِيرَة الرَّحِم أَو لم تَلد قطّ الف ب أَو لِأَنَّهَا حارة أَو لِأَن فِي رَحمهَا ورما أَو لِأَن رَحمهَا ضَعِيف لآ تقدر أَن تدفع وَأما من أجل الْمَوْلُود فَأن يكون خُرُوجه قبل الزَّمَان الَّذِي يجب أَو يكون عَظِيما أَو صَغِيرا جدا أَو كَبِير الرَّأْس أَو لَهُ خلقَة مشوهة أَو ميت أَو مَرِيض أَو لأَنهم كَثِيرُونَ أَو لِأَن شكله غير طبيعي والشكل الأجود أَن يكون رَأسه نَحْو فَم الرَّحِم ويداه مبسوطتين على فَخذيهِ غير مائل إِلَى جَانب وَالَّذِي يَلِيهِ أَن يكون مرتجلا إِلَّا أَنه يكون مائلا إِلَى قبالة فَم الرَّحِم وَتَكون يَدَاهُ غير معترضتين فَأَما غير هَذَا فَهُوَ غير طبيعي.

وَأما 3 (من أجل المشيمة فَيكون إِمَّا لغلظها فَتَنْشَق بعسر وَجهد أَو لرقتها فتثق قبل الْوَقْت الَّذِي) 3 (يَنْبَغِي ويسيل المَاء فيجف الرَّجْم.))

وَأما من الْأَشْيَاء الْخَارِجَة كَالْبردِ المفرط وَالْحر الشَّديد فيرخى الْقُوَّة إرخاء شَدِيدا أَو لعَارض نفساني. وَإِذا كَانَ عسر الْولادَة ليبس أَو لظغط فَاسْتعْمل الأشيا المرخية وانطل الْمَوَاضِع وصب فِيهَا الدّهن الفاتر مَعَ طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان أَو بَيَاض الْبيض فانه عَجِيب وادلك الْعَانَة والبطن كُله بِمثل ذَلِك وأجلسها فِي الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا مَا يحلل ويلين كالبابونج وإكليل الْملك وَمَتى لم تكن حمى فحركها حَرَكَة يسيرَة لَيست بشديدة وعطسها وَأمر من لم تَعْتَد الطلق تَدْفَعهُ غلى أَسْفَل وقوها بالطيب وَإِذا أَخذهَا الغشى فاذا أفاقت فاطعمها.

وَأما السمينة فلتستلق على وَجههَا وَتجْعَل ركبتيها تَحت الفخذين فان الْجَنِين يصير حِينَئِذٍ بحذاء الرَّحِم وامسح افرج بالملينات وَيفتح بالأصابع وَإِن كَانَ فِي الْبَطن ثقل وَلم يخرج فليتقدم بحقنة لينَة وَإِن لم تَنْشَق المشيمة شقها بالظفر أَو بمبضع وتحقن الرَّحِم بالأدهان وَمَتى كَانَ شكل الْجَنِين على غير الطباع دفع إِلَى دَاخل

 

(3/195)

 

 

وأميل وجذب حَتَّى يَسْتَوِي وَإِن خرج عُضْو فَلَا تجذب فانه رُبمَا انْقَطع بل يرد ويعالج وَمَتى انْضَمَّ الْجَنِين فِي فَم الرَّحِم رد إِلَى وَرَاء ولين بالدهن قبلا وَدفع إِلَى فَوق جدا وَكَذَلِكَ إِن كَانَت أجنة كَثِيرَة ردَّتْ إِلَى فَوق وَالْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن تجْلِس الْمَرْأَة على الْكُرْسِيّ وَهُوَ إِذا لمس فَم الرَّحِم رئى قد انْفَتح وبدت الرُّطُوبَة تجئ وَإِن لم يخرج لِأَنَّهُ ميت أَو ضَعِيف جذب بالحديد.

من كتاب غَرِيب للْمَرْأَة يَمُوت الْوَلَد فِي بَطنهَا: دَقِيق الشيلم حفْنَة تطبخ حَنْظَلَة بِالْمَاءِ حَتَّى تهترى وتمرس ويعجن بِهِ الدَّقِيق ويطلى بَطنهَا كُله من أَسْفَل السُّرَّة فانها ترمى بله على الْمَكَان وللمرأة النُّفَسَاء الَّتِي يرم بَطنهَا إِذا ولدت: سكبينج وصعتر ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم معجونا بِعَسَل.

لي: هَؤُلَاءِ يسقون الدحمرثا وَنَحْوهَا العرطنيثا مَتى احْتمل قتل الْوَلَد وفوة الصَّبْغ تقتل الْوَلَد.

شَمْعُون ضماد يخرج الجننين والمشيمة: شَحم حنظل الف ب وَمر وورق السذاب بعجين بمررة الثور ويطلى بِهِ الْعَانَة والسرة وحواليها.

من الاختبارات بخور ينفع مَعَ عسر الْولادَة وَيخرج المشيمة بِسُرْعَة: قبنة وَمر وجوشير بِالسَّوِيَّةِ يدق ويعجن بمرار الْبَقر وَتجْعَل بَنَادِق فِي عظم العفص وتبخر بِوَاحِدَة مِنْهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَيشْرب مِنْهَا بِمَاء السذاب وشم الْمسك يقوى نَفسهَا.)

من اختيارات حنين: إِذا عسرت الْولادَة فَاسْتعْمل أَولا الروائح الطّيبَة والأطعمة الْخَفِيفَة اللذيذة كالدجاج المشوية وَنَحْوهَا لَا تمتلئ مِنْهُ وتشرب عَلَيْهِ أقداحا من شراب ريحاني طيب ثمَّ تشكل اشكالا مُخْتَلفَة وتتمشى وتتردد بِلَا إتعاب شَدِيد فان سهلت وَإِلَّا سقيت لعاب الحلبة وتلطخ بلعاب بزر الْكَتَّان والبزر قطونا الظّهْر والعانة ونواحيها فَإِن هَذَا لطوخ نَافِع للَّتِي ترى اليبس.

تياذوق: مَتى أَبْطَأَ سُقُوط المشيمة فَلَا تمدها بل شدها إِلَى الفخذين وَخذ أَنْت فِي علاج مَا يسْقط من المشيمة من البخور والمشروب والتعطيس قَالَ: والمشيمة لَا تبقى بعد الولاد زَمَانا طَويلا لَكِن تنتن نَتنًا شَدِيدا أَو تعفن فَعَلَيْك بالأدوية المدرة للطمث.

من كناش اسليمن قَالَ: إِن جعلت زراوندا على صوفة واحتملت ولدت مَكَانهَا وَمَتى سقيت أَرْبَعَة مَثَاقِيل من قشور الْخِيَار يابسة ولدت مَكَانهَا وَإِن عسر فدخنها بالمر واسقها الحلتيت والجندبادستر. قَالَ: وَإِن بقيت المشيمة فأجلبها فِي طبيخ الخربق فانه يخرج المشيمة فاذا خرجت فلتحمل دهن ورد. قَالَ: والقردمانا مَتى احْتمل أخرج الْوَلَد.

من كتاب ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى دَوَاء يخرج المشيمة: خُذ رَمَادا فصب عَلَيْهَا مَاء وَصفه وَتَأْخُذ مِنْهُ رطلا وذر عَلَيْهِ من الخطمى أُوقِيَّة واسقها وأمرها بالقيء وعطسها

 

(3/196)

 

 

فَإِذا مضى للحبلى أَرْبَعَة أَيَّام وَهِي تطلق فاجهد أَن تتخلص الْمَرْأَة فان الْجَنِين قد مَاتَ فعالج بالقوية مِمَّا يسْقط الْجَنِين فَخذ مَاء السذاب سكرجة مَعَ دهن الخروع أَو طبيخ الحلبة وَالتَّمْر ودخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس فَإِذا سقط الْجَنِين فدخنها بمقل أَزْرَق وزوفرا وحرمل وعلك الأنباط لِئَلَّا يغلظ الدَّم ويشتد الوجع لقلَّة خُرُوجه.

3 - (دَوَاء جَدِيد من عسر احتباس المشيمة)

وَيخرج الْوَلَد الْمَيِّت: مر وقنة وجوشير ومرارة الثور وكبريت بِالسَّوِيَّةِ يعجن بقطران وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِقدر الجوزة مَرَّات واسقها من هَذِه ثَلَاثَة دَرَاهِم من قنة وجوشير بِمَاء الترمس فانه يَرْمِي بِالْوَلَدِ سَرِيعا.

ولتسهيل الولاد: مرها تتمشى ومرخها بالرازقى واسقها سكرجة من مَاء الحلبة مطبوخة مَعَ طلاء ودخنها بالمسك والكهربا كي يقوى قَلبهَا الف ب وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر وَمَتى خفت أَلا ترى الدَّم فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس وعطسها لِئَلَّا يحتبس الدَّم ويرم الرَّحِم.

لي: على مَا رَأَيْت ليوسف التلميذ: حب الكردمانه يتَّخذ مِنْهُ مَعَ الأشق فرزجة وتحتمل فَإِنَّهَا تسْقط الْجَنِين سَرِيعا. لي: رَأَيْت أَنه لَا شَيْء أسْرع إخراجا للْوَلَد من الدَّوَاء بالحلتيت والمر والسذاب الْيَابِس وَليكن تركيبه هَكَذَا: حلتيت نصف دِرْهَم ورق السذاب الْيَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم مر دِرْهَم هَذِه شربة تُعْطِي بأوقية من مَاء الأبهل بِالْغَدَاةِ والعشي شربة فانه لَا يمْكث أَن يسْقط وترياق الْأَرْبَعَة يسْقط سَرِيعا ودهن الخروع يشرب مِنْهُ كل يَوْم خَمْسَة مَثَاقِيل اسقط سَرِيعا جدا وَهُوَ قوي وَمَاء الأفسنتين والشاهترج مَتى شربا أسقطا سَرِيعا.

من المنقية لِابْنِ ماسويه: يمْنَع من الْحَبل سقمونيا شَحم حنظل وهزارجشان وخبث الْحَدِيد وكبريت وبزر الكرنب بالسواء يعجن بالقطران وَيحْتَمل بعد الطُّهْر فانه يمْنَع الْحَبل وتحتمل بعد الطُّهْر صوفة فِيهَا ورق الغرب مسحوقا وثمر الغرب ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويلوث بِمَاء الغرب أَو بزر الكرنب النبطي زنة دِرْهَم وحرف دِرْهَم يدقان ويعجنان بقطران ويغمس بِمَاء الفودنج النَّهْرِي وَيحْتَمل بعد الطُّهْر أَو يحْتَمل الفلفل فان خاصته منع الْحمل إِذا احْتمل بعد الْجِمَاع. لي: على مَا رَأَيْت: إِذا عسرت الْولادَة جدا وَأَرَدْت أَن تسْقط الْجَنِين فلتستلق الْمَرْأَة وَاجعَل تَحت وركيها شَيْئا لترتفع وتشال ركبتها وتباعد كل وَاحِد عَن صاحبتها واملاً زراقة من مَاء السذاب أَو طبيخ الأفسنتين أَو دهن الخروع أَو طبيخ الأبهل بِحَسب الْحَاجة فانك إِذا أردْت إزلاق الْجَنِين كَانَت الْأَشْيَاء اللزجة أولى وَإِذا أردْت إِسْقَاطه وَقَتله فالأشياء الْمرة ثمَّ تزرق فِيهِ وَيكون أنبوبها طَويلا بِقدر مَا تدخل وَيكون أملس دَقِيق الرَّأْس خَاصَّة لِأَن فَم الرَّحِم يَنْضَم فِي الحبالى حَتَّى أَنه لَا يدْخل فِيهِ الْميل إِلَّا بِجهْد فليدفع حَتَّى يحس بِهِ قد وصل إِلَى مَوضِع فارغ ويحس)

بِأَنَّهُ قد صَار إِلَى الرَّحِم فِي فضائه ثمَّ يزرق.

 

(3/197)

 

 

من كناش سياسة الصِّحَّة ينْسب إِلَى ج وَأَظنهُ لروفس قَالَ: إِذا حضرت وَقت الْولادَة فلتجلس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا مدا مستويا وتستلقي على قفاها ثمَّ تنهض ضرب بِسُرْعَة وتصيح وتزحر زحرا شَدِيدا وتأكل قَلِيلا كثير الْغذَاء وتشرب قَلِيلا شرابًا عتيقا. قَالَ: وَلَا شَيْء أضرّ على الْجَنِين وأسرع فِي الاسقاط من الاسهال وَكَثْرَة الْجِمَاع والعطاس.

سرابيون: مَتى عسرت الْولادَة وَمَات الْجَنِين فحملها شيافا متخذا من خربق وجاوشير ومرارة الثور فانه يزله حَيا وَمَيتًا أَو بخرها بالبارزد والكبريت معجونا بمرارة الثور عصارة قثاء الْحمار تِسْعَة قراريط يعجن بمرارة الثور وَيحْتَمل فانه يحدر الأجنة احياء كَانُوا أَو امواتا.

الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الْحمى الحادة تقتل الأجنة فِي الْأَرْحَام الف ب فضلا عَن أَن يكون فِي الرَّحِم ورم حَار. لي: وَرَأَيْت الْحمى الحادة إِذا حدثت تبعها الاسقاط السَّرِيع الحلتيت إِذا أَخذ مِنْهُ بِقدر الجوزة أسْرع من كل شَيْء.

الثَّالِثَة من القوى الطبيعية قَالَ: القوابل لَا يقعدن الْحَوَامِل على الْكُرْسِيّ وَلَا يغمزنهن كَمَا يصيبهن الطلق الانفتاح لَكِن بعد أَن يلسن فَم الرَّحِم فيجدنه قد انْفَتح وَأَقْبل يزْدَاد انفتاحه قَلِيلا تحرّك الْجَنِين قبل الْوَقْت الْوَاجِب من عَلَامَات عسر الْولادَة. لي: يعْنى بحركة فِي شهر الْولادَة لَا فِي غير ذَلِك حَرَكَة عتيقة توهم الولاد ثمَّ لَا يكون هَكَذَا كَانَ فِي فحوى كَلَامه. لي: عسر على امْرَأَة الولاد فِي شتاء شَدِيد الْبرد فأوقدت حذاءها فحما كثيرا ومرختها بدهن حَار كثير وَكَانَ الوجع شَدِيدا يغشى عَلَيْهَا مِنْهُ فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك أمرت أَن يُصِيب فِي الْفرج دهن مسخن فسكن الوجع ونامت على الْمَكَان.

حب الْمسك لي عَجِيب يسكن الوجع فِي الْمَخَاض ويسهل الْولادَة: دَار صيني عشرَة مر خَمْسَة زراوند مدحرج مثله وَمن القرفة مثله سليخة فائقة أبهل عشرَة وَمن المر خَمْسَة وَمن الْقسْط خَمْسَة وَمن الميعة والأفيون اثْنَان اثْنَان وسك دانق يعجن وَيجْعَل حبا صغَارًا وَعند الْحَاجة يسقى مِنْهَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فِي ثَلَاث سَاعَات كل مرّة بأوقيتين من شراب عَتيق فانه بَالغ الْجَوْدَة وَيفْعل ذَلِك المرخ والتليين فاذا بَدَأَ بِالْمَرْأَةِ الطلق فلتأخذ من هَذَا الْحبّ فِي كل سَاعَة شَيْئا بعد شَيْء.

جورجس: مَتى بخرت الْمَرْأَة بالخربق الْأَبْيَض أَو بخرو الْحمام أَو بالزرواند اسقطت المشيمة من ساعتها. قَالَ: وَالَّتِي قد حَان شهرها وَلَا تطلق فَحل لَهَا مرا فِي مَاء الْعَسَل واسقها طبيخ الحلبة)

وَالتَّمْر وَمِمَّا يسْقط الْوَلَد حب الرمل يحْتَمل أَو يشرب وَمَتى علق على فَخذهَا الْأَيْمن قِطْعَة من زبد الْبَحْر عَظِيمَة ولدت من ساعتها وَمَتى بخرت بحوشير وصمغ السذاب الجبلى أخر ج الْجَنِين والمشيمة سَرِيعا وَمَتى علق عَلَيْهَا رجل الضبع الْيُمْنَى ولدت من ساعتها وَيسْقط الْوَلَد سَرِيعا والمشيمة أَن تتحمل خربقا أَبيض أَو عود حرمل رطب.

 

(3/198)

 

 

الثَّالِثَة من تَفْسِير الثَّانِيَة قَالَ: إِذا عسر الْولادَة على الْمَرْأَة قبل أَن ترى الدَّم فِي نَفسهَا وَذَلِكَ أَن ألات الْولادَة مِنْهَا ترم وَإِذا ورمت قل مَا ترى من الدَّم وَتعرض من ذَلِك أمراض وأورام متفننة.

لي: على مَا رَأَيْت بزر الشيطرج يشبه الْحَرْف لَهُ رَائِحَة حريفة جدا يطْرَح الْوَلَد من سَاعَته والشيطرج يفعل ذَلِك أَيْضا.

عهد أبقراط قَالَ: الأوجاع الْعَارِضَة عِنْد الاسقاط أَشد من الأوجاع الْعَارِضَة عِنْد الولاد وَذَلِكَ أَن الرَّحِم لَا يَنْضَم حسب ذَلِك الانضمام الطبيعي وتعترض من الْأَدْوِيَة المسقطة للجنين حِدة فِي الرَّحِم بلذع فَيعرض لذَلِك بالمشاركة فِي الرَّأْس تشنج الف ب وأعراض رَدِيئَة وَلَا يعرض فِي وَقت الولاد من ذَلِك شَيْء. قَالَ: ويجبأن تسْتَعْمل أدوية الاسقاط قبل وَقت الولاد إِذا كَانَت بكرا قد اسرع فِي اقتضاضها فحبلت وَهِي صَغِيرَة فلتستعمل إِسْقَاط الطِّفْل حِينَئِذٍ قبل أَن يعظم لِأَن الْحَامِل تهْلك مَتى لم تسْتَعْمل فِي من كَانَ فِي عنق الرَّحِم حَالهَا هَذِه الْحَال هَلَكت إِن تمّ الْجَنِين.

لي: تَدْبِير حب يطْرَح الْوَلَد من سَاعَته: أبهل عشرَة دَرَاهِم سذاب خَمْسَة دَرَاهِم حب الحرمل أَرْبَعَة دَرَاهِم حلتيت أشق فوة من لكل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يتَّخذ حبا وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بأوقية طبيخ الأبهل وطبيخ الفوة والمشكطرامشير أَو عصير السذاب فَإِذا كَانَ نصف النَّهَار أكلت مَاء حمص أَو لوبيا بدهن حل وَقبل ذَلِك مَا تطفر طفرات كَثِيرَة وتتعب ظهرهَا وبطنها فَإِذا أمست تحملت صوفة منقعة فِي مَاء سذاب رطب وتمسكه اللَّيْل كُله فاذا أَصبَحت تبخرت بقمع بمر وبارزد وجوشير قد عجنت بمرار الْبَقر بمثقال من هَذَا وَأخذت الْحبّ فان عسر عَلَيْهَا هَذَا وَإِلَّا يُعَاد ويطلى ظهرهَا وسرتها بِمَاء السذاب قد عجن فِيهِ دَقِيق الشيلم فانها مَتى دبرت بِبَعْض هَذَا التَّدْبِير أسهلت الْولادَة.

وَيسْقط سَرِيعا أَن يحْتَمل بخور مَرْيَم أَو قثاء الْحمار أَو ميويزج أَو كندش وَهُوَ قوى جدا يسحق ويلوث فِيهِ صوفة وَيرْفَع مَا أمكن وَمَتى عسرت الْولادَة جدا فاطبخ فِي قمقم فِيهِ مَاء)

عشر حزم فوتنج وتجلس فِيهِ فَهُوَ جيد. حب جيد: أبهل دِرْهَمَانِ حلتيت نصف دِرْهَم أشق مثله فوة مثله وَهِي شربة.

بولس: فرزجة عَجِيبَة فِي إِسْقَاط الأجنة: خربق أسود ميويزج زرواند مدحرج فربيون بخور مَرْيَم حب المارزيون شَحم الحنظل أشق يحل الأشق وَيجمع وَيحْتَمل فانه عَجِيب فِيهِ زِيَادَة فِي النُّسْخَة: مرَارَة ثَوْر مجففة جُزْء.

لي: فرزجة عَجِيبَة: زراوند مدحرج فربيون بخور مَرْيَم كردمانا صَبر تجْعَل. فرازج عَجِيبَة جدا: نوشادر مسحوق عشرَة دَرَاهِم أشق ثَلَاثَة دَرَاهِم يحل الأشق ويعجن النوشادر ويتخذ فرازج ويتحمل اللَّيْل كُله وَيرْفَع رِجْلَيْهَا على محاذ حَتَّى يدْخل مَا ينْحل مِنْهُ إِلَى الرَّحِم فانها تحيض من غَد.

 

(3/199)

 

 

أسليمن قَالَ: إِذا خرجت المشمية فَحمل الْمَرْأَة بعد ذَلِك دهن ورد وَمِمَّا يسهل الْولادَة أَن تُعْطى الحبلى الَّتِي لشهرها كل يَوْم لعاب حب السفرجل وزن خَمْسَة دَرَاهِم ويتغذى بالملوكية والخبازى والفرازيج السمان تصنع من إسفيذباج وتستحم بِمَاء فارتر خَارِجا عَن الْحمام وألزمها الرَّاحَة والهدو وإمرخ الظّهْر والبطن بالدهن الفاتر المسخن.

معجون لعسر الْولادَة لَيْسَ لَهُ نَظِير: مر جندبادستر ميعة مِثْقَال مِثْقَال دارصيني نصف مِثْقَال فلفل مثله أبهل مثله يعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ مثقالان.

لي: إِذا الف ب عسرت الْولادَة فأدف هَذَا الدَّوَاء بشراب واعطه دَائِما.

مُفْردَة ج: الأبهل يخرج الأجنة الْأَحْيَاء والأموات الترمس يشرب طبيخة بالمرو السذاب فَيخرج الأجنة بِقُوَّة وَكَذَلِكَ مَتى احْتمل حب الحاشا يخرج الأجنة الفودنج النَّهْرِي مَتى يبس وَشرب بِمَاء الْعَسَل أ ... ... عصارته أَو احتملت أخرجت الأجنة بِقُوَّة والجبلى أقوى فِي ذَلِك وَمَتى طلى بِهِ الَّذين ... وَكَذَلِكَ مَتى احتملته الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع وخاصة الحارة المزاج النحيفة الْيَابِسَة لِأَن السمينة اللحمية رُبمَا أعانها على الْحَبل فلتجعل النحيفة الحارة هَذَا وَأما الْبَارِد المزاج السمينة فحملها كافورا مسحوقا بِمَاء ورد فانه مجرب عَجِيب. ج: القطران مَتى احْتمل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى وَمَتى تمسح بِهِ الذّكر وَقت الْجِمَاع كَانَ أبلغ الأدوبة كلهَا فِي منع الْحَبل.

القنطوريون الْجَلِيل وَالرَّقِيق يخرج الأجنة الْمَوْتَى وَيقتل الْأَحْيَاء مَتى شرب طبيخ الأَصْل وَمَتى)

احتملت الشَّوْكَة المتنتة الَّتِي تسمى قولو حدرت الطمث بعنف وَتخرج الأجنة مَتى شربت.

لي: على مَا رَأَيْت لج: عصارة البصل مَتى طلى بِهِ الذّكر منع الْحَبل وَمَتى احْتمل مَاؤُهُ أحدر الأجنة بِقُوَّة.

لي: وعصارة بخور مَرْيَم مَتى طليت على مراق الْبَطن أفسدت الْجَنِين شربت أَو احتملت وَتخرج المشيمة وَكَذَلِكَ طبيخ زهر الخيري الْأَصْفَر يخرج المشيمة والأجنة الْمَوْتَى مَتى جلس فِي مَائه وَمَتى شرب أفسد الأجنة الْأَحْيَاء وَمَتى احْتمل بِعَسَل أفسد الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى.

الإبرسا السرخس يقتل الْجَنِين مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَتى شرب عصارة قثاء الْحمار مَتى احتملت قتلت الأجنة وتحدر بمرارتها ولطافتها والحنظل أقوى فِي ذَلِك.

المر يخرج الأجنة ويقتلها سنبل الْحِنْطَة الْبري قوى فِي إحدار المشيمة والأجنة.

الايرسا يعْمل مِنْهُ فرزجات بِعَسَل فَتخرج الأجنة الْأَحْيَاء. القردمانا الحريفة الساطعة الرَّائِحَة يتبخر بهَا الْحَوَامِل تخرج الأجنة الْأَحْيَاء والأموات عَجِيبَة فِي ذَلِك.

الدارصيني يسْقط الأجنة مَتى خلط بالمر شرب أَو احْتمل.

لي: لِأَن الحبالى تغثى أَنْفسهنَّ كثيرا والأجود فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مَا سكن الغثى مَعَ هَذَا الْفِعْل وَالدَّار صيني كَذَلِك فَاتخذ مِنْهُ قرصا وَمن الأبهل والقردمانا والمر تركيبه: أبهل عشرَة

 

(3/200)

 

 

دَار صيني تِسْعَة قردمانا مر خَمْسَة خَمْسَة الشربة ثَلَاثَة كل يَوْم فانه لَا يهيج غثيا ويسهل الْولادَة جدا وينقى رحم النُّفَسَاء وَيخرج المشيمة.

دهن البلسان مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين والمشيمة. المر مَتى جعل مَعَ الأفسنتين أَو مَعَ السذاب أَو ممع مَاء الترمس اخْرُج الْجَنِين. الْمقل مَتى بخرت بِهِ الحبلى سهلت وِلَادَتهَا وَفتح فَم الرَّحِم وجذب الحنين.

قشر الْغَار إِذا شرب أخرج الْجَنِين. اللادن مَتى تدخن بِهِ أخرج الْجَنِين وَطرح المشيمة. الغرب مَتى شرب ورقه مَعَ الْحَبل. دهن زهر الكرنب إِذا احْتمل بعد الْحَبل قتل الْجَنِين. طبيخ رُؤْس الثوم وقصبه إِن جلس فِيهِ أخرج المشيمة وَكَذَلِكَ إِن بخر بِهِ. الْحَرْف مَتى شرب مِنْهُ مثقالان أخرج الْجَنِين. الفلفل يخرج الْجَنِين مَتى حمل بعد الْبَاءَة قطع الْحَبل.

العرطميثا مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين الف ب إخراجا قَوِيا سَرِيعا. أصُول بخور مَرْيَم مَتى شرب أَو احْتمل طرح الْجَنِين لَا شَبيه لَهُ فِي قوته فِي هَذَا وَزعم قوم أَن نَبَاته إِن تخطته حَامِل أسقطت وَمَتى دخن بِأَصْلِهِ حَامِل أسقطت وَمَتى شدّ الأَصْل فِي الرَّقَبَة منع الْحَبل.

بزر اللوف مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة عددا بخل وَمَاء أسقط الْجَنِين وَيُقَال: إِن الحبلى مَتى شمت رَائِحَة هَذَا النَّبَات فِي الْوَقْت الَّذِي يبرز أسقطت وَأَصله مَتى عمل مِنْهُ شياف وَاحْتمل أسقط الأجنة. الجنطيانا مَتى احْتمل أَصله أخرج الْجَنِين. الزراوئد الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِشَيْء من مر وفلفل نقى النُّفَسَاء من الفضول والمشيمة وأدر الطمث وَأخرج الْجَنِين واسْمه باليونانية الْبَالِغ فِي تنقية النُّفَسَاء والمدحرج يفعل ذَلِك. القنطوريون الصَّغِير يسْقط الأجنة ويحدر الطمث مَتى احْتمل فِي فرزجة وعصارة النعنع مَتى احتملت قبل وَقت الْجِمَاع منعت الْوَلَد. ورق الفوتنج مَتى احْتمل قتل الْجَنِين وأدر الطمث وَمنع الْحَبل.

لي: على مَا رَأَيْت: السذاب الْبري مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين من سَاعَته وَمَتى شرب من بزره نصف دِرْهَم طرح الْوَلَد من يَوْمه وثارت الحكة. د: من جمعه حمر يَدَيْهِ وأورمها. وَقَالَ:)

الجاوشير مَتى ديف بِعَسَل وَشرب وَاحْتمل أخرج الْجَنِين السكبينج مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين. القنة مَتى شربت أَو تدخن بهَا واحتملت أخرجت الْجَنِين بزر الخيرى الْأَصْفَر مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِعَسَل أَو احْتمل بِعَسَل أحدر الْجَنِين عِنْد الولاد. د: البابونج والشيح والبلنجاسف والمرزنجوش والحلبة والفودنج والمشكطرامشير والزراوند والعرطنيثاء مَا حضر من هَذِه يجب أَن يطْبخ فِي المَاء وتجلس الْحَامِل فِيهِ إِذا عسرت الْولادَة. الفوة مَتى احتملت عروقه طرح الْجَنِين. طبيخ الخطمى ينقى النُّفَسَاء مَتى جَلَست فِيهِ. البزر الْمُسَمّى بالفامى وينبت بَين الْحِنْطَة وَالشعِير وورقه شبه ورق الحمص وعلفه كعلف الخرنوب والبزر مر الطّعْم جدا مَتى سحق وَاحْتمل بِعَسَل قبل الْبَاءَة منع الْحَبل. د: البابونج ينقى النُّفَسَاء مَتى جَلَست فِي طبيخه.

ابْن ماسويه: الدارصيني خاصته ان يسهل الْمَخَاض والطلق الشَّديد الْعَارِض عِنْد

 

(3/201)

 

 

الْولادَة مَتى لي تجربة: كَانَت امْرَأَة تطلق أَيَّامًا فسقيت دِرْهَمَيْنِ من زعفران فَولدت من ساعتها وجرب ذَلِك مرَارًا فَكَانَ كَذَلِك.

ماسرجويه: الْحَرْف يقتل الأجنة بِقُوَّة مَتى سحق وَشرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَارهم وسحق أَيْضا وَاحْتمل.

لي الخيرى كالسذاب فِي قوته فَلذَلِك يسْقط الأجنة.

ابْن ماسويه: لبن اللقَاح مَتى أمسك فِي الْفرج أخرج الْوَلَد وَقَالَ: بزر الينبوت وورقه مَتى شرب بِخَمْر طرح الْوَلَد وَهُوَ قوى فِي ذَلِك لَا يعدله شَيْء.

الخوز وَابْن ماسويه: الكماشير دَوَاء هندي فِي الرَّابِع من الْحَرَارَة أَخذ من الفربيون لَا مثل لَهُ فِي ذَلِك فِي إِسْقَاط الْوَلَد ابْن ماسويه وأرجنجانس: بزر الكرنب مَتى دق وَاحْتمل بعد الْجِمَاع الف ب أفسد المنى وَمنع الْحَبل.

بولس: النسرين الْيَابِس إِذا شرب أخرج الْجَنِين وأدر الطمث.

مهراريس: السليخة تطرح الْوَلَد بِقُوَّة قَوِيَّة. ماسرجويه: نَقِيع السمسم يطْرَح الْوَلَد. الدِّمَشْقِي: خَاصَّة الساساليوس إسهال الْولادَة لجَمِيع الْحَيَوَان.)

ابْن ماسويه: شهِدت غير وَاحِد وَاجْتمعت الخوز على أَنه مَتى احتملت فرزجة من زبل الْفِيل القلهمان: الْقسْط مَتى بخر بِهِ فِي قمع أسقط الْوَلَد. روفس: الأرجوحة تسْقط الأجنة وَلَا ترتاض الْحَامِل بهَا.

لي: بخور عَجِيب يسْقط الْجَنِين ويسهل الْولادَة: مقل أَزْرَق مر أبهل يعجن ويتخذ بَنَادِق فانه جيد فِي ذَلِك.

من كتاب أبقراط: لَا شَيْء أضرّ للَّتِي حضر ولادها من التقلب فانه يعجل خُرُوج الْجَنِين مرتجلا ومجنبا وبأشكال رَدِيئَة وَأكْثر الأجنة الَّذين لَا يجيئون على الرَّأْس يموتون لِأَنَّهُ إِذا خرج بعض الْأَعْضَاء وَالرَّأْس من دَاخل اختنق وَكَانَت الْولادَة بكرهٍ ومشقةٍ.

الثَّالِثَة من مسَائِل ابيذيما قَالَ: احتباس دم النّفاس عَظِيم الْقُوَّة فِي جلب الْمَوْت وَحكى قصَّة امْرَأتَيْنِ نفسَاء اختنق دم احداهن ودر دم الْأُخْرَى وَكَانَت سَائِر أمراضها قريبَة فَمَاتَتْ الَّتِي احْتبسَ دَمهَا وسلمت الثَّانِيَة. قَالَ. وَفِي الْأَكْثَر يرم الرَّحِم إِذا لم تنق بالنفاس.

عهد أبقراط قَالَ: الأوجاع الْحَادِثَة عِنْد الاسقاط أصعب من الأوجاع الْحَادِثَة عِنْد الْولادَة وَذَلِكَ أَن الرَّحِم فِي وَقت الْولادَة تنضم بالطبع ويجتمع حول الْجَنِين ليدفعه وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تضطر إِلَى إِسْقَاط الْجَنِين فيضطر الرَّحِم كثيرا إِلَى الدّفع والانضمام وينالها من ذَلِك ورم وحدة من لذع الْأَدْوِيَة وَتعرض مَعَه أَعْرَاض صعبة.

 

(3/202)

 

 

ابْن ماسويه بحدر الطمث بِقُوَّة: أشنان فَارسي شونيز عاقرقرحا سذاب رطب فراسيون فربيون مر قنة يحْتَمل فِي صوف أَبيض.

مسيح: يجب أَن تعطس الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع وَيمْسَح قبلهَا مسحا بليغا وَيحْتَمل عسلا وقطرانا اَوْ دهن بِلِسَان أَو إسفيذاجا أَو شَيْئا رطبا ولتتحمل شَحم الرُّمَّان.

ابْن ماسويه: خَاصَّة الدارصيني تسهيل الْولادَة وينقى مَا فِي الرَّحِم بعْدهَا بِقُوَّة قَوِيَّة حب يسْقط الأجنة اسْتِخْرَاج على مَا قَالَ د فِي الزراوند الطَّوِيل: فلفل وَمر بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حب ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم كل يَوْم بأوقية من مَاء الترمس وَهَذَا الْحبّ يسهل الْولادَة.

الخوز الَّتِي تَلد فيرم بَطنهَا: سكبينج وصعتر ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِثْقَالا يسكنهُ مَكَانَهُ قَالَ: وَمِمَّا يطْرَح الْوَلَد الْحَيّ: اعجن من الفيلزهرج قدر باقلاة بِعَسَل. يُؤْخَذ وَيخرج الْمَيِّت أَن تسقى طبيخ الفنجنكشت وَهُوَ بليغ وينفع من ذَلِك أَن يدق السذاب ويطلى)

بمرار الْبَقر الْبَطن كُله وَيجْعَل فِي فَم الرَّحِم.

فِي الطِّبّ الْقَدِيم: تطعم الْمَرْأَة عو يَوْمًا على الرِّيق الباقلى فَلَا تحبل مَا عاشت. وَمَتى أردْت تجريبه فأطعم الدَّجَاجَة الباقلى فانها لَا تبيض أبدا وَمَتى احتملت خرو الْفِيل لم تحمل أبدا وَمَتى سقيت مَاء البلنجاسف أسقطت على الْمَكَان.

وَإِن شدت على فَخذهَا صرة كزبر فِي خرقَة جَدِيدَة أسقطت حب الف ب يطْرَح الْوَلَد: زراوند طَوِيل جنطيانا حب الْغَار مر قسط بحرى سليخة سَوْدَاء قُوَّة الصَّبْغ عصارة أفسنتين قردمانا طري حريف فلفل مشكطرامشير بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حبا وَيُؤْخَذ عشرَة أَيَّام تباعا كل يَوْم مثقالان بِقَلِيل من السذاب ويتحمل عود سذاب وتمرخ السُّرَّة بمرار بقر.

من تشريح الأجنة لأبقراط: الَّذين يموتون فِي الْأَرْحَام إِذا أردْت ذَلِك فغط وَجه الْمَرْأَة لِئَلَّا ترى مَا تفعل وَتَنَاول مَا برز من الْجَنِين فَصنعَ اللولب فِي ذارعه فاذا ظهر الْعظم فَشد أَصَابِع يَده لِئَلَّا يزلق اللَّحْم ثمَّ اقْطَعْ اللَّحْم عَن الْكَتف والمنكب ثمَّ أخرجهَا ثمَّ ضع الرَّأْس بعد ذَلِك وضعا طبيعيا واجذبه إِلَيْك قَلِيلا ثمَّ ادفعه إِلَى دَاخل قَلِيلا وَشد بالسكين عِنْد الأضلاع والترقوة حَتَّى يخرج الانتفاخ الَّذِي فِيهِ وينضم الْجَنِين ويهون إِخْرَاجه فان قدرت بعد ذَلِك على دفع رَأسه إِلَى دَاخل دفعا طبيعيا فافعل وَإِلَّا فاجذبه بالآلة ثمَّ صب على الْمَرْأَة مَاء حَار كثيرا ومرخها الدّهن ومرها بِالنَّوْمِ ولتلق إِحْدَى رِجْلَيْهَا على الْأُخْرَى واسقها خمرًا طيبَة الرّيح بَيْضَاء رقيقَة المزاج واسحق الزرنيج بالعسل وامرخه بِالْخمرِ واسقها إِيَّاه.

وَرُبمَا لم يمت الْجَنِين لَكِن وَقع إِلَى جَانب فان هَذَا يكون إِذا الْتفت سرته على عُنُقه فيعوقه على الْخُرُوج وَتصير رَأسه عِنْد وركى أمه وَأكْثر هَؤُلَاءِ تخرج أَيْديهم وَيَمُوت أَكْثَرهم وَرُبمَا لم يخرج الْجَنِين الْبَتَّةَ لذَلِك أعنى التفاف السُّرَّة وَهُوَ خطر عَظِيم وأى امْرَأَة

 

(3/203)

 

 

كثر نزفها قبل الولاد فانها تطلق طلقا يَابسا ويعسر ولادها وبالضد ويجنب إِذا ظَنَنْت أَن الْولادَة قد عسرت لالتفاف السُّرَّة أَو لرداءة شكل الْجَنِين أَن يُؤْخَذ بيد الْمَرْأَة ورجليها ثمَّ يُحَرك تحريكا شَدِيدا عشْرين مرّة ليتقصع الْبَطن ثمَّ تشال رجلاها وتحرك كَمَا تحرّك عِنْد الْحَصَاة ثمَّ تنتصب وتحرك كتفاها مرَارًا كَثِيرَة وتضرب على فراشها وتحرك كتفاها لينزل الْجَنِين إِلَى السعَة فيصل إِلَى الْخُرُوج وَإِن كَانَ عنْدك مشكطرامشير اقريطشى فاسقها مِنْهُ واطبخ الجندبادستر بِخَمْر وأمرها تتحمله.

بديغورس: الآذربون خاصته إِسْقَاط الاجنة.) د: الأبهل يسْقط الْجَنِين احْتمل أَو شرب أَو تدخن بِهِ. ج: إِن الأبهل يسْقط الْجَنِين الْحَيّ وَيخرج الْمَيِّت الغرب مَتى أَخذ ورقه مسحوقا وَحده بشراب منع الْحَبل وأصل الخوشا إِذا احْتمل أخرج الْجَنِين.

بديغورس: انارغيون يسقى من ورقه درخمى بميبختج لإِخْرَاج الْجَنِين والمشيمة ويعلق على النِّسَاء اللواتي عسرت ولادتهن ولينزع إِذا ولدت على الْمَكَان.

وَشرب الأنافخ يمْنَع من الْحَبل.

الأشق مَتى شرب أخرج الْجَنِين. د: طبيخ البلنجاسف مَتى جلس فِيهِ أحدر المشيمة والجنين وَقَالَ: البلجاسف إِذا سقى من حبه ثَلَاث درخميات أخرج الْجَنِين.

البابونج شرب أَو طبخ أَو جلس فِيهِ أخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة فَلذَلِك هُوَ من الادوية المسهلة للْوَلَد. د: أصل الجنطيانا مَتى احْتمل بالعسل قتل الْجَنِين وأصل شجرته تحْتَمل فتحدر الْجَنِين.

أصل الجزر الْبري مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين وَقَالَ: الدوقو يخرج الْجَنِين شرب أَو احْتمل فرزجة مَعَ مر.

الدَّار شيشعان يسْقط الْجَنِين إِذا احْتمل فرزجة.

صمغ الزَّيْتُون البرى اللذاع للسان يسْقط الأجنة.

بعر الماعز وخاصة الجبلية مَتى شرب بِبَعْض الأفاريه أخرج الأجنة.

زبل الرخم يُقَال إِن بخر بِهِ طرح الْجَنِين.

والزراوند الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى مَعَ فلفل وَمر أخرج الْجَنِين وَمَتى احْتمل فعل ذَلِك والمدحرج يفعل ذَلِك.

دهن الحلبة تحقن بِهِ الْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها من أجل كَثْرَة خُرُوج الرطوبات مِنْهَا وجفوفها ورق الْجَوْز مَتى شرب مِنْهُ بعد طهر الْمَرْأَة بخل منع الْحَبل. د: الْحَرْف البابلي يسْقط الأجنة. ج: طبيخ الحاشا مَعَ اسْتعْمل مَعَ عسل خرج الْجَنِين والمشيمة.

وَقَالَ د: الحاشا يخرج ألجنة. وَقَالَ ج: شَحم الحنظل مَعَ أَنه يقتل الجنيني رُبمَا شفى ى الْمَرْأَة بقلته)

غياهع. ونجار الْحَدِيد إِذا شرب منع الْحَبل.

وَقَالَ الحمص يعين على غخراج الجنيني. د: دمعة اليبروج واصوله مَتى شرب مِنْهُ أوبولوس أحدر الْجَنِين.

وَقَالَ ك مَتى احْتمل من الْملح قِطْعَة طرح الجنتيني.

من تجربة ابْن داواد ك الكبريت إِذا تدخن بِهِ طرح الجدنيني وَقَالَ: سمريون مَتى حك اصله وَاحْتمل أحدر الجننيي. الكادريوس وطبيخه يحدران تلطنمث والجنيني. د: زهرَة الْملح مَتى احْتَلَمت قتلت الْجَنِين ن وَمَتى احتملت بعد الْجِمَاع منعت الْحَبل ن بزر الكرنب خَاصَّة كتى احْتمل بعد الطُّهْر منع الْحَبل.

 

(3/204)

 

 

ابْن ماسويه: ثَمَرَة لَو ف الْحَيَّة مَتى شرب مِنْهَا ثَلَاثُونَ حَبَّة بخل ممزوج اسقطت الجنيني وَمَتى شمت الْمَرْأَة رَائِحَة هَذَا النَّبَات بعد ذبول زههرته اسقطت. د: اصل لوف الْحَيَّة مَتى احْتمل بلاليط أخرج الجنيني نت وَقَالَ: وَمَتى احْتمل المر مَعَ ألأفسنتين أَو مَعَ مَاء الترمس أَو مَعَ عصارة السذاب اخْرُج الجنيني بِسُرْعَة. ج: يسْقط الجنيني مَتى احْتمل أَو تدخن بِهِ الْمقل الْيَهُودِيّ وَكَذَا يفعل المشكطرامشير شرب أتجدخن بِهِ وَمَتى احْتمل كَانَ اقوى عصارة النعنع مَتى احتملت فِي وَقت الْجِمَاع منعت الْحَبل النسرين يقتل الأجنة ويخرجها ن بولس: مَتى جعل مَعَ الإيرسا غسل قتبل وَأخرج الجنيني ودهنه يخرج الجنيني ألإيرسا نَفسه يفْسد ألجنة ويخرجها. ج: السقمونيا مَتى احْتمل فِي صوف قتل الجنيني السكبينج مَتى شرب بأدرومالي قتل الجنيني ن ساساليوس اصله وبزره يسقطان الجنيني الف ب السذالب خاصته إِفْسَاد المنى.

ابْن ماسويه وروفس: السذاب يمْنَع الْحَبل اصل الفاشرا مَتى شرب مِنْهُ درخيمان أخرج الجنيني وَمَتى احتامل قفعل ذَلِك واخرج المشيبمة وطبيخة مَتى جدلس فِيهِ فعل ذَلِك الفلفل يحدر الجنيني ونظن بِهِ انه مَتى احجتمل بعد الْجِمَاع أفسد غالمنى إفسادج قَوِيا. ابْن ماسويه: خَاصَّة الفلفل بهعدالجماع إِفْسَاد المنى مَتى احْتمل. ولعسر الْولادَة وَإِخْرَاج الكمشيمة: كبريت اصفر وَمر أَحْمَر وقفر وجوشير وقنة بالسواء يتبخر بِهِ مَرَّات كَثِيرَة وتسقى الجوشير والقنة وتدخن بخرء الحجمام وسلخ الححية. قَالَ: وَأي أمْرَأَة تحملت زبل الْفِيل وبنجا معجونيني اَوْ زبل الْفِيل وَحده لم تحبل ابدا. قَالَ ك وداوا البعقل بادوية نتو الرَّحِم ويصيب النِّسَاء من)

غفراط الْجِمَاع تَنْشَق فِي الرَّحِم وَقد يعتيرهم من ثقل الْحمل انْشِقَاق المثانة وَدَلِيله خُرُوج الْبَوْل للا إِرَادَة.

من السمُوم لج: مَتى سقى من الشنان الْفَارِسِي ثَلَاثَة دَرَاهِم القى الْوَلَد من يَوْمه ن وَيُقَال: الخردمانج مَتى شرب نه دانقان أَلْقَت الْوَلَد ساعتها وآذمتها الحكة وَهُوَ شَبيه بالخردل فِي توليد الحكة والجرب.

لى هَذَا عندى هُوَ الكردمانة.

من الاهوية والبلدان قَالَ: إِنَّمَا تسهل الْولادَة على اللينات الابدان.

الذُّكُور يولدون أسهل من الاناث وَإِذا عسرت الْولادَة وَلم تنق الْمَرْأَة لَان آلَات الْمَرْأَة ترم وَكَثِيرًا مَا يكون يعرض بعقبه للبطن مَا يعرض لمن انْقَطع عَنهُ دم البواسير والطمث.

من كتاب المنى قَالَ أبقراط: لما اشْتَمَلت الْجَارِيَة المعنية امرتها أَن تطفر إِلَى نَاحيَة اليتها فطفرت سبع طفرات فَخرج مِنْهَا المنى. لى الطفر إِنَّمَا يكون إِلَى خلف وَلذَلِك يُمكن أَن ينزل لَان الطفر إِلَى قُدَّام وان زعزع المنى فانه يعلق نَحْو بطن الرَّحِم والطفر إِلَى خلف يَقع ضَرْبَة فِي فَم الرَّحِم. مَتى

 

(3/205)

 

 

مسحت البيضتان أَو سلتا أَو بردتا بالشوكران حَتَّى فسد مزاجهما لم يُولد الْفُصُول: إِن قصدت الْحَامِل أسقطت وخاصة إِن كَانَ حملهَا مذ عظم لَان الطِّفْل يعْدم غذاءه وَلذَلِك مَتى كَانَ الطِّفْل أعظم كَانَ إِلَى الْغذَاء الْكثير أحْوج فالطفل لذَلِك مَتى عظم كَانَ الفصاد وجوع أمه وَا ستفراغها بِهِ أضرّ. وَإِن أفرط على الْحَامِل الاسهال لم يُؤمن أَن تسْقط. وَإِذا كَانَ بِالْمَرْأَةِ خنق الارحام وعسر ولادها فأصابها عطاس فَذَلِك مَحْمُود. إِذا ضمر ثدي الْحَامِل أسقطت لَان ضمور الثدي يدل على قلَّة الدَّم فِي عروق الرَّحِم فَيَمُوت الطِّفْل من أجل نُقْصَان الْغذَاء. وَإِن كَانَ الْحمل ترءمين فضمر أحد الثديين اسقطت أحد الطفلين وَذَلِكَ يكون فِي الْجَانِب الَّذِي ضمر فِيهِ الثدي. لى. يُمكن أَن يسْتَدلّ فِي امْرَأَة حَامِل قد ضمر أحد ثدييها فَتَقول أَنَّهَا تسْقط غُلَاما أَو جَارِيَة. أَدخل دَوَاء معطا فِي الف ب الانف وَأمْسك المنخرين والفم فانه يسْقط المشيمة لانه يحدث للبطن عِنْد هَذِه الْحَال تمدد وتوتر يعين على سُقُوط المشيمة. إِذا جرى اللَّبن من ثدي الْحَامِل دلّ على ضعف طفلها لَان ذَلِك يدل على أَن الطِّفْل لَا يغتذى بالكفاية.

واصلح أَحْوَال الثدي أَن يكون مكتنزا وَلَا يجْرِي اللَّبن فان هَذِه الْحَال متوسطة فَلَيْسَ يكون فِيهَا)

الدَّم نَاقِصا فِي الْجِسْم كُله وَلَا أَن يكون الطِّفْل غير مغتذ إِذا كَانَت حَال الْمَرْأَة يؤول إِلَى أَن تسْقط وَأَن ثدييها يضمران فان كَانَ الْأَمر على خلاف ذَلِك أَعنِي أَن يكون ثدياها صلبين فانها يُصِيبهَا وجع الثديين أَو فِي الْوَرِكَيْنِ وَلَا تسْقط إِذا عرضت حمى لحامل وسخنت ثدياها سخونة شَدِيدَة من سَبَب ظَاهر فان ولادها يكون بعسر وخطر أَو تسْقط فَتكون على خطر لِأَنَّهُ قد يعرض للحوامل أخلاط رَدِيئَة تهيج مِنْهَا حميات وَلَا تقدر على تنقيتهن مِنْهُ من أجل الطِّفْل فَرُبمَا هَاجَتْ حميات قَوِيَّة تقتل الطِّفْل وَقد تجلب مِنْهَا حميات لينَة فَيكون الطِّفْل لذَلِك مسقاما وَكَذَلِكَ الْأُم فَلذَلِك تكون الْولادَة غير سليمَة من الْخطر لِأَن سَلامَة الْولادَة تحْتَاج إِلَى قُوَّة من الْحَامِل والمحمول جَمِيعًا.

بخور مَرْيَم: زعم بعض النَّاس أَنه إِن علقته حَامِل أَو خطت عَلَيْهِ أسقطت وَمَتى شدّ فِي الرَّقَبَة والعضد منع الْحَبل. د وَقَالَ ج: إِن لعصارته من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلى على الْبَطن أفسد الْجَنِين وَمَتى احْتمل فِي صوفة كَانَ أقوى الْأَدْوِيَة فِي إِخْرَاج الْجَنِين وَقَالَ: إِن لطخ من عصارته على مراق الْبَطن والخاصرة والسرة أخرج الْجَنِين.

اسْتِخْرَاج: يطلى ويحقن بِهِ فِي الْقبل وَيحمل فَإِنَّهُ يفعل مثل هَذِه الْقُوَّة وَلَا يهيج حرارة.

قَالَ د: إِن عصارة بخور مَرْيَم تقتل الْجَنِين قتلا قَوِيا. قُوَّة الصَّبْغ مَتى احتملت أسقطت الْجَنِين وَقَالَ: ورق الفودنج إِن احْتمل قتل الْجَنِين وعصارته تخرج الأجنة بِقُوَّة شرب أَو احْتمل.

 

(3/206)

 

 

ج: القرفير مَتى تبخر بِهِ أخرج المشيمة. د: القردمانا إِن تدخن بِهِ أسقط الْجَنِين وَقَالَ: دهن القيصوم يخرج المشيمة.

وَقَالَ: عصارة قثاء الْحمار تقتل الْجَنِين مَتى احتملت.

وخبرني من أَثِق بِهِ ان الْملح الدراني مَتى احْتمل اسقط الْجَنِين.

جالينوس: عصارة قثاء الْحمار تفْسد الأجنة مَتى احتملت.

أصل القنطوريون الْكَبِير مَتى احْتمل فرزجة أسقط الأجنة وعصارة القنطوريون الصَّغِير مَتى احتملت أخرجت الْجَنِين.

القنة تخرج الْجَنِين احتملت أَو تدخن بهَا وَمَتى شربت مَعَ اللَّبن أخرجت الْجَنِين الْمَيِّت.

القطران مَتى لطخ على الذّكر منع الْحَبل وَمَتى احتقن بِهِ أسقط الْجَنِين بِقُوَّة وَمَتى احْتمل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى وَيفْسد النُّطْفَة إِذا مسح بِهِ الذّكر فِي وَقت الْجِمَاع وَهُوَ أبلغ الْأَدْوِيَة)

كلهَا فِي منع الْحَبل وَيجْعَل من أدام اسْتِعْمَاله عقيما.

اسْتِخْرَاج لي: يحقن بالقطران فِي الْقبل أَو الْمَرْأَة مستلقيه مديدة نصف الْوَرِكَيْنِ فانه بَالغ جدا فِي إِخْرَاج الْوَلَد الف ب وَكَذَلِكَ يعالج بالأشياء الَّتِي تفعل ذَلِك فاذا بقيت بِحَالِهَا سَاعَة وَقبلت الحقنة حملتها صوفة قد غمست فِيهِ فانه لايخلف. الزوفا الرطب مَتى احْتمل سهل خُرُوج الْجَنِين. الشبث مَتى جعل مِنْهُ شيئ فِي فَم الرَّحِم قبل الْجِمَاع أَو فِي وقته منع الْحَبل. د: قشر الينبوتة إِذا تدخن بِهِ أخرج المشيمة والجنين الترمس مَتى خلط بالمر وَالْعَسَل وَاحْتمل أخرج الْجَنِين وَقَالَ: وَذكر ذَلِك ج: إِن طبيخ الثوم مَتى جلس فِيهِ أخرج المشيمة وَقَالَ: وَيفْعل ذَلِك مَتى تدخن بِهِ.

قشر أصل شجر الْغَار مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار تِسْعَة قراريط قتل الْجَنِين.

وورق الغرب إِذا أكل منع الْحَبل وَإِن شرب من بزر الخيري الْأَصْفَر دِرْهَمَانِ أَو احْتمل من غير عسل أخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة.

طبيخ زهرَة الخيرى المجفف يخرج المشيمة ج: وَيخرج الأجنة الْمَوْتَى وَمَتى شرب أفسد الأجنة لِأَنَّهُ شَدِيد المرارة وبزره يفْسد الأجنة الْأَحْيَاء وَيخرج الْمَوْتَى وأصوله تفعل ذَلِك. ج: الخربقان مَتى احتملا قتلا الْجَنِين وَالْأسود أقوى فِي ذَلِك.

ابْن ماسويه لإِخْرَاج المشيمة: تمسك صوفة قد غمست فِي دهن بِلِسَان اَوْ يمسك مَعهَا دهن النمام ودهن المرزنجوش ودهن الناردين مَعَ المر وَقَالَ: لإِخْرَاج المشيمة تشرب طبيخ الخيري الْأَصْفَر.

وَقَالَ الَّذِي يمْنَع من الْحَبل تمسك مَعهَا بعد طهرهَا صوفة بَيْضَاء فِيهَا ورق الغرب مدقوق وثمر الغرب من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل واغمسها فِي مَاء ورق الغرب وَيفْعل مثل ذَلِك بزر الكرنب النبطي مَعَ الْحَرْف من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدقان ويعجنان بقطران ويغمسان فِي مَاء الفودنج وَيحْتَمل وَمِمَّا يمْنَع الْحَبل أَن تمسك الْمَرْأَة مَعهَا شَحم حنظل وسقمونيا وهزار جشان وسنسدان وخبث الْحَدِيد وكرنب وبزر الكرنب بِالسَّوِيَّةِ

 

(3/207)

 

 

بعد دقها واعجنها بقطران تمسك بعد الطُّهْر أَيَّامًا. مَجْهُول: يعجن دَقِيق الشيلم بِمَاء الكرنب وتحتمله.

إِسْحَاق: إِذا عسر على الْمَرْأَة ولادها فَخذ برشياوشان فيداف بشراب وَهُوَ مسحوق وَشَيْء من دهن ويسقى من المشكطرامشير بشراب وَمَاء وينفعها التعطيس.)

وَإِذا مَاتَ الطِّفْل فَخذ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء السذاب وحلبة وتينا مطبوخا وَثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الصعتر البرى فاسقها مِنْهُ فانه يخرج الطِّفْل.

مَتى اخذت مِنْهُ واحقنت فِي قبلهَا بِمَاء سذاب أُوقِيَّة ومشكطرامشير وقطران وأبهل قد طبخ بِمَاء وينطل على سرتها وظهرها ويسقى بِمَاء الباذرونج ثَلَاث أَوَاقٍ فانه يمْنَع الْحَبل ويدهن الرَّحِم وَالذكر بدهن بِلِسَان فانها لَا تحبل وَتجْعَل قبل الْجِمَاع فَتِيلَة بدهة بِلِسَان.

أبقراط د: الخربق الْأسود مَتى احْتمل فِي الرَّحِم نفض مَا فِيهِ.

دَوَاء يسْقط المشيمة من كتاب ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى: رماد يصب عَلَيْهِ مَاء ويصفى مِنْهُ رَطْل ويذر عَلَيْهِ أُوقِيَّة من الخطمى ويسقى مِنْهُ وقيئها وعطسها. قَالَ: وَإِذا مضى للحبل أَرْبَعَة أَيَّام وَلم تَلد فاحرص عَلَيْهِ نجاة الْأُم واحمل عَلَيْهَا الف ب بالأدوية القوية لَا تبال بالطفل مثل مَاء السذاب ودهن الحلبة وَمَاء الحلبة مطبوخا مَعَ تمر ودخنها بِعَين سَمَكَة مالحة مدقوقة وحافر فرس فَإِذا سقط الْجَنِين وَأَرَدْت أَلا يغلظ الدَّم فِي الرَّحِم فيؤذى ويشتد الوجع فدخنها بمقل وزوفرا أَو حرمل وعلك الأنباط وصعتر وخردل ابيض فانه هَذَا يمْنَع غلظ الدَّم.

دَوَاء ينفع من عسر الْولادَة واحتباس المشيمة وَيخرج الْوَلَد الْمَيِّت: مر قنة جوشير كبريت مرار ثَوْر بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْكل بقطران ويدخن مِنْهُ بِمثل الجوزة مَرَّات واسقها من المرو والقنة والجوشير درهما بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْكل بِمَاء كرفس معصور وترمس مطبوخ.

تَدْبِير الْحَامِل عِنْد ولادها: مرها تتمشى ومرخها بالرازقي مرخا رَفِيقًا وسقها سكرجة من مَاء حلبة مطبوخة مَعَ مثله طلاء.

ودخنها بالمسك والكهرباء وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر والْحَدِيث الطّيب للنَّفس. وَإِذا أَحْبَبْت أَن تنزف دَمًا كثيرا أَو خفت من احتباسه فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس وَإِن خفت أَن يضر من أجل احتباس الدَّم فأعد التدخين مَرَّات.

أسليمن: لسرعة الْولادَة تدخل الْحمام وتنقع فِي المَاء الْحَار وتشرب وتحمتل لعابات لزجة ويطلى الْبَطن وَالظّهْر والأفخاذ ونواحيها بشمع اصفر ودهن وَكَذَلِكَ فقار الظّهْر كُله.

وَتمسك فِي يَدهَا الْيُسْرَى مغنطيسا فانه عَجِيب وَإِن جعلت الزراوند على صوفة وحملتها ولدت من ساعتها. رماد حافر فرس أَو حمَار أَو دَابَّة يعجن ويطلى فانه عَجِيب فِي قوته يُخرجهُ حَيا كَانَ أَو مَيتا. ويعلق على الْفَخْذ الْأَيْمن زبد الْبَحْر.)

وقشر القثاء الْيَابِس يسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء سخن فانها تَلد ودخنها بالمر وَأقوى من ذَلِك أَن تسقى الجندبادستر أَو

 

(3/208)

 

 

الحلتيت أَو يعرض عَلَيْهَا من زبد الْبَحْر قِطْعَة كَبِيرَة فانها تَلد مَكَانهَا.

مرهم يسهل الْبَطن وَيخرج الْوَلَد: عصير حنظل عشرَة لبن اليتوع دِرْهَم سقمونيا مثله شَحم الحنظل دِرْهَمَانِ قنة عشرَة تذاب القنة بدهن شرجنى وَيجمع الْجَمِيع ويطلى بِهِ وَمَتى طرح الخربق فِي المَاء وطبخ نعما وَقَعَدت الْمَرْأَة فِيهِ أخرج المشيمة وَإِذا خرجت فَيجب أَن تحمل دهن ورد.

قَالَ: وعصير الحنظل قوى جدا فِي إِخْرَاج الْوَلَد وَكَذَلِكَ الحلتيت والقنة والقردمانا.

مَجْهُول: قشور العليق يمْنَع الْحَبل إِذا شرب بعد الطُّهْر وَكَذَلِكَ ثَمَر الغرب وَكَذَلِكَ ان احْتِمَال فقاح الكرنب بعد الطُّهْر منع الْحَبل. الْكَمَال والتمام: يحْتَمل فقاح الكرنب وبزره بعد طهرهَا فانه يمْنَع الْحَبل وتسقى مَاء ورق الغرب أَو ثَمَرَته مَعَ المَاء القراح فانه يمْنَع الْحَبل. وَمِمَّا يخرج المشيمة: تقعد فِي طبيخ البلنجاسف وَيصب مَاؤُهُ على الرَّحِم وتبخر بالبلنجاسف.

الْيَهُودِيّ: يعرض من شدَّة الطلق أَن تخرج ألف ب طَائِفَة من الرَّحِم إِلَى فرجهَا لانحلال العصب المطيف بعنق الرَّحِم فَتبقى هُنَاكَ وَتسَمى العفل. وَقَالَ: وَالْحَبل الْكَاذِب يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ بازردروند وتصيب مِنْهُ أَعْرَاض الْولادَة وتلد إِمَّا قِطْعَة لحم وَإِمَّا أَن تخرج مِنْهَا ريَاح وفضول فَقَط تستريح وَتسقط إِذا حبلت هَذِه وَرُبمَا ولدت ديبلة تلدها ولادَة. اسْقِ هَذِه دهن الكلكلانج ولوغاذيا واسق للدبيلة دهن اللوزين بِمَاء الْأُصُول وافصدها إِن أمكن وضمد الرَّحِم بِمَا يحلل ويلين والمحمول جَمِيعًا. قَالَ: إِن سقيت الْحَامِل أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا فِي كل يَوْم أَرْبَعَة مَثَاقِيل من السذاب البستاني بِمَاء حَار أسقطت أَو تسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل من عصارته وَكَذَلِكَ مَتى أدمن عَلَيْهَا سقى عصارة السمسم أَو طبيخ اللوبيا الْأَحْمَر.

لى: على مَا رَأَيْت قِيَاسا: ان احتملت الْمَرْأَة عصارة الحنظل الرطب أَو طبيخه الْقوي ودفعته نعما طرحت جَنِينهَا.

وَمن اختيارات حنين: إِذا عسرت الْولادَة فأطعم الْمَرْأَة طَعَاما خَفِيفا كالفراريج مَا يشْبع.

ولأبقراط فِي ذَلِك: وتشرب عَلَيْهِ نبيذا صلبا مِقْدَارًا صَالحا وتطيب نعما وتحرك عضلها أَحْيَانًا وتمشى مشيا رَفِيقًا من غير إفراط فان ولدت وَإِلَّا فاسقها مَاء الحلبة والطخ أَسْفَلهَا وَالظّهْر وَمَا يَلِيهِ أجمع بلعاب بزر قطونا فان هَذَا نَافِع للْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها.)

من مسَائِل المولودين: الْجَنِين المرتجل خُرُوجه غير طبيعي وَقد يعِيش كثير مِنْهُم وَلَا بُد أَن يتورم بعد الْخُرُوج فَمن سكن ورمه قبل الْيَوْم الثَّالِث والمولود لسبعة أشهرهم من الْأَطْفَال فِي غَايَة الْقُوَّة فِي الرَّحِم فيهتكون عَن أنفسهم إِذا انقلبوا وَيخرجُونَ وَلَا يلبثُونَ بعد الانقلاب إِلَّا كَمَا يبْقى المولودون فِي التَّاسِع والعاشر إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ لطول مكثهم يزِيد فضل جثثهم على المولدين لسبعة وَأكْثر المولودين لسبعة يموتون لأَنهم قد خَرجُوا قبل اسْتِعْمَال الْقُوَّة أجمع لِأَن الْجَنِين يُرِيد الْبَقَاء بعد الانقلاب ايضاً مُدَّة الْمَوْلُود لتسعة يُؤْخَذ خصيبا ولسبعة ضَعِيفا ولعشرة أَيْضا خصيبا.

قَالَ: الولاد الطبيعي أَهْون على الْمَرْأَة وأسرع خُرُوجًا

 

(3/209)

 

 

وَإِن أردْت أَن تعلم هَل الْجَنِين متهيئ على الشكل الطبيعي أم لَا فاغمز بَطنهَا فان الْجَنِين ينحدر من الرَّحِم وَينزل على رَأسه وتنزل المشيمة مَعَه وتتنظف من الفضول نعما وَقد يخرج الْجَنِين على غير الشكل الطبيعي لسوء تَدْبِير الْقَابِلَة ولحزن وَغَضب يعرض للحامل أَو من هم أَو من فزع أَو من أجل الْإِسْرَاع فِي الْولادَة وَإِذا عسرت الْولادَة شقى المشيمة وأمرها بالتزحر بعقب ذَلِك فانه يخرج رِجْلَاهُ فادفعه إِلَى فَوق ثمَّ حوله قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تجلسه ثمَّ خُذ بساقيه فمدهما قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ لَا الف ب تزَال تقلبه حَتَّى تجْعَل رَأسه أَسْفَل فاذا عسرت الْولادَة أَيْضا فأجلس الْمَرْأَة إِلَى شراسيفها فِي المَاء الفاتر وامرخها بالشمع والدهن وَحملهَا شيافة من مر فاذا لَبِثت سَاعَة فعطسها وَهِي على الْكُرْسِيّ واعصر أَسْفَل بَطنهَا فانتها ستولد وتقلب فِي الاشكال حسب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الطبيعة وتنزل مرّة وتستلقى أُخْرَى وتزعزع وتشكل أشكالا مُخْتَلفَة على نَحْو مَا تحْتَاج إِلَيْهِ. أطهورسفس: مَتى اخْرُج جَوف الأربيان وجفف وسحق وَسَقَى مِنْهُ مِثْقَال بشراب أَبيض بعد طهرهَا منع أَن تحبل.

وَإِن بَكت الْمَرْأَة ثمَّ جومعت منع من الْحَبل.

وحافر الْحمار مَتى تدخن بِهِ أسقط الْوَلَد الْمَيِّت وَقتل الْحَيّ.

وَمن كتاب الْجَنِين لأبقراط: زَوَال خُرُوج الْجَنِين مرتجلا أَو مجنحا أَو غير ذَلِك مِمَّا هُوَ غير طبيعي إِنَّمَا يكون إِذا كثرت الْمَرْأَة عِنْد الْولادَة التحريك وَالْقِيَام وَالْقعُود والاضطجاع والاستواء.

على بن ربن: إِذا كَانَ فِي حِين الْولادَة وجع فِي الْعَانَة سهلت الْولادَة وَإِذا وجدت الوجع فِي الظّهْر عسرت.

قَالَ: وينفع إِذا حضرت الْولادَة أَن تجْلِس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا وتستلقي على ظهرهَا سَاعَة ثمَّ تقوم وتتردد وتصعد فِي الدرج والمراقي صعُودًا سَرِيعا وتنزل وتصيح بغضب وتهيج بالعطاس مرَارًا)

كَثِيرَة.

الطَّبَرِيّ: مَتى طبخ ورق الخطمى الرُّومِي بِسمن وَعسل وأطعمت فانه يسهل الْولادَة جدا جدا وَمَتى علق على فَخذ الْمَرْأَة الأصطرك الافريطشى لم يصبهَا وجع وَمَتى سحق الزَّعْفَرَان وعجن وَجعل مِنْهُ نصف جوزة وعلق على الْمَرْأَة بعد الْولادَة طرحت المشيمة. مَتى شدّ زبل الْخِنْزِير فِي صوفة وعلق عَلَيْهَا منع نزف الدَّم مِنْهَا. وَله صُورَة قد كتبناها فِي ذَلِك الْكتاب.

وَمَتى بخرت الْمَرْأَة بقنة أَو كبريت أَو مر أَو جوشير فانه يسهل الْولادَة. وتبخر بالمسك والكهربا فانه ينقيها.

وَمَتى أخذت مغنطيسا فِي يَدهَا ولدت سَرِيعا وَمَتى بخرت الْمَرْأَة بسرقين الدَّوَابّ طرحت الْوَلَد.

وَيُؤْخَذ أبهل كف سذاب باقه وكمون وحمص أسود بِقدر الْحَاجة وَيُؤْخَذ وَتجْعَل على رَطْل مِنْهُ أوقيتين من دهن الْحبَّة الخضراء وأوقية عسل وَيشْرب.

ابْن سرابيون: تعسر الْولادَة لصِغَر الرَّحِم فِي الْخلقَة أَو لِأَنَّهَا أول مَا ولدت أَو لسمن الْمَرْأَة أَو لِأَنَّهَا جبانة أَو لورم حَار فِي الرَّحِم أَو لِأَنَّهَا ضَعِيفَة الْقُوَّة أَو لِأَن الْوَلَد بِغَيْر الشكل

 

(3/210)

 

 

الطبيعي أَو بِغَيْر الْعظم أَو لِأَنَّهَا ولدت من غير الْوَقْت الْوَاجِب أَو لِأَن المشيمة تنخرق أَو لَا تنخرق قبل الْوَقْت فيجف الرَّحِم فِي وَقت الْحَاجة إِلَى الرُّطُوبَة أَو لِأَن عدد الأجنة كثير.

وَمِمَّا يسهل الْولادَة إِذا كَانَت من شدَّة تقبض الْجَنِين: الْجُلُوس فِي الآبزن الَّذِي قد غلى فِيهِ بابونج وحلبة وبزر الْكَتَّان والكرنب وسكب مَاء الحلبة فِي الرَّحِم الف ب ويضمد الْموضع ببزر الْكَتَّان بِبَعْض الرطوبات فان عسر فليحرك حَرَكَة عنيفة وتعطس وَتمسك بِالنَّفسِ وتتزحر وَأما المشيمة فلتستلق على وَجههَا وتضم ركبتيها إِلَى فخذيها فان على هَذِه الْجِهَة يسهل عَلَيْهَا ويندى فَم الرَّحِم بالقيروطي والمشيمة إِذا لم تَنْشَق فلتشق بالظفر أَو بالسكين وَمَتى كَانَ الْجَنِين على غير الشكل الطبيعي فَرده واقلبه وَلَا تزَال بِهِ كَذَلِك حَتَّى يَسْتَوِي وَإِن كَانَ مَيتا فعلقه بصنارة وَأخرجه.

شيافة لخُرُوج الْجَنِين حَيا وَمَيتًا: تَرَبد مر خربق جوشير مرار الْبَقر بِالسَّوِيَّةِ تجْعَل بلاليط وتحتمل وبخرها بزرنباد وكبريت قد عَجنا بمرار الْبَقر.

ابْن سرابيون: عصارة قثاء الْحمار يعجن بمرار الْبَقر وَيحْتَمل فانه يحدر الْجَنِين بِقُوَّة.)

لى: يُؤْخَذ شَحم حنظل مسحوق فيعجن بطبيخ شَحم الحنظل ويحتل فانه يحدر الْجَنِين.

وَأَيْضًا قوي جدا: أوقيتان من طبيخ شَحم الحنظل يحقن بِهِ الْقبل وَهِي مُرْتَفعَة الورك فِي محقنة طَوِيلَة البزال لتجوز عنق الرَّحِم إِلَى فضائه ولتقعد قبل ذَلِك فِي المَاء الْحَار وتستحم مَرَّات كَثِيرَة وتحتمل المرو والميعة ودهن الْحِنَّاء والأدهان المرخية ودهن الْقطن والثنة حَتَّى ينفتح فَم الرَّحِم قَلِيلا ثمَّ تحقن بذلك فانها تخرجه من سَاعَته ان شَاءَ الله.

انْتهى السّفر الثَّالِث من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر الثَّامِن على مَا رتبه مؤلفة ابو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي التَّاسِع فِيمَا يدر الطمث ومضار احتسابه وَالِاسْتِدْلَال بِهِ على حَال الْأَجْسَام وَمَا ينقى الْأَرْحَام وأرحام النُّفَسَاء وَالْعلم هَل يبزل الطمث أم لَا وَغير ذَلِك مِمَّا يَلِيق بِهِ مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الأخصل الطَّالِب الأمجد الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف ابْن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن يحمش لَا زَالَت أَحْوَاله صَالِحَة وأموره ناجحة والمسرات لَدَيْهِ غادية ورائحة بمنّ الله وَيَمِينه.

وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس وَعشْرين مايو سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَألف لتاريخ الصفر بموافقة الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر جُمَادَى الأولى عَام ثَلَاثَة وَعشْرين وسِتمِائَة على يَدي العَبْد الشاكر لله ذِي الْعِزَّة والجلال على كل الْأَحْوَال يُوسُف بن مُحَمَّد الطيوجي استنقذه الله ... . لَا رب سواهُ.

بلغت الْمُقَابلَة بِالْأُمِّ المستنج مِنْهَا فَصحت على قدر الْجهد والاستطاعة وَالْحَمْد لله كثيرا كَمَا هُوَ أَهله. الف

 

(3/211)

 

 

ج بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ... ... ... ... وَبِه الِاسْتِعَانَة ... ... ... . (الَّتِي تدر الطمث) ومضار احتباس الطمث وَحَال ... عِنْد احتباسه وَالِاسْتِدْلَال مِنْهُ على حَال الْبدن ...

وَمَا ينقى الْأَرْحَام وأرحام النُّفَسَاء وَالْعلم هَل ينزل الطمث أم لَا السَّادِسَة من العضاء الألمة: يكون من احتباس الطمث ثقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة ... . وقشعريرة وقلق وغثيان وَزَوَال الرَّحِم إِلَى الجوانب وَرُبمَا ظهر فِي حالبها غلظ ظَاهر خَارج عَن الطَّبْع يدل على ورم فِي بعض الْأَعْضَاء وَرُبمَا جمع وَاحْتَاجَ إِلَى بط.

قَالَ: وَيتبع ذَلِك وجع فِي الظّهْر والعنق وحمّيات محرقة وَبَوْل أسود مَعَ شَيْء من صديد أَحْمَر بِمَنْزِلَة مَاء اللَّحْم الْمَخْلُوط بفحم وعسر الْبَوْل وخراجات وأورام حادة وَإِذا كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَلَا يكَاد يتبعهُ شَيْء من ذَلِك. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا ينقى بِهِ الْجِسْم وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي النِّسَاء الْبيض البلغميات. 3 (احتباس الطمث) الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الطمث يحتبس إِمَّا لورم فِي الرَّحِم أَو من أجل التوائه وَيكون عِنْد الْولادَة أَكثر وَإِمَّا من أجل غلظ الدَّم وَإِمَّا لسدة فِي الْعُرُوق الَّتِي تَجِيء إِلَى الرَّحِم وَإِمَّا من

 

(3/212)

 

 

أجل انضمام أفواهها وَإِمَّا لتكاثف من جَوْهَر فِي الرَّحِم كُله وَأي هَذِه كَانَ أعنى الَّذِي بِسَبَب غلظ الدَّم وَمَا يَلِيهِ فالتكميد بالأفاوية يبرىء مِنْهُ لِأَنَّهُ يقدر أَن يرقق وَإِن كَانَ غليظا وَيفتح السدد وَيقطع ويلطف. وَقد يحتبس الطمث من غَلَبَة بعض الأخلاط الغليظة أَو الْبَارِدَة على الْجِسْم وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى أَن يعرف من لون الطمث وَمن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَنَحْو ذَلِك ثمَّ تفصد لتنقيه الْجِسْم من تِلْكَ الأخلاط. وَإِذا كَانَ احتباس الطمث لغلظ الأخلاط فان الْجُلُوس فِي مَاء الأفاوية المطبوخة وَالتَّدْبِير الملطف المرقق للدم والفرزجات المتخذة من الفودنج وَنَحْوه من الملطفات تدره.

وَإِذا كَانَ للْمَرْأَة لبن وَلَيْسَت وَالِدَة وَلَا حَامِلا فان طمثها يرْتَفع لِأَنَّهُ يدل على ميل الدَّم إِلَى فَوق وَالدَّم إِذا مَال إِلَى الثدي اسْتَحَالَ لَبَنًا.

أبقراط: قد يحدث من احتباس الطمث أمراض ومضار. وَيكون احتباس الطمث من أجل انضمام أَو سدة فِي الْعُرُوق الَّتِي ينحدر فِيهَا الطمث أَو لغلظ الدَّم أَو لبرد أَو لسدة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الرَّحِم حَتَّى لَا يقبل مَا يجْرِي إِلَيْهَا.)

وَمَتى حدث من هَذِه الْأَسْبَاب قلَّة الطمث واحتباسه فَيَنْبَغِي ضَرُورَة على طول الْأَيَّام أَن يحدث بالرحم مِنْهُ آفَة إِمَّا من حبس الورم الْحَار وَإِمَّا من الْحمرَة وَإِمَّا من سقيروس وَإِمَّا من من كتاب الفصد قَالَ: إِذا أردْت ادرار الطمث فافصد الْمَرْأَة قبل الْوَقْت الَّذِي من عَادَتهَا أَن تحيض فِيهِ الصَّافِن واحجمها على السَّاق فاذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافصد الرجل الاخرى واحجمها واستفرغ من الدَّم شَيْئا صَالحا وَا جعل التَّدْبِير مِمَّا يدر الطمث بالأشياء الف ج ... ... . . وَسُحْقًا ... ... . . من سَاعَته وَأقوى من ذَلِك الأبهل والمشكطرامشير ... ... ... ... . . الأفاوية وخاصة إِذا كَانَ بالدارصيى.

من كتاب السَّوْدَاء ... ... ... . . يَجِيء بعد النّفاس أَشد سوادا لانه قد مَال فِي الْأَيَّام أَعنِي الْحَبل إِلَى رداءة الْكَيْفِيَّة والسوداوية بالطبع.

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة قَالَ: حمرَة الْوَجْه جدا والثقل فِي الرَّأْس والاعياء فِي الْجِسْم والوجع فِي قَعْر الْعين من عَلَامَات احتباس الطمث ويدر الطمث لمثل هَذِه بالأدوية ولاسيما إِن كَانَ ذَلِك فِي وَقت طمثها.

الأولى من السَّادِسَة إِذا لم يدر طمث الْمَرْأَة زَمَانا وَكَانَت بَيْضَاء رطبَة مائية ترهلت وَخيف عَلَيْهَا الاسْتِسْقَاء. الثَّالِثَة من السَّادِسَة: امْرَأَة كَانَ طمثها محتبسا مُدَّة طَوِيلَة فاختلت شهوتها للطعام وهزل بدنهَا فخاف الْأَطِبَّاء فصدها لاختلال شهوتها ونحافة جسمها وَرَأَيْت أَنا عروقها دارة مَمْلُوءَة دَمًا كمدا ففصدتها فَرَأَيْت الدَّم كالزفت السَّائِل وَإِذ رَأَيْته بِهَذِهِ الْحَال من السوَاد أكثرت من إِخْرَاجه فأخرجت فِي الْيَوْم الأول رطلا وَنصفا وَفِي الثَّانِي رطلا وَفِي الثَّالِث نصف رَطْل وَأكْثر فبرئت هَذِه الْمَرْأَة وعادت إِلَى حَالهَا واخصبّ بدنهَا.

ابيذيميا: امْرَأَة كَانَت ولودا دهرا فارملت فاحتبس طمثها مُدَّة طَوِيلَة وَإِذ عرض لَهَا ذَلِك صَار بدنهَا إِلَى حَال أبدان الرِّجَال وَقَوي الشّعْر فِي بدنهَا كُله وَنبت لَهَا لحية وَصَارَ صَوتهَا صلبا خشنا ثمَّ مَاتَت. ج: أَكثر مَا ينَال هَذَا الْفساد الولودات واللواتي تَتَغَيَّر بِعَدَمِ الطمث كثيرا ثمَّ يدملن ويحتبس طمثهن.

وَقد رَأَيْت الْأَطِبَّاء ذكرُوا أَن عددا من النِّسَاء نالهن من هَذِه الْأَسْبَاب إِمَّا مرض عَظِيم وَإِمَّا موت وَقد رَأَيْت أَنا ذَلِك.)

أبقراط: وَعرض لأخرى هَذَا بِعَيْنِه فاحتلت أَن ينحدر طمثها فَلم يَجِيء وَهَذِه لم يطلّ لَبنهَا وَمَاتَتْ.

 

(3/213)

 

 

ج: إِذا انْتَقَلت الْمَرْأَة إِلَى طبع الرجل فَاعْلَم أَنه لاشيء من الاشياء يقوى على تَحْرِيك طبعها وَهَذَا الْعَارِض إِنَّمَا يعرض لمن كَانَ فِي النِّسَاء تشبه الرِّجَال وَأما زباء وَاسِعَة الْعُرُوق قَليلَة اللَّحْم.

قَالَ: وَنسَاء رومة يشربن مَاء الثَّلج فَيفْسد طمثهن فَلَا ينقين وتكثر أمراضهن ويصرن لذَلِك عواقر.

مَجْهُول لادرار الطمث: فربيون حَدِيث اسحقه بِمَاء على صلابة وَيجْعَل على قطنة وتحتمله سَاعَة لَا تَدعه كثيرا فينزف نزفا كثيرا.

آخر قوي: خربق أسود وأصول حنظل يعجن بِمَاء بعد سحقه واجعله شيافا طوَالًا فانه يخرج أول مرّة رُطُوبَة كَثِيرَة ثمَّ يخرج مَعَ الدَّم.

أهرن مَا احْتبسَ من الْحيض من اجل السن فَلَا علاج لَهُ لِأَن الدَّم من هَؤُلَاءِ ينقص ويبرد.

وَالَّتِي تتعب من النِّسَاء من أجل أَن دَمهَا تحلل يقل حَيْضهَا ومنتهى انْقِطَاع الْحيض يكون بعد الْخمسين وَفِي بعض النِّسَاء بعد السِّتين وَقل مَا رَأينَا ذَلِك. وَقد يَنْقَطِع بعد الْأَرْبَعين.

وَمَتى سمنت الْمَرْأَة الف ج بافراط قل حَيْضهَا لِأَن دَمهَا ينفذ فِي الْغذَاء و ... مِنْهَا ... . . قل طمثها فاذا لم يكن شَيْء من ذَلِك وَاحْتبسَ الْحيض فَذَلِك الْمَرَض ... . . وَالرَّأْس وَذَهَاب الشَّهْوَة فعالج عِنْد ذَلِك بِمَا ينزل الْحيض كالجندبادستر والقردمانا والحرف ... ... . .

والسكبينج والحلتيت وَنَحْوهَا وتحتمل وتتبخر بهَا ويسقى مِنْهَا أَيْضا وَكَثْرَة الْعرق من تَعب كَانَ أَو ... ... . نزُول الْحيض وَالْبَوْل فَلذَلِك اذا سقيت أدوية تدر الطمث فتحر أَلا تعرق عرقا دَوَاء قوي ... ... . . الْحيض: أصل الكرفس ورازيانج وقشور أصل الْكبر وقسط وأصل الحنظل وَقُوَّة الصَّبْغ وَإِذ ... ... . . وشونيز ونانخة وقردمانا تطبخ نعما واسقه كل يَوْم سكرجة حَتَّى تحيض. 3 (انْقِطَاع الطمث لضعف الكبد) بولس: قد يَنْقَطِع الطمث لضعف الكبد ولاشتراك بعض الْأَعْضَاء ففتش عَن ذَلِك وافصد بالعلاج إِلَى ذَلِك الْعُضْو.

قَالَ: وَإِذا علمت أَن الْعلَّة فِي الرَّحِم وَلم يكن مَانع فافصد الصَّافِن وَلَا تخرج مِنْهُ أقل من رَطْل وَلَا أَكثر من رطلين وَنصف وَيجب أَن يكون ذَلِك فِي وَقت عَادَة الطمث واعطهن ايارج شَحم الحنظل بعد اراحتهن ورضّ الْأَعْضَاء السُّفْلى واربط الرجلَيْن جَمِيعًا أَيَّامًا ثَلَاثَة قبل وَقت الطمث ثمَّ أمرهَا بِدُخُول الْحمام وضع الْأَدْوِيَة المحمرة على الصلب والعانة ثمَّ عد إِلَى التنقية بايارج شَحم الحنظل والفصد والحجامة على السَّاق وَحملهَا الخربق الْأسود والسقمونيا والقنطوريون وشحم الحنظل وصمغ الزَّيْتُون الْبري وعصارة السذاب وعصارة الأفسنتين فان هَذِه تدر الطمث بِقُوَّة وَتخرج الأجنة.

 

(3/214)

 

 

التَّذْكِرَة يُوسُف التلميذ فرزجة تدر الطمث: مقل أُوقِيَّة جوشير عسل اللبنى حرف قردمانا بزر جرجير جندبادستر دهن السوسن يتَّخذ فرزجة. وَمِمَّا يدر الطمث بِقُوَّة: مر فوة الصَّبْغ محروث فنجنكشت لوز مر صعتر يسقى بِمَاء الترمس أَو طبيخ المشكطرامشير.

الْكَمَال والتمام فرزجة تدر الطمث: أشنان أَخْضَر عَاقِر قرحا شونيز سذاب رطب فربيون. يعجن بالقنة وَيحْتَمل فِي صوفة مغموسة بالزنبق.

من كتاب ميسوسن فِي علاج الْحَوَامِل قَالَ: الْمَرْأَة الَّتِي لاتحيض من أجل أَن بدنهَا جاس يَابِس يجب أَن تلْزم الدعة وَالْحمام والأغذية الرّطبَة وَالشرَاب الْكثير المائي ثمَّ تحمل مَا يدر الطمث.

الَّتِي لَا تحيض من كَثْرَة الشَّحْم فليجفف شحمها بالدلك بالنطرون ولطافة التَّدْبِير.

ابْن سرابيون: يحتبس الطمث إِمَّا لِأَن الْجِسْم مَرِيض قَلِيل الدَّم أَو لِأَن فِي الرَّحِم ورما أَو لغلط الدَّم أَو لدم خرج كثيرا من بعض الْأَعْضَاء أَو لسمن خَارج عَن الِاعْتِدَال أَو لقروح حدثت فاندملت فانسدت أَفْوَاه الْعُرُوق ويهيج من ذَلِك سُقُوط الشَّهْوَة ووجع الظّهْر والورك والفخذ وَالرَّأْس وَالْعين وحميات وغثى وَسَوَاد الْبَوْل ودمويته وَرُبمَا حدث يبس الْبَطن وعسر الْبَوْل والأمراض السوداوية وَإِن كَانَ السَّبَب الورم فاعمل فِي حلّه فان كَانَ انضمام افواه الف ج ... ... ... . يكون بحجاب يحدث فِي الرَّحِم يعالج بالحديد.

يشرب دِرْهَم حرتيت بِمَاء الْعَسَل أَو يُؤْخَذ فودنج جبلى وَمر بِالسَّوِيَّةِ يشرب بعد الْحمام)

... ... . . خربق أسود وأصل الحنظل وكندس بالسواء يسحق وَيحل ويعجن بمرار الثور وَيحْتَمل.

آخر: شَحم حنظل أفسنتين بِالسَّوِيَّةِ يحْتَمل بمرار الثور.

شيافة جَيِّدَة مجربة تدر الطمث بِقُوَّة: شَحم حنظل أفسنتين أسارون شونيز كندس وَج عرطنيثا فودنج جبلى إيرسا سذاب فلفل أسود مقل مر حلتيت يجمع بمرار وَيحْتَمل وَهُوَ مجرب وَهُوَ يحدر الأجنة.

عصارة قثاء الْحمار إِذا عجنت بمرار الثور وَيحْتَمل فانه يدر الطمث وَيخرج الأجنة بِقُوَّة.

دَوَاء يحدر الطمث وَلَا يضر الحبلى: جندبادستر وَج أنيسون بزر كرفس دِرْهَم دِرْهَم يشرب بشراب ممزوج فانه يُقَوي الْجَنِين وَلَا يُؤْذِيه ويدر الطمث.

الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: الَّتِي تدر الطمث السهل الدرور الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر اللَّبن فَأَما إِذا نقض جدا وَانْقطع الْبَتَّةَ فَلَا تنجع فِيهِ هَذِه بل يحْتَاج إِلَى الأبهل والمر والفودنج والمشكطرامشير والأسارون والقسط والمر والسليخة والدارصيني والحماما والزراوند. قَالَ: هَذِه المدرة للبول إِلَّا الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِنَّمَا يحتبس طمث الحبلى لِأَن المشيمة الْمُتَعَلّقَة بِجَمِيعِ أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تلى الرَّحِم فَإِن جَاءَ مِنْهُ شَيْء قَلِيل فِي حَالَة فانه يَجِيء من الْعُرُوق الَّتِي فِي

 

(3/215)

 

 

رَقَبَة الرَّحِم وَهِي قَليلَة ضَعِيفَة فان كثر فقد تعلق المشيمة بالرحم وَلذَلِك تسْقط.

ميسوسن قَالَ: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض من أجل حرارة طبعها تلْزم السّكُون وَالنَّوْم وَالْحمام والأغذية الرّطبَة شيافات وَالَّتِي لَا تحيض من كَثْرَة الشَّحْم يجفف بدنهَا بِالتَّدْبِيرِ ثمَّ تحمل الْأَدْوِيَة.

لي: على مَا رَأَيْت فِي الأقربادين الْكَبِير علاج تَامّ قوى لادرار الطمث: فوة الصَّبْغ مشكطرامشير قردمانا سذاب أبهل: يطْبخ حَتَّى يجمد وَيُؤْخَذ من الحلتيت زنة نصف دِرْهَم فتجعل حبا وتسقى بأوقية وتحتمل فرزجة من الزراوند وَتجْعَل الْغذَاء مَاء حمص ولوبيا وأفاوية وإسفيذباج فَإِذا عملت ذَلِك أَيَّامًا وسخنت وأشرفت على الْحمى حجمت السَّاق الْيُمْنَى ثمَّ حجمت الْيُسْرَى بعد ثَلَاث اخر.

الْمُفْردَات اكثر من كل شَيْء يدره: المشكطرامشير يدر الطمث بِقُوَّة الفوة تدر الطمث بِقُوَّة)

الترمس مَتى شرب وَاحْتمل نفع وَيشْرب طبيخه مَعَ المر والسذاب فانه أقوى الحاشا قشور أصل الْكبر بدر بِقُوَّة السليخة تدر الطمث الَّذِي قد احْتبسَ بِسَبَب غلظ الأخلاط لي: البصل مَتى احْتمل أدر الطمث بزر الخيرى مَتى شرب مِنْهُ مثقالان كَانَ ابلغ الْأَشْيَاء كلهَا فِي احدار الطمث الكاشم الرازيانج الشونيز يدر الطمث الغليظ جدا بطراساليون الف ج جيد فِي احدار الطمث الفراسيون النانخة الاذخر ... كنت بعد ان أفصد الصَّافِن إِذا حجم السَّاق ... ... . . الجندبادستر مَعَ الفودنج الْبري أَو النَّهْرِي وَلَا أعلم إِلَّا أَنه يدر الطمث يَجْعَل ... . وَلَا يضر ... ... ... . كَانَت محمومة فضلا عَن غَيره بعد أَن تكون حماها لينَة وَكنت أسقيها مَاء الْعَسَل. د: الأسارون يدر الطمث الْقسْط الاذخر الدارصيني السذاب يدر الطمث وَالْبَوْل بزر الخيرى الْأَصْفَر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ ... ... ... ... وَاحْتمل مَعَ الْعَسَل احدر الْجَنِين عِنْد الْولادَة.

من الفلاحة: الكرنب يدر الطمث. ماسرجويه: مَتى احتملت الميعة أدرت الطمث. من كتاب حَبل على حَبل: قد يحتبس الطمث من كَثْرَة الْحَرَارَة وَمن يبس الْجِسْم. الاعضاء الألمة: يدل على احتباسن الطمث الثّقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب يقشعر لَهُ الْجِسْم وصلابة فَم الرَّحِم ويعرض من ذَلِك النِّسَاء أوجاع وَرُبمَا عرضت أوجاع فِي الورك وعرجة وَرُبمَا أصابهن من ذَلِك خراج فِي الحالب يحْتَاج أَن يبط ويعرض مِنْهُ أَيْضا الشَّهَوَات الرَّديئَة والقلق والغثيان ووجع فِي الْقطن والعنق وَالرَّأْس وحميات محرقة وَبَوْل أسود مَعَ صديد أَحْمَر بِمَنْزِلَة مَاء اللَّحْم مخلوط وَحصر

 

(3/216)

 

 

الْبَوْل. قَالَ: فاذا رَأَيْت هَذِه العلامات فِي النِّسَاء فسل عَن الطمث فانك تَجدهُ محتسبا.

مَجْهُول: القردمانا يحدر الطمث إِذا احتملت وَكَذَلِكَ المازريون ويحدره من سَاعَته.

سرابيون: يحتبس الطمث إِمَّا لضعف فِي الْبدن وَقلة الدَّم أَو لسدة تحدث عَن قرحَة عولجت أَو نَحْوهَا فِي فَم الْمعدة فانسدت تِلْكَ المجاري وَلَا برْء لَهَا وَيتبع ثقل الْبدن وَسُقُوط الشَّهْوَة ووجع الْقلب والورك والفخذ وَالرَّأْس وأصل الْعُنُق وحميات من غشى وَسَوَاد الْبَوْل ونتنه وَرُبمَا يحدث عسر الْبَوْل ويبس الْبَطن والمالنخوليا وَسُوء التنفس والسرطان وَنَحْوهَا إِن كَانَ سَبَب)

احتباسه ورم فأعن فِيهِ بِمَا يحلله وَإِن كَانَت سدد المجارى للبرودة أَو لغلظ الدَّم فألطف الدَّم بالغذاء أَولا وبالأدوية الملطفة ثَانِيًا وَحملهَا مِنْهُ وَإِن احْتبسَ للسمن فاجتهد أَن تهزل بالرياضة وَقلة الْغذَاء والحقن الحارة. وَمَتى حدث عَن ضعف فَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ المنعش وَإِن حدث نَبَات لحم فِي فَم الرَّحِم فاقطعه بالحديد.

فرزجة تدر الطمث للمترفات: جندبادستر ومسك يَجْعَل بلوطة بدهن البان وتحتمل. آخر: مر ج: وزهر الأقحوان يدر الطمث إِذا احْتمل وَقَالَ: الأقحوان الْأَبْيَض يقطع ويلطف الأخلاط الغليظة ولذللك يدر الطمث إِذا شربت اطرافه بشراب. بولس: والأحمر مِنْهُ يلطف وَيقطع فَلذَلِك يدر الطمث إِذا شرب.

اطهورسفس: بَوْل الانسان إِذا عتق حَتَّى يعفن وتشتد رَائِحَته ثمَّ طبخ مَعَه كراث باقة وَاحِدَة وَجَلَست فِيهِ الْمَرْأَة نقي رَجمهَا فِي خَمْسَة أَيَّام. د: الأسارون يدر الطمث وَكَذَلِكَ الاذخر. د: الأبهل يدر الطمث أَكثر من كل شَيْء لِأَنَّهُ فِي غَايَة اللطافة. د:

ورق الأنجرة إِذا دق الف ج مَعَ المر أدر الطمث وَإِن شرب بِشَيْء يسير من المر بطبيخ ورق الأنجرة أدر الطمث. وَقَالَ: أما الْجَوْز يسقى مِنْهُ درخمى بميبختج لاحدار الطمث. الأفسنتين مَتى احْتمل مَعَ الْعَسَل احدر الطمث وَشَرَابه نَافِع من احتباس الطمث. الأنسيون يحدر الرطوبات وَقَالَ: الحلتيت مَتى شرب بالمر والفلفل أدر الطمث ثَمَرَة الفنجنكشت مَتى شرب مِنْهُ درخمى بشراب أدر الطمث وَمَتى شربت هَذِه الثَّمَرَة مَعَ الفودنج البرى أَو احتملت أَو تدخن بهَا أدرث الطمث. وَقَالَ: مَاء البصل مدر للطمث.

البلنجاسف مَتى جلس فِي طبيخه وَافق ادرار الطمث وَإِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير فطبخ وَجعل ضمادا وألزم أَسْفَل الْبَطن أدر الطمث. عصارة البلنجاسف إِذا دق مَعَ المر وَاحْتمل مَعَه أدر الطمث من الرَّحِم. وَأخرج مَا يحدره وَإِن شرب من حبه ثَلَاث درخيمات أدر الطمث.

البابونج مَتى شرب أَو جلس فِي طبيخه أحدر الطمث وَقَالَ: كزبرة الْبِئْر يدر الطمث وينقى النُّفَسَاء.

وَقَالَ: الجندبادستر مَتى شرب مِنْهُ مثقالان مَعَ فودنج بَرى أدر الطمث. ج: إِذا كَانَت الْمَرْأَة قد احْتبسَ طمثها فانى بعد فصد الصَّافِن أسقها الجندبادستر مَعَ

 

(3/217)

 

 

فودنج لأنى قد جربته فَوَجَدته فِي كل حِين يدر الطمث من غير أَن يُورث مضرَّة وأسقيها بِمَاء الْعَسَل.

الجوشير مَتى أديف بِعَسَل أدر الطمث. د:

ثَمَرَة الجوشير بزر الْجَوْز الْبري يدر الطمث دوقو يدر الطمث الجعدة تدر الطمث الدارصينيي يدر الطمث شرب أَو احْتمل مَعَ مر وهيوفاريقون.

بديغورس: خاصته انزال الْحَيْضَة. صمغ الزَّيْتُون البرى اللذاع للسان يدر الطمث. د: 3 (بعر الماعز) وخاصة الجبلية مَتى شربت بِبَعْض الأفاوية أدرت الطمث.

الزراوند الطَّوِيل مَتى أحتمل أدر الطمث وَمَتى شرب مِنْهُ درخمى بفلفل وَمر نقى النُّفَسَاء من الفضول المحتبسة فِي الرَّحِم والمدحرج مثله. أصل الزوفرا وبزره يدران الطمث.

بولس: طبيخ الحلبة إِذا شرب مَعَ عسل أدر الطمث.

ابْن ماسويه: الْحَرْف يدر الطمث. الحاشا يدر الطمث وطبيخه مَعَ عسل يدر الطمث. حب الحندقوقا يدر الطمث.

ابْن ماسويه: الحمص يدر الطمنث. د: معة اليبروج وأصوله مَتى احْتمل مِنْهَا أبولوس احدر الطمث. بزر اللقَاح ينقى الرَّحِم وَمَتى شربت عصارة البيروج كَانَ أقوى فعلا من الدمعة.

كمافيطوس مَتى احْتمل بِعَسَل نقي الرَّحِم والكرفس البستاني والبرى والمقدوني كُله يدر الطمث.

برز الكرفس الجبلى قوى فِي احدار الطمث وَقَالَ: الكمادربوس قوى هُوَ حقيق بادرار الطمث مَتى احْتمل وَشرب وطبيخ الكرنب يدر الطمث مَتى احْتمل أَو شرب والكاشم وبزره يدران الطمث. وعصارة الكرنب مَتى خلطت بدقيق الشيلم أدرت الطمث. ج وَقَالَ د: جَمِيع اصناف الكراث النبطي يدر الطمث وكراث الْكِرَام قوى فِي ذَلِك.

وَقَالَ د: قشور أصل الْكبر وثمرته يدران الطمث. ج ود:

أصل شَجَرَة اللوز المر إِذا طبخ نعما وأنعم سحقه وَاحْتمل أدر الطمث. د: لبن الْخَيل يدر الطمث المحتبس من أجل الْحَرَارَة. الف ج ابْن ماسويه: أصل ابنانوبطس مَتى شرب بالجندبادستر ... ... ... ... ... ... ... ... ... الْأَحْمَر وَمَتى جلس فِي طبيخ شَجَرَة المر أدر الطمث. ج: أصل المر منى ... ... تدر الطمث مَتى شرب. ج: الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يعين على ادرار الطمث.

روفس: النمام يدر الطمث. بولس: النانخة تدر الطمث. ورق المرزنجوش الْيَابِس يدر الطمث مَتى احْتمل. د: المر مَعَ مَاء الترمس والسذاب يحْتَمل فيدر الطمث مَتى تدخن

 

(3/218)

 

 

بالنانخة مَعَ زرنيق نقت الرَّحِم. اساسا دَوَاء مَعْرُوف قوى فِي إدرار الطمث. السندروس مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث. أصل السوسن يدر الطمث. وَقَالَ: الإيرسا مَتى شرب بشراب أدر الطمث. ج: السكبينج يسقى بِمَاء الْعَسَل فيدر الطمث. د: ساساليوس أَصله وبزره يحدران الطمث والاقريطشى قوى فِي ذَلِك. د وَج:

السذاب يدر الطمث ابْن ماسويه: طبيخ الفاشرا مَتى جلس فِيهِ نقى الرَّحِم والفراسيون يدر الطمث. د: عصارة بخور مرم وَأَصله يدران الطمث شرب أَو احْتمل. د: أَن أَصله أَضْعَف من عصارته على أَنه قوى فِي ادرار الطمث جدا شرب أَو احْتمل. ج: فوة الصَّبْغ تدر الطمث مَتى احتملت.

ورق الفودنج مَتى احْتمل أدر الطمث الفودنج يدر الطمث ادرارا قَوِيا شرب أَو احْتمل من أَسْفَل الصعتر يدر الطمث.

ابْن ماسويه: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وَاحْتمل أدر الطمث. ج ود: الْقسْط يدر الطمث وَقَالا: قصب الذريرة مَتى شرب أَو احْتمل أدر الطمث. ج قَالَ: يدْخل فِي الكمادات المدرة للبول والطمث ينفع نفعا عَظِيما. ج: طبيخ القيصوم أَو ورقه إِذا شرب يَابسا نفع من احتباس الطمث. د: دهن القيصوم يدر الطمث وَقَالَ: الزفت ان شرب بالجندبادستر وَالْخمر أدر الطمث. ج: وَقَالَ: عصارة قثاء الْحمار تدل الطمث مَتى احتملت. ج: أصل القنطوريون الصَّغِير وطبيخه مَتى احْتمل أحدر الْجَنِين. والقنة إِذا احتملت أدرت الطمث. طبيخ الراسن يدر الطمث والرازيانج يدر الطمث. ج ود يَقُولَانِ: ثَمَرَة السوسن اذا شربت مسحوقه بفلفل أدرت الطمث والسلجم يدر الطمث.

ابْن ماسويه: عصارة الشقايق مَتى احتملت ادرت الطمث. د وَج: الشونيز مَتى أدمن شربه أدر الطمث. د: السونيز يحدر الطمث المحتبس الغليظ لغلظ الأخلاط وبردها لبن التِّين مَتى د:

دَقِيق الترمس مَتى خلط بالمر وَالْعَسَل وَاحْتمل أدر الطمث. وَقَالَ: دَقِيق الترمس يخلط بالحاشا وَالْعَسَل وَيحْتَمل فيدر الطمث وَإِذا احْتمل مَعَ الجندبادرستر وَالْعَسَل والمر أدر الطمث. ج: الرازيانج مَتى خلط بالفرزج وَاحْتمل أدر الطمث. د: وطيخ الثوم مَتى جلس فِيهِ أدر الطمث وَيفْعل ذَلِك مَتى تدخن بِهِ. الثوم الْبري يدر الطمث. ج: الغاريقون مَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات أدر الطمث. د: طبيخ الخيرى الْأَصْفَر مَتى جلس فِيهِ أدر الطمث وَمَتى شرب من بزره الف ج ... ... ... . . طبيخ زهرَة الخيرى من أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا فِي ادرار الطمث مَتى شرب مِنْهُ مثقالان أَو احْتمل ... ... ... ... . ج: طبيخ الخطمى ينقى فضول النّفاس مَتى جلس فِيهِ الْخمر البرى يدر الطمث. الخربق الْأَبْيَض يدر الطمث بِقُوَّة مَتى احْتمل. وَكَذَلِكَ الْأسود: وأصل الْخُنْثَى يدر الطمث.

 

(3/219)

 

 

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة المنقية للرحم المدرة للطمث: الدارصينيي المر الصعتر الْبري أصل القنطوريون الدَّقِيق الجوشير حب الفنجنكشت اللوز المر قشور الْكبر فوة الصَّبْغ الكمافيطوس المحروث بالزوفا الْيَابِس عصارة قئاء الْحمار خربق أسود علك الأنباط أشنة بخور مَرْيَم يطافلن كمون نبطى نمام راس أنجرة قطران حلبة بازرد مرزنجوش مَاء الكراث مَاء البصل حرف بابلى هَذِه الْأَدْوِيَة جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد دقها ونخلها بِمَاء الكراث النبطي أَو بِمَاء الأفسنتين اَوْ بِمَاء الترمس الترمس أَو بِمَاء المشكطرامسير أَو بِمَاء الكراث يُؤْخَذ من أَيهَا كَانَ أوقيتان من المَاء ادد الطمث وَمَتى احْتمل فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ يفعل السذاب وماؤه والشبث وماؤه.

مَاء الصعتر البرى وَمَاء الجندبادستر وَمَاء الحاشا مَتى شرب من هَذِه الْمِيَاه من كل وَاحِد أوقيتان فعل مَا وصفناه والحندبادرستر يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم وبرز الكرفس والقاقلة الْكِبَار وَحب البلسان وَحب الفاوانيا والقنة تفعل ذَلِك. الايرسا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الْعَسَل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ والفوة والسعد والأسارون وقشور السليخة الدارصينى والمر والميعة جَمِيعًا والأفسنتين والحبق إِذا شرب مِنْهُ جَمِيع هَذِه دِرْهَمَانِ بِمَاء فوة الصَّبْغ ومقل الْيَهُود والجوشير)

والدوقو والساساليوس والقطران مَتى احْتمل مَعَ جندبادستر والفراسيون والمشكطرامشير مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الفودنج النَّهْرِي أَو بِمَاء السذاب المعصور قدر أوقيتين. اسحاق: مَتى احْتبسَ الطمث وَأَرَدْت ادراره فافصد قبل وقته بِثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة الصَّافِن ثمَّ احجم احدى السَّاقَيْن واحجم فِي الْيَوْم الثَّانِي الْأُخْرَى ولطف الْغذَاء فِي ذَلِك الْوَقْت وَقَبله باسبوع فاذا استفرغت الدَّم من أَسْفَل سقيت جندبادستر مَعَ فودنج نهري إِذا لم تكن حرارة وَلَا تعرض لَهَا حمى مَتى كَانَت حرارة.

وَمِمَّا يعْمل ذَلِك عملا حسنا وَهُوَ دون مَا ذكرنَا فِي الْحر. الفودنج النَّهْرِي مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وَسَقَى طبيخه وجفف ونثر عَلَيْهِ وَشرب أَو احْتمل أَجود مَا يكون مَا يحْتَمل بعقب الْحمام وأقواه فِي ذَلِك الْوَقْت وَأقوى من ذَلِك المشكطرامشير والأبهل مَتى اخذت على هَذِه الصّفة وايارج فيقرا نَافِع فِي ذَلِك والحاشا وقشور أصل الْكبر والسليخة والرازيانج والبطراس اليون وكزبرة الْبِئْر والحماما.

دَوَاء يدر الْحيض الْمُنْقَطع من برد: حلتيت كرسنة نصف جوشير ربع دارصيني دانق أصُول السوسن أشق دانقان يجمع الْجَمِيع ويسقى بِمَاء قد طبخ فِيهِ درهما أسارون مِقْدَار أَربع أَوَاقٍ ويغلى حَتَّى يبْقى أُوقِيَّة فانه بَالغ جيد وكمد الْوَجْه بالفوتنج الجبلى والايرسا والسعد والأنيسون الف ج يطْبخ بِالْمَاءِ وتنطل بِهِ الرَّحِم حارا ويتحمل ثجير بعد أَن ... د ... ... ... ... ... ... ثَوْر دِرْهَم دِرْهَم ترمس ثَلَاثَة دَرَاهِم ورق دِرْهَم وقطف شَحم حنظل سكيبنج دِرْهَمَانِ وَنصف ... . يعجن بقطران وَيحْتَمل فان هَذَا ينزل الطمث الْمُمْتَنع أَو بدهن

 

(3/220)

 

 

الناردين.

اخرى: عاقرقرحا ميويزج مشكطرامشير يعجن بقطران وَيحْتَمل فانه ينزله أُخْرَى: عاقرقرحا ميوزيج مشكطرامشير قردمانا حب بِلِسَان خَرْدَل جندبادستر أسارون قشر أصل التوت جوشير لبنى بصل النرجس يجْتَمع وَيحْتَمل.

من الْجَامِع يدر الطمث المحتبس من أجل غلظ الدَّم: جندبادستر فلفل أَبيض مثله فودنج جبلى مشكطرامشير من كل وَاحِد خَمْسَة فراسيون أَرْبَعَة يسقى من جَمِيعهَا زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر قد طبخ فِيهِ لوبيا أَحْمَر خَمْسَة دَرَاهِم مَاء عذب رَطْل يطْبخ حَتَّى يصير ربع رَطْل وَيشْرب على الرِّيق بعد فصد الصَّافِن من الرجل الْيُمْنَى.)

من الْكَمَال والتمام يدر الْحيض وينقى الرَّحِم: مشكطرامشير خَمْسَة دَرَاهِم فراسيون أَرْبَعَة عاقرقرحا ثَلَاثَة فوة الصَّبْغ سبعه جعدة أَرْبَعَة سذاب يَابِس سِتَّة وَج ثَلَاثَة وَنصف فَقَالَ اذخر عود بِلِسَان قسط كمادريوس أسارون.

وسقوريدوس: نانخة فلفل أسود فلفل أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة. بزر الكرفس ثَمَرَة الفنجنكشت بزر الرازيانج أنيسون من كل وَاحِد أَرْبَعَة. لوبيا أَحْمَر عشرَة: يطْبخ فِي خَمْسَة ارطال مَاء حَتَّى فرزجة قَوِيَّة جدا فِي إدرار الطمث: أشنان فَارسي عاقرقرحا شونيز وسذاب رطب وفربيون بالسواء: ينعم دقه ويخلط ويعتن بالقنة وَيجْعَل فِي جَوف صوفة مغموسة فِي الزنبق وتوضع فِي دَاخل الرَّحِم. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أردنَا أَن ندر الطمث فكثيرا مَا نصْنَع المحاجم على الْعَانَة والحالبين.

الْعِلَل والأعراض: الطمث يحتبس إِمَّا لِأَن الرَّحِم قد غلب عَلَيْهَا مزاج وَإِمَّا لِأَن الرَّحِم فِي خلقتها ملززة أَو عروقها ضيقَة.

وَقد يعرض لَهَا أَيْضا من كَثْرَة اللَّحْم والشحم. أَو من سدد تضيق أَفْوَاه عروقها أَو تحتبس بِسَبَب غلظ الدَّم أَو قلته وقلته تكون من تَدْبِير لطيف أَو رياضة وَغلظ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة: ويحتبس أَيْضا من أجل حركته إِذا كَانَ فِي مَكَان آخر مثل المقعدة والصدر وَنَحْو ذَلِك. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعرض من احتباس الطمث أورام أَو دبيلة فِي الرَّحِم يضيق مِنْهَا النَّفس وَيحدث من أَجله الصداع والوسواس وترهل واستقساء إِذا أفرط. ج فِي الفصد: من كَانَت عروقها ضيقَة من النِّسَاء سَمِينَة فالحجامة على السَّاق لادرار الطمث خير لَهَا من الفصد لِأَنَّهُ لضيق عروقها لَا يخرج مِنْهَا بالفصد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وبالضد. قَالَ: إِذا أردْت أَن تدر الطمث فافصد قبل الْوَقْت الَّتِي يتَوَقَّع فِيهِ الطمث بِثَلَاثَة أَيَّام فافصد الصَّافِن واحجم الكعب وَأخرج دَمًا صَالحا ولطف التَّدْبِير فاذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافصد الرجل الف ج ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...

الأغذية والأدوية الملطفة وَقد يدر الطمث ... ... ... ... . . طبيخ

 

(3/221)

 

 

الفودنج إِذا طبخ بِمَاء الْعَسَل وَشرب ذَلِك المَاء. أَو نثر مسحوقا على مَاء الْعَسَل وَأفضل أَوْقَات شرب هَذَا الدَّوَاء بعد الْخُرُوج من الْحمام وَأقوى من هَذِه الأبهل والمشكطرامشير يستعملان على مَا تقدم والايارج)

الَّذِي فِيهِ مائية دِرْهَم من الصَّبْر وبحسبه الأفاوية وَأفضل مَا يكون مَتى خلط مَعَه الدارصيني وَاسْتعْمل هَذَا الدَّوَاء مَعَ هَذِه اذا احتجت إِلَيْهِ مَعَ الفصد.

من سموم ج: الأشنان الْفَارِسِي نصف دِرْهَم مِنْهُ ينزل الْحيض ويحرك الْبَوْل.

ابيذيما: يعرض من احتباس الطمث للنِّسَاء سعال وصرع وفالج وأمراض امتلائية رَدِيئَة كلهَا وَلَيْسَ بِكَثِير فِيهِنَّ الدَّم بل يفْسد أَيْضا لِأَن الَّذِي يسْرع مِنْهُنَّ دم رَدِيء. قَالَ: اذا عرض للْمَرْأَة حمرَة الْوَجْه وَحمى وقلق ونافض وأعيا الْجِسْم كُله ووجع فِي قَعْر الْعين وَثقل فِي الرَّأْس فانه ينزل حَيْضهَا وخاصة أَن كَانَ وَقت نزُول طمثها وَرُبمَا عفن وَقَالَ: الطمث إِذا تغير نظامه فِي الزَّمن فانه من شَأْنه أَيْضا أَن يُغير كميته حَتَّى يكون أقل أَو أَكثر وأجود مَا يكون اللَّازِم لنظامه الْجَارِي بِحَسب الْجِسْم الَّذِي يجرى. الْمَرْأَة الَّتِي يجرى طمثها مائيا مَتى احْتبسَ عرض لَهَا أورام بلغمية وترهل وَتَكون بَيْضَاء زعراء جدا.

ابيذيما قَالَ: امْرَأَة كَانَ بهَا هزال وَاخْتِلَاف سوء وارتفع طمثها من غير حَبل فتهيب الْأَطِبَّاء فصدها وَلما نظرت رَأَيْت عروقها حارة مَمْلُوءَة دَمًا كمدا ففصدتها فَكَانَ دَمهَا أسود كالزفت الذائب فاستكثرت من استفراغه ثَلَاثَة أَيَّام فبرئت وعادت إِلَى حَالهَا وَذهب أَيْضا هزالها وَمِنْهَا ذكر امْرأ غَابَ عَنْهَا زَوجهَا زَمنا طَويلا فاحتبس طمثها فَلم ينحدر ونبتت لَهَا لحية وَعَاشَتْ مُدَّة يسيرَة ثمَّ مَاتَت.

الْفُصُول: إِذا انْقَطع الطمث فالرعاف مَحْمُود إِذا كَانَ طمث الْمَرْأَة متغير اللَّوْن يَأْتِي فِي غير وقته دَائِما فان بدنهَا يحْتَاج إِلَى تنقية وَيجب أَن ينظر إِلَى لون الدَّم فتجعل التنقية من ذَلِك الْخَلْط فان مَكَان غليظا لَيْسَ شَدِيد السوَاد بل لزجا بلغميا فنقه من البلغم وَإِن كَانَ مائيا فَمن البلغم الرطب أَيْضا. وَإِن كَانَ أصفر رَقِيقا فَمن الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود غليظا فَمن السَّوْدَاء إِذا كَانَت الْمَرْأَة لَهَا لبن ولسيست بوالدة وَلَا بهَا حَبل فان طمثها قد انْقَطع.

قَالَ الفلغموني أَو السرطان الطبيعيات: مَتى دخنت الْمَرْأَة بالحنظل حَاضَت من ساعتها.

من كتاب ميسوسن فِي القوابل: الْمَرْأَة لأجل جساوة رَحمهَا الزمها السّكُون والدعة ولين بدنهَا بالدهن وَالْحمام والأطعمة الرّطبَة وَشرب المَاء وشيافات محدرة للطمث وَالَّتِي لَا تحيض من أجل الشَّحْم فجفف بدنهَا بِأَكْل الْخبز الْيَابِس فَقَط والدلك بالنطرون فِي الْحمام والزفت وَنَحْوه.

 

(3/222)

 

 

(نتوء السُّرَّة والمقعدة) والقروح الَّتِي تكون فِي الْفرج والمذاكير وَمَا حولهَا والدبر والعانة والاورام وبوراسير المقعدة وَالرحم وَمَا يردهَا وأوجاعها وَمَا يَليهَا من الْعَانَة والمذاكر والخصى والدبر ونتو الرَّحِم الف ج وَالَّذِي يُسمى العفل يحْتَمل من ... ... . نتو السُّرَّة فِي بَاب الفتق علاجه بالحديد ... ... .

بولس: هَذَا يعالج بالحديد وَقد برأَ بالأدوية خلق كثير وَمن أدويته يُؤْخَذ من ... ... . وَمن دردى الشَّرَاب ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن الْورْد الْيَابِس عشرَة دَرَاهِم وَمن العفص الْفَج دِرْهَمَانِ ... ... ... بِالشرابِ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويطلى بِهِ السُّرَّة وَيُوضَع عَلَيْهَا البنفسج مغموس بخل وَمَاء ويربط.

أُخْرَى: برادة رصاص دِرْهَم عصارة طراثيث مثله يسْتَعْمل على مَا ذكرنَا. لسوء المقعدة وَخُرُوجه: ثَمَرَة ينبوت وعفص واسفيذاج وقاقيا وعصارة طراثيث ولحا الصنوبر وكندر ذكر بِالسَّوِيَّةِ ينعم سحقه وَيعْمل المقعدة بشراب ويذر عَلَيْهَا وَترد.

لي: هَؤُلَاءِ يحب أَن يطعموا إِذا عولجوا أغذية قَليلَة الشفل سهلة الْخُرُوج يشْبع قليلها كاللوز.

بولس قَالَ: الرَّحِم ينتو وَيخرج إِلَى خَارج وَمَا أقل ذَلِك ويعرض إِذا عرض إِمَّا من سُقُوط الْمَرْأَة من مَوضِع عَال فَتَنْشَق الصفاقات الَّتِي تحبس الرَّحِم وَإِنَّمَا يجذب المشيمة بعنف فيجذب الرَّحِم مَعهَا كَمَا يكون فِي عسر الْولادَة وجذب الْجَنِين الْمَيِّت على غير حزن أَو لاسترخاء الْجَسَد كُله لفزع شَدِيد وَذَلِكَ أَكثر مَا يكون فِي النِّسَاء المسنات وَإِنَّمَا يزلق بعض الرَّحِم.

وَقَالَ بعض النَّاس: إِنَّه قد يخرج كُله وَلم ار أَنا ذَلِك وَلَا أَدْرِي كَيفَ يُمكن أَن يثبت وَيرجع إِذا زلق كُله. قَالَ: أول علاجهن الحقنة وَإِخْرَاج الْبَوْل لِئَلَّا تضغط الرَّحِم شَيْء من نواحيه ثمَّ تَأمر الْمَرْأَة أَن تستلقى على ظهرهَا وَيكون عجزها مرتفعا ثمَّ خُذ فَتِيلَة صوف شكلها بِمِقْدَار قبل الْمَرْأَة وَيصير عَلَيْهَا خرقَة رقيقَة وتغمس فِي عصارة الْقرظ والطراثيث وَقد أديف بِخَمْر عفص وَيرْفَع بهَا الرَّحِم وَمَتى نتا رد بِرِفْق وَيُوضَع فَوْقه على الْخرق والعانة اسفنج قد غمس فِي خل مَاء وتستلقى الْمَرْأَة وَقد لفت سَاقيهَا وتوضع

 

(3/223)

 

 

المحاجم قَرِيبا من السُّرَّة والمراق. وتشم أَشْيَاء طيبَة الرَّائِحَة وتترك الصوفة الَّتِي بالعصارة الَّتِي تهَيَّأ لرد الرَّحِم ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا كَانَ فِي الثَّالِث اجلست الْمَرْأَة فِي خمر سوادء عفصة مفترة قَلِيلا أَو فِي مَاء القمقم قد غلى فِيهِ آس وإذخر وقشور)

الرُّمَّان.

ثمَّ تخرج تِلْكَ الصوفة وتبدل بِأُخْرَى بِمثل ذَلِك العلاج ويضمد من خَارج بأضمدة على أَسْفَل الْبَطن مُهَيَّأ من قشر الرُّمَّان وَسَوِيق الشّعير وخل وَمَاء حَتَّى إِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث عولجت أَيْضا وَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى تَبرأ تَاما فان عفن مَا نتا فانتزعه وَلَا تخف فانه قد أخرج الرَّحِم كُله بعد ان فسد وَعَاشَتْ الْمَرْأَة بعد ذَلِك.

شَمْعُون قَالَ: إِ ن نتت المقعدة وبرزت وبقى ورمها وَلم يرجع فكمدها أَولا ليذْهب الورم ثمَّ ردهَا بَان تلطخها بأَشْيَاء لزجة.

لي: اطله بأَشْيَاء لزجة وذر عَلَيْهَا أَشْيَاء قابضة لتَكون اللزوجة يسهل رُجُوعهَا والقابضة تمنع من خُرُوجه بعد تَقْوِيَة فان القابضة لَا يظْهر فعلهَا سَرِيعا الف ج ... ... ... . . عمل الجلنار عمله وَقد دخلت المقعدة فامتنعت من الْخُرُوج ... ... ... إِذا نتت المقعدة أَو الرَّحِم ومكثا بُرْهَة طَوِيلَة لم يرجعا حَتَّى يكمدا.

ابْن سرابيون: إِذا نتت ... ... ... الثفل أَولا بحقنة: وتفرغ الْبَوْل كُله ثمَّ مرها بَان تستلقى وَتجْعَل رَأسهَا أَسْفَل من وركيها وَضم سَاقيهَا وصب على الرَّحِم دهن ورد فاترا كثيرا وضع عَلَيْهِ بعد ذَلِك صُوفًا وَقد شربته مِنْهُ وحواليه ثمَّ خُذ قاقيا مذابا قبل فِيهِ خرقَة بشراب عفص أوبماء الآس ثمَّ اجْعَلْهُ على الرَّحِم وارفعه فَذا دخل فدعها بِحَالِهَا ثمَّ اقعدها فِي طبيخ القوابض وَحملهَا الشياف الْقَابِض.

لي: رُبمَا خرجت المشيمة وتعفنت فَظن الْجُهَّال أَنَّهَا الرَّحِم والمشيمة رقيقَة دقيقة الْعُرُوق رقيقَة الجرم وَهِي منخرقة. 3 (الأقربادين الْقَدِيم) رُبمَا نتت المقعدة وورمت وَلم ترجع فاذا كَانَ ذَلِك فأجلسه فِي طبيخ الخطمى والكرنب إِلَى أَن يَلِيق الورم ثمَّ اطبخه برغوة الخطمى وصفرة الْبيض وَمَاء الكثيرا أَو لعاب بزر السفرجل وَأدْخلهُ فاذا دخل فشده ثمَّ اجلسه فِي مَاء القمقم يستعان بِبَاب امساك الْحيض وَدم البواسير الأقاقيا يرد نتو المقعدة طبيخ الآس بوافق خُرُوج المقعدة وَالرحم. قَالَ: ورق الأنجرة مَتى وضع وَهُوَ طرى على الرَّحِم الَّتِي نتت ردهَا إِلَى دَاخل. وورق البنفسج مَتى ضمد وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع من نتو المقعدة. د: اخثاء الْبَقر إِذا بخر بهَا تصلح حَال الرَّحِم الَّذِي قد نتا. وَقَالَ: طبيخ شَجَرَة المصطكى على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد لنتو السُّرَّة وَالرحم مثل لحية التيس وَهُوَ الطراثيث. د وَج قَالَا: هُوَ نَافِع لخُرُوج الرَّحِم والمقعدة جدا كالهيوفسطيداس. السَّمَكَة المحدرة مَتى احتملت شدت المقعدة الَّتِي تخرج إِلَى خَارج طبيخ العفص يرد نتو المقعدة إِذا جلس فِيهِ. د:

 

(3/224)

 

 

العفص مَتى طبخ وضمدت بِهِ المقعدة قوى النَّفْع فِي نتوها. ج: عصارة بخور مَرْيَم مَتى احْتمل أَو تدخن بِهِ الْخلّ يرد نتو الرَّحِم وَالصَّوْم.

ابْن ماسويه: طبيخ العفص يرد نتو المقعدة. ابْن ماسويه الَّتِي ينفع من خُرُوج المقعدة من الْأَدْوِيَة: مَاء حب الآس وَمَاء الجلنار وَمَاء ورد مطبوخ مَاء قشور الرُّمَّان طبيخ العفص طبيخ قشور شَجَرَة البطم طبيخ قشور شَجَرَة مَرْيَم يجلس فِيهِ.

اسحاق: العفص الْأَحْمَر النضيج مَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يتهرى وينضج ويسحق وضمدت بِهِ المقعدة الَّتِي تخرج نَفعهَا.

مَجْهُول: الْقعُود فِي طبيخ ورق السذاب وورده نَافِع لخُرُوج المقعدة إِذا كَانَ مَعَ برودة وَإِذا كَانَ مَعَ حر فَفِي طبيخ السرو وَجوزهُ وورقه والأبهل.

طبيخ لنتو الرَّحِم والمقعدة: جوز السرو وجلنار جَفتْ بلوط قشور رمان ورد بأقماعه يطْبخ.

وتسحق هَذِه الأخلاط كلهَا كالكحل وَتَذَر على المقعدة وتلطخ بصفرة بيض وَتدْخل ثمَّ تقعد فِي هَذَا المَاء وتحتمل على المَاء ضمادا قَوِيا جدا.

الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعرض نتو الرَّحِم من شدَّة الطلق وَيُسمى عفلا فداو مِنْهُ فِي أول الْأَمر بالورد وكمد الظّهْر مَرَّات ثمَّ الف ج ذَر عَلَيْهِ أعنى فَم الْجرْح قاقيا وعفصا وجلنارا ... ... ... . مَتى خرجت المقعدة وورمت فاقبل عَلَيْهَا بالحمام وَالْمَاء الفاتر ثمَّ ادلك بدهن شيرج واعطسه ليرْجع إِلَى مَكَانَهُ وَأطْعم الْقَلِيل صفرَة الْبيض وخبزا قَلِيلا بِمِقْدَار مَا لَا يكون لَهُ ثفل ليمكن أَن يبْقى اربعا وَعشْرين سَاعَة واكثر لِئَلَّا يقوم إِلَى الْخَلَاء فان ذَلِك ذَلِك ملاكه: وَإِن خرج أَيْضا فأعد الْأَمر على ذَلِك وَإِن شِئْت فاغذه بِبَعْض اللعابات اللزجة وَمَتى كَانَ مفرطا فِي الرخاوة فذر عَلَيْهِ قاقيا مسحوقا فِي الْغَايَة وذره من خَارج وملاكه أَلا يقوم إِلَى الْخَلَاء زَمَانا طَويلا وان يكون إِذا كَانَت الطبيعة لينَة وَيجب أَن يعْطى لب الخيارشنر ودهن اللوز باعتدال.

الميامر: ينثر على المقعد خبث الرصاص وسماق ونزر الْورْد بعد أَن يغسل بشراب عفص.

من مداواة الاسقام وَهُوَ طب الْمَسَاكِين لج: يحرق العفص ويطلى رمادة على السُّرَّة الناتية أَو اعجن بَيَاض الكندر بيض والزمه السُّرَّة وَشدَّة برباط جلّ مَا يعرض خُرُوج المقعدة للصبيان)

سرابيون: مَتى زلقت الرَّحِم وَخرجت من مَكَانهَا فِي ولاده أَو غَيرهَا فلتستلق الْمَرْأَة على ظهرهَا وَيكون رَأسهَا إِلَى أَسْفَل ووركها عَالِيا واسكب على الناتى من الرَّحِم دهنا فاترا كثيرا وكمد حول الْقبل اجْمَعْ بصوف مشرب بدهن ورد فاتر افْعَل ذَلِك سَاعَة ثمَّ خُذ قاقيا فأدفه فِي

 

(3/225)

 

 

مَاء فاتر حَتَّى ينْحل فِيهِ ثمَّ يشربه خرق كتَّان أَو عصارة لحية التيس أدفها بشراب قَابض أسود فانه اصلح اَوْ بِمَاء ألآس واجعهلها على الْخبز الثَّانِي وادفعها إِلَى دَاخل وَمر الْمَرْأَة أَن تضم سَاقيهَا ودعها إِلَى تِلْكَ الْحَال مُدَّة ثمَّ اجلسها فِي طبيخ القمقم وَقبل أَن تعالج بِهَذَا يجب أَن تكون قد أخرجت مَا فِي الْمَعْنى من الثفل بحقنة لينَة وَمَا فِي الْبَوْل ليتسع الْموضع. د: دهن الأقحوان يُوَافق أورام المقعدة الصلبة إكليل الْملك إِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بز رالكتان أَو غُبَار الرَّحَى أَو خشَاش لين أورام المقعدة الصلبة لَا سِيمَا الحارة وان طبخ بشراب وتضمد بِهِ سكن أوجاعها وَكَذَلِكَ الْحَادِثَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. الفنجنكشت مَتى خلط بِسمن وورق الْكَرم لين جساء الْأُنْثَيَيْنِ وثمره مَتى تضمد بِهِ المَاء نفع الوجع الْعَارِض من شقَاق المقعدة طبيخ دَقِيق الباقلى مَتى طبخ بشراب أَو تضمد بِهِ أَبْرَأ وجع الخصى. ج: دَقِيق الباقلى ضماد جيد لورم الْأُنْثَيَيْنِ ببياض الْبيض وَقَالَ: إِن موقعه عَظِيم فِي قُرُوح هَذِه الْأَعْضَاء. وَقَالَ: ضماد إكليل الْملك نَافِع من ورم المقعدة جيد فِي هَذَا الْموضع بعد السلق أَو الشَّيْء بزر البنج مَتى دق وتضمد بِهِ نفع جدا من أورام الخصى الحارة. دهن الحلبة نَافِع من أورام المقعدة. د: المشمش يسْتَعْمل وَحده وَمَعَ الْأَدْوِيَة المسكنة المغرية وخاصة التوتيا المغسول فِي أوجاع المقعدة من صديد حاد يجْتَمع فِيهِ أوقرحة سرطانية. ج: وَكَذَلِكَ فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الْعَانَة الف ج ... ... ... . مَتى تضمد بِهِ سكن الورم الْحَار الْعَارِض فِي المقعدة. د: الْملح إِذا خلط بفودنج جبلى ... ... نضج الأورام البلغمية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. وَقَالَ: مرَارَة الثور مَعَ عسل تصلح لوجع الْفرج وكيس البيضتين أصل السوسن مَتى سحق وَحده وخلط بخل أَو مَعَ ورق البنج ودقيق الْحِنْطَة سكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للأنثيين. د وَج قَالَا: مَتى طبخ العفص وَحده وسحق وضمد بِهِ كَانَ دَوَاء نَافِعًا. قوى النَّفْع لجَمِيع)

الأورام الْحَادِثَة فِي الدبر: العدس المسلوق مَتى خلط مَعَ إكليل الْملك والسفرجل أَو قشر رمان أَو رَود يَابِس ودهن ورد.

ضماد جيد لقروح المقعدة وأورامها: الصَّبْر نَافِع من الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي هَذَا الْموضع وَقَالَ: ضماد الأسرب والعصارات الْبَارِدَة على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة جيد للأورام الْحَادِثَة فِي هَذَا الْموضع جدا. ج: شَحم الْخِنْزِير جيد لوجع المقعدة الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده لَو بعد طبخه بشراب حلل ورم المقعدة الحارة.

 

(3/226)

 

 

د: الشبث يصلح لأوجاع الْفرج. د: الزفت الرطب يحلل الصلابات والخراجات الكائنة فِي المقعدة. د: الخروع جيد للأورام فِي المقعدة.

وَقَالَ: أصل الْخُنْثَى مَتى خلط بدردى الْخمر وتضمد بِهِ نفع أوجاع الخصى.

ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من الصلابة فِي الْأُنْثَيَيْنِ: بزر العقد خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق باقلى عشر دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة عشر كمون نبطي خَمْسَة دَقِيق الحمص عشرَة يدق ويخلط وينخل ويدق الزَّبِيب مَعَ شَحم البط أَو شَحم الْعجل مِقْدَار أوقيتين يذوب مَعَ ذبيب وَتجمع الْأَدْوِيَة وتلين بِشَيْء من دهن السوسن وَيُوضَع على الورم الصلب هَذَا إِذا كَانَ من برودة فان كَانَ مَعَ حر فَخذ برسيان دَار وعنب الثَّعْلَب ودقيق شعير وأصل الخطمى وَمَاء الكزبرة وَبَيَاض الْبيض ودهن حل. 3 (الورم فِي المقعدة والأنثيين) إكليل الْملك يطْبخ بميبختج الْعِنَب حَتَّى يتهرى ويخلط مَعَه صفرَة بيض ودقيق حلبة وبرز كتَّان مدقوق وغبار رحى ودقيق باقلى وبابونج وبنفسج وَيُوضَع على الورم نَافِع وينفع الرَّحِم.

اسحاق: إِذا كَانَ ورم فِي المقعدة مَعَ حِدة وحرارة فَخذ كسرة سميذ واطبخها بِمَاء ودهن ورد ثمَّ اسحقه فِي هاون نظيف مَعَ صفرَة بَيْضَة مسلوقة وَتَكون مشوية واطله عَلَيْهَا أَو خُذ من الْورْد الْيَابِس ثَلَاثَة مَثَاقِيل وصفرة بيضتين مشويتيين أنعم سحقه وألق عَلَيْهِ شمعا مذاباً بدهن ورد ويطلى على المقعدة وَتصْلح لَهَا التوتيا والرصاص المحرق واسفيذاج الرصاص مَجْمُوعَة ومفردة والشمع ودهن الْورْد وَإِذا كَانَ الوجع فِي المقعدة من برد فَاسْتعْمل الأدهان الحارة وَالْجُلُوس على مَوَاضِع حارة مثل طابق الْحمام وَغَيره.

مَجْهُول للوجع: شَحم دجاجا مخ الْبَقر أُوقِيَّة شمع أَبيض ثَلَاثَة أُوقِيَّة دهن ورد خام أُوقِيَّة اسفيذاج الرصاص أوقيتان مرادسنج مربا مغسول بِالْمَاءِ العذب نصف أُوقِيَّة بَيَاض بَيْضَة تجمع بِهِ وَهَذَا مرهم جيد للشقاق والوجع. للحكة فِي المقعدة مَعَ حرارة: يتَّخذ ضماد من عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وَبَيَاض بيض وطين خوزى وَقَلِيل كافور وَأَيْضًا اسفيذاج الرصاص كافور مَاء عِنَب الثَّعْلَب شمع دهن يَجْعَل مرهما الف ج ويطبخ فِي طبيخ الْورْد والبنفسج وَخلاف وعوسج وخشخاش ... ... ... وخطمى ... . وللوجع برد فَيُؤْخَذ كراث وزفت وَرطب وموميائي وشمع أَحْمَر ودهن ناردين أَو دهن سوسن يتَّخذ ضمادا وَيقْعد قد طبخ فِيهِ حب الْغَار وورقه وبابونج واكليل الْملك ومرزنجوش ونمام. 3 (للوجع الْحَادِث عَن قطع البواسير) يضمد بكراث مسلوق مَعَ السّمن والبصل السليق مَعَ السّمن ويفتر مرّة بعد مرّة ويخبص عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ للرحم وَمَتى كَانَ هُنَاكَ حِدة وحرارة فيخبص بعنب الثَّعْلَب مطبوخا

 

(3/227)

 

 

مَعَ دهن ورد يطبخان وَيجْعَل ضمداا مَعَ دهن ورد ويخبص والحارة أبلغ فِي تسكين الوجع وإكليل الْملك نَافِع جدا يسلق ويخبص وَيُوضَع عَلَيْهَا مَعَ دهن ود وَإِن كَانَت الحكة فِي المقعدة من ديدان صغَار فعلاجها فِي بَاب الديدان والحيات.

لبُطْلَان حس الْمعدة والخدر فِيهَا: يحقن بِمَاء الْملح من الْجَامِع: للشقاق فِي المقعد والأورام الحارة الَّتِي من حِدة الوجع والمرة الصَّفْرَاء جيد جدا: يُؤْخَذ مرادسنج وخبث الْفضة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اسفيذاج الرصاص سِتَّة دَرَاهِم يدق وينخل بحريرة ويعجن بدهن ورد وموم الْيَهُودِيّ: مرهم للورم الْحَار فِي الأثنين ونواحيها: يطْبخ عدس وَورد وقشر رمان طبخا نعما وَيضْرب مَاؤُهُ مَعَ دهن ورد ومخ الْبيض ويطلى عَلَيْهِ فِي الحكة فِي الأنثين يطلى شياف ماميثا بدهن ورد ويحجم فِي بَاطِن الْفَخْذ. 3 (للورم الْمُقِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ) يُؤْخَذ باقلى وحلبة مطبوخان وبابونج ومسحوق وَسمن بقر وميبختج ويضمد بِهِ الورم الْعَظِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ. آخر عَجِيب يسْتَعْمل مَتى أعيت المراهم: رماد نوى الصرفان جزءان خطمى جُزْء يسحق بخل ويضمد بِهِ الورم الْعَظِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ. آخر عَجِيب: يسْتَعْمل أَيْضا بنقيع التِّين بشراب وَكَذَلِكَ الْمقل ويجمعان ويضمد بِهِ وينفع التمرخ بدهن العقارب وَأخذ البزور اللطيفة.

لى: اسْتِخْرَاج على مَا فِي الميامر للشقاق فِي المقعدة والورم الْحَار والضربان مَعَ حرارة شَدِيدَة: ودهن ورد عصارة عِنَب الثَّعْلَب فَيلقى فِي هاون أسرب ويسحق حَتَّى يغلظ ويسود ثمَّ يلقى عَلَيْهِ اسفيذاج الرصاص مغسولا وَقيل كافور ويشون فِي الهاون حَتَّى يصير مرهما فانه عَجِيب.

وَمَتى كَانَ الوجع شَدِيدا فَخذ شَيْئا من أفيون فألقه مَعَه فانه عَجِيب جدا وَإِن كَانَ فِيهِ اشتعال ولهيب قوي فَخذ بَيَاض الْبيض فاسحقه مَعَ الكافور فِي الهاون وبرده على الثَّلج والزمه وَاحِدًا بعد وَاحِد.

3 - (الْأَدْوِيَة المفردة لوجع المقعدة)

من بواسير وَغَيره: تغسل النورة بِالْمَاءِ العذب سبع غسلات ثمَّ يضْرب ببياض الْبيض ويطلى.

ينفع من القروح فِي الْفرج وَغَيره: أَن تغسل ببول الانسان بعد أَن يعْتق كَمَا ذكر اطهورسفس وديسقوريدس. ج: قد استعملته فِي مداواة هَذِه الْأَعْضَاء إِلَّا أَنَّهَا لَا تَنْفَع نفعا بَينا لما هِيَ عَلَيْهِ من الْحَرَارَة والرطوبة.

اسْتِخْرَاج الف ج لى: اسفيذاج الرصاص وَشَيْء من افيون يحل بخل وَمَاء الهندباء وَيكون الْخلّ قَلِيلا ويطلى على هَذِه إِذا كَانَت شَدِيدَة الْحمرَة والحرارة والضربان فانه بَالغ جدا اَوْ تبرىء أَيْضا بِمَاء الهندباء مَتى جف فاذا جف لطخ ثَانِيَة. ج: الحضض يسْتَعْمل فِي القروح الْحَادِثَة فِي الدبر الحمص الْأسود مَتى طبخ

 

(3/228)

 

 

بحضض وضمد بِهِ مَعَ خل صلح لأورام الخصى الحارة. الحمص الكرمي مَتى طلى بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي البيضتين ج: القيموليا مَتى لطخ على الأورام الجاسية الْحَادِثَة فِي البيضتين نفع. د:

طين ساموس يسكن الأورام الحارة فِي الْأُنْثَيَيْنِ والثديين ويحللها وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء العديدة.

أوريباسيوس: ثَمَرَة الْكَرم الَّتِي مَتى خلطت بزعفران وَعسل ودهن جيد للقروح الساعية الخبيثة فِي الْفرج.

الكندر مَتى تجْعَل فَتِيلَة بِلَبن وأدخلت فِي القروح الخبيثة فِي المقعدة منعهَا من السَّعْي. د: الكزبرة مَتى ضمد بهَا أبرأت ورم البيضتين الحارة. د: الكمون د: السذاب مَتى ضمد بِهِ مَعَ ورق الْغَار نفع من الورم الْعَارِض فِي الْأُنْثَيَيْنِ.

العدس اذا سلق ثمَّ جعل مَعَ اكليل الْملك والسفرجل ودهن ورد ضمادا نفع أورام المقعدة وقروحها والفروج وَإِن كَانَت هَذِه غائرة فليجعل مَعَ الْورْد الْيَابِس وقشور رمان ويطبخ مَعَ عسل وَقَالَ: مرَارَة الثور تبريء قُرُوح المقعدة وَقَالَ: الصَّبْر ينقي القروح الَّتِي فِي الْفروج ويدمل القروح وخاصة مَا كَانَ فِي الدبر وَالذكر.

أصل الشبث إِذا أحرق ورماد القيصوم جيدان للقروح الْحَادِثَة فِي القلفة. ج: عصارة حب الرُّمَّان الحامض نافعة من القروح مَتى طبخت مَعَ الْعَسَل.

وَقَالَ: حكاك الأسرب مَعَ دهن ورد نَافِع من القروح فِي المقعدة وَقَالَ: ضماد الأسرب والمياه الْبَارِدَة عَجِيب جدا. ج: رماد الشبث نَافِع من القروح الْحَادِثَة فِي اعضاء التناسل.

وَقَالَ: رماد الشبث نَافِع جدا من القروح الْحَادِثَة فِي القلفة يدملها على مَا يَنْبَغِي.

وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه جيد للقروح الرّطبَة وخاصة مَا كَانَ فِي جلدَة الاحليل.

والزوفا الرطب إِذا خلط باكليل الْملك والزبد صلح ذَلِك للقروح الَّتِي فِي المقعدة وَإِذا خلط)

بشحم الاوز جيد للقروح فِي الْفرج مَتى احْتمل. 3 (للقروح فِي الذّكر) وَمَا حوله للورم الْحَار فِي الخصى: عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وصفرة بيض يحاد ضربانه وَيجْعَل عَلَيْهِ وَإِن شِئْت سلقت الْبيض ودققت عِنَب الثَّعْلَب وَحَمَلته بدهن الْورْد.

للورم الْحَار فِي الْأُنْثَيَيْنِ: يضمد بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والرجلة والكزبرة الرّطبَة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلي ودهن ورد يَجْعَل عَلَيْهِ.

مَتى كَانَ فِي الاحليل خراج فاحرق الأسرب بالكندر وَاسْتَعْملهُ جيد جدا. 3 (للأورام الحارة فِي الخصى) عِنَب الثَّعْلَب والرجلة والكزبرة الرّطبَة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلي ودهن ورد وَاسْتَعْملهُ مرهما.

من الْكَمَال والتمام للورم الْحَادِث الف ج فِي المذاكر والمقعدة وَالرحم: اطبخ إكليل الْملك بميبختج ويخلط بميبختج ... ... . . ودقيق الْحِنْطَة ويضمد بِهِ الْموضع.

للورم الْحَار فِي

 

(3/229)

 

 

هَذِه الْمَوَاضِع وخاصة فِي المذاكر يطلى بقيموليا مَعَ ... ... . وزعفران.

وَإِذا كَانَ مَعَ برد طلى بمقل منقع فِي ميبختج مَعَ اسفيذاج أَبيض.

القروح الخبيثة إِذا عرضت فِي المذاكر والدبر كَانَت أردى لِأَنَّهَا يشرع إِلَى العفونة لحرارتها ورطوبتها وَلِأَنَّهَا فِي مجاري الفضول وَأَنا أَقُول أَن الْفَم حَاله فِي العفونة كَذَلِك لحرارتها ورطوبتها وَقَالَ فِيهِ: والقروح الْحَادِثَة فِي الذّكر والمقعدة يجب أَن تداوى بِهِ بدواء مدمل وَيكون أَزِيد يبسا من المدملة بِحَسب يبس هَذِه الْأَعْضَاء على مَا بَينا فِي قوانين الخراجات والقروح الَّتِي فِي الاحليل بَعْضهَا أحْوج إِلَى اليبس وَهِي مَا كَانَ مِنْهَا قد أَخذ الاحليل كُله مَعَ طرفه البارز عَنهُ الْمُسَمّى كمرة وَالَّتِي تكون فِي القلفة تحْتَاج إِلَى أقل فِي اليبس من هَذِه القروح الرّطبَة فِي الكمرة ونواحيها تداوى بدواء القرطاس المحرق لِأَنَّهُ يجفف تجفيفا قَوِيا وَمَا كَانَ من هَذِه القروح عديم الرُّطُوبَة قريب الْعَهْد فالصبر وَحده من جيد أدوية بعد أَن ينعم سحقه وينثر عَلَيْهَا وَهُوَ يبريء القروح الكائنة فِي المقعدة وأشبه شَيْء بِالصبرِ فِي هَذِه الْمَوَاضِع فِي قوته القليميا المغسول بشراب والمر تَكُ أَيْضا قريب وَبعد المر تَكُ المولد بدانا والتوتيا فان كَانَت هَذِه القروح أرطب فعالجها بلحاء شجر الصنوبر الَّذِي يُثمر حبا صغَارًا وبالشاذنة كل وَاحِد على حِدته)

فان كَانَ لَهَا غور فَمن بعد تجفيفها بِمَا وصفت فاخلط مَعَ الْأَدْوِيَة دقاق الكندر مِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ فِي انبات اللَّحْم.

عِنَب الثَّعْلَب دَقِيق شعير دهن ورد وخل خمر صفرَة بَيْضَة بِالسَّوِيَّةِ يجمع ويضمد بِهِ.

الْيَهُودِيّ: مَتى ظَهرت الحكة والبثر فِي نَاحيَة فَبعد الفصد يحجم فِي بَاطِن الْفَخْذ وبالقرب مِنْهُ والخبيثة فِي كيس البيضتين حَتَّى يسْقط السوَاد بسلق وَسمن وينقى كيس البيضتين مُعَلّقا ثمَّ يعالج بالمراهم حَتَّى يرجع وَيبرأ وَقَالَ: عالج قُرُوح الذّكر وَمَا حوله بالشاذنة وَالصَّبْر والقرع المحرق وَرَأَيْت خلقا أَصَابَتْهُم خبيثة فِي كيس البيضتين فتأكلت وَسَقَطت وَبقيت البيضتان معلقتين ثمَّ عاود اللَّحْم ونبتت شَيْء صلب كالكيس الأول إِلَّا أَنه يقوم مقَامه.

تمّ الْجُزْء التَّاسِع بمنه وَكَرمه ويليه ان شَاءَ الله الْجُزْء الْعَاشِر فِي القروح الَّتِي فِي الكلى فِي مجاري الْبَوْل والمثانة وباطن الْقَضِيب والحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب وَبَوْل الدَّم والمدة وَغَيرهَا.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

م الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (الْجُزْء الْعَاشِر)

 

(3/230)

 

 

(أمراض الكلى ومجاري الْبَوْل)

 

(3/231)

 

 

(فارغة)

 

(3/232)

 

 

(أمراض الكلى ومجاري الْبَوْل)

(القروح الَّتِي فِي الكلى) ومجاري الْبَوْل والمثانة وباطن الْقَضِيب والحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب وَبَوْل الدَّم والمدة وحرقة الْبَوْل والأورام وَالشعر الَّذِي يبال والتقطير الَّذِي مَعَ حرقة وَيكون لأجل حِدة الْبَوْل أَو لثقله على المثانة وَسَائِر أوجاع الكلى والمثانة إِلَى الخصى والأورام فِي الكلى والمثانة وَالْفرق بَينه وَبَين وجع القولنج وَالْفرق بَين قُرُوح الكلى والمثانة ومجاري الْبَوْل والمثانة والقضيب وأوجاع الكلى وَمن بَوْل علق الدَّم والمدة إِذا جمدت وَفِيمَا يمْنَع من بَوْل الدَّم وَمن ضروب المنقيات الَّتِي تنقي الْأَعْضَاء وَالَّذِي يتَوَلَّد فِي هَذِه إِنَّمَا هُوَ هُوَ فَسَاد مزاج وَيجب أَن يكون هُوَ الَّذِي فِي الْبَاب هُوَ بِعَيْنِه عَن أورام الكلى ثمَّ القروح وَيجب أَن يكون لكل وَاحِد بَاب قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّا مَتى كَانَت قُرُوح فِي هَذِه الْمَوَاضِع خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالج بهَا بعض الْأَدْوِيَة المدرة للبول لتوصلها وتنفذها. الْخَامِسَة: أَنه مَتى كَانَت القروح فِي الكلى والكلى والمثانة خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالجها بهَا شَيْئا من عسل والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل وَقَالَ: قل مَا ينبعث من هَذِه دم بحريّة وَشدَّة قُوَّة وَلكنه إِن لم يكن جرى الدَّم من هَذِه خطرا)

من أجل قُوَّة جريته فَإِنَّهُ قد يكون خطراً من أجل دَوَامه وثباته ينظر فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة.

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

الْأَجْزَاء الشبيهة بالصفايح مَتى انحدرت مَعَ الْبَوْل دلّ أَن القرحة فِي المثانة والأجزاء الشبيهة بِقطع اللَّحْم تدل على أَن القرحة فِي الكلى لَا تحس للورم الْحَار المائل ثقلاً لِأَنَّهُ لايجيئها عصب يوغل فِيهِ بل يتفرق فِي غشائها وَهُوَ قَلِيل.

السَّادِسَة مِنْهَا قَالَ: إِذا رَأَيْت الْمَرِيض يجد وجعاً فِي نَاحيَة الكلى وَمَعَهُ نافض مُخْتَلف فِيمَا بَين فترات ويحم مَعَ ذَلِك حميات على غير تَرْتِيب فابطح العليل على بَطْنه ثمَّ سَله هَل يجد ثقلاً مُعَلّقا فَإِنَّهُ إِذا كَانَت الْكُلية الْيُمْنَى فِيهَا ورم أحس حِين ينَام على الْيُسْرَى بثقل مُعَلّق وبالضد فَإِن كَانَ يعرض ذَلِك للعليل فَاعْلَم أَنه فِي كلاه جرحا وَإِذا نضج وقاح وانفجر بَال العليل مُدَّة وَيجب أَن تحرص كل الْحِرْص على سرعَة ادمالها لِأَنَّهَا مَتى ازمنت عسر اندمالها عسراً شَدِيدا وَقَالَ: وَصَارَت عسرة الْبُرْء عسراً كثيرا جدا والعلامات الدَّالَّة على أَن القرحة بَاقِيَة بعد هِيَ بَقَاء الْقَيْح فِي الْبَوْل وحس الوجع ويحم وقشور القروح وَرُبمَا خرج مِنْهَا أَيْضا الدَّم وَإِذا خرج الدَّم بعد أَن كَانَ قد خرج الْقَيْح فَهُوَ يدل على أَن القرحة دَائِما يتأكل وَقد

 

(3/233)

 

 

يكون بَوْل الدَّم إِذا انصدع عرق فِي الكلى من صربة أَو سقطة قَالَ: وَأَصَح العلامات على قُرُوح الكلى 3 (طاقات الشّعْر) قَالَ: وَأما الْأَجْسَام الشبيهة بطاقات الشّعْر فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي بعض الْأَوْقَات تبال وَطول الْوَاحِد شبر وَأَقل وَأكْثر وَإِنِّي لأعجب أَن يكون شَيْء هَذَا طوله يتَوَلَّد فِي الكلى وظننت أَن تولدها فِي الْعُرُوق على الْعُرُوق المدنية وَأَظنهُ يكون عَن خلط غليظ لزج يستحجر ويجف فِي الْعُرُوق وَقد داويتها بالمدرة للبول وأبرأتها وَلَا ... . أَنِّي رَأَيْت أحدا ناله مِنْهُ هُوَ الْبَتَّةَ وَلَا رَأَيْت أحدا ناله من استفراغ قيحٍ كثيرٍ بالبول أضرّ بِوَاحِد من الْآلَات بل الْأَمر فِي هَذِه الْأَعْضَاء فِي الصَّبْر على مَا يمر بهَا من غير أَن يضر بهَا كالأمر فِي الأمعاء فَإِنَّهُ لَا ينالها من الإستفراغ الكائنة من الكبد وَلَو كَانَت مَحْضَة خَالِصَة رَدِيئَة كَبِير ضَرَر إِلَّا أَن يطول ذَلِك جدا كَمَا أَن المثانة إِذا طَال بهَا مُرُور بَوْل الصديد الدَّم الرَّقِيق. قَالَ: وَمن علل الكلى عِلّة يَبُول صَاحبهَا فِيهَا صديد دم رَقِيق وَهِي نظيرة لِلْعِلَّةِ الكبدية الكائنة من ضعفها إِلَّا أَن هَذَا الصديد أَكثر دموية من ذَلِك قَلِيلا ويعرض بِسَبَب فِي الكلى شَبيه بِالسَّبَبِ الْكَائِن فِي الكبد أَعنِي ضعف الكلى ويعرض أَيْضا بِسَبَب اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصفي الْبَوْل من الْعرق الأجوف. لى ضعف الْجِسْم وتحوله عَلَيْهِ وصفرة الْبَوْل لِأَن ذَلِك استفراغ من الدَّم الَّذِي يغتذى بِهِ الْجِسْم وعلامة الَّذِي من الكلى أَلا يكون مَعَه ذَلِك لِأَن تِلْكَ الدموية إِنَّمَا هِيَ حينئذٍ غذَاء للكلى وَحدهَا لَا غذَاء للبدن وَأَيْضًا فَإِن هَذَا أقل وَذَلِكَ أَكثر ويعرض مَعَه عَلَامَات ضعف الكلى وَهُوَ ضعف الْقطن وَالرّجلَيْنِ وَكَثْرَة الْبَوْل وَرُبمَا فسد بِهِ المزاج.

تقطير الْبَوْل مَعَ حرقة قَالَ تقطير الْبَوْل الَّذِي يكون للذعه وحدته قد يكون عِنْدَمَا تدفع الكلى أَو غَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن فِيهَا أَن تدفع فضولها بالبول خلطاً حاراً إِلَى المثانة أَو قيح أَو أخلاط حارة تكون فِي الْعُرُوق تدفعها الطبيعة على جِهَة التنقية للجسم. قَالَ: والمثانة تقذف بالبول إِمَّا لحدة الْبَوْل وَإِمَّا لثقله عَلَيْهَا والمثانات الضعيفة هَذَانِ الْأَمْرَانِ إِلَيْهَا أسْرع وتضعف المثانة لسوء مزاج ويعرض أَيْضا لكثير من النَّاس إِذا بردت أبدانهم أَن يثقل الْقَلِيل من الْبَوْل على المثانة حَتَّى يجب دَفعه وَلم يجْتَمع مِنْهُ كثير شَيْء.

معرفَة الْمدَّة من أَيْن قَالَ: إِذا رَأَيْت بَوْل الدَّم والمدة فتوقف وَاسْتدلَّ فَإِن كَانَ الَّذِي يَبُول الْقَيْح قد وجد قبل ذَلِك وجعاً فِي قطنه وَكَانَ يُصِيبهُ اقشعرار على غير نظام ونافض يسير مَعَ حمى)

علمت أَنه من الكلى وَإِن كَانَ وجد الوجع فِي المثانة مَعَ النافض والحمى الْمَخْصُوص بهَا المثانة فَفِي المثانة وَإِن كَانَ الوجع كَانَ فِي الْحجاب أَو فِي الكبد يدل مِمَّا يدل على أَن خراجاً كَانَ فِيهَا فان بَوْل الدَّم دَلِيل على أَنه من ذَلِك الْعُضْو ويستدل أَيْضا من اخْتِلَاط الْقَيْح بالبول فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون مختلطاً اختلاطاً شَدِيدا حَتَّى يكون الْبَوْل كُله كَأَنَّهُ

 

(3/234)

 

 

قد ضرب بِهِ فَإِن كَانَ كَذَلِك يدل على أَنه يَجِيء من فَوق وَإِن كَانَ دونه فِي الإختلاط فَمن مَوَاضِع أَسْفَل مِنْهُ ضم إِلَى ذَلِك مَكَان الوجع وَسَائِر الدلالات وَإِن كَانَ يخرج بِلَا بَوْل أَو قبل الْبَوْل فَذَلِك دَلِيل على أَنه فِي المثانة واختلاط الْمُتَوَسّط يدل على أَنه يَجِيء من الكلى. وَإِن خرجت قشرة قرحَة فاستدل بهَا فِي شكلها وَفِي اختلاطها على نَحْو مَا قُلْنَا فِي قُرُوح الأمعاء والخارجة من الكلى والخارجة من المثانة قشور قَالَ: وَقد يكون بَوْل الْمدَّة فِي الْأَحَايِين من خراج الرئة والأحايين من خراج كَانَ فِيمَا دون الْحجاب فَذَلِك فِي الندرة فاستدل عَلَيْهِ بالوجع وَدلَالَة الْخراج فِي ذَلِك الْعُضْو فإمَّا تنقية حدبة الكبد ونواحيها بالبول من خراج كَانَ فِيهَا فَإِنَّهُ يكون دَائِما وَتَكون الْمدَّة مختلطة بالبول جدا.

3 - (عَلَامَات القروح فِي الْقَضِيب)

أَن يكون الوجع فِيهِ ويبرز الْقَيْح خَالِصا قبل الْبَوْل وللقروح الَّتِي تكون فِي الْقَضِيب لذع بَين فِي وَقت الْبَوْل لاسيما إِذا نثرت مِنْهَا القشرة والوسخ. لى قد يكون فِي الكلى ونواحيها عَن القروح نواصير وَلَا تَبرأ الْبَتَّةَ القشرة والوسخ لَكِن مَتى امْتَلَأَ الْبدن جرت الْمدَّة وبالضد حَتَّى يكون أَنه قد برأَ ثمَّ يسيل أَيْضا إِذا امْتَلَأَ وَلَا علاج لَهُ إِلَّا الإستفراغ والحذر من الامتلاء وَإِذا كَانَ مَا يسيل مُدَّة جَيِّدَة فَلَا خوف مِنْهُ وَلَا يَتَّسِع وَلَا يتأكل وبالضد وَالَّذِي يَتَّسِع وَيقتل سَرِيعا وَعَلَيْك باسقاء مَا يمْنَع العفن والتكمد بِهِ وبالضد.

الأولى من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الصديد الشبيه بِمَاء اللَّحْم إِذا خرج بالبول دلّ على أَن الْجَانِب المحدب عليل وَإِذا خرج بالإسهال فالجانب المقعر.

جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة الْمقَالة الأولى: إِذا كَانَت الْعلَّة فِي الكلى يكون الوجع فِي الْقطن وَهُوَ وجع ثقيل فَإِن كَانَ مَعَ الثّقل فِي الْقطن التهاب وعطش فَإِن فِي الكلى ورماً حاراً وَإِن كَانَ مَعَ الثّقل تمدد لَا التهاب فَهُوَ ورم بلغمى الْخراج إِذا انفجر من المثانة خرج الْبَوْل لايخالطه شَيْء وَسكن فِي أَسْفَله شَيْء شَبيه بالصفائح وَكَانَ الوجع فِي الْعَانَة والدوادر.) لى فَيَنْبَغِي أَن يَقُول: يخرج الْقَيْح مخالطاً للبول. قَالَ: وَإِن انفجر فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن وَخرج مخالطاً للبول وَخرج مَعَه فتات لحم وَإِن كَانَ يَجِيء من حدبة الكبد كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَخرجت الْمرة مختلطة جدا وَقد مازجت الْبَوْل وتكدر بهَا وَإِن كَانَ يَجِيء من الصَّدْر كَانَ الْبَوْل غير كدر وَكَانَ الوجع والقرحة فِيمَا تقدم. لى وَإِنَّمَا يكون غير كدر لِأَنَّهُ يخرج فِي مسالك ضيقَة قَلِيلا قَلِيلا ممازجاً للبول فيتشابه حَاله حَتَّى كَأَنَّهُ جُزْء مِنْهُ. لى على مَا رَأَيْت فِي السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض: من ضروب بَوْل الدَّم ضرب يَبُول فِيهِ العليل صديداً كَمَاء اللَّحْم المغسول دَمًا كثيرا وَيكون ذَلِك من ذوبان الْجِسْم لَا من أَن عرقاً انصدع وَلَا قرحَة وَلَا غَيره وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بانحلال الْجِسْم وذوبانه. اسْتَعِنْ بِبَاب نفث الدَّم وبالسابعة من الميامر فَإِن هُنَاكَ أقراصاً نافعة من سيلان الدَّم من الْجِسْم

 

(3/235)

 

 

وقانون تأليفها القابضة والمغرية والمخدرة وَإِذا ألفت لخُرُوج الدَّم من آلَات الْبَوْل فَدُثَّ فِيهَا مَدَرَة للبول لتوصلها مِثَال ذَلِك قرص ينفع من بَوْل الدَّم قاقيا جلنار بزر بنج بزر كرفس أنيسون أفيون طين مختوم يعْمل أقراصاً ويسقى.

للقروح فِي الكلى والمثانة وعسر الْبَوْل مَعَ خُرُوجه: بزر كتَّان وخشخاش أَبيض وكثيراء ونشا يعْمل أقراصاً ويسقى.

الْعَاشِرَة فِي الميامر

3 - (دَوَاء للكلى والمثانة)

إِذا كَانَ فِيهَا ورم أَو قُرُوح خُذ الْأَدْوِيَة المنقية للحصى وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَدْوِيَة يجب أَن تكون مسكنة لِأَنَّهَا تبلغ موضعهَا ويخلط بهَا مَا يدر الْبَوْل. وَقَالَ: من أدويته حب الصنوبر الْكِبَار ولوز حُلْو وكتيراء وَرب السوس وبزر بطيخ وبزر خِيَار وبزر القثاء والخشخاش وبزر الشوكران وأفيون وبزر الكرفس والرازيانج وَالشرَاب الحلو وَاللَّبن وبزر البنج يؤلف بِقدر الْحَاجة. لى رب البنفسج والجلاب وطبيخ أصُول السوس. للدم الَّذِي يخرج من المثانة: شب يمانى مِثْقَال كتيراء مثقالان صمغ مِثْقَال يسقى بشراب حُلْو. آخر: طين أرميني صمغ طرائيث مِثْقَال مِثْقَال أفيون ربع دِرْهَم يجمع بشراب حُلْو وَيُؤْخَذ والأدوية الَّتِي عددناها جَيِّدَة للورم الْحَار فِي هَذِه الْأَعْضَاء. قَالَ: وَمِمَّا يبلغ فِي شِفَاء علل الكلى غَايَة الْبلُوغ طبيخ قضبان الْكَرم أَو قضبان يقطع مِنْهُ وَيشْرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة كل يَوْم على الرِّيق تِسْعَة أَيَّام وينثر عَلَيْهِ شَيْء من ملح فَإِنَّهُ يذهب علل الكلى غَايَة الإذهاب.

الأولى من تقدمة الْمعرفَة: مَتى حدث عَن الورم الْحَار فِي الكلى مَعَ الْحمى اخْتِلَاط الْعقل أَو لابست لعظمها الْحجاب فَإِنَّهُ قتال فَانْظُر فِي الدَّلَائِل الرَّديئَة فَإِنَّهُ إِن وجد مَعَ ذَلِك دَلِيل ردىء هلك العليل الْبَتَّةَ فَأَما إِن كَانَت مَعَه دَلَائِل جَيِّدَة فَإِنَّهُ يتقيح. وَمَتى كَانَت المثانة صلبة مؤلمة فَإِنَّهَا رَدِيئَة فِي جَمِيع الْأَحْوَال واقتل مَا يكون إِذا كَانَت مَعهَا حمى دائمة وَذَلِكَ أَن آلام المثانة بِغَيْر أورام حارة وخراجات تقوى على أَن تقتل والبطن لَا يتعب فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَن الْمَرِيض يمْنَع من البرَاز لضغط المعي فِي تِلْكَ الْحَالة المثانة وَشدَّة الوجع وينحل ذَلِك بالبول وَفِيه ثقل راسب قَالَ جالينوس: إِذا أقبل الورم الَّذِي فِي المثانة النضج انصبت الأخلاط الصَّحِيحَة إِلَى فضاء المثانة فسكن فِي الْبَوْل رسوب جميد فَإِن لم ينبعث الْبَوْل أصلا وَلم يكن الورم ودامت الْحمى فتوقع الْهَلَاك قَالَ: وَهَذَا يُصِيب الصّبيان من أَبنَاء سبع إِلَى خمس عشر لِكَثْرَة أكلهم على غير التَّرْتِيب ولكثرة اجْتِمَاع الْخَلْط الخام فيهم فينحدر إِلَى نَاحيَة المثانة فَيحدث عَنْهَا فِي بعض الْأَوْقَات حِجَارَة وَفِي بعض الْأَوْقَات إِذا كَانَت فِي المثانة عِلّة ورم حَار وَإِنَّمَا يعرض ذَلِك إِذا ألمت المثانة بِكَثْرَة مُرُور هَذِه بهَا.

الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: أَكثر مَا تكون القرحة فِي مجْرى الْبَوْل إِذا كَانَت حَصَاة فِي

 

(3/236)

 

 

الكلى فمرت بهَا فسججت الْموضع. قَالَ: وَمن بَال الْمدَّة يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَيمكن أَن يكون خراج فِيمَا)

فَوق انفجر فَسَالَ إِلَى نَاحيَة الْبَوْل فَأَما مَتى دَامَ بَوْل الْمدَّة أَيَّامًا كَثِيرَة وشهوراً فَذَلِك يدل على قرحَة فِي الكلى أَو فِي المثانة الشّعْر. قَالَ: وَأما الشّعْر الطَّوِيل الَّذِي يبال وَهُوَ أشبه شَيْء بالشعر الْأَبْيَض فَأنى رَأَيْت مِنْهُ مَا طوله نصف ذِرَاع باله رجل كَانَت قصَّته أَنه أدمن عَاما أكل الباقلى المطحون والجبن الرطب واليابس وَآخَرُونَ قَالُوا: هَذَا الشّعْر كلهم كَانَ قد تقدم لَهُم أَطْعِمَة غَلِيظَة. قَالَ: فَهَذَا الْخَلْط الغليظ مَتى عملت فِيهِ حرارة حَتَّى تجففه الكلى تولد فِيهِ مثل هَذَا الشّعْر. وعلاج هَذَا الدَّاء يشْهد على صِحَة الْقيَاس فَإِن الَّذين أَصَابَهُم هَذَا الدَّاء إِنَّمَا كَانَ برؤهم بالأدوية الملطفة الْمُقطعَة ويرطب الْغذَاء وَالتَّدْبِير المرطب. قَالَ هَاهُنَا: إِن الْأَدْوِيَة الملطفة لَا تَنْفَع القروح الَّتِي فِي هَذِه الْأَعْضَاء ويهيج وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا يخلط الدرة للبول لِأَن توصل المغذية أَو يسْتَعْمل حَتَّى تنقى القرحة ثمَّ يتْرك. 3 (من بَال دَمًا) بَغْتَة فَإِن عرقاً فِي كلاه انصدع. قَالَ: لَيْسَ يُمكن أَن يكون ذَلِك من أجل المثانة وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن فِي عرق المثانة أَن ينصدع من أجل كَثْرَة دمٍ ينصب إِلَيْهَا كَمَا يعرض ذَلِك فِي الكلى وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يتصفى الدَّم فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة كَمَا يتصفى فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الكلى وَإِنَّمَا يَجِيء من الدَّم إِلَى المثانة مَا يكفيها فَقَط وتتغذى بِهِ فَأَما الكلى فَلِأَن الدَّم يتصفى فِيهَا وَقد يَجِيء إِلَيْهَا عروق كبار وَدم كثير فضلا عَن غذائها كثيرا جدا وَمَعَ ذَلِك فَإِن الْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة لَيست مكشوفة وَلَا غير مُعْتَمدَة مثل الْعُرُوق الَّتِي تدخل إِلَى بَاطِن الكليتين الَّتِي قد يحدث فِيهَا التقيح والتصدع من أجل كَثْرَة الأخلاط وَالْعُرُوق إِذا انصدعت استفرغ مِنْهَا دم كثير صَحِيح فَأَما إِذا انتفخ فَلَيْسَ يخرج مِنْهُ دم كثير دفْعَة وخاصة إِذا كَانَ انتفاخه عَن انتفاخ أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي يتصفى فِيهَا الدَّم يَسِيرا لكنه يرشح مِنْهُ أرقه قَلِيلا قَلِيلا فترى الْبَوْل قد خالطه شَيْء من الدَّم وَقد يكون بَوْل الدَّم من المثانة لَكِن يكون ذَلِك إِذا تآكلت حَتَّى يبلغ التآكل الْعُرُوق وَلذَلِك تتقدم عَلَامَات القرحة فِي المثانة وَهُوَ بَوْل قشور وَبَوْل مُدَّة ووجع فِي الدرادر والعانة فَأَما بَوْل الدَّم بَغْتَة خَالِصا غزيراً بِلَا سَبَب ظَاهر فَذَلِك يكون من انصداع عروق فِي الكلى لامتلائه من الدَّم وَقد يكون ذَلِك من وثبة أَو سقطة. من بَال دَمًا وقيحاً وقشوراً وَكَانَت رَائِحَة بَوْله مُنْتِنَة فَأن ذَلِك يدل على قرحَة فِي المثانة.

الدَّم والقيح إِذا بيلا مشتركين فَجَمِيع آلَات الْبَوْل إِذا كَانَت فِيهَا قرحَة وَأما الرَّائِحَة الْمُنكرَة)

فخاصة بقرحة المثانة وَلم يقل لم. قَالَ: وَأكْثر مِنْهَا القشور. لى ينظر لم الرَّائِحَة الرَّديئَة خَاصَّة بالمثانة.

الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل هُوَ أَن يَبُول الْإِنْسَان مَرَّات كَثِيرَة مرَارًا مُتَوَالِيَة قَلِيلا قَلِيلا وَذَلِكَ يكون إِمَّا من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة أَو من حِدة

 

(3/237)

 

 

الْبَوْل وحدة الْبَوْل تكون إِمَّا لمُدَّة وَدم فِي الكلى ونواحيها وَإِمَّا لِأَن مائية الدَّم تَجِيء وَهِي حارة لحدة جملَة الدَّم فِي الْجِسْم.

أبقراط: إِذا حدث فِي طرف الدبر أَو فِي الرَّحِم ورم تبعه تقطير الْبَوْل قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا تقيحت الكلى تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل قَالَ: أما تقطير الْبَوْل الْحَادِث عِنْد طرف الدبر وَالرحم فلمشاركة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: مَتى حدث ورم فِي الكلى ثمَّ كَانَ ذَلِك الورم مِنْهَا فِي الْمَوَاضِع اللحمية كَانَ الوجع ثقيلاً وَذَلِكَ أَن العليل يتَوَهَّم أَن ثقلاً مُعَلّقا فِي قطنه وَمَتى كَانَت الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الغشاء الْمُحِيط بالكلى فِي تجاويفها وَالْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب الَّتِي فِيهَا ومجاري الْبَوْل كَانَ وجعاً حاداً ناخساً. الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الكلى والمثانة يعسر برؤها وخاصة فِي الشُّيُوخ. يعسر برؤ هَؤُلَاءِ لِأَنَّهَا لَا تسكن عَن أفعالها والفضول تمر بهَا. والأعضاء الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تَبرأ تحْتَاج إِلَى هدوء وَسُكُون لَا يمر بهَا مَا يلذعها ويهيجها من الفضول الَّتِي تمر بِهَذِهِ الْأَعْضَاء يهيج قروحها أورامها وَهِي فِي المثانة أعْسر برءاً لِأَن الْعِلَل الْغَيْر عسيرة الْبُرْء عسيرة فِي الْمَشَايِخ فَكيف العسيرة الْبُرْء فِي الْمَشَايِخ وَهَذِه إِذا لَزِمَهُم إِلَى أَن يموتوا.

السَّابِعَة من الْفُصُول: مَتى شهِدت من الْبَوْل شَوَاهِد تدل على عِلّة فِي الكلى ثمَّ حدث بِهِ وجع فِي عضل صلبة فَإِنَّهُ يخرج بِهِ خراج فِي نواحي كلاه فَإِن كَانَ الوجع مائلاً إِلَى خَارج فَإلَى خَارج يمِيل الْخراج وَإِن كَانَ غائراً فالخراج يمِيل إِلَى دَاخل. من بَال دَمًا غلبظاً وَكَانَ بِهِ تقطير الْبَوْل وَبِه وجع فِي نواحي الْفرج والعانة دلّ على أَن مَا يَلِي مثانته وجع لى على مارأيت فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: قد يعرض لمن يتْرك كداً وَعَملا كَانَ معتاداَ لَهُ بَوْل غليظ يشبه الْمرة وَلَا بَأْس عَلَيْهِ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يزَال كَذَلِك حَتَّى ينهك قوته.

من كتاب الفصد: الْعِلَل الَّتِي فِي الكلى تحْتَاج مرّة إِلَى فصد فِي الْيَد وَمرَّة من الرجل من مابض الرّكْبَة وتحتاج إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار قريب الْعَهْد إِلَى فصد الباسليق وَأما فِي الْعلَّة الَّتِي تدعى خَاصَّة وجع الكلى فاليفصد الصَّافِن وَالَّذِي فِي مابض الرّكْبَة.)

من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من كَانَ بِهِ وجع الخصى وورمه وَظهر بوركه الْأَيْمن شامة لون مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس صَاحب هَذَا الوجع يُصِيبهُ شَهْوَة الْخمر من كَانَ بِهِ وجع المثانة فَظهر تَحت إبطه الْأَيْسَر ورم شبه السفرجلة واعتراه فِي السَّابِع ذَلِك مَاتَ فِي الْخَامِس عشر.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إبيذيميا: أَصْحَاب الْأَبدَان المرارية الَّتِي أبوالها أبدا حارة لذاعة مستعدون لحدوث القروح فِي مثاناتهم. لى يجب حفظ هَؤُلَاءِ بِمَاء الشّعير وترطيب المزاج فَإِنَّهُ جيد فِي الْحَالَتَيْنِ.

 

(3/238)

 

 

الأولى من السَّادِسَة: 3 (الوجع الَّذِي يكون فِي الكلى) من كَثْرَة الأخلاط الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْعُرُوق إِذا غاصت فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا ينْحل إِلَّا بالفصد على الْمَكَان لكثافة جرم الكلى وَلِأَن قُوَّة الأضمدة الَّتِي تُوضَع على الكلى لاتصل بِسُرْعَة إِلَيْهَا لِأَن بَينه وَبَينهَا أجراماً كَثِيرَة وَقد يحله الْقَيْء وَيُشبه وجع القولنج. قَالَ: وَرُبمَا اتَّسع رَأس المجرى الَّذِي يحمل مائية الدَّم إِلَى الكلى وَيكون الدَّم رَقِيقا لَا غلظ لَهُ وَلَا لزوجة فَيكون الْبَوْل حينئذٍ دموياً. لى اجْعَل لهَذِهِ عَلامَة وعلاجاً.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة: الْجِمَاع يضر بالكلى.

السَّادِسَة من السَّابِعَة قَالَ: لم أر أحدا جَاوز الْخمسين برأَ من علل الكلى برءاً تَاما.

الْيَهُودِيّ: لَا يُوجد شَيْء لتشحيم الكلى وتسمينها وإسخانها أفضل من دهن الْجَوْز يُؤْكَل ويحتقن بِهِ. قَالَ: وَمن قلَّة شَحم الكلى يهيج الصداع وَضعف الْبَصَر والبخارات الرَّديئَة الَّتِي تورث فِي الرَّأْس شبه الأخلاط والدبيلة فِي الكلى. قَالَ: اسْقِ صَاحبهَا دهن اللوزين وموما ينَام عَلَيْهِ ويستحم حَتَّى ينضج فَإِذا انفجرت هَاجَتْ الحكة فِي المثانة بحدة الْمدَّة وَجَاء نافض فبالأدوية المدرة للبول لتنقى عَاجلا والألم تَبرأ.

اسْتدلَّ على الْمدَّة والصديد من أَيْن يَجِيء فِي هَذِه الْأَمَاكِن مِمَّا يسْتَدلّ عَلَيْهِ فِي قُرُوح الأمعاء من الِاخْتِلَاط وَمن سرعَة الْخُرُوج بعد الوجع وَنَحْو ذَلِك فَإِن أفرط فِي حَال فِي المثانة فاطلها بأقراص الْكَوْكَب. لى ينفع من سوء مزاج المثانة الْحَار: بزر الخبازى إِذا سقى والبزر قطونا والأضمدة المبردة وَمن الْبَارِد الأفاوية يسقى ويضمد بهَا ويمرخ بالأدهان الحارة وللدبيلة يمْنَع تكونها فِي حدثانها بالفصد وَغَيره فَإِذا بادرت إِلَى الْجمع أَعنِي على ذَلِك بالتخبيص ثمَّ يسقى مَا)

يدر الْبَوْل كي ينقى الْقَيْح وينفع من استرخاء المثانة شرب الأفاوية القابضة ويضمد بهَا.

أهرن: إِذا خرج فِي آلَات الْبَوْل خراج وجد العليل ثقلاً مُعَلّقا فِي ذَلِك الْجَانِب فَإِن أردْت أَن تعلم فِي أَي جَانب يجد الثّقل فنومه على يَمِينه مرّة وعَلى يسَاره أُخْرَى وسله فِي أَي جَانب يجد الثّقل فَفِي ذَلِك الْجَانِب هُوَ. لى وعلاجه بالتكميد والتخبيص فَإِذا انفجرت الْمدَّة فِي الْبَوْل وَالدَّم وَصَارَ فِيهِ حرقة شَدِيدَة. لى وَقد يحس بخراج فِي الكلى وعلامته وجع الْقطن والتهاب وعطش وَكَثْرَة الْبَوْل يسقى الربوب الْبَارِدَة وتبرد الْموضع مَا أمكن ويسقى بزر الْخِيَار ليسيل الصديد وَلَا يسخن حَتَّى يضمد بالقوية ويفصد فَإِذا غلبت هَذِه وَلم ينفع فَعَلَيْك حينئذٍ بالإنضاج فاسقه المَاء الفاتر وَالشرَاب الْأَبْيَض وانطله وكمده وخبصه حَتَّى إِذا نضج وعلامته سُكُون الوجع فأعطه مَا يفجر كَالدَّارِ صيني والحرف والبزور المدرة للبول حَتَّى إِذا انفجر فَعَلَيْك بِمَا ينقي الْمدَّة سَرِيعا وتغسل القرحة بالبزور وَمَاء الْعَسَل فَإِن كَانَت حمى فحب القثاء مَعَ شراب البنفسج فَإِذا تنقت الْمدَّة فَعَلَيْك سَرِيعا بِمَا يلحمها وَإِيَّاك أَن

 

(3/239)

 

 

تتوانا فَإِنَّهُ يعسر وَإِيَّاك أَن تبطئ فِي تنقية الكلى من الْقَيْح سَرِيعا لِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا التأكل فَإِذا خرج الدَّم من الكلى بِلَا قيح وَلم يكن مَعَه وجع وَلَا حرارة شَدِيدَة وَلَا حمى فَإِنَّهُ من انتفاخ الْعُرُوق وانشقاقها وَمَا كَانَ من خراج فَإِنَّهُ يخرج مَعَ الْمدَّة. وَقد يخرج من الكلى مَاء رَفِيق كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لضعف الكلى. لي هَذَا يكون إِذا لم تميز الكلى من مائية الدَّم الْبَوْل الَّذِي فِيهِ لَكِن أدته إِلَى المثانة كَمَا هُوَ وَذَلِكَ يكون لضعف قوتها الطابخة والهاضمة. قَالَ: عالج من سوء المزاج الْحَار فِي الكلى بالحقن وبالأدهان الحارة واللينة والكماد والضماد والأطعمة المسكنة من ذَلِك أَن يُؤْخَذ سمن الْبَقر وَمن دهن الْجَوْز ودهن اللوز وَمر وَمَاء الحلبة والشبث ويحقن بِهِ فَإِن هَذِه نافعة لبرد الكلى ويبسها وتزيد فِي المَاء وعالج للحار بألبان الأتن وَمَاء الْجُبْن والحقن الَّتِي من الألعبة والمياه والأدهان الْبَارِدَة وَمَا كَانَ من وجع الكلى لريح غَلِيظَة. لى علامته أَلا يكون مَعَه عَلَامَات الْحَصَى وَلَا يكون عَلَامَات القولنج وَيكون وجع نحف مَتى جاد الهضم وتعب فاحقن فِي هَذِه الْعلَّة بطبيخ البزور اللطيفة. قَالَ: وعالج دبيلة الكلى بِمَا ينضح وبالبزور اللينة قبل النضج فَإِذا نضج فِيمَا يفجر الْخراج كدهن اللوز بطبيخ الحلبة أَو طبيخ التِّين وَإِن كَانَ شَدِيد الْحَرَارَة والالتهاب فاسقه لعاب البزر قطونا وضمده بِهِ دَائِما وَالَّذِي يخبص بِهِ ليفتح الكرنب والخطمى والتين والحلبة يَجْعَل يوضع عَلَيْهِ. وَإِذا كَانَ فِي الكلى ورم حَار فاسقه الْخِيَار شنبر)

وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب واسقه البزور اللينة وَإِذا انخرق الْخراج وسال قيحه فَإِنَّهُ ينفع من أَن يسقى اللَّبن المقطر ويحقن بِاللَّبنِ وَمَا كَانَ من دم يسيل من الكلى فعالج بالقوابض والمغريات وَجَمِيع أَقْرَاص البزور نَافِع من أورام الكلى وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة فَاجْعَلْ مَعهَا أفيوناً وينفع خَاصَّة إِذا اشتدت حرقة الْبَوْل أَن يَجْعَل فِيهَا المخدرات. لى مِثَال: بزر قرع بزر خِيَار وبزر رجلة بزر بطيخ لوز حُلْو بزر بنج أَبيض خشخاش يَجْعَل أقراصاً بلعاب البزر قطونا ويسقى فِي هَذِه الْحَال اللَّبن لِأَنَّهُ يجلو وَيغسل ويعدل المزاج فَإِذا سكنت الحرقة ترك اللَّبن. وَأما أَقْرَاص الكاكنج فَإِنَّهُ يُزَاد فِي البزور الكاكنج ولوز مر وبزر كرفس وبزر الشهدانج وبزر الْكَتَّان لتَكون القرصة أسخن قَلِيلا وَأعْرض وَهَذِه البزور كلهَا تسقى للورم وَالْخَرَاج والقروح فِي الكلى وَيجْعَل مَعَ هَذِه رب السوس وَحب الصنوبر وقشور اليبروج وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برودة دخل مَعهَا الزوفرا والأنيسون واللوز المر والقسط وَنَحْوهَا وعالج الدَّم الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالفصد وضمده بالأضمدة الَّتِي تقوى مَا وصفت للكبد وامنعه الْجِمَاع والتعب وَاجعَل أطعمته سريعة الهضم. قَالَ: اسْتدلَّ على القرحة فِي الكلى هِيَ أم فَوق أم أَسْفَل كَمَا يسْتَدلّ فِي قُرُوح الأمعاء أَعنِي مَوضِع الوجع وَشدَّة اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول والأشياء الَّتِي تكون فِي الْبَوْل فَمَا خرج من الْمدَّة بعد أَن يتوجع العليل سَاعَة جَيِّدَة فَإِن ذَلِك

 

(3/240)

 

 

من فَوق ومكانه أبعد على حسب طول الْوَقْت وبالضد وَإِن كَانَ فِيهِ قشور فَإِنَّهُ من المثانة وَإِن كَانَ فِيهِ قطع لحم فَإِنَّهُ من الكلى وَإِن كَانَت فِيهِ الْمدَّة شَدِيدَة الِاخْتِلَاط بالبول فَمن فَوق وبالضد فَإِذا كَانَ فِي الاحليل ثمَّ يخْتَلط الْبَتَّةَ لَكِن تخرج الْمدَّة قبل الْبَوْل خَالِصَة. قَالَ: وعالج سوء المزاج فِي المثانة وَسَائِر أمراضها مثل مَا عَالَجت الكلى فعالج الْبرد فِيهَا بالرازقى ودهن الناردين وَنَحْوه تزرقه فِيهَا وتمرخه بهَا وبالكماد والآبزن والحقن الحارة اللينة أَعنِي الَّتِي عَالَجت بهَا الكلى كطبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والأدهان الحارة واسق الحارة مِنْهَا بزر قطونا وَحب القثاء وَالْخيَار والطباشير وعالج الورم الَّذِي فِيهَا بالخيارشنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب سقيا وتضميداً من خَارج الْمرة بعد الْمرة وَمرَّة ببزر الْكَتَّان والخطمى وَنَحْوه بِقدر الْحَاجة وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَال فِي الكلى والمثانة من ورم أَو قرحَة أَو غير ذَلِك فَعَلَيْك بِمَا يسكن الوجع وبالفلونيا وأقراص الْكَوْكَب يسقى ويطلى على المثانة نَحْو علاجك فِي قُرُوح الكلى وبتلك الْأَدْوِيَة بِعَينهَا وازرق فِيهَا اللَّبن دَائِما ودهن الْورْد والشياف الْأَبْيَض واسق اللَّبن وأقراص الكاكنج. وَاعْلَم أَنه يتبع الورم الْحَار فِي المثانة حمى حادة وسهر وعطش وهذيان وقيء الْمرة وَحصر الْبَوْل فابدأ)

بالفصد فِي أول غَلَبَة الباسليق فَأَما فِي آخرهَا فَفِي الصَّافِن وَسكن وَجَعه وبرده مَا أمكن وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فَعَلَيْك بتسكينه فِي الآبزن وَمَا يرخى بالدهن وَمَا يحلل الورم فَهُوَ الشبث والبابونج وبزر الْكَتَّان والخطمى والحلبة والكرنب تقعده فِي طبيخها وتنطل عَلَيْهِ وتضمده. لى الورم الْحَار فِي المثانة يحْتَاج إِلَى الإرخاء مُنْذُ أول الْأَمر خلاف سَائِر الْأَعْضَاء لِأَنَّهُ عصبي وَلَا يحْتَاج إِلَى القوابض والمغريات. قَالَ: وَمَتى خرج دم غليظ من المثانة فاحقنها بالقرصة الَّتِي يَقع فِيهَا القرطاس المحرق وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ النتن أقل كَفاهُ مَاء الْجُبْن وَمَاء الْعَسَل فِي جلائها وتنقيتها. لى جملَة الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل فِي حرقة الْبَوْل: بزر بطيخ بزر خِيَار وبزر قثاء بزر قرع لوز مر وحلو ونشا وبزر كتَّان وخشخاش بزر بنج كثيراء رب السوس فانيز بزر الكرفس حب الصنوبر كاكنج ويسقى من بَوْل الدَّم أَقْرَاص الكهرباء. وَيجْعَل مَعهَا بعض البزور.

من كتاب هندي: الزحير يخرج من بلغم وخام قَلِيل وَلَا برَاز الْبَتَّةَ. قَالَ: وَحبس الْغَائِط وَالرِّيح يُورث مَشى الدَّم. لى يخص الزحير أَنه لَا يكون فِيهِ فَقل الْبَتَّةَ. 3 (من اختصارات الْكِنْدِيّ لتسمين الكلى) قد ذكرته فِي بَاب سَلس الْبَوْل والفالج فِي المثانة فِي بَاب الفالج. مَجْهُول قَالَ: اجْعَل قُرُوح الذّكر والمثانة بِمَاء البرسيان دَارا وبماء عِنَب الثَّعْلَب وبدهن الْورْد وألبان النِّسَاء مَعَ شَيْء من زعفران وأدف مرهم اسفيذاج بدهن ورد واحقنه بِهِ واحقنه بالشياف الْأَبْيَض يداف اللَّبن وَمن بَوْل الدَّم من المثانة يحقن بالطين الْمَخْتُوم مَعَ عصارة لِسَان الْحمل وأقاقيا وَقد تحقن قُرُوح المثانة بالأزروت وَاللَّبن والنشا والاسفيذاج وَإِذا كَانَ فِي المثانة ورم حَار فان مَعَه حمى وسهراً وقيئاً وعسر الْبَوْل واختلاط

 

(3/241)

 

 

الْعقل فافصد من ساعتك فِي الباسليق وكمد المثانة بدهن الشبث وأصول الخطمى واحقنه بحقنة لينَة تهَيَّأ من الخشخاش وَالشعِير وشحم البط. قَالَ: وَأَنا أعالج بِأَن آخذ فِي هَذِه الْحَالة ربع دِرْهَم من الأفيون وأديفه بدهن بنفسج ثمَّ أخلط بِهِ قَلِيل زعفران وأشربه خرقَة وأحمله فِي الدبر فَإِنَّهُ يجد لذَلِك رَاحَة ويسكن الوجع وينام مَكَانَهُ وَكنت أكمد مَعَ ذَلِك وأحقن وأجلس فِي الآبزن. لى قد يُمكن أَن تتَّخذ شيافاً أَبيض يَقع فِيهِ أفيون فيحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد لَكِن لَا تسْتَعْمل حقن المثانة عِنْد الورم وَلَا التوبل لِأَن ذَلِك كُله يهيج الوجع بمدخل الْآلَة لَكِن إِذا طليت عَلَيْهِ الأفيون خَارِجا اشْتَدَّ الوجع جدا. قَالَ: وَمِمَّا يعظم نَفعه لبرد الكلى والمثانة: شرب الدَّوَاء الكموني ويمرخ الْعُضْو بدهن الميعة. قَالَ: وللحرارة والبثر يخرج فِي دَاخل)

الْقَضِيب والمثانة وتداف بِمَاء الكافور بِمَاء ورد ويحقن بِهِ فِي الإحليل.

بولس قَالَ: وَيعرف الورم الْحَار فِي الكلى والمثانة بالالتهاب فِي الْموضع وَثقل وتمدد ووجع وَحمى وهذيان وسهر وعسر بَوْل فافصدهم وانطلهم بِمَا يرخى كطبيخ الشبث والحلبة وأصول الخطمى ويحقن بالزيت والأفيون وشحم البط واسقهم المَاء الْحَار وَالْعَسَل قبل سَائِر العلاج واسقهم مِمَّا يدر الْبَوْل وَمن كَثْرَة الشّرْب إِلَّا أَن تكون الرُّطُوبَة المرية قد ضمرت فيهم فاسقهم حِينَئِذٍ المَاء وَحده مَعَ شَيْء يدر الْبَوْل باعتدال كَبِير والبطيخ وبزر الكرفس وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فِي الْموضع فضع عَلَيْهِ مَاء ورد وسذابا ودهن بابونج وخل أَو عصارة الرجلة مَضْرُوبَة وَلَا يَأْكُلُوا شَيْئا حاراً لِأَنَّهُ يهيج الوجع ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى جمع الْمدَّة. وَلَا الْبَارِد جدا لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ورم جاس. وَلَا يدخلُوا الْحمام عِنْد الالتهاب ودبرهم تَدْبِير أَصْحَاب الْحمى. قَالَ: الاقشعريرات الْمُخْتَلفَة المختلطة تدل على خراج فِي الكلى والمثانة وَيفرق بَينهمَا بِموضع الوجع وَإِذا اسْتلْقى العليل على الْجَانِب الصَّحِيح يجد وجعاً فِي الْجَانِب الَّذِي بحذائه وثقلاً مُعَلّقا وَيجب فِي هَؤُلَاءِ اسْتِعْمَال الآبزن والأضمدة المرخية والمنضجة كالتين وزبل الْحمام أَو دَقِيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل. لى يجب أَن يسْتَعْمل هَذَا بعد الْيَأْس من يمكنك أَن تدفع التقييح فَأَما فِي أول الْأَمر فافصد وامنع من التقيح وَلَا يجب أَن يكون التَّدْبِير كثيرا فيورث ورما جاسياً بل زن الْأَمر فَإِن كَانَ بالورم من الحدة والحرارة والعظم مَالا يُمكن أَن ينْدَفع بِلَا تقيح فأعن على التقيح وبادر إِلَيْهِ وبالضد فَإِن سَالَتْ الْمدَّة فقد انفجر الْخراج وَقد تكون قُرُوح فِي هَذِه الْمَوَاضِع من انْشِقَاق الْعُرُوق وَمن ممر حَصَاة وَغير ذَلِك. قَالَ: الْخراج الَّذِي فِي الكلى الوجع فِيهِ فِي الظّهْر مَعَ ثقل والمدة مختلطة بالبول وفيهَا أَجزَاء لحمية صغَار وَالَّذِي فِي المثانة الوجع فِي الْعَانَة وأسفل الْبَطن وَمَعَهُ عسر الْبَوْل وَترى شبه الْمدَّة بعد أَن يبولوا فِي أَسْفَل القارورة وَفِيه قشور صفائحية رَدِيئَة الرّيح وَإِذا كَانَ فِي مجاري الْبَوْل كَانَ اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول متوسطاً وَكَانَ الوجع فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين الكلى والمثانة وَخرج بالبول أَشْيَاء شبه الشّعْر وَإِذا

 

(3/242)

 

 

كَانَ الدَّم والمدة يخرجَانِ بِلَا بَوْل فالخراج فِي الْقَضِيب وَإِن أردْت أَن تنضج الْخراج فِي هَذِه الْمَوَاضِع أَو تفجره فبماء حَار وَعسل وطبيخ الحلبة وَمَاء الْعَسَل وبزر القثاء مَعَ ميبختج وَشرب اللَّبن نَافِع لهَؤُلَاء وَلمن يَبُول الْمدَّة وينفع الَّذين يَبُولُونَ الْمدَّة البزور الملينة والكثيراء والنشا مَعَ مَا يدر الْبَوْل فَإِن هَذِه تنقي القروح وَمثل هَذَا بزر بطيخ وَخيَار وَحب الصنوبر ونشا وكثيراء وبزر الكرفس بِالسَّوِيَّةِ يسقى والخشخاش)

الْأَبْيَض جيد وخاصة إِذا اشْتَدَّ عسر الْبَوْل فليسق مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بطيخ السنبل والاذخر وأصل السوس. قَالَ: وضمد الْعَانَة وأسفل الْبَطن بشمع ودهن ورد بشحم الإوز وَلبن الرهبان. لى هَذَا إِذا أردْت أَن تفتح وتنقى. قَالَ: وَإِن حدث فِيهِ تَأْكُل فاحقن بالحقن الْمُتَّخذ بالقرطاس المحرق ويضمد خَارِجا بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب والأقاقيا والعفص والطراثيث والشبث فَإِن كَانَ انبعاث دم فاحقن بِمَا يمسك الدَّم قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يضعف الكلى فتتسع مجاريها ويفلت مِنْهَا شَيْء من الدَّم الَّذِي فِيهَا ويحقن لَهُ بِشَيْء فَإِنَّهُ رُبمَا انْقَطع سَرِيعا فَإِن دَامَ فافصد وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القاطعة للدم وضمد والمثانة بدقيق الشّعير والخل وَالتَّمْر والأقاقيا والطراثيث يطْبخ مَعَ خمر عفصة أَو بخل وَمَاء وَمَتى كَانَ نزف الدَّم من المثانة فعلق المحاجم على الخواصر والأوراك والعانة واعرف الْموضع الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الدَّم بالعلامات الَّتِي بهَا يعرف مَجِيء الدَّم من مَوضِع الوجع واختلاط الدَّم بالبول وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل بعقب الدَّم فَاعْلَم أَن الدَّم قد جمد فِي المثانة فَاسْتعْمل مَا يحلل الدَّم وَأما الأورام الغليظة والجساء فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا وجع مَعهَا بل يظنّ أَنه شَيْء يتَعَلَّق من نَاحيَة الخواصر ويعرض لَهُم خدر فِي الْأَوْرَاك واضطراب فِي السُّوق ويبولون بولاً قَلِيلا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن حَالهم شَبيهَة بِحَال من بِهِ ابْتِدَاء استسقاء وامرخ هَؤُلَاءِ بالشمع والدهن وبالأشياء الملينة والتمريخ وأنواع الكماد ويعطون أَشْيَاء تدر الْبَوْل وتلين الْبَطن بالحقن.

بلاذريوس فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله قُرُوح المثانة والكلى عسرة الْبُرْء قَالَ: القرحة لَا تكون من الكلى فِي لَحمهَا بل فِي صفائحها.

بولش: إِذا كَانَت بثرة وقرحة فِي الْقَضِيب والمثانة بِخُرُوج مُدَّة فاحقن أَولا بِمَاء الْعَسَل ثمَّ اللَّبن ثمَّ بالشياف الْأَبْيَض وَمَتى كَانَت حرقة شَدِيدَة مَعَه فاسحق عِنَب الثَّعْلَب فِي صلابة رصاص أَو أسرب واحقنه بِهِ.

الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ ورم فِي الكلى فافصد الباسليق إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلئاً وَإِلَّا فاسهل الْبَطن. لى ينظر فِيهِ واجتنب الْأَشْيَاء الحارة واللذاعة فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع فيزيد الورم وَعَلَيْك بالأشياء اللطيفة كَمَاء الشّعير والسمك الصغار وَلَا تعطه مَا يكثر الْبَوْل لِأَنَّهُ يزِيد فِي الوجع فيزيد فِي الورم وَعَلَيْك بميل الأخلاط نَحْو الكلى. وَإِن كَانَ الورم عَظِيما

 

(3/243)

 

 

أورث كَثْرَة ميل الْبَوْل إِلَيْهِ وجعاً شَدِيدا وتشنجاً فِي الأول مَا يمْنَع فَإِذا بلغ النِّهَايَة فِيمَا يسكن الوجع كالبابونج وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان يتَّخذ مِنْهُ أضمدة وَاتَّقِ شدَّة الْحَرَارَة والبرودة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة لِأَن شدَّة)

الْحَرَارَة تميل الورم إِلَى التقيح فَيصير دبيلة والبرودة تَجْعَلهُ ورماً جاسياً بتوسط وَإِيَّاك وَالْمَاء الفاتر وَالْحمام إِلَّا بعد النضج والإنتهاء فحمه فِي حمات سخنة باعتدال فَإِن جَاءَت حميات ونافض مختلط ونخس شَدِيد فالورم يجمع فَإِذا جمع وَفرغ سكنت الحميات وخف الوجع فَإِذا انفجر هاج نافض بَغْتَة وَيعلم أَنه قد جمع وَفرغ سُكُون النافض والحمى وَمن أَن العليل إِذا نَام على الْجَانِب الصَّحِيح أحس بثقل فِي الْجَانِب الآخر. قَالَ: الْمدَّة الَّتِي فِي المثانة بَيْضَاء تطفها فَوق المَاء وَالَّتِي من الكلى فِيهَا حمرَة وَهِي مختلطة أَو راسبة فَإِذا صَارَت مُدَّة وانفجرت فأعط مَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير وكزبرة الْبِئْر وبزر القثاء وَلبن الأتن عَجِيب أَيْضا فِي إِخْرَاج الْمَادَّة ووجع الكلى والمثانة والكاكنج وَالزَّبِيب واللوز والصنوبر والميبختج وَالشرَاب الحلو والأبيض النيمرشت إِلَى الرقة نَافِع جدا ويسكن وجع القروح فِي المثانة والكلى سَرِيعا وَتَأمل الْمدَّة فَإِن كَانَت رقيقَة لذاعة سهلة الْخُرُوج فَعَلَيْك بِهَذِهِ الَّتِي تبرد وتطفىء قَلِيلا قَلِيلا مِمَّا وصفت. فَإِذا كَانَت غَلِيظَة فإياك أَن تُعْطِي شَيْئا مغلظاً بَارِدًا. وَإِذا لم يكن مَعهَا لذع وَلَا حِدة فاعط الترمس والحلبة والبزور الحارة وخاصة إِن كَانَت غَلِيظَة وَاتَّقِ كل طَعَام غليظ. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت فِي الْبَوْل النخالة وَلم يكن ذَلِك من الْعُرُوق فَاعْلَم أَن فِي المثانة حرقة فأعطه لبن الأتن أَو لبن الماعز والاطرية وَاللَّبن وَالْبيض الرَّقِيق ولب القثاء وصنوبر وَلبن الخشخاش والنشا وَرب السوس.

شَمْعُون: إِذا لم يغن مَا يشرب وَكَانَ فِي المثانة حرقة شَدِيدَة فاحقنه بالزراقة بِاللَّبنِ الحليب والشياف الْأَبْيَض أَو لعاب البزر قطونا وَحب السفرجل. لى حَيْثُ الحرقة اللعابات وَحَيْثُ ادمال الْجرْح الاسفيذاج والكحل وَنَحْوه. قَالَ: وينفع من شدَّة احتراق المثانة أَن يزرق فِيهَا دهن الْحل فاتراً فيسكن الوجع على الْمَكَان. قَالَ: وأنفع الْأَشْيَاء للكلى أَن تفرغه أَو تنفض الفضول مِنْهَا دَائِما لِأَن جلّ أوجاعها إِنَّمَا يكون فِي ارتباك الأخلاط وقشورتها فَلذَلِك يحْتَاج كل حِين إِلَى الْأَدْوِيَة المفتحة الدسمة لتغيرها ويغذوها الْغذَاء الدسم بدسمه مثل الحقن الزَّائِدَة فِي الباه قَالَ: ومجرى الْبَوْل لَا يكَاد يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن الْبَوْل يمر بهما فِي كل حِين فَلَا يكَاد فيهمَا سدد وَلَا ارتباك خلط غليظ فَإِن كَانَ فعلاجه علاج الكلى وأبلغ الْأَشْيَاء فِي تسكين الوجع فِي الورم فِي المثانة الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ الملينات المحللات وكمد المثانة بالسلجم المسلوق أَو بالكرنب وبالخطمى والنخالة واطبخ فِي الآبزن حسكا وحلبة وكرنباً وخطمياً وكمدة بالرطبة مسلوقة.

قَالَ: والقروح العتيقة فِي المثانة الَّتِي قد أعيا أمرهَا اسْقِهِ لبن الأتن وَاحِدًا وَعشْرين يَوْمًا ونق بدنه)

قبل ذَلِك بالإسهال.

كناش الاختيارات: إِذا كَانَ مَعَ قُرُوح الكلى والمثانة لذع شَدِيد فأعط البزور اللينة

 

(3/244)

 

 

والكثيراء والنشا درهما درهما بشراب بنفسج وأطعمه مرق فروج سمين والبقول اللينة وامرخ مَوضِع العجان والعانة بشحم البط والميعة السايلة واسقه اللَّبن وَقد يعرض فِي الكلى ورم جاس فيوهم أَنه حَصَاة وَيَنْقَطِع مَعَه الْبَوْل. قَالَ: وَقد يحدث مِنْهُ كثيرا فتق فِي الحالبين. لى وَلم يُعْط عَلامَة والعلامة أَن تكون فِي الْبَوْل مَعَ ذَلِك دلايل الْحَصَاة. قَالَ: يعالج هَؤُلَاءِ بالمراهم اللينة والأدهان والكماد وإدرار الْبَوْل والحقن المسهلة. وعالج عسر الْبَوْل الَّذِي من القروح فِي الكلى والمثانة بالبزور اللينة الْبَارِدَة وَلبن الأتن وَلبن الْمعز والحقن الملينة المسهلة المعمولة بالبنفسج أوريباسيوس: يَقُول: أَنا أسْتَعْمل المحمرة للجسم فِي وجع الكلى المزمن. وَقَالَ: قَالَ: قد تَنْشَق مجاري الْبَوْل وتضعف الكلى حَتَّى يخرج فِي الْبَوْل دم وأخلاط غَلِيظَة وَتَنْفَع أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة الأغذية القابضة وَالشرَاب الْأسود والامتناع من الْجِمَاع وَشرب الْأَدْوِيَة النافعة من انفجار الدَّم وضع المبردة القابضة على الظّهْر. قَالَ: وَكثير مِمَّن يَبُول الدَّم بأدوار من الْأَيَّام مَعْلُومَة ويعرض لَهُ قبل ذَلِك ثقل ووجع شَدِيد فَإِن بَال الدَّم خف ذَلِك فليفصد هَؤُلَاءِ من الرتق قبل وَقت الدّور وَيُدبر تدبيراً لَا يجمع امتلاء. لى يعْطى هَذَا. قَالَ: وَيتبع الورم الْحَار خطر شَدِيد واختلاط وَحمى حادة وسهر وقيء مرار صرف واحتباس الْبَوْل فبادر إِلَى فصد من يتهيأ فصده وَلَا تبطىء بذلك واحقنهم بحقن لينَة وَحَملهمْ فرزجاً لينًا مخدراً وأجلسهم فِي الآبزن.

قَالَ: وَأما أَنا فَإِنِّي كنت أجلسهم أفيوناً وزعفراناً فَكَانَ يسكن الوجع عَنْهُم وينامون.

تياذوق قَالَ: إِذا كَانَت القرحة فِي الْقَضِيب فَإِن صَاحبهَا يظنّ أَنه يحْتَاج إِلَى أَن يَبُول أبدا ويحس الْموضع فيدلكه أجمع بِاللَّبنِ والأغذية اللينة والحقن اللينة.

يُوسُف التلميذ حقنة من تَذكرته وَهِي نافعة من قرحَة المثانة والقضيب رغوة البزور بزر خطمى وبزر سفرجل وبزر قطونا وإسفيذاج وصمغ عَرَبِيّ وَبَيَاض الْبيض وَلبن النِّسَاء يزرق فِيهِ.

طين أرميني وطين رومي وَدم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وكباربا وكندر وبزر الْبِطِّيخ وصمغ ونشا وَورد ويدام عَلَيْهِ وأجود مَا يشرب بِهِ بِمَاء لِسَان الْحمل. 3 (من التَّذْكِرَة للريح الغليظة فِي المثانة) نانخة وَجوز السرو ويسقى بِمَاء حَار. آخر: ينفع القروح فِي المثانة طين أرميني وكهرباء وَيسْتَعْمل. من التَّذْكِرَة قَالَ: إِذا كَانَ ورم فِي الكلى بنخس فَإِنَّهُ حَار فافصد الباسليق واسق مَاء الشّعير ودهن اللوز الحلو وَإِذا كَانَ بِلَا نخس فَإِنَّهُ بَارِد فَلَا تفصد لَكِن اسْقِ مَا يلين ويحلل

 

(3/245)

 

 

واحقنه بِهِ مثل الفانيز والبزور وَمَتى كَانَت حرقة الْبَوْل شَدِيدَة فاعط بَنَادِق البزور بشراب الخشخاش وَمَتى كَانَ فِي الْبَوْل دم فَاسق الألبان والألعبة والطين الأرميني.

الْكَمَال والتمام قَالَ: إِذا اشتدت الحرقة فِي الْبَوْل من ألم القروح فَعَلَيْك بالألبان والألعبة يديمها.

المنجع حساء لمن كَانَ فِي كلاه ومثانته حرقة. نشا الْحِنْطَة ودقيق الباقلى وطبيخ التِّين وبزر الْبِطِّيخ المقشر المدقوق وسكر يتَّخذ حساء بدهن اللوز وَاحْذَرْ الحامض والمالح والحريف والقابض.

ابْن ماسويه قَالَ: الَّتِي تضر بالكلى والمثانة فَهِيَ الحمص والكراث الشَّامي والأنجدان والفراسيون. قَالَ: وينفع من القروح فِي المثانة رب السوس كثيراء صمغ اللوز الحلو بزر الخطمى بزر الْخِيَار نشا خيارشنبر مَتى كَانَ مَعَ ذَلِك برودة.

ميسوسن قَالَ: قد تجرب المثانة وَرُبمَا جربت حَتَّى ينثقب كلهَا وَهُوَ عرض رَدِيء وَرُبمَا جرب بَعْضهَا وَيكون ذَلِك من رطوبات رَدِيئَة وَمن قلَّة الْغذَاء وعلاج ذَلِك أَن تحقن المثانة بِاللَّبنِ وضمد المراق والصلب بأضمدة قابضة لتمنع الأمشاج الرَّديئَة أَن تنزل إِلَيْهَا.

وعلامة الجرب فِي المثانة أَن تسيل مِنْهَا رطوبات تضرب إِلَى الْبيَاض أَو دم وَرُبمَا سَالَ مِنْهَا كالقشور. كَانَ بِرَجُل حرقة فِي الْبَوْل شَدِيدَة وَلم تنجع البزور وألزمه اللَّبن والكثيراء وَالسكر فبرأ.

3 - (مسَائِل الحنين فِي الْبَوْل)

الَّتِي انتزعها من كتاب أبقراط وَقَالَ: يفرق بَين الْمدَّة الْخَارِجَة من الكلى والمثانة وَبَين الَّتِي من فَوق أَعنِي الكبد وَالطحَال وغبره من الدبيلات وَالَّتِي تَجِيء من الكلى والمثانة تدوم مِنْهَا مُدَّة طَوِيلَة وَالَّتِي تَجِيء من فَوق إِنَّمَا تَجِيء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ لى رَأَيْت خلقا بالو دَمًا كثيرا نقياً فتفقدهم فَكَانَ ذَلِك عَن الكلى وَلَا يكَاد يكون عَن المثانة بَوْل دم.

سرابيون فِي الصلابة الْحَادِثَة فِي الكلى قَالَ: إِن حدث فِي الكلى ورم صلب متحجر لم يحدث مَعهَا وجع بل يحس العليل كَانَ شَيْئا ثقيلاً مُعَلّقا من كليتيه وَإِن كَانَ فِي الْيُمْنَى فَمن جَانبهَا وَإِن كَانَ من الْيُسْرَى فَمن جَانبهَا وَيكون هَذَا الثّقل فِي الْقطن ويتبعه ضعف فِي السَّاق وخدر فِي الورك وَيكون الْبَوْل مائلاً قَلِيلا جدا لِأَنَّهُ يتصفى كالمصفى وَيحدث لذَلِك ترهل فِي الْجِسْم وَفَسَاد مزاج يجب أَن يعالج هَؤُلَاءِ بالأدوية الَّتِي من شَأْنهَا تليين الصلابة وتفشي الورم وَنَحْو الأدهان والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا والتكميد والتمريخ والحقن اللينة واسقهم الْأَدْوِيَة الساكنة وَهِي الَّتِي تدر الْبَوْل ادراراً سهلاً فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يتخلصون من الاسْتِسْقَاء.

قَالَ: وَهَذَا مرض آخر من أمراض الكلى وَهُوَ أَن تتسع المجاري الَّتِي يتصفى فِيهَا الْبَوْل أَنه يَجِيء إِلَى الكلى وَفِيه دموية فَيكون فِي المَاء دموية ورطوبات أخر غَلِيظَة فتميز أَن يتْركهُ يسْتَقرّ مُدَّة وَيكون فَوق المَاء شبه بزبد المَاء وَلَا يكون مَعَه وجع إِلَّا شَيْء يسير فَإِن

 

(3/246)

 

 

كَانَ الهضم فِي الْجِسْم كُله ضَعِيفا لم يرسب فِي المَاء شَيْء لكنه يكون مائياً. قَالَ: وَقد يكون مثل هَذَا المَاء الدموي عِنْد البحران فَالْفرق بَينهمَا أَن الْجِسْم يجِف على هَذَا وَهُوَ ينهك ويهزل من الأول قَالَ: وَهَؤُلَاء ينهكون سَرِيعا وخاصة إِن برز مَعَ المَاء دم كثير وَكَانَ البرَاز أَيْضا مُخْتَلف الْأَوْقَات غير مُرَتّب. لى هَذَا ضرب من الذبول أَيْضا نَحْو ديباطش. قَالَ: أشرف علاج هَؤُلَاءِ السّكُون والدعة وَذَلِكَ أَن الْحَرَكَة توسع المجرى وتهيج الانصباب وليستعملوا الأغذية القابضة كالكمثرى والسفرجل والزعرور والبسر والقسب والعدس والإوز وَنَحْوهَا وَشرب الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض وَيمْنَعُونَ بِالْجُمْلَةِ من جَمِيع مَا شَأْنه إدرار الْبَوْل وَمن الْجِمَاع خَاصَّة وَيسْتَعْمل من دَاخل وخارج الْأَدْوِيَة القابضة الَّتِي تُعْطى لانبعاث الدَّم ويسقون مَاء البطباط مَعَ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني ويضمد بالأضمدة والأطلية المتخذة بسويق السفرجل وَالشعِير والمياه القابضة الَّتِي تُعْطى لانبعاث الدَّم وَيَشْرَبُونَ بِآخِرهِ لبن النعاج فَإِنَّهُ ينعشهم ويعظم نَفعه لَهُم ويخلط بِهِ شَيْء من الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة)

للدم فَإِن كَانَ يحدث بَوْل هَذَا الدَّم بأدوار فافصد قبل الدرز وَلَا تهمله الْبَتَّةَ فيكثر وَتسقط بِهِ الْقُوَّة لَكِن أكب عَلَيْهِ بالعلاج المسدد الْمَانِع على مَا وَصفنَا. لى هَذَا أَيْضا مرض يذبل مثل ديباطش لِأَنَّهُ يخرج الدَّم عَن الْبدن وعلاجه قريب من علاج ديباطش إِلَّا أَنه يجب أَن يكون فِيهِ تجفيف أَكثر وَإِن احْتمل العليل فأعط الأغذية الْمُغَلَّظَة للدم كلحم الْبَقر الْمَطْبُوخ بخل حاذق جدا.

 

(3/247)

 

 

(القروح الْحَادِثَة فِي آلَات الْبَوْل) قَالَ: إِذا كَانَ فِي هَذِه القروح حدث بَوْل الْمدَّة وَالدَّم أَيَّامًا مَعَ عسر الْبَوْل وَيعرف أثر القرحة مِمَّا يبرز مَعَ الْبَوْل فَإِنَّهُ إِن كَانَت القرحة فَوق الكبد ونواحيها صَار الْبَوْل كَأَنَّهُ مَضْرُوب مَعَ الْمدَّة وَلم يدم أَيَّامًا كَثِيرَة وَإِن كَانَ فِي الْبَوْل قطع لحم فَإِنَّهُ من الكلى وَإِن كَانَ فِيهِ قشور فَإِنَّهُ من المثانة أَو مجاري الْبَوْل إِلَيْهَا والفصل بَينهمَا أَن مَعَ الَّتِي من المثانة نَتن ريح وَلَيْسَ مَعَ الَّتِي من مجاري الْبَوْل نَتن فَإِن احْتبسَ الْبَوْل فَإنَّك تعرف ذَلِك من مَكَان الوجع وشدته فَإِن القرحة فِي الكلى يكون الوجع مَعَ الْقطن وَالَّتِي من مجاري الْبَوْل يكون فِي الحالبين وَالَّتِي فِي المثانة فِي الْعَانَة والدرز وعسر الْبَوْل يكون إِذا كَانَت القرحة فِي المثانة فَأَما إِذا كَانَت فِي الكلى كَانَ الْبَوْل يجْرِي بسهولة فَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فالقرحة فِي المثانة وَمَتى كَانَ متوسطاً فَفِي مجاري الْبَوْل وَإِن لم يكن وجع فَفِي الكلى إِلَّا أَن الثّقل لَازم وَمَتى حدث الْمدَّة فَلَا بَوْل فَإِن القروح بِالْقربِ جدا.

قَالَ: وقروح الكلى تَبرأ بِسُرْعَة وَأما قُرُوح المثانة فَإِنَّهَا عسرة لِأَن جوهرها عصبي وتلذعه أبدا الفضلة الحارة والكلى لحمية الْجَوْهَر وَالْبَوْل لَا لذع لَهُ بعد فِيهَا.

علاج القروح قَالَ: اسْتعْمل المنقية المدرة والوسخ فِي القرحة حَتَّى إِذا نقيت عدت إِلَى القابضة ويمكنك مَتى لم تكن القرحة كَثِيرَة الرداءة أَن تسْتَعْمل بزر القثاء وبزر الْبِطِّيخ مَعَ الْعَسَل وَمَاء الْعَسَل الْمَعْمُول ببزر الكرفس فَإِن لم يبلغ هَذَا سقيت البرشيا وشان بِمَاء الْعَسَل ومقل محول فِي الشَّرَاب الْمَعْمُول وَمن عسل وعلك البطم مَعَ بطراساليون وشراب الْعَسَل فَإِن عسر واحتجت إِلَى مَا هُوَ أقوى فالايرسا والفراسيون والزوفاء بِمَاء الْعَسَل وضمد من خَارج بالورد الْيَابِس والعدس وَحب الكرسنة ودقيق شعير مطبوخة بالخل وَالشرَاب فَإِن هَذَا يمْنَع من عفن القرحة واتساعها ويلقى مَعهَا مصطكى وسنبل وَسعد لتغوص قواها وَاجعَل طَعَام الْمَرِيض من شعير ونشا ونخالة ودقيق الحوارى واحتباس اللَّبن واطريه مَعَ شَحم الدَّجَاج وَإِن طَال الْأَمر)

وكادت الْقُوَّة تسْقط فأعطه لُحُوم الطير والجداء مطبوخة مَعَ الْبُقُول المنقية وَأَنت عَالم برداءة القرحة وَكَثْرَة وضرها وعفنها من كَثْرَة مَا يبرز فِي الْبَوْل وكدرته ونتنه وسواده ورداءة الْمدَّة وخضرتها ورقتها وصفرتها وجودتها بأضداد ذَلِك وسهولتها على العليل وَقلة الوجع. لى وَإِن اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة ملت إِلَى مَا يسكن من المخدرة فَإِنَّهَا تجفف أَيْضا فتنفع.

قَالَ: وَإِذا ذهبت الْمدَّة وغسلت الْموضع غسلا شافياً فمل إِلَى القوابض وَاجعَل فِي شرابهم رب الحصرم وأعطهم الطين الْمَخْتُوم مَعَ شَيْء من نشا

 

(3/248)

 

 

وكثيراء وبزر الْبِطِّيخ ليصل ويبلغ وَتصْلح لَهُم قشور اليبروج والبنج والأفيون لاسيما مَتى كَانَت الْمدَّة الحريفة من القرحة ثَابِتَة والوجع شَدِيدا فأعط مِنْهَا مَعَ الملحمة أَعنِي الطين وَنَحْوه مَعَ شَيْء من المدرة للبول لكَي تصل قَالَ: فَهَذَا قانون تركيب الْأَدْوِيَة فأفضل المركبة أَقْرَاص الكاكنج فَإِذا كَانَ الْأَمر مختلطا فَقلت الْمدَّة أدويتك من البزور اللينة وَالَّتِي تدر الْبَوْل وَالَّتِي تلحم مثل هَذَا لي طين مختوم وَدم الْأَخَوَيْنِ وكندر ونشا وبزر كرفس وبزر القثاء وبزر القرع وَرب السوس وَلَك وراوند صيني ولوز الصنوبر وخشخاش وبزر بنج يسقى بميبختج فَإِن هَذَا الدَّوَاء الَّذِي مثل هَذَا التَّرْكِيب ينفع فِي جمع أَوْقَات الْعلَّة لِأَنَّهُ مركب مِمَّا يصلح فِي كل حَالَة وَهُوَ بَالغ. قَالَ: وَأفضل ماتسقى بِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة: لبن الأتن فَإِن لَهُ تعديلا وتنقية مَعًا فِيهِ.

وَإِن كَانَت 3 (القروح فِي الإحليل) حقن بِلِسَان الْحمل أَو دهن بنفسج أَو شياف أَبيض فِيهِ أفيون مداف بِلَبن جَارِيَة واخلط فِيهِ شاذنة وإقليميا ومرتك مغسول فَإِن كَانَت القروح رَدِيئَة عفنة فاخلط فِيمَا تحقنه بِهِ مَاء الْعَسَل وأقراص القرطاس المحرق وَيعرف ذَلِك برداءة الَّتِي تخرج مَتى انْبَعَثَ فِي حَال من المثانة دم كثير فَبعد الفصد العلاج أَحَق بالمثانة فاحقنها بطبيخ السماق والآس والورد والطين الأرميني والجلنار والأفيون فَإِنَّهُ جيد يداف فِي هَذِه ويحقن بهَا ويسقى القابضة ويضمد بهَا وَمَتى لم تحْتَمل التضميد طلاها طلا يُؤْخَذ جلنار وقاقيا وصمغ وعفص وطين يطلى بهَا والقيء الدَّائِم يبرىء هَذِه القروح سَرِيعا وَلَا يكون بإزعاج وحركة شَدِيدَة وَلَا يتحركون أَيْضا حركات شَدِيدَة فَإِنَّهَا مَانِعَة من برْء القروح ويحذرون الْجِمَاع خَاصَّة فَإِنَّهُ رَدِيء القروح من الكلى وَمَعَ أَنه لَيْسَ يجيد لشَيْء من القروح.

قَالَ: وَإِذا سكنت الْحمى والحدة فَعِنْدَ ذَلِك غذهم بلحوم الجداء فَأَما مَا دَامَت حِدة وحرارة ونتن فِي القرحة فالبقول وَإِن ضعفوا فالطير وَيصْلح لَهُم من الْفَوَاكِه حب الصنوبر وَلحم الزَّبِيب والفستق واللوز والقسب وليحذروا التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء للقروح ويأكلون القثاء والطبيخ النضيج ويستعملون عِنْد النَّقَاء الكمثرى والسفرجل وَنَحْوهمَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن اللَّبن أشرف مَا يعالج بِهِ هَذِه القروح وأظهرها نفعا فَإِن كَانَت القرحة تحْتَاج إِلَى تنقية فَاسق لبن الآتن فَإِنَّهُ ينقي ويعدل المزاج وَيعْمل فِي الإلحام مَعَ ذَلِك فَإِن كَانَت القرحة نقية والجسم منهوكاً فَاسق لبن الْبَقر فَإِن احتجت إِلَى الْحَالين فلبن الْمعز ونق قبل ذَلِك الْجِسْم بالمسهلة الَّتِي فِيهَا رفق وَلَا تهيج القرحة وكمية اللَّبن من أَربع أَوَاقٍ إِلَى تسع أَكْثَره وَاجعَل مَعَه بعض الأفاوية الجيدة المنقية فِي وَقت وجميعها فِي وَقت وشيئاً مِمَّا ينقي الْبَوْل كالأ نيسون فَإِن طَال وَقفه فِي الْمعدة فألق فِيهِ قَلِيل ملح.

 

(3/249)

 

 

(الورم فِي الكلى) قَالَ: إِذا ورمت الكلى أحس بِهِ فِي أَسْفَل مراق الْبَطن مَعَ وجع غير شَدِيد فَإِن ورم غشاء الكلى ومجاري الْبَوْل لم يحس لَكِن هاج وجع شَدِيد حَار وَلَا يَسْتَطِيع العليل أَن ينْتَصب قَائِما وَلَا يمشي فَإِن عرضت لَهُ حَرَكَة مَا وسعال وعطاس هاج وَلَا يُمكنهُ النّوم على بَطْنه بل يستريح إِلَى النّوم على ظَهره وَإِن ورمت الكلى وَكَانَت مِنْهُمَا الْيُمْنَى كَانَ الوجع والورم عِنْد الكبد لِأَنَّهَا تلاصق الكبد وَمَتى ورمت الْيُسْرَى كَانَ الورم أَشد تسفلاً من المراق.

قَالَ: وَقد يألم مَعَ ورم الكلى الورك وتبرد الرجل وَيكون الْبَوْل ثمَّ يجس وَيحْتَاج أَن يسْرع فِي علاجه لِأَن الورم الصلب يسْرع إِلَى الكلى فَرُبمَا لم تَبرأ الْبَتَّةَ وينهك ويهيج مِنْهُ الدق. وَإِذا استحكم الورم الصلب فِي الكلى رقت الْأَوْرَاك وهزلت وذابت الإلية وضعفت السَّاق. قَالَ: والورم فِي الكلى يخْشَى أَن يصير إِلَى ورم صلب وَإِن كَانَ الوجع فِي الْعَانَة والنفخ فِي الثنة وَكَانَ مَعَه لهيب شَدِيد وقيء مري وعطش وعسر الْبَوْل وتبرد الْأَطْرَاف فَلَا تسخن إِلَّا بِجهْد ويعرض للشاب والمراهقين حمى حادة وَحُمرَة الْوَجْه وَالْعين وسهر وشخوص وَشدَّة الوجع من كل حَار حريف علاجها: إِن أمكن فابدأ بالفصد وَإِن لم يكن الدَّم كثير الحراقة أَو الرداءة فَأَقل الشَّرَاب وَجَمِيع مَا يدر الْبَوْل لتسكن هَذِه الْأَعْضَاء وتستريح وَعَلَيْك بالأضمدة المبردة والأغذية الَّتِي هِيَ كَذَلِك فَإِن كَانَ فِي الْعُرُوق دم حَار حريف وَيعرف ذَلِك من حِدة الوجع من الْبَوْل ورداءته فاسقه شرابًا كثيرا مائياً بِمَاء كثير فَإِنَّهُ يعدل ذَلِك الدَّم الردئ فتقل حِدته ويكافيه لهَذِهِ الْأَعْضَاء إِذا سقى مَاء الْعَسَل الْقَلِيل وَالْعَسَل فأغذه بالأشياء المعدلة لَهُ مثل الأمراق المغرية اللينة إِلَى أَن ينضج فَعِنْدَ ذَلِك خُذ فِي إبراز الْبَوْل واسهل الْبَطن بالحقن اللينة ويعظم نفعهم بِمَاء الكشك وَاسْتعْمل بعد للين الْبَطن الكماد بصوف ودهن مسخن بلين كدهن البابونج والشبث وضمد بالأضمدة المحللة اللينة لِئَلَّا يصير ورماً صلباً. قَالَ: وعلامة النضج أَن يغلظ الْبَوْل وَيكثر الرسوب الخشن فَإِن بقى مُدَّة طَوِيلَة المَاء مائياً فَاعْلَم أَن هضمه مُتَأَخّر وَعند ذَلِك ظن أَنه إِمَّا أَن يصير إِلَى ورم صلب وَإِمَّا أَن يجمع فَأَما إِذا أسْرع الهضم فَإِنَّهُ لَعَلَّه أَن ينْحل وَيبرأ.

الدُّبَيْلَة: إِن جمعت فِي الكلى مُدَّة فَإِنَّهُ يعرض وجع فِي الْقطن ونتو فِيمَا دون

 

(3/250)

 

 

الشراسيف وَإِذا نَام على جنب أحس بثقل مُعَلّق وَيتبع ذَلِك حمى مختلطة ونافض وَيكون بَوْله نارياً فَإِذا انفجرت الْمدَّة سكنت الْحمى والنافض الْبَتَّةَ ثمَّ تعلم حَال القرحة من جودة الْمدَّة ببياضها)

وتوسطها فِي الغلظ والرقة وَلَا تكون مُنْتِنَة وَإِن مَال إِلَى المثانة فَذَلِك أصلح مَوضِع يمِيل إِلَيْهِ وَإِن مَال إِلَى الأمعاء كَانَ شرا من الأول إِلَّا أَنه أصلح من أَن ينصب إِلَى الْمَوَاضِع الخالية يَعْنِي حول الأحشاء وَدَلِيل ذَلِك أَلا يسيل لَا من المثانة وَلَا من الأمعاء وَقد سكنت الْحمى والأعراض.

قَالَ: وأشر من هَذَا أَن تلبث الْمدَّة فِي الكلى فَلَا تنْحَل وتحتاج عِنْد ذَلِك إِلَى بط وكي وعلاج.

قَالَ: إِذا علمت أَن الورم يجمع فأعنه بالأضمدة ليسرع ذَلِك ويضمد بِالتِّينِ المسلوق وبماء الْعَسَل فَإِن أَحْبَبْت أَن يفوق الضماد فاخلط فِيهِ أصُول السوسن وهزارجشان وَمَا زريون فَإِذا نضج فَاسق من بزر الْفَقْد والوج فَإِنَّهَا تنفجر فَإِن لم تنفجر اسْتعْمل الحقن الحارة فَإِذا تقيح وانفجر فَعَلَيْك بِمَا ينقى الْمعدة واكب عَلَيْهَا لتنقى القرحة بِسُرْعَة فَإِنَّهُ كلما تنقت أسْرع كَانَ خيرا فَإِذا تنقت الْمدَّة فَعَلَيْك بالملحمة بِسُرْعَة فَإنَّك إِن أَبْطَأت فَلَا تلتحم الْبَتَّةَ.

الْعِلَل والأعراض السَّادِسَة: قد يعرض من بَوْل الدَّم إِذا حدث فِي الْجِسْم ذوبان اللَّحْم أَو رقة الدَّم وكل مَا يذوب رَقِيقا والكلى قَوِيَّة فَإِنَّهُ عِنْد هَذِه الْحَال تستنظف الكلى مَا ذاب وتدفعه إِلَى المثانة دفعا متوالياً. 3 (من تقدمة الْمعرفَة لأبقراط) قَالَ: من بَال دَمًا فِي الندرة بعد الندرة بِلَا حمى وَلَا وجع فَلَا بَأْس عَلَيْهِ وَإِنَّمَا ذَلِك لتعب مِنْهُ فَإِن بَال الدَّم مرَارًا مَعَ حمى فاعلمه أَنه سيبول مُدَّة.

الْأَعْضَاء الألمة الأولى قَالَ: إِنَّه كلما ضعف الْجَانِب المقعر من الكبد كَانَ اخْتِلَاف شَبيه بِمَاء اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى اعتل الْجَانِب المحدب بَال مثل مَاء اللَّحْم. لى هَذَا نوع من بَوْل الدَّم فاستدل عَلَيْهِ بِسوء السحنة واللون وَإِيَّاك فِي هَذِه الفصد لِأَن هَذَا الضعْف دَال على برد الكبد لَكِن اسْتدلَّ عَلَيْهِ ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بِمَا يُقَوي الكبد كاللك والراوند وَمَا يسخنها كالسنبل والاذخر والمصطكي لى على مَا فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْأَدْوِيَة المدرة للبول مَتى كَانَت القرحة أوسخ كَانَ اسْتِعْمَالهَا أوجب فَإِذا بقيت تقية قَليلَة الْمدَّة أَو شَدِيدَة الْحمى فَإِنَّهُ تنفر مِنْهَا جدا وَيحْتَاج إِلَى المغرية وَقَلِيل من هَذِه بِقدر مَا ينْحل فَقَط. لى إِذا سكنت الحميات وَوجد صَاحب الْخراج فِي الكلى ثقلاً مُعَلّقا من أحد جانبيه إِذا اضْطجع فقد قرب أَن ينفجر مِنْهُ وَقد جمع مُدَّة.

جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة إِذا كَانَ ثقل فِي الْقطن ووجع فالعلة فِي الكلى وَإِذا كَانَ مَعَه احتباس فِي)

الْبَوْل فالعلة بَوْل كثير قد احْتبسَ فِيهِ وَإِن كَانَ مَعَ الوجع والثقل حمى وعطش والتهاب فَفِي الكلى ورم حَار وَإِن كَانَ ثقل وتمدد بِلَا حمى وَلَا عَطش فالعلة غلظ

 

(3/251)

 

 

وورم بلغمي وَإِن كَانَ تمدد بِلَا ثقل فالعلة ريح غَلِيظَة فِيهِ وَمَتى كَانَ ثقل وصلابة مَعَ فَسَاد المزاج وَقلة الْبَوْل فالعلة ورم صلب فِي الكلى.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: أَصْحَاب المزاج الَّذين ينْحل فيهم بخار حَار دخاني ويلذعهم الْبَوْل بحدته دَائِما قد يحدث لَهُم ورم مَتى لم يدمنوا الْحمام والترطيب فِي المثانة وَكَانَ بَوْله أبدا حاراً يلذعه إِذا لم يُبَادر بالحمام ثمَّ أَنه بِآخِرهِ اما شاخ ودامت بِهِ حِدة الْبَوْل عرضت لَهُ قرحَة فِي مثانته مَاتَ مِنْهَا. لى للحرقة الشَّدِيدَة بزر بطيخ وبزر قثاء وخشخاش أَبيض وبزر القرع نشا رب السوس صمغ عَرَبِيّ بزر بنج يسقى مِنْهُ بشراب متخذ من الخشخاش وَلم تكن حمى وَاحْتمل مَاء الْجُبْن وَإِن كَانَت حمى فماء الشّعير والغذاء: الأمراق اللينة بدهن لوز وشحم الدَّجَاج والآبزن الدَّائِم وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فأعطه المخدرات القوية إِذا خفت الغشى وَكَذَلِكَ فِي الْحَصَى وأسهل الْبَطن صفراء لينقلب ميل الْخَلْط إِلَى الأمعاء وَليكن بِمَاء الْجُبْن. لى قد يحدث من الصَّفْرَاء فِي سلوكها فِي هَذِه المجاري سحوج كَمَا يحدث فِي الأمعاء وَقد كَانَ شَاب أكل ثوماً كثيرا فَبَال دَمًا مَعَ حرقة شَدِيدَة جدا ثمَّ بعد ذَلِك ظَهرت بِهِ أَعْرَاض ورم الكلى فحدست أَن خلطاً حاراً سحج تِلْكَ الْمَوَاضِع ويجد عرقاً ثمَّ ورم. وَالَّذِي ينفع من هَذِه الْحَالة المغرية مَعَ المدرة للبول كَمَا ينفع فِي السحج من ذَلِك: الصمغ والكثيراء والنشا واللوز وَاللَّبن لحار وَكَذَلِكَ فافعل إِذا عرض من حر الأدهان الْبَارِدَة والبزور الْبَارِدَة واسق للورم الْحَار فِي المثانة: مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَخيَار شنبر ودهن لوز وضمدها بعنب الثَّعْلَب وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فاطل خَارِجهَا بأقراص الْكَوْكَب وَغَيرهَا مِمَّا يخدر وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل فعالجه من بَابه وداو استرخاء المثانة بأقراص الأفاوية يسقى ويطلى واحقن المثانة بالزنبق والمسك والنفط الْأَبْيَض وبدهن الناردين والبلسان أَو بدهن السوسن هَذَا إِذا كَانَ فِيهَا برد واسترخاء وتمدد ويحقن الإحليل للبثر والقروح بلعاب حب السفرجل وَلبن حليب ودهن ورد وَيقْعد فِي طبيخ الخطمى والبنفسج ويقطر فِي الاحليل شياف أَبيض.

من الْمَوْت السَّرِيع: من انخرقت مثانته مَاتَ. انذار عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع فِي المثانة فَظهر بِهِ تَحت إبطه الْأَيْسَر ورم شبه السفرجلة واعتراه السبات مَعَ ذَلِك مَاتَ فِي الْيَوْم)

الْخَامِس عشر. 3 (تقطير الْبَوْل) يعرض إِمَّا لضعف المثانة وَإِمَّا لاسترخاء العضل وَضعف المثاتة يكون من الْبرد فقد ترى المثانة تبرد فَيعرض على الْمَكَان تقطير الْبَوْل.

تقدمة الْمعرفَة قَالَ: مَتى كَانَ فِي المثانة فلغمونى فَهُوَ رَدِيء قتال فِي جَمِيع الْأَحْوَال وأقتل مَا يكون مَعَه حمى دائمة والبطن يعتقل فِي هَذِه الْحَالة لِأَن ورم المثانة

 

(3/252)

 

 

يزحم المعي الْمُسْتَقيم فَيمْنَع العليل من التبرز لشدَّة الوجع وَيجْعَل هَذَا الوجع الْبَوْل إِذا بيل بِمَنْزِلَة الْقَيْح وَفِيه ثقل راسب أَبيض لِأَن ذَلِك يدل على أَن الورم قد نضج وانفجر إِلَى أقْصَى المثانة فَإِن لم ينبعث هَذَا الْبَوْل ودامت الْحمى وصلابة المثانة فتوقع الْهَلَاك فِي الدّور الأول وَهَذَا الصِّنْف يُصِيب الصّبيان وخاصة من سَبْعَة سِنِين إِلَى خَمْسَة عشر عَاما لتخليط الصّبيان وتجتمع الأخلاط الْكَثِيرَة فِي أجسامهم فتقذف الطبيعة هَذِه الأخلاط دَائِما إِلَى نواحي المثانة فَرُبمَا استحجرت فَكَانَ مِنْهَا الْحَصَى وَقد يكون الْخَلْط حاراً فيرم فِي بعض الْأَوْقَات وَذَلِكَ أَن هَذِه الأخلاط لمرورها فِي هَذِه الْمَوَاضِع دَائِما يتَوَلَّد فِيهَا كَهَذا الورم الْحَار.

الْفُصُول: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا لعرض مثل مَا يكون من قرحَة فِي المثانة أَو خراج وَنَحْو ذَلِك وَإِمَّا من مرض مثل استرخاء عضلة وَإِمَّا من سوء مزاج المثانة وَيكون على ثَمَانِيَة أضْرب فَإِنَّهُ يكون من كل مزاج مفرط يضعف قُوَّة المثانة الماسكة للبول أَو سوء مزاج الْبَوْل وحدته على الْأَكْثَر من المزاج الْحَار ثمَّ من الرطب يكون أَيْضا من ضروب آخر من سوء التَّدْبِير. لى يَنْبَغِي أَن تَقول هَاهُنَا أَن نُقْصَان الْقِسْمَة إِذا لم يكن علاجه مُفردا خَاصّا لم يضر.

الْفُصُول: إِذا عرض فِي طرف الدبر أَو الرَّحِم ورم تبعه تقطير الْبَوْل. لِأَن الورم فِي هَذِه الْمَوَاضِع لمشاركة المثانة فِي الوجع يتضعف والقرحة يسيل مِنْهَا مُدَّة إِلَى المثانة تلذعها فَيكون سَبَب تقطير الْبَوْل قُرُوح المثانة عسرة الْبُرْء خَاصَّة فِي الْمَشَايِخ لِأَن الفضول تمر بهَا دَائِما وَلَا يَدعهَا تسكن وتلتحم وَالْعَمَل الطبيعي فِي الْمَشَايِخ أَضْعَف.

الميامر لعلل الكلى والمثانة: بزركتان بزر خشخاش أَبيض بزر الرجلة بزر قثاء كثيراء نشا يَجْعَل أقراصاً ويسقى للقروح فِي وعسر الْبَوْل وحرقته. آخر للقروح: حب الصنوبر الْكِبَار ثَلَاثُونَ حَبَّة لوز مر مقشر عشرُون لوزة تمر لحم خَمْسَة عشر كثيراء أَرْبَعَة مَثَاقِيل رب السوس مثله)

زعفران سدس مِثْقَال يعجن بميبختج وَيسْتَعْمل. لى هَذَا دَوَاء عَجِيب فاعرفه. آخر: بزر القثاء جزءان بنج أَبيض نصف أفيون سدس زعفران مثله بزر الكرفس نصف بزر الْخِيَار سدس سليخة مثله لوز حُلْو عشرَة إِذا كَانَت هَذِه مَثَاقِيل يعجن بميبختج فِي بعض النّسخ: شوكران نصف.

أَبُو جريج: الموميائي نَافِع من وجع الكلى والمثانة والإحليل شرب أَو حقن بِهِ الْقَضِيب. لى هَذَا عَجِيب للشق الطري.

ميسوسن: مَتى عرض للمثانة من الرِّجَال وَالنِّسَاء جرب وَهُوَ: أَن تظهر القشور ويدوم اللذع والحرقة فنق الْجِسْم والزم الْعَانَة أدوية قابضة وأدم حقن المثانة بِاللَّبنِ الحليب.

الْأَعْضَاء الألمة: تضعف المثانة لسوء مزاج أَو لأورام تحدث فِيهَا وَمن برد يُصِيب الْجِسْم فَإِن المثانة فِي حَال برد الْجِسْم لَا تمسك وَلَا قَلِيل الْبَوْل. المثانة يحدث فِيهَا سَلس

 

(3/253)

 

 

الْبَوْل وعسره والقروح والأورام فَاجْعَلْ الكلى وَأخذ باقا. قَالَ: التقطير يكون مَعَ حرقة وَلَا عَطش مَعَه فَإِن ذَلِك يكون إِمَّا لحدة الْبَوْل أَو لضعف المثانة وَإِمَّا لخلط رَدِيء قيحي يخالط الْبَوْل وَإِمَّا لثقل الْبَوْل عَلَيْهَا. لى خُرُوج الْبَوْل يكون إِمَّا لإِرَادَة وَإِمَّا بِغَيْر إِرَادَة وَالَّذِي بِلَا إِرَادَة فَإنَّا نذكرهُ ديباطش وَالَّذِي بِإِرَادَة فَمِنْهُ مَا هُوَ بحرقة وَمِنْه مَا هُوَ بِغَيْر حرقة وَإِنَّمَا نذْكر هَاهُنَا مَا هُوَ بحرقة لِأَنَّهُ أخص أَولا بالأورام والقروح.

جَمِيع علل المثانة يحْتَاج أَن يبْحَث فِيهَا عَن السَّبَب البادي.

الساهر: لبن الأتن ينقي المثانة من الْمدَّة والأخلاط الغليظة وَلبن الْمعز يَنُوب عَنهُ للحرقة: حب الْقلب صمغ الأجاص بزر القرع الحلو بزر رجلة بزر بطيخ: كافور خشخاش أسود.

الطَّبَرِيّ: الزادرخت يَبُول الدَّم الجامد الَّذِي فِي المثانة. من المنجح يخدر الحمص صَاحب قرحَة المثانة فَإِن لَهُ جلاء قَوِيا. حسو جيد للقروح فِي المثانة والقضيب: نشا ودقيق باقلي تطبخ إِن لم تكن حمى بِاللَّبنِ وَإِلَّا فبماء نخالة السميذ وَالسكر الْأَبْيَض الْجَعْد وَيجْعَل فِيهِ دهن اللوز يكون غذائه. لى دَوَاء بَارِد على مارأيت للقروح فِي الْقَضِيب وحرقة الْبَوْل بزر خِيَار وبزر بطيخ رب السوس ورق النيلوفر بزر الخشخاش بزر خس بزر هندباء بِالسَّوِيَّةِ وسكر مثلهَا ويستف الأورام الَّتِي تكون فِي المثانة والكلى تحْتَاج إِلَى علاج خَاص مُفْرد لِأَن خُرُوج الْفضل المائي الَّذِي يتَوَلَّد فِي هَذِه إِنَّمَا هُوَ فَسَاد مزاج وَيجب أَن يكون الَّذِي فِي الْبَاب هُوَ بِعَيْنِه عَن)

أورام ثمَّ قُرُوح ثمَّ حِجَارَة وَيَنْبَغِي أَن يكون لكل وَاحِد بَاب من الْبدن ونفوذه إِنَّمَا يكون بِهَذِهِ الْأَعْضَاء وَلذَلِك مَتى كَانَ هَذَا الْفضل حاراً ثمَّ كَانَ فِي جَمِيع الْجِسْم فَلَا يجب أَن يسْتَعْمل فِي علاجه شَيْء من الْأَدْوِيَة المدرة للبول لما يحدث من الْمضرَّة يجذبها الأخلاط اللذاعة إِلَى هَذِه الْأَعْضَاء العليلة فَإِن لم يكن هَذَا الْفضل شرب بِلَبن أَو ميبختج كَانَ جيدا لقروح المثانة.

الكراث الشَّامي يضر بالمثانة والكلى الَّتِي فِيهَا قرحَة والحمص أَيْضا يضر بالكلى والمثانة إِذا كَانَ فِيهَا قرحَة. رب السوس مَتى شرب وَافق جرب المثانة وينفع المثانة الَّتِي ينزل مِنْهَا شبه القشور. الكثيراء مَتى شرب مِنْهُ درخمى بميبختج كَانَ بَالغا لحرقة المثانة والكلى وَمَتى خلط بقرن ايل محرق مغسول أَو شب يمَان كَانَ جيدا للقروح الَّتِي فِيهَا. الأنجدان ضار بالمثانة.

 

(3/254)

 

 

أَبُو جريج: بزر الرجلة يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: إِنَّهَا نافعة من خشونة المثانة والكلى وَمن القروح والأورام الحارة فِيهَا. ماسرجويه: لعاب بزر الْكَتَّان جيد للوجع يسكنهُ مَتى حقن بِهِ الذّكر مَعَ دهن ورد. الكزبرة نافعة لحرقة المثانة وورمها.

روفس: اعْتمد فِي أَصْحَاب قُرُوح الكلى والمثانة على الإسهال بِمَاء الْجُبْن وَلَا يطْرَح فِيهِ فِي هَذِه أَبُو جريج: الموميائي نَافِع من قُرُوح الإحليل والمثانة وسيلان الدَّم مِنْهُ إِن حقن بِهِ هَذِه الْأَعْضَاء وَشرب وَأمره فِي تسكين الوجع غَايَة. روفس: التَّمْر مَتى أَكثر مِنْهُ أسحج المثانة وأقرحها.

شندهشار: النارجيل نَافِع من أوجاع المثانة. ابْن ماسويه خَاصَّة السكر النَّفْع من حرقة المثانة والكلى وَمن حرقة الْبَوْل. ماسرجويه: الكثيراء جيد لقروح المثانة. من كتاب سياسة الصِّحَّة: أما أمرنَا بالأطلية المبردة على الكبد وعَلى الظّهْر قَالَ: لَا تسرف فِيهَا لِأَنَّهَا تضر الكلى وتورثها عللا. من الكيموسين: إِن الكلى عُضْو ضيق المجاري فَلذَلِك تجْعَل الأغذية اللزجة فِيهَا تمرداً كَمَا تورث الكبد ذَلِك ويحس الْإِنْسَان عِنْد الْإِكْثَار مِنْهَا بثقل وتمدد ووجع فِي هذَيْن الكيموسين وَإِن لم بالملطفات رُبمَا ورم حَتَّى عفنت تِلْكَ الأخلاط المحتبسة فِيهِ. لى الكلى لَا تحْتَاج إِلَى أَن تبرد لِئَلَّا يبطل فعلهَا وَلَا يكون فِي الدَّم لزوجة كَثِيرَة لِئَلَّا تنسد وَلذَلِك توافقها الملطفات فِي كل حَالَة إِلَّا أَن يكون قد سخنت أَو ورمت.

فِي الميامر فِي الكبد: رب السوس يدر الْبَوْل. أهرن: الْبَوْل الدموي الَّذِي ينزل من الكلى لِأَن المجاري اتسعت لَا تقطعه بالأدوية لَكِن أفصده وأطعمه الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْغذَاء والباه والنقب البزور التَّامَّة. لحرقة الْبَوْل: بزر بطيخ وَخيَار وقرع وخطمى وبطيخ هندي ولوز الصنوبر وبزر)

بنج أَبيض ورجلة ولوز حُلْو ونشا وكثيراء وَرب السوس تسقى بِمَاء الْجُبْن والجلاب.

فِي أقربادين حنين لعلاج من يشرب ذراريح لعضة الْكَلْب فأعقبه حرقة فِي الْبَوْل ووجع شَدِيد فِي هَذِه النواحي. قَالَ: يتحسى اسفيذباجا دسماً ويحذر الْبرد والندى ثمَّ إِن اشْتَدَّ الوجع فِي الْعَانَة جلس فِي آبزن قد طبخ فِيهِ شبث وَمَتى لم يسكن أكل خساً مسلوقاً وَإِن لم يسكن يشرب عصارة الخس أُوقِيَّة فَإِن سكن هَذَا الوجع فَإِنَّهُ يتَحَوَّل سَرِيعا زحيرا فِي الْأَكْثَر فليسق من سمن الْغنم أُوقِيَّة وَنصف سكرجة بشراب فَإِنَّهُ يبرأ. لى رَأَيْت قوما يصيبهم من القروح فِي هَذِه الْمَوَاضِع أوجاع صعبة جدا على مِثَال مَا يكون عَلَيْهِ الطلق فِي النِّسَاء سَاعَة بعد سَاعَة وَيجب فِي هَؤُلَاءِ أَن يلزموا المغرية فيسقى اللَّبن وتحسيه مرق اسفيذاج ودجاجة سَمِينَة وَيشْرب اللَّبن مَتى عَطش أَو جلاب أَو شراب البنفسج وَإِذا كَانَ مَعَ هَذِه القروح وجع شَدِيد فَاسق البزور مَعَ بزر بنج وخطمى واسق اللَّبن وغذه بالشحم شَحم الدَّجَاج بالزبد والمر واسقه مَاء الْخِيَار والبطيخ الْهِنْدِيّ مَا يشرب فَإِنَّهُ يذهب لذع الْبَوْل ويسكن الوجع وينتقل بلوز وخشخاش وسكر وأقصد فِي هَؤُلَاءِ إِلَى تسكين الوجع أَولا بِهَذِهِ ثمَّ خُذ فِي علاج القرحة ووجعهم يسكن فَإِن بَوْلهمْ مائي.

 

(3/255)

 

 

كَانَ بِابْن دَاوُد قرحَة فِي مجاري بَوْله يُصِيبهُ مِنْهُ وجع شَدِيد شبه الطلق فسقيته ربع دِرْهَم من بزر البنج وقيراطاً من الأفيون ودرهماً من بزر الْخِيَار وَدِرْهَم بزر خس وَنصف دِرْهَم تياذوق قَالَ: مَاء الْأُصُول ينقي الْقَيْح والعفن من المثانة والكلى وينفع من قُرُوح هَذِه المثانة النَّفْل الْأسود إِذا صنع مِنْهُ حب وابتلع. لى يسهل صَاحبه بحبه. قَالَ: وينفع من الرّيح فِي الكلى والمثانة دهن البلسان مثقالان طبيخ بزر الكرفس أُوقِيَّة وَيشْرب.

وَأما الورم فِي المثانة إِذا كَانَ حاراً فَإِنَّهُ يهيج مِنْهُ الْحمى والاختلاط فَأقبل على الْموضع بعد الفصد بالإرخاء بِمَا يسكن الوجع كدهن الشبث وشحم البط والحقن من هَذَا النَّحْو بالمخدرات وَالدُّخُول فِي الآبزن. أَمر المثانة والحالبين وَالرحم والأعضاء العصبية فِي هَذَا بِخِلَاف الْأَعْضَاء اللحمية فَانْظُر فِي خراجات العصب. 3 (الحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب) قَالَ: أدف الصَّبْر بِمَاء واحقنه وأدف شياف ماميثا بخل وَمَاء واحقنه بلعاب بزر قطونا.

الرَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء فِي خلال كَلَامه: إِنَّه قد تكون حرقة الْبَوْل من كَثْرَة الْجِمَاع وَالسَّبَب فِيهِ أَن الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الغدد تندي دَائِما مجْرى الْبَوْل ليسهل خُرُوجه وليوقيه حِدة الْبَوْل وَهَذِه تخرج مَعَ المنى كثيرا جدا فَإِذا فنيت وجد الْموضع حِدة الْبَوْل وَقد تفنى هَذِه الرُّطُوبَة من نحول الْبدن. وعلاج الأول الْإِمْسَاك عَن الباه وَالثَّانِي ترطيب الْبدن وَهُوَ جيد لَهما جَمِيعًا.

مسيح قَالَ: وَينْتَفع من القرحة العتيقة فِي المثانة سقِِي لبن الأتن مَعَ الحقن لَهَا بِمَا يصلح على مِقْدَار القرحة. ابْن ماسويه حب الآس نَافِع من حرقة الْبَوْل. الْإِذْخر مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة درخميات أَبْرَأ وجع الكلى أصل المنتجوشه يسقى بِمَاء البقراطن لوجع الكلى وَإِلَّا فلونيا. يَقُول: إِنَّه مبرد وَهُوَ نَافِع لوجع الكلى. عصير أناغاليس جيد لوجع الكلى. شراب الأفسنتين جيد نَافِع من وجع الكلى. بَوْل الْحمار جيد لوجع الكلى. قَالَ: صفرَة الْبيض مَتى جعلت فِي حد مَا يتحسى وتحسيت نَفَعت من قُرُوح الكلى. الرجلة تَنْفَع من لذع الكلى. بولس: وَيجب أَن يكون مَعَ دهن لوز بِلَا ملح. 3 (الدَّوَاء) ابْن ماسويه: شراب البنفسج مَعَ الدارصيني نَافِع من وجع الكلى. الهليون وخاصة أَصله وبزره يفتح سدد الكلى وَقَالَ: أَنا فِي أوجاع الكلى العتيقة المزمنة زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف كي يقوم مقَام ضماد الْخَرْدَل. زبد الْبَحْر الفرفري اللَّوْن الْورْد الشكل

 

(3/256)

 

 

يصلح لأوجاع الكلى. طبيخ الحماما مَتى شرب نفع من أوجاع الكلى. سومغروطين كَانَ فِي الْأُم يسقى لوجع الكلى. مَاء الحمص الْأسود ينقي الكلى مَتى طبخ مَعَ الفجل والكرفس وصب عَلَيْهِ خمس لوز حُلْو وَشرب. سرابيون: كَمَا فيطوس يسقى لوجع الكلى. بزر المقدوليس جيد لوجع الكلى دهن اللوز المر نَافِع من أوجاع الكلى اللَّبن نَافِع لقروح الكلى.

ورق لِسَان الْحمل يشرب بالطلاء لوجع الكلى. ورق لِسَان الْحمل وأصوله يسْتَعْمل فِي السَّادِسَة الْحَادِثَة وَأقوى

المر مَتى شرب مسحوقاً بِالْمَاءِ سكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول.

مَاء الْمَطَر جيد لوجع الكلى إِذا شرب بَدَلا من المَاء. أصل اللوف الْجَعْد يحلل سدد الكلى.

روفس: الناردين مَتى شرب بِالْمَاءِ الْبَارِد نفع من وجع الكلى.

الناردين القليطي مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من وجع الكلى وَقَالَ: قشور الكفرى نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: السليخة نافعة من أوجاع الكلى وَقَالَ: شراب السفرجل نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: السكر الَّذِي يجمد على الْقصب نَافِع من أوجاع الكلى.

ابْن ماسويه: عصارة سَاق الساساليون الاقريطش نَافِع من وجع الكلى وبزره إِذا كَانَ طرياً وَشرب مِنْهُ ثَلَاث أبولسات ميبختج عشرَة أَيَّام أَبْرَأ وجع الكلى وَقَالَ: السكر الَّذِي بحلب من الْحجاز شبه الْملح الدراني وسكر الْعشْر نافعان من أوجاع الكلى.

ابْن ماسويه: عصارة السوس نافعة من وجع الكلى لادرارها الْبَوْل وتنقى الكلى دَائِما مَتى اسْتعْمل. مَتى أَخذ بزر الْبِطِّيخ مقشراً وطحن وخلط بِمثلِهِ سكرا واقتمع مِنْهُ كل يَوْم نقى الكلى ابْن ماسويه: الْعنَّاب نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: ثَمَرَة الكاكنج قد حل فِي أدوية الكلى لِأَنَّهَا تدر الْبَوْل. يَقُول جالينوس: الزَّبِيب نَافِع لوجع الكلى.

ابْن ماسويه: الفجل جلاء لما فِي الكلى. الفوة تنقي الكلى حَتَّى إِنَّهَا تحرّك بولاً دموياً.

بولس: أصل الفارنيا مَتى شرب مِنْهُ قدر لوزة وَهُوَ منخول بحريرة بِمَاء الْعَسَل نقى الكلى. حب الصنوبر مَتى شرب مِنْهُ نفع بزر القثاء نفع من قُرُوح الكلى.

حب الصنوبر الْكِبَار جلاء للخلط الغليظ والقيح فِي الكلى.

ابْن ماسويه: القردمانا مَتى شرب بِخَمْر نفع من وجع الكلى.

الكثيراء مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بميبختج نفع من أوجاع. قصب الذريرة مَتى جعل

 

(3/257)

 

 

الشل ببزر الكرفس نفع من وجع الكلى. لحم الْقُنْفُذ الْبري مَتى شرب نفع من أوجاع. الرازيانج بقله وبزره نافعان لوجع الكلى وَقَالَ الرازيانج يفتح سدد الكلى.

ابْن ماسويه: التِّين الْيَابِس جيد للكلى وَيخرج أَصْحَاب وجع الكلى زبلاً كثيرا بِقُوَّة جلائه. فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه يلطف وينقي الكليتين. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم نفع من وجع الكلى. وَقَالَ: الغاريقون يفتح سدد الكلى.

بديغورس: خاصته من وجع الكلى مَتى طبخت الملوخيا بدهن ورد وضمد بهَا الورم الْحَادِث فِي الكلى نفع.

ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقي الكليتين: بزر الكوفس بزر الرازيانج بزر الجزر الْبري بزر الكرفس الْجبلي الأسارون فقاح الاذخر النانخة والكاشم انيسون ساساليون وَج هَذِه أجمع أَن شرب من كل وَاحِد مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد حلهَا بِمَاء الفجل وبماء الكرفس أَو الرازيانج أَو مَاء الحمص الْأسود فتحت السدد الْعَارِضَة فِي الكلى وينفع الكلى فِي وَقت هيجان الْعلَّة مِمَّا قد ذكرنَا فِي بَاب المثانة قَالَ: وجع الكلى يمْنَع من هضم الطَّعَام.

أركاغانيس فِي أوجاع الكلى: إِنَّه يَضرهَا الْمَشْي الْكثير وَالرُّكُوب وَالْمَاء الْبَارِد والأطعمة الغليظة وَالشرَاب الصّرْف قَالَ: والعدس المقشر ينقي الكلى. للورم فِي الكلى من التَّذْكِرَة: الحقن بِاللَّبنِ الحليب مَعَ شَحم بط. فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى ابْتَدَأَ بالكلى ورم فافصد الْعُرُوق الَّتِي فِي مابض الرّكْبَة فَإِن لم يظْهر فالصافن. هَاهُنَا أَيْضا التحجر يسْرع إِلَى الكلى وخاصة إِن كَانَ بهَا ورم حَار ثمَّ اسْتعْمل صَاحبه الْأَطْعِمَة اللزجة وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الجلاءة والقطاعة قَالَ: وعلاجها عسر وَبَعضهَا علل لاتبرأ الْبَتَّةَ. فِي التَّدْبِير المسمن: يَنْبَغِي أنة تسْأَل صَاحبه هَل يجد مس ثقل فِي بَطْنه فَإِن وجد ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّد فِي كلاه حَصَاة هَكَذَا يجب أَن يتَعَاهَد من يُرِيد أَن تحفظ عَلَيْهِ صِحَّته فِي كلاه فَإِن وجدت ذَلِك فأعطه من سَاعَته الْأَدْوِيَة القاطعة الملطفة قبل الطَّعَام ولطف تَدْبيره حَتَّى يذهب ذَلِك. فِي حفظ الصِّحَّة: إِن شدَّة برد الْأَشْيَاء الَّتِي ينَام)

عَلَيْهَا ويفترش تضر بالكلى. فليغريوس: يعرض لأوجاع الكلى وجع فِي الظّهْر والورك والقطن وَثقل وَرُبمَا عرض غشى واسر وَيكون بَوْله رملياً أَو دموياً وَرُبمَا عرض لَهُ مَعَه حمى ودوار وتتابع الْقَيْء.

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

إِذا عرض مَعَ وجع الْقطن ثقل والتهاب وعطش وَحمى فَذَلِك فِي الكلى ورم حَار وَمَتى كَانَ ثقل وتمدد فَقَط فَهُوَ خلط بلغمي فِي الكلى وَمِنْه يكون وجع الكلى كَأَنَّهُ شَيْء يثقب بمثقب وَيكون مَعَه حصر الْبَوْل وَبَوْل رمل وحصى يخرج وَرمل وَدم وَالْفرق بَين الْحَصَى فِي الكلى ووجع القولنج أَنه لايظهر فِي القولنج رمل وَلَا دم فِي الْبَوْل وَلَا عسر وَلَيْسَ فِيهِ نفخة وَلَا تمدد الْبَطن وَلَا يتقدمه عدم الشَّهْوَة والهضم وَلَا يكون

 

(3/258)

 

 

الوجع وَلَيْسَ مَعَه مغص وَلَا تخم وَلَيْسَ مَعَه غشى دَائِم من غير قيء كَمَا مَعَ القولنج وَلَا يكون فِيهِ الرجيع منتفخاً وَقد يعرض مَعَ وجع القولنج والكلى جَمِيعًا قلَّة الِاسْتِمْرَار والغثيان وَبطلَان الشَّهْوَة إِلَّا أَنه إِن كَانَت الْعلَّة فِي المعي الْمُسَمّى قولن كَانَ الوجع يتمدد وَيَأْخُذ موضعا أكبر وَمَعَهُ احتباس الْبَطن ورياح كَثِيرَة وأخلاط بلغمية وَمَعَ وجع الكلى اسر وَرمل فِي الْبَوْل.

فِي القوى الطبيعية: النَّاس يعْملُونَ إِذا عسر بَوْلهمْ وَاحْتبسَ الْبَتَّةَ مَعَ وجع الكلى وَبَوْل وَرمل إِن كلاهم فِيهَا خَاصَّة عِلّة.

الْيَهُودِيّ: يطْبخ ورق الْخَبَّازِي الْبري وَيجْعَل فِي طبيخه سمن وَعسل ويسقى مِنْهُ شَيْء كثير فِي نوبَة وجع الكلى فَإِنَّهُ يزلق الْحَصَى ويدر الْبَوْل وينفع عسر الْبَوْل والقولنج. لى المزلقات لَهَا فِي نوبَة الوجع عمل وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك الْوَقْت غَيرهَا من دَاخل والتمريخ والآبزن من خَارج. الْيَهُودِيّ: صَاحب وجع الكلى يسهله يسير الْأَدْوِيَة المسهلة وَصَاحب القولنج لَا يسهله وَلَا الْأَدْوِيَة القوية وتضره الحقن والقولنج يَنْفَعهُ ذَلِك وَصَاحب وجع الكلى يُصِيبهُ فِي ابْتِدَاء وَجَعه عسر الْبَوْل والألم فِي الفقار ويخف وَجَعه فِي آخر الْأَمر وَصَاحب القولنج وَجَعه فِي مقدم الْبَطن وَلَا يخف إِلَّا بانحدار الْبَطن أَو خُرُوج الرِّيَاح ووجع الْحَصَى مُدَّة زَمَانه أَكثر من وجع القولنج ووجع الكلى لَازم والقولنج منتقل وَقد يعرض فِي الكلى الدُّبَيْلَة كَمَا تعرض فِي سَائِر الأحشاء وَيكون مَعَه حمى برد فَمر صَاحب ذَلِك إِذا أردْت أَن تعرفه بِالنَّوْمِ على أحد جَنْبَيْهِ وَانْظُر هَل يجد ثقل شَيْء مُعَلّق فِي شقَّه الْأَعْلَى ثمَّ لينم على الْجَانِب الآخر فَإِن لم يجد ثقلاً)

فَلَيْسَتْ بِهِ دبيلة وَمَتى وجد الثّقل ثمَّ خف الثّقل وَوجد حكة فِي مجْرى الْبَوْل فقد انفجرت وَيتبع ذَلِك بَوْل الْمدَّة فبادر بتنقية الكلى مِمَّا فِيهَا. وَيفرق بَين خُرُوج الدَّم من ثقب عرق فِي الكلى وَغير ذَلِك مِمَّا لَيْسَ من أجل خراج أَن يَجِيء دم صرف صَاف كثير ضَرْبَة غير مختلط بالثقل وَلَا يكون مَعَه حمى وَلَا برد الْأَطْرَاف وَفِي الَّذِي يَجِيء من خَارج يخرج مَعَ الدَّم قيح وَيكون مَعَه حمى وَبرد الْأَطْرَاف وَيخرج مَعَ الْبَوْل قطع لحم صغَار وَقد يخرج الدَّم مِنْهَا من ضعف قَالَ: وَقد يُصِيب الْإِنْسَان من قلَّة شَحم الكلى ضعف الْبَصَر والصداع وَقلة إمْسَاك الْبَوْل وَضعف الْجِمَاع وَبرد الْأَطْرَاف والقطن فليحقن بدهن الكلى فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي ذَلِك لَا تُوجد لغيره فِي تسمين الكلى وَيزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة ويحقن بِهِ ليَالِي كَثِيرَة مَعَ دهن لوز مر وَسمن بقر وَقد يكون ذهَاب شَحم الكلى من حرارة فَإِن عرضت فليسق لَبَنًا حليباً بسكر طبرزد واحقن بِمَاء شعير ودهن القرع ليَالِي مُتَوَالِيَة. وَإِن كَانَ فِي الكلى ريح غَلِيظَة فاحقن بدهن البزور واسق للدبيلة قبل أَن تنخرق

 

(3/259)

 

 

دهن لوز حُلْو جُزْء ودهن لوز مر سدس جُزْء مِنْهُمَا جَمِيعًا ثَلَاثَة دَرَاهِم بطبيخ الحلبة ومخيطاً وتيناً فَإِن كَانَ مَعَ حرارة كَثِيرَة وورم يعسر مَعَه الْبَوْل فَاسق من الخيارشنبر أَرْبَعَة مَثَاقِيل أدفه بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء عِنَب الثَّعْلَب ودرهمين من دهن لوز حُلْو وَنصف دِرْهَم من دهن لوز مر وَافْعل ذَلِك أَيَّامًا وضمد الفقار بكرنب مسلوق وخطمى وشيرج فَإِذا انفجر فَاسق مَا يدر الْبَوْل من البزور الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب المَاء واحقن بِاللَّبنِ أَيْضا. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فبالحقن اللينة والكمادات اللينة وَالْحمام والآبزن والتمريخ بالأدهان والأطعمة اللينة الْخَفِيفَة نافعة لأَصْحَاب الكلى الوجعة. الْمَوْت السَّرِيع: من انخرقت كلاه مَاتَ.

ابيذيميا قَالَ: أَشد ماتكون أوجاع الكلى عِنْد التملي من الطَّعَام وامتلاء الأمعاء من الثّقل.

ورم الكلى إِذا كَانَ لمزاحمة الأمعاء انحل بالفصد على الْمَكَان وَكَذَلِكَ بالأضمدة وينفعهم الْقَيْء وتسكن أوجاعهم وهم يتقيؤن فِي أول الْأَمر بلغماً ويتقيؤن إِذا دَامَت بهم الْحمى والسهر والامتناع من الطَّعَام والوجع الَّذِي يعرض فِي الرجلَيْن والخدر من أوجاع الكلى لِأَن بَين الرجل والكلى بالعرق الأجوف وبالعرق الضَّارِب الْأَعْظَم مُشَاركَة وَذَلِكَ أَنه يتشعب من هذَيْن العرقين شعبتان إِلَى الكلى ثمَّ تتشعب شعبًا صغَارًا فَتَصِير إِلَى الْقطن ثمَّ تَنْقَسِم بَاقِي هذَيْن العرقين على قسمَيْنِ فَيصير كل وَاحِد إِلَى رجل وَاحِدَة. قَالَ: وَمَا يعم نَفعه لجميعهم الرياضة وَترك التملي)

من الطَّعَام. وَمن كَانَ قد أزمن بِهِ هَذَا الوجع وَكَانَ سقى الخربق وَمن كَانَ دَمه كثيرا أفصد أَولا ثمَّ اثن بِسَائِر العلاج وتفصد الصَّافِن أَو من مابض الرّكْبَة ودرور الْبَوْل نَافِع لَهُم جدا.

وَيجب إِذا عزمت على سقِِي الخربق أَن تتقدم فتلطف الأخلاط فتهيها للقيء وتلين الْجِسْم لِأَنَّهُ إِن لم تلطف الأخلاط لم يُؤمن مَعَ الخربق التشنج وانصداع الْعُرُوق لقُوَّة الخربق وَشدَّة تمديده وَهَذَا علاج الاحتراس من تولد الْحَصَاة فِي الكلى.

ابيذيميا: الدوالي تسقى من أوجاع الكلى. أبقراط: لم أر أحدا مِمَّن جَاوز الْخمسين سنة برِئ من عِلّة الكلى إِذا كَانَت. جَوَامِع النبض الصَّغِير: يتبع ورم الكلى إِن قل عسر الْبَوْل وَإِن أفرط احتباسه الْبَتَّةَ.

من تقدمة الْمعرفَة: الأوجاع الَّتِي فِي الْقطن مَعَ حمى فَإِنَّهَا مَتى ارْتَفَعت إِلَى فَوق نَاحيَة الْحجاب أحدثت اخْتِلَاط عقل فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك دَلِيل ردئ مَاتَ العليل وَإِن كَانَت الدَّلَائِل محمودة فليقو رجاؤك فَإِن ذَلِك الوجع سيذهب. لى هَذَا خراج فِي مَوضِع الكلى والدلائل المحمودة والردئة الَّتِي تؤحذ هَاهُنَا من هَذَا الْموضع.

الْفُصُول: مَتى حدث فِي الكلى ورم حَار كَانَ فِي أَجْزَائِهَا اللحمية كَانَ الوجع ثقيلاً يَعْنِي أَنه يحس صَاحبه مَعَ الوجع شَيْئا ثقيلاً وَمَتى كَانَت الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الغشاء الْمُحِيط بالكلى والتجويف الَّذِي فِيهَا وعروقها الضوارب وبباب مجْرى الْبَوْل كَانَ الوجع حاداً. الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الكلى والمثانة يعسر برؤها فِي الْمَشَايِخ.

القروح الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع لَا تندمل لِأَنَّهُ يمر فِيهَا فضول حادة تهيجها وَلَا

 

(3/260)

 

 

تدعها تندمل وَهُوَ فِي الْمَشَايِخ أعْسر لضعف الْأَفْعَال الطبيعية فيهم. من كَانَت بِهِ علل فِي الكلى وَعرضت لَهُ الْأَعْرَاض الَّتِي يَقع دَمهَا فِي الْبَوْل إِن حدث بِهِ وجع فِي صلبه فَإِن بِهِ فِي كلاه دبيلة تُرِيدُ الانفجار إِلَى خَارج وَإِلَيْهِ تنفجر وَإِن كَانَ الوجع فِي الْمَوَاضِع الدَّاخِلَة فَإلَى دَاخل تنفجر وَقد تعرض أوجاع فِي الْقطن وَيكون الْخراج فِي العضل الَّذِي فَوق الخرز الَّذِي عِنْد الكلى وَإِذا كَانَ ذَلِك لم تكن عَلَامَات دَالَّة على خراج الكلى.

الميامر: قَالَ رجل يوثق بِهِ: إِنَّه يُؤْخَذ قصبان الكرنب فتعصر وَيشْرب من ذَلِك المَاء على الرِّيق قوانوسين وينثر عَلَيْهِ شَيْء من ملح تِسْعَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبلغ فِي شِفَاء علل الكلى غَايَة الْبلُوغ.

من كتاب ينْسب إِلَى أرسطاطاليس فِي الْمسَائِل الطبيعية: كَثْرَة الْبَوْل يضعف الكلى لِأَنَّهُ يفرغ)

شحمها ورطوبتها الْخَاصَّة وَكَذَلِكَ كَثْرَة الْجِمَاع لروفس قَالَ: فِي الكلى تضعف عِنْد الشيخوخة الْهَرم وَمن ركُوب الْخَيل بَغْتَة من غير عَادَة وَمن ضَرْبَة تعرض للصلب والتعب الشَّديد وانتصاب طَوِيل للشمس وَالسّفر الْبعيد فَفِي هَذِه الْأَحْوَال تقبل قوى الجاذبية للبول وَقد ينحدر فِي هَذِه الْأَحْوَال شَيْء من رطوبات دموية فَرُبمَا كَانَت سَببا للتقرح.

الْأَعْضَاء الألمة: مَتى ابْتَدَأَ وجع فِي الكلى دفْعَة فَإِنَّهُ يكون لحصاة ذَات قدر إِمَّا فِي بطُون الكلى وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل وَعند الوجع يشبه وجع القولنج ويفصل بَينهمَا لِكَثْرَة التهوع وشدته وَإِن الَّذِي يخرج بالقيء شَيْء بلغمي وَمَعَهُ مرّة وجزء من الطَّعَام الَّذِي أكل وَقد يفرق بَينهمَا أَيْضا بالموضع إِذا كَانَ وجع القولنح عَالِيا وَأما إِذا كَانَ سافلاً فَلَا وَأَيْضًا فَإِن وجع الكلى مرتكز ووجع القولنج يَمْتَد إِلَى مَسَافَة أبعد وَيَأْخُذ من الْبَطن موضعا أكبر وَلَا يخرج من العليل ريح فضلا عَن سواهُ فَإِن خرج مَعَ الْبَوْل رمل أَو حَصى فَلم يبْق فِي الْأَمر شَيْء من الْبَحْث. وَكثير من النَّاس مَتى اعتل هَذِه الْعلَّة أحس بوجع يسير فِي أول الْأَمر مرّة إِلَى جَانب الْعَانَة وَلَا يَكُونُوا بعد قد بالوا بولاً رملياً وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فَإِنِّي أسقيه دَوَاء يفت الْحَصَى فِي الكلى فاجمع لذَلِك أَن تعرف الْعلَّة تعرفاً صَحِيحا ولتكن مداواته بالرفق واللين وَذَلِكَ إِذا وجدت بعد الدَّوَاء رملية فِي الْبَوْل علمت أَن الْعلَّة فِي الكلى وسقيته فِيمَا تقدم من تِلْكَ الْأَدْوِيَة بِأَعْيَانِهَا وَإِذا كَانَ علمك قد تقدم فَإِن الكلى عليلة فَرَأَيْت العليل يُصِيبهُ وجع مَعَه نافض مُخْتَلف فِيمَا بَين فترات وَعم مَعَ ذَلِك حميات لَا يجْرِي أمرهَا على نظام فابطحه على بَطْنه وسله هَل يجد مس شَيْء من الثّقل مُعَلّقا من بَطْنه واقلبه أَيْضا على جنبه مرّة مرّة وسله هَل يجد ثقلاً مُعَلّقا فِي الْجَانِب الْأَعْلَى فَإِنَّهُ إِن كَانَ فَاعْلَم أَن خراجاً فِي ذَلِك الْموضع وَإِذا نضج هَذَا الْخراج وبال قَيْحا استراح من ذَلِك الوجع إِلَّا أَن الكلى تكون على وَجل من تِلْكَ القرحة وَلذَلِك يجب أَن تعرض وتجتهد فِي خَتمهَا وإدمالها لِأَنَّهَا إِن لم تدمل صَارَت عسرة الْبُرْء عسراً كثيرا جدا والعلامات الدَّالَّة على أَن القرحة بَاقِيَة هُوَ مَا خرج مَعَ الْبَوْل من الْقَيْح ودام الوجع وَفِي الْحِين يخرج مِنْهُم قشر قرحَة وَقد يخرج دم أَيْضا وَإِذا

 

(3/261)

 

 

خرج الدَّم فَهُوَ يدل على أَن القرحة متأكل. قَالَ: وَقد ينخرق فِي بعض الْأَوْقَات عرق فِي الكلى من أجل كَثْرَة الدَّم أَو من أجل سقطة أَو ضَرْبَة فيبول العليل دَمًا كثيرا وَرُبمَا انْفَتح فِيهَا عرق وَأما قُرُوح الكليتين فأصح علاماتها حبيبات لحم صغَار خرج فِي الْبَوْل وَهِي أَجزَاء من جَوْهَر الكلى خُرُوجهَا من القرحة نَفسهَا من كَثْرَة التآكل وَأما الْأَجْسَام السليخة)

بطاقات الشّعْر فَإنَّا قد رأيناها وَأَنا أرى أَن الْأَقْرَب من الْإِقْنَاع أَن يتَوَلَّد هَذِه فِي جَوف الْعُرُوق على نَحْو تولد الْعرق الْمدنِي وَهَذِه الشعرات تكون عَن خلط غليظ لزج يجمد بالسخونة فِي جَوف الْعُرُوق. قَالَ: وَقد شفيتها بالأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل. قَالَ: وَلست أفهم الْعلَّة فِي طولهَا.

قَالَ: وَجَمِيع من عرض لَهُ هَذَا الْعَارِض لم يعرض لَهُ مَكْرُوه فِي الكلى وَلَا بعد فَإِن شربوا الْأَدْوِيَة المدرة للبول برؤا وَلم ينلهم شَيْء من الْمَكْرُوه فِي كلاهم وَلَا مثاناتهم وَلَا رَأَيْت الَّذين يستفرغ مِنْهُم الْقَيْح الْكثير بالبول إِذا كَانَ ذَلِك يَجِيء من فَوق الكلى أضرّ بِشَيْء من آلَات الْبَوْل كَمَا أَنه لَا يضر الإستفراغ الْكَائِن عَن الكبد بالأمعاء على أَنه قد تكون أَشْيَاء رَدِيئَة حادة فِي بعض الْأَوْقَات وكما أَن المرار إِذا مر بالأمعاء مُدَّة سحجها كَذَلِك الْبَوْل الحاد إِذا مر وقتا طَويلا بِهَذِهِ أحدث فِيهَا قرحَة.

قَالَ: 3 (من علل الكلى) عِلّة يَبُول صَاحبهَا بولاً منتناً بمائية الدَّم المغسول اللَّحْم الطري كَمَا قلت فِي عِلّة الكبد إِلَّا أَنه أَكثر مِنْهُ فِي ذَلِك قَالَ: وَهَذِه تعرض بِسَبَب ضعف الكلى فِي قوتها الماسكة كَمَا يعرض ذَلِك من أجل ضعف الكبد ويعرض أَيْضا لاتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصفي الْبَوْل من الْعرق الأجوف. لى نحتاج أَن نقُول: تعرض فِي الكلى والمثانة مِمَّا يشْتَرك القَوْل فِيهِ كَيْت وَكَيْت.

سرابيون: إِذا كَانَ فِي الكلى ورم فِي لَحمهَا نَفسه كَانَ مِنْهُ وجع ثقيل تحس بِهِ فِي الْمَوَاضِع الخالية وَإِن كَانَ فِي الغشاء الْمُحِيط بهَا كَانَ مِنْهُ وجع ناخس وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي تجويفه أَو مجْرى الْبَوْل فَإِنَّهُ يحدث فِي ورم هَذِه وجع حاد لَا يَسْتَطِيع العليل أَن ينصب قامته وَلَا ينْهض فَإِن عرضت لَهُ عطة أَو شعلة صَاح من شدَّة النخس وَلَا يَسْتَطِيع النّوم على بَطْنه فِي ورم الكلى وَغَيره مِمَّا ذَكرْنَاهُ بل يجب أَن ينَام على الْقَنَاة لِأَن الْأَعْضَاء الوارمة تكون مُسْتَقِرَّة فَإِذا نَام على الْبَطن كَانَت مُتَعَلقَة ووجع الكلى يَمْتَد مرّة إِلَى الكبد ومة إِلَى الثنة والمثانة حَتَّى أَنه رُبمَا بلغ الإحليل وَإِن كَانَ الورم فِي الْكُلية الْيُمْنَى فَإِن الوجع يكون فِي نَاحيَة الكبد لِأَنَّهَا أرفع من الْيُسْرَى وَهِي تماس الكبد وَإِن ورمت الْيُسْرَى كَانَ الوجع إِلَى أَسْفَل والأعضاء السُّفْلى أميل وَإِن ورمتا جَمِيعًا ورمت لورمها جَمِيع المثانة وامتد الوجع إِلَى الإحليل وتألم مَعَه الْأَوْرَاك وتبرد الْأَطْرَاف وخاصة من الرجل وَيكون الْبَوْل فِي الِابْتِدَاء مائياً ثمَّ يحمر بِآخِرهِ لِأَن الصلابة تسرع إِلَى أورام الكلى)

فَمِنْهَا مَا لَا يبرأ

 

(3/262)

 

 

الْبَتَّةَ بل تطول مدَّته حَتَّى ينتهك الْجِسْم وتدق الْأَوْرَاك وتبرد الْأَطْرَاف وتهزل وتذوب الإلية وتضعف السَّاق جدا هَذَا إِذا ثَبت الورم وَلم يجمع فَإِن هُوَ جمع فَإنَّا نذْكر أخيراً وَأما الأورام الْحَادِثَة فِي المثانة فَإِنَّهُ يكون مَعهَا ورم فِي الْعَانَة والدرور وانتفاخ الثنة وتلهب شَدِيد وقيء مري وعسر الْبَوْل والربو وعطش قوي وتبرد الْأَطْرَاف وَلَا تسخن إِلَّا بِجهْد وَقد يعرض للشباب والغلمان وَقت نَبَات الْعَانَة وَقَبله بِقَلِيل وَيكون مَعَ ورم المثانة حمى وصداع وسهر وَحُمرَة الْعين وَالْوَجْه والشخوص والتأذي بِكُل حريف غذَاء كَانَ أَو دَوَاء وَكَذَلِكَ فِي الكلى فِي جَمِيع الْمَادَّة فِي الكلى فِي هَذِه النواحي وتعرف ذَلِك من انتفاخ الْمَوَاضِع الخالية وأوجاع فِي الْقطن وَإِذا اضْطجع العليل على جَانب أحس فِي الْجَانِب الْأَلَم بثقل مُعَلّق مِنْهُ وَيكون مَعَ ذَلِك حمى مختلطة لَا نظام لَهَا ونافض وتلهب شَدِيد بعده وَبَوْل نَارِي فَإِذا انفجرت الْمدَّة نقصت هَذِه الْأَعْرَاض وخاصة إِن كَانَ حَال الْخراج حَالا حميدا وَيعرف حَمده ورداءته من أَن تكون الْمدَّة بَيْضَاء نقية متوسطة فِي الرقة والغلظة غير مُنْتِنَة فَإِذا كَانَ ميل الْمدَّة إِلَى المثانة فَهُوَ أَجود وَإِن كَانَ نَحْو الأمعاء فَهُوَ أردى وأشر من هَذِه أَن تلبث الْمدَّة فِي الكلى فَلَا تنْحَل عَنْهَا وَيحْتَاج أَن يعان ببط أَو كي فاحتل بِكُل حِيلَة إِن كَانَ الْخراج لَيْسَ بِموضع أَن ينْحل بِأَن تنضجه بالتكميد الدَّائِم والأضمدة المتخذة من دَقِيق الْحِنْطَة والتين بِمَاء الْعَسَل وَمَتى احتجت تقويته فاخلط فِيهِ أصُول السوسن والمازريون واسق من دَاخل الْأَدْوِيَة الحارة المدرة للبول كالوج وَحب الْفَقْد فَإِن هَذِه تعين على النضج وتنقى هَذِه الْأَعْضَاء بالبول فَإِن لم تدر المدرة فِي الْبَوْل وَاسْتعْمل الحقن الحارة وَلَا تفتر عَن التكميد والضماد فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا تلهب فَلَا تسْتَعْمل الحارة بل اللينة مِنْهَا وَكَذَلِكَ فِي الحقن فَاسْتعْمل اللَّبن وَمَاء الشّعير والبزور والآبزن فَإِن بقيت الْمدَّة فأسرع فِيهَا بِلَحْم الْجرْح فَإنَّك مَتى غفلت عَنهُ لم يبرأ الْبَتَّةَ. لى اسْقِهِ الطين الأرميني والرومي والكهرباء والأفيون والجلنار والصمغ وضمد بالقوابض وَاجعَل القوابض مجففاً ودع الشَّرَاب مَا أمكنك وحض على أَقَله فَإِن هَذَا تَدْبِير إلحام القرحة وَمَتى طبخت اللَّبن حَتَّى تفنى مائيته ثمَّ جعلت فِيهِ طيناً أرمينياً وَنَحْو ذَلِك وسقيته كَانَ جيدا وَإِن كَانَ فِي المثانة فزرق فِيهَا مَا تحْتَاج إِلَيْهِ.

قَالَ: القروح فِي آلَات الْبَوْل إِمَّا فِي الكلى وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل أَو فِي المثانة أَو الْقَضِيب ويلزمها بَوْل الدَّم والمدة وَإِن كَانَت فِي الكلى كَانَ الوجع من خلف فِي الْقطن وَإِن كَانَت فِي المثانة فَفِي)

الثنة من قُدَّام وَإِن كَانَت فِي مجاري الْبَوْل أحس بالوجع فِي الْوسط وَإِن بَال العليل عسر الْبَوْل مَعَ ذَلِك وتقطيره فَإِن القرحة فِي المثانة وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل وَإِذا جرى بسهولة فالقرحة فِي الكلى وَإِن كَانَ الْبَوْل غليظاً أَو متوسطاً فِي الغلظ وَإِن كَانَت القرحة فِي المثانة كَانَ الْبَوْل منتناً وَكَانَت فِيهِ قشور وَإِن كَانَ فِي المجاري كَانَت

 

(3/263)

 

 

القشور وَلم يكن النتن وَإِذا كَانَت القرحة فِي المثانة كَانَ الوجع أَشد حسا أَو فِي الكلى يكون الوجع أقل لِأَن حسها ضَعِيف ومجاري الْبَوْل متوسطة والأوجاع فِي المثانة لَهَا قُوَّة شَدِيدَة وتمدد. وَالَّتِي فِي الكلى لَيست لَهَا شدَّة وجع بل ثقل وأوجاع مجاري الْبَوْل تشبه أوجاع المثانة والأوجاع الْحَادِثَة فِي هَذِه أجمع إِذا كَانَت متقرحة فَهِيَ أقل مِنْهَا إِذا كَانَت وارمة لم تنضج وَإِذا كَانَ بَوْل الدَّم بعد ضَرْبَة فَلَا تشك أَنَّك أصبت السَّبَب وَهُوَ انصداع عرق وَحِينَئِذٍ تعلم مَوْضِعه بِكَثْرَة الدَّم فَإِنَّهُ إِن كَانَ كثيرا دلّ على أَنه فِي الْأَعْضَاء الْعلي ويحس الوجع أَيْضا فِي مَوضِع الضَّرْبَة وَمَتى كَانَت الْمدَّة شَدِيدَة الِاخْتِلَاط مَعَ الْبَوْل جدا فَإِن ذَلِك إِمَّا أَن يكون مِمَّا فَوق الكلى فَإِن جرت الْمدَّة بِلَا بَوْل فَإِن القرحة إِمَّا فِي الْقَضِيب وَإِمَّا بِالْقربِ فَهُوَ فِي المثانة وَانْظُر حِينَئِذٍ فِي مَوضِع الوجع وقروح الكلى تَبرأ بِسُرْعَة بِالْإِضَافَة إِلَى قُرُوح المثانة لِأَنَّهَا لحمية والمثانة عصبية وَلِأَن المثانة يقرعها الْبَوْل خلاف قرعه للكلى لِأَنَّهُ يجمع إِلَى الكلى قَلِيلا قَلِيلا وَلَيْسَ بعد بفاسد حريف.

3 - (علاج القروح)

فِي هَذِه: الْوَاجِب تنقية القرحة أَولا بالأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل وتنقي الْمدَّة والقيح كَمَاء الْعَسَل والبزور ثمَّ تعود بعد ذَلِك إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة. وَإِن كَانَت الْمدَّة أعْسر احتجت إِلَى أصل السوسن مغلي بِمَاء الْعَسَل وبطراساليون وفراسيون وزوفا وَدون هَذِه طبيخ عابجون مَعَ مَاء الْعَسَل وَاسْتِعْمَال الأضمدة من خَارج بِمَا يمْنَع العفن ويوسع القرحة كدقيق الكرسنة مطبوخاً بِالشرابِ أَو تَأْخُذ وردا يَابسا وعدساً وَحب الآس فضمد بِهِ فَإِن هَذِه تمنع من عفن القرحة وتوسعها فَإِذا نقيت فَعَلَيْك بالقابضة المغرية والنضوج وَاجعَل الْغذَاء لُحُوم الطُّيُور الجبلية إِن أكل ذَلِك لضَعْفه والأجود أَلا يَأْكُل ذَلِك إِن احْتمل وَإِيَّاك السمين والأمراق بل اللَّحْم المهزول الْأَحْمَر شداً واعط الأحساء المدرة للبول مثل الحساء الَّتِي يتَّخذ من مَاء الشّعير وَالسكر وشحم الدَّجَاج فَإِن هَذِه تنقى وتسكن الوجع واللذع والحرقة فَإِن كَانَ الَّذِي يبرز من القرحة منتناً لذاعاً أسود والعليل قَلِيل الِاحْتِمَال لَهُ فَذَلِك دَلِيل على رداءة القرحة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا ينقى ويجفف بِقُوَّة لِئَلَّا يتأكل فأعطه كرسنة مَعَ شراب حُلْو وضمد بدقيق الكرسنة مطبوخاً بشراب واحقنه أَيْضا بِهَذِهِ وَإِذا أردْت إدمال الْقرح فمل إِلَى القابضة وَاجعَل شرابهم رب الحصرم وأعطهم لحية التيس والطين الْمَخْتُوم والأرميني واخلط بهَا مَا يغري كَا لنشا والكثيراء وَبَعض البزور كبزر الْبِطِّيخ وبزر الكرفس أَيْضا كي يصل ويغوص وقشور اليبروج والأفيون وبزر البنج جيد لهَؤُلَاء خَاصَّة إِن كَانَت مَادَّة هُوَ ذَا ينصب إِلَى القروح أَو كَانَ الوجع شَدِيدا واخلط بهَا بعض الْأَدْوِيَة الحارة المدرة للبول لكَي ينبعث سَرِيعا بسهولة إِلَى مَوضِع الْأَلَم كبزر الكرفس الْجبلي وَغَيرهَا وَمن أفاضل هَذِه الْأَدْوِيَة أَقْرَاص الكاكنج وَهَذَا الدَّوَاء: بزر بطيخ بزر خِيَار بزر قرع حُلْو مقشر وخشخاش وصمغ اللوز ونشا وكثيراء وبزر الخطمى وبزر الرجلة وبزر الخبازى وَلَك مغسول

 

(3/264)

 

 

وراوند صيني خَمْسَة خَمْسَة طين مختوم عشرَة لب الصنوبر الْكِبَار المقشر وبزر الكاكنج الْجبلي ثَلَاثَة عصارة السوس وسكر طبرزه وبزر قطونا عشرُون عشرُون الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بجلاب أَو ميبختج وَأفضل مَا يشرب لبن الأتن وَإِن كَانَت القروح فِي الإحليل والمثانة فاحقنه بِمَاء لِسَان الْحمل ودهن بنفسج أَو شياف أَبيض وَلبن جَارِيَة أَو دَقِيق ببياض الْبيض ومرهم الأسفيذاج أَو احقنه بشاذنة واسفيذاج ومرتك ومرفا ونورة مغسولة أَيهَا شِئْت وَإِن كَانَت رَدِيئَة عفنة فاحقنه بأقراص قرطاس المحرق فَإِذا تنقى فعد إِلَى القابضة)

المغرية.

وَمَتى انْبَعَثَ من المثانة دم فاحقنه بطبيخ السلق والورد وَمَاء الرجلة والطين الْمَخْتُوم وطراثيث وَنَحْو ذَلِك بِمَا يلزق ويلحم الْجرْح سَرِيعا وَاجعَل مَعَه أفيوناً وَأَجْلسهُ فِي طبيخ جوز السرو والعفص وَنَحْوهَا وضمد الثنة بِمثل هَذِه أَو خُذ جلناراً وقاقياً فاسحقه بِمَاء صمغ واطل الثنة والدرادر وَأعد عَلَيْهِ الطلي مَرَّات حَتَّى يقوى ويخف عَنهُ فَإِنَّهُ نَافِع جدا فَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ فاجعله بالقيء لَا بالإسهال لَكِن اجْعَل أغذيتهم بِمَا يلين الطبيعة فَقَط وأظن أَن اسْتِعْمَال الْقَيْء دَائِما لَا يحْتَاج مَعَه شَيْء آخر فِي علاج قُرُوح الكلى وأوجاعها وَاحْذَرْ الحركات القوية فَإِنَّهَا تمنع اندمال القروح وَاحْذَرْ الْحمام جدا فَإِنَّهُ ضار لأوجاع الكليتين وقروحها وَإِذا سكنت عَنْهُم الْحمى فأعطهم حينئذٍ لحم الدَّجَاج والجداء وأعطهم الفستق واللوز وَاحْذَرْ التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء للقروح فِي هَذِه الْأَعْضَاء وأعطهم السفرجل والزعرور وَهَذِه جملَة قُرُوح أَعْضَاء الْبَوْل. قَالَ: لَيْسَ أشرف مِمَّا عولج بِهِ القروح فِي أَعْضَاء الْبَوْل وأظهرها نفعا كاللبن الرَّقِيق وَمثل لبن الماعز وَلبن الأتن فَإِن هَذِه تنقي الْبَوْل تنقية كَامِلَة ويسهل اندماله ويعدل الفضول المنصبة إِلَيْهَا وَإِن كَانَ الْجِسْم مَعَ ذَلِك مُحْتَاجا إِلَى تغذية وتسمين فَاسق لبن الْبَقر فَإِنَّهُ مَعَ تسكين الحدة يعدل ويخصب وينعش العليل فَإِذا سقيت اللَّبن فَلَا تعد دون أَن ينهضم وَلَا تسق إِلَّا والجسم نقي وَيكون من أَربع أَوَاقٍ إِلَى تسع أَكْثَره وصير مَعَه حينا من البزور مَا ينقي وحيناً مَا يدر وَاجعَل مَعَه الْأَشْيَاء الملطفة لتوصله كالكرفس وَنَحْوه وَمَتى أَبْطَأَ اللَّبن فِي الْمعدة فَاجْعَلْ مَعَه شَيْئا من ملح. 3 (الورم الصلب فِي الكلى) مَتى حدث فِي الكلى ورم صلب متحجر لم يحدث مَعَه وجع بل يحس العليل كَأَن ثقلاً مُعَلّقا فِي قطنه وَيتبع ذَلِك ضعف السَّاق وخدر الورك وَيكون الْبَوْل قَلِيلا أَبيض من أجل شدَّة ضيق الأوعية وَيحدث لذَلِك استسقاء لِأَن مائية الدَّم ترجع إِلَى الْجِسْم فعالج هَؤُلَاءِ بالملينة والمحللة والتكميد والتمريخ والحقن الملينة والأدوية الساكنة المدرة للبول إدراراً سهلاً فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يُمكن أَن يتَخَلَّص من الإستسقاء.

ابْن ماسويه: لبرد الكلى يحقن بدهن جوز أَو دهن البطم أَو دهن الإلية أَيهَا شِئْت الْأَدْوِيَة المقوية للمعدة تقَوِّي الكلى والمثانة مَتى ضمدت بِهِ. قَالَ: وَإِيَّاك وَحبس بَوْل الدَّم. لى هَذَا إِنَّمَا يحس فِي أول الْأَمر حَيْثُ تكون الْمَادَّة قَوِيَّة فَحِينَئِذٍ افصد وعالج لقطع

 

(3/265)

 

 

الْمَادَّة فَأَما إِذا قلت الْمَادَّة وَذهب الإبتداء فَاسْتعْمل القابضة. قَالَ: وَإِن حقنت صَاحب وجع المثانة بدهن الْخلّ سكن وَجَعه على الْمَكَان وَإِن حقنت بِهِ سكن وجع الكلى.

روفس فِي كِتَابه لوجع الكلى: مِمَّا يسكن حرقة الْبَوْل: مرق الدَّجَاج السمين والحسو الفاتر بِاللَّبنِ وَاللَّبن نَفسه والبقلة اليمانية والسرمق والهليون والقرع والخس والسمك الصخري وَمَاء الشّعير.

قَالَ: والتين رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة لِأَنَّهُ ينزل بولاً حريفاً حامضاً والكمون الَّذِي يشبه بزر الشونيز نَافِع جدا لمن يَبُول علق الدَّم. وَيجب أَن يشرب بعد بزر الكرفس الكارباء فَإِنَّهُ يقطع بَوْل الدَّم من الكلى.

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الدَّم من الكلى والمثانة إِذا انتقدت شرب مِنْهَا مِثْقَال بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الكرفس أَو قردمانا وزن مِثْقَال بِمَاء حَار أَو عود الفاوينا وزن دِرْهَمَيْنِ أَو حبه أَو عوده مَتى طبخ بِالْمَاءِ وَحب البلسان دِرْهَمَانِ وأظفار الطّيب بِمَاء حَار هُوَ مثل ذَلِك وانفحة الأرنب أَو كندر الْحمار أَو غاريقون أَو ساساليوس أَو مرَارَة السلحفات الْبَريَّة والزراوند الطَّوِيل زنة مِثْقَال وَمن الحلتيت نصف مِثْقَال وأطعمه مَاء حمص فَقَط.

أركاغانيس إِن حدث بَوْل الدَّم من ضَرْبَة على الظّهْر فَذَلِك لِأَن عرقاً فِي الكلى تصدع فافصده أَولا وضمد الظّهْر بأدوية مبردة قَوِيَّة كأضمدة الْمعدة.

الْعِلَل والأعراض: إِذا حدث الذوبان فِي الأخلاط مَالَتْ نَحْو الكلى فَإِن الْبَوْل يكون صديدياً. لى يتَقَدَّم هَذَا مايوجب ذوبان الأخلاط كالحميات المحرقة والتعب وَنَحْو ذَلِك.)

الْأَعْضَاء الألمة: بَوْل الدَّم يكون إِمَّا لانتفاخ فَم عرق أَو تَأْكُله وَإِمَّا لخرق عرق وَإِمَّا لضعف الْمُغيرَة فِي الكلى. لى هَذَا إِذا كَانَ فِي الكلى ويستدل على التأكل بالمدة وقشور القرحة وعَلى الْخرق بِأَن يتقدمه ضَرْبَة وعَلى الانتفاخ فَإِنَّهُ لاوجع مَعَه. لى وَهَذَا قانون فِي المثانة وَنَفث الدَّم.

مَجْهُول: إِذا كَانَت القرحة فِي مجاري الْبَوْل كَانَ الْقَيْح شَدِيد الِاخْتِلَاط بالبول وَكَانَ الوجع فَوق وَلم يَجِيء قيح إِلَّا مَعَ بَوْل وَإِذا كَانَت فِي المثانة كَانَ الوجع أَسْفَل وَكَانَ الِاخْتِلَاط دون ذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الْقَضِيب جَاءَ الْقَيْح بعد الْبَوْل وَقبل أَوْقَات الْبَوْل.

الْأَعْضَاء الألمة: الْخراج الَّذِي ينفجر ويبال مِنْهُ الْمدَّة إِن كَانَ فِي المثانة كَانَ الوجع فِيهَا وَخرج الْبَوْل لَا تخالطه الْمدَّة ورسب فِي أَسْفَله ثفل شَبيه بالصفائح وَإِن انفجر فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن وَخرج مَعَه فتات من اللَّحْم وَإِن كَانَ الْخراج إِنَّمَا انفجر فِي الْجَانِب المحدب من الكبد كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن وجع قبل خُرُوج الْبَوْل المرى وَإِن انفجر فِي الصَّدْر وَلم يكن الْبَوْل كدراً وَقد تستفرغ الْمدَّة من الرئة فِي بعض الْأَوْقَات

 

(3/266)

 

 

وطريقها هُوَ الْعرق الضَّارِب الْأَعْظَم وَفِي بعض الْأَوْقَات بالبراز وَطَرِيقه الْعرق الأجوف.

الْيَهُودِيّ. قَالَ: اسْقِ من جمود الدَّم فِي المثانة بزر القثاء ودهن القرع الحلو بالسكنجبين واسق انفحة أرنب ورماد شبث بسكنجبين أَو صب دهن لوز على مَا فِي طبيخ بابونج واسقه وَإِذا كَانَ العليل سَاعَة يجد الوجع تخرج مِنْهُ الْمدَّة فَإِنَّهَا تَجِيء من الْقَضِيب وَإِذا كَانَ يَجِيء بعد الوجع بساعة جَيِّدَة فالوجع قوي فَاسْتعْمل فِيهِ قوانين قُرُوح الأمعاء وَمَتى كَانَت القرحة فِي الاحليل لم تختلط الْمدَّة بالبول لَكِن تخرج الْمدَّة أَولا ثمَّ يتبعهَا الْبَوْل وَإِذا كَانَ فَوق فعلى قدر اخْتِلَاطه بعده وتعرف ذَلِك أَيْضا من مَوضِع الوجع وَمن سرعَة الْخُرُوج بعد الوجع أَو بطئه.

الْفُصُول: إِذا كَانَت قرحَة فِي الكلى والمثانة ثمَّ كَانَت مِنْهَا فِي مَوضِع عرق ذِي قدر وخاصةً مَعَ تَأْكُل فَإِنَّهُ يتبعهُ بَوْل مُدَّة وَحدهَا وَقد تبال الْمدَّة وَالدَّم من مجْرى الْبَوْل وَهَذَانِ المجريان متوسطان بَين الكلى والمثانة وَأكْثر مَا تعرض القرحة فِي هذَيْن المجريين بِسَبَب حجر يمر فِيهَا من الكلى فيسحجها وَأما القروح الَّتِي تكون فِي نفس الاحليل فقد يخرج مِنْهَا الدَّم والقيح من غير بَوْله دم وَرُبمَا خرجت الْمدَّة مَعَ الْبَوْل عِنْد انفجار خراج فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي فِي أعالي الكلى والمثانة فقد يُمكن مَتى انفجر خراج إِلَى نَاحيَة آلَات الْبَوْل أَن يَبُول صَاحبه مِنْهُ مُدَّة يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَأَما مَتى دَامَ الْبَوْل أَيَّامًا كَثِيرَة أَو شهرا فَإِن ذَلِك يدل على قرحَة فِي الكلى أَو فِي المثانة)

ويميز فِي أَي مَوضِع القرحة مِمَّا يخرج من آلَات الْبَوْل. الميامر قَالَ: لمن يَبُول الدَّم: شب يماني مِثْقَال كثيراء مثقالان صمغ سدس مِثْقَال يسقى بشراب حُلْو. مسَائِل حنين فِي بَوْل الْمدَّة الَّتِي تجْرِي من الكلى والمثانة تزمن مُدَّة طَوِيلَة وَمَتى تَجِيء من فَوق تَجِيء يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وَالَّذِي يَبُول الْقَيْح إِن كَانَ قد وجد قبل ذَلِك وجعاً فِي قطنه وَكَانَ يُصِيبهُ مَعَ ذَلِك قشعريرة على غير نظام فِي بعض الْأَوْقَات ونافض يسير مَعَ حمى فَإِن ذَلِك من خراج انفجر فِي كلاه وَإِذا كَانَ الوجع فِي نَاحيَة المثانة قبل أَن يَبُول الْقَيْح فالخراج الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الْقَيْح الْآن كَانَ فِي المثانة وَإِذا كَانَ الوجع قبله فِي الْحجاب والصدر فِي أَي مَوضِع كَانَ أَو فِي نَاحيَة الكبد فَفِيهِ خراج وَيضم إِلَى ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل الَّتِي تخص الخراجات فِي هَذِه الْأَعْضَاء وَقد يدلك أَيْضا اخْتِلَاط الْقَيْح بالبول فَإِنَّهُ إِن كَانَ شَدِيد الإختلاط كَأَنَّهُ مَضْرُوب فَإِنَّهُ يَجِيء من الْأَعْلَى وَإِذا كَانَ أَيْضا قَلِيل الِاخْتِلَاط أَو ممتداً فِي نواحيه فَإِنَّهُ من أَسْفَل على مِثَال مَا ذكرنَا فِي الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرج الْقَيْح وَحده من غير بَوْل فَإِن ذَلِك يدل دلَالَة صَحِيحَة على أَن مخرجه من المثانة أَو دونهَا وَأما الْقَيْح الْمُخْتَلط بالبول اختلاطاً شَدِيدا فَهُوَ يَجِيء من فَوق نَاحيَة الكبد والحجاب وَأما الْمُتَوَسّط الِاخْتِلَاط فَمن الكلى ويستدل بِشَيْء آخر إِن خرج مَعَ ذَلِك مثل لحم أَو قشرة مِمَّا تعرف بِهِ خُصُوصِيَّة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ يخرج يسْتَدلّ على أَن الْخراج فِيهِ وَذَلِكَ أَن القشور الَّتِي تتقشر وَتخرج من

 

(3/267)

 

 

المثانة دقاق صفائحية وَالْأُخْرَى الَّتِي تخرج من الكلى عميقة لحمية قَالَ: والجانب المحدب من الكبد والأعضاء الَّتِي فَوْقهَا تتنقى بالبول وَأما الْجَانِب المقعر من الكبد والأمعاء والمعدة وَالطحَال فَإِنَّهَا تتنقى بالبراز والصدر بالسعال وَهَذِه طرقها الْمَعْرُوفَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة لَهَا طرق بِخِلَاف الْعلَّة لَا يصدق الْأَطِبَّاء بهَا مثل إِذا كَانَ يستنقى الصَّدْر فِي الْغَائِط والمواضع الَّتِي دون الْحجاب بالبول وَقد رَأَيْت خراجاً كَانَ فِي الرئة استنقى من مدَّته بالبول وخراجاً كَانَ فِي الصَّدْر تنقى من مدَّته بالغائط قَالَ: وقيء الْقَيْح من الرئة إِلَى الكليتين لَيْسَ فِيهِ شكّ وَلَا ريب أصلا وَذَلِكَ كَمَا أَنه يلين الكلى شعب من الْعرق الأجوف كَذَلِك تجيئها شعب من الْعرق الْأَعْظَم الضَّارِب إِلَّا أَن هَذَا يكون قَلِيلا يسْبق نُفُوذه فِي إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة إِلَّا أَنه قد يكون فِي الندرة استفراغ الْمدَّة المتولدة فِي الرئة بالبول وَأما السَّبَب فِي استفراغ مَا فِي الرئة بالغائط فَإِنَّهُ يظْهر فِي التشريح مرّة فِي الْحِين وَذَلِكَ أَن بعض الْأَبدَان قد يُوجد الْعرق الأجوف مُشْتَركا مَعَ الْعرق الشبيه بساق الشَّجَرَة مواصلاً لَهُ بعرق آخر متوسط)

بَينهمَا وَلذَلِك قد يُمكن أَن يكون الْقَيْح يجْرِي مِمَّا فَوق الْحجاب إِلَى الْقلب وَيخرج بالغائط وَأَن يكون الْقَيْح الَّذِي أَسْفَل الْحجاب يمر إِلَى الكلى وَيصير بعد إِلَى المثانة وَلَكِن لِأَن هَذِه الهيئات فِي أبدان قَليلَة جدا إِنَّمَا يكون ذَلِك فِي الندرة وَقد يعرض من جمود الدَّم فِي المثانة صفرَة اللَّوْن وَصغر النبض والغشى وَلَكِن أدل دَلِيل على ذَلِك احتباس الْبَوْل بعقب بَوْل الدَّم. قَالَ: وَأَنا أشفي من هَذِه حَالَة الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى وَاجعَل شرابه السكنجين وَقد عَالَجت مِنْهُم كثيرا وخذها من بَابه فِي الْبَاب الَّذِي يحل الدَّم الجامد فِي الْمعدة واقعده فِي آبزن قد طبخ فِيهِ تِلْكَ الحشايش وازرق فِي مثانته من طبيخها وادهن خَارِجهَا بدهنه وَحمله مِنْهَا وَمن الدّهن بقطنة فِي معدته. قَالَ القرحة تحدث فِي الإحليل فعلامتها وجع يكون فِيهِ شَيْء يخرج فِي الْبَوْل من الْأَشْيَاء الْمَانِعَة للقرحة وَهَذِه يكون خُرُوجهَا قبل الْبَوْل فَأَما الَّتِي من المثانة فَإِنَّهُ يكون مخالطاً للبول مَعَ أَن القروح الَّتِي تكون فِي الإحليل تلذع لذعاً شَدِيدا عِنْد خُرُوج الْبَوْل لاسيما إِذا كَانَت نقية وتقشرت مِنْهَا القشرة. ثَمَرَة الآس وَهُوَ حبه يُؤْكَل رطبا ويابساً لحرقة المثانة وعصارته ذكر أَنَّهَا تفعل ذَلِك. وَقرن الايل المحرق مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء منع وجع المثانة فِيمَا قَالَ وَقَالَ: الرجلة تذْهب لذع المثانة. الْبَيْضَة إِذا جعلت فِي حد مَا يتحسى نَفَعت من خشونة المثانة وملاستها. بولس: يجب أَن يتحسى صفرَة الْبيض مَعَ دهن لوز حُلْو بِلَا ملح. إِذا قشرت الْبَيْضَة وتحسيت نَفَعت من قرحَة المثانة جدا. الجوشير يذهب بجرب المثانة والزبد نَافِع من الورم فِي المثانة أَو الحرقة إِذا احتقن بِهِ.

اسْتِخْرَاج: الكاربا يقطع بَوْل الدَّم. الحندقوقا الْبري مَتى انْعمْ دقه وَشرب بشراب إِمَّا وَحده

 

(3/268)

 

 

وَإِمَّا مَعَ مَاء وَمَاء خِيَار نفع من أوجاع المثانة. الحمص الْأسود ينقي المثانة وخاصة مَتى طبخ مَعَ فجل وكرفس وصب عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَشرب بزر المقرونس جيد لأوجاع المثانة وَاللَّبن جيد لقروحها وجراحها وَقَالَ: ورق لِسَان الْحمل يشرب لوجع المثانة. وَقَالَ: المر مَتى شرب بعد سحقه بِمَاء يسكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي المثانة. الناردين القفليطي مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من أوجاع المثانة. وقشر الكهرباء نَافِع لوجع المثانة. وَقَالَ: أصل النيلوفر يضمد بِهِ لوجع المثانة وَقَالَ: دهن السفرجل يقمع حرقة الْبَوْل إِذا حقن بِهِ الذّكر. ورق السذاب والسرو إِذا شرب مسحوقاً بطلاء نفع المثانة الَّتِي تصل إِلَيْهَا الفضول.

السكر الَّذِي يجمد على الْقصب مثل الْملح نَافِع لوجع المثانة. وَقَالَ: قصب السكر مَتى مص)

يذهب بحرقة المثانة.

وَقَالَ: قصب السكر مَتى مص يذهب بحرقة المثانة. ابْن ماسويه: عصارة السوس نافعة لوجع المثانة ج ورد إِن رب السوس وعصارته تجْلِس الحشكريشة فِي المثانة وَلحم الذبيب إِذا أكل نفع من وجع المثانة. وَقَالَ حب الصنوبر مَتى شرب ببزر قثاء نفع من وجع المثانة. ابْن ماسويه: الْعنَّاب نَافِع من وجع المثانة وَقَالَ: الكاكنج يسْتَعْمل فِي أدوية المثانة. الفجل جلاء لما فِي المثانة.

حب الصنوبر الْكِبَار جلاء للخلط اللزج فِي المثانة وقروحها.

ابْن ماسويه: وَمن الْقَيْح فِيهَا أَن يسحق بغطائه وَيشْرب مَعَ شَيْء من المر أَبْرَأ وجع المثانة.

الكثيراء مَتى انقع فِي ميبختج وَشرب نفع من حرقة المثانة. وَقَالَ: القثاء يُوَافق المثانة.

بزر القثاء إِذا شرب بِلَبن أَو بطلا نفع لقرحة المثانة. وَقَالَ: الراوند مَتى شرب نفع من وجع الكلى. الرازيانج ينقي المثانة. ابْن ماسوية: التِّين الْيَابِس جيد للمثانة يجلوها وَيخرج مَا فِيهَا من الفضول. يُقَال إِن ورق ذَنْب الْخَيل قد الحم جِرَاحَة وَقعت بالمثانة طبيخ أصل الثيل نَافِع من قُرُوح المثانة. وطبيخ ورق الْغَار إِذا جلس فِيهِ نفع أمراض المثانة وَقَالَ: الْخِيَار نَافِع للمثانة وَقَالَ: بزر الْخِيَار البستاني مَتى طبخ مَعَ بزر الحندقوقا البرى وَشرب بشراب سكن أوجاع المثانة.

ابْن ماسوية: بذر الخيارونباته أجمع نَافِع مَحْمُود للمثانة من الخشونة الْحَادِثَة فِيهَا وَإِن طبخت الملوكية بدهن ورد وضمد بِهِ الورم الْحَادِث فِي المثانة نفع. وَله فِي الْكَامِل الْأَدْوِيَة المنقية للمثانة والمحللة للسدد الْعَارِضَة. طبيخ الأسارون وطبيخ الوج ودهن الأقحوان وَحب العرعر واللوز المر إِذا شرب من كل وَاحِد مِنْهَا مثقالان بعد دقها ونخلها بِمَاء أصل الخطمى أَو مَاء اصل كزبرة الْبِئْر جلاء مَا فِي المثانة وَكَذَلِكَ يفعل خرؤ الديك إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء ورق الفجل وَكَذَلِكَ يفعل بذر القطف وعنب الثَّعْلَب وطبيخ البرنجاسف إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أوراق وبذر القطف مَعَ بذر القيصوم والزراوند الطَّوِيل والمدحرج إِذا شرب من كل وَاحِد من هذَيْن مثقالان بعد سحقهما ونخلهما بِمَاء المكرفس وبماء الرازيانج وَمَاء الفجل قدر ثَلَاث أوراق وَمَاء الرجلة إِذا شرب مِنْهَا أوقيتان مَعَ مَاء

 

(3/269)

 

 

الأفسنتين وَمَاء الأبهل وَكَذَلِكَ يفعل حب البلسان ومقل الْيَهُودِيّ وَحب البان وبذر الفنجنكشت وهزار جشان وفاشرشنين وأصل السوس والفوذتج الْبري وَحب الفاوينا)

ومشكطرامشير من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بعد السحق وَالنَّخْل وَيشْرب بِمَاء الكرفس يفعل مَا ذكرنَا وَكَذَلِكَ يفعل طبيخ الأفسنتين إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار أوقيتين أَو ثَلَاث أَوَاقٍ وطبيخ فوة الصباغين وَمَاء النمام وَمَاء الفوذنج النَّهْرِي وَمَاء النعنع المدقوق المعصور مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فعل مَا وصفناه ونقى المثانة وَالَّذِي ينفع للريح الغليظة فِي المثانة: جوز السرو مِثْقَال بِمَاء حَار وَمن بذر الكاكنج مِقْدَار دِرْهَمَيْنِ وَمِمَّا ينفع حرقة المثانة: التِّين وطبحنية وَرب السوس وصمغ اللوز والكثيراء والأطرية وَالْخيَار والقطف والبقلة اليمانية وَالرُّمَّان الحلو والبنفسج وَنَحْوهَا.

اسْتِخْرَاج: وَتَنْفَع هَذِه الكلى فِي وَقت هيجان الْعلَّة وينفع من القرحة فِي المثانة: رب السوس وَأَصله وصمغ اللوز الحلو وبزر الْخِيَار والخطمى والنشا والجوشير إِذا كَانَت الْعلَّة من رُطُوبَة.

ابْن ماسوية قَالَ روفس: الْخراج الْحَادِث فِي المثانة لَا يكَاد يبرأ. للحرقة الْحَادِثَة فِي الْقَضِيب والمثانة: رغوة الْبذر قطونا رغوة حب الْخِيَار والسفرجل لبن جَارِيَة وشياف أَبيض يحقن بِهِ ويحقن بِلَبن أَو بَيَاض بيض ودهن ورد بمحقنة الأحليل وَقد يحقن أَيْضا بِشَيْء من المخدرات وَإِذا كَانَ فِي الأحليل خراج دَاخِلا فَأحرق الأسرب بالكندر وَاسْتَعْملهُ فِيهِ فَإِنَّهُ نَافِع وَمن بَال قَيْحا وَمُدَّة فليسق أَقْرَاص الكاكنج إِذا كَانَت علته قد غلظت فَأَما إِن كَانَت قشرته مبتدئة فينفعه البذور نَحْو بذر الْكَتَّان وبذر القثاء والخشخاش الْأَبْيَض والكثيراء والنشا يقرص ويسقى لماء بَارِد لحرفة الأحليل من تذكرة عَبدُوس: رغوة بذر قطونا بذر خطمي بذر سفرجل صنع عَرَبِيّ اسفيذاج بَيَاض بيض طري وَلبن النِّسَاء يزرق فِيهِ. لورم المثانة يحقن بِلَبن حلتيت وشحم بط وَمَاء الثَّعْلَب وَنَحْوه.

الْأَعْضَاء الألمة: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا من حِدة الأخلاط وَإِمَّا من قرحَة حدثت من حِدة الْبَوْل وَإِمَّا من ضعف الْقُوَّة الماسكة وحدة الأخلاط تكون إِمَّا من أجل الكلى وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من أجل الْعُرُوق. إِذا دفعت إِلَى المثانة خلطاً حاداً أَو مُدَّة والقرحة الْحَادِثَة عَن حِدة الْبَوْل تعرف من أَن يكون فِي الْبَوْل شَبيه بالصفائح وَضعف الْقُوَّة الدافعة إِمَّا لأجل ورم وَإِمَّا لسوء مزاج بَارِد.

الْيَهُودِيّ: الدَّلِيل على ورم المثانة رَاحَة العليل إِلَى الكماد. قَالَ: وَقد يعرض مَعَ ورمها أَو الوجع فِيهَا حمى وسهر وعطش وهذيان وقيء الْمرة وَأسر الْبَوْل فَإِذا ظَهرت هَذِه مَعَ أسر الْبَوْل)

والمثانة ألمة فَمَتَى أمكن فاقصد الباسليق والصافن وكمده بِمَاء البابونج والشبث والخطمى والحلبة والكرنب واحقنه بحقنة لينَة فَإِنَّهُ يبرد الورم يتَّخذ من لبن النِّسَاء

 

(3/270)

 

 

أَو شَحم البط وَإِن كَانَ يخرج من المثانة دم صَاف فاحقنها بِبَعْض الْمِيَاه القابضة والمغرية وضمدها بِهِ وأمل التَّدْبِير إِلَيْهِ بالسقي والضماد وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه وَإِن كَانَ فِيهَا قرح مزمن فاحقن بأقراص القرطاس المحرق وَإِن كَانَت قرحَة وبثرة غير مزمنة فاحقن بِاللَّبنِ وَمَاء الشّعير وَمَا يسكن وشياف أَبيض فَإِذا عرض فِي المثانة الْفساد من برد فاحقن بالأدهان بذر القثاء والبطيخ ودهن القرع وشحوم الدَّجَاج وَالْخبْز والسميذ وبذر الْكَتَّان وبذر الخطمى وَمن الْأَشْرِبَة الْجلاب وشراب البنفسج وينفع الْبيض الرعاد. معجون لحرقة الْبَوْل عَجِيب: بذر بطيخ مقشر وخشخاش أَبيض وَحب الصنوبر أَجزَاء سَوَاء وكثيراء ربع جُزْء وسكر كالجميع يدق وَيحل السكر فِي الْجلاب ويطبخ حَتَّى يصير مثل الْعَسَل ثمَّ يدق بِهِ ويعجن وَيرْفَع الشربة خَمْسَة دَرَاهِم. وينفع مِنْهَا اللوز بنج بدهن اللوز والفالوذج الدَّقِيق بدهن لوز. وينفع للحرقة مَعَ حرارة: مَاء الهندباء وَمَاء القرع وينفع مِنْهُ أَن يصب وزن دِرْهَمَيْنِ من دهن لوز على أُوقِيَّة ميبختج وَيشْرب كل يَوْم.

السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد رَأَتْ دَمًا جمد فِي المثانة فَأصَاب صَاحبه غشي وصفرة اللَّوْن وَصَارَ النبض من أَجله ضَعِيفا كَمَا يعرض عِنْد جموده فِي الْمعدة وسخن العليل واسترخى فسقيته دَوَاء يفت الْحَصَى مَعَ سكنجبين وَجعلت شرابه السكنجبين وَلم يفلت مِنْهُم أحد إِلَّا من 3 (من مسَائِل الْفُصُول) يفرق بَين الْمدَّة الَّتِي تَجِيء فِي الْبَوْل من الكبد وَبِالْجُمْلَةِ مَا فَوق الكلى فَإِنَّهَا تَجِيء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تَنْقَطِع وَالَّذِي من الكلى والمثانة يَدُوم مُدَّة طَوِيلَة. يحْتَاج أَن يعرف لم هَذَا فَإِنِّي قد شاهدته بالتجربة حَقًا لِأَنِّي رايت قوما كَانَت بهم دبيلات عَظِيمَة فِي نَاحيَة الكبد والصدر بالوا مُدَّة يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَقَط وَقوم كَانَ بهم خراج فِي كلاهم نفج فبالوا مُدَّة شَهْرَيْن وَأكْثر وَمِنْهُم من لم يبله حَتَّى مَاتَ بعد سِنِين وخاصة من امتلاء بدنه وأحسب أَنه ناصور ويضمد حينا وَيجمع حينا كَسَائِر النواصير فَإِنَّهَا كلهَا تضمد مَا دَامَ الْجِسْم قَلِيل الأخلاط فَإِذا ابْتَدَأَ من الرَّأْس هَذَا فِيمَا لم يكن مِنْهَا ملتزقة التزاقاً محكماً فَإِنَّهُ يكون كَالصَّحِيحِ مادام الْجِسْم قَلِيل الأخلاط فَأَما على مَا فَوق فأحسب أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون من أجل تِلْكَ الْأَعْضَاء إِنَّهَا تدفع الْمدَّة إِلَى طرق الْبَوْل دفعا غَرِيبا بالفش فِي بعض الْأَحَايِين فَإِنَّهُ كَذَلِك نجده يكون وَذَلِكَ لِأَنَّك لَا ترى خراجاً فِي الصَّدْر ينقى بالبول إِلَّا فِي الندرة فَإِذا انْدفع ذَلِك مرّة فِي الْحِين بالقسو انْدفع شَيْء كثير يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ فَإِذا خف الحفز رَجَعَ إِلَى طرقه الَّتِي تخصه وَإِذا بَال الْإِنْسَان بَغْتَة دَمًا فاقصده فِي الْمُخَالف أعْطه الطين القبرسي والنشا وَدم الآخوين والكهرباء والكندر وبزر الْخِيَار ولاتعطه بزوراً مَدَرَة للبول لِأَنَّهُ لاخير فِيهَا ويبول الدَّم إِمَّا لضربة وَإِمَّا لأكل شَيْء حريف وَإِمَّا لامتلاء فِي الْجِسْم وَكَثْرَة الشّرْب وضمد الكلى بالقوابض. لى على مَا رَأَيْت أقراصاً للقرحة الطرية فِي آلَات الْبَوْل: طين مختوم وكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وكهرباء وصمغ عَرَبِيّ بِالسَّوِيَّةِ بزر بطيخ مقشر

 

(3/271)

 

 

نصف جُزْء بزر كرفس ربع نصف جُزْء أفيون مثله الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم غدْوَة وَعَشِيَّة وَهَذَا يصلح لالحام القروح والنواصير فِي هَذِه الْمَوَاضِع فَمَتَى أردْت منع الدَّم الْقوي فزد فِيهِ عصفا فجا.

كناش ابْن ماسوية: إِذا أردْت أَن تعلم أَن فِي كلى العليل ورماً أَولا فمره أَن ينبطح على بَطْنه ويشيل صَدره من الأَرْض قَلِيلا فَإِنَّهُ يحس بثقل مُعَلّق وَإِن لم تكن مَعَ ذَلِك حمى مختلطة وَلَا كَثْرَة بَوْل فَلَيْسَ ثمَّ ورم حَار وَلَا شَيْء يجمع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك خدر فِي الورك وَقل الْبَوْل واقشعر أَحْيَانًا وَلم يحم بعقبه فَفِي كلاه ورم صلب وَينْتَفع بعد ذَلِك بالملينة ضماداً وحقناً وشرباً وَمِمَّا يدر الْبَوْل بِرِفْق. لي فِي المارستان: إِذا كَانَت حرقة الْبَوْل شَدِيدَة فافصد الباسليق وَإِن كَانَت مزمنة فالصافن ومنعوه من الحريف والمالح والحامض والقوابض والزموه اللَّبن مَتى لم تكن حمى مَعَ البروز وَإِن كَانَت حمى فماء الشّعير والبزور وَإِذا كَانَ الْبَوْل مَعَ ذَلِك منصبغاً)

سقوه مَا يسهل الصَّفْرَاء وَزَادُوا فِي البزور مَا يُطْفِئ كبزر الرجلة وبزر قطونا وَإِذا كَانَ أَبيض قَالُوا هَذَا هُوَ البلغم المالح فسقوا بزر الكرفس وَمَاء الْأُصُول مَعَ البزور ولايفصدون. لي يجب عِنْد حُدُوث الأورام فِي الكلى والمثانة أَن يفصد ثمَّ أسهل بالأشياء اللينة وَأصْلح شَيْء مَاء الْجُبْن فَإِنَّهُ يجمع أحدار الصَّفْرَاء ومائيتها عَن آلَة الْبَوْل إِلَى الأمعاء فتقل حِدة الْبَوْل وتعدله أَيْضا وَهُوَ غَايَة مَا يحْتَاج إِلَيْهِ حَتَّى إِذا ظهر الهضم فأدر حِينَئِذٍ الْبَوْل باعتدال. لي لاشيء أصلح فِي هَذِه من مَاء الْجُبْن وَكَذَلِكَ فِي القروح فِي هَذِه الْأَمَاكِن فَإِنَّهُ يغسل هَذِه الْمَوَاضِع أَيْضا غسلا قَوِيا حَتَّى يبيض المَاء وَهُوَ جيد أَيْضا للقروح فِي هَذِه على أَن القروح تحْتَاج مَا يدر الْبَوْل لتنقى الْمدَّة وَأصْلح شَيْء مَا يخرج الصَّفْرَاء ويدر الْبَوْل ويعدل الحدة وَذَلِكَ كُله مُجْتَمع فِي مَاء الْجُبْن. 3 (مُفْرَدَات) اللوز المر يفتح وينقى بطُون الكلى وينفع من الوجع الْحَادِث عَن ارتباك أخلاط غَلِيظَة مِنْهَا. لي قد يكون حرقة الْبَوْل عَن شدَّة حرقته فِي عنق المثانة فَلَا سدة وَلَا ورم وَذَلِكَ يكون لِأَنَّهُ إِذا أدام الْبَوْل الْخُرُوج أوجع جدا فَأمْسك عَن قبض المثانة فَلم تزرق الْبَوْل لذَلِك لَكِن يتقطر كَالَّذي أصَاب الشَّيْخ فَإِنَّهُ يكون مَعَ السدة امتلاء المثانة وَمَعَ الورم وجع فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَإِن لم يدم الْبَوْل وَفِي هذَيْن وَاجِب تقليل الْبَوْل مَا أمكن وَأما فِي هَذَا فَإِنَّمَا يهيج الوجع عِنْد مَا يُرِيد الْإِنْسَان الْبَوْل فَمَتَى قبض فِي المثانة كَانَ كَأَنَّهُ تزحر فَإِذا نزل سكن الوجع وَالْبَوْل يسيل قطراً وَكَانَ رجلا صَابِرًا فَأَمَرته أَن يحْتَمل شدَّة الوجع ويشد نَفسه ويجتهد فِي دفع الْبَوْل زرق وبال كالحال الطبيعية لِأَنَّهُ لَا مَانع لَهُ وَهَذَا أعظم عَلَامَات هَذَا الصِّنْف ويعالج بتبريد الْجِسْم فَيكون غير لذاع ويغير بِهِ الْموضع بِمَا يرْزق فِيهِ. لى وَأعلم أَن كَثْرَة إدرار الْبَوْل يُورث قروحاً فِي الْقَضِيب والمثانة وخاصة إِذا كَانَ حاراً.

مُفْرَدَات: أصُول السوس تملس خشونة المثانة. المر إِذا سجق وعجن بِعَسَل وَشرب سكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي الكلى والمثانة حب الصنوبر إِذا شرب

 

(3/272)

 

 

مَعَ بزر القثاء بميبختج سكن حرقة الْبَوْل جدا حب الآس جيد لحرقة الْبَوْل ويدر الْبَوْل ويعصر وَهُوَ رطب وَيرْفَع. لى هَذَا جيد حَيْثُ يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى إمْسَاك الْبَطن التِّين مُوَافق للكلى والمثانة بزر القثاء البستاني مَتى فِي جَمِيع الْجِسْم خلط رَدِيء فليسق العليل مَاء الْعَسَل كثير المزاج وَذَلِكَ أَنه يحلل الأورام من غير لذع لاستفراغ الأخلاط الَّتِي قد لججت فِي الْأَعْضَاء وَهُوَ أَيْضا يقطع ويلطف)

ويحلل وَقد يفهم مَا ذكرت من مَاء الْعَسَل فِي جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تلطف من غير لذع وكما أَن الهدوء والسكون ينفع جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي قد يحدث فِيهَا ورم فَكَذَلِك كَانَ يجب أَن تمكن هَذِه الْأَعْضَاء إِذا حدث فِيهَا ورم فَلَمَّا لم يُمكن ذَلِك فِيهَا إِذا كَانَت آلَة الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يقلل من الشّرْب مَا أمكن لتمكن مُدَّة أَكثر وتفقد وَاحْذَرْ أَلا يكون فِي الْجِسْم فضول حارة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْأَمر كَذَلِك ثمَّ كَانَت تنحدر إِلَى المثانة رطوبات كَانَ ينَال هَذِه الْأَعْضَاء من الْأَذَى بِسَبَب تقليل الشَّرَاب أَكثر لِأَن الفضول الحادة تنكسر لِكَثْرَة المَاء وتحتد بقلته وخاصة إِذا خلط بِالشرابِ الْأَشْيَاء المسكنة للذع وَأما فِي وَقت تولد الأورام فَيجب أَن تسْتَعْمل الأضمدة والأدهان وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تحلل الورم.

دَوَاء ينفع الورم الْحَار فِي الكلى والمثانة: بزر كتَّان مثقالان نشا مِثْقَال يعْطى مِنْهَا ملعقة مَعَ المَاء وَإِذا رَأَيْت فِي الْعَانَة وجعاً وَعرض للعليل اقشعرار مُخْتَلف وقتا بعد وَقت وَلَحِقت ذَلِك حمى مختلطة تَأْخُذ على غير نظام فَهَذِهِ تدل على أَن خراجاً سيخرج فِي الكلى فَإِذا نضج هَذَا الْخراج وانفجر خرجت الْمدَّة فِي الْبَوْل وَحدث عَن ذَلِك قرحَة تحْتَاج إِلَى الْمُبَادرَة فِي الإدمال وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى لم تندمل بِسُرْعَة عسر علاجها. فِي الصلابة تكون فِي الكلى من قَول روفس حكى عَنهُ اوربياسوس فِي كِتَابه قَالَ: أما الصلابة الَّتِي تكون فِي الكلى لَا تحدث وجعاً لَكِن يجد الْإِنْسَان بثقل مُعَلّق فِي الْمَوَاضِع الخالية ويخدر مِنْهُم الورك وينتفخ السَّاق ويضعف ويقل الْبَوْل وَتصير سخنتهم كسخنة من بِهِ فَسَاد المزاج وَيَنْبَغِي أَن تعالج بالقيروطى والمراهم الملينة والدلك والكمادات وادرار الْبَوْل فِي تنقية الْبَطن بالحقن.

روفس فِي كتاب وجع الخاصرة والكلى وَالْحِجَارَة فِيهَا قَالَ: لَا يُمكن صَاحب وجع الكلى أَن ينَام على بَطْنه لِأَن الكلى مَوْضُوعَة على الخاصرة وَإِن كَانَ الوجع فِي الْكُلية الْيُمْنَى ألهبت الكبد مَعهَا ويبلغ الوجع إِذا كَانَ صعباً إِلَى الصلب ومراق الْبَطن وتبرد الْأَطْرَاف ويبول بولاً كثيرا مُتَتَابِعًا وألم ووجع وَيكون بَوْله فِي أَكثر الْأَمر مائياً رَقِيقا فَإِذا اشْتَدَّ الورم احمر غليظاً وَفِي هَذِه الْحَال تدق عَجزه وتضرب ساقاه وَتَكون هَذِه العلامات أَيْضا فِي قُرُوح الكلى وعلاج أورام الكلى أَن يضجع على فرَاش لين وَلَا يحم حمى شَدِيدَة فَإِنَّهَا ضارة لجَمِيع الأورام ويسقى المَاء ويدر بَوْله إِلَّا أَن يحْتَاج إِلَى ذَلِك وَلَا يسهل بَطْنه لِأَن جذب الْموَاد فِي هَذِه الْحَال عَن هَذَا الْعُضْو أولى وَإِن احتجت إِلَى تليين بَطْنه

 

(3/273)

 

 

فاحقنه بحقنة لينَة لعابية وَإِيَّاكُم والقوية)

الحارة واحقنه بِمَاء الشّعير وزيت وطبيخ بزر الْكَتَّان وخطمى وَنَحْو ذَلِك فَإِن سكن الوجع فانطلاق الْبَطن وَإِلَّا فكمده بالزيت الْحَار فِي صوف وَضعه على مَوضِع الوجع وَيجب أَن يكون قد طبخ فِي الزَّيْت سذاب وبلنجاسف وخطمى فَإِن لم يكف الوجع فافصد من الْمرْفق وضمد الْموضع بضماد مسكن للوجع من بزر كتَّان ودقيق الْحِنْطَة وَمَاء الْعَسَل وَمَتى احْتَجَبت أَن تقوى الضماد فَخذ كندرا وراتينجا وجعدة وكرسنة وشمعا ودهن السوسن وهئ مِنْهُ ضماداً والزمه الكلى فَإِن بَقِي الوجع محجمة فِيمَا بَين الْقطن والصلب فِي الخاصرة واشرطه شرطا خَفِيفا وكمده بعد الشَّرْط باسفنجة أقعده بعد ذَلِك فِي آبزن قد طبخ فِيهِ خشخاش وياسمين وقصب الذريرة وفقاح الاذخر ثمَّ كمد بِزَيْت حَار وَأَشْيَاء ذَلِك من الكمادات الدسمة والزم الْمَوَاضِع المراهم واللصوقات المرخية والشمع ودهن الْحِنَّاء واسقه أدوية تسكن الأوجاع كالرازيانج والجوشير اسْقِهِ مِنْهُ ثَلَاث ابولسات وبزر خشخاش وشيرج وبزر قثاء وبزر كرفس قدر مَا تحمل ثَلَاث أَصَابِع واسقه أفيوناً مثل الكرسنة تسقيه هَذَا بطلاء وَمَاء حَار. وَأَنا أَقُول: إِن دَوَاء فيلن عَجِيب هَاهُنَا فَإِذا سكن الوجع مِمَّا يَغْزُو الْبَوْل كالرطبة والمر وَالدَّار صيني وَإِذا كَانَ رَقِيقا لطيفاً فالوجع لم ينضج قَالَ: وَإِن كَانَ فِي الكلى ورم صلب فَإِنَّهُ يضعف السَّاق وَيفْسد المزاج وَيجب أَن تديم إغزار الْبَوْل خوف الاسْتِسْقَاء.

فِي الْفرق بَين وجع القولنج والكلى والمثانة: يعم هذَيْن الوجعين احتباس الْبَطن فِي الِابْتِدَاء والوجع الشَّديد وَذَهَاب الشَّهْوَة ورداءة الهضم والمغص ويخص القولنج إِن هَذِه أجمع فيهمَا أَشد وَفِي وجع الكلى أخف والوجع فِي القولنج فِي النَّاحِيَة الْيُمْنَى من المراق أَكثر ويتصاعد الوجع إِلَى الْمعدة والكبد وَالطحَال وَيحبس الثّقل حبسا شَدِيدا حَتَّى أَنه لَا يخرج وَلَا ريح أَيْضا وَإِن أجهدوا أنفسهم وَإِن خرج مِنْهُم ذبل يكون منتفخاً مثل أقثاء الْبَقر وَقد يخرج مِنْهُم بَوْل كثير.

فَأَما فِي وجع الكلى فَإِنَّهُ يحس بالوجع دَائِما على الكلى نَفسهَا شَبِيها بالشوك المغروز وتألم الخصية الَّتِي بحذاء الْكُلية العليلة وَرُبمَا حركت الْبَطن من غير شَيْء بحركة ريَاح وَشَيْء مري وَالْبَوْل قَلِيل فِيهِ شَيْء كالرمل كثير ويجد حرقة فِي مجْرى الْبَوْل والاحليل فَهَذِهِ ترتكن الْحَصَاة فِي الكلى.

بولس قَالَ: يعرف الورم الْحَار الْعَارِض فِي الكلى والمثانة بالتهاب الْموضع مَعَ ثقل ووجع وَحمى وهذيان وَقذف مراري صرف واحتباس الْبَوْل مَعَ هَذِه تدل على أَن الورم الْحَار فِي المثانة)

فاليقصد من سَاعَته إِلَى الأضمدة والنطول الَّتِي تسكن وتقوى مثل الْمَعْمُول بِالشرابِ والحلبة وأصول الخطمى وَاسْتعْمل الحقن اللينة بالزيت وحشيش الأفيون أَيْضا وشحم الاوز وَفِي التهاب المثانة اجْعَل فِيهِ من الأفيون قدر قِيرَاط وَنصف مَعَ مر وزعفران وزيت ويحتقنون بِهِ ويسقون مَاء حاراً وَالْعَسَل قبل سَائِر العلاج وَيمْنَعُونَ من إدرار الْبَوْل جدا وَكَثْرَة الشّرْب إِلَّا أَن تكون الرُّطُوبَة المرية كثرت فيهم فَحِينَئِذٍ شرب المَاء وَحده الْكثير يَنْفَعهُمْ أَو مَعَ شَيْء يدر الْبَوْل بِلَا لذع مثل بزر الكرفس فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ مِنْهُ جزءان

 

(3/274)

 

 

ونشا ستج جُزْء ويسقون مِنْهُ ملعقة بِمَاء وبز قثاء وبطيخ وَإِن كَانُوا يحسون بَينهمَا يَلِي الكلى بحرارة والتهاب فلتضع على تِلْكَ الْمَوَاضِع خرقاً مبلولة بشراب أَو دهن ورد أَو بِمَاء وردا وبماء التفاح وشمع ودهن ورد وزعفران وَورد ودهن بابونج ومخ الْبيض قد خلطت مَعَ شَيْء من الْخلّ أَو مَعَ عصارة عصى الرَّاعِي وَاسْتعْمل بِآخِرهِ مرهم ديا خيلون مَعَ دهن بابونج وامنعهم من الْأَشْيَاء الحارة جدا لِأَنَّهَا تهيج الالتهاب وتولد الْمَادَّة وَمن الْأَشْيَاء الْبَارِدَة جدا لِأَنَّهَا تولد ورماً سَرِيعا وامنعهم من الاستحمام مَعَ الورم الْحَار مَا دَامَ الالتهاب وَأَن يستعملوا تَدْبِير المحمومين. 3 (الجسأ فِي الكلى) وَأما الجسأ فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا وجع مَعَه بل يظنّ صَاحبه أَنه شَيْء مُعَلّق من نَاحيَة الخواصر وتخدر مِنْهُم الْأَوْرَاك وتضطرب مِنْهُم السُّوق ويبولون بولاً قَلِيلا وَبِالْجُمْلَةِ تكون حالتهم شَبيهَة بِحَال من ابْتَدَأَ بِهِ الإستسقاء وَيَنْبَغِي أَن تلين هَؤُلَاءِ بالشمع والدهن والأشياء الملينة والتمريخ وأنواع الكماد ويعطون أَشْيَاء تدر الْبَوْل ولين الْبَطن بالحقن.

من كتاب مَجْهُول قَالَ: قُرُوح الكلى علاجها البزور وَشرب لبن الآتن وَمَاء الْجُبْن والحقن بِالْمَاءِ الفاتر ودهن البنفسج ولعاب بزر قطونا ويضمد خَارِجا بالخطمى والبنفسج الْيَابِس والكرنب والحلبة بدهن البنفسج وَمَا كَانَ مَعهَا برد فاحقن بِسمن ودهن ولوز الكرنب والحلبة بدهن البنفسج ويضمدون خَارِجا بالحلبة والشبث وَمِمَّا ينفع القروح الكاكج والجنار والبطيخ والقرع والرجلة والكثيراء وبزر البنج واللوز الحلو وبزر الْخِيَار وَرب السوس واخلط مَعهَا إِن أردْت أَن تلطفها أفيوناً وسليخة وبزر كرفس. 3 (لوجع المثانة والكلى) يحقن بدهن حل يسكن من سَاعَته.

ابْن ماسويه لبرد الكلى: يحقن بدهن الْجَوْز والبطم والإلية والناردين أَيّمَا شِئْت يُمَيّز بَين القروح الْحَادِثَة فِي هَذِه الْأَعْضَاء من فعلهَا وَمن خَاصَّة جوهرها وَمن قواها ووضعها فَإِن المشاجة إِذا كَانَت فِي المثانة كَانَ الوجع فِي الْعَانَة وَفِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الْبَطن وَمَتى كَانَت فِي الكلى والوجع فِي الجنبين وَرَاء الْبدن وَإِن كَانَت القرحة فِي المثانة حدث عَن ذَلِك تقطير الْبَوْل وعسره وَإِذا كَانَت فِي الكلى جرى الْبَوْل دَائِما فَإِن كَانَت فِي الكلى خرجت قطع لحم وَتخرج من المثانة قشور لحم مُنْتِنَة والمثانة ألمها يكون ألماً شَدِيدا والكلى تألم أقل ويحس فِيهَا بثقل وعلامات القرحة الَّتِي فِي المجاري الَّتِي بَين الكلى والمثانة ممزوجة من هَذِه.

روفس فِي كتاب وجع الخاصرة قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكلى ورم قد قاح عرض ورم فَوق الانثيين وحر شَدِيد بِخِلَاف وجع الورم الَّذِي لم يقح فَإِنَّهُ شَدِيد جدا وحميات على غير نظام مَعَ قشعريرة وَيَنْبَغِي إِذا كَانَ فِي الكلى برد أَن ينفتح يعان على ذَلِك بِأَن يضمد الْموضع بِالتِّينِ وأصل السوسن ويسقى الْأَدْوِيَة المدرة للبول فَإِن لم ينفجر الورم فاحقنه بحقن حادة نَحْو هَذِه: خربق أسود وفجل وقثاء الْحمار يطْبخ بِمَاء وَيجْعَل عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ

 

(3/275)

 

 

ويمسكه مَا أمكن فَإِنَّهُ يفجر الورم فَإِذا انفجر فَإِن الوجع يسكن وضمده بضمادات لينَة إِلَى أَن يتم سُكُون الوجع ثمَّ اسْقِهِ الْأَدْوِيَة المدرة للبول حَتَّى يتنقى الْقَيْح كُله ويصفو الْبَوْل فَإِن لم يصف الْبَوْل ودامت الْحمى فاحقنه بطبيخ السوسن وبالعسل وَحده وَنَحْو ذَلِك من الحقن القوية الْعَسَل واسقه من فَوق مَا يُقَوي الْجرْح كَمثل كمون كرماني مَعَ طلاء وسذاب بِعَسَل أَو قاقلة مَعَ سذاب أَو بزر كراس مَعَ السذاب وضمده من خَارج بدقيق كرسنة معجون بشراب أَو عسل أَو ضماد من ورد يَابِس وعدس وَحب الآس يعجن بِعَسَل. وللورم الصلب هَذَا الضماد فَإِنَّهُ نَافِع من قُرُوح الكلى والزمه مَعَ الصلب الأرية وفوقها بِقَلِيل. وَمَتى كَانَ الْجرْح متأكلاً فاحقنه بالحقن الَّتِي تحقن بهَا من ذوسنطاريا الْفَاسِدَة وَإِن كَانَ الْقَيْح غليظاً لَا يسيل فأجلسه فِي مَاء حَار واسقه طبيخ الرازيانج والكرفس والفوذنج فَإِذا سقيته ذَلِك فاسقه بعد أَيَّام لبن الاتن وَعَسَلًا فَإِن هَذَا اللَّبن ينقي الْجرْح تنقية جَيِّدَة فَإِذا نقص الْقَيْح وَبَقِي العليل يجد فِي الْبَوْل حرقة فالزمه لبن الْغنم فَإِنَّهُ جيد للقروح فِي الكلى وَهُوَ يبرد الْجِسْم الَّذِي نهك من هَذَا الوجع لِأَن الْجِسْم يصير من جرح)

الكلى كَمَا يصير من جرح الرئة فَإِذا تنقى الْقَيْح واستقل العليل فغذه بالأغذية السريعة النضج شبه اللَّبن والأحساء والكشك والنشا وحسه مِنْهَا من دَقِيق وَلبن والأطرية ثمَّ بعد ذَلِك من دَجَاج سمين وحسه بعد ذَلِك حسا تتَّخذ من الكرسنة والباقلى وأطعمه بعد ذَلِك الهليون والخس والسرمق والبقلة اليمانية والقثاء فَإِن هَذِه الأغذية تسكن لذع الْبَوْل وتلين الْبَطن والفراريج والسمك الصخري والبندق والصنوبر واللوز ويجتنب التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة وَيتْرك المالح والحامض والحريف وَيلْزم السّكُون والدعة والغمز والاستحمام وَمَتى أفرط فِي الْأكل فليتقيأ وَلَا يقرب إسهال الْبَطن الْبَتَّةَ والقيء نَافِع لهَذَا السقم جدا لِأَنَّهُ مجتذب الفضول إِلَى فَوق فَإِذا اسْتعْمل أَكثر فليمش قَلِيلا قَلِيلا فِي مَكَان أملس مستوي وَيَتَّقِي الاحضار والوثب وَالرُّجُوع فَإِذا قوي فضل قُوَّة فليزد فِي مشيته وَيرجع إِلَى الْعَادة وَمَتى كَانَ رَأس الْخراج مائلاً إِلَى خَارج فَإِنَّهُ ينتفخ إِلَى خَارج وعلاجه وَاحِد فِي علاج القروح والخراجات.

بولس الاقشعرارات الْمُخْتَلفَة والحميات الَّتِي لَا نظام لَهَا تدل على خراج فِي الكلى ويستدل على خراج المثانة بِمَا ذكرنَا وَبِأَن الوجع يعرض مِنْهُ فِي مَوضِع المثانة وَإِذا كَانَ فِي الكلى فَإِن الْإِنْسَان إِذا اضْطجع على الْجَانِب الصَّحِيح يجد وجعاً فِي الْجَانِب الَّذِي بحذاء الصَّحِيح ويحس بِالْكُلِّيَّةِ كَأَنَّهَا معلقَة وَيجب فِي هَؤُلَاءِ اسْتِعْمَال الآبزن مَعَ الزَّيْت والضماد بغبار الرَّحَى وَالزَّيْت وعلك البطم وبدقيق الكرسنة مَعَ عسل وَإِن كَانَ غائراً زبل الْحمام والتين الْيَابِس وَمَتى خرجت مُدَّة كَثِيرَة مَعَ الْبَوْل دلّ على انفجار الْخراج وَقد تحدث القروح فِي آلَات الْبَوْل من عرق ينشق أَو تَأْكُل أَو حَصَاة تسحج. وَالْفرق بَين الْجرْح فِي الكلى والمثانة أَو فِي مجاري الْبَوْل: أَن الَّذِي فِي الكلى يَجدونَ الوجع فِي الظّهْر مَعَ ثقل وَلَا يصيبهم من الْبَوْل شَيْء وَتَكون الْمرة شَدِيدَة الإختلاط مَعَ الْبَوْل وفيهَا أَجزَاء لحمية صغَار وَإِذا كَانَ فِي المثانة وجد ألماً شَدِيدا فِي الْعَانَة وأسفل الْبَطن وَعرض عبر الْبَوْل وترسب الْمدَّة

 

(3/276)

 

 

بعد أَن ينزل أَسْفَل القارورة لِأَنَّهُ لَيْسَ جيد الِاخْتِلَاط وَتَكون قشور رَدِيئَة الرَّائِحَة كالصفائح وَأما الرسوب النخالي فَيدل على جرب المثانة وَإِن كَانَ الْجرْح فِي مجاري الْبَوْل يكون اخْتِلَاط الْبَوْل بالمدة متوسطاً وَيكون فِي المَاء شبه الشّعْر وَيكون الوجع فِيمَا بَين الكلى والمثانة وَأما إِن كَانَ خُرُوج الدَّم والمدة من غير خُرُوج الْبَوْل فالجرح فِي الْقَضِيب وَيشْرب الَّذين بهم جرح فِي مجاري الْبَوْل مَاء حَار وَعَسَلًا أَو طبيخ الحلبة مَعَ عسل وبزر قثاء مَعَ ميبختج واعط الَّذين يَبُولُونَ الْمدَّة الطين الأرميني وَاللَّبن أَيْضا ينفع نفعا عَظِيما وَهَذِه)

الْأَدْوِيَة: بزر كتَّان نشا جزءان تجْعَل أقراصاً وَخذ حب الصنوبر عشْرين حَبَّة وَمن القثاء أَرْبَعِينَ حَبَّة ونشا دِرْهَمَانِ وَنصف فاسقها أجمع بِمَاء قد إِلَى فِيهِ ناردين يكون مِقْدَاره ثَمَانِيَة أَو بزر الكرفس كَهَذا الْمِقْدَار وَمن المَاء مِقْدَار رَطْل وَنصف وَقد تسقى هَذِه الْأَدْوِيَة مَعَ اللَّبن.

فَأَما أَنا فأستعمل هَذَا الدَّوَاء وَهُوَ كَاف فِيهَا: يُؤْخَذ كَمَا دريوس أَرْبَعَة أسارون اثْنَان فلفل أَبيض مثله دَار صيني دِرْهَم يسقى مِنْهَا ملعقتان بعد جودة السحق بميبختج وَإِن كَانَ محموماً فبماء وَقد يسكن اللذع والوجع الْحَادِث من العفن أَن يُؤْخَذ من النشا ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن القثاء خمس عشرَة حَبَّة وتضمد الْعَانَة واسفل الْبَطن بشمع ودهن مَعَ صوف الزوفا وشحم الإوز وَلبن رمان واحقن المثانة بِمَاء فاتر وَعسل أَو لبن وَعسل قَلِيل أَو بَيَاض الْبيض مَعَ بزر قثاء مقشر أَو مَعَ شَيْء مِمَّا ذكرنَا وَمَتى كَانَ فِي القرحة أكال فليحقن بالقرص الْمَعْمُول بالقرطاس المحرق ويضمد بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب مَعَ عفص أَو قاقيا وطراثيث وشب والقرحة فِي الْقَضِيب تعالج أَولا بِمَاء وَعسل رَقِيق بمحقنة ليغسل بِهِ ثمَّ يعالج بِلَبن ثمَّ يخلط بِهِ شياف أَبيض وقرص كاكنج بعد أَن يسحق فِي صلاية رصاص وتغمس فِيهِ فَتِيلَة رقيقَة وَتدْخل فِيهِ أَيْضا والعفص والنشا بِالسَّوِيَّةِ يسحق بعصارة لِسَان الْحمل ودهن ورد.

3 - (دَوَاء جيد يمْنَع الدَّم من المثانة)

شب يمَان مِثْقَال كثيراء مثقالان صمغ خمس أبولسات يشرب جَمِيع ذَلِك بشراب حُلْو.

دَوَاء نَافِع من القروح فِي المثانة حب الصنوبر الْكِبَار عشرُون حَبَّة بزر القثاء البستاني أَرْبَعُونَ حَبَّة نشاستج مِثْقَال بزر كرفس خَمْسَة مَثَاقِيل سنبل مِثْقَال بطبيخ السنبل وبزر الكرفس بِالْمَاءِ وتخلط سَائِر الْأَدْوِيَة بطبيخها وَيُؤْخَذ مِنْهَا مِثْقَال بقوانوشين من الطبيخ وَقد ذكرنَا فِي بَاب الكلى أَشْيَاء تحْتَاج إِلَى أَن تلاحظها من أَمر المثانة. وَأما الجرب الْحَادِث فِي المثانة: إِذا خرج فِي الْبَوْل قشور نخالية فَإِن ذَلِك دَلِيل على جرب فِي الْعُرُوق أَو فِي المثانة ويفصل بَينهمَا فَإِن الَّذِي يكون من قشور مَعَ بَوْل غليظ تدل على أَنَّهَا فِي المثانة وَمَا يكون رَقِيقا يدل على الْعُرُوق. فَأَما الورم الْحَادِث فِي المثانة فمهلك أَو خطر وَذَلِكَ أَن أَصْحَابه يحْمُونَ حمى حادة ويسهرون ويصيبهم اخْتِلَاط الذِّهْن ويتقيؤن شَيْئا مرارياً صرفا وَلَا يَبُولُونَ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي الفصد إِن أمكن وَلَا يُؤَخر وَيصب على مَوضِع الورم الْأَشْيَاء المسخنة مثل الزَّيْت الَّذِي قد طبخ فِيهِ سذاب وأصل خطمى وَإِن طبخ مَعَ الزَّيْت خشخاش

 

(3/277)

 

 

وذوب فِيهِ شَحم الإوز وشحم الدَّجَاج كَانَ أَجود ويحقنون بحقنة لينَة.

وَأما أَنا فَكنت آخذ أفيوناً نصف أبولوس وأديفه بِزَيْت مَعَ مر وزعفران وأحمل العليل فرزجة فَكَانَ الْأَلَم يهدأ ويسكن من سَاعَته وينام العليل والكمادات أَيْضا نافعة لهَذَا وآبزن المَاء الْحَار الَّذِي قد طبخ فِيهِ بزر كتَّان وحلبة وَحب البلسان الَّذِي يتَّخذ بالزوفا الرطب والجندبادستر إِذا وضعت على الْموضع. وَأما الخراجات الَّتِي تخرج فِي المثانة فتحتاج أَن تنضج وَيَنْبَغِي أَن تقصد لتحليل مَا كَانَ مِنْهَا قَوِيا عَظِيما فِي ابْتِدَائه لِئَلَّا يصير أمره إِلَى التقيح فَإِن لم يكن ذَلِك فلينضج على مَا وَصفنَا فِي بَاب الكلى وبالحرف ودقيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل وخرو الْحمام والتين الْيَابِس والكمادات وعلاج القروح الْحَادِثَة هُوَ بِعَيْنِه علاج القروح الَّتِي تحدث فِي الكلى وتخصها أَعنِي قُرُوح المثانة إِن شرب اللَّبن يعظم نَفعه فِيهَا وتسكن هَذِه القروح بالأدوية تطلى على الْعَانَة كالقيروطي الْمُتَّخذ بالزوفا الرطب وَالسمن والميعة وشحم الإوز ويحقن الإحليل بِمَاء الشّعير وَاللَّبن ودهن الْورْد المسخن وتحقن الأمعاء بِمَاء الشّعير وَالسمن وبزر القثاء مسخن مَعَ لبن ويقطر على كل وَاحِد مِنْهُمَا دهن ورد ويحقن العليل بهَا وَهُوَ بَارك على رُكْبَتَيْهِ وَذَلِكَ أَن المثانة تنتفخ حينئذٍ وتتسع الأمعاء وَتقبل الحقنة بسهولة وَيدخل فِي آبزن حَار مرَارًا مُتَوَالِيَة ويعالج بِسَائِر)

علاجات قُرُوح الكلى وَقد تنفعها الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي بَاب المقعدة غير أَنَّهَا تحْتَاج أَن تنفذها إِلَيْهَا وَمن الزَّعْفَرَان والتوتيا وَالصَّبْر ويخلط بدهن ورد أَو عصارة لِسَان الْحمل وتحقن بهَا المثانة.

روفس فِي كتاب الخاصرة قَالَ: الفلغمونى فِي المثانة يكون من فضلَة الدَّم ويعرض مَعَه حمى لهبة جدا وسهر شَدِيد واختلاط الدَّم وقيء الصَّفْرَاء الْمَحْضَة واحتباس الْبَوْل وَيكون فَوق المثانة جاسياً ووجع شَدِيد وضربان وتبرد أَطْرَافه وَجل مَا يعرض للمراهقين وَيقتل سَرِيعا إِن لم يتقيح ويسيل وعلاجه الفصد وَالْقعُود فِي مَاء قد طبخ فِيهِ سذاب وشبث وأصول الخطمى والحقن اللينة تسكن وَجَعه وخاصة إِن كَانَت الحقن من خشخاش وشحم دَجَاج وأفيون قَلِيل فَإِنِّي قد جربته فَوَجَدته نَافِعًا وضمده بِمثل هَذِه الأضمدة فِي تسكين الوجع وَاللَّبن مَعَ قَلِيل تخدير وَأَجْلسهُ فِي الآبزن دَائِما ومره يَبُول فِيهِ واطبخ فِي المَاء بزر كتَّان وحلبة وَنَحْو ذَلِك من الْأَشْيَاء اللينة فَإِنَّهَا تلين الورم وَتخرج الْبَوْل وتضمد إِن اشْتَدَّ الوجع فالبنج واليبروج والخشخاش يعجن بزبيب ويضمد بِهِ الْموضع الوجع فَإِذا مكثت مُدَّة فهيء ضماداً من زوفا وشمع وجندبادستر وَضعه عَلَيْهِ وَلَا تدخل فِي الإحليل مرودا فَإِن ذَلِك يهيج الوجع جدا وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل بعقب دم جدا من الْبَوْل فَذَلِك لِأَن فاحقنه بِشَيْء يذيب الدَّم الجامد وعلامة جمود الدَّم أَن يعرض للسقيم عرق كثير وَبرد فِي الْأَطْرَاف ويسقى أَيْضا مَا يحلل الدَّم ويطلى فَإِن لم يحل المزاج بط وَأخرج وَإِن خرج فِي المثانة خراج فاجهد أَن تفشه وتحلله فَإِن امْتنع فاجهد أَن تفتحه بالأضمدة وَسَائِر العلاجات

 

(3/278)

 

 

الَّتِي ذكرت فِي بَاب الكلى والضماد المهيأ من زبل الْحمام والتين اجْعَلْهُ على عمق المثانة فَإِن الْخراج أَكثر مَا يكون هُنَاكَ وَتعلم ذَلِك أَن مَوْضِعه يجسو فَإِن كَانَ مائلاً إِلَى خَارج فَإِنَّهُ ينفجر إِلَى خَارج فَإِن كَانَ مائلاً إِلَى دَاخل فَإلَى دَاخل فَإِذا انفجر إِلَى دَاخل فَلَا يكَاد يبرأ لِأَن المثانة عصبية وَالْبَوْل يماسها دَائِما وَهُوَ جلاء مالح فعالجه بعلاج الكلى فَإِذا تنقى فاللبن والأغذية لِئَلَّا يكثر الْبَوْل اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تحدث أخلاط غَلِيظَة ثَقيلَة فَإِن جرحت المثانة فعلامتها القشور الَّتِي تخرج فِي الْبَوْل فَيجب أَن تداوى نعما فَإِنَّهُ إِن أزمن أورث جرحا وَهَؤُلَاء يبرؤن وَلَكِن تسكن أوجاعهم على حَال وعلاجهم الْمَنْع من الأغذية الحريفة فَإِن ذَلِك يسكن وجعهم وألزمهم الْأَطْعِمَة اللينة ومرق الدَّجَاج والرجلة والقرع والسرمق وَسَائِر مَا ذكرنَا والطلاء الْحَار ونقيع التَّمْر وأحساء من سميذ وَلبن والسمك والبقول الَّتِي تغزر الْبَوْل وأعطهم مَاء الشّعير)

وبزر الْخِيَار والقرع وبطيخ وَنَحْو ذَلِك من الَّتِي لَيست مفرطة الْحَرَارَة وَإِيَّاك والملوحة والحراقة فَإِنَّهَا تجرحهم وأطعمهم السراطين والأصداف والإوز وَلَيْسَ لَهُم علاج غير هَذَا. 3 (خلع المثانة) خلع المثانة يكون أَكثر ذَلِك من ضَرْبَة قَوِيَّة على الظّهْر يحزل عَلَيْهَا صلبه ووركه وينحف ساقاه ويهزلان وَرُبمَا سَالَ بَوْله دَائِما وَرُبمَا احْتبسَ وعلاجه: الصنوبر والاحضار وليدهن بدهن قثاء الْحمار والسوسن والغار ويتدلك بالنطرون والخل ودهن الْحِنَّاء ويحقن بحقن قَوِيَّة كالمهيأة من خربق وشونيز وقثاء الْحمار والقنطوريون فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع هَذَا السقيم نفعا بَينا ويسبح فِي مَاء الْبحار واسقه أدوية حارة كالجوشير والفنجنكشت والكمون وَيلْزم الْقَيْء بالخربق ويدهن مراق صلبه وبطنه بعصارة تافسيا وَاجعَل مِنْهُ ضماداً وَاجعَل مَعَه أَشْيَاء طيبَة للريح وألزمه الأغذية الحارة وامنعه الْبَارِدَة وَكَذَلِكَ فلتعالج المثانة الَّتِي لَا تحبس الْبَوْل لِضعْفِهَا.

بولس: إِذا كَانَ ريح فِي المثانة إِمَّا أَن يحس الْبَوْل إِذا كَانَ فِي العضلات الَّتِي تعين على فَم المثانة وَإِمَّا أَن تَنْطَلِق إِذا كَانَ العضلة الممسكة لفم المثانة وَيجب أَن تقصد بالعلاج إِلَى الْعَانَة والحالبين فتمسحها وتضمدها بالأضمدة المحمرة وامرخها بالأدهان الحارة واحقن الدبر بدهن السذاب ودهن قثاء الْحمار مَعَ سمن وجندبادستر أَو قنة وجوشير وحلتيت وَإِن حقنت بِهَذِهِ الْأَشْيَاء المثانة من ثقب الإحليل بمحقنة الإحليل عظم النَّفْع وَقد برِئ بِهِ خلق كثير وَاسْتعْمل أَيْضا حقنة تغسل الأمعاء بالقنطوريون والحنظل مَعَ دهن قثاء الْحمار ثمَّ شرب مَا يدر الْبَوْل وَشرب الجندبادستر بعده وَأما خُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة فَاجْعَلْ فِي الضماد قوابض والأغذية الْيَابِسَة والأضمدة المحمرة والاستحمام بالمخدرات ببجة الْبَارِدَة.

 

(3/279)

 

 

(الْحَصَى فِي الكلى والمثانة) وَغَيرهمَا وانعقاد الدَّم فِي المثانة نذكرهُ فِي بَاب عَام لجمود الدَّم فِي التجاويف الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: عَلَامَات الْحَصَى أَن يتَقَدَّم بَوْل يترسب فِي أَسْفَله رمل وَلَا يزَال يعبث وَيحك احليله ويزبل ويتوتر دَائِما ويعسر الْبَوْل. قَالَ: تولد الْحَصَاة قد يكون فِيمَا زعم قَوْلهم فِي القولن.

السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع الخاصرة فِي حَال النّوبَة إِنَّمَا يحْتَاج أَن يداوى بالأشياء الَّتِي تسكن الأوجاع فَإِذا سكنت نوبَة الوجع عولج بِمَا يخرج الْحَصَاة. قَالَ: قد وَصفنَا عَلَامَات الْحَصَى فِي بَاب القولنج وَالْخَاص بِهَذِهِ الْعلَّة ارتكاز الوجع فِي مَوضِع وَاحِد لَا يبرح وَيكون مَوْضِعه صَغِيرا كَأَنَّهُ مملأة وَالْبَوْل المائي وَإِن كَانَ صَاحبه قبل ذَلِك يَعْتَرِيه فَذَلِك أدل على ذَلِك.

وَأَنا إِذا رَأَيْت الوجع فِي جَانب الحالب والعانة وحرست أَنَّهَا حَصَاة سقيت الدَّوَاء الَّذِي يفت الْحَصَى الَّتِي تكون فِي الكلى فَإِن رَأَيْت الْبَوْل بعد ذَلِك رملياً أيقنت أَن الوجع للحصاة لَا للقولنج وَصَارَ ذَلِك مَعَ الْعَلامَة وأدمنت سقِِي هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا كَانَ فِي الْقطن ثقل مَعَ وجع مشبه بنخس المسبال فَإِن هُنَاكَ فِي الكلى خَاصَّة حَصَاة وَإِذا كَانَ الوجع ينْتَقل حَتَّى يبلغ إِلَى الأربية وَيكون فِي الحالبين فَإِن الْحَصَاة فِي مجاري الْبَوْل النافذة من الكلى. لى إِذا رَأَيْت بعقب الوجع الشَّديد فِي الكلى والعلامات الدَّالَّة على الْحَصَاة أَنَّهَا قد صَارَت إِلَى فرنجى الْبَوْل نزل الوجع من الْقطن إِلَى الْجَانِب فَإِذا سكن الوجع من هُنَاكَ أَيْضا فقد صَارَت فِي المثانة.

الْعَاشِرَة من الميامر: أدوية الْحَصَى يجب أَن تكون جلاءة قَاطِعَة من غير أَن يتَبَيَّن لَهَا قُوَّة اسخان وَأكْثر هَذِه مُدَّة.

3 - (دَوَاء يفت الْحَصَى)

وَهُوَ سر عَظِيم وَله خير يَنْبَغِي أَلا يكون على من فِي بدنه خَاتم حَدِيد: وَلَا فِي رجله خف فِيهِ مسامير حَدِيد وَلَا فِي بدنه ذَلِك فَإِنَّهُ يفت الْحَصَى ويخرجها قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يخرج الْبَتَّةَ وَلَا تتولد بعْدهَا بزر دوقو كرفس جبلي مر بزر القثاء. وَفِي أُخْرَى: بزر الكرسنة سِتَّة سِتَّة سليخة سَوْدَاء دَار صيني سنبل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم ينعم سحقه ويسقى مِنْهُ مِقْدَار ترمسة فِي كل يَوْم ثَلَاثِينَ يَوْمًا مَعَ ثَلَاثَة قوانوس مفت للحصى: حب

 

(3/280)

 

 

بِلِسَان وَحجر الاسفنج وبزر بنج وبزر خِيَار وبادروج يَابِس يدق ويخلط ويسقى ملعقة ثَلَاثِينَ يَوْمًا والأجود أَن يسقى المفتة للحصى كل يَوْم بعد دُخُول الْحمام. 3 (الشَّرَاب المعسل) جيد لمن يتَوَلَّد فِي كلاه حَصَاة وَيَنْبَغِي أَن يلقى فِيهِ مَا يدر الْبَوْل وَمَا يفتت الْحَصَاة.

الثَّالِثَة من الأخلاط: الْمِيَاه النقية الَّتِي تمر بالمعادن. لى والكدرة الشَّدِيدَة من كتاب مَا بَال الْحَصَى يكون من كَثْرَة الْملح فِي الْبَوْل. لى قد جربت فَوجدت الْملح فِي أَبْوَال الصّبيان أَكثر وَيكون أبدا كدرة والكدرة تكون أبدا لقُوَّة النشى فيهم لِأَن النّفُوذ فيهم شَدِيد جدا قوي لِكَثْرَة التَّحَلُّل مِنْهُم فَأَما الْملح فلشدة الطَّبْخ مَعَ المكدر.

الْفُصُول الثَّانِيَة: فِي الْحَصَى فِي الكلى فِي الْمَشَايِخ لَا يبرأ لِأَن النضج فيهم ضَعِيف جدا والعلل الَّتِي يعسر نضجها فِي الشَّبَاب لَا تنضج الْبَتَّةَ فِي الْمَشَايِخ وَمِنْهَا قد تكون الْحَصَاة خَاصَّة بِالسِّنِّ من ثَلَاثَة إِلَى اثْنَي عشر عَاما لِكَثْرَة تخليطهم لِأَن بَوْلهمْ يغلظ وحرارتهم تتحجر.

وَمن الرَّابِعَة: من كَانَ يَبُول ويرسب فِيهِ شبه الرمل وَالْحِجَارَة تتولد فِي كلاه أَو مثانته.

من تشريح الْأَمْوَات قَالَ: قد يعرض من شقّ الْحَصَاة على غير الْوَاجِب نزف الدَّم أَو جري الْبَوْل دَائِما أَو ذهَاب النَّسْل لِأَن الْقطع إِذا وَقع على أوعية المنى انْقَطع النَّسْل وَإِن وَقع فِي الْجُزْء العصبي من المثانة لم يلتحم وَمَتى وَقع على شريان تولد نزف الدَّم وَمن كَانَ عَارِفًا من تشريح الْمَيِّت لوضع المثانة والموضع الَّذِي يتَّصل بِهِ من عُنُقهَا أوعية الْمَنِيّ والموضع اللحمي من المثانة وَمَوْضِع الشريان لم يلْحقهُ شَيْء من هَذَا.

ايبذيميا الثَّالِثَة من الثَّانِيَة قَالَ: تولد جَمِيع الْحَصَى فِي الْبدن فِي الكلى والمثانة والمفاصل تكون من مواد لزجة تعْمل فِيهَا حرارة وَاحِدَة على نَحْو مَا تتولد فِي قدور الحمامات لِأَن هَذِه)

اللزوجة تحْتَاج إِلَى حرارة نارية قَوِيَّة حَتَّى تقدر أَن تهيء وتفنى مَا فِي ذَلِك من الرطوبات اللطيفة وطبخ الْبَاقِي.

الأولى من السَّادِسَة: أَصْحَاب الْحِجَارَة فِي الكلى يصيبهم أَشد مَا يكون من الوجع فِي تولدها وَفِي وَقت مرورها ونزولها إِلَى المثانة خَاصَّة وَأما فِي سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّمَا يَجدونَ شَيْئا ثقيلاً مَوْضُوعا فِي مَوضِع الكلى وَمن ظن أَن الْحَصَى يتَوَلَّد فِي بطُون الكلى فَإِن الوجع عِنْده لَا يكون فِي وَقت التوليد وَإِنَّمَا يكون فِي وَقت الْمُرُور وَمن ظن أَنه يتَوَلَّد فِي لحم الكلى بِمَنْزِلَة مَا يتَوَلَّد فِي المفاصل فَيتم هَذَا الْكَلَام. قَالَ: وَلَيْسَ يمْتَنع أَن يكون تولد الْحَصَى فِي الكلى على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَأَشد مَا تكون أوجاع الكلى فِي الْوَقْت الَّذِي يمتلئ أَصْحَابه من الطَّعَام وخاصة فِي الْوَقْت الَّذِي ينزل فِيهِ الثّقل إِلَى الأمعاء من أجل ضغط

 

(3/281)

 

 

المعي للكلى وَحين تخرج الفضول من أَسْفَل يخف الوجع بل يسكن أصلا ويتقدم تولد الْحَصَى فِي الكلى رسوب فِي الْبَوْل وَيكون لون الرسوب بِقدر حَال الدَّم فِي حرارته وبرودته وَيُشبه هَذَا الرسوب رسوب يكون من وجع الكبد. لى يفرق بَينهمَا بالأعراض لِئَلَّا يظنّ فِي كل رسوب يكون أَنه من وجع الكبد. لى يفرق بَينهمَا بتفقد اللَّوْن وَمَكَان الوجع لتعلم ذَلِك فَأَما بَوْل الرمل الْأَصْغَر الَّذِي مثل الشهلة فَلَا يكون إِلَّا من الأثقال. قَالَ: وَإِذا اتَّسع المجرى الَّذِي يحمل مائية الدَّم إِلَى الكلى دخل فِيهِ شَيْء غليظ فَإِذا انْفَلق فِي بطُون الكلى وانطبخ بالحرارة فَإِذا جمد مرّة أمكن أَن يتَعَلَّق بِهِ أبدا مَا يَجِيء حَتَّى تعظم الْحَصَاة قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى عنيت بالرياضة وَاجْتنَاب الامتلاء من الطَّعَام والأدوية المدرة للبول فَأَما الشَّبَاب وَمن قد أزمن بِهِ هَذَا وَأَرَدْت أَن تعالجه فنقه بِهِ الخربق بعد أَن تقوه لَهُ فَإِن تلطف اخلاطه وترفقها وتجعلها مواتية لجذب الخربق مِنْهَا لى الْقَيْء نَافِع للْمَنْع من تولد الْحَصَاة. قَالَ: وَمن كَانَ فِي عروقه دم غليظ كثير فابدأ بفصد مابض الرّكْبَة والصافن ثمَّ قيئه وَإِنَّمَا يسْتَعْمل الْقَيْء بالخربق بعد الازمان وَبعد مَا تُرِيدُ استيصال عِلّة الكلى رجل عِنْدَمَا يَبُول كل شَهْرَيْن حَصَاة وَقبل أَن يبولها تَجف طَبِيعَته فَلَا يخرج مِنْهُ برَاز أصلا كالحال فِي القولنج ويصيبه وجع شَدِيد ويبول حَصَاة وَالصَّوَاب فِي هَؤُلَاءِ أَن تَبرأ كَمَا يهيج الوجع بالآبزن ودلك الخواصر وَالذكر بالدهن بِالْمَاءِ الفاتر ليتسع وخاصة الذّكر فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ احرى أَلا ينتشب الْحجر ل افي مجاري الْبَوْل إِلَى المثانة وَلَا فِي الاحليل لَكِن سهل خُرُوجه وشكله أَيْضا وحركه أشكال مُخْتَلفَة لتزعزع الْحَصَاة واحقنه بِمَاء يخرج الثفل ولايأكل)

إِلَّا غذَاء لَا يثقل ويغذون كثيرا وَيجب أَن يطْلب لمن تَجف طَبِيعَته صَاحب الْحَصَى فِي الكلى وَلَا يهيج القئ وَأَنا أرى أَن ذَلِك يكون لِأَن المعي يتجع أَن يمر بهَا الثفل للوجع قَالَ: وَيمْنَع من تولد الْحَصَى فصد الصَّافِن ومابض الرّكْبَة والقئ وتلطيف التَّدْبِير نَافِع فِي علل الكلى وَمَا يدر الْبَوْل.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة للصبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً وَغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الْأَقْوَى وَالْأول فِي تولد الْحَصَاة ثمَّ بعد كَثْرَة الْحَرَارَة الْكُلية قَالَ: وَهِي فِي الصّبيان كَثِيرَة. قَالَ: وَإِذا اتّفق فِي وَقت مَا أَن ينقى بَقِيَّة من ذَلِك الْخَلْط فِي المثانة عملت فِيهِ الْحَرَارَة الغريزة وصلب وَإِذا صلب مده سهل أَن يجْتَمع إِلَيْهِ ويلتزق بِهِ من الْبَوْل الشَّيْء الغليظ ويجتمع وَيصير حجرا كَمَا تتولد فِي قدور الحمامات. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الْأَعْظَم فَأَما الْحَرَارَة فقد يَكْتَفِي مِنْهَا أَن تكون فاترة وَلذَلِك ترى يُولد فِي قدور الْحمام وَإِن كَانَ المَاء فاتراً. قَالَ: ويعين على غلظ الْبَوْل فِي الصّبيان كَثْرَة أكلهم وعدوهم بعقبة وَمن شرب مِنْهُم اللَّبن فاللين حِينَئِذٍ أسْرع شَيْء إِلَى توليد الْحَصَى وَإِذا أَكثر من الْجُبْن ولد الْحَصَى فِي الكلى والحصى يكون فِي الكلى فِي الكهول أَكثر وَذَلِكَ لِأَن الْأَفْعَال الطبيعية فيهم قد ضعفت ونقصت فالمائية الَّتِي تنفصل من الدَّم الَّذِي فيهم لَيست فِي غَايَة الرقة والانطباخ لَكِن فِيهَا غلظ مَاء فَلذَلِك يتحجر فِيهَا شَيْء فِي بطُون الكلى فِي بعض الْأَحْوَال. لى وَفِي بعض الْأَحْوَال يتَوَلَّد

 

(3/282)

 

 

فِي نفس جرم الكلى كَمَا يتَوَلَّد فِي المفاصل إِذا كَانَ غذاؤها من شئ غليظ خام. قَالَ: فَأَما الصّبيان فَإِن مائية الْبَوْل الَّذِي تحقن بِهِ الكلى فيهم على غَايَة النضج فَلذَلِك لَا ينقى وَلَا يتحجر مِنْهَا فِي الكلى شَيْء لِأَنَّهُ رَقِيق نضيج فَإِذا بلغ المثانة فَإِنَّهُ لسعة فضاء المثانة وَلِأَنَّهُ بعد عَن مَعْدن الْحَرَارَة الْكَثِيرَة ويبرد فيغلظ لذَلِك أَكْثَره وَيُمكن فِيهِ أَن يلزق بعضه بالمثانة. لى ينظر فِي عِلّة الكلى وتستقصى إِن شَاءَ الله فَإِن بَين الكهول وَالصبيان اخْتِلَافا كثيرا من أجل الكلى.

آخر يفت الْحَصَى بِقُوَّة: زجاج أَبيض يسحق فينحل بحريرة ثمَّ يشوى فِي التَّنور بِنَار قَوِيَّة مَرَّات ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة وَمن العقارب خَمْسَة وَمن الذراريج دِرْهَم وَمن دم التيس المجفف خَمْسَة دَرَاهِم وَمن خرؤ الْحمام ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الدوقوا خَمْسَة يجمع الْجَمِيع ويسقى.

الأهوية والبلدان قَالَ: من كَانَ بَطْنه لينًا سهلاً ومثانته غير شَدِيدَة الْحَرَارَة وعنق مثانته غير ضيق فَإِنَّهُ يَبُول بولاً بِغَيْر عسر. وَلَا يبْقى كدر بَوْله فِي المثانة بل يخرج بِسُرْعَة وَمن كَانَ بطن مثانته حاراً فَإِن عنق المثانة مِنْهُ يكون حاراً باضطرار فَإِذا كَانَت المثانة مجاورة لطبعها فِي)

الْحَرَارَة ورم عُنُقهَا وَلم يبل مِنْهَا كدر الْبَوْل لضيق المجرى فَيخرج اللَّطِيف ويجمد الكدر ثمَّ يلصق بِهِ دَائِما حَتَّى تعظم الْحَصَاة فَتقبل حِينَئِذٍ إِلَى فَم المثانة فيسده فيهيج بذلك وجع شَدِيد وَتَأْخُذ حكة فِي المذاكر. لى إِنَّمَا قد يكون فِي الْقَضِيب لِأَن الْحَصَاة الْوَاقِعَة فِي عنق المثانة تزعزع بَاطِن الْقَضِيب حَيْثُ أَصله فيمد ذَلِك اللذع فِي جَمِيع جرم الْقَضِيب باتصاله فَإِذا حكه وجد لَهُ لَذَّة وَلذَلِك أَنه يَتَحَرَّك ويلتوي حركات يستريح إِلَيْهَا. قَالَ: ويعرض من شرب الْمِيَاه الكدرة والغليظة وَإِنَّمَا يعرض للصبيان لِأَن الْأَعْنَاق الَّتِي لمثاناتهم ضيقَة وَلَا تنفذ فِيهَا الرُّطُوبَة الغليظة الكدرة. قَالَ: بَوْل الصّبيان إِذا كَانَ مائياً دَلِيل على انه يتَوَلَّد فيهم الْحَصَاة فَأَما الرِّجَال فأعناق مثاناتهم وَاسِعَة وَإِنَّمَا تتولد الْحِجَارَة فِي المثانة لَيْسَ بِضيق فمها فَقَط لَكِن لشدَّة حرارة المثانة وَلم يفك عِلّة ترتضى فِي سَبَب سخونة مثانات الصّبيان وَلَا كلى الكهول. قَالَ: وَاللَّبن الْحَار المايل إِلَى الصُّفْرَة يُولد الْحِجَارَة فِي مثانات الصّبيان لِأَنَّهُ يسخن الْبَطن كُله والمثانة مِنْهُم.

قَالَ ابقراط: فَإِنَّهُ علاج يشرب الشَّرَاب الرَّقِيق نَافِع للأطفال لِأَنَّهُ لَا يخرق وَلَا يتفتحها وَلم يُفَسر جالينوس ذَلِك الْبَتَّةَ فَكَأَنَّهُ يُرِيد بِهِ أَن ذَلِك يمْنَع من تولد الْحَصَاة وَلَا يبلغ أَن يضر بالأطفال. قَالَ: النِّسَاء لَا تتعول فِيهِنَّ الْحَصَى لِأَن مثاناتهم عراض وأفواهها وَاسِعَة لَيست لَهَا أَعْنَاق طوال منفرجة ضيقَة فَيجْرِي الْبَوْل الكدر بسهولة وَلَا يحتبس الْبَتَّةَ ويمكنهن أَن يلمسن عنق مثاناتهن بأصابعهن وأفواه مثاناتهن وَاسِعَة وَلَا يعبثن بهَا وَلَا يحككنها كَمَا يعبث

 

(3/283)

 

 

الرجل. جَاءَنَا رجل إِلَى المارستان فَقَالَ أَنه يَبُول فِي كل ثَمَانِيَة أشهر حَصَاة وَأَنه يَأْخُذ عَلَيْهَا يبس شَدِيد حَتَّى يبولها وَفِي الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا: فِي الصّبيان وَجَدتهمْ يكون فِي عنق المثانة ضيق حَتَّى يمْنَع نُفُوذ الْبَوْل الكدر وَفِيهِمْ تكون المثانة فِي غَايَة الْحَرَارَة وَمن كَانَ من الصّبيان لَا يخرج الثفل من بَطْنه على مَا يجب وعنق مثانته ضيق وَهِي حارة فَهُوَ مستعد للحصى. 3 (حرارة المثانة) يكون من حرارة الْمعدة وَاللَّبن الَّذِي يسخن الْمعدة جدا من كَانَ من الصّبيان يتَوَلَّد فِيهِ الْحَصَى يَنْفَعهُ الشَّرَاب الَّذِي فِي غَايَة الرقة ممزوجاً رَقَبَة مثانة الْجَوَارِي فصيره وَاسِعَة والتواؤها يكون قَلِيلا وبولهن أرق لِأَنَّهُنَّ أقل شَرها وحرارتهن أقل لذَلِك لَا تكَاد الْحَصَاة تتولد فِيهِنَّ.

الأغذية الأولى أعظم الْأَسْبَاب فِي تولد الْحِجَارَة فِي الكلى حرارة مزاج الكلى إِذا كَانَت حارة نارية. وَقَالَ هَاهُنَا أَيْضا عِنْد ذكر الحمص: إِن الحمص الْأسود الصغار يفت الْحَصَى الْمُتَوَلد فِي الكلى تفتيتاً بليغاً وَيجب أَن يشرب طبيخه فَقَط.

الْيَهُودِيّ قَالَ: الْحَصَى يكون من الْبَوْل الْكثير الْملح.

اهرن مَا يفت الْحَصَى: العقارب المحرقة والشربة قيراطان فالشراب الَّذِي يُسمى حنديقون وَتحرق بِقدر مَا تسخن وتلقى أَيْضا فِي الزَّيْت ويحقن بهَا الإحليل ويتحمل مِنْهُ بصوفة فِي المقعدة وتمرخ بِهِ الْعَانَة والدرز. قَالَ: والعقارب ضد الْحَصَاة وَمِمَّا يفت الْحَصَى قشور الكندر والكندر دِرْهَم.

دَوَاء يفت الْحَصَى وَلَا تعود قشور أصل الْكبر وأصل الجوشير واشقيل وثوم دقه واعجنه الطَّبَرِيّ عَن اطهورسفس الشربة من العقارب المحرقة دانقان إِلَى نصف دِرْهَم وَهُوَ نَافِع جدا.

اهرن إِذا كَانَ الْإِنْسَان يَبُول بولاً أَبيض خاواً ثمَّ بَال بعد ذَلِك رملاً فَأَخذه وجع شبه القولنج فَفِي كلاه حَصَاة وَتَكون فِي حَصَاة الكلى ممراً أبدا وَفِي المثانة لَا تكون ممراً قَالَ: ويستدل على الْحَصَاة فِي مثانة الصَّبِي أَنه يَبُول بولاً أَبيض رَقِيقا فِي أول مرّة شبه المَاء ثمَّ لَا يزَال يحك احليله ويتوتر ويذبل.

اهرن احقن الْحَصَاة فِي المثانة بطبيخ الْأَدْوِيَة الَّتِي يفتها تزرقها فِي الإحليل فَإِنَّهُ ابلغ مَا يكون من ذَلِك: مَاء السذاب وَمَاء المرزنجوش والنفط الْأَبْيَض إِذا لم يكن وجع شَدِيد وَلَا حرارة ودهن البلسان أَو دهن الناردين.

 

(3/284)

 

 

من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: يعصر الفجل بِلَا ورق ويسقى مِنْهُ على الرِّيق أُوقِيَّة أَيَّامًا لتفتيت الْحَصَى الْكِبَار وَالصغَار الَّتِي فِي المثانة وَيفْعل ذَلِك بِخَاصَّة عَجِيبَة.

وَأَيْضًا مجرب: تُؤْخَذ أم جَنِين وَهُوَ الدويبة الْمعينَة الظّهْر بنفط سود تكون فِي الثفل والرطوبة فتبلغ صحاحا فَإِنَّهُ يذهب بالحصاة وَلَا تعود.)

من كتاب الْكِنْدِيّ ومسيح الدِّمَشْقِي: اسْقِ للحصاة مثقالين من دم تَيْس مجفف بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من مَاء سخن تُؤْخَذ الدُّود الَّتِي تضيء بِاللَّيْلِ فتجفف فِي إِنَاء نُحَاس ثمَّ ارْمِ رَأسهَا بولس

3 - (دَلَائِل الْحَصَى فِي الكلى)

وجع لَازم مرتكز لَا يبرح وَبَوْل بورقية رملية وتألم احدى الخصيتين وتخدر إِحْدَى الفخذين وَهُوَ بحذاء الْكُلية العليلة وأعراض تشبه أَعْرَاض القولنج وَأما الْحَصَاة فِي المثاتة فدلائلها الْبَوْل المائي الرَّقِيق الْأَبْيَض وَفِيه رمل وحك المذاكر كثيرا وَمد الْقَضِيب وَطلب الْبَوْل وعسر خُرُوجه والانتشار. قَالَ: وَمِمَّا يفت الْحَصَى فِي الكلى كَثْرَة اسْتِعْمَال الْحمام والآبزن يشرب سَاعَته فَيخرج شَيْئا يفت الْحَصَى. ويفت الْحَصَى الصراصر الميبسة بِلَا أَجْنِحَتهَا وريشها وعصفورالصباح ممدوح جدا وَهُوَ عُصْفُور صَغِير لَونه بَين الرَّمَادِي والأخضر ومنقاره حاد وَيكون فِي الْحِيطَان فَإِذا ملح وَأكل دَائِما نيا بَوْل الْحَصَى وَإِن احْرِقْ بريشه وَسَقَى رماده مَعَ فلفل وساذج هندي بِمَاء الْعَسَل حاراً فت الْحَصَى وبولها وَقد يخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة دم التيس وَالْقلب وَدم التيس المجفف يفت الْحَصَى فِي إبان الوجع اسْتعْمل الآبزن والمخدرة مَتى اضطررت إِلَيْهَا وَكَثِيرًا مَا فصدنا فَكَانَ ذَلِك سَببا لسرعة خُرُوج الْحَصَى وخف الوجع فَأَما الإحتراس من تولدها ثَانِيَة فبالأغذية اللطيفة القليلة وَترك الْحُبُوب والجبن وَاللَّبن وَالشرَاب الْأسود وَترك كَثْرَة اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ فَليدع مَا يُولد الْخَلْط الغليظ وكل حريف أَيْضا كالثوم والبصل والأشياء الحادة جدا وَيَشْرَبُونَ سكنجبينا بِمَاء قد طبخت فِيهِ الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى كل يَوْم أَو يَوْمَيْنِ بعد الْخُرُوج من الْحمام وليتجرعوا بعد الْخُرُوج من الْحمام قبل كل شَيْء من مَاء فاتر وليشربوا فِيمَا بَين غذائهم مَاء بَارِدًا وَإِن أحسوا بامتلاء اسهلوا وفصدوا.

من كتاب الطلسمات قَالَ: إِن أكلت الْعَقْرَب فتت الْحَصَاة وَإِن شربت الخراطين بعد سحقها فتت الْحَصَاة فِي المثانة.

الاسكندر قَالَ: جلّ علاج الْحَصَى فِي الكلى الحمامات والآبزن ومرخ الخواصر بدهن البابونج ويسقى المفتتة للحصاة والأشياء اللينة وَهُوَ فِي مَاء الْحمام ويستحم فِي الْيَوْم مَرَّات وَإِن كَانَ صيفاً فليستحم بِمَاء الرُّمَّان ويلج بالآبزن والمروخ بدهن البابونج واجعله فِي وَقت الرَّاحَة من الآبزن وألح فِي ذَلِك وَلَا تَدعه سَاعَة بِلَا علاج واحقنه بحقنة لينَة مسكنة للوجع بطبيخ الحلبة)

والخطمى والنخالة والبابونج ودهن البابونج فَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَمن الشّعير المقشر والبنفسج والخطمى والنخالة والبابونج وَإِن الحاك الوجع إِلَى

 

(3/285)

 

 

إِعْطَاء المخدرات فاعط الفلونيا والمخدرات وَاعْلَم أَنه لَا دَوَاء أفضل للحصى من دم التيس قد امتحنت ذَلِك وجربته فليؤخذ تَيْس من أَربع سِنِين ويذبح وَيُؤْخَذ أَوسط الدَّم وَيجْعَل فِي إِنَاء نظيف قد غسل وجفف مَرَّات واعط مِنْهُ فلنجارين بشراب حُلْو وليعط بورق الرازيانج لكَي تطيب رَائِحَته أَو يخلط بِمَا يطيب رَائِحَته فَإِنِّي قد فتت بِهِ حَصى عظاماً وَمَعَ ذَلِك يُخرجهَا بِلَا وجع وَلَا أَذَى وَإِذا رَأَيْت الْحَصَى مرتبكة جدا وَرَأَيْت الْحَرَارَة كَثِيرَة والجسم ممتلئاً قَوِيا وحدست أَنه قد عمل ورماً للوجع فابدأ بتشريح الباسليق فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك نفدت الْأَدْوِيَة والعلاجات فِيهِ أسْرع وَأكْثر وأسهل لخُرُوج الْحَصَى وَلَا تسْتَعْمل الحرارات كثيرا فِي هَؤُلَاءِ فِي وَقت الرَّاحَة لِأَنَّهُ يعين على تولد الْحَصَى إِذا كَانَ هُنَاكَ بلغم مستعد للتحجر وَمِمَّا يمْنَع تولد الْحَصَى شرب المَاء الْحَار على الرِّيق وتعاهد الْقَيْء والأطعمة اللطيفة وَترك اللَّبن والجبن وَالشرَاب الْأسود والحبوب اللزجة وَلَا ينَام على فرَاش الريش وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تسخن الْحَصَى جدا ويحجر الْمَادَّة وَطول الْقيام على الرجلَيْن يعين على تولدها. قَالَ: فَأَما حَصى المثانة فاطل بِدَم التيس فِي الْحمام فَوق المثانة مَرَّات كَثِيرَة وَعَلَيْهَا وحواليها.

شرك الْهِنْدِيّ دَوَاء مجرب للحصى قد بلوته غير مرّة: بزر بطيخ وقرطم وزعفران وقلب.

قَالَ: وجعا يكسر الْحَصَى فِي المثانة ويخرجها ركُوب دَابَّة قطوف خشن ركضها. مَجْهُول قَالَ: إِذا رَأَيْت الوجع فِي مَوضِع الكلى مرتكزاً لَا يبرح فَهُوَ وجع الكلى وَإِذا رَأَيْته يحول فِي الْبَطن وَكَانَ فَوق مَوضِع الكلى وَمن قُدَّام فَإِنَّهُ وجع القولنج. قَالَ: ويعالج وجع القولنج بالحقن اللينة شَمْعُون: العقارب المحرقة لَا يعرف دَوَاء الْبَتَّةَ أنفذ مِنْهَا فِي الْحَصَى يفتها إِذا شرب مِنْهَا قيراطان بالحنديقون فَإِن تقدم فِي شربه أَو من تولد الْحَصَاة والدودة الَّتِي تُوجد فِي اللَّيْل وتضيء تُؤْخَذ فتجفف فِي إِنَاء نُحَاس فِي شمس حارة ثمَّ ارْمِ برأسها واسحق سَائِر جَسدهَا واسق مِنْهَا وَاحِدَة فِي ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهَا تذيب الْحَصَى الْبَتَّةَ. قَالَ: وَهِي فِي نَحْو الذراريج إِلَّا أَنَّهَا أقوى مِنْهَا وَاحِد.

كناش الإختصارات قَالَ: فِي وَقت نوبَة الْعلَّة وشدتها أقعد العليل فِي آبزن قد طبخ فِيهِ المحللات واسقه مَاء اليقراطين وَمَاء الحلبة والكثيراء والنشادر درهما بِمَاء الْعَسَل أَو شراب البنفسج أَو)

بالميبختج وَمَا أشبه هَذَا من التَّدْبِير حَتَّى تزلق الْحَصَى.

قرصة تسْتَعْمل فِي هَذَا الأوان: بزر الْبِطِّيخ وبزر الخطمى وكثيراء ونشا يجمع بلعاب البزر قطونا ويسقى بشراب بنفسج. قَالَ: وامرخ الظّهْر والعانة ونواحيها بشحم البط وأطعمه اسفيذباجا يعْمل بفروج سمين وَالسمن والبقول اللينة فَإِذا خرج فحينئذٍ يسْتَعْمل مَا يسقى. لى وَقد يسقى فِي هَذَا الْوَقْت مَا يفت الْحَصَى فَإِنَّهَا تعين على ذَلِك. قَالَ: وعلامة الْحَصَى أَن يخرج الْبَوْل فِي بَدْء خُرُوجه أبدا رَقِيقا يشبه المَاء مَعَ وجع وحكة فِي الذّكر وَأَن يبوله وقروح المقعدة وَيخرج بعده شَيْء غليظ يجد لِخُرُوجِهِ رَاحَة. قَالَ: وَيكون قضيبه دَائِم الْقيام.

 

(3/286)

 

 

قَالَ: وأنفع العلاج لَهُ مداومة الْحمام فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ويسقى مَتى خرج مَاء الحرشف وَمَاء ورق الفجل والفجل الدقاق فَإِنَّهُ يمْنَع أَن تكمل الْحَصَى فَإِن اشْتَدَّ الْأَمر سقى دم التيس المجفف وَإِن اشْتَدَّ أَيْضا الوجع فِي حَالَة سقى دانقى فلونيا.

من اختيارات حنين دَوَاء للحصى يذهب بهَا الْبَتَّةَ إِن كَانَت وَيمْنَع تولدها مَتى لم تكن اسحق دِرْهَمَيْنِ من ذرق الْحمام بِمثلِهِ من سكر وَيشْرب بِمَاء وللصبي نصف دِرْهَم مَعَ مثله من سكر.

3 - (مسَائِل ابيذيميا)

السَّادِسَة يعرض فِي وَقت نُفُوذ الْحَصَى فِي الكلى أصعب الأوجاع وأشدها وَأما فِي وَقت تتولد سدداً وورما فَإِنَّهُ إِنَّمَا يعرض كَأَن ثقلاً مُعَلّقا فِي مَوضِع الكلى. لى لَا دلَالَة أصح فِي التَّفْرِيق بَين وجع القولنج والكلى من أَن يكون قد تقدم ذَلِك ثقل وتمدد بِلَا وجع فِي الْقطن مُدَّة طَوِيلَة فِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي يُرِيد أَن يَبُول الْحَصَى لَا شَيْء تزيد فِي الوجع من أَن تكون الْمعدة والأمعاء ممتلئة ففرغها بالقيء والإسهال وَاجعَل الْغذَاء كثير الْغذَاء قَلِيل الكمية لِئَلَّا يكون ضغط وَلَا تسْقط الْقُوَّة وَقد يكون وجع شَدِيد من امتلاء الْعُرُوق من الدَّم وعلامة ذَلِك أَن يكون الوجع شَدِيدا مَعَ خلاء الْمعدة والأمعاء وَأَن يكون التَّدْبِير قبل ذَلِك مولد الدَّم فافصد هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُ يسكن عَنْهُم أَكثر الوجع بعد مُدَّة. قَالَ: وَيحدث فِي وجع الكلى خدر فِي الرجل المحاذية لتِلْك الْكُلية. لى هَذَا أَيْضا فرق بَينه وَبَين القولنج وَيَنْبَغِي أَن تحول جَمِيع العلاجات إِلَى هَاهُنَا. لى من رَأَيْته يتَوَلَّد فِي كلاه الْحَصَاة وَاسع الْعُرُوق كثير الدَّم فافصده من مابض الرّكْبَة وَمن رَأَيْته أَبيض ناعم الْجِسْم فاقصد الْقَيْء وَالتَّدْبِير الملطف والرياضة وَأما الألوان فَلَا تلطف تدبيرهم جدا بل رطبهم مَا أمكن وبردهم فَإِنَّهُم إِنَّمَا يتَوَلَّد فِي هَؤُلَاءِ من أجل الْحَرَارَة وَفِي الْأَبدَان السمينة لأجل الرطوبات الغليظة. قَالَ: إِذا كَانَ الْفضل الَّذِي ينْدَفع إِلَى الكلى لَيْسَ بشديد اللزوجة حَتَّى يلصق بالكلى لصوقاً يعسر قلعه مِنْهُ خرج مَا جمد أَولا فأولاً فَيصير مِنْهُ الرسوب الرَّمْلِيّ وَإِذا كَانَ بالضد لم يخرج وَلم يجْتَمع إِلَيْهِ شَيْء بعد شَيْء حَتَّى يصير جملَة عَظِيمَة وَغير هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى المدرة للبول لتقلع ذَلِك مَا دَامَ صَغِيرا وتنقى الكلى أَكثر مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي حَال بَوْل الرمل.

بولس: يجب أَن يُؤْخَذ دم تَيْس فتي السن حِين يبْدَأ الْعِنَب بزهر فيجفف ويسقى مِنْهُ ملعقة مَعَ دِرْهَم ميبختج. تياذوق قَالَ: عَلامَة وجع الكلى أَن يعرف مَكَان الكلى وَمَوْضِع الْجرْح فَمن بَال من ذكره قَلِيلا وَجرى بَوْله من الْجرْح كثيرا فَإِنَّهُ يدل على أَنه سيعرض لَهُ رشح الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا عرضت الْكُلية فِي هَذَا الْجرْح وَتمّ ذَلِك فَلَا برءة لَهُ وَأما إِن ضَاقَ خَارِجا وَلم يلتحم دَاخِلا فوسعه خَارِجا وضع الْأَدْوِيَة افْعَل ذَلِك مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَإِيَّاك والتواني عَنهُ فَإنَّا قد رَأينَا مَا انْشَقَّ مرَّتَيْنِ وَمن بعد شهر وشهرين فبرؤا. قَالَ: وَإِذا عرضت حَصَاة أُخْرَى بعد ذَلِك فَاعْلَم أَنَّهَا من الكلى لَا من المثانة واحقن المثانة بالبورق وَنَحْوه فَإِنَّهُ سيفتها وَيخرج الْبَوْل وَلَا يحقن

 

(3/287)

 

 

بذلك إِلَّا)

بعد سُكُون الورم والوجع فَأَما الْحَصَاة فِي النِّسَاء فعلاجها علاج الذُّكُور وَلَكِن تحس الْحَصَى من الْبكر فِي المقعدة وَالثَّيِّب فِي الرَّحِم. لى الثّقل يكون كَأَن شَيْئا مُعَلّقا من الكلى يكون حِين يتَوَلَّد السدد وَحين يتَوَلَّد الْحَصَى والأورام وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم الحميات المختلطة ونافض وَكَثْرَة الْبَوْل ودروره وَمَعَ السدد قلَّة الْبَوْل وصفاؤه وَمَعَ الْحَصَى صفاء الْبَوْل ورملية فِيهِ الْعَلامَة الَّتِي تطلب الْبَطن يحتبس مَعَ الْحَصَى لَا يجاع المعي ويهيج الْقَيْء لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من أَسْفَل صَار إِلَى فَوق.

تياذوق: عَلامَة وجع الكلى أَن تعرف مَوَاضِع الكلى حَتَّى تبدر الْحَصَى ثمَّ حل الرطوبات ونقى الدَّم الجامد الَّذِي يكون فِي الشق وَأَيْضًا يرْبط الرِّبَاط خلف الْحَصَى لِئَلَّا ترجع إِلَى خلف وتمد الْجلد إِلَى رَأس الْقَضِيب وشده ليَكُون إِذا فتحناه وجع الْجلد ويغطي الْجرْح لى توهم هَذَا غلط وَذَلِكَ أَنه إِذا يغطى الْجراح منع سيلان الدَّم وَلَكِن لَيْسَ بغلط لِأَن الصديد لَهُ مسيل إِلَى افطيلش قَالَ: قد يعرض شرب الْمِيَاه الكدرة وَمن سوء الهضم فَإِن الْبَوْل يكدر وَإِذا كدر الْبَوْل رسب مِنْهُ فِي قَعْر المثانة شَيْء بعد شَيْء والتحم بعضه على بعض وانطبخ بالحرارة فتحجر وَلذَلِك يعرض للصبيان أَكثر الكدر لتخليطهم وشربهم. قَالَ: وَقد ظن بعض النَّاس أَن الْحَصَاة تثبت لاصقة بالمثانة وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهَا لَيست لاصقة بالمثانة الْبَتَّةَ وَلذَلِك تقع من مَكَان إِلَى مَكَان مَتى تجمعت وعظمت.

3 - (عَلامَة من بِهِ حَصى فِي المثانة)

أَن مِنْهُم من يَبُول فِي آخر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة ويوجعه طرف الذّكر ويحكه وَمَتى تَعب وارتاض أحس فِي الذّكر تحدر وَرُبمَا انسد بَوْلهمْ وَإِذا هُوَ بَال اشْتهى أَن يَبُول بعد الْفَرَاغ من الْبَوْل أَو يَبُول أَيْضا وَأحب ذَلِك وَإِنَّمَا يتجع الذّكر وَيحك باشتراك المثانة كَمَا تجمع الأربية إِذا نكيت بالإصبع وَأما شهوتهم أَن يبولوا بعد خُرُوج الْبَوْل كُله فَلِأَن المثانة تهيج لدفع مَا فِيهَا من الْحَصَى كَأَنَّهُ يُؤَيّد إِخْرَاجه لِكَثْرَة الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْحَصَاة عَظِيمَة أَو خشنة فَإِنَّهَا كثيرا مَا يَبُول صَاحبهَا الدَّم وَأما الصَّغِيرَة الملساء فَلَا يَبُول صَاحبهَا الدَّم وَيكون عسر الْبَوْل مَعَ الصَّغِيرَة أَكثر مِنْهُ مَعَ الْكَبِيرَة لِأَن الصَّغِيرَة يُمكن أَن تقع فِي فَم المثانة وَبَوْل الْحَصَى فِي الصّبيان أسهل لِأَن قضيبهم رطب لين. قَالَ: وَمن أَصْحَاب الْحَصَى من تخرج مقعدته وتحس بثقل فِي حالبيه وخصيتيه.

قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي المثانة حصاتان أَو ثَلَاثًا دفع بَعْضهَا بَعْضًا ويبول الرمل. قَالَ: وَالَّذين تصير الْحِجَارَة مِنْهُم فِي عنق المثانة يَبُولُونَ بِلَا وجع على هَذِه الأشكال: أَحدهَا أَن يركب رجلا ويمر بَطْنه على صلبه وَهُوَ مثنى أَو يكبه ويركب رُكْبَتَيْهِ وَيضم نَفسه مَا أمكن فيضطر ذَلِك عنق المثانة إِلَى دفع الْحَصَاة إِلَى خلف وَيجْعَل رجله على الْحَائِط وَيمْسَح أَسْفَل الْبَطن إِلَى فَوق أَو يضعون أَيْديهم تَحت ركبهمْ ويدنونها من صُدُورهمْ فيسهل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء عَلَيْهِم الْبَوْل. لى وَمَا ذكر جالينوس من شيل الرجلَيْن وَأَمرهمَا قَالَ: وَقد يُؤْخَذ نصف مِثْقَال من

 

(3/288)

 

 

زجاج أَبيض مسحوق كالكحل يشرب بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من المَاء السخن. قَالَ: وَقد يكون الْحَصَاة فِي الذُّكُور أَكثر لِأَن عنق المثانة مِنْهُم قصير وَاسع مستو فَلَا يحتبس فِيهَا الكدر.

عَلامَة الْحَصَى حكاك فِي المذاكر وَرُبمَا بَال قَلِيلا بعسر وَرُبمَا كَانَ دَمًا إِذا كَانَت خشنة ويهزل صَاحبهَا وَيدخل الإصبع فِي الْحلقَة فيلمس الْحَصَاة. قَالَ: مَاء الحمات يفت الْحَصَى. قَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة بكرا فَأدْخل الإصبع فِي الدبر وَإِن كَانَت ثَيِّبًا فَفِي الْقبل وعصر الْيَد الْأُخْرَى وادلك المراق أَو السُّرَّة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَن الْحَصَا شقاً بالوارب قَلِيلا قَلِيلا وَإِيَّاك أَن تصيب الْقَضِيب. قَالَ: فَإِن عرض من الشق عَن الْحَصَاة ورم فَاسْتعْمل الْجُلُوس فِي الْمِيَاه الملينة والحقن.

قَالَ: يُؤْخَذ نصف مِثْقَال من الزّجاج الْأَبْيَض مسحوقاً كالكحل يشرب بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من المَاء الْحَار.

من التَّذْكِرَة للحصى: نصف دِرْهَم من عقارب محرقة فِي كوز جَدِيد وقردمانا وَحب الْغَار ولوز مر وَسعد وقفل الْيَهُودِيّ وَحب الْقلب يسقى بِمَاء الفجل أُوقِيَّة وَقد يسقى بِمَاء الكرفس وَمَاء الحسك وَمَاء كزبرة الْبِئْر ويسقى نصف دِرْهَم من عقارب محرقة مَعَ دِرْهَم من حب الْقلب بِمَاء الفجل أُوقِيَّة.

روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بِلَا مرض وَلَا وجع كَانَ يبوله فَإِنَّهُ مستولد فِي كلاه حَصَاة بعد زمَان يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليبادر الطَّبِيب فيعطيه إِمَّا مليناً وَإِمَّا الْأَدْوِيَة المدرة للبول وَأمره بِالسُّكُونِ لِأَن كَثْرَة التَّعَب يُولد الْحَصَى فِي الكلى.

ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية قَالَ: الَّتِي تفتت الْحَصَاة قردمانا حب الْغَار سعد لوز مر وحلو مقل الْيَهُود مَتى أَخذ مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء برنجاسف أَو بِمَاء أصل الخطمى مطبوخاً أَو بِمَاء الحسك أَو بِمَاء كزبرة الْبِئْر أَو نصف دِرْهَم من العقارب المحرقة يشرب بِمَاء ورق الفجل أَو ثَلَاثَة دَرَاهِم من حب الْقلب مَتى شرب بِمَاء الفجل أَو بِمَاء الفوذنج.

افطيلش: إِذا كَانَ صَاحب الْحَصَاة يَبُول رملاً فَإِن ذَلِك يدل على أَن حَصَاة رخوة متفركة وَهَذِه متوانية التفرك بالأدوية وَإِذا كَانَ الْبَوْل شَدِيدا لصقاً جدا فَذَلِك دَلِيل على حجر أملس صلب لَا يواتي التفرك بالأدوية الْبَتَّةَ.

بولس دَلَائِل الْحَصَى: الْبَوْل المائي الَّذِي فِيهِ ثفل رملي مَعَ حك الْقَضِيب وصلابته وانتشاره لَا لعِلَّة وعبث العليل بِهِ كَأَنَّهُ يفتشه وَلَا سِيمَا إِن كَانَ صَبيا ويحتبس الْبَوْل بَغْتَة بعقب هَذِه العلامات فَذَلِك لِأَن الْحَصَاة وَقعت إِلَى عنق المثانة. قَالَ: ويسهل برْء الصّبيان إِلَى أَن يبلغُوا)

أَرْبَعَة عشر عَاما للين أجسامهم ويعسر برْء الْمَشَايِخ ليبس المزاج الَّذِي لَهُم وَمَا بَينهم من الْأَسْنَان فبحسب ذَلِك وَمن كَانَت حصاته عَظِيمَة يكون مَا يعرض لَهُم من الْأَعْرَاض مِنْهَا أقل لأَنهم لعظم الْحَصَاة وخشونتها قد اعتادوا الآلام والأوجاع فَلَا يسْرع إِلَيْهِم الورم من الوجع وَإِذا أردْت العلاج فَإِن كَانَ صَغِيرا فَمر الخدم ينقضونه ويحركونه وَإِن كَانَ العليل صَبيا يُمكنهُ الْوُثُوب فمره بالوثوب وَالظفر من مَوضِع مُرْتَفع لتصير الْحَصَاة فِي

 

(3/289)

 

 

عنق المثانة ثمَّ أقعده منتصباً وَتجْعَل يَدَيْهِ تَحت فَخذيهِ لتصير المثانة كلهَا مائلة إِلَى أَسْفَل ثمَّ جس الْموضع والمسه خَارِجا وَإِن أحسست الْحَصَاة وَإِنَّهَا نشبت بالظفر فِي عنق المثانة شقّ عَلَيْهَا من ساعتك وَمَتى لم تحس بالحصاة باللمس خَارِجا فامسح الإصبع خَارِجا بدهن أما السبابَة وَأما الْوُسْطَى على قدر سنّ الْغُلَام من الصغر وَالْكبر وأدخلها فِي الدبر وفتش عَن الْحَصَاة بالإصبع وانقلها قَلِيلا قَلِيلا إِلَى عنق المثانة فَإِن رفعتها هُنَاكَ فاكبس عَلَيْهَا بالإصبع تدفعها إِلَى خَارج جدا وَمر خَادِمًا آخر يمد بِيَدِهِ الْيُمْنَى الْأُنْثَيَيْنِ نَاحيَة عَن الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ الشق ثمَّ اربط عَن الْحَصَاة بعمادين وَيكون الشق مُؤْذِيًا ليَكُون خَارِجا فِي اللَّحْم وَاسِعًا وَإِمَّا دَاخِلا فِي المثاتة فضيق بِقدر مَا يُمكن أَن تخرج مِنْهُ الْحَصَاة فَقَط فَرُبمَا ضغطت الإصبع فَوَثَبت لذَلِك فَإِن لم تخرج لذَلِك فأخرجها بالمجرة وَبعد ذَلِك إِن هاج نزف الدَّم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم كالصر والكندر والزاج وَمَا أشبه ذَلِك حَتَّى إِذا كف النزف فَاجْعَلْ على الْموضع رفافد مبلولة بزبد أَو سمن ويستلقى العليل وبل الرفافد فِي كل قَلِيل وَحل الرِّبَاط فِي الْيَوْم الثَّالِث وأنطل الْموضع بِمَاء وزيت كثير ويعالج بمرهم الباسليقون وَيحل فِي كل قَلِيل لمَكَان الْجراحَة للبول فَإِن عرض ورم حَار فَاسْتعْمل الأضمدة والنطولات الَّتِي تصلح لذَلِك وصب فِي المثانة دهن ورد ودهن بابونج أَو سمن وَإِن لم يمْنَع من ذَلِك مَانع ورم حَار وَكَذَلِكَ مَتى صَار فِي الْخراج أكال أَو فَسَاد آخر فليعالج كل نوع بعلاجه حَتَّى إِذا ذهب الورم الْحَار فجعهم وَاسْتعْمل المراهم اللينة على الصلب وَالظّهْر وأسفل الْبَطن وَفِي جَمِيع أَوْقَات العلاج اربط الفخذين مَعًا وَالرّجلَيْنِ كي تلبث الْأَدْوِيَة وَلِئَلَّا يَتَحَرَّك ويجود التحام ويسرع فَإِن كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة وَصَارَت إِلَى مجْرى الْقَضِيب فَلَا يقوى العليل على بولها فَخذ جلد الْقَضِيب إِلَى قُدَّام واربط من طرف الكسرة ثمَّ شدّ خَافَ الْحَصَاة الْقَضِيب شداً جيدا ثمَّ شدّ بحذاء الْحَصَاة من تَحت الْقَضِيب. قَالَ: وَقد يكون فِي الْإِنَاث حَصَاة ويحسونها بأصابعهن وَتظهر سَائِر الدلايل من أجل فَم الرَّحِم فِي عنق المثانة فَإِن كَانَ)

العليل صَبيا أقعده رجلا على كرْسِي مُرْتَفع لتحاذي رُكْبَتَيْهِ اربتيه وَيجْلس العليل على رُكْبَتَيْهِ ويمسك يَدَيْهِ كلتيهما كل وَاحِدَة بصاحبتها وَليكن للخادم شَيْء على فَخذيهِ وَشَيْء على بَطْنه من الثِّيَاب ليضطر العليل إِلَى الانتعاظ فِي مَوضِع ضيق لِأَنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ ايسر لمسها فَإِذا فعلت ذَلِك فجس الذّكر واصله والمثانة فَإِن الْحَصَاة رُبمَا اندفعت بِهَذَا الضغط إِلَى أصل الْقَضِيب فَإِن لم تحس خَارِجا بثنى من ذَلِك فامسح الإصبع بلزوجة الْكَثِيرَة أَو نَحْوهَا وادخلها فِي الدبر أَو فتش عَن الْحَصَاة وامسك الْحَصَاة بالإصبع الَّتِي فِي المقعدة ثمَّ امسح بِالْيَدِ الْيُمْنَى الْعَانَة إِلَى أَسْفَل واحصر الْحَصَاة حصراً جيدا مستوثقاً بَين الْكَفّ الْيُمْنَى الَّتِي تمسح بهَا وَبَين الْأَصَابِع الدَّاخِلَة فِي المقعدة وَإِن احتجت أَن تدبر الْحَصَاة فحرك الْمفصل الأول من إصبعك لتدفعه بِهِ وتجعله حَيْثُ شِئْت. قَالَ: وللحصاة أشكال يعسر دَفعهَا ويسهل فِي بعض فَمَا كَانَ عريض الزوايا فليحصر جيدا فَإِنَّهُ لَا ينْدَفع

 

(3/290)

 

 

بِسُرْعَة وَأما مَا كَانَ شَبيه البلوط فَإِنَّهُ ينْدَفع بِسُرْعَة حَتَّى يَأْتِي عظم الْعَانَة. قَالَ: وَإِن عسر فِي حَال دفع الْحَصَاة إِلَى عنق المثانة بالإصبع فَلَا تشق لَكِن انْظُر اتدعها من تِلْقَاء نَفسهَا وَعَلَيْك بالظفر والوثوب فَإِنَّهَا تَدْنُو من هَذَا الْمَكَان ضَرُورَة فَأَما الرجل فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يجلس رجلَانِ على كرْسِي ويشدا فخذيهما لِئَلَّا يزولا ثمَّ يجلس الرجل على فخذيهما فَتكون جَمِيع حَاله حَالَة الصَّبِي. قَالَ: وليغمر أَسْفَل الْبَطن خدم كَمَا يَأْمر الطَّبِيب لِأَن الطَّبِيب يحْتَاج أَن يسْتَعْمل يَدَيْهِ. قَالَ: فلَان الثفل رُبمَا منع من جس الْحَصَى ومسها فَيَنْبَغِي أَن يحقن العليل قبل ذَلِك وخاصة إِن حبست فِي أمعائه رجيعاً ينشاء لِأَن الأمعاء إِذا فرغت مَا فِيهَا سهل جس الْحَصَى وَسَهل غمر الْبَطن فَإِن كَانَ العليل إِذا امسك بِهَذِهِ الصّفة تمتد عضلاته وتمتد مثانته فتحول بَينهَا وَبَين المجسة فاضجع العليل على ظَهره ثمَّ جسه لِأَن العضلات لَا تمتد فِي هَذِه الْحَالة فَإِذا أحسناه على هَذِه الصّفة واصلناه إِلَى عنق المثانة أقمناه حِينَئِذٍ وأجلسناه على كرْسِي نَحْو مَا ذكرنَا. قَالَ: وَإِن كَانَت أَكثر من وَاحِدَة فادفع الْكَبِير أَولا إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَلَيْهَا ثمَّ ادْفَعْ الْأُخْرَى. قَالَ: وتعرف ذَلِك بإصبعك لِأَنَّهَا تخشخش فتعرف ذَلِك.

فِي الشق عَن الْحَصَاة اجْتهد فِي حصر الْحَصَاة لِأَنَّك قصرت فِي ذَلِك كَانَ علاجها بَاطِلا وَإِن كَانَ ذَلِك عسيراً فَأمر خَادِمًا أَن يضغط الْعَانَة ويعصرها وَآخر أَن يجر الْقَضِيب إِلَى فَوق ويشيله ويمده مَعَ ذَلِك خلاف جِهَة الشق ثمَّ يشق بالعمادين الَّذِي هُوَ لَيْسَ يمحكم الاستدارة ليمكن أَن)

يغوص فشق عَن الْحَصَاة الْكَبِيرَة شقاً معوجاً وَعَن الْحَصَاة الصَّغِيرَة شقاً مستوياً فَإِن وَقع الشق فِي عنق المثانة التحم لِأَنَّهَا لحمية وَإِنَّمَا يعرض تقطير الْبَوْل وَإِلَّا يلتحم إِذا وَقع الشق فِي بدن المثانة حَيْثُ هِيَ رقيقَة جودية وَأما فِي الْعُنُق فَلَا. قَالَ: فَمَا ارْتَفَعت من المقعدة إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يبعد من جرم المثانة ويجئ نَحْو رَأسهَا وَهُوَ أصلح وبالضد. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا فَقَط لكنه لَا يهيج مِنْهُ وجع وَلَا تشنج وَجُمْلَة فليدفع إِلَى فَوق الْعَانَة غَايَة مَا يُمكن الدّفع فَإِذا نشبت فِي مَكَان وَلم تنْدَفع أَكثر مِنْهُ فَحِينَئِذٍ يضْطَر إِلَى ذَلِك الشق فِي ذَلِك الْموضع ضَرُورَة. وَرُبمَا نشبت لعظمها فِي مَوضِع لَيْسَ بالجيد فيضطر إِلَى البط عَنْهَا هُنَاكَ. قَالَ: واكبسها جهدك لتبدر إِذا شققت وتثب. قَالَ: وَانْظُر أَن يكون الشق فِي الْجلد وَاللَّحم بِقدر مَا تخرج عَنهُ الْحَصَى بسهولة فَأَما فِي عنق المثانة فبقدر مَا لَا يخرج إِلَّا بِشدَّة وَجهد لِأَن ذَلِك إِن عظم أهاج تقطير الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا كَانَت صَغِيرَة ستثب من الشق لغمز الْأَصَابِع لَهَا من دَاخل وَإِن كَانَ لَهَا من الْعظم مَا لايثب فجرها بالكلبتين الَّتِي تشبه مجْرى السِّهَام فَإِذا بلغ أمرهَا أَن تكون عَظِيمَة جدا فَإِنَّهُ جهل أَن تشق شقاً عَظِيما فيهيج لذَلِك تقطير الْبَوْل وَلَا يلتحم الْبَتَّةَ وَلَكِن ادفعها حَتَّى تخرج أحد جوانبها واقبض عَلَيْهَا بِهَذِهِ الْآلَة حَتَّى تنكسر وَلَا تحل عَنْهَا ثمَّ ادفعها واقبض عَلَيْهَا حَتَّى تكسرها على هَذَا قطعا حَتَّى تخرجها.

افطيلش: إِذا خرجت الْحَصَى فتفرس لَعَلَّ فِي المثانة بَقِيَّة فَإِن كَانَت فأخرجها فَإِنَّهَا مَتى بقيت فِي المثانة أهاجت وأكلت ودعت وَكَانَ الْمَوْت ينظر فِي هَذَا إِن شَاءَ الله. قَالَ: إِذا

 

(3/291)

 

 

كَانَت الْحَصَى ملساً لصغرها فَحِينَئِذٍ ادخل الإصبع فِي المقعدة وادفعها إِلَى فَم المثانة وشق إِذا شققت فَحِينَئِذٍ فادفع الْحَصَاة إِلَى عمق المثانة فَإِنَّهَا تنشب فِي الشق وَلَا تتْرك فِيمَا تدبر بِهِ بعد البط. قَالَ: إِن كَانَ البط بِلَا وجع شَدِيد بعده وَلَا نزف دم أَخذنَا على الْمَكَان بعد خُرُوج الْحَصَاة سمناً مذاباً فصببناه فِي الْموضع أَو شَحم الإوز والدجاج وَإِن كَانَ مَعَ خُرُوج الْحَصَاة وجع شَدِيد جدا صببنا طبيخ الملوخيا وبذر الْكَتَّان والبابونج فاجلس العليل فِيهِ فاتوا ثمَّ إِذا سكن الوجع تُقِيمهُ وتصب فِيهِ السّمن إِن كَانَ شتاءً وَإِن كَانَ صيفاً بدهن ورد فَإِن تبع ذَلِك نزف الدَّم أجلسناه فِي طبيخ الْأَشْيَاء القابضة إِلَى سرته وَاجعَل فِيهَا ملحاً قَلِيلا وَإِن كَانَ صيفاً أجلسه فِي المَاء والخل وَليكن بَارِدًا جدا ثمَّ أمره بعد أَن تشده أَن يمشي قَلِيلا لترجع المثانة إِلَى شكلها الطبيعي وَفِي أول يَوْم يوضع عَلَيْهَا رفافد بدهن ورد قَلِيل وخل حَتَّى يسكن الوجع ثمَّ خُذ فِي)

علاج مَا ينْبت اللَّحْم وَإِن أسرف نزف الدَّم فانفع سحق الزاج والكندر وَالصَّبْر وانثره عَلَيْهِ فَإِن جاشى مُسْرِف فأجلسه فِي خل حاذق فَإِن لم يَنْقَطِع فضع المحاجم على السُّرَّة والأنثتين فَإِن لم يَنْقَطِع فافصد الباسليق وَإِن جمد دم فِي المثانة وهيج عسر الْبَوْل وتعرف ذَلِك من خُرُوج الْبَوْل قَلِيلا قَلِيلا فَادْخُلْ الإصبع فِي الشق وَأخرج الدَّم الجامد ثمَّ صب فِيهِ ملحاً وخلاً حَتَّى تنقيه بالعسل وَإِيَّاك أَن تدع الدَّم فِيهَا فَإِنَّهَا تَدْعُو مَعَ ذَلِك إِلَى فَسَاد المثانة وعفونتها فَإِذا غسلته بالخل وَالْمَاء وَالْملح فقد أمنت العفن وعالجه بعد بِشرب الكندر وَنَحْوه.

قَالَ: إِذا اشْتَكَى العليل وجعاً شَدِيدا فعالجه فِي الرّبيع والخريف بِالْمَاءِ والدهن وَفِي الشتَاء بِالْخمرِ والدهن وَفِي اليقظ بدهن ورد وَمَاء وَأَجْلسهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فِي المَاء والدهن. قَالَ: فَإِن احتجت أَن تزيد يَوْمًا آخر من أجل الوجع فعلت ذَلِك ثمَّ خُذ فِي الالحام من لم يعرض لَهُ وجع وَلَا نزف وَلَا عرض ردي حللت فِي الْيَوْم الثَّالِث وَوضعت عَلَيْهِ اللبان وَنَحْوه فَإِن عرض ورم بعد البط فضمده بالخبز وَغَيره دَائِم لِأَنَّهُ يفْسد بالبول كل حِين فَإِن كَانَ الورم عَظِيما فَإنَّك تعرف ذَلِك فَإِن ترى فَوق الشد أَحْمَر وارماً فأجلسه والشد عَلَيْهِ فِي مَاء فاتر قد طبخ فِيهِ حلبة وبزر كرفس وكتان وخطمى وضع على المثانة دهن ورد وَسمنًا. قَالَ: وَإِذا أردْت إنبات اللَّحْم فَشد الفخذين والعانين بعضهما بِبَعْض لتسخن فضل سخونة فتكثر نَبَات اللَّحْم فَإِن عرضت أَكلَة وازدت أَن تعرض وعلامتها ورم أَحْمَر جدا صلب فاشرط الورم من ساعتك وعمق الشَّرْط ويسيل الدَّم ثمَّ ضمده بِمَاء وملح وخل وضع فَوْقه خرقَة كتَّان مبلولة بِمَاء. قَالَ: وتخوف الْأكلَة على من لم يخرج مِنْهُ عِنْد الْجرْح دم كثير. قَالَ ويعرض جودة العلاج وردائته وَحسن الْحَال وردائتها من حسن عقل الْمَرِيض وَحسن لَونه وَقيام الشَّهْوَة وَأما الْأَعْلَام الرَّديئَة فَمن برودة الْأَطْرَاف ووجع تَحت السُّرَّة ونافض وَحمى حادة جدا ويبس

 

(3/292)

 

 

اللِّسَان وخشونته وحركة الرَّأْس وتتابع قيء الْمرة فَأَما من قرب مِنْهُ الْمَوْت فَإِن الفواق يعرض لَهُ وَشدَّة الوجع فِي الْموضع وتشنج فِي عضل الْبَطن فِي الْيَوْم الْخَامِس. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن لَا تغفل أَن يكون الْبَطن لينًا فَإِنَّهُ لَا تضغط المثانة وَلَا تجع ويقل الْبَوْل. قَالَ: واترك جَمِيع مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ إِذا أقل الْبَوْل أسْرع التحام ومرخ المثانة بالزيت الْمَطْبُوخ فِيهِ شراب وسخنها بالدثار لِأَن المثانة إِذا سخنت لم يهيج الْبَوْل بل فيدر الْبَوْل عَنْهَا وَلَا يجْتَمع إِلَيْهِ بِكَثْرَة. قَالَ: وَإِذا أَرَادَ العليل أَن يَبُول فليكثر المحاجم على الرفادة لِئَلَّا تصيبه الْبَوْل الْبَتَّةَ إِذا كَانَت الْحَصَاة قد صَارَت فِي مجْرى الْبَوْل)

ونشبت فَأَما وادامته فِي الكلى تكون فِي الظّهْر وأقعد العليل فِي الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ حلبة وخطمى وشبث وبابونج فَإِنَّهُ يسكن الوجع ويسهل خُرُوج الْحَصَى وَإِن انعقل الْبَطن وَجب أَن تلينه تليناً بتا لِئَلَّا يضغط الكلى الأمعاء فيشتد الوجع جدا وَلينه بالحقن فَإِن صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه شَيْء من المسهلة لَكِن نقه وأدم الأضمدة بالشحوم والحلبة والخطمى وبزر كتَّان وبابونج وشبث ورطبه فَأن شَأْنهَا تسكين الوجع وتسكين المجاري وَقد يحدث مَعَ الْحَصَى ورم فيعظم الوجع ويشتد وَقد يحدث مَعهَا ريح فَانْظُر فَإِن كَانَ الْحَادِث ورماً فَإِن أمكن الفصد فَلَا تُؤخر وَأَقْبل عَلَيْهِ بالنطولات والضمادات ليرخى الورم ويفشه إِلَّا أَن يكون الْجِسْم شَدِيد الإمتلاء فَإِنَّهُ حينئذٍ يجب أَلا تسرف فِي هَذِه وَاسْتعْمل مَعَه شَيْئا من المقوية. لى يُعْطي عَلامَة الورم وَالرِّيح مَعَ الْحَصَى وَإِذا كَانَ ورم يحْتَاج فِيهِ إِلَى تنقية فأسهل بِقُوَّة بالأشياء المخرجة لذَلِك الْخَلْط فَإِن ظَنَنْت أَن هُنَاكَ ريح غَلِيظَة وَهِي تعين على الوجع خلطت بالأضمدة السذاب والأنيسون والشبث والنانخة والكمون والكرويا والشونيز يخلط مَعَ المَاء الَّذِي يخلط فِيهِ الآبزن يكمد أَيْضا بكماد يَابِس وَيسْتَعْمل المحاجم واسق مِنْهَا الَّتِي تدر الْبَوْل فَهَذَا تَدْبِير الْحَصَى الناشبة فِي الكلى ومجاري الْبَوْل وَأما حَصى المثانة فَلَا تهيج وجعاً إِلَّا أَن تنشب فِي فَم الإحليل الدَّاخِل فحينئذٍ تحْتَاج من النطول والآبزن وَالْمَاء الْحَار إِلَى أَضْعَاف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الكلى لِأَن ذَلِك الْعُضْو أبرد وأصلب وَأَقل مواتاما وتمرداً فأطبخ فِي الآبزن أَشْيَاء أقوى ومرخ المثانة بالأدهان القوية فِي تسكين الوجع وَحمل الْأَشَج والمقل خاضة فِي الدّهن ومرخ بِهِ المثانة وضمدها أَيْضا وَمَتى ظَنَنْت أَن المرخيات قد أبلغت فَلَا تذر إِن تمرخها بِبَعْض مَا يرد قوتها على دفع مَا فِيهَا كدهن الناردين وَنَحْوه لِأَن كَثْرَة الإرخاء يضعف قُوَّة الْعُضْو الدَّافِع.

قَالَ: الْأَدْوِيَة البسيطة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي هِيَ أَضْعَف. اصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الخطمى وكزبرة الْبِئْر ومزمار الرَّاعِي والسعد والحسك والكمون وبزر الْبِطِّيخ وطبيخ قنطافلن وطبيخ أصل الْقصب وَمَاء السلق وخل الإشقيل وَأما المقوية فحجر الإسفنج والكمافيطوس وَالنَّار مشك والجعدة والحمص الْأسود وأصل الهليون والمقل الْعَرَبِيّ وقشور السعد الْمصْرِيّ وأصل الفليق وقشر الْغَار وبزر الفجل والزجاج المحرق وَالْقلب وَدم التيس ورماد العقارب وَأفضل من هَذِه

 

(3/293)

 

 

اجْمَعْ عُصْفُور الاخصاص لَونه رمادي إِلَى الصُّفْرَة فِي جناحيه تخطيط ومنقاره دَقِيق وَفِي ذَنبه نقط بيض كثير لذنبه يصفر دَائِما وَمَا أقل مَا يسْتَعْمل هَذَا الطَّائِر)

الطيران بل النهوض الْخَفِيف وَيظْهر فِي الشتَاء خَاصَّة وَينزل على الْحِيطَان والسباخات وقوته أفضل من كل دَوَاء يفت الْحَصَى الَّتِي قد تولدت وَيمْنَع مَا لم تتولد يُؤْخَذ فيملح ويسحق وَيُؤْخَذ وَيحرق ويخلط رماده بفلفل وساذج وَيسْتَعْمل بِالشرابِ الصافي قَالَ: وَيسْتَعْمل مَعَ المفتتة للحصى المدرة للبول الغليظ كالفوة وقشور أصل الْكبر والأشق وَالَّتِي تبول بولاً كثيرا جدا كالوج والدوقوا والنانخة والأنيسون والرازبانج فليستعمل مَعَ تحذر شَدِيد ويطرح مَعَه أَيْضا العطرية وتخلط بهَا أَيْضا مَا يسْرع النّفُوذ كالفلفل والساذج فَمن هَذِه تركيب الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى أَعنِي مَا يدر بولاً كثيرا وَمِمَّا يدر بولاً غليظاً وَمِمَّا يُقَوي آلَات الْبَوْل مَعَ ادرار ويفتت الْحَصَاة.

3 - (دَوَاء يفت الْحَصَى مجرب)

بزر بطيخ بزر الْقلب زجاج محرق مشكطرامشير بطيخ زرق الْحمام كندس بِالسَّوِيَّةِ يسقى بِمَاء الفجل ويسقى من رماد العقارب قيراطان بالحنديقون. آخر: خَمْسَة دَرَاهِم من البورق يعجن بالعسل وَيقسم ثَلَاث شربات كل يَوْم ثَلَاثَة بأوقيتين مَاء الفجل وَلزِمَ الورم فَإِنَّهُ لَا يلتحم إِلَّا بِجهْد وأشدها التحاماً من عشر إِلَى ثَلَاث عشر فَأَما الْمَشَايِخ والشبان فصعب علاجهم وَالْحجر الْكَبِير وَالصَّغِير عسير الْخُرُوج.

المفردة الْخَامِسَة الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى يَنْبَغِي أَن تكون بليغة التقطيع من غير أَن يكون لَهَا اسخان ظَاهر لِئَلَّا تؤذي مَوضِع الْجرْح فَمن بَال من ذكره قَلِيلا وَجرى بَوْله من الْجرْح كثيرا فَإِن ذَلِك يدل على أَنه سيعرض لَهُ رشح الْبَوْل قَالَ: وَإِذا عرضت لَهُ أَكلَة فِي هَذَا الْجرْح وَتمّ ذَلِك فَلَا برْء لَهُ فَأَما إِذا ضَاقَ خَارِجا وَلم يلتحم دَاخِلا فوسعه خَارِجا وضع الْأَدْوِيَة افْعَل ذَلِك مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَإِيَّاك والتواني عَنهُ فَإنَّا قد رَأينَا مَا شقّ مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا من بعد شهر وشهرين فبرؤا. قَالَ: وَإِن عرضت حَصَاة أُخْرَى بعد ذَلِك فَاعْلَم أَنَّهَا من الكلى لَا من المثانة فاحقن المثانة بِمَاء البورق وَنَحْوه فَإِنَّهُ سيفتها وَتخرج فِي الْبَوْل وَلَا تحقن بذلك إِلَّا بعد سُكُون الورم والوجع وَأما الْحَصَاة فِي النسوان فعلاجها علاج الذُّكُور وَلَا تجس الْحَصَاة من الْبكر إِلَّا فِي المقعدة وَمن الثّيّب فِي الرَّحِم. لى الثّقل يكون كَأَن شَيْئا مُعَلّقا من الكلى يكون حِين تتولد السدد وَحين تتولد الْحَصَى والأورام وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم الحميات المختلطة والنافض وَكَثْرَة الْبَوْل ودروره وَمَعَ السدد قلَّة الْبَوْل وصفاؤه وَمَعَ الْحَصَى صفاء الْبَوْل أَولا ورملية فِيهِ. العلامات الَّتِي تطلب:)

الْبَطن يحتبس فِي وجع الخصى لَا يجاع المعاء يهيج الْقَيْء لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من أَسْفَل ثار إِلَى فَوق.

ميسوسن قَالَ: تكون الْحَصَاة فِي الذُّكُور أَكثر لِأَن عنق المثانة مِنْهُم طَوِيل ضيق معوج فَلَا تخرج الفضول اللزجة مِنْهَا بسهولة وَأما النِّسَاء فعنق المثانة مِنْهُم قصير وَاسع مستو فَلَا تحتبس فِيهِنَّ الكدرة.

 

(3/294)

 

 

3 - (عَلَامَات الْحَصَى)

حكاك فِي المذاكر وَرُبمَا بَال قَلِيلا بعسر وَرُبمَا بَال دَمًا إِذا كَانَت خشنة ويهزل صَاحبه وَيدخل الإصبع فِي الْحلقَة فتلمس الْحَصَاة. قَالَ: مَاء الْحمة يفت الْحَصَاة. قَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة بكرا فَأدْخل الإصبع فِي الدبر فَإِن كَانَت ثَيِّبًا فَفِي الْقبل واعصر بِالْيَدِ الْأُخْرَى والخدم للمراق والسرة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَن الْحَصَاة شقاً بالوارب قَلِيلا وَإِيَّاك وإصابة العصب.

قَالَ: وَإِن عرض فِي الشق عَن الْحَصَاة فَاسْتعْمل الأغذية الحريفة فَإِذا سكن الورم فَاسْتعْمل من الْمسَائِل الَّتِي انتزعها حنين فِي الْبَوْل من كَانَ يَبُول رملاً: فَإِن الْحَصَاة لَا تَنْعَقِد فِي كلاه وَذَلِكَ أَنه يدل أَن الْمَادَّة لَيست شَدِيدَة الغلظ فِي الْغَايَة حَتَّى أَن الَّذِي ينْعَقد مِنْهُ مَا يخرج وَأما إِذا كَانَت الْمَادَّة شَدِيدَة الغلظ لم يخرج مَا انْعَقَد مِنْهَا قَلِيلا قَلِيلا لَكِنَّهَا تنضم بَعْضهَا إِلَى بعض حَتَّى تصير حجرا كَبِيرا. لى لَيست الْعلَّة فِيهِ عِنْدِي هَذِه بل إِذا كَانَت الْمَادَّة الَّتِي تسيل إِلَى الكلى وتنحجر وتجيء قَلِيلا قَلِيلا خرج أَولا أَولا فَإِن كَانَ يسيل إِلَيْهَا ضَرْبَة شَيْء كثير تولدت حَصَاة لَا يُمكن أَن يخرج بسهولة وَأَنه لَا يندمل إِلَّا غليظاً.

ابْن سرابيون وحنين جَمِيعًا يزعمان: إِن الْجُبْن الرطب أعون على توليد الْحَصَى من الْيَابِس.

ابْن سرابيون قَالَ: إِذا علمت أَن فِي الكلى حَصَاة يابسة وَيعرف ذَلِك من الوجع الراسخ الثَّابِت فَلَا يَنْبَغِي أَن تزيلها بالمدرة للبول والتنقية للحصى إِلَّا بعد اسْتِعْمَال التكميد والأضمدة المرخية المسهلة وَلَا تفرط فِي اسْتِعْمَال هَذِه وترخي الْموضع إرخاء قَلِيلا فاعط هَذِه. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْحجر ينْتَقل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فدليل على أَن الوجع يشْتَد مرّة ويسكن أُخْرَى فأدم النطول والتضميد بالأشياء الحارة بِالْفِعْلِ وانطل الْعَانَة والأربية أَيْضا فَإِن هَذِه إِذا اتسعت من الْحَرَارَة سهل خُرُوج الْحَصَاة وَزَاد فِي التمدد والوجع بِكَثْرَة الْبَوْل وَقد يَنْبَغِي أَن تعنى فِي التحذر من الْحَصَاة وَيمْنَع تولد فَسَاد الهضم والتخم وَيسْتَعْمل الْقَيْء واترك الأغذية الغليظة واعمل فِي تسخين الكلى سخونة شَدِيدَة بتعب أَو غَيره. قَالَ: وَإِن اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فَاسْتعْمل المخدرة)

والمرخية فِي الكلى والتضميد بعد اسْتِعْمَال المرخية وضع على الْمَوَاضِع المحاجم بالنَّار فَإِن شَأْنهَا أَن تزيل الْحجر سَرِيعا ويسكن الوجع بِسُرْعَة وَتصير أَولا بِالْقربِ من الكلى فَوق ثمَّ يحط قَلِيلا باعوجاج حَتَّى تصير إِلَى أَسْفَل فِي الْموضع الَّذِي يحس العليل فِيهِ بالوجع والوجع يكون فِي الْعَانَة يخف تَخْفِيفًا شَدِيدا بل كلما كَانَت مَعَ هَذِه التقطيع أقل حرارة فَهَذَا أَجود لِأَن الْحَرَارَة تجمع الْحَصَاة وتشدها وَلَا تفتتها وأجود هَذِه أصل الهليون. لى كَانَ هَذَا الشوك الَّذِي يُسمى اشباراعورش وَتَفْسِيره الهليون وَأَحْسبهُ غَلطا لِأَن الهليون لَيْسَ بشوكي بل إِنَّمَا هُوَ أصل الحرشف وَهُوَ أبلغ فِي ذَلِك يدر بولاً غليظاً جدا والتقطيع فِيهِ أظهر وأبلغ وأصل الحشيشة الَّتِي تسمى قسطرن والجعدة والزجاج المحرق وخل العنصل.

 

(3/295)

 

 

الْفُصُول السَّادِسَة: الْقطع الْحَادِث فِي بدن المثانة كلهَا ينفذ إِلَى فضائها لَا يكَاد يبرأ لِأَنَّهَا رقيقَة عديمة الدَّم عصبية فَأَما رقبَتهَا فَلِأَنَّهَا لحمية قد تَبرأ من الْقطع الَّذِي للحصاة سَرِيعا كثيرا. لى ملاك الْأَمر أَن يَقع الْقطع مَا أمكن فِي الْعُلُوّ فَإِنَّهُ يلتحم.

3 - (من كتاب الدَّلَائِل)

بَوْل أَصْحَاب الْحَصَى رَقِيق لِأَن مَا فِيهِ من عكر يسْرع التجميع إِلَى مَا قد اجْتمع من الْحَصَاة. لى على مَا فِي مسَائِل الأهوية والبلدان: إِذا رَأَيْت بَوْل الصَّبِي قد دَامَ على الرقة فبادر بإعطائه الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق والبزور فَإِن حَصَاة تتولد وَكَثِيرًا إِذا رَأَيْت الْحَصَاة فِي الكلى من المسنين قلَّة الرسوب فِي بَوْلهمْ وصفت من غير تلطيف فِي التَّدْبِير فأسرع بالأدوية المدرة للبول الغليظ. لى أخص دَلِيل بالحصاة على مَا جربت ومخرجوها يَقُولُونَ ذَلِك خُرُوج المقعدة وَقد يكون فِي المثانة مِنْهَا كثير وَقد تبلغ عشر حجارات وَتَكون فِي الْعظم مِقْدَار تفاحة وأكبر وَحدثت أَنه خرجت حَصَاة من قرحَة كَانَت فِي الخاصرة وَأما نَحن قد نرى أبدا حِجَارَة فِي السّلع وَقد رَأَيْتهَا فِي الحنك ورأيتها خرجت من مَوضِع الْخَنَازِير صلبة مستحكمة. لى العلامات الْخَاصَّة بحصى المثانة: الْبَوْل الرَّقِيق الْأَبْيَض ودلك الذّكر دَائِما وتوتره وتقطير الْبَوْل وَإِذا بَال أحدث مَعَه أَو خرجت مقعدته.

من الدَّلَائِل على الْحَصَاة فِي الكلى: خدر فِي إِحْدَى الفخذين أَعنِي المحاذية للكلية العليلة وَكَذَلِكَ الورم فِيهَا لِأَنَّهَا تشترك الرجل بعروق عِظَام الَّذِي صَحَّ عندنَا أَنه خرج من رجل سبع حَصَيَات كل وَاحِدَة كالبندقة وَأخرج من آخر كأعظم مَا يكون من بيض الدَّجَاج واللواتي تكون فِي المثانة)

فِي أَكثر الْأَمر ملساء والواحدة على الْأَكْثَر خشنة.

فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: أَنه كَانَ بِهِ وجع فِي قطنه حَيْثُ يرتج الْبَوْل إِلَى المثانة شبه مثقب يثقب وَإنَّهُ كَانَ يظنّ كَأَن حَصَاة لَا حجَّة فِي هَذَا الْموضع لكنه لما احتقن بِزَيْت قَامَ بخلط زجاجي فسكن عَنهُ الوجع وَهَذَا دَلِيل قوي فِي اشْتِبَاه هذَيْن الوجعين. من التَّدْبِير الملطف: قد برأَ خلق كثير مِمَّن بهم أوجاع الكلى بِالتَّدْبِيرِ الملطف فَقَط.

من كتاب حنين فِي الْحَصَاة قَالَ: لِأَن الْأَفْعَال الطبيعية فِي الصّبيان قَوِيَّة لشدَّة حرارتهم الغريزية لانزال الأخلاط بهم رقيقَة سيالة لَا يجد مِنْهَا شَيْء فِي الكلى لِكَثْرَة حرارتهم هُنَاكَ حَتَّى إِذا جَاءَ إِلَى المثانة كَانَ فِي هَذَا الْموضع الْحر أقل فَيمكن أَن يرسب الشَّيْء الغليظ لِأَن الْحَرَارَة إِذا كَانَت كَثِيرَة لم يرسب الشَّيْء الغليظ فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ تِلْكَ الخشونة الشَّدِيدَة وَأما فِي الكهول فالأخلاط فيهم لبردهم ترسب فِي الكلى لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ من الْحَرَارَة مَا فِي الصّبيان وَلَا يكون فِي المثانة لِأَنَّهُ يسْبق فَتكون هُنَاكَ. ج فِي كِتَابه عهد ابقراط قَالَ: نجد خلقا كثيرا يحدث فِي المثانة مِنْهُم ورم متحجر أَو ورم حَار فتعرض لَهُم مِنْهَا أسر الْبَوْل والأعراض الَّتِي تعرض لأَصْحَاب الْحَصَى. لى يفرق بَين هَذِه. بَنَادِق عَجِيبَة تسقى للصبيان فتدر الْبَوْل وتسكن الحرقة وتفت الْحَصَى: بزر بطيخ مقشر دِرْهَم بزر الحسك نصف دِرْهَم بزر الْقلب نصف دِرْهَم بزر الفجل مثله بزر الكرنب مثله حب الصنوبر الْكِبَار

 

(3/296)

 

 

مقل عَرَبِيّ صمغ لوز بزر الخطمى من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يجمع الْجَمِيع ويعجن بسكر ويعطون. لى جملَة علل الْحَصَاة كدرة الْبَوْل أعظم الْأَسْبَاب فِي تولد الْحَصَاة فَأَما الْحَرَارَة فيكفيها الْيَسِير أَعنِي حرارة الْجَسَد وَهُوَ بِحَالَة الطبيعية وتولدها فِي الكهول لِأَن الْحَرَارَة الغريزية فيهم فِي نَاحيَة الكلى لَيست ببالغة الْقُوَّة فَيمكن أَن تغلظ فيهم هُنَاكَ مَا يَجِيء وَأما فِي الصّبيان فَإِن فِي نواحي كلاهم حرارة دائمة فَمَا كَانَ هُنَاكَ بَقِي دَائِما رَقِيقا منثوراً حَتَّى إِذا جَاءَ إِلَى المثانة كَانَت حَال المثانة فِي الصّبيان كَحال الكلى للكهول لِأَن المثانة قد بَعدت عَن أصل الْحَرَارَة الغريزية بعدا كثيرا فَيمكن هُنَاكَ أَن يبرد فيستقل لِأَن بَوْلهمْ غليظ وَيكثر ذَلِك بهم أَكثر من سَائِر الْأَسْنَان وبولهم غليظ من كَثْرَة الْأكل والحركات بعده وَكَثْرَة الْعظم ومادة أغذيتهم وَفِي الْإِنَاث لَا ينْعَقد كثيرا لقصر رَقَبَة المثانة وَسُرْعَة فوهته وَإنَّهُ إِذا بيل خرج ضَرْبَة كدورة مَا فِيهِ.

ابْن سرابيون: يمْنَع من تولد الْحَصَى ترك الْمُغَلَّظَة فَاسْتعْمل مَا يدر الْبَوْل إدرارا لينًا كل يَوْم)

وَاسْتعْمل مَا يدر بِقُوَّة فِي الْأُسْبُوع مرّة وَترك التخم فَإِنَّهَا أَكثر مَا فِي بَاب توليد الْحَصَى والقيء بعد الطَّعَام يعين على قلَّة تولد الْحَصَى فِي الكلى وَترك جَمِيع مَا تسخن الكلى سخونة شَدِيدَة كالأشربة الحارة والتوابل والتعب الشَّديد. لى الْحَصَى تكون فِي الكلى صَغِيرَة ولينة من أجل أَن بطونها صَغِيرَة فتمتلئ فتلزق لسطوحها الداخلية فَلذَلِك تلين وَأما فِي المثانة فَلِأَنَّهَا وَاسِعَة تلاصق سطح المثانة فَإِنَّهَا تخشن من تراكب مَا يَجِيء بَعْضهَا على بعض. قَالَ: وَالصبيان الصغار جدا يموتون إِذا شقّ عَلَيْهِم للحصاة لضعف قواهم والشباب يموتون للأورام الحارة الَّتِي تتبع ذَلِك فَأَما أوفقهم فَمن جَاوز عشرَة إِلَى دون الْعشْرين وَأما الكهول فيبرؤن مِنْهُ بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا يحدث بهم من الشق ورم حَار وَلَا أَجْسَادهم بَارِدَة بِمرَّة فَلَا تلتحم قروحها وَأما الْمَشَايِخ فَلَا يبرؤن لِأَن قروحهم لَا تجيب إِلَى الالتحام. لى بزر فجل عشرَة دَرَاهِم حرمل وَسعد وقشور الْكبر وزراوند وجنطيانا وَحب الْغَار وَحب البلسان مر سقولوقندريون خَمْسَة خَمْسَة زجاج عشرَة دوقوا أبهل وأنيسون خَمْسَة خَمْسَة يعجن بدهن بِلِسَان وَعسل. 3 (مُفْرَدَات) أصل الثيل مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ فت الْحَصَى. كزبرة الْبِئْر تفت الْحَصَى إِذا شربت وَهُوَ معتدل فِي الْحر وَالْبرد. البلنجاسف مُوَافق للحصى فِي الكلى. لى لم يقل إِذا شرب أَو جلس فِيهِ وَأَحْسبهُ جيدا لَهما والسقولو قندريون يفت الْحَصَى كالثيل وحرارتهما يسيرَة. لى لم يقل الَّتِي فِي الكلى والمثانة وَأَحْسبهُ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّه لطيف وَلَا حرارة لَهُ وَهَذَا طبع الْأَشْيَاء القوية التقطيع. أصل الفليق فِيهِ مَعَ قَبضه جَوْهَر لطيف فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى.

الْمقل الْعَرَبِيّ وَهُوَ الْيَابِس الصافي يظنّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى وَأما سربيون وَأَظنهُ مزمار الرَّاعِي قد جربت أَصله إِن طبخ وَشرب فت حَصى الكلى. لحى أصل شَجَرَة الْغَار لِأَنَّهُ مركب من المر والقابض يفت

 

(3/297)

 

 

الْحَصَى. بزر الخطمى يفت حَصى الكلى وَفِيه مَعَ ذَلِك تسكين فليستعمل فِي البزور اللينة الَّتِي تدر الْبَوْل وَتَنْفَع من الحكة. طبيخ الحمص الْأسود يفت حَصى الكلى. ذَنْب الْخَيل قد يحدث النَّاس أَنه الحم جِرَاحَة وَقعت فِي المثانة فَأَما أَنه يشفي جراحات العصب والأعضاء العصبية فَظَاهر وَذَلِكَ أَنه فِي غَايَة التجفيف وَلَا يلذع. لى تعتصر عصارته وتجفف وتخلط بالمراهم حِين يعالج شقّ الْحَصَى وَيُوضَع مِنْهُ فَوق المراهم على المثانة فَإِنَّهُ نَافِع بَالغ. قَالَ: وَيقرب من فعله الثيل الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ الصباغون. القاقلة تَنْفِي الْحَصَى من الكلى.)

أصل القنطريون يفت الْحَصَى. السعد قطاع يفت الْحَصَى. بزر الرازيانج الْبري يفت الْحَصَى.

الحسك الْبري يفت الْحَصَى فِي الكلى. الْحجر الْيَهُودِيّ يحك على مسن ويسقى بِمَاء سخن وَوَحدهُ نَافِذا فِي حَصى الكلى غير نَافِذ فِي حَصى المثانة. حجر الإسفنج يفت حَصى الكلى وَلَا يبلغ أَن يفت حَصى المثانة. وَالْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الْحَيَّة مَتى أحرق قوته تفت وتكسر مثل قُوَّة الزّجاج فَإِن الزّجاج يفت الْحَصَاة المتولدة فِي المثانة تفتيتاً شَدِيدا إِذا شرب بشراب أَبيض رَقِيق. لى قد شهد أَن الْأَشْيَاء الَّتِي تحرق مِمَّا لَيست لَهَا حِدة تفارقها عِنْد النَّار تزداد حِدة ولطافة والزجاج كَذَلِك يَنْبَغِي أَن يحرق مَرَّات ثمَّ يسْتَعْمل فَإِنَّهُ بليغ جدا وأحسب أَن أبلغ فِي ذَلِك جدا حَتَّى أَنه يفت الْحَصَاة من يَوْمه وَلَو كَانَ عَظِيما. اطهورسفس: دم الْإِبِل يفت الْحَصَى الشربة مِثْقَال أَولا ثمَّ يُزَاد أسبوعا دانق يشرب بشراب. قَالَ: دم التيس إِذا طلي بِهِ المغنطيس فته أَحْسبهُ يُرِيد الماس القردمانا يشرب فِي الخريف مِنْهُ دِرْهَم مَعَ نصف دِرْهَم من قشر أصل شَجَرَة الْغَار فيفت الْحَصَى. صمغ اللوز المر واللوز المر نَفسه يفت الْحَصَى. أصل الحماض مَتى طبخ بشراب وَاحِد يفت الْحَصَى فِي المثانة. قشر أصل الْكبر حب الْغَار حب البلسان زجاج جنطيانا اسارون قردمانا أصل العرطنيثا عقارب دم تَيْس حجر الْيَهُودِيّ حجر الإسفنج اذخر سعد وسقولوقندريون صمغ اللوز بزر الفجل حرمل زراوند هَذِه كلهَا نافعة من الْحَصَاة. وأصل العرطنيثا مَتى شرب مَعَ الخيارشنبر وأصل الْكبر بَوْل الْحَصَى.

سقولوقندريون إِذا شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا فت الْحَصَى. أصل الخطمى يفت الْحَصَاة إِذا شرب بشراب. الأبنوس يفت الْحَصَى فِي المثانة. أَبُو جريج: بزر الرجلة إِذا لم يقلى يدر الْبَوْل ويعين على فت الْحَصَا. ابْن ماسويه: خَاصَّة بزر الْبِطِّيخ تنقية الكلى من الزبل وَالْحِجَارَة وجدت مَاء الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ يدر الْبَوْل وينقي الكلى. ماسرجويه: الحسك النَّابِت فِي أَرض يابسة لَا الَّذِي فِي المَاء مَتى عصر وَشرب مَاؤُهُ فت الْحَصَى.

 

(3/298)

 

 

الَّتِي تعْمل فِي الْحَصَى وَلَيْسَت بحارة: بزر الْبِطِّيخ بزر القثاء بزر الحسك بزر الْقلب سقولوقندريون حكاك الآبنوس كزبرة الْبِئْر دم الْأَخَوَيْنِ أصل الفليق صمغ الأجاص بزر الخطمى أصل الحماض الْحجر الْيَهُودِيّ حجر الإسفنج رماد العقارب محرقة الدِّمَشْقِي حب المحلب يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى.

الطَّبَرِيّ: مَاء ورق الفجل يفت الْحَصَى. لى ليطبخ فِي الآبزن بولس: الْقلب يفت الْحَصَى.)

ميسوسن: شرب مَاء الحمات يفت الْحَصَى. لى مَعَ الْجُلُوس فِيهِ.

ميسوسن: قَالَ: لَا يشق عَن الْحَصَى حَتَّى تسقى مَاء الحمات فَإِنَّهَا فِي أَكثر الْأَمر تفتها فَإِن لم تفتها مَاء الحمات فَعَلَيْك بالشق. لى كل الحمات لَا تستوي فِي هَذَا الْفِعْل وأجودها الكبريتية والنوشادرية فَأَما الشبية الَّتِي يغلب عَلَيْهَا الْقَبْض فَلَا. ميسوسن: إِذا شققت عَن الْحَصَى فأخرجها بالجفت وَنَحْوه مِمَّا يشد الضَّبْط عَلَيْهِ. لى هَذَا خير من الْجَرّ لِأَنَّهُ يحرق وَيجب أَن تكون آلَة شبه كلبتي السِّهَام فَإِنَّهُ أَجود. قَالَ: إِذا بططت وهاج ورم فَعَلَيْك بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ المرخيات واحقن الذّكر. لى يَنْبَغِي أَن يحقن فِي الشق لِأَن إِدْخَال المحقنة فِي الذّكر تهيج وجعاً وَيزِيد واحقن الذّكر لذَلِك الورم. قَالَ: واحقن بِاللَّبنِ وبطبيخ الحلبة أَو بزر الْكَتَّان وَإِيَّاك وإكثار شرب المَاء وَمَا يدر الْبَوْل وَالشرَاب فَإِذا سكن جَوَامِع الأهوية والبلدان: إِذا كَانَت طبيعة الصَّبِي أبدا يابسة اجْتمعت فِي بدنه فضول يُمكن أَن يتَوَلَّد مِنْهَا حَصَاة. لى الاحتراس أَن يلين الْبَطن دَائِما ويدر الْبَوْل ويجتنب اللزوجات اللينة ويتدارك بالمقطعات وَمن رَأَيْت من الصّبيان يخرج بَوْله رَقِيقا فَإِن ذَلِك يدل على ضيق فَم المثانة وَهُوَ مستعد للحصاة وخاصة إِن كَانَ أكل أَشْيَاء غَلِيظَة وغذاء بعد الْأكل كثيرا وَكَانَت مثانته مَعَ ذَلِك حارة بالطبع وعلامة ذَلِك شدَّة سخونة بَوْله ومثانته إِذا لمس ونتنه وَهَذَا إِذا بَال بولاً رَقِيقا فقد أخذت الْحَصَاة يتَوَلَّد فِيهِ. قَالَ: والمثانة تكتسب سوء المزاج الْحَار الناري من الْمعدة والكبد فاستدل بذلك أَيْضا على حَال مزاج المثانة. قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج اللَّبن الَّذِي يرضع الصَّبِي حاراً جدا فَإِنَّهُ يتَوَلَّد حَصَاة وَيمْنَع من تولد الْحَصَاة أَن يسقى الصَّبِي شرابًا أَبيض رَقِيقا ممزوجاً لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل وَلَا يسخن.

الْمَوْت السَّرِيع الْحَصَى فِي الكلى يعرض للسمان من النَّاس تفقدت فَوجدت ذَلِك الْأَمر الْأَكْثَر يتَوَلَّد فِي النحفاء فِي المثانة. لى الدَّوَاء الَّذِي يعرف بالجداثينة قد اجْتمع عَلَيْهِ أَنه يفت الْحَصَى وَأكْثر مَا فِيهِ دهن

 

(3/299)

 

 

البلسان وَلَيْسَ يتَوَهَّم لشَيْء من أخلاطه فعل فِي تفتيت الْحَصَى لَعَلَّ لدهن البلسان فِي ذَلِك قُوَّة عَظِيمَة ولحبه وعيدانه إِلَّا أَن اللَّبن أقوى. لى كَانَ صديق لي سميناً جدا من رِسَالَة فليغريوس فِي الْحَصَى قَالَ: لون الْحَصَى الَّذِي يتَوَلَّد أصفر أَبيض لَا يحْتَاج إِلَى الفصد بل إِلَى الإسهال بالسقمونيا لثقل الصَّفْرَاء والفصد فِي الأغذية لِئَلَّا يتَوَلَّد البلغم وَقد تستحجر)

الفضلة إِلَى أَعْضَاء أخر بالدلك والكماد وَنَحْوه إِذا كَانَ الْأَمر مهولاً. تياذوق قَالَ: يُؤْخَذ للحصاة العقارب الْبيض والشربة نصف نواة بحنديقون. قَالَ: رَأَيْت رجلا بَال بولاً شَدِيدا أَيَّامًا ثمَّ بَال بولاً كثيرا وَكَانَ بِهِ وجع شبه القولنج غير أَن الطبيعة كَانَت لينَة وَكَانَ يجد غثياً فَبَال حَصَاة وَسكن وَجَعه.

روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: من بَال بولاً أسود وَهُوَ صَحِيح فَإِن الْحَصَاة يتَوَلَّد فِي بدنه.

شرك قَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون مَعَ من تروم لَهُ بط حَصَاة حالبة وتكمد مثانته ثمَّ أَدخل الإصبع والمس بِهِ الْحَصَاة وادفع حَتَّى تَزُول عَن الدرز وَليكن إِلَى يسرة الدرز وَإِيَّاك والشق على الدرز فَإِنَّهُ رَدِيء وَانْظُر أَلا يكون عِنْد دفع الْحَصَاة للمثانة تَقْصِير فَإِن البط يَقع عِنْد ذَلِك وَاسِعًا فِي المثانة جدا أوسع مِمَّا خَارِجا وَلَا يبرأ فَإِن دفعت الْحَصَاة إِلَى خَارج فبط إِلَّا أَن يظْهر انكسار الْعين وتدلي الْعُنُق وَلَا يتَكَلَّم وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن ظَهرت هَذِه فَإِنَّهُ يَمُوت من سَاعَته فَلَا تبط وَليكن الشق نَاحيَة الْيَسَار عَن الدرز بِمِقْدَار شعيرَة فَإِن ظَهرت عَن يَمِين الدرز فَهُوَ أردى من الأول لَكِن يصلح ويتنحى أَيْضا عَن الدرز بِمِقْدَار شعيرَة وَاعْلَم أَن الدرز مقتل مسيح: حب البلسان قوي فَاسق مِنْهُ مِثْقَالا يفت الْحَصَى فِي الكلى بِقُوَّة قَوِيَّة وينفع من الْحَصَى فِي الكلى والوجع فِيهَا: بزر الرازيانج وَالزَّيْت الغسيل من كل وَاحِد عشرَة اساتير لبن الْبَقر مَاء قراح قسط يطْبخ حَتَّى يبْقى الدّهن ويحقن بأوقية من هَذَا الدّهن مَعَ أُوقِيَّة مَاء الحسك. قَالَ: وينفع بِخَاصَّة عَجِيبَة البراغة وَهِي الفراشة الَّتِي تظهر فِي اللَّيْل كالنار وطبعها كالذراريح إِلَّا أَنه أقوى تُؤْخَذ فتجعل فِي إِنَاء وَتجْعَل فِي الشَّمْس حَتَّى تَجف ثمَّ تُؤْخَذ رؤوسها ويسقى العليل ثَلَاث رُؤُوس بِمَاء قد حل فِيهِ حلتيت وصفى فَإِنَّهُ يفت الْحَصَاة الَّتِي فِي المثانة. لى أَحسب أَن للذراريح فعلا عجيباً وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجرد المثانة جردا عجيباً حَتَّى أَنه ينقيها.

الخوز: الآبنوس يفت الْحَصَى فِي المثانة. قَالَت: للحصاة مجرب: حب المحلب مقشر وَحب البلسان وخولنجان وسليخة يعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء الفجل كل يَوْم جوزة.

الْأَدْوِيَة المختارة قَالَ: إِذا دخنت صَاحب الْحَصَاة تَحت إحليله بشوك الْقُنْفُذ بولها كلهَا. قَالَ: اسْقِ الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى فِي الكلى مَعَ رطوبات مائية رقيقَة لتغسل هَذِه الْأَعْضَاء وتسقى أدوية مَعَ لغاب بزر قطونا وجلاب. قَالَ: يجب أَن تسكن حرارة الكلى لِئَلَّا

 

(3/300)

 

 

تولد الْحَصَاة ويجتنب الأغذية الغليظة لِئَلَّا تَجِد مَادَّة وَيَنْبَغِي أَلا يتَحَمَّل الْعَطش بل يشرب حِين يعطش مَاء)

على الطَّعَام وعَلى الرِّيق سكنجبينا. قَالَ: وليكثر المراخ ويتجنب الرياضة وخاصة مَا يتعب الظّهْر لَا سِيمَا بعد الْأكل وَكَذَا الْجِمَاع ودع مَا غلظ من اللَّحْم والحلواء وَأما المَاء فَلْيَكُن مروقاً صافياً من أرق مَا تقدر عَلَيْهِ وَإِن كَانَ قطر الْحبّ كَانَ أحسن فَإِن لم يقدر عَلَيْهِ فامزجه بشراب رَقِيق صَاف جدا وَمن يتَوَلَّد فِيهِ حَصَاة لَا تكَاد تكون كلاه بَارِدَة إِلَّا فِي الندرة فاسقه لتبريد كلاه مَاء رمان حُلْو وَخِلَافًا وبزر قطونا على بِقدر مَا يحْتَمل وَاجعَل على بَطْنه قيروطاً مشوياً بِبَعْض اللعابات والعصارات الْبَارِدَة والقطن والكرسنة والكبينج والكمة والأطرية والجبن وَمَا جرى وَرَاءَهَا تولد الْحَصَاة. لى رَأَيْت أَنه يَنْبَغِي أَن يستلقي صَاحب الْحَصَاة على قَفاهُ ويشيل رجلَيْهِ وَيضْرب بالكف على أصل الذّكر مرّة بعد مرّة إِلَى فَوق وعَلى هَذِه النواحي كلهَا بِشدَّة فَإِنَّهُ ينحي الْحَصَاة عَن عنق المثانة.

من كتاب أبي خَالِد الْفَارِسِي: دهن الْحبَّة الخضراء إِذا شرب مِنْهُ على الرِّيق فت الْحَصَى وَمَاء الحمص إِن شرب وَأكل بِهِ الْخبز واتخذته أبدا فت الْحَصَى.

بختيشوع: اسْقِ أدوية الْحَصَى وَهُوَ فِي الآبزن وَمن جيدها: حب المحلب وقشور الْكبر ولوز مر وورق الشّجر مجفف حب بِلِسَان بازرد جاؤشير راسن وليأكل الزَّيْتُون الْفَج والراسن والحمص الْأسود ويتنقل حب المحلب.

للهندي: المر نَافِع للحصى إِذا شرب بِمَاء حَار. من الْفَائِق: يفت الْحَصَى قشور الْكبر وجنطيانا وزراوند مدحرج وَحب محلب ولوز مر وبزر الجزر وبزر الجرجير وَحب الصنوبر وراسن ونانخة يسقى بِمَاء الكرفس والحندقوقا وَمِمَّا يفت الْحَصَى أكلت أَو شربت بِمَائِهَا: العقارب المحروقة وزن دانق إِلَى دانقين. الأقحوان إِذا شرب يَابسا بِغَيْر زهره كَمَا يشرب الأفتيمون نفع من الْحَصَاة. وَقَالَ: الاذخر يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة. قَالَ: وصمغ الأجاص مَتى شرب بشراب فت الْحَصَى. الْحجر الْمَوْجُود فِي الإسفنج يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة إِذا شرب بِالْخمرِ. لحجر الإسفنج قُوَّة تفت الْحَصَى إِذا شرب إِلَّا أَنَّهَا لَا تبلغ إِن تفت الْحَصَى فِي المثانة وَقد كذب واصفها بذلك ويفت حَصى الكلى وَهَذَا يدل على أَنه ملطف من غير أَن يسخن اسخاناً مَعْلُوما. قَالَ: قُوَّة حجر الإسفنج تفت الْحَصَى فِي المثانة. لبن النِّسَاء مَتى مزج بِالشرابِ وَشرب فت الْحَصَى فِي المثانة. فِيمَا ذكر اطهورسفس: بَوْل الْخِنْزِير الْبري يفت الْحَصَى ويبولها. وَقَالَ: بزر الْبِطِّيخ ينفع)

الكلى الَّتِي يتَوَلَّد فِيهَا الْحَصَى. وَقَالَ: طبيخ البلنجاسف يفت الْحَصَى. البلنجاسف مُوَافق للحصى فِي الكلى. البابونج يَبُول الْحَصَى إِذا شرب وَجلسَ فِي طبيخه. الفرفيرى الزهرة أقوى فعلا من الْحَصَى. قَالَ:

 

(3/301)

 

 

أَنه يفت الْحَصَى وَأَنه يفت مِنْهَا مَا كَانَ فِي الكلى فَقَط وزبل الفأر إِن شرب بالكندر وَمَاء الْعَسَل فت الْحَصَاة وبولها.

قَالَ: الزّجاج يفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة تفتيتاً شَدِيدا إِذا أنعم سحقه وَشرب بشراب أَبيض رَقِيق زبد الْبَحْر الَّذِي فِيهِ فرفيرية يصلح لاخراج الرمل الَّذِي فِي المثانة. الحسك مَتى شرب نفع من الْحَصَى فِي الكلى والمثانة. ثَمَرَة الحسك الْبري تفت الْحَصَى فِي الكلى إِذا شرب طبيخ الحمص الْأسود الصغار يفت الْحَصَى فِي الكلى. أصل الحماض إِذا طبخ بِالشرابِ فت الْحَصَاة فِي المثانة مَتى شرب مَا يتَحَلَّل من الْحجر الْيَهُودِيّ مِقْدَار حمصة بِثَلَاث ابولسات مَاء فت الْحَصَى فِي المثانة.

وَقَالَ جالينوس: وجدت الْحجر الْيَهُودِيّ نَافِذا فِي حَصى المثانة. حجر الْحَيَّة مَتى احْرِقْ فقوته مفتتة للحصى الَّتِي فِي المثانة. الرشح الَّذِي يخرج من قضبان الْكَرم الطرية مَتى شرب فت الْحَصَى وصمغه أَيْضا بِفعل ذَلِك والدستج أقوى. الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع من الْحَصَاة وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد بزر الكرفس الكبابة تنقي الكلى من الْحَصَى. دهن اللوز المر نَافِع من الْحَصَى. اللوز المر إِذا شرب بالميبختج فت الْحَصَى. صمغ اللوز المر مَتى شرب بشراب فت الْحَصَى. الْمقل الْيَهُودِيّ يفت الْحَصَى. يظنّ بالمقل الْعَرَبِيّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مزمار الرَّاعِي قَالَ: جربت أُصُولهَا فِي طبخها فت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. الشمام الْبري إِذا شرب بزره نفع من الْحَصَى. السعد يدر الْبَوْل لصَاحب الْحَصَى. السعد يفت الْحَصَى. سقولوقندريون يفت حَصى المثانة. قَالَ: يفت الْحَصَى. لى مَتى أكل مطبوخاً وَغير مطبوخ فت الْحَصَى وأخرجها بالبول. إِنَّه يفت الْحَصَى فِي الكلى حكى لي رجل أَنه أَصَابَته حَصَاة وَأَجْلسهُ طبيبه فِي طبيخ الكرنب ويسحق لَهُ بزر الْبِطِّيخ مَعَ السكر وَأمره أَن يقتمح مِنْهُ أُوقِيَّة فبدرت مِنْهُ الْحَصَى فِي بَوْله. أصل الفليق يفت الْحَصَى فِي الكلى. حب الصنوبر الْكِبَار نَافِع للحصى.

ابْن ماسويه: صفراطون طَائِر هُوَ اسْمه بالعجمية الأفرنجية تُؤْخَذ أمعاؤه فتنظف وتجفف وتشرب قَلِيلا قَلِيلا فتفت الْحَصَى. القردمانا يشرب مِنْهُ درخمى مَعَ قشر أصل الْغَار يفت الْحَصَى. حب الْقلب يفت الْحَصَى.)

بولس: صمغ الفراسيا مَتى شرب بشراب صرف فت الْحَصَى. أصل الرازيانج الْعَظِيم بزره إِن شربا مَعًا فتتا الْحَصَى. الرازيانج الْكَبِير الْمُسَمّى رازيانج الْجَبَل يُمكن فِيهِ أَن يفت الْحَصَى.

الشيطرنج يفت الْحَصَى. بولس: الشمريلا نوعها مَعًا يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. بولس قَالَ: التِّين يخرج من بِهِ رمل فِي كلاه رملاً كثيرا إِذا أكله. طبيخ أصل

 

(3/302)

 

 

الثيل يفت الْحَصَى. أصل الثيل إِذا جفف كَانَ فِيهِ لذع ولطافة فَلذَلِك يفت الْحَصَى طبيخه. قشر أصل الْغَار مَتى شرب مِنْهُ تِسْعَة قراريط فت الْحَصَى. وَقَالَ: لحي أصل شَجَرَة الْغَار لِأَنَّهَا أقل حرارة وَأكْثر مرَارَة من حبه وَفِيه مَعَ ذَلِك قبض يفت الْحَصَى والشربة مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني وَتَكون الْخمر ابْن ماسويه. الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى فِي الكلى والمثانة هِيَ قردمانا حب الْغَار سعد لوز مر وحلو ودهنهما مقل الْيَهُود مَتى أَخذ من هَذِه الْأَدْوِيَة دِرْهَمَانِ بعد السحق بِمَاء البرنجاسف أَو بِمَاء أصل الخطمى أَو بِمَاء الحسك أَو بِمَاء كزبرة الْبِئْر يفت الْحَصَى فِي المثانة والكلى وَكَذَلِكَ تفعل العقارب المحرقة مَتى شرب مِنْهَا نصف دِرْهَم بعد إحراقها فِي كوز جَدِيد وسحقها ونخلها بِمَاء ورق الفجل يفت الْحَصَى فِي المثانة والكلى. وَكَذَا يفعل بزر الْكَتَّان وَحب الْقلب إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الفجل أَو بِمَاء الحمص الْأسود أَو بِمَاء الفودنج الْبري.

مَجْهُول: يُؤْخَذ كلس بيض طري فيسقى الْقوي دِرْهَمَيْنِ والضعيف درهما وَالْقَوِي جدا أَرْبَعَة دَرَاهِم بطبيخ الحسك فَإِنَّهُ ينقيها فِي مرار قَليلَة وَهُوَ نَافِذ فِي ذَلِك وَيُؤْخَذ زبل الْحمام الَّتِي تعتلف القرطم فينقع فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يصفى ويسقى مِنْهُ أوقيتان أَيَّامًا فَإِنَّهُ يبولها أجمع.

مَجْهُول: مَتى مَا بَال الْإِنْسَان رملاً أَو حَصى فاسقه المقطعات كأصل الهليون وكزبرة الْبِئْر وأصل الخطمى والحمص الْأسود. دَوَاء يفت الْحَصَى جيد: جندبادستر أفيون فربيون مِثْقَال انجدان طيب سرخس مثقالان كسبرة أَو مَاء خَمْسَة مَثَاقِيل تنخل بحريرة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة نصف دِرْهَم بِمَاء السذاب.

اركاغانيس فِي الْأَمْرَاض المزمنة: العقارب مَتى أكلت مشوية فتت الْحَصَى وَذَلِكَ يدل على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يستقصى حرقها. قَالَ: وَأَجْنِحَة الإوز إِذا أحرقت وَسَقَى رمادها فتت الْحَصَى.

قَالَ: واللوز المر يفت الْحَصَى والفريون يفتها والصمغ المر يفتها ودمعة قضبان الْكَرم وَبَوْل الْخِنْزِير وأصل الْكبر والرازيانج وَحب الخروع ولسان الْحمل والفراسيون وأصل العوسج والنانخة وَهَذَا أجمع يفت الْحَصَى. فليغريوس فِي كِتَابه إِلَى جريج فِي الْحَصَى: من بَال حَصَاة فَلَا تفصده لَكِن)

اسهله صفراء ومره يمشي وسطا ولطف غذائه وَيكون مَعَ ذَلِك بَارِدًا.

مَجْهُول قَالَ: تعلف الْحمام بزرالكتان ويقتمح من ذوقها رَاحَة أَو راحتين أَيَّامًا فَإِنَّهُ يفتها كلهَا.

ابْن ماسويه فِي الْجَامِع: إِن العقارب المحرقة يَنْبَغِي أَن تحرق بنوشادر.

فِي حفظ الصِّحَّة: إِذا كَانَت الْحَصَى تتولد فِي الكلى مَعَ نحافة الْجِسْم فَإِنَّهُ يحْتَاج

 

(3/303)

 

 

إِلَى تَدْبِير ملطف من أجل الْحَصَى لَكِن يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى مَا لَا يجفف وَلذَلِك اسْقِهِ مَاء كشك الشّعير وأطعمه السّمك الرضراضي وَسَائِر مَا لَا لزوجة لَهُ والطيور الجبلية لِأَن الطُّيُور المسخنة مضارة لَهَا جدا وأجود الْأَشْيَاء لَهُم الحجل الْجبلي والذراج والزرازير والطيور الصخرية بعد الجبلية والعصافير وَيمْنَعُونَ جَمِيع الألبان خلا لبن الآتن وَيجب أَن يكون تدبيرهم متوسطاً فِي التلطيف بالغاية.

فلغريوس قَالَ: ليحذروا اللَّحْم فَإِنَّهُ أصل تولد هَذِه الْعلَّة واسقهم طبيخ الشونيز والحلتيت فَإِن الْأَعْضَاء الألمة: وعلامة الْحَصَى أَن يكون الْبَوْل أَبيض رَقِيقا فِي أَسْفَله رمل وَيحك الدرز ويتوتر الْقَضِيب من غير عِلّة تَدْعُو إِلَى ذَلِك وَإِذا كَانَت الْحَصَى فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن مَعَ بَوْل فِيهِ رمل ووجع يظنّ صَاحبه أَنه ينخس. قَالَ: الْحَصَاة إِمَّا فِي الكلى وَإِمَّا فِي المثانة وَإِمَّا فِي المعي الْمُسَمّى قولن وَإِمَّا فِي المفاصل. الْيَهُودِيّ: حَصى الكلى أصفر وأحمر صغَار وَرمل وحصى المثانة أَبيض. قَالَ: اسْقِ للحصى مثروديطوس وشخرنايا فَإِنَّهُمَا جَمِيعًا يفتان الْحَصَى واحقن الإحليل بِزَيْت العقارب وادهن المثانة وَكَذَلِكَ مَوضِع الكلى وَإِذا كَانَ فِي الكلى فَحَمله يقطنه واحقن بِهِ واسق من العقارب المحرقة زنة قيراطين.

من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: الْحَصَى فِي الكلى يعرض للسمان فَيَنْبَغِي أَن يحقن الإحليل بزراقة الإحليل وَتَكون محقنة لَطِيفَة رقيقَة وَتدْخل حَتَّى تعلم أَنَّهَا قد انْتَهَت إِلَى فضاء المثانة ثمَّ يزرق فِيهَا من جَوف الزراقة وَإِنَّمَا يدْخل أنبوب الزراقة فِي الإحليل من الصّبيان ويزرق فِيهَا دهن العقارب مَعَ شَيْء من العقارب المحرقة والأشياء القوية فِي تفتيت الْحَصَى فَإِنَّهَا من هَاهُنَا أقوى فِي الْفِعْل ويدام ذَلِك ويدمن فِي الْيَوْم مَرَّات مَتى يخرج الْبَوْل أُعِيد وخاصة بِاللَّيْلِ وَيمْنَع أَن يَبُول بعده زَمنا فَإِن هَذَا تَدْبِير عَجِيب يفت الْحَصَى لَا محَالة. فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن خرو الفأر يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة. وَالْعَقْرَب مَتى أكلت مَعَ الْخبز فت الْحَصَى وَكَذَا تفعل الخراطين.

الأهوية والبلدان: من كَانَ بَطْنه لينًا ومثانته غير شَدِيدَة الْحَرَارَة وعنق مثانته غير ضيق فَإِنَّهُ لَا)

تصيبهم الْحَصَاة وَهَذِه الْخِصَال لَا تكون فِي الصّبيان فَلذَلِك تصيبهم الْحَصَاة وَالرِّجَال عنق مثاناتهم وَاسِعَة فَلذَلِك لَا يحتبس فيهم من ذَلِك الكدر شَيْء وحرارة بطن المثانة لَا يتبع كَثْرَة الدَّم وحرارته فَأَما الكلى فقد تسخن بَطنهَا بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وحرارته فَلذَلِك يُصِيب الرِّجَال أَكثر ذَلِك فِي الكلى. اللَّبن الْحَار يُولد الْحَصَى فِي الْأَطْفَال لِأَنَّهُ يسخن الْبَطن والمثانة وينفعهم من ذَلِك شراب بِمَاء كثير جدا لِأَنَّهُ لَا يخَاف عَلَيْهِم مِنْهُ. لى إِنَّمَا ذكر الشَّرَاب بِالْمَاءِ لينقي دَائِما مَا يتَوَلَّد فِي مثاناتهم من الكدر وَإِنَّمَا أَكثر مزاجه لِئَلَّا يضر بهم وَالْأولَى عِنْدِي أَن ينحى الطِّفْل عَن مثل هَذَا اللَّبن وَلَا يعرض للشراب وَإِذا كَانَ لَهُ أدنى سنّ فَإِن أعطي بزر بطيخ مَعَ سكر يَأْكُلهُ نقى مثانته دَائِما وتعاهده بالإنقاع فِي المَاء الْحَار فِي

 

(3/304)

 

 

كل ثَلَاثَة أَيَّام ودلك المثانة ومرخها بالبنفسج وعصرها مِمَّا يمْنَع أَن يتَوَلَّد بهَا حَصَاة. ويبول الصَّبِي قَائِما فَإِنَّهُ أَجود وتضغط المثانة من أَسْفَل حَيْثُ الدرز يشال إِلَى فَوق نعما وَلَا يجب أَن يتْرك يعبث بهَا كثيرا وَلَا يدمن أَيْضا دلكه لِأَنَّهُ يسخن ويولد الْحَصَى على مَا ذكر أبقراط لَكِن مَتى بَال الطِّفْل عصر مثانته ويشيل درزه نعما من قُدَّام وأنفع فِي المَاء الْحَار فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وأدر بَوْله بِمَا ينقي مثانته من كَانَ أزب كثير الشّعْر ومفرط الْحَرَارَة فِي الْجِسْم أَن لم تكن كلاه وَاسِعَة المجاري تولد الْحَصَى فِيهَا كثيرا.

ابيذيميا قَالَ: فِي وَقت تولد الْحَصَى فِي الكلى تنالهم أوجاع صعبة وَفِي وَقت نفوذها تنالهم ماهو أصعب وَأَشد من ذَلِك فَأَما سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّهُم يَجدونَ ثقلاً فِي مَوَاضِع الكلى. قَالَ: وَقد يتَوَلَّد الْحَصَى من قُرُوح تكون فِي الكلى فَتَصِير فِيهَا مُدَّة وتغلظ حَتَّى تتحجر وعَلى حسب الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ يكون لون الرمل الَّذِي يثقل فِي الْبَوْل فَرُبمَا كَانَ رمادياً إِذا كَانَ وَرُبمَا كَانَ إِلَى الصُّفْرَة واصفر مشبعاً وَإِلَى الْحمرَة القانية. قَالَ: والكلى تجذب إِلَيْهَا مائية الدَّم فَإِذا اتسعت المجاري الَّتِي فِيهَا تجذب هَذِه المائية جذبت مَعَ ذَلِك شَيْئا لَهُ غلظ فَأَما إِذا سخن الْفضل فِي بطُون الكلى تحجر هَذَا أَيْضا ضرب من تكون الْحَصَى وَإِذا الزرق هَذَا الْفضل مرّة وَاحِدَة لم يزل يتَعَلَّق بِهِ مَا يجانسه ويتحجر حَتَّى يعظم فِي أَكْثَرهَا وَلَا عروقهم يَتَّسِع مِنْهُ هَذَا المجرى وَيصير الْبَوْل دموياً وَذَلِكَ أَنه ينفذ فِيهِ شَيْء كثير من مائيه الدمز قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى اسْتعْمل الْقَيْء أَو لطف التَّدْبِير والرياضة وإدرار الْبَوْل. قَالَ: الصّبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً مَا يكون فَإِذا اتّفق أَن يجْتَمع مِنْهُ شَيْء فِي المثانة لَا يخرج مرّة وَاحِدَة سهل بعد ذَلِك أَن يستوى بِهِ فِي جوانبه. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الأول فِي تولد الْحَصَى وَأما)

الْحَرَارَة فَيَكْفِي مِنْهَا الْمِقْدَار الْيَسِير إِذْ كَانَت الْحَصَى قد تتولد فِي مَاء الْحمام والحمات وَإِن كَانَت فاترة. قَالَ: وانعقاد الْحَصَى فِي المثانة تكون من بعد الْبَوْل وإنعقاده فِي الكلى يكون قبل الْبَوْل ويتولد فِي الصّبيان فِي المثانة وَفِي الكهول فِي الكلى إِن يكون ذَلِك لضعف حرارتهم ولقوة أخلاطهم وَالصبيان لقُوَّة حرارتهم تبعد تِلْكَ الْموَاد عَن بطُون كلاهم وَهِي رقيقَة فَإِذا بلغ المثانة بردت الأمعاء لِأَنَّهَا بَارِدَة عصبية غشائية وَلِأَن فِي جوفها فضاء كَبِير وَذَلِكَ يعين على بردهَا فتعقد هُنَاكَ وَلَعَلَّ هَذَا الْبَوْل فِي الصّبيان أَشد لزوجة لانطباقه بالحرارة لقُوَّة أفعالهم الطبيعية وَغلظ بَوْلهمْ وَسبب غلظ بَوْلهمْ كَثْرَة أكلهم وتخليطهم وحركتهم بعد الطَّعَام وَاللَّبن عون عَظِيم فِي ذَلِك وَهُوَ من أعون الْأَشْيَاء على تولد الْحَصَى وَلذَلِك يتَوَلَّد الْحَصَى فِيمَن يَأْكُل الْجُبْن من الرِّجَال فِي كلاه.

روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بوجع أَو غير وجع فَإِنَّهُ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي كلاه بعد زمن يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليتدارك بِشرب مَاء اللَّبن أَو بالمدرة للبول وَقلة التَّعَب لِأَن كثرته يُولد هَذَا الدَّاء.

 

(3/305)

 

 

مسَائِل الأهوية والبلدان قَالَ: الْحَصَى تتولد فِي مثانة الصّبيان خَاصَّة لِأَن أعماق مثاناتهم أعنى الذُّكُور مِنْهُم ضيقَة جدا والفضول فِي بَوْلهمْ كَثِيرَة ومثاناتهم أحد الْأَسْبَاب وَهَذِه الْأَسْبَاب الَّتِي تولد الْحَصَى وَيسلم بَعضهم من ذَلِك لِأَن هَذِه الْأَسْبَاب لَا تَجْتَمِع لَهُ وَالصَّبِيّ الَّذِي لَا يكون خُرُوج الثفل من بَطْنه سهلاً يجْتَمع فِيهِ هَذِه الفضول الْغِلَاظ أَكثر وحرارة المثانة النارية تكون عَن حر الْمعدة وَاللَّبن المفرط الْحَرَارَة يصير مَادَّة للحصى وَكَذَلِكَ الْمِيَاه الْمُخْتَلفَة وَالْبَوْل يصفو مَعَ تولد الْحَصَى لِأَن الثفل يرسب وينقى فَيكون مَادَّة للحصى وَإِنَّمَا يختنق الْبَوْل من الْحَصَى فَإِن يَقع فِي عُنُقهَا وتدفعه إِلَى العمق دفع الْبَوْل وَيَدْعُو الصَّبِي أَن يدلك ذكره لِأَنَّهُ يظنّ أَن ذكره هُوَ سَبَب وَجَعه الصّبيان الَّذين تتولد فيهم الْحَصَاة لَا يجب أَن يسقوا النَّبِيذ وَلَكِن يجب أَن يكون ذَلِك الَّذِي هُوَ فِي غَايَة الرقة لِأَنَّهُ أوفق فِي إدرار الْبَوْل فِي أَلا يسخنهم وَلَا يجففهم وَلَا يتَوَلَّد فِي الْجَوَارِي كَمَا يتَوَلَّد فِي الذُّكُور لحَال قصر رَقَبَة المثانة واستوائها وسعتها وإنهن أقل شرباً للْمَاء وأبرد مثانة وَالْمَاء تخْتَلف أَنْوَاعه يُولد الْحَصَى فِي الكلى أَيْضا وَأَسْبَاب تولد الْحَصَى فِي الكلى هِيَ أَسبَاب تولدها فِي المثانة.

الميامر: أدوية الْحَصَى كلهَا يَنْبَغِي أَن تقطع من غير إسخان وَهَذِه كلهَا مرّة المذاق وينفع مِنْهُ أَن)

يسقى من دَوَاء الذراريح والميويزج كل يَوْم بندقة ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَإِنَّهُ يفتها.

من اختيارات الْكِنْدِيّ: للحصى يذهب بهَا كَأَن لم تكن الْبَتَّةَ دِرْهَمَانِ من زبل الْحمام مَعَ مثله من السكر الطبرزد يشرب بِمَاء وللصبي نصف دِرْهَم.

ميسوسن صَاحب كتاب القوابل: مِمَّا يفت الْحَصَى أَن يدمن شرب مياه المسخنة وَالْجُلُوس فِيهَا.

قَالَ: وَإِذا خرجت الْحَصَاة بالبط فاحذر التورم بِأَن تجْعَل على الْعُضْو الْأَشْيَاء المسكنة للوجع من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: إِن شويت الخطاطيف وأطعمتها حارة أخرجت الْحَصَى الْبَتَّةَ.

اطهورسفس: الخراطين مَتى سحقت وجففت بشراب فتت الْحَصَى. وَقَالَ: دم الأيل يفت الْحَصَى كَمَا أَن دم التيس يفت الْحَصَى والمغنطيس.

الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل تضرب فِيهِ رملية إِلَى المائية وَلَا يزَال يحك الْعَانَة والقضيب وَالذكر يتوتر ويزبل ثمَّ احْتبسَ الْبَوْل بَغْتَة فَاعْلَم أَن الْحَصَاة قد صَارَت إِلَى عنق المثانة.

انطيلش قَالَ: إِذا تحرّك صَاحب الْحَصَى وَمَشى وتعب اشْتَدَّ وَجَعه وَإِذا سكن خف وَجَعه وَلَيْسَت الْحَصَاة اللاصقة بالمثانة. قَالَ: وَمن علامتها أَن يَشْتَهِي الْبَوْل دَائِما بعد بَوْله وَرُبمَا خرجت مقعدته إِذا كَانَت الْحَصَاة عَظِيمَة. قَالَ: وَالصَّغِيرَة يعسر حَبسهَا بالإصبع لِأَنَّهَا رُبمَا فَارَقت المثانة وَوَقعت فِي عُنُقهَا إِلَى مجْرى الْبَوْل وَيَنْبَغِي أَلا تكون فِي وَقت جس الْحَصَى المعي ممتلئة لِأَن ذَلِك مِمَّا يفْسد الجس لَكِن احقنها قبل ذَلِك ليفرغ مَا فِي المعي والعظيم جدا تعسر مجسته وجره إِلَى أَن يتَخَلَّص فِي مَكَان. قَالَ: وأقعد العليل على كرْسِي

 

(3/306)

 

 

وَيدخل الْحمام وَيَده تَحت رُكْبَتَيْهِ وَيجْعَل الشق مائلاً عَن الدرز إِلَى نَاحيَة الْيَسَار وتحر أَن يَقع فِي عنق المثانة مُسْتقِلّا إِلَى فَوق فِي جرمها فَإِن ذَلِك عسر الالتحام وَأما عُنُقهَا فَإِنَّهُ يلتحم سَرِيعا وتحر أَن تجْعَل ذَلِك الشق أقل مَا يُمكن لِأَن ذَلِك آمن وأجود عَاقِبَة وَإِن وَقع الشق فِي جرم المثانة لَا فِي عُنُقهَا لم تلتحم فِي الْأَكْثَر وَإِن وَقع الشق فِي المثانة عرض من ذَلِك سيلان الْبَوْل وَمَتى كَانَت الْحَصَاة كَبِيرَة لَا يكفيها قدر الَّذِي شققت لعظم الْحَصَاة فَإِن احْتَاجَ إِلَى شقّ عَظِيم جدا فَخذ الْحَصَاة بالكلبتين واكسرها خَارِجا قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تخرج وَلَا تتفتت دَاخِلا واجهد أَلا يعظم الشق وَشد عَلَيْهَا بالإصبع من دَاخل لتبرز كثيرا إِلَى خَارج وَليكن دفعك بالوسطى من الْيُسْرَى تدْخلهَا فِي المقعدة فِيهَا وفتش بهَا وَبهَا تجس فَإِذا جرتها إِلَى عنق المثانة فامسح الْعَانَة ويغمز عَلَيْهَا غَيْرك ويعينك حَتَّى تشمرها فِي مَكَان ثمَّ عِنْد ذَلِك شقّ فَإِن كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة فَإِنَّهَا)

تطفو من شدَّة غمزك لَهَا من دَاخل وَإِن كَانَت عَظِيمَة احتجت إِلَى مجر تخرجها بِهِ حَتَّى تخرج. قَالَ: وَإِذا تشمرت الْحَصَى بالقضيب فَشد خلفهَا بخيط لِئَلَّا ترجع فِي المثانة وَمد الْجلد إِلَى نَاحيَة الكمرة وَشد ليَكُون البط مُمكنا ثمَّ بط عَنْهَا وأخرجها فَإِن تشمرت فِي رَأس الإحليل فإياك أَن تضغطها إِلَى الْخُرُوج بالغمز فيوشك أَن ينخرق عَنْهَا اللَّحْم وتهيج مِنْهُ قُرُوح وأوجاع شَدِيدَة لَكِن شقّ طرف الذّكر وأخرجها. قَالَ: وَأما بعد إِخْرَاج الْحَصَى فَإِن كَانَ ووجع شَدِيد فأجلس الْمَرِيض فِي طبيخ الملوخيا وبزر الْكَتَّان فِي مَاء ودهن مفتر حَتَّى تلين قوته ويسخن ويسكن الوجع ثمَّ أخرجه وضع على الْموضع سمناً مفتراً فِي قطنة تصبه فِيهَا وضع القطنة عَلَيْهِ وَإِذا لم يكن الوجع شَدِيدا فيكفيه السّمن المفتر تصبه فِيهِ تفعل ذَلِك يَوْمًا وضع فَوق السّمن قطنة عَظِيمَة مبلولة بخل وَمَاء وَمَتى كَانَ سَبَب النزف عرقاً بتراء فادفعه بالشد فَإِن لم يبرأ فأجلسه فِي خل حاذق فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم فضع على الْعَانَة والأربيتين المحاجم وافصده وَإِن كَانَ بعد النزف عسر الْبَوْل فَاعْلَم أَن علقَة دم جمدت فَأدْخل يدك فِي البط وأخرجها وعالجه بالخل وَالْمَاء وَالْملح حَتَّى ينقى الْموضع وَمن شكى وجعاً شَدِيدا فأجلسه فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فِي المَاء والدهن المفترين وَمن لَا يوجعه فَحله فِي الثَّالِث وَإِن عرض الورم فأدم جُلُوسه فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان فَإِن أحس بلذع فصب فِي المثانة مَاء الْعَسَل واغسلها بِهِ وَاجعَل عَلَيْهِ ضماداً فِيهِ كمون وَحمل فِي المقعدة دهن السذاب. قَالَ: وَالَّذين لَا يجيئهم دم كثير عِنْد البط يخَاف عَلَيْهِم الْفساد فَإِذا رَأَيْته أسود أَحْمَر فأشرطه من ساعتك وضمده بخل وملح فِي خرقَة كتَّان حَتَّى يمْنَع الْفساد وَمن أحس بوجع تَحت السُّرَّة وَبرد الْأَطْرَاف وَذَهَاب الشَّهْوَة والنافض والحمى الحادة فَإِنَّهُم بِحَال سوء فَإِذا قرب مَوْتهمْ أَخذهم الفواق ووجع الْموضع الَّذِي بط وحركة مُنكرَة فِي الْبَطن وَالَّذين حَالهم صَالِحَة فعقولهم ثَابِتَة ولونهم حسن وشهوتهم جَيِّدَة وَاجعَل أغذيتهم مَا لَا يعقل الْبَطن الْبَتَّةَ لَكِن

 

(3/307)

 

 

يلينه وتسخن المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَأَما إِن كَانَت سخنة قل الْبَوْل وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل وَنَحْوه مَا يقلهُ وَإِذا كَانَ وَقت الْبَوْل أمرت الْخَادِم أَن يغمز على الرِّبَاط لِئَلَّا يُصِيب الْبَوْل مَوضِع الشق وَلَا يخرج مِنْهُ الْبَتَّةَ فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يبرأ.

لأهرن: يسقى من رماد العقارب درهما.

ابْن سرابيون قَالَ: الْحَرَكَة بعد الطَّعَام وَجَمِيع مَا يغلظ الْبَوْل يعين على تولد الْحَصَاة والأغذية الغليظة الْبَارِدَة وخاصة الْجُبْن الرطب ويستدل على الْحَصَاة فِي المثانة بالبول المائي والرسوب)

الرَّمْلِيّ والحكة الدائمة والعبث بالقضيب والانعاظ بِلَا سَبَب ووجع فِي الدرز والعانة وَرُبمَا حدث بعد ذَلِك أسر الْبَوْل فَأَما الْحَادِثَة فِي الكلى فَإِنَّهَا أَصْغَر لصِغَر بطُون الكلى وَهِي أَيْضا لينَة فَأَما لينها فَإِنَّهَا لَا تلبث مُدَّة طَوِيلَة كَمَا تلبث الْحَصَاة الَّتِي فِي المثانة وَلذَلِك هِيَ أقل صلابة.

فِي التَّحَرُّز من الْحَصَاة: يَنْبَغِي أَن يمْنَع من أكل كل مَا يغلظ الْبَوْل وَمِمَّا يُولد فِي المثانة حرارة نارية فَإِن هذَيْن هما سَبَب تولد الْحَصَى ويتغذى بالأشياء اللطيفة ويعنى بالهضم فَإِن كَثْرَة الشِّبَع وَسُوء الهضم يحدثان هَذَا الوجع واترك الأغذية الغليظة اللزجة كاللبن وَالْبيض السليق وخبز السميذ والأطرية القصيدة والفالوذج وَأكْثر من ذَلِك الْخبز وَلَا سِيمَا الحَدِيث والسمك الطري الغليظ الْكَبِير وَمن الْفَوَاكِه الْعسرَة الهضم كالتفاح وَلحم الاترج وَالْخُمُور الْغِلَاظ السود. قَالَ إِذا بدأت الْحَصَاة تتولد فَاسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام مرَارًا كَثِيرَة والأدوية المدرة للبول وَاجعَل الأغذية كلاه وَإِن كَانَ وَلَا بُد بالمهزولة اللطيفة الْخَفِيفَة وَالشرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق وَترك المَاء الكدر الْبَتَّةَ وشربه بعد مرّة حَتَّى إِنَّه مولد كَذَلِك يجنب الشَّيْء المالح فِي المشكطرامشير والجعدة والكمافيطوس وأصل الثيل وطبيخ الحسك وأصل كزبرة الْبِئْر والسقولو قندريون والكمون الْبري وبزر الخطمى فَإِن هَذِه تمنع من تولد الْحَصَاة وتفتت الصغار وتخرجها بالبول فِي الْأَيَّام وَمَتى أحسست أَن فضلا كثيرا غليظاً فاغذه بقلايا ملطفة والمرخ وَالْحمام لتهيئه للإستفراغ ثمَّ استفرغ بدواء قوي يمْنَع من تولد الْحَصَى وَيحل الْقَرِيبَة وَكَثِيرًا مَا يتحجر الْحَصَى عَنهُ. فلغموني: يحدث فِي هَذِه الْأَعْضَاء وَيحدث الْحَصَى المَاء الكدر الْأَدْوِيَة الحادة تسقى فِي الْأَمْرَاض المزمنة لِأَنَّهَا تتحجر الفضول فِي الكلى والمثانة. قَالَ: إِن لم الْحَصَى فِي الكلى وَلم تكن فِي المثانة وَكَانَت لَا تزعزع وَيعلم هَذَا من ثبات الوجع فِي مَوضِع فِي الخاصرة لَا ينْتَقل وَلَا يَزُول فَلَا برْء لَهَا بالأدوية المدرة للبول أَو المنقية للحصى قبل أَن تسْتَعْمل المرخيات والأضمدة

 

(3/308)

 

 

بالقيروطات تستعملها أَيْضا بِكَثْرَة وضع ارخا يضعف قوته يتهيأ أَن تعين على دفع مَا فِيهِ وَلَا تقصر أَيْضا فَيعرض أَلا تزيلها بالأدوية لشدَّة انتشابها فِي الأوعية فَإِن كَانَ الْحجر ينْتَقل وَدَلِيل ذَلِك أَن هُنَاكَ وجع يشْتَد مرّة ويسكن أُخْرَى فَاسْتعْمل التكميد بخرق على الْموضع دهن السذاب ودهن بابونج وَمَتى كَانَ الوجع بَارِدًا فاخلط بِهِ جندبادستر وَيصْلح الْخبز الْمَطْبُوخ بِالشرابِ مخبصًا بدهن البابونج ودقيق الْحِنْطَة مطبوخاً بِمَاء ودهن الْخلّ وأدم التضميد لتصل حرارته إِلَى القعر وَاجعَل هَذِه الأضمدة)

والسكوبات على الْموضع الَّذِي فِيهِ الْحَصَى وَهُوَ الْموضع الَّذِي يحس فِيهِ بالوجع فَإِن هَذِه الْمَوَاضِع إِذا استرخت اتسعت مجاريها وتسهل على الْأَدْوِيَة المدرة للبول دفع الْحِجَارَة فِيهَا وَإِن كَانَ بالوجع صعوبة شَدِيدَة جدا فانتقل إِلَى المخدرة فاستعملها فِي الأضمدة والسقي واعط الفلونيا وَاسْتعْمل بعد أَن تسْتَعْمل ضماداً مرخياً نصب المحجمة بالنَّار فَإِن من شَأْنهَا أَن تزيل الْحِجَارَة سَرِيعا وتسكن الوجع وتوضع أَولا بِالْقربِ من الكلى ثمَّ تحط قَلِيلا باعوجاج حَتَّى يصير إِلَى أَسْفَل فِي الْموضع الَّذِي يحس فِيهِ العليل بالوجع واقعد العليل فِي الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ الحلبة والخطمى والشبث والبابونج واخلط بِالْمَاءِ دهناً ليسكن الوجع ويسهل انحطاط الْحجر وَمَتى انعقل الْبَطن فلينه تليناً شافياً لكيلا يضغط فيسد مجاري الْبَوْل فيؤول الْأَمر إِلَى الغشي من صعوبة الوجع ولين الْبَطن بالحقنة لِأَن من بِهِ هَذَا الوجع لَا يَسْتَطِيع أَخذ المسهلة وَاجعَل ضمادك المرخي من دهن حل وشحم بط ودهن الحلبة ودهن الخطمى والشبث فَإِن من شَأْن هَذِه أَن ترخي الْأَجْسَام وَتوسع المجاري وَيصْلح أَن تضمد بالحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ بعض الشحوم فَلَا يزَال لَازِما للتضميد والسكون والأضمدة المرخية مَا دَامَ الوجع شَدِيدا وَإِن سكن الوجع أَو بَقِي قَلِيلا فَلَا تفرط فِيهَا فيضعف الْعُضْو وَمن المرخية أَيْضا المسكنة الضماد الْمُتَّخذ بالبابونج والخطمى بقيروطى متخذ بِبَعْض الشحوم والعصارات الملينة فَإِذا سكن الوجع استعملنا الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى حِينَئِذٍ والمدرة للبول إِلَى أَن تبرز الْحَصَاة فَهَذَا تَدْبِير الْحِجَارَة فِي الكلى وَمَتى حدث مَعَ ذَلِك ورم وإلتهاب فاخلط التَّدْبِير فَمَتَى إحتجت فافصد ودبر بِقدر مَا ظهر لَك وَهَذِه الأورام إجعل عَلَيْهَا فِي البدء مَا يسكن الوجع ويرخى قَلِيلا.

روفس: الحمات الكبريتية تفت الْحَصَى جدا. مَجْهُول: يُؤْخَذ سَبْعُونَ حَبَّة فلفل فينعم سحقها ويعجن بسبعة قراريط حجر يَهُودِيّ ويعجن وَيعْمل مِنْهَا أَقْرَاص سَبْعَة يشرب كل يَوْم فَإِنَّهُ يبولها.

الْحَصَى فِي المثانة: ينفعها ذرق الْحمام وفلفل وملح ويسقى كل يَوْم بطبيخ المشكطرا مشير.

آخر: قشور محلب وأصل الهليون وخرؤ الْحمام وَسعد يعجن الشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل. الْقلب يفت الْحَصَى.

ابْن سرابيون قَالَ: اسْتعْمل دَائِما فِي وَقت نوبَة الوجع الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع وَفِي فترات

 

(3/309)

 

 

نوبَة الوجع المفتتة للحصى والمدرة للبول إِلَى أَن تبرز الْحَصَاة فَإِذا برزت فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك ورم وَكَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فافصد وَإِلَّا اسْتعْمل الأضمدة والملينة الورم أَو ينضج فَإِذا نضج فاخلط بهَا)

المحللة من خَارج وَمن دَاخل فَإِن كَانَ الورم أغلب حفزاً فَاجْعَلْ مَا يحلل ويفش اغلب على الضماد وَإِن كَانَت أَعْرَاض الْحجر أَشد حفزاً فَاجْعَلْ المفتتة أَكثر وَقد تكون مَعَ الْحَصَاة ريح يكون سَبَب وجع أَكثر فَإِن حدست ذَلِك فاخلط بالأدوية والأضمدة المشروبة السذاب والأنيسون والنانخة والشونيز وَنَحْوه واسق طبيخها وأضفها إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى فَهَذِهِ جملَة التَّدْبِير للحصى الَّتِي فِي الكلى فَأَما الَّتِي فِي المثانة فَلَا يحدث بهَا وجع لسعة بطن المثانة إِلَى أَن ينبعث إِلَى رَقَبَة المثانة والإحليل فتشبث فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال يهيج عسر الْبَوْل وَلِأَن المثانة بَارِدَة قَليلَة الدَّم تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من أدوية الكلى وأجلس العليل فِي طبيخ الشبث وإكليل الْملك والبابونج وأصل الخطمى وبزر الْكَتَّان والحلبة وسنبل وكزبرة الْبِئْر وورق فنجنكشت ومزمار الرَّاعِي ومرزنجوش وبلنجاسف ومرخ الْقَضِيب وعنق المثانة بالأدهان المرخية ويخلط بهَا الشمع والشحوم المسكنة للوجع وَقد تحْتَاج أَن تذيب البازرد أَو الْمقل بِبَعْض هَذِه الأدهان وخاصة الْمقل الْعَرَبِيّ واطل بِهِ وحمهم بالماءالعذب فَإِنَّهَا تسكن الوجع الْحَادِث على الْحَصَى فِي الكلى والمثانة لِأَنَّهُ يُرْخِي ويوسع وَلَا تفرط فِيهِ لِأَنَّهُ يُرْخِي قُوَّة الْأَعْضَاء لَكِن اسْتَعْملهُ عِنْد الْحَاجة وبقدر وَاسْتعْمل مَعهَا عِنْد هدوء الوجع المروخ بالأدهان الَّتِي تحفظ قُوَّة الْأَعْضَاء كدهن الْحِنَّاء الَّذِي قد طبخ فِيهِ السنبل الْهِنْدِيّ فَإِن لم تثبت الْحَصَى وَلم تخرج شققت الإحليل من فَوق مُعَارضَة فِي الْموضع الَّذِي تثبت فِيهِ وأخرجها وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة.

وَمن أدوية الْحَصَى الَّتِي تعْمل فِيهَا باعتدال. أصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الْقلب وبزر الخطمى وكزبرة الْبِئْر ومزمار الرَّاعِي وَسعد وأصل الحسك الْبري وكمون وبزر القثاء والبطيخ وطبيخ القسطافلن وأصل الْقصب وخل الإشقيل وطبيخ السلق فَأَما الَّتِي هِيَ أقوى من هَذِه فحجارة الإسفنج والكمافيطوس والنارمشك والجعدة وطبيخ الحمص الْأسود وأصل الهليون والمقل الْعَرَبِيّ والسعد الْمصْرِيّ وأصل الفليق وقشر أصل الْغَار وبزر الفجل والزجاج المحرق وَالْحجر الْيَهُودِيّ والدواء الْهِنْدِيّ الْمَعْرُوف بِالْقَلْبِ وَدم التيس إِذا جفف وسحق وَشرب مَعَ مَاء الْعَسَل ورماد العقارب وَأفضل من هَذِه كلهَا العصفور الصَّغِير الْمَعْرُوف بطرغلوس وَهُوَ أَصْغَر العصافير كلهَا خلا الْمَالِكِي وَهِي رمادية اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة فِي جناحيها تخطط وَهِي رقيقَة المنقار فِي ذنبها نقط بيض كَثِيرَة الْحَرَكَة بذنبها تصفر دَائِما وَأَقل مَا تطير وتستعمل النهوض الْخَفِيف وتسكن فِي الْحِيطَان والسباخات وَتظهر فِي الشتَاء خَاصَّة فَإِن قوتها عَجِيبَة فِي تفتيت)

الْحَصَى لَا من الكلى فَقَط لَكِن من المثانة وتمنع حُدُوث

 

(3/310)

 

 

الْحَصَى وَقد يسْتَعْمل جسمها كَمَا هُوَ وَيسْتَعْمل رماده وَحده وَمَعَ الفلفل والساذج وَقد يخلط بأدوية الْحَصَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ الكدر كالفوة والساذج وَقد يخلط بهَا قشور أصل الْكبر وكرفس المَاء فَمَتَى لم تكن ثمَّ أخلاط غِلَاظ فاخلط الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر بولاً كثيرا كالوج والداوقوا والأسارون والنانخة والكاشم وَنَحْو ذَلِك والذراريح وَاسْتَعْملهُ مَعَ تحرز واخلط بِهَذِهِ أدوية لَطِيفَة كالفلفل والساذج كي تسرع أَيْضا إِلَى المفتتة وَقد تخلط بهَا القابضة العطرية كالسنبل وقصب الذريرة والحماما دَوَاء مركب يفت الْحَصَى: بزر بطيخ قلب زجاج محرق دوقوا بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الحمص الْأسود. آخر: ذرق الْحمام كندس بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الفجل. آخر: ذرق الْحمام دِرْهَم وَنصف كندس دِرْهَم ذراريح دانق يسقى بشراب. آخر: يُؤْخَذ عقارب فتحرق بِنَار لينَة فِي قدر جَدِيد وَيشْرب مِنْهَا قيراطان فيسقيهم بمرق كل يَوْم أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحفظ الْجِسْم أَن تتولد فِيهِ الْحَصَاة. آخر: بورق أرميني خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل ثمَّ حل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمِقْدَار أوقيتين من مَاء الفجل وَيشْرب حَتَّى يسْتَوْفى ثَلَاثَة أَيَّام.

دَوَاء عَجِيب لفليغريوس قَالَ: يفت الْحَصَى وَيمْنَع من تولدها ويسكن وجع الكلى من ورم حَار أَو غَيره وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَيصْلح لحجارة الكلى جدا: إِذا أبتدأ الْعِنَب يسود فَخذ مِقْدَار فخار فصب فِيهِ مَاء وغله ثمَّ صب عَنْهَا وجففها وَاذْبَحْ تَيْسًا لَهُ أَربع سِنِين وَخذ من الدَّم الْأَوْسَط فأودعه الْقدر واتركه إِلَى أَن ينْعَقد ثمَّ قطعه صغَارًا صغَارًا فِي الْقدر وَأَجْعَل عَلَيْهِ خرقَة مهلهلة واتركه تَحت السَّمَاء فِي الشَّمْس وَالْقَمَر جَمِيعًا حَتَّى يجِف جدا وَاحْذَرْ أَن تصيبه ندوة مطر أَو غَيره فَإِذا استحكم جفافه فاسحق مِنْهُ شَيْئا مَعَ قَلِيل سنبل بِقدر مَا قطعت رَائِحَته بِهِ واسق مِنْهُ ملعقة بشراب حُلْو تفعل ذَلِك فِي إبان سُكُون الوجع فَإنَّك تعجب من فعله.

فِي شقّ الْحَصَى قَالَ: وَقد كَانَ قوم من القدماء يشقون عَن حَصى الكلى خلف الْقطن وَفِي ذَلِك خطر. فَأَما شقّ المثانة فَيسلم فِيهِ الْأَكْثَر فَالَّذِينَ لحومهم رطبَة وَمن لم يعرض لَهُم ورم وقاحت مِنْهُ جراحاتهم فَإِنَّهُم يتخلصون بسهولة فَأَما من ورم فأعسر والشباب يعرض لَهُم مِنْهُ ورم حاد عِنْد الشق والمشايخ لَا يلتحم جرحهم والكهول لَا يعرض لَهُم ورم ويلتحم جرحهم فَلذَلِك هُوَ أسلم فيهم وَالْحجر الْعَظِيم يسهل بظه ويعسر إِخْرَاجه وَالصَّغِير بِالْعَكْسِ والمتوسط)

يسهل خُرُوجه وَإِذا كَانَت الْحَصَى خشنة كَانَ صَاحبهَا على الشق أقوى من غَيره وَلِأَنَّهُ قد اعْتَادَ احْتِمَال الوجع وَإِذا كَانَت لينَة فبالضد. فِي التبويل يجب أَن يسْتَعْمل التبويل إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَلَا وجع شَدِيد إِلَّا أَن يكون الورم عَن حجر أَو علق دم فَإِنَّهُ حينئذٍ يسكن الورم إِذا نحيت هذَيْن عَن المجرى وَمَتى عسر الْأَمر جدا وَلم يُمكن الإحتمال بالمبولة فَيجب ان يشق فِيمَا بَين الشرج والخصى شقاً صَغِيرا وَاجعَل فِيهِ أنبوباً ليخرج بِهِ الْبَوْل فَإِن عَيْش هَكَذَا خير من أَن يَمُوت. لى الصَّبِي المستعد للحصى هُوَ الَّذِي بَطْنه فِي الْأَكْثَر يَابِس ومعدته حارة وكبده.

 

(3/311)

 

 

(أسر الْبَوْل) (الْبَتَّةَ وعسر خُرُوجه وقلته وَاسْتِعْمَال المبولة والتقطير الَّذِي يعسر والتعريف) (وَالسَّبَب والتقسيم والعلاج والاستعداد والإنذار والاحتراس.) قَالَ: فِي آخر الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء فَأَما العلاج بالقاثاطير وَهِي الْآلَة الَّتِي يَبُول بهَا أَصْحَاب حصر الْبَوْل فلست أحتاج إِلَى أَن أَقُول أَنه لن يَسْتَطِيع أحد أَن يعالج بهَا علاجاً جيدا دون أَن يكون عَارِفًا بِموضع المثانة وخلقتها معرفَة حَقِيقِيَّة.

الْأَعْضَاء الألمة الأولى: إِذا احْتبسَ الْبَوْل فنحتاج إِلَى أَن نَنْظُر هَل ذَلِك عَن الكلى ومجاري الْبَوْل مِنْهَا إِلَى المثانة أم فِي المثانة أم فِي مجْرى الْبَوْل من المثانة فَإِن كَانَ فِي الْعَانَة نتو مستدير فَإِن المثانة مَمْلُوءَة وحينئذٍ يَنْبَغِي أَن تنظر هَل الفضاء مسدود أَو فعل العضلة الَّتِي تقصر هِيَ تخرج الْبَوْل. لى يجب أَن ترجع لِأَن خُرُوج الْبَوْل إِنَّمَا يكون بانضمام المثانة عَلَيْهِ بِشدَّة وكف العضلة عَن فعلهَا وَأَنه قد نطل وَيفرق بَين ذَلِك أبدا إِن كَانَ لبُطْلَان العضلة إِنَّك إِن نصبت العليل نصبة تكون عَن مثانته إِلَى أَسْفَل وغمزت بِيَدِك على مَوضِع الانتفاخ در الْبَوْل بذلك وَإِلَّا فمنفذ الْبَوْل مسدود فَدلَّ على أَنه لَا يكون عَن استرخاء العضل المطوف على فَم المثانة وَحصر الْبَوْل إِذا استرخت لَكِن تقطيره بِلَا إِرَادَة وَعند ذَلِك يجب أَن ننظركم من ضرب ينسد المجرى الَّذِي للمثانة وَهُوَ ثَلَاثَة اضْرِب إِمَّا ورم وَإِمَّا شَيْء ينْبت فِيهِ أَو شَيْء يقف فِيهِ من حَصى أَو مُدَّة أَو ورم جامد وَاللَّحم النَّابِت والقيح يكون عقب قرحَة والحصى تكون علاماتها قد تقدّمت وَهِي فِي بَاب الْحَصَى فَإِن شهِدت لَك عَلَامَات الْحَصَى فاضجعه على قَفاهُ وشيل رجلَيْهِ حَتَّى تجعلها مُرْتَفعَة وحركه تحريكاً مُخْتَلفا فِي النواحي ثمَّ مره أَن يجْهد فِي أَن يَبُول فَإِن لم يبل فأعد ذَلِك مَرَّات فَإِن لم يبل فَعَلَيْك بالمبولة وَإِن كَانَت وَقعت على الْقطن والعانة فَتوهم أَن سَبَب)

ذَلِك ورم فَلَا تدخل المبولة لِأَن الورم يزِيد حرارة لَكِن الأجود أَن تصب على الْموضع مَاء فاتراً ومرخه بالدهن أَربع سَاعَات أَو أَكثر أَو أقل حَتَّى يلين الورم ويسترخي فَإِذا لَان الورم واسترخى كَانَ الوجع يقل فَأمره ان يجْهد نَفسه فَرُبمَا بَال. 3 (عِنْد قطع البواسير) لى عسر الْبَوْل الَّذِي يعرض عِنْد قطع البواسير هُوَ من جِهَة الورم فَيَنْبَغِي أَلا تبول بل

 

(3/312)

 

 

اعْتمد فِيهِ على تسكين الوجع بالدهن وَالْمَاء الْحَار يجلس فِيهِ والضماد بالبصل والكراث وَالسمن حاراً على المقعدة ليسكن الوجع وَقلة الشَّرَاب لِئَلَّا يَجِيء الْبَوْل إِلَى المثانة وَقلة الْأكل يَوْمَيْنِ لتسكن جلّ الْعَوَارِض ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة. قَالَ: وَإِذا لَان الورم بِالْمَاءِ الْحَار والدهن فاغمز المثانة بِيَدِك ويتزحر العليل فَإِنَّهُ يَبُول إِن لم يكن الورم عَظِيما. لى امتلاء المثانة يدل على احتباس الْبَوْل من اجل المجرى الْأَسْفَل فَإِذا كَانَ الْبَوْل محتبساً والمثانة فارغة فَعِنْدَ ذَلِك تكون الْعلَّة إِمَّا من الكلى وَإِمَّا من مجاري الْبَوْل وَيجب عِنْد ذَلِك أَن يقْعد فِي الآبزن وتضمد الْبَطن بالأضمدة المرخية وتطبخ فِي الآبزن ورق الكرنب وَنَحْوه ويسقى المدرة للبول وينفع من ضَرْبَة الضَّرْبَة على الْقطن إِذا لم يكن ذَلِك لورم والورم يتقدمه ثقل فِي الْقطن ووجع وَحمى وَذَلِكَ إِذا كَانَ ورماً حاراً وَكَذَلِكَ الورم فِي المثانة فَإِنَّهُ يتبعهُ الْحمى إِذا كَانَ ورماً حاراً وَإِن كَانَ قد بَال قبل ذَلِك دَمًا فَيمكن أَن يكون لِأَن دم أَو قيح وقف فِي مجْرى الْبَوْل الْأَعْلَى وَعند ذَلِك تَنْفَع الضَّرْبَة والأدوية المدرة للبول لِأَنَّهَا تكْثر الْبَوْل فتدفع عِنْد ذَلِك.

قَالَ: وَخُرُوج الْبَوْل من المثانة تكون بتقلص المثانة وتقبضها باستدارة على الْبَوْل وَكَثِيرًا مَا يُعينهُ على ذَلِك العضل الَّذِي على مراق الْبَطن إِذا كَانَ الْبَوْل قَلِيلا جدا والمثانة ضَعِيفَة. قَالَ: وَإِن احْتبسَ الْبَوْل والمثانة فارغة فَإِن احتباسه من فَوق مجاري الْبَوْل ممدودة أَو فِيهَا دم أَو فِي الكلى حَصَاة أَو ورم أَو خلط غليظ فابحث عَن إِلَى المثانة حَال الْجِسْم أَيهَا يُوجب من هَذِه. من آخر الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رُبمَا احْتبسَ الْبَوْل من تمدد المثانة لِكَثْرَة الْبَوْل الَّذِي فِيهَا إِذا لم يبل الْإِنْسَان وَصَارَ ذَلِك بِشدَّة فِي محفل فِيهِ نَاس أَو لنوم غرق فيمدد الْبَوْل المثانة تمديداً شَدِيدا فتضعف لذَلِك قوتها الدافعة فَلَا يُمكنهَا الضَّبْط على الْبَوْل على مجْرى الطَّبْع فيعسر الْبَوْل لذَلِك. لى يحْتَاج إِلَى علاج هَذَا وَهُوَ الْقَبْض على المثانة بطبيخ ورد مَعَ دهن ناردين فالزمه الْأَشْيَاء الحارة مَعَ قبض.)

3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)

حصر الْبَوْل إِمَّا لِأَن المثانة لَا تقدر أَن تقبض على الْبَوْل من جَمِيعهَا وَإِمَّا لِأَن المجرى مَمْدُود أَو لِأَن العصب الَّذِي يَلِي المثانة من النخاع يبطل فعله وحينئذٍ لَا يُمكن المثانة أَن تنضم وَلَيْسَ السَّبَب فِي ذَلِك ضعفها بل سُقُوط الْقُوَّة الإرادية عَنْهَا. قَالَ: وينفع حصر الْبَوْل وَالْبرَاز الْكَائِن عَن ضعف الأمعاء والمثانة الغمز بِالْيَدِ ليعين العضل الضَّعِيف على فعله. قَالَ: وَلَا تدع أَن تمل عَن السَّبَب فِي هَذِه الْعلَّة أبدا. قَالَ: كَانَ رجل غَار مَوضِع من حرز صلبه إِلَى دَاخل من سقطة فاحتبس بَوْله فِي الْيَوْم الثَّالِث عِنْدَمَا استحكم ورم المثانة لضغط الفقار لَهَا وَكَانَ مَوضِع مثانته يوجعه فداويناه بمداواة من بِهِ ورم وَكَثِيرًا

 

(3/313)

 

 

مَا ينَال المثانة الآفة عِنْدَمَا يصير التمدد لقوتها القابضة عَن الْبَوْل وَذَلِكَ يكون لمبس الْبَوْل بِإِرَادَة وَفِي النّوم إِذا طَال الْأَمر بذلك مرّة بعد مرّة صَارَت المثانة عسرة الْحس أَيْضا فَصَارَ من هَذَا الْوَجْه أَيْضا لَا تدفع الْبَوْل على الْإِرَادَة.

جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة وَمن الأولى: حصر الْبَوْل إِمَّا من أجل الْعُضْو الْبَاعِث وَهُوَ الكلى ومجاري الْبَوْل مِنْهَا إِلَى المثانة وَتَكون حينئذٍ المثانة خَالِيَة وَالْبَوْل محتبساً وَإِن كَانَ من أجل الكلى وجد العليل وجعاً مَعَه ثقل فِي الْبَطن وَإِن كَانَت لبرانج الْبَوْل النابتة من الكلى وجد الوجع فِي الحالبين وَهُوَ شَبيه بالوخز وَإِمَّا من أجل المثانة وَيكون ذَلِك لِضعْفِهَا عَن الإنقباض عَن الْبَوْل فعلامته أدل وَهِي فِي تِلْكَ الْحَال متزعزعة وَإِذا أَنْت غمزت عَلَيْهَا در الْبَوْل لِأَنَّهُ لَيْسَ بهَا إِلَّا الضعْف من أجل المجاري الَّتِي فِي المثانة وَهَذَا يكون إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لثولول أَو ورم أَو علق دم وَزَوَال خرز الصلب إِلَى دَاخل يكون مِنْهُ عسر الْبَوْل.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يفْسد مجْرى المثانة من يبس كثير يعرض فِي عنق المثانة وَيكون فِي الحميات المحرقة الْيَابِسَة جدا الَّتِي تبلغ من يبسها أَلا يُمكن العليل أَن يتَكَلَّم حَتَّى يبل فَمه بِالْمَاءِ. وَمِنْهَا: فصد الصَّافِن يحل عسر الْبَوْل الَّذِي سَببه ورم حَار وَكَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا أشرفوا على الْمَوْت وَبَعْضهمْ مَاتَ من احتباس الْبَوْل وَكَانَت المثانة ترى فِي جَمِيعهم مَمْلُوءَة ممتدة.

السَّابِعَة: تقطير الْبَوْل وعسره يحلهما شرب الشَّرَاب والفصد وَيجب أَن تقطع الْعُرُوق الدَّاخِلَة.

قَالَ: عسر الْبَوْل إِن كَانَ مَعَه وجع يكون إِمَّا من ورم حارة وَإِمَّا من خراج وَإِمَّا من قرحَة وَإِمَّا من خراج خَارج عَن الإعتدال مُخْتَلف وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ عسر فِي الْحَرَكَة)

فَهُوَ يكون إِمَّا لضعف الْقُوَّة وَإِمَّا من ورم من هَذِه الْعِلَل كلهَا إِمَّا لبرد فيشفي مِنْهُ شرب الشَّرَاب فيعني بِشرب الشَّرَاب فِي هَذَا الْموضع أَن يكثر النَّبِيذ ويقل مزاجه ويشفى أَيْضا من الورم إِذا حدث من دم غليظ من غير امتلاء فِي الْجِسْم وَأما الورم الْكَائِن من غير نُقْصَان فِي الْجِسْم وَإِن لم يكن امتلاء بعد أَن تكون بِهِ الْقُوَّة قَوِيَّة والفصد يشفي مِنْهَا وَيجب أَن يفصد الصَّافِن.

من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أسر الْبَوْل فَعرض لَهُ زحير شَدِيد مَاتَ فِي الْيَوْم السَّابِع فَإِن عرضت لَهُ حمى لم تكن قبل ذَلِك وَكثر بَوْله برِئ.

الثَّالِثَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: أَتَى رجل مهزول وَكَانَ لَا يُمكنهُ أَن يَبُول حَتَّى يجْتَمع فِي مثانته بَوْل كثير فحدست أَن سَبَب ذَلِك شدَّة جفاف أَعْضَائِهِ وَأَن مجْرى بَوْله قد جف وقحل فانضم فَهُوَ لذَلِك يحْتَاج أَن يجْتَمع فِي مثانته بَوْل كثير حَتَّى تقدر أَن تدفع دفعا قَوِيا وتفتح انضمام المجرى فداويناه بالمروخ والأشياء اللينة والأدهان المرطبة والأغذية المرطبة وَالْحمام فبرأ من علته فِي خلال كَلَامه أَن ذَلِك يكون أَيْضا أَن كَثْرَة الْجِمَاع وَسَببه

 

(3/314)

 

 

أَن الرُّطُوبَة الَّتِي يولدها الْغذَاء عَن جَنْبي أوعية المنى يجِف وَلَا ترسل رُطُوبَة وَعند الْجِمَاع تفنى هَذِه الرُّطُوبَة بِكَثْرَة مَا يخرج فَإِن لم يصبهَا فِي نَفسهَا جفاف من قحولة الْجِسْم. قَالَ: وَقد يكون عسر الْبَوْل من أَن تَجف هَذِه الْآلَات بإفراط الْجِمَاع وَقد كَانَ يدْخل ذَلِك فأمرناه بالامتناع من الْجِمَاع فبرئ.

ابيذيميا السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: عسر الْبَوْل يحله الفصد إِذا كَانَ من امتلاء وورم حَار. لى على مَا رَأَيْت وَقد فسرت قصَّته فِي القولنج إِنَّمَا صَار الْجُلُوس فِي المَاء الْحَار نَافِعًا لاحتباس الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يكون مَعَ ورم ظَاهر فِي الكبد عسر الْبَوْل لِأَن الوريد الَّذِي يَأْخُذ المَاء يَنْضَم. لعسر الْبَوْل: يحقن بخرو الْحمام فِي موميائي وتطبخ رطبَة حَتَّى تنسلق وَثمّ تُؤْخَذ وتكمد المثانة بهَا حارة فَإِنَّهَا تطلق الْبَوْل وأقعد العليل فِي آبزن طبيخ الحمص والكرنب والحلبة ومرخ الظّهْر والمثانة بأدهن مُخْتَلفَة كدهن السوسن والمرزنجوش. قَالَ: ولاشيء أَنْفَع لعسر الْبَوْل من الآبزن الدَّائِم والكماد الرطب والمرخ بالدهن. قَالَ: وَإِن أدخلت شعر الزَّعْفَرَان الإحليل أدر الْبَوْل من سَاعَته وَإِن حقنته بِزَيْت العقارب أدر الْبَوْل. لى رَأَيْت فِي مَوضِع أَنه إِن أدخلت قملة فِي ثقب الإحليل ادر الْبَوْل من سَاعَته. مَجْهُول: رجل عسر عَلَيْهِ الْبَوْل فَلم ينْتَفع شَيْء من الْأَدْوِيَة فَجَاءَهُ رجل فسحق درهما من قشر بَيْضَة منقى من الغرقى وأنعم سحقه وصير مَعَه مثله سكرا طبرزداً وسقاه فَبَال من سَاعَته. أهرن: الدَّلِيل على احتباس الْبَوْل أَنه من ورم يبس)

الطبيعة واحتباس الْبَوْل يسْتَدلّ على أَنه من ضعف المثانة عَن الانضمام على الْبَوْل فَإِن تسْأَل هَل حقن بَوْله مُدَّة طَوِيلَة وتعرف هَل ذَلِك لفالج فِي عضله فَإِن تسْأَل هَل حدث عَلَيْهِ هُنَاكَ ضَرْبَة وَنَحْوهَا والكائن من الْحَصَاة والمرة وَالْخَرَاج فدلائلها ظَاهِرَة. قَالَ: عالج ضعف المثانة بدهن الناردين أَو الْغَار والناردين الرازقي واخلط مَعهَا بعض القوابض.

سذاب وحسك وَيُؤْخَذ من مَائه قَلِيلا إِذا كَانَت المثانة منتفخة وَالْبَوْل محتبس حَتَّى إِذا غمزت عَلَيْهَا در الْبَوْل وَخرج ثمَّ يعود الْبَوْل يحتبس وَلَا يخرج إِلَّا بِالْعقدِ عَلَيْهَا فَإِن ذَلِك لضعف المثانة عَن الانضمام عَن الْبَوْل لدفعه وَإِيَّاك أَن تسْتَعْمل فِي شَيْء من أسر الْبَوْل مَعَ ورم أَو وجع حاد شَدِيد جدا المبولة لَكِن عَلَيْك بِالْمَاءِ الْحَار والدهن والتليين والإرخاء وتسكين الوجع فَإِن الوجع يسكن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِذا خف الوجع فاغمز حِينَئِذٍ على المثانة إِن كَانَت وارمة غمزاً لينًا من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا وَلَا تغمز وخاصة حقوه مادام الوجع شَدِيدا وَلَكِن افصد للإرخاء والتليين ليسكن الوجع أَولا ثمَّ اغمز لتدر الْبَوْل وَيخرج فَإِن اضطررت إِلَى استعمالك المبولة فَبعد ذَلِك أَيْضا.

 

(3/315)

 

 

اهرن: حصر الْبَوْل تِسْعَة اضْرِب إِمَّا لورم فِي المجرى ويستدل عَلَيْهِ بِشدَّة الْأَلَم والوجع فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم وَأَن يخرج فِي الْبَوْل أَشْيَاء صديدية وَإِمَّا لورم فِي المعي فيضغط المثانة ويمنعها عَن فعلهَا ويستدل على ذَلِك بِأَن مَعَه أَعْرَاض المعي أَعنِي احتباس الرجيع وَنَحْوه من الوجع والغثي وأعراض الزحير وَنَحْوه وَالَّذِي من ضعف المثانة عَن الانضمام على الْبَوْل ويستدل عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ البادي على حقن بَوْله فتمددت مثانته وَبِأَنَّهُ إِذا غمزت عَلَيْهِ بَال. وَالْآخر لفالج فِي عضلة تستدل عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ البادي إِن جلس على شَيْء بَارِد جدا أَو أَصَابَته ضَرْبَة وَالَّذِي يكون من جمود الْقَيْح ويستدل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قبل ذَلِك يخرج قيح وَكَذَلِكَ فِي الدَّم وَالَّذِي من الْحَصَاة تعرفه من دَلَائِل الْحَصَاة.

3 - (علاج أسر الْبَوْل الَّذِي لضعف المثانة)

اسْتعْمل الطيوب القابضة المسخنة قَلِيلا كَالدَّارِ صيني والسعد والبسباسة والسليخة والقرنفل والسنبل يعْطى مِنْهَا كالنبقة واطبخ هَذِه وَاجْعَلْهَا ضماداً واسقه اميروسيا والقفى وَمن دَوَاء الكركم زنة دِرْهَم من كل وَاحِد واطله من هَذِه أَيْضا وينفع من دهن الناردين ودهن البان وَبَعض الأدهان الحارة ويطبخ فِيهَا بعض القوابض. لعسر الْبَوْل بالطفل: تسقى الربة مِمَّا يدر الْبَوْل.

بولس قَالَ: وَيكون من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل وَقَالَ: إِذا عسر الْبَوْل وَلم يكن ورم حَار وَلَا حَصى وَلَا علق دم وَلَا خراج وَلَا شَيْء من هَذَا النَّحْو فَانْظُر فَإِن كَانَ فِي الْبَوْل حرافة وَدلّ المزاج وَسَائِر المزاجات على أَن فِي الْجِسْم مرّة فَإِنَّهُ قد يكون عسر الْبَوْل من الْمرة فَاسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تعدلها كَمَاء الشّعير والسمك والحمامات والأشياء المرطبة ويدع الْأَشْيَاء الحريفة وَالشرَاب الْبَتَّةَ والرياضة وَالنّصب وَإِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا أَبيض وَكَانَت الْأَسْبَاب تدل على سوء مزاج بَارِد فَاسْتعْمل الشَّرَاب الْحَار والأدوية المدرة للبول والآبزن فَإِن كَانَ مَعَ بياضه غليظاً فَاعْلَم أَن ذَلِك من خلط بلغمي قد سد منافذ الْبَوْل وعنق المثانة فَعَلَيْك بالسكنجبين والزوفا والصعتر والعرطنيثا والحاشا والمحروث وَلَا تسْتَعْمل المبولة فِي الورم الْحَار والإلتهاب وَأما عسر الْبَوْل يعرض فِي الحميات فليطل بدهن السذاب ودهن الشبث وَمَتى احْتبسَ الْبَطن حقنوا. وَقد يعرض من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل مرّة وسلسه أُخْرَى وَذَلِكَ فِي بَاب الفالج.

الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل عسر الْخُرُوج ورأيته أَبيض أَو غليظاً فَإِن ذَلِك من الْبرد وَكَثْرَة الاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد فأعطه مدرات الْبَوْل باعتدال ومره بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالشرَاب السخن والثوم جيد هَاهُنَا وَمَتى كَانَ أَحْمَر رَقِيقا لذاعاً فابدأ بتعديل المزاج والفصد وبزر الْبِطِّيخ وَالْخيَار والخشخاش وَالْحمام العذب المعتدل وَانْظُر إِذا عسر الْبَوْل هَل مَعَ ذَلِك مرّة أَو حرافة أَو تقدمته حرقة أَو ورم ثمَّ عالج بِحَسب ذَلِك.

 

(3/316)

 

 

شَمْعُون قَالَ: ادلك الْقطن مِمَّن عسر عَلَيْهِ الْبَوْل بالأدهان المسخنة كدهن السوسن والنرجس والزنبق وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء الحسك والحلبة والكرنب والخطمى واللفت وكمد الْعَانَة بالرطبة المسلوقة واحقنها بالموميائي واسقه مَا يدر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت لشمعون: الْبَوْل يعسر إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لعلق دم أَو مرّة وَإِمَّا لخام جامد وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لورم بَارِد وَإِمَّا لورم فِي المعي وَإِمَّا)

لفالج فِي العضل والحصاة تعرف بعلاماتها وعلق الدَّم والمدة فَإِنَّهُ يتقدمه قُرُوح وجمود الدَّم يغلظ الْبَوْل وَكَانَ عدم إِعْلَام القروح والحصاة والوجع والورم الْحَار واللهيب وَسُرْعَة وُرُود الْعلَّة والورم الْبَارِد فَإِنَّهُ جَاءَ قَلِيلا حَتَّى اشْتَدَّ ورم الأمعاء أَعنِي ورم المعي الْمُسْتَقيم بامتناع الزبل.

من الاختصارات: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من أجل لحم صلب مستدير ينْبت فِي المجرى لَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ وَمَا كَانَ فِيهِ فِي الْبَوْل رملية وصفرة وَحُمرَة فعسره عَن الكلى وَمَا كَانَ فِيهِ بَيَاض وخثورة فَعَن المثانة. قَالَ: وَطَرِيق دفع عسر الْبَوْل عَامَّة الآبزن وَالْحمام والكماد والمدرة للبول ويطلى الْموضع بالعاقرقرحا والبورق والخردل وَالْعَسَل وَيكون ذَلِك فِي الْحمام ويطيلون اللّّبْث فِيهِ حَتَّى يعرق عرقاً شَدِيدا فَهَذَا علاج عسر الْبَوْل الَّذِي يكون من غير حَصَاة وَلَا من قرحَة وَهُوَ الَّذِي من ورم فَأَما الَّذِي من قُرُوح فعلاجه البزور الْبَارِدَة كبزر الْبِطِّيخ وبزر الْخِيَار والألبان لبن الْمعز وَلبن الأتن والحقن اللينة والأضمدة الْبَارِدَة. قَالَ: وينفع من الْأسر أَن يحقن الإحليل بدهن بِلِسَان. لى هَذَا ينفع الضَّرْب المثانة مثل طول عسر الْبَوْل وينفع من الْأسر أَن يحقن بِزَيْت قد انقع فِيهِ فِي نصف رَطْل عشر عقارب بيض ويحقن بقضيب فضَّة وينفخ فِيهِ بعد ليسرع فيصل.

مَجْهُول لعسر الْبَوْل عَجِيب: أَدخل العليل الْحمام وَأَجْلسهُ فِي الْحَوْض الْحَار وَيكون قد جففت قشور الْبِطِّيخ وسحقتها كالكحل واسقه وَهُوَ فِي الْحمام فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ. لى إِن أسرف الْبَوْل الْخَامِسَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: ويعرض ضرب من عسر الْبَوْل فِي الحميات الحادة وَيكون من يبس مفرط. لى يعالج هَذَا بالآبزن والمروخ والأغذية اللينة.

تياذوق: قد يكون نوع من قلَّة الْبَوْل عَن انحلال عروق الكبد. لى عَلامَة ذَلِك لين الْبَطن وَلَا يكون مَعَه الوجع فِي الْقطن والمثانة. قَالَ: إِذا كَانَ الْأسر عَن ورم فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي يعسر الْبَوْل ضَرْبَة فَإِنَّهُ حَصَاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو حَصَاة فليجلس العليل على بتكة على عصعصه فَقَط ويمسك من خَلفه لِئَلَّا يَقع وَتُؤْخَذ صوفة فيشد وَسطهَا بخيط وَيدخل الْخَيط الْأَسْفَل من رَأس المبولة ويمد حَتَّى يخرج من الْجَانِب الآخر ثمَّ يقطع مَا فضل كُله بعد أَن يمدها وَلَا تكون

 

(3/317)

 

 

عسرة المواتات لِلْخُرُوجِ من المبولة لكَي تخرج إِذا جذب الْخَيط وَإِنَّمَا يَجْعَل الصُّوف هُنَاكَ ليمنع أَن يسْبق إِلَى فَم المبولة علق دم أَو مُدَّة. قَالَ: وَتدْخل المبولة على هَذَا: يجلس العليل على مَا وَصفنَا على بتكة على عصعصه ويمسك من خَلفه وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق الأربيتين وَيبعد كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عَن صاحبتها. قَالَ: فَإِنَّهُ إِذا جلس على عظم الظّهْر اسْتَوَى)

تقليب المثانة أَكثر مَا يكون ثمَّ يدْخل القاثاطير بعد أَن يحم العليل إِن أمكن وتنطله بِالْمَاءِ الفاتر وتمرخه بالدهن ليلين نعما ثمَّ تدخل القاثاطير إِلَى الْجَسَد إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة. قَالَ: وَإِذا بلغ إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة أقمناه وأملناه إِلَى السُّرَّة وتدفعه على ذَلِك قَلِيلا بِقدر عقد أَو عقدين فَإِذا دخل هَذَا الْمِقْدَار فَذَلِك غلط وَهَذَا الْموضع المنفرج يحْتَاج بعد ذَلِك وَلَا سِيمَا إِن عسر دُخُوله وَيرجع أَن يمِيل الذّكر رَقَبَة المبولة إِلَى أَسْفَل فَإنَّك ترده إِلَى حَاله واشده استعلاء وَيتبع فِي ذَلِك أبدا سهولة الذّهاب وَقلة الوجع لِأَن ذَلِك يدل على حسن الذّهاب حَتَّى إِذا وصل إِلَى مَوضِع فضاء يحبس ذَلِك بِمد الْخَيط لتخرج الصوفة ويتبعها الْبَوْل وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل بعد ذَلِك علق دم أَو مُدَّة فِي القاثاطير أَو ركب رَأسه فَمنع من خُرُوج الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يكون ميل يدْخلهُ فِي القاثاطير وَيكون لَهُ عَلامَة إِنَّا نعرفها يكون قد وصل إِلَى رَأس القاثاطير وَلَا يكون مَعَ ذَلِك حاد الرَّأْس وَفضل قَلِيلا من رَأس القاثاطير قدر نصف شَعْرَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ فاحقن المثانة إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَإِن تشد على القاثاطير كيساً تجْعَل فِيهِ دواءك وأوفق الأكياس مثانة قد عركت نعما ونقيت. لى المبولة الَّتِي يستعملها المحدثون أَجود من هَذِه لِأَن رَأس تِلْكَ وَله ثقب فِي جوانبه صغَار كَثِيرَة لَا يدْخل مِنْهَا علق الدَّم والمدة الْبَتَّةَ لصغرها وَهِي كَثِيرَة فَإِن ركب بَعْضهَا شَيْء دخل الْبَوْل من الآخر وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل فِي هَذَا الثقب وَإِن كَانَ عسيراً قطع مُدَّة وَاجْتمعَ فِي أنبوب الْآلَة فَإِن لَهُ ميلًا يدْخل فِيهِ وَهَذَا الْميل وَإِن كَانَ لَا ينفذ حَتَّى يخرج ذَلِك الدَّاخِل عَن الْآلَة فَإِنَّهُ يَدْفَعهُ وينحيه وَالَّذِي قدرت أَنا أصلح من ذَلِك كُله وَهِي مبولة تتَّخذ من أسرب ليعوج ويلتوي شكل الثقب وَإِيَّاك والوجع فَإِنَّهُ كثيرا يُورث التبويل قروحاً وأوجاعاً لذَلِك. افطيلش: وَيحْتَاج أَن يهيأ مبولة لكل سنّ وخلقة مبولة على مَا يصلح.

3 - (من كتاب فِي الْبَوْل)

ينْسب إِلَى ج قَالَ: وَيكون ضرب من عسر الْبَوْل الغليظ لغلظ الرطوبات. لى دَلِيله أَن يخرج فِي الْبَوْل. ابْن سرابيون: إِذا عسر الْبَوْل وَكَانَ ورم عَظِيم فِي المثانة لَا يتهيأ من أَجله اسْتِعْمَال المبولة وَاشْتَدَّ الْبَوْل على العليل وأشرف على التّلف وَخيف من المبولة زِيَادَة الوجع فشق شقاً صَغِيرا نَاحيَة الدرز بجنبه وَأدْخل فِيهِ أنبوباً ليخرج الْبَوْل فَإِن اشْتَدَّ مَا فِيهِ أَلا يلحم وَذَلِكَ خير من إِسْلَام العليل إِلَى التّلف. قَالَ: وضع عَلَيْهِ المرخية.

قَالَ: عسر الْبَوْل لمن كَانَ مَعَ وجع فَإِنَّهُ يكون من ورم أَو قرحَة أَو شَيْء يسد

 

(3/318)

 

 

المجرى فَإِن كَانَ بِلَا وجع فَإِنَّهُ لذهاب حس المثانة لسوء مزاج بَارِد وَبطلَان قُوَّة عضلها كَالَّذي يحدث إِذا أمسك الْبَوْل مُدَّة طَوِيلَة فَإِن كَانَ مَعَ احتباس الْبَوْل المثانة فارغة فالآفة فَوق. قَالَ: وَإِن انْعَقَد الدَّم فِي المثانة لم يسْتَدلّ على ذَلِك بِأَن الْبَوْل احْتبسَ بعقب خُرُوج الدَّم وَلَكِن بِأَنَّهُ يهيج مَعَ ذَلِك صغر النَّفس وصفرة اللَّوْن وَصغر النبض والغشى والاسترسال.

قَالَ: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ مَعَ ورم عولج بالآبزن والنطول والتمريخ بدهن البابونج وَإِن كَانَ لغظ الْبَوْل وأخلاط فالقوية فِي إدرار الْبَوْل المرققة للدم ويطبخ لَهُم فِي الآبزن البلنجاسف والغار والمرزنجوش والكرنب والحلبة والشبث وإكليل الْملك والحرمل وذرق الْحمام ويضمدون أَيْضا بهَا ويسقى مَاء الفجل وطبيخ المشكطرامشير والفوة والوج وتدهن اللثة بدهن العقارب واسقهم السكنجبين العنصلي وَإِن شَأْنه أَن يقطع ويلطف وَهَذَا ينفع من جمود الدَّم فَأَما عسر الْبَوْل الْحَادِث فِي الحميات فعالجه بالنطول ودهن الشبث وآبزن قد طبخ فِيهِ الخطمى والبابونج والبنفسج والحسك وَمَتى حدث أسر الْبَوْل عَن ريح غَلِيظَة سقى دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وتمسح اللثة بدهن الناردين ودهن الياسمين أَو البلسان وَيصب مِنْهُ فِي الإحليل مَعَ شَيْء من جندبادستر ومسك وَمَاء السذاب فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. لى يعْطى عَلامَة الأولى من القوى الطبيعية.

قَالَ: جَمِيع النَّاس إِذا عسر عَلَيْهِم الْبَوْل وجدوا مَعَ ذَلِك وجعاً فِي الْمَتْن وبالوا مَعَ ذَلِك رملاً قَالُوا إِن وجعهم فِي الكلى. لى 3 (تَقْسِيم تَامّ لاحتباس الْبَوْل) يحتبس إِمَّا لِأَن الكلى تجذبه وعلامته أَن يكون الْبَوْل محتبساً وَلَيْسَ فِي الظّهْر وجع ثقيل وَلَا فِي الخاصرة والحالب وَلَا فِي المثانة شَيْء يكره وَلَا فِي عنق المثانة ضرب من ضروب السدة على مَا سنبين وَأَن يكون مَعَ ذَلِك الْبَطن لينًا وَقد حدث فِي الْجِسْم ترهل واستسقاء أَو كَثْرَة عرق وَإِمَّا أَن يكون مَعَ الكلى فَتكون محتبسة الْبَتَّةَ وَفِيه الْمَرَض وَذَلِكَ ورم أَو حجر أَو علق دم أَو مُدَّة ويعمه كُله أَن يكون الوجع فِي الْقطن مَعَ فرَاغ المثانة إِلَّا أَنه إِن كَانَ حَصَاة ظَهرت دَلَائِل الْحَصَاة قبل ذَلِك وَإِن كَانَ ورماً حاراً كَانَ مَعَ الوجع شَيْء من ضَرْبَان وَإِن كَانَت أوجاع الكلى إِنَّمَا هِيَ ثقل فَقَط وَإِن كَانَ ورماً صلباً لم يحتبس الْبَوْل ضَرْبَة لَكِن قَلِيلا وَإِن كَانَ ثقل فَقَط وَإِن كَانَ علق دم أَو مُدَّة فيتقدمه قرحَة وَإِن كَانَ احتباسه من أجل مجاري الْبَوْل من الكلى تكون المثانة فارغة والوجع فِي الحالب حَيْثُ هَذَا المجرى مَعَ نخس ووخز فَإِن وجع المجرى ناخس لَا يفتر وَعند ذَلِك اسْتعْمل سَائِر الدَّلَائِل فِي الدَّلَائِل فِي الكلى وَإِن كَانَ من أجل المثانة فإمَّا أَن يكون لِضعْفِهَا عَن دفع الْبَوْل فَعِنْدَ ذَلِك فاغمز عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدر والمثانة مرتكزة فَإِن لم يدر فالآفة فِي رَقَبَة المثانة وحينئذٍ فَاسْتعْمل الدَّلَائِل الْمَذْكُورَة وَمَتى كَانَ الوجع لورم حَار فِي هَذِه الْمَوَاضِع تبع ورم المثانة حمى مَوْصُولَة وورم الكلى حمى مُتَّصِلَة وَقد تنضم رَقَبَة المثانة من انضمام يَقع

 

(3/319)

 

 

لَهُ وَيكون للبرد واليبس من ثولول يخرج فِيهِ وَيكون قَلِيلا قَلِيلا وينسد بخلط غليظ فِي هَذِه المجاري. عَلامَة التَّدْبِير الغليظ. لى إِذا كنت تعالج حصر الْبَوْل من الورم فِي المثانة فَلَا تسْتَعْمل على اسْتِعْمَال المَاء الفاتر والتعريق بالدهن الفاتر مُدَّة يسيرَة لَكِن أَدَم ذَلِك وَأكْثر عَلَيْهِ إِلَى أَن يلين الورم ويسكن الوجع فَإِنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَال يُمكن أَن يَبُول ومره حينئذٍ أَن يجْهد نَفسه على الْبَوْل فَإِن لم يبل فاعصر المثانة حَتَّى يَبُول.

من الأقربادين الْقَدِيم قَالَ: إِذا احْتبسَ الْبَوْل صير فِي دبره شَيْئا من ملح فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ وصيره فِي الذّكر مَعَ طَاقَة من شعر زعفران.

ابْن ماسويه من الكناش قَالَ: إِذا اشْتَدَّ عسر الْبَوْل لورم فَأكْثر التمريخ بالدهن والتنطيل وأدم الْجُلُوس فِي الْحمام حَتَّى يعرق عرقاً كثيرا شَدِيدا وَإِن اشْتَدَّ فأجلسه فِي طبيخ الكرنب والإذخر وخرو الْحمام واطل الْقطن والعانة وَالذكر بالبول والعاقرقرحا والخردل حَتَّى يَبُول. قَالَ: وَإِذا كَانَ بِإِنْسَان قرحَة ثمَّ قلت الْمدَّة وَأَقْبل الْبَوْل يعسر يَوْمًا فيوماً فَاعْلَم أَن لَحْمًا هُوَ ذَا ينْبت فبادر لِئَلَّا)

ينسد المجرى الْبَتَّةَ فبادر فَأدْخل المبولة لكَي تفرغه وَإِن ثَبت وسد المجرى فشق المثانة شقاً صَغِيرا. 3 (مُفْرَدَات) النانخة تدر بولاً عَظِيما.

تدر بولاً كثيرا حَتَّى إِنَّه يَبُول الدَّم. الأبهل يَبُول الدَّم.

الدوقو يدر بولاً كثيرا وَهُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة فِي ذَلِك. بطراساليون يدر بولاً كثيرا. الأشق يَبُول الدَّم. فوة الصَّبْغ تدر بولاً كثيرا حَتَّى إِنَّهَا تبول الدَّم. الحاشا والكمون الْبري يدران الْبَوْل إدراراً كثيرا والكرويا والقاقلى والسعد والكاشم يدر الْبَوْل. الكرسنة مَتى أَكثر مِنْهَا بولت الدَّم.

البطراساليون دَوَاء كثير فِي إدرار الْبَوْل. السنبل يدر الْبَوْل. السذاب يستفرغ الْبدن بالبول وَهُوَ جيد فِي ذَلِك. الساساليون يدر الْبَوْل إدراراً سَرِيعا. بزر الْبِطِّيخ والقثاء يدران الْبَوْل. النانخة والحرشف مَتى سلق أدر بولاً كثيرا. الْإِذْخر والبطم يدر الْبَوْل. المراق سحق وضمد بِهِ عانة الصَّبِي أدر الْبَوْل وَإِن سحق وَأطْعم حل عسر الْبَوْل جدا. السعد يدر الْبَوْل من صَاحب الْحَصَى. والجبن والغاريقون جيد لعسر الْبَوْل. القردمانا مَتى شرب نفع من عسر الْبَوْل جدا.

الهليون يدر الْبَوْل وطبيخ أَصله وبزره جيدان لعسر الْبَوْل. طبيخ المرزنجوش جيد لعسر الْبَوْل شرب أَو جلس فِيهِ. النانخة تدر الْبَوْل بِقُوَّة. الذراريح تطرح مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الْبَوْل ليسرع حلّه لعسر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت هُنَالك بزر بطيخ وبزر كرفس ونانخة ودوقو بطراساليون أَجزَاء سَوَاء ذراريح ربع جُزْء الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم يحل عسر الْبَوْل من سَاعَته إِذا كَانَ احتباسه عَن الكلى. البلنجاسف يطْبخ وَيجْلس فِيهِ فيدر الْبَوْل وتضمد الْعَانَة فتفعل ذَلِك بِقُوَّة. مَتى عسر الْبَوْل جدا فاطبخ بلنجاسفا وشيحا ومرزنجوشا ونماما ونانخة وخطميا

 

(3/320)

 

 

وكرنبا ورطبة وفودنجا وحاشا وَنَحْوهَا وَيجْلس فِيهِ العليل وضمد بِهِ الْعَانَة بِمَاء طبيخ الخطمى فَإِنَّهُ مَتى جلس فِيهِ حل عسر الْبَوْل.

بديغورس: الزيدرخت خَاصَّة النَّفْع من عسر الْبَوْل. اطرَح الْهِنْدِيّ شرب اللَّبن يحل عسر الْبَوْل الشَّديد. ابْن ماسويه: النانخة خاصتها إدرار الْبَوْل العسير. جَوَامِع حفظ الصِّحَّة قَالَ: يحدث)

ضرب من عسر الْبَوْل عَن أكل الْأَشْيَاء القابضة مَتى أدمنت وَعَن الْأَشْيَاء المسخنة المجففة لِأَن هَذِه تضم أَفْوَاه الأوعية وعلاج الأول أكل الْأَشْيَاء المدرة المرطبة فِي بَاب ليثرغس أَنه يدر الْبَوْل بِقُوَّة إِن مرخت فِي المثانة ونواحيها بدهن السذاب ودهن قثاء الْحمار. لى كثيرا مَا يخرج الْبَوْل بِأَن تدخل فِي الإحليل شَيْء وينفخ فِيهِ.

فِي تجارب مُحَمَّد بن خَالِد لحصر الْبَوْل وخاصة فِي الصّبيان: شَحم الْفِرَاخ يذاب فِي شَيْء نظيف ثمَّ يصب فِي قدح نَبِيذ وَيشْرب فيطلق الْبَوْل من سَاعَته.

جِبْرِيل بن بختيشوع لعسر الْبَوْل وَهُوَ منجح سريع: حب المحلب مقشر دِرْهَمَانِ بزر بطبيخ مقشر دِرْهَم سكر ثَلَاثَة دَرَاهِم يشربه وَهُوَ منقع فِي آبزن قد طبخ فِيهِ شبث وبابونج وخرو زهر الأقحوان يدر الْبَوْل. الأسارون يدر الْبَوْل. والاذخر وَحب الآس. الأبهل يدر الْبَوْل أَكثر من كل شَيْء يدره. أَنا غاليس قَالَ: إِنَّه وورق الأنجرة مَتى طبخ مَعَ بعض الأصداف وتحسيت مرقته أدر الْبَوْل. الأفسنتين وَشَرَابه قَالَ: ينقى مَا فِي الْعُرُوق من الْخَلْط المراري بإدرار الْبَوْل. وَقَالَ: دهن البلسان يدر الْبَوْل. والبادروج يدر الْبَوْل. وَاللَّبن.

ابْن ماسويه: البادروج يدر الْبَوْل. وَاللَّبن بِقُوَّة. ثَمَرَة الفنجنكشت يدر الْبَوْل وَاللَّبن مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب البلوط يدر الْبَوْل. أصل البادروج وأصل البادرد يدران الْبَوْل. لحم الْبِطِّيخ يدر الْبَوْل. بزر الْبِطِّيخ والقثاء يدران الْبَوْل. ابْن ماسويه: الْبيض مَتى سلق وَأكل أدر الْبَوْل.

البابونج شرب أَو جلس فِي طبيخه يدر الْبَوْل والأبيض الزهرة مِنْهُ أَشد إدراراً للبول. بزر الجرجير يدر الْبَوْل والبرى أقوى فِي ذَلِك وثفلة يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: أصل الجرز البرى يدر الْبَوْل. الجعدة والدوقو يدران الْبَوْل. هُوَ فِي إدرار الْبَوْل من أقوى الْأَدْوِيَة اعني الدوقو. والجعدة يدر الْبَوْل. طبيخ الوج يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الزَّعْفَرَان يدر. صمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان يدر الْبَوْل وصمغها أَيْضا. الحاشا يدر الْبَوْل. الحرمل الحندقوقا حب البلسان يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: كشك الْحِنْطَة مَتى طبخ مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حسا أدر الْبَوْل. الحمص يدر الْبَوْل وَالْأسود أَكثر إدراراً من سَائِر الحمص. الأبهل يَبُول الدَّم. الاشق يخرج مَعَ الْبَوْل دَمًا.

 

(3/321)

 

 

ودقيق الكرسنة يَبُول الدَّم. الكمون الْكرْمَانِي يدر الْبَوْل المراري شَيْئا كثيرا. الكبابة تدر الْبَوْل. الفوة)

تدر الْبَوْل. والكرفس وبزره أقوى فِي ذَلِك. أصل الكرفس الْجبلي وثمرته يدران الْبَوْل وَقَالَ: يدر الْبَوْل بِقُوَّة وَكَثْرَة. كماريوس هُوَ حقيق بإنزال الْبَوْل. كرويا تدر الْبَوْل. أصل الكاشم وبزره يدران الْبَوْل. الكراث يدر الْبَوْل جَمِيع أَنْوَاعه وكراث الْكَرم أقوى فِي ذَلِك. وَقَالا قشور أصل الْكبر وثمره يدران الْبَوْل وَالثَّمَرَة أَضْعَف. اللوز المر يدر الْبَوْل إِذا شرب. وَقَالا: اصل اللوف إِن أكل بعد الشَّيْء بِعَسَل أدر الْبَوْل. أصل ليناطوس يدر الْبَوْل إِذا شرب بِخَمْر. مَتى سلقت شَجَرَة المر وضمد بهَا عانة الصَّبِي أدر الْبَوْل.

جالينوس: أصل المر يدر الْبَوْل. الْمقل الْيَهُودِيّ يدر الْبَوْل. الملوخ مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِمَاء الْعَسَل أدر الْبَوْل. وَاللَّبن. ناردين قوته مَدَرَة للبول. النمام يدر الْبَوْل. النانخة تدر الْبَوْل وَكَذَلِكَ السعد وهما قويان فِي ذَلِك. السليخة تدر الْبَوْل. ساذج يدر الْبَوْل. السفرجل يدر الْبَوْل إِذا ربى الْعَسَل أدر الْبَوْل ودهن الايرسا يدر الْبَوْل وأصل الساساليوس وَأكْثر من ذَلِك أَصله وبزره وهما يدران الْبَوْل سَرِيعا. السذاب لتقطيعه يستفرغ الْبدن بالبول. روفس: حب العرعر يدر الْبَوْل. إِنَّه يدر الْبَوْل إدراراً معتدلاً. الْعَسَل يدر الْبَوْل. وَقَالَ روفس: إِن شرب بِالْمَاءِ غزر الْبَوْل وأدره. وَقَالَ: الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة قوي فِي إدرار الْبَوْل وَالْحيض. الفجل مدر للبول.

بزر الفجل مَتى شرب بالخل أدر الْبَوْل.

ابْن ماسويه:

قُلُوب لباب الفاشرا فِي أول مَا يطلع إِذا أكلت مَدَرَة للبول. إِنَّهَا تدر الْبَوْل باعتدال. الفلفل يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: فوة الصَّبْغ تدر الْبَوْل الغليظ كثيرا وَقد يَبُول الدَّم. الهليون يَبُول بولاً كثيرا. وَقَالَ: أصل الغاريقون والفاوانيا يَبُول. أَصله إِذا أنعم دقه وَأخذ مِنْهُ مِقْدَار لوزة وَشرب بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل.

طبيخ الفودنج يدر الْبَوْل. حب الصنوبر مَتى شرب مَعَ القثاء أدر الْبَوْل. وَقَالَ: الصعتر يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الْقسْط يدر الْبَوْل. حب الْقلب يدر الْبَوْل. القاقلى مدر للبول.

ارجيجانس: قصب الذريرة يدر الْبَوْل. وجالينوس يَقُول: قصب الذريرة يدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا. القاقلة يدر الْبَوْل. طبيخ الراسن يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض أَشد إدراراً للبول من غَيره للطاقة حمضته. الرازيانج يدر الْبَوْل. طبيخ حَبَّة الشبث وبزره يدران الْبَوْل.

مَاء كشك الشّعير يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الفقاع الْمُتَّخذ من مَاء الشّعير يدر الْبَوْل. وَقَالَ: قُلُوب السلجم إِذا أكلت وسلقت تدر الْبَوْل. الشاهترج يدر الْبَوْل وَهَذَا ثَبت. ابْن ماسويه: الشيطرج يدر الْبَوْل. بولس: الشونيز إِذا شرب أدر الْبَوْل. التوت يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: أصل شَجَرَة الترمس مَتى شرب طبيخه أدر الْبَوْل. قَالَ: يلقى من الرازيانج يسير فِي أدوية إدرار الْبَوْل. الثوم الْبري يدر الْبَوْل. بزر الثيل الْكَبِير الْوَرق يدر الْبَوْل إدراراً شَدِيدا. الخراطين مَتى أنعم دقها وشربت بطلاء أدرت الْبَوْل. الخس يدر الْبَوْل. أصل الْخُنْثَى يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الَّتِي تدر الْبَوْل الوج والسعد وسنبل الطّيب

 

(3/322)

 

 

وقشور السليخة وَالدَّار صيني وَحب البلسان والراسن وَحب الْكَتَّان وَحب العرعر واللاذن والخرنوب الشَّامي الفجل والشاهترج والجرجير وبصل الفار واللافسنتين والفودنج النَّهْرِي والكرويا وبزر الكرفس الْبري والحمص الْأسود هَذِه كلهَا تدر الْبَوْل إِذا شرب من كل وَاحِد مثقالان بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الكرفس أَو بِمَاء الحمص الْأسود.

روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام قَالَ: البسد الرطب يدر الْبَوْل وينقي الدَّم السوسن الفرفيري الزهرة مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة درخميات أَبْرَأ عسر الْبَوْل. حب البلسان نَافِع إِذا شرب نفع من عسر الْبَوْل. بذر البادروج إِذا شرب والبادروج نَفسه يدر الْبَوْل. البسد الْأَحْمَر نَافِع جدا من عسر الْبَوْل. الدويبة الَّتِي تستدير إِذا مشت تكون تَحت جوَار المَاء كَثِيرَة الأرجل تَنْفَع من عسر الْبَوْل إِذا شربت بشراب. أصل الهليون مَتى طبخ وَشرب طبيخه نفع من عسر الْبَوْل.

بديغورس: زبد الْبَحْر الدودي الشكل الَّذِي فِي لَونه فرفيرة يصلح لعسر الْبَوْل. الْحجر الْيَهُودِيّ)

مَتى حك مِنْهُ قدر حمصة وَشرب بِثَلَاثَة ابولسات مَاء حَار نفع من عسر الْبَوْل. وَقَالَ: دَقِيق الكرسنة مَعَ الْخلّ يُبرئ عسر الْبَوْل. وَقَالَ: كمافيطوس وكما دريوس يسقيان لعسر الْبَوْل. وَقَالَ: بزر الكرفس نَافِع لعسر الْبَوْل. دهن اللوز المر مَعَ ميبختج ينفع من عسر الْبَوْل. لعسر الْبَوْل يحقن الإحليل بزنة نواة من الْملح المحلول جيد بَالغ. مَجْهُول: المر مَتى شرب مسحوقاً نفع من عسر الْبَوْل. وطبيخ المرزنجوش نَافِع من عسر الْبَوْل.

الْأَعْضَاء الألمة: حصر الْبَوْل يكون إِمَّا لقلَّة حسن المثانة والسدة تحدث لحصاة أَو ورم أَو قيح أَو خلط غليظ أَو غلظ الدَّم وَقد يحدث عَن زَوَال خرز المثانة إِلَى دَاخل عسر الْبَوْل وَقلة حسن المثانة يكون كَمَا يكون عِنْد النّوم فتمتلئ وَلَا تدفع وغما لِأَن يتمدد تمدداً مفرطاً إِذا احْتبسَ الْإِنْسَان بَوْله بإرادته.

الْيَهُودِيّ: وَيكون عسر الْبَوْل بورم المعي الْمُسْتَقيم فيضغطها كَمَا يكون ذَلِك فِي قطع البواسير فَاسق خرو الْحمام واحقن بِهِ مَعَ موميائي فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل ومرخ الْبَطن والعانة بأدهان حارة وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ الحلبة واللفت والحسك والكرنب. دَوَاء عَجِيب مجرب لأسر الْبَوْل من برد وَغلظ: عاقرقرحا وخردل وبورق يعجن بِعَسَل ويطلى الدرز والعانة. دَوَاء هندي مجرب لأسر الْبَوْل: جوز هندي وعفن وكبريت فيبخر بِهِ تَحت قمع فضَّة قد أَدخل طرفه فِي الإحليل. قَالَ: بزر الخشخاش والخس والكتان يدر الْبَوْل إِذا عسر عَجِيب فِي ذَلِك يسقى بطلاء فَإِن أَدخل شعر زعفران فِي ثقب الإحليل أدر الْبَوْل وَمن احْتبسَ بَوْله فليتزحر إِذا بَال تذحراً شَدِيدا ليخرج جَمِيع مَا فِي المثانة.

الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أسر الْبَوْل فَعرض لَهُ زحير شَدِيد مَاتَ فِي السَّابِع فَإِن عرضت لَهُ حمى لم تكن قبل ذَلِك الْبَتَّةَ وَكثر بَوْله برأَ.

 

(3/323)

 

 

ابيذيميا: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من امتلاء وحرارة يحله الفصد فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي مَا بض الرّكْبَة قد يحل أسر الْبَوْل إِذا كَانَ بِسَبَب ورم دموي. لى يَنْبَغِي أَن ينظر فِي ذَلِك فَإِن الباسليق فِي ابْتِدَاء هَذَا أوفق وَالرجل فِي آخِره من حدثت بِهِ تقطير الْبَوْل القولنج الْمَعْرُوف بايلاوس فَإِنَّهُ يَمُوت فِي أُسْبُوع إِلَّا أَن يحدث بِهِ حمى فَيخرج مِنْهُ الْبَوْل.

مَا رَأَيْت مَرِيضا على هَذِه الصّفة وَلَعَلَّ ابقراط قد رأى ذَلِك.

معجون نَافِع لعسر الْبَوْل جدا وَالْحِجَارَة أوجاع الكلى أجمع والكبد: خَمْسُونَ سنبل اقليطي)

ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ دوقوا أَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ سليخة أَربع وَعِشْرُونَ حَماما اثْنَان وَثَلَاثُونَ بزر كرفس جبلي اثْنَان وَثَلَاثُونَ أصل السوسن اثْنَان وَثَلَاثُونَ أسارون ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ فلفل أسود اثْنَان وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا دهن بِلِسَان مثله حب بِلِسَان مثله ميويزج سِتَّة عشر مِثْقَالا فوة الصَّبْغ اثْنَان وَثَلَاثُونَ يجمع الْجَمِيع بنقيع عشرَة دَرَاهِم كثيرا فِي شراب وَيجْعَل بَنَادِق ويسقى. من الميامر ولى فِيهِ اصلاح هَذَا دَوَاء عَجِيب فاعرفه.

من الْأَعْضَاء الألمة: إِذا عسر الْبَوْل وَرَأَيْت فِي الْعَانَة انتفاخاً مستديراً فَاعْلَم أَن الْبَوْل حَاصِل فِي المثانة وَلَيْسَ سَبَب احتباسه لَا الكلى وَلَا المجاري وَإِنَّمَا يحْتَاج أَن تعلم حينئذٍ هَل هُوَ من سدة أَو من ضعف عضل المثانة فاغمز الإنتفاخ فَإِن أدر الْبَوْل فالسبب لضعف وَإِن لم يدر فالسبب مُدَّة فتحتاج ان تنصبه نصبا يكون عنق المثانة إِلَى أَسْفَل ويغمز على الانتفاخ فَإِن أدر الْبَوْل وَإِلَّا فَاعْلَم أَن السَّبَب فِي احتباسه لَيْسَ من أجل ضعف العضل الَّذِي يغمز على الْبَوْل وَيبقى أَن مجْرى الْبَوْل مسدود وانسداده يكون على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا لورم فِي عنق المثانة وَإِمَّا لشَيْء ينْبت فِيهِ وَإِمَّا لشَيْء يقف فِيهِ حَصَاة أَو مُدَّة أَو علق دم دفْعَة فَاعْلَم أَن الْحَصَاة قد وَقعت فِي عنق المثانة فأضجعه على قَفاهُ وشل رجلَيْهِ حَتَّى تصير أرفع من سَائِر جِسْمه ثمَّ هز رجلَيْهِ هزاً شَدِيدا مُخْتَلفا فِي النواحي ثمَّ مره أَن يَبُول بعد أَن يَسْتَوِي فَإِن خرج الْبَوْل وَإِلَّا فأعده فهز هزاً قَوِيا فَإِن لم يخرج الْبَوْل فدونك المبولة وَإِن كَانَ إِنَّمَا ظهر قبل ذَلِك بَوْل دم وَمُدَّة فَيمكن أَن يكون علق الدَّم مجتمعاً وَيُمكن أَن يكون ذَلِك وَإِن لم يتقدمه بَوْل مُدَّة وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن تكون مُدَّة القرحة قَليلَة وانعقدت هُنَاكَ أَو ثَبت شَيْء من قرحَة كَانَت فِي مجْرى الْبَوْل والمبولة توضح لَك هَذَا كُله وَإِن كَانَت هَذِه كلهَا مَعْدُومَة وَظهر لَك أَن التَّدْبِير كَانَ بَاطِلا مولداً للخلط فَإِن الَّذِي يسْبق إِلَى الظَّن أَن الممانع للبول قِطْعَة خلط غليظ خام وَإِن كَانَ الاحتباس للبول بِسَبَب باد مثل ضَرْبَة اَوْ سقطة على المثانة فَاعْلَم أَن السَّبَب فِي ذَلِك ورم وَإِيَّاك فِي هَذِه الْحَال حَال المبولة فَإِنَّهُ يزِيد فِي الورم لَكِن عالجه بِالْمَاءِ الفاتر والدهن حَتَّى يلين التمدد ويسترخي ومره فِي الِاجْتِهَاد فِي الْبَوْل وأعنه بالغمز على المثانة بِرِفْق فَإِنَّهُ يَبُول وَإِلَّا فأعد التليين والإرخاء

 

(3/324)

 

 

والعلاج بِمَا يحلل الورم حَتَّى يَبُول. قَالَ: خُرُوج الْبَوْل فِي الْحَال الطبيعية يكون بانقباض المثانة باستدارة على الْبَوْل وَكَثِيرًا مَا يُعينهُ على ذَلِك العضل الَّذِي على مراق الْبَطن إِذا كَانَ الْبَوْل الَّذِي فِي المثانة يَسِيرا والمثانة ضَعِيفَة والدلك يكون عسر الْبَوْل من ضعف العضل الَّذِي يقبض)

المثانة على الْبَوْل. لى علاج هَذَا فِي وقته الغمز حَتَّى يخرج الْبَوْل فَأَما بعد هَذَا فتقويه تِلْكَ الْمَوَاضِع. قَالَ: وَقد يعرض استرخاء هَذَا العضل لمن يحتبس بَوْله مُدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ يزعجه ويؤذيه لِأَن المثانة فِي هَذِه الْحَال تتمدد تمدداً شَدِيدا ويضعف فعل هَذَا العضل بعد ذَلِك. لى عسر الْبَوْل يكون إِمَّا من الكلى وَإِمَّا من المثانة وَإِمَّا من مجاري الْبَوْل فَالَّذِي من الكلى مَعَه وجع فِي العضل وَثقل شَدِيد فِيهِ وَالَّذِي من مجاري الْبَوْل مَعَه وجع شَدِيد فِي الحالبين وَفِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ لَا ورم فِي الْعَانَة وَأما الَّذِي يكون من المثانة فعلى الْعَانَة ورم مستدير وَيكون إِمَّا لضعف العضل الدَّافِع وَيعرف ذَلِك من هَذَا السَّبَب البادي الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَمن أَنه إِذا عسر عَلَيْهِ يخرج وَمن أجل المجرى وَهُوَ يكون للورم وَاللَّحم النَّابِت والعلق والحصاة أَن يسْتَعْمل فِيهَا من الدَّلَائِل والعلاج مَا قد مضى.

سرابيون: قَالَ: تقطير الْبَوْل مَعَ حرقة وعسره يكون إِمَّا من حِدة الْبَوْل أَو ورم أَو قرحَة أَو لكيموس فَاسد يجْتَمع فِي آلَات الْبَوْل. قَالَ: وعسر الْبَوْل الْبَتَّةَ إِذا كَانَ مَعَ وجع فَذَلِك فِي آلَات الْبَوْل لألم أَو لمُدَّة جامدة أَو قرحَة أَو ريح نافخة غَلِيظَة وَإِذا كَانَ بِلَا وجع فَذَلِك إِمَّا لذهاب حسن المثانة أَو لضعف عضلها الدَّافِع للبول أَو هَذَانِ يكونَانِ إِمَّا لطول لبث الْبَوْل الْكثير فِي المثانة أَو لفساد مزاج بَارِد وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل بِلَا انتفاخ فِي المثانة فَإِن ذَلِك من الكلى وَفَوق ذَلِك إِمَّا لورم أَو سدة بعلق دم أَو حَصى وَيفرق بَينهمَا بعلامات بَيِّنَة قد ذكرت إِذا كَانَ يؤل الْبَوْل عَن حِدته والكيموس الْحَار فِيهِ فعالج بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والقرع والملوخيا وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر والامتناع من كل حريف والراحة والسكون واسقهم دَائِما بزر قطونا مَعَ دهن ورد وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل عَن ورم يزحم المثانة أَو مجْرى الْبَوْل فأقعده فِي طبيخ البابونج والشبث وأصل الخطمى والمرخ دَائِما بدهن البابونج ودهن الحسك وَإِن كَانَ عَن حِجَارَة فِيهَا فَفِي بَابهَا وَمن عسر الْبَوْل عَن رُطُوبَة غَلِيظَة أَو مُدَّة جامدة أَو نَحْو ذَلِك فأعطه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح تفتيحاً قَوِيا كالفوة والمر والأنيسون والسنبل وبزر الرازيانج والقسط والحماما والكرنب والعنصل وَنَحْو ذَلِك وانقعه فِي الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا بلنجاسف ومرزنجوش وبابونج واكليل الْملك وحلبة وكرنب نبطي وحرمل وذرق الْحمام وضمده بأضمدة متخذة من الحلبة والأشج والقنة وينفع من عسر الْبَوْل الْكَائِن عَن رطوبات غَلِيظَة جدا: حب الْغَار شبث إكليل الْملك دَقِيق الحمص الْأسود بابونج عشرَة عشرَة بزر جزر بري فجل بري بزر كرفس كرفس بستاني)

وجبلي سِتَّة وَسِتَّة وحماما عشرَة يعجن بِمَاء الكرنب النبطي ودهن السوسن وَشَيْء من دهن بِلِسَان ويضمد

 

(3/325)

 

 

بِهِ اللثة ويسقى على أَثَره مَاء الكرفس وَمَاء ورق الفجل المغلي المروق وَمَاء السذاب بدهن لوز مر اَوْ دهن القنة أَو دهن العقارب فَإِن هَذَا ينفع من علق الدَّم والمدة والخلط الغليظ الَّذِي يسد المجرى نفعا بليغاً فَإِن كَانَ سَبَب عسر الْبَوْل من جمود الدَّم فَاسق الْأَدْوِيَة الَّتِي تحل الدَّم الجامد وَالَّتِي تفت الْحَصَى والسكنجبين دَائِما لَا يقطع وَأما أسر الْبَوْل الْحَادِث فِي الحميات فاسكب عَلَيْهَا دهن الشبث والبابونج ودهن السذاب وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ هَذِه ودهن قثاء الْحمار وتمرخ الثنة فَإِن حدث عسر الْبَوْل عَن ريح غَلِيظَة نافخة فاسقه دهن الخروع وَمَاء الْأُصُول ومرخ الثنة بِمَاء الناردين ودهن البلسان واسكب فِي الإحليل بعض هَذِه مَعَ الجندباستر.

الجاؤشير ينفع من تقطير الْبَوْل: طبيخ الوج يمْنَع تقطير الْبَوْل. وَقَالَ: ثَمَرَة الْجَوْز إِذا شرب مِنْهَا مِثْقَال نفع من تقطير الْبَوْل الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع من تقطير الْبَوْل. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد بزر الكرفس النمام الْبري إِذا شرب بزره بشراب نفع من عسر الْبَوْل. النانخة مَتى شرب بشراب نفع من عسر الْبَوْل وَيخرج مَعَ الدَّوَاء الدرونج والذراريح لتضاد عسر الْبَوْل.

وَقَالَ: ورق السرو مَتى شرب مسحوقاً مَعَ شَيْء من مر بطلاء نفع من عسر الْبَوْل.

سقولوقندريون نَافِع من عسر الْبَوْل. ساساليوس بزره وَأَصله يشربان لتقطير الْبَوْل. وَقَالَ: ساساليوس اقريطش ينفع إِذا سقى بشراب لعسر الْبَوْل. وَقَالَ: حَدثنِي من أَثِق بِهِ أَنه كَانَ بِهِ عسر الْبَوْل فَجَلَسَ فِي طبيخ الكرنب وَهُوَ حَار وَسَقَى أُوقِيَّة من بزر بطيخ مقشر مسحوق مَعَ مثله من السكر اقتمحه فدر بَوْله. الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى فسافس مَتى جعل فِي ثقب الإحليل أطلقت الْبَوْل من ساعتها وَكَذَلِكَ تفعل القملة. القردمانا مَتى شرب بِخَمْر نفع من عسر الْبَوْل.

قصب الذريرة إِذا شرب يخمر نفع من عسر الْبَوْل وَمَتى جعل مَعَ الثيل وبزر كرفس نفع من عسر النَّفس وَمن عسر الْبَوْل. طبيخ القيصوم وورقه نَافِع من عسر الْبَوْل الْعَارِض من برد.

ابْن ماسويه: مَاء الرازيانج الْعَظِيم الْغَيْر بستاني نَافِع من تقطير الْبَوْل. ثَمَرَة الشونيز نافعة من التقطير. الشاذنة تشرب بِخَمْر لعسر الْبَوْل مَعَ طبيخ أصل الثيل نَافِع من عسر الْبَوْل. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ درخمى نفع من وجع الكلى. وَقَالَ: أصل الخطمى مَتى شرب بِالْمَاءِ بعد طبيخه بِهِ نفع من عسر الْبَوْل. لتقطير الْبَوْل اسْقِهِ مَاء الجوشير والساساليون من كل وَاحِد زنة دِرْهَم بِمَاء حَار على الرِّيق وأياماً. ابْن ماسويه مَجْهُول: لعسر الْبَوْل يبخر بحرادة. مَجْهُول لعسر الْبَوْل)

مَعَ برد: حاشا صعتر بري سكبينج وبزر ملوخيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة سذاب راسن خَمْسَة خَمْسَة نعنع سِتَّة بزر الحسك سَبْعُونَ كمون نبطي مر افسنتين ثَلَاثَة وَنصف من كل وَاحِد بزر بطيخ وَخيَار مقشر أَرْبَعَة أَرْبَعَة بزر الرازيانج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم وَنصف تلث بدهن بِلِسَان وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِثَلَاث أَوَاقٍ من الميبختج وَيطْعم فجلية فِيهَا

 

(3/326)

 

 

حمص اسود وتوابل وتؤكل بالخردل وَالشرَاب بميبختج وَيقْعد فِي آبزن قد طبخ فِيهِ خرو الْحمام وتعلف القرطم والكرنب والصعتر الْبري وتدبر بذلك فَإِنَّهُ جيد وَمَعَ ذَلِك يفت الْحَصَى.

لعسر الْبَوْل مَعَ حرارة: بزر الثيل وبزر بطيخ وبزر قثاء مقشر من كل وَاحِد ثَلَاثَة ثَلَاثَة حسك وَحب الْقلب وبزر قرع حُلْو مقشر خَمْسَة خَمْسَة بزر الرجلة أَرْبَعَة حمص أسود ذراريح عشرَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق بجلاب وَيقْعد فِي طبيخ قشور الْبِطِّيخ وحبه وعنب الثَّعْلَب ورازيانج وكرنب وسلق وبابونج وبنفسج وتمسح المثانة بدهن لوز حُلْو إِذا خرج من الآبزن ويحقن الدبر بدهن بطيخ معصوراً وَإِذا كَانَ مَعَ برد حقن الذّكر مَعَ دهن الْغَار وبدهن السكبينج يطْبخ فِيهِ وَنَحْوه من طبيخ الصموغ والعقاقير الحارة فِي الدّهن يحقن بِهِ وتمرخ الْعَانَة والمثانة والحالب بِهِ.

اسْتِخْرَاج: يسْتَعْمل دهن بزر الْبِطِّيخ بِأَن يشرب وَحده قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَكثر وَيسْتَعْمل فِي الطَّعَام فَإِنَّهُ جيد لهَذِهِ الْعلَّة. لتقطير الْبَوْل مَعَ وجع المثانة: سمن الْبَقر وَعسل على الرِّيق شَيْئا صَالحا وَيصير عَلَيْهِ وَبعد ذَلِك فَإِنَّهُ جيد لهَذِهِ الْعلَّة جدا لعسر الْبَوْل الْكَائِن بَوْل يسير والدواء الحاد تطلى خاصرته وسرته بدهن حنظل ودهن زنبق قبل أَن يعالج وَبعده يدخن بالثوم معجوناً بِسمن الْبَقر مَعَ قشره. 3 (من الْجَامِع لعسر الْبَوْل) إِذا كَانَ مَعَ ورم فِي المثانة وَهُوَ مَعَ أَنه يدر الْبَوْل معتدل إِلَى الْبرد مَا هُوَ لَا يهيج الورم بل يَنْفَعهُ: دَقِيق شعير ثَلَاثُونَ درهما بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء مدقوقة منخولة وخطمى ابيض منخول وبزر الكرنب النبطي منخول عشرُون عشرُون أصل السوسن مقشر منخول بزر نيلوفر بزر السلق بزر الْخِيَار ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة بزر القرع الحلو اثْنَا عشر درهما يجمع بطبيخ التِّين الْأَبْيَض وَيجْعَل عَلَيْهَا دهن بنفسج ويخبص بِهِ المثانة وَهُوَ فاتر مسكنة من قُدَّام وَمن خلف فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَأكْثر ويشد شداً رَقِيقا.

لعسر الْبَوْل والمغص يسقى مَاء الثيل المعصور. من الْكَمَال والتمام فليغريوس قَالَ: أسْتَعْمل تكميد الْعَانَة وَالْحمام والآبزن والدهن وتوضع على الْعَانَة اسفنجة بِمَاء حَار وتغمزه وتدلكه بِقُوَّة إِلَّا أَن يكون مَعَه وجع شَدِيد فَعِنْدَ ذَلِك تغمزه بِرِفْق وَكَذَلِكَ يدلك وَبعده يصب فِي الاحليل زنبق. الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يلْحق استرخاء المثانة عسر الْبَوْل وَمِنْه أَيْضا عسر الْبَوْل يكون إِمَّا لبُطْلَان الْقُوَّة الدافعة وَإِمَّا من ضيق المجرى وَإِمَّا مِنْهُمَا وَقد يعرض هَذَانِ السببان جَمِيعًا أعنى فَوت الْقُوَّة وضيق المجرى لمن يحتبس بَوْله مُدَّة طَوِيلَة وَقد يكون ضيق المجرى من حَصَاة أَو دم جامد أَو ثولول أَو شَيْء نابت فِيهِ أَو مُدَّة غَلِيظَة أَو من يبس شَدِيد كَالَّذي يعرض فِي الحميات المحرقة.

 

(3/327)

 

 

الْأَعْضَاء الألمة: عسر الْبَوْل يكون إِمَّا من الْعُضْو الْبَاعِث وَهُوَ الكلى ويستدل على ذَلِك بِأَن الْبَوْل يحتبس والمثانة خَالِيَة فِي هَذِه الْحَالة وَيتبع إِذا كَانَ ذَلِك فِي الكلى وجع فِي الْقطن ثقيل وَإِذا كَانَ فِي المجاري الَّتِي يجرى مِنْهَا الْبَوْل إِلَى المثانة فَيكون الوجع فِي الحالب لِأَن هَذِه المجاري هُنَاكَ وَإِمَّا من أجل الْعُضْو الْقَابِل للبول وَهِي المثانة ومجاريها وَفِي هذَيْن تكون المثانة مرتكزة فالحصاة الْحَادِثَة من أجل المثانة تعلمه أَنْت إِذا نصبت الْمَرِيض النصبة الَّتِي ينبغى وغمزت على مثانته خرج الْبَوْل والعارض من انسداد مجاري المثانة لَا يخرج إِذا غمزت عَلَيْهِ وَحِينَئِذٍ مجْرى المثانة مسدود لحصاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو ورم فاعرف الْحَصَاة لعلاماتها من الْحَصَاة وعلق الدَّم بِأَن يكون قد تقدم ذَلِك بَوْل الدَّم وَكَذَلِكَ الْمدَّة وَإِذا شيلت رجل صَاحب حَصى المثانة وهززته هزاً شَدِيدا رُبمَا تنحت الْحَصَى من عنق المثانة فَبَال فَإِن لم ينجع ذَلِك وَعلمت أَن احتباس الْبَوْل إِنَّمَا هُوَ لأجل مجْرى المثانة فَعَلَيْك بالمبولة وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل عَن الكلى كَانَ الوجع فِي)

الْقطن وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي مجارى المثانة فَإِن الوجع يَمْتَد ويبلغ إِلَى أَسْفَل الْبَطن.

الفلاحة الفارسية: إِن الْبَوْل المتقطر الْمُنْقَطع يسلله ويدره أكل الثوم عَجِيب فِي ذَلِك يشفى بِهِ.

اطهورسفس. الاسرة فرض وخلط مَعَ ثوم أَو بصل وطلى على الاحليل أدر الْبَوْل من سَاعَته وطين عش الخطاطيف مَتى ديف بِمَاء وَشرب نفع من الْبَوْل من سَاعَته وَمَتى أخذت قملة وأدخلت فِي ثقب الاحليل خرج الْبَوْل من سَاعَته عسر الْبَوْل الَّذِي يعرض فِي الحميات يعرض من شدَّة اليبس علاجه الآبزن واحقنه بِاللَّبنِ وَشرب مَاء الشّعير وَمَاء القرع وَإِن كَانَت الْحمى قد سكنت فاللبن.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: حصر الْبَوْل يكون إِمَّا عِنْدَمَا لَا تقدر المثانة أَن تنقبض على الْبَوْل قبضا محكماً حَتَّى تضغطه وَإِمَّا لسَبَب سدة أَو ورم أَو حَصَاة أَو شَيْء آخر فِي مجْرى الْبَوْل وَقد يعسر الْبَوْل لسَبَب عسر المثانة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ العصب الْخَاص بالمثانة عليلاً والعصب الَّذِي يأتى العضلة الَّتِي فِي عُنُقهَا بِحَالَة يكون قَوِيا. قَالَ: جَمِيع أَسبَاب المثانة تحْتَاج إِلَى الْبَحْث عَن السَّبَب البادئ من ذَلِك انه قد وَقع إِنْسَان على صلبه فغار شَيْء من عظم الصلب إِلَى دَاخل فَعرض من ذَلِك بعد الْيَوْم الثَّالِث عشر إِن احْتبسَ الْبَوْل عِنْدَمَا تورمت المثانة إِنَّهَا كَانَت توجعه من غير ان تلمس فَمَتَى لمست أوجعت وجعاً شَدِيدا جدا وداويناه بمداواة الأورام فبرأ. وَآخر اصابه مثل هَذَا فعسر بَوْله لَا من أَن مثانته ورمت بل من أجل أَن العصب الَّذِي يجيئها فِي نَفسهَا صَار غليظاً فَصَارَت المثانة فِي عسرة الْحس فاستدل على ذَلِك بِأَن مثانته

 

(3/328)

 

 

لى اسْتدلَّ على هَذَا لقلَّة الوجع قَالَ: وَقد يعرض عسر الْبَوْل عِنْدَمَا يفرط الْإِنْسَان فِي حقن الْبَوْل وَذَلِكَ أَنَّهَا تمدد تمدداً شَدِيدا فَيصير لذَلِك بِقُوَّة العضل الَّذِي يضمها ويقبضها على الْبَوْل من جَمِيع النواحي فَإِذا رام بعد ذَلِك الْبَوْل عسر لذهاب فعل هَذَا العضل بِشدَّة التمدد المضاد لحركة فعله لِأَن حَرَكَة فعل هَذَا العضل قبض على المثانة. قَالَ: وَآخر سقط وبال دَمًا كثيرا وَكَانَ خُرُوج بَوْله لَا لعِلَّة بِهِ ثمَّ احْتبسَ بَوْله فحدست أَنه علقَة جمدت فِي مجْرى الْبَوْل. وَآخر: كَانَت بِهِ حرقة فِي مثانته يَبُول مِنْهَا مُدَّة فاحتبس بَوْله فحدست ان مُدَّة انْعَقَدت فِي المجرى وَإِذا جمد الدَّم فِي المثانة اصفر اللَّوْن وَصغر النبض وتوتر وَضعف وَحدث الغشى وسخن العليل واسترخى وحدست على رجل أَن الدَّم جمد فِي مثانته فسقيته الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى. قَالَ: وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يقْتَصر على العلامات الْحَاضِرَة فِي تَمْيِيز هَذِه الْعلَّة وَسَائِر علل المثانة حَتَّى)

تسئلوا مَعهَا عَن الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة فَإِن الْحَاضِرَة لَا تفي بِمَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الدّلَالَة هَا هُنَا وَقد يكون مَعَ جمود الدَّم فِي المثانة هَذِه العلامات: غشى وَصغر النبض وَضَعفه وصفرة اللَّوْن واسترخاء العضل وسخونته وعلاج ذَلِك فِي بَاب الْحَصَى. الْعِلَل والأعراض: مَتى احْتبسَ الْبَوْل والمثانة مملؤة فَذَلِك إِمَّا لضعف قُوَّة المثانة الدافعة للبول وَإِمَّا لسدة فِي المجرى والسدة تكون من ورم وحصاة وعلق دم وَغَيره وثولول نابت وَلحم زَائِد وَيكون من يبس عنق المثانة هَذَا اليبس هَذَا الْعَارِض فِي الحميات اللهيبة المحرقة حَتَّى الَّذِي يحْتَاج الْإِنْسَان لشدَّة يبسها أَن يرطب مِنْهُ دَائِما.

صفة التبويل من كتاب انطيلش: يتَّخذ زر من حَرِير موثق بخيط ابريشم وَيدخل الْخَيط فِي القاثاطير ويمد حَتَّى يقوم الزر فِي فَم القاثاطير وَيكون الزر إِذا جذبته بِفضل قُوَّة جَاءَ وَخرج بل المبولة بلعاب بعض الْأَشْيَاء أَو بدهن تمسحها بِهِ وَيجْلس الْمَرِيض فِي بتكة على عصعصة وَيَأْمُر بإمساكه من خَلفه لِئَلَّا يَقع على قَفاهُ وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق ويفحجها وَيدخل المبولة وَهِي مائلة إِلَى فَوق إِلَى أصل الذّكر فاملها إِلَى أَسْفَل قَلِيلا وَحملهَا فَمَا دَامَت الْآلَة فِي الاحليل فاقم الاحليل إِلَى النَّاحِيَة من السُّرَّة فَإِذا قَارب ثقب الْعَانَة رددت الاحليل إِلَى أَسْفَل فَإِذا وصل جذبت الْخَيط ليخرج دلك الزر من جَوف المبولة فَإِن المبولة تتبعه لِأَنَّهُ يجذب كالزراقة فَإِن كَانَ فِي بعض الْأَحَايِين إِذا خرج الْبَوْل احْتبسَ أَيْضا فَإِنَّهُ قِطْعَة لحم أَو غَيره دخل فِي فَم الْآلَة فَلَا تخرجها لَكِن أَدخل فِي تجويفها ميلًا رَقِيقا بِقدر مَا تعلم أَنه مثل تَقْدِير المبولة لَا تزد عَلَيْهَا لِئَلَّا يصدم جرم المثانة فَإنَّك تدفع ذَلِك الشَّيْء.

انطيلش قَالَ: وَمن الأشكال الَّتِي تخرج الْبَوْل من صَاحب الْحَصَى أَن يتْركُوا على ركبهمْ وَضم أعضائهم بَعْضهَا إِلَى بعض وَمِنْهُم من يدْخل إصبعه فِي المقعدة فينحى الْحَصَى عَن عنق المثانة.

قَالَ: وَآخَرُونَ يضمون أَيْديهم تَحت ركبهمْ ويدنونها من صُدُورهمْ ويتشكلون أشكالاً آخر فَهَذِهِ تبعثهم عَلَيْهَا الطبيعة وَهَذِه الأشكال كلهَا تنحى الْحَصَاة من المثانة. لى تقطير الْبَوْل مرّة يكون لسلاسة الْبَوْل وَيكون هَذَا من غير حرقة لِأَنَّهُ لَا يحتبس

 

(3/329)

 

 

فِي المثانة وَهَذَا من جنس ذيابيطش وعلاجه علاجه أَو من جنس الذرب ويعالج بالبلوط وَنَحْوه وَقد يكون لحدة الْبَوْل وَيكون مَعَ هَذَا حرقة ويعالج بالبزور وَيكون تقطير الْبَوْل لعسر الْبَوْل فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يتقطر الْبَوْل قَلِيلا قَلِيلا وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى النّظر فِي ذَلِك من غير عِلّة هُوَ ورده إِلَى)

مَوْضِعه فعلى هَذَا يقسم تقطير الْبَوْل فَإِنَّهُ يكون لسلس الْبَوْل ولعسره ولحدته القاتلة تدر الْبَوْل إِذا عسر إِن سقى مِنْهُ مثقلان وَكَذَلِكَ إِن بخر بزر الكشوث مَرَّات.

مَجْهُول من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: رَأَيْت رجلا يعسر عَلَيْهِ الْبَوْل إِلَى أَن يجْتَمع مِنْهُ فِي مثانته شَيْء كثير وَكَانَ نحيلاً جدا يَابسا قشفاً فحدست أَن ذَلِك لِأَن مجْرى بَوْله قد جف وَذَلِكَ أَن غدداً مَوْضُوعَة عِنْد المجرى تبله وتنديه كَفعل سَائِر الغدد فِي الحنجرة وَغَيره فَإِذا نحف الْبدن يُمكن أَن تخف هَذِه الغدد وبرأ هَذَا الرجل بالأشياء المرطبة والأدهان المرطبة والتدابير المرطبة وخاصة فِي هَذَا الْموضع من بدنه. قَالَ: وَقد يكون من الإفراط فِي الْجِمَاع عسر الْبَوْل لجفاف هَذِه الغدد بِأَعْيَانِهَا وعلاج ذَلِك هَذَا العلاج بِعَيْنِه وَترك الْجِمَاع بتة مُدَّة طَوِيلَة.

 

(3/330)

 

 

(الدَّاء الْمُسَمّى ديابيطش) وتقطير الْبَوْل وجريه بِلَا إِرَادَة وَلَا حرقة وَلَا ثقل على المثانة والعضيوط وَمن يَبُول فِي الْفراش وَمن يَبُول رجيعة بِلَا إِرَادَة واتساع مجاري الكلى.

3 - (الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون)

3 - (فالج المثانة) عَن استرخاء العضلة الملقمة لعنق المثانة فيقطر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة. لى إِنَّمَا يكون تقطير الْبَوْل لِأَن مَا يجِئ يخرج أَولا فأولاً وَلَا يجْتَمع ديابيطش السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: صَاحب هَذِه الْعلَّة يعطش جدا وَيشْرب ويبول مَا يشربه سَرِيعا كَهَيْئَته وَهَذِه الْعلَّة من الكلى بِمَنْزِلَة زلق الأمعاء وَمَتى أردْت أَن تعرف السَّبَب فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة نَحْو الثَّلَاثِينَ مِنْهَا وَجُمْلَة ذَلِك أَن الكلى يحدث بهَا مزاج حَار يضطرها إِلَى اجتذاب الرُّطُوبَة ويضعف قوتها الماسكة فيضطرها إِلَى نَقصه عَنْهَا بِسُرْعَة إِلَى المثانة لِأَن المثانة لَيست بجاذبة للبول من الكلى بل الكلى دافعة عَنْهَا فيجذب أَولا مَا فِي الْعُرُوق من الكبد والكبد من الْمعدة والأمعاء فَحِينَئِذٍ يهيج الْعَطش وَيعود الْأَمر أَيْضا إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: وبرؤها عسير. لى الْعلَّة بِالْحَقِيقَةِ فِي هَذِه الْعلَّة هُوَ مزاج حَار ويعرض للكلى حَتَّى يصير كَأَنَّهُ نارى فَإِن هَذَا المزاج يجتذب الرُّطُوبَة جدا وَلَا ينقى لِأَن مِقْدَار الْحَرَارَة يكون زَائِدا على مِقْدَار عظم الجرم فَإِذا جذبت الكلى عَنْهَا بحرارتها فَوق مَا تطيقها دَفعته عَنْهَا بِسُرْعَة لثقله عَلَيْهَا وَأَقْبَلت تجذب فَإِذا أضرت بهَا الرُّطُوبَة دفعتها أَيْضا وَلَو كَانَت تجذب بِقدر مَا تُطِيقهُ لم تلجأ إِلَى)

الدّفع بِقُوَّة وَبِزِيَادَة الْحَرَارَة أَيْضا تقل قُوَّة الماسكة وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن مداواتها بالمبردات وبالكافور وَنَحْوه. لى هَذِه الْعلَّة مَتى طَالَتْ أورثت الْبدن هزالًا شَدِيدا ونحولاً. لى قَالَ: إِذا استرخت العضلة المطوقة على فَم المثانة وَالَّتِي على المعي الْمُسْتَقيم عرض للبول والثقل أَن يخرجَا قَلِيلا قَلِيلا من غير إِرَادَة. فالج قَالَ: سقط رجل على قطنه فأعقبه أَن بَوْله يخرج بِلَا إِرَادَة فقصدنا لذَلِك إِلَى عظم الصلب بالمداواة لأننا علمنَا أَن العضلة الَّتِي تأتى عضل المثانة نالتها آفَة. فالج جَمِيع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ فِي السَّادِسَة: زَوَال خرز الصلب إِذا كَانَ إِلَى خَارج تبعه خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة لى احسب وَالْبرَاز لِأَن النخاع يعتل.

السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل بِلَا عسر بل سَلس قد يكون من حِدته وَيكون من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة وَذَلِكَ لضعف يكون من سوء مزاج مفرط وخاصة

 

(3/331)

 

 

فِي المزاج الْبَارِد. لى قد صَحَّ هَاهُنَا أَن تقطير الْبَوْل الْكَائِن بالمشايخ يكون من المزاج الْبَارِد فِي الْأَكْثَر 3 (التقطير الَّذِي من برد المثانة) من ابيذيميا قَالَ: قد نرى قوما يغلب على نواحي المثانة مِنْهُم الْبرد فَيعرض لَهُم على الْمَكَان تقطير الْبَوْل فَإِذا سخنت تِلْكَ الْمَوَاضِع مِنْهُم سكن ذَلِك. ديباطيش على مَا رَأَيْت ينفع من ديباطيش الْجُلُوس فِي مَاء بَارِد عذب إِلَى أَن يحضر الْجلد ويكمد لِأَنَّهُ يشد عصب المثانة ويبرد الكلى ويسكن الْعَطش. لى قرص بليغ: طباشير نصف دِرْهَم رب السوس مثله كثيراء مثله كافور قِيرَاط افيون مثله يسقى بِمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ ويقرص بِمَاء بزر قطونا. العضيوط وَمِمَّا ينفع العضيوط أَن يكون طَبِيعَته يابسة ويتبرز قبل الْجِمَاع ثمَّ يتَحَمَّل على مقعدته ثلجاً حَتَّى يشْتَد دبره.

الْيَهُودِيّ: قَالَ: ينفع من ديباطش أَنهم يطْعمُون اسفيذباجات دسمة ويسقون بزر قطونا بدهن ورد. لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش وتقطير الْبَوْل وكثرته: بلوط ينقع فِي خل ثَقِيف ويجفف وكندر وَسعد أَو مصطكي يستف مِنْهُ ويبيت بِاللَّيْلِ على الاطريفل الصَّغِير.

العضيوط قَالَ: وَحمل العضيوط دهن الآس مَعَ قاقيا ورامك. لى يَنْبَغِي أَن يسقى العضيوط أَقْرَاص عجم الزَّبِيب ويتبرز قبل ذَلِك نعما وأخل بَطْنه وجلسه فِي مَاء القمقم وَيحمل هَذِه اهرن طَعَام صَاحب ديابيطش: دراج بِمَاء حصرم وسمك نحل والإوز والمصوص والسفرجل ونبيذ الذبيب وينفع مِنْهُ رب االحماض الاترجي ويعرق فِي الْحمام المجفف ويضمد قطنه وبطنه)

بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وينفعهم الفصد وينفعهم نفعا عَظِيما ادهان مَاء الْفَوَاكِه القابضة.

كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش من تقطير الْبَوْل الدَّائِم: بلوط حب الآس كندر جلنار يسقى بِمَاء وخل حَتَّى أَن الرّيح يخرج مِنْهُم بِغَيْر إِرَادَة وخاصة إِذا سعلوا أَو صاحوا وَيكون فِي الخصيان لغَلَبَة الْبُرُودَة والرطوبة عَلَيْهِم وعلاجهم علاج يحْمُونَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الرّطبَة والسمك والألبان والبقول والفواكه وَشرب المَاء الْبَارِد واعطهم الترياق والانقرديا والفلافلى واحقنهم بالحقن الحادة والكمادات ويغتذون بِمَا فِيهِ خَرْدَل وفلفل وصعتر وكمون وَيَشْرَبُونَ الشَّرَاب الْعَتِيق الصّرْف أَو نَبِيذ الْعَسَل.

الاختصارات: وَقد يكون خُرُوج الثفل بِلَا إِرَادَة من حرارة وَذَلِكَ لشدَّة حرارة الْبَوْل وَلَكِن ذَلِك يكون بِأَن يشْعر حِدته ولذعه ثمَّ تجلبه لشدَّة ذَلِك عَلَيْهِم. 3 (الْحَادِث فِي الْحَامِل) وَقد يُصِيب الْحَامِل خُرُوج الْبَوْل وَذَلِكَ لضغط الرَّحِم المثانة. قَالَ: وَالَّذِي يعرض من حِدة الْبَوْل للشباب مَعَ لذع وحرقة فَإِنَّهُنَّ يبرأن مَتى ولدن. قَالَ:

 

(3/332)

 

 

أَصْحَاب ديباطش أَجود علاجهم أَن يحقنوا بالأدهان والأسمان والشحوم واسقهم مَاء الشّعير واطعمهم الأدمغة والمخاخ وَلُحُوم الجداء والألبان الدسمة وسمك الطري والبقول الْبَارِدَة وَمَتى كَانَت الْقُوَّة مُحْتَملَة فابدأ بالفصد أَولا.

الْفُصُول تَفْسِير افلاذيوش قَالَ: مَتى حدث فِي الرَّحِم أَو فِي السُّرَّة ورم مؤلم تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل. 3 (من اختيارات حنين) الَّذِي يَبُول فِي الْفراش بِاللَّيْلِ: خولنجان يشرب بِمَاء فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. القلهمان: العدس يقل الْبَوْل ويحبسه لِأَنَّهُ يغلظ الدَّم. لى لتقطير الْبَوْل: قد يكون من سوء مزاج وَمِنْه ضرب لَا يكَاد صَاحبه يشفى مِنْهُ وَمَتى ظن أَنه قد شفي مِنْهُ قطر مِنْهُ أَيْضا قطرات وَيكون من اخْتِلَاط حاد وَبَوْل غليظ وعلاجه يسحق المثانة وينضج الأخلاط الْبَتَّةَ وينفع من تقطير الْبَوْل للشيوخ أَن يُؤْكَل الثوم وَأَن يحقن بالجندبادستر وادهن الثنة ويحقن بِسَائِر الأدهان الَّتِي تسخن الكلى وتقويها.

تياذوق قَالَ: ينفع من كَثْرَة الْبَوْل مَعَ الْعَطش طبيخ حب الآس والكمثرى الْيَابِس وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وتموهيروق وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان على الرِّيق وَتَنْفَع مِنْهُ هَذِه القرصة. أخلاطها: أقاقيا مِثْقَال ورد يَابِس مثقالان جلنار مِثْقَال صمغ نصف مِثْقَال يسقى مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال وَيشْرب مَعَه أوقيتان من المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ عَجِيب لديباطيش وَيُزَاد فِيهِ طين مختوم وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم طبيخ الْفَوَاكِه القابضة وَمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ اعْتمد فِي أدوية ديباطش على مَا يسكن الْعَطش ويغلظ الدَّم ويبرد المزاج. قرصة لديباطش: يُؤْخَذ من الْورْد جُزْء وَمن رب السوس نصف جُزْء وَمن بزر القرع الحلو والطباشير وبزر الْخِيَار وبزر الخس المقشر والجلنار والكثيراء والطراثيث والصندل والكافور ويقرص الشربة دِرْهَمَانِ بأوقيتين من المَاء والخل قد مزجا والغذاء الرجلة والخس والقرع وَالشرَاب الغليظ الْأسود إِن لم يكن مِنْهُ برْء. هَذِه قرصة تعقل الْبَوْل: جلنار وقاقيا وكندر وبلوط وَحب المحلب يقرص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم.

اوريباسيوس قَالَ: أعظم شَيْء نفعا لهَؤُلَاء شرب المَاء الْبَارِد ثمَّ يتقيؤنه على الْمَكَان وَأكل الْبُقُول وَشرب مَاء السويق وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ أفضل علاجه ويسقى الأقراص الَّتِي يسقى فِي الْحمى المحرقة ويضمد بِتِلْكَ الأضمدة وَاجعَل شرابه نَقِيع التَّمْر وَحب الآس والكمثرى وينفع فِي أَوَائِل الْعلَّة فصد الْعرق من الْمرْفق وليستعمل فِي بعض الْأَوْقَات المخدرة سقيا وحملاً.

مَجْهُول قَالَ: ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش أَن يسقى الحلتيت والزعفران يشرب مِنْهُ مَا يحمل الظفر تياذوق قَالَ: وينفع لديباطيش أَن يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ من لبن بِنصْف أُوقِيَّة سكر

 

(3/333)

 

 

إِلَى ان يبرأ وليحذر الْجِمَاع ويعتمد على مَا يبرد من الأغذية وَاللَّبن والرايب جيدان لَهُ مَعَ برد. قَالَ: فَإِن اشْتَدَّ برد الكلى والمثانة حَتَّى لَا يمسك الْبَوْل فليشرب الكمونى ويتمرخ بدهن الناردين أَو)

دهن الْقسْط أَو الْمُسَمّى ميغلا أَو دهن السوسن أَو دهن السذاب وينفع أَن يذاب شَحم ودهن ناردين ويذاب اشق بشراب وَيجمع إِلَى القيروطى ويلقى عَلَيْهِ شَيْء من جندبادستر وتطلى بِهِ المثانة أَو الكلى إِن كَانَ ذَلِك مِنْهَا. لى يَنْبَغِي أَن يفرق بَينهمَا. نياذوق لمن لَا يملك بَوْله: بلوط ينقع فِي خل خمر ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء كندر نصف جُزْء مر ربع جُزْء سرو مثله يَجْعَل أقراصاً ويسقى.

من رِسَالَة فليغريوس فِي ذيابيطس: اقصد فِي الأول لتسكين الْعَطش بِأَن تسقيه مَاء الْورْد أَو عصير الْورْد فِي ابانه اسْقِهِ قدر قوطولين ولتكن فِي هَوَاء بَارِد أَو مَوضِع كنين رطب جدا وضمده بالأضمدة الْبَارِدَة واغذه بهَا حَتَّى يسكن عطشه وَإِذا سكن فَعَلَيْك بالاحقن المسهلة وتليين الْبَطن. قَالَ: واجلب لَهُ النّوم بِكُل حِيلَة. قَالَ: وَمَتى أزمن السهر والتخم وَالسكر وَشرب المَاء الْبَارِد وَبرد الْجِسْم كُله وَضعف الكبد وَلم يَأْتِ فِي ذَلِك بعلة مقنعة وَأمر أَن يعالج بعد سُكُون الإسهال بحب الصَّبْر بعد الحقن وبلوغاذيا بعده وَاسْتِعْمَال الْقَيْء وضماد الْخَرْدَل وَلم من معجون الصُّحُف معجون جيد لاسترخاء المثانة حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة ثَلَاثَة جندبادستر مِثْقَال أرميني مِثْقَال تجمع بدهن الصنوبر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال وَالطَّعَام قلية وشواء ويحقن بطبيخ الفنجنكشت والسذاب والكمون ودهن السوسن.

للتقطير الْبَارِد من المنقية لِابْنِ ماسويه: النافعة من تقطير الْبَوْل يسقى من الجوشير والساساليوس من كل وَاحِد دِرْهَم على الرِّيق بِمَاء حَار أَيَّامًا. وللتقطير والبلل قَالَ انطيلش فِي بَاب الْحَصَى: مرخ المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَإِن المثانة مَتى سخنت قل الْبَوْل وَقل الْقيام الْبَتَّةَ. لى هَذَا علاج يعرض للمشايخ. قَالَ: وَحمله فِي مقعدته مِنْهُ وَمن سَائِر مَا يسخن فَإِن الْبَوْل يقل.

سرابيون قَالَ: الْبَوْل يسلس إِمَّا لضعف عضل المثانة أَو لضعف قوتها الماسكة أَو لفساد مزاج فِيهَا وَأكْثر مَا يعرض سوء المزاج لحدة الْبَوْل من حِدة الأخلاط أَو لقروح مَعَ حرقة. قَالَ: مَتى حدث خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة ووجع وَكَانَ ذَلِك لَيْسَ لقرح بل لحدة الأخلاط فَعَلَيْك بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والاستحمام بالمياه العذبة الفاتر وَترك الحريفة بعد اسهال الصَّفْرَاء مَرَّات ويسقون دَائِما بزر قطونا ودهن ورد. وللبرودة قَالَ: إِذا حدث خُرُوج الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد فِي المثانة كَمَا يعرض للشيوخ اسْتعْملت الْخمر والأنقرذيا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما: الاطريفل الصَّغِير إِذا مزج بالشخزنايا والاطريفل إِذا دق فِيهِ كندر وكمون كرماني وَسعد وَمَاء)

 

(3/334)

 

 

3 - (دَوَاء لمن يَبُول فِي الْفراش)

اهليلج كابلى بليلج املج عشرَة بلوط منقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة مقلوا سَبْعَة دَرَاهِم كندر سعد وآس ميعة يابسة كسيلا خَمْسَة خَمْسَة مر ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وينفع من ذَلِك نفعا عجيباً قَوِيا الشونيز وَمَاء السذاب. حب مجرب لِكَثْرَة الْبَوْل فِي الْفراش: اهليلج جندباستر وقسط مر حاشا جَفتْ البوط عَاقِر قرحاً بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِعَسَل ويحبب وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم دِرْهَم.

ديباطش قَالَ: عَلَيْك فِي ديباطش بترطيب الْجِسْم جهدك أعْطه الأغذية الْعسرَة الْغَيْر الْبَارِدَة لِئَلَّا يلطف وَيحدث عَنْهَا بخارات بِسُرْعَة لِأَن الكبد من هَؤُلَاءِ قَوِيَّة يجذب مَا فِي الْمعدة من الرُّطُوبَة فأعطهم مَاء الشّعير وَالْخيَار وَيكون شرابهم مَاء القرع وَمَاء الرُّمَّان الحامض والريباس والأجاص وَرب الحصرم ويسقون بزر قطونا بِمَاء الْخِيَار ودوغ الْبَقر وأقراص الطباشير وَهَذِه نافعة: قاقيا دِرْهَمَانِ ديابس ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ دِرْهَم يعجن بلعاب البزر قطونا وَيشْرب بِمَاء بَارِد واجتنب الْعرق جهدك واطل الكلى بالصندل والأقاقيا والكافور والبنج بِمَاء الْورْد فَإِنَّهُ عَجِيب وَهُوَ أصلح من الضماد وَمَاء الثَّلج لَهُم عَجِيب النَّفْع جدا.

وَقَالَ فِي ضعف الكلى: وَهِي عِلّة شبه هَذِه الْعلَّة فِي وُجُوه اِسْقِهِمْ لبن النعاج فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا وَهَؤُلَاء يَبُولُونَ بولاً دموياً. لى وَالْحَال فِيهِ فِي هَذِه الْعلَّة عِنْدِي كَذَلِك فَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ.

الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الَّذِي يمْنَع الْبَوْل الْقَابِض والمسدد. لسابور بن سهل مِمَّا ينفع خُرُوج الْبَوْل من برد وَيُسمى ضعف المثانة: يزرق فِي المثانة دهن الناردين فَإِذا غلظ الْأَمر فَخذ درهمي مقل أَزْرَق فَيحل بِمَاء السذاب ويقطر عَلَيْهِ دهن زيبق ثَلَاث قطرات وَيشْرب فَإِنَّهُ عَجِيب. لى صنوف مَا يشكوه النَّاس من كَثْرَة الْبَوْل بِلَا حرقة إِمَّا بَوْل كثير بِلَا عَطش دَائِم وَإِمَّا بِلَا عَطش وَإِمَّا أَن يَبُول فِي النّوم وَإِمَّا أَن يكثر بَوْلهمْ إِذا برد الْهَوَاء وَإِمَّا أَن يقطر دَائِما بِلَا إرادتهم فَالْأول ديباطش وَالَّذِي يَبُول فِي النّوم علاجه أَن يقل شرابه عِنْد النّوم حَتَّى ينَام عطشاناً ويجفف التَّدْبِير وَقلة الطَّعَام لِئَلَّا يثقل نَومه فَإِن الْبَوْل فِي النّوم إِنَّمَا يعرض إِذا كثر الْبَوْل وَغلظ الْحس كَمَا يعرض للسكارى وَالصبيان فليجفف تَدْبيره ويسخن قَلِيلا لِئَلَّا يثقل نَومه وَأما الَّذِي يَبُول إِذا بردت المثانة كالمشايخ فالتمريخ بدهن الناردين والتين وَالزَّيْت وَحب المحلب)

والكندر والشخزنايا وَأما الَّذين يَبُولُونَ مَرَّات كَثِيرَة بِلَا برد يصيبهم فَإِن ذَلِك يكون لرقة الدَّم فعلاجهم مَا يغلظ الدَّم ويبرده ويسد ويغرى لِأَن هَذِه ضد المدرة للبول. مِثَال ذَلِك: كزبرة وطين ارميني وكهربا وجفت البلوط واقاقيا وجلنار وَحب الآس ويسقون ويطعمون مثل ذَلِك مِمَّا يغلظ الدَّم ويبرده.

الْيَهُودِيّ: ينفع من تقطير الْبَوْل بِلَا إِرَادَة أَن يحقن بدهن الْجَوْز والحبة الخضراء

 

(3/335)

 

 

والمرزنجوش والناردين مَعَ مَاء السذاب ليَالِي مُتَوَالِيَة واطل الْقطن بالقابضة الحارة.

جورجس قَالَ: من يَبُول بِاللَّيْلِ وَمن يكون بَوْله بِلَا حرقة انههم عَن الْبُقُول والفواكه وَجَمِيع الأغذية والأشربة الْبَارِدَة الرّطبَة وليميلوا إِلَى مَا يجفف مَعَ إسخان وليأكلوا الْخَرْدَل والفلفل واللحوم المشوية وَالشرَاب الْعَتِيق وينفعهم جدا خبث الْحَدِيد والإهليلج الْأسود. لى سفوف لذَلِك: يُؤْخَذ بلوط وكندر وَمر وهيوفسطيداس وكزبرة وخبث الْحَدِيد منقع بخل وإهليلج أسود وَسعد ويستف مِنْهُ.

الطِّبّ الْقَدِيم لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا حرقة: يسقى من حب المحلب كل يَوْم درهما بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ جيد وَلُحُوم الأرانب جَيِّدَة. لى فِي الْأَدْوِيَة المفردة: بلوط كندر سعد وَج خولنجان حب المحلب وخبث الْحَدِيد وكزبرة وكلى معز والمر جيد بَالغ مَشْهُور لَهُ.

اقربادين حنين لِكَثْرَة الْبَوْل اكائن عَن استرخاء المثانة وَشدَّة الْبرد: حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة جندبادستر اثْنَان بورق ارميني وَاحِد حب الصنوبر الْكِبَار ثَلَاثَة يلت بدهن الناردين ويعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ وَليكن الطَّعَام شواء وقلايا وَالشرَاب عسل ويحقن بطبيخ الشونيز والقنطوريون والفودنج الْبري والسذاب وبزر السلجم ودهن سوسن لَيْلًا ويمسك مَا أمكن وتمرخ المثانة بدهن السوسن والناردين جزءان والقيء نَافِع فِي هَذَا. سفوف لمن يَبُول على الْفراش: بلوط وَمر وكندر ولبنى الرُّمَّان وفودنج جبلي يدق بزر السذاب ويلت الْجَمِيع بمائه وَيشْرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الراسن الرطب. لى راسن يَابِس وكندر وَمر وبلوط ويستف. علاج تَامّ لديباطش: يسقى الدوغ الحامض مستقصى إِخْرَاج الزّبد وَيَأْكُل خبزه بِهِ وتضمد كلاه بِمَا يبرد فِي كل سَاعَة وَيجْعَل أبدا فِي فِيهِ مصلاً كي يسكن الْعَطش ويسقى مَاء الشّعير ويحقن بِمَاء الْورْد ولعاب البزر قطونا كل يَوْم واسقه أَقْرَاص الكافور وَيطْعم الْفَوَاكِه والبقول الْبَارِدَة.

من الاقربادين الْكَبِير للبول فِي الْفراش مَعَ حرارة: اهليلج اصفر وأسود وَورد بأقماعه وجفت)

البلوط وكزبرة يابسة ومثانة محرقة. دَوَاء مارستاني تَامّ لسلس الْبَوْل: حب الآس جلنار دِرْهَمَانِ كندر وقشور كندر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ حب المحلب نصف دِرْهَم جَفتْ بلوط دِرْهَم اهليلج اصفر دِرْهَم بلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم خبث الْحَدِيد مغسول بخل أَربع مَرَّات نصف دِرْهَم وَمن السماق وكزبرة يابسة دِرْهَمَانِ الشربة دِرْهَمَانِ وَإِن كَانَ الْبَوْل كثير الْمِقْدَار فِي نَفسه بِلَا عَطش فاسقه أَمْثَال هَذِه لتضم المسالك وَإِن كَانَ يسير الْمِقْدَار سقِِي شخزنايا وَنَحْوه مِمَّا يسخن فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ يبرد الْجَسَد ومرخ المثانة والقطن بدهن الزنبق والجندباستر وَرُبمَا تركبنا فَركب العلاج وَيطْعم تيناً بِزَيْت ويحقن الذّكر بدهن بَان وسك أَو بدهن ناردين ويمرخ بِهِ أَيْضا. لي كَثْرَة الْبَوْل يكون إِمَّا لحدته وَإِمَّا لسوء مزاج بَارِد وَمَعَ

 

(3/336)

 

 

الأول حرقة فَعَلَيْك فِيهِ بإسهال الصَّفْرَاء بِمَاء الشّعير والبزر قطونا والبزور اللينة الَّتِي تدر الْبَوْل فَإِن ذَلِك بُرْؤُهُ وَأما الَّذِي بِلَا حرقة فَإِنَّهُ يعرض للمشايخ كثيرا وعلاجه البزور المسخنة والقابضة وإسخان المثانة بالمروخات. 3 (مُفْرَدَات) لد نَافِع من تقطير الْبَوْل: قشر الصنوبر إِذا شرب أمسك الْبَوْل حَتَّى أَنه يعسر وخاصة قشر التنوية الَّتِي تثمر ثمرا صغَارًا أَو قشور اللاذن. والجاؤشير جيد لتقطير الْبَوْل والسقولو قندريون نَافِع من تقطير الْبَوْل جدا والساساليوس نَافِع لتقطير الْبَوْل.

ابْن ماسويه: السعد خاصته تقليل الْبَوْل الْعَارِض بِسَبَب برد فِي المثانة.

الطَّبَرِيّ: من أَكثر من أكل التِّين قوي على حبس الْبَوْل جدا. لى رَأَيْت أهل المارستان يطْعمُون من مثانته بَارِدَة وَيكثر بَوْله لذَلِك التِّين بالزيت. لى أمرت رجلا بِهِ ديابيطش أَن يَجْعَل مَأْوَاه سرداباً بَارِدًا نديًا ويستلقي على الأَرْض الْبَارِدَة وورق الْخلاف قد رش عَلَيْهِ مَاء ثلج وليتعمد أَن يضع أَسْفَل الظّهْر عَلَيْهِ ويمسك فِي فِيهِ مصلاً وَلَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ لِئَلَّا يعود يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء فبردت كلاه لما دَامَ استلقاؤه على الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَسكن أَكثر مَا بِهِ وَيحْتَاج أَن ينظر فِيهِ كَيفَ يَسْتَحِيل فِي هَؤُلَاءِ الكيلوس إِلَى الدَّم وَالْمَاء يمر بِهِ فِي تِلْكَ الْعُرُوق وكل سَاعَة لَا يفتر وليحذر ذَلِك.

ابْن ماسويه لمن يَبُول فِي فرَاشه بِاللَّيْلِ: اهليلج كابلى بليلج املج بلوط منقع بخل يَوْمَيْنِ مقلواً قَلِيلا من كل وَاحِد جزءان سعد كندر راسن ميعة سَائِلَة أَو يابسة كسيلا جُزْء مر ربع جُزْء يعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء قد غمس فِيهِ الْحَدِيد المحمى. للتقطير يسقى كمون وقنطوريون أَيَّامًا بِمَاء)

حَار.

من اختيارات الْكِنْدِيّ علاج لمن بردت كلاه ومثانته فَلم يقدر على حبس الْبَوْل.

من كتاب ابقراط زعم: يسقى الكمون بالطلاء وَالْمَاء السخن اسبوعاً فَإِنَّهُ يسخن كليتيه وظهره فَإِن نقى وَإِلَّا فاحقنه. يُؤْخَذ شبث بابونج سذاب حلبة قسط صعتر اذخر سكبينج مقل يطْبخ بِالْمَاءِ وَتحل الصموغ بطلاء وَعسل ويخلط بِهِ دهن الْحبَّة الخضراء مَا يَكْفِي وتمرخ بالأدهان الحارة عَلَيْهَا وَيجْعَل طَعَامه بدهن الْجَوْز. شندهشار قَالَ: الْقَيْء نَافِع من سَلس الْبَوْل.

تياذوق قَالَ: اعْتمد فِي ديباطش على الأغذية والأشربة القابضة الحامضة مَعًا كالحصرم وَنَحْوه وعَلى الْبَارِدَة الرّطبَة كَمَاء الشّعير والبقول وعَلى المغرية كالصمغ والطين الأرميني وليدخل فِي المَاء الْبَارِد مَرَّات فِي الْيَوْم ويضمد أَسْفَل الْبَطن كَمَا يَدُور بالأشياء الْبَارِدَة القابضة. قَالَ: وينفع من كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش أَن يطْبخ البلوط بخل ثَقِيف ثمَّ يجفف ويدق ويخلط مَعَ مثل ثلثه مرو نصفه من اللبان ويسقى وَمَتى جعل مَعَه ورق الْحِنَّاء كَانَ جيدا وينفع من برد المثانة الَّتِي لَا تمسك الْبَوْل قيروطي بدهن الناردين يخلط فِيهِ جندبادستر ويطلى بِهِ المثانة.

 

(3/337)

 

 

لى كَانَ بِغُلَام عِلّة الْبَوْل فِي الْفراش فعولج بِكُل مَا يعالج بِهِ الْأَطِبَّاء فَلم ينجح حَتَّى حقن بِالَّتِي تمسك الْبَوْل وزرق فِي مثانته مِنْهَا مَعَ المسخنة كل لَيْلَة عِنْد النّوم وَإِن أَخذ من حب المحلب زنة دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة اذْهَبْ كَثْرَة الْبَوْل وينفع من كَثْرَة الْبَوْل سذاب بري يَابِس يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ. وينفع من ديابيطس سكر طبرزد وَلبن الْمعز يشرب ويدام ذَلِك وينفع من كَثْرَة الْبَوْل وَبرد المثانة دَار صيني يجمع بقنة وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة نصف دِرْهَم وينفع مِنْهُ أَن تغسل الحلبة وتجفف فِي الظل وتسحق كالكحل وتعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ وَنصف. ولديابيطا مجرب: ينقع بِثَلَاث بيضات فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يكسر ويتحسى. دَوَاء نَافِع من الأبردة وَبرد المثانة: حب المحلب ولوز الصنوبر والحبة الخضراء وحلبة وحسك بِالسَّوِيَّةِ حب الْغَار وكندر وخولنجان وميعة يابسة وقشر الصنوبر وراسن مجفف نصف نصف يعجن بعصير التِّين وَيُؤْخَذ رغوته كل لَيْلَة بميبختج أَو بعصير التِّين إِن شَاءَ الله. قَالَ: وَمِمَّا يحبس الْبَوْل وَيذْهب بالإبردة رَطْل حسك يصب عَلَيْهِ أَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء ويطبخ يَوْمًا ثَانِيًا حَتَّى يصير رطلا وَيصب على ذَلِك المَاء رَطْل دهن حل ويطبخ حَتَّى ينضب المَاء ثمَّ أحقنه بِثُلثي رَطْل فَإِنَّهُ بليغ. لى يسْتَخْرج مَاء)

الحسك ولعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن دهن بَان ودهن الْغَار ودهن المحلب ودهن حب الصنوبر أُوقِيَّة أُوقِيَّة ودهن نارجيل ودهن الْجَوْز نصف نصف يعالج بِهِ. قَالَ: إِذا كَانَ الْإِنْسَان يكثر الْبَوْل فاسقه أَرْبَعَة دَرَاهِم كندر بِمَاء حَار ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرأ. قَالَ: وَهَذَا دَوَاء عَجِيب مجرب: مر كندر بلوط سعد بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم ودرهمين أَيَّامًا يُبرئهُ الْبَتَّةَ. آخر: دقاق الكندر صعتر شونيز خولنجان بِالسَّوِيَّةِ وَمثل الْجَمِيع حلبة مقلوة يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان وَيَأْكُل فجلية بِلَحْم سمين.

من الْأَدْوِيَة المختارة حقنة لمن رقت كلاه وَكَثْرَة الْبَوْل وَقلة النُّطْفَة: مَاء الحسك الْمَطْبُوخ القوى وشحم كلى مَاعِز وودك ومخ ضَأْن وخصى كَبْش تنضج وتطبخ وَيُؤْخَذ من الودك بِالسَّوِيَّةِ وَمن اللَّبن الحليب بِقدر ربع الْجَمِيع وبقدر اللَّبن سمن إلية مذابة ودهن البطم يضْرب ويحقن بِهِ. قَالَ: وينفع من التقطير وَكَثْرَة الْبَوْل ان يتحسى فِي كل يَوْم خمس بيضات على الرِّيق فَإِنَّهُ نَافِع.

من الكناش الْفَارِسِي لِابْنِ أبي خَالِد قَالَ: حَبَّة الخضراء أَو دهنها يسخن الكلى وَيمْنَع كَثْرَة الْبَوْل وَمن أَجود مَا يمْنَع الْبَوْل: الحسك الْيَابِس المربا بِمَاء الحسك الرطب حَتَّى يزِيد ثَلَاثَة أَمْثَاله ثمَّ يلت بدهن الْحبَّة الخضراء ويعجن بفانيذ وَهَذَا آخر: كندر وَاحِد بلوط ثَلَاثَة مر ثَلَاثَة يلتان بدهن الْحِنَّاء وَيُؤْخَذ ثَلَاثَة غدْوَة وَثَلَاثَة عَشِيَّة. وَحب الزلم نَافِع جدا من ذَلِك يعجن بِعَسَل بعد أَن يغلى بِلَبن ثمَّ يلت بِسمن ويفتر قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ كالبيضة غدْوَة وَعَشِيَّة. للْحرّ فِي الكلى والأمعاء وَالْبَوْل: مَاء الشّعير وبزر خِيَار لبن دهن ورد بالسواء. مَجْهُول: الْعَسَل يذهب بتقطير الْبَوْل قَالَ: وخاصة دهن الخروع النَّفْع من وجع المثانة وَكَانَ فِي كَلَامه دَلِيل على أَنه يسخنها جدا. 4 (البلوط)

 

(3/338)

 

 

بختيشوع: يُؤْخَذ رَطْل بلوط فيطبخ بِسِتَّة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يحمر ويصفى وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم ربع رَطْل مَعَ درهمي كندر يسخن المثانة وَيُقَوِّي الْمعدة وَيذْهب بِشَهْوَة الطين.

ابقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: قد يكون من شدَّة سخونة الرَّأْس كَثْرَة الْبَوْل لِأَن البلغم يذوب وعلامته أَن يكون مَعَه نَوَازِل إِلَى الصَّدْر فَأَما إِلَى الْأنف فَلَا محَالة وَأَن عرض مَعَ تقطير الْبَوْل وكثرته الصداع الشَّديد والهوس وخدر فِي الرَّأْس وعزوب الذِّهْن فكمد الرَّأْس تكميداً دَائِما وقيئه بِمَاء حَار شَدِيد الْحَرَارَة وادلك الْجَبْهَة وَالْوَجْه بعد حلق الرَّأْس واحقنه بحقنة حارة وانفخ فِي انفه مَا يعطس فَإِن جرى مَاء مِنْهُ أَو من أُذُنه فقد تخلص فَعِنْدَ ذَلِك فحمه إِذا ثخن النزل كف الضربان وأطعمه سلقاً وعدساً واسقه مَاء الْعَسَل واسهله واكوه لِئَلَّا يعاود مُؤخر 4 (حب المحلب المقشر) مَجْهُول معجون يزِيد فِي الباه ويقل الْبَوْل: حب المحلب المقشر والحبة الخضراء وَحب الصنوبر الْكِبَار ونارجيل وحسك وحلبة وتودرى وشقاقل عشرَة عشرَة هليلج أسود وأملج وبليلج وقشر الصنوبر وكندر وبلوط وكهربا وراسن وكسيلا وكزمازك وَسعد وطين أرميني خَمْسَة خَمْسَة خولنجان قسط مر قرنفل فودنج جندبادستر بزر السذاب حب البلسان حب البان ميعة رماد المثانة جوشير دِرْهَمَيْنِ وَنصف من كل وَاحِد يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ دِرْهَم مَعَ قِيرَاط بزربنج. 4 (عصير ورق السرو) للهند لمن يَبُول فِي فرَاشه خاصية للنِّسَاء: سكرجة عصير ورق السرو وسكرجة دهن سمسم يسقى ثَلَاثَة أَيَّام غدْوَة وَعَشِيَّة وَحين ينَام مثل ذَلِك وَلَا يَأْكُل الحموضة والبقول. وينفع من ذَلِك نفعا عَظِيما: الشحوم إِذا أكلت وَشرب عَلَيْهَا مَاء بَارِد فَإِن ذَلِك ينفع من لَا يُمكنهُ أَن يحبس بَوْله ولشحم القبج فِيهِ خاصية فليسق بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ يبرأ إِن شَاءَ الله. من الْفَائِق مِمَّا ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش خَاصَّة: بلوط ورق الآس الْيَابِس وشب وحناء وكندر وَمر وجلنار بِالسَّوِيَّةِ يستف بخل حامض. حقنة تذْهب بتقطير الْبَوْل وتزيد فِي الباه: زَيْت ودهن البطم وَسمن بقر من كل وَاحِد نصف رَطْل وَمن الزنبق الْجيد أوقيتان وَمن الْعَسَل مثله وَمن عصير السذاب أُوقِيَّة وَمن الْبِطِّيخ الحلبة وطبيخ بذر الْكَتَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يسحق الْجَمِيع ويطيب بِشَيْء من مسك ويحقن بِنصْف رَطْل مِنْهُ بِاللَّيْلِ وَيشْرب النَّبِيذ الْقوي وَيَأْكُل اللَّحْم السمين. وينفع من برد المثانة وَكَثْرَة الْبَوْل: أَن يدق الفلفل بالزبيب يعجنه وَيَأْخُذ مِنْهُ جِبْرِيل بن بختيشوع لديابيطا أَجود علاجه لبن الْبَقر وَلبن النعاج ويحقن بدوغ الْبَقر أسبوعاً كل يَوْم بِثُلثي رَطْل وَيشْرب المَاء فِي هَذِه الْعلَّة أَحْمد من الشّرْب.

روفس 4 (السماق مَتى شرب بشراب قَابض قطع ذرب الْبَوْل. د: قشر الينبوت إِذا شرب) 4 (امسك الْبَوْل. للبول فِي الْفراش مَعَ حر: اطريفل يَجْعَل فِيهِ جَفتْ بلوط ورد بأقماعه) 4 (ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وثلج وشراب الرُّمَّان أَو خُذ هليلجا أصفر وقاقيا وقشور) 4 (الكندر والبلوط المقلو

 

(3/339)

 

 

لمن يَبُول فِي الْفراش: اسْقِهِ فوذنجا نهريا قبل الْعشَاء وَلَا يتعشى)

 

4 - (وَلَا يشرب مَاء بعد الْعشَاء الْبَتَّةَ أَو قَلِيلا جدا وَيُقَال أَنه إِن أحرق مثانة عنز أَو نعجة)

 

4 - (ويسقى مِنْهَا بخل ممزوج مَاء نفع. من اشليمن لسلس الْبَوْل الَّذِي يعطش ويبول)

 

4 - (كثيرا يكون من شدَّة حرارة الكلى والكبد والمعدة يسقى أَقْرَاص طباشير وَيَأْكُل لحم)

 

4 - (الْخِيَار والقثاء ويضمد الْمعدة والكبد باضمدة بَارِدَة وخاصة الكلى إِن كَانَ الْعَطش)

 

4 - (لَيْسَ بشديد فَإِن كَانَ الْعَطش شَدِيدا فضمد الْمعدة والكبد ويحقن بدهن النيلوفر)

 

4 - (والبنفسج مَعَ مَاء شعير ويسقى مخيض الْبَقر الحامض وَمَاء قرع مَعَ دهن ورد ويسقى)

 

4 - (ويحقن بِهِ وتضمد كلاه بحرارته وكبده ومعدته ويحقن أَيْضا بمخيض الْبَقر ودهن الْورْد)

)

4 - (بِالْغَدَاةِ والعشي ويدام على أَقْرَاص الطباشير بِالْغَدَاةِ والعشي وَاجعَل طَعَامه البوارد.)

 

4 - (للَّذي يَبُول فِي الْفراش: يسقى مِثْقَال خولنجان بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ لَا يعاوده. اركاغانيس من)

 

4 - (ذرب الْبَوْل قَالَ: يسكن عطشة وتضمد معدته باضمدة بَارِدَة وتجذب رطوباته إِلَى)

 

4 - (خَارج بالأدوية الحارة القوية والرمل الْحَار وَالْحمام وبماء الثَّلج.) فِي ذيابيطا من كتاب فليغريوس قَالَ: هَذَا الدَّاء يكون من ضعف الكبد وَبرد الْجِسْم كُله من تخمة أَو سهر وَشرب المَاء الْبَارِد ويعرض مَعَه عَطش قوي جدا. قَالَ: فَعَلَيْك بتسكين الْعَطش وَقد ذكرنَا مَا ذكر لذَلِك فِي بَاب تسكين الْعَطش فَإِذا سكن الْعَطش فاحقنه بالحقن المسهلة اللينة مَرَّات ثمَّ أسهله بحب الصَّبْر يكون كالحمص إِحْدَى عشر حَبَّة فَإِنَّهُ يسهل إسهالاً جيدا ثمَّ دَعه ثَلَاثًا ثمَّ اسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام بالفجل والمحاجم الحارة على جَمِيع الْجِسْم والكماد والدخن ولاسيما أَطْرَاف الْبدن وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المحمرة ثمَّ أرحه أَيَّامًا وَاسْتعْمل الرّكُوب باعتدال والدلك خَاصَّة فِي أَطْرَاف الْجِسْم وَالْحمام وَيشْرب الشَّرَاب الْيَسِير فَإِنَّهُ يُبرئهُ برءاً تَاما.

من جَوَامِع ابْن ماسوية: بلوط مقلو بذر حماض مقلو طباشير ورد صمغ الْقرظ طراثيث راسن جَفتْ بلوط عفص بذر البلوط كهرباء جلنار طين أرميني كندر جُزْء جُزْء كافور نصف جُزْء يسقى بِمَاء رمان مز فليغريوس ينفع من يخرج زبله بِغَيْر إِرَادَة: الْقعُود فِي الْمِيَاه القابضة والضمادات بثفلها والأغذية القابضة والحقن وَذَلِكَ الصلب دَائِما والرياضة وَالْقعُود فِي مَاء الشب. (الْعِلَل والأعراض) قَالَ: يحدث خُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة إِذا استرخى العضل المتلقم لفم المثانة.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: بعض علل خُرُوج البرَاز وَخُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة وَهُوَ استرخاء العضل الَّذِي على فَم المثانة والمقعدة وَهُوَ يسترخى إِمَّا من طول الْجُلُوس على شَيْء بَارِد جدا أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو ضَرْبَة تقع بِهِ أَو بط كَمَا يعرض عِنْد السقطة أَو البط عَن الْحَصَاة. لى إِذا عرض النواصير

 

(3/340)

 

 

الْأَعْضَاء الألمة: ذرب الْبَوْل يكون من نارية فِي الكلى تقوى قوتها الجاذبية أَولا وطبعها كَذَلِك وقوتها الماسكة ضَعِيفَة الْعَطش يتبعهُ لاستفراغ الرطوبات. قَالَ: وَهُوَ عسر الْبَوْل. وَقد يحدث عَن زَوَال خرز الْقطن إِلَى خَارج خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة.

الْيَهُودِيّ قَالَ: احقن صَاحب هَذَا الدَّوَاء بِاللَّبنِ الحليب ودهن اللوز الحلو ودهن القرع واسقه بذر قطونا وأطعمة الإسفيذباجان اللينة الدسمة باللحوم الْفتية والأشربة الرقيقة الْبيض واسقه لبن الْمعز الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ لى واجلسه فِي الآبزن الْبَارِد. قَالَ: وَقد تصيب الكلى ضَرْبَة وَيكثر مِنْهَا الْبَوْل وَقد يخرج مَعَه بَوْل دموي فَاسق هَذَا أدوية حبس الدَّم وأطعمه الإسفيذباجان اللينة وضمده بأضمدة قابضة وضمد أَصْحَاب ذرب الْبَوْل بالبقول الْبَارِدَة على الْبَطن والقطن وَأدْخلهُ الْحمام الْيَابِس الَّذِي رَأسه برأَ وَرُبمَا فصدناهم إِذا كَانَ اللهيب شَدِيدا ونسقيهم مَاء الشّعير. قمحة للبول الَّذِي يقطر من غير إِرَادَة: بلوط كندر سماق جلنار سعد مصطكى يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم ويبيت بِاللَّيْلِ على لعقة اطريفل وَمَتى انقع البلوط بالخل وجفف كَانَ أَجود فَإِن لم ينْتَفع بهَا وَكَانَ مَعَ برد فاحقنه بدهن الْجَوْز والحبة الخضراء ودهن المرزنجوش ودهن فِي العضيوط قَالَ الْيَهُودِيّ: هَؤُلَاءِ يكونُونَ شديدي الشبق سريعي الإمناء كثيري اللحوم عريضي الْأَجْسَام وَيكون إِذا كَانَت عضلة المقعدة تسترخي مَعَ عضلة الممسكة للمني. قَالَ: وَحمل العضيوط الأدهان القابضة بالرامك والقاقيا وَنَحْوه. لى يَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن لايطعموا وَلَا يشْربُوا قبل أَن يهتموا بِالْجِمَاعِ ويأخذوا من الخرنوب والكمثرى وَحب الرُّمَّان وَنَحْو ذَلِك واملهم إِلَى القوابض من الْأَطْعِمَة وَكَذَلِكَ من الْفَاكِهَة وَإِن أكلو الْبُسْر المقلو فِي ذَلِك الْيَوْم فليفعلوا وليحتملو واحقنهم بالحقن لِئَلَّا يصيبهم القولنج ينظر فِيهِ.

جورجس فِي ديابيطا قَالَ: تَنْفَعهُ الأمخاخ والأدمغة إِذا أكلهَا وَلُحُوم الجداء والأكارع والقثاء وَالْخيَار والملوخيا والخس أخص الْأَدْوِيَة بِهِ من نَفعه دهن الْورْد وَالْبذْر القطونا وَاللَّبن والآبزنات)

والتمريخ بالسمن وَشرب مَاء الشّعير والحقن الدسمة المبردة.

الْأَعْضَاء الألمة: من علل الكلى عِلّة يُقَال لَهَا ديابيطش وَلم أرها إِلَى هَذِه الْغَايَة إِلَّا مرَّتَيْنِ فَقَط وَإِنَّمَا تعرض فِي الندرة وَيكون مَعهَا عَطش شَدِيد يتَجَاوَز الْمِقْدَار ويبول مايشرب سَرِيعا وَمحل هَذِه الْعلَّة من الكلى مَحل زلق الأمعاء من الأمعاء. قَالَ: وَذَلِكَ يكون إِذا تزيدت قُوَّة الكلى الجاذبة جدا فتجذب مَا فِي الكبد من الرُّطُوبَة المائية ويجتذب الكبد من الأمعاء والمعدة فيجف لذَلِك فَم الْمعدة فيتوق العليل إِلَى الشّرْب. قَالَ: وَقد يكون درور الْبَوْل وَخُرُوج الْغَائِط فِي غير وَقتهَا وَبلا إِرَادَة من استرخاء العضلة المطوقة لعنق المثانة والدبر وَمن أخص العلامات باسترخاء العضلة خُرُوج الْبَوْل وَالْبرَاز بِغَيْر إِرَادَة. قَالَ: وَمَتى استرخت هَذِه العضلة وَوَقع مَعَ ذَلِك سدة فِي مجْرى الْبَوْل عسر تعرف العلتين جَمِيعًا واحتيج إِلَى استقصاء وَبحث شَدِيد عَن الْأَسْبَاب الْبَادِيَة.

 

(3/341)

 

 

لى خُرُوج الْبَوْل بِكَثْرَة إِمَّا بِلَا إِرَادَة وَإِمَّا بِإِرَادَة فَالَّذِي بِلَا إِرَادَة هُوَ استرخاء عضل المثانة وتحتاج إِن تسئل عَن الْعِلَل الْبَادِيَة وَأما الَّذِي بِإِرَادَة فإمَّا أَن يكون بحرقة أَو بِلَا حرقة وَأما الَّذِي يكون بِلَا حرقة إِمَّا أَن يكون مَعَ عَطش وَإِمَّا من غير عَطش وَأما خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة فَإنَّا نذكرهُ فِي بَاب قُرُوح المثانة وأورامها وَأما الآخر فهاهنا. قَالَ: وَرجل سقط على قطنة فَكَانَ يخرج بَوْله بِلَا إِرَادَة فَعلمنَا أَن العضلة الملتقمة لعنق المثانة قد أضرت السقطة بالعصب الَّذِي يجيئها. لى ذرب الْبَوْل مَتى كَانَ مَعَ عَطش فَهُوَ ديابيطا وَإِن كَانَ بِلَا عَطش وَلَا حرقة فَهُوَ استرخاء العضل الَّذِي على المثانة وخاصة إِن كَانَ بعقب ضَرْبَة أَو برد شَدِيد وَإِن كَانَ مَعَ حرقة فَيكون لحدة الْبَوْل وَأما لقروح. سرابيون: قد يحدث ضرب من ذرب الْبَوْل لَا عَطش مَعَه وَلَا حرقة وَيخرج مِنْهُ بَوْل غليظ وَقد يكون فِيهِ دموية فِي الْأَكْثَر ويسكن إِذا وَقع مِنْهُ رسوب كثير وَرُبمَا جمد عَلَيْهِ شبه زبد الْبَحْر وَذَلِكَ يكون على حد بحران وَقد يكون حَادِثا لاتساع المجاري الَّتِي تنجذب فِيهَا مائية الدَّم إِلَى الكلى وَيحدث للبدن عَن ذَلِك نحول وهزال وَضعف واكثر مَا يكون بأدوار وكنحو مَا يكون عَنهُ اموريدس ويهزل الْجِسْم اكثر إِذا كَانَ هَذَا الْبَوْل غليظاً وخاصة إِن كَانَ فِيهَا دموية. وعلاج ذَلِك: أَشْرَاف علاج لَهُم السّكُون وَترك جَمِيع الحركات لِأَنَّهَا توسع المجاري وهم يَحْتَاجُونَ إِلَى ضد ذَلِك ويستعملون الْأَدْوِيَة والأضمدة والأشربة القابضة ويحذرون من جَمِيع مَا يدر الْبَوْل وَمن الْجِمَاع ويبردون الْقطن والبطن)

وَيَشْرَبُونَ الْأَدْوِيَة النافعة لنزف الدَّم وَيَشْرَبُونَ لبن النعاج الَّذِي طبخ قَلِيلا أَو غير مطبوخ فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ وينعشهم وَيدْفَع هزالهم وَهُوَ عَظِيم النَّفْع جدا لهَؤُلَاء. وَإِن كَانَ يحدث بادوار فافصد قبل الدّور ثمَّ اسْتعْمل مَا ذكرنَا وَإِن كَانَ يحدث بِلَا أدوار فقاومه بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد فَإنَّك مَتى توانيت عَنهُ أدّى إِلَى الذبول وَإِن كَانَ ذَلِك يحدث لبحران فعلامته الْخُف الَّذِي يجده الْمَرِيض وَسُكُون الْمَرَض فَإِن دَامَ بعد البحران فقاومه أَيْضا فَإِنَّهُ قد صَار مَرضا ردياً.

سرابيون: هَذَا يحدث مَعَه عَطش ويبول مَا شرب على الْمَكَان وَيحدث عَن شدَّة حر الكلى والتهابها وَضعف برده وتلززه وعلاج ذَلِك لِأَن هَذَا يكون من سوء مزاج حَار يَابِس يجب أَن تضمد الكلى بالمبردات ويسقى مِنْهَا وَلِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْعلَّة قد جف لِكَثْرَة الِاخْتِلَاف وَاسْتعْمل الشَّرَاب أَكثر من الْعَادة لِئَلَّا يتْرك للعطش موضعا للحدوث وأغذهم بالأحساء المتخذة من الْبر وَالشعِير وَمَاء الشّعير والقرع وَالْخيَار وضمد أكبادهم لتبرد فَتعين على تسكين الْعَطش واسقهم رب الحصرم وحماض الاترج والريباس وَمَاء القرع والبزر قطونا عَظِيم النَّفْع ودوغ الْبَقر والأدوية القابضة أَيْضا يُؤْخَذ من الاقاقيا دِرْهَمَانِ وَورد يَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار أَرْبَعَة صمغ وَاحِد كثيراء نصف رب السوس نصف يعجن بلعاب البزر قطونا وَقد يَجْعَل فِيهِ كافور وَيشْرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد واجتذب عرقهم واطل كلاهم بالقابضة المبردة. فِي تقطير الْبَوْل بِلَا حرقة وَلَا وجع قَالَ: إِذا كَانَ تقطير الْبَوْل بِلَا إِرَادَة فَإِن ذَلِك

 

(3/342)

 

 

حَادث عَن ضعف عضل المثانة وَأكْثر مَا يكون ذَلِك للبرد فَإِن المثانة إِذا بردت أَصَابَهَا ذَلِك وَقد يحدث لضعف عضل المثانة فعالج ذَلِك يُؤْخَذ حب رمان وَحب الآس والبلوط وقشور الكندر وكمون كرماني بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بشراب عَتيق أَو يُؤْخَذ بلوط وينقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغلى ويدق وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم واهليلج أسود وكابلى وبليلج واملج مقلو سَبْعَة دَرَاهِم قشار كندر خَمْسَة دَرَاهِم حب الآس دِرْهَم الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الحدادين.

دَوَاء جيد لمن يَبُول فِي الْفراش: اهليلج كابلى بليلج املج عشرَة عشرَة بلوط منقع بخل خمر مقلو سَبْعَة دَرَاهِم سعد كندر راسن ميعة يابسة كسيلا خَمْسَة خَمْسَة مر ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَقد جرب هَذَا الْحبّ للبول فِي الْفراش وتقطيره من الْبرد: جندبادستر قسط مر حاشا جَفتْ بلوط عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِمَاء الآس الرطب ويحبب)

وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم دِرْهَم أقل وَأكْثر بِقدر الْحَاجة وأناس يسقون شونيزاً وبزر السذاب. لى وَقد يعْطى لذَلِك تين ملوث بالزيت. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: مَتى حدث تقطير الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد ويرخي الْقُوَّة الماسكة استعملنا الْخمر والمعجونات الحارة كالانقرديا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما الاطريفل الصَّغِير يمزج بالشخزنايا بِالسَّوِيَّةِ وَينْقص وَيُزَاد على حَيْثُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من ظُهُور الْبرد والبلوط والكندر نَافِع لَهُم والأدوية الَّتِي كتبناها فَوق والكندر قوي ثمَّ ذكر هَذَا الدَّوَاء الَّذِي أَوله حب رمان.

مَجْهُول قَالَ: مِمَّا يعظم نَفعه لهَذِهِ الْعلَّة الحقن الدسمة الَّتِي فِيهَا قبض وَأما هَذِه فتهيأ من أمراق وقوابض وَشرب اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد وينفعهم مَاء الرُّمَّان والتفاح والسفرجل وَمَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ الزعرور وَالْحمام الْيَابِس أَيْضا نَافِع لَهُم وضمد بطونهم بالسويق والخل وينفعهم الفصد والقئ ونبيذ التَّمْر والكمثرى. لى تياذوق الفها لسلس الْبَوْل: يُؤْخَذ بلوط قد انقع ثَلَاثَة أَيَّام بخل عشرَة دَرَاهِم وَمن حب الآس ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الْورْد الْيَابِس مثله وَمن الطباشير ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر حماض مقلو دِرْهَمَانِ جلنار مثله عفص مثله طين أرميني ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ الْقرظ أَو صمغ السماق دِرْهَمَانِ كزبرة يابسة منقعة بخل ثَلَاثَة دَرَاهِم كاربا دِرْهَمَانِ بزر قطونا خَمْسَة دَرَاهِم كافور دِرْهَم يسقى بِرَبّ الريباس أَو مَاء الرُّمَّان الحامض أَو رب حماض الاترج الشربة مثقالان بِالْغَدَاةِ وَمثله بالْعَشي وَالطَّعَام حصرمية فَإِن هَذَا يقطع ديابيطش ويعتد مَعَ هَذَا أَن يمضغ تمراص هندياً فِي فِيهِ مرّة بعد مرّة أَو مصلاً أَو نَحوه ليقطع عطشه ويصابر الْعَطش جهده وضمد معدته وكبده بضماد بَارِد.

من الكناش الْفَارِسِي مِمَّا يسْتَعْمل لتقطير الْبَوْل الَّذِي للمشايخ من برودة: حب المحلب وخولنجان وابهل وراسن. قَالَ: وَمِمَّا يمسك الْبَوْل جدا الأفيون. لى إِذا كَانَ يدر الْبَوْل مَا ارق الدَّم فالأفيون يمْنَع من ذَلِك وَلذَلِك يجب أَن يخلط بالبنادق الَّتِي ألفتها ويخلط بهَا أَيْضا كزبرة مقلوة وبزر قطونا وَنَحْو ذَلِك.

 

(3/343)

 

 

(القروح الْحَادِثَة فِي الذّكر) (والدبر والانثيين وكيسهما والأورام الحارة فِيهَا وَأما غير الحارة فَفِي بَاب) (الْقبل والبثور والحكة فِيهَا وتقرح القطاة فِي بَاب الاستلقاء اسْتَعِنْ بقوانين) (الْجِرَاحَات.) قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من قاطيطريون: إِن الطَّبِيب قد يضْطَر كم من مرّة إِلَى أَن يقطع إِحْدَى الانثيين إِذا كَانَت قد عفنت فَيَرْمِي بهَا. 3 (القرع المحرق ورماد الشبث) الْيَهُودِيّ: عالج قُرُوح الإحليل بالقرع المحرق ورماد الشبث وبالاسفيذاج والمرتك والتوتيا وبالشادنة يذر عَلَيْهِ ذراً وبالصبر الْأَحْمَر. مرهم العدس للورم الْحَار فِي الانثيين ونواحيهما: عدس مقشر وَورد وقشور رمان ينعم طبخه وَخذ المَاء فَاضْرِبْهُ مَعَ دهن ورد نعما واطله عَلَيْهِ ودق الأثفال نعما واحمل مَعَه دهن ورد وضمد بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع للورم الْحَار فِي الانثيين وَمَا جاورهما. دَوَاء نَافِع للقروح فِي الإحليل والأنثين الْعسرَة الْبُرْء الردئة مِنْهَا: قرع مسحوق ومرداسنج واسفيذاج الرصاص وشب يماني وَقِرْطَاس محرق واقليميا أصفر وقشور الغرب وكندر وشادنة بِالسَّوِيَّةِ يسحق نعما ويعالج بِهِ وينفع من الْحَرَارَة والحكة فِي الانثيين أَن يطلى بماميثا بخل وَمَاء. لى وينفع من الالتهاب المفرط فِيهِ: يُؤْخَذ عصير عِنَب الثَّعْلَب وشوكران فيطلى عَلَيْهِ وَمَتى لم تَجِد شوكران فادف فِيهِ افيوناً واطله. وللحكة فِي الانثيين: دَقِيق الباقلى ودهن ورد وسماق وَبَيَاض بيض يضْرب ويطلى عَلَيْهِ وَله وللورم الْحَار: مَاء عِنَب ثَعْلَب وَبَيَاض بيض ودقيق شعير ويطلى عَلَيْهِ. قَالَ: وَقد رَأَيْت من سَقَطت جلدَة بيضته كلهَا فعريت وَلم يبْقى عَلَيْهَا شَيْء فدوى بالصندل والورد والكافور مَعَ حجر الماس المحكوك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب فبرئ. دَوَاء نَافِع للقروح الرَّديئَة فِي الذّكر والقبل ونواحيه: عفص وشياف ماميثا وانزروت وجلنار وَورد يَابِس وأقماع الرُّمَّان ومرتك وصبر وكندر يسحق وَيسْتَعْمل. آخر ينفع القروح المتأكلة فِيهَا: قرطاس محرق شبث يَابِس محرق وقرع محرق واقليميا واسفيذاج الرصاص ومرتك وقشور الغرب وشادنة وتراب الكندر بِالسَّوِيَّةِ ويعالج بِهِ. وينفع من الأورام الحارة فِيهَا: ورد يَابِس وعدس مقشر وقشور رمان يطْبخ بِالْمَاءِ حَتَّى ينضج ثمَّ يَجْعَل مَعَه دهن ورد ويضمد. وَإِن شِئْت أَن يبرد أَكثر فحى الْعَالم وَنَحْوه.)

 

(3/344)

 

 

مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: جَوْهَر قضيب الذّكر جَوْهَر الرباطات وَلذَلِك يحْتَمل الكي بالنَّار بالأدوية الحارة القوية من غير أَن يتَأَذَّى بِهِ والقروح الَّتِي تعرض فِيهِ كثيرا مَا تعفن إِن لم يُبَادر فِي تجفيفها بالأدوية القوية قَالَ: وجسم الْقَضِيب لَيْسَ فِيهِ شَيْء من الأعصاب الحساسة الْبَتَّةَ. قَالَ: والقروح الْحَادِثَة فِي العضل الَّذِي فِي أَسْفَل الذّكر والحادثة فِي المقعدة عسرة الْبُرْء وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى تجفيف قوي وَهَذَا الْموضع لَهُ فضل حس لِأَنَّهُ بجنبه عصب حساس لَا يُمكنهُ ذَلِك لفضل حس فِيهِ. قَالَ: وَقد يتعفن القروح الَّتِي تعرض فِي الْفرج وَالذكر سَرِيعا مَتى لم يُبَادر بتجفيفه.

الطَّبَرِيّ: مَتى خرج خراج فِيمَا بَين الدبر والإنثيين وَخفت أَن يتقيح فضع عَلَيْهِ دَقِيق الْأرز معجوناً بِالْمَاءِ وَكلما سخن ضع عَلَيْهِ غَيره فَإِنَّهُ يمْنَع من التقيح. لى هَذَا مَوضِع مجوف لِأَنَّهُ عِنْد المثانة فَلذَلِك هَاهُنَا التقيح رَدِيء.

من كناش مَجْهُول قَالَ: إِذا كَانَت قُرُوح فِي الْفرج وَالذكر والدبر وَلم يكن مَعهَا ورم فَعَلَيْك بِمَا يجفف كالقرطاس المحرق والقرع المحرق والشبث المحرق يدق وينفخ فِيهِ فَإِن جَفتْ القروح ثمَّ ابتلت بعد ذَلِك فذر عَلَيْهَا صبرا وشاذنة وَمَتى كَانَ فِيهَا نُقْصَان وَأَرَدْت انبات اللَّحْم فاخلط مَعَ هَذِه قشور كندر.

بولس فِي فصد الْعرق من الكعب ويضمدون مَتى كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة بالبنج ودقيق الشّعير وبالقرع الني وبورق الْقصب ودهن الْورْد ودقيق الباقلى وَمَتى كَانَت الْعلَّة مَعَ جساوة فالحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ شراب أَو مَعَ عسل أَو مَعَ دَقِيق الايرسا وَإِذا تقرحت جلدَة الخصى من الْعرق فاسحق عفصاً أَو شيا وذره على شَحم ولطخ بِهِ وَمَتى حدث فِي جلد الخصى قلاع فاطلها بقيموليا بِمَاء بَارِد ودعها عَلَيْهِ حَتَّى تَجف ثمَّ اغسلها بِمَاء حَار ثمَّ ضمدها بِمَاء الكرفس وَأما اللَّحْم الناتئ الَّذِي يعرض للانثيين فاعجن رماد خشب الْكَرم بِمَاء وضمد بِهِ وَمَتى عرضت حكة فِي جلدَة الخصى فاطله فِي الْحمام بخل الْخمر ودهن الْورْد والنطرون والشبث والفلفل والميويزج فَإِذا خرج من الْحمام لطخه ببياض الْبيض مَعَ عسل.

بولس: القروح الْحَادِثَة فِي المذاكر والمقعدة إِذا لم يكن مَعهَا ورم حَار يحْتَاج إِلَى أدوية تجفف جدا مثل الَّذِي يهيأ بالقرطاس المحرق والشيث والقرع المحرق وَأما الخراجات الْحَادِثَة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا رطوبات كَثِيرَة فَإِن الصَّبْر مَتى سحق كالغبار ونثر عَلَيْهَا جففها وَمَتى كَانَت شَدِيدَة)

الرُّطُوبَة ينفعها لحى شجر الصنوبر والشادنج وَمَتى كَانَ لَهَا عمق فاخلط مَعَهُمَا كندرا وَإِن كَانَ فِيهَا تَأْكُل فاضمده بعدس وخل وقشر رمان. وَإِذا كَانَ فِي الذّكر ورم فشده إِلَى فَوق وضمده بورق الْكَرم وَإِن حدث فِيهِ ترهل أَو جساء فانطله بِمَاء ملح واترك الْحَرَكَة فِي أورام الذّكر.

انطيلس: مَتى كَانَ فِي الذّكر الخبيثة وعفن فليقطع وينثر عَلَيْهِ مَا يدمل ولمنع النزف:

 

(3/345)

 

 

الزنجار وزاج وَمَتى اشْتَدَّ النزف فاكو الْموضع. قَالَ: وَقد يخرج على الذّكر توتة وَرُبمَا خرج على الكمرة وعَلى غَيرهَا مِنْهُ فَمَا كَانَ رَدِيء الْمَذْهَب فاكوه بعد الْقطع وَمَا لم يكن رَدِيء الْمَذْهَب فاقطعه وانثر عَلَيْهِ الزنجار والزاج.

ابْن سرابيون: فِي 3 (الحكة فِي الخصى) اسقيناج الرصاص سِتَّة كبريت أَبيض دِرْهَم أفيون نصف دِرْهَم يطلى عَلَيْهَا بخل ممزوج. آخر للحكة الْعَارِضَة فِي الخصى ويرشح شَيْء يشبه المَاء: أقاقيا ماميثا نصف نصف نوشادر دانق صَبر دانق زعفران نصف دِرْهَم اشنان مثل الْجَمِيع يدق وينخل ويخلط الْجَمِيع بالياسمين فَإِنَّهُ عَجِيب.

بولس: إِذا بَدَت القطاة تحمر لطول الاستلقاء فَاتخذ دوارة من صوف لين. لى تتَّخذ من خرق كتَّان شيزى لين وتوضع تَحت الْموضع وتمرخ بدهن ورد وشمع ويذر عَلَيْهِ مرداسنج وآس فَإِن كَانَ ورماً حاراً فليضمد بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَإِن تَأْكُل وَصَارَ جرحا رديئاً فليضمد بعدس مَعَ قشور رمان. لى لَا شَيْء اجود إِذا بدا هَذَا الْموضع يحمر من أَن ينوم العليل على سَرِير قد نزع مِنْهُ فِي هَذَا الْموضع لوح وكشف هَذَا الْمَكَان مِنْهُ ويغطى بدوارة متخذة من خرق كتَّان ليصيب الْموضع وَإِن شِئْت رششت تَحْتَهُ المَاء الْبَارِد وفرشت الْخلاف وينفع مِنْهُ أَن ينوم العليل على الجاورس فَإِنَّهُ وطى وَلَا يحمى. 3 (مُفْرَدَات) الصَّبْر يدمل القروح الْعسرَة وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدبر وَالذكر وينفع من الأورام الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع. رماد الشبث ينفع القروح الرهلة الْكَثِيرَة الصديد إِذا نثر عَلَيْهَا وخاصة مَا حدث مِنْهَا فِي أَعْضَاء التناسل ويدمل القروح الرهلة الَّتِي تزمن وَهِي الَّتِي تكون فِي القلفة على مَا يَنْبَغِي ورماد القرع كَذَلِك.

العفص مَتى طبخ وضمد بِهِ كَانَ نَافِعًا غَايَة النَّفْع لجَمِيع الأورام الْحَادِثَة فِي الدبر فلتطبخ إِن شِئْت إِلَى شدَّة الْقَبْض بشراب وَإِلَّا فبماء.

بليغ النَّفْع للورم الْحَار فِي الانثيين: الحضض نَافِع للقروح فِي الدبر والديفروحس نَافِع جدا للقروح فِي الدبر وَهُوَ وكوهاسك وورق الآس إِذا سحق بِقَلِيل مَاء ودهن ورد وشراب وضمد بِهِ الأورام الحارة فِي الانثيين والشرى والبواسير نفع جدا. دَقِيق الباقلى مَتى طبخ بشراب وضمد بِهِ أَبْرَأ ورم الانثيين. ضماد مسكن للوجع جدا يوضع على الأورام الفلغمونية: إكليل الْملك يطْبخ بِالْمَاءِ مِقْدَار مَا يلين وَلَا يكثر المَاء ثمَّ يلقى عَلَيْهِ بعد الدق صفرَة بيض مسلوقة ودقيق بزر الْكَتَّان يعجن الْجَمِيع بميبختج ويضمد بِهِ. وينفع من الحكة والاشتعال والحرارة فِي الكلى والمثانة: بزر خشخاش بزر الْخِيَار بزر قرع بزر حمقاء رب السوس نشا كثيراء حب كاكنج لوز بطيخ ويعجن بلعاب بزر قطونا وَإِن كَانَ جرح مَعَ حِدة جدا فزد صمغاً وطيناً واعجنهما بِمَاء لِسَان الْحمل.

 

(3/346)

 

 

3 - (تقرح القطاة من طول الْمَرَض) إِذا ابتدأت تحمر هَذِه الْمَوَاضِع فَخذ صُوفًا لينًا وهيئ مِنْهُ شَيْئا شَبِيها بقرص كثير الْمِقْدَار وَيجْعَل تَحْتَهُ وَيكون كالدائرة على نَحْو مَا يَسْتَعْمِلهُ الحمالون واعمد إِلَى قيروطى بدهن ورد أَو دهن الآس وَيجْعَل فِيهِ مرداسنج واسفيذاج الرصاص وَيصير على الْموضع فَإِن عرض ورم حَار فليضمد بِخَمْر مَعَ عِنَب الثَّعْلَب أَو مَعَ البرسيان دَارا أَو مَعَ لِسَان الْحمل أَو مَعَ كرنب طري فَإِن عرضت فِيهِ قرحَة خشنة يبط عَنهُ ويضمد بعدس مَعَ قشر رمان.

بولس: يتَّخذ دوارة عَظِيمَة من صوف لين وَيجْعَل تَحت الْموضع ويدهن بشمع ودهن الآس والورد مَعَ مرداسنج واسفيذاج.

اوربياسوس: مَتى كَانَ تَأْكُل يطلى على الْموضع بعدس وقشر رمان.

 

(3/347)

 

 

(القيل والفتوق) (والادرة وادرة المَاء وارتفاع الخصى إِلَى فَوق وصغرها وعظمها ونتو السُّرَّة) (وعلاج الخصى الَّتِي تمد وتجذب وتنجع والأورام الْبَارِدَة فِيهَا واسترخاء) (جلدتها والأورام الحارة فِيهَا.) فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء الَّذِي فِي القيلة يستفرغ بأنبوب يدْخل فِيهِ. قَالَ: وَيقطع فِي علاج القيلة جُزْء من الصفاق. لى يَعْنِي من باريطاؤن لِأَنَّهُ ينزل إِلَى كيس البيضتين.

3 - (الْعِلَل والأعراض)

الثَّانِيَة قَالَ: قيلة الأمعاء وقيلة الثرب يكونَانِ فِي أَكثر الْأَمر إِذا اتسعت المجاري النافذة من الصفاق إِلَى الخصيتين وَفِي الْأَقَل خرق يحدث فِي الصفاق فَيعرض أَن يكون الثرب أَو بعض الأمعاء ينزل فَيصير إِمَّا فِي ذَلِك الْخرق وَإِمَّا فِي كيس البيضتين.

وَمن جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا رطب الصفاق وترهل لرطوبته يتوسع مِنْهُ مجاريه الَّتِي تنحدر إِلَى البيضتين حَتَّى ينحدر فِيهِ بعض الأمعاء إِلَى كيس البيضتين. لى علاج هَذَا القابضة المسخنة الصفاق مَمْدُود على الأحشاء كلهَا ولباس كيس البيضتين الدَّاخِل هُوَ مِنْهُ والبيضتان فِي جَوْفه كَمَاء الحشاء فِي جَوْفه. من محنة الطَّبِيب: قيلة الثرب والأمعاء مرض قوي عسير وَلَو كَانَ حجمه صَغِيرا وقيلة المَاء اسهل وَلَو كَانَ حجمه كَبِيرا. لى لم يعطنا هُوَ الْفرق وَلَا العلاج. وَقَالَ: هُوَ من علاج أَصْحَاب الْحَدِيد وَالْفرق بَينهمَا أَن قيلة المَاء لَا تدخل وَهُوَ لينَة لابثة ثَقيلَة لَهَا فتحس المَاء وَقيل الثرب والأمعاء يدْخل وخاصة قبل المعي فَإِن قيل الثرب يُمكن أَن لَا يدْخل وَقد رَأَيْت فِي المارستان شَابًّا لَهُ قيلة عَظِيمَة لَا تدخل إِلَى دَاخل وَكَانَ عظمها كالخريطة الْعَظِيمَة فَسَأَلته هَل يخرج برازه على مَا يجب فَقَالَ: أَنه لَا يُنكر من خُرُوج برازه شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَو كَانَت مَعَ ذَلِك بعض أمعائه قد خرجت على ذَلِك الْعظم لَكَانَ بعض أمعائه أَو أَكثر من وَاحِد مِنْهَا قد سَقَطت فِي كيس القيلة فحدست أَن السَّاقِط فِي كيس القيلة الثرب أَكْثَره أَو كُله وأحتاج أَن اسْأَل مثله هَل أحس مُنْذُ حدث بِهِ ذَلِك بِنُقْصَان الهضم فَإِن قَالَ نعم فَذَلِك الثرب لَا شكّ. لى الصفن يعظم إِمَّا لنزول الثرب أَو المعي إِلَيْهِ وَلَا يعالج بالأدوية الَّتِي تضمد وعلامته أَن يرجع بالعصر وَإِمَّا لمائية وعلامته الثّقل والبريق وعلاجه

 

(3/348)

 

 

الضماد بأدوية الاسْتِسْقَاء يضمد بهَا وَإِمَّا لريح وعلاجه أضمدة محللة كالأشق والميعة وَإِمَّا لورم صلب وعلاجه الشحوم والمخاخ والمقل والأشق وَكَانَ فِي المارستان رجل بِهِ صفن كَبِير وورم صلب

3 - (كتاب العلامات)

قَالَ: يستلقي صَاحب قيلة السُّرَّة على قَفاهُ ويغمز فَإِن كَانَ ذَلِك امعاء وجع مَعَ وجع يسير وَعَاد بطيا وَإِن كَانَ ريحًا دخل بِلَا وجع شَدِيد وَعَاد سَرِيعا وَهُوَ أعظم مِمَّا كَانَ وَإِن كَانَ لَحْمًا ناتياً وَهُوَ الَّذِي رفع السُّرَّة لم يبرح. قَالَ: والأدر إِذا قَامَ كثيرا أَو اغْتسل عظمت أدرته وَإِذا جلس وَلم يغْتَسل صغرت وَمَتى غمزت سمع لَهَا قرقرة وَقد يعرض مثل ذَلِك للنِّسَاء فِي الأرابي. قَالَ: والفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ إِلَى كيس البيضتين رُبمَا نزلت الأمعاء وَرُبمَا نزل الثرب وَإِذا غمزت عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَتى كَانَ ثرباً رَجَعَ بِلَا صَوت وَلَا قرقرة والأمعاء مَعَ صَوت وقرقرة. قَالَ: وَيجب للطبيب أَن يلقِي العليل على قَفاهُ ليرْجع وَيَأْخُذ مَوضِع الفتق بِيَدِهِ ويحتال لَهُ ليلحمه.

قَالَ: وقيلة الأمعاء صلبة المجس مَعهَا وجع عِنْد الغمز وقرقرة وقيلة الثرب رخوة الملمس وَلَا وجع مَعهَا عِنْد الرُّجُوع وَلَا صَوت. قَالَ: وَمن بِهِ رُطُوبَة فِي جلدَة البيضتين فَإِنَّهُ ترى الرُّطُوبَة فِيهِ نيرة براقة إِذا عصرت المذاكر. قَالَ: ويعرض من ارْتِفَاع الخصى حَتَّى يبلغ مراق الْبَطن وَيبين هُنَاكَ أَن يشق وَهَؤُلَاء إِذا أَرَادوا أَن يبولوا عرض لَهُم وجع شَدِيد وتقطير قَلِيل. قَالَ: وَيحدث استرخاء فِي جلدَة البيضتين حَتَّى يكون كالخرقة لينًا وسماجة. تجارب المارستان: إِذا احتجت إِلَى رد البلس وَلم يرجع فِي الصفن خَاصَّة فَإِنَّهُ أَكثر مَا يتعسر وَلَا يرجع مَا نزل إِلَيْهِ فأجلسه فِي مَاء حَار وضمده حَتَّى يلين جدا ثمَّ رده وألحمه. 3 (الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة) نزُول الأمعاء إِلَى كيس البيضتين يكون إِمَّا لإنخراق باريطاون وَإِمَّا من اتساع المجرى الَّذِي ينحدر من ذَلِك الغشاء إِلَى كيس البيضتين. لى القيل أَربع: قيلة المَاء وقيلة ريح وقيلة الثرب وقيلة الأمعاء والماهرون يبطون قيلة الأمعاء بمبضع ثمَّ يكوونه وكيه: أَن تحمى المكاوي نعما وَتدْخل فِي البط وتدار فِي كيس البيضتين وَقد شيلت البيضتان إِلَى فَوق إدارة حميدة وَإِن عولجوا بالأدوية الحادة فيسحق الدَّوَاء الحاد كالغبار وينفخ فِيهِ نعما مَرَّات ويهد من العلاجين جَمِيعًا يتشنج الباريطاون وَلَا يدْخلهُ مَا بعد ذَلِك.

الثَّالِثَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: الْبَيْضَة الْيُسْرَى أَضْعَف من الْبَيْضَة الْيُمْنَى وَيحدث أبدا اتساع الْعُرُوق واسترجاع الْجلد أَكثر مِمَّا يعرض فِي الْيُمْنَى. وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات أَن يتَّفق فِي الْخلقَة أَن تكون الْيُسْرَى أقوى من الْيُمْنَى. لى من اخْتِلَاف الْأَعْضَاء الشبيهة الْأَجْزَاء: إِنَّمَا تحدث الفتوق فِي أَسْفَل السُّرَّة لِأَن فِي تِلْكَ النَّاحِيَة الصفاق لَيْسَ فَوْقه شَيْء من آثَار العضل الممتد على الْبَطن وَمَا فَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ يَمْتَد على الصفاق العضل الممتد فِي عرض الْبَطن ويدغمه ويقويه ويغلظه.

 

(3/349)

 

 

الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: ورم الانثيين قد يحدث كم من مرّة بالسعال يحدث لِأَن الْفضل ينْتَقل مِنْهَا إِلَى الصَّدْر بالآلات الْمُشَاركَة لَهَا وَقد ذكرنَا هَذِه الْمُشَاركَة فِي تشريح الْعُرُوق.

الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ أبقراط: الفتوق الَّتِي تكون فِي المراق مَا كَانَ مِنْهَا فَوق السُّرَّة فَهُوَ مؤلم موجع رَدِيء يُورث كروبا وقيء الرجيع لِأَن ذَلِك مَوضِع الأمعاء الدقاق فَإِن برز مِنْهَا شَيْء من ذَلِك الفتق تبعه مَا ذكرنَا وخاصة إِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن لِأَن ذَلِك مَوضِع الْأَعْوَر وجزء من القولن. لى هَكَذَا فسره حنين وَلَيْسَ من هذَيْن الدقاق. والفتوق الَّتِي نَحْو الْعَانَة وأسفل من السُّرَّة هِيَ فِي أول الْأَمر أسهل لِأَنَّهُ لَا يحدث عِنْد هَذِه الْأَشْيَاء لسعتها لِأَنَّهَا لسعتها لَا تمنع من مُرُور الثفل كَمَا تمنع من الدقاق وَلكنهَا فِي آخر الْأَمر تصير أشر وَذَلِكَ أَن فِيهَا تتسع دَائِما وَتعرض الفتوق من حَرَكَة شَدِيدَة والأمعاء ممتلئة. فتوق الرّيح لَا تدافع الْيَد وفتوق الأمعاء تدافع.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ:)

تعرض من الْبَيْضَة الْيُسْرَى وَأكْثر من الْيُمْنَى وَهِي بِالْجُمْلَةِ أَضْعَف من الْيُمْنَى لِأَن الْعُرُوق الَّتِي تَجِيء إِلَى الْبَيْضَة الْيُسْرَى لنفوذها تَجِيء من الْكُلية الْيُسْرَى وَالْعُرُوق الَّتِي تَجِيء الْكُلية الْيُسْرَى تنْبت من مَوضِع من الْعرق العميق قبل أَن يتنقى الدَّم من المائية الَّتِي فِيهِ وَأما مايجيء إِلَى الْكُلية الْيُمْنَى فَلَا.

الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: المعي الْأَعْوَر أسْرع الأمعاء وقوعاً فِي الصفن لِأَنَّهُ مُطلق مخلى لَيْسَ بمربوط بالأغشية والجداول الَّتِي تسمى ماسريقا.

الْيَهُودِيّ قَالَ: 3 (الفتق) يكون من الْجِمَاع على الشِّبَع وَمن تَوَاتر التخم وَمن الوثبة ويوجع مَتى كثرت الرِّيَاح فِي الْبَطن ويخف مَتى خفت.

قَالَ: وإمساك المنى مُتَعَمدا عِنْد الْجِمَاع وصعود الْمَرْأَة فَوق الرجل يُورث الادرة وورم البيضتين. لى حدث بِي ورم فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى فاستعملت القئ فَكَانَ ينقص حَتَّى استعملته نقصا بَينا إِلَّا أَنِّي لم أستقصه لِأَنَّهُ لم يكن موجعاً وأدمنته مَرَّات حَتَّى اقلع بعد ذَلِك أَصله الْبَتَّةَ وَلم أرى شَيْئا أبلغ وأسرع وَأظْهر نفعا مِنْهُ. 3 (للورم الصلب فِي الأنثين) باقلى وحلبة وبابونج وَسمن وعقيد الْعِنَب أَو شيرج التِّين يضمد بِهِ. وَله إِذا أعي وَطَالَ: يُؤْخَذ رماد نوى التَّمْر الصرفان جزءان خطمى جُزْء يسحقان بخل ويضمد بِهِ. وللورم الصلب فِي الْأُنْثَيَيْنِ خمس تينات تنقع فِي خل خمر وَتَأْخُذ خَمْسَة دَرَاهِم من الْمقل الْأَزْرَق فانقعه فِي خل قَلِيل ثمَّ اجمعه سحقاً واطله عَلَيْهِ. وللورم فِي البيضتين: حمص أسود جُزْء مويزج جُزْء جُزْء عقارب محرقة يضمد بِهِ. وللادرة وَالرِّيح: مصطكى وأنزروت وكندر بِالسَّوِيَّةِ وغراء فأدف الغراء بنبيذ زبيب ثمَّ اجْمَعْ الْجَمِيع واطله وضع فَوْقه كاغذا وشده.

 

(3/350)

 

 

مرهم للفتق: صَبر وغراء وكندر بِالسَّوِيَّةِ يحل الغراء بخل احمه واطله على المجرى الَّذِي تنزل مِنْهُ الأمعاء مَرَّات كَثِيرَة.

مرهم جيد لأدرة الصّبيان: ينقع الْمقل فِي نَبِيذ وَيجْعَل مَعَه قَلِيل زنبق ويطليه.

لارْتِفَاع الخصى فَوق: ادخل العليل الْحمام سَبْعَة أَيَّام مُتَوَالِيَة وَأدْخل كل يَوْم فِي احليله أنبوباً من فضَّة وانفخ فِيهِ نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ الحالبان فتنزل الخصى وعالج النفخة الكائنة فِي جلد الذّكر بقشر رمان وعفص وجلنار وأنزروت وطين مختوم وشياف ماميثا بِالسَّوِيَّةِ. أهرن للأدرة: جوز السرو وكندر وأقاقيا وجلنار وأنزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وحضض ومرو وأبهل فأنعم سحقه واعجنه بصمغ وألزقه على الْبَيْضَة ودعه حَتَّى يسْقط من ذَاته. وينفع من الورم الصلب فِي الْبَيْضَة أَن يُؤْخَذ من التِّين وورق السرو والأبهل جُزْء جُزْء وأشق وشحم البط يجمع بنبيذ ويضمد بِهِ وَيحل الْمقل بالزنبق ويطلى وَهُوَ جيد للصبيان. وينفع من الورم فِي الْأُنْثَيَيْنِ: باقلى وحلبة وبابونج يجمع بِسمن ويتضد بِهِ وَيحل الْمقل بالزنبق ويطلى وَهُوَ جيد. وَهَذَا دَوَاء جيد لما قد أعيا من الورم: رماد التَّمْر جزءان خطمى جُزْء اسحقه بخل وضمد بِهِ فَإِنَّهُ يبدد الورم. لى اخْرُج لَهُ من الأضمدة أضمدة محللة ولورم الْأُنْثَيَيْنِ يصب فِي الإحليل قَلِيل دهن زنبق فَإِنَّهُ عَجِيب أَو يعلق عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ.

من كتاب حنين قَالَ: ينفع من الأدرة دهن الخروع والشخزنايا. قَالَ: يُؤْخَذ مقل وكندر وأشق وصبر وَمر وأنزروت وقاقيا بِالسَّوِيَّةِ وغراء الْجُلُود جزءان يداف بالخل وَيجمع ويستلقي الأدر وَترد أدرته إِن رجعت ويطلى عَلَيْهَا يلزق بِهِ مِنْهُ فِي حريرة ويشد وَلَا يحل ثَلَاثًا ويقل الْغذَاء وَيَأْكُل كل لَيْلَة دِرْهَم شخزنايا بِمَاء بَارِد. ضماد يحل المَاء من الأدرة: فلفل حب الْغَار بورق بولس: هَذَا فِي الصّبيان قد يبرأ فِي الْأَدْوِيَة وَإِذا كَانَ الفتق نَحْو الأربية يُسمى قيلة الأربية وَإِذا)

كَانَ نَاحيَة الخصى سمي قيلة الخصى وَمن أدويته: يُؤْخَذ قشر رمان عشرَة دَرَاهِم عفص فج خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بشراب قَابض وزن خَمْسَة أَوَاقٍ وَيُوضَع عَلَيْهِ وَقبل ذَلِك رد المعي إِلَى دَاخل وانطل الْموضع بِمَاء بَارِد وبخل فِي كل عشرَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يلتحم فِي الصّبيان لرطوبة الصفاق فيهم وَيكون العليل مُسْتَلْقِيا ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَيشْرب مَاء قد غلى فِيهِ جوز السرو مَعَ شراب أَو يسقى جوز السرو عشرَة قراريط بشراب فَإِن هَذَا علاج نَافِع جدا. آخر: جوز السرو والعفص من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف وَمن قشور الرُّمَّان ثلث أُوقِيَّة وَمن غراء الْجُلُود ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن دقاق الكندر نصف أُوقِيَّة وَمن الحلزون مَعَ صدفه أُوقِيَّة وَمن الصَّبْر السقوطري نصف أُوقِيَّة وَمن الجلنار نصف أُوقِيَّة يطْبخ جوز السرو وقشر الرُّمَّان بِالشرابِ وَيجمع بِهِ الْبَاقِي ويضمد بِهِ وَهَذَا يصلح للكبار وَإِذا لم يصبر على الاستلقاء لم يقم إِلَّا وَقد أحكم شده وليدع الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفخ وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْحمام وَالْحَرَكَة السريعة والصياح وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وَأما الأدرة فَهُوَ اجْتِمَاع رُطُوبَة فِي جلد الخصى فليؤخذ من

 

(3/351)

 

 

النطرون ثَلَاثُونَ درهما وَمن الشمع سِتّ أَوَاقٍ وزيت خمس أَوَاقٍ فلفل مائَة حَبَّة حب الْغَار ثَمَانُون حَبَّة يَجْعَل ضماداً ويضمد بأضمدة الطحال وَالِاسْتِسْقَاء الحارة ويكمد بِشَيْء حَار بِالْغَدَاةِ والعشي ثمَّ يضمد بِهِ. يُؤْخَذ من سورج الْملح سِتَّة عشر درهما زبيب منزوع الْعَجم ثَلَاث أَوَاقٍ كمون هندي أُوقِيَّة نطرون أَحْمَر أُوقِيَّة كبريت أُوقِيَّة يَجْعَل ضماداً وَيُوضَع عَلَيْهِ رماد أصُول الكرنب قد عجن بشحم عَتيق مملح. ثمَّ قَالَ: وَلِئَلَّا يعود المَاء فافعل وَلم يذكر العلاج فاطلبه فِي نُسْخَة أُخْرَى وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة المغرية وَالتَّدْبِير المجفف.

مَجْهُول للأدرة: كندر مقل اثْنَان أشق صَبر انزروت أقاقيا غراء بِالسَّوِيَّةِ يجمع بخل ويطلى بِهِ دفْعَة وَيلْزم ويستلقي على ظَهره وَلَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا غير منفخ وَلَا يشرب مَاء إِلَّا قَلِيلا وَيَأْخُذ شخزنايا كل يَوْم وَلَيْلَة وَهَذَا ينفع الفتق فَوق الخصى أَيْضا. قَالَ: وينفع من الورم الْبَارِد فِيهَا كمون وَعسل بالزبيب يضمد بِهِ أَو بزر كتَّان وَمر نصف جُزْء ويضمد بِهِ أَو بابونج وشبث ورماد الكرنب بشحم يضمد بِهِ. لى هَذَا يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل.

شَمْعُون قَالَ: سَبَب ارْتِفَاع الخصى إِلَى فَوق ضعف الْحَرَارَة الغريزية فعالجه بالحمام أسبوعاً متوالياً فَإِن لم تنزل فَأدْخل فِي الْقَضِيب أنبوباً وانفخ فِيهِ بِشدَّة أبدأ حَتَّى ينتفخ الحالبان مثل الزق فَينزل الخصى. للخصى إِذا جربت فوجعت: عسل الزَّبِيب وكمون وشمع وَمَاء التفاح بِالسَّوِيَّةِ أَو)

دهن بابونج أَو سمن بقر يمرخ بِهِ.

من الاختصارات قَالَ: إِذا لم يرجع الفتق إِلَى مَوْضِعه فكمده حَتَّى يرجع ثمَّ ضع عَلَيْهِ الاكر 3 (حنين لورم الخصى بِلَا حرارة وَلَا جَمْرَة) يصب فِي الإحليل زنبق ويقطر فِيهِ مَرَّات فَإِنَّهُ جيد مجرب أَو يعلق عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ أَعنِي من بِهِ ورم فِي الخصية فَإِنَّهُ ينفع أَو يُؤْخَذ مصطكى وأنزروت فينقع فِي طلاء أَو زنبق طليه على الْبَيْضَة أَو يَأْخُذ من النَّبِيذ وَمن التِّين وشحم البط جُزْءا جُزْءا وَمن ورق السرو وأشق من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع الْجَمِيع بطلاء عَتيق ويطلى بِهِ.

من اختيارات حنين قَالَ: قد اجْمَعْ قدماء الْأَطِبَّاء على نفع جوز السرو من الفتق وَأما المحدثون فَإِنَّهُم يستعملون العفص الْفَج مطبوخاً بالنبيذ مسحوقاً ويضمد بِهِ ويشد على مَوضِع الفتق وَلَا يحل إِلَّا فِي الشَّهْر ويسقى العليل طبيخ جوز السرو وَقد مزج بِشَيْء من نَبِيذ. قَالَ: والقدماء أَيْضا يستعملون لَهُ ضماداً من الجلنار والبزر قطونا للصبيان وأصل السوسن الْبري ينفع من بِهِ هَذِه الْعلَّة من الصّبيان إِذا شرب. قَالَ: والبنطافلن نَافِع من هَذِه الْعلَّة شرب أَو ضمد بِهِ.

أوريباسيوس مرهم للفتق: جوز السرو صغاره وطريه وقشور الرُّمَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ فيطبخ بِزَيْت ويمد بِهِ إِلَى أَن ينْحل انحلالاً خَالِصا ثمَّ يدق فِي هاون حَتَّى يصير كالطين ويخلط بِهِ شَحم بقر عَتيق مَا يصير بِهِ كالمرهم ويعصر الأمعاء حَتَّى ترجع ويلطخ

 

(3/352)

 

 

الدَّوَاء على خرقَة وتوضع عَلَيْهِ وترفد وتشد وَتحل فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة. أَو خُذ زيتاً جُزْءا وكموناً نصف جُزْء ونطروناً ربع جُزْء فاجعله مرهماً بالدق وشده وَلَا تحله أسبوعاً حَتَّى يبرأ تعيد عَلَيْهِ مَرَّات.

قَالَ: ولأدرة المَاء ضمده بِمَا ينشفها كَمَا يكون فِي الاسْتِسْقَاء أَحدهَا هَذَا: نطرون ونانخة وكبريت يجمع بالزييب بِلَا عجم ويطلى فينشف المَاء وَاسْتعْمل فِيهِ الأضمدة كالأضمدة الَّتِي تسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء.

اطلاوس قَالَ: حل الْمقل بِالْمَاءِ حَتَّى يكون غليظاً كالمرهم وَضعه على القيلة أَو خُذ ورق السرو وأنعم دقه واجعله ضماداً بشراب فَإِنَّهُ يذهب برطوبة القيلة.

من التَّذْكِرَة للصلابة الْعَارِضَة فِي الخصى: برنجاسف ودقيق الباقلى ودقيق الحمص وَالزَّبِيب وشحم أيل وشحم البط وشمع ودهن سوسن فَإِن كَانَ الورم مَعَ حرارة فدقيق الباقلى ودقيق)

الشّعير وأصل الخطمى ودهن ورد وشمع. ولورم خصى الصّبيان: حل الكمون بطلاء وَتجْعَل مَعَه قَلِيل دهن ويطلى. ولورم الخصى من الْكِبَار وَالصغَار: باقلى مقشر مطبوخ وحلبة مطبوخة بابونج سمن الْبَقر ونبيذ مطبوخ يجمع الْجَمِيع ويطلى. وللورم فِيهِ الَّذِي لَا يتَحَلَّل يضمد برماد التِّين مَعَ نصفه من الخطمى المعجون معجوناً بالخل. 3 (المنقية للصلابة فِي الْأُنْثَيَيْنِ) بزر الْفَقْد خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق باقلى عشرَة زبيب بِلَا عجم خَمْسَة عشر كمون نبطي خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق الحمص عشرَة يدق الزَّبِيب مَعَ شَحم البط أَو مَعَ شَحم الأيل أَو شَحم الْعجل زنة أوقيتين وتدق الْأَدْوِيَة وتخلط جَمِيعًا بدهن سوسن وتوضع على الْموضع الوارم إِذا لم تكن حرارة فَإِن كَانَت حرارة فعنب الثَّعْلَب وبرسيان دَارا ودقيق الشّعير وأصل الخطمى وَمَاء الكزبرة ودهن حل. قَالَ: وينفع من الرّيح الغليظة الْعَارِضَة فِي الخصى أَن يسقى جوز السرو وبزر النانخة زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء حَار أَيَّامًا.

بولس وانطولس فِي 3 (نتو السُّرَّة) قَالَا: قد يعرض فِي السُّرَّة نتو وَغلظ لفتق أَو غَيره قَالَ: شقّ الصفاق فِي بعض الْأَوْقَات فِي مَوضِع السُّرَّة يخرج الثرب والأمعاء وَرُبمَا كَانَ ذَلِك بِلَا فتق هَذَا المعي لَكِن من رُطُوبَة بَارِدَة تَجْتَمِع هُنَالك كالحال فِي الاسْتِسْقَاء وَرُبمَا نبت هُنَاكَ لحم فضل فَكَانَ نتو السُّرَّة عَنهُ وَرُبمَا كَانَ ذَلِك ريحًا تَدْفَعهُ الطبيعة وَرُبمَا كَانَ فتق شريان كالحال فِي انورسما أَو فتق عرق عَظِيم.

لورم مثل لون الْجَسَد وَيكون لينًا بِلَا وجع وَيكون مُخْتَلف الْموضع وَإِن كَانَ الَّذِي يَدْفَعهُ معي يكون شكله أَكثر تغيباً واختلافاً وَإِذا كبسته بالأصابع غَابَ وَرُبمَا غَابَ بقرقرة ويعظم كثيرا عِنْد الدُّخُول إِلَى الْحمام والدلك وَإِذا كَانَ الَّذِي يدْفع السُّرَّة شَيْء رطب يكون لمسه لينًا وَلَا يغيب إِذا كبس بالأصابع وَلَا ينقص وَلَا يزِيد أَيْضا وَإِن كَانَ الَّذِي يدْفع السُّرَّة دَمًا فَإِنَّهُ مَعَ مَا وَصفنَا من دَلَائِل الرُّطُوبَة يكون لون النتو إِلَى السوَاد وَإِن كَانَ الورم من لحم نابت يكون الورم جاسياً صلباً لَازِما لعظم وشكل وَاحِد وَإِن كَانَ من ريح ونفخة فَإِن لمسه يكون أَلين.

 

(3/353)

 

 

والعلاج: أما مَا كَانَ من فتق شريان أَو عرق عَظِيم أَو من ريح فَلَا تعالجهم وَأما سَائِرهمْ فأقم العليل وَأمره أَن يمد قامته ويمسك نَفسه وَيقف متمدداً ثمَّ أرشم حول ورم السُّرَّة كُله دَائِرَة بمداد)

ثمَّ أمره أَن يستقلي وَخذ بالغمادين حول الورم كُله حَيْثُ رشمت ثمَّ مد وسط الورم إِلَى فَوق بصنارة ثمَّ أَدخل فِيهِ إبرة بخيط ثمَّ أجعَل فِي وسط الورم عُرْوَة بأنشوطة لتتمكن بِهِ من الْمَدّ ثمَّ بط وسط الورم وَأدْخل السبابَة وَانْظُر هَل صَار الْخَيط تَحت الثرب أَو تَحت المعي فَإِن كَانَ صَار تَحت المعي أرخيت الْخَيط وَدفعت المعي إِلَى الْأَسْفَل وَمَتى كَانَ ثرباً مده واقطع فضلته بعد شدّ رُؤُوس مَا فِيهِ من الشرايين وَالْعُرُوق إِن كَانَ هُنَاكَ. لى تحر فِي إِدْخَال الإبرة أَن تمر فِي المراق فَقَط لِئَلَّا تحْتَاج إِلَى مَا ذكرنَا وَذَلِكَ يكون بِلَا تعمق ثمَّ خُذ إبرتين بِقدر عظم الورم بخيوط ممدودة فِيهَا مستوية الرأسين فأدخلهما فِي الورم من الطّرف إِلَى الطّرف على شكل الصَّلِيب ثمَّ اقْطَعْ الخيوط حَتَّى يصير لَهَا أَرْبَعَة رُؤُوس ثمَّ اجزمه فِي كل مَوضِع حَتَّى يسْقط اللَّحْم وَيَمُوت. ثمَّ خُذ فِي الأدمال واحرص أبدا أَن تكون تدمله وَهُوَ متقعر غير ممتلئ فَإِنَّهُ اجود ليشبه شكل السُّرَّة فَأَما انطيلش فَزَاد فِيهِ قَالَ: إِذا كَانَ الدَّافِع للسرة الثرب فَلَا وجع مَعَه وَإِن كَانَ المعي فمعه وجع وريح قَالَ: وَإِن كَانَ ريح فَإنَّك إِذا ضَربته سَمِعت مِنْهُ صَوت الطبل فِي الغمز. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تَأمر العليل أَن ينْتَصب ويمد قامته ويثنيها إِلَى خلف مَا أمكن وَيحبس نَفسه مَا قدر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه يظْهر كل هَذَا الورم. قَالَ: وَإِن كَانَ هَذَا الدَّافِع للسرة مَاء أَو ورم فبط وَسطه مَعَ العروة وأفرغه ثمَّ أدمله لِأَن باريطاون غير مثقوب فَأَما أنورسما فماء وريح.

انطيلش: إِنَّه قد يعالج أَيْضا لَكِن بِالْقطعِ والخياطة أَيْضا.

ابْن سرابيون قَالَ: على الْبَطن حجابان الثرب والصفاق. قَالَ: الصفاق إِذا بلغ الاربيات يكون مِنْهُ ثقبان برنجان من كل جَانب وَاحِد يبلغان إِلَى الخصى ثمَّ ينفتحان وينبسطان وَيصير مِنْهُمَا كيس وَاحِد يحوي البيضتين وَيُسمى هَذَا لكيس باليونانية ابلوطروايداس وَهَذِه البرانج رُبمَا اتسعت بِسَبَب رُطُوبَة تبلها وترخيها أَو تنخرق فِي هَذَا الْموضع أَو غَيره من وثبة أَو صَيْحَة وَنَحْوهَا لَا سِيمَا بعد الإمتلاء فَإِن اتسعت أَو انخرقت نزل الثرب أَو نزلت مَعَه الأمعاء إِلَى كيس الخصى فَإِن كَانَ قَلِيلا والفتق صَغِيرا حَتَّى أَنه ينزل شَيْء قَلِيل من الثرب قيل قيلة الثرب وَإِن كَانَ عَظِيما حَتَّى ينزل فِيهِ من الأمعاء شَيْء صَالح قيل لَهُ قيلة الأمعاء وَمَتى لم يكن شَيْء من ذَلِك اجْتمع فِي كيس الخصى رُطُوبَة كَمَا يجْتَمع فِي الاسْتِسْقَاء قيل لَهُ قيلة الأمعاء.

العلاج قَالَ: إِذا كَانَت القيلة صَغِيرَة فِي الأربية فَإِن الماهين يشيلون المعي إِلَى فَوق قَلِيلا وَتَكون)

الأربية الألمة لتكاثف الثقب الَّذِي ينزل فِيهِ الأمعاء بالكي فَإِن كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهُم يشيلون المعي ويربطونه بلجام قوي لِئَلَّا يرجع ثمَّ يكوون مَوضِع الفتق وَلَا يحلونَ اللجام حَتَّى يبرأ وَأما الفتوق الصغار جدا فِي أجسام الصّبيان والأجسام اللينة فتعالج

 

(3/354)

 

 

بالقابضة مثل جوز السرو وورقة والأبهل فَإِن هَذِه تجفف تِلْكَ الْأَجْسَام الَّتِي استرخت من الرُّطُوبَة والأقاقيا والطراثيث وَالصَّبْر والمر والمصطكى وتراب الكندر وقشور الرُّمَّان وغراء السّمك والعفص الْفَج وسماق الدباغة والشب وَنَحْوهَا ويخلطون بهَا مَا يحلل الرِّيَاح كالأبهل والكمون وَالَّتِي لَهَا مَعَ حل الرِّيَاح قبض وَمَا يلين الأورام ويسكنها كالراتينج والمقل وعلك البطم. وَأما قيلة المَاء فَإِنَّهُم يفصدونها وَيخرجُونَ المَاء ثمَّ يجْعَلُونَ فِي الثقب أدوية حارة لتنقى الْكيس الَّذِي يحتبس فِيهَا وَلَا يَأْتِيهِ لَكِن يتبدد. لى هَذَا هُوَ الْكيس الَّذِي من الصفاق ثمَّ يدملونه وَآخَرُونَ يقطعونه بالحديد اعني ابلوطروايداس حَتَّى يتبدد المَاء فِي الْهَوَاء. لى إقرأ مَا فِي انطيلش فِي القيل فَإنَّك تفهمه الْآن وَحَوله إِلَى هَاهُنَا.

سَابُور للفتق: مصطكى وقشر الكندر وَجوز السرو وورقة وَمر وعنزروت وغراء السّمك من كل وَاحِد جُزْء يذاب الغراء بالخل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتستعمل فَإِنَّهُ عَجِيب جيد بَالغ.

قَالَ فِي الْخَامِسَة من التشريح قولا أوجب مِنْهُ: إِن الفتق إِنَّمَا يعرض لاسترخاء أوتار العضل الَّتِي على الْبَطن وَهِي أوتار غشائية تضبط جَمِيع الْموضع اللين من الْبَطن وتبلغ إِلَى الْعَانَة والحالب وَفِي هذَيْن ثقب لينزل مِنْهُ الباريطاون قَالَ: فَإِذا استرخت هَذِه الأوتار وَعرض من ذَلِك قيلة وَهُوَ الفتق والقرو. لى هَذَا حق لِأَن الباريطاون رَقِيق جدا يَقُول: إِنَّه شَبيه بنسج العنكبوت الرَّقِيق فَالْحق أَن يكون الضَّابِط للأمعاء هَذِه الأوتار الغشائية.

قرابادين سَابُور الْكَبِير لورم خصى الصّبيان وَغَيرهم: ينقع الْمقل ثمَّ يطلى على الْبَيْضَة الوارمة.

جيد لورم الخصية: باقلى مقشر وحلبة يغليان غلية بِالْمَاءِ حَتَّى يلين ثمَّ يلقى عَلَيْهِ بابونج مسحوق وَيجمع بِسمن ويضمد بِهِ وَقد يُزَاد فِيهِ مقل وطلاء ودهن زنبق مَتى احْتِيجَ إِلَيْهِ.

الْيَهُودِيّ قَالَ: اسْقِ أَصْحَاب الفتق الشخزنايا وكل مَا يبدد الرِّيَاح وَشد الفتق وامرخه بدهن الناردين وَلَا تعطهم منفخاً. لى مصلح أوريباسيوس التسع مرهم للفتق الَّذِي يخرج إِلَيْهِ الثرب والمعي: يُؤْخَذ جوز السرو وصغار وطرية وقشور الرُّمَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يطْبخ بشراب أسود قَابض ويمد بِهِ أبدا قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يتهرأ ثمَّ يدق فِي هاون دقاً جيدا ويخلط بِهِ)

شَيْء من أنزروت ويلطخ على خرقَة وَيرد المعي ويلصق بِهِ وَلَا يحل وَلَا يَأْكُل إِلَّا فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة. وَمن أدوية الفتق جوز السرو والعفص والسعد والسنبل وعجم الزَّبِيب والكندر والأقاقيا وبزر الأنجرة والكمون والغراء والأنزروت والمرزنجوش. وَمن أدوية قيلة المَاء: النطرون والمرقشيشا والعاقرقرحا والمقل والنانخة ودهن الزنبق وَسَائِر المحللات.

أوريباسيوس: ضماد النخالة جيد فِي الورم الصلب فِي المذاكر خَاصَّة وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء يُعَاد على النخالة الدق مرّة بعد مرّة وينخل بِشَيْء صفيق وَيحل أشق بسكنجبين ويعجن بِهِ وَيلْزق بالموضع وَهُوَ حَار معتدل ويعاد عَلَيْهِ شَيْء آخر حَار أبدا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى إِذا بَدَأَ الفتق بِلَا طفرة وَلَا صَيْحَة إِن كَانَ طَويلا فَإِنَّهُ قيلة وَإِن كَانَ أَسْفَل عِنْد الحالب فَإِنَّهُ توسع البرانج وَتَنْفَع مِنْهُ الأضمدة الموصوفة غَايَة النَّفْع وَهِي الَّتِي تجفف غَايَة التجفيف

 

(3/355)

 

 

وَإِذا كَانَ مستديراً وَكَانَ فَوق هَذَا الْموضع يوجع إِذا نَام على الْقَفَا أَو غمز بِالْيَدِ فَهُوَ انخراق الصفاق وَلَا ينفع فِيهِ الضماد وملاكه الشد. معجون للفتق: يسقى مَا يحل النفخ ويلين الْبَطن تُؤْخَذ ورق السذاب الْيَابِس ودوقوا وكمون ونانخة وبزر الفنجنكشت وفودنج وبورق أَجزَاء سَوَاء وَمن الافتيمون مثلهَا اجْمَعْ السَّادِسَة من الميامر: المر يصل إِلَى عمق الْأَعْضَاء لِأَن طَبِيعَته لَطِيفَة حَتَّى تَبرأ الْأَعْضَاء الوارمة ويستقصى برؤها. لى لذَلِك من أدوية الفتق ويخلط بالقوابض فيوصلها.

3 - (جَوَامِع التَّدْبِير الملطف)

قَالَ: إِذا كَانَ فِي الصفن ورم صلب أَو فِي الأربية سمي قيلة اللَّحْم وَإِذا كَانَ فِي الصفن مَاء قيل لَهُ قيلة المَاء وَإِذا كَانَ فِيهِ الثرب والأمعاء قيل لَهُ قيلة الثرب والأمعاء وَإِذا حدث فِيهَا دوال قيل قيلة الدوالي.

3 - (تجارب المارستان)

صَاحب الفتق يَنْبَغِي أَلا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ إِذا تَأْكُل وَلَا يَأْكُل بقولاً وَلَا حبوباً منفخة ويتعاهد مَا يحل النفخ ويدمن الشد. وَمن خِيَار ضماده الَّتِي تعْمل فِي المارستان: جوز السرو ويسحق كالكحل وقشور الكندر وأنزروت بالسواء وَيحل غراء السّمك فِي خل يغلى وَيجمع بِهِ وتطلى بِهِ خرقَة ويضمد ويحذر الصياح والوثب والطفر.

جالينوس: من النَّاس من يلين الْمقل الْعَرَبِيّ بريق إِنْسَان لم يَأْكُل شَيْئا حَتَّى يصير كالمرهم ثمَّ يضمدون بِهِ قيلة المَاء. الحمص الْأسود يحلل أورام البيضتين. مُفْردَة: ذَنْب الْخَيل ينفع من الفتق جدا السرو ينفع من الفتق جدا لِأَنَّهُ يجفف فيقوي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويقويها ويصل قَبضه إِلَيْهَا إِذا كَانَ مَعَه حرارة قَليلَة توصل الْقَبْض وَلَا تبلغ أَن تلذع لى الْمقل إِذا لين ببزاق صَائِم وضمد بِهِ قيلة المَاء أبرأها. جوز السرو إِذا ضمد بِهِ وَحده أَبْرَأ القيلة والأدرة. الكمون مَتى خلط مَعَ دَقِيق الباقلى أَو لحم الزَّبِيب أَو بقيروطى أَيهَا شِئْت وضمدت بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ اللَّتَيْنِ فيهمَا ورم صلب حلله. الكزبرة إِذا خلط بِلَحْم الزَّبِيب أَو بالعسل أَبْرَأ ورم البيضتين الصلب وَغَيره.

ابْن ماسويه: دَقِيق الحمص يحل الورم الصلب فِي الْأُنْثَيَيْنِ والثدي. ماسرجويه والخوز: الْمقل الْأَزْرَق يحلل الأورام الصلبة فِي الْأُنْثَيَيْنِ إِذا ضمد بِهِ. الخوز وماسرجويه: دم السلحفات وبولها بليغ النَّفْع جدا لفتق الصّبيان إِذا حقن بِهِ الإحليل وَحده أَو خلط بِهِ شَيْء يسير من مسك وقطر فِي الإحليل أَو طبخ هَذَا الْحَيَوَان بِالْمَاءِ وَيجْلس الصَّبِي فِيهِ.

ينفع نفعا عَظِيما أَن يسحق الصدف أَو مَعَ رُطُوبَة أَو رطوبته مَعَ مر وكندر وقاقيا وغبار الرَّحَى ويضمد بِهِ الفتق بعد أَن تدخله فَإِنَّهُ يلْزمه وَلَا يُفَارِقهُ.

مسَائِل ايبذيميا الثَّانِيَة: الفتوق الَّتِي تكون فَوق السُّرَّة أَكثر وجعاً مِمَّا تكون تَحت

 

(3/356)

 

 

السُّرَّة إِلَّا أَن الَّتِي أَسْفَل السُّرَّة أشر عَاقِبَة لِأَنَّهَا تزداد دَائِما اتساعاً لِأَن الأمعاء تدفع الصفاق فِي ذَلِك الْموضع دفعا عَظِيما وَأما إِلَى فَوق فأكثرها ألماً مَا لم يكن فَوق السُّرَّة بِكَثِير لَكِن بِالْقربِ مِنْهَا وَمَا كَانَ)

بِالْقربِ مِنْهَا وَمَا كَانَ مائلاً إِلَى نَاحيَة الْيَمين وَهَذِه أعنى الَّتِي هِيَ فَوق أَلين مغمزاً وَأَشد اندفاعاً إِذا غمزت لِأَنَّهَا فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا تكون فِيهَا ريح وَإِن كَانَ فِيهَا فِي بعض الْأَحْوَال شَيْء من المعي فَإِنَّهَا تنْدَفع بِسُرْعَة لِأَن مَكَانَهُ لَيْسَ مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل كالحال فِي السُّفْلى وَلَا تدافع الغمز لثقله الطبيعي إِلَّا قَلِيلا. كَانَ رجل يُصِيبهُ وجع فِي حالبيه ثمَّ ينزل إِلَى بيضته الْيُمْنَى فَيصير ورماً صلباً فَكَانَ يذهب ذَلِك الورم إِذا جَامع وَيبرأ مِنْهُ أبدا دَائِما. لى إِنَّه رُبمَا وَقعت الرّيح فِي الفتق فَاشْتَدَّ الوجع جدا. وعلاجه فِي هَذِه الْحَال: احْتِمَال الحمول المهيأ من ورق السذاب وَالْعَسَل والكمون والنطرون يسحق نعما بِعَسَل حَتَّى يرق وتلطخ صوفة وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح واسقه مِثْقَالا من الكمون بطبيخ الخولنجان فَإِن سكن وَإِلَّا أَدِيم الكماد وَالْحمام وَإِن بقيت فِيهِ بقايا انتفاخ وضع عَلَيْهِ محاجم وضمد بالسذاب والكمون وَحب الْغَار والمرزنجوش وَنَحْوهَا مِمَّا يفش ويحلل الرّيح وَأما الاحتراس من ذَلِك فَترك الْبُقُول والحبوب وَالشرَاب الممزوج الرَّقِيق والفواكه والتخم وَاسْتِعْمَال الشد عِنْد الْحَرَكَة وامتلاء الْبَطن وَلَا يتزحر إِلَّا وَهُوَ مشدود وَلَا يَتَحَرَّك إِذا أكل الْبَتَّةَ وَتَكون طَبِيعَته أبدا لينَة بالتمرى والكمونى وَنَحْوهمَا.

الأولى من الْعِلَل والأعراض قَالَ: رُبمَا تزيد الأنثيان أَو إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى بِلَا عِلّة فِيهَا الْبَتَّةَ أَلا تزيد فِي جرمها من جنس الخصب فَقَط من الغلظ الْخَارِج عَن الطَّبْع. قَالَ: قيلة اللَّحْم هُوَ سقيروس حَادث فِي الْأُنْثَيَيْنِ. لى تكبر الخصى إِمَّا لشَيْء يدْخل إِلَى كيسه وَهُوَ ثَلَاثَة: المعي وَالْمَاء وَالرِّيح وَإِمَّا لورم فِي الخصى وكيسه أَو فِي إِحْدَاهمَا وَهُوَ إِمَّا دموي وَإِمَّا بلغمي وَإِمَّا مسيح دَوَاء نَافِع لقرو الصّبيان: يحل الْمقل بشراب ويطلى عَلَيْهَا. خَالِد للفتق: تسحق كماة يابسة وأدفئها بغراء سمك ويبرد ويطلى بِهِ بِخرقَة وَتلْزم وتشد. قَالَ: إِن كَانَ الورم فِي الخصى أَبيض فقطر فِيهِ نفطاً أَبيض فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن كَانَ أَحْمَر فاطله بتوتيا بخل.

من كتاب جِبْرِيل للورم فِي الخصى: دَقِيق الحلبة والباقلى يعجن بدهن سوسن وضمده وقطر فِي الإحليل مسكاً يَسِيرا بدهن زنبق فَإِنَّهُ أقوى العلاج.

الْيَهُودِيّ: قد يحدث الفتق من الْجِمَاع على الإمتلاء وعَلى تخمة وريح فِي الْبَطن كَثِيرَة. لورم الخصى: شَحم كلى مَاعِز مصفى جُزْء دهن السوسن نصف جُزْء دَقِيق الباقلى مثله شمع أصفر ثلث وَتجمع الْكل. 3 (مُفْرَدَات)

 

(3/357)

 

 

دهن الأقحوان ينفع من ورم الخصى وَالذكر أَن يطلى باذروان بخل خمر قَالَ: يستعان بثبات ورم المقعدة والمذاكير وبجميع مَا يحلل الأورام. قَالَ: دهن الأقحوان ينفع من أدرة المَاء بعد ان يسقى بزر قطونا مَتى ضمد بِهِ قيل الأمعاء الْعَارِضَة للصبيان والسرر الناتية أبرأها. وَقَالَ: يجب أَن تَأْخُذ اكسونافن فينعم دقه ثمَّ يَجْعَل فِي قوطولين من مَاء فَإِذا أجمد المَاء ضمد بِهِ وَقَالَ: دهن الدَّارَقُطْنِيّ إِذا خلط بالقردمانا جيد لأدرة المَاء ثمَّ تمسح بِهِ سومقروطن يوضع على الفتق جالينوس وَقَالَ: الطحلب الَّذِي يُسمى عدس المَاء مَتى ضمدت بِهِ قيلة الصّبيان أضمرها وَقَالَ: الْمقل الْيَهُودِيّ إِذا أذبت بريق صَائِم نفع من أدرة المَاء.

قَالَ جالينوس: الْمقل الْعَرَبِيّ يَسْتَعْمِلهُ خَاصَّة فِي قيل المَاء بِأَن يلين بريق صَائِم حَتَّى يصير كالمرهم. جوز السرو إِذا طبخ بخل ودق ويضمد بِهِ أضمر الأدرة والفتق وورقه يفعل ذَلِك جوز السرو وورقه ينفع أَصْحَاب الفتق لِأَنَّهُ يجفف الْعُضْو مَعَ تَقْوِيَة الْعُضْو ويصل قَبضه للحرارة القليلة الَّتِي فِيهِ إِلَى عمق الْأَعْضَاء.

الجلنار يضمد بِهِ الفتق. قَالَ: الراوند نَافِع للفتق وَكَذَلِكَ ذَنْب الْخَيل. بولس: يُقَال: إِن ورق ذَنْب الْخَيل مَتى شرب بِالْمَاءِ أضمر قيلة الأمعاء. الريوند نَافِع للفتق وَكَذَلِكَ ذَنْب الْخَيل ينفع الفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى كيس البيضتين. ملاك الفتق والقيلة أَن يوضع عَلَيْهَا الضماد وينام صَاحبه جهده مَا أمكن. للقيلة جيد نَافِع: عُصْفُور خَمْسَة زعفران دِرْهَمَانِ جلد خف محرق خلق قشر رمان حُلْو صفرَة بيضتين كندر ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة لحية التيس وقاقيا خَمْسَة غراء السّمك زفت رطب صَبر صمغ دهن الآس عنزروت أذب مَا يذاب واجمع الْبَاقِيَة إِلَيْهِ بنقيع غراء السّمك وَيلْزق بِهِ وينام جهده ثمَّ اغسله بطبيخ أَشْيَاء قابضة وخاصة جوز السرو ثمَّ أعد عَلَيْهِ مَرَّات.

من الْجَامِع: اسْقِ للْمَاء الَّذِي فِي كيس البيضتين الْأَدْوِيَة المدرة للبول وَاجعَل الطَّعَام فجلية وشراب السكنجبين وجلاباً ممزوجين بِمَاء. اسْتِخْرَاج: واطل الْموضع بأخثاء الْبَقر والطين وَنَحْو ذَلِك من أضمدة الْجَبْر.

من الْكَمَال والتمام: للقيلة تُؤْخَذ الكمأة الميبسة فتسحق نعما وتداف بِمَاء غراء السّمك ويطلى الْموضع.

وَقَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: تعرض الرُّطُوبَة للغشاء المحتوي على الأحشاء ان يَتَّسِع المجرى الَّذِي ينحدر مِنْهُ إِلَى البيضتين حَتَّى ينحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى الْأُنْثَيَيْنِ فَتحدث الْقلَّة. ضماد للفتق عَجِيب: مصطكى قشور الكندر جوز السرو وورقة وَمر وعنزروت وغراء السّمك من كل وَاحِد بِالسَّوِيَّةِ يذاب الغراء بخل خمر وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتستعمل جَوَامِع الْعِلَل مَتى كَانَ الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس فِي الْأُنْثَيَيْنِ سمى قيلة اللَّحْم وَمَتى كَانَ فِي الصفن مَاء سمى قيلة المَاء وَمَتى انحدر الثرب إِلَى الصفن سمى قيلة الثرب أَو قيلة الأمعاء إِذا انحدرت إِلَى المعي وَإِذا كَانَ فِي الصفن دوالي قيل قيلة الدوالي. لى وَتَكون قيلة فِي قَصَبَة الرئة وَفِي الْعُرُوق الضوارب وَيَنْبَغِي أَن نصف أَصْنَاف الفتوق والقيل.

 

(3/358)

 

 

لى إِذا انحدر الثرب كَانَ بِلَا وجع وَإِذا انحدرت الأمعاء كَانَ مَعهَا وجع شَدِيد وتأذ بالرياح.

الْيَهُودِيّ قَالَ: الفتق يحدث من الْجِمَاع على الشِّبَع والتخم المتواترة وَالْحمل الثقيل والطفر والعدو على الامتلاء ويخف وَجَعه مَتى خفت الرِّيَاح فِي الْجوف وبالضد يسقى للفتق الشخزنايا بِمَاء)

الحلبة وتمرخ بطونهم بدهن الْغَار. للفتق والأدرة: غراء أنزروت كندر بِالسَّوِيَّةِ يذاب الغراء وَيجمع وَيلْزم ويشد نعما. لأدرة الصّبيان: تطليه بمقل قد حل فِي شراب أَو فِي دهن زنبق. لى هَذَا يطلى بِهِ الورم فِي خصى الصّبيان فَإِنَّهُ يحلله وَلَا يقرب مَوضِع الفتق فَإِنَّهُ يوسعه.

الْيَهُودِيّ قَالَ: مر من ارْتَفَعت خصيتاه وَغَابَتْ أَن يدْخل الْحمام أسبوعاً متوالياً كل يَوْم وَأدْخل فِي احليله أنبوب فضَّة وانفخ فِيهِ نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ حالباه فَينزل الخصى وَإِذا كَانَ فِي جلد الْأُنْثَيَيْنِ تهيج ونفخة فاطله بقشور رمان وعفص وجلنار وطين وشياف ماميثا حَتَّى تقويه من محنة الطَّبِيب: القيلة الَّتِي قد نزل فِيهَا الغشاء الَّذِي على الْمعدة أَو الأمعاء وَالَّذِي يُقَال لَهُ الثرب مرض صَعب قوي وَإِذا كَانَ حجمها لَيْسَ بالعظيم المنظر وَالَّتِي فِيهَا مَا مرض يسير وَإِن كَانَت عَظِيمَة المنظر وَأَشد مِنْهَا مَا ينزل فِيهَا المعي نَفسه. إنذار قَالَ: عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِذا كَانَ بِوَاحِد وجع الخصيتين وورمها وَظَهَرت بوركه الْأَيْمن شامة لون السَّمَاء مَاتَ فِي الْخَامِس صَاحب هَذَا الوجع تصيبه شَهْوَة الْخمر.

الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: انحدار المعي إِلَى كيس البيضتين يكون إِمَّا لخرق يحدث فِي الغشاء المغشي على الأمعاء وَإِمَّا لاتساع ذَلِك المجرى الَّذِي ينحدر من ذَلِك الغشاء إِلَى كيس البيضتين واصلاحه يكون بتضيق مَا اتَّسع.

ابيذيميا: الفتق الْحَادِث فَوق السُّرَّة قَلِيلا فِي الْجَانِب الْأَيْمن مؤلم مكرب يُورث قيء الرجيع وَأما الَّتِي نَحْو الْعَانَة فَإِنَّهَا فِي أول الْأَمر على الْأَكْثَر لَا يلْحقهَا ضَرَر لِأَن ذَلِك الفتق يكون فِي الأمعاء الدقاق وَهَذِه فِي الْغِلَاظ. ويعرض الفتق من ضَرْبَة وَمن طفرة وَمن رفع شَيْء ثقيل جدا وَالَّتِي من الأمعاء الْغِلَاظ فَهِيَ فِي أول الْأَمر أقل ضَرَرا حَتَّى إِذا أزمن صَار رديئاً لِأَنَّهُ يعظم ويثقل مَا فَوق.

يصب فِي الإحليل للورم فِي الْبَيْضَة شَيْء من زنبق مرَارًا فَإِنَّهُ مجرب وَمَتى علقت فوة الصَّبْغ على من بِهِ ورم فِي الخصى نَفعه جدا. آخر لورم الخصى: مصطكى أنزروت ينقعان فِي طلاء أَو زنبق وتطلى الْبَيْضَة الوارمة. وضمدها بورق السرو والأبهل مَعَ شَحم البط وَاحْذَرْ أَن يتقرح.

اختيارات حنين قَالَ: ذكر سورانس: إِن الباقلى مَتى طبخ ثمَّ دق مَعَ زبيب وضمد

 

(3/359)

 

 

بِهِ نفع من الفتق نفعا عجيباً. قَالَ: وَأما قيلة المَاء فليؤخذ كمون وميويزج فليدق بزبيب منزوع الْعَجم حَتَّى)

يصير مرهماً ويضمد بِهِ قَالَ: وَذكر جالينوس أَن قصب الذريرة ينفع الفتق الريحي وقصب السرو وورقه وَجوزهُ ينفع الفتق الَّذِي تنحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى الصفن لِأَنَّهُ يجفف وتكتسب الأحشاء قُوَّة لِأَن قبضهَا يغوص إِلَى دَاخل الْجِسْم وَلَا لذع مَعَه مَعَ ذَلِك. وَجَمِيع الْأَطِبَّاء يَقُولُونَ فِي السرو هَذَا القَوْل. حنين: الحشيشة الَّتِي تسمى بنطافلن نافعة فِي هَذِه الْعلَّة شربت أَو تضمد بهَا وَيَقُول فِي هَذِه: إِن أَصْلهَا يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع. وَقَالَ: أصل السوسن الْبري الْأَعْلَى مِنْهُ ينفع هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت بالصبيان إِذا شرب مَعَ المَاء والبزر قطونا نَافِع من هَذَا الدَّاء للصبيان خَاصَّة إِذا ضمد بِهِ وَمن أَتَى بعد جالينوس يستعملون العفص الْفَج مطبوخاً بشراب عفص يسحق ويضمد بِهِ ويشد وَلَا يحل إِلَّا فِي الشَّهْر مرّة وليسق العليل طبيخ جوز السرو ويمرخ بِشَيْء من نَبِيذ. وَقد اتّفق وَغَيره فِي علاج أدرة المَاء على الْمقل الْعَرَبِيّ مبلولاً بريق إِنْسَان قبل أَن يطعم شَيْئا يَجْعَل عَلَيْهِ وَوَضَعُوا أَيْضا الأشراس مَعَ سويق الشّعير وَكَذَلِكَ بزر الْكَتَّان والحلبة الرّطبَة وتوضع عَلَيْهِ. أطهورسفس قَالَ: مَتى وضع الْجُبْن على الإنتفاخ الْحَادِث فِي الخصى حلله من مداواة الأسقام قَالَ: حل الْمقل بخل حَتَّى يكون مثل المرهم وَضعه على الأدرة أَو دق ورق السرو وضمد بِهِ.

الْعِلَل والأعراض قَالَ: قيل الثرب وَقيل الأمعاء إِنَّمَا يكونَانِ فِي الْأَكْثَر عِنْدَمَا يَتَّسِع المجريان النافذان من الصفاق إِلَى البيضتين وَفِي الْأَقَل عِنْدَمَا تنفتق أَو يحدث ثقب فِي هَذَا الصفاق فَيعرض أَن يكون الثرب أَو وَاحِد من الأمعاء ينزل فَيصير إِمَّا فِي ذَلِك الْخرق أَو المجرى نَفسه الَّذِي هُوَ مجْرى الصفاق إِلَى البيضتين وَإِمَّا أَن يصير فِي كيس البيضتين. وَأما الفتوق فَتكون ذَلِك عِنْدَمَا ينشق الصفاق فتنتؤ الأمعاء ويسفل المراق كَمَا تنتؤ الرئة إِذا خرج الصَّدْر والعنية إِذا انخرقت القرنية.

الساهر للقيلة: يسحق كمأة يابسة بغراء سمك مذوب وتطلى القيلة. مَجْهُول فايق: قَبْضَة قيصوم يطْبخ برطل وَنصف مَاء ويشد رَأسه فِي قدر من حجر وَضعه فِي تنور لَيْلَة حَتَّى يبْقى رَطْل وَاحِد وَيشْرب غدْوَة وَلَا يُؤْكَل إِلَى الْعَصْر افْعَل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص الفتق والقيلة الطَّبَرِيّ: إِذا عظمت الخصية وورمت فقطر فِي احليله دهن زنبق مرَارًا فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن علقت عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ عظم نَفعه. للريح فِي خصى الصّبيان: يسقى كل يَوْم مَا حمل الظفر من ورق السذاب مسحوقاً بِلَبن أمه فَإِنَّهُ يُبرئهُ.)

 

(3/360)

 

 

ابْن سرابيون قَالَ: على آلَات الْغذَاء غشاءان أَحدهمَا يُسمى اسلس وَهُوَ الثرب الطافي وَهُوَ فَوق الأحشاء يسخنها وَالْآخر يُسمى باريطاون وَهُوَ حجاب يمْنَع الأحشاء أَن تنْدَفع إِلَى خَارج إِلَى الْمَوَاضِع الخالية وليعصر الأمعاء والمعدة مَعَ الْحجاب فيعين على خُرُوج الثفل وَإِذا بلغ باريطاون إِلَى الأربية كَانَ فِيهِ ثقبتان مثل البرنجين يصير مِنْهُمَا جَمِيعًا كيس البيضتين وَهَذِه البرانج رُبمَا اتسعت من رُطُوبَة تبلها وَرُبمَا تفتقت من وثبة أَو صَيْحَة وَنَحْو ذَلِك وشيل الْحمل الثقيل وخاصة بعد التملي من الطَّعَام ينزل الثرب مَعَه أَو الأمعاء إِلَى حَيْثُ الفتق وَيُسمى قيلة الثرب أَو قيلة الأمعاء وَإِن نزلت فِيهِ مائية سمي قيلة المَاء. قَالَ: وَأَصْحَاب العلاج بِالْيَدِ إِذا كَانَ الفتق فِي الأربية وَكَانَ صَغِيرا يشيلون المعي إِلَى فَوق ويكوى مَوضِع الفتق لتكاثف ذَلِك الثقب وَلَا ينزل مِنْهُ المعي ويشدونه بلجام حَتَّى يبرأ مَوضِع الكي ويصلب ثمَّ يحلونه لِئَلَّا ينْدَفع لهَؤُلَاء والكي بعد قرحَة رطبَة فينطل وَمَتى كَانَ فِي أبدان الصّبيان وَنَحْوهم اكتفوا بجوز السرو وورقه وَالصَّبْر والمر والمصطكى وتراب الكندر وغراء السّمك والعفص الْفَج فَإِن هَذِه تصلب الْموضع وتضيق وتمنع من نزُول المعي ويخلطون بهَا وَرُبمَا يُؤْكَل مَا يحل الرِّيَاح ويخلطون بالضماد الأبهل والكمون والراتينج فَأَما قيلة المَاء فَمن النَّاس من يثقب الْموضع وَيخرج المَاء وَيجْعَل على مَوضِع الثقب الْأَدْوِيَة الحادة السالكة الَّتِي المَاء محتبس فِيهَا حَتَّى لَا تَجْتَمِع مائيته ثمَّ يدملون الْموضع. وَقوم آخَرُونَ يقطعون جُزْءا من الفضاء الدَّاخِل من كيس البيضتين وَهُوَ من باريطاون لِئَلَّا يجْتَمع المَاء ثَانِيَة لِأَنَّهُ ينفش فِي الْهَوَاء. لى إِنَّمَا يجْتَمع المَاء هَاهُنَا وَفِي المستسقى تَحت باريطاون لصلابته كَمَا يجْتَمع المَاء تَحت الفرنى. ضماد جيد للقيلة المعوية: أشق وكندر وصبر ودبق ثَلَاثَة ثَلَاثَة مقل دِرْهَمَانِ قاقيا أنزروت دِرْهَم دِرْهَم ترض فِي هاون بخل ويبل وَيتْرك لَيْلَة فَإِذا كَانَ من غَد انْعمْ سحقه ويسحق أبهل وَيشْرب الْجَمِيع قطنة وَيجْعَل على الْموضع وَيكون الْخلّ قد انْدفع فِيهِ أبهل فَإِنَّهُ جيد. لى ضماد جيد بَالغ: قاقيا وَجوز السرو وأبهل وقشور رمان وصبر يسحق الْجَمِيع نعما ويطلى الْموضع بِمَاء الصمغ وَيُوضَع فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب.

لقيلة الصّبيان: يسحق مقل بشراب عفص ويشد على الْموضع. وللصبيان تجفف كمأة وتسحق وتغمس وتعجن بغراء السّمك وتطلى. لى الْجِرَاحَات فِي أدرة المَاء الْعَظِيمَة تشيل البيضتين وتعصرهما إِلَى فَوق وترفق جلدَة الخصى بالعصر وتفصد بالمبضع وَيبقى الدرز لَا يفصد مِنْهُ لَكِن يمنة أَو يسرة وَلَا تزَال تعصره حَتَّى ينقى وَيخرج المَاء كُله ويجتمع هَذَا أَيْضا بعد أشهر)

فَيحْتَاج إِلَى الفصد ثَانِيَة فَمَتَى احب أَلا يعاود كواه وكيه أَن تحمى حَدِيدَة شبه مَا يحلج بهَا الْقطن وادق مِنْهَا يشيل البيضتين إِلَى فَوق جيدا ويشدهما هُنَاكَ ثمَّ تدخل هَذِه الحديدة فِي

 

(3/361)

 

 

مَوضِع الفصد وتديرها مَرَّات وَمَتى احْتَاجَ أَن يوسعه فافعل ذَلِك ثمَّ عالجه بعد حَتَّى تسْقط الخشكريشة ويدمله فَإِنَّهُ لَا يعاود وَرُبمَا حشاه بدواء حاد والبيضة فَوق مشدودة حَتَّى تعْمل فِيهِ عملا كثيرا ثمَّ تعالجه فَلَا يعود والأحزم أَن توسع وتقطع من باريطاون قِطْعَة كَبِيرَة ويكوى بعد وَاجعَل على الحالب والدرز أدوية قابضة قَوِيَّة وَيمْنَع شرب المَاء ويصابر الْعَطش ويعرق وَيُدبر تَدْبِير المستسقى.

مَنَافِع الْأَعْضَاء: الأدرة أَكثر مَا تقع فِي الْبَيْضَة الْيُسْرَى لِأَنَّهَا أَضْعَف بالطبع.

 

(3/362)

 

 

(نتو الذّكر الدَّائِم) (وسيلان المنى وَقطع الباه وضرره فِي الْبدن واللزوجة الَّتِي تسيل مِنْهُ وتلزق) (بِالثَّوْبِ واختلاج الذّكر الدَّائِم اسْتَعِنْ بِبَاب الزِّيَادَة فِي الباه لتضاده.) فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: يتَوَلَّد انتفاخ الذّكر الدَّائِم من ريح بخارية وتذهبها الْأَدْوِيَة الْمُطلقَة للبطن والقيء والدلك الْكثير والحركات الْكَثِيرَة وَالْحمام وخاصة الْأَشْيَاء المحللة والإمساك عَن الْغذَاء وطلي الْأَدْوِيَة الحارة على الْبدن وكل دَوَاء مَا يسخن ويجفف واستفرغ بدنه ثمَّ ضع على الْجِسْم إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَإِن كَانَ لم يسخن الْعُضْو فضع عَلَيْهِ فِي أول الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَاجعَل تَدْبِير الْعلَّة كلهَا تدبيراً يحل الرِّيَاح وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب وأجود الْأَشْيَاء لَهُم إِخْرَاج الدَّم وَقد عَالَجت رجلا بِأَن فصدته وألزمت قطنه وَذكره القيروطى الْمُتَّخذ بِالْمَاءِ الْبَارِد فبرأ هَذَا الرجل فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَآخر فصدته ثمَّ ألزمته الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالبابونج وَكنت اسقيهم النيلوفر والفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمته سذاباً كثيرا فَإِنَّهُ قَامَ فِي آخر الْأَمر وَتَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف وتسخن بِقُوَّة. قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تنقي الْجِسْم فالقيء فِي هَذِه الْعلَّة أَحْمد من الإسهال بِحَسب مَوضِع الْعُضْو.

من السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: تقطير الْبَوْل يكون بِلَا إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَأَما رسمس فَهُوَ توتر الْقَضِيب دَائِما من غير شَهْوَة وَلَا حرارة مكتسبة كَمَا يعرض عِنْد الاستلقاء على الْقَفَا. قَالَ: تقطير المنى يكون إِمَّا لِأَن المنى رَقِيق وَإِمَّا لِأَن مجاريه ضَعِيفَة على امساكه وَعلة ماشرمس ريح نافخة يكون ذَلِك لشيئين أَحدهمَا أَن يَتَّسِع أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الَّتِي)

تَأتي الذّكر وَإِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الْعصبَة الْعَظِيمَة المجوفة الَّتِي مِنْهَا تركيب الإحليل. قَالَ: وَهُوَ من انتفاخ هَذَا العصب أَكثر ويتقدم ذَلِك إِذا كَانَ من أجل ريح نافخة تولد فِي هَذِه الْعصبَة اخْتِلَاج الذّكر دَائِما فَإِذا لم يكن فِيهِ اخْتِلَاج الذّكر فَإِنَّهُ يشبه أَن يكون بِسَبَب اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَحْتَهُ وَقد رَأَيْت من عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة من أجل اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق وَكَانَ قد تقدم ذَلِك أَن أحدهم كَانَ امْتنع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة على غير عَادَة لترك الْجِمَاع وَآخر تنَاول أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة حريفة وَآخر عرض لَهُ بعد أَن شدّ وَسطه فِي سفر على غير عَادَة مِنْهُ لشد الْوسط فَعلمنَا بالحدس أَن أَفْوَاه الْعُرُوق من

 

(3/363)

 

 

هَؤُلَاءِ تفتحت فِي بَعضهم من كَثْرَة الْمَنِيّ وَآخر من شدَّة الْوسط للحرارة الَّتِي تولدت هُنَاكَ وَآخر لِأَن الأخلاط الحارة فتحتها.

قَالَ: مِمَّا يُؤْكَل وَيُوضَع من خَارج على الْقطن والأنثيين والدبر كلهَا مَا يطرد الرِّيَاح وَيحل النفخ وَالَّتِي تبرد أَيْضا والامتناع من الْجِمَاع يُولد هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ يجمع فِي الْبدن منياً كثيرا فَمن أضْرب عَن الْجِمَاع الْبَتَّةَ وَكَانَ يتَوَلَّد فِيهِ مني كثير وَلم ينقص فضل الدَّم بالرياضة والاستفراغ هَاجَتْ بِهِ هَذِه الْعلَّة وَأكْثر فِي ذَلِك لمن يتفكر فِي الباه وَمن يكثر من الْأَطْعِمَة المولدة للمني. وَقد كَانَ رجل امْتنع من الْجِمَاع فَجعل إحليله يغلظ وينتفخ فأشرت عَلَيْهِ أَن يستفرغ الْمَنِيّ وَهَذِه المجاري فِي المستعملين للجماع أوسع فَلذَلِك يهيج بهم إِذا تَرَكُوهُ فَأَما الَّذين تفنى فضولهم بالرياضة القوية كالمصارعين وَلَا يتفكرون فِي الْجِمَاع الْبَتَّةَ وَلَا يسمعُونَ حَدِيثه فَإِن الذّكر مِنْهُم يبْقى ضامراً كذكور الشُّيُوخ وَإِذا دَامَ بهؤلاء ذَلِك الْحَال تَأَكد فِيهَا لِأَن الْأَعْضَاء الَّتِي تفقد رياضتها وأعمالها تضعف أفعالها وتنسد مجاريها.

الرَّابِعَة من

3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)

قَالَ: إِذا كَانَ سيلان الْمَنِيّ من ضعف الْقُوَّة الماسكة أَو رقة الْمَنِيّ كَانَ بِلَا إنعاظ وَإِن كَانَ عَن تشنج يعرض فِي آلَات الْمَنِيّ كَانَ مَعَ إنعاظ.

السَّادِسَة من حفظ الصِّحَّة: اسْتَعِنْ بجوامع حفظ الصِّحَّة قَالَ: وَيجب أَن تروض الْأَعْضَاء الْعَالِيَة من الَّذين يتَوَلَّد بهم مني كثير جدا ويطلى الحقو بعد الْحمام بدهن مبرد وعصارة حى الْعَالم وَنَحْوه والبزر قطونا قَالَ: وَشد صحيفَة رصاص على الظّهْر لى قد جربته فَوَجَدته نَافِعًا لدفع الِاحْتِلَام وَالنَّوْم على الثِّيَاب الْبَارِدَة وعَلى الفنجنكشف وَورد يظْهر فعله من ليلته وليتوقوا أَن تدهنوا بدهن الخشخاش أَو دهن اللفاح أَو يفرشوا تَحْتهم الخشخاش وَكَذَلِكَ ليحذروا الْأَشْيَاء القوية الْبرد لِأَنَّهُ يخَاف أَن تضر كلاهم. لى اسْتعْمل هَذِه عِنْد الافراط وعندما يكون الْمَنِيّ حاراً جدا بافراط واسقهم مِنْهُ أَيْضا. قَالَ: وَقد أمرت رجلا أَن يفترش الْورْد فَانْتَفع بِهِ وَلم يضرّهُ ذَلِك فِي كلاه سقط بعد هَذَا شَيْء صَالح من الْكتاب فصحح الْكتاب وألحقه قَالَ: وَالَّذين يضرهم ترك الْجِمَاع جدا وتضرهم المجامعة هم أَفْرَاد من النَّاس فَأَما الْأَكْثَر والتوسط فِي ذَلِك فموجود فِي النَّاس وَهُوَ لَا يضرهم ذَلِك جدا وَلَا يَنْفَعهُمْ.

الرَّابِعَة من الثَّانِيَة: 3 (الْجِمَاع يضر بالعصب) مضرَّة شَدِيدَة وَيسْقط الْقُوَّة ويبليها. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: ابيذيميا: الْمَشَايِخ يعرض لَهُم من الْجِمَاع

3 - (مسَائِل الأهوية والبلدان)

كَثْرَة الرّكُوب يذهب الباه لِأَن أوعية الْمَنِيّ ترتض

 

(3/364)

 

 

وتكل. قطع الْعُرُوق الضوارب الَّتِي خلف الْأذن تجْعَل الرجل عقيماً وتورثه طبعا يَابسا.

الْيَهُودِيّ: قد تسيل من الإحليل لزوجة تلتزج بِالثَّوْبِ هُوَ دَاء رَدِيء يسيل دَائِما وينهك الْبدن ويهزله. قَالَ: وينفع مِنْهُ حقنة الراسن والأكارع وانفع مِنْهُ دهن الإلية ودهن جوز ودهن الْحبَّة الخضراء وَسمن بقر وَمَاء السذاب يحقن بِهِ ثَلَاث لَيَال ويطلى أَسْفَل الظّهْر بقاقيا وَدم الْأَخَوَيْنِ ورامك. قَالَ: الْجِمَاع يسْقط الْقُوَّة جدا وَمن أَكثر مِنْهُ فَلْيقل اخراج الدَّم وإدمان الْجِمَاع ينهك الْبدن ويضعف الْبَصَر. قَالَ: وَحبس الْمَنِيّ عِنْد الْجِمَاع يُورث الأدرة ويرخي الْأُنْثَيَيْنِ وَرُبمَا أورث الورم فيهمَا وَرُبمَا غيب إِحْدَى البيضتين إِلَى فَوق. واستعلاء الْمَرْأَة على الرجل يورثه الأدرة والانتفاخ والقروح فِي الاحليل والمثانة وَرُبمَا سَالَ منيها فِي الإحليل وَهُوَ حَار. قَالَ: عالج من سيلان الْمَنِيّ وَمن الَّذِي يلتزق بِالثَّوْبِ بفصد الأكحل وبالمبردات على الظّهْر والقطن واعطه الاطريفل واحمه الْغذَاء الْكثير وَالشرَاب الْبَتَّةَ قَالَ: وَمِمَّا يحرق الْمَنِيّ الْبَتَّةَ ويهلكه: الفنجنكشت والسذاب والحزاء والحندقوقا والفودنج والمر الْأَبْيَض لِأَنَّهَا لَطِيفَة يابسة والكزبرة تفعل ذَلِك والخل أهرن 3 (قرصة نافعة من سيلان الْمَنِيّ) يُؤْخَذ من الجندبادستر دِرْهَمَانِ وَمن السذاب ومرزنجوش وبزر بنج وأنيسون دِرْهَم دِرْهَم وَمن حب الرُّمَّان خَمْسَة عشر حَبَّة الشربة دِرْهَم وَمَتى سقيت من حب القثاء المقشر درهما فعل ذَلِك. لى المرزنجوش يدْخل فِي عداد الفنجنكشت فِي هَذَا الْفِعْل.

أهرن: ورق الْحِنَّاء يجفف المَاء وَقد يقطع الْمَنِيّ المفرط الْخُرُوج مَتى شرب عصير السذاب مَعَ الْخلّ أسبوعاً أَو يجلس فِي طبيخ الاذخر والزوفا إِلَى الْعَجز وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد واطل الحقو ونواحيه بهيوقسطيداس وقاقيا بخل ويطلى بعصير الفنجنكشت. لى واسقه هَذَا الدَّوَاء وأصول الْقصب الْيَابِس والحبق الْجبلي والمر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر السذاب الحزاء وفنجنكشف ومرزنجوش يجمع ويسقى درهما ويطلى ببزر الخس والشيح. لى دَوَاء مبرد: بزر خس وبزر بنج وبزر خِيَار وبزر هندباء وبزر قطونا ونيلوفر مجفف وكزبرة يابسة يستف مِنْهَا رَاحَة أَيَّامًا تباعا وَيَنْبَغِي أَن يسقى هَذِه حَيْثُ الْحَرَارَة كَثِيرَة وَتلك حَيْثُ الْحَرَارَة قَليلَة وَالرِّيح كَثِيرَة وَكَانَ رجل جَاءَنَا إِلَى مارستان يشكو كَثْرَة الانعاظ فتفقدته فَوَجَدته كثير أهرن: دَوَاء لانتشار الْكثير المفرط بالفصد والأضمدة المجففة كبزر الفنجنكشت والسذاب والحذاء والمرزنجوش اسْقِهِ وضمده وقيئه وأسهله ونومه على الْفراش الْبَارِد والأوراق الْبَارِدَة وعَلى ورق الخس والفنجنكشت واحقنه بطبيخ السذاب والفنجنكشت واحمه اللَّحْم والنبيذ.

 

(3/365)

 

 

الطَّبَرِيّ: اسْتِعْمَال الصَّوْم والجوع والعطش فَإِنَّهُ كَاف فِي تقليل الْمَنِيّ وَقَالَ: إِن شرب من بزر الخس رَاحَة وافرة بِمَاء بَارِد قطع الباه.

أهرن لقطع الْمَنِيّ: جوارش الكمون والخل. لى يسقى جوزة من جوارش الكمونى بالخل إِذا كَانَت حرارة وبماء السذاب إِذا لم تكن أَو بِمَاء الفوتنج. لى أقرصه نافعة لقذف الْمَنِيّ مَعَ حرارة: بزر قثاء وبزر خس دِرْهَم دِرْهَم كافور طسوج دهن نيلوفر ودهن الْخلاف نصف دِرْهَم جلنار مثله أفيون قِيرَاط هَذِه شربة وَاحِدَة يعْطى بشراب النيلوفر. قرصة لَهُ مَعَ حرارة: يُؤْخَذ لَهُ من السذاب والأنيسون المجفف فنجنكشت مرزنجوش جندبادستر ثلث جُزْء وَمثله بزر بنج وَمن الجلنار جُزْء يجمع وَيُعْطى. لى يحمى لسيلان المنى اللَّحْم والنبيذ وَيطْعم العدس بالخل وَنَحْوهَا وعالج من كَثْرَة الانتشار بِمثل علاج سيلان المنى ومل على مَا يحل الرِّيَاح الْبَتَّةَ من الأغذية والأدوية وادمن عَلَيْهِ القئ والاسهال لتخرج عَنهُ تِلْكَ الرطوبات الْكَثِيرَة الَّتِي لَهَا تِلْكَ)

البخارات المنعظة ونومه على الْفراش الْبَارِد واطله بالأضمدة الْبَارِدَة وَاجعَل طَعَامه الْخلّ وَمَا من كناش مَجْهُول قَالَ: مِمَّا ينفع سيلان المنى الاستنقاع فِي الْمِيَاه القابضة كَمَاء القمقم واطل الظّهْر بالقابضة والآبزن الْبَارِدَة وَمَاء الثَّلج والعيون الْبَارِدَة وَأكْثر الْأَطْعِمَة القابضة والحامضة وتشد منْطقَة بفلوس اسرب وَتَكون الْفُلُوس مماسة لصلبة ويجوع ويعطش وَيكثر الرياضة. وَاعْلَم أَن دوَام شدَّة الشَّهْوَة والانتشار يكون لخرق أوعية المنى وَعند ذَلِك ينبسط الذّكر فَلَا ينقبض وينتفخ الْبَطن ويجئ الْعرق الْبَارِد كَمَا يكون فِي التشنج وَيهْلك سَرِيعا وَهَذَا الدَّاء قَلِيلا مَا يكون فِي الرِّجَال وَيكثر فِي النِّسَاء وَإِذا رَأَيْت ذَلِك فابدأ بالفصد وغذه بالملطفات والخل واسهله واسقه الْأَدْوِيَة الكاسرة للرياح. قَالَ: ولكثرة الاختلاج اطل الظّهْر بعصير الكزبرة أَو ورق الكزبرة والبقلة الحمقاء بخل وضمده بِهِ.

بولس: مَتى خرج المنى بِلَا إِرَادَة ولاإنتشار فَذَلِك لضعف أوعية المنى فليستعمل صَاحبه الهدوء والسكون وضمد الظّهْر بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وَيجْلس فِيهَا أَو فِي طبيخها وَيسْتَعْمل الأغذية الَّتِي تجفف.

وَأما الاختلاج فِي الذّكر إِذا كَانَ دَائِما فَيعرض من ورم حَار فِي أوعية الْمَنِيّ وينتشر مَعَه الذّكر وَإِن لم يكن سَرِيعا صَار إِلَى امتداد أوعية الْمَنِيّ وينتفخ الْبَطن ويعرق عرقا بَارِدًا وَيهْلِكُونَ فَإِذا رَأَيْت الانتشار مَعَ اخْتِلَاج وتمدد فافصد سَاقيه من سَاعَته واسهله مَرَّات بِرِفْق وَإِيَّاك أَن تعطيه مسهلاً قَوِيا ضَرْبَة واحقنهم بحقن لينَة مسهلة وأدم ذَلِك واجتنب مَا يدر الْبَوْل وضمد الصلب بالأشياء المبردة القوية الْبرد كالشوكران والبنج وعنب الثَّعْلَب والرجلة وَكَذَلِكَ اطل مَا حول الْعَانَة وليصبر على الْعَطش فِي الَّذين بهم كَثْرَة الْمَنِيّ يكثرون اخراج الدَّم.

وَأما الإنتشار الدَّائِم الَّذِي بِلَا اخْتِلَاج فَإِنَّهُ من كَثْرَة الْمَنِيّ وَالرِّيح فأعطهم بالعشى مَا

 

(3/366)

 

 

يفش الرِّيَاح وَمَا يبطل الْمَنِيّ ويفرغ بالقيء ويلطف التَّدْبِير ويعطون مَا يقطع الْمَنِيّ كأصول النيلوفر وبرسياوشان وأصول السوسن والسذاب وسطرونيون. الاسكندر: تفقد الْمَنِيّ الَّذِي يسيل فَإِن كَانَ غليظاً فَخذ فِي الَّتِي تقل الْمَنِيّ وَإِن كَانَ رَقِيقا فَاعْلَم أَنه يقطر لضعف فِي الْعُضْو ولرقته وَإِن كَانَ يلذع فلرداءة كيفيته فَخذ حينئذٍ فِيمَا يغلظ الْمَنِيّ. والسذاب يقل الْمَنِيّ ويغلظه جَمِيعًا فَإِن لم يكن مَعَه لذع فَعَلَيْك بِهِ وَإِلَّا فبالأشياء الغليظة المبردة قَالَ: وبزر النيلوفر وَأَصله إِن ادمن شربه يقْطَعَانِ الباه وَرُبمَا يَجْعَل الرجل عقيماً إِلَّا أَنه يُورث أمراضاً ردية بَارِدَة.)

مَجْهُول قرص لِكَثْرَة الْمَنِيّ يقطعهُ: بهمنان جزءان بزر الْفَقْد إيرسا نصف جُزْء من كل وَاحِد يعجن بعصير السذاب ويقرص الشربة دِرْهَم. آخر ورد قاقيا عفص بزر رجلة يستف بعصير الكراث. لى اعْتمد فِي هَؤُلَاءِ على التجفيف بِالتَّدْبِيرِ والأغذية وَمن كَانَ مِنْهُم كثير الرُّطُوبَة فَإنَّك تحْتَاج إِلَى الْأَشْيَاء المسخنة لِأَنَّهُ لَا يجفف بهَا إِلَّا كأصحاب الْأَبدَان الرّطبَة الشحيمة الْبَارِدَة المزاج فَاسْتعْمل فيهم السذاب وَنَحْوه وَأما الَّذين بهم ذَلِك من حِدة الْمَنِيّ ورقته فأطعمهم المغلظات.

مَجْهُول مِمَّا يقطع الامذاء وسيلان الْمَنِيّ: دَقِيق البلوط يسقى أَيَّامًا متتابعة فَإِنَّهُ مجرب. قَالَ: والسذاب الْجبلي والجندبادستر يقطع سيلان الْمَنِيّ. لى الجندبادستر دَاخل فِي جملَة الشَّدِيدَة التجفيف المحللة للرياح. قَالَ: والبنج يقطع سيلان الْمَنِيّ قَالَ: واطل الظّهْر بالأقاقيا والمر والبنج والأفيون ولينم على الفنجنكشت.

من الاختصارات قَالَ: اجْعَل طَعَام هَؤُلَاءِ المصوص والقريض والهلام والعدس المقشر والخل وَيسْتَعْمل مَاء الْورْد والكافور والصندل. وَمِنْهَا: إِذا توتر الذّكر وَبَقِي بِحَالهِ بِلَا شَهْوَة للباه ودام ذَلِك فعالجه فِي أول الْأَمر بالفصد وبالأشياء الْبَارِدَة حَتَّى تقل الْمَادَّة وتجمد ثمَّ بالأشياء المجففة للمني فَاسْتعْمل فيهم الْقَيْء لتجذب الْمَادَّة إِلَى فَوق ويتعاهد من الْحمام ليستفرغ تِلْكَ البخارات الغليظة الَّتِي مِنْهَا كَانَ ذَلِك الانعاظ الدَّائِم. لى قد صَحَّ من هَاهُنَا أَن الْحمام والتعرق رَدِيء للباه. قَالَ: وَلَا يتوانى بِهِ فَإِنَّهُ رُبمَا انْتقل إِلَى أَن يعرض مِنْهُ ورم حَار فِي أوعية الْمَنِيّ فَيهْلك.

قَالَ: وَإِذا حدث بِصَاحِب هَذِه الْعلَّة انتفاخ الْبَطن والعرق الْبَارِد هلك. قَالَ: وَلَا نقصر فِي أول الْأَمر فِي الفصد وَالْحمام والقيء والمبردات والأطلية الْبَارِدَة على الْقطن وَالذكر وَالْمَنْع من النّوم على الْقَفَا ثمَّ سقِِي الْأَدْوِيَة المجففة للمني فَإِن دَامَ ذَلِك فاسقه من الكافور نصف دانق. لى لَيْسَ شَيْء أبلغ لهَذَا من الفصد والجوع وَالْحمام والجوع أبلغ.

السَّادِسَة من مسلئل ابيذيميا قَالَ: الْحمام يجفف الْبدن دَائِما كَمَا يفعل السهر فَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة اسخنه مَعَ ذَلِك بالسخونة الغريزية لِأَنَّهُ لحركتها يشعلها وينميها وَمَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة اسخنه فِي وَقت اسْتِعْمَاله لَهُ بِالْعرضِ فَإِذا كَانَ بعد ذَلِك آل بِهِ إِلَى تَدْبِير قوي. قَالَ: الْجِمَاع يضر الْأَبدَان الساقطة الْقُوَّة جدا ويبلغ بهَا إِلَى غَايَة الْبُرُودَة

 

(3/367)

 

 

ويضر من هُوَ فِي النمو وَيمْنَع مِنْهُ لتجفيفه. لى تسقى الأقراص لقطع الباه بطبيخ العدس.)

من المنقية لِابْنِ ماسويه قَالَ: لسيلان الْمَنِيّ إيرسا وبزر السذاب وفودنج بري وحاشا يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ على الرِّيق. 3 (حنين فِي الباه) قَالَ: الشَّهْوَة تقل إِمَّا لقلَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا لبرده فَالَّذِي يمْنَع الشَّهْوَة إِذا إِمَّا مايبرد تبريداً شَدِيدا فاحمه حَتَّى يقل لذعه ودغدغته كالخس والرجلة واليمانية والقرع والسرمق والتوت وَالْخيَار والقثاء والبطيخ وَإِمَّا مَا يلطف ويفش الرِّيَاح كالسذاب والشبث وَنَحْوهمَا.

من الْمسَائِل أرسطاطاليس فِي الباه: الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزله ويذهبه ويهزل الخاصرة وَينْقص الدِّمَاغ ويسمن الكلى قَالَ: ويجفف الدَّم. قَالَ: وَيعلم ضَرَره بالدماغ أَنه يُورث كسلاً واسترخاء الحركات والصلع قَالَ: وَالْمَشْي حافياً يذهب شَهْوَة الباه قَالَ: وَالَّذين يفرطون فِي الباه يضرهم جدا لأَنهم مثل من يتقيأ أَو يسهل أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما من جَامع بِقدر شبقة للباه فَإِنَّهُ كمن تخرج فضوله بِقدر الْحَاجة. قَالَ: الْجِمَاع يجفف الْجِسْم وَيقبض الْبَطن وَيكثر الْبَوْل وَيَرْمِي شعر الرَّأْس واللحية والأشفار ويسرع الصلع.

ابْن سرابيون قَالَ: سيلان الْمَنِيّ يكون من رقته أَو ضعف الْآلَات أَو تشنجها كَمَا يعرض فِي الصرع فَإِن أوعية الْمَنِيّ إِذا تشنجت زرفت بالمني فَأَما عضل المثانة والمقعدة فَإِنَّهَا مَتى تشنجت منعت الْغَائِط وَالْبَوْل فَلذَلِك لَا يخرج فِي الصرع إِلَّا فِي آخِره عِنْد الرَّاحَة من النّوبَة قَالَ: وافصدهم وقيئهم مَتى احتاجوا إِلَى ذَلِك لامتلاء يظْهر وَلَا تسهلهم وَلَا تدر بَوْلهمْ لِأَنَّك تجذب إِلَيْهَا مَادَّة ونومهم على فرَاش بَارِد وَلَا يستلقون على الْقَفَا إِلَّا على المبردات وضمد الْقطن بالأدوية المبردة واسقهم النيلوفر بشراب أسود قَابض وَمَاء العدس وبزر الخس وَمَتى لم تكن حرارة ظَاهِرَة فبحب الْفَقْد والسذاب الرطب وَحب الشهدانج يكثر مِنْهُ. قَالَ: وَلَا تعط حب الْفَقْد والسذاب فِي أول الْعلَّة لَكِن فِي آخرهَا فَإِنَّهُ حينئذٍ ينفع. دَوَاء شرِيف لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي الْيَابِس وفودنج جبلي وبزر بنج وبزر الخس وبزر السذاب وَحب الْفَقْد وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بخل ممزوج. سفوف وَصفه حنين لمن يسيل مِنْهُ الْمَنِيّ مَعَ حرارة شَدِيدَة: بزر قطونا بزر الخس دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر رجلة ثَلَاثَة كزبرة يابسة دِرْهَم وَنصف يشرب على الرِّيق بجلاب.

من أقربادين حنين لسيلان الْمَنِيّ أَقْرَاص عَجِيبَة: أصُول الْقصب الْيَابِس فودنج جبلي بزر الْفَقْد)

وبزر اللفاح دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الخس بزر بنج دِرْهَم دِرْهَم فلفل ساذج هندي نصف دِرْهَم أفيون ربع دِرْهَم يعجن بِمَاء السذاب الطري وَيشْرب نته زنة مِثْقَال وَهُوَ يحبس الْبَوْل أَيْضا وَأما النِّسَاء الشديدات الشَّهْوَة فتحتمله أَيْضا. لى الْأَدْوِيَة الحارة الَّتِي تقطع الْمَنِيّ: الايرسا والسذاب والفودنج والفنجنكشت والحزاء وَأما الْيَابِسَة فالاهليلج والاملج وَأما الْبَارِدَة فالخس والكزبرة والنيلوفر والمخدرات وأصول الْقصب. مَجْهُول: كَثْرَة الباه يُورث دقة الْعِظَام ووجع الكلى وَالظّهْر وأبردة وهزالاً وتشنجاً.

 

(3/368)

 

 

3 - (الْمقَالة الأولى من)

3 - (الْمَنِيّ) قَالَ: إِذا كثر الباه اجتذبت البيضتان بِقُوَّة قَوِيَّة جَمِيع ماهو فِيهَا محتبس من رُطُوبَة فِي الْمَنِيّ وَهَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الْعُرُوق يسيرَة تخالط الدَّم مُخَالطَة الطل لما يَقع عَلَيْهِ وتحتاج الْعُرُوق إِلَى مثل هَذِه الرُّطُوبَة كي تغتذي بهَا فَإِن دوَام الْجِمَاع يضعف الْجِسْم كُله لِكَثْرَة مَا يتفرغ مِنْهُ من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي بِهِ يكون تغذية الْعُرُوق وقوتها من الرّوح من الشرايين وَتعين على ذَلِك اللَّذَّة فَإِنَّهَا وَحدهَا تَكْفِي بِأَن تكْثر التَّحَلُّل من الْبدن بِقُوَّة قَوِيَّة جدا فَإِذا كَانَ ذَلِك من الاستفراغ للشَّيْء الْجيد فَلَيْسَ بعجيب ان تكون كَثْرَة الْجِمَاع تضعف لِأَنَّهُ يفرغ أَجود الدَّم ويفرغ روحاً حيوانياً كثيرا فِي الْمَنِيّ خفِيا والتحلل الْخَفي يكون عِنْد اللَّذَّة وَقد يعرض لقوم غشي شَدِيد عِنْد الْجِمَاع لضعف قوتهم والطائفة من الرّوح الحيواني تخرج مِنْهُم يَعْنِي بِالروحِ هُنَاكَ البخار الْخَارِج مَعَ الْمَنِيّ وَقوم يخرج مِنْهُم هَذَا الرّوح كثيرا فيضعفون لذَلِك ضعفا كثيرا.

الثَّانِيَة من 3 (اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء) قَالَ: ابدأ أبدا فِي كَثْرَة الْمَنِيّ إِذا غلظ أمره بالفصد والقيء الدَّائِم إِن رَأَيْت الْجِسْم يحْتَاج إِلَى استفراغ وَترك الأغذية المولدة للمني وَاسْتعْمل المجففة للمني. لى ينفع مِنْهُ الفصد والتعب الرَّابِعَة من 3 (تَدْبِير الأصحاء) يحدث من كَثْرَة الْجِمَاع مَا يحدث من كَثْرَة الرياضة لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم وَيحل الْقُوَّة. لى ويبرده ويسخنه سخونة قَوِيَّة غَرِيبَة وَيَنْبَغِي ان يكون طَعَام من أسرف فِي الْجِمَاع كثير الرُّطُوبَة لكَي ينهضم انهضاماً جيدا وَيصْلح اليبس الْحَادِث عَن الْجِمَاع وَيكون إِلَى الْحَرَارَة لِأَن الْجِسْم قد يخلخل وَبرد ويبس وَضعف عَن الْجِمَاع فَيجب من ذَلِك أَن يكْشف وَيُقَوِّي ويرطب ويسخن. لى يزْعم: أَن فِي الْعُرُوق والشرايين رُطُوبَة تشبه الْمَنِيّ محدودة كَثِيرَة وَمِنْهَا تغتذي وينسب ضعف الْإِنْسَان بعقب الْجِمَاع وَكَثْرَة الباه إِلَى البيضتين تجتذب ذَلِك إِذا لم يبْق فِيهَا شَيْء لقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى تحمى مِنْهَا الْعُرُوق والشرايين فتسترخي بذلك لِأَن بِهَذِهِ غذائها وخاصة الشرايين فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهَا ذَلِك روح كثير واللذة أَيْضا تعين على الضعْف والرياضة وليجعل السَّبَب فِي ذَلِك الدَّم وَهُوَ أشبه لِأَن الْإِنْسَان يستفرغ من الدَّم أَضْعَاف ذَلِك ولايضعف بل يشبه أَن يكون هَذِه الرُّطُوبَة كَأَنَّهَا زبد يَجِيء فِي اللَّبن وَأَنَّهَا تقوى وتغتذى الْعُرُوق وَأَنَّهَا لاتستكمل نوع الْمَنِيّ إِلَّا فِي أوعيته بحرز ذَلِك.

من مسَائِل أرفطاطاليس فِي الباه: إدمان الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزلها وَكَذَلِكَ بالخواصر لي ليجتنب الْإِكْثَار من الباه من خاصرته ومراقه رَقِيق وهضمه ضَعِيف.

مُفْردَة: بذر الْفَقْد وشجرته يقْطَعَانِ الباه إِذا أكلا أَو افترش ورقة بزر الخس إِذا شرب قطع تقطير الْمَنِيّ. الشهدانج مَتى أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ. بزر الخس والنيلوفر إِذا شربا قطعا سيلان الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً شَدِيدا فِي الْغَايَة وَيحمل النفخ

 

(3/369)

 

 

جدا. مَتى شدّ على ظهر صفيحة أسرب قطعت الأمذاء والإحتلام. وَيجب أَن تطرق حَتَّى ترق ثمَّ تشد على الْعَانَة. د: أَلا يرسا مَتى شرب بالخل قطع الامذاء الْكَائِن بِلَا جماع. الرجلة تقطع شَهْوَة الباه. بزر الخس مَتى شرب مِنْهُ قطع شَهْوَة الباه والاحتلام الدَّائِم. السذاب مَتى شرب قطع شَهْوَة الباه)

وأذهب الْمَنِيّ. بزر الشبث يقطع الْمَنِيّ. أصل النيلوفر أَو بزره مَتى شرب مِنْهُمَا مرّة قطع الِاحْتِلَام فَإِن شرب وأدمن أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وقلصه وأذهب الشَّهْوَة الْبَتَّةَ.

ابْن ماسويه: الحزاء يقطع الباه ماسرجويه: مَاء العدس إِذا شرب قطع الانعاظ مَاء الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت نقيعاً مَعَ السكر قطعت الِاحْتِلَام بالوا شربت مَعَ سكر. الخوز: كشت بركشت خاصته قطع شَهْوَة الباه.

ماسرجويه: البدسكان يَابِس لطيف بديغورس يَقُول: هُوَ مثل كشت بركشت فِي الْقُوَّة وَلَيْسَ بِهِ. مسيح وماسرجويه: الكافور يقطع الباه. لى أَخذ رجل بلغمى سِتَّة مَثَاقِيل من الكافور فِي ثَلَاث مَرَّات فِي أقل من خَمْسَة عشر يَوْمًا فَانْقَطع عَنهُ الباه الْبَتَّةَ وَبقيت شَهْوَته بِحَالِهَا وضعفت معدته حَتَّى لم تكن تهضم طَعَاما شهرا ثمَّ صلح وَلم يبداه سوء غير هَذَا.

مسيح: الايرسا يقطع الامذاء. شرك: الفلفل يجفف الْمَنِيّ. روفس: الفودنج يقطع الباه بِقُوَّة قَوِيَّة. سندهشار: الْقلب يجفف الْمَنِيّ. الرُّمَّان الحامض يجفف الْمَنِيّ. لى أَقْرَاص ألفتها على مَا رَأَيْتهَا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة لسيلان الْمَنِيّ مَعَ حرارة وحدة: ورد احمر مطحون عشرَة دَرَاهِم بزر الخس خَمْسَة دَرَاهِم بزر القثاء ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد النيلوفر مجفف ثَلَاثَة دَرَاهِم زهرَة الْخلاف مجففة كافور دِرْهَم الشربة مِثْقَال بأوقية مَاء بَارِد. قرص آخر: ورق السذاب بزر الفنجنكشت فودنج جلنار الشربة مثقالان. لى شكا رجل امذاء شَدِيدا وَكَانَ يسكن عَنهُ فِي الصَّيف عِنْد كَثْرَة الْعرق فألزمته الْحمام فسكن كُله ضَرْبَة. والطباشير يقطع الباه. دَوَاء بَارِد: طباشير ورد بزر القثاء بزر الخس طين خرساني عدس مقشر صندل أصفر بزر الرجلة أصل النيلوفر وبزر القرع سماق جلنار بِالسَّوِيَّةِ كافور قَلِيل قدر دانق فِي الشربة يسقى ثلث دِرْهَم فِي كل يَوْم أَرْبَعَة. دَوَاء حَار: ورق السذاب بزر الفنجنكشت بزر الشبث شهدانج ايرسا كشت بركشت فلفل يستف مِنْهُ. من كتاب روشم فِي الصَّنْعَة: مَاء الْعنَّاب يذهب الانعاظ. لى شراب يذهب ذَلِك يتَّخذ من مَاء الْعنَّاب والعدس والخل ويعلق فِيهِ بعد الْفَرَاغ واقطر الطرخون فِي ذَلِك وَيشْرب.

 

(3/370)

 

 

مسيح: ينفع الامذاء الفصد وَترك الشَّرَاب وَاللَّحم وَاسْتِعْمَال الْقَيْء والاسهال وطلي الحقو ونواحيه بالمبردات بعصارة عِنَب الثَّعْلَب والبنج مَعَ الاسفيذاج والقيموليا ويدمن أكل الشاهترج فَإِنَّهُ يجفف الْمَنِيّ ويستف دَقِيق البلوط بشراب عفص زنة دِرْهَمَيْنِ كل يَوْم وَيدخل المَاء الْبَارِد)

كل يَوْم. قَالَ: قد يعرض للنِّسَاء شَهْوَة الباه حَتَّى يحتك قبلهن فيحككنه فَإِذا جومعن أفرط عَلَيْهِنَّ ويعالجن بِمَا يقل الْمَنِيّ وَيكسر حِدته ولذعه. دَوَاء آخر لذَلِك: شهدانج وصمغ بِالسَّوِيَّةِ أَرْبَعَة دَرَاهِم ثمَّ يشرب بِمَاء الرجلة قوي لقطع الْمَذْي الرَّقِيق أما الرِّجَال فيسقون بزر السذاب جلنارب فنجنكشت وَأما النِّسَاء فليسقين بزر الشبث زنة دِرْهَم بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة. فِي النَّاس مستفاض: مَتى لبس الْيَاقُوت الْأَحْمَر منع الِاحْتِلَام الْبَتَّةَ. ثَمَرَة الفنجنكشت تقل الْمَنِيّ شرب أَو افترش بِهِ والزهاد يفترشونه لذَلِك قَالَ: بزره يقطع الباه كَيفَ أكل مقلواً وَغير ذَلِك.

وَقد وثق النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ يقطع الباه إِذا أكل بل إِذا افترش ورقه. الرجلة تذْهب شَهْوَة الباه مَتى أكلت أَو عصرت وَشرب مَاؤُهَا. الكست يقل الباه خَاصَّة فِيهِ. بديغورس: إدمان شرب المَاء الْبَارِد يقطع الباه. روفس: أصل النيلوفر يقطع الباه مَتى شرب قطع الِاحْتِلَام وَمَتى أدمن شربه أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وبزره يفعل ذَلِك. جالينوس: قَالَ: أصل النيلوفر وبزره يقطع سيلان الْمَنِيّ والاحتلام والأبيض الأَصْل من النيلوفر قوي فِي ذَلِك. الايرسا نَافِع من الامذاء من غير جماع الايرسا نَافِع من سيلان الْمَنِيّ. بزر الخس مَتى شرب بِالْمَاءِ سكن الانعاظ وَكَذَلِكَ طبيخ العدس. السذاب خاصته ييبس الْمَنِيّ ويجففه.

ابْن ماسويه قَالَ جالينوس: السذاب نَافِع من شدَّة شَهْوَة الْجِمَاع والسذاب قَاطع للمني مَتى أكل وطبيخ العدس إِذا شرب سكن الانعاظ قَالَ جالينوس: حكى ذَلِك قوم. عِنَب الثَّعْلَب يقطع الباه. روفس: الفوتنج يقطع الباه والسذاب يقطعهُ والشهدانج إِن أَكثر من أكله يقطع الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لشدَّة تجفيفه وإحراقه وحله الرِّيَاح فَهُوَ إِذا أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ وَمَتى شدّ الأسرب على الظّهْر أذهب كَثْرَة الِاحْتِلَام إدمان أكل الشبث يجفف الْمَنِيّ. إِن دق الشوكران بورقه وضمد بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ أذهب بِكَثْرَة الِاحْتِلَام. وَإِن ضمد بِهِ المذاكير أرخاها قَالَ: جالينوس: خصى الْكَلْب الصَّغِيرَة مِنْهُ الْيَابِس يمْنَع الباه. بزر الخس إِذا شرب نفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام وَقطع شَهْوَة الباه وماؤه يقطع الباه. بزر الخس يذهب تقطير الْمَنِيّ ويشفي كَثْرَة الِاحْتِلَام. يُقَال إِن أَكثر الْأَشْيَاء مضرَّة للباه بزر الخس إِذا شرب بِالْمَاءِ. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من سيلان الْمَنِيّ: بزر الفنجنكشت وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ جلنار دِرْهَم وَنصف وَيشْرب بِمَاء حَار بعد سحقه أَيْضا وَيُؤْخَذ من الايرسا مِثْقَال وَمن بزر السذاب الْبري دِرْهَم جلنار دِرْهَم يشرب مِنْهُ أَيَّامًا شربة وَاحِدَة. لتجفيف الْمَنِيّ:

 

(3/371)

 

 

يُؤْخَذ أصل الْقصب الْفَارِسِي)

يَابسا وَمن الفودنج الْجبلي والمر وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر الخس بزر بنج أَبيض ورد منقى من أقماعه دِرْهَم دِرْهَم جلنار فنجنكشت ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص بِمَاء الفنجنكشت القرص دِرْهَمَانِ ويسقى وَاحِد بِمَاء فنجنكشت رطب أَو طبيخه. آخر يُؤْخَذ بزر السذاب أنيسون دِرْهَم دِرْهَم جند بادستر بزر بنج أَبيض دِرْهَمَانِ ورد بأقماعه جلنار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص ويسقى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء ورد وَمَاء الخس. اسْتِخْرَاج: بزر الخس بزر بقلة الحمقاء أصل النيلوفر جلنار بزر بنج أَبيض كافور بزر قطونا يَجْعَل أقراصاً بِمَاء الخس ويسقى بِمَاء بَارِد. آخر: بزر الرجلة صندل أَحْمَر يَجْعَل أقراصاً. روفس: إدمان الرّكُوب يقطع الباه وَقد رَأَيْت من زعم كثيرا مِمَّن لزم الرّكُوب كثيرا صَارُوا شبه الخصيان عقماً لَا يَنْسلونَ.

أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة لسيلان الْمَنِيّ: الزموه الْأَطْعِمَة الغليظة وقووا بدنه فَإِذا قوي بدنه انْقَطع عَنهُ ذَلِك وحجموه بعد فِي الْكَاهِل والقطن ودلكوا مَوضِع الْحجامَة بالملح بعد الْفَرَاغ ثمَّ استعملوا الْأَدْوِيَة المحمرة فِي كل خَمْسَة أَيَّام على الْقطن. فِي فلسفة أرسطاطاليس قَالَ: الْجِمَاع يهرم سَرِيعا لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم. من الْكَمَال والتمام لقطع شَهْوَة الْجِمَاع الَّذِي يصلح لذَلِك يسقى فِي كل يَوْم بزر الخس دِرْهَمَيْنِ أَو بزر السذاب مدقوق بِمَاء بقلة الحمقاء أَو بزر بقلة الحمقاء دِرْهَمَيْنِ بزر الخس والشبث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر السذاب دِرْهَم وَنصف يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَانِ وَاجعَل الطَّعَام مَا يُوَافق ذَلِك أَو بزر السذاب ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار خَمْسَة دَرَاهِم يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار على الرِّيق وطبيخ العدس وتضمد المذاكر بحشيش الشوكران والبنج فَإِن هَذَا يمْنَع الْمَنِيّ المفرط فِي خُرُوجه أَو يكثر أكل الشهدانج. وللامذاء اسْقِهِ بزر الخس أَيَّامًا بِمَاء بَارِد وَيسْتَعْمل الطَّعَام من عدس مقشر وخل وكزبرة. ولبطلان شَهْوَة النِّسَاء: تسقى الْمَرْأَة بزر الشبث دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة.

الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْعلَّة الَّتِي ينتفخ فِيهَا الْقَضِيب وينعظ دَائِما تكون من ريح غَلِيظَة نافخة. فِي حِيلَة الْبُرْء: انتفاخ الذّكر دَائِما يكون إِذا امْتَلَأت الْعصبَة الَّتِي تَجِيء إِلَى الذّكر من ريح بخارية فاستفرغ الْجِسْم أَي ضرب من الاستفراغ أوفق لَهُ ثمَّ ضع على الْعُضْو نَفسه إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَاجعَل مِقْدَاره فِي التبريد بِقدر الْحَرَارَة فِي الْعُضْو وَإِن لم يكن قد صَار أسخن مِمَّا كَانَ فِي حَاله الطبيعي وضع عَلَيْهِ فِي ابْتِدَاء الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَأما فِي آخر الْأَمر فَلَيْسَ يضْطَر إِلَى أَن يضع عَلَيْهِ مثل هَذَا الدَّوَاء وَكَذَلِكَ)

فَالْزَمْ فِي الْقطن كُله دَوَاء قوته مثل هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَاجعَل تَدْبِير الْمَرَض كُله تدبيراً يُولد النضج وَيحل الرِّيَاح ويجفف وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب خَاصَّة أَكثر وأنفع الْأَشْيَاء لأصحابها إِخْرَاج الدَّم وَقد رددت أَنا رجلا إِلَى حَاله الطبيعية فِي ثَلَاثَة أَيَّام بِإِخْرَاج الدَّم وَبِأَن عملت لَهُ قيروطاً بدهن ورد وشربتهما مَاء بَارِدًا وألزمتهما الذّكر

 

(3/372)

 

 

والقطن وَكنت أَسْقِي أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة من النيلوفر ثمَّ أسقيهم بعد ذَلِك الفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمتهم شرابًا كثيرا فَإِنَّهُ قانون عَام أَن يسْتَعْمل فِي أَكثر الْأَمر فِي آخر الْعِلَل الردية فِي جَمِيع الْأَعْرَاض أدوية تسخن وتيبس وَمَعْلُوم أَنه إِذا كَانَ الذّكر هُوَ الوارم فالاستفراغ لَا يجب أَن يكون بادرار الْبَوْل والاسهال والحقن لَكِن بالقيء والفصد.

من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: وَمن الْأَبدَان الردية المزاج أبدان يتَوَلَّد فِيهَا مني كثير حَار يَدعُوهُم إِلَى نفضه فَإِذا نفضوه ضعفوا وقضفوا وَغَارَتْ عيونهم واصفرت ألوانهم. وَمَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع ثقلت رؤوسهم ومعدهم وَعرض لَهُم غثيان وقيء وَكثر احتلامهم وأصابهم مِنْهُ من الضعْف وَنَحْو ذَلِك وَمِنْهُم من يحس بمنيه حاراً لذاعاً وتحس النِّسَاء مِنْهُ بذلك وَيجب أَلا يَأْكُل هَؤُلَاءِ المولدة للمني ويستعملوا المجففة لَهُ ويروضوا أعالي أبدانهم بلعب الكرة الصَّغِيرَة وَرفع الْحِجَارَة وامرخ حقوبه وَمَا دونهمَا بعد الاستحمام بالأدهان المبردة كدهن الْورْد ويتخذ لَهُم مِنْهَا مَالا يسيل على أبدانهم بِسُرْعَة مثل قيروطى بدهن ورد مشربَة مَاء الخس وعصارة حَيّ الْعَالم وعنب الثَّعْلَب وتشد صفيحة رصاص على الْقطن فَيمْنَع الِاحْتِلَام وجربته وَهُوَ صَحِيح وَأمرت آخر بِأَن افترش الفنجنكشت والسذاب الطري فأحس بنفعها على الْمَكَان وَكَذَلِكَ إِن افترش الْخلاف والورد والبنفسج والنيلوفر.

فليغريوس: الَّذين يخرج مِنْهُم منيهم بِلَا إِرَادَة يهزلون جدا ويضعفون ويموتون إِذا دَامَ بهم ذَلِك وعلاجهم الْجُلُوس فِي مياه قابضة واطل الظّهْر والعانة بشوكران وادلك الْجِسْم دَائِما وأغذيه قابضة والزمهم الرياضة والتعب وَترك الدعة والأطعمة الحلوة الدسمة ويتجوعوا كثيرا فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا.

من الْعِلَل والأعراض: الامذاء الدَّائِم يكون إِمَّا من ضعف الْآلَة الَّتِي للمني عَن امساكه وَهَذَا يكون من غير إنعاظ وَإِمَّا عَن التشنج يحدث فِي تِلْكَ الأوعية فيمددها ويهيج الْقُوَّة الدافعة لدفع الْمَنِيّ كَالَّذي يعرض لَهُ فِي الصرع وَهَذَا يكون مَعَ إنعاظ.)

الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يخرج بعد هَذَا الْبَوْل شَيْء لزج يتَعَلَّق بِالثَّوْبِ للزوجته وَإِنَّمَا هُوَ شَحم الكلى وَهُوَ إِذا تعرض ينهك الْبدن. وَقَالَ: خُرُوج الْمَنِيّ يكون إِمَّا لِأَنَّهُ حَار حاد مفرط الحدة وَإِمَّا لطول الْعَهْد بِالْجِمَاعِ فتضعف الْآلَة بِكَثْرَة الْمَنِيّ أَو لاسترخاء العضل الممسك للمني وَإِمَّا لرقته.

قَالَ: عالج مِنْهُ إِذا أمكن الزَّمن وَالسّن بفصد الأكحل وتبريد الْعَانَة والقطن والورك بعنب الثَّعْلَب وعصير البنج واعطه الاطريفل الْأَصْغَر واحمه المولدة للمني وَالشرَاب. قَالَ: والسذاب والفنجنكشت والحزاء والحندقوقا والمرو الْأَبْيَض محرقة للمني وَكَذَلِكَ الفودنجات والعنبر.

جورجس قَالَ: يذهب الباه أكل الطباشير.

من الأهوية والبلدان قَالَ: كَثْرَة الرّكُوب يضعف الباه وَيُورث العقم لِأَنَّهُ يرض أوعية الْمَنِيّ. لى كَثْرَة الرّكُوب لَا يضعف الباه فِي أَصْحَاب الأمزجة الْبَارِدَة والرطبة بل يزِيد فِيهِ

 

(3/373)

 

 

لِأَنَّهُ يسخن الكليتين وأوعية الْمَنِيّ وَأما أَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة فَهُوَ يضرهم لِأَنَّهُ يضعف أوعية الْمَنِيّ.

فِيمَا ذكر أَبُو جريج: مَتى أَدِيم أكل الرجلة أذهب الشَّهْوَة. من مسَائِل أرسطاطاليس: إدمان الباه يذهبه.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون استفراغ الْمَنِيّ من غير إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَيكون ذَلِك إِمَّا لرقة الْمَنِيّ وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة الماسكة. قَالَ: فَأَما الْعلَّة الَّتِي تسمى فريافيسيموس فَهِيَ أَن ينعظ الْإِنْسَان وَيبقى دَائِما من غير شَهْوَة الْجِمَاع وَقد يكون من كَثْرَة ريح نافخة توتره مَتى وصلت فِي الْعصبَة المجوفة أَو من أجل أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الْجَارِيَة إِلَى الْقَضِيب إِذا اتسعت وَيكون من أجل اتساع الْعُرُوق أَكثر لِأَن ذَلِك أسهل وَمن كَانَ بِهِ فِيمَا سلف اخْتِلَاج متواتر فِي إحليله كَانَ سَبَب علته ريحًا نافخة وَمن كَانَ ذَلِك بِهِ من أجل اتساع الْعُرُوق فَلَا يحدث ذَلِك بِهِ وَرُبمَا حدث هَذَا الضَّرْب الَّذِي من اتساع الْعُرُوق من الِامْتِنَاع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة وَمن أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة أَو من اسْتِعْمَال شدّ الْوسط كثيرا على غير عَادَة ويصيب من يكثر منيه وَيمْتَنع من الْجِمَاع والارتياض ويفنى دَمه بِضَرْب آخر وَيَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن يستفرغوا الْمَنِيّ بِالْجِمَاعِ ويأخذوا مَا يقل الْمَنِيّ ويتباعدوا عَن الْأَحَادِيث الَّتِي تهيج الباه.

الْعِلَل والأعراض: مَتى كَانَ سيلان الْمَنِيّ مَعَ انتشار الْقَضِيب فَإِن ذَلِك يكون لعِلَّة تشبه التشنج تحدث فِي أوعية الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ الْقَضِيب مسترخياً فَمن ضعف أوعية الْمَنِيّ الماسكة.

أهرن: ينفع من الحكة فِي الرَّحِم وانتفاخه من شدَّة الشَّهْوَة الفصد من الأكحل ثمَّ الصَّافِن)

والأدوية الَّتِي تمشي الْمرة. لى هَذِه تعالج بعلاج الرِّجَال وتنوم على الفنجنكشت وَتلْزم الحامض فِي طعامها.

من كتاب الْحُدُود: سيلان الْمَنِيّ يهزل الْبدن وَيفْسد لَونه.

ابْن سرابيون: عالج الامذاء وسيلان الْمَنِيّ بتلطيف التَّدْبِير وَالنَّوْم على الْفرش الْبَارِدَة وَترك الإسهال وإدرار الْبَوْل وَاسْتِعْمَال الْقَيْء فَإِنَّهُ جيد لَهُ وَلَا تستفرغ من أَسْفَل فَإِنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل مَادَّة وَلَا ينَام على الْقَفَا فَإِنَّهُ ينعظ ولينم على الْخلاف ويشد على قطنه عِنَب الثَّعْلَب وَيَأْكُل الفرفير وَيشْرب النيلوفر مَعَ السذاب الْأسود الْقَابِض وَمَاء العدس وَمَاء الفرفير وبزر الخس وَإِن لم تكن حرارة ظَاهِرَة فَاسق حب الْفَقْد والسذاب وَحب القنب يجفف الْمَنِيّ إِذا أَكثر مِنْهُ. دَوَاء قوي لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي وفودنج جبلي وبنج أَبيض وبزر الخس وبزر السذاب وفنجنكشت وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء ممزوج بخل خمر وَإِن لم تكن حرارة نفع من ذَلِك الكمون. كَثْرَة الْجِمَاع يعقل الْبَطن وَيُورث القولنج ويبرد الْجوف تبريداً شَدِيدا. الْهِنْدِيّ: الزَّبِيب يقل الْمَنِيّ.

 

(3/374)

 

 

من كتاب روفس فِي الباه قَالَ: الْجِمَاع يبرد الْجِسْم الْحَار وَيزِيد الْبَارِد برودة وَلَا يكَاد يَصح النضج لمدمن الْجِمَاع وتعلوهم صفرَة والصفرة من غير حمى لَا تكون إِلَّا من عِلّة بَارِدَة وَلَا تكون أَبْصَارهم حادة وَلَا سمعهم وَلَا شَيْء من حواسهم ويغلب عَلَيْهِم السهر والارتعاش وتضرب عَلَيْهِم المفاصل وينفث بَعضهم الدَّم الْكثير وَيصير إِلَى وجع الكلى والمثانة وَمِنْهُم من ينتن فَمه ويوجعه أَسْنَانه ويتورم لِسَانه فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فليتقدم بالامساك عَن الْجِمَاع وَكَثْرَة الْجِمَاع بِالرِّجَالِ أضرّ لِأَن تعبهم فِيهِ أَشد ومزاجهم أخف وَلِأَنَّهُم فِي حَال الباه يَمْتَد العصب مِنْهُم أبدا ويحمى الْجِسْم فيخاف أَن يتشنج بعض أَعْضَائِهِ الداخلية وَيَنْقَطِع مِنْهُم عرق قَالَ: وَكَثْرَة الْجَنَابَة أَشد إضعافاً من كَثْرَة المجامعة فَلذَلِك إِذا الحت أرخت الْجِسْم فَيَنْبَغِي أَن يُجَامع لثقل الْجَنَابَة وَمن أَكثر مِنْهُ وَهُوَ شيخ أَو يَابِس المزاج عطب والأغذية الْبَارِدَة الْيَابِسَة كلهَا تذْهب النُّطْفَة وَالْجِمَاع على التَّعَب يورم الحقوين. وينفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام قلَّة الْغذَاء ويبسه وبرده وَألا يتعب فَإِن من تَعب استرخى بدنه وَأَكْثَره الِاحْتِلَام يكون لمن استرخى بدنه فَإِذا نَام احْتَلَمَ وَالنَّوْم على الْجَانِب الْأَيْمن يذهبه ويساره يهيجه لاسيما الاستلقاء والانبطاح على فرَاش حَار وينفع أَن يطلى الحقو باسفيذاج وخل وكزبرة أَو شوكران. من كتاب الاغتذاء: قلَّة الْأكل)

وَكَثْرَة التَّعَب يقلل اللَّبن والمنى وَالدَّم.

أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: يعرض للمكثرين الْجِمَاع دق ويجدون شَبِيها بدبيب النَّمْل من الرَّأْس إِلَى الصلب ويحتلمون دَائِما ويضعفون وتطن آذانهم ثمَّ يعرض لَهُم حمى حادة فيهلكون فاسقهم اللَّبن واحمهم التَّعَب وَالْحمام وَالسكر.

 

(3/375)

 

 

(مَنَافِع الْجِمَاع فِي الْبدن) (وإنهاض الشَّهْوَة والانعاظ وَالزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ وَمَا يحْتَاج أَن يتدبر بِهِ قبله وَبعده) (والرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع والبخار الشَّديد يصعد إِلَى الرَّأْس بعد) (الْجِمَاع والتعظيم والتضيق والملذذة وَالَّتِي ترى ماءاً كثيرا عِنْد الْجِمَاع وَالَّتِي) (تمنع سيلان الرطوبات والطمث فِي وَقت الْجِمَاع والمني الَّذِي يغلظ حَتَّى) (يخرج كالخيط من غلظه وَقد ذكرنَا هَذَا فِي بَاب الْمَذْي.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الفتيان الْكثير الْمَنِيّ إِذا لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وقلقوا وحموا وَقلت شهوتهم واستمراؤهم وَأعرف قوما كَانُوا كثيري الْمَنِيّ فَلَمَّا منعُوا أنفسهم من الْجِمَاع لضرب من التفلسف وَغَيره بردت أبدانهم وعسرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكأبة بِلَا سَبَب وَعرضت لَهُم أَعْرَاض المالنخوليا وَقلت شهوتهم وهضمهم وَرَأَيْت رجلا ترك الْجِمَاع وَقد كَانَ قبل ذَلِك جَامع مجامعة متواترة فقد شَهْوَته للطعام فَصَارَ وَإِن أكل الْقَلِيل لم يستمرئه وَمَتى حمل على نَفسه فَأكل فضلا قَلِيلا تقيأه من سَاعَته وَلَزِمتهُ أَعْرَاض المالنخوليا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى 3 (الأنعاظ) الإستلقاء على الْقَفَا على فرش لينَة حارة يزِيد فِي الانعاظ عكس قَول ج فِي كَلَامه فِي انتفاخ الذّكر: شدّ الْوسط الدَّائِم يهيج الانعاظ والأدوية المسخنة والنافخة إِذا شربت وَإِذا طليت على الْقطن وعَلى الْأُنْثَيَيْنِ والدبر والأطعمة المولدة للمني الْكثير وَترك الْجِمَاع مُدَّة مَعَ كَثْرَة حَدِيثه وَالسَّمَاع لما يتشوق إِلَيْهِ يُقَوي الانعاظ وَقلة إِخْرَاج الدَّم وَترك الرياضة وَكَثْرَة الْفِكر وَلَا يغيبه بِمدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ قَادِرًا عَلَيْهِ لِأَن الْأَعْضَاء إِذا فقدت أفعالها ضعفت قواها وانسدت مجاريها وَلذَلِك المعتادون للجماع الْكثير أقوى عَلَيْهِ وهم عَلَيْهِ أَصْبِر وَهُوَ لَهُم أقل ضَرَرا فَأَما ترك الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة والإضراب عَن ذكره فَإِنَّهُ يقلص الذّكر ويجعله شبه ذكر الشُّيُوخ واستعماله كثيرا يُوسع هَذِه الْعُرُوق ويسهل انصباب الأخلاط إِلَيْهَا وَيكثر لَهُ توليد الْمَنِيّ وتكثر لذَلِك الشَّهْوَة. 3 (مَنْفَعَة الْجِمَاع) قَالَ: من كَانَ مُعْتَادا للجماع ثمَّ تَركه فَإِنَّهُ رُبمَا عرضت لَهُ الْعلَّة الْمُسَمَّاة بارسموس وَهُوَ توتر الذّكر دَائِما. لى قَوْلنَا الضَّرْب عَن الْجِمَاع لم يغن مُدَّة طَوِيلَة كَمَا

 

(3/376)

 

 

يضْرب عَنهُ من يُرِيد قطعه الْبَتَّةَ لَكِن بِقدر مَا يجْتَمع الْمَنِيّ وَيكثر وَهُوَ فِي ذَلِك يكثر حَدِيثه والإشتياق إِلَيْهِ وَلكُل مَا يُولد الْمَنِيّ واستعماله خَارِجا وَبَاطنا مَا سَنذكرُهُ بعد هَذَا لمن كَانَ ضَعِيف الإنعاظ فَإِذا قوي إنعاظه فليتدرج إِلَيْهِ بِالْعَادَةِ فَإِنَّهُ إِن أَكثر مَا جرت لَهُ بِهِ الْعَادة قوي الْعُضْو على ذَلِك وجلب لنَفسِهِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بِحَسب مَا قد جرت لَهُ من الرياضة وَالْحَرَكَة.

من الثَّانِيَة من تَدْبِير الأصحاء: قد يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن من اليبس مَا يحدث لَهُ من كَثْرَة الرياضة. قَالَ: يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن وَلذَلِك يَنْفَعهُ الرياضة الْيَسِيرَة وَالْحمام والغذاء الرطب وَيكون إِلَى الْحَرَارَة إِن برد الْبدن بِالْجِمَاعِ وَإِلَى الْبُرُودَة إِن سخن وَلَا يُفَارق الترطيب فِي الْحَالين.

من كتاب مابال: ركاب الْخَيل يعتريهم شَهْوَة الباه أَكثر ويعظم أنثييهم. من كتاب بولس فِي الفلاحة قَالَ: كل خبز يخبز بِلَا خمير فَإِنَّهُ يُحَرك الْجِمَاع جدا.

الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يحل الإمتلاء ويمنعه لكنه يوهن قُوَّة الْمعدة جدا وَترك الْجِمَاع أبلغ شَيْء فِي حفظ قُوَّة الْمعدة.)

الْخَامِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: الْإِكْثَار من الباه ينفع الْأَمْرَاض الَّتِي تكون من البلغم. إِنَّمَا ينفع مِنْهُم من قوته قَوِيَّة فَأَما الضُّعَفَاء فَإِنَّهُم إِذا أَكْثرُوا من الباه وبهم أمراض البلغم صَارُوا إِلَى الْغَايَة القصوى من الضعْف وَالْبرد فيضرهم فَأَما من كَانَت قوته قَوِيَّة والحرارة الغريزية فِيهِ كَثِيرَة فَإِن الْإِكْثَار من الباه لَا يُضعفهُ ويحط الباه من البلغم الَّذِي قد كثر فِي بدنه فَإِن اسْتِعْمَال الباه يجفف الْبدن كَمَا يفعل السهر لِأَنَّهُ يزِيد فِي تَحْلِيل الأخلاط فَمَتَى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم فِي وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه بعد يبرد تبريداً قَوِيا.

قد يظْهر أَن قَول من قَالَ: إِن الْجِمَاع كَمَا أَنه يجفف دَائِما كَذَلِك يبرد صَحِيح. قَالَ: وَالْمَنْفَعَة الَّتِي ينَال الْإِنْسَان من الْجِمَاع إِنَّمَا ينالها بتبريده بدنه وَذَلِكَ أَن الْجِمَاع لَا ينفع إِلَّا من كَانَ فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء مزاج حَار بالطبع عَلَيْهِ فَقَط فَإِن هَؤُلَاءِ إِذا احتقن فيهم ذَلِك البخار الدخاني فَلم يتَحَلَّل ضرهم ذَلِك مضرَّة عَظِيمَة فَهَؤُلَاءِ هم الَّذين يَنْتَفِعُونَ بالباه مَتى استعملوه فِي وَقت الْحَاجة وبالمقدار الَّذِي يَنْبَغِي الْجِمَاع يشد الطبيعة مَا لم يفرط حَتَّى تضعف الْقُوَّة فَإِذا أَضْعَف الْقُوَّة فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينْطَلق الْجوف لفساد الهضم. لى رَأَيْت فِي كتاب سوء التنفس فِي الثَّالِثَة شَيْئا يُوجب: أَنه قد يعرض عَن الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع مَعَ شدَّة الْحَاجة إِلَيْهِ شَبيه بِمَا يعرض للنِّسَاء الْمُسَمّى اختناق الْأَرْحَام.

الْيَهُودِيّ: عاقرقرحا مِثْقَال دارصيني دِرْهَم فربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه جدا ويطرح فِي نصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص ويمرخ بِهِ الإحليل والخصيتان والعجان وأسفل الرجلَيْن وَيكون المرخ شَدِيدا حَتَّى تحمى تِلْكَ الْمَوَاضِع. السّمك المشوي مَتى أكل مَعَ البصل زَاد زِيَادَة بَيِّنَة فِي الْجِمَاع وَيجب أَن يكون حاراً فَأَما الْبَارِد فَلَا ينفع.

 

(3/377)

 

 

الْيَهُودِيّ: قد رَأَيْت من أَصَابَته فِي رَأسه ضَرْبَة يذهب عَنهُ شَهْوَة الباه وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الدِّمَاغ فِي ذَلِك أعظم الْخطر فَلذَلِك مَتى ضعف الدِّمَاغ قل الباه وعلاجه السعوط بدهن اللوز والروائح الطّيبَة ليسمن الدِّمَاغ وعلامة ذَلِك أَلا يكون بِالْقَلْبِ والكبد والكلى عِلّة والباه نَاقص وَالْعين مَعَه تكون غير سخن وَلَا رطب. الدغدغة تصيب الْإِنْسَان عِنْد الْجِمَاع وَبعده: اسْقِهِ أَيَّامًا دِرْهَم جوشير بأوقية من مرزنجوش مطبوخ. قَالَ: من النَّاس من يصعد إِلَى رَأسه بعد الْجِمَاع بخار شَدِيد وعلاج هَؤُلَاءِ أَن يتْركُوا شرب النَّبِيذ الصّرْف الْكثير فَإِنَّمَا يُؤْذونَ مِنْهُ.

مَجْهُول: للباه بزر حندقوقا كيلجة دقه واعجنه بِعَسَل وَاجعَل جوزات وتأكل جوزة مَتى أردْت)

ذَلِك. دَوَاء جيد ملذذ فِي بَاب النحب يعظم الذّكر: يدلك ويمرخ شَحم الورل فَإِنَّهُ يعظم وَيكون ذَلِك شَدِيدا وَليكن الدَّلْك شَدِيدا.

حمول مسخن: يُؤْخَذ الكرمدانج ينخل بحريرة صفيقة ويتحمل مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق فَإِنَّهُ يسخن حَتَّى يفْطن أَنه علاج إِن أَكثر مِنْهُ جدا فَلَا يكثر مِنْهُ. علاج يطيب ويضيق الرَّحِم عجب فِي ذَلِك سك ومسك قَلِيل زعفران يطْرَح فِي شراب ريحاني ويغلى ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان حَتَّى تشربه ويرفعها عنْدك وَعند الْحَاجة تقطع مِنْهَا قِطْعَة وتحتمل سَاعَة فَإِنَّهُ يطيب رِيحه ويضيق.

عَجِيب حَتَّى لَا يشْبع الرجل مِنْهُ مشهٍ. 3 (ضعف الْمَنِيّ من الدِّمَاغ) أهرن: إِذا كَانَ الْمَنِيّ ضَعِيفا فَإِن ذَلِك عَن الدِّمَاغ. وَإِذا كَانَ الإنتشار ضَعِيفا فَذَلِك عَن الْقلب وَإِذا كَانَت شَهْوَة الباه ضَعِيفَة كَانَ عَن الكبد والكليتين ويهيج الباه أكل البصل المشوي والمثروديطوس جيد لَهُ. وَإِذا كَانَ ذَهَابه لغم الْقلب فدواء الْمسك.

الطَّبَرِيّ للباه قَالَ: يدْخل الْحمام أَو تُوضَع الرجل فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا وفربيون فيجاد سحقه ويعجن مَعَه قَلِيل مسك ويعجن بدهن زنبق ويطلى بِهِ بَاطِن الْقدَم والمذاكر والعجان فَإِنَّهُ مجرب قوي وَيكون ذَلِك بعد الأغذية الجيدة والحقن فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لى يجب أَن يحقن مَرَّات وَيَأْكُل مَا يهيج الباه أَيَّامًا كَثِيرَة وَيمْنَع من الباه ثمَّ يمسح بِهَذَا. قَالَ: وينفع من استرخاء الذّكر أَن يدهن بدهن بِلِسَان أَو بدهن الْخَرْدَل. قَالَ وَفِي كتاب الْهِنْد: إِنَّه مَتى نقصت النُّطْفَة جدا فسد اللَّوْن وتوجع الذّكر وَكَانَ صَاحبه ميت الْقلب. البوزيدان يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ الناركيو والبهمنان. لى تجربة: دهن السعد يصلب الذّكر والتمسع بالسعد يفعل ذَلِك حَتَّى أَنه إِن مسح بِهِ ذَلِك نفع من سَاعَته. لى رَأَيْت مَتى كثر النفخ فِي الْبَطن وَلم يبلغ أَن يكون مرجعه اشْتَدَّ الإنعاظ.

3 - (دَوَاء الحسك لأهرن)

يُؤْخَذ حسك رطب فيجفف فِي الظل وينخل بحرير ثمَّ يعصر الحسك الرطب واسقه مِنْهُ وَزنه وجففه فِي الظل ثمَّ اسْقِهِ أَيْضا وجففه افْعَل ذَلِك حَتَّى يشرب ثَلَاثَة أوزانه ثمَّ اجْعَلْهُ أقراصاً والشربة مثقالان بسكرجتين من حليب فِيهِ شَيْء من زنجبيل.

أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: يجب أَن يكون الْجِمَاع بعد الهضم وَقبل خلاء الْمعدة

 

(3/378)

 

 

والإكثار مِنْهُ يضر بالبصر إِضْرَارًا قَوِيا وَشرب المَاء بعده يُرْخِي الْجِسْم وَيكثر البهر والتنفس والرعدة وَلَا يَنْبَغِي أَن يُجَامع على الإمتلاء لِأَنَّهُ يُولد فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة وَلَا يعقب الْحمام والتعب ويدع كل الحركات الشَّدِيدَة من حركات الْجَسَد وَالنَّفس مثل الغيظ وَالْغَضَب والاستفراغ بالقيء والفصد وَبعد التخم فَإِن ذَلِك كُله يُرْخِي الْجِسْم وينهك الْقُوَّة.

من كتاب مسيح قَالَ: سخونة الظّهْر تعين على الباه كَمَا أَن تبريده وَالنَّوْم على الأوراق الْبَارِدَة ينقص الباه. للزِّيَادَة فِي الباه عَجِيب: يطْبخ لبن النوق بِلَبن الْبَقر الحليب الطري وَيجْعَل ذَلِك غذاءه. تربية الحسك وَهُوَ عَجِيب للباه: يقطع الحسك الرطب ثمَّ ينقع فِي عصير الحسك الرطب فَإِذا أنشف اعيد عَلَيْهِ سِتَّة أشهر. ولاسترخاء الذّكر: يطلى بدهن البلسان فَإِنَّهُ عَجِيب.

بولس قَالَ: وَقد يبطل فعل الذّكر من فالج يعرض لربطة وَهَؤُلَاء يشتهون وَلَا ينتشرون فِي حَال وعلاج هَؤُلَاءِ علاج الفالج فِي بعض الْأَعْضَاء بالأشياء المسخنة والمروخ.

مَجْهُول: يُؤْخَذ ذكر ثَوْر هرم فجففه ثمَّ اسحقه وانثر مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا على بَيْضَة نيمبرشت وتحسى فَإِنَّهُ أَمر عَجِيب جدا وَأَيْضًا يُؤْكَل ثَلَاثَة دَرَاهِم من بزر الجرجير بِسمن الْبَقر. قَالَ: وَإِن استف قدر البلوطة من بزر الكراث الشَّامي أَكثر الباه.

ابْن ماسويه قَالَ: ليجتنب الْجِمَاع على الْخمار فَإِنَّهُ يهيج بخاراً كثيرا فِي الرَّأْس كَمَا يكون عِنْد الإمتلاء لكنه يكون أخوف وَأحد.

من كناش مَجْهُول مؤلف فِي الباه دَوَاء يزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة يُؤْخَذ لبن بقر حليب زنة رطلين فيطبخ بحقنتين من ترنجبين حَتَّى يغلظ كالعسل وادفعه واشرب مِنْهُ أُوقِيَّة على الرِّيق فَإِنَّهُ ينعظ حَتَّى يتَأَذَّى بِهِ ويسكن إنعاظه بعنب الثَّعْلَب والهندباء وَيُؤْخَذ مِنْهُ بعد الطَّعَام أَيْضا. ويجفف ذكر ثَوْر وينعم سحقه وينثر مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل على بيض ويحس. آخر جيد بَالغ يكثر الباه وَهُوَ يصلح للنحفاء: يُؤْخَذ رطلان لبن حليب من بقر ويسحق خَمْسَة دَرَاهِم من الدارصيني أَجود)

مَا يكون واطرحه فِيهِ واشرب مِنْهُ سكرجة حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ وخضخضه كل سَاعَة فِي يَوْمك وَخذ ذَلِك أسبوعاً وَيكون الطَّعَام طياهيج واشرب نبيذاً فَإنَّك ترى عجبا. أُخْرَى عَجِيبَة: يغلى عسل بلاذر مَعَ عسل النَّحْل وبسمن بقري حَتَّى يغلظ ويختلط وَلَا يغلي وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر حمصة عِنْد النّوم فَإِنَّهُ يهيج الباه اللَّيْل كُله وَهُوَ عَجِيب جدا.

لتعظيم الذّكر: يُؤْخَذ علق فَيجْعَل فِي نارجيلة فِيهَا مَاء وَيتْرك أسبوعاً وَمَا زَاد حَتَّى يجِف ثمَّ اسحقها واطلها بِهِ فَإِنَّهُ يعظم. للإنعاظ: بورق أَحْمَر وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فينعم سحقه ويخلط بِعَسَل ويدلك بِهِ أصل الذّكر وَحَوله والمراق وباطن الْقدَم وافتق عاقرقرحا فِي زنبق وَاسْتَعْملهُ.

ولتعظيم الذّكر: يدلك طرفِي النَّهَار ثمَّ يمسح بِلَبن الضَّأْن الغليظ فَإِنَّهُ يعظم ويبلغ مِقْدَار ماتزيد ويصابر على الدَّلْك أَو خُذ الحلبلاب وَهِي شَجَرَة لَهَا لبن فادلكه واطله بلبنها فَإِنَّهُ يعظم ويشتد مَا شِئْت. ولتغليظه: تُؤْخَذ خراطين فتجفف بعد غسلهَا

 

(3/379)

 

 

وتسحق نعما وتداف فِي دهن سمسم ويطلى بِهِ فَإِنَّهُ يغلظ جدا. ملذذة: لى الكبابة مَتى مضغت وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تحدد اللِّسَان والفم وَاسْتعْمل لُعَابهَا لذذت لَذَّة عَجِيبَة.

شرك الْهِنْدِيّ: إِذا كثر الْمَنِيّ اشْتَدَّ الشبق جدا ويهم فِي الْجِمَاع. قَالَ: لَا تجامع وَقد حركك الْبَوْل والرجيع وَلَا الطامث وَلَا الْمَرِيضَة والحدثة والهرمة والعاقر وَلَا عِنْد الْجُوع والعطش وَالْغَم والسهر والرمد والخمار وَالْمَشْي والقيء. قَالَ: وَإِذا أَدِيم أكل العصافير السمان وَشرب اللَّبن مَتى عَطش لم يزل كثير الْمَنِيّ منتشر الذّكر وَيزِيد فِي الْمَنِيّ زِيَادَة كَثِيرَة. بيض السّمك وَلبن الْبَقر عَجِيب يزِيد فِي الْمَنِيّ زِيَادَة كَثِيرَة ويسمن الْجِسْم: لحم الدَّجَاج المسمن وكل طَعَام يتَّخذ من الدَّجَاج المسمن وَقَالَ: ليؤخذ المخ من الْعِظَام ويطبخ مَعَ سمن الْبَقر وَلحم ويذر عَلَيْهِ أفاوية الطّيب ويؤكل فَإِنَّهُ بليغ النَّفْع زَائِد فِي الْمَنِيّ جدا وَكَذَلِكَ لحم السّمك الطري ويؤكل بالملح والحلتيت زَائِد فِي الْمَنِيّ وليشرب اللَّبن مَتى عَطش فَإِنَّهُ بليغ. قَالَ: وَجَمِيع الْأَطْعِمَة الحلوة والدسمة تزيد فِي الْمَنِيّ ومباشرة النِّسَاء فِي سنّ الحداثة يضر بالباه.

من كتاب تياذوق قَالَ: يشرب للجماع مَاء الْعَسَل الْغَيْر منزوع الرغوة بِلَا أفاوية بل يَجْعَل فِيهِ زعفران قَلِيل قدر مَا يلونه وَلَا تطبخه ويدمن شربه فَإِنَّهُ يزِيد فِي الإنعاظ. مجرب لى لِأَنَّهُ ينْفخ جدا. شَمْعُون دَوَاء يضيق ويشهى الْمَرْأَة بِالْجِمَاعِ: اغمس خرقَة فِي مَاء الشب الْيَمَانِيّ قد حل بِمَاء ثمَّ لوثها فِي سعد وسليخة وعفص مسحوقة بالكحل وَحملهَا قبل الْجِمَاع بساعتين أَو)

دق بزر الحماض نعما ويتحمله فَإِنَّهَا تصير كالعذراء. فَإِن كَانَت تَجِد رُطُوبَة فاسحق عفصاً جزءين وإثمدا جُزْءا وانعم سحقها بطلاء وتحتمله. للتضييق وتطيب الرَّائِحَة: عود وراسن وَسعد وقرنفل ورامك ومسك قَلِيل يسحق الْجَمِيع وتلوث صوفة فِيهِ قد غمست فِي ميسوسن وَحملهَا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى ولتشهية الْجِمَاع والتسخين حملهَا عسل والزنجبيل أَو فلفل وَشد الظّهْر بالمناطق اللينة الحارة فَإِنَّهَا تهيج الإنعاظ إِذا أدمن جدا. لى يَنْبَغِي أَن تتحذ منْطقَة خرق وتبل بدهن ناردين وَبَان بكر وتشد على الظّهْر أَو تضمد وتشد. قَالَ: وَكَثْرَة الشَّرَاب وخاصة الحلو والحنديقون يهيج الباه. قَالَ: وللإنعاظ يحْتَمل شيافة من شَحم حمَار فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب وألبان الْبَقر يزِيد فِي الباه جدا وَالْمَاء الَّذِي يطفى فِيهِ الْحَدِيد المحمى مَتى سقِِي لمن يسترخي ذكره لم يزل ينعظ اللَّيْل كُله.

ابْن ماسويه للباه: يشرب مِثْقَال حلتيت بنبيذ صلب. الطَّبَرِيّ: الَّتِي تزيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة الْأرز الْمَطْبُوخ بِاللَّبنِ وَسمن الْبَقر وَالسكر يكثر لمن أدمنه وَالَّذِي يهيج المباضعة بِهِ شرب دهن شيرج على نَبِيذ صلب وَيَأْكُل الكباب من لحم الضَّأْن ويتعاهد الزنجبيل المربى.

ابْن ماسويه: يهيج الإنعاظ بِقُوَّة أَن يفتق الجندبادستر والفربيون والعاقرقرحا والفلفل فِي دهن النرجس والسوسن ويمرخ بِهِ كل لَيْلَة الْقطن أجمع فَإِنَّهُ إِذا أَدِيم يَنُوب عَن الحقنة.

 

(3/380)

 

 

روفس فِي كِتَابه فِي ذكر أبقراط: إِنَّه كَمَا أَن الْمَرْأَة الَّتِي تُرِيدُ بَقَاء لَبنهَا دَائِما يحلب مِنْهُ دَائِما فَإِنَّهُ إِن تركته جف كَذَلِك حَال من أدمن الْجِمَاع فَإِنَّهُ يقوى عَلَيْهِ أَكثر وَيكثر تولد الْمَنِيّ فِيهِ.

من اختيارات حنين دَوَاء ملذذ: عاقرقرحا ميويزج دارصيني بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويعجن بِعَسَل قد ربى فِيهِ زنجبيل ويحبب أَمْثَال الفلفل وَتمسك مِنْهُ حَبَّة فِي الْفَم عِنْد الباه وَيمْسَح الذّكر مِنْهُ والقبل فيوجد لَهُ لَذَّة عَجِيبَة. آخر: حلتيت مسحوق يصب فِي قَارُورَة وَيصب عَلَيْهِ دهن زنبق وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يمسح بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيدخل الرجل يَده تَحت ظهر الْمَرْأَة مِمَّا يَلِي الْعَجز ويرفعها إِلَيْهِ ويشد فَخذيهِ فَإِنَّهُ ينالهما لَذَّة عَجِيبَة. من اختيارات حنين لاسترخاء الذّكر: قنطوريون وزفت وقيروطى بدهن السوسن أَو دهن خيرى وشمع مصفى يجمع ويطلى بِهِ الذّكر ونواحيه وَيحْتَمل بِهِ فِي قطنه. قَالَ: وَالَّذين لَا يقدرُونَ على الْجِمَاع ليدلكوا المذاكر دلكا مُتَتَابِعًا بِشَيْء من الشحوم وَقد خلط شَيْء من أصل النرجس أَو حب المازريون أَو عاقرقرحا أَو ميويزج أَو قريض وليشربوا الفلفل وخصى الثَّعْلَب وليكثروا ذكر الباه.)

السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا: الْأَبدَان الَّتِي يعرض لَهَا عِنْد الْجِمَاع النافض والإقشعرار فِيهَا أخلاط ردية مرارية فَيعرض لَهُم من حَرَكَة الْجِمَاع مثل مَا يعرض فِي الْحمام وَمِنْهُم من يشْتم مِنْهُ فِي وَقت الْجِمَاع رَائِحَة مُنْتِنَة وَهَؤُلَاء فيهم أخلاط عفنة وَمِنْهُم من تعرض لَهُم ريَاح فِي أَجْوَافهم وَهَؤُلَاء قد ضعفت مِنْهُم الْحَرَارَة الغريزية وَأَكْثَرهم أَصْحَاب الْعلَّة المراقية الْمَعْرُوفَة بالنافخة وشهوتهم للباه شَدِيدَة. لى يعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يحل الرِّيَاح ويجيد الهضم وَإِلَّا ولين بالإستفراغ.

قَالَ: وَالْجِمَاع ينفع من كَانَ يتَوَلَّد فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء المزاج الْحَار عَلَيْهِ بالطبع فَإِن هَؤُلَاءِ من صَبر مِنْهُم على هَذَا البخار وَلم يُجَامع أضرّ بهم جدا وَالْجِمَاع باعتدال يروح أبدانهم فينتفعون بذلك.

أوربياسيوس قَالَ روفس: الْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويخف بِهِ الْجِسْم ويحركه إِلَى النمو والنشو ويكسب جلدا ويشده وَيحل الْفِكر ويسكن الْغَضَب وَلذَلِك هُوَ دَوَاء لمالنخوليا يبلغ من نَفعه ذَلِك مبلغا عَظِيما وللجنون وفقد الْعقل وَهُوَ علاج قوي للأمراض البلغمية كلهَا وَرُبمَا هيج شَهْوَة الطَّعَام. وَلَا تحتمله الْأَبدَان الْيَابِسَة وَيجب أَن يتدبر من يُرِيد الْإِكْثَار مِنْهُ تدبيراً مسخناً مرطباً فيرتاض باعتدال وَيسْتَعْمل الْجِمَاع باعتدال فَإِنَّهُ إِذا اسْتعْمل الْعُضْو أَكثر انجذب إِلَيْهِ والأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء والغليظة المنفخة كالجزر والسلجم والجرجير والباقلى والحمص واللوبياء وَإِنِّي لِأَحْمَد الْعِنَب حمداً كثيرا فِي هَذَا الْبَاب لِأَنَّهُ يرطب ويملأ الدَّم ريحًا وَالرِّيح ينعظ وَمن هُوَ مرمع أَن يُجَامع فَلَا يتملأ من الطَّعَام وَسُوء الهضم والإكثار مِنْهُ رَدِيء مَعَ كَثْرَة من الأخلاط الردية فِي الْجِسْم وأوفق مَا يكون بعد غذَاء معتدل لَا يثقل فَإِن ذَلِك لَا يسْقط الْقُوَّة وَلَا يبرد مَعَه الْجِسْم وليحذر بعقبه التَّعَب والقيء والإسهال فَأَما الإسهال المزمن فَإِنَّهُ يقطعهُ وَيَنْبَغِي للمنهوكين ان يضبطوا أنفسهم.

 

(3/381)

 

 

أوريباسيوس: يُؤْخَذ من المر والكرنب ولب القرطم جُزْء جُزْء وَمن الشونيز جزءان وَمن العاقرقرحا نصف جُزْء وَمن الفلفل إِذا كَانَت تِلْكَ دِرْهَم ثَلَاثُونَ حَبَّة وَمن الكردمانة عشرُون حَبَّة يداف شمع يسير بدهن خروع وَعسل وَيجمع بالأدوية وتدلك بِهِ المذاكر وَمَا حولهَا. قَالَ: الَّذين لَا يقدرُونَ على الإنعاظ يدام مسح الذّكر والعجان بِبَعْض الشحوم وَقد خلط بِشَيْء يسير من الْحبّ الْمُسَمّى فسدس أَو ميويزج أَو عاقرقرحا أَو بزر الأنجرة وَقد ينعظ الحلتيت مَتى جعل مِنْهُ فِي ثقب الإحليل. قَالَ: وَمن أشرف على نَفسه فِي الباه فليتدبروا بتسخين ويطيلون النّوم)

لترجع قوتهم. قَالَ: وَقد يسْتَعْمل شياف من قنطوريون وزفت وَيسْتَعْمل لاسترخاء الذّكر.

روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: الْجِمَاع يتعب الصَّدْر والرئة والعصب وَالرَّأْس وَفِيه أَيْضا مَنَافِع لِأَنَّهُ يطيب النَّفس وَيصْلح للمالنخوليا وَالْجُنُون قَالَ: وَهُوَ فِي الخريف وَفِي الوباء ضار مهلك وَليكن قبل النّوم فَإِنَّهُ أَجود لراحة الْجِسْم وللحمل أَيْضا وَهُوَ رَدِيء أَن يُجَامع فِي آخر اللَّيْل قبل التبرز وَخُرُوج الثفل وَألا يسْتَعْمل على الإمتلاء من الشَّرَاب وعَلى الْخَلَاء من الْغذَاء وَلَا بعد الْقَيْء والإسهال والتعب والكائن مِنْهُ قبل الطَّعَام والإستحمام أقل تعباً ليسترد الْقُوَّة بالدلك والأغذية المقوية وَالنَّوْم وليسخن الْجِسْم وليسترح.

من كتاب حنين فِي الْمعدة ضماد ينعظ: عاقرقرحا وحسك وبزر القريظ وجرجير وَدَار فلفل وعكر الزَّيْت يضمد بِهِ الْقطن. قريطن للتضيق والرطوبة عِنْد الْجِمَاع: قشور الصنوبر مدقوقة أَرْبَعَة أَجزَاء شب جزءان سعد جُزْء يطْبخ بشراب ريحاني عفص حَتَّى يغلظ وتبل بِهِ خرق كتَّان وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج مشدود الرَّأْس وَعند الْحَاجة تمسك مِنْهَا وَاحِدَة. آخر يخفى اللواتي اقتضضن: عفص فج جزءان فقاح إذخر جُزْء يدق وينخل بمنخل صفيق واجعله فِي إِنَاء يكون فِيهِ خرق مبلولة بشراب وَيُؤْخَذ مِنْهَا وَاحِدَة بعد أَن تَجف وَتمسك وَأما اللواتي يشكين كَثْرَة الرُّطُوبَة فليدمن الإستنجاء بِمَاء القمقم ويحتملن من هَذِه. صفة للَّتِي تَشْكُو الْبرد والرطوبة: عفص فج أَربع أَوَاقٍ حب فسدس نصف أُوقِيَّة فلفل مثله سعد أُوقِيَّة دق ذَلِك وانخله واعجنه بمطبوخ وارفعه وَعند الْحَاجة انْعمْ سحقه واخلط بِهِ شَيْئا من دهن الْورْد وَيحْتَمل وَقت الْحَاجة إِلَى الْجِمَاع. آخر شب عفص جُزْء جُزْء فلفل أَبيض عاقرقرحا ربع جُزْء ربع جُزْء يعجن بدهن ورد حَتَّى يصير قوامه كالعسل وَيحْتَمل وَقت الْحَاجة قبل وَقت الْجِمَاع.

من كناش حنين فِي الباه قَالَ: الْقُوَّة على الباه تكون إِذا كَانَ الْمَنِيّ كثيرا حاراً وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ مزاج الْأُنْثَيَيْنِ حاراً رطبا لِأَن تولد الْمَنِيّ إِنَّمَا يكون فيهمَا فَإِذا يبس مزاجهما قل الْمَنِيّ وَضعف صَاحبه عَن الباه لقلَّة الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ مزاجهما بَارِدًا كَانَ الْمَنِيّ الَّذِي يتَوَلَّد فيهمَا سَاكِنا جَامِدا لَا لذع مَعَه وَلَا حَرَكَة غائراً فِي قعور أوعيته فَلم يهج وَلم

 

(3/382)

 

 

يلذع. قَالَ: وَيتبع حرارة مزاج الْأُنْثَيَيْنِ شدَّة الشبق والإنجاب وتوليد الذُّكُور وَسُرْعَة نَبَات الْعَانَة وَكَثْرَة الشّعْر فِيهَا وغلظه فِي نواحيه. وَالدَّلِيل على برده ضد ذَلِك وَدَلِيل رطوبته كَثْرَة الْمَنِيّ ورقته وَدَلِيل يبسه قلته وغلظه فَإِذا كَانَ المزاج حاراً يَابسا كَانَ الْمَنِيّ غليظاً جدا وَيكون صَاحبه منجياً جدا كثير)

الشبق ويحتلم سَرِيعا وتنبت عانته سَرِيعا وتكثر حَتَّى تبلغ السُّرَّة وتنحدر إِلَى الفخذين وَصَاحب هَذَا المزاج سريع إِلَى الباه إِلَّا أَنه يَنْقَطِع سَرِيعا من أجل اليبس وَمَتى أكره نَفسه أضره ذَلِك وَمَتى اجْتمعت مَعَ حرارة مزاج الْأُنْثَيَيْنِ رُطُوبَة كَانَ الشّعْر فِي الْعَانَة كثيرا إِلَّا أَنه دون الأول وَلم تكن الشَّهْوَة بِأَكْثَرَ من شَهْوَة صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِلَّا أَنه أضرّ عَلَيْهِ وضرره لَهُ أقل وَرُبمَا أضرّ بِهَذَا المزاج الْإِمْسَاك عَن الباه فَإِن كَانَ المزاج بَارِدًا رطبا كَانَ الشّعْر فِي الْعَانَة رَقِيقا بطيء النَّبَات والإحتلام بطيئاً والشبق قَلِيلا والمني رَقِيقا مائياً وَصَاحبه غير منجب ومولداً لإناث وَإِذا كَانَ بَارِدًا يَابسا كَانَ كَحال صَاحب المزاج الرطب إِلَّا أَن الشّعْر أَكثر والمني أغْلظ وَأَقل. لى يحول فِي المزاج إِن شَاءَ الله.

قَالَ: إِذا حدث ضعف عَن الباه لم يعهده فَانْظُر فَإِن كَانَ الْمَنِيّ قل مَعَ ذَلِك فالسبب فِيهِ عوز الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ على مالم يزل عَلَيْهِ فالسبب أَنه برد وَإِن كَانَ غلظ فالسبب فِيهِ أَنه يبس وَإِن كَانَ رق فَإِنَّهُ رطب وَذَلِكَ لمزاج الْأُنْثَيَيْنِ الْمُسْتَفَاد فعالج كل وَاحِد بضده وَأما الْأَمر الْكُلِّي فَإِن الضعْف عَن الباه يكون إِمَّا لقلَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا لبرده فأدمن مَا يُقَوي عَلَيْهِ فَأَما مَا يُولد الْمَنِيّ فَيحْتَاج إِلَيْهِ إِذا نقص الْمَنِيّ وَأما مَا يسخنه فَيحْتَاج إِلَيْهِ إِذا برد فقد بَان إِذا أَن الَّذِي يقطع الْمَنِيّ ضَرْبَان إِمَّا ماينقصه وَإِمَّا مَا يبرده ويجمده وَالَّذِي يُولد الْمَنِيّ مَا احْتِيجَ فِيهِ أَن يكون الْغذَاء الْكثير الْغذَاء مولداً للرياح حاراً ملائماً لجوهر الْمَنِيّ فَمَتَى لم يجْتَمع ذَلِك فِي شَيْء فضم ذَلِك من غَيره مِثَال ذَلِك: الباقلى قَلِيل الْغذَاء ينْفخ لكنه لَيْسَ بِكَثِير الْغذَاء فَإِذا ضم إِلَيْهِ اللَّحْم السمين اجْتمع فِيهِ مَا يُرَاد مِنْهُ. لى إِذا أكل السّمك الطري المشوي فَإِنَّهُ أفضل وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الحلتيت وَمن علم أَن الصنوبر حَار كثير الْغذَاء إِلَّا أَنه لَا ينْفخ علم أَنه يحْتَاج أَن يضم إِلَيْهِ عقيد الْعِنَب وَنَحْوه مِمَّا يُولد ريحًا وَكَذَلِكَ الأدمغة وصفرة الْبيض ومخ الْعِظَام يحْتَاج أَن يضم إِلَيْهَا مَا يسخن والحمص قد اجْتمعت فِيهِ الْخلال الثَّلَاثَة لى إِلَّا أَنه لَيْسَ يُبَالغ فِيهَا ثلثتها. قَالَ: ومزاجه وَحده بَقِي بتوليد الْمَنِيّ لِأَنَّهُ قريب من مزاج الهريسة والسلجم وبصل الزير وَأما الجرجير فَإِنَّهُ أَكثر إسخاناً من السلجم وَهُوَ منفخ إِلَّا أَنه أقل غذَاء مِنْهُ فَلذَلِك يُولد الْمَنِيّ أقل إِلَّا أَن يكون مَعَ غَيره وَكَذَلِكَ الجزر والنعنع إِلَّا أَن الجزر أَكثر غذاءاً من النعنع وَكَذَلِكَ الكراث والبطم وَالْعِنَب وَلَكِن فِي الْعِنَب فضل رُطُوبَة وغذاء كثير وَنفخ كثير فَهُوَ لذَلِك أقوى الْفِعْل والكراث والبطم يعينان على الباه. قَالَ: فَجَمِيع مَا يهيج الباه يكون إِمَّا لِأَنَّهُ يُولد الْمَنِيّ)

وَإِمَّا لِأَنَّهُ يسخنه وَإِمَّا لِأَنَّهُ إِذا وَقع مَعَ سَائِر الْأَطْعِمَة ولد شَيْئا يحْتَاج إِلَيْهِ. قَالَ: والأدوية الَّتِي تعين على الباه: بزر الجرجير وبزر السلجم والقسط الحلو والزعفران والسقنقور مِمَّا يَلِي كلاه إِذا شرب مِنْهُ مُفردا زنة مِثْقَال بِثَلَاث أَوَاقٍ من نَبِيذ ريحاني قوي والكزبرة الْيَابِسَة إِذا شرب مِنْهَا زنة دِرْهَم مَعَ

 

(3/383)

 

 

عقيد الْعِنَب لَهُ مِقْدَار وبزر الْكَتَّان إِذا أكل مَعَه الْعَسَل الْمَعْقُود والحرف وبزر الأنجرة والأنيسون إِذا شرب مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ بنبيذ ولب القرطم إِذا خلط بالأطعمة وَقد يخالط بالحقن المسخنة المرطبة وبالأدهان الَّتِي تمرخ بهَا الكلى ونواحيها وأفضلها دهن الخيري يخلط بِشَيْء يسير من بصل النرجس والعاقرقرحا والميويزج وبزر الأنجرة والجندبادستر وَنَحْوه.

3 - (من كتاب الْمسَائِل)

الْمَنْسُوب إِلَى أرسطاطاليس قَالَ: الْإِكْثَار من إدرار الْبَوْل ينقص الْمَنِيّ لِأَنَّهُ يهزل الكلى وَينْقص شحمها. قَالَ: وَمن جَامع بِقدر شَهْوَته فَإِنَّهُ كمن ينقص طَبِيعَته وينقي بِقدر الْحَاجة وبالضد.

قَالَ: إِذا كَانَت المثانة ممتلئة أَو الْبَطن ممتلئاً كَانَ خُرُوج الْمَنِيّ أعْسر. قَالَ: مدمنو ركُوب الْخَيل أقوى على الباه من غَيرهم الْجِمَاع يُخَفف الْجِسْم وَيكثر الْبَوْل. قَالَ: وَتعرض شَهْوَة الباه للرِّجَال فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة فِي الشتَاء وللنساء بالضد. قَالَ: الكثيرو االشعر أقوى على الْجِمَاع وَأَصْحَاب الْمرة السَّوْدَاء يهيج فيهم الباه كثيرا بِسَبَب النفخ والمقعدون أَكثر جماعاً لقلَّة تعبهم لأَنهم لَا يَمْشُونَ كثيرا.

من كتاب روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يشتهون الباه وَلَا يقوون على الْإِكْثَار مِنْهُ.

مَجْهُول الحقنة الْكَبِيرَة: رَأس حمل حولى سمين وأكارعه وجنبه الْأَيْمن يرض رضَا شَدِيدا ويغلى فِي قدر برام أَو نُحَاس مرصص وَيجْعَل مَعَه حِنْطَة مهروسة خمسين درهما وحمص مرضوض ثَلَاثِينَ درهما وحسك حَدِيث ثَلَاثِينَ وقرطم مرضوض وحلبة عشرَة عشرَة بزر الشبث بزر الجزر بزر البصل بزر الكراث بزر الهليون بزر اللفت بزر الجرجير بزر الأنجرة بزر الرّطبَة سَبْعَة سَبْعَة شقاقل عشرَة بزر الكرفس نانخة وخصى الثَّعْلَب ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بِخَمْسَة وَعشْرين رطلا مَاء ماحور الرَّأْس حَتَّى يتهرأ وينحل الْبَتَّةَ ويساط نعما ثمَّ يصفى وَيُؤْخَذ من المرق نصف رَطْل وَمن الدسم ثلث رَطْل وَيجْعَل مَعَه دهن خيرى أصفر خَالص ودهن الْجَوْز والحبة الخضراء وَبَان عشرَة عشرَة وَعسل خَمْسَة عشر درهما وَسمن عشرَة ويحقن بِهِ.

ابْن سرابيون الَّتِي تنعظ بزر الأنجرة وبصل الزير وبزر اللفت والجزر وبزره والنعنع والجرجير)

والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر والتودرى وأصل اللوف وكلى الاسقنقور وبيض الحجل والقسط إِذا شرب بشراب عسل وخصى الثَّعْلَب والبصل والهليون وأدمغة العصافير.

سفوف يهيج الباه: بزر هليون شقاقل زنجبيل خَمْسَة خَمْسَة درونج أَحْمَر وأبيض بهمن أَحْمَر وأبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر الرّطبَة وبزر اللفت وبزر الفجل وبزر الجرجير وبزر الأنجرة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ إشقيل مشوي سرة الاسقنقور ثَلَاثَة ثَلَاثَة رشاد خَمْسَة أَلْسِنَة العصافير دِرْهَم سكر أَربع الشربة دِرْهَم بطلاء آخر إِن كَانَ يسْتَعْمل الْهِنْدِيّ حسك يَابِس يدق وينخل بحريرة ويعتصر مَاء الحسك الرطب فِي إبانه وَيصب عَلَيْهِ وَيجْعَل فِي الشَّمْس حَتَّى تنشفه فيوزن وَيكون وَزنه يَابسا ثَلَاثَة أضعافه فَإِنَّهُ إِذا زَاد فِيهِ ثَلَاثَة أضعافه جَاءَ عجيباً فَخذ مِنْهُ حينئذٍ

 

(3/384)

 

 

ثَلَاثَة أَجزَاء وعاقرقرحا جُزْء سكر طبرزد أَرْبَعَة أَجزَاء الشربة خَمْسَة دَرَاهِم فَإِنَّهُ عَجِيب وَيشْرب دِرْهَمَيْنِ أَيْضا. آخر يعتصر مَاء البصل الرطب نصف رَطْل ويطرح عَلَيْهِ نصف رَطْل من الْعَسَل ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى أَن ينضب مَاء البصل وَيرْفَع وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر أُوقِيَّة فَإِنَّهُ جيد.

آخر: يُؤْخَذ عسل فيطبخ حَتَّى يغلظ قَلِيلا ثمَّ ينثر عَلَيْهِ حب الصنوبر لبه الْكِبَار وبزر الجزر وَدَار فلفل وشقاقل وبزر الجرجير وَدَار صيني وَيحْتَمل مثل جوارش النارمشك ويعقد ويدام أكله بعد الطَّعَام كل يَوْم قرصة فِيهَا أُوقِيَّة شراب. يُحَرك الباه: لفت وجزر وتين بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ بِمَاء ويصفى ويطبخ فِيهِ ثَانِيَة زبيب منزوع الْعَجم ثمَّ يصفى ثَانِيَة ويخلط مَعَه فانيذ وَيتْرك حَتَّى يغلي وَيصير نبيذاً وَيشْرب مِنْهُ وَيسْتَعْمل فِي الْأكل وَالشرب وَالنَّقْل والحلواء وكل مايحرك الباه وَيجْعَل ثلثه ملح السقنقور.

دَوَاء مجرب للباه مَجْهُول: مَاء الحسك المعصور وَمَاء البصل المعصور وَمَاء الجرجير الرطب وَسمن وَعسل بِالسَّوِيَّةِ يجمع وَيجْعَل فِي شمس حَتَّى يغلظ بعد أَن يضْرب بعضه بِبَعْض ويطبخ قَلِيلا حَتَّى يخلط بِنَار لينَة ويلعق مِنْهُ قدر أوقيتين فِي كل يَوْم فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون.

بولس قَالَ: من أحب ان يستكثر من الباه فليكثر فِي بدنه أبدا فضلا من الْغذَاء وليتغذى أغذية كَثِيرَة الْغذَاء لذيذة.

أقرابادين حنين حقنة جَيِّدَة تزيد فِي الباه جدا: حسك طري خمس حزم وكف حلبة وكف بزر اللفت والجزر والجرجير الْبري والهليون ونخاع تَيْس وخصيتاه مرضوضتان ودماغه يصب)

عَلَيْهِ رطلان من مَاء وَلبن حليب زنة رطلين ويطبخ جدا حَتَّى يغلظ ويحقن بِأَرْبَع أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة من دهن البطم يحقن بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق بعد التبرز. وَله جوارش البزور: تجمع البزور وتلت بالزنبق الرصاصي الْجيد ثمَّ يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الجوزة بأوقيتين من لبن حليب وَنصف أُوقِيَّة من السكر أَيَّامًا فَإِنَّهُ أبلغ. لى على مَا رَأَيْت لَهُ معجون اللبوب يزِيد فِي الباه: لوز بندق مقشر وفستق ونارجيل مقشر محكوك ولوز الصنوبر حب الفلفل حب الزلم وحبة الخضراء أَجزَاء سَوَاء ونارمشك وَدَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد عشر جُزْء بِمِقْدَار مَا يكون لَهُ أدنى حرافة يدق نعما ويعجن بِمِقْدَار مَا يجمعه فانيذ سجزى وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة كل يَوْم وَيشْرب لَبَنًا قد أنقع فِيهِ تمر ويمسك عَن الباه فَإِذا كثر المَاء شرب الْأَدْوِيَة الحارة الجافة.

من منجح ابْن ماسويه للإنعاظ: يشرب مِثْقَال حلتيت بنبيذ صلب أوقيتين. لى دَوَاء الحلتيت: زنجبيل دَار فلفل شقاقل بالسواء حلتيت نصف جُزْء يعجن بِعَسَل وَيشْرب وَهَذَا يصلح لِأَنَّهُ دَوَاء حَار جدا. بولس لِكَثْرَة الإنعاظ: يحرق اسفلانوطس ويسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن ويلطخ بِهِ إِبْهَام الرجل الْيُمْنَى فَإِنَّهُ ينعظ مَا شِئْت فَإِذا أردْت أَن يكف غسل. لى وجدت هَذَا فِي كتاب العلامات فِي أَوله فِي ذكر الْهَوَام أَنَّهَا العظاية الَّتِي لَوْنهَا إِلَى السوَاد وَعَلَيْهَا نقط تكون فِي الخراب وتصعد فِي الْحِيطَان.

 

(3/385)

 

 

من كتاب مُخْتَار وصف دَوَاء الترنجبين قَالَ: يتَّخذ على هَذِه الصّفة: رطلان من حليب وَنصف رَطْل من الترنجبين الْجلَال يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يصير كالعجين غلظاً ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَجود مَا رَأَيْت يُجَامع حَتَّى يضجر وتسكينه أَنه يقْعد فِي المَاء الْبَارِد لى هَذَا المزاج الْحَار هَذَا يصلح لأَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة المحتاجين إِلَى مَا يرطب.

أوربياسيوس مسوح لروفس ينعظ جدا: مر كبريت لم يطفأ ولب القرطم دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد عاقرقرحا أبولسان فلفل أسود ثَلَاثُونَ حَبَّة قردمانا عشرُون حَبَّة يدق مَعَ دِرْهَم من بصل العنصل دقاً نعما كل وَاحِد على حِدة ثمَّ تجمع ثمَّ يذاب شمع ودهن وَيصب على الْأَدْوِيَة ويسحق حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل وتمسح بِهِ المقعدة والقطن والعجان قبل الْوَقْت بساعة ثمَّ يغسل مرّة بعد الْجِمَاع ويدهن بدهن ورد.

جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: النّوم على الْقَفَا وَشد الحقو ينعظ اسْتِعْمَال كَثْرَة الْجِمَاع يغلظ الذّكر ويملؤه وقلته يقلصه ويرقه لِأَن كل عُضْو يرتاض ينمى.)

الرَّابِعَة من طيماوس قَالَ أفلاطن: إِن المخ يزِيد فِي الْمَنِيّ قد يظْهر قَول أبقراط أَيْضا أَنه كَانَ يرى أَن زِيَادَة المخ تزيد فِي الْمَنِيّ. قَالَ: الْمَنِيّ إِذا كثر أحب الْحَيَوَان إِخْرَاجه. لى لذَلِك يزِيد فِي الْمَنِيّ أكل اللبوب بالسكر.

من مسَائِل ارسطاطاليس فِي الباه قَالَ: الهضم الْجيد يكثر مَادَّة الْمَنِيّ. لى جربت فَوجدت النفخ فِي الْبَطن والثقل الَّذِي لَيْسَ بمفرط فِي الْبَطن ينعظ مَالا ينعظ عِنْد الْخُف من الْغذَاء وَعدم النفخ فِي الْبَطن والباه ينقص شعر الحاجبين وَالرَّأْس وأشعار الْعَينَيْنِ وَيكثر شعر اللِّحْيَة وَسَائِر الْبدن وَيكثر شعر الأشفار سَرِيعا. قَالَ: والأبدان الحارة الرّطبَة هِيَ مستعدة للحقن فَإِذا منعت الْجِمَاع جدا عفن فِيهَا الْمَنِيّ وعفن لذَلِك الدَّم فَصَارَ الْبَوْل وَالْبرَاز مرارياً وعلامة الْمَنِيّ العفن الْمُتَغَيّر الرَّائِحَة واللون.

من الأقربادين الْكَبِير دَوَاء الحسك: حسك يَابِس يسحق كالكحل رَطْل وَيصب عَلَيْهِ رطلان من مَاء ويطبخ حَتَّى يهترأ ثمَّ يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال من مَاء الحسك الرطب ويطبخ حَتَّى يصير كاللعوق بِنَار لينَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا جُزْء وَمن هَذَا الطبيخ ثَلَاثَة أَجزَاء فانيذ مثله يشرب فِي كل لَيْلَة أَرْبَعَة دَرَاهِم عِنْد النّوم فَإِنَّهُ عَجِيب.

مُفْردَة: بزر الأنجرة مَتى عجن بعقيد الْعِنَب وَأخذ هيج الباه. بصل الزير يهيج الباه مَتى أكل وَلَا يهيج حرارة. بزر السلجم وَأَصله يزِيد فِي الْمَنِيّ. الجزر وبزره والنعنع يُحَرك الباه قَلِيلا.

البصل يهيج الباه والقسط يُحَرك الباه مَتى أَخذ بشراب. خصى الثَّعْلَب يهيج الباه والجرجير وبزره إِذا أَكثر مِنْهُمَا هاجا الباه والحرف يهيج الباه وبدله الْخَرْدَل وبزر الجرجير بِالسَّوِيَّةِ يهيجان الباه. والبلبوس يُحَرك الباه وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ من عصبه ضَعِيف لِأَنَّهُ يضر بالعصب بزر الكزبرة مَتى شرب بالميبختج ولد الْمَنِيّ. أصل شَجَرَة الأنجدان منفخ

 

(3/386)

 

 

مسخن لى فَهُوَ جيد إِذا لهَذَا. قَالَ: والحلتيت صمغه وَهُوَ أقوى مِنْهُ نافخ. ورق الأنجدان أقوى من الأَصْل والصمغ أقوى من الْوَرق. خصى الثَّعْلَب مَتى أمسك فِي الْيَد هاج الباه وَمَتى شرب حركه أَكثر. وشحم البط يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ لَحْمه.

سندهشار: لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه: لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الْمَنِيّ. الخوز: الوج يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه: زعفران يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه وشرك الْهِنْدِيّ والخوز وماسرجويه: الزنجبيل يزِيد فِي الباه. الخوز: الحلبة يزِيد فِي الباه. سندهشار: الحسك يزِيد فِي)

الباه. ابْن ماسويه: حب الزلم يزِيد فِي الباه جدا وَهُوَ طيب المذاق دسم. الهليون والكنكر يزيدان فِي الباه. الخوز الحلبة بقله وبزره يهيجان الباه. ابْن ماسويه: مَتى انقع الحمص وَشرب مَاؤُهُ على الرِّيق زَاد فِي الإنتشار جدا. الخوز: يشرب مَاؤُهُ ويؤكل الحمص فَإِنَّهُ ينعظ إنعاظاً بليغاً وَليكن المَاء قَلِيلا قَلِيلا ليَكُون أقوى. وليستعمل دَائِما كل يَوْم قدر نصف ربع من المنقى الْكِبَار مِنْهُ. الجوزجندم يزِيد فِي الْمَنِيّ. الكردمانا النِّسَاء يستعملنه ليسخن الْفرج فيسخن جدا حَتَّى يفْطن أَنه علاج. لى يسخن ويضيق ويطيب لب الكردمانا وسك فيلوث فِيهِ خرقَة كتَّان بنبيذ زبيب عَتيق وَيحْتَمل فَإِنَّهُ عَجِيب.

الفلاحة: الكرفس يهيج الباه من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَلذَلِك يمْنَع مِنْهُ الْمُرْضع.

شرك: اللَّبن يزِيد فِي الباه جدا وَيَنْبَغِي أَن يدمنه من يدمن الْجِمَاع. الخوز: لِسَان العصافير زَائِد فِي الباه.

ماسرجويه: سمن الْبَقر جيد للباه ويسمن الكلى. وَقَالَ: اللعبة تزيد فِي الباه جدا. بزر المغاث يزِيد فِي الباه جدا. الخوز: الموز يُحَرك الباه.

ابْن ماسويه: مَاء النارجيل يُحَرك الباه. وَقَالَ: السرطان النَّهْرِي مَتى شوي وَأكل هاج الباه.

سندهشار: السّمك الطري يزِيد فِي الباه. الخوز: مَتى شرب مِمَّا يَلِي كلى السقنقور ثَلَاثَة مَثَاقِيل أنعظ حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ نَقِيع العدس وَمَتى خلط بالأدوية انْكَسَرت شدَّة قوته.

هَذَا السّمك خاصته أَن يهيج الباه.

القلهمان: السكبينج الْأَصْبَهَانِيّ يزِيد فِي الباه. الفلاحة: الفجل يزِيد فِي الباه لِأَنَّهُ يسخن وينفخ.

الخوز: الفجل يزِيد فِي الْمَنِيّ والإنعاظ جَمِيعًا. لب القرطم يزِيد فِي الباه القلقاس يزِيد فِي الباه وخاصة مَتى خلط بالسمسم وَعسل الْقصب أَو الفانيذ. الذوبيان الطري يزِيد فِي الباه. الربيثا يهيج الباه.

سندهشار: الثوم جيد لمن قل منيه من كَثْرَة الْجِمَاع وَيكثر الْمَنِيّ جدا السّمن وَاللَّبن يكثران الْمَنِيّ.

 

(3/387)

 

 

الخوز: الخولنجان يزِيد فِي الباه جدا. الْحبَّة الخضراء تزيد فِي الباه.

مَجْهُول: يسحق الْخَرْدَل ويغلى فِي الدّهن ويتمسح بِهِ بعد أَن يصفى فَإِنَّهُ ينعظ جدا.)

ابْن ماسويه: الشقاقل زَائِد فِي الباه. قريطن: للبرد والرطوبة وَالنَّتن وَالسعَة فِي الْفرج: عفص وَمر وَسعد وسليخة وفلفل وسنبل وقندس يسحق ويتحمل فِي خرقَة. لى على مَا استخرجته لميسوسن وَغَيره. وَإِذا كَانَت الْمَرْأَة ترى مَاء كثيرا فاحقن الرَّحِم بِمَا شَأْنه إسهال المَاء مَرَّات وجفف التَّدْبِير وَحمل شيافات جازبة للْمَاء. فأبلغ مَا جرب فِي ذَلِك الشياف المتخذة من شَحم الحنظل والشبرم ثمَّ بعد ذَلِك يحمل ويحقن بالقوابض كطبيخ العفص والآس والسك وَنَحْوه. لى مِمَّا وَقع فِي ذَلِك بالتجربة بِخِلَاف ظَنِّي الكردمانا فَإِنِّي ظَنَنْت أَنه يحدث المَاء فَإِذا هُوَ يجفف الرَّحِم ويسخنه اسخاناً شَدِيدا لَا بعده حَتَّى أَن النِّسَاء بالتجربة يستعملنه لقطع الطمث وَأَنا من كتاب روفس وَحكى عَنهُ قسطاً أَيْضا: أَن الْجِمَاع إِذا كَانَ مَعَ الغلمان كَانَ أَشد إتعاباً للجسم وَذَلِكَ أَن الْآلَة غير مُوَافقَة تحْتَاج إِلَى تَعب لينزل الْمَنِيّ وَلَيْسَ من الْحر واللين والرطوبة على مِثَال الْفرج وَلذَلِك يتعب أَشد إِلَّا أَن يكون الْفَاعِل شَدِيد الشبق جدا فيبدر منيه بسهولة. لى رَأَيْت فِي مَوضِع آخر أَن مجامعة الغلمان لَا تخرج من الْمَنِيّ مَا تخرج من مجامعة النسوان وَلذَلِك هُوَ أقل إنهاكاً للجسم وَيجب ان يحرز ذَلِك. مسَائِل أرسطاطاليس قَالَ: الكلى والقضيب يسخن بسخونة الْقَدَمَيْنِ. لى إِذا دلكت بدهن مسخن هاج الإنعاظ.

مسَائِل الرَّابِعَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: الباه يجفف دَائِما وَلَا يسخن أَي يبرد دَائِما لكنه مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أَعنِي ان تكون الْحَرَارَة الغريزية فِي الْبدن كَثِيرَة أسخنه وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والحرارة الغريزية يسيرَة أسخن وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه يبرد تبريداً شَدِيدا قَوِيا وَمَتى كَانَ فِي الْجِسْم بخار دخاني برد أَيْضا. حمل الرجل شيافة فأنعظ ليلته كلهَا حَتَّى أخرجهَا وَإِنَّمَا كَانَ حملهَا لبواسير كَانَت بِهِ. قَالَ: وَكلما رق لحم الكلى كَانَ امْتنَاع الْمَنِيّ أَشد وَكَانَ الإنعاظ أَشد لى احسبه يحْتَاج مَتى رقت آنِية الْمَنِيّ وَلذَلِك نجد قوما أرقاء نحفاء شديدي الإهتياج للباه ويضرهم لقلَّة أخلاطهم ورقة أبدانهم.

بليناس فِي الطبيعيات: من أحب أَن يُجَامع وَلَا يُؤْذِيه فليشرب بزر الكراث مَعَ شراب. خلف: يحقن بحقنة الراسن ثَلَاث لَيَال كل شهر ويتحسى كل يَوْم صفر خمس بيضات مَعَ درهمي بزر جرجير وَيَأْكُل عجه بهليون وَسمن وصفر بيض ثمَّ ذَر عَلَيْهَا دَار فلفل وزنجبيل وَيَأْخُذ كل يَوْم من الشقاقل قِطْعَة.

 

(3/388)

 

 

أرسطاطاليس: يَنْبَغِي أَن يُجَامع بِقدر الشبق فَإِنَّهُ حينئذٍ تخرج الفضلة فَقَط وَلَا ينزل مَعَ الشبق)

فَإِنَّهُ كَمَا أَن من بِهِ غثى يحْتَاج أَن يتقيأ ليخرج الْفضل وَمن لَا غثى بِهِ لَا يحْتَاج أَن يتقيأ كَذَلِك الْحَال فِي الْمَنِيّ. قَالَ: وَخُرُوج الْمَنِيّ مَعَ خف الْبَطن أسهل كثيرا وَكَثْرَة الرّكُوب يهيج الباه وَكَثْرَة الباه يجفف الْبَطن ويسهل الْبَوْل ويبرد الْبَطن كُله.

مَجْهُول للتضييق: رامك وقنة وصمغ عَرَبِيّ أُوقِيَّة أُوقِيَّة رب السوس مثقالان سك مثله بسباسة ثَلَاثَة مرداسنج مِثْقَال عود أُوقِيَّة زجاج شَامي ينخل بالحريرة ثمَّ يسحق بِمَاء السنبل ويقرص وَعند الْحَاجة يسحق بالميسوسن ويتعالج بِهِ يَجِيء عجيباً وَإِن شِئْت قرصه بِمَاء الآس لبن بقر حليب رَطْل دَار فلفل أَرْبَعَة دَرَاهِم مسحوق يداف مِنْهُ وَيشْرب أسبوعاً قَالَ: وَهُوَ قوي جدا فِي الإنعاظ دَوَاء الترنجبين وَاللَّبن مثله أقوى حَتَّى أَنه يتَأَذَّى بالإنعاظ وليدع البقل والخل فَإِنَّهُمَا يغيران الشَّهْوَة. قَالَ: وَلَا شَيْء أبلغ فِي الإنعاظ من مرخ الذّكر وحواليه بِمَا يلذع كالبورق وَالْعَسَل بورق الْخبز وعاقرقرحا وبزر الكرفس والأدهان الحارة وَكَذَلِكَ الشيافات. فربيون عاقرقرحا عنصل مشوي يداف مِنْهَا بِالسَّوِيَّةِ وزن سِتَّة دَرَاهِم فِي أُوقِيَّة زنبق وشمسه أسبوعاً ثمَّ اسْتَعْملهُ. ولقلة المَاء من يبس: رَطْل ميبختج يلقى عَلَيْهِ مثل الْبَيْضَة من سمن بقر خَالص وَيشْرب على الرِّيق أسبوعاً. حقنة لذَلِك: سكرجة دهن جوز وَمثله سمن الْبَقر وَمثله من مَاء الكراث الَّذِي لم يغسل يحقن بِهِ وَأَيْضًا رَطْل لبن بقر حليب نصف رَطْل من سمن الْبَقر رَطْل عسل تغليه وألق عَلَيْهِ من دَقِيق الحمص مَا يغلظ وَيصير عصيدة وكل مِنْهُ كل يَوْم كالرمانة ثَلَاث مَرَّات وَلَا تجامع أَيَّامًا. وَاعْلَم أَن الْمَشْي حافياً يقطع الإنعاظ. قَالَ: خُذ رطلا من لبن الضَّأْن وَعشرَة دَرَاهِم من السكر واشرب أَيَّامًا أَو خُذ رطلين من لبن الضَّأْن ورطلاً من التَّمْر وَنصف رَطْل من الْحبَّة الخضراء مدقوقين فانقعه فِيهِ ثمَّ كُله واشرب اللَّبن عَلَيْهِ فِي يَوْمَيْنِ أَو كل يَوْم عشْرين تَمْرَة قد أنقعت بِلَبن فِيهِ لرطل خَمْسَة دَرَاهِم دَار صيني أَو خُذ دجَاجَة سَمِينَة ففصلها وألق مَعهَا كف حمص مرضوض وَعشر بصلات بيض وَقَلِيل ملح واطبخها وَكلهَا وتحسى المرق وَاجعَل حلواءك ترنجبينا قد طبخته فِي لبن الْبَقر حَتَّى صَار كاللبأ وكل بعده مِنْهُ رطلا. قَالَ: وَإِذا دلكت الذّكر بالأدوية الحارة رَبًّا فِي إنعاظه وَعظم وَمِمَّا يفعل ذَلِك العلق والخراطين والحبوب وشجرة تسمى بالحجاز السطاح ودود النَّحْل يذاب فِي الزنبق. وَمِمَّا يكثر الْمَنِيّ وَالْولد بَيَاض الْبيض وبزر الفرفير يزِيد فِي الْمَنِيّ ولب وَحب الْقطن ينعظ إِذا ديف فِي رازقى وتمرخ بِهِ وَيُؤْخَذ حب الْقطن وعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ينعم دقه وأدفه فِي دهن رازقى واطل بِهِ أصل الذّكر)

والحالبين وباطن الْقَدَمَيْنِ وَلَا يُصِيب من الذّكر إِلَّا أَصله وَتَأْخُذ بورقاً من الَّذِي يلقى فِي الْخبز غير شَدِيد الْبيَاض مِثْقَالا فاعجنه بِعَسَل واعصر الحلبوب وَهُوَ اللبلاب العريض واخلطه ثمَّ امرخ بِهِ الذّكر والحالبين واستدخل مِنْهُ بأصبعك قَلِيلا فَإِنَّهُ ينعظ ويربو ويعظم ويصلب جدا ويسخن حَتَّى يكَاد يحرق مَا مَسّه وَمِمَّا يَنْفَعهُ جدا حَاضر: يشرب مِثْقَال خولنجان بنبيذ صلب حِين تأوي إِلَى فراشك وَمِمَّا يزِيد فِي الْمَنِيّ: بندق يدق لبه وَتُؤْخَذ مِنْهُ سكرجة وَلبن حليب

 

(3/389)

 

 

ثَلَاث سكرجات تطبخ حَتَّى يذهب الثُّلُث ويحسوه على الرِّيق أَيَّامًا وينفعه أَن يَأْخُذ كل غَدَاة سكرجة مَاء الجرجير معصوراً مَعَ رَطْل نَبِيذ صلب جدا ويغتذي بأغذية مُوَافقَة فَإِذا أويت إِلَى فراشك وضعت قَدَمَيْك فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ أخرجهُمَا وامسحهما بدهن زنبق.

لقلَّة الْمَنِيّ: يُؤْخَذ بصل قد شوي فِي رماد حَار ثمَّ ينظف ويدق ويعجن بِسمن وَعسل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة ثَلَاث مَرَّات فَإِذا أكل الْغذَاء أكل كشك الشّعير مطبوخاً بِاللَّبنِ على عمل أرز بِلَبن أَيَّامًا أَو رض بصلاً رطبا حريفاً وصب عَلَيْهِ غمرة لبن وامرسه فِيهِ واشرب ذَلِك اللَّبن أسبوعاً فترى الْعجب أَو افْعَل ذَلِك بِمَاء الجرجير الرطب وَخذ بندقاً مبزراً فَإِذا جف فَخذ بزره وورقه واطرح عيدانه وَعند الْحَاجة تستف مِنْهُ بنبيذ صلب وَلَا يَأْكُل خمس سَاعَات واعمل هَذَا العلاج وَهُوَ أَن تَأْخُذ ديكاً أَيَّام الرّبيع فاذبحه وارم بأحشائه واحشه ملحاً وعلقه فِي الظل حَتَّى يجِف ثمَّ اطرَح جلده وعظمه واسحق اللَّحْم وَالْملح واجعله فِي قَارُورَة وَاخْتِمْ عَلَيْهِ وَتَأْخُذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة مثل حَبَّة الحنظل أَو أَكثر قَلِيلا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى أَحسب أَن هَذَا أقوى من المائي. قَالَ: دَوَاء الترنجبين كل مِنْهُ مَا قدرت واشرب عَلَيْهِ شرابًا صلباً بزر الرّطبَة يدق ويعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة غدْوَة وَعَشِيَّة.

دَوَاء اللبوب لذيذ نَافِع: يُؤْخَذ بندق مقشر من قشريه وَجوز هندى ولوز وَجوز مقشر وَحب صنوبر وَحب الفلفل وَحب الزلم والحبة الخضراء وفستق أوقيتان من كل وَاحِد وسمسم وخشخاش وشقاقل وتودرى وبهمنان بِالسَّوِيَّةِ زنجبيل دَار فلفل خولنجان قرفة نارمشك من كل وَاحِد ثلث جُزْء وسكر مثل الْجَمِيع يذاب بِمَاء ويعجن بِهِ ويؤكل كل يَوْم مثل الْبَيْضَة. قَالَ: يغلى رطلين من لبن حليب فِي برنية ثمَّ يلقى فِيهِ حفنتان من ترنجبين واغله بِنَار لينَة حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يَأْكُل مِنْهُ أسبوعاً على الرِّيق واطل أَسْفَل قَدَمَيْهِ بِمَاء السلق. وَمِمَّا نَفعه حَاضر أَن يمرخ الورك والعانة ونواحيها بزنبق ويتحمل مِنْهُ بقطنة.)

دَوَاء يغلظ وينعظ: يخرج دهن حب الْقطن ثمَّ اسحق بورقاً وأدفه وامسح بِهِ الذّكر ونواحيه.

قَالَ: وأجود من هَذَا كُله أَن تُؤْخَذ ثَلَاثَة أَرْطَال من اللَّبن الحليب فَيلقى فِيهِ نصف رَطْل ترنجبين وَنصف رَطْل من الْحبَّة الخضراء مدقوقة واغله غلية وامرسه نعما وَصفه وَخذ مِنْهُ نصف رَطْل فألق عَلَيْهِ نصف دِرْهَم خولنجان واشرب مِنْهُ رطلا وَنصف على هَذِه الصّفة أَيَّامًا فَإِنَّهُ نَافِع.

يُؤْخَذ بزر بنج فيغلى بِمَاء بِرِفْق حَتَّى يتهرأ ثمَّ يتَحَمَّل مِنْهُ بقطنة ينعظ جدا. الخوز: الحندقوقا بقله وبزره يهيجان الباه. عَجِيب جدا للإنعاظ: فربيون عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويغلى حَتَّى ينضب ثمَّ يمرخ بِهِ الذّكر فَلَا يسكن إنعاظه. لى افتق فربيوناً فِي دهن زنبق وامرخ بِهِ وَاذْكُر جِرَاحَة الْقَضِيب.

الْهِنْدِيّ: من أَصَابَهُ ضعف أَو مرض لِكَثْرَة الْجِمَاع فاللبن شفاؤه.

 

(3/390)

 

 

من كتاب روفس فِي الباه: الْإِنْزَال على خلاء الْبَطن أسهل إِلَّا أَنه يضعف وَهُوَ على الشِّبَع رَدِيء وعَلى السكر أردى وَالْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويجفف الْبدن ويجعله مذكراً حركاً لَا نفح فِيهِ وَلَا استرخاء وَيذْهب الْفِكر وينفع من المالنخوليا والصرع وَثقل الرَّأْس. قَالَ: وَقضى أبقراط على كل مرض يكون من البلغم أَن الْجِمَاع نَافِع مِنْهُ وَكثير من المرضى برؤا على الْجِمَاع لِأَن أبدانهم تنفست بعد أَن كَانَت منقبضة وَرجعت شهوتهم للطعام بعد سُقُوطهَا لِأَنَّهُ يسخن. قَالَ: وَالْحَرَكَة وَالرُّكُوب يضران بالذين أمزجتهم حارة يابسة وينفع الَّذين مزاجهم بَارِد رطب لِأَنَّهُ يسخن الحقو والكلى والأنثيين وَمن قد ضعف عَن الباه لِكَثْرَة ضَبطه لنَفسِهِ عَنهُ فَيَنْبَغِي أَن يدرج نَفسه إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا ويتغذى بِمَا يزِيد فِي الْمَنِيّ وَلَا بُد لمن يُرِيد كَثْرَة الباه من اسْتِعْمَال الْأَشْيَاء الزَّائِدَة فِي النُّطْفَة وَيزِيد فِيهَا من كل حَار رطب وكل منفخ منعظ وَلذَلِك أمدح الْعِنَب. والإنعاظ وَالْجِمَاع رَدِيء فِي حَال التملي جدا كَمَا أَن جَمِيع الحركات فِي هَذِه الْحَال ردية وَكَذَلِكَ على الخوى المفرط لِأَنَّهُ يُورث ضعفا شَدِيدا وعَلى التُّخمَة وَقبل التبرز وَالْبَوْل فَإِنَّهُ إِن جَامع على الإمتلاء من هَذِه الْأَعْضَاء أورث ضَرَرا فَلذَلِك ينْهَى عَنهُ نصف اللَّيْل لِأَن الْبَطن لم يخف بعد وَلم ينحط عَنهُ الطَّعَام وَفِي الصُّبْح قبل التبرز وَيُورث بعد الْحمام والتعب ضعفا عَظِيما وَهُوَ على الطَّعَام الْيَسِير صَالح وَمَتى أَرَادَ إِنْسَان بعد الطَّعَام فليمسك حَتَّى ينتشر عَن معدته الطَّعَام وَمن طلب الْوَلَد فليجامع بعد أَخذ الطَّعَام وَالشرَاب الْيَسِير ويحذر بعده الْقَيْء والإسهال المفرط وَأما إسهال الْبَطن الدَّائِم الَّذِي لعِلَّة رطبَة فالجماع يقطعهُ وليحذره من)

صَدره عليل أَو ضَعِيف فَإِن بَين هَذِه الْأَعْضَاء والعصب مُشَاركَة قَوِيَّة جدا وَالْجِمَاع أضرّ شَيْء بالعصب وَزِيَادَة شَهْوَة الباه المفرطة تنذر بالصرع والمالنخوليا والفالج وَيَنْبَغِي أَلا يُجَامع عِنْد التشوق بالتصور النَّفْسِيّ بل عِنْد هيجان الْجِسْم لَهُ لَا النَّفس فَإِن الْجِسْم يهتاج لَهُ حِين يهتاج إِلَى قذف هَذَا الْفضل فَأَما النَّفس فتهتاج لَهَا لذكر اللَّذَّة. قَالَ: والشاب قوي على الباه وَالنّصف بعده وَالشَّيْخ أسوأهما حَالا فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ رجل يَشْتَهِي الْجِمَاع وَلَا ينزل مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ بل يخرج مِنْهُ وَقت الْفَرَاغ ريح فعالجته بالأغذية الرّطبَة فبرئ. وَآخر كَانَ لَا ينزل وَقت الْجِمَاع ثمَّ كَانَ يَحْتَلِم بِمني كثير فِي النّوم. فَعلمت أَنه يحْتَاج إِلَى إسخان لِأَنَّهُ فِي حَال النّوم كَانَ يسخن جَوْفه فَأَمَرته بركض الْخَيل والطلي بالجندبادستر أَو تسخين هَذِه الْمَوَاضِع وألزمته الأغذية الحارة الْيَابِسَة.

الخوز دَوَاء لمن يبس بدنه وفقد الْجِمَاع وَيصْلح فِي الصَّيف: ترنجبين عشرَة دَرَاهِم لبن أَرْبَعُونَ يصفى الترنجبين ثمَّ يُعِيد فيطبخه على النّصْف ثمَّ يحسوه بِمرَّة يفعل ذَلِك أسبوعاً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْمَنِيّ والدماغ ويرطب الْجِسْم.

بختيشوع: الق فِي الحقنة خصيتي فَحل الضَّأْن مرضوضة مشرحة فَإِنَّهُ أَجود. وَهَذِه حقنة جَيِّدَة جدا تزيد فِي الباه وتسكن وجع الظّهْر: خُذ خصيتي تَيْس ونخاعه ودماغه وسكرجة مَاء كراث وسكرجة مَاء بصل معصور وحفنة تودرى وحفنة لِسَان العصافير يطْبخ

 

(3/391)

 

 

بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رطلان ويصفى وَيجْعَل فِيهِ أُوقِيَّة من السّمن وَنصف أُوقِيَّة بَان ميسوسن وَربع أُوقِيَّة زنبق.

من كتاب الْفَائِق: الأدمغة تزيد فِي الْمَنِيّ وخاصة أدمغة العصافير والبط والفراريج وأدمغة الحملان إِذا أخذت مَعَ الْملح وبزر الجرجير والزنجبيل. وينبه الشَّهْوَة جدا: أَن يسقى من جوارش البزور ثَلَاثَة مَثَاقِيل بأوقية من مَاء الجرجير الرطب ثَلَاثَة أَيَّام وَيكون طَعَامه حمصاً وبصلاً ودجاجة وحلواه عسلاً وَسمنًا بقرياً فَإِنَّهُ جيد.

مَجْهُول إِلَّا أَنه مجرب: يُؤْخَذ من الجزر فَيقطع ويطبخ بِمثل كَيْله مَاء بعد أَن يقطع مثل الدَّرَاهِم فَإِذا نضج صفى المَاء وَطرح عَلَيْهِ ثلثه من عسل وأعيد طبخه حَتَّى ينقص ثلثه ثمَّ يرفع حَتَّى يدْرك وَقد طرح فِيهِ بسباسة وجوزبوا وَيسْتَعْمل بالغدوات والعشيا أقداحاً فيعظم نَفعه. وَمن أقوى مَا يهيج الإنعاظ: أَن يسحق دِرْهَم بورق أرميني بِثَلَاثَة دَرَاهِم زنبق وتدلك بِهِ المذاكر)

وحواليها. ولتعظيم الذّكر: يطلى بِمَاء البادروج. طَعَام ينعظ: يفقص الْبيض وَيضْرب ضربا جيدا ويصيب فِيهِ مثل ربعه من مَاء البصل المدقوق المعصور وَيجْعَل رعاداً ويتحسى. آخر: اطحن البصل بِسمن بقر وَيصب عَلَيْهِ بيض وينثر عَلَيْهِ ملح وحلتيت ويؤكل. أَيْضا: يُؤْخَذ من الترنجبين رَطْل وَمن لبن الْبَقر رطلان فيعقد فِي طنجير وينثر عَلَيْهِ من التوذرى والشقاقل المسحوق وَقَلِيل دَار صيني ويؤكل.

بزر الأنجرة مَتى شرب بطلاء حرك الباه. بزر الأنجرة يهيج إِذا شرب مَعَ عقيد الْعِنَب.

بديغورس: خَاصَّة الأنجرة أَنه يهيج الباه. أريباسيوس: بزر الأنجرة يُحَرك الباه ولاسيما مَتى شرب بشراب حُلْو. اقْرَأ تَدْبِير الأمزجة لتعلم مِنْهُ فعل الْجِمَاع فِي الأمزجة.

ابْن ماسويه: بزر الأنجرة يهيج الباه إِن أكل مَعَ البصل ومخ بيض. الأنيسون يهيج الباه.

بديغورس: بوزيدان خاصته الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. البصل يزِيد فِي الْمَنِيّ. البلبوس وَكَذَلِكَ قَالَ فِيهِ الجرجير إِذا أَكثر أكله يُحَرك الباه وبزره يفعل ذَلِك. ابْن ماسويه: خَاصَّة الجرجير أَنه يُحَرك الإنعاظ. أصل الجزر الْبري يهيج الباه وَفعل البستاني فِي ذَلِك أَضْعَف. ابْن ماسويه: الهليون والزعفران والزنجبيل تعين على الباه. وَقَالَ الْحبَّة الخضراء والحرف يزيدان فِي الباه. الحمص يزِيد فِي الباه وتوليد الْمَنِيّ وَلذَلِك يعظم مِنْهُ فحولة الْخَيل. الحمص مَتى انقع وَشرب مَاؤُهُ على الرِّيق زَاد فِي الإنتشار وقوى الذّكر. ابْن ماسويه: بزر كتَّان مَتى جعل مَعَه فلفل وَعسل ولعق وَأكْثر مِنْهُ حرك الباه. الكزبرة الْيَابِسَة إِذا شربت بالميبختج ولدت الْمَنِيّ. وَقَالَ: الكراث النبطي يُحَرك الباه.

ابْن ماسويه: بزر كتَّان مَتى جعل مَعَه عسل غير مطبوخ حرك الْجِمَاع. ابْن ماسويه: أصل لوف لحية التيس إِذا شوي أَو شرب حرك الباه.

 

(3/392)

 

 

مَجْهُول: خَرْدَل مسحوق نعما يغلى فِي الدّهن ثمَّ يصفى ويمرخ بِهِ الإحليل وَمَا يَلِيهِ فَإِنَّهُ ينعظ جدا. لِسَان العصافير قَالَ بديغورس: إِن لَهُ خَاصَّة فِي الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. المغاث لَهُ خَاصَّة فِي الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. بديغورس: النعنع يهيج الباه. مَاء النارجيل مَتى شرب زَاد فِي الباه.

ابْن ماسويه: السّمك الْكثير الأرجل يهيج الباه. روفس سقنقور إِذا شرب مِمَّا يَلِي كلاه زنة دِرْهَم بشراب أنبض الشَّهْوَة والباه حَتَّى يحْتَاج إِلَى تسكينه.

بديغورس: السّمك خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. أدمغة العصافير مَتى أكلت بالزنجبيل والبصل)

الرطب وَالدَّار فلفل أَكثر الْمَنِيّ وهاج الإنعاظ. الْقسْط يُحَرك الباه وَمَتى شرب بِعَسَل يُحَرك شَهْوَة الباه يعين على الباه مَتى شرب بشراب. حب الفلفل زَائِد فِي الباه وخاصة إِن خلط بسمسم وعجن بالفانيذ.

ابْن ماسويه: الربيثا يهيج الباه. السلجم مَتى سلق وَأكل هاج الباه وبزره يهيجه. قَالَ: أصل السلجم أَكثر تهيجاً للباه من بزره. الشقاقل المربى يهيج الباه. ابْن ماسويه: خصى الثَّعْلَب يسقى مِنْهُ وَهُوَ رطب بِاللَّبنِ للجماع. قَالَ جالينوس: الْكثير مِنْهُ يُحَرك الباه وخصى الثَّعْلَب وَأَصله يفْعَلَانِ ذَلِك.

الْأَدْوِيَة الَّتِي تزيد فِي الباه: ابْن ماسويه: الْقسْط الحلو والزعفران والنعنع والحرف والهليون والجرجير والبصل الطري والجزر والسلجم والزنجبيل وَالدَّار فلفل وملح الاسقنقور وصفرة الْبيض.

مَجْهُول: يُؤْخَذ لبن حليب يَجْعَل فِيهِ ترنجبيل أَبيض طبرزد مثل ربع اللَّبن ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان فَإِنَّهُ ينعظ إنعاظاً شَدِيدا. ويسكن إنعاظه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب رطبا أَو ينقع يابسة فِي المَاء وَيشْرب ويتنقل حب الصنوبر الْكِبَار وَحب الزلم وَحب الفلفل تَأْخُذ رطلي حليب من لبن بقر فتي واطرح فِيهِ عشرَة دَرَاهِم من الدارصيني مسحوقاً كالكحل واشرب مِنْهُ قدحاً سَاعَة بعد سَاعَة وخضخضه حَتَّى لَا يثقل واشربه حَتَّى تَأتي عَلَيْهِ. افْعَل ذَلِك فِي كل يَوْم أسبوعاً وكل طياهيج واشرب نبيذاً قَوِيا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. وَأَيْضًا اخلط عسل البلادر بِسمن بقر وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الباقلى فَإِنَّهُ عَجِيب. وادلك أَسْفَل الذّكر ببورق وحلتيت مسحوق كالكحل فلوثه بِعَسَل وادلك بِهِ المراق أَيْضا وباطن الْقدَم فَإِنَّهُ جيد. ويتخذ كل يَوْم حساء من دَقِيق الحمص بِاللَّبنِ وَيُؤْخَذ بزر الحندوقا كيلجة دقه ويعجن بِعَسَل أَمْثَال الْجَوْز وَتَأْخُذ مَتى أَحْبَبْت ذَلِك وَتَأْخُذ عاقرقرحا وميويزج مسحوقين نعما فيمسح بِهِ مَعَ دهن الْورْد ويدهن بِهِ المراق والمذاكر والورك فَإِنَّهُ ينْهض الباه.

حقنة جَيِّدَة جدا: تُؤْخَذ ألية فتشرح وَيجْعَل فِي تشريحها نصف دِرْهَم جندبادستر يقسم فِي تشاريحها وَيجْعَل تَحت شَيْء ثقيل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يقطع ويذوب من غير أَن يخرج

 

(3/393)

 

 

الجندبادستر مِنْهَا ويحفظ دهنه ثمَّ يُؤْخَذ سكرجة من ذَلِك الدّهن وَنصف سكرجة من سمن الْبَقر وَنصفه من مَاء الكراث وَمثله من طبيخ الحلبة فاحقنه بِهِ عِنْد الْعَصْر ودعه إِلَى أَن يمْضِي)

من اللَّيْل ثَلَاث سَاعَات فَإِذا أَرَادَ أَن ينَام فاحقنه كَمَا حقنت واتركه ينَام وَافْعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وجنبه النِّسَاء والتعب وَالرُّكُوب فَإِنَّهُ عَجِيب. لتقوية الذّكر: مرَارَة ثَوْر وَعسل منزوع الرغوة يخلطان ويطلى بِهِ الذّكر. ولاسترخاء الذّكر الشَّديد: عاقرقرحا دِرْهَم جندبادستر نصف دِرْهَم يطلى بدهن ياسمين. آخر فربيون فلفل جزءان اثْنَان عاقرقرحا ميعة سَائِلَة ويابسة نصف نصف إشقيل ربع جُزْء مصطكى جُزْء حب بِلِسَان وشونيز من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع الْكل بدهن خيرى وَيجْعَل مَعَه جندبادستر جُزْء ويطلى بِهِ المذاكر وَمَا حولهَا. وَمَتى شرب ثَلَاثَة مَثَاقِيل من كلى الاسقنقور خَالِصا أَو وَحده من غير شَيْء مَعَه بشراب هيج الباه حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ طبيخ العدس وَمَاء الْورْد وَإِن أَخذ مَعَ الْأَدْوِيَة لم تكن لَهُ هَذِه الْقُوَّة.

للجماع من تذكرة عَبدُوس: رَأس ضَأْن وَثَلَاث أَو أَربع من خصاه وَقطعَة ألية وحمص يَجْعَل فِي تنور وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ودهنه وَهُوَ فِي غَايَة الْقُوَّة وَاجعَل عَلَيْهِ دهن جوز ودهن الْحبَّة الخضراء وشحم الاسقنقور يذاب فِي هَذِه الأدهان ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.

حقنة اسْتِخْرَاج على مَا فِي الْجَامِع: بزر البصل وبزر السلجم وبزر الجزر وبزر الجرجير وبزر الهليون وحلبة ولوبيا وبزر الفلفل وَحب الزلم وحمص وشقاقل وبزر الأنجرة وبزر كتَّان وشبث وحرف وبزر كراث ونعنع ودر فلفل يطْبخ بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ ودهن الألية ودهن جوز الْكَمَال والتمام: إِذا كَانَ الْجِمَاع مُنْقَطِعًا من أجل الْبرد واليبس وَقل الإنعاظ وَالْمَاء والشهوة كلهَا فعلاجه الحقن الحارة الرّطبَة كالمعمول من رَأس ضَأْن حولى ومقاديمه وجنبه الْأَيْمن والحمص وهليون وسلجم وجرجير وحنطة وترنجبين وَيُؤْخَذ ذَلِك ويطبخ وَيجمع إِلَى الأدهان وَيجمع الْكل ويتعالج بهَا وَهِي حارة فِي الشَّهْر تسع لَيَال ثَلَاث فِي أَوله وَثَلَاث فِي وَسطه وَثَلَاث فِي آخِره يجدد المَاء كل مرّة وَيقدم قبل ذَلِك حقنة وَيغسل الْموضع من السلق والنخالة وَنَحْوهَا والمري والبورق والتين والشبث والبابونج وَاجعَل الطَّعَام لحم ضَأْن حولى ورؤس الضَّأْن بالبصل والشبث والنعنع والهليون والموز والجوز والجزر. وَيسْتَعْمل صفر الْبيض والشقاقل والزنجبيل المربى وبزر الجرجير والبصل والسلجم وتمسح الأنثيان بدهن البان ودهن السوسن قد فتق فِيهَا عاقرقرحا وجندبادستر غدْوَة وَعَشِيَّة وبدهن البلسان وَيُؤْخَذ هَذَا الدَّوَاء: حب الفلفل جيد حب الزلم سمسم مقشر من كل وَاحِد عشرُون درهما زنجبيل دَار فلفل خَمْسَة خَمْسَة ورق النعنع عشرَة خصى الثَّعْلَب خَمْسَة عشر بزر الهليون بزر السلجم بزر الجرجير بزر الجزر من كل)

وَاحِد عشرَة دَرَاهِم بزر الرازيانج عشرَة بزر الفجل الشَّامي ثَمَانِيَة لِسَان العصافير عشرَة ملح الاسقنقور وسرته عشرَة عشرَة بزر الأنجرة ثَمَانِيَة

 

(3/394)

 

 

شقاقل يَابِس خَمْسَة عشر قسط حُلْو ثَمَانِيَة سِتَّة بهمن أَحْمَر وأبيض وخردل أَبيض ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة يلت بدهن لوز حُلْو ويعجن بِعَسَل الطبرزد والشربة مِثْقَال إِلَى إثنين عِنْد النّوم وَيَأْكُل الدَّجَاج المسمنة بالأرز وَالْحِنْطَة مطبوخة بِلَبن حليب وَيسْتَعْمل دَائِما الشقاقل المربى ويتنقل حب الصنوبر الْكِبَار وَحب الزلم المقشر وَحب الفلفل وَيجْعَل فِي طَعَامه وملحه زنجبيلاً مَا أمكن. وَإِذا انْقَطع من الْحر واليبس فَإِنَّهُ كثير الإنعاظ والشهوة قَلِيل الْإِنْزَال وَالْمَاء فأطعمه نَبَات الشبابيط وَاللَّبن والبطيخ وَالْخيَار والقرع والبقلة اليمانية وَاجعَل لَهُ حَقنا مرطبة من رُؤُوس الضَّأْن على مَا وَصفنَا وشعير مقشر وَسَائِر الْحُبُوب وشحم الدَّجَاج وَمَتى انْقَطع من الْبرد والرطوبة فَإِنَّهُ قَلِيل الشَّهْوَة والإنعاظ كثير المَاء رقيقَة فعالجه بالشخزنايا والزنجبيل والمثروديطوس والفلفل ومعجون الجرجير ومعجون الكاشم وَحب الفلفل والخردل وَالدَّار صيني والعصافير والحلتيت والترياق وَاجعَل لَهُ حقنة حارة يابسة كالمتخذة من بزر الأنجرة والفجل والجزر والجرجير والهليون والشبث والبابونج والمرزنجوش وبزر الأنجرة ودهن السوسن والنرجس والزنبق والخيرى الْأَصْفَر والزنجبيل وَنَحْوهَا وتمسح بدهن الْقسْط والناردين وعاقرقرحا وجندبادستر ومسك وفربيون وَعَنْبَر وَغير ذَلِك.

تَدْبِير الأصحاء الْجِمَاع يحل الْجِسْم ويبرده ويضعفه ويجففه فيسخن الْجِسْم يكثفه ويقويه ويرطبه فَالَّذِينَ يستعملون الْجِمَاع وهم ضِعَاف إِمَّا من أجل السن أَو شَيْء آخر فَإِنَّهُ يجب ضَرُورَة أَن يضعفوا وَيجب أَن يستعملوا رياضة الإسترداد وَأما الَّذين ينالهم عِنْد الْجِمَاع تخلخل الْبدن وَخُرُوج الْعرق بسهولة فليستعملوا الرياضة وَإِن كَانَ الزَّمن لَهُم مُمكنا فالإستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الكمية رطبَة الْكَيْفِيَّة لكَي تستمرئ على مَا يجب وَيكون بِهِ شِفَاء اليبس الْعَارِض من الْجِمَاع وَليكن معتدلاً أَو مائلاً إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا فَهَذَا يجب أَن تعْمل إِذا ضعف الْبدن بعقب الْجِمَاع.

الْعِلَل والأعراض: الَّذين تفرط عَلَيْهِم اللَّذَّة فِي الْجِمَاع تبرد أبدانهم أَكثر حَتَّى أَنه رُبمَا طفئت الْحَرَارَة الغريزية لإفراط مَا يتَحَلَّل مِنْهُم من جَمِيع الْبدن عِنْد الشدَّة من اللَّذَّة وَذَلِكَ أَن اللَّذَّة وَالسُّرُور يحركان الْحَرَارَة الغريزية إِلَى خَارج.

فليغريوس: يعالج الْعنين برياضة الْأَعْضَاء السُّفْلى ودلكها ودلك الأربية والفخذ واطل عانته)

وَذكره بأدوية لذاعة قَوِيَّة كالفلفل والفربيون واسقهم شرابًا ريحانياً وأطعمهم حب الصنوبر الْكِبَار وخصى الثَّعْلَب ويديم النّظر إِلَى ذَوَات الْجمال وَلَا يقربهن حَتَّى تشتد غلمته.

الْيَهُودِيّ: قَالَ: من أَكثر من الْجِمَاع فَلْيقل إِخْرَاج الدَّم. قَالَ: وَيجب أَن يُجَامع فِي وَقت تكاثف الْمَنِيّ وعلامته أَن يهيج الْإِنْسَان من غير نظر إِلَى شَيْء يهيجه فَفِي هَذِه الْحَال يَنْبَغِي أَن يُجَامع لِئَلَّا يكْسب تكاثف الْمَنِيّ خفقان الْفُؤَاد والرجف وضيق الصَّدْر والهوس والدوار. قَالَ: النِّسَاء يشتهين فِي الصَّيف وَالرِّجَال فِي الشتَاء. قَالَ: الإلحاح على الْجِمَاع ينهك الْجِسْم ويضعف الْبَصَر وَحبس الْإِنْزَال عِنْد الْجِمَاع يُورث الأدرة وَرُبمَا أورث ورماً

 

(3/395)

 

 

حاراً وصعود الْمَرْأَة على الرجل يكسبه قروحاً فِي المثانة والإحليل والأدرة والإنتفاخ. دَوَاء خَفِيف جيد جدا يهيج الباه: يُؤْخَذ خشخاش ابيض أُوقِيَّة بزر جرجير نصف أُوقِيَّة عاقرقرحا دِرْهَمَانِ يعجن الْجَمِيع بِعَسَل وميبختج وَيجْعَل أَمْثَال الباقلى وَيُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ والعشي. ويمرخ الإحليل بِأَن يُؤْخَذ عاقرقرحا دِرْهَمَانِ وفربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه وَيضْرب بأوقية من زنبق ويمرخ الإحليل محمية وشده ليحمى وأسفل الْقدَم وَيزِيد فِي الْمَنِيّ أَن يتحسى بيضًا رعاداً بملح الاسقنقور. السّمك الْحَار المكبب على البصل يهيج الباه وَيزِيد فِي الْمَنِيّ والمالح كُله يهيج الباه. والرؤس والهريسة ونبيذ التَّمْر والحسك يزِيد فِي الباه. قرصة الحسك تزيد فِي الباه: يُؤْخَذ حسك ذكر فينعم دقه واعجنه بِمَاء الحسك الرطب كل قرص ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة قرصة بِمِقْدَار أَربع أَوَاقٍ من اللَّبن الحليب وأوقية من الْعَسَل وَالسمن أَيَّامًا وَيطْعم لَحْمًا سميناً.

دَوَاء جيد عَظِيم النَّفْع: يُؤْخَذ كلى الاسقنقور جُزْء شقاقل وخولنجان وزنجبيل وَدَار فلفل وعاقرقرحا وبزر جرجير وسلجم وبزر بصل وخشخاش أَبيض من كل وَاحِد جُزْء ودقيق الطّلع الذّكر ثَلَاثَة أَجزَاء أدمغة العصافير خَمْسَة أَجزَاء وبيض العصافير ثَلَاثَة أَجزَاء وخصى الديوك ثَلَاثَة أَجزَاء يعجن الْجَمِيع بِعَسَل قد طبخ بِمَاء البصل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بطلاء.

دَوَاء جيد يُؤْخَذ مَاء البصل المعصور وَلبن حليب بِالسَّوِيَّةِ وَعسل وَسمن من كل وَاحِد سدس جُزْء ترنجبين مثل ذَلِك يجمع ويعقد وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم. قَالَ: وَيجب أَن يُقَوي الدِّمَاغ وَالْقلب والكبد إِن كَانَ وَاحِد مِنْهَا ضعبفاً فَأَما الكبد فبذبيد الكركم والأميروسيا وَالْقلب بدواء الْمسك والمثروديوطوس والدماغ بسعوط دهن اللوز. قَالَ: وَقد رَأينَا من ضرب على دماغه فضعف انتشاره.)

قَالَ: ويعالج من الرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع بِأَن تسقيه من الجوشير زنة دِرْهَم بِمَاء مرزنجوش ثَلَاثَة ايام وَمن النَّاس من يصعد إِلَى رؤوسهم إِذا جَامعا مثل الدُّخان وتثقل عَلَيْهِم رؤوسهم وَهَؤُلَاء يشربون الشَّرَاب صرفا فمرهم يمزجوه.

الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: الْجِمَاع قد ينْتَفع فِيهِ كثير من الشَّبَاب وَالْحَد المعتدل فِيهِ أَن يكون بَين أوقاته مَا لَا يحس بعده باسترخاء وَلَا ضعف بل يحس بِأَن بدنه بعد اسْتِعْمَاله أخف وَنَفسه أَجود واستعماله وَقد سخن الْبدن وَإِن كَانَ غير مُوَافق خير لَهُ من اسْتِعْمَاله وَقد برد واستعماله وَهُوَ ممتلئ خير من اسْتِعْمَاله وَهُوَ حَار واستعماله وَهُوَ رطب خير مِنْهُ وَهُوَ يَابِس.

فِي الأهوية والبلدان مِمَّا يُقَوي الباه: رُطُوبَة المزاج وَاسْتِعْمَال الْبَارِد دَائِما وإدمان ركُوب الْخَيل وَأهل الْبِلَاد الْبَارِدَة نَحْو التّرْك والصقلب وَغَيرهمَا يقل حَبل نِسَائِهِم لذَلِك الوصائف وخاصة اللواتي يتعبن فِي الْأَعْمَال يعلقن سَرِيعا لهزال أبدانهم وَقُوَّة حرارتهم. جورجس: مِمَّا يكثر مَاء الصلب الطَّعَام الَّذِي يصنع من الْحِنْطَة وَاللَّبن وَنَحْو بزر الجرجير وأصوله والأنجرة والاشقيل المشوي والخشخاش والبهمنان والبوزيدان والشقاقل.

 

(3/396)

 

 

قَالَ: والعصافير والبلبوس والدواء الْمُسَمّى محسنيا والمسمى هما وأحضرها نفعا لحم السقنقور والعصافير الْخضر وخصى السَّبع وخصى الدَّوَابّ كلهَا وخاصة خصى حمير الْوَحْش والحقنة الدسمة. لى للجماع: يُؤْخَذ خصى الضَّأْن السمين فيكبب فِي الْخمر وَيكثر الْأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ طيب الطّعْم لذيذ الْكل يزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة. قَالَ: وَيجب أَن يكون الْجِمَاع على اعْتِدَال الْبدن بعد التبرز وَلَا يكون ثقل كثير فِي الْجوف.

ابيذيميا: كَثْرَة الْجِمَاع يُورث الرعشة يجب أَن ينْهَى عَنهُ الضَّعِيف العصب وَالْقُوَّة. قَالَ: وَهَذَا أبلغ شَيْء فِي إضعاف قُوَّة الْمعدة والإمتناع مِنْهُ حَافظ لقُوَّة الْجِسْم ويفرغ الإمتلاء ويحطه إِذا أَكثر اسْتِعْمَاله إفراغاً قَوِيا والإمتناع مِنْهُ إِذا كَانَ مَعَه اسْتِعْمَال الرياضة لَا يُولد الإمتلاء. قَالَ: كَثْرَة الْجِمَاع تضر بالدماغ والعصب وتوهن الْقُوَّة وتضعفها.

ابيذيميا: من يُصِيبهُ عِنْد الْجِمَاع نافض فَفِي بدنه أخلاط ردية وَأكْثر هَؤُلَاءِ شباب.

روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: الْجِمَاع يتعب الرَّأْس أَكثر والصدر والرئة والعصب وَفِيه مَنَافِع لِأَنَّهُ يطيب النَّفس وَيجْعَل أَصْحَاب المالنخوليا وَالْجُنُون مُقْبِلين إِلَى الْفَهم ويضعف مَتى أَكثر مِنْهُ وليتوق عِنْد الإمتلاء من الطَّعَام وَيمْتَنع من الْجِمَاع الْبَتَّةَ النحفاء وَبعد التَّعَب المفرط والقيء)

والإسهال قبله وَبعده وَفِي الخريف خَاصَّة وَفِي الوباء وَأما الشَّيْخ فَإِنَّهُ يهرمه وَإِذا كَانَ قبل الطَّعَام وَقبل الإستحمام فَهُوَ أَهْون وَأَقل تعباً وَإِذا كَانَ قد يتعب وَيعلم ذَلِك أَنه لَا يتهيأ للْإنْسَان بعده أَن يعْمل أَعماله على مَا جرت بِهِ الْعَادة وَمن جَامع قبل الإستحمام فليتدلك ويستحم ثمَّ يَأْكُل طَعَاما نَافِعًا واجعله أَيْضا قبل النّوم وَذَلِكَ أَن النّوم يسكن تَعبه وَالْجِمَاع نصف اللَّيْل رَدِيء وَذَلِكَ أَن الهضم لم يكمل فيسخن الْجِسْم وينجذب إِلَيْهِ من الْغذَاء غير منهضم وبالغداة قبل أَن يتبرز ردئ.

من كتاب عَليّ بن ربن فِي إِثْبَات الطِّبّ قَالَ: يستعان على الْجِمَاع بالقلقاس. من اختيارات حنين للرعشة بعد الْجِمَاع: يشرب جاوشير بِمَاء المرزنجوش المعصور أَيَّامًا تباعا.

من اختيارات حنين لاسترخاء الذّكر: قنطوريون وزفت وقيروطى بدهن السوسن أَو دهن الخيرى يجمع ويطلى مِنْهُ الذّكر وَيحْتَمل مِنْهُ أَيْضا فِي فَتِيلَة فَإِنَّهُ ينعظ ويقوى. قَالَ: وَيجب لمن ينعظ قَلِيلا أَن يدلك المذاكر دَائِما بشحم الْأسد مَعَ بزر الأنجرة وَيَأْكُل الفلفل وخصى الثَّعْلَب وَيكثر حَدِيث الْجِمَاع.

الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: اسحق البورق بِعَسَل ولطخ بِهِ المذاكر والأنثيين فَإِنَّهُ يلهب الذّكر وينبهه بيض الشفانين يلهب الشَّهْوَة. مَتى شرب مَاء الحدادين أنعظك بِقُوَّة.

من الْمسَائِل الطبيعية: المدمن للباه تضعف عَيناهُ وخاصرتاه أما خاصرتاه فلضعف

 

(3/397)

 

 

كلاه واما عَيناهُ فلكثرة مَا يجِف بدنه وَذَلِكَ بَين على الْعين أَكثر. قَالَ: كَثْرَة الْجِمَاع يجحظ الْعَينَيْنِ وَيرْفَع النَّاظر كَالَّذي يكون عِنْد الْمَوْت لِأَن الْجِمَاع وَالْمَوْت يجففان الدِّمَاغ. وَلَا يجب أَن يُجَامع إِلَّا عِنْد الشبق لِأَنَّهُ حينئذٍ يخرج الشَّيْء الضار للبدن وَإِذا لم يكن شبقاً فالشيء النافع كَمَا أَنه من لَا غثى بِهِ لايحتاج أَن يتقيأ وَإِن تقيأ فَإِنَّمَا يخرج من الْجِسْم مَا تَركه أصلح. وَاعْلَم أَن خُرُوج الْمَنِيّ وَالْبدن فارغ يكون أسْرع مِنْهُ والجسم ممتلئ ومدمنوا ركُوب الْخَيل أَكثر منياً وَأقوى على الْجِمَاع من غَيرهم لى هَذَا خلاف لما قَالَ أبقراط إِلَّا أَنه قد قَالَ: إِن من ترتاض مِنْهُ رِجْلَاهُ وقطنه وكلاه فَيصير الهضم فِيهَا وَتصير مَادَّة للمني فَيمكن أَن يكون الإلحاح على الرّكُوب هُوَ الْقَاطِع والتوسط هُوَ الزَّائِد. قَالَ: الإلحاح على الْجِمَاع يبرد الْجِسْم ويضعف الهضم وَيجْعَل الدَّم ردياً والعرق منتناً ويجفف الطبيعة ويدر الْبَوْل ويتساقط شُعُورهمْ الْأَصْلِيَّة القليلة النَّبَات كالحاجب والأشفار ويصلعون سَرِيعا. فَأَما شعر الْبدن واللحية فَإِنَّهُ ينْبت أَكثر لهيجان الْحَرَارَة الغريزية)

والبخارات وَأما تِلْكَ فَإِنَّمَا تنقص من أجل نُقْصَان الرُّطُوبَة الطبيعية. الضُّعَفَاء الباه لَا تستيقظ شهوتهم إِلَّا أَن ينكحوا فلينكحوهم فَأَما الأقوياء فيكفيهم الحَدِيث حَتَّى يتوتر قضيبهم. الَّذين طبائعهم مفرطة الْحر والرطوبة مَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع أسرعت إِلَيْهِم أمراض العفن. الكثيرو الشّعْر أقوى على الْجِمَاع من غَيرهم. إدمان الْجِمَاع يذهب الْبَصَر على الْأَمر الْأَكْثَر.

روفس فِي تهزيل السمين: الرجل السمين لَا يشتاق إِلَى الباه كثيرا وَلَا يقوى عَلَيْهِ وَإِن اشتاق فِي الْأَقَل على شَيْء قَلِيل.

مَجْهُول للهند: الحامض والمالح إِذا أدمنا أذهبا الباه وَكَذَلِكَ العفص والقليل الدسم وَالْخبْز الْكثير البورق وَكَثْرَة شرب المَاء والتخم المتواترة وإتيان الْحَائِض والجواري اللواتي لم يبلغن وَالْمَرْأَة الَّتِي لم تؤت حينا كثيرا فاعتراها ريَاح الْأَرْحَام فَكل هَذِه يكسر الذّكر ويوهن قُوَّة الباه. لى لون يكثر المَاء على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ فراخ سمان قد زقت بالحمص والباقلى واللوبيا وربيت بِهِ فتفصل وَيُؤْخَذ حمص مرضوض وَمَاء البصل وملح الاسقنقور وَيجْعَل ملح الْقدر أجمع وَتَكون الْقدر مالحة ويلقى فِيهَا شَحم ثَلَاثَة اَوْ أَرْبَعَة أفرخ لتجئ دسمة ثمَّ يشرب خبْزًا نقياً من هَذَا المرق ويؤكل ويحسى وَلَا يشرب عَلَيْهِ المَاء سَاعَة ثمَّ يشرب عَلَيْهِ النَّبِيذ ويديم ذَلِك أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب فَإِذا بَقِي فِي عصارته مرقة فصب فِيهَا شرابًا واشربه.

آخر طيب: يتَّخذ هريسة من حِنْطَة نقية بِلَبن الْبَقر وَيجْعَل دسمها شَحم الْفِرَاخ وملحها ملح لى رَأَيْت فِي كتب الْهِنْد أَنهم يعتمدون فِي الباه على الحلتيت وَهُوَ عِنْدِي علاج قوي لِأَنَّهُ حَار جدا وَهُوَ مَعَ ذَلِك منفخ.

من كتاب الفلاحة الفارسية: إِن عمد إِلَى ذَنْب الْخَيل وأحرق كَمَا هُوَ إِلَّا شعره الطَّوِيل وعجن رماده بشراب شَدِيد وطلى الْقَضِيب والعانة والمذاكر أورث من نشاطه مَا يتَأَذَّى بِهِ.

 

(3/398)

 

 

أطهورسفس: بيض العصافير مَتى أكلت هيجت الباه وَكَذَلِكَ أجسامها إِذا أدمنت وَالْبيض أقوى. قضيب الأيل أَو خصاه إِذا جفف وحك وَشرب مِنْهُ أنعظ جدا.

الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: الَّذين منيهم كثير مَتى لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وحموا وقلقوا وَقلت شهوتهم للطعام واستمراؤهم فَإِن ضبط أَمْثَال هَؤُلَاءِ أنفسهم عَن الْجِمَاع ضبطاً شَدِيدا بردت أبدانهم وعثرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكآبة وأصابهم سوء الفكرة كَمَا يعرض لصحاب مالنخوليا.)

فرزجة جَيِّدَة تزيد فِي الباه من أقربادين ابْن سرابيون: شَحم الاسقنقور عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ولب حب الْقطن يحْتَمل شيافة وَيحْتَمل بدهن الرازقى. لى أتوهم على مَا رَأَيْت فِي الْكتب أَن الشيافة الَّتِي يستعملها الرِّجَال عَن اللعبة البربرية لِأَن هَذَا يثير حرارة شَدِيدَة جدا مَعَ انتفاخ دموي كثير جدا لَيْسَ كحرارة العقاقير الحارة الحادة وَمَتى أكلت أَيْضا فعلت وَرَأَيْت إمرأة سقيت هَذِه اللعبة فرأيتها من ساعتها قد احمر وَجههَا وَدرت عروقها واوداجها حَتَّى كَاد عَيناهَا تنتوان بإفراط فِي ذَلِك شَدِيد جدا.

الساهر قَالَ: يتعالج بِهَذِهِ الحقنة بعض النخاسين فيزيد منيه: يُؤْخَذ رَطْل دهن جوز وَيجْعَل فِي طنجير ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من الحسك الذّكر وَثَلَاثَة ارطال من لبن بقر وأوقية زنجبيل وأوقية سكر ويغلى غليات وَيصب عَلَيْهِ أوقيتان من الزنبق الرصاصي ودهن بَان ودهن رَأس ضَأْن ويحقن بِهِ كل لَيْلَة ثَلَاث أَوَاقٍ ثَلَاث لَيَال وَلَا يُجَامع عشر لَيَال.

من كتاب أبقراط فِي الْجَنِين: قَالَ: المدمنون للحم تكْثر شهوتهم للجماع. المغاث يزِيد فِي الْجِمَاع.

وَيزِيد فِي الإنعاظ أَن يَمْرُق الْقطن بدهن حَار وينام على الْقَفَا وَتَحْت قطنه شَيْء حَار وطئ كالمرعزى والفرا وَنَحْوه فَإِنَّهُ ينعظ فِي ساعتين إِذا سخنت الكلى.

ابْن سرابيون مِمَّا يُحَرك الباه: بزر الأنجرة وبصل الزير وبزر اللفت واللفت والجزر وبزره والنعنع والجرجير والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر الْكِبَار واللوف وكلى الاسقنقور وبيض الحجل والقسط والحلو مِنْهُ وخصى الثَّعْلَب والبصل والهليون وأدمغة العصافير.

سفوف يكثر الْمَنِيّ: بزر الهليون وشقاقل وزنجبيل خَمْسَة خَمْسَة بوذرنج أَحْمَر وأبيض وبهمنان ثَلَاثَة ثَلَاثَة وبزر الرّطبَة وبزر اللفت وبزر جزر وبزر الفجل وبزر جرجير وبزر الأنجرة زنة دِرْهَمَيْنِ من كل وَاحِد إشقيل مشوي سرة الاسقنقور ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب الرشاد لِسَان العصافير خَمْسَة خَمْسَة سكر أَرْبَعُونَ درهما الشربة خَمْسَة دَرَاهِم يطلى دَوَاء كَانَ يَسْتَعْمِلهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي بِاللَّه: حسك يَابِس بِقدر الْحَاجة يدق وينخل وَيُؤْخَذ الحسك الرطب فِي وقته فيعصر مَاؤُهُ وَيصب مِنْهُ على الْيَابِس واجعله فِي شمس وتسقيه مِنْهُ حَتَّى تزيد ثلثه بِالْوَزْنِ إِذا جف وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثَة أَجزَاء وعاقرقرحا جُزْء وسكر طبرزد أَرْبَعَة أَجزَاء يدق وينخل الشربة درهما بِمَاء فاتر فَإِنَّهُ فتْنَة قنة لَا شَبيه لَهُ الْبَتَّةَ آخر:

 

(3/399)

 

 

بصل أَبيض مقشر يعصر وَيُؤْخَذ من العصارة نصف رَطْل ويطرح عَلَيْهِ من الْعَسَل رَطْل ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى)

أَن ينضب مَاء البصل فيحفظ ذَلِك الْعَسَل فِي إِنَاء زجاج ويذر فِيهِ كلى سقنقور وَيُؤْخَذ مِنْهُ ملعقتان عِنْد النّوم فَإِنَّهُ عَجِيب قَالَ: وحقنة الرَّأْس والأكارع وَالْجنب السمين يسْتَعْمل ثَلَاثَة أَيَّام وَأكْثر بعد غسل المعي بحقنة أُخْرَى فَإِنَّهُ عَجِيب.

من الْكتاب الْمُؤلف فِي وجع المفاصل: الْجِمَاع جيد للوسواس والصداع الْمُتَوَلد من بخارات كَثِيرَة وَمن الْجُنُون وصفاء الصَّوْت والحنجرة.

قَالَ: الْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويجفف الْجِسْم ويكسبه جلدا وَيحل الْفِكر الشَّديد ويسكن الْغَضَب الشَّديد وَمن أجل ذَلِك فَهُوَ نَافِع بَالغ الْمَنْفَعَة للجنون والمالنخوليا وَهُوَ علاج قوي فِي الْأَمْرَاض الْعَارِضَة من البلغم. وَمن النَّاس من إِذا اسْتَعْملهُ كثر عَلَيْهِ غذاؤه وَأكله وَيذْهب بِكَثْرَة الإحتلام. والأمزجة الحارة الرّطبَة أجمل لَهُ وأردأها لَهُ الْيَابِسَة وَيصْلح لَهُ رياضة معتدلة وأطعمة غَلِيظَة منتفخة كالسمك الْكثير الأرجل والنعنع والجرجير والسلجم والبقلة الَّتِي تسمى أوفش والباقلى والحمص واللوبيا لِأَنَّهَا تنفخ فَأَما السذاب وَنَحْوه وَشبهه مِمَّا يحل النفخ فضار لَهُ وَإِن الْعِنَب لعَظيم النَّفْع فِيهِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يغلي الدَّم ويكسبه ريحًا بخارياً ويرطب الْجَسَد وينهض الشَّهْوَة والباه وَلَا يجب أَن يُجَامع بعد الإمتلاء من الطَّعَام بِوَقْت يسير مَعَ سوء الهضم لِأَنَّهُ رياضة وَلَا إِذا كَانَ فِي الْجِسْم فضول ردية لِأَنَّهُ يعْمل عمل الرياضة على مَا ذكرنَا وَاسْتعْمل بعد الرياضة والإستحمام بعد أَن يُؤْكَل قبله شَيْء قَلِيل يسْتَردّ الْقُوَّة فَإِن ذَلِك أوفق وَأَحْرَى أَلا يعرض بعد الْبرد الْعَارِض بعقبه وَيجب أَن يحذر بعقب التَّعَب والقيء والدواء المسهل والذرب النَّاقة والمسلول واليابس الْجِسْم. قَالَ: وَمِمَّا يذهب شَهْوَة الْجِمَاع ويميتها التَّعَب. لمن لَا يقدر على الْجِمَاع: يمسح الذّكر دَائِما بِبَعْض الشحوم قد خلط فِيهِ شَيْء يسير من أصل النرجس والعاقرقرحا والميويزج والأنجرة. وَقد ينعظ حلتيت قَلِيل مَتى جعل فِي ثقب الإحليل يجب أَن يُؤْكَل قبل الطَّعَام بصل البلبوس الْأَحْمَر الصغار مِنْهُ مشوياً مَعَ ملح وزيت وأصل اللوف مشوي مَعَ طريخ أَو شَيْء يسير من بصل الأشقيل قد جفف قَلِيلا. وَالْجِمَاع ضار لِذَوي الْأَبدَان الْيَابِسَة المزاج بالطبع. الْجِمَاع ضار للصدر والرئة وَالرَّأْس والعصب وَهُوَ ينْقل الْحَرَكَة والطيش إِلَى الهدوء والسكون ويبلغ من فعله فِي ذَلِك أَنه يسكن الوسواس السوداوي وَالْجُنُون الْفَاحِش وينقض عشق العاشق وَإِن كَانَ مَعَ غير من يعشق وَلَا يجب أَن يُجَامع على الإمتلاء وخاصة من الشَّرَاب وَلَا مَعَ الْخَلَاء والهيضة والتعب والإعياء ويقل مِنْهُ فِي الخريف وَفِي وَقت فَسَاد الْهَوَاء)

وَتَكون الْأَمْرَاض العامية وَالْوَقْت الْمُوَافق لَهُ هُوَ بعد الطَّعَام قبل النّوم وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان إِذا نَام بعد الْجِمَاع سكن الإعياء الْحَادِث عَنهُ وَلَا يكون بعد الطَّعَام الْكثير والتملي وانتفاخ الْبَطن وَقد يحدث الإمتناع من الْجِمَاع فِي الَّذين منيهم كثير الإسترخاء وغؤور الْعين وَثقل الرَّأْس وَالْكرب وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن يتقوا

 

(3/400)

 

 

الْأَشْيَاء المكثرة للمني وَأَن يَأْخُذُوا مَا يقلله وليدهنوا الْقطن بدهن ورد والسفرجل وَمَا أشبه ذَلِك مخلوطاً بِبَعْض العصارات المبردة طلاء تَجْعَلهُ قيروطاً وَفِي الهاون على مَا تعلم. وصفيحة رصاص على الْقطن جيد وأقراص الفنجنكشت وَأكل السذاب وَيجب أَلا يفرط فِي تَدْبِير الظّهْر بالأطلية فَيضر بالكلى. يهيج الْجِمَاع: بزر الأنجرة وبزر اللفت وأصل الجزر وبزره والنعنع والقسط الحلو مَتى شرب مَعَ شراب الْعَسَل وخصى الثَّعْلَب والجرجير والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر الْكِبَار والأنيسون واللوف الْمَأْكُول وكلى السقنقور وبيض القبج وبزر الكراث إِذا شرب مِنْهُ ملعقة أحدث انتشاراً صَحِيحا لَا مُضر فِيهِ. الَّتِي تمنع الباه: الفنجنكشت المقلو وَمر مقلو وورقه وفقاحه الشَّجَرَة والإفتراش لَهُ والسذاب والعدس والرجلة والخس وبزره.

مَجْهُول: بورق ينعم سحقه وأدفه بِعَسَل واطل بِهِ الْقَضِيب والشرج والعانة فَإِنَّهُ يقوم حَتَّى يضجر واغسله بشراب.

بولس الْجِمَاع بليغ النَّفْع فِي الْأَمْرَاض البلغمية مَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية مَعَ ذَلِك قَوِيَّة. بولس قَالَ: لمن لَا يقدر على الْجِمَاع يدبر بِمَا أَمر أوريباسيوس. وَزَاد فِيهِ حب النّيل والزارقي واسقه شَيْئا من الفلفل أَو خصى الثَّعْلَب وبزر الجرجير ولباب القرطم. وللإفراط فِي الْجِمَاع: التدبر وَالنَّوْم والتغذي والمعاودة للنوم والدثار. من صفة رجل. لى مِمَّا كَانَ يعْمل للمتوكل على الله: دِرْهَم فربيون حَدِيث قوي وَنصف دِرْهَم من العاقرقرحا وَنصف دِرْهَم من الْمسك وَنصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص فتجعل هَذِه فِيهِ وَيتْرك وَيخْتم رَأسه بعد سحقها وَيرْفَع وَيمْسَح بِهِ عِنْد الْحَاجة المراق والمذاكر فَإِذا أنعظ غسله أَو دهن بدهن ساذج وَورد وشمع قَلِيل.

بولس: قد يبطل الإنتشار من استرخاء الْآلَات والشهوة قَائِمَة وَالْعلَّة فِي ذَلِك إِمَّا استرخاء الْآلَات وَإِمَّا قلَّة الْمَنِيّ. وَيسْتَعْمل فِي استرخاء هَذَا الْعُضْو مَا ذكرنَا فِي استرخاء المثانة وَنَحْوه.

لِكَثْرَة الْجِمَاع: يحرق الْحَيَوَان الْمُسَمّى سقلانوطس ويسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن ويلطخ بِهِ إِبْهَام الرجل الْيُمْنَى فَإِذا أردْت أَن يكف فَغسل. دَوَاء ينعظ: يسقى على الرِّيق فلفل وَحب الصنوبر)

وبزر كرفس جبلي وجرادة ذكر أيل وعلك البطم بِالسَّوِيَّةِ ويخلط بِعَسَل وَيُؤْخَذ على الرِّيق.

من كتاب مَجْهُول يضعف الباه: مَاء السذاب والخل يشرب أَيَّامًا ويطلى على الحقو بعصارة لحية التيس والقاقيا والبنج والفنجنكشت وبزر خس وَقرن أيل محرق وَالنَّوْم على شَيْء بَارِد جدا وَشرب مَاء الكزبرة وطلى الظّهْر بِهِ وَمن جيد أدويته: قرن الأيل المحرق شرب أَو طلى بِهِ وَهُوَ يجمد الْمَنِيّ.

ابْن ماسويه: كَثْرَة الباه يضعف الْبَصَر جدا وَالْجِمَاع فِي الصَّيف ردئ لِأَنَّهُ ييبس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أَكثر.

 

(3/401)

 

 

(تَطْوِيل القلفة وتقصيرها) (وَالْفرق بَين الثّيّب وَالْبكْر وَمَا تدبر بِهِ الْبكر بعد الاقتضاض وَمَا يبطئ) (بالإنزال والتعظيم.) مَتى مرست القلفة بعد الْخُرُوج من الْحمام بالعسل ولطختها بِهِ وَفعل ذَلِك شهرا أطالها.

مَجْهُول: تُؤْخَذ العلق فتجعل فِي نارجيلة فِيهَا مَاؤُهَا ودعها أسبوعاً ثمَّ أخرجهَا واسحق العلق واطل بِهِ الذّكر فَإِنَّهُ يعظم جدا تفعل ذَلِك أَيَّامًا. وَمِمَّا يعظمه أَن تدلكه فِي الْيَوْم عشر مَرَّات بِلَبن الضَّأْن دلكا طَويلا فَإِنَّهُ يعظم جدا يفعل ذَلِك أَيَّامًا. ويطلى الذّكر بِلَبن شَجَرَة تدعى الحلبلاب فَإِنَّهُ يغلظه ويشده مَا شِئْت أَو خُذ الخراطين واغسلها ويبسها واسحقها ثمَّ اخلطها بدهن سمسم وادهن بِهِ الذّكر فَإِنَّهُ يغلظ. والدلك الدَّائِم يغلظ الذّكر جدا وَيجب أَن يكف عَنهُ إِذا بَدَأَ ينتفخ ويحمر حَتَّى يسكن سكوناً تَاما ثمَّ يعود ذَلِك فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات.

اسْتِخْرَاج. لى تُؤْخَذ الكردمانة فتنخل بحريرة صفيقة وتستدخل الْمَرْأَة مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق وَلَا تكْثر فَإِنَّهُ يبلغ من السخونة مَا يفْطن بِهِ أَنه علاج من أَكثر ذَلِك.

علاج لتطيب الرّيح والتضييق: سك ورامك وَقَلِيل مسك وَشَيْء من زعفران وعود فيطرح فِي شراب ثمَّ يغلى فِي برام أَو حَدِيد ثمَّ يُؤْخَذ خرقَة فَتَشرب هَذَا المَاء وتقطع وَتحمل مَتى أَحْبَبْت قِطْعَة مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي التطييب والتضييق.

3 - (دَوَاء يجفف الْمَرْأَة الرّطبَة)

عفص فج بزر حماض دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ كحل نصف دِرْهَم خبث الْحَدِيد نصف دِرْهَم ويطبخ فِي المَاء جلنار وجفت البلوط وَيشْرب صوفة وتلوث بالدواء وتحتمل اللَّيْل كُله.

فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت القلفة مقصرة عَن طرف الإحليل فَإِنِّي أَتَّخِذ قالباً من رصاص رَقِيق فَأدْخلهُ تَحت القلفة وأجعله بِإِزَاءِ رَأس الكمرة ثمَّ أمد القلفة عَلَيْهِ مَا امتدت وَألف عَلَيْهَا سحاءة وألزق طرفها بصمغ. فَإِن عالجتها بالدلك وَحده إِذا لم يكن فِيهَا كثير تَقْصِير أجزى.

الْيَهُودِيّ: دم الكبد لَا يخرج وَلَا ينغسل بالملح وَلَا بحماض الأترج وَسَائِر الدِّمَاء تنغسل. لى قد يكون بِالنسَاء رتق وَهَذِه لَا يُمكن أَن تقتض حَتَّى تشق بالحديد. وَقد يصير فِي بَعضهنَّ هَذَا اللَّحْم قَوِيا فرنياً فَيجب أَلا تفاجئها بِالْجِمَاعِ بِشدَّة ضَرْبَة لكَي تعلم هَل هِيَ كَذَلِك أم لَا لِئَلَّا يُصِيب الذّكر مِنْهُ بلية.

 

(3/402)

 

 

3 - (من الطبيعيات لنتن الْفرج) يُؤْخَذ طين لابى فيطين بِهِ خَارج قمع جُلُود وَأدْخلهُ ثمَّ تستدخل الْمَرْأَة طرفه وتبخر تحتهَا باللك حَتَّى تَجِد طعم الدُّخان فِي فمها تفعل ذَلِك عِنْد طهرهَا مَرَّات. وَقَالَ: مَتى سحقت الخراطين وطليت على الذّكر عظم جدا. قريطن للرطوبة فِي الْفرج: قشور صنوبر أَرْبَعَة آس جزءان سعد جُزْء يصب عَلَيْهِ شراب عفص ريحاني وتبل مِنْهُ خرق كتَّان وَيرْفَع يَوْمًا وَيُدبر عِنْد الْحَاجة بِهِ. لى يجب أَن يصب على هَذَا طبيخ العفص والرامك وقردمانا وَهَذَا يضيق الْفرج تضيقاً شَدِيدا ويطيبه وَمَتى جعل فِي هَذِه الحمولات حب القريص أسخن جدا. لى القردمانا قد اتّفق عَلَيْهِ أَن يسخن الْفرج. اختيارات حنين: يُؤْخَذ حلتيت فيسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن زنبق فِي قَارُورَة وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يمسح بِهِ فَإِنَّهُ يلذذ الرجل وَالْمَرْأَة لَذَّة عَجِيبَة. وَيدخل الرجل يَده تَحت ظهر الْمَرْأَة مِمَّا يلى الْعَجز ويرفعها إِلَيْهِ ويشد فَخذيهِ فَإِنَّهُمَا يلتذان جَمِيعًا لَذَّة عَجِيبَة. أُخْرَى مللذة عاقرقرحا وميويزج ودارصيني سَوَاء ينخل بالحريرة ويعجن بِعَسَل الزنجبيل المربى ويحبب أَمْثَال الفلفل. ثمَّ اجْعَل مِنْهُ وَاحِدَة تَحت اللِّسَان وَيمْسَح بالريق الذّكر فَإِنَّهُ عَجِيب يلذذ لَذَّة عَجِيبَة وخاصة للْمَرْأَة.

ميسوسن. أَجْلِس المقتضة فِي زَيْت وشراب فَإِن كَانَ قد جرح الْموضع وضع عَلَيْهِ مرهم بعد أَن يَجْعَل فِيهِ أنبوبة ليخرج مِنْهَا الْبَوْل وَلَا يلتحم الْجَمِيع.)

انْتهى السّفر التَّاسِع من كتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ تأليف أبي بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي الْعَاشِر فِي الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة والأدوية الَّتِي تقتل الديدان وَتخرج حب القرع والحيات.

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(وَعَلِيهِ أتوكل وَبِه أستعين)

 

(3/403)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

(فارغة) (الْجُزْء الْحَادِي عشر)

 

(3/404)

 

 

(الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة)

 

(3/405)

 

 

(فارغة)

 

(3/406)

 

 

(الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة) (والأدوية القاتلة للديدان والمخرجة لحب القرع والحيات) الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: (الديدان من الْأَشْيَاء الْخَارِجَة عَن الطبيعة) وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تخرج أصلا عَن الْبدن. وَإِنَّمَا يُمكن إخْرَاجهَا عَنهُ بعد قَتلهَا فَإِنَّهَا مَتى دَامَت إحْيَاء تنشب بالأمعاء فَإِذا مَاتَت خرجت بالبراز. وَإِنَّمَا يَقْتُلهَا الْأَدْوِيَة الْمرة مثل الأفسنتين وَمَا شابهه. حب القرع فَأَما حب القرع فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من الأفسنتين كالسرخس. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة: 3 (الديدان لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء) الثَّانِيَة من الْفُصُول: الدُّود الصغار الدقاق تتولد فِي المعي الغليظ عِنْد فَسَاد الهضم. وَأما الْعِظَام المستديرة فَإِنَّهَا تتولد فِي الأمعاء الْعليا حَتَّى إِنَّهَا تصعد كثيرا إِلَى الْمعدة وتولد هَذَا الْجِنْس فِي الصّبيان أَكثر من تولد الدُّود العراض وَهِي حب القرع وَأما العراض وَهِي حب القرع فقليلا مَا تتولد فِي الصّبيان وَهَذِه أَكثر مَا تتولد فِي الأمعاء كلهَا وَهَذِه أطولها كلهَا.

3 - (كتاب العلامات)

يعرض لصَاحب الْحَيَّات كَثْرَة الْأكل وينحف مَعَ ذَلِك الْجِسْم ويضعف ويجد نخسا على فُؤَاده ونخسا عِنْد سرته وخاصة إِذا خلا من الطَّعَام وخاصة إِذا كَانَ من الطَّعَام هَذِه الْحَيَّات العراض وَأما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ وَفِي الصّبيان أَكثر مِمَّا تكون فِي الشَّبَاب ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس وغثى حَتَّى يضْطَر صَاحبهَا إِلَى إِدْخَال يَده فِي فِيهِ وَذَلِكَ عِنْد صعودها إِلَى فَم الْمعدة ويستطلق بَطْنه مِنْهَا وَرُبمَا خرجت من فَوق بالقيء ويعرض لَهُ ضعف شَدِيد وَقلة شَهْوَة الطَّعَام وصفرة وهزال وسعلة يابسة وَرُبمَا غشي عَلَيْهِ وَرُبمَا عرض للصبيان الِاضْطِرَاب فِي النّوم وصرير الْأَسْنَان وَالنَّوْم على بطونهم من شدَّة الْأَلَم وَرُبمَا عرض مَعَه التشنج والحمى والسبات ويحم وُجُوههم ويبرد أَطْرَافهم ويلقون بِأَيْدِيهِم إِلَى النواحي من الكرب ويعرقون عرقا بَارِدًا وَإِذا لمست بطونهم وجدت شَيْئا جاسيا وَرُبمَا تحركت تَحت الْيَد ويأخذهم مَعَ ذَلِك مغس ومجستهم ضَعِيفَة مُخْتَلفَة وَرُبمَا خرجت من الْأنف وَقل مَا تخرج بالقيء عِنْد شدَّة الْحمى وَالِاضْطِرَاب وَأما فِي حَال لَا حمى فَتخرج من أَسْفَل وَيُشبه بعض أعراضها قرانيطس إِلَّا أَنهم لَا يلقطون زئبر الثِّيَاب وَلَيْسَ فِي رؤوسهم وجع وَلَا فِي آذانهم طنين لكِنهمْ

 

(3/407)

 

 

يَجدونَ مغسا ولذعا ونخسا وَالِاخْتِلَاف فيهم مُنْقَطع سَاعَة بعد سَاعَة وتنقطع أَصْوَاتهم سَاعَة فساعة. ويميز بَينهَا وَبَين الصرع بوجع الْبَطن وَأَنه لَا وجع بهم فِي الرَّأْس وتميزه من القولنج أَن بطونهم لَيست معتقلة الْبَتَّةَ وألوانهم صفر وينبطحون على وُجُوههم. وَيفرق بَينهم وَبَين تصرير أسنانهم من النّوم فَإِن تصرير الْأَسْنَان من الْحَيَّات إِنَّمَا يكون حينا فحينا. وَإِذا خرجت من المرضى ميتَة كَانَت من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا خرجت حَيَّة كَانَ دَلِيلا صَحِيحا على الْقُوَّة.

وَأما الديدان الصغار الَّتِي تكون فِي المقعدة فَإِن صَاحبهَا يجد حكاكا فِي المقعدة وَقد يشْتَد ذَلِك حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويجد قبل أَن يتبرزها ثقلا تَحت شراسيفه وَفِي صلبه. قَالَ: وَإِذا)

خرجت الْحَيَّات من المحموم ميتَة دلّت على مَوته وَمَتى خرجت بِلَا حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ ردي وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة قوته وَمَتى خرجت بالقيء دلّت على أخلاط ردية فِي معدته وَخُرُوج الْحَيَّات أجمع فِي الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت. وَإِذا خرجت مِنْهُ قبل الهبوط فَذَلِك ردي وَمَتى خرجت بعد الهبوط فَصَالح يدل على قُوَّة الطبيعة وَقبل الهبوط يدل على ضعف وَسُقُوط الْقُوَّة وعَلى أخلاط ردية.

الأولى من الثَّانِيَة من ايبذيميا: الديدان تولد فِي الخريف من أجل الْفَوَاكِه أَكثر. وَقد تتولد فِي سَائِر الْأَوْقَات من أجل فَسَاد الْأَطْعِمَة. والديدان أَنْفسهَا من شَأْنهَا أَن تتحرك فِي الْأَزْمَان وتهيج فِي الخريف عِنْد الْمسَاء بالْعَشي.

السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: 3 (الْحَيَّات تحدث من التخم) المتواترة وَأكل الْأَشْيَاء الَّتِي قد شابتها عفونة وَالْخبْز الخشن والحيات تحدث ألم الْفُؤَاد واختلال الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم لى والصرع وانطلاق الْبَطن وتحدث مثل هَذِه الْأَعْرَاض عِنْد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وتتولد الْحَيَّات أَيْضا فِيمَن يكثر من الطَّعَام فَإِذا كثرت فِي الْجِسْم أفرط عَلَيْهِ الهزال وانطلاق الْبَطن. وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من هَذِه الْأَعْرَاض فَلَا تحكم بِأَن تِلْكَ الْعلَّة ذاتية حَتَّى تسْأَل عَن أَمر الدُّود وتفقد بعناية لَا يُمكن أَن تكون عارضة فِيهِ.

الْيَهُودِيّ فِيمَا عد لنا مِمَّا يخرج الْحَيَّات: الباقلي والحمص أَنَّهُمَا يخرجَانِ الْحَيَّات. قَالَ: وَبَعض النَّاس يسْقِي لَبَنًا حليبا أَيَّامًا ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى تأنس إِلَيْهِ الْحَيَّات ويغتذي بِهِ فَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع أَخذ سرخسا وأبرنجا مقشرا وشيحا وقنبيلا وتربدا ضعفها وترمسا أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِلَبن حليب. والأبرنج المقشر مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم أسقط كيس حب القرع الْبَتَّةَ. قَالَ: فَإِن أردْت معرفَة هَل الْحَيَّات فِي الْبَطن فرش على معدة العليل ماءا بَارِدًا بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُنَّ يجتمعن إِلَى ذَلِك الْموضع شبه الكبة.

مَجْهُول: مَتى شربت دَوَاء الْحَيَّات فَشد منخريك شدا شَدِيدا جدا وَلَا تفتحهما حَتَّى

 

(3/408)

 

 

تتمضمض وَيذْهب طعم الدَّوَاء الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ من الأجود أَن تحبس فِي النَّفس إِذا شربت الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الْحَيَّات. قَالَ: وَحب النّيل يخرج الْحَيَّات.)

الطَّبَرِيّ: الحمص الْأسود مَتى أنقع بخل ثمَّ أكل مِنْهُ على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ قتل الدُّود فِي الْجوف. وَله دَوَاء يخرج الْحَيَّات: يشرب ثَلَاثَة أَيَّام لَبَنًا حليبا بِالْغَدَاةِ ويتحسى أسفيذباجا بعد ذَلِك بساعات ثمَّ يُؤْخَذ سِتّ مَثَاقِيل أبرنج وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سرخس وقنبيل ثَلَاثَة فتدق وتداف بخل خمر حامض ثمَّ يمص أَولا الكباب لِأَن الدُّود تبارد إِلَى ذَلِك وَإِلَى طلب اللَّبن وتعلى رؤوسها وتفتح أفواهها وَبعد ذَلِك اتبعهُ الدَّوَاء فِي الْحِين.

أهرن قَالَ: 3 (حب القرع) مَتى خرجت بالبراز فَإِنَّهُ دَلِيل على الْحَيَّات الْكِبَار.

3 - (أَصْنَاف الدُّود)

بولس: الدُّود ثَلَاثَة أَصْنَاف: المستدير والعريض وَالصغَار الَّتِي تكون فِي المقعدة وَكلهَا تكون من البلغم العفن وَتَكون فِي الَّذِي يكثر من الْأكل للأشياء الرّطبَة اللزجة وَلَا يكون الدُّود من الْمَرَّتَيْنِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُمَا قاتلتان للحيوان فضلا عَن أَن يتَوَلَّد مِنْهُمَا وَمَتى خرج فِي بعض الْأَحَايِين مَعَ الدُّود مرّة صفراء أَو مرّة سَوْدَاء فَاعْلَم أَن الْمرة فِي حيّز آخر. قَالَ: والدود الطوَال تكون فِي الأمعاء الدقاق وبالقرب من الْمعدة وَلذَلِك كثيرا مَا تتصاعد إِلَى الْمعدة وَقد خرجت من بعض النَّاس من الْأنف والفم وَتَكون فِي الصّبيان والأطفال أَكثر من غَيرهم وَتَكون أَكثر ذَلِك مَعَ حمى. ويعرض لمن بِهِ دود مستدير لذع فِي الأمعاء والبطن وسعال قَلِيل يَابِس ويعرض لبَعْضهِم يرقان وخفقان وانتباه على غير مَا يَنْبَغِي وينتبه بَعضهم مَعَ صياح ثمَّ يغمى عَلَيْهِم وَيخْتَلف النبض وتعظم الحميات وتشتد على غير نظام مَعَ برد الْأَطْرَاف وتغور أَعينهم. وَابْتِدَاء الدُّود ثَلَاث أَو أَربع مَرَّات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة على غير تَرْتِيب ويعرض مضغ اللِّسَان وَنَحْوه وتبريد الْأَسْنَان ويغمضون أَعينهم ويريدون السُّكُوت فَإِذا انتبهوا اشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِم وَتظهر فِي أَعينهم دموية وتحمر وجناتهم ثمَّ تَتَغَيَّر حَتَّى تصير كمدة وَتَكون هَذِه الْأَشْيَاء أوقاتا قَليلَة وَتَكون فِيمَا بَينهَا مُدَّة من الزَّمَان وَرُبمَا صَار هَذَا الدُّود إِلَى الْمعدة فَيكون غثى ولذع وَذَهَاب الشَّهْوَة فَإِن أَخذ شَيْئا تقيأ وَرُبمَا عرض إسهال الْبَطن وانتفاخه وتمدده كالطبل ويتمدد سَائِر الْجِسْم على غير قِيَاس لَا من جوع كَانَ وَلَا من استفراغ مفرط. وَلَا يَنْبَغِي أَن تطلب كل هَذِه الدَّلَائِل بل بَعْضهَا وَرُبمَا أصبت أَكْثَرهَا. وَإِنَّمَا يعرض مَا ذكرنَا من أجل أَن الدُّود تلتوي فِي الأمعاء فتلذعها وَلِأَنَّهُ)

تتصاعد إِلَى الدِّمَاغ من الرُّطُوبَة العفنة الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْبَطن بخارات فَتكون حمى فأعن فِي بعض الْأَوْقَات بِإِخْرَاج الدُّود فِي بعض الْأَعْرَاض على قدر الْأَمر فَإِن أَكثر تَوَاتر فِي إِخْرَاجه فَأكل الدُّود أمعاءهم واعتراهم نخس فِي هَذِه الْأَعْضَاء ثمَّ اعتراهم تشنج أَو مَاتُوا. وَزعم قوم أَنهم رَأَوْا الدُّود قد ثقب الْبَطن وَخرج مِنْهُ فضمد الْبَطن بالأفسنتين ودقيق الترمس والشيح وقشور الرُّمَّان والعفص. وَمن أدويته: الراسن وَحب الْغَار والسليخة والحاشا والفودنج والسعد والبسبايج والأيرسا والقرطم والفلفل يُؤْخَذ مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم أَجزَاء سَوَاء يطْبخ النعنع أَو تُؤْخَذ عصارة أصل التوت ولطخ على معدهم الصَّبْر بشراب تفاح فَإِنَّهُ ينْهض شَهْوَة الطَّعَام

 

(3/409)

 

 

وَالْحَاجة إِلَيْهِ فِي هَذَا الْبَاب شَدِيدَة. ولتخلط بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات الأفسنتين وأطل بِهِ على السُّرَّة مرَارَة ثَوْر وَشَيْء من الْأَدْوِيَة الْمرة وأدهن السُّرَّة كثيرا بالدهان الَّذِي يعْمل بالدفلى وضمد بورق الخوخ الْجوف كُله والطخ بالشونيز مَعَ دهن الْورْد أَو يعجن الترمس بعصير الشَّيْخ أَو يعجن بعض هَذِه الْأَدْوِيَة بمرارة ثَوْر ويلطخ أَو يطْبخ الأفسنتين. وأحقنهم بِالْمَاءِ الفاتر وَالْعَسَل كي تنزل الدُّود فِي طلب حلاوة الْعَسَل إِلَى أَسْفَل الأمعاء وَمَتى كَانَت تصعد بخارات ردية فأسهلهم أَولا بإيارج فَيقْرَأ ثمَّ أسهلهم بِمَا يسهل الدُّود. قَالَ: وَأما الدُّود العريض فَإِنَّهُ يُغير الصفاق الَّذِي دَاخل الأمعاء حَتَّى يصير دودا عريضا ويعرض مِنْهُ اللذع الدَّائِم فِي الْجوف والشهوة الشَّدِيدَة للطعام وَذَلِكَ أَن هَذَا الْحَيَوَان يتغذى بِمَا يصير إِلَيْهِ غذَاء سَرِيعا فتحتاج الكبد إِلَى الاجتذاب من الْمعدة وَإِن لم يطعموا عرض لَهُم لذع فِي المعي الصَّائِم وهزال فِي الْجَسَد وَضعف وكسل وَيخرج فِي الثفل دَائِما مِنْهَا ويعالج هَؤُلَاءِ بِأَكْل الثوم والأدوية الْمرة وَمَتى كَانَ ذَلِك مَعَ حمى فأعطهم طبيخ السبستان ويأكلونه أَيْضا وأسقهم عصارة الهندباء والمر وبزر الكزبرة الْيَابِسَة بعد الدق. قَالَ وليحسوا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام زَيْت إِنْفَاق فَإِنَّهُ لمرارته يَقْتُلهَا وبلزوجته يزلقها وَمَتى كَانَ مَعَ ذَلِك ورم حَار فِي الأحشاء فليستعمل الضماد الْمَعْمُول فِي دَقِيق الترمس والأفسنتين والفاشرا وأنطل الْمَوَاضِع الَّتِي تَحت الشراسيف بدهن الأترنج وثمر الأفسنتين وَالصَّبْر وَمَتى لم تكن الْحمى قَوِيَّة فأعط الْأَدْوِيَة القوية فِي إِخْرَاج الدُّود كالقردمانا والحرف وبزر الجرجير والأفسنتين وَحده كَاف فِي ذَلِك واسقهم درهمي صَبر فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَأما الَّذين يتأذون بالدود مَعَ إسهال الْبَطن فأعطهم لِسَان الْحمل يَابسا أَو عصارته أَو أعطهم طبيخ القنطوريون.)

صفة أُخْرَى إِذا لم تكن حمى: سرخس أوقيتان وَنصف نطرون ثَلَاثَة دَرَاهِم يسقى مِنْهُ الثُّلُث مَعَ شَيْء من سقمونيا وَيذْهب بهَا الْبَتَّةَ.

الترياق: مَتى لم تكن حمى فأعطهم إِيَّاه مَعَ عدم الْحمى. قَالَ: وَأما الدُّود الصغار فَإِنَّهَا تكون فِي آخر المبعر وتتولد من فَسَاد هُنَاكَ فَاسْتعْمل للأطفال شياقة بملح وبورق وَأما الرِّجَال فاحقنهم بِمَاء شَدِيد الملوحة أَو بطبيخ القنطوريون وَعسل بطبيخ الحنظل والأفستين قَالَ: وَلَا يحقن بِهَذِهِ إِلَّا بعد لطخ المقعدة بالأقاقيا والطراثيث والسماق مَعَ شراب كي تقوى أَو بشبث وشراب وَأما الَّذين يَجدونَ من هَذِه قبضا شَدِيدا فلتلطخ بالطين الأرمني أَو الرومى مَعَ شراب فَاعْلَم أَنه مَتى جَاع الْإِنْسَان كثر لذع الدُّود لَهُ لِأَنَّهَا تجوع فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يغدوا كل قَلِيل وليأكل قَلِيلا ليسلم من اللذع إِذا كَانَ مُؤْذِيًا وغذهم فِي وَقت الرَّاحَة قبل اللذع لكَي لَا يعرض لذع وَإِن عرض مَعَه سيلان الْبَطن وزلق الأمعاء فأعطهم أغذية قَوِيَّة واطل الْبَطن بالأطلية القابضة وَمَتى كَانَ هضمهم بطيئا فيهيج اللذع لذَلِك فأعطهم الأحساء وَنَحْوهَا مِمَّا يسْرع الانحدار.

 

(3/410)

 

 

لى يكون من الديدان أمراض كالصرع والجوع الشَّديد الَّذِي لَا يسكن ويتبعه غشي مَتى لم يَأْكُل وَقد ذكر فِي بَاب قوليموس وخفقان الْقلب ووجعه: حَتَّى أَنه رُبمَا قتل.

الاختصارات: أطْعم الصّبيان للديدان شيحا وَتَمْرًا. قَالَ: وَالَّذِي فِي المقعدة يلطخ بصوف بنفط أَبيض وَحَملهمْ.

شندهشار: علامته فِي الْبَطن: حميات لينَة مختلطة وَذَهَاب اللَّوْن وخفقان الْفُؤَاد وَرُبمَا اعترى الصرع وَضعف فِي الشَّهْوَة وفتور وكسل ودوار وقيء واستطلاق لَا وَجه لَهُ.

يُوسُف الساهر مسهل للحيات عَجِيب: أبرنج خَمْسَة دَرَاهِم حب النّيل دِرْهَمَانِ يشرب الْجَمِيع بِلَبن فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات أجمع.

الْكَمَال والتمام للديدان: سرخس قنبيل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دَاخل الأترنج خَمْسَة دَرَاهِم ترمس سَبْعَة دَرَاهِم شيح أرمني عشرَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض خَمْسَة عشر درهما ملح هندي بِخَمْسَة دَرَاهِم قسط مر سَبْعَة دَرَاهِم الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الراسن الرطب قدر أُوقِيَّة ويسقى قبل هَذَا لَبَنًا حليبا ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق.

دَوَاء يخرج الْحَيَّات لمن لَا يَسْتَطِيع على الْأَدْوِيَة الحارة من المحمومين والمحرورين: كزبرة يابسة)

وميبختج يشرب ثَلَاثَة أَيَّام وَلَاء أَو يعجن الشونيز بِمَاء الحنظل الرطب قدر أُوقِيَّة ويطلى على الْبَطن. قَالَ: وَيخرج الْحَيَّات أَن يسقى من مَاء الفودنج أوقيتين.

أَبُو جريج الراهب: الْحَيَّات تتولد من أجل الْأَشْيَاء الفجة واللينة كالقبح والبقول واللوبيا والحمص وَأكل اللَّحْم النيّ وسف الدَّقِيق. قَالَ: وَإِذا أزمن حب القرع صَار لَهَا عش منظم فَمَتَى لم يتعالج صَاحبه أصفرّ لَونه وَنحل جمسه وَقل لَحْمه وَظهر فِي بَطْنه عروق مثل مَا يكون فِي صَاحب المَاء الْأَصْفَر وَعند ذَلِك يحدث بِصَاحِبِهِ الْعَطش لَا يرْوى من أَجله وترم أنثياه مَعَ أوجاع ردية يُخرجهَا الشيح والأبرنج والسرخس والترمس وَالْعَسَل ولحى شَجَرَة التوت وَشَجر الرُّمَّان وأسرع مَا رَأَيْت لَهُ نفعا حَتَّى أَنه يلقِي عشه كَمَا هُوَ كَامِلا ثمَّ لَا يعود: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقة منخولة قد ديفت بِلَبن حليب فَإِنَّهُ يَرْمِي عشه كُله ويخرجه أَحْمَر كلون البقّم.

من كتاب الْمعدة لحنين: إِنَّه ينفع من الْحَيَّات أَن يتعب حِين يشرب دواءها تعبا شَدِيدا بإحضار وركوب مُتْعب شَدِيد فَإِنَّهُ ملاك الْأَمر فِي إلقائها وإخراجها وَقد رَأَيْت نَاسا كثيرا تخرج مِنْهُم إِذا تعبوا حيات بِلَا دَوَاء يستعملونه بل التَّعَب فَقَط.

ابْن سرابيون قَالَ: الْحَيَّات تتولد من البلغم لِأَن الدَّم لَا ينصب فِي المعي وَلَيْسَ مَعَ ذَلِك وَلَو انصب بمستعد أَن ينخلق مِنْهُ فَأَما المرتان فَإِنَّهُمَا يقتلان الْحَيَّات المكونة فضلا عَن

 

(3/411)

 

 

أَن تتخلق مِنْهَا دود وَلذَلِك أَكثر تولدها فِي الصّبيان والمبلغمين والشرهين والطوال تولدها فِي المعي الْأَعْلَى وَحب القرع فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار جدا فِي الْمُسْتَقيم فِي طرفه والطوال لَا تخرج إِلَّا بِجهْد. فَأَما حب القرع فَتسقط من ذَات أَنْفسهَا وَسُقُوط حب القرع يدل على المستطيلة وَالدَّلِيل على كَون الْحَيَّات: اللذع والغثى ومغس ويتولد من طول السهر والتخم والأغذية الغليظة وَإِذا هَاجَتْ صغّرت النبض وبرّدت الْأَطْرَاف وأحدثت تصرير الْأَسْنَان واختلاج الشّفة وتصعد كثيرا مَعَ الْقَيْء وَالَّذين بهم ديدان صغَار يحسون بحكة فِي المقعدة والعلاج التَّام إخْرَاجهَا ثمَّ التَّدْبِير الملطف لِئَلَّا تعود.

3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)

الأفستين والشيح والأفتيمون والترمس والفودنج والنعنع والحبة السَّوْدَاء وبزر الكرنب وَنوى الخوخ مَتى ضمد بِهِ الْبَطن والمر والسعد والبسبايج والقرطم والقسط والمر والكمون وقشور الرُّمَّان والكافور وَأما الصغار فعصارة الفودنج تحمل أَو طبيخ شَحم الحنظل وَمَاء الزَّيْتُون والمالح والمري يحقن بِهِ ويمسك سَاعَة فَإِن لم ينجع بِالِاحْتِمَالِ فطبيخ الأفستين. وَأما العراض فالسرخس والقسط والمر وقشور أصل التوت والأبرنج والقنبيل.

دَوَاء يخرج حب القرع بِلَا أَذَى: يعصر الراسن الرطب وَيشْرب ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ عَجِيب. آخر: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ تَرَبد ثَلَاثَة مقشر سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم يشرب بِلَبن أَو بخل أَو بمري بعد صَوْم يَوْم وجوع شَدِيد.

كتاب الدَّلَائِل يدل على الْحَيَّات مغس فِي الْبَطن وَغشيَ وصفرة اللَّوْن وفزع فِي النّوم وتوثب مَعَه بَغْتَة ونبض صَغِير وتتولد من أكل الْخبز الخشن الْوَسخ الجشب. لى رُبمَا اجْتمع حب القرع أَسْفَل المعي وَيُورث قولنجا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه. 4 (الشيح البرنج) الأفتيمون الأفستين الترمس القنبيل العرطنيثا الكندس الْقسْط الشونيز الْحَرْف الصعتر الكزبرة الْملح الْأسود الفوة.

القرابادين الْقَدِيم قَالَ: يسْقط الديدان أَن يمرس سماق فِي المَاء ثمَّ يصفى ويخلط مَعَ بزر البقلة الحمقاء. لى هَذَا جيد حَيْثُ تكون حرارة. وَأكل الثوم ينفض حب القرع. والقردمانا مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال أخرج الدُّود. للدود الصغار فِي المقعدة يحْتَمل دهن الخروع أَو نفط أَبيض وَهُوَ أَجود وَمَاء الكراث فَإِن أزمنت يحقن بهَا إِن شَاءَ الله.

القرابادين الْقَدِيم قَالَ: يسْقط هَذِه أَن يحْتَمل دهن الخزوع أَو طبيخ الأفسنتين فِي صوفة أَو ملح نفطي.

مُفْردَة ج: 4 (القيصوم) ردي لفم الْمعدة إِلَّا أَنه يقتل الدُّود. 4 (النعنع) 4 (الفودنج) النَّهْرِي يقتل الدُّود مَتى شرب أَو احتقن بِهِ القردمانا والقطران يقتلان الدُّود فِي المقعدة والبطن مَتى احْتمل. الْقسْط قتال حب القرع. بزر الكرنب

 

(3/412)

 

 

وخاصة الْمصْرِيّ مَتى أَخذ أخرج الدُّود والحيات. الشونيز يقتل الدُّود. ورق الخوخ يقتل الدُّود مَتى سحق وَوضع على السُّرَّة. لمى شجر التوت يقتل الدُّود العريض. أصل السرخس مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل أخرج حب القرع. المر يقتل الدُّود. د: 4 (القردمانا) يخرج حب القرع. ودهن الخروع مَتى شرب أخرج الدُّود. القطران يقتل الدُّود كلهَا احتقن أَو احْتمل. طبيخ شَجَرَة الرُّمَّان يخرج حب القرع. طبيخ أصل الخوخ أَن شرب طبيخه بِالْمَاءِ أخرج حب القرع الثوم يخرج حب القرع والحيات. الْحَرْف أَن شرب أَرْبَعَة دَرَاهِم أخرج حب القرع والحيات طبيخ الفودنج وعصارته وورقة مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل وَالْملح أخرج الدُّود.

الحاشي يطْبخ بِمَاء الْعَسَل وَالْملح فَيخرج الدُّود الطوَال. مَاء السذاب يخرج الْحَيَّات وطبيخه بالزيت أَن شرب. الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت بالشيح أخرجت الدُّود الطوَال. الشونيز مَتى لطخت بِهِ السُّرَّة مَعَ خل أخرج الْحَيَّات.

ابْن ماسويه: 4 (البقلة الحمقاء) مَتى شربت تخرج حب القرع.

الفلاحة: 4 (الجرجير) يخرج الدُّود.

الخوز: 4 (الجعدة) خاصتها إِخْرَاج حب القرع. وَقَالَ: دَوَاء يُقَال لَهُ حلدواح جيد لإِخْرَاج الْحَيَّات.

ابْن ماسوية وَابْن ماسة قَالَا: مَتى سحق من الْحَرْف زنة خَمْسَة دَرَاهِم وَشرب بِمَاء حَار أخرج الدُّود وَحب القرع خَاصَّة.

الخوز وَابْن ماسوية وَابْن ماسة: دَوَاء يُقَال لَهُ: حيلب وَيُقَال لَهُ: هيلب يسهل اسهالا شَدِيدا مفرطا وخاصة الديدان وَهُوَ خِيَار لَا يُوجد للديدان أقوى مِنْهُ.

الطَّبَرِيّ: ينقع الحمص بالخل لَيْلَة ثمَّ يُؤْكَل على الرِّيق وَلَا يَأْكُل شَيْئا إِلَى الْعَصْر يقتل الدُّود فَإِن الدُّود تخرج مَعَ البرَاز. وخبرني الْقَرَوِي أَنه طلى على الْبَطن الشونيز بِمَاء الحنظل على السُّرَّة فَأخْرج الْحَيَّات.

ابْن ماسويه: طبيخ الكرنب النبطي مَعَ الترمس يشرب فَيخرج حب القرع. وَقَالَ: خَاصَّة الكرويا إِخْرَاج حب القرع من الْبَطن.

الخوز: قَالَت: يسقى من الكاشم دِرْهَمَيْنِ بشراب للحيات. المازريون يسهل حب القرع مَعَ حب النّيل ابْن ماسويه الخوز الْهِنْدِيّ: الْعَتِيق مِنْهُ يخرج حب القرع. الخوز: النفط الْأسود جيد للديدان فِي المقعدة إِذا احْتمل. ابْن ماسويه: القنبيل يسهل حب القرع والروبيان يُخرجهَا. وَقَالَ: ورق الخوخ مَتى عصر وَشرب أخرج حب القرع والحيات بالإسهال. الديدان مَتى خرجت بالمسهل عَادَتْ بعد شَهْرَيْن مَتى أكل صَاحبهَا يَوْم الدَّوَاء وَبعده أَيَّامًا دسما وَيخَاف مِنْهَا مَتى لم يَأْكُل وَالَّذِي

 

(3/413)

 

 

يسقى بِهِ دَوَاء الْحَيَّات الدوغ الحامض أَو خل أَو لبن مفرط أَو مري والبسبايج قوى فِي إِسْقَاط الْحَيَّات وَمَتى أسرف فِي الدسمة والتخم عَادَتْ بعد شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة. وَقد يحقن بالأدوية القاتلة للحيات إِذا كَانَ مُعظم الوجع أَو النخس أَسْفَل وينفع مِنْهُ أرياج فيقرا. قَالَ: وَرُبمَا مَاتَت الْحَيَّات وَبقيت فِي الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن يسْرع فِي إخْرَاجهَا لِأَنَّهَا مَتى تعفنت صعد مِنْهَا إِلَى الدِّمَاغ بخار ضار بِهِ جدا وَالصَّبْر يُخرجهَا. وَإِذا كَانَت الْحَيَّات حب القرع احتكت المقعدة وَرُبمَا أَدخل العليل إصبعه فأخرجها والحقنة أوجب إِذا أخرجتها فَليَأْكُل الْقَلِيل من الكرنب واللبلاب والسلق لى وَالزَّيْتُون والمالح والبري وَالْكبر قبل طَعَامه كل يَوْم أَو يشرب المري فَإِن ذَلِك يمْنَع من عودتها وَكَذَلِكَ الدّهن مَتى شرب قبل الطَّعَام.)

صفة لمن لَا يحب أَن يَأْكُل دَوَاء: يتجوع ويتعب تعبا شَدِيدا ثمَّ يَأْكُل حمصا منقعا بنبيذ يفعل ذَلِك مَرَّات فَيخرج الدُّود كُله.

الخوز دهن الْجَوْز مَتى شرب مِنْهُ مَرَّات كل يَوْم أُوقِيَّة يطْرَح الدُّود. لى الدسم يُولد الدُّود فَلْيَكُن دسم صَاحبه دهن الْجَوْز أَو يتعب ثمَّ يقتمح وزن عشرَة دَرَاهِم من قشر الرُّمَّان أَو يشرب عَلَيْهِ مَاء حَار أَو يشرب مَاء السماق الْمَطْبُوخ بعد التَّعَب فَإِنَّهُ يطرحه أَو يشربه بزر الكراث بِمَاء أَو يشرب عصارة السذاب أَو يستف الكمون بِمَاء حَار.

الْهِنْدِيّ: الفانيذ يُولد الدُّود وَالزَّيْت يَقْتُلهَا. الخوز: مَتى شرب سكرجة من عصارة الآس فَإِنَّهُ من كتاب الْفَائِق الْمخْرج من كتاب أهرن: مَاء الباقلي يخرج الدُّود الطوَال. ج: النَّوْع من الشنجار الَّذِي هُوَ أَشد مرَارَة يخرج حب القرع مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال وَنصف مَعَ حرف أَو قردمانا. الأفسنتين مَتى طبخ وَحده أَو مَعَ الْأرز وَشرب بِعَسَل قتل الدُّود الَّذِي يُسمى أسفارندس.

الخوز: الرجلة مَتى أَكثر من أكلهَا أخرجت حب القرع. بديغورس: الجعدة خاصتها إِخْرَاج حب القرع وخاصة الصُّغْرَى مِنْهَا. الزَّيْت مَتى طبخ بشراب وَشرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ بِمَاء حَار أخرج الدُّود. د: كل حريف مخرج للحيات فِي الْبَطن الْحَرْف يخرج حب القرع.

ابْن ماسويه: طبيخ الحاشا مَعَ الْعَسَل يخرج الدُّود الطوَال. د: عصارة حَيّ الْعَالم إِذا شربت أخرجت الدُّود المستطيل. د: كبابة تخرج الدُّود وَحب القرع. الكزبرة مَتى شربت يابسة بالميبختج أخرجت الدُّود الطوَال. وَقَالَ: بزر الكرنب الْمصْرِيّ يقتل الدُّود لمرارته وَقَالَ: وَافقه عَلَيْهِ جالينوس. والكرويا يخرج حب القرع. د: عصارة النعنع مَتى شربت بالخل أخرجت الدُّود الطوَال.

 

(3/414)

 

 

ابْن ماسويه: المر يقتل الدُّود. د: النارجيل الْعَتِيق يخرج حب القرع. ابْن ماسويه: سرخس إِذا شرب من أَصله أَرْبَعَة درخميات بِمَاء الخراطين أخرجت حب القرع فَمَتَى خلط بِهِ أبولسان من خريق أَو سقمونيا كَانَ أبلغ وَيجب لمن أَرَادَ شربه أَن يتَقَدَّم فِي أكل الثوم وَقَالَ ج: مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل فعل ذَلِك وَقتل الأجنة أَيْضا وَلَيْسَ ذَلِك مِنْهُ بعجب لمرارته وَفِيه شَيْء من الْقَبْض. السذاب مَتى إِلَى بالزيت وَشرب أخرج الدُّود. كماشير وَهُوَ عقار هندي حَار فِي الرَّابِعَة يسْقط الأجنة مَتى شرب مَعَ أصل الْكَرم أسهل الدُّود. دو بولس: عصارة الفودنج مَتى شربت مَعَ الْعَسَل أَو الْملح أخرجت جَمِيع)

أَصْنَاف الدُّود وَكَذَلِكَ إِذا شربت مُفْردَة أَو احتقن بهَا. ج: القردمانا إِن شرب بِالْمَاءِ أخرج حب القرع. د: الْقسْط مَتى شرب أخرج الدُّود وَحب القرع. د وَج: القلقنت مَتى لعق مِنْهُ دِرْهَم بِعَسَل قتل حب القرع. د: أصل شَجَرَة الرُّمَّان إِذا طبخ وَشرب طبيخه قتل حب القرع وَقَالَ: قشر أصل الرُّمَّان مَتى طبخ بنبيذ وَشرب نفع من الدُّود فِي الْبَطن وَحب القرع.

ابْن ماسويه: القطران مَتى احتقن بِهِ قتل الدُّود. د: الشونيز مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة مسحوقا بِالْمَاءِ أخرج الدُّود الطوَال وَهِي تقتل شرب أَو تضمد بِهِ. وَقَالَ: الشيح قوي فِي قتل الديدان. د: قشر أصل شَجَرَة التوت مَتى طبخ وَشرب طبيخه أخرج حب القرع. د وَج: دَقِيق الترمس مَتى لعق بشراب قتل الْحَيَّات. د: وَكَذَلِكَ مَتى أكل غير مُطيب أَو شرب طبيخه. ج: إِنَّه يفعل ذَلِك مَتى أَخذ بِعَسَل أَو خل ممزوج بِمَاء أَو ضمد بِهِ. الثوم مَتى أكل أخرج حب القرع. د: دهن الخروع يخرج الدُّود مَتى شرب. قضبان شَجَرَة الخوخ وورقها يقتل الدُّود مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة.

ابْن ماسويه: مَتى دق ورق الخوخ وفقاحه وعصر وَشرب أخرج الْحَيَّات وَحب القرع. الخباز الصَّغِير الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس مَتى شربت ثَمَرَته مَعَ نطرون وزوفا وحرف قتل الدُّود. بولس وَقَالَ ابْن ماسويه المخرجة للحيات وَحب القرع: قردمانا مثقالان بِمَاء الشيح الأرمني المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ أَو بنقيع الترمس أَو مثقالان من قسط بِهَذِهِ الرُّطُوبَة أَو دهن الخروع مثقالان أَو مَاء قشور أصل الرُّمَّان بعد طبخه أَو اسْقِهِ مَاء الكراث النبطي وَمن مَاء الرجلة مثل ذَلِك مَعَ حرف مسحوق زنة خَمْسَة دَرَاهِم وزوفا يَابِس مثقالين أَو اسْقِهِ مَاء الفودنج الْبري زنة أَربع أَوَاقٍ مَعَ حاشا مسحوق منخول زنة مثقالين أَو مَاء السذاب بِمِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين من عسل فَإِنَّهُ نَافِع. وَمِمَّا يخرج حب القرع أَن يجوع جوعا شَدِيدا مفرطا ثمَّ يطعم رغيفا حارا مَعَ رَطْل دوشاب فَتخرج. للديدان الصغار فِي المقعدة: خربق كندس ميوبزج ملح نبطي وأفسنتين يَجْعَل فِي المقعدة أَو يَجْعَل فِيهِ قطنة قد غمست فِي مَاء الأفسنتين أَو بِمَاء شاهترج أَو غَيره من الْأَشْيَاء الْمرة أَو يحْتَمل زَيْت أَخْضَر فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ أَو يطْبخ فِي الزَّيْت بعض هَذِه وتحتمل فِي قطنة. للحيات إِذا كَانَت فِي الْبَطن الْأَسْفَل: أحقن بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقتل الديدان.

 

(3/415)

 

 

3 - (عَلَامَات الْحَيَّات)

من كتاب ج الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فِي العلامات: كَثْرَة الْأكل مَعَ مُضَافَة ويضعف ويجد أبدا نخسا على معدته هَذِه العلامات للعراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس قوي وغثى كالشيء الصاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يزِيد الْقَيْء وصفرة وهزال وَرُبمَا اضْطر إِلَى أَن ينَام على الْبَطن من شدَّة الوجع وَرُبمَا أحس بحركته تَحت الْيَد وَرُبمَا خرج مَعَ الْقَيْء والرجيع وَرُبمَا عرض لشدَّة وَجَعه غشي واختلاط.

مَجْهُول: يكون من التخم وَالَّتِي تكون فِي الأمعاء الدقاق طوال. وَالَّتِي فِي الْغِلَاظ عراض وَتخرج العريضة مَتى احتقن بِمَاء وملح وَأكل الثوم يُخرجهَا.

من الْكَمَال والتمام لمن لَا يقدر على الْأَدْوِيَة القوية الحارة: بزر الكزبرة ويخلط بميبختج وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام وَلَاء. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْحَيَّات لَا تخرج عَن الْبدن إِلَّا أَن تقتل لِأَنَّهَا مَتى دَامَت حَيَّة فَإِنَّهَا تتَعَلَّق بالأمعاء أَو تصير كالميتة بِأَن تسكن وتسدر والأدوية القاتلة لَهَا الأفسنتين وَمَا شابهه وَأما حب القرع فتحتاج إِلَى أدوية أقوى من الأفسنتين كالسرخس وَنَحْوه.

3 - (الْعِلَل والأعراض)

الديدان تتولد فِي الأمعاء. ضماد يخرج الديدان: أسحق الشونيز بِمَاء الحنظل الرطب أَو مطبوخه ويطلى على الْبَطن والسرة.

3 - (دَوَاء يخرج الْحَيَّات)

من قرابادين سَابُور الْأَوْسَط: بودرنج وسرخس وقنبيل وترمس وَتَربد وأفسنتين الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بأوقيتين لبن حليب قَتله ثمَّ يشرب هَذَا الدَّوَاء بأوقيتين من مَاء الشيح.

الْيَهُودِيّ: يسْقِي جوزة هندية عفنة فَإِنَّهَا تخرج حب القرع بكيسه. فِي الترياق إِلَى قَيْصر لج: الأربيان يستفرغ حب القرع.

أبيذيميا: يتَوَلَّد فِي وَقت أكل الْفَاكِهَة خَاصَّة. وَقد يتَوَلَّد فِي فَسَاد مَا يُؤْكَل وَهِي ثَلَاثَة أَصْنَاف أَحدهَا كدود الْخلّ تكون فِي المعي الْأَسْفَل وَالثَّانيَِة كالحيات مستديرة طوال غِلَاظ تكون فِي الأمعاء الدقاق والعراض وَهِي حب القرع تكون فِي الْغِلَاظ. قَالَ: وَأكْثر حركاتها من السّنة فِي الخريف وَمن النَّهَار فِي آخِره وَبعد الْعشَاء.

من الْمَنْسُوب لج فِي العلامات: يعرض لصَاحب الْحَيَّات العراض كَثْرَة الْأكل ونحافة الْجِسْم والضعف والنخس على الْفُؤَاد عِنْد الْخَلَاء من الطَّعَام وَعند شرب المَاء الْبَارِد وَقد تكون من هَذِه الْحَيَّات مَا طوله ثَلَاثَة أَذْرع أَعنِي العراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي الشَّبَاب وَفِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الْمَشَايِخ وَأكْثر مَا تكون من الحميات الحارة

 

(3/416)

 

 

والطويلة ويجد صَاحبهَا لذعا فِي المعي والبطن ومغسا قَوِيا وغثيا حَتَّى يُرِيد الْقَيْء فَلَا يقيء ويحس بِشَيْء صاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يُرِيد إِدْخَال يَده وإخراجها وتقل الشَّهْوَة وَتَعْلُو الصُّفْرَة والهزال وَرُبمَا كَانَ مَعَه سعال يَابِس وغثي وَرُبمَا أوجع حَتَّى يعرض مِنْهُ الغشي وَالنَّوْم على الْبَطن والصرير بالأسنان والتشنج والحمى الحادة جدا والتقلب وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وَمَتى لمست الْأَطْرَاف والبطن فِي أَسْفَله وجدت شَيْئا جاسيا تَحت الْيَد أَو متحركا ويهيج مَعهَا مغس شَدِيد وَأكْثر مَا يخرج بالقيء إِذا اشتدت الْحمى فَأَما عِنْد سُكُون الْحمى فَيخرج من أَسْفَل ويعرض مِنْهُ مثل أَعْرَاض البرسام والليثرغس وَيفرق بَينهمَا أَن هَؤُلَاءِ يتوجعون من الْبَطن وينامون فِي تِلْكَ الْحَال على بطونهم وتختلط عُقُولهمْ سَاعَة بعد سَاعَة ويحفظون مَا يتَكَلَّم بِهِ بحضرتهم.

وَإِذا خرجت فِي هَذِه الْحمى هَذِه الْحَيَّات ميتَة دلّت على موت العليل (ألف ج) وَمَتى خرجت من غير حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ مَكْرُوه وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة وقوته وَمَتى قاءها دلّت على أخلاط ردية فِي معدته والحيات أجمع مَعَ الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت وَإِذا خرجت ميتَة فِي شدَّة السقم خيف على العليل وَمَتى)

خرجت فِي الهبوط فَهِيَ عَلامَة صَحِيحَة على الصّلاح وَجُمْلَة فَإِن الْحَيَّات مَتى خرجت فِي الِابْتِدَاء تدل على ضعف وَفِي وَقت الهبوط تدل على قُوَّة الطَّبْع. جورجس: يكون من الدُّود أيلاوس ودواؤه: شرب الخربق وَشرب الْحَرْف الْأَبْيَض بِالشرابِ الصّرْف وَالْخمر وَحدهَا نافعة لهَذَا الوجع جدا وَأما الصغار الَّتِي فِي المقعدة فيتخمل النفط الْأَبْيَض. قَالَ: الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن تحدث ألم الْفُؤَاد واختلاط الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وصرير الْأَسْنَان.

أَبُو جريج: الْحَيَّات تتولد من أكل الْأَشْيَاء الرّطبَة كالفول والقمح واللوبيا اللينة أكل لُحُوم الْحمير وسف الدَّقِيق فَمَتَى أزمنت صَار صَاحبهَا كالمستسقى وَيحدث لَهُ عَطش لَا يرْوى مَعَه من المَاء وورم البيضتين وأوجاع ردية وَمِمَّا يُخرجهَا: نَقِيع الشيح والأبرنج والتربد والترمس والقنبيل ولحى شَجَرَة التوت. وأسرع مَا رَأَيْت نفعا لَهُ: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقا منخولا بشراب مداف بِلَبن حليب فَإِن هَذِه أما أَن ترمى بعش حب القرع وَإِمَّا أَن يبوله أَحْمَر كالبقّم. أَبُو جريج: القطران يخرج الْحَيَّات شرب أَو احتقن بِهِ أَو صلي بِهِ.

من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: ترمس أفسنتين شونيز بِالسَّوِيَّةِ يعجن بمرار الْبَقر ويطلى الْبَطن بِهِ فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات وَيخرج الْجَنِين أَيْضا فليغربوس قَالَ: نبضهم ضَعِيف عِنْد الوجع فَإِذا اشْتَدَّ الوجع فَرُبمَا بَطل الْبَتَّةَ وسقطوا وتشنجوا والتووا كالمصروعين لشدَّة الوجع على أَن عُقُولهمْ مَعَهم وَرُبمَا تقيوها أَو مَشوا بهَا. وَهِي تعرض من فَسَاد الهضم وَالْغسْل بِالْمَاءِ بعد الطَّعَام كثيرا. قَالَ: ويخرجها أَن يدهن الظّهْر والبطن وأسفل السُّرَّة بالقطران. ويقتلها أَيْضا الشليثا والمثروديطوس والترياق يَقْتُلهَا

 

(3/417)

 

 

أَيْضا. والكرنب والترمس والحمص مَتى أنقع فِي خل لَيْلَة وَأكل من الْغَد على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ نصف يَوْم قتل الدُّود فِي الْبَطن.

الطَّبَرِيّ وَابْن سراييون: الْمَادَّة الَّتِي تتولد مِنْهَا الْحَيَّات بلغم مَعَه لزوجة وَلَا يكون من غَيره لِأَن الدَّم لَا ينصب إِلَى الأمعاء فَيكون مِنْهُ دود والمرتان لَا يكون عَنْهُمَا دود بل يقتلان سَائِر الْحَيَوَان وَيعلم ذَلِك أَيْضا أَن الْحَيَّات تتولد فِي الْأَطْفَال والأبدان القليلة المرار وَالَّذين يشرهون إِلَى أَطْعِمَة كَثِيرَة غَلِيظَة بَارِدَة ويواترون ذَلِك فانه يكون بهم دَائِما سوء هضم وَالْفَاعِل للديدان حرارة وعفونة وَهِي طوال وعراض وصغار والطوال تتولد فِي الأمعاء الدقاق والعراض)

تتولد فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار الَّتِي ألف ج فِي حِكَايَة دود الْخلّ فِي المعي الْمُسْتَقيم.

فِي علاج تولد الدُّود قَالَ: فِي المعي الْأَعْلَى بالتفافه تحتبس فِيهِ رطوبات فِي جوانبها فَإِذا عفنت يكون مِنْهَا دود طوال وَأما الأمعاء الْغِلَاظ فَإِن الرطوبات اللزجة فِيهَا اكثر لبردها وسعتها وَإِن المرار المنصب إِلَى الأمعاء يكون عَن ضعف إِذا جاءها فَإِن مَادَّة الدُّود تكون فِيهَا كَثِيرَة ولكثرتها يتكون ديدان كَثِيرَة لَا وَاحِدَة وَلَا اثْنَتَيْنِ فَلذَلِك تكون الْحَيَّات العراض أشر لِأَنَّهَا تكون من مَادَّة اكثر. فَأَما فِي المعي الْمُسْتَقيم فَإِنَّهُ لما كَانَ كَأَنَّهُ معبر وَيكون الثفل إِذا بلغ إِلَيْهِ قد قلت رطوباته لم تكن فِيهِ مَادَّة كَثِيرَة لتوليد الدُّود فَكَانَ مِنْهُ ديدان صغَار جدا وَإِنَّمَا تولد الديدان لِأَن الطبيعة لَا تدع مَادَّة متهيئة لِأَن يكون مِنْهَا حَيَوَان وَلَا تولده. والحيات العراض وَالصغَار تقف عَلَيْهَا بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا بُد لمن كَانَت بِهِ أَن تستفرغ مِنْهُ فِي البرَاز إِلَّا أَنَّهَا ضَعِيفَة لصغرها وَهِي قريبَة من الدبر فَلذَلِك لَا يقدر أَن يتشبث بالأمعاء. فَأَما الطوَال فَلِأَنَّهَا عَظِيمَة وَهِي قَليلَة أَيْضا وبعيدة من الدبر تتشبث فَتبقى لذَلِك مُدَّة وَلَا تخرج مِنْهُ فَيُوقف عَلَيْهَا بالعلامات وَهِي أَن يعرض لذع وغثي ومغس وَلَا تكتفي بِهَذِهِ الْحَال لِأَن هَذِه تكون من غير الديدان لَكِن إِن كَانَ التَّدْبِير قبل ذَلِك تدبيرهّم وشره وسهر مَعَ حُدُوث اللذع والغثى عِنْد الْجُوع لِأَن ذَلِك يدل على أَنَّهَا قد اضْطَرَبَتْ عِنْد الْحَاجة إِلَى الْغذَاء فمضت مَا هُنَاكَ ولذعت واضطربت فعفنت. وَإِذا عظمت بليتها سقط النبض فصارصغيرا متواترا وَبرد ظَاهر الْجِسْم واصطكت الْأَسْنَان وصرت وجاشت النَّفس كثيرا وَقد تصعد بالقيء. وَأما الدُّود الصغار فيحس صَاحبهَا بحكة فِي المقعدة.

علاج الْحَيَّات: إِنَّهَا تكون من مَادَّة رُطُوبَة لزجة فَعَلَيْك بالأدوية اللطيفة الْيَابِسَة الْمرة فَإِنَّهَا تقتل هَذِه الْحَيَّات والأغذية الَّتِي لَهَا جلاء وتلين مَعَ ذَلِك الْبَطن فَإِن هَذِه تقتل هَذِه الديدان وَإِذا قتلتها خرجت. وَمِمَّا يَقْتُلهَا: الأفسنتين والشيح والأفتيمون والنعنع والترمس والفودنج والقردمانا وبزر الكرنب وخاصة الْمصْرِيّ والحبة السَّوْدَاء وورق الخوخ شرب أَو تضمد بِهِ والحاشا والسعد والبسبايج وأصول السوسن وطبيخ قشر الرُّمَّان وَمَاء الْخلاف والقسط والمر والكمون والكافور وقشر أصل التوت. ويحقن للديدان الصغار فِي المقعدة بعصارة الفودنج وَيحْتَمل القطران وطبيخ شَحم الحنظل والقنطوريون وَمَاء الزَّيْتُون المملح إِذا

 

(3/418)

 

 

حقن بِهِ والمري وطبيخ الأفسنتين والأبرنج والقنبيل. يخرج حب القرع ويطرح بِلَا أَذَى: يُؤْخَذ من الراسن فيعصر مَاؤُهُ)

ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ يُخرجهَا.

دَوَاء يخرج الْحَيَّات: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ أبرنج مقشر ثَلَاثَة دَرَاهِم سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم تَرَبد عشرَة دَرَاهِم الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِلَبن أَو بِمَاء فجل أَو بمري بعد أَن يحتمي يَوْمًا. لى يطْبخ أفسنتين وزيت أَخْضَر (ألف ج) وَيحْتَمل مِنْهُ للدود الصغار فَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره أَو يحْتَمل دهن خروع أَو دهن سمسم أَو دهن نوى الخوخ فَإِنَّهَا جَيِّدَة نافعة.

الْأَعْضَاء الألمة: الْحَيَّات لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء. من كنائس الْإِسْكَنْدَر: يكون لصَاحب الْحَيَّات سهر شَدِيد وَقلة هضم ويشتهي الطَّعَام الغليظ الْكثير وَالْحمام كثيرا ويجد مغسا شَدِيدا وَأَحْيَانا يذهب لَونه وَأَحْيَانا يرجع ويحمر وَقد تثور فِي وَجهه حمرَة فِي الْأَحَايِين وَيكون نبضه دَقِيقًا وَنَفسه منتنا وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر عَلَيْهِ صرت أَسْنَانه وعرق عرقا بَارِدًا مَعَ نفس شَدِيد وَمَتى كَانَ بِهِ مَعَ ذَلِك حمى فعالجه بالأشياء اللينة المزلقة وبالهندباء والخس المرين فَإِنَّهُمَا نافعان وبالكرفس المنقع بخل وَالْكبر بخل والبطيخ وَلحم الْحمام ينفع من هَذَا الدَّاء. وَمن لَا حمى بِهِ فدواه بالأشياء الْمرة كالأفسنتين وَنَحْوه وينفع مِنْهُ أَن يشرب مِنْهُ بعد التَّعَب الشَّديد والجوع الْأَشْيَاء المزلقة وَالْمَاء وَالزَّيْت أَو عصارة الرجلة مِقْدَار رطلين بعد تَعب شَدِيد فَإِنَّهُ يُخرجهَا.

زعم أَنه يسقى مَرَّات كَثِيرَة بمرارة بقر ودقيق الترمس تحتمله طلاء على السُّرَّة. ودهن الخروع يقتل الدُّود. والجوز مَتى أَكثر من أكله قتل حب القرع وَيُؤْخَذ على الرِّيق. وطبيخ القردمانا والزوفا والشيح والجوز والحبق والنعنع والهندباء المر والكمون والشونيز إِذا طلي على السُّرَّة أخرجه. وأصل قثاء الْحمار يُخرجهُ شرابًا وضمادا. يَنْبَغِي أَن يشرب شراب التفاح. وَمَتى طبخت الكزبرة الْيَابِسَة بشراب وشربت أخرجت الدُّود. والقطران يُخرجهَا مَتى حقن بِهِ أَو طلي. وَمَتى أَكثر من أكل الثوم قَتلهَا وأخرجها ونحاته الساج تخرجها.

الْفُصُول: الدُّود الدقاق تتولد خَاصَّة فِي أَسْفَل الأمعاء الغليظة وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ بالغذاء لَا يستمرأ حسنا وَتَكون فِي الْجِسْم مَعَ ذَلِك حرارة كَمَا يظْهر ذَلِك فِي الدُّود إِذا لم يستمرأ غذاؤها.

وَأما الْحَيَّات المستديرة الْعِظَام فتتولد فِي أَعلَى الأمعاء وَرُبمَا صعدت إِلَى الْمعدة. والحيات تتولد فِي الصّبيان أَكثر من الدُّود فَأَما حب القرع فَقل مَا يتَوَلَّد فِي الصّبيان وَهَذَا النَّوْع هُوَ أطولها كلهَا وَكَثِيرًا مَا تستدير فِي الأمعاء كلهَا.

 

(3/419)

 

 

(البواسير والشقاق والسحوج فِي المقعدة) (والقروح الْحَادِثَة فِي الدبر وَالذكر وَمَا يليهما والورم الْحَار فيهمَا ونتوها) (والنواصير وأمورنداس حَبسهَا وَفتحهَا والتعقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَفِي البثور) (والحكة فِيهَا وَأما الورم الصلب فَفِي بَاب القيل وَفِيمَا يفتح البواسير وافواه) (الْعُرُوق والبواسير الدامية وَغير الدامية وأرواحها وَمَا يقبلهَا وكل شَيْء يتَّصل) (بالبواسير والنواصير فِي المقعدة) التَّاسِعَة من الميامر قَالَ:

3 - (علل المقعدة عسرة الْبُرْء)

لِأَن الثّقل يمر بهَا وَلِأَنَّهَا كَثِيرَة الْحس وَلِأَن الْأَدْوِيَة (ألف ج) لَا يُمكن أَن تُوضَع عَلَيْهَا وتحتاج إِلَى القابضة وَهِي لَا تحتملها لنكايتها إِيَّاهَا بقبضها وَهِي لشدَّة حسها تألم ألما شَدِيدا وَلذَلِك صَارَت تنْتَفع بِهَذِهِ المعدنية المغسولة. دَوَاء نَافِع للشقاق: اسفيذاج مرداسنج خَمْسَة خَمْسَة شب يمَان كندر ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران نصف مِثْقَال دهن ورد وشراب على قدر الْحَاجة. وَمن أدويته: الزوفا ومخ الأيل والأقاقيا ودهن الْورْد والورد وإكليل الْملك والخشخاش والأفيون وصفرة الْبيض ولسان الْحمل والتوتيا. آخر: توتيا مغسول ورد اسفيذاج الرصاص مرتك مغسول جُزْء جُزْء زعفران ثلث جُزْء إكليل الْملك جُزْء أفيون جُزْء زوفا رطب جُزْء صفرَة الْبيض مشوي دهن ورد مَا يَكْفِي يَجْعَل مرهما وَهَذَا جيد لتسكين الوجع فِي المقعدة والحكة فِيهَا والشقاق.

آخر 3 (للشقاق والوجع) شَحم بط وشحم دَجَاج وكندر ومخ عِظَام الأيل وبزر الْورْد وتوتيا وإقليميا مغسول وإسفيذاج الرصاص وأبار محرق مغسول وأفيون وزوفا رطب وعصارة الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن ورد. آخر: لبن أفيون وصفرة بيض يَجْعَل طلاء فَإِنَّهُ جيد.

لى للشقاق نَافِع جدا: زوفا رطب ومخ عجل وَإِلَيْهِ ونشا مغسول وشحم بط أَو دَجَاج يديم التمسح بِهِ وإسفيذاج الرصاص فَإِنَّهُ جيد والشحوم والأوداك دَوَاء جيد لَهُ. للنتو فِي المقعدة دَوَاء جالينوس: ثَمَر الطرفاء عفص إسفيذاج أقاقيا طراثيث قشور الصنوبر كندر مر يذر على المقعدة بعد الْغسْل بشراب عفص. فِي قلب المقعدة بالدواء: فلفل وبورق يسحق وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يَنْقَلِب. آخر: ميويزج ونطرون ومرارة ثَوْر وعصارة بخور مَرْيَم وَعسل يعْقد بِهِ وَيحْتَمل بورق وميويزج ويعجن بِعَسَل ويطلى بصوفة وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يطْلب البرَاز وينقلب

 

(3/420)

 

 

المقعدة لى إِذا انقلبت شدها بخيط سير وثيق ودعه سَاعَة حَتَّى ترم ثمَّ حلّه واعمل بِهِ مَا شِئْت. وَهَذِه الْأَدْوِيَة تفتح أَفْوَاه عروق البواسير الْعَمى وَالْقلب بالقدح أسلم وَأفضل. ج: قد يعرض من هَذِه خُرُوج المقعدة ثمَّ تبقى ناتية فأصلحها بعد ذَلِك بالأدوية الَّتِي تصلح لذَلِك.

الثَّانِيَة من 3 (الأخلاط) الَّذين تنفتح فيهم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي السفلة لَا تصيبهم ذَات الْجنب والرئة والأكلة وَالْجُنُون والحمرة والجاورسية وتقشير الْجلد والجرب والقوابي والجذام والسرطان وَنَحْوهَا فَإِن عولجوا على غير مَا يجب عرضت لَهُم هَذِه فأهلكتهم إِلَّا أَن يدمنوا الاستفراغ من ذَلِك الْخَلْط وتنقية الْجِسْم وجودة التَّدْبِير.

السَّادِسَة من الْفُصُول: من عولج من بواسير مزمنة حَتَّى يبرأ مِنْهَا وَلم يتْرك لَهُ وَاحِدَة ينفى بهَا لم يُؤمن عَلَيْهِ الوسواس والسل ووجع الكبد وَغَيره من أمراض السَّوْدَاء كالجرب المتقشر والسرطان وداء الْفِيل وَنَحْوه. أما الاسْتِسْقَاء فَلِأَن ذَلِك الدَّم السوداوي الَّذِي كَانَ يخرج عَن الْجِسْم لَا يخرج فتنقي وَلَا ينقى الكبد مِنْهُ فَيحدث فِيهِ على (ألف ج) الْأَيَّام ورم صلب وسدة فَيفْسد مزاجه. وَأما السل فَلِأَن الْجِسْم ممتلئ من الدَّم لذَلِك وَرُبمَا تدفع الكبد لامتلائها من الدَّم إِلَى الرئة دفعا كثيرا فتتصدع عروقها بامتلائها وَلذَلِك يجب أَن تتْرك وَاحِدَة من البواسير تنقى بهَا الكبد وخاصة إِذا كَانَ مزمنا لِأَن ذَلِك يكون قد صَار عَادَة. ج: لَيْسَ يُمكن أَن تحدث البواسير دون أَن تنفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى المقعدة بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وغلظه لدفع الكبد إِلَيْهَا الدَّم العكر السوداوي. لى فَلذَلِك يجب أَن يجتنبوا كل مولد لمثل هَذَا الدَّم وينفعهم استفراغ الْخَلْط الْأسود والفصد وَالتَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا قَلِيلا رَقِيقا.

الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أمورنداس وَظهر بركبتيه بثر كثير سود مَاتَ فِي الْعشْرين.

من اختصارات حِيلَة الْبُرْء قَالَ: فِي جسم المقعدة من عصب الْحس شَيْء يسير وَذَلِكَ مِنْهَا فِي العضل الَّذِي على المقعدة وَلذَلِك القروح الْحَادِثَة فِي هَذَا العضل عسرة الْبُرْء إِذْ تحْتَاج إِلَى اليبس القوى لفضل يبسها لِأَنَّهَا عصيبة وَلَا تحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية التجفيف لفضل حسها.

السَّادِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضلة الَّتِي تضم طرف الدبر لمنع الزبل مَوْضُوعَة عَلَيْهَا بِالْعرضِ لكيما يَنْضَم طرف المعي الْمُسْتَقيم ويجمعه جمعا محكما. لى النواصير الْعَارِضَة فِي المقعدة مَا كَانَ مِنْهَا قَرِيبا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ أقل لِأَنَّهُ لَا يذهب مَعَه كل العضلة بل قِطْعَة مِنْهَا فَلَا يذهب فعل هَذَا العضل الْبَتَّةَ. وَأما مَا كَانَ بَعيدا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ عَظِيم لِأَنَّهُ يَنْقَطِع العضلة كلهَا عِنْد الحزم فَلَا يُمكن صَاحبه إمْسَاك الْغَائِط.

 

(3/421)

 

 

3 - (حَرَكَة العضل) الْمقَالة الأولى مِنْهَا: العضلة الَّتِي على تجويف المقعدة تحرّك نَفسهَا بِأَن تنضم وَهِي بِمَنْزِلَة الأكياس الَّتِي تفتح وتشرح. وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من هَذَا الْكتاب: كثيرا مَا يسرف فِي قطع العضلة الَّتِي على المقعدة فَتخرج الْفُصُول بِلَا إِرَادَة. لى قَوْله هَاهُنَا يسرف يدل على أَنه لَيْسَ يعرض هَذَا الْعَارِض فِي الْأَمر الْأَكْثَر إِلَّا أَن يَقع سرف فِي الْقطع جدا. لى للبواسير: يعتصر مَاء الخرنوب الرطب ويغمس فِيهِ صوفة وترفع عِنْد الْبَاسُور دَائِما فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ وَإِن حك ودلك بِهِ نعما كَانَ أسْرع إذهابا بِهِ وَالدَّلِيل على ذَلِك الثآليل.

الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: انفتاح أَفْوَاه عروق المقعدة تَنْفَع من ذَات الْجنب وَذَات الرئة والأكلة وَالْجُنُون والبثور وتقشر الْجلد وَمن علل كَثِيرَة وَيكون سَببا للبرد لِأَن أبدانهم تنقى بذلك كَمَا تنقى الْمَرْأَة بِالْحيضِ وَمَتى أسرف أفسد المزاج ورهل الْجِسْم.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ: انفتاح عروق المقعدة إِذا كَانَ الدَّم الَّذِي يسيل مِنْهُ أسود يستفرغ السَّوْدَاء قَالَ: وَقد رَأَيْت كثيرا من النَّاس يهيج بهم الوسواس السوداوي مَتى احْتبسَ عَن هـ (ألف ج) إِلَّا أَن يتَقَدَّم بفتحه أَو يشرب دَوَاء يسهل السَّوْدَاء وَلذَلِك يجب أَن يظنّ أَن الْجِسْم يَنْفِي من السَّوْدَاء بِهَذَا الدَّم إِذا كَانَ أسود وَلكنه لَيْسَ يكون فِي حَال أسود وَذَلِكَ أَنه قد يكون أَحْمَر وَحِينَئِذٍ يكون الامتلاء فِي الْجِسْم من دم جيد أَن كَانَ ابْتِدَاء وَأما أَن جَاءَ الْأَحْمَر بعد الْأسود فَإِنَّهُ قد يكون أَن يستفرغ الْأسود ثمَّ لنفتاح فَم الْعرق يَجِيء مِنْهُ الْأَحْمَر حَتَّى لَا تنضم أَفْوَاه الْعُرُوق وَيكون أَيْضا لِأَن الدَّم فِي الْجِسْم أَكثر وَلِأَن دَمًا غاص إِلَى تِلْكَ الْعُرُوق من غير أَن يكون دَفعته إِلَيْهِ الطبيعة لنفع الْجِسْم لى: إِذا كَانَ أَحْمَر وَكَانَ يضعف عَلَيْهِ الْجِسْم فَهُوَ دم خرج من غير إِرَادَة وَلَا دفع عَن الطبيعة فأقطعه مَكَانك. الْمقَالة الأولى من الأهوية والبلدان: أَكثر مَا تعرض البواسير من السَّوْدَاء وَمن البلغم أقل ذَلِك. لى رَأَيْت من البواسير الَّتِي فِي المقعدة ضروبا مُخْتَلفَة جدا وأعجب مَا رَأَيْت مِنْهَا شَيْئا يشبه النفاخات الَّتِي فِي بطُون السّمك. الْيَهُودِيّ: البواسير إِذا حزمتها فاحمل فِي لين الطبيعة فَإِن اليبس يُولد وجعا شَدِيدا وورما حارا وَمَتى اشْتَدَّ وَجَعه فضمد بكراث وَسمن ودخنة بمقل وسنام من الحزم كَانَ الوجع أَو من الْقطع وَمَتى استرخت المقعدة بعد الحزم فَأقْعدَ فِي مَاء القمقم. قَالَ: وَحب الْمقل يقطع دم)

أمورنداس جدا. والقمحة السَّوْدَاء جَيِّدَة لَهُم إِذا كَانَ فيهم خلفة وَإِذا عرض لَهُم خفقان فَعَلَيْك بدواء الكركم ودواء الْمسك فَإِن ذَلِك يكون لِكَثْرَة الدَّم الَّذِي يخرج مِنْهُ. مَجْهُول مجرب للبواسير: يُؤْخَذ قثاء الْكبر الرطب فيكسر ويلطخ بِمِائَة وتدلك البواسير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا يذهب الْبَتَّةَ. آخر: يُؤْخَذ أصل الينبوت وأصل الْكبر وأصل قثاء الْحمار وَاصل الحنظل وفاشرشنين بِالسَّوِيَّةِ ينقع بعد النّخل بالحريرة فِي مَاء الكراث ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يعجن بدهن الخروع أَو دهن المشمش وَيجْعَل بلاليط ويتحمل كل يَوْم فَإِنَّهُ يجفف البواسير فَإِذا جَفتْ فأطلها بالسمن الْعَتِيق فَإِنَّهَا تسْقط وتبرأ.

 

(3/422)

 

 

أهرن: أَمَر أَن يذر على البواسير قلقيدون وَإِذا كواها فسكن وَجَعه بسمسم محرق ويطلى عَلَيْهِ بدهن ورد. قَالَ: وامسح بالزيت وذر عَلَيْهِ أشنانا أَخْضَر مسحوقا أَيَّامًا فَإِنَّهُ يقطعهَا. وَأما مَا يسكن وجعها فالكراث المسلوق والدخنة بسنام الْجمل والمقل وَنَحْوهمَا.

مسيح: ينفع من البواسير الَّذين تشبه وُجُوههم لون الْآبَار: خبث الْحَدِيد المعجون جيد لَهُم وَيكون فِيهِ هليلج أسود ومقل وبرادة الأبر منقع بخل أسبوعا ثمَّ يقلى قلوا شَدِيدا ثمَّ ينعم سحقه ويخلط ويعجن بالعسل وَسمن بقر يُؤْخَذ من خبث الْحَدِيد المدقوق جُزْء وَمن الهليلج الْأسود المنزوع النَّوَى والهليلج الكايلي والأملج بِلَا نوى بِالسَّوِيَّةِ وأصل السوسن جُزْء الشربة ملعقة بأوقية من طلاء ممزوج.

بولس للشقاق: وينفع من الشقاق الَّذِي فِي المقعدة والمذاكر: الراتينج المقلو إِذا سحق مَعَ دهن ورد حَتَّى يصير لزجا ويخلط مَعَه صفرَة الْبيض وافيون. دَوَاء يُقَوي المقعدة وَيكسر حِدة الأوجاع: قدميا (ألف ج) محرقة وَورد يسحق ويذر عَلَيْهِ.

وَأما التعقد الْحَادِث فِي هَذِه الْمَوَاضِع فضع عَلَيْهِ الْأَشْيَاء الملينة وَالشرَاب وَالزَّيْت. لى فَأَما التوث والثآليل فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب جذبا قَوِيا يقلعها وَالَّتِي تعفن تموتها. وَمِمَّا عرف من علاجها: عصارة قثاء الْحمار مَعَ ملح يوضع أَو تين فج مَعَ خل ونطرون ودقيق يلطخ بِلَبن التِّين أَو لبن اليتوع.

قَالَ: وَإِذا كَانَت بثرة تُرِيدُ أَن تعظم فَإِن رماد خشب الْكَرم والخل إِذا ضمد بِهِ ورماد لحى الْخلاف يمْنَع أَن تزيد.

للشقاق الَّذِي مَعَ التهاب ووجع شَدِيد وحرارة قَالَ: يشرب قيروطي بدهن ورد وَمَاء عِنَب)

الثَّعْلَب ثمَّ الق عَلَيْهِ الإسفيذاج والأفيون وَبَيَاض الْبيض وَاضْرِبْهُ نعما حَتَّى يصير مرهما وأطل عَلَيْهِ بَارِدًا. وَكَانَ رجل يَهُودِيّ ينثر على البواسير ديك برديك فيحم عَلَيْهِ صَاحبهَا ثمَّ يبرأ الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ دَاخِلا قلب المقعدة وينثر عَلَيْهَا مِنْهُ. 3 (للوجع الشَّديد من قطع البواسير) الدياخيلون بدهن الْورْد وَشَيْء من زعفران وافيون وميبختج بالسواء يُسَوِّي بالسحق ويضمد بِهِ أَو أَخذ إكليل الْملك وفودنجا ونانخة وشبثا فيطبخ بشراب ويسحق مَعَ لب الْخبز وَيجْعَل ضمادا لينًا ويضمد بِهِ. لى اعْتمد فِي الْحَرَارَة على مَاء عِنَب الثَّعْلَب ومرهم الإسفيذاج والأفيون وَنَحْو هَذِه وَأما فِي الَّتِي لَا حرارة فِيهَا وَلَا حرقة فلعاب بزر الْكَتَّان والحلبة والبابونج والشحوم والصموغ الحارة وَمَاء الكراث والبصل المخبص بالسمن.

قَالَ: البواسير مِنْهَا مَا يسيل مِنْهَا الدَّم وَمِنْهَا مَا لَا يسيل وَتسَمى الْعَمى لِأَنَّهُ لَا يخرج مِنْهَا دم. وَالَّتِي لَا يسيل مِنْهَا دم وتوجع فيسيل مِنْهَا دم وَالَّتِي يسيل مِنْهَا إِن أفرط فأمسكه. وَمِمَّا يلقى البواسير بِرِفْق: أَن يُؤْخَذ من أم غيلَان وَمن قثاء الْحمار والشيطرج والعفص

 

(3/423)

 

 

والشب يطْبخ فِي المَاء وَيجْلس فِيهِ أَيَّامًا حَتَّى يذبل وَيَمُوت. لى وَإِذا خَرجُوا من المَاء ذَر عَلَيْهَا عفص ونوشادر وَيعود فِي المَاء حَتَّى يذبل ويكويها كيا مستقصى ثمَّ ضمدها بِمَا يرخى حَتَّى تسْقط.

وَمَتى هاج وجع فسكنه بالأشياء المسكنة لذَلِك مِمَّا قد وَصفنَا. لى طبيخ جيد جدا لهَذَا: أبهل وقشور الكندر وأطراف الطرفاء وبخور مَرْيَم وَسعد خرنوب الشوك يطْبخ فِي المَاء وَيجْلس فِيهِ أبدا وينثر عَلَيْهِ إِذا خرج عفص ونوشادر وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات وَيعود حَتَّى تَمُوت ثمَّ تُؤْخَذ بالقالب وتضمدها بِسمن وكراث حَتَّى تسْقط. وَمِمَّا يعظم نَفعه للوجع والورم فِي المقعدة: أَن يسلق الكراث سلقة خَفِيفَة ويخبص بِسمن ويضمد بِهِ أَو يُؤْخَذ بابونج وكرنب وبزر كتَّان وحلبة وشبث فتطبخ الْبُقُول وَتجْعَل كلهَا ضمادا بالسمن وتخبص.

مَجْهُول ينفع من الشقاق فِي المقعدة: زَيْت وشحم مَاعِز ودهن حل يجمع وَيحْتَمل فَإِنَّهُ عَجِيب. ويسكن وجعها وورمها أَن يجلس العليل فِي دهن حل فاتر مِقْدَار مَا يضع مقعدته فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن. وينفع من الورم والنفخة: أَن يدق الزَّبِيب بِلَا عجم وشحم بِالسَّوِيَّةِ وتسخنه وتضعه عَلَيْهِ. 3 (دخن البواسير) نَوْعَانِ: نوع يُسْقِطهَا وَهِي الْأَشْيَاء (ألف ج) المجففة كقشور أصل الْكبر وأصول الحنظل والأبهل وَنَحْوهَا وَمِنْهَا مَا يسكن الوجع وَهِي الْمقل والسنام وَنَحْوهمَا. للورم والوجع فِي المقعدة: عصير الكراث وَسمن الْبَقر وَقَلِيل دهن ورد يذر فِيهِ دَقِيق الباقلي ويطبخ قَلِيلا حَتَّى يخْتَلط ويطلى وَيلْزق فاترا.

شَمْعُون قَالَ فِي علاج الزحير: مَتى اشْتَدَّ وجع المقعدة فكمدها بالدهن المفتر ودخنها بِالْكبرِ والسنام. لى فقد صَحَّ من هَاهُنَا أَن الْمقل والسنام وَالْكبر يدخن بهَا لتسكين الوجع وَأَن كل شَمْعُون فِي الخزم: أَمر أَن تقلب المقعدة وتخزم البواسير قَالَ: وَأَجْلسهُ فِي مَاء قشور الرُّمَّان فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ترم مقعدته من الْقطع والخزم. يمْنَع من شدَّة الوجع: الدّهن المسخن والتكميد. للورم قَالَ: وَهَذَا جيد للورم الَّذِي يكون فِي المقعدة: إكليل الْملك يطْبخ بمطبوخ ويخبص بدهن الْورْد ويضمد أَو أطبخ كراثا بِسمن الْبَقر وضمده أَو ضمده بمح بيض مسخن. لى جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تلذع إِذا فترت وَوضعت على المقعدة النافذة وَالَّتِي قطع مِنْهَا ناصور سكن الوجع.

قَالَ: فَإِن كَانَ فِي المقعدة لذع شَدِيد فضمدها بمح بيض سليق حَار.

3 - (دَوَاء عَجِيب فِي تسكين وجع المقعدة)

شَحم البط وعلك البطم وإكليل الْملك السليق بِالشرابِ خبصه وضمده بِهِ. مرهم لوجع المقعدة مَتى ورمت أَو قطع مِنْهَا بواسير فورمت: مراداسنج خَمْسَة دَرَاهِم نشا ثَمَانِيَة إسفيذاج الرصاص دِرْهَمَانِ موم ثَلَاث أَوَاقٍ سمن أوقيتان شَحم البط مثله دهن الْحل مَا يَجْعَل على الْجَمِيع وَيعْمل مِنْهُ مرهم فَإِنَّهُ غَايَة. وَإِذا رَأَيْته يرم ورما شَدِيدا فاطبخ قشور الرُّمَّان بطلاء حَتَّى ينضح ثمَّ اعجنه بدهن ورد وخبصه وضمد بِهِ. 3 (مِمَّا ينفع للبواسير) الْخبث.

 

(3/424)

 

 

وَمن كتاب الاختصارات قَالَ: قد يحدث التزحر من ورم حَار فِي المقعدة من أَنَّهَا تخرج ثمَّ ترم وَلَا ترجع إِلَّا بالتكميد وَمن الشقاق والبواسير قَالَ: فَاسْتعْمل للورم الْحَار: عِنَب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَمَا أشبهه وَالَّذِي من الشقاق بمرهم الإسفيذاج وَسقي المقلياثا وَإِن كَانَ من بواسير: سقِِي خبث الْحَدِيد الْمَطْبُوخ بالبزور والأطريفل الْأَصْغَر وَحب الْمقل وتضمد المقعدة بالمقل والسنام وَاجعَل طَعَامه الجوذاب والأشياء الدسمة فَإِن لم ينجع ذَلِك قطعت.

ابْن ماسوريه قَالَ: قد تكون البواسير من دم سوداوي والإكثار من الأغذية المولدة للسوداء كالعدس والباذنجان والتمشكوز وَالتَّمْر والجبن وَلحم الْبَقر وَاللَّبن وَالسمن والإكثار من الحلو. فلتترك من هَذِه وَتَأْخُذ هَذَا الْحبّ فِي الْجُمُعَة مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ عَجِيب: إهليلج أسود وكابلي وبليلج وأملج خَمْسَة عشر خَمْسَة عشر بزر الكراث النبطي خَمْسَة دَرَاهِم جنطيانا رومي أَرْبَعَة دَرَاهِم مقل الْيَهُودِيّ عشرَة دَرَاهِم سكبينج أَرْبَعَة دَرَاهِم ينقع الْمقل والسكبينج فِي مَاء الكراث مصفى مدقوقا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يسحق نعما بالأدوية ويحبب كالحمص الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم ويتمسح بدهن البان وبدهن الْجَوْز ودهن نوى المشمش ويتعاهد فِي (ألف ج) الْأَيَّام الأطريفل الصَّغِير ويبخر بِهَذَا البخور صفته: أصل الْكبر وأصول شَحم الحنظل وبزر الكراث وحرف بابلي ومقل أَزْرَق ينقع الْمقل بِمَاء الكراث يجمع ويبندق ويبخر بِهِ وَليكن فِي طَعَامه الكراث والحمص والجوز وَيشْرب نبيذا عتيقا صافيا وَعند الوجع ضمد بالكراث النبطي قد سلق وخبص بِسمن.

لقطع دم أمورنداس: عصارة لحية التيس وجلنار وكندر ينعم سحقه وَيحْتَمل بقطنه.

من اختيارات حنين للبواسير مجرب: يسقى وزن دِرْهَم من قنة يابسة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يُبرئهُ فَإِن)

سقِِي ثَلَاث مَرَّات لم يعد إِلَيْهِ أبدا. 3 (معجون للبواسير من اختيارات حنين) يسكن الوجع ويصحح الْجِسْم: يُؤْخَذ من الداذي جزءان وَمن الخولنجان ثَلَاثَة أَجزَاء يخلطان بعد النّخل بالحرير ويعجنان بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء سخن ويلت قبل الْعَسَل بِمثل خمس الدَّوَاء من سمن بقر. من تركيب الْهِنْد للبواسير: إهليلج أسود وكابلي جزءان حرمل جُزْء مقل صَاف جيد وشونيز وزوفا وقشر عروق الْكبر وأفاوية الأيارج ونانخة من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة يلت بدهن المشمش ثمَّ يعجن بِعَسَل صَاف عَجنا جيدا وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم بنبيذ التَّمْر فَإِنَّهُ جيد بَالغ.

3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا:)

3 - (من أفرط عَلَيْهِ نزف الدَّم) أما أَن يبيض أَو يصفر أَو يصير رصاصيا لِأَن الدَّم إِذا قل مِقْدَاره غلب عَلَيْهِ إِمَّا البلغم فبياض وَإِمَّا الصَّفْرَاء فيصفر وَإِمَّا السَّوْدَاء فَيصير رصاصيا.

أوريباسيوس مرهم للورم الْحَار الْحَادِث فِي المقعدة: زعفران أفيون دِرْهَم دِرْهَم صفرَة بيض مشوية كثيرا قَلِيل بِقدر مَا يجمع بِهِ المَاء.

 

(3/425)

 

 

فليغريوس فِي كِتَابه الصَّغِير مرهم عَظِيم النَّفْع لوجع المقعدة: صفرَة بَيْضَة مشوية تسحق بشراب قَابض ويخلط بشمع ودهن ورد وَيرْفَع أَو يطْبخ الْخبز بِمَاء وَيجْعَل ضماد مَعَ صفرَة بيض ودهن ورد أَو اسحق صفرَة بيض مسلوق ودهن ورد سحقا نعما ويضمد بِهِ مَعَ دهن ورد.

قَالَ فِي صفة هَذَا: دَوَاء ينفع من علل المقعدة مَعَ حرارة وَهُوَ عَظِيم النَّفْع وَهُوَ أَن يطلى بشحم بط وصفرة بَيْضَة ودهن بنفسج لى فَهَذَا يسْتَعْمل إِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة. وَأما الأورام الَّتِي عَن البواسير وَنَحْوهَا فالبصل والكراث المسلوق والبابونج وينفع من هَذَا ضماد إكليل الْملك والبابونج وبزر الْكَتَّان ودهن البابونج. للتواجع من البواسير: يغلى من الثوم سِنِين أَو ثَلَاثَة مقشرا لى فَتِيلَة تحْتَمل لوجع البواسير: سَنَام الْجمل بزر الكراث مقل أَزْرَق دهن سمسم شَحم الدَّجَاج يَجْعَل شيافة وَيحْتَمل. وينفع مِنْهُ أَن تحْتَمل بصلَة قد سلقت ولوثت بدهن سمسم حَار وَأَن يتمسح بدهن المشمش والبزر هَذَا كُله يسكن الوجع.

الْكَمَال والتمام لورم المقعدة عَجِيب يسكن الوجع: يطْبخ إكليل الْملك بميبختج ويخبص مَعَ)

صفرَة بَيْضَة مشوية ودقيق الْحِنْطَة ويضمد بِهِ. وَمِنْه أَيْضا فِي الحقنة الَّتِي تسكن وجع المقعدة وَالرحم والبيضتين: يطْبخ إكليل الْملك بعقيد الْعِنَب حَتَّى يتهرأ ثمَّ يخلط مَعَ صفرَة الْبيض ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان ودقيق الباقلى وبنفسج ضمد بِهِ الْموضع الوارم.

تياذوق مِمَّا يقطع دم البواسير قطعا (ألف ج) بليغا: الأطريفل الصَّغِير إِذا خلط بِهِ جُزْء خبث الْحَدِيد وَقد أنقع فِي الْخلّ أسبوعا وأنعم سحقه قبل ذَلِك الشربة مِنْهُ كل يَوْم مثقالان.

وَيَنْبَغِي أَن ينقع خبث الْحَدِيد فِي الْخلّ أسبوعا وأنعم سحقه نعما بعد أَن يصفى الْخلّ عَنهُ ويغلى على مغلى حَتَّى يَسْتَوِي نعما ثمَّ يسحق حَتَّى يتْرك هباء لَا جرم لَهُ. الْخَامِسَة من قاطاجانس أَقْرَاص تقطع دم أمورنداس: زرنيخان بِالسَّوِيَّةِ نورة أرمني مثلهمَا أقاقيا مثل أحد الزرنيخين يسحق بالخل أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيجْعَل أقراصا ويطلى بهَا الْموضع عِنْد الْحَاجة. لى هَذَا يَقُول: إِن الدَّوَاء الحاد يمْنَع سيلان الدَّم وَهُوَ كَذَلِك لِأَنَّهُ يكوي الْموضع. آخر: قلقطار أقاقيا قشور الرُّمَّان صَبر إسفيذاج قلقنت يَجْعَل أقراصا ويلطخ بخل. لى خبرني غير وَاحِد أَنه لم يَنْقَطِع دم البواسير المفرط الَّذِي لم تعْمل فِيهِ الْأَدْوِيَة إِلَّا بخبث الْحَدِيد وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة وَقد طرح فِيهَا زرنيخ ونورة أَيْضا عَجِيب والحمة الزاجية والشبية وَمَاء الحدادين جيد جدا. ابْن سرابيون:

3 - (أَنْوَاع البواسير)

ثَلَاثَة: طوال شَبيه بالفجل الَّتِي تسمى الفجلية وَمِنْهَا عراض تشبه حب الْعِنَب وَمِنْهَا مَا يشبه التوت. وشرها النَّوْع الأول وشرها أَيْضا مَا قرب من الذّكر لِأَنَّهُ إِذا توجع احْتبسَ الْبَوْل فَأَما الَّتِي إِلَى خلف فَهِيَ أقل رداءة وَكَذَلِكَ مَا كَانَ خَارِجا من الشرج أَو قَرِيبا مِنْهُ فَإِنَّهُ أسهل والداخلة أشر. وَمِنْهَا عمى وَهِي الَّتِي لَا يسيل مِنْهَا شَيْء. فاحتل فِي فتح هَذِه فَإِنَّهَا توجع حَتَّى إِذا انْبَعَثَ مِنْهَا الدَّم سكن الوجع الْبَتَّةَ

 

(3/426)

 

 

وَفتحهَا يكون بِأَن تطليها بعصارة بخور مَرْيَم أَو بعصارة البصل الْأَبْيَض وَنَحْوهمَا. ويسكن الوجع عَنْهُم أَن تسقيهم هليلجا أسود وَقد طجن بِسمن الْبَقر والإهليلج المربى وَمَاء الكراث المعصور مَعَ دهن السمسم أَو دهن الْجَوْز يَنْفَعهُمْ يكون مَاء الكراث أوقيتين ودهن الْجَوْز دِرْهَمَيْنِ وَكَذَلِكَ حب الْمقل والأطريفل الصَّغِير وَهَذَا: إهليلج أسود مطجن بِسمن الْبَقر وبزر الرازيانج ويخلط مَعَه بعد االدق رشاد كالجميع وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ملعقة بشراب ممزوج. أَو يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد مدقوقا منخولا ثَلَاثَة دَرَاهِم وحرف أَبيض دِرْهَم يشرب بأوقية مَاء الكراث دهن جوز بِقدر الْحَاجة ويضمد الْموضع بكراث مسلوق مطجن بِسمن الْبَقر وبخر السّفل بِأَصْل الكب وببزر الكرنب وأصل الحنظل الَّذِي قد أنقع بِمَاء الكراث المجفف بعد ذَلِك.

وَهَذَا 3 (بخور ينثرها الْبَتَّةَ) أصل الْكبر وأصل الكرفس وورق الدفلة وأصل الشَّوْكَة الْمَعْرُوفَة بالإيرسا وَهُوَ الخاخ ومحروث وأصل السوسن وبلادر بِالسَّوِيَّةِ دق الْجَمِيع وأدهنه بدهن زنبق وبندقه كل بندقة من دِرْهَم وَعند الْحَاجة أوقد بعر الْجمال وَإِذا سكن دخانه والتهب بخره ببندقة مِنْهَا بقمع غدْوَة وَعَشِيَّة حَتَّى ينتثر فِي مَرَّات.

حب يحبس الدَّم وَهُوَ عَجِيب جدا: إهليلج أسود وبليلج وشير أملج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم زاج دِرْهَمَانِ مقل مثله يحل بِمَاء الكراث ويحبب. قَالَ: والبخور الدَّائِم بالبلاذر يُسْقِطهَا وَكَذَلِكَ بالخردل وَكَذَلِكَ بالمقل. ويسكن الوجع قعُود العليل فِي نَبِيذ الداذى. وَمَتى صَعب الوجع مسح بدهن مشمش ودهن نوى الخوخ فَإِنَّهُ يسكن (ألف ج) تسكينا عجيبا. قَالَ: وَإِن هاج فِي المعي الْمُسْتَقيم ورم وتمدد شَدِيد فاحقن بدهن حل مفتر وتمسكه سَاعَة فَإِنَّهُ يحلل الورم ويسكن الوجع تسكينا فِي الْغَايَة وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ أصل الخطمي والبابونج وبزر الْكَتَّان فَإِنَّهُ يحل الورم ويسكن الوجع. وَمَتى حدث ورم ملتهب حَار فضمده بعنب الثَّعْلَب ودهن ورد ومح بيض. قَالَ: والعفص مَتى طبخ ضماد قوي للورم والنتو الحادثان فِي الشرج: يطْبخ بِمَاء مَتى لم ترده شَدِيد الْقَبْض أَو بشراب عفص مَتى أَرَادَتْهُ قَوِيا فَإِن حدث فِي الشرج سقيروس فَخذ شَحم الأوز وزعفرانا وصفرة بيض ودهن ورد وَاسْتَعْملهُ وَإِن أزمن فضم إِلَيْهِ مقلا ومرهم اللعابات. وَمَتى نتا الشرج وَكَانَ فِيهِ قرح فَخذ أسربا محرقا وإسفيذاجا وَدم الأخويين ووردا فأنثره عَلَيْهِ بدهن ورد وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء القمقم. 3 (للشقاق إِذا لم تكن مَعَه حرارة) عَجِيب جدا بَالغ: مخ سَاق الْبَقر زفت رطب بِالسَّوِيَّةِ يذاب وَيحْتَمل أَو يمسح بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب مجرب. وللحرارة: إسفيذاج ومخ سَاق الْبَقر ودهن ورد خام أَو شمع ومرداسنج جوارش للبواسير: كمون قد أنقع فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو وإهليج أسود مقلو بِسمن وبزر كراث مقلو وبزر كتَّان مقلو ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة أَيَّام. لى رَأَيْت الْخبث الَّذِي فِي البروز يزِيد فِي سيلان دم البواسير وَذَلِكَ وَاجِب لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ بزور تلطف الدَّم وترقه.

لى لسابور مسوح مسكن لوجع البواسير جيد بَالغ: يُؤْخَذ أُوقِيَّة من دهن نوى

 

(3/427)

 

 

المشمش فَيجْعَل فِيهِ زنة دِرْهَم من ميعة سَائِلَة ودرهمي مقل أَزْرَق ويتمسح بِهِ لى مسوح مسكن لدم البواسير: مقل لبن ومخ سَاق الْبَقر ولوز المشمش مقشر ولبني يدق حَتَّى يصير مرهما رطبا ويرطب بدهن المشمش ويتمسح بِهِ.

ولسابور قتيلة تمسك الدَّم الْجَارِي من المقعدة: كندر وَمر وأفيون وزعفران يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل وَيحْتَمل. آخر: مروقاقيا صمغ بزربنج يعْمل بلوطة. لى أقاقيا وطين أرمني وجلنار وإسفيذاج الرصاص وأفيون يَجْعَل بلوطة بِمَاء الصمغ وَيحْتَمل بدهن ورد. بلوطة تفتح فَم البواسير: عرطنيثا وبخور مَرْيَم وبورق وَاجِب الرَّأْس يَجْعَل بلوطة وتحتمل بمرار الْبَقر وَهُوَ قوي يقلب المقعدة وَيدخل فِيهَا.

لحبيش فَتِيلَة تدر الدَّم وتسكن الوجع من البواسير: شَحم حنظل ثَلَاثَة دَرَاهِم لوز مر أَرْبَعَة دَرَاهِم يعْمل فَتِيلَة طَوِيلَة ويمسك فِي المقعدة. وَمَتى هاج مِنْهَا بعض الحدة أمسك بعض دهن ورد ويمسك سَاعَة وتبدل الفتيلة ليَكُون أحدّ فَتخرج الدَّم خمس سَاعَات بِخمْس فتل. فتل تقطع الدَّم: كهرباء وزرنيج أَحْمَر لقاقيا كزمازك من كل وَاحِد دِرْهَم شب أفيون دانقان من كل وَاحِد دم الْأَخَوَيْنِ دِرْهَم يتَّخذ فَتِيلَة جَيِّدَة بَالِغَة. الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ:

3 - (الْأَدْوِيَة الفتاحة)

طبعها طبع غليظ حَار أَرَاضِي وَلَكِن لَا تبلغ الحدة أَن تحرق مثالها (ألف ج) فعلا ميسورا وَهُوَ العرطنيثا وبخور مَرْيَم والثوم والبصل ومرارة الثور وثفل كل دهن مُطيب وثفل دهن السوسن والأقحوان فَإِن هَذِه تفتح أَفْوَاه البواسير.

3 - (أَسبَاب البواسير)

السَّادِسَة من الْفُصُول: البواسير تكون أما بِسَبَب حِدة الدَّم أَو لكثرته أَو لغلظه أَو لَهما جَمِيعًا.

لى جربت ذَلِك فَوَجَدته يكثر فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الغليظة الدَّم. وَكَلَام جالينوس فِي حَرَكَة العضل: إِنَّه رُبمَا يعرض من علاج البواسير خُرُوج الْغَائِط من غير إِرَادَة من أَن يَنْقَطِع جُزْء من العضلة أَو كلهَا أَو جلها فتضعف أَو يبطل انضمامها لِأَن هَذِه العضلة مَوْضُوعَة بِالْعرضِ لَا بالطول وَلَو كَانَت بالطول مَا كَانَ ينالها من جرم الْبَاسُور آفَة لِأَنَّهُ كَانَ يَنْقَطِع ليفها بالطول وَإِنَّمَا تعرض هَذِه إِذا كَانَ الْبَاسُور الَّذِي يقطع بَعيدا من الشرج واحتيج فِي خزمه أَن يقطع كل العضلة أَو أَكْثَرهَا وَأَنت تعلم ذَلِك بِأَن تنظر إِلَيْهِ وتأمر العليل بِضَم شرجه وتفقد مَوضِع الْحَرَكَة فَإِن كَانَ الْبَاسُور أقرب إِلَى المقعدة ووراءها إِنَّمَا يَتَحَرَّك بِضَم العليل شرجه أجساما كَثِيرَة فَإِن الخزم لَا يضرّهُ وَإِن كَانَ على حد الْحَرَكَة أَو بعْدهَا فَإِن فِي خزمها إبطالا لفعل هَذِه العضلة الْبَتَّةَ. وَيجب أَن تنظر فِيهِ: هَل يُمكن أَن تلزق أم لَا. لى جربت فَوجدت لَا شَيْء أَنْفَع فِي وجع المقعدة وورمها الَّذِي يهيج من ذَاته وبعقب الخزم وَقطع البواسير من الفصد للباسليق وَذَلِكَ أَنه ورم حَار فيسكن ذَلِك على الْمَكَان وَذَلِكَ أَنه يجب بعد ذَلِك أَن يضمد بالأضمدة المحللة الملينة وَلَو كَانَ ورما فِي غَايَة الْحَرَارَة فَإِن الْبَارِدَة هَاهُنَا تهيج وجعا شَدِيدا وَيصْلح الْقعُود فِي المَاء الْحَار فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين وجع المقعدة الورامة والبصل وَالسمن. فَإِن خرج مِنْهُ دم سكن وَجَعه وبمقدار عظم الوجع وشدته وَعظم

 

(3/428)

 

 

الورم وَطول إمْسَاك صَاحبه عَن الْقَصْد فَلْيَكُن إخراجك الدَّم مِنْهُ فَإِنَّهُ يسكن وَجَعه على الْمَكَان بذلك أَو يخف وَبعد الفصد فَخذ فِي تكميده بِالْمَاءِ الْحَار وتضميده. لى من كتاب العلامات قَالَ: إِنَّمَا ترم الْحلقَة إِمَّا لشقاق وَإِمَّا لبواسير تسد أفواهها فَإِنَّهُ إِذا أنسدت أَفْوَاه البواسير ورمت وجست وَاشْتَدَّ وجعها. لى الفصد أَكثر نَفعه إِذا كَانَ ذَلِك لانسداد أَفْوَاه الْعُرُوق وَاسْتدلَّ على ذَلِك بالمتلاء فِي الْجِسْم وباستعمال الأغذية السوداوية وبمزاج)

الْمَرِيض. وَقد ترم من الشقاق إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ يكون بهم وجع قبل الورم وحكة. والفصد فِي كلتا الْحَالَتَيْنِ نَافِع وَلكنه فِي الشقاق أقل نفعا.

وَمن كتاب غَرِيب مجرب: تبخر البواسير بالطرفاء ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهَا تَجف وتذبل وتنتثر بعد ذَلِك مجرب.

من اختصارات حِيلَة الْبُرْء الأولى قَالَ: يقطع دم البواسير وضع المحاجم على الْبَطن. لى وفصد الباسليق يقطع الدَّم ويسكن الوجع. وللوجع فِي المقعدة ضماد نَافِع: مقل لبن وشحم بط يدق مَعَ بزر الْكَتَّان والحلبة ومخ الْبَقر (ألف ح) يلين الْمقل بِاللَّبنِ وَيجمع الْجَمِيع ثمَّ يوضع عَلَيْهِ. وينفعه جدا أَن يمسح بقير وطي بشحم الدَّجَاج والبط فَإِنَّهُ يبلغ فِي تسكين الوجع أمرا عجيبا ويضمد بحب الخروع إِن لم تكن حرارة أَو تشد عَلَيْهِ إِلَيْهِ. لى رَأَيْت التوتات تكون من دم عكر فعالجها بعلاج التوت الْخَارِج أَعنِي بالفصد قبل ثمَّ أسهل الْخَلْط الْأسود مَرَّات ثمَّ أجعَل عَلَيْهِ القليقديون مَتى كَانَ منبسطا أَو غائرا ويحزم وَيقطع إِن كَانَ ناتيا. وَمَتى قطع جعل على الْموضع زاج وضمد حواليه وفوقه بالسمن لِئَلَّا يهيج الورم فأعرف هَذَا الْبَاب فِي علاج كل عُضْو عصبي قطع. لى ليكن تقدمك على من قد ضعف من النزف جدا وَصغر نبضه بالأفيون أقل فَإِنَّهُ يسْقط مَا بَقِي من قواهم لَكِن أغذهم وسخّتهم أَولا.

الْيَهُودِيّ: إِذا عرض فِي المقعدة من البواسير ورم عَظِيم حَتَّى تنْقَلب المقعدة فضمد بكراث مسلوق مَعَ سَنَام الْجمل أَو سمن الْبَقر وَنَحْوه وغذه فِي الْيَوْم بالسمن مَرَّات ولطف الْغذَاء. قَالَ: وَيَنْقَطِع دم البواسير بحب الْمقل وَإِن كَانَ بَطْنه لينًا: القميحة السَّوْدَاء. وَمَتى إِصَابَة من كَثْرَة خُرُوج الدَّم بهر وَنَفس ضيق فأعطه دَوَاء الكركم وَإِن إِصَابَة خفقان فدواء الْمسك. لى صَحَّ مرَارًا كَثِيرَة إِن الوجع يكون يزِيد وينتفخ فَحَمله عرطنيثا لينفتح. لى إِن رَأَيْت الْبدن يزِيد تولد هَذَا الْخَلْط فِيهِ فالأجود أَن تفتح لَهُ بواسير ليسيل وَإِلَّا فأفصده فَإِن يسكن وَجَعه وَإِن كره ذَلِك كَارِه فتعاهد فصده وإسهال الْخَلْط الْأسود. وَالَّذِي ينْتَفع بِهِ من دم البواسير مَا دَامَ أسود فَإِذا رق واحمر فَمن الْوَاجِب قطعه. ويقطعه نعما القلقطار والقلقنت والعفص والشب مسحوقة فتحتمل وَيجْلس فِي مَائِهَا وَإِن أفرط فَلَيْسَ إِلَّا أَن يَجْعَل عَلَيْهِ قلقديون حاد كَذَا وصف فِي قاطاجانس فِي السَّادِسَة. من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: تكون البواسير من خلط الدَّم السوداوي إِذا أَكثر من لحم الْبَقر والأرانب والسمك والجبن والباذنجان والعدس والنمكسود وَالتَّمْر وَكَثْرَة صنوف)

الْحَلْوَاء فليترك ذَلِك كُله.

 

(3/429)

 

 

لى من شكا إِلَيْك من الْعَامَّة بواسير فمره أَن يُرِيك اختلافه فَإِن كَانَ كثيرا تكون بِهِ قُرُوح فِي أمعائه. وَقد شكا إِلَى ذَلِك رجل وَلما بحثت عَن أمره كَانَت بِهِ قرحَة مزمنة فحقنته بحقن الرازيانج فبرأ.

لى إِذا أردْت خزم البواسير فَانْظُر فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا ينفذ الْميل فِيهِ وَلَا يصل إِلَى الإصبع إِلَّا فَوق كثيرا فتوقه فَإنَّك أَن خزمته استرخت المقعدة لِأَن فِي ذَلِك قطع العضلة كلهَا وَمَا كَانَ يصل إِلَيْهِ إصبعك أَسْفَل فَلَا تهبه فَإِنَّهُ لَا يَنْقَطِع من العضلة إِلَّا قَلِيل. وَقد تخزم البواسير أَيْضا إِذا أردْت ذَلِك فَلْيَكُن خزمك بهَا بِشعر مفتول على مثل مَا يعْمل الصيادون بالجعر فَإِنَّهُ أبلغ وأسرع فَإِن لم يتهيأ فبالزبر فَإِنَّهُ جيد بَالغ وتوق كل مَا كَانَ بَعيدا يحْتَاج أَن يدْخل فِي وسط لحم كثير فَإِذا خزمت فَلَا تشد أول يَوْم وَاسْتعْمل جُلُوس الْمَرِيض فِي المَاء الْحَار والمرخ بالدهن والضماد المرخي والدهن الْكثير وتواتر ذَلِك وضمده قبل ذَلِك لِئَلَّا (ألف ج) يحدث على العليل التشنج. فَإِذا رَأَيْت أَنه يُرِيد أَن يحدث أَعْرَاض ردية فَحل الحزم وَمَتى لم يعرض عَارض ردي فَشد كل يَوْم إِلَى أَن يفرغ.

لى قَول جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: من حَرَكَة العضل كثير مَا يسرف فِي قطع هَذِه العضلة فَتخرج هَذِه الفضول بِغَيْر إِرَادَة يدل على أَن الخزم أبدا يَقع فِي شَيْء من العضلة فَإِذا كَانَ مَا قطع مِنْهَا كثيرا جدا عرض خُرُوج البرَاز بِلَا إِرَادَة وَإِن كَانَ قَلِيلا بِالْبَاقِي من العضلة بِفِعْلِهَا فَلم يعرض ذَلِك. ويستدل فِيهِ أَيْضا على مَا قُلْنَا قبل وَذَلِكَ أَن هَذِه العضلة لَيْسَ لَهَا من الذّهاب فِي عرض الْجِسْم كثير عمق وَلَا يكَاد يَقع عَلَيْهِ باسور إِلَّا خَارِجا عَنْهَا فَإِذا خزم قطع العضلة فِي عرض الْبدن فَقَوْل ج: إِسْرَاف فِي قطع العضلة إِنَّمَا هُوَ فِي طول الْجِسْم لَا فِي عرضه ويستدل على ذَلِك من أَن الْإِنْسَان إِذا شدّ هَذِه العضلة رَآهَا تجذب المقعدة إِلَى فَوق جذبا شَدِيدا وَهَذَا فعلهَا لِأَن هَذِه العضلة خلقت هَاهُنَا لمَنْفَعَة أَن تغلق الدبر وَأَن تشيل المقعدة إِذا خرجت فَيدل ذَلِك على أَن جلّ فعلهَا للنواصير يضمرها حَتَّى يكون كَالصَّحِيحِ.

حب الْمقل: إهليلج كابلي بليلج أملج بِالسَّوِيَّةِ خبث الْحَدِيد نصف مِثْقَال مقل جزءان يسحق حبا ويتعاهد وللحكة فِي المقعدة يحمل بخل خمر ودهن ورد أَو تمسح بِهِ ويحجم على العصعص. لى الْمرة السَّوْدَاء انْظُر فِي الدَّم السَّائِل من البواسير فَمَا دَامَ أسود غليظا إِذا هُوَ)

جمع فِي إِنَاء فَدَعْهُ يسيل فَإِن رَأَيْته رَقِيقا أَحْمَر فاحبسه على الْمَكَان. وَإِنَّمَا يتَوَلَّد فِي الأمزاج الَّتِي يكثر فِيهَا تولد السَّوْدَاء فَإِن أردْت استصلاحهم فبرّدهم ورطّبهم وأسهلهم سَوْدَاء فَإِنَّهُم يصلحون. لى إِذا كَانَ النزف فِي باسور ظَاهر فَقَطعه ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ زاج مسحوق وصبر فَإِنَّهُ يلتحم وَلَا ينزف مِنْهُ شَيْء كَذَلِك مَتى كَانَ أفواهه ظَاهِرَة. وَرُبمَا كَانَت

 

(3/430)

 

 

توتة غائرة فَلْيَكُن علاجها بالأدوية الكاوية فَإِن لم تَرَ المجاري الَّتِي يخرج مِنْهَا الدَّم فعلاجها احْتِمَال الْأَدْوِيَة الكاوية شياف وَغَيره مختلطة بالقابضة فَإِن هَذِه تلحم تِلْكَ الأفواه. وَأما فتحهَا فَيكون بالأشياء الحادة الَّتِي لَا تجفف كعصير البصل وَعسل البلاذر وَكلهَا تفتح سَرِيعا.

من كتاب العلامات فِي كل باسور وخاصة فِي الشرج: إِن كَانَ نَافِذا نفاذا مستويا كَانَ مَا يخرج مِنْهُ قَلِيلا وَكَانَ يَابسا فِي أَكثر الْأَمر وَمَتى كَانَ كثير التفاريج معوجا فبقدر ذَلِك يكون كَثْرَة مايسيل مِنْهُ وَاخْتِلَاف ألوان السَّائِل لِأَنَّهُ يخرج من أَمَاكِن مُخْتَلفَة.

الأقربادين الْقَدِيم فرزجة تمسك دم البواسير: كندر دم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وعفص فج وكحل وأفيون وَيجْعَل ذَلِك شيافا بِمَاء الخرنوب ويمسك اللَّيْل كُله.

3 - (تجارب المارستان)

نواصير المقعدة مَتى لم تكن نَافِذَة جعل فِيهَا دَوَاء حاد ثمَّ سمن ثمَّ مرهم أسود حَتَّى يبرأ والنافذة يخرج مِنْهَا الزبل وَالرِّيح تحْتَاج أَن تخزم فَإِن كَانَت لَهُ أَفْوَاه عدَّة فأخزم بَعْضهَا إِلَى بعض ويدع اللَّحْم الصلب ثمَّ إِن كَانَ نَافِذا فأخزم أفربها إِلَى المقعدة وَإِلَّا فدع ثمَّ عالج فَإِنَّهُ يبرأ.

الساهر مرهم الإسفيذاج للشقاق قَالَ: تُؤْخَذ أُوقِيَّة قيروطي وَنصف أُوقِيَّة إسفيذاج وَدِرْهَم وَنصف (ألف ج) مراداسنج وَمثله إقليميا الْفضة وَنصف دِرْهَم كثيراء وَنصف دِرْهَم مخ سَاق الْبَقر ببياض الْبيض دِرْهَم يجمع فَإِنَّهُ عَجِيب بولس: أطرح مَعَه نشا وكثيراء وَبَيَاض الْبيض. لى تأليف: قيروطي بدهن ورد خام أُوقِيَّة نشا كثيراء من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ إسفيذاج أَرْبَعَة دَرَاهِم بَيَاض بَيْضَة وَاحِدَة نصف دِرْهَم أفيون يجمع فَإِنَّهُ غَايَة. وَقد يكون شقَاق يَابِس قحل يوجع فَخذ لَهُ صفرَة الْبيض ومخ سَاق الْبَقر وشمع ودهن حل ونشا وكثيراء وامسحه بِهِ. 3 (مُفْردَة) ج: مَتى احْتمل فتخ أَفْوَاه البواسير.

لبن التِّين عَجِيب فِي ذَلِك أَن أحتمل.

قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة: أَنا نجد النواصير وخاصة الَّتِي فِي المقعدة أَنَّهَا إِذا انْقَطع وسخها لطيّت وانقبضت حَتَّى تظن إِنَّهَا قد بَرِئت وَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى يمتلئ الْبدن ثمَّ ترشح وَقَالَ: التوتيا مَتى غسل كَانَ أَشد تجفيفا من كل دَوَاء مجفف بِلَا لذع مَعَ ذَلِك وَلذَلِك هُوَ مُوَافق للقروح فِي المقعدة والمذاكر والعانة إِذا كَانَ يجفف جدا بِغَيْر لذع لى هَاهُنَا يحْتَاج أَن يلقِي فِي مرهم الإسفيذاج مَعَ القليميا فَيكون غَايَة. ج: المرارات وخاصة مرَارَة الثور إِذا احتملت أدرت دم البواسير وأبلغ المرارات الَّتِي فِيهَا مرَارَة حَمْرَاء اللَّوْن. أطهورسفس: السّمن يسكن وجع البواسير. د:

الْوَسخ الْمُجْتَمع على حيطان الحمامات جيد للشقاق فِي المقعدة مَتى طلى بِهِ والبواسير إِذا لطخ بهَا الزفت الرطب جيد للشقاق فِي المقعدة إِذا طلي بِهِ. والحضض جيد للشقاق والسحج فِي المقعدة إِذا طلي بِهِ. مَاء الْورْد الْعَتِيق رماد التِّين والبلوط يحقن بِهِ من كَثْرَة سيلان الدَّم من البواسير إِذا أزمنت. لى هَذِه كاوية وينفع من ذَلِك الشيافات المعمولة

 

(3/431)

 

 

بالنورة والقلقطار والراتينج وَيَنْبَغِي أَن يعْمل للعتيق المزمن البصل نَفسه الَّذِي هُوَ مِنْهُ إِلَى الطول والحمرة فَإِنَّهُ أحرف ويغمس فِي زَيْت وَيحْتَمل فِي المقعدة فَيفتح أَفْوَاه البواسير. وَالصَّبْر مَتى ديف بميبختج وطلي على البواسير الناتية والشقاق الَّتِي فِي المقعدة أبرأها وَقطع نزف الدَّم مِنْهَا. إكليل الْملك مَعَ ميبختج وصفرة بيض يسكن وجع المقعدة من ورم حَار يضْرب وَرُبمَا خلط فِيهِ بزركتان ودقيق الحلبة. لى المستعملة فِي تسكين وجع البواسير وورم المقعدة الَّتِي تضرب: الشيث البابونج إكليل الْملك بزر الْكَتَّان صفرَة الْبيض ميبختج شَحم البط مخ الْعجل أفيون زعفران حَماما المَاء الْحَار التكميد الْيَابِس البصل السليق الدياخيلون د: ورق الخطمي وأصوله صالحان جدا للورم الْحَار فِي المقعدة وتسكين الوجع لى اعْتمد عَلَيْهِ قَالَ: وَلِأَنَّهُ يحلل وينضج ويسكن كل وجع. الخطمي مَتى طبخ بعصير الْعِنَب وَجعل مَعَ شَحم البط ضمادا وَاسْتعْمل سكن وجع البواسير الوارمة غَايَة السّكُون.

شرك والخوز وَابْن ماسويه: الإهليلج الْأسود جيد للبواسير. الحلبة نافعة للبواسير. الْمقل نَافِع للبواسير. لى يتَّخذ أطريفل فِيهِ داذي وطاليسفر وإهليلج أسود ومقل وَمَاء الكراث. بزر الكراث مَعَ الْحَرْف ينفع من البواسير. الدِّمَشْقِي: الطاليسفر نَافِع من أَرْوَاح البواسير الخوز: الداذي نَافِع من أَرْوَاح البواسير سَماع لثقة لَا لَا اسْم حشيشة تجلب من مَكَّة إِذا تدخن بهَا نثرت البواسير نثرا وسكنت الوجع عجينة فِي ذَلِك.

أَبُو جريح: الْمقل الْأَزْرَق يقطع دم البواسير مَتى شرب وَإِن طلي عَلَيْهِ وَشرب على نَبِيذ داذي.

دهن الخوخ ينفعان أَيْضا كَذَلِك. ابْن ماسويه: السعد جيد للبواسير.

ماسرجويه:

السندروس مَتى بخر بِهِ أضمر البواسير الَّتِي فِي المقعدة.

أَبُو جريح: السكبينج ينفع البواسير مَتى شرب مُفردا أَو مؤلفا مَعَ الْأَدْوِيَة.

الخوز: ريحَان سليمن يشبه عيدَان الشبث الرطب نَافِع للبواسير جدا.

سندهشار: الثوم ردي للبواسير. قريطن: طلي جيد لوجع المقعدة والشقاق: صفرَة بيض مشوية ومرداسنج وشمع ودهن وشحم بط وَلبن يجمع ويسحق بِاللَّبنِ ويطلي عَلَيْهِ أَو أسحق صفرَة الْبيض بِلَبن وأطله عَلَيْهِ. لي ينفع الَّذين قد بردت أبدانهم ومعدهم وقاربوا الاسْتِسْقَاء من أسرف البواسير: القنجتوش وَهُوَ ضرب من خبث الْحَدِيد جيد جدا.

لي على مَا رَأَيْت لميسوسن وَغَيره: يَنْبَغِي إِذا خزمت توثة أَن تقعد العليل غي المرخيات. لي أَدخل الْميل فِي الْبَاسُور وَأدْخل السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى فِي الْحلقَة حَتَّى تلبس رَأس المجس ثمَّ أَمر العليل أَن يضم مقعدته بِقُوَّة وتفقد كَيفَ قُوَّة الضَّم فَوق إصبعك وادفعها إِلَى فَوق فَإِن رَأَيْت أَن فَوق مَوضِع أقْصَى الْبَاسُور مَوضِع كَبِير من العضلة القابضة فَإِنَّهُ مِمَّا يجوز أَن يخزم وبالضد.

 

(3/432)

 

 

بولس طلاء جيد للوجع والشقاق: صفرَة بَيْضَة ودهن ورد وشحم دجَاجَة يجمع الْكل ويطلى.

وَقَالَ أبقراط حَكَاهُ عَنهُ بولس: الْجِرَاحَات الَّتِي فِي جَانب المقعدة بطّها قبل النضج وَلَا ينْتَظر لِئَلَّا يمِيل إِلَى دَاخل فَيحدث بواسير.

الثَّانِيَة من الْفُصُول: النافع من دم البواسير مَا كَانَ تنجلب قَلِيلا قليلاَ حَتَّى يعرض لَهُ بإبطائه أَن يسود فَهَذَا أصل من الَّذِي يخرج على سَبِيل الانفجار دَفعه لى الْجيد النافع مِنْهُ أَن يَجِيء دم أسود غليظ فَإِذا جَاءَ دم رَقِيق أَحْمَر فاقطعه لِأَنَّهُ يتبع ذَلِك سُقُوط قُوَّة.

ماسرجويه: إِذا تدخن صَاحب البواسير بالسندروس أضمرها ولطاها وجففها كي لَا تخرج مِنْهُ بلة الْبَتَّةَ. لى يجلس فِي القوابض وسخن فِيهَا السندروس والمر وبزر الكراث.)

ماسرجويه: بزر الكراث يجفف البواسير إِذا بخرت بِهِ. محتضر حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا أسرف أمورنداس فَشد الْيَدَيْنِ على مَا تعلم وضع المحجمة على الْبَطن واسق القوابض والمخدرة. لى وَأَجْلسهُ فِي مَائِهَا وَحمله مِنْهَا وَمَتى اضطررت إِلَى الكاوية فَعَلَيْك بهَا. لى كَانَ لرجل فِي مقعدته بواسير على عظم الحمص ثَلَاثَة وَكَانَ بِهِ وجع شَدِيد فطليت مِنْهَا أعظمها وأشدها حمرَة وامتلاء بغرطنيثا وعصارة البصل مَرَّات وأمرته بِالصبرِ على ذَلِك فَسَأَلَ مِنْهُ دم قَلِيل ثمَّ أقبل يكثر ويسكن الوجع وضمرت الْبَاقِيَة وَصَارَ هَذَا الْوَاحِد أَيْضا متقلصا يدمنه دم بِلَا وجع. لى إِذا قطعت بواسير فأجلس صَاحبهَا فِي خل وَمَاء مطبوخ فِيهِ عفص فَإِنَّهُ لَا يدمي.

لى إِذا كَانَ إِنْسَان يتعاهده (ألف ج) ورم المقعدة ووجع فَحَمله مَا يفتق الدَّم ويدره واختر على فصد الْيَد هَذَا. وَإِذا كَانَ إِنَّمَا هاج بِهِ هَذَا مرّة فافصده الباسليق وقوّ معدته وخاصة إِن لم يكن فِيهَا نتو الْبَتَّةَ وَلَا كَانَ بدنه مِمَّا لَهُ دم مراري لِأَن الدِّمَاء المرارية لَا بُد تولد البواسير فَفَتحهَا أصلح. الْمرة السَّوْدَاء لَا تمنع دم البواسير إِذا كَانَ عَنْهَا. والعلامة مَا دَامَ أسود وَحين يرق فامنع.

المارستان: إِن كَانَت البواسير ظَاهِرَة فبروها بالقالب جيد واقطعوها. وَمَتى كَانَت دَاخِلَة فاقلبوا المقعدة بالمحجمة ثمَّ اقطعوها واتركوا الدَّم يسيل بِمِقْدَار صَالح ثمَّ ذَروا عَلَيْهَا قلقطارا وأحكموا شدها وامنعوا العليل من الْغَائِط يَوْمًا وَلَيْلَة خَاصَّة إِذا كَانَ نزف قوي فَإِن خلا وَجَاء الدَّم أجكموا الشد أَيْضا فَإِذا لم يجيءالدم حَتَّى يتبرز عجلوا فِي تليين بَطْنه باعتدال لِأَن القرحة إِنَّمَا تَبرأ وتنقي بِمَا يمر بهَا من الثفل. وَمَتى حدث عَن ذَلِك أسر الْبَوْل اعلموا فِي حل الورم وتسكين الوجع.

للشقاق عَجِيب: شمع ودهن ورد مخ سَاق الْبَقر سَنَام الْجمل مقل كثيراء نشا يتَّخذ مرهما.

مسيح أدوية البواسير: الْمقل بزر الكراث السندروس. لى الداذي قشور الكندر سَنَام الْجمل سكبينج.

قَالَ: إِذا كَانَ فِي المقعدة ورم محرق ومؤذ فلتؤخذ صفرَة بَيْضَة مشوية فيحقن بهَا بعد

 

(3/433)

 

 

سحقها بِمَاء ودهن ورد ويطلى فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. وللشقاق: رماد الصدف ونشا بِالسَّوِيَّةِ ورق الزَّيْتُون نصف وشمع ودهن ورد يجمع ويطلى فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. وللبواسير: يذر عَلَيْهَا توبال الْحَدِيد ورصاص محرق فَإِنَّهُ يجففها ويبطلها الْبَتَّةَ. ولفتح أفواهها: أدهنه بدهن سوسن)

واسقه أقحوانا يَابسا. ولضيقها: أطله بالأفاويه والإسفيذاج والنعنع. ولنتو المقعدة: اغسلها بشراب قوي ثمَّ ذَر عَلَيْهَا القابضة. لى اقم ذَلِك مقَام دهن الْورْد فاترا قَالَ وامسحها بِهِ ثمَّ ذَر عَلَيْهَا القوابض. وَهَذَا عَجِيب للورم مَعَ شقَاق: اسْقِ كندر ذكر شادنة عفص زعفران دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ علك الأنباط خَمْسَة شمع أَبيض أُوقِيَّة دهن ورد نصف أُوقِيَّة يجمع جيد بليغ. وَأَيْضًا: مراداسنج إسفيذاج شَحم الإوز بِالسَّوِيَّةِ زعفران مر نصف نصف دهن ورد شمع بِقدر مَا يَكْفِي جيد للشقاق والقروح.

قَالَ: إِذا أردْت أَن تلطخ الْبَاسُور بدواء حاد فَخذ عنزروتا فاعجنه بِمَاء ولطّخ حواليه ثمَّ اسْتعْمل الحادة. لى الصمغ يصلح. معجون جيد للبواسير: إهليلج أسود وكابلي وأملج بالسواء داذي نصف يعجن بدهن نوى المشمش حَتَّى ينعصر مِنْهُ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل. آخر: نانخة بزر الكرفس مصطكى خولنجان قرفة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أبهل خَمْسَة عشر حرف مقلو عشرَة يدق خلا الْحَرْف ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل الشربة دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة. للشقاق والوجع الشديدي: يسحق فِي القيروطي ثلثه حناء نعما ويتمزج ابْن ماسويه وماسرجويه والخوز: الأملج جيد للبواسير يُقَوي الشرج. سندهشار: بقلة الحماض ينفع من البواسير مَتى أكلت.

الدِّمَشْقِي: الطاليسفر جيد لأرواح البواسير.

(ألف ج) الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: دخن البواسير بورق الشاهترج وبزره أَو بحب الحرمل أَو حب الْقطن وَنوى الهليلج الْأسود ونانخة وَورد يَابِس وكندر. وَمِمَّا يسكن وَجَعه: نفط أسود وشحم الكلى ودقيق الشّعير يتَّخذ مرهما. ولوجع المقعدة: اسلق الكرنب ثمَّ خبصه بِسمن ويضمد أَو يقْعد فِي طست قد صب فِيهِ دهن حل أَو يسلق الشبث بِمَاء كثير ودهن حل وَيقْعد فِيهِ ساعتين فَإِنَّهُ يسكن الوجع. وَمِمَّا يسكن الوجع: بخور لب حب الْقطن ومخ عِظَام الإيل أَو مخ عِظَام سوق الْبَقر يحبب ويبخر بِهِ. وَمِمَّا يسكن الوجع وينفع البواسير الْبَاطِنَة أَن يصب من القطران الشَّامي الَّذِي يشرب دِرْهَمَانِ ودهن نوى المشمش دِرْهَمَانِ فَيصب على مَاء الهليلج الْأسود وَيصب ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يتَبَيَّن نَفعه فِي يَوْمَيْنِ فَإِن تأذيت بحره فضع دهنا على رَأسك وكل نصف النَّهَار إسفيذباجا بِلَحْم سمين أَو سمن واحتم الْخلّ والبقل وَاللَّبن.

قَالَ: وينفع من البواسير التِّين ويضرها التَّمْر والتين الْأسود أَجود. وينفع مِنْهَا اللبنى عسله)

وقشوره تدخل فِي حب الْمقل والحرف والنانجة وبزر الكراث والسكنجبين.

قَالَ: إِذا اشْتَدَّ الوجع فِي البواسير فاحقنه بِسمن مذاب ودهن جوز وَمَاء الكراث واحقنه بدهن حل مسخن واحقنه بلعاب بزر الْكَتَّان والبابونج والحلبة. قَالَ: وليدع صَاحب البواسير

 

(3/434)

 

 

لحم البط والدجاج وَالْبَقر والسمك وطير المَاء وَالْبيض والخردل والثوم والفجل والأشربة القوية فَإِن هَذِه أجمع تهيج البواسير. ويوافقها الكراث وَالسمن وَلحم الْمعز وَلَا يُوَافقهُ لحم الضَّأْن. حب عَجِيب: إهليلج أسود عشرُون درهما مقل عشرَة سكبينج وقنة خَمْسَة خَمْسَة الشربة دِرْهَمَانِ.

من مَسْأَلَة سُئِلَ عَنْهَا حنين قَالَ: البواسير تكون من فضلات تسيل من الْمعدة والأمعاء إِلَى أَسْفَل فترتبك هُنَاكَ لَا تخرج قَالَ: وَفَوق الْحلقَة لحم رطب رهل فَلذَلِك أَكثر مَا تعرض هُنَاكَ.

لى من هَذَا يجب أَن تجفف أغذيتهم وَتخرج الفضول.

الْهِنْدِيّ: الْحَرْف يذهب بالبواسير. قَالَ: وَالزَّيْت ينفع من البواسير. دَوَاء سُهَيْل: أصل الْكبر وسلخ الْحَيَّة وأصل الشوك أَعنِي شوك الْجمال وأصل الحنظل وورق الدفلى ومقل وسكبينج يسحق بِمَاء الكراث عشْرين يَوْمًا كَا يَوْم سَاعَة ثمَّ يبندق كالبندق الَّذِي يرْمى بِهِ ويبخر بِهِ مَرَّات فَإِنَّهُ عَجِيب جدا يُسْقِطهَا ويضمرها. من ششماهي بختيشوع: بعر الْجمال الراعية وقشور عروق التوث وقشور أصل الْكبر د: إِذا طبخ ورق الآس وخبص وضمدت بِهِ البواسير نفع. دهن الآس وأصل الأنجدان مَتى طبخ بخل فِي قشور رمان وضمد بهَا ذهبت البواسير الناتية فِي المثعدة. بقلة الحمقاء نَافِع للبواسير الدامية. صفرَة الْبيض إِن خلط بعد سلقه بإكليل الْملك نفع من البواسير. د: رماد الْجُلُود الخلفة الَّتِي يرْمى بهَا الأساكفة جيّد للبواسير. الهليلج الكابلي المربى وَغير المربى ابْن ماسويه: نَافِع لأرواح البواسير. الزرنيخ مُوَافق إِذا خلط بدهن ورد للبواسير الناتية فِي المقعدة. زنجار الْحَدِيد نَافِع من البواسير الناتية فِي المقعدة. د: رماد قصب الْكَرم ورماد ثجير الْعِنَب يبرئان المقعدة الَّتِي قلع مِنْهَا البواسير وَقَالَ: إِذا تضمد بِهِ مَعَ خل. الكراث النبطي مَتى سلق وطجن بعد وضمد بِهِ البواسير نفع وَمَتى أكل مِنْهُ نفع ابْن ماسويه: وَإِنَّمَا ينفع البواسير الْعَارِضَة من الرُّطُوبَة. بزر الكراث مَتى قلى مَعَ الْحَرْف نفع من (ألف ج) البواسير إِذا شرب. وَقَالَ: اللَّبن يسْتَعْمل مَعَ التوتيا المحرق المغسول فِي تسكين وجع البواسير إِذا قطعت.) ج: لبني بوطش مَتى ضمد بعد دقه البواسير سكنها. د: يُؤْخَذ أصل الخرنوب النبطي الْبري فِي مَوضِع لَا يسقى وَلَا يكون بَين الحروث فقشره من قشره وجففه فِي الظل ثمَّ امسح الْبَاسُور وكل ثؤول ونتو فِي المقعدة بدهن خطر أَو دهن الرازقي ودخنه بقمع على مَا تعلم مَرَّات فَإِنَّهُ يسْقط.

ابْن ماسويه: زهر النّحاس يذوّب البواسير مَتى احْتمل. السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل كَانَ جيدا للبواسير مَتى ضمد بِهِ. سماق الدباغة يُبرئ البواسير مَتى خلط بفحم خشب البلوط مسحوقا وتضمد بِهِ البواسير فيبرئها.

 

(3/435)

 

 

د: الصَّبْر إِذا ديف بشراب حُلْو شفى البواسير الناتية وَقَالَ: حكاك الأسرب مَعَ دهن ورد نَافِع من البواسير الدامية وَغير الدامية وَقَالَ: ضماد حكاك الأسرب والعصارة الْبَارِدَة نَافِع جدا فِي ذَلِك.

جالينوس: يبخر الْبَاسُور بِأَصْل الكرفس الْيَابِس مَرَّات يرْمى بِهِ. دَوَاء جيد للبواسير: يُؤْخَذ حب محلب ينعم سحقه وَيجْعَل مَعَه سدسه شعر زعفران ينعم دقة وَيجْعَل شياقة بدهن مشمش يقشر من قشريه وَيحْتَمل. دَوَاء عَجِيب مجرب للبواسير: مَتى كَانَت ظَاهِرَة فامسحها بدهن ورد ودخنها تدخينا دَائِما بالشوك الْمُسَمّى بالخاخ وَفِي مجمرة وقمع مَتى كَانَت دَاخِلَة وَمَتى كَانَت خَارِجَة فَلَا يحْتَاج أَن يدْخل زَيْت الْقَمْح فِي المقعدة فَإِنَّهَا تنتثر فِي ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَتى كَانَت صغَارًا ضامرة كَثِيرَة فأجلس فِي طبيخ الخاخ وامسح عَلَيْهَا دهن ورد.

وايضا يشرب الإطريفل وَحب الْمقل وخبث الْحَدِيد إِن كَانَ مطبوخا فَثَلَاث أَوَاقٍ وَمَتى كَانَ معجونا فمثقال وَاجعَل طَعَامه مرّة فِي النَّهَار وأدمه لحم ضَأْن وتبخر المقعدة بخور لَهُ جيد: أفيون فربيون زرنباد سندروس كندر شَحم الحنظل وورقه وورق الْكبر وحسك وأصل الْكبر وبزر الكراث وأنزروت ومقل وقيصوم وكبريت أصفر وشعير وزبل خِنْزِير قفر يَهُودِيّ سَنَام جمل يتبخر بِهِ بخور آخر: سندروس أصل شَحم الحنظل وورقه وورق الْكبر وَأَصله مقل سَنَام الْجمل يتخل بحريره وَأمره يدهن بدهن مشمش وبخره. وَأما الأوجاع الْحَادِثَة عَن الْقطع والخزم فقد ذَكرنَاهَا فِي بَاب أورام المقعدة وأوجاعها.

البواسير مَتى كَانَت ناتية أخذت بالقالب وَقطعت وَجعل عَلَيْهَا زاج مسحوق وَإِن كَانَت عَظِيمَة خزمت فِي مَوَاضِع بالباندورة وَكَذَلِكَ يخزم مَا اصله اغلظ من رَأسه والمستوية مَعَ)

سطح المقعدة والمقعدة تحْتَاج أَن تكوى وتعالج بالدواء الحاد.

مَجْهُول: دُخان البلاذر يسْقط التوثة.

من التَّذْكِرَة للبواسير مَعَ برد: أصل الْكبر داذي آس يغلي بدهن ورد. مَجْهُول قَالَ سَأَلته عَن البواسير فَقَالَ: البواسير تكون عَن غليان الدَّم وكثرته فَعَلَيْك بِكُل شَيْء ينقص الدَّم (ألف ج) ويسكن الْحَرَارَة ويلين الْبَطن.

طلاء للبواسير يثرها: تُؤْخَذ حَنْظَلَة رطبَة فتشق على أَربع قطع وَتجْعَل فِي إِنَاء وَيصب عَلَيْهَا أَبْوَال الْإِبِل الراعية غمرها وَشد رَأسه وَضعه فِي الشَّمْس القيظ كُله وَمَتى نقص الْبَوْل فأمده ثمَّ أطل بِهِ البواسير فَإِنَّهُ ينثرها أَو أطلها بالمرمرات فَإِنَّهُ يَأْكُلهُ كُله أَو ذَر عَلَيْهَا شونيزا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك يرْمى بهَا كلهَا. وَإِن كَانَت دَاخِلَة فلطخ قطنة بِعَسَل ولوّثها فِي شونيز محرق ويتحمله.

وَله: ينثر عَلَيْهَا زاج فَإِنَّهُ يجففها وتتناثر إِذا عسر الْبَوْل ثمَّ احترس لِئَلَّا يعسر. دخنة تدخن بهَا البواسير: يعجن البلاذر أقراصا ويدخن بِهِ فَإِنَّهُ جيد ودخن بِأَصْل

 

(3/436)

 

 

الحنظل أَو أصل الْكبر أَو الخرنوب النبطي أَو بالراسن أَو بزر الكراث وأحقن صَاحب البواسير بِمَاء الكراث مَعَ الْمقل.

شياقة يمْسِكهَا صَاحب البواسير مَتى كَانَت طَبِيعَته يابسة: مقل ثَلَاثَة حنظل دِرْهَم يتَّخذ شيافة بِمَاء الكراث.

إنذار من كتاب الْمَوْت السَّرِيع: إِذا كَانَ بِإِنْسَان أمورنداس وَظهر بَين كَتفيهِ بثر كثير سود مَاتَ فِي الْيَوْم الْعشْرين. قَالَ فِي كتاب الأهوية والبلدان: أَكثر مَا تعرض البواسير من السَّوْدَاء وَمن البلغم أقل من ذَلِك.

أبيديميا: من انفتحت أَفْوَاه عروق مقعدته ل تصيبه ذَات الْجنب والرئة والأكلة والبثور والتقشر والقوابي وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا قطعت بواسيرهم كلهَا ثمَّ لم يتعاهدوا بالفصد والإسهال حدث بهم ذَلِك سَرِيعا.

الْفُصُول: خُرُوج الدَّم من المقعدة لَا يجب أَن يتْرك يفرط وَلَا يجب أَن ينقص إِذْ الحالتان جَمِيعًا مضرتان.

وَمِنْهَا: من قطعت لَهُ بواسير مزمنة فبرأ مِنْهَا فَلم يتْرك وَاحِدَة مِنْهَا لم يُؤمن إِن يحدث بِهِ استسقاء أَو سل لِأَن الدَّم الْأسود الَّذِي كَانَ يسيل وَيخرج إِذا لم يخرج كثيرا وَاحْتبسَ فِي الكبد)

وأحدث ورما صلبا فِي الكبد فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تُطْفِئ حَرَارَتهَا فَإِن دفعت الكبد ذَلِك الدَّم إِلَى الرئة انصدع فِيهَا عروق فَيحدث لذَلِك السل فَلذَلِك يحْتَاج أَن يتْرك مِنْهَا وَاحِدَة لتنقي الكبد من عكر الدَّم. لى رُبمَا دفعت الكبد ذَلِك بِكَثْرَة إِلَى الطحال فَعظم لَكِن إِذا كثر لم يقبل الطحال أَيْضا فَعَاد الْأَمر إِلَى ضعف الكبد أَيْضا.

أَبُو جريج الراهب: مَتى طبخت عصارة قثاء الْحمار فِي دهن حل وطليت بِهِ البواسير الظَّاهِرَة أبرأها وَإِن طبختها فِي الزُّور وجففتها ونثرتها كلهَا. وَقَالَ: الْمقل يقطع الدَّم السَّائِل من البواسير وينفعها وَيقطع مادتها. السكبينج قَالَ أَبُو جريج: وَهُوَ ينفع البواسير إِذا شرب.

من اختيارات حنين للبواسير: يسقى دِرْهَمَيْنِ من قنة يابسة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يبرئها وَمَتى سقِِي ثَلَاث مَرَّات لم تعد إِلَيْهِ. لى أصبت هَذَا صَحِيحا فِي اختيارات حنين والكندي وَلَا يصلح اسْتِعْمَاله فِي محرور فتوقف عَنهُ.

من اختيارات الْكِنْدِيّ مِمَّا ركبناه للبواسير وَهُوَ عَجِيب: إهليلج كابلي (ألف ج) وأسود جزءان وحرمل جُزْء ومقل صَاف جيد وجندبادستر وزوفا وقشر عروق الْكبر وأفاويه الأرياج ونانخة من كل وَاحِد نصف جُزْء يلت الْجَمِيع بدهن مشمش ثمَّ يعجن بِعَسَل غليظ جيد صَاف منزوع الرغوة عَجنا قَرِيبا من اللت لَا يعرق وَلَا يكثر مِنْهُ وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم بنبيذ تمر بَالغ لَا حلاوة فِيهِ وَلَا حموضة وَيكون نبيذا تمريا قَوِيا.

 

(3/437)

 

 

آخر من اخْتِيَاره وَلَيْسَ من تركيبه بزر حماض وَهُوَ قاقلي الْجمال وبزره شَبيه بالشونيز جُزْء وَمن الناتجة جُزْء يقليان بِسمن بقر عَتيق بعد الدق ويعجنان بِعَسَل منزوع الرغوة علك صَاف عَجنا يَابسا وكل غَدَاة يُؤْخَذ مِنْهُ كالجوزة الْعَظِيمَة ويتحسى عَلَيْهِ حسوات من نَبِيذ تمر على مَا أخبرنَا. وَيجب أَن لَا يكون النَّبِيذ حلوا وَلَا حامضا بل قَوِيا بَالغا صافيا عتيقا فَإِنَّهُ نَافِع للبواسير وَغَيرهَا.

وَمن اخْتِيَاره يسكن الوجع وَيصِح الْجِسْم: يُؤْخَذ من الداذي جزءان وخولنجان ثَلَاثَة أَجزَاء ينخلان بالحريرة وَتُؤْخَذ هَذِه الْأَجْزَاء بعد النّخل وينعم خلطها مَعًا نعما ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار ويلت بِسمن الْبَقر قبل العجن بالعسل مثل عشر الدَّوَاء وَهُوَ مجرب جيد جدا. لى رَأَيْت كثيرا من التوتات إِذا خزمت ذَابَتْ وانحلت حَتَّى تضمحل فِي أَيَّام بعد أَن ترشح دَائِما حَتَّى تبطل وَبَعض لَا تذوب لَكِن أقطعها بالخزم وَكلهَا لَا بُد أَن تذبل)

بالخزم وَرَأَيْت الَّتِي تذوب بالخزم الْحمر الَّتِي كَأَنَّهَا علق الدَّم الرهلة الرّطبَة.

الطَّبَرِيّ: مَتى هَاجَتْ البواسير وَضربت فاسلق كراثا واجعله عَلَيْهَا مَعَ سمن بقر ودخنها بالمقل وعروق الْكبر وسنام الْجمل. قَالَ الْأَعْوَر لرجل كَانَ قد قطعت بواسيره وَبِه وجع أَنه يحْتَاج أَن يحْتَمل مرهم إسفيذاج وَيجْعَل على الْموضع فَوق ذَلِك دياخيلون فَإِنَّهُ يلين ويسكن الوجع وَكَذَلِكَ وجدت فِي بولس فِي بَاب الْحَصَى إِن الدياخيلون يسكن الوجع.

قَالَ: وَيدخل الْحمام فَيَضَع مقعدته على الطابق الْحَار ليسكن وَجَعه. لى هَذَا تكميد فَلَا تبال أَن تكمد بِهِ والأجود البصل والكراث وَالسمن مسخنة تكميدا أَولا. وَمِمَّا يسكن وجع البواسير: دُخان سَنَام الْجمل بالمقل فَإِنَّهُ عَجِيب. وَمِمَّا يسكن الوجع: فَتِيلَة تتَّخذ من أفيون وكندر وَاحْتِمَال الشحوم اللطيفة والمقل عَجِيب فِي ذَلِك تجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة وتحتمل وَيُزَاد فِيهِ عِنْد شدَّة الوجع أفيون.

ابْن سراييون فِي البواسير قَالَ: أَنْوَاع البواسير ثَلَاثَة أَنْوَاع مِنْهَا: طَوِيلَة تشبه الفجل وَهَذِه أردأها وَمِنْهَا: مُدَوَّرَة شَبيهَة بالعنبة فِي الشكل واللون ارجوانية الثَّالِثَة: شَبيهَة بالتوت وأردأها مَا ينْبت من أصل الذّكر وَذَلِكَ أَنه إِذا عظم سد مجْرى الْبَوْل. فَأَما الَّذِي يكون إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يكون أقل رداءة. لى إِذا قطع أَيْضا فَالَّذِي يقرب من الذّكر أعظم خطرا. وَرُبمَا كَانَ مِنْهُ ورم المثانة واحتباس الْبَوْل أَكثر. وَأما الْخَارِجَة من الشرج فَإِنَّهَا أقل رداءة.

والبواسير الْعَمى هِيَ الَّتِي لَا يسيل مِنْهَا شَيْء بل تكون كَأَنَّهَا ثؤول وَهَذِه يهيج مِنْهَا وجع شَدِيد فَإِذا نقيتها أَو (ألف ج) فتحتها سَالَ مِنْهَا دم وَسكن الوجع فَإِن شِئْت فاثقبها بحديدة وأطلها بدواء حاد كعصارة بخور مَرْيَم وَالْملح بِنَار. وَمِمَّا ينفع أَصْحَاب البواسير: الهليلج المربى الْأسود المقلو بِسمن الْبَقر وَمَاء الكراث ودهن الْجَوْز يكون دِرْهَمَيْنِ وَمَاء الكراث أوقيتين وَحب الْمقل والأطريفل الصَّغِير والمقلياثا. دَوَاء جيد: إهليلج أسود مطجن بِسمن الْبَقر وبزر رازيانج بِالسَّوِيَّةِ يدق وينخل ويخلط بِهِ مثله من حب الرشاد وَيُؤْخَذ ملعقة كل

 

(3/438)

 

 

يَوْم مَعَ شراب ممزوج أَو يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد منخولا ثَلَاثَة دَرَاهِم حرف أَبيض دِرْهَمَانِ يشرب بأوقية من مَاء الكراث مَعَ دِرْهَمَيْنِ من دهن الْجَوْز ويضمد الْموضع بكراث مسلوق مطجن بِسمن الْبَقر ويبخر بأصول الْكبر وأصل الحنظل وبزر الكراث.

بخور جيد للبواسير: أصل الْكبر وأصل الكرفس وَاصل الدفلي وَاصل الشوك الطَّوِيل الَّذِي)

يعرف بالأرسيا ومحروث وأصل السوسن وثمر البلاذر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل البلاذر ويؤلف بدهن زنبق وَيجْعَل أقراصا من دِرْهَم دِرْهَم يبخر بِهِ على بعر الْجمال الموقدة الَّتِي لَا دُخان لَهَا بخور آخر: هرند وزرنيخ أَحْمَر وبلاذر يبخر بِهِ أَو يُؤْخَذ أصل الحنظل وأصل الحرمل وأصل الْكبر وبلاذر وفربيون يبخر بِهِ فَإِنَّهَا تسْقط. لى وَأما مَا يسكن الوجع من البخور فالمقل وبزر الكراث وسنام الْجمل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: أَو بخره بالبلاذر يبخر بِهِ وَحده فَإِنَّهُ يَرْمِي بهَا ونبيذ الداذي جيد لَهُ أَن يقْعد فِيهِ عِنْد شدَّة الوجع. ودهن نوى المشمش وَنوى الخوخ يسكن وجعها تسكينا عجيبا. لى يبخر ببزر بنج أَو كبريت وَحده مَرَّات فَإِنَّهُ يصسقطها. وَاعْلَم أَن علاج البواسير الدامية منع الدَّم إِذا أسرف فَخذه من بَابه. وعلاج الْعَمى بتحريك ذَلِك الدَّم وإدارة وَإِلَّا اشْتَدَّ الوجع. دَوَاء يحبس دم البواسير: إهليلج أسود وبليلج وأملج عشرَة عشرَة حلزون مغسول محرق كهرباء دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مقل عشرُون درهما ينقع الْمقل بِمَاء الكراث وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة بِمَاء بَارِد وشراب. وَهَذَا أَيْضا مجرب: خبث الْحَدِيد بزر الكراث نانخة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ حب الْكبر الْيَابِس أَرْبَعَة دَرَاهِم الشربة دِرْهَم على مَاء الكراث قدر أُوقِيَّة. وَيصْلح فِي أطعمتهم السماق وعصير الكراث.

مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضل الَّذِي يضْبط فَم المعي الْمُسْتَقيم وَيمْنَع الثفل أَن يخرج إِلَّا بارادة هُوَ مَوْضُوع بِالْعرضِ. لى إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَا بُد فِي خزم البواسير من ان يَنْقَطِع لِيف هَذَا العضل بِالْعرضِ ولسنا نرى أَنه يلْزم كل خزم بطلَان فعل هَذَا العضل فَبَقيَ أَن تكون رُبمَا كَانَت البواسير قريبَة من فضاء المقعدة وَهَذَا لَا يَنْقَطِع فِيهِ كل لِيف العضلة لَكِن بعضه وَرُبمَا كَانَ بَعيدا حَتَّى أَنه يكون من خلف العضل كُله وَهَذَا إِذا خزم انْقَطع لِيف العضلة اجْمَعْ بِالْعرضِ فِي مَوضِع الْقطع فَيجب أَن يكون توقيك وإقدامك بِحَسبِهِ. لى البواسير ضَرْبَان: نَافِذ وَغير نَافِذ فَغير النَّافِذ يُسمى منكوسا وعلامته أَن لَا يخرج مِنْهُ (ألف ج) ريح وَلَا ثفل وَأما النَّافِذ فَيخرج مِنْهُ الرّيح والزبل والمنكوس يحْتَاج أَن يدْخل فِيهِ الإصبع وَيحبس ويشق حَتَّى يَتَّسِع ثمَّ يعالج بالمرهم الْأسود. والنافذ يخزم بالمنجل ويعالج أَيْضا بالمرهم الْأسود. لى علاج البواسير المنكوسة: تلف خرقَة خشنة على ميل وَتدْخل فِيهِ وَيحك حَتَّى يدمى نعما ثمَّ يتْرك يَوْمه ثمَّ يُعَاد عَلَيْهِ الإدماء والحك ثَلَاث مَرَّات وَكلما كَانَ أعتق احْتِيجَ

 

(3/439)

 

 

أَن يستقطى ذَلِك عَلَيْهِ أَكثر لِأَن اللَّحْم الثؤلولي فِي جَوْفه أَكثر وأصلب فَإِذا بلغ مَا تُرِيدُ فَخذ صبرا وقشور كندر وَمَرا)

وعنزروتا وإيريسا ودقيق الكرسنة ولحى نَبَات أصل الجوشير مسحوقة وَدم الْأَخَوَيْنِ فاحشه فِيهِ فَإِنَّهُ يلحمه. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: أَن النواصير وخاصة مَا فِي المقعدة إِذا انْقَطع اللَّحْم الصلب الَّذِي داخلها فَإِنَّهَا تضمر وتنطبق وتجف بدواء مجفف يَجْعَل فِيهَا وَهَذَا دَلِيل على مَا قُلْنَا فأعرفه. دَوَاء عَجِيب للبواسير: خَمْسَة دَرَاهِم من ورق الدفلى يسحق وَيصب عَلَيْهِ فِي طنجير ثَلَاثُونَ درهما من الزَّيْت الركابي يغلي غليان ثمَّ يصفى وَيحْتَمل فِي صوفة إِن كَانَت دَاخِلَة وَإِن كَانَت ظَاهِرَة لطخ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ لَا يحْتَاج إِلَى غَيره. لى أَيْضا للناصور فِي المقعدة: ادخل فِيهِ المجس وحكه وَيكون المجس خشنا كالمبرد فتدخله وتحكه ثمَّ أَدخل فِيهِ فَتِيلَة بمرهم زنجار حاد مَرَّات وتحكه كل مرّة فَإِذا نقصت العلاج فَأدْخل فِيهِ صبرا وكندرا فَإِنَّهُ يلْزمه ويلحمه.

من الكناش الْفَارِسِي الْهِنْدِيّ: بخر البواسير بورق الدفلى وأدم بخورها بورق أَو بالينبوت فَإِنَّهَا تسْقط. لى يحْتَمل مَاء الخرنوب الرطب مَرَّات وَإِن كَانَ ظَاهرا ذَلِك فَإِنَّهَا تذْهب الْبَتَّةَ.

مَجْهُول: يُؤْخَذ بزر كراث وبزر فجل وبزر جزر بري وبزر جرجير وداذي وإهليلج أسود ومقل الْيَهُود وَيعْمل معحونا فَإِنَّهُ عَجِيب. لِسَان الْحمل يقطع سيلان الدَّم. القسب إِذا أكل منع دم البواسير. الفليق مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ سيلان الدَّم من البواسير. د: البقلة الحمقاء الكاربا الطراثيث الجلنار لِسَان الْحمل يقطع الدَّم من البواسير عصارة طبيخ ورق شَجَرَة مصطكى على مَا فِي بَاب نفث الدَّم يقطع سيلان الدَّم من البواسير. د: البلح إِذا شرب بخل خمر عفص منع سيلان الدَّم من البواسير. الغبيراء مَتى ديف بشراب حُلْو قطع الدَّم السَّائِل من البواسير. د: ابْن ماسويه الَّتِي تَنْفَع من سيلان الدَّم من المقعدة: تدخن المقعدة بالسماق وَيشْرب الودع المحرق بعد نَخْلَة زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء سفرجل وَيَأْكُل سماقية. وَإِذا انفتحت عروق المقعدة فَخذ قاقيا جُزْءا وكثيراء نصف جُزْء وبرادة رصاص جُزْء ينعم سحقه على حِدة ثمَّ يجمع الْجَمِيع ويعجن بِمَاء ويضمد بِهِ الْموضع ويشد بلجام وأطعمه الرجلة واسقه ماءها فَإِنَّهَا نافعة جدا واسق ماءها مَعَ الجلنار والطين الرُّومِي. وَيصْلح لذَلِك قرن الأيل محرقا يشرب مَعَ خل ممزوج وبزر الخشخاش الْأسود إِذا شرب بشراب عفص حَدِيث وبزر الْورْد وَيحْتَمل الحضض والعفص والكندر وَيجْلس فِي طبيخ القوابض والمخدرة. وتضمد المقعدة بعد الْخُرُوج من ذَلِك المَاء)

يُؤْخَذ عفص وجلنار وقشر رمان وقشر خشخاش فيطبخ ويعالج بِهِ لقطع دم البواسير والطمث: جلنار وشب زاج كحل طين أرمني (ألف ج) قرطاس محرق وسخ السفّود يلوث فِيهَا صوقة بِمَاء الآس وَيحْتَمل.

 

(3/440)

 

 

من تذكرة عَبدُوس: ينفع مِنْهَا الصَّبْر السمجاني والإقليميا والكحل والخبث.

مَجْهُول: مِمَّا يقطع دم المقعدة سَرِيعا أَن يذر عَلَيْهَا زراوند مسحوق فَإِنَّهُ يقطعهُ من سَاعَته.

أَقْرَاص لقطع نزف الدَّم: بسد جزءان كندر ذكر جُزْء صمغ عَرَبِيّ خمس جُزْء يعجن ببياض الْبيض القرص دِرْهَم يسْقِي بِبَعْض مَا يعين.

الْيَهُودِيّ: أَحْمد الدَّم الَّذِي يسيل من البواسير الْأسود الثخين على قدر بعده من هَذَا يكون ضَرُورَة واضره الرَّقِيق الْأَحْمَر الَّذِي كَدم الغزال. لى قد يكون فِي المقعدة التوت ونزف الدَّم وينفع من ذَلِك أَن تكون الطبيعة لينَة والجسد غير ممتلئئ فَهِيَ تقطع وتخزم فالخزم إِذا كَانَت عَظِيمَة شَدِيدَة الْحمرَة مجوفة أَن تنزف مَتى قطعت فَمَا كَانَت ظَاهِرَة عولجت وَمَا كَانَت باطنة وضع على المقعدة المحجمة بِنَار أَو مص حَتَّى تنْقَلب وَتظهر فَإِذا انقلبت المقعدة تركت المحجمة عَلَيْهَا زَمَانا حَتَّى ترم لِئَلَّا ترجع المقعدة فَتبقى البواسير ظَاهِرَة فاقطعها واخزمها وقطعها أَن تأخذها بالقالب واقطعها من أَصْلهَا بعد شدها إِلَيْك نعما وَتجْعَل على الْموضع بعد أَن تدع الْموضع يسيل مِنْهُ الدَّم حَتَّى يضعف ويحتبس: الصَّبْر والكندر مسحوقين وَدم الْأَخَوَيْنِ وشياف مامثيا وقاقيا وَنَحْو ذَلِك. وَمَتى كَانَ الدَّم غَالِبا فالقلقطار والعفص ذرهما عَلَيْهِ وشده إِن كَانَ غَالِبا. وَمَتى اضطررت أَن تغلي الزَّيْت وتغمس فِيهِ قطنة وتقطر عَلَيْهِ لتكويه فيحتبس الدَّم فعلت ثمَّ ضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَلَا تعالج بِهَذَا إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة مَعَ أَنه لَا يتخوف مَعَه من التشنج وعالج ببياض الْبيض ووبر الأرنب يلوث فِي ذرور ج وشده نعما وَلَا تحله مَا أمكن. والخزم أَن كَانَ صَغِيرا فأخزم حوله وَإِن كَانَ كَبِيرا فَأدْخل إبرة فِي وَسطه واخزمه بنصفين أَو على قدر مَا ترى فَإِذا خزمت فضع عَلَيْهِ كراثا أَو بصلا مسلوقا قد خبص بِسمن لِئَلَّا يرم ويوجع وجعا شَدِيدا ودخنه بسنام الْجمل والمقل وَأَجْلسهُ فِي الْمِيَاه القابضة كَمَاء القمقم فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ترم مقعدته وَتسود البواسير وَتسقط سَرِيعا. وَمَتى ورمت المقعدة من بواسير وَاشْتَدَّ وجعها فدخنها بالمقل والسنام وضمد بالبصل والكراث المسلوق المخبص بِسمن حَتَّى يسكن الوجع وَلَا تخزم وَلَا تقطع حَتَّى يسكن الوجع ويهدأ. وَإِن كَانَ شكل التوثة منبسطا أَو منحفرا فَإِنَّهَا تعالج)

بالدواء الحاد وَيجْعَل عَلَيْهِ وَهَذَا إِن كَانَ عَظِيما كَانَ محرقا من الدَّوَاء الْحَار وَيجْعَل أَحْمد الْأَشْيَاء لَهَا الْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة فِي الْيَوْم مَرَّات وَأَن ينثر عَلَيْهَا العفص والزاج لتصلب وَلَا تتسع وَذَلِكَ برؤها لِأَن هَذَا الدَّوَاء الحاد فِي هَذَا الْموضع مخوف. وَمن جيد أدويتها أَعنِي البواسير: حب الْمقل والقميحة السَّوْدَاء وَإِذا كثر خُرُوج الدَّم حَتَّى يضعف فأقراص الكهرباء وَنَحْوهَا والفلونيا والعماد على المقوية والقابضة والمخدرة وَالطَّعَام سماقية وحصرمية وَشرب مَاء الثَّلج وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة. وَإِذا مَا عظم الضعْف مِنْهُ حَتَّى يخْفق الْفُؤَاد فالمقوية للقلب والمعدة ودواء الْمسك وَالشرَاب الْقَلِيل الريحاني وَمَاء اللَّحْم. ويذر (ألف ج) عَلَيْهَا أَيْضا العفص والزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء إِذا لم يُمكن العليل من قطع وَلَا خزم أَو لم

 

(3/441)

 

 

يتهيأ ذَلِك فَإِذا كَانَ الدَّم يجْرِي بِقدر لَا يضعف الْجِسْم بل يَنْفَعهُ فَلَا تحبسه فَإِنَّهُ شِفَاء لِأَشْيَاء كَثِيرَة وَإِذا قطعت البواسير فاترك وَاحِدَة وَمَتى قطعتها اجْمَعْ فزد فِي تنقية الْجِسْم وفصده. مِمَّا يبخر تحتهَا ليسقطها زَعَمُوا: قشور أصل الْكبر وأصل الحنظل والأبهل والبلاذر وَنَحْوهَا. فَأَما مَا يعالج بِهِ من الحرقة والوجع فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الشقاق الورم فِي المقعدة. وَمَا يعالج بِهِ استرخاؤها فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب نتو المقعدة وَالرحم.

الْيَهُودِيّ: مَتى كره العليل العلاج بالحديد فأنثر عَلَيْهَا دواءا حادا وضع عَلَيْهَا قطنة فَإِن اشْتَدَّ وَجَعه حَتَّى لَا يقدر أَن يحْتَملهُ فأجلسه فِي الْمِيَاه القابضة ثمَّ أخرجه وأطله بمرهم مرداسنج وإسفيذاج وشمع ودهن ورد وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَبَيَاض الْبيض حَتَّى يسكن وَجَعه وَيذْهب الورم ثمَّ عاود الدَّوَاء الحاد والعلاج مَرَّات حَتَّى تقطع وَتسقط. مِمَّا يسكن البواسير: سمسم محرق يتَّخذ مرهما بدهن ورد فَإِذا وَقعت البواسير من خزم فذر على مَكَانهَا ذرورا أصفر أَو نَحوه وَأَقْعَدَهُ فِي الْمِيَاه القابضة أَيَّامًا إِلَى أَن يستحكم بُرْؤُهُ.

الميامر قَالَ جالينوس: الْعِلَل الَّتِي فِي السفلة عسرة لَا تَبرأ لِأَن هَذَا الْعُضْو كثير الْحس فَلذَلِك ينكأها الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا شَيْء من الحدة أَو من الْقَبْض وَإِن البرَاز يمر بِهَذَا دَائِما. والأدوية الَّتِي تداوى بهَا لَا تثبت عَلَيْهَا والقابضة تلذع السفلة وَلَا تحْتَمل هَذِه لذعها لما هِيَ عَلَيْهِ من فضل الْحس وَلذَلِك مَا تَنْفَع القوابض لهَذِهِ الْعلَّة الَّتِي لَا عفونة فِيهَا لِأَن هَذِه لَا تحدث فِيهَا خشونة كَمَا تحدث سَائِر الْأَشْيَاء العفصة.

دَوَاء نَافِع لعلل السفلة لأندروماخس: حضض طري هندي أوقيتان زوفا أُوقِيَّة شمع دسم)

أصفر أوقيتان دهن ورد على قدر الْحَاجة تهَيَّأ وَيسْتَعْمل. آخر: ورد طري أَو يَابِس توتيا مغسول إسفيذاج مرتك مغسول زعفران إكليل الْملك زوفا أفيون من كل وَاحِد مثقالان زوفا رطب مِثْقَال صفرَة بَيْضَة مشوية تسْتَعْمل. بعد لم أؤلفه أَنا وَهَكَذَا هُوَ فِي الْكتاب. آخر للشقاق والأورام والأوجاع: شَحم البط مطبوخ على المَاء أَو غير ذَلِك شمع وكندر مخ الأيل بزر الْورْد توتيا إقليميا آبار محرق إسفيذاج الرصاص من كل وَاحِد جُزْء دماغ الكركي ربع جُزْء أفيون مثله زوفا رطب جُزْء وَربع عصارة الهندباء قوطولي إِذا كَانَت هَذِه مَثَاقِيل دهن ورد نصف قوطولي. آخر: ورد طري ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أَو بنفسج وَلبن النِّسَاء قوطولي مرتك أَرْبَعُونَ مِثْقَالا أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل بيضتان ثِنْتَانِ زوفا رطب سِتَّة عشر مِثْقَالا سمن مثله عفص مثله يسْتَعْمل.

دَوَاء يقلب المقعدة لتظهر البواسير: فلفل وبورق تعالج بِهِ المقعدة: أَو نطرون ومرارة ثَوْر ميويزج أَو عصارة بخور مَرْيَم وَعسل. آخر قوي: عصارة قنطريون شب رطب زاج ميويزج يعجن بالعسل وتطلى بِهِ المقعدة أَو يحْتَمل فِي صوفة فَإِنَّهُ يهيج البرَاز وَإِذا تبرز (ألف ج)

 

(3/442)

 

 

ظهر الْبَاسُور. دَوَاء جيد لما يحدث عَن هَذِه فِي المقعدة من الخشونة وَالْجرْح والسلخ: إسفيذاج الرصاص أُوقِيَّة مرتك ثَمَان أَوَاقٍ إقليميا مثله أُوقِيَّة كندر دهن الآس عشر من مدواة الأسقام لج: خُذ زرنيخا وكلسا وقاقيا وزاجا واسحقها بخل وأطل بِهِ البواسير وَأعد عَلَيْهَا فَإِنَّهَا تَجف مَتى تتناثر. وَمَتى كَانَت رطبَة فِي بدن صبي أَو امْرَأَة فاطلها بالزاج فَإِنَّهَا تجففها.

حقنة جَيِّدَة للبواسير: مَاء الكراث سكرجة سمن بقر نصف سكرجة مقل زنة دِرْهَم يحل فِيهِ ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد. شيافة جَيِّدَة للبواسير: يُؤْخَذ مقل يَهُودِيّ فَيحل فِي مَاء الكراث ثمَّ يعقّد وَيحْتَمل مِنْهُ بدهن نوى المشمش.

من أقربادين ابْن سرابيون دَوَاء يجفف الرُّطُوبَة ويسكن اللذع: هليلج أسود مقلو بِزَيْت إِنْفَاق خَمْسَة دَرَاهِم كاربا دِرْهَمَانِ داذي ثَلَاثَة دَرَاهِم عفص فج دِرْهَم مقل خَمْسَة دَرَاهِم زاج دِرْهَم ينعم سحقه بِمَاء الكراث وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وَيُؤْخَذ دِرْهَمَانِ أَو يعْطى دِرْهَمَانِ من الداذي بِمَاء حَار فَإِنَّهُ عَجِيب أَو يُؤْخَذ فِيهِ قميحة سَوْدَاء فَإِنَّهُ عَجِيب. وَله حب الْمقل يَقع فِيهِ زاج عَجِيب: هليلج وبليلج وأملج دِرْهَم دِرْهَم مقل خَمْسَة يحل بِمَاء الكراث وَيجْعَل حبا.)

وَمِنْه حقنة للبواسير: مَاء الكراث يحل فِيهِ مقل وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن نوى المشمش ويحقن بِهِ.

ويحقن بِهَذَا أَيْضا: طبيخ الحلبة وعصارة الكراث وَسمن الْبَقر د: دهن الآس نَافِع. ثَمَر الفنجنكشث يضمد بِهِ مَعَ المَاء فينفع.

جالينوس: وسخ الْحمام جيد للشقاق فِي المقعدة. د: بولس: الحضض نَافِع من الشقاق فِي المقعدة. د: السرطان النَّهْرِي يُبرئ شقَاق المقعدة. بولس ود: رُؤُوس السّمك الصغار مَتى أحرقت وَجعلت على شقَاق المقعدة أبرأتها. د: قَالَ ج: قد رَأَيْت رجلا كَانَ يعالج برؤوس السّمك الصغار المملحة للشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة. الصَّبْر إِذا أديف بشراب حُلْو شفي الشقاق فِي المقعدة. د: ضماد الأسرب والعصارات الْبَارِدَة عَجِيبَة لدلك جدا. ج: الزفت الرطب مَتى لطخ على شقَاق المقعدة نَفعهَا. د: الخيري الْأَصْفَر مَتى خلط بقيروطي أَبْرَأ الشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة. د: أسخن للشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة: يُؤْخَذ رماد خرقَة كتَّان جُزْء نشا جُزْء ورق الزَّيْتُون طري يعصر ويسحق بِهِ الدَّوَاء ويطلى على الشقاق زفت وشمع يجمعان ويجعلان على تورم المقعدة جيد نَافِع.

من الْكَمَال والتمام: يبس الْبَطن دَائِما يُولد السلخ والشقاق فتوقه للورم الْحَار فِي المقعدة: اعْمَلْ من عصير ورق عِنَب الثَّعْلَب وإسفيذاج ودهن ورد وشمع. وللوجع من بواسير تقطع أَو ترم: كراث أَو بصل مسلوق يخبص بالسمن وَيُوضَع عَلَيْهِ فاترا ويعاد مَرَّات.

 

(3/443)

 

 

قَالَ د: دهن الأقحوان يفتح أَفْوَاه البواسير إِذا دهن بِهِ المقعدة وأفواه الْعُرُوق. د: الْإِذْخر يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق والبواسير والبصل يفعل ذَلِك إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي فتحهَا قشر وغمس فِي زَيْت ج قَالَ: البصل لغلظه وحره مَتى أَدخل فِي المقعدة فتح أَفْوَاه البواسير وادر الدَّم مِنْهَا. د: دهن الْحِنَّاء يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: السعد يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: دهن الإيرسا يفتح أَفْوَاه البواسير. وَقَالَ: الْعَسَل يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: عصارة بخور مَرْيَم تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة. (ألف ج) ج: لبن التِّين يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق د: ورق التِّين ولبنه يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة. جالينوس: الطَّعَام الَّذِي يعمله النَّصَارَى من الزَّيْتُون والجوز والثوم يفتح أَفْوَاه البواسير ويعمله أَيْضا أهل فَارس. دهن الْغَار يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: المرارة مَتى احتملت فتحت أَفْوَاه البواسير. د: دهن الْغَار يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق.

من الكناش الْفَارِسِي الْهِنْدِيّ للبواسير وأرواحها: يحقن بالية مذابة زنة أوقيتين ومثقالي)

جندبادستر أَو يُؤْخَذ سكرجة من مَاء كراث وَنصف سكرجة من دهن السمسم فيحقن بِهِ وَإِن شكا مَعَ ذَلِك بردا شَدِيدا جعل فِيهِ مَاء السذاب وجندبادستر لى يَجْعَل فِي هَذَا مقل وَمَاء الكراث ودهن نوى المشمش ويحقن بِهِ.

 

(3/444)

 

 

(الحدب ورياح الأفرسة ووجع الظّهْر) (الْعَتِيق يحول مَا فِي وجع الظّهْر من بَاب المفاصل إِلَى هَاهُنَا فَإِنَّهُ مِثَال عَزِيز) الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: 3 (الحدب يكون من الأخلاط الْبَارِدَة الغليظة) إِذا عرض تشنج لم يبرأ لِأَن برأه فِي الشَّبَاب يعسر فضلا عَن الشُّيُوخ. (السَّادِسَة:) 3 (من أَصَابَته حدبة) من ربو أَو سعال قبل نَبَات الْعَانَة فَإِنَّهُ يهْلك لِأَن من تصيبه حدبة بِلَا ضَرْبَة وَلَا سقطة وَلَا سَبَب ظَاهر إِنَّمَا يكون ذَلِك لخراج دَاخل يجذب خرز الصلب وَهَذَا الْخراج مَتى كَانَ من خلط غليظ غَايَة الغلظ لَا ينضج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يقتل على هَذِه الْجِهَة فَإِنَّهُ إِذا حدث فِي هَذَا الْوَقْت منع الصَّدْر لِأَن يَتَّسِع ويبلغ مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الرئة وَالْقلب فِي التنشق فَيقْتل لذَلِك بِضيق النَّفس. وَإِن نضج زعم أَنه وَقت سيلانه يقتل صَاحبه لى لصِغَر السن ولج فِي هَذَا الْفَصْل كَلَام جملَته: أَن الحدبة إِمَّا أَن تكون من ضَرْبَة وَنَحْوهَا وَإِمَّا من خراج دَاخل الصلب صلب غليظ يجذب إِلَيْهِ الخرز فَإِن جذب خرزة وَاحِدَة أَو خَرَزَات عدَّة بعد أَن تكون مُتَوَالِيَة حدث تَقْصَعُ فِي الصلب فَقَط وَإِن جذب خرزا غير مُتَوَالِيَة كَانَ من ذَلِك حدبة لِأَن الْمَوَاضِع الَّتِي لم تنحدب ترى أحدب. والحدبة إِلَى دَاخل مَعْنَاهُ التقصع وَإِلَى خَارج مَعْنَاهُ الحدب فَإِن الْخراج الْعَظِيم إِذا حدث بِالصَّبِيِّ حَتَّى يجذب الخرز منع الصَّدْر والأضلاع أَن ينمى فَضَاقَ لذَلِك على الرئة وَالْقلب سَرِيعا بِضيق النَّفس.

من كتاب الذبول قَالَ:

من رام علاج الحدبة إِلَى قُدَّام فَإِنَّهُ جَاهِل بِنَوْع هَذِه الْعلَّة. لى الحدبة إِلَى قُدَّام هُوَ التقصع.

الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ فِي كتاب المفاصل: أَنه مَتى حدثت خراجات بطيئة النضج فِي الفقار حدثت مِنْهَا حدبة فَإِن برْء تِلْكَ الحدبة يكون كثيرا باخْتلَاف الدَّم لى مصلح الْيَهُودِيّ ادهن صلب صَاحب الحدبة بدهن الجندبادستر يُؤْخَذ جندبادستر وعاقر قرحا وشحم حنظل وفربيون وفلفل يفتق فِي الدّهن ويشمس (ألف ج) فِي الرطل أُوقِيَّة مِنْهَا بِالسَّوِيَّةِ ثَلَاث مَرَّات ويصفى ويعصر ويشمس كل مرّة أسبوعين أَو ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة فَإِنَّهُ عَجِيب فِي الْحَرَارَة قوي أهرن: الحدب إِنَّمَا يعرض أما فِي فقار الظّهْر أَو الصَّدْر وَإِنَّمَا يكون من الرّيح الغليظة والرطوبة يلْزم ذَلِك الْمَكَان فَلَا ينهضم. قَالَ: وعلاجه وعلاج الشبخ وَاحِد. لى من

 

(3/445)

 

 

أهرن دهن نَافِع للحدبة والرواسي: أبهل وراسن وشيح وقردمانا واذخر وسليخة ومرزنجوش وإكليل الْملك وعاقر قرحا وَجوز السرو يطْبخ نعما بِالْمَاءِ ويصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويطبخ ويعاد عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ يطْرَح فِيهِ جندبادستر وفربيون وأبهل المسحوق وَيرْفَع ويدلك الْموضع دلكا جيدا فَإِنَّهُ يفشي الرطوبات ويحلل الرِّيَاح وَيُقَوِّي الْعُضْو. لى وَاعْتمد فِي هَذِه الأذهان على الملطفة القوية مَعَ قبض مِثَاله: دهن السذاب مَعَ جوز السرو.

مَجْهُول: للأفرسة: يُؤْخَذ ثَمَانِيَة عشر درهما من شَحم الحنظل وَعشرَة دَرَاهِم من المر الْأَحْمَر الْجيد وَسِتُّونَ درهما من الْملح الْأسود وَعِشْرُونَ من بزر الحرمل وشونيز عشرُون حب البان عشرُون وانزروت سَبْعَة وبورق خَمْسَة ينعم سحق الْجَمِيع ويدق ثَمَر خروع مقشر ولوز مر.

ثمَّ يدق الْجَمِيع وَيجْعَل بلوطا بالعسل ويدهن بدهن خروع وَيحْتَمل بِاللَّيْلِ عِنْد النّوم فَإِنَّهُ يقيمه ليلته وَمن غَد أَرْبَعَة مقاعد ويخفف الوجع وَيتْرك صَاحبه الْخلّ والبقل والمالح وَيكون غذاؤه لَحْمًا إسفيذباجا وَيشْرب نبيذا عتيقا.

شَمْعُون: الحدب يكون على سَبِيل التشنج إِمَّا ليبس العضلات وَإِمَّا لرطوبة كَثِيرَة.

ابْن سرابيون: الحدبة تكون إِمَّا لضربة أَو سقطة أَو خراج عَظِيم يخرج على عظم الصلب دَاخِلا وخارجا أَو رُطُوبَة لزجة تبل رباطات الفقار أَو لريح غَلِيظَة تسكن تَحت الفقار. الَّتِي من سقطة تعالج بالشد والأضمدة الصَّالِحَة لذَلِك. وَالَّتِي من الخراجات بعلاج الخراجات وَأما الَّتِي تكون من الرطوبات فبالأدوية المجففة المسخنة كحب الشيطرج وَمَاء الْأُصُول والإيارج وَالَّتِي من)

الرِّيَاح الغليظة بحب السكبينج ودهن الخروع وَمَاء الْأُصُول والبزور.

دَوَاء لجبريل لرياح الأفرسة: وَج ناردين أسارون مصطكى دارصيني خَمْسَة خَمْسَة مر عشرَة زرنباد درونج ثَلَاثَة بزر الكرفس بزر الحرمل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم بِمَاء فاتر.

وللحدبة الريحية ضماد: لبني يَابِس قسط قصب الذريرة أبهل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون دِرْهَم دهن النادرين على قدر الْحَاجة. آخر: راسن وَج جوز السرو أبهل يطْبخ ويضمد بِهِ أَو يضمد بترياق الْأَرْبَعَة فَإِن لم ينجع هَذَا كويت الْموضع كي تَجف تِلْكَ الرُّطُوبَة ويصلب الْموضع وينقبض وَيمْنَع الْفضل أَن يزْدَاد استرساله وَيكثر تقلبه. لى يعْطى عَلَامَات على الَّتِي للرطوبة وَالرِّيح وَالْخَرَاج دَاخِلا ويستقطى العلاج على الَّتِي لخراج من خَارج وداخل. وَالَّتِي لسقطة أقرابادين (ألف ج) سَابُور الْكَبِير قَالَ: ينفع مِنْهُ دهن الفربيون ودهن العاقر قرحا. لى رَأَيْت فِي المارستان صَبيا بَدَت بِهِ حدبة فضمد الطَّبِيب ظَهره بالمقوية فبرأ مِنْهَا وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ ابْن سرابيون: الحدبة فِي الصّبيان صعبة جدا.

الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة: الحدب إِنَّمَا هُوَ انجذاب الخزر إِلَى الدَّاخِل فَمَتَى انجذبت خرزة وَاحِدَة أَو عداد خزار غير منجدبة ظَهرت الحدبة هَذَا إِذا كَانَ الانجذاب إِلَى دَاخل فَأَما إِذا كَانَ الانجذاب إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر فَإِن الصلب يعوج من ذَلِك. لى

 

(3/446)

 

 

الحدب كُله إِنَّمَا هُوَ أَن يتقطع بعض الخرز وَيبقى فِي الْوسط مِنْهَا شَيْء غير متقصع وَمَتى مَا كَانَ مَا بَقِي غير متقصع أَكثر كَانَت أَكثر فَلذَلِك الحدب ردي يضيق الصَّدْر لِأَن الخرز تنجذب إِلَى دَاخل فيضيق الفضاء.

قَالَ: وَقَالَ إبقراط فِي كتاب المفاصل: لَيْسَ يصير الْإِنْسَان من أجل زَوَال الخرز إِلَى دَاخل مفلوجا فَأَما بِسَبَب زَوَالهَا إِلَى جَانب فَيكون فالج يبلغ الْيَدَيْنِ وَلَا يتَجَاوَز إِلَى أَسْفَل الْجِسْم وَقد فسره جالينوس وَتَفْسِيره فِي بَاب الفالج قَالَ: والخرز تميل أما لسقطة أَو ضَرْبَة أَو لورم غليظ يمددها.

الطَّبَرِيّ: مَتى ضمدت الصلب الَّذِي فِيهِ وجع عَتيق بالباقلي أَبرَأَهُ.

ابْن ماسويه: خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. قَالَ: والحمص ينفع من وجع الظّهْر الْبَارِد.

بختيشوع لوجع الظّهْر الْعَتِيق: يشرب نَقِيع الحمص الْأسود مِقْدَار رَطْل مَعَ أَرْبَعَة دَرَاهِم من)

السّمن وَدِرْهَم عسل أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فيبرئ وجع الظّهْر والوركين.

للهندي دَوَاء لوجع الظّهْر الدَّائِم وَقلة الباه وَضعف الكلى وَإِخْرَاج الخام: كف من الْحبَّة الخضراء وكف زنجبيل وكف بزر جرجير يعجن بِعَسَل وَتَأْخُذ مِنْهُ حِين تنام كالجوزة وَبعده مثل ذَلِك فينفع جدا ويصفي اللَّوْن وَيُقَوِّي الْمعدة.

من جَامع ابْن ماسويه ضماد نَافِع من الحدبة: وَج وسنبل رومي وقسط دِرْهَم دِرْهَم سنبل الطّيب وصبر سمجاني دِرْهَم وَنصف من كل وَاحِد مر نصف دِرْهَم ورد أَحْمَر بأقماعه وطين أرمني من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم لإذن دِرْهَمَانِ قصب الذريرة قاقيا رامك ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب الْغَار عشرَة ماش مقشر سَبْعَة آس يَابِس وَجوز السرو عشرَة عشرَة كافور خَمْسَة جلنار وجفت بلوط ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِمَاء الآس ويضمد بِهِ.

اسْتِخْرَاج: يحْتَاج إِلَى قابضة وَإِلَى لَطِيفَة غواصة وَإِلَى مسخنه محللة وَمن هَذَا يجب أَن تركب أدويته نَحْو هَذَا: جلنار وقاقيا وَجوز السرو ورامك وقصب الذريرة وَحب الْغَار وورق الدفلي وأشنة يعجن بِمَاء الآس ويضمد بِهِ بِمَاء السرو.

من الْكَمَال والتمام: ينفع من الحدبة الدحمرثا والأدوية القوية الْحَرَارَة الَّتِي تسقى للمفلوجين. لى سَمِعت بعض مَشَايِخنَا يَقُول: إِنَّه ضمد ظهر صبي بِهِ ابْتَدَأَ حدب بضماد مقو فَزَالَ حدبه وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ من وركيه وأحسب أَنه لما قوي ذَلِك الْموضع اندفعت تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى هُنَاكَ.

وَأَنا أَقُول: إِنَّه كَانَ يجب أَن يفعل ذَلِك بعد تنقية فَإِن كَانَ الصَّبِي لَا يحْتَمل التنقية (ألف ج) يقلل ذَلِك الْخَلْط بِالْجُوعِ والرياضة.

الْأَعْضَاء الألمة: زَوَال الفقار مَتى كَانَ إِلَى خَارج فَهِيَ حدبة من خَارج وَإِن كَانَ إِلَى دَاخل فَهِيَ حدبة من دَاخل وَمَتى كَانَ إِلَى جَانب فَهُوَ التواء وَيكون ذَلِك إِمَّا من

 

(3/447)

 

 

خَارج مثل سقطه أَو ضَرْبَة وَنَحْوه وَمن دَاخل لِأَن الْأَسْبَاب الغليظة اللزجة تحدث التمدد وَإِمَّا من أجل ورم حَار وَيحدث فِي العضل الَّتِي هُنَاكَ. وَإِذا حدث خُرُوج فقاره على زَاوِيَة حدث لذَلِك استرخاء وَإِن خرجت فقارات حَتَّى لَا تعْمل زَاوِيَة تخرج على استدارة لم يحدث ذَلِك.

الترياق نَافِع للحدب فِيمَا ذكر جالينوس عَن ديمقراطيس فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء.

الْيَهُودِيّ: ينفع مِنْهُ دهن الجندبادستر سقيا وتمريخا.

أبيذيميا: تكون الحدبة من خراجات بطيئة النضج تخرج على الفقار نَفسهَا. وَقد تَبرأ هَذِه)

الحدبة باخْتلَاف الدَّم.

الْفُصُول: من أَصَابَته حدبة من ربو أَو سعال قبل نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ يهْلك. قَالَ: الحدبة تعرض فِي الصلب من ضربه أَو سقطه أَو خراج صلب يخرج فِي ظَاهر وَذَلِكَ أَن الْخراج يحدب حدبا إِلَى الظّهْر فَيصير بَاطِنه غائرا وَكَذَلِكَ تكون الحدبة إِلَى ظَاهر مَا دَامَ زَوَال الظّهْر متواليا وَكَانَ إِلَى الظَّاهِر وَإِن كَانَت لَيست مُتَوَالِيَة حدثت الحدبة بَاطِنه لِأَنَّهُ بِمِقْدَار مَا يجذب ذَلِك الْخراج بعض الخرز إِلَى الظَّاهِر ينجذب الآخر إِلَى بَاطِن وَإِنَّمَا صَار من إِصَابَة الحدبة من ربو أَو سعال قبل وَقت نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة يهْلك سَرِيعا لِأَن صَدره لَا يقبل النمو مَعَ سَائِر بدنه فَيحدث لآلة النَّفس مِنْهُ ضيق شَدِيد. وَجَمِيع من تصيبه الحدبة بِلَا ضَرْبَة وَلَا سقطة فسبب حدبته خراج صلب وَبَين هَذِه الخراجات بون بعيد فِي مِقْدَار الصلابة وَعظم الورم والموضع الَّذِي يحدث فِيهِ.

الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا انجذبت خرزة وَاحِدَة أَو كَثِيرَة مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض حدث للصلب التقطع. فَأَما إِذا كَانَ بَين المنجذبة وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ سليمَة حدثت من ذَلِك الحدبة. وَإِن كَانَ الانحداب إِلَى جَانب مَا تعوج الصلب قَالَ: وَذَلِكَ يكون أما لسقطة أَو ضَرْبَة وَإِمَّا لخراج دَاخل قوي صلب يمدد تمديدا شَدِيدا قَوِيا.

الطَّبَرِيّ: للحدبة وَزَوَال حل المفاصل والخرز من رُطُوبَة وَعمل وَنَحْوه: آس وَفِي أُخْرَى بذل الآس: راسن وَج وأبهل يطْبخ بشراب ويسحق الْمقل بِالَّذِي قد طبخ حَتَّى يصير مرهما وَيُوضَع.

ابْن سرابيون: الحدبة أما لضربة وَنَحْوهَا وَإِمَّا لرطوبة غَلِيظَة تصير بَين الفقار وتبل رباطها وَإِمَّا لخراج يخرج دَاخِلا يجذب الفقار وَإِمَّا لريح غَلِيظَة تسكن الفقار فتدفعها وتخرجها علاج مَا كَانَ من سقطه: الرياضة وأضمدة الْجَبْر وَالَّتِي من خراجات فبعلاج الديبلات وَمَا كَانَ مِنْهَا من رطوبات غَلِيظَة فبحب الشيطرج وَمَاء الْأُصُول والإيارج وَالَّتِي من ريَاح غَلِيظَة فيشرب حب المنتن ودهن الخروع والبروز المسخنة وخاصة هَذَا الدَّوَاء

 

(3/448)

 

 

دَوَاء لجبريل جيد لرياح الأفرسة: وَج نارين أسارون مصطكي دارصيني خَمْسَة خَمْسَة مر عشرَة زربناد درونج ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر كرفس بزر حرمل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم بِمَاء فاتر (ألف ج) فَإِنَّهُ عَجِيب. للحدبة عَن الرّيح: لبني يَابِس قسط قصب الدريرة وأبهل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فريبون دِرْهَم دهن النارين على قدر الْحَاجة يضمد بِهِ أَو يطْبخ راسن ووجّ مرضوض ويضمد)

بِهِ أَو يضمد بترياق الْأَرْبَعَة. فَإِن لم تنجع هَذِه كويت الْموضع فَإِنَّهُ يصلب وَيمْنَع من زِيَادَة الْفضل.

 

(3/449)

 

 

(النقرس ووجع المفاصل والورك) (وعرق النسا والرياح الَّتِي تشبك الرجلَيْن ووجع الرُّكْبَتَيْنِ وَالظّهْر وتقفع) (الْأَصَابِع وَالْفرق بَينه وَبَين دَاء الْفِيل والأوجاع الَّتِي تهيج فِي الْقَدَمَيْنِ فِي الشتَاء) (والوجع الْحَادِث فِي أَسْفَل الْقدَم والأطراف والقطن التَّعْرِيف وَالسَّبَب والتقسيم) (والعلاج) والاحتراس والاستعداد والانذار الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات قَالَ: إِن من هَذِه مَا تَدور بأدوار محدودة. ج فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: يسْتَعْمل فِي أوجاع المفاصل الْأَدْوِيَة الَّتِي تلطف غَايَة التلطيف وَالَّتِي تدر الْبَوْل غَايَة الإدراركبزر السذاب والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجعدة والبطراس اليون وَنَحْوه.

وملح الأفاعي بلطف غَايَة التلطيف فَهَذِهِ تفرغ الْبدن دَائِما بالعرق وَالْبَوْل والتحليل الْخَفي وتفني الْفُصُول وَلَكِن اسْتعْمل هَذِه فِي الْأَبدَان الضخمة العلبة فَإِن كثيرا من المهزولين والمتوسطين عطبوا باستعمالها لِأَن دِمَاءَهُمْ احترقت وَإِنَّمَا دعاهم إِلَى اسْتِعْمَال هَذِه إِنَّهُم رَأَوْا قوما استعملوها فَذهب عَنْهُم مَا كَانُوا يَجدونَ من وجع المفاصل وَلم يفهموا أَن مزاج أُولَئِكَ كَانَ بَارِدًا بلغميا لِأَن من بدنه عبل غليظ لَا يتخوف ضَرَر هَذِه الْأَدْوِيَة.

الْعَاشِرَة من الميامر: 3 (وجع النقرس والمفاصل وعرق النسا من جنس وَاحِد) وَذَلِكَ أَن الوجع إِذا كَانَ فِي المفاصل سمي وجع المفاصل هُوَ بِعَيْنِه وَإِذا كَانَ فِي الورك سمي عرق النسا وَإِذا كَانَ فِي الْقَدَمَيْنِ سمي نقرسا. قَالَ: والنقرس إِنَّمَا يَبْتَدِئ من مفصل وَاحِدًا فَإِذا عتق وَطَالَ مكثه انْتَشَر فِي المفاصل كلهَا. وَقَالَ: هَذِه الْعِلَل تكون من أفراط الكيموس على الْمفصل إِذا امْتَلَأَ عرض لَهُ أَن يتمدد ويوجع وَكَثِيرًا مَا يكون ذَلِك الْخَلْط دمويا وَأما فِي الْأَكْثَر فَيكون بلغميا أَو مختلطا من بلغم وصفراء. وعَلى التَّحْقِيق إِنَّمَا يكون من جنس الخام الغليظ الشبيه بالمدة فَإِذا طَال مكثه يزِيد غلظه وَرُبمَا تحجر. قَالَ: وَيعرف الْخَلْط الْغَالِب على المفاصل من لون الْمفصل على أَهْون رسل. وَإِذا كَانَت الْمَادَّة من جنس الْمرة فَإِنَّهُ يحدث للْمَرِيض حرارة كَثِيرَة وتقلقه الْأَدْوِيَة الحارة ويستريح إِلَى الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. وَانْظُر فِي تَدْبِير (ألف ج) العليلي إِلَّا فِي خلط يُوجب أَن يتَوَلَّد وَإِن كَانَ قد ترك الرياضة وأدمن دُخُول الْحمام بعد الشِّبَع وَانْظُر فِي السن وَالْعَادَة والمزاج وَالْوَقْت فابتدئ أَولا باستفراغ الكيموس الغلب وَإِن كَانَ الْجِسْم ممتلئا فأفصده أَولا ثمَّ أسهل ثمَّ عالج الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ مُنْذُ أول مرّة بالمانعة بعد الإسهال فَأَما الورك فَلَا لِأَنَّهُ ينْدَفع الْفضل كُله إِلَى حق الورك

 

(3/450)

 

 

فعالجه إِذا فِي الِابْتِدَاء بِمَا يسكن الوجع من القليلة الإرخاء وَلَا تبذر أصلا وَلَا تقصد إِلَى أدوية تسخن أسخانا قَوِيا كَالَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا فِي آخر الْأَمر فَإِن هَذِه تبلغ من أمرهَا أَن تزيد فِي التحلب. 3 (عرق النسا) قَالَ: عرق النسا يكون من كَثْرَة الدَّم وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فعلاجه سهل: فصد الْعرق الَّذِي تَحت منثنى الرَّكية أَو الْعرق الَّذِي إِلَى جَانب الكعب. قَالَ: وَأعظم الْأَشْيَاء ضَرَرا ترك الفصد وَوضع الْأَدْوِيَة الحارة على الورك والجسم ممتلئ مِمَّا يزِيد بالانجذاب إِلَيْهِ وَينْعَقد فِيهِ شَيْء كثير فأبدأ أَولا بالفصد والاستفراغ بالإسهال مَرَّات ثمَّ ضع الْأَدْوِيَة الحارة. استفرغ الَّذِي تُرِيدُ فصده وأفصد أَولا من الباسليق وَالَّذِي تُرِيدُ وضع الْأَدْوِيَة عَلَيْهِ بالقيء الدَّائِم وَقلة الْغذَاء أَولا والإسهال أَيْضا فِيمَا بَين كل مرَّتَيْنِ الْقَيْء والحقن ثمَّ أطله بالخردل بعد أَن تعلم أَنه لَيْسَ فِي الْبدن شَيْء يُمكن أَن ينجذب وَلَا تسْتَعْمل المسخنة والأدوية الحارة فِي الْوَقْت الَّذِي يكون قد رسخت الأخلاط وَأما قبل ذَلِك فَلَا لِأَنَّك أما أَن تجذب وَإِمَّا أَن تجفف مَا فِي الورك بالأدوية القوية التجفيف فَيصير الْبَاقِي حجريا.

لى تدبر تَدْبِير الورم الغليظ وعلاج الورك بالأدوية الحارة قبل استفراغ الْجِسْم تجْعَل الْعلَّة عسرة الْبُرْء عَظِيمَة أما عظمتها فلكثرة مَا ينجذب وَأما عسرة فَلِأَنَّهُ يزيدها أَيْضا غلظا ولزوجة لِأَنَّهَا تجتذب مِنْهَا دَائِما لطيفها وتحلله وَلِأَن استفراغ الْبدن فِي هَذِه الْحَالة عَظِيم النَّفْع فَلَا تبدأ بِشَيْء غَيره وَلَا تقتصر على الفصد من الرجل بل من الْيَد قبل والقيء أَيْضا نَافِع لعلاج عرق النسا أَكثر من الإسهال فَاسْتَعْملهُ أَولا بعد الطَّعَام ثمَّ بعد ذَلِك بالأدوية المنقية فَإِن لحجت بالورك إخلاط غَلِيظَة عسرة فَذَلِك الْوَقْت هُوَ الْوَقْت الَّذِي يجب أَن تسْتَعْمل فِيهِ المحجمة ويعظم نَفعهَا جدا وَحِينَئِذٍ تَنْفَع الحقن القوية الَّتِي يَقع فِيهَا شَحم الحنظل وتمشى الدَّم لِأَن هَذِه تقلع الْمَادَّة من مَكَانهَا. وَأما المراهم الَّتِي تصلح لاجتذاب مَا فِي الورك فقوية حارة رَأَيْت أوجاعها تهيج فِي الْفَخْذ والساق مَعَ حرارة فِي لمس هَذِه الْمَوَاضِع ويصيب الناقهين كثيرا. وينفع من الَّذِي من دَاخل فصد الصَّافِن وَمن الَّذِي من خَارج فصد النسا وَقد ذكر جالينوس: أَنه لَا يَجِيء إِلَى الرجل عرقان كَمَا يَجِيء إِلَى الْيَد وَأَن الْقِسْمَة تكون عِنْد الرّكْبَة وَلَكِن التجربة تشهد لما قلت.

ضماد يُؤْخَذ بزر السذاب الْبري حب الْغَار انجذان نطرون شيح أرمني قردمانا شَحم الحنظل نانخة من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل بسذاب طري ثمن منا زفت ثمن منا صمغ ثمن منا اشق ثمن منا بازدر سِتَّة مَثَاقِيل جاوشير أَرْبَعَة مَثَاقِيل كبريت لم تصبه النَّار أَرْبَعَة مَثَاقِيل تهَيَّأ مرهما قَالَ ج: هَذَا قوى يُمكن أَن يجتذب الأخلاط من عمق الورك. آخر: (الف ج)) يتَّخذ من شمع وعصارة ثافسيا وزيت. وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة الكبريت والبورق وَحب الرَّأْس والعاقر قرحا. والدبق والمر والقنة وزهر وَحجر اسيوس والبورق وَنَحْوهَا. ضماد جيد يسكن الوجع تسكينا كثيرا وَيقطع وجع الورك: ميويزج رَطْل وَنصف بازر نصف رَطْل دردي محرق رطلان عَاقِر قرحا

 

(3/451)

 

 

نصف رَطْل حرف رَطْل وَنصف كبريت نصف رَطْل بورق نصف رَطْل زَيْت ثلث قوطولي صمغ الصنوبر يشوي مَعَ البازرد حَتَّى يشتوي. وَيجْعَل الْجَمِيع مرها أَو يوضع عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ زفت وكبريت يدق كالكحل واجمعه واطله على الورك: وألزق فَوْقه قرطاسا واتركه ألى أَن يسقطا من قبل نَفسه. 3 (ضماد للنقرس ووجع النسا والمفاصل) عالج عرق النسا بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ ينفع من سَاعَته: تُؤْخَذ حلبة فتطبخ بخل خمر ممزوج بالماءحتى يتهرأ وتنحل ثمَّ تصفيه وتلقى على الثفل عسلا وشيئا من ذَلِك المَاء وأدفه ثمَّ اطله وضع فَوْقه خرقَة ثمَّ شده على الورك وَغَيره ودعه ثَلَاثَة أَيَّام وَثَلَاث لَيَال. لي هَذَا يعالج بِهِ فِي أول الْأَمر أَيْضا. وَاعْلَم أَن ضماد الأنجذان وَهُوَ الْمُتَقَدّم قوى جدا بليغ فِي ذَلِك. آخر قوي للورك: يُؤْخَذ زفت رطب وشمع ثَلَاثَة أَرْطَال: ويورق أَحْمَر رَطْل وَنصف كبريت رَطْل ميويزج رَطْل عاقرقرحا نصف رَطْل حرف رَطْل وَنصف يذاب الشمع والزفت ويدق الْيَابِس وينخل وَيسْتَعْمل. 3 (عرق النسا) عالج عرق النسا بنبات الشيطرج قَالَ: خُذْهُ وَهُوَ ناضر فِي الصَّيف لِأَنَّهُ فِي الشتَاء أَضْعَف وأنعم دقة فَإِنَّهُ عسر الدق واسحقه نعما مَعَ شَيْء من شَحم ثمَّ ضَعْهُ على حق الورك وَالرجل كلهَا واربطه ودعه أَربع سَاعَات إِلَى سِتّ ثمَّ أدخلهُ الْحمام فَإِذا ندى بدنه أدخلهُ الآبزن ثمَّ خُذ عَنهُ الضماد وضع على الْموضع صُوفًا تغطيه بِهِ وَلَا يحْتَاج إِلَى شَيْء آخر فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ الْبَتَّةَ فَإِن بَقِي شَيْء فعاوده مرّة أُخْرَى فَقَط وَفِي الْأَكْثَر لَا يبْقى شَيْء الْبَتَّةَ وَلَا تعده إِلَّا بعد عشرَة أَيَّام ثمَّ أرحه فِي الْوسط. قَالَ: وَهَذَا الضماد يُغني عَن العلاج بالثافسيا والخردل.

فِي النقرس والمفاصل ضماد يسْتَعْمل عِنْد هيجان الوجع: يُؤْخَذ أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران مثله يسحق بِلَبن الْبَقر ويسقى عَلَيْهِ لباب الْخبز السميذ حَتَّى يصير لينًا مستلذا ويضمد بِهِ ويسمح الْعَامِل يَده بدهن ورد وَيجْعَل فَوْقه ورق السلق أَو ورق الخس ليحفظه فِي هيجان الْعلَّة فَإِنَّهُ عَجِيب فِي هيجانها. وَقد يسحق الأفيون والزعفران بِاللَّبنِ ويطرح على قيروطي بدهن ورد وَيسْتَعْمل. أَو خُذ من الميعة مثقالين وَمن الأفيون مِثْقَالا وَيسْتَعْمل على مَا وَصفنَا قبل. آخر: بزر الشوكران سِتَّة أفيون وَاحِد زعفران وَاحِد شراب حُلْو مَا يعجن بِهِ يخلط بقيروطي بدهن ورد.

قرص جيد يسْتَعْمل لهَذِهِ الْعلَّة: يُؤْخَذ صَبر عشرَة أفيون مثله عصارة الشيح سِتَّة لفاح عشرُون زعفران أَرْبَعَة يطْبخ اللفاح بخل حَتَّى يتهرأ وَيصب على الْأَدْوِيَة ويقرص ويطلى بقرص وَقت الْحَاجة.

لي خُذ بزر بنج وأفيونا وبزر قطونا وقاقيا ومغيثا اجْعَلْهَا أقراصا بعد سحقها واطل مِنْهَا بِلَبن الْبَقر ورطبه (الف ج) ابدأ بِهِ وضع فَوْقه ورقة رطبَة أَو خرقَة تحفظ عَلَيْهِ رطوبته وَإِذا انْقَطع السيلان أَو عِنْد الْعِلَل الْبَارِدَة فَاسْتعْمل الضمادات الَّتِي تمص الرطوبات من عمق المفاصل

 

(3/452)

 

 

مِمَّا قد ذَكرنَاهَا المتخذة من النطرون والدبق والأشق والنورة فَأن هَذِه تجتذب الرُّطُوبَة وتمصها فيسكن الوجع. لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي هَذِه الأوجاع مَا يسْتَعْمل فِي أوجاع القولنج من الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع. والبزور الحارة عَظِيمَة النَّفْع جدا للنقرس الَّذِي فِي الْأَبدَان البلغمية على مَا ذكر فليخلط بهَا فِي وَقت نوبَة الوجع أفيون وبزر بنج ومغاث وَنَحْوهَا ليسكن الوجع فَإِذا سكن عَنْهَا طرح عَنْهَا الْبَتَّةَ واسق الملطفة فَقَط وَأما فِي النقرس الْحَار)

فاستعملها مَعَ بزور تدر الْبَوْل وَلَا تسخن اسخانا كثيرا. مِثَال ذَلِك: يُؤْخَذ بزر بطيخ وبزر خِيَار وسورنجان أَبيض ومغاث وحرف جُزْء جُزْء وَمن الأفيون ثلث جُزْء وَتجمع الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم مَعَ مثله من السكر يسكن الوجع وينفع من سَاعَته وَأما الْبَارِدَة: فالحنظل والفوة ونانخة وزراوند وفودنج وورق سذاب وبورق وسورنجان وبوزيدان. وَمَا هِيَ زهره ومغاث وأفيون يركب على مَا يَنْبَغِي ويسقى.

الْخَامِسَة من حفظ الصِّحَّة قَالَ: من كَانَ يُصِيبهُ وجع المفاصل والنقرس فَإِن الشَّرَاب المعسل جيد لَهُ مَتى طرح فِيهِ بزر كرفس. المقاله الأولى من الأخلاط قَالَ وَكَانَ بَوْله غليظا فَإِنَّهُ يتَخَلَّص بذلك لِأَنَّهُ يستفرغها فَإِن لم تخرج هَذِه بالبول لَكِن كَانَ الْبَوْل رَقِيقا قَلِيلا أحدث فِي مفاصلهم أوراما وخاصة أَن تعبوا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تدر من هَؤُلَاءِ بولا غليظا كثيرا وَذَلِكَ يكون بالمقطعة والمدرة للبول يحثها على الْمَجِيء نَحْو المثانة والكلى فَأَما مَتى كَانَ الْبَوْل رَقِيقا مراريا فَلَا تقرب للبدن شَيْئا من هَذِه لَكِن اجْتهد أَن تستفرغ فضول المرارات بالبراز بِمَا لَا يسخن. لي إذاحدست أَن فِي الْجِسْم مثل هَذِه الأخلاط فامنع من التَّعَب حَتَّى تستفرغ أَولا.

قَالَ: رَأَيْت رجلا بِهِ وجع المفاصل يستريح رَاحَة عَظِيمَة مَتى غمزت مفاصله غمزا رَفِيقًا بأيدي حارة لينَة وَذَلِكَ لِأَن علته كَانَت عَن انصباب أخلاط كَثِيرَة إِلَى مفاصله بَعْضهَا دموية وَبَعضهَا مرارية وبلغمية وَبِالْجُمْلَةِ نيّة غير نضيحة. لى فِي خلال هَذَا الْكَلَام هَاهُنَا إِن هَذِه الأخلاط تحْتَاج أَن يسكن صَاحبهَا ويماسها شَيْء لَهُ حرارة فاترة لينَة فَإِنَّهُ ينضجها ثمَّ أَنه يحللها بعد.

الثَّانِيَة من الأخلاط: من كَانَت بِهِ أورام أَو أَعْضَاء ضَعِيفَة فليتوق الْحمام وَشرب الشَّرَاب وَالْغَضَب فَإِنَّهُ يسهل مَعَ هَذِه انصباب الفضول إِلَى الْأَعْضَاء الضعيفة وَيزِيد الأورام جدا جدا.

لى وَالْجُلُوس فِي الشَّمْس والرياضة وَنَحْوهَا مِمَّا يحمي الْجِسْم ويرق الدَّم.

وَمِنْهَا صَاحب وجع المفاصل لما أَصَابَهُ قولنج ذهب وجع المفاصل عَنهُ فَلَمَّا برِئ من وجع القولنج عَاد وجع مفاصله. ج: يُمكن أَن يكون ذَلِك لِأَن الوجع الشَّديد يغمر الضَّعِيف حَتَّى لَا يحس وَيُمكن أَن يكون ذَلِك لِأَن الْخَلْط الَّذِي كَانَ ينصب إِلَى المفاصل انصب إِلَى الأمعاء.)

لى على مَا رَأَيْت فِي الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: النَّوَازِل إِنَّمَا تكْثر فِي المفاصل لسعتها ودوام حركتها فَهِيَ من هَذِه الْجِهَة أَضْعَف الْمَوَاضِع.

 

(3/453)

 

 

من كتاب مَا بَال قَالَ: الغلمان لَا يصيبهم وجع المفاصل ويوجع (ألف ج) الشَّبَاب أَشد والمشايخ يوجعهم أقل وَلَا يبرؤن مِنْهُ. لى كثير من الْجُهَّال ينتظرون زَعَمُوا فِي وجع المفاصل بالاستفراغ النضيج وَكَانَ صديق لي ينْتَظر بِهِ ذَلِك فَكَانَ فِي وجع شَدِيد جدا حَتَّى دفعت طَبِيعَته عشْرين مَجْلِسا مرّة صفراء حَتَّى سحجته سحجا قَوِيا فسكن الضربان على الْمَكَان الْبَتَّةَ بعد أَن استفرغ عشرَة مجَالِس حَتَّى كَأَن لم يكن وبرأ مِنْهُ مُدَّة أطول من سَائِر المدد الَّتِي عهدها. الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: النقرس والنسا ووجع المفاصل وَنَحْوهَا من الْعِلَل إِذا كَانَت من رطوبات غَلِيظَة فِي الْمَشَايِخ لَا يبرأ لِأَن هَذِه يعسر نضجها فِي الشَّبَاب فضلا عَن الشُّيُوخ.

الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: المَاء الْبَارِد يسكن أوجاع المفاصل والنقرس الْكَائِن من غير قرحَة ابْن ماسويه: لَا شَيْء أنجع للنقرس وأوجاعه من جسم الْمَادَّة بالاستفراغ.

المقلة السَّادِسَة قَالَ: 3 (الأوجاع الَّتِي تنحدر من الظّهْر) 3 (إِلَى الْمرْفقين يحلهَا فصد الْعرق لِأَن ذَلِك يكون من خلط ينْتَقل وإقباله إِلَى حَيْثُ مَا) 3 (يدل على ميله إِلَى ذَلِك الْجَانِب فاستفرغ من حَيْثُ هُوَ مائل إِلَيْهِ.) قَالَ: الخصيان لَا يعرض لَهُم النقرس. قَالَ ج: قد يكون ذَلِك على عهد إبقراط فَأَما الْآن فَلَمَّا قد غلب على النَّاس من الترفة والخفض والإكثار من الشَّهَوَات فَلَا. قَالَ: وَقد يجب أَن يكون من يعرض لَهُ النقرس قدماه بالطبع ضعيفتان وَلَيْسَ يجب لَا محَالة أَن يُصِيبهُ الوجع إِذا لم يسْتَوْف التَّدْبِير فقد يمكنك أَن تعلم أَن ضعف الْعُضْو وَحده لَا يَفِي باخْتلَاف الْعلَّة من الْوَقْت الَّذِي بَين نوبتي النقرس فَإِن الْعلَّة والضعف غير موجودين فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن كَانَ إِنَّمَا يوجعهم إِذا جرى إِلَيْهَا شَيْء فَإِن الْجِسْم إِذا كَانَ دَائِما نقيا من الْفضل لم يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهَا شَيْء كالحال فِي غلية النّوبَة وَلم يجر وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ يرتاض باعتدال ويستمرئ غذاءه استمراء جيدا وَلذَلِك السّكُون الدَّائِم والهم يضر بأصحاب هَذِه الْعلَّة وتضرهم أَيْضا الْخمر القوية الْكَثِيرَة وخاصة إِن شربوا قبل أَن برزوا من الطَّعَام فَإِن الشَّرَاب مَتى أَخذ على هَذِه الْجِهَة أسرعت نكايته للعصب ويضرهم أَيْضا الْجِمَاع وَالْحمام بإفراط والخصيان أبعد مِنْهُ من الفحول وَكَذَلِكَ النِّسَاء ويبلي الخصى بِهِ إِذا أَكثر اسْتِعْمَال النَّبِيذ والنهم. وَكَذَلِكَ القَوْل فِي أوجاع المفاصل فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأُمَرَاء إِنَّمَا يعرض أَولا لجَمِيع أَصْحَاب وجع المفاصل النقرس ثمَّ يصيرون مِنْهُ إِلَى وجع المفاصل وَيكون ذَلِك أَكثر وأوكد إِذا ولدُوا على مَا كَانَ فِي آبَائِهِم.

قَالَ: إِنَّمَا يكثر وجع المفاصل لمن لَا يسْتَعْمل الرياضة وَلَا يستمرء الْغذَاء وَيكثر السكر وَشرب النَّبِيذ على الرِّيق والإفراط فِي الْجِمَاع وَالْحمام.

 

(3/454)

 

 

قَالَ إبقراط: الْمَرْأَة لَا تنقرس إِلَّا أَن يَنْقَطِع طمثها لِأَن أبدانهن تستسقى بالطمث فَلذَلِك لَا يعرض لَهُنَّ النقرس ألف ج) إِلَّا أَن يخطئن خطأ عَظِيما فِي التَّدْبِير على مَا ذكرنَا.

قَالَ: والغلام لَا يُصِيبهُ النقرس قبل أَن يَبْتَدِئ بمجامعة النِّسَاء.

قَالَ ج: للجماع فِي توليد النقرس قُوَّة عَظِيمَة جدا وَيعرف ذَلِك من بعد.

الصّبيان من النقرس قَالَ: قد رَأَيْت خصيانا أَصَابَهُم النقرس وَأما صبياننا فَمَا رَأَيْت أحدا أَصَابَهُ وَإِن كَانَ يصيبهم فَإِنَّمَا يصيبهم انتفاخ فِي مفاصلهم عِنْد اجْتِمَاع لحم كثير فِي أبدانهم. لى فِي أَن الخصيان وَالنِّسَاء والغلمان يعسر حُدُوث النقرس بهم فَإِذا حدث دلّ على أَن فِي الدَّم) ج: 3 (الْفرق بَين الْعُرُوق) الْعرق الدَّاخِل عِنْد الكعب يَعْنِي الصَّافِن والعرق الْخَارِج يسير وَذَلِكَ إنَّهُمَا جَمِيعًا ينقسمان من عرق وَاحِد حَيْثُ مابض الرّكْبَة وَإِنَّمَا يَجِيء الرجل عرق وَاحِد غير ضَارب يَنْقَسِم مِنْهُ جَمِيع عروق الرجل فينقسم فِي مابض الرّكْبَة ثَلَاثَة أَقسَام.

قَالَ حنين: الْعُرُوق على هَذَا إِلَّا أَن التجربة تشهد أَن صَاحب عرق النسا ينْتَفع بفصد عرق النس نفعا عَظِيما وَلَا ينْتَفع بفصد الصَّافِن إِلَّا نفعا قَلِيلا.

قَالَ: وجع المفاصل مَا كَانَ مَعَه أورام حارة فَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم فِي حفظ الصِّحَّة مِنْهَا مَعَ ورم وعلاجها فِي وَقتهَا بالفصد وإسهال الصَّفْرَاء وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعَ أورام بَارِدَة فَيحْتَاج إِلَى نقص الأخلاط البلغمية وَالتَّدْبِير الملطف. قَالَ: وجع المفاصل مَا كَانَ مِنْهَا مَعَه حرارة شَدِيدَة فتحتاج أَن ينقص مِنْهُ الأخلاط الَّتِي من جنس الصَّفْرَاء وَالَّتِي مَعَ أورام بَارِدَة فأسهل الأخلاط البلغمية.

قَالَ: وَمَا كَانَ من النقرس مَعَ ورم حَار فَإِن ورمه يسكن فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا. ج: إِن الورم فِي النقرس يكون من فضل ينحدر إِلَى مفاصل الْقَدَمَيْنِ وَأول مَا يقبل ذَلِك الْفضل مَوضِع المفاصل وَجب ضَرُورَة أَن تماط الرطوبات الَّتِي تحيط بِتِلْكَ المفاصل من خَارج فَأَما العصب والأوتار فَلَا تشبه أَن تكون ترم فِي صَاحب النقرس وَإِنَّمَا يحدث فِيهَا الوجع بتمددها مَعَ المفاصل فَقَط ويستدل على ذَلِك أَنه لم ير أحد قطّ إِلَى هَذِه الْغَايَة من المنقرسين حدث بِهِ النقرس تشنج والتشنج يعرض كثيرا عِنْد حُدُوث الورم فِي العصب والأوتار.

قَالَ: 3 (الْغَرَض فِي علاج المنقرسين) هُوَ الْغَرَض الْعَام فِي علاج ورم وَذَلِكَ أَنه يحْتَاج أَن يحلل مَا حصل فِي الْقَدَمَيْنِ وتحليله يكون مَتى كَانَ رَقِيقا فِي مُدَّة أقل وَمَتى كَانَ غليظا فَفِي مُدَّة أَكثر وَلَكِن لَيْسَ يجاور على حَال هَذَا الورم أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى ينْحل وَيبرأ أَن أفعل الطَّبِيب جَمِيع مَا يَفْعَله بِالصَّوَابِ. وَأما الورم الْحَار الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء اللحمية فحد انقضائه فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَذَلِكَ أَن جَوْهَر اللَّحْم أَشد تخلخلا وجوهر هَذِه أَعنِي الرَّبْط

 

(3/455)

 

 

وَنَحْوهَا كثيفة وكما يبطئ فِي قبُول الْفضل كَذَلِك يبطئ فِي التَّحَلُّل عَنهُ فَلهَذَا حد انحلال الورم عَنهُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَن الرطوبات الَّتِي فِي المفاصل تحْتَاج أَن تصير بخارا أَو تنفذ فِي الرباطات المحيطة بالمفاصل وَكَذَلِكَ مَا قد دَاخل تِلْكَ الرطوبات المحيطة بالمفاصل من ذَلِك الْفضل. وَعلل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. ج:

3 - (علل المفاصل والنقرس تتزيد فِي الرّبيع)

قَالَ: وَبَين أَن النقرس يدْخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَرُبمَا هاج فِي الخريف فِي الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي (ألف ج) الصَّيف فِي وَقت الْفَوَاكِه خلط ردي وَأكْثر مَا يهيج فِي الرّبيع فِي من كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء كثيرا رديا. قَالَ إبقراط: من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه ينخلع ثمَّ يعود فَإِنَّهُ قد حدثت بِهِ رُطُوبَة مخاطية. قَالَ ج: كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل كيموس بلغمي وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ إبقراط مخاطيا فتبتل بِهِ رطوبات ذَلِك الْمفصل فيسترخي وَلذَلِك يخرج الْعظم من النقرة الْمركب فِيهَا خُرُوجًا سهلا وَيرجع إِلَيْهَا رُجُوعا سهلا سَرِيعا. الورك قَالَ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن فَكَانَ وركه يخرج وينخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج مَتى لم يكوها. قَالَ جالينوس: من كَانَ فَخذه ينخلع من نقرة وركه للرطوبة الَّتِي قد حصلت فِي نقرة وركه فَإِنَّهُ إِن لم يكو مفصل وركه كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرُّطُوبَة البلغمية الَّتِي قد حصلت كَذَلِك ويشتد بالكي الْموضع كُله وَتذهب رخاوته فتمنع مفصل الورك أَن يَزُول وَإِلَّا حدثت عَن ذَلِك عروجة لَا محَالة وَتبع ذَلِك أَلا تغتذي رجله على مَا يجب فتضمر وتنتقص كَمَا يعرض للأعضاء الَّتِي تعدم حركاتها من حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن يكوى بعد أَن يرد الْفَخْذ فِي مَكَانَهُ حَتَّى يَسْتَوِي الْمفصل كالحال الطبيعية وَإِلَّا كَانَ رده بعد الكي غير مُمكن وَكَانَت حَيَاته عَظِيمَة. قَالَ)

وَإِنَّمَا يعرض لهَؤُلَاء انخلاع رَأس الْفَخْذ لِأَن رباطات مفصل الورك المحيطة بِهِ تبتل وَتَسْتَرْخِي تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمتلئ النقرة أَيْضا رُطُوبَة. لى قد تحدث أوجاع فِي الْفَخْذ والساق شبه أوجاع المفاصل وَهِي من جنس دَاء القيل وَيفرق بَينهمَا بِأَن ميل هَذَا الورم لَا يكون إِلَى الْمفصل وَحده لَكِن إِلَى جَمِيع الْموضع الَّذِي بَين المفصلين وعلاجه إمالة الْمَادَّة وتلطيف التَّدْبِير والشد والطلي بالمحللة المقوية. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: قد رَأينَا كثيرا من الأخلاط الَّتِي تنصب إِلَى المفاصل أَو الْقدَم فِي علل النقرس إِذا انقلبت من هُنَاكَ إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة مَاتَ العليل. وَإِنَّمَا يُرْجَى لَهُ حِينَئِذٍ الْخَلَاص بِوَاحِدَة فَقَط وَهُوَ أَن يُمكن جذب تِلْكَ الأخلاط ثَانِيَة إِلَى المفاصل. قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن رَأس الطَّائِر الْمُسَمّى أقطيس إِذا جفف ودق وَأخذ مِنْهُ مَا يحمل ثَلَاثَة أَصَابِع وَسقي المنقرس بِالْمَاءِ شفَاه. لى الرجل صَاحب الرّكْبَة المزمنة شرب أَكثر من خمسين شربة من أصطماخيقون وحقن غير مرّة بالقنطوريون أَشرت عَلَيْهِ بالإدمان على الْأَدْوِيَة المدرة للبول الملطفة وَكَانَ رطب المزاج بارده فبرأ لما استعملها مُدَّة.

 

(3/456)

 

 

من كتاب الفصد قَالَ: من كَانَ بِهِ نقرس أَو وجع فِي المفاصل يَنْبَغِي أَن يستفرغوا فِي أول الرّبيع بالفصد أَو بالإسهال فَإِنِّي قد أبرأت خلقا مِنْهُم بالاستفراغ فِي الرّبيع وتعاهد الاستفراغ حَيْثُ يحسون بنوبة الْعلَّة.

قَالَ: وَمن الْبَين أَن جَمِيع هَؤُلَاءِ يجب أَن يكون تدبيرهم معتدلا فِي اللطافة وَذَلِكَ أَن من كَانَ من هَؤُلَاءِ مختلطا فِي تَدْبيره مكثرا لشرب الشَّرَاب فَلَيْسَ ينْتَفع كَبِير نفع بالإسهال وَلَا بالفصد لِأَن الأخلاط الْبَتَّةَ تَجْتَمِع فِي بدنه كثيرا سَرِيعا لسوء تَدْبيره وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا يقرب علاجه أصلا وَأما من كَانَ مُطيعًا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه بالفصد (ألف ج) والإسهال فِي أول الرّبيع ثمَّ اسْتِعْمَال الرياضة بعد ذَلِك وتلطيف التَّدْبِير. 3 (الفصد) وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي لأعْلم أَنِّي قد أبرأت غير مرّة الْعلَّة الَّتِي تسمى النقرس باستفراغ الدَّم من الرجل وَذَلِكَ يكون مَتى لم تكن الْعلَّة من برد لَكِن كَانَت من أجل امتلاء فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك وَلذَلِك صَار انْتِفَاع من بِهِ هَذِه الْعلَّة بفصد الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة أَكثر من انتفاعه بفصد الصَّافِن. وَأما الْحجامَة فَلَا يكَاد يكثر نَفعهَا لَهُم. لى ج: لَا يذكر عرق النسا الْبَتَّةَ كَأَنَّهُ شَيْء لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويستغني عَنهُ بالفصد من مابض الرّكْبَة وَمَا مَحل عرق النسا عِنْدِي إِلَّا مَحل الأسليم من الباسليق فَإِن الأسليم أَيْضا يستبان لَهُ فضل نفع على الباسليق وَإِن كَانَ يتشعب مِنْهُ وَيُقَال: أَن ذَلِك لطول الجذب والنسا يفضل على الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة كَذَلِك وَلِأَنَّهُ خَارج فَكَأَنَّهُ أجذب من الورك. وَالْأَمر بَينه وَبَين الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة قريب النَّفْع فَأَما الصَّافِن فبعيد كَمَا قد شهد بِهِ حنين.

من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الورك فَظهر بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع لَا توجعه واعترته فِيهِ حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين. قَالَ: يعرض للمنقرسين الورم أَو وجع الْقدَم فَيبْدَأ الوجع مرّة من إِبْهَام الرجل وَمِنْهُم من يبْدَأ بِهِ من الْعقب أَو من أَسْفَل الْقدَم والورم الْكَائِن فِي الْقدَم رُبمَا تغير لَونه عَن لون الْبدن وَرُبمَا كَانَ بلونه وَرُبمَا كَانَ الوجع مَعَ حرقة وَرُبمَا كَانَ بِلَا حرارة الْبَتَّةَ وَرُبمَا كَانَ مَعَ برودة شَدِيدَة وَقد يكون فِي الْقَدَمَيْنِ جَمِيعًا وَرُبمَا بلغت شدَّة الوجع إِلَى السَّاقَيْن وَالركبَة وَإِلَى المثانة والمقعدة وَمِنْهُم من تطول خصيتاه فَإِذا طَال بِهِ هَذَا السقم انتفخت ساقاه وفخذاه. فَأَما أَصْحَاب وجع المفاصل فَإِنَّهُ قد يكون بهم فِي جَمِيع المفاصل ورم ووجع فِي الصلب وَرُبمَا نبت اللَّحْم فِيمَا بَين مفاصلهم وخاصة بَين الْأَصَابِع وتلتوي الْأَصَابِع وتمتد وتلتوي مفاصلها ويشتد الوجع حينا ويخف حينا ويزمن وَيطول بهم وجع الظّهْر فَأَما وجع الظّهْر فَإِنَّهُ يكون فِي العضلات الدَّاخِلَة والخارجة وَفِي الخرز ويعرض لَهُم من الأكباب على الحقو وَالْحمل الثقيل ويعرض أَن يمْتَنع صَاحبه من الانحناء وَمن بسط الصلب جدا ويدمن وَرُبمَا لم يدمن وَإِذا كَانَ بِهِ الورم فِي العضل الظَّاهِر وجد

 

(3/457)

 

 

وجعا إِذا جس ظَهره وَإِذا كَانَ فِي العضلات الْبَاطِنَة فَلَا بل يجد مس الوجع إِلَّا دَاخِلا شَبيه وجع صَاحب الكلى.)

عَلَامَات وجع عرق النسا قَالَ: يعرض لصَاحبه وجع فِي الورك وتفل وإبطاء فِي الْحَرَكَة ومجسته ضَعِيفَة صَغِيرَة كثيفة جدا. وَرُبمَا عرضت لَهُ الْحمى فَلَا يقدر أَن يَنْقَلِب على جَانِبه وَرُبمَا بلغ الوجع من الورك إِلَى الرّكْبَة وَرُبمَا بلغ إِلَى الكعب وَرُبمَا لم ينزل من حد الأربية وَإِذا طَال هَذَا السقم هزل هَذَا الْعُضْو هزالًا شَدِيدا بوجع وألم شَدِيد وينطلق الْبَطن ويجد إِذا غمز رَاحَة كَثِيرَة ويشتد عَلَيْهِ الْمَشْي فِي أول علته فَإِذا أزمنت قل توجعه لَهُ. وَمِنْهُم من يمشي على أَطْرَاف أَصَابِعه ويمد صلبه وَلَا يقدر أَن يركب وَمِنْهُم من (ألف ج) يركب وَيَمْشي مُتكئا وَلَا يقدر أَن يُسَوِّي قامته. قَالَ: وَهَذَا يكون فِي عضلات الْفَخْذ والصلب والأربية.

قَالَ: ويعرض أَعْرَاض تشبه هَذِه للنِّسَاء من قبل الْأَرْحَام ويميز ذَلِك فِي بَابه.

لى إِذا كَانَ الوجع يعرض من الورك إِلَى الْقدَم كالقضيب الْمَمْدُود فَإِنَّهُ امتلاء عرق الورك من الدَّم وشفاؤه استفراغ ذَلِك الدَّم فَأَما الأوجاع الَّتِي عرضهَا أَكثر من طولهَا فَإِنَّهَا من أخلاط غَلِيظَة بلغمية وَأما الأوجاع الَّتِي تحوج إِلَى الانحناء فَإِنَّهَا تكون من ورم جاس وعلاجها التليين والتحليل. وَأما الَّتِي تكون مَعَ شدَّة انتصاب الظّهْر وامتداده فَإِنَّمَا هِيَ فِي العضلات الَّتِي فَوق وَلذَلِك لَا يقدر العليل أَن ينصب ظَهره من اجل الوجع.

الْمقَالة الثَّانِيَة من قَالَ: النَّاس يدلكون الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث بهَا النقرس ووجع المفاصل بملح مسحوق مَعَ شَيْء من زَيْت يسير ويفعلون ذَلِك فِي وَقت فَتْرَة الْعلَّة لَا فِي وَقت نوبتها يُرِيدُونَ بذلك أَن يخففوا ويحللوا ذَلِك الْفضل كُله ويكسبوا الْأَعْضَاء الضعيفة بفعلهم هَذَا حسن حَال ويقويها.

الأولى من تَفْسِير السَّادِسَة من أبيذيميا: قد يحدث ضرب من وجع الورك للنِّسَاء عَن وجع الْأَرْحَام إِذا أزمنت وَبقيت عشرَة أشهر.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: قد يبرأ وجع الورك بالكي.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يضر بالمنقرسين والمفاصل.

فِي مسَائِل الأهوية والبلدان: إدمان الرّكُوب ضار لوجع الْأَوْرَاك لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا شَيْء كثير.

الْيَهُودِيّ قَالَ: إِذا لَقِي اليبروج وزن دانقين كل يَوْم يشرب بطلاء وَعسل سكن وجع النقرس. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي لم أر للنقرس دَوَاء أَنْفَع من دهن الكلكلانج إِذا سقِِي مَعَ دهن لوز حُلْو)

قَلِيل ومرهم الشحوم مجرب قوى الْفِعْل فِي تسكين وجع النقرس. شَحم الْأسد وشحم حمَار الْوَحْش ودهن سوسن ودهن الناردين ودهن الْقسْط وشحم البط وَإِلَيْهِ تذاب وَتجمع وتطلى.

 

(3/458)

 

 

لعرق النسا: أدهنه بدهن الحنظل وَإِذا لم تَنْفَع العلاجات فاكوة فِي الورك حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الْفَخْذ حَيْثُ يحس وَفِي السَّاق ظَاهرا حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الْقدَم عِنْد الكعب وكية أُخْرَى فِي خنصر الرجل عميقة رقيقَة فَإِن هَذَا علاجه وبرؤه.

حقنة نافعة عجينة لعرق النسا والنقرس أَيْضا مِمَّا يعظم نَفعهَا: مَا هِيَ زهره قشور عروق الْكبر وخربقان وحرمل وصعتر وسورنجان وشحم حنظل وأسارون ومازريون وَوَج وجندبادستر وسكبينج وَمر ومقل مِثْقَال مِثْقَال يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال نَبِيذ ويطبخ حَتَّى يصير رطلا وَخذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَيصب عَلَيْهِ شَيْء من عسل وَسمن واحقنه بِهِ ثَلَاث مَرَّات.

لى إِذا أعياك الْأَمر فِي النقرس ووجع الورك وَالركبَة وَالظّهْر فأدم المدرة للبول فَإِنَّهُ قانونه.

أهرن: مِمَّا يعظم نَفعه للنقرس ووجع الورك وَالركبَة وَالظّهْر: أيارج هرمس وَيشْرب فِي الرّبيع وَمن شربه أَيَّامًا يَبْتَدِئ (ألف ج) فِي تعرق رِجْلَاهُ ومفاصله الوجعة عَجِيب فِي ذَلِك. لى هَذَا دَوَاء لطيف جدا لَا يسهل إِلَّا أَنه ينقي الْبدن بالبول جدا فاعتمد عَلَيْهِ وينفع عِنْد هيجان الوجع عروق اليبروج والسورنجان. وينفع من وجع الورك الأضمدة الحارة الحادة القوية كالمتخذة بالشيطرج والخردل والكبريت وَنَحْوهَا مَا ينفض الْبدن ويصبر العليل عَلَيْهَا مَا أمسكن ويغسله فِي الْحمام. وَيَنْبَغِي أَن يعالج هَذِه الأوجاع الْبَارِدَة إِذا أزمنت وتقادمت بالتنقية على مَا يَنْبَغِي إِن كَانَ غرضك أَن تفرغ مَا فِي الْعُضْو فَقَط.

قَالَ: وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ الَّذِي يكون من الْبرد إِن يسحق الفربيون وَيجْعَل مَعَ قيروطي بدهن نرجس أَو دهن سوسن وَيجْعَل عَلَيْهِ. لى هَذَا يحل وجع الْأَوْرَاك المزمنة وَجَمِيع المفاصل الَّتِي قد أزمنت من خلط غليظ يعرض فِيهَا. آخر ينفع من جفوف الرُّكْبَتَيْنِ خَاصَّة وَجَمِيع المفاصل: يُؤْخَذ حب الخروع المنقى أوقيتين يسحق بِسمن الْبَقر نعما وَشَيْء من عسل على قدر مَا يلزجه ويضمد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وعالج بِهِ مَا يبس من المفاصل من يبس وَمن خراجات. ضماد مبرد جيد خَفِيف: أنقع بزر قطونا فِي مَاء حَار فَإِذا رَبًّا فَاضْرِبْهُ بدهن ورد وَضعه على الْموضع وأدم تَدْبيره بِهَذِهِ المبردات إِذا كَانَ من حرارة. وينفع من وجع الورك أَن)

يشرب الأنزروت ودهن الْجَوْز أَيَّامًا والإيارج مَعَ دهن الخروع وَمَاء الحسك والشبث أسبوعا واترك الْحمام الْبَتَّةَ وَالشرَاب وَالْجِمَاع.

حقنة جَيِّدَة لوجع الورك مصلحَة على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ مَا هِيَ زهره وقنطريون وزراوند وبورق وقشر الْكبر وخربق أسود وورق الحرمل وصعتر وحاشا وسورنجان وحنظل وأشنان ومازريون وَحب الشبرم بِالسَّوِيَّةِ فاطبخه بالنبيذ حَتَّى ينتصف ثمَّ بعد أَن تنقعه فاحقن مِنْهُ بِنصْف رَطْل مَعَ أوقيتين من زَيْت.

الطَّبَرِيّ قَالَ: من الْأَمْرَاض مَا لَا يبرأ برءا صَحِيحا وَلَا علاج لَهُ كالسرطان والنقرس وإيلاوس. قَالَ: قد وصفت لغير وَاحِد قد كَانَت الرّيح شبكتهم فاقعدهم فِي دهن الحندقوقا

 

(3/459)

 

 

فَانْطَلَقت أَرجُلهم وصحوا يشرب مِنْهُ ويتمرخ بِهِ صفته: يُؤْخَذ من الحندقوقا الَّذِي قد برز فَيجْعَل فِي طنجير وَيصب عَلَيْهِ زَيْت مَا يغمره وشراب مثله ويطبخ وَيُؤْخَذ مِقْدَاره حَتَّى يبْقى الدّهن ثمَّ يمرس ويصفى وَيرْفَع والشربة ثلث دِرْهَم وَأَقل.

الطَّبَرِيّ قَالَ: وجع الورك يكون من فَسَاد الصَّفْرَاء وَيكون من كَثْرَة الْقيام فِي الشَّمْس فتجف لذَلِك رُطُوبَة الورك. وينفع من وجع الورك قطع العرقين اللَّذين عِنْد خنصر الْقدَم والحقن وَالْحمام والأضمدة الملينة أَولا ثمَّ المحللة قَالَ: فَإِن لم ينفع ذَلِك كوي على العصب الَّذِي فِي الظّهْر إِلَى جَانب الْكُلية وعَلى الفخذين أَربع كيات وعَلى الرُّكْبَتَيْنِ أَربع كيات وعَلى كل سَاق بالطول موضِعين وَأَرْبع كيات عِنْد الكعب وَأَرْبع على أَصَابِع الرجلَيْن. وَقَالَ فِي كتب الْهِنْد أَنه أَن زَاد الدَّم زَاد النقرس.

أهرن: اسْتدلَّ على الْخَلْط الْغَالِب فِي هَذِه الأوجاع من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. قَالَ: وَمن أفضل علاج الورك نفض الجمد بِمَا يقلل فضوله ويقلل غذاءه وينقيه. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْفضل حارا يخالطه ريَاح فَأَنا نقطع بعد قطع الأكحل الْعرق الَّذِي عِنْد خنصر الْقدَم وَبَعض عروق (ألف ج) الْقدَم الظَّاهِرَة. وَالطَّعَام بالأدوية الْقَيْء عَجِيب جدا لوجع الورك فعوّده الْقَيْء أَولا بعد الطَّعَام الورك قَالَ: وَمن شرب لوجع الورك الْأَدْوِيَة الحارة فَصَارَ الْفضل ناشبا فِي وركه فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ أَن يجحم على الورك والحقن القوية الَّتِي تخرج الدَّم كالمري وطبيخ الحنظل والقنطوريون ويعالج بِهَذِهِ الحقن وَيُوضَع عَلَيْهِ خَارِجا مَا يجذب بِقُوَّة وَإِذا أوجع فبمَا يسكن ثمَّ يعاود ذَلِك.

لى يعرف انتشار الْفضل فِي الورك إِذا لزم وجع الورك وَلم يبح الْبَتَّةَ فَاجْعَلْ مَا تعطيه من)

المسهلة فِيهَا شَحم الحنظل وقنطوريون أَو عصارة قثاء الْحمار وصموغ وبزور لَطِيفَة وماهي وهره وشيطرج.

من سوء المزاج الْمُخْتَلف قَالَ: مَتى كَانَ الورم الدموي شَدِيد الالتهاب فَاعْلَم أَن الدَّم فِي جَمِيع الْجِسْم مراري. لى وَلذَلِك يحْتَاج بعد الفصد إِلَى إسهال الصَّفْرَاء.

دَوَاء ينفع من وجع الْوَرِكَيْنِ والنقرس: يُؤْخَذ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأنزروت الْأَحْمَر وَمن السورنجان مثله ودهن مائَة جوزة يسحق ويخلط وَيصب على شَيْء من مَاء الشبث الْمَطْبُوخ ويسقى الْمَرِيض فَإِنَّهُ يمْشِيه من غير أَن يُؤْذِيه ويسكن الوجع. آخر: وينفع أَن يُؤْخَذ من البسد مِثْقَال وَنصف وقرنفل خَمْسَة دَرَاهِم مر وقاقيا وَحب الشبث أُوقِيَّة أُوقِيَّة وَمن الجعدة اثْنَتَا عشرَة نواة وراوندان من كل وَاحِد أوقيتان يسقى مِنْهُ نواة بِمَاء الآس وَلَا يَأْكُل تسع سَاعَات وَيشْرب عشرَة أَيَّام وَلَاء فَإِنَّهُ يذهب بالأوجاع العتيقة الشَّدِيدَة. دَوَاء آخر من الْعِظَام يشرب كل ثَلَاثَة ايام من أَيَّام السّنة كلهَا وَفِي بعض الْأَحَايِين فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام فيستأصل الْعلَّة:

 

(3/460)

 

 

يُؤْخَذ كمادريوس ثَمَانِيَة أَو قنطوريون ثَمَانِيَة أَو زراوند وجنطيانا ع هـ هيوفاريقون خَمْسَة بطراسياليون ع هـ ح هـ مر ثَلَاثَة غاريقون جُزْء فوى يعجن بِعَسَل قد نزعت رغوته الشربة دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ على قدر الْمَرَض والجثة يشرب بِمَاء الْعَسَل.

لى هَذِه أدوية ملطفة وتستأصل أوجاع المفاصل الغليظة الْبَارِدَة وملاكه إِلَّا يَأْكُل بعده عشر سَاعَات ثمَّ يَأْكُل أطْعمهُ ملطفة وَلَا يشرب شرابًا كثيرا وَاعْتمد فِي هَذِه على أيارج هرمس فَإِنَّهُ أَجودهَا.

دَوَاء يسكن وجع النقرس يُؤْخَذ قشور أصل اليبروج مسحوقة فيسقى مِنْهَا نواة بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يسكن الوجع. وينفع من وجع الورك أَن تدلكه ثمَّ تمرخه بالأدهان الحارة جدا الجاذبة مثل الْمَطْبُوخ بِالْقِسْطِ والعاقر قرحا والفربيون والجندبادستر. وَمن الأضمدة الجاذبة: يُؤْخَذ كبريت وبورق وحرف وعاقر قرحا وميوبزج وذرق الْحمام الْبري يجمع بالزفت فَإِن لم يحضر فالشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق وَيجْعَل مرهما.

لى وَقد ينفع فِي هَذِه الميويزج والذراريح. وأنفع مَا يكون إِذا انبثر الورك وَجعل فِيهِ نفاخات وَلَا يسْتَعْمل شَيْئا من هَذِه إِلَّا بعد التنقية جدا وَبعد أَن يطول الْمَرَض وَيقف وَلَا تكون الْموَاد طلاء جيد يحل وجع الورك والنقرس فِي آخِرَة: يُؤْخَذ رَطْل بورق ورطل زَيْت يطْبخ حَتَّى يغلظ ويطلى عَلَيْهِ.

ولى (ألف ج) لتحليل الورم فِي آخر الْأَمر: يُؤْخَذ من لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان يضربان بدهن شيرج ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل ويطلى وأخف من هَذَا أَن تشربه قيروطي فَإِنَّهُ أخف وأجود وتقويه إِن شِئْت بِمَا تُرِيدُ. للورك وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ: إِن يسحق فربيون بدهن سوسن ويطلى عَلَيْهِ. وينفع من يبس الرُّكْبَتَيْنِ وتشنجها من القروح والجمر يكون فِيهَا أَن يُؤْخَذ حب الخروع المقشر ثَلَاث أَوَاقٍ بِسمن بقر أُوقِيَّة وَعسل مثله وخل نصف أُوقِيَّة يَجْعَل ضمادا فَإِنَّهُ جيد.

أهرن قرصة عجينة: شياف ماميثا وعصارة لحية التيس وبزر البنج وأصل اللفاح وأفيون اعجنها بلعاب البزر قطونا وارفعها وَعند الْحَاجة اسحقه بخل قوي واطل بِهِ وضع فَوْقه خرقَة رطبَة تبردها مَتى سخنت فَإِنَّهُ جيد جدا. لى قرصة أُخْرَى آخر الْأَمر: يُؤْخَذ دَقِيق الحلبة وبزر الْكَتَّان وبزر الكرنب وَمر ومقل وبزر الخطمي وبزر الشبث وبزر السلجم ولب حب الصنوبر وبزر السذاب وأشق وَقَلِيل بورق وكبريت وعاقر قرحا يَجْعَل قرصا من بعض هَذِه أَي قرصة شِئْت وتعجن وَعند الْحَاجة تسحق بطبيخ إكليل الْملك والكرنب والشبث

 

(3/461)

 

 

والبابونج ويطلى وَاسْتعْمل البزور. وَمَتى أردْت أقوى فزد فِيهِ الْإِذْخر وَإِذا لم يحضر شَيْء من هَذِه فاسحقه بشراب أَو بميبختج لى المغاث يلين الدشبد والصلابة فِي المفاصل وَهُوَ جيد للنقرس.

والسورنجان يجفف المفاصل وينفعها. وَقَالَ ماسرجويه: يجب لمن أَكثر من اسْتِعْمَال السورنجان أَن يكثر من تليين مفاصله)

وترطيبها فَإِنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل ويعصر مَا قد نزل فِيهَا فَلذَلِك يجب اسْتِعْمَاله مَعَ المغاث طليا وشربا.

بولس قَالَ: ينفع أَصْحَاب عرق النسا أَن يُعْطوا بورقا وخردلا كي يقيؤا بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا.

من كتاب غَرِيب أَظُنهُ لمسيح الدِّمَشْقِي للنقرس الْبَارِد: شمع وزيت خَمْسَة فربيون خَمْسَة يسوى وَيُوضَع عَلَيْهِ. أَو يدق ورق البنج الرطب وَيُوضَع عَلَيْهِ.

وللمادة الَّتِي تنجلب إِلَى الْأَعْضَاء والمفاصل: يُؤْخَذ بورق وفنيك وعاقر قرحا وميويزج ونورة يخلط الْجَمِيع ويطلي مفاصله بالعسل وينثر عَلَيْهِ من هَذَا لى مثل هَذِه الْأَدْوِيَة تحْتَاج إِلَيْهَا عِنْد تَحْلِيل الفضلات الْعسرَة. وَوصف لوجع الْمَتْن أضمدة كالصموغ الحارة والأذهان الحارة اللطيفة متل الجاوشير والوشق والمقل والحندبادستر وَحب الْغَار والسذاب والشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق يهيأ مِنْهَا ضماد وَفِي بَعْضهَا فربيون ودهن الميعة وَأمر أَن يدلك فِي الْحمام بالدواء الْمُتَقَدّم الَّذِي يغسل وَيشْرب من أصُول الْكبر وترياق الْأَرْبَعَة وَمن الْأَدْوِيَة: الجنطيانا والزرواوند المدحرج وبزر السذاب يشرب بِمَاء فاتر وَيشْرب دهن الخروع بِمَاء الكرفس ويدهن الظّهْر بدهن الخروع يذاب بشمع وَيسْتَعْمل حب المنتن ويديم الْحمام.

وَمن وجع الرُّكْبَتَيْنِ: مر وصبر وأشق وكندر وَيحل بالطلاء ويطلى بِهِ. قَالَ وَقد قَالَ الْعَالم إبقراط: إِن المَاء الْبَارِد يذهب وجع المفاصل الَّذِي مَعَ ورم وَلَا قُرُوح مَعهَا وينفع من ذَلِك نفعا بليغا. قَالَ: وَلَا ينصب إِلَى المفاصل (ألف ج) شَيْء إِلَّا وَالسَّبَب فِيهِ الْحَرَارَة. قَالَ: والنقرس لَا يحدث بِالنسَاء مَا استقام حيضهن وَلَا بالخصيان إِلَّا فِي الندرة وَأما فِي الصّبيان فَلَا. فَإِن رَأَيْت صَبيا بِهِ نقرس فَذَلِك عَجِيب وَهُوَ مِيرَاث.

حب جيد لوجع الورك: جندبادستر جاوشير شَحم الحنظل مقل سكبينج الشربة مثقالان بأوقية مَاء سخن يشرب عِنْد النّوم وَمن أول اللَّيْل. آخر: جندبادستر وجاوشير أُوقِيَّة أُوقِيَّة أفيثمون ثَلَاث أَوَاقٍ سكبينج أوقيتان فربيون مثقالان يشرب بأوقية من المَاء الْحَار من أول اللَّيْل فَإِنَّهُ عَجِيب وينفع مِنْهُ الزراوند المدحرج زنة نصف مِثْقَال كل لَيْلَة بِمَاء حَار وَمَا يدر الْبَوْل جدا.

قَالَ: تغلي المَاء غليانا شَدِيدا جدا زَمَانا طَويلا حَتَّى ينقص الثُّلُثَانِ ثمَّ يلقِي فِيهِ ثَعْلَب

 

(3/462)

 

 

مَذْبُوح بدمه ويطبخ حَتَّى يَنْفَسِخ ويصفي المَاء وَيجْعَل فِيهِ زَيْت وَيُوضَع الْعُضْو فِيهِ أَو يجلس فِيهِ فَإِنَّهُ)

يفش الْمَادَّة كلهَا وَهُوَ جيد لوجع العصب. قَالَ: وأوجاع الصلب والركبتين من جنس أوجاع المفاصل وَمن تِلْكَ الْموَاد وَعَامة هَذِه الْموَاد الْخَلْط الخام فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يستفرغ الْجِسْم مِنْهُ إِلَّا أَن ترى أَكْثَره دَمًا فيفصد أَولا. قَالَ: والقيء ينفع من وجع الظّهْر نعما.

أفلادنوس قَالَ: النقرس يهيج من الْجِمَاع على الامتلاء وَالسكر.

للريح المشبكة الَّتِي تشبك الْإِنْسَان الْعسرَة الصعبة: يطْبخ الْخَرْدَل الْأَبْيَض والفنجنكشت والخروع وَيجْلس فِيهِ. لى ليجلس فِي طبيخ هَذِه الْأَشْيَاء الحارة الحريفة.

بولس قَالَ: عرق النسا أحد أوجاع المفاصل وَيكون الوجع من خلط غليظ بلغمي يحتقن فِي مفصل الورك وَيكون الوجع من حق الورك وَمَا يَلِي الأربية وَإِلَى الرّكْبَة وَكَثِيرًا مّا يَنْتَهِي الوجع إِلَى الْقدَم والأصابع. قَالَ: وَأول علاجه أَن تحقنه وتفصده من الْيَد المجاذبة وتفشه. وَمَتى كَانَت الْعلَّة مزمنة فصدناه من عقبَة وَيسْتَعْمل فِي أَوْقَات النّوبَة وحدّة الوجع التنطيل والتكميد

 

(3/463)

 

 

مثل هَذَا الدّهن: يُؤْخَذ من دهن الْحِنَّاء نصف رَطْل وخل نصف رَطْل نطرون ربع رَطْل قاقلة أُوقِيَّة وَنصف يغمس فِيهِ صوف الزوفا الرطب أَعنِي الصُّوف الَّذِي فِيهِ وضح وتسخن بِهِ الْمَوَاضِع. ويضمد بدقيق الترمس مَعَ سكبينج أَو بالميويزج مَعَ زرنيخ أَو أصُول قثاء الْحمار ونطرون وفودنج وقاقلة وَحب الْغَار والفودنج وَحده نَافِع إِذا تضمد بِهِ مَعَ سكبينج واسقهم على الرِّيق مَعَ الحلتيت قدر باقلاة وَمن جندبادستر مِقْدَار دِرْهَم وَنصف مَعَ نصف مِثْقَال من قبَّة. وَاصل الْكبر جيد لَهُم شرب أَو احتقن بطبيخه أَو ضمد بِهِ. وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَال فَاسْتعْمل المخدرة كالفونيا. قَالَ: واحقنه بالحقن القوية الحريفة وَهِي حارة. وَمَتى حقنت فكمد المقعدة بأَشْيَاء حارة لتحتبس الحقنة سَاعَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ مَتى أخرج أخلاطا لزجة مخاطية ودموية فَإِنَّهُ يعظم نَفعه من يَوْمه. وَمِمَّا يعظم فِي ذَلِك القنطوريون والحرف وعصارة قثاء الْحمار وَالْمَاء المالح الَّذِي يمصل من السّمك المالح وَالَّذِي يمصل من الزَّيْتُون الَّذِي يطيب بالملح أَو بِالْمَاءِ وَالْعَسَل والنطرون: من المَاء زنة أوقيتين وَمن الْعَسَل أُوقِيَّة وَمن الْعَسَل أُوقِيَّة وَمن النطرون نصف أُوقِيَّة وتوضع المحاجم على الورك بِشَرْط وَبلا شَرط. فَهَذَا مَا يعالج بِهِ من أول الْعلَّة. فَإِن أزمنت فَاسْتعْمل الإسهال بشحم الحنظل الْخَالِص أَو بأرياج.

روفس قَالَ: اسْقِهِ من شَحم الحنظل درهما (ألف ج) وَنصفا مَعَ شراب عسل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ ينظر فِي شَحم الحنظل. والقيء نَافِع جدا والأضمدة المحمرة والحمات الحارة. وَهَذَا)

ضماد جيد إِذا أزمن: فربيون إذارقي خربق أسود عَاقِر قرحا نطرون فلفل ميويزج أَجزَاء سَوَاء وَبعد كل شَيْء فالضماد بالخردل والتين. وَيذْهب بِهِ الْبَتَّةَ العلاج بالشيطرج.

قَالَ: فليوضع عَلَيْهِ إِلَى أَن يسود الْجلد ويكمد ثمَّ يُؤْخَذ ويستحم العليل ويمرخ الْموضع بالدهن والخل والجاوشير والشمع لِأَن هَذَا يسكن ويجذب وَلَا يدع اسْتِعْمَال المراهم الجاذبة مثل الَّذِي وَصفنَا. وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة المدرة للبول الَّتِي تشرب السّنة كلهَا مثل هَذَا: يُؤْخَذ كمادريوس وكمافيطوس وجنطيانا من كل وَاحِد تسع أَوَاقٍ بزر السذاب الْيَابِس سبع أَوَاقٍ يدق وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ملقعة على الرِّيق بعد هضم الطَّعَام مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء الْبَارِد وَيشْرب مِنْهُ سنة تَامَّة حَتَّى يكف السقم الْبَتَّةَ. وليلطف التَّدْبِير ويرتاض. قَالَ: وَرُبمَا نضح الْموضع وَرُبمَا ابتل الرِّبَاط واسترخى وَعرض مِنْهُ خلع العضل فَإِن أزمنت هَذِه الْعلَّة فليكو المفاصل فِي ثَلَاث أَو أَربع مَوَاضِع على مَا فِي بَاب علاج الْيَد وَلَا يتْرك الخراجات تندمل أَيَّامًا كَثِيرَة. قَالَ: وَأما الْخَلْط الَّذِي يكون مِنْهُ وجع المفاصل فَإِنَّهُ فِي الْأَكْثَر من كيموس مري يتَوَلَّد من كَثْرَة الْأَطْعِمَة والتخم وَقلة الرياضة وَقد يكون أَيْضا مريا ودمويا وسوداويا وَقد يكون مختلطا من ذَلِك أجمع فيعسر عِنْد ذَلِك تعرفة وعلاجه وَلَا يكَاد يبرأ. قَالَ: وَأكْثر مَا تهيج هَذِه الْعلَّة من تَعب أَو مشي مفرط أَو اسْتِعْمَال مَاء كثير وَقد يكون شرب المَاء الْبَارِد والأغذية الْبَارِدَة وَكَثْرَة الشَّرَاب سَببا لَهُ وَقد حدث هَذِه الْعلَّة بِبَعْض النَّاس من عَثْرَة عثرها وضربة ضربهَا على مفصل وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا مستعدين لذَلِك لِأَن الْخَلْط كَانَ فِي بدنهم لكنه كَانَ سَاكِنا فَلَمَّا حركها السَّبَب البادي ثار وَقد يهيج أَيْضا من الأخزان والسهر ويستدل على الْخَلْط السَّائِل إِلَى المفاصل من لون الْمفصل ولمسه فَإِن إِن كَانَ مريا كَانَ لَونه أصفر أَو أَحْمَر ولمسه حَار ويتقشر فِي الْجلد سَرِيعا بِلَا ورم كثير ويهيج من الشَّيْء الْحَار ويسكن بالبارد واستعن بالمزاج وَالتَّدْبِير وَأما الدموي فَإِن لون العليل دموي والموضع وارم حَار متمدد وَأما السوداوي فَإِنَّهُ أسود وورمه قَلِيل عسر اللَّوْن وَفِي المزاج السوداوي وَأما البلغمي فَإِنَّهُ بطيء التورم بل لَا يكَاد يتورم وَهُوَ أَبيض بلون الْجَسَد. قَالَ: فابدأ فِي علاج المري بِمَا يسهل الْمرة مثل الْجلاب بسقمونيا أَو السفرجل بسقمونيا أَو إيارج فيقرا وضع على الْعُضْو بعد دلكه بدهن الْورْد وَقَلِيل شراب عصارة عِنَب الثَّعْلَب وَحي الْعَالم وبقلة الحمقاء أَو أنقع خبز فِي خل وَمَاء واطله وَبدل كل سَاعَة إِذا فتر فَإِن كَانَ فِي المفاصل ورم حاد وَحُمرَة شَدِيدَة فَإِن قشور القرع الطري إِن)

وضع عَلَيْهِ يسكن ذَلِك تسكينا سَرِيعا بَينا وَكَذَلِكَ يفعل لحم الْبِطِّيخ والقثاء وبزر قطونا يسكن تسكينا عجيباً ودقيق الباقلي مَعَ بعض العصارات الْبَارِدَة. وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فالأشياف الَّتِي تهَيَّأ بالماميثا والزعفران والصندل والأفيون وَالْخبْز المنقع بخل وَمَاء مَعَ بزر قطونا بخل وَمَاء وَلَا تدع المبردات زَمنا طَويلا فَإِنَّهَا تحدث عواقب ردية وأوراما عسرة لَكِن كَمَا يسكن الوجع فانتقل إِلَى دهن البابونج والدياخيلون الْمُذَاب بدهن البابونج وَاجعَل أغذيتهم مبردة لَطِيفَة رطبَة وَلَا يشْربُوا شرابًا عتيقا وليستعملوا الْحمام العذب المَاء ويصبوا مِنْهُ على الْعُضْو وَلَا يَأْكُلُوا حريفا وَلَا يغضبوا وَجُمْلَة لَا يتدبروا يُولد مرّة. وَلَا يتعبوا وَلَا يجامعوا وَلَا يصيبهم سوء هضم. وَإِن كَانَت النزلة من امتلاء من دم فافصد عرق النسا وَلَا تُؤخر ذَلِك وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الامتلاء من بلغم وَإِن كَانَ من السَّوْدَاء وَذَلِكَ أَن أخلاط هَؤُلَاءِ أبدا فِي الْعُرُوق وَلَكِن لَا تخرج الدَّم من الْأَجْسَام الْبَارِدَة كثيرا فَإنَّك تضرها جدا وَتجْعَل عللها لَا

 

(3/464)

 

 

تنضج الْبَتَّةَ ثمَّ أسهلهم وَالْحب الَّذِي يعْمل بِالْحجرِ الأرمني هُوَ خَاص لوجع المفاصل.

قَالَ: والسورنجان جيد إِلَّا أَنه ردي للمعدة وخاصة أَنه يغشى وَيذْهب شَهْوَة الطَّعَام لكنه يخلف سَرِيعا ذَلِك الْخَلْط وَيقطع النزلة أَكثر ذَلِك بعد يَوْمَيْنِ ويكف الوجع الْبَتَّةَ حَتَّى أَن العليل يتَصَرَّف فِي حَوَائِجه. وَقد يطْبخ ويسقي طبيخه مَعَ البروز المدرة للبول فَيكون عجيبا فِي ذَلِك وَلَا يكون لَهُ رداءة فِيمَا ذكر. وقوّ الْمعدة بعد اسْتِعْمَاله بِمَا لَهُ تَقْوِيَة وإسخان قَلِيل. وَرجل الْغُرَاب أَجود مِنْهُ فِي ذَلِك وَلَا يُؤْذِي الْمعدة.

قَالَ: وَأما الْأَشْيَاء الَّتِي تجْعَل على الْموضع إِذا كَانَت الْعلَّة من البلغم والوجع متوسط فالكرنب الرطب والكرفس. وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فليؤخذ دَقِيق الحلبة ثَلَاثَة أَجزَاء ودقيق الإيرسا ودقيق الحمص جُزْء ويضمد بشراب الْعَسَل وبشراب لطيف فِي قوته مَعَ شَيْء من دهن الْحِنَّاء ورماد الكرنب مَعَ شَحم. وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فشحم طري. وَإِذا كَانَ عِنْد التَّحْلِيل فشحم عَتيق. وَإِذا ظهر لَك أَن الكيموس من السَّوْدَاء لَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بل اسْتعْمل مَا يرفق ويحلل.

قَالَ: وَإِذا كَانَت الدَّلَائِل مختلطة فَاجْعَلْ الدَّوَاء كثير التَّرْكِيب مُخْتَلفا فَإِن أَمْثَال هَؤُلَاءِ إِنَّمَا يَنْتَفِعُونَ بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة. وانتقل فِي مثل هَذِه الْعلَّة (ألف ج) من دَوَاء إِلَى دَوَاء مَا لم تَرَ الأول ينجح فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُوَافق النافع وَمن علاج إِلَى علاج مُخَالف أَو مضاد وَلَا تدمن على)

علاج وَاحِد لَا سِيمَا إِذا لم ير العليل فِي ذَلِك خفَّة فَإِنَّهُ كثيرا مَا ينفع الدَّوَاء عضوا وَاحِدًا وَلَا ينفع عضوا آخر بِهِ تِلْكَ الْعلَّة بِعَينهَا. وأعجب من ذَلِك أَنه رُبمَا نفع الدَّوَاء الْعُضْو الْوَاحِد مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ يضرّهُ بعد قَلِيل ويلهب فِيهِ ورما حارا. فَأَما فِي الْعلَّة الدموية فَلَا تحْتَاج إِلَّا إِلَى الفصد.

قَالَ: وَمِمَّا يمْنَع اجْتِمَاع الأورام المتحجرة: دَقِيق الترمس والسكنجبين أَو مَعَ الْخلّ وَالْمَاء وأصول المحروث وأصل البرشياوشان. وَهَذَا الدَّوَاء يحلل بِلَا أَذَى: حضض وأشنج بِالسَّوِيَّةِ يسحق بشراب عَتيق وزيت انفاق ويخلط بِهِ دَقِيق الباقلي جُزْء ويطبخ طبخا وسطا بِالشرابِ وَالزَّيْت ويضمد بِهِ حارا وَإِذا سكنت الأوجاع الْبَتَّةَ وَبَقِي الورم وَخفت التحجر فضمد بالبلوس يدق وَيضْرب بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالدبق ويخلط بِهِ سريق وانطل بطبيخ إكليل الْملك والبابونج والخطمي والقنطوريون. وَقد ينفع طبيخ أصل الْكبر أَو يُؤْخَذ حاشا وصعتر بري وفودنج يطْبخ بخل ثَقِيف وينطل بِهِ الْموضع الْأَلَم مَرَّات كَثِيرَة كل يَوْم فَإِنَّهُ قد نفع خلقا كثيرا علتهم بلغمية وصفراوية أَيْضا. قَالَ: وَمِمَّا يدْفع السيلان عَن الْعُضْو من سَاعَته أَن يطْبخ البلوط بعد دقة طبخا شَدِيدا وينطل بِهِ سَاعَة طَوِيلَة فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ويكمد باسفنج قد غمس فِيهِ بعد ذَلِك فَإِنَّهُ يدْفع الْمَادَّة عَنهُ من سَاعَته وَهُوَ جيد للمواد الصفراوية أَيْضا. قَالَ: وينفع أَصْحَاب الْعِلَل الصفراوية التنطيل بِالْمَاءِ العذب الفاتر القراح. وَأما الأوجاع الَّتِي تكون من برد شَدِيد وسدد فِي المفاصل فَإِن هَذَا علاج قوي: يُؤْخَذ من الزَّيْت الْعَتِيق رَطْل وَنصف وَمن النطرون الإسْكَنْدراني رَطْل وَمن علك البطم مثله وَمن الفربيون أُوقِيَّة أيرسا أوقيتان دَقِيق

 

(3/465)

 

 

الحلبة رَطْل وَنصف. وينتفعون بالأضمدة الَّتِي لعرق النسا. وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِيمَن قد برد عضوه: التِّين والخردل وَسَائِر الْأَشْيَاء المحمرة دون الذراريح وَهَذِه تعقب مضرَّة إِلَّا أَن يسْتَعْمل مَعهَا بعض الْأَشْيَاء الملينة مثل دهن البلاطي ودهن الْجَوْز الرُّومِي والأدوية المذهبة للأعياء يسْتَعْمل بعده.

قَالَ: واما الأورام الرخوة فيصلح لَهَا الكماد والتنطيل بِمَاء الْبَحْر الْحَار وَوَضعه عَلَيْهِ بعد ذَلِك بإسفنج والمراهم المعمولة بالملح والرماد والنطرون وَنَحْوهَا من الأضمدة وَليكن بعد ذَلِك الِانْتِهَاء وَليكن تدبيرهم وغذاؤهم مجففا قَلِيل الرُّطُوبَة وليمسكوا عَن الطَّعَام وَالْحمام وَالشرَاب مَا أمكن وَمَتى استحموا فليدلكوا بالنطرون وَنَحْوه وليستعملوا فِي أَوْقَات الرَّاحَة الرياضة ودلك الْأَطْرَاف خَاصَّة ومياه الحمات والاندفان فِي الرمل الْحَار والقيء بالفجل والخربق والإسهال)

الدموي بطبيخ ورق الْكَرم يدق وَيصب عَلَيْهِ دردي الْخلّ ودهن ورد قَلِيل واسحقه نعما وضمده واحمهم.

قَالَ: وَاجعَل غذاءهم مِمَّا هُوَ قَلِيل الْغذَاء مجفف مبرد وليتركوا الشَّرَاب وخاصة الْأسود.

وَقد رَأَيْت (ألف ج) خلقا كثيرا تركُوا النَّبِيذ فبرؤا من النقرس الْبَتَّةَ أَو ضعفت علتهم جدا فَانْظُر إِن أمكن العليل أَلا يعرض لَهُ من ترك الشَّرَاب آفَة فليتركه عمره كُله وَإِن لم يُمكن فليدعه مُدَّة وليعتد تَركه قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: وَيجب لمن ترك شرب الشَّرَاب أَن يشرب بدله طبيخ الأفيثمون والبروز المقوية للمعدة وليدع الْفَاكِهَة وَسَائِر مَا يُولد أخلاطا بَارِدَة وَالْجِمَاع. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب السّنة فَإِنَّهَا تريح المبلغمين رَاحَة تَامَّة. وَأما الَّذين طبائعهم حارة يابسة فَإِنَّهُ مهلك وَلَا تسرف فِي منع الْمَادَّة فِي أول الْأَمر قبل الاستفراغ فَإِنَّهُ كثيرا مَا يزدْ الْمَادَّة إِلَى عُضْو شرِيف إِلَى الْجنب أَو إِلَى الرئة فَيهْلك. قَالَ: وترياق الْفَارُوق فَإِنَّهُ مَتى أَخذ فِي الشتَاء كل يَوْم بعد الهضم وَيُؤْخَذ فِي الصَّيف غير متوال فَإِنَّهُ أما أَن يقطع السقم أَو يوهنه.

قَالَ: والدواء الَّذِي يعْمل بالبسد قد حلل مَرَّات أوراما جاسئة عرضت للمفاصل. وَأما الأورام الصلبة فالملينات والمحللات بِقُوَّة كمرهم الزرنيخ وَالَّذِي يعْمل بزهرة الْملح فَإِنَّهُ يحلل وَيذْهب لِأَن النطرون وَالْملح وأشباهها تجفف وتنشف وتبرئ الْأَلَم وَتذهب الأورام الرخوة.

وَأما الْمقل والأشق والميعة وَالزَّيْت الْعَتِيق فَإِنَّهُ يلين ويحلل الأورام الصلبة.

فِي التَّحَرُّز من النقرس: النُّقْصَان من الْغذَاء وَأَن تكون سريعة الهضم قَليلَة الفضول وَقلة الشَّرَاب وَالزِّيَادَة فِي الرياضة وَترك الْجِمَاع ودلك الْأَعْضَاء بالملح المسحوق وبالزيت وَجَمِيع المفاصل فَإِن ذَلِك نَافِع جدا. الاحتراس من النقرس أَلا يكون قد غلب عَلَيْهِ سوء

 

(3/466)

 

 

مزاج يَابِس جدا وليستعمل الدّهن بِالْغَدَاةِ والعشي فِي جَمِيع عمره عِنْد الرَّاحَة وَعند نُقْصَان الْعلَّة. تنظر فِي ذَلِك.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: النقرس دَار عياء لَا يكَاد يُصِيب الْأَطِبَّاء علاجه إِذا كَانَ من أخلاط كَثِيرَة ومجتمعة. قَالَ: وَقد يكون من دم كثير سخن يمْلَأ المفاصل وتمتد الْعُرُوق فليقون وجعا شَدِيدا أَو من مرّة حارة أسخنت الْعُرُوق وَرُبمَا كَانَ من بلغم وَرُبمَا كَانَ من السَّوْدَاء.

قَالَ: إِذا كَانَت المفاصل حارة شَدِيدَة الْحَرَارَة بِلَا ورم ولونه لون الورم الَّذِي يعرف بالحمرة وَلَا)

امتداد فِيهِ وَلَا ثفل ويستريح جدا إِلَى إِلَى المبردات فَاعْلَم أَن ذَلِك من قبل الصَّفْرَاء وسل عَن التَّدْبِير فَإِذا ساعد ذَلِك فَلَا تفصد لَكِن فرّغ الصَّفْرَاء مَرَّات كَثِيرَة وعدّل الدَّم وبرده وَانْظُر أَن يكون مَا يسهل بِهِ لَيْسَ بحار وَهُوَ الَّذِي يكون من عصارة الْورْد: يُؤْخَذ من عصارة الْورْد رطلان وَمن الْعَسَل أَرْبَعَة أَرْطَال وَمن السقمونيا المشوي أُوقِيَّة فأطبخه والشربة بعد أَن يكون لَهُ قوام من فلنجارين إِلَى ثَلَاث قلنجارات أَو يُؤْخَذ سفرجل وَعسل وسقمونيا فاعمل مِنْهُ مسهلا. لى يُؤْخَذ من عصارة السفرجل رَطْل وَمن خل خمر ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن السكر رَطْل والسقمونيا إِذا فرغت مِنْهُ لكل ثَلَاثَة دَرَاهِم والشربة من نصف أُوقِيَّة إِلَى أُوقِيَّة وَنصف.

قَالَ: وَأَقْبل سَرِيعا على تبريد الْعُضْو لِأَنَّك مَتى تركته على حماه جذب إِلَيْهِ جذبا كثيرا. قَالَ: وَمِمَّا يُطْفِئ ويسكن الوجع فبياض الْبيض يضْرب بدهن الْورْد جيدا وَيُوضَع عَلَيْهِ. لى هَذَا يسكن الوجع مَعَ ذَلِك لِأَنَّهُ لين سَاكن اللِّقَاء لَا يحس. وَمَتى ضرب اللَّبن مَعَ دهن الْورْد (ألف ج) كَانَ كَذَلِك. قَالَ: وَأصْلح أغذيتهم وَاجْعَلْهَا بقولاباردة واترك الحريف الْبَتَّةَ وَالدَّسم والمالح واعطهم لُحُوم الطير والسمك الصغار.

قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يَنْفَعهُمْ الأغذية الغليظة الْبَارِدَة كبطون الْبَقر والخل وخاصة اذا كَانَت الطبيعة حارة من الأَصْل وليأكلوا الْعِنَب الجاشئ اللَّحْم غير الشَّديد الْحَلَاوَة والخوخ والأجاص والتفاح وَالرُّمَّان ولايقربوا الْيَابِسَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا تولد المرار وَلَا يكثروا الْحَرَكَة وَلَا يتعبوا الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ ضار لَهُم ويتمشوا قَلِيلا قَلِيلا غير مُتْعب الْبَتَّةَ أَن نشطوا لذَلِك لِأَن الْحَرَكَة تكْثر الْمرة وتجريها الى المفاصل وليستحموا بِالْمَاءِ العذب وَبعد الْأكل فانه يكثر البلغم وَيذْهب بحدة الْمرة وليصب على المفاصل الوجعة فِي الْحمام مَاء بَارِدًا اَوْ يشرب بعد الْخُرُوج من الْحمام وَقبل دُخُوله وَفِي وَسطه وَخُرُوجه وَيصب عَلَيْهِ سَاعَة جَيِّدَة مَاء بَارِدًا. وَيشْرب بعد الْخُرُوج من الْحمام مَاء الشّعير وَيَأْكُل مَا وَصفنَا من الأغذية وَيشْرب فِي وسط طَعَامه مَاء بَارِدًا. واطله بعنب الثَّعْلَب والرجلة والبنج والشوكران وَحي الْعَالم والطحلب يسحق بسويق الشّعير بِبَعْض هَذِه العصارات فانه يبرد ويطفىء تطفئة محكمَة والقيروطي بدهن ورد تسقى بِهَذِهِ العصارات وَإِن برح الوجع وَاشْتَدَّ فَاسْتعْمل المخدرة وَلَا تطل اسْتِعْمَالهَا لَكِن اذا اسْتَغْنَيْت عَنْهَا فانتقل سَرِيعا الى الملينة كالبابونج وبزر الْكَتَّان والخطمى والحلبة وَنَحْوهَا ومرهم الألعبة فانها تسكن بذلك عَادِية مَا عملته المبردات وتريح المفاصل من الْقَبْض والشدة.)

 

(3/467)

 

 

قَالَ: فاذا برىء العليل فَاسْتعْمل للتحرز الأطلية القابضة على المفاصل. وَمِمَّا هُوَ عَظِيم النَّفْع هَذَا الطلاء: اقاقيا وهيوفسطيداس وماميثا وحضض ويطلى عَلَيْهِ فِي حَال الصِّحَّة ليقوى الْموضع وَلَا يسْرع الى قبُول النَّوَازِل.

لى هَذِه اذا كَانَت الْمَادَّة قَليلَة وَالْبدن نقيا وَلم تخف من رُجُوع الْمَادَّة امرارديا. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْأَمر بالضد وَكَانَ الْبَارِد يضرّهُ وساعدت الْأَشْيَاء الملتئمة فأسهل بِمَا يخرج البلغم بِقُوَّة وَلَا تعْمل مثل مَا يعْمل بعض النَّاس الَّذين يسقون ادوية قَليلَة الْقُوَّة فِي اخراج البلغم فانه يسكن البلغم وَلَا يُخرجهُ فيزيد ضَرَره. وَقَالَ: وَكَثِيرًا مَا يخْتَلط البلغم وَالدَّم فافصده حِينَئِذٍ أَولا ثمَّ اسهل.

قَالَ: وَإِذا اردت ان تسهل لوجع المفاصل والنقرس البلغمي فَبِهَذَا الْحبّ: صَبر اوقية قشور الخربق الْأسود وسقمونيا أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون نطرون نصف اوقية نصف اوقية اعجنه بعصارة الكرنب ونق بِهَذَا الْحبّ البلغم الغليظ والسوداء فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فانه ينفع جدا وَيبْطل اصل الدَّاء الْبَتَّةَ ويسقون بعد ذَلِك الْأَدْوِيَة المسخنة الملطفة فَإِنَّهَا عَظِيمَة النَّفْع لهَؤُلَاء شَدِيدَة الْأَذَى لأَصْحَاب الأجساد الحارة الْيَابِسَة.

قَالَ: وَلم ار فِي هَذِه الْأَشْيَاء انفع من دَوَاء البسد وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يجفف الْبدن ويسخنه كَمَا يفعل غَيره وَيشْرب هَكَذَا يبْدَأ فِي شربه فِي كانون (الف ج) الآخر فيشرب فِي كل يَوْم سِتَّة قراريط بِمَاء سخن وَيتْرك حَتَّى ينتصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل وَيشْرب خمسين يَوْمًا وَلَاء ثمَّ تَدعه خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ تشربه خمسين يَوْمًا وتريح خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى اذا اتت لَهُ مِائَتَا يَوْم فليشربه يَوْمًا ويدعه يَوْمَيْنِ حَتَّى يتم ثَلَاث مائَة شربة وَيَتَّقِي الْغَضَب وَالْجِمَاع وَالشرَاب الْحَار الْعَتِيق وَكَثْرَة الْحَلَاوَة والبقول واللحوم الغليظة فانه يستريح من الوجع بِمرَّة وَيزِيد فِي الشربة وَينْقص بِقدر السن والمزاج. وَإِذا بَدَأَ الوجع من وَجَعه فليتعاهد الإسهال ويحذر الامتلاء لِئَلَّا يعود عَلَيْهِم الوجع.

قَالَ: وَإِن لم يسْتَطع الرجل ان يشرب هَذَا سنة فَنصف سنة من وسط الخريف إِلَى وسط الرّبيع قَالَ: وَهَذَا نطول مسكن للوجع مَا من النزلات: صعتر أوريعانس وحبق فاطبخهما بالخل حَتَّى ينضج ويتهرأ ثمَّ انطل بِهِ مَوضِع الوجع فِي الْيَوْم مَرَّات فانه عَجِيب فِي ذَلِك وَفِي النقرس الْحَار أَيْضا.)

قَالَ: وَقد رَأَيْت الأوجاع الْبَارِدَة سكنت سَرِيعا جدا بقيروطى مَعَ فربيون ونطرون لِأَن هَذَا جاذب مفش للأرواح مَذْهَب للأوجاع الشَّدِيدَة وَقد رَأَيْته يسكن بضماد الْخَرْدَل والتين يسكنهَا تسكينا عجيبا إِذا أَدِيم عَلَيْهِ حَتَّى يحمر وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب لهَؤُلَاء ردي فَأَما لمن بِهِ ذَلِك من مرار فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ يرطبهم ويعدل المرار.

قَالَ: وأجود مَا يكون إِذا نفّط الْموضع وتفقأت تِلْكَ النفاطات وَخرج مِنْهَا شَيْء كَهَيئَةِ المَاء وَتفعل ذَلِك الْأَدْوِيَة المحمرة كلهَا الَّتِي فِيهَا الْخَرْدَل والذراريح. قَالَ: والثوم أَيْضا مَتى

 

(3/468)

 

 

ضمد بِهِ.

وَآخَرُونَ يكوونها وَأَنا لَا أَحْمد هَذَا العلاج لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسكن أَن يفش شَيْئا مَا ويعقد الْبَاقِي ويحجره وَلَيْسَ كالأشياء الحارة اللينة الَّتِي تنضج وتهضم.

قَالَ: فَمن عالج بِهَذِهِ وَحدهَا من غير أَن يَجْعَل مَعهَا مَا يلين ويرخي فَإِنَّهَا تجْعَل المنقرسين فِي آخر عمرهم كَهَيئَةِ الْمَقْعَدَيْنِ. وَإِذا لم يكن بُد أَن يعالج بذلك لشدَّة الوجع وَغَيره فليعالج بِهَذِهِ الملينات لترجع المفاصل إِلَى طبائعها. قَالَ: وينوب عَن الْأَدْوِيَة المحمرة وَلَا تُؤثر أثر سوء المتخذة بالشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق والفربيون والأشق والمقل والقنة والجندبادستر والنطرون وشحم البط وَبِالْجُمْلَةِ الْأَشْيَاء المسخنة مَعَ الملينة. قَالَ: وَهَذَا علاج البلغم الغليظ الَّذِي يكون لون الْمفصل فِيهِ لون التُّرَاب وَهُوَ صلب قوي. فَأَما الورم الرخو فَإِنَّهُ يكون من بلغم رَقِيق وريح يدْخل فِيهِ الْأصْبع فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ لصوق الصَّبْر والكماد بالملح وَالْحمام السخن الْيَابِس نَافِع لَهُم جدا بعد أَن يكمدوا بنطرون مسحوق وملح وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من المنافس وينفع مِنْهُ الْخلّ إِذا وضع عَلَيْهِ وطلي بِهِ.

لى دردي الْخمر وشحم عَتيق ونورة تجْعَل ضمادا فَإِنَّهُ نَافِع للورم الرخو وعظيم نَفعه إِذا كَانَ فِي الرّكْبَة وَالرُّمَّان الحامض مَتى طبخ حَتَّى يتهرأ وألصق عَلَيْهِ بعد أَن يَجْعَل مرهما وَالشرَاب مَتى شرب بعصير الخس. لى قَالَ إبقراط فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله صَاحب الإعياء فِي الْحمى أَكثر من يخرج بِهِ الْخراج إِلَى جَانب اللحين قولا يجب مِنْهُ (ألف ج) أَن التَّعَب يهيج بهم وجع المفاصل.

لى الشَّرَاب ينفع كَمَا قَالَ. قَالَ: فَأَما المفاصل الوجعة من كَثْرَة الدَّم فافصد وَإِن فصدت فدبر العليل بعد بِمَا لَا يكثر الدَّم. وَمِمَّا يكثر الدَّم أكل اللَّحْم والأشياء الحارة الحلوة وَالشرَاب وَقلة الرياضة فَإِن أمكنهم أَن يدعوا هَذِه الْأَشْيَاء الْبَتَّةَ إِلَّا فليدعوه فِي الرّبيع والصيف فَإِنَّهُ أولى ألاّ)

ينزل فِي مفاصلهم نزلات دموية.

قَالَ: وَمِمَّا يعظم نَفعه للنزلات البلغمية التعرق فِي الْحمام فِي وَقت الرَّاحَة وتدلك المفاصل بالنطرون وَالْملح والأشياء الجاذبة القوية.

قَالَ: فَأَما السوربحان فَإِن النَّاس يَقُولُونَ إِنَّه يسكن عَنْهُم الوجع من سَاعَته لِأَنَّهُ يخرج من الْجوف خلطا مائيا لكنه ضار للمعدة. وَقد ظن النَّاس أَنه شَدِيد الْبرد جدا فَلذَلِك خلطوا بِهِ زنجبيلا وفلفلا وكمونا ومصطكى وَآخَرُونَ خلطوا بِهِ فربيونا.

قَالَ: وَأَنا أَقُول أَنه لَيست لَهُ برودة كَثِيرَة وَلَو كَانَ كَذَلِك لم يكن ليمشي وَلكنه بَارِد وكل من يشرب مِنْهُ لم يشته فِي ذَلِك الْيَوْم الطَّعَام. فَأَما خلط الكمون بِهِ والزنجبيل فَإِنَّهَا صَالِحَة لِأَنَّهَا تمسك الْمعدة وَلَا تدعها يُفْسِدهَا السورنجان. وَأفضل من هَذِه كلهَا الصَّبْر مَتى خلط بِهِ لِأَنَّهُ يُعينهُ فَإِذا أردْت أَن تمشي بِهِ فأخلط بِهِ صبرا وسقمونيا فَإِنَّهَا نافعة. وَإِذا لم تَرَ ذَلِك فأخلط بِهِ كمونا وزنجبيلا فَإِنَّهَا نافعة.

قَالَ: دق الثوم نعما وضمد بِهِ النقرس الَّذِي من خلط غليظ ودعه ينتقط ثمَّ حلّه

 

(3/469)

 

 

واغسله بِمَاء وملح فَإِنَّهُ جيد وَله أَشْيَاء طبيعية فِي الْخَواص. لى أرى أَن مَادَّة الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة لنزول النزلات إِلَى المفاصل بَارِدَة يابسة لتبرد مزاج الْأَعْضَاء القوية وتوهنها فتمنع من دفع الْفضل عَنْهَا. لى على مَا رَأَيْت ضماد المغاث: مغاث جُزْء سورنجان جزءان قشر أصل اللفاح نصف جُزْء أفيون ربع جُزْء إسفيذاج الرصاص نصف جُزْء وعفص ربع جُزْء يجمع الْجَمِيع ويعجن وَيجْعَل بَنَادِق وَعند الْحَاجة يطلى فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع.

شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: من أقعدته الرّيح فَلَا يقدر على الْقيام فليؤخذ جلد شَاة سَاعَة تسلخ ويلبس عَلَيْهِ وليطبخ لبن بقر حليب ودهن ورد ويلطخ بِهِ ويعصب بذلك الْجلد مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع.

قَالَ: النقرس يعرض لمن ترك شرب المسهلة والمقيئة. قَالَ: بِالنَّهَارِ يهيج النقرس. قَالَ: وأسهل صَاحب النقرس بالإهليلج المربى بِمَاء الهليلج أَو بالربد الْمَطْبُوخ بِلَبن بقر.

مَجْهُول قَالَ: يعتصر من مَاء الرجلة سكرجة وتصب عَلَيْهِ مثل ربعه دهن لوز وَيشْرب أسبوعا يبرأ من وجع المفاصل الْبَتَّةَ. قَالَ: ينفع للريح فِي الرّكْبَة وَالظّهْر والمفاصل خَمْسَة دَرَاهِم من السورنجان وَعشرَة دَرَاهِم من المرزنجوش الْيَابِس وَمثله من السكر يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق فَإِنَّهُ نَافِع مِمَّا ذكرنَا. لى يُؤْخَذ سورنجان وبوزيدان وماهي زهرَة ونانخواة وأنيسون)

وكمون يستف من الْجَمِيع شربة.

مَجْهُول لعرق النسا: يَنْفَعهُ الدَّلْك للورك بالحنظل الرطب مِنْهُ وَيحرق العرطنثيا ويضمد (ألف ج) برماده بالخل أَو تَسْقِي الفوة بِمَاء الْعَسَل أَو يمرخ بدهن الْقسْط فَإِنَّهُ جيد لَهُ. لوجع الرّكْبَة عَجِيب: يطلى بزبل الْبَقر بخل فَإِن لَهُ قُوَّة عَجِيبَة فِي جذب مَا يحصل فِي مفصل الرُّكْبَتَيْنِ وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ من الْبُرُودَة والخام أَن يُؤْخَذ مقل أُوقِيَّة جاوشير شَحم مذاب يجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يسحق أفيثمون بالقيروطي وَيُوضَع عَلَيْهِ ويحقن بحقن لينَة قَوِيَّة مسخنة مثل حقن عرق النسا فَإِنَّهُ نَافِع وينطل عَلَيْهَا وعَلى سَائِر المفاصل الَّتِي تَشْتَكِي هَذَا النطول وَنَحْوه مرزنجوش وشب وورق الْغَار وسذاب وصعتر وكمون يطْبخ وينطل بِهِ.

لى يحْتَاج إِلَى مَا يجذب وَإِلَى مَا يحلل بِقُوَّة مثل أضمدة الورك. طلاء للنقرس جيد: ميعة وأفيون بِالسَّوِيَّةِ يطلى عَلَيْهِ. وللنقرس الملتهب: يحل الصندل بخل خمر ثَقِيف. وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ أَن يدق ورق الدلب ويضمد بِهِ أَو يُؤْخَذ إكليل الْملك والبابونج ونمام وشيح وفودنج يطْبخ وينطل ويضمد الْبَاقِي. لى أطريفل يسْتَعْمل كل يَوْم مرّة لمن بِهِ أوجاع المفاصل وَهُوَ: هليلج أصفر عشرُون درهما سورنجان وبوزيدان من كل وَاحِد ثَلَاثَة بزر كرفس وأنيسون دِرْهَمَانِ يعجن بسكر مذاب الشربة كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ. وللبارد يُؤْخَذ: سورنجان وبوزيدان وماهي زهرَة وفلفل وزنجبيل وأنيسون ودوقو يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ كل يَوْم. الطَّبَرِيّ حب نَافِع من وجع الظّهْر والركبتين والساقين والباردة وجع المفاصل

 

(3/470)

 

 

والنقرس: سورنجان وبوزيدان وماهي زهره وشحم الحنظل وَتَربد وسقمونيا وزنجبيل وَدَار فلفل وحلتيت ومقل يعجن ويحبب وقنطوريون وسكبينج وأشج عَرَبِيّ على مَا يجب.

شَمْعُون قَالَ فِي عرق النسا: تُوضَع المحاجم على الْموضع الَّذِي ينجع. قَالَ: وَهُوَ اتساع هَذَا الْعرق وامتلاؤه من الدَّم المراري مَتى كَانَ دم الْجِسْم مراريا وَأما من بلغم قَالَ: فَإِن لم يسكن الوجع فاكوه وكيه ان تكويه كَيَّة على الورك حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الفخذين حَيْثُ يحس بالوجع ذَاهِبًا مَعَ ذهَاب الوجع وَفِي السَّاق كَيَّة حَيْثُ يحس بالوجع فِي الْجَانِب الوحشي وكية تَحت الكعب وكية دقيقة عميقة فِي رَأس الْأصْبع الصُّغْرَى فانه يبرأ. فان لم يسكن وَاشْتَدَّ الْأَمر فشق عَنهُ وعلقه بصنارة واقطعه بترا واكوه حَتَّى يَنْقَطِع اكثره فانه يبطل وَجَعه وَإِذا كويت فَلَا تلحمه بل ضع عَلَيْهِ ادوية مقرحة لتبقى آثَار الكي مُدَّة طَوِيلَة. المشبكة قَالَ: والرياح الَّتِي تشبك)

الْإِنْسَان فِي الظّهْر والمفاصل اجلسه فِي حُفْرَة قد احميت حَتَّى يسيل مِنْهُ الْعرق فَهُوَ بُرْؤُهُ.

الاختصارات قَالَ: وجع المفاصل يكون أما من دم قد اسخنته الصَّفْرَاء أَو من بلغم قد سخن ولطف اَوْ من مرّة سَوْدَاء قد سخنت. قَالَ: وَلَا يكَاد يُصِيب النِّسَاء وَلَا الصّبيان وَلَا الخصيان واما النِّسَاء فلبرد امزجتهن وتنقيتهن بالطمث وَأما الصّبيان فَلِأَن التَّحَلُّل مِنْهُم كثير فيفش الحرارات وَأما الخصيان فلبرد امزجتهم لَا يسخن دمهم وَلَا بلغمهم وَلَا يتَوَلَّد فيهم سَوْدَاء. واذا هَاجَتْ فِي الصَّيف وَالربيع أسْرع انقضاؤها وبالضد. قَالَ: اسْقِ فِي الحارة طبيخ الهليلج والخيارشنبر بعد الفصد ثمَّ اسْقِهِ مَاء الْجُبْن وَفِي الْبَارِدَة طبيخ السورنجان والشيطرج ثمَّ المعجونات الحارة والأضمدة الحارة. قَالَ: عرق النسا افصده اولا بَين خنصر الرجل والبنصر واسقه نَقِيع الْبر ودهن الخروع ثمَّ خُذ فِي الْمِيَاه والحمات المحللة فان سكن وَإِلَّا فالحقن فان سكن وَإِلَّا فالقيء. لى (الف ج) يرى أَن الفصد نَافِع على كل حَال لِأَن ذَلِك الْعرق يقل امتلاؤه من أَي خلط كَانَ امْتَلَأَ.

ابْن ماسويه لوجع الظّهْر: يدهن بدهن الْقسْط المر مَعَ الميعة السائلة وَيجْعَل فَوْقه قرطاسا وَيلْزمهُ اياما ويسقي مَاء الحمص الْأسود اَوْ يحقن بدهن الخروع على مَاء الحسك والحلبة ودهن السوسن. أَو يشرب لَهُ دِرْهَم سكبينج وبزر كرفس أَو يشرب حب الشيطرج أَو يشرب الْخبث بمخيض الْبَقر.

ابْن ماسويه: أَجود دَوَاء للنقرس معجون هرمس وَكَذَلِكَ الورك. قَالَ: فَمن أدمن عَلَيْهِ برأَ برءا تَاما كَامِلا. وَقَالَ: تكون أوجاع المفاصل أما من دم حاد أَو بلغم فأبدأ فِي علاج الدموي بالفصد أَولا ثمَّ بالإسهال بِمَا أشبه ذَلِك ثمَّ بعد ذَلِك اسْقِ مَاء الْبُقُول وَمَا يطفىء حِدة الدَّم. لى اسْقِ نَقِيع التَّمْر الْهِنْدِيّ وَمَتى يَبِسَتْ الطبيعة فَاجْعَلْ فِي مَاء الْبُقُول خيارشنبر واسقه لتَكون الطبيعة منطلقة وأطمعه الْبُقُول والفراريج. وَأما البلغمي فَإِنَّهُ يعتري الرطوبين والمشايخ وورمه بلون الْجَسَد فأسهله بحب المنتن والشيطرج والقيء وَالْحمام والتمريخ

 

(3/471)

 

 

بالأدهان الحارة ويغلى ورق الباذنجان وَيقْعد فِي مائَة. لى هاج بحار لنا صفراوي الزاج وجع النقرس فِي رجله ففصدته فسكن عَنهُ وَصَارَ فِي الرجل الْأُخْرَى ففصدته بعد أَرْبَعَة أَيَّام فسكن أَكْثَره ثمَّ غذوته بالعدس والخل حَتَّى سكن كل مَا كَانَ بِهِ فِي ثَلَاثَة أَيَّام وبرأ برءا تَاما. والعدس والخل جيدان فِي هَذِه لِأَنَّهُمَا يغلظان الدَّم جدا وَيصْلح لَهُم فِي الصَّيف عدسية صفراء بِقطع القرع.)

السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: تبين فِي وجع المفاصل كَثْرَة الْمَادَّة فان كَانَت كَثِيرَة فَلَا تقدم على تبريد الْموضع بالأضمدة دون الاستفراغ وَإِلَّا انحصرت الْمَادَّة وهاجت وجعا شَدِيدا. لى يسْتَدلّ على ذَلِك مَتى علمت إِن الورم حَار وَوضعت الأضمدة المبردة فَزَاد الوجع فَاعْلَم انه قد زَاد التمدد فاستفرغ ثمَّ عد إِلَيْهَا. وَمَتى كَانَ الوجع حارا فِي الْغَايَة فِي الْكَيْفِيَّة دون مَادَّة أَو من كَثْرَة الأخلاط أَو من غلظها وَذَلِكَ إِن التبريد من شَأْنه تكشيف السطوح من خَارج فيزيد فِي تمدد الْعُضْو ويمنعه التَّحْلِيل وَيزِيد فِي الوجع. لى لذَلِك يجب إِن يعالج هَذَا بخرق مبلولة تلفهَا فَوق الْعُضْو.

قَالَ: الاحتراق فِي الشَّمْس وأوجاع النقرس إِذا كَانَ الْفَاعِل لَهما مَادَّة رقيقَة حارة فَيحْتَاج إِلَى التبريد الشَّديد للعضو نَفسه. لى قد يكون فِي المفاصل تلهب شَدِيد بِلَا ورم وَهَؤُلَاء لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستفراغ بل إِلَى المطفيات والأطلية. وَمَتى غلظ الْأَمر فليسهل صفراء.

بولس صفة الدَّوَاء الْمَعْمُول بِرَجُل الْغُرَاب يعْمل عمل السورنجان وَهُوَ جيد للمعدة: زنجبيل دِرْهَم فلفل نصف دِرْهَم غاريقون خَمْسَة دَرَاهِم لب القرطم دِرْهَمَانِ أصل رجل الْغُرَاب ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطا. وَمن كَانَ يَابِس الطبيعة يشرب (ألف ج) ثَلَاثَة وَعشْرين قيراطا يخلف سَبْعَة مجَالِس ويستحم بعده وَيَأْكُل خبْزًا وبيضا فَإِنَّهُ بَالغ.

صفة دَوَاء البسد قَالَ: معنى البسد هَهُنَا إِنَّمَا هُوَ زهر الخيري الْأَحْمَر الزهر وَهُوَ يُسمى البسد وَهَذِه صفته: تَرَبد فاوانيا مر سنبل أوقيتان من كل وَاحِد ساذج هندي أُوقِيَّة قرنفل خَمْسَة عشر حَبَّة خيري أَحْمَر الزهر الْمُسَمّى بالبسد نصف أُوقِيَّة زراوندان بِالسَّوِيَّةِ ثَمَان أَوَاقٍ الشربة سِتَّة قراريط كل يَوْم بعد انهضام الطَّعَام نعما وَيجب أَن يبْدَأ فِي شربه من الاسْتوَاء الخريفي وَيُؤْخَذ مِنْهُ إِلَى خمسين يَوْمًا ثمَّ يقطع خَمْسَة عشر يَوْمًا يفعل ذَلِك أبدا حَتَّى تتمّ ثَلَاث مائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَيمْتَنع من شربه فِي جَمِيع الْأَيَّام الحارة عِنْد طُلُوع الْكَلْب لأربعة وَعشْرين يَوْمًا تمْضِي من تموز إِلَى انسلاخ آب وَيتْرك اللَّحْم وخاصة الغليظ والمالح والنمكسود والمري والسلق والجزر والنعنع والقثاء والبطيخ وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا يُولد خلطا مائيا أَو غليظا وليترك الشَّرَاب وخاصة الْأسود وَلَا يكثر مِنْهُ إِن لم يكن بُد ويستحم كل يَوْم ويرتاض بِالْمَشْيِ أَو الرّكُوب ويتجنب الْغَضَب. وَمن كَانَت طَبِيعَته أميل إِلَى اليبس فَإِنَّهُ إِن تدبر تدبيرا أوسع من ذَلِك لم يضرّهُ لَهُ.)

 

(3/472)

 

 

بولس: طلي بعر الْمعز بالخل الثقيف على ورك صَاحب عرق النسا يعْمل عمل الْخَرْدَل بل هُوَ أفضل مِنْهُ لَهُ. أوريباسيوس قَالَ: الَّذين تعرض لَهُم أوجاع المفاصل مَعَ حرارة فأسهلهم فِي الرّبيع المحرور صفراء وَإِذا كَانَت بِلَا حرارة فأسهلهم كيموسات نِيَّة أَعنِي الخام.

بولس وَقَالَ أوريباسيوس: قَالَ جالينوس أَنا أسْتَعْمل الأضمدة المحمرة فِي علل النقرس إِذا لم يكن هُنَاكَ تحجر. قَالَ: يُؤْخَذ زَيْت عَتيق فيطبخ حَتَّى يغلط ثمَّ ينثر عَلَيْهِ نطرون ويخلط بِهِ وَيُوضَع على المفاصل لى عِنْد التَّحْلِيل.

مسوح لعرق النسا قوي الْفِعْل: فربيون أُوقِيَّة فلفل سِتّ أَوَاقٍ نطرون خَمْسَة أَوَاقٍ مرزنجوش أوقيتان عَاقِر قرحا أَربع أَوَاقٍ كندس مثله يجمع بشمع وزيت عَتيق وضمد بِهِ أَو مسح بِهِ وَهُوَ رَقِيق حَتَّى يتنقط يُزَاد فِيهِ ميويزج وتفسيا فَإِنَّهُ يجذب من عمق المفاصل بِسُرْعَة. قَالَ: وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الْمُغيرَة للمزاج.

أوريباسيوس قَالَ: هَذَا دَوَاء فَاضل للنقرس وعرق النسا وَبِالْجُمْلَةِ لأوجاع المفاصل مَتى أدمن شربه سنة يلطف جَمِيع الْحَواس بِرِفْق وينفض الفضول كلهَا بالبول: يُؤْخَذ كمادريوس وكمافيطوس من كل وَاحِد تِسْعَة قنطوريون ثَمَانِيَة زرواند طَوِيل سَبْعَة جنطيانا لَا ثقب فِيهِ سِتَّة هيوفاريقون خَمْسَة بطراساليون ثَلَاثَة فوّ وَاحِد موّ وَاحِد راوندصيني اثْنَان غاريقون وَاحِد عسل ثَمَانِيَة عشر اجمعها بعد النّخل بالحرير بالعسل وَاجْعَلْهَا أقراصا يكون زنة القرص درهما وليشرب فِي السَّاعَة الثَّالِثَة من النَّهَار بعد التغوط وَإِلَّا يكون فِي الهضم تَقْصِير قرصا وَاحِدًا بقوانوس من المَاء الْحَار. وَيسْتَعْمل الْمَشْي وَالرُّكُوب ويبتدئ فِي شربه من الشتَاء وَلَا يَأْكُل بعد ثَلَاث سَاعَات وَلَا يشرب مَعَ فَسَاد الهضم وَلَا فِي الْأَيَّام (ألف ج) الحارة وَيتم شربه بِثَلَاث مائَة وَخمْس وَسِتِّينَ يَوْمًا وَيكون غذاؤه لطيفا جدا.

وَقَالَ أوريباسيوس: أَنا أرى للَّذين بهم وجع المفاصل أَن يَأْكُلُوا الكرنب فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي مضادة هَذَا الْمَرَض.

قَالَ: وليشرب العليل بعد الطَّعَام بِقَلِيل مزاج مَاء. لى أَنِّي أرى أَن العدس والكرنب وحماض الأترج وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تضَاد الْخمار وتغلظ الدَّم نافعة فِي أوجاع المفاصل بِأَنَّهَا تمنع النَّوَازِل لَا بِأَنَّهَا تدفع الْخَلْط. وَقَالَ: ضماد يحل الورم الصلب الَّذِي يبْقى فِي المفاصل: يُؤْخَذ أصل الخيري فيسحق بخل وتضمد بِهِ هَذِه الأورام الصلبة فِي المفاصل فَيذْهب بهَا أَو رماد)

الكرنب وشحم عَتيق يذهب بِهِ.

قَالَ: وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تخلص من هَذِه الْعلَّة إِذا أزمنت فأسهلها بِهَذَا: كمادريوس رَطْل جنطيانا سبع أَوَاقٍ زراوند مدحرج تسع أَوَاقٍ بزر السذاب رَطْل وَنصف وينخل وَيُعْطى على الرِّيق ملعقة بعد الهضم الْجيد بقوانوس من المَاء الْبَارِد فَهَذَا هُوَ الدَّوَاء الَّذِي يعْمل من

 

(3/473)

 

 

أَرْبَعَة أدوية. وَله آخر يعْمل من تِسْعَة أدوية وَهَذِه صفته: أوفاريقون أُوقِيَّة قنطوريون ثَلَاث أَوَاقٍ كمافيطوس ثَلَاث أَوَاقٍ جنطيانا خمس أَوَاقٍ زراوند مدحرج أُوقِيَّة غاريقون ثَلَاث أَوَاقٍ بطراساليون أُوقِيَّة عسل جيد خَمْسَة أَرْطَال يسحق ويعجن بِهِ الشربة مِثْقَال بقوانوسين مَاء.

قَالَ: وَيمْنَع من حُدُوث النقرس أَن يسحق الْملح بالزيت ويمرّخ بِهِ طول عمره غدْوَة وَعَشِيَّة إِلَّا أَن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي وَقت انحطاط الْعلَّة ونقصانها.

فِي الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ: الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب للنقرس إِنَّمَا هِيَ أدوية تمنع من انحدار الْفضل إِلَى الْقَدَمَيْنِ وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ مَادَّة الْعلَّة وَلذَلِك لست أرى اسْتِعْمَال هَذِه لِأَنَّهَا رُبمَا جعلت الْمَادَّة فِي عُضْو شرِيف فقد رَأَيْت خلقا كثيرا لما شَرِبُوهَا حصل الْفضل فِي رئاتهم وأكبادهم وَقُلُوبهمْ فماتوا لَكِن أدمن على الترياق بعد التنقية فَإِنَّهُ يستأصل الوجع بِإِخْرَاجِهِ مادته بالتحليل عَن الْبدن.

تياذوق قَالَ: وجع الظّهْر من جنس وجع المفاصل وَمن تِلْكَ الْمَادَّة تكون فاعتمد على الأضمدة والأدهان المسخنة كدهن السذاب ودهن الفسط والفربيون والأضمدة المتخذة بالخندروس والصموغ والحقن الحارة والإسهال بِمَا يخرج البلغم وتلطيف التَّدْبِير لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر يكون من أخلاط فجة. وَقد يكون فِي بعض الْأَحَايِين من الْحَرَارَة فينفع مِنْهُ فصد الرّكْبَة وضد هَذَا التَّدْبِير.

فليغريوس من رسَالَته فِي النقرس قَالَ: وَقد يكون ضرب من النقرس من يبس العصب مَعَ رُطُوبَة قَليلَة مؤذية لَطِيفَة لذاعة وشفاء هَذَا النَّوْع الْحمام الدَّائِم. قَالَ: وَيذْهب بورم الْقَدَمَيْنِ الأدهان الحارة وَالْملح والدلك.

وَمن رسَالَته فِي عرق النسا قَالَ: يعسر علاجه إِذا عرض فِي الشتَاء وَفِي الأمزجة الرّطبَة اللحمة وَفِي الورك الْأَيْسَر. قَالَ: وَلَا تضمد بالأضمدة الحارة قبل استفراغ الْجِسْم وَإِلَّا جذبت إِلَيْهِ (ألف قَالَ: فافصد فِي الْيَد الْمُقَابلَة وقيئه ثمَّ ضع عَلَيْهِ الأضمدة الحارة واكوه على مَا أصف واحقنه)

بِالَّتِي تمشي الدَّم كالقنطوريون والحنظل وقثاء الْحمار حَتَّى يخرج الدَّم فَإِذا خرج الدَّم فاحقنه بِشَيْء لين يسكن عَنهُ اللذع فَإِن سكن وَإِلَّا فَعَلَيْك بالأضمدة الحارة والقيء وأبدأ بِهَذَا الطبيخ: اطبخ ثافسيا فِي المَاء حَتَّى يَأْخُذ قوته ويغلظ المَاء ثمَّ بل فِيهِ صوفة وألزمه الورك وَهُوَ حَار ودعه سَاعَة بِقدر مَا يبرد وَأعد فعل ذَلِك حَتَّى يحمر ثمَّ خُذ قِطْعَة رق بِقدر الورك فأسخنها حَتَّى يذوب زفته والزقه عَلَيْهِ ودعه خَمْسَة أَيَّام أَو أسبوعا ثمَّ خُذْهُ فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ فَإِن نفع ذَلِك وَإِلَّا فضع عَلَيْهِ الْخَرْدَل حَتَّى يتنقط فَإِنَّهُ يُبرئهُ. وَقد يكون كَذَا: تدير حول الورك عجينا ويملأ ملحا مسلوقا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت فاتر ثمَّ أَشد مِنْهُ حَتَّى يصب مَا لَا يصبر عَلَيْهِ ثمَّ نحّه وادلكه بذلك الْملح دلكا نعما. لى خير الْأَشْيَاء هَهُنَا مرهمنا الْأسود الَّذِي

 

(3/474)

 

 

يقرح فاعتمد فِي هَذِه كلهَا عَلَيْهِ فَإنَّك لَا تحْتَاج إِلَى غَيره الْبَتَّةَ ويغنيك عَن الكي وَغَيره فَإِنَّهُ ينفط لَك الْموضع من سَاعَته وَإِذا نفطه فاثقب النفاطات وانثر عَلَيْهِ المجففات فَإِن برِئ وَإِلَّا فإعد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُبرئهُ.

فليغريوس: أقسم بِاللَّه مَا يعالج بِهَذَا الدَّوَاء أحدا إِلَّا برِئ وينفع مِنْهُ أيارج روفس والترياق الْكَبِير فاعتمد عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ اعْتمد على أيارج روفس.

الْكِنْدِيّ: السورنجان نَفعه تسكين الوجع فِي وَقت النّوبَة لَا تَقْدِيمه للِاحْتِرَاز لِأَن خاصته منع قسطا فِي كِتَابه فِي اسْتِحَالَة الأخلاط قَالَ: أخذت من عصارة قثاء الْحمار جزءين وزيتا عتيقا جُزْءا فطبخته حَتَّى بَقِي الزَّيْت فمرخت بِهِ صلب رجل فِيهِ ريح مزمنة فورم ثمَّ برأَ الْبَتَّةَ وَهُوَ عَجِيب للركبة وكل مَوضِع يحْتَاج أَن يسخن. لى اعْمَلْ بدلة طبيخ الحنظل.

التَّذْكِرَة للنقرس من عمل الراهب: سورنجان ثَلَاثُونَ شَحم الحنظل عشرَة يطبخان بِخَمْسَة عشر رطلا من مَاء حَتَّى تبقى ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث أَوَاقٍ بسكر فَإِنَّهُ عَجِيب.

الْكَمَال: مَتى وجد فِي عرق النسا اشتعال وحرارة وامتلاء الْعُرُوق فليفصد وَإِلَّا فَلَا وليعالج بالإسهال والقيء. لى لِأَن هَذِه الأغذية تكْثر مِنْهَا فضول غير مستحيلة إِلَى الدَّم فَتكون مَادَّة إِلَى الْفضل الَّذِي تَدْفَعهُ الْأَعْضَاء.

المنجح طبيخ الهليلج نَافِع لوجع المفاصل البلغمي والدموي الغليظ: إهليلج أصفر خَمْسَة عشر مِثْقَالا شاهترج عشرَة بزر كرفس وبزر رازيانج وانيسون ومصطكى وقرنفل وفوة الصَّبْغ وسورنجان وبوزيدان مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ بِسِتَّة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى وَيُؤْخَذ) مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ فيذاب فِيهِ دِرْهَم تَرَبد وَنصف دِرْهَم من الإيارج.

من كتاب روفس فِي أوجاع المفاصل قَالَ: أَصْحَاب وجع المفاصل مَتى تعبوا تعبا شَدِيدا وتمددت عضلاتهم جدا أدهم ذَلِك إِلَى النقرس فأجعل رياضتهم معتدلة. لى قد رَأَيْت الَّذين بهم وجع المفاصل يهيج (ألف ج) عَلَيْهِم إِذا تعبوا وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا شَيْء خَاصَّة إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلئا لِأَن المفاصل تتعب كثيرا فِي الْحَرَكَة وَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُم من الْحَرَكَة وَلَكِن يَنْبَغِي أَن يتدرجوا إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحمل أحد مِنْهُم نَفسه على مل لم يعتاده مِنْهُ ضَرْبَة لَكِن يعْتَاد قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ إِذا تدرج فِيهَا احْتمل الشَّدِيدَة وَذهب أصل الوجع الْبَتَّةَ.

قَالَ: وَيجب أَن يتْركُوا الْجِمَاع وَالْحمام فَمَتَى استحموا فالحمات إِلَّا فِي الْحر الشَّديد وَحين يكون وجع المفاصل خَرِيفًا فَإِنَّهُ يجب أَن يستحم بِمَاء عذب. قَالَ: وينفعهم الْحمام الْيَابِس والدفن فِي الرمل وَوصف الْحمام الْيَابِس ومدحه قَالَ: وليحذروا الأغذية الرّطبَة السريعة الْفساد. قَالَ: واللحوم كلهَا تَضُرهُمْ لِأَنَّهَا رطبَة كَثِيرَة

 

(3/475)

 

 

الْغذَاء فَلْيقل مِنْهُ وَيَأْكُل أيبسها. لى لِأَن هَذِه الأغذية يكثر مِنْهَا فضول غير مستحيلة إِلَى الدَّم فَتكون مَادَّة للفضل الَّذِي تَدْفَعهُ الْأَعْضَاء.

قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي المفاصل ورم حَار فليمنع اللَّحْم وَالشرَاب والرياضة وَالْحمام وأسهلهم وغذهم بالبقول ونقّ الْجِسْم قبل الرّبيع وقيئهم قبل هيج الْعلَّة وَقبل أَن تسخن الأخلاط وترق وتسيل إِلَى المفاصل وَفِي الخريف أَيْضا.

قَالَ: يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا يسهل الْمرة والبلغم وأسهلهم بالخربق الْأسود وَالصَّبْر والبسبايج لِأَنَّهَا تحدر بلغما وَمرَّة والحنظل مُوَافق لَهُم. قَالَ: والأدوية المدرة للبول تستأصل هَذِه الْعلَّة وَمن اعتادها فَلَا يَدعهَا ضَرْبَة بل قَلِيلا قَلِيلا مَعَ زِيَادَة فِي الرياضة وَقلة من الْغذَاء لِئَلَّا يجْتَمع الْفضل وَقد ذهبت عاديته أَن ينصب إِلَى المفاصل فَيصير إِلَى عُضْو رَئِيس فَإِن رجلا كَانَ شرب من هَذِه لما برأَ من وَجَعه ترك شربه بَغْتَة فأسكت.

قَالَ: وأفصد مِنْهُم كل من يجد فِي مفاصله حرارة فَأَما من يجد برودة فاكوه فَإِنَّهُ يجفف الْفضل نعما. قَالَ: وضع الأضمدة الْمَانِعَة فَوق الْموضع إِذا أردْت أَن تمنع وَذَلِكَ بعد الإفراغ فَإِن كَانَ فِي الْقدَم فعلى السَّاق فَإِن كَانَ فِي مفصل الزند فعلى الذِّرَاع. قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل التَّعَب الْبَتَّةَ فِي أوجاع المفاصل الحارة وَلَا تتركه فِي الْبَارِدَة وضماد الْخَرْدَل فِي الْبَارِدَة بعد الاستفراغ)

عَجِيب وَلَا تقربه فِي الحارة. لى قد يطلى عفص وسورنجان وطين أرمني فَوق العضل فَيمْنَع النزلة الْبَتَّةَ. قَالَ: ط وَلَا تعطهم بقولا وَلَا فَاكِهَة رطبَة إِلَّا حِين يزمعون على الْقَيْء هَذَا لأَصْحَاب أوجاع المفاصل الْبَارِدَة.

الْكَامِل لِابْنِ ماسويه قَالَ: ينفع من عرق النسا غَايَة النَّفْع أَن يطْبخ الْحَرْف ويحقن بِمِائَة قدر نصف رَطْل أَو يطْبخ الْحَرْف والحنظل وأصل الْكبر والقنطوريون وقشر الحنظل وقثاء الْحمار وشيطرج وفوة ويحقن بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ عَجِيب ويضمد الورك بالثفل.

من كتاب فليغربوس فِي النقرس قَالَ: إِذا كَانَ يهيج وجع بِلَا ورم مَعَ حرقة شَدِيدَة وحرارة مفرطة فاترك التَّعَب والأشياء المسخنة وَعَلَيْك بالمبردة المقوية المسكنة كالقطف وَالْخيَار وَنَحْوهمَا لِأَن ذَلِك من الصَّفْرَاء ودع السهر والحزن وَبِالْجُمْلَةِ (ألف ج) كل مَا يحد المزاج وأسهل الصَّفْرَاء وألزم النّوم بعد الْغذَاء الْجيد وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر مَرَّات فِي الْيَوْم يدْخل فِيهِ وَيصب عَلَيْهِ. قَالَ: والكثمري جيد للنقرس فَأَما سواهُ من الْفَاكِهَة فردي. قَالَ: واشرب اللَّبن وكل الْجُبْن الطري. لى قد يكون نَحْو من أوجاع المفاصل يحْتَاج فِي علاجه إِلَى ترطيب الْجِسْم فَقَط.

قَالَ: واحفظ الدَّم على اعتداله فَمَتَى سخن فبادر بإسهال الصَّفْرَاء خُذ من السقمونيا كعظم الباقلي مَعَ شَيْء يسير من الْملح فِي السّنة مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِقدر حَاجَتك وَتقدم بذلك قبل

 

(3/476)

 

 

نوبَة الوجع فَإِنَّهُ أما أَن لَا يهيج وَإِمَّا أَن يكون ضَعِيفا وَهَذَا علاج النقرس الْعَارِض مَعَ حرارة وحرقة شَدِيدَة بِلَا ورم وتوضع على الْقدَم فِي حَال الوجع بزر قطونا والرجلة ودهن ورد وأفيون ويبروج تطليها عَلَيْهَا بخل فَإِنَّهَا عَجِيبَة وَمَتى مَا تعبت أَو تحركت فبادر إِلَى الْقَدَمَيْنِ بالتبريد قَالَ: وَلَا تفصد فَإِن هَذَا لَيْسَ من الدَّم ولآن مَعَ الدموي ورما إِلَّا أَن تَجِد ممتلئا وَعَلَيْك بالتنطيل بِالْمَاءِ العذب ودهن الْورْد وشمع والعصارات الْبَارِدَة تسكن الحرقة والحرارة.

قَالَ: ودهن البابونج يسكن الوجع الْكَائِن من التَّعَب فِي المفاصل فادهن بِهِ المفاصل. كَانَ رجل من أصدقائي يُصِيبهُ النقرس الْحَار فَإِذا لطخه بالصندل وَنَحْوه اشْتَدَّ الوجع عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يحس بِأَنَّهُ يتَأَذَّى بِشدَّة قبضهَا وَكَانَ وَجَعه يسكن إِذا طليته بالمغاث والأفيون والشمع ودهن الْورْد.)

من السَّابِعَة من قاطاجانس مسوح يتمسح بِهِ كل يَوْم للنقرس فيحفظ مِنْهُ: ملح نفطي شب يماني دردي الشَّرَاب يسحق بِزَيْت عَتيق ويرقق بِهِ ويتمسح بِهِ.

ابْن سرابيون قَالَ: مِمَّا يُولد النقرس كَثْرَة التخم والراحة الطَّوِيلَة وَالْجِمَاع المفرط الْكثير وَترك الاستفراغات والمزاج الْبَارِد بالطبع أَو بِالْعرضِ وَالْحمام وَالْحَرَكَة بعد الْغذَاء وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع مَا يسيء الهضم ويولد خلطانيا وَالشرَاب الْكثير وَالسكر الدَّائِم يهيجان النقرس وَالشرَاب الصّرْف قبل الْغذَاء يهيجه لِأَن الشَّرَاب مضاد للعصب والنقرس يتناسل.

قَالَ: ومفاصل الْأَوْرَاك وَالرجل إِذا ألحت عَلَيْهَا هَذِه الْعلَّة وأدمن لم ترجع إِلَى الْحَال الطبيعية وَأما سَائِر المفاصل فَإِنَّهَا رُبمَا بَرِئت برءا تَاما وخاصة إِذا كَانَت الْمَادَّة دموية وَإِن بَرِئت الْأَوْرَاك وَالرجل فَإِنَّهَا تعود سَرِيعا لأدنى عِلّة ويستدل على الْمَادَّة من الْأَسْبَاب المتلثمة وَمن لون الورم وحاله وَجُمْلَة علاج هَذِه هُوَ استفراغ ذَلِك الكيموس.

فِي عرق النسا قَالَ: إِذا كَانَ من دم غليظ فَإِنَّهُ يبرأ من فصد عرق النسا.

قَالَ: وَينْتَفع بِهَذَا الْعرق أَكثر من الصَّافِن لِأَن هَذَا الْعرق غائص غائر وَهَذِه الْمَادَّة غائصة غائرة فَانْظُر إِن احْتمل العليل أَن تَمنعهُ الْغذَاء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تفصد هَذَا الْعرق فَإِن نَفعه حِينَئِذٍ يعظم جدا ويسكن عَنهُ من سَاعَته فَبعد الفصد أسهل الْخَلْط الْغَالِب بِمَا يُخرجهُ فَإِن سكن وَإِلَّا فاحقنه بِهَذِهِ الحقنة وَهِي ماهودانه شواصرا قنطوريون (ألف ج) دَقِيق زراوند أصل الْكبر خربقان حرمل وسورنجان عَاقِر قرحا حنظل مازريون لب القرطم شب يطْبخ نعما وَيُؤْخَذ من مَائِهَا رَطْل وَيصب عَلَيْهِ من دهن الناردين زنة أوقيتين ويحقن بِهِ فاترا فَإِن وجد مِنْهَا تلهبا فاحقنه بعْدهَا بحقنة مطفئة وكمد المقعدة كي تبقى الحقنة مُدَّة طَوِيلَة فَإِن شَأْن هَذِه الحقنة أَن تخرج رطوبات مخاطية وَرُبمَا خرج مَعهَا شَيْء من الدَّم فيعظم نَفعه فاطل الورك بعد ذَلِك بِهَذَا: ورق الْغَار عشْرين عَاقِر قرحا خَمْسَة قسط سَبْعَة حرف أَرْبَعَة بورق ثَلَاثَة يدق وينخل ويذاب نصف رَطْل من الزفت الرُّومِي بأوقيتين من دهن الياسمين يخلط ويطلى بِهِ

 

(3/477)

 

 

قرطاس وَيلْزم الورك أَو خُذ صُوفًا نقيا فشربه دهن سذاب ثمَّ انثر عَلَيْهِ بورقا وعاقر قرحا ورش عَلَيْهِ خلا وشده على الورك فَإِن لم ينقص بعد بالعلاج أَعنِي بالإسهال والحقن مرَارًا فَإِنَّهُ ينقص بعد أَن تريحه فِيمَا بَينهَا والقيء عَظِيم النَّفْع فِي هَذَا الوجع فَاسْتَعْملهُ أَولا بعد الطَّعَام ثمَّ بالأدوية إِذا يعود ذَلِك فَإِن بلغ الْأَمر إِلَى أَن يتخوف على العليل أَن يقلب الرمانة من موضعهَا)

وتنخلع الورك فاكوه فِي ثَلَاثَة أَو فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع وَلَا تدعها تَبرأ سَرِيعا بالأدوية لينصب مِنْهَا صديد كثير ولطف تَدْبيره وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الامتلاء وَالسكر المفرط وَالْجِمَاع وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام أَو كلما يُولد خلطا نيا.

قَالَ: إِذا كَانَ وجع المفاصل دمويا فابدأ بالفصد على جَمِيع الْأَحْوَال ثمَّ إِن كَانَ الدَّم مَعَ ذَلِك رديا فأسهل بِمَا يخرج الْخَلْط الْغَالِب فِيهِ ثمَّ ضمد بضماد حَيّ الْعَالم الْمَوْصُوف فِي بَاب الورم الْحَار وينفع مِنْهُ أَن تَأْخُذ ورق الكرنب المسلوق المدقوق مَعَ صفرَة الْبيض الني ودردي الْخمر أَو خل خمر فَإِن دردي الْخلّ هَهُنَا أَجود من الْخلّ وَقد جربنَا فَرَأَيْنَا بزر قطونا إِذا ضرب بدهن ورد وخل وَوضع عَلَيْهِ وَبدل مَتى فتر فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع والخطمي مَتى ضرب بالخل وَوضع عَلَيْهِ وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي ذَلِك الْحَال اسْتعْمل المخدرة بِمِقْدَار مَا يسكن الوجع فَإِذا سكن فانتقل عَنهُ لِأَنَّهُ يحدث مَتى طَال اسْتِعْمَاله عسر حركات العضل فَإِن حدث عَنْهَا عسر الْحَرَكَة فَخذ الدياخيلون وأدقة بدهن البابونج واطله عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحدث هضما وَيرد الْحَرَارَة وَأما النقرس الْحَادِث عَن الصَّفْرَاء فابتدئ بإسهال الصَّفْرَاء ثمَّ بترطيب الْبدن وتسكين الحدة واللذع بالأغذية الْبَارِدَة الرّطبَة والأطلية الَّتِي تعالج بهَا الْحمرَة وأسهل مَرَّات كَثِيرَة وأجود مَا تسهل بِهِ الشَّرَاب الْمُتَّخذ من الْورْد وَالسكر والقمونيا الْمَعْرُوف بشراب الْورْد المقوي وجوارش السفرجل ولتكن الأضمدة والأطلية مبردة مرطبة والغذاء وَالْحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد العذب وَهَذَا هُوَ مثل الْحمرَة وعلاجها وَإِن اضطررت فَاسْتعْمل المخدرة فَأَما البلمغي فاستفرغ البلغم مَرَّات بالقيء أَكثر وبالمسهل والحقن القوية الَّتِي ذكرت (ألف ج) فِي بَاب عرق النسا واعطه حب السورنجان والشيطرج والمنتن وَحب النجاح أَجودهَا مَرَّات واعطه بعد ذَلِك معجون هرمس وَاعْتمد على إدارة الْبَوْل دَائِما ودق الكبريت وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يعظم نَفعه ودقيق الشليم الْمَطْبُوخ بِالشرابِ المخبص بدهن الناردين ودهن السذاب فِي الانحطاط فإمَّا مَاء البابونج والحرمل وإكليل الْملك وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ نَافِع فِي الانحطاط وانفع مَا اسْتعْمل فِي النقرس البلغمي الفربيون والعاقر قرحا والنطرون إِذا خلطت بالقيروطي وَغَيره وَإِن كَانَ الوجع لَا يسكن بالأضمدة فَعَلَيْك بِهَذِهِ النطولات بطبيخ خل ثَقِيف جدا مَعَ حاشي وصعتر وفودنج وحرمل وورق الْغَار وأصل الْكبر وقنطوريون وبابونج وإكليل الْملك ثمَّ يصفى ونطل عَلَيْهِ مَرَّات كَثِيرَة وَإِن رَأَيْت الورم يصلب فَلَا تلح بالتحليل وأسهل السَّوْدَاء وَرطب الْعُضْو بالملينة ثمَّ حلل على هَذَا أبدا. فَإِن)

كَانَ النقرس من أخلاط مُخْتَلفَة فَإِن دلائله تختلط وتشتبه فَلَا

 

(3/478)

 

 

ينْتَفع بالأدوية وَرُبمَا لم ينْتَفع بِمَا كَانَ انْتفع بِهِ مرَارًا وَهُوَ أعظم دَلِيل على أَن الْمَادَّة مختلطة غير مُفْردَة فَاجْعَلْ تَدْبيره وأدويته ممتزجة بِحَسب تخمينك وَبِالْجُمْلَةِ فَمن كَانَ بِهِ نقرس بلغمي فالعماد فِي تَدْبيره على مَا يلطف ويحلل بِقُوَّة.

فِي التَّحَرُّز: توخ أَلا يكون الامتلاء فِي الْبدن واستفراغ الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ تهيج الْعلَّة وخاصة وَقت النّوبَة وَالْجِمَاع لَا يضر من كَانَ مِنْهُم يُصِيبهُ هَذِه الْعلَّة على الإمتلاء وَأما غَيرهم مِمَّن يُصِيبهُ من كيموس حَار أَو خام أَو سوداوي فيضره والرياضة تضر من كَانَ يَنَالهُ ذَلِك عَن الصَّفْرَاء وَعَن السَّوْدَاء وينفع من كَانَ يُصِيبهُ ذَلِك عَن البلغم وَالدَّم غير الْحَار وبشرط أَلا يَكُونَا من الْكَثْرَة على الْغَايَة وَمن كَانَ يُصِيبهُ الوجع عَن مواد دموية فاجتهد أَلا يمتلئ فَإِن امْتَلَأَ فافصد وَالَّذِي يُصِيبهُ من خلط بلغمي فَأكْثر رياضته ولطف تَدْبيره وسخنه واعطه أغذية ملطفة وأدمن ادرار الْبَوْل وقيئه والسوداوي رطبه وَلينه لِئَلَّا يجْتَمع فِي بدنه هَذَا الْخَلْط. وَمن اسْتعْمل نطل مَاء الْملح على تِلْكَ الْأَعْضَاء حفظهَا وَكَذَلِكَ إِن سكب عَلَيْهِ دَائِما وَكَذَلِكَ أَن ضمد الرجل بالملح المسحوق بالزيت.

قَالَ: وَالْجِمَاع فِي سَائِر الأمزجة الَّتِي تحدث النقرس ردي جدا لِأَنَّهُ يثور الْبدن ويبرده ويملأ الْأَعْضَاء الضعيفة ويجفف الْبَاقِيَة فَأَما من كَانَ يحدث بِهِ ذَلِك من امتلاء فَإِنَّهُ لَا ينكأه وَأعظم نكايته لمن كَانَ داؤه حَدِيثا. لي الَّتِي تعْمل فِي النقرس بِخَاصَّة السورنجان والبوزيدان والماهي زهره وَرجل الْغُرَاب ورعي الْحمام والقنطريون والحنظل.

قرابادين حُبَيْش لوجع الظّهْر الدَّائِم بالمشايخ والمرطوبين: أشق وسكبينج وجاوشير وأنزروت يحل فِي دهن الْجَوْز أَو دهن السذاب وَيجْعَل مَرَّات وينفع مِنْهُ الحقن المسخنة. (ألف ج) لَهُ دهن يحلل الأخلاط الراكدة فِي الرّكْبَة وَالظّهْر والمفاصل: يطْبخ شَحم الحنظل بِالْمَاءِ حَتَّى يتهرأ وَيصب على الدّهن الزَّيْت مثله ويطبخ.

قَالَ: وَيُقَوِّي الجندبادستر والميعة والفربيون ودهن الميعة يفعل ذَلِك.

مسَائِل الْفُصُول قَالَ: يحدث فِي حَال يبس الْهَوَاء الْأَمْرَاض الكائنة من احتداد الأخلاط كوجع المفاصل. لى قد يكون ضرب من وجع المفاصل إِنَّمَا سَببه احتداد الدَّم فَقَط لَا كثرته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَن الْأَعْضَاء الرئيسة تدفع شَرّ مَا فِيهَا عَن أَنْفسهَا وعلامة هَذَا النَّوْع أَنه يلْحق)

الْأَبدَان المرارية أبدا وَفِي الْأَحْوَال الَّتِي يتدبرون فِيهَا تدبيرا يُولد الصَّفْرَاء ويتعبون ويقلون الْغذَاء ويكثرون الباه وَنَحْو ذَلِك فأقصد لهَؤُلَاء الباسليق بتعديل الأخلاط والأغذية المرطبة وَالْحمام فَإِنَّهُ برؤهم وَهَؤُلَاء ضد الَّذين تعتريهم أوجاع المفاصل من أجل كمية الأخلاط والوجع فِي أُولَئِكَ يكون للتمدد وَفِي هَؤُلَاءِ لرداءة الْخَلْط فَلَا جرم أَن الورم فِي هَؤُلَاءِ أقل وَفِي أُولَئِكَ أعظم وَقد يكون هَذَا الوجع لِاجْتِمَاع هذَيْن وَغَيرهمَا وَيجب أَولا الاستفراغ ثمَّ التَّعْدِيل. وَقَالَ فِي الْمسَائِل: مَتى يكون حُدُوث وجع المفاصل أَكثر قَالَ فِي حَالَة الْهَوَاء الْيَابِس

 

(3/479)

 

 

الْحَار. لى طلاء عَجِيب للنقرس إِذا كَانَ حارا: قشور أصل اليبروج ومغاث وطين أرمني وأفيون وشياف ماميثا وصندل أصفر وفوفل وكافور يجمع الْجَمِيع ويتخذ أقراصا وَعند الْحَاجة يسحق ويطلي بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو الخس أَو مَاء الْورْد ويلقي فَوْقه خرقَة رطبَة بَارِدَة أبدا.

السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: وجع النقرس إِنَّمَا يكون الْفضل فِيهِ فِي المفاصل ويتمدد لذَلِك الرباطات الَّتِي عَلَيْهَا ويرسخ أَيْضا فِي اللَّحْم فيرم فَأَما العصب والأوتار فَهِيَ فِي هَذِه الْعلَّة سليمَة من الورم ويستدل على ذَلِك أَنه لم نر أحدا إِلَى هَذِه الْغَايَة حدث بِهِ تشنج من نقرس وَإِنَّمَا يتوجعوا لِأَنَّهَا تتمدد أَيْضا فَقَط. لى جملَة كَلَام ج فِي الميامر: يَنْبَغِي أَن يبْدَأ فِي وجع الورك إِذا كَانَ دمويا بفصد الباسليق مرَّتَيْنِ وتقليل الْغذَاء حَتَّى تعلم أَن الدَّم قد نقص فِي الْبدن وَذَلِكَ فِي عشرَة أَيَّام ثمَّ أفصد الصَّافِن أَو من مابض الرّكْبَة وَلَا تعالج هَذَا النَّوْع بأدوية تُوضَع على الورك فَأَما فِي البلغمي فأبدأ بالقيء بعد الطَّعَام ثمَّ بِلَا طَعَام وبالإسهال فِيمَا بَينهمَا وضع على الورك الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع الْحَار مثل الشبث والبابونج وإكليل الْملك ودقيق الشّعير وَنَحْوه وَلَا تجَاوز واحقن بحقنة لينَة فَإِذا طَال السقم وأزمن فَحِينَئِذٍ اسْتعْمل الحقن الَّتِي تمشي الدَّم وَقبل أَن تعْتق الْعلَّة وَفِي وَقت يكون فِي الْبدن امتلاء وَقبل إستفراغ الْبدن بالقيء فإياك وَهِي المحللة والأطلية الخردلية والمنفطة.

لى أَجود مَا خلق (ألف ج) الله موفقا فِي هَذَا الْوَقْت يقوم مقَام الكي أَن يطلي الورك بِعَسَل البلاذر حَتَّى تصير نفاطات وتفقأ ليسيل مَاؤُهَا وتمنع أَن تندمل مُدَّة حَتَّى يسكن وجع الورك. وَهَذَا يَنُوب عَن الكي أَيْضا ويطلي على البلاذر على خرقَة وَيلْزم الْموضع ساعتين حَتَّى ينبسط ويتنفط فَإِن لم يستحكم تنفطه فأعد عَلَيْهِ. طلاء لأواخر النقرس الْحَار استخرجته على مَا فِي كتاب الترياق إِلَى قَيْصر وَيصْلح للورم الملتهب: شمع أَبيض ودهن ورد)

يذابان ويذاب شَحم البط ويصفى ثمَّ يمزج ويطلى الْموضع فَإِنَّهُ يحلل ويسكن. آخر اكثر تحليلا مِنْهُ واكثر حرارة: يطْبخ الشبث والبابونج فِي دهن حل ثمَّ يذاب مَعَ الشمع الْأَصْفَر وشحم البط.

من أقرابادين سَابُور الْكَبِير لعرق النسا: شَحم حنظل وبورق يجمع بِقَلِيل فلفل وَيجْعَل شيافا طوَالًا ويمسك ويعاد حَتَّى يسحجه ويحقن بدهن شَحم الحنظل وَهُوَ أَن يطْبخ ذَلِك المَاء بالدهن ويحقن بِهِ ويمرخ مِنْهُ جيد بَالغ ان شَاءَ الله. أوريباسيوس مرهم للنقرس بَالغ التَّحْلِيل: يطْبخ زَيْت عَتيق حَتَّى يغلظ ثمَّ يذر عَلَيْهِ نطرون مسحوق ويضمد بِهِ. لى سَمِعت كَاتب إِسْمَاعِيل. يَقُول: إِن وَجَعه لَا يسكن إِلَّا بِأَن يطلى عَلَيْهِ ميعة بزنبق فانه عَجِيب فِي ذَلِك ووجعه بلغمي بَارِد.

من الْكَمَال والتمام لورم الرّكْبَة يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق شعير يطليان عَلَيْهَا بخل خمر فَإِنَّهُ يحلل مَا فِيهِ.

 

(3/480)

 

 

الرَّابِعَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالتبريد للورم الْمُسَمّى حمرَة والصداع الْحَادِث من حر الشَّمْس أَو حمى محرقة وَبِالْجُمْلَةِ إِذا كَانَ الوجع الَّذِي فِي الْعُضْو لَيست مَعَه مَادَّة تحْتَاج أَن تحلل فان أَنْت منعتها مددت فِي ذَلِك الْعُضْو مَادَّة حارة رقيقَة فَأَما حَيْثُ يكون خلطان فَلَا تكْثر المبردة. لى قد رَأَيْت كثيرا مَا يطلى بالمبردات فيزيد فِي الوجع فَإِذا رَأَيْت الورم فَعَلَيْك بالاستفراغ ثمَّ بالتكميد والتحليل من الْعُضْو بالأشياء المرخية وَأما إِذا كَانَ الوجع الوجع شَدِيدا والورم لينًا وَهُوَ قَلِيل فَحِينَئِذٍ أطل بالمبردات.

جورجس قَالَ: افصد فِي هَذَا الوجع الْعرق الَّذِي عِنْد إِصْبَع الرجل الصُّغْرَى وَأخرج الدَّم عَشِيَّة أَيْضا فَإِن لم يقْلع ذَلِك فافصده عرق النسا وَمن كَانَ يتَعَاهَد هَذَا الوجع فَلَا شَيْء أصلح لَهُ من الكي وَاحِدَة على الورك ثمَّ أُخْرَى على الْفَخْذ ثمَّ على السَّاق.

السَّابِعَة من قاطاجانس مسوح يقْلع النقرس الْبَتَّةَ: ملح وشب ودردى الشَّرَاب وبورق هش أُوقِيَّة من كل وَاحِد زَيْت رطلان يلقى فِيهِ ويمرخ الْعُضْو بِهِ كل يَوْم مرخا جيدا ان شَاءَ الله تَعَالَى وَقد يُزَاد فِيهِ عاقرقرحا وفلفل من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة فَيكون أبلغ. السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ ج: إِن استعمالنا لتبريد الْأَعْضَاء الوجعة أقل وتسخيننا لَهَا لتسكين الوجع أَكثر وَذَلِكَ أَن المبردة يكثف سطحها وَيمْنَع من تحلل تِلْكَ الْموَاد مِنْهَا فتزيد (ألف ج)) تمددا وَلَيْسَ يشفى التمدد إِلَّا سوء المزاج الْحَار بِلَا مَادَّة كالصداع الْكَائِن من الشَّمْس.

لى انْظُر ابدا فان رَأَيْت الوجع مَعَه غلظ ومادة فَعَلَيْك بإمالة الْخَلْط عَن الْعُضْو حَتَّى إِذا فعلت ذَلِك فَخذ فِيمَا يستخف الْجلد قَلِيلا فَإنَّك بذلك تسكن الوجع وَقد جربت الْأَدْوِيَة الْكَثِيرَة الْبرد فِي النقرس الوارم الدموي فرأيتها كلهَا لَا تسكن الوجع بل رُبمَا زَادَت فِيهِ فاجتنبها وَإِذا رَأَيْت الْعُضْو ينخس وَلَيْسَ بِهِ غلظ وَلَا تمدد فَعِنْدَ ذَلِك برده وَكَذَلِكَ إِذا رَأَيْته بالضد فسخنه وَرَأَيْت صب طبيخ البابونج يسكن هَذَا الوجع سَرِيعا.

لى جربت فَوجدت أَنه مَتى هاج الوجع فِي الرجل فاستعملت الإسهال زَاد الوجع وجربت فَرَأَيْت النقرس الْحَار إِذا أسهلت صَاحبه وَقد هاج بِهِ الوجع زَاد فِيهِ لَكِن يجب فِي ذَلِك الْوَقْت أَن تَأْخُذ فِي تَبْدِيل الزاج بِمَاء الشّعير والبقول والسويق وَالسكر عَجِيب فِيهِ فَإِنَّهُ إِذا سكنت حرارته وأبيض مَاؤُهُ سكن وَجَعه الْبَتَّةَ ثمَّ فِي حَال الرَّاحَة تَأْخُذ فِي استفرغه وَأما فِي الرجل فَإِنَّهُ كَانَ بَارِدًا احْتَاجَ إِلَى الْقَيْء وانتفع بِهِ جدا جدا وَقد جربته فِي ذَلِك وَفِي الورك فرأيته عجيبا.

من كتاب روفس فِي اوجاع المفاصل قَالَ: إِذا تقيحت مَوَاضِع النقرس عسر برؤها وسالت مِنْهَا ألوان مُخْتَلفَة.

لى على مَا رَأَيْت فِي الْعَاشِرَة من الميامر ينفع من الأوجاع الَّتِي تهيج فِي الْقَدَمَيْنِ فِي الشتَاء مَعَ تعقد فِيهَا ان تضمد بالأضمدة الحارة المتخذة من النورة والنطرون والعاقر قرحا وشحم البط وَالزَّيْت الْعَتِيق فانه يمتص مَا هُنَاكَ ويسكن الوجع.

 

(3/481)

 

 

لى وَتَنْفَع الميعة والزنبق وَكنت أرى رجلا يُصِيبهُ هَذَا ثمَّ إِذا جَاءَ الرّبيع خرج من تِلْكَ الْأَمْكِنَة قطع دم جامد يَابِس تَدْفَعهُ الطبيعة وَيبرأ الصَّيف كُله ثمَّ يعود فِي الشتَاء وخاصة إِذا مَشى على أَرض ندية بَارِدَة وَإِنَّمَا كَانَ لشدَّة مَا يُصِيبهُ فَيصير فِي وسط اللَّحْم الخبيثة فَيجب لهَؤُلَاء أَن يدهنوا أَرجُلهم فِي الشتَاء بالميعة والزنبق ويدهنوا بدهن الثوم فَإِنَّهُ بَالغ ويتوقون السّفر فِي اللَّيْلَة الْبَارِدَة فَإِنَّهُم مستعدون للخبيثة.

الْعَاشِرَة من الميامر قَالَ: إِذا تولدت الْعلَّة فِي المفاصل فَلَيْسَ فِي رُجُوع المفاصل إِلَى حَالهَا الطبيعية حِينَئِذٍ مطمع. لى لم يذكر جالينوس فصد عرق النسا الْبَتَّةَ إِنَّمَا قَالَ: أفصد مابض الرّكْبَة أَو الصَّافِن لعرق النسا وَلَا كِتَابَة فِي الفصد ذكر عرق النسا الْبَتَّةَ على أَنه قد ذكر هَذِه)

الْعلَّة وَقَالَ: قد أبرأت مِنْهَا بفصد مابض الرّكْبَة.

الثَّامِنَة قَالَ: أيارج فيقرا نَافِع من عرق النسا. لى أَحسب أَن نَقِيع الصَّبْر وَالصَّبْر نَفسه إِذا أَدِيم سقيه حَتَّى يسحج نفع أَيَّامًا. التَّدْبِير الملطف قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا كثيرا مِمَّن بهم وجع (ألف ج) المفاصل إِلَّا أَنهم لم يبلغُوا أَن تمتلئ مفاصلهم من الْحِجَارَة برؤا من عللهم بإدمان التَّدْبِير الملطف.

قَالَ ج: أَصْحَاب عرق النسا يَنْتَفِعُونَ بفصد مابض الرّكْبَة أَكثر وأبلغ مِنْهُ بالصافن.

مَجْهُول قَالَ: يتَجَنَّب الباه ويطليه بالميعة والزنبق واللخالخ الحارة وَيكثر الْحمام وَلَا يَأْكُل مَا يُولد دَمًا غليظا الْبَتَّةَ.

لى رَأَيْت مَشَايِخ وشبابا بهم أوجاع المفاصل الحارة الفلغمونية جلهم تهيج عَلَيْهِ الْعلَّة والبثور مَتى تعبوا وَمَشوا مِنْهُم الأخوان سوَادَة وَمُسلم.

فِي جَوَامِع حفظ الصِّحَّة قَالَ: تليين الْبَطن جيد لكل من يجْتَمع فِي بدنه أخلاط نِيَّة. لى رَأَيْت خلقا كثيرا سمانا مِمَّن لَا تمكنهم الرياضة فَكَانَ إِنَّمَا يُمكن أَن يحفظوا من وجع المفاصل بِأَن يسهلوا كل أُسْبُوع مرّة وَمن فعل ذَلِك بِهِ مِنْهُم لم يعتده الوجع وَذَلِكَ أَنه لم يكن يبْقى مَا يُمكن أَن ينْدَفع إِلَى مفاصلهم.

من مقَالَة ج فِي صبي يصرع قَالَ: فَأَما الرياضة فَمَتَى كَانَت بعد الْوَقْت الَّذِي يَبْتَدِئ بِهِ الأعياء فَإِنَّهَا تذيب اللَّحْم وَتجمع فِي المفاصل والعضل فضولا. لى قد صَحَّ من هَهُنَا مَا يَقُول فليغريوس فِي النقرس وَقَالَ: لَا تجْعَل الأضمدة الْبَارِدَة على الورم الْحَار مَعَ مَادَّة فَإِنَّهَا تكثف الْجلد فَلَا ينْحل فيزيد الوجع. لى يجب أَن تجْعَل الأضمدة فَوق الْموضع فَأَما الْموضع نَفسه فَيتْرك بِحَالهِ ويرخى قَلِيلا. وَقَالَ: دهن البابونج جيد جدا للوجع الَّذِي يهيج من التَّعَب. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: ضع فَوق العضل خرقَة مبلولة فِي خل وَمَاء أَو ضماد الْخلّ فَإِنَّهُ يمْنَع الْمَادَّة بعد النفض وَأما الورك فابدأ فقيئه مَرَّات كَثِيرَة وأفصده من فَوق ثمَّ أسهله وأفصده من أَسْفَل وَاجعَل تَدْبيره لطيفا فَإِنَّهُ ملاكه.

 

(3/482)

 

 

القرابادين الْكَبِير للنقرس الْحَار جيد جدا: سقمونيا ربع دِرْهَم أفسنتين دِرْهَم يَجْعَل حبا وَيشْرب بجرعة جلاب أَو شراب الْورْد وليحذروا الحلو والحريف والتعب الْبَتَّةَ وأدخلهم الْحمام إِذا برد وسكنت فورته بعد أَن يَأْكُلُوا شَيْئا قَلِيلا بَارِدًا وَيكون ذَلِك بالعشيات واسقهم بزر)

بنج أَبيض من دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف وَيصب على الْموضع المَاء الْبَارِد وتوضع عَلَيْهِ خرقَة قَالَ وليأكلوا لحم الْبَقر بالخل وَالزَّيْت والأجاص والتفاح وحماض الأترج وَلَا يتحركوا الْبَتَّةَ وَلَا يجامعوا.

من كناش ابْن ماسويه قَالَ: يهيج عرق النسا من الْجُلُوس على الْأَشْيَاء الصلبة وَمن كَثْرَة الباه وَلَا يكَاد يعرض للغلمان ويعرض للشباب والكهول وَمَتى أزمنت هَذِه الْعلَّة عرج صَاحبهَا وَهِي فِي الْجَانِب الْأَيْسَر أَشد وينفع مِنْهَا أيارج شَحم الحنظل وَالْقعُود فِي الْحمة الحارة والمحاجم بالنَّار على الورك وَرُبمَا سرح على الورك العلق فنفع وَإِذا كَانَ بِهِ من دم فالفصد من الْيَد ثمَّ من الرجل يُبرئهُ.

قَالَ: وَرُبمَا كثرت الْمَادَّة (ألف ج) الَّتِي يكون مِنْهَا وجع المفاصل حَتَّى ينصب إِلَى الفقار واللحيين وَالْأُذن والعينين والأسنان وَالْحلق. الثَّعْلَب الْمَطْبُوخ يمرخ بدهنه المنقرس وطبيخ الضبع العرجاء يقْعد فِيهِ يَقُول ذَلِك جَمِيع الْأَطِبَّاء.

تجارب المارستان مَتى كَانَ مَعَ وجع الرّكْبَة وَنَحْوهَا تفرقع فَإِنَّمَا هِيَ رطوبات. لعرق النسا يحقن قبل النّوبَة بحقنة تغسل المعي من الثفل ثمَّ يحقن بالقوية.

لى كَانَ رجل بدين لَازِما للراحة كثير الْأكل لاتتهيأ لَهُ حَرَكَة بِهِ وجع المفاصل فالزمته الفصد فِي كل تسعين يَوْمًا والإسهال اللين فِي كل أُسْبُوع مرّة بِمَا يقيمه أَرْبَعَة مجَالِس أَو خَمْسَة وَفِي كل شَهْرَيْن إسهالا أعنف من هَذَا وَفِي كل يَوْم البزور المدرة للبول والتقدم بالفصد والإسهال فِي أَوْقَات النوائب فَخفت علته وقارب الصِّحَّة على أَنه لم يحتم الْبَتَّةَ.

الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: من كَانَت رجله ضَعِيفَة أَو مفاصله كَذَلِك فَإِنَّهُ يسهل قبُولهَا للفضل الَّذِي فِي الْبدن عِنْد دُخُول الْحمام وَذَلِكَ أَن الرطوبات الَّتِي فِي بدنه ترق والمجاري تتسع وَتَسْتَرْخِي حَتَّى تجْرِي فِيهَا بسهولة.

بولس فِي السَّابِعَة عِنْد ذكر ضماد الْخَرْدَل قَالَ: كثيرا مَا يكون بعر الماعز مَعَ الْخلّ مَتى ضمد بِهِ أنجح من الْخَرْدَل لَا سِيمَا فِي عرق النسا.

لى يعلم من قَول إبقراط أَن النِّسَاء لَا يعرض لَهُنَّ النقرس لاستنقائهن بالطمث والخصيان وَالصبيان لَا يعرض لَهُم النقرس أَن النقرس إِنَّمَا حُدُوثه أما من كَثْرَة الدَّم وَإِمَّا من حِدته فَانْظُر أبدا أَن يكون تدبيرك للأبدان المرارية بالترطيب ليصير فِي مزاج الصّبيان والخصيان فَإِنِّي رَأَيْت)

النقرس يحدث فِي ثَلَاثَة أمزجة: فِي الَّذين يمتلؤن سَرِيعا من الدَّم

 

(3/483)

 

 

وَفِي الْأَبدَان الَّتِي يخالط دَمهَا مرار أصفر كثير وَفِي الْأَبدَان الَّتِي تخالطها فضول نِيَّة كَثِيرَة جدا. وَرَأَيْت هَذَا قل مَا يحدث وَإِن كَانَ الْأَطِبَّاء قد قَالُوا بضد ذَلِك أوصيك أَن تدبر هَذِه الْأَبدَان بالترطيب دَائِما لتَكون دمائها رطبَة لَا حرارة لَهَا. مُفْردَة ج: فِي السَّابِعَة قَالَ: إِن الأشق قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الَّتِي تَنْعَقِد فِي المفاصل. لى مَا أَكثر مَا تكون هَذِه فِي مفصل الرّكْبَة فاعتمد على الأشق والخل والشحوم والمخوخ وَسَائِر الملينات. لى قَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: أَن البقلة الحمقاء تبرد فِي الثَّالِثَة وترطب فِي الثَّانِيَة فَلذَلِك لَا عديل لَهَا فِي النَّفْع لمن يجد لهيبا فِي جَوْفه أَو احتراقا إِذا وضع على بَطْنه وَلذَلِك أقدر أَنَّهَا نافعة جدا فِي أوجاع المفاصل الحارة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا كَبِير ورم الملتهبة جدا فاعتمد عَلَيْهَا وعَلى لعاب بزر قطونا ومل إِلَيْهَا حَيْثُ الورم حمري أَو قَلِيل الرُّطُوبَة لِأَنَّهَا ترطب مَعَ أَنَّهَا لَا تضر مَعَ ذَلِك لى الَّتِي تحلل باعتدال (ألف ج) وتستعمل فِي آخر النقرس الْحَار: الخطمي الحلبة البابونج الشبث الكرنب بزر كتَّان الشحوم الأمخاخ الأشق الزَّيْت الْعَتِيق اللوز المر.

مُفْردَة ج: الزراوند المدحرج نَافِع للنقرس مَتى شرب بِالْمَاءِ. الراسن يحمر بِهِ الورك كالأدوية المحمرة وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشفى من انخلاع الورك الَّذِي من رُطُوبَة. فوّة الصَّبْغ من النَّاس من يسْقِي أَصْحَاب عرق النسا مِنْهَا فتبولهم دم وينتفعون بِهِ. ويسقى بِمَاء الْعَسَل دَقِيق الترمس فيضمد بِهِ الورك فِي الشتَاء فينفع جدا ويحمر. الفودنج النَّهْرِي يوضع على الورك يضمد بِهِ فَيكون عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب من عمق الْجِسْم ويسخن العضل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد أحراقا بَينا.

وَقَالَ فِي ذَلِك د وَعظم أمره قَالَ: يعرض وجع النسا والساقين حاروغير حَار وَلَا يكون فِي الْمفصل بل فِي الزندين وَهُوَ عسير لَا يكَاد يبرأ وَلَا يكون من فضل فيندفع إِلَيْهِ أبدا. وَقد رَأَيْت من إِذا حمى بدنه بشراب أَو غير ذَلِك أوجعهُ على الْمَكَان فَإِذا سكن لم يوجعه وعلاجه تجنب الْأَشْيَاء المهيجة لَهُ وَلَا أرى تقويته فَإِنَّهُ يهيج حمى مَتى قوى وَالْفرق بَينه وَبَين وجع المفاصل أَنه لَيْسَ فِي مفصل. حدث بِرَجُل ورم فِي فّخذه حَار يضْرب ففصدته وضمدت بالمانعة فَكَانَ وَجَعه أخف وَلم يسكن حَتَّى ضمدت بالمحللة الملينة فسكن وانحل الورم فَانْظُر فَإِذا سكن اللهيب وَرَأَيْت الوجع قَائِما والعضو متمددا فَخذ فِي المحللة والملينة. د: قشر أصل الْكبر ينفع من وجع الورك إِذا شرب بخل وَعسل وَقد يجدر شَيْئا دمويا أَو يبوله)

فيخف الوجع على الْمَكَان وينفع غَايَة النَّفْع أَيْضا مَتى ضمد بِهِ الورك وورقة يدق وتحمر بِهِ الورك. والقنطوريون الدَّقِيق يحقن بطبيخه أَصْحَاب عرق النسا فيسهل خلطا غليظا دمويا وَذَلِكَ أَنه إِذا أسهل كثيرا سكن الوجع. الحنظل الرطب مَتى ذَلِك بِهِ الورك انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما. أصُول الخيري يضمد بهَا الأورام الَّتِي تصلب وتتحجر فِي المفاصل فينفع.

 

(3/484)

 

 

لى خُذ مَادَّة هَذِه من الملينة. وورق الدلب مَتى دق وضمدت بِهِ الرّكْبَة الَّتِي فِيهَا ورم حَار نفع نفعا عجيبا ويجفف. لى هَذَا يصلح لتِلْك الأورام الَّتِي تعرفها. الهيوفاريقون يسقى لوجع الورك. كمافيطوس يطْبخ بِمَاء الْعَسَل ويسقى لوجع الورك.

قَالَ ج: الْحِجَارَة الَّتِي تسمى غاغاطيس تَنْفَع الوجع فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَلَا سِيمَا من الرّيح. مَاء الكراث نَافِع من ذَلِك. ج قَالَ: عجنت جبنا عتيقا بطبيخ أكارع مملوحة عتيقة وَكَانَ الْجُبْن قد أَتَى عَلَيْهِ سنُون كَثِيرَة لَهُ حراقة وحدة شَدِيدَة فعجنت من ذَلِك الْجُبْن بِمَاء تِلْكَ الأكارع وضمدت بِهِ رجلا فِي مفاصله صلابات متحجرة فانشقت جلدَة الْموضع وَجعل يخرج من الحجارات شَيْء بِلَا أَذَى وَلَا مؤونة.

لى خُذ أحرف مَا تقدر عَلَيْهِ من الْجُبْن وَأَشد صفرَة وعتقا وَخذ شحما عتيقا مالحا اعْتِقْ مَا يكون فاطبخه واعجن ذَلِك بِهِ وَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ يَجِيء أبلغ من ذَلِك. (ألف ج) بعر الماعز قَالَ: هُوَ حَار مُحَلل وَقد حللت بِهِ ورما مزمنا كَانَ فِي الرّكْبَة بِأَن اتَّخذت ضمادا من دَقِيق الشّعير وألقيت فِيهِ من بعر الْمعز فَكَانَ بَالغا. لى هَذَا جيد للركبة والمفاصل الَّتِي تنصب إِلَيْهَا رطوبات وريح فَيَجِيء الورم عَظِيما مثل الَّذِي بطه عَبدُوس فَإِنَّهُ يفش تِلْكَ الأورام سَرِيعا والمسحوق فِيهِ أبلغ وَقَالَ جالينوس: أَنه يزْدَاد لطافة وَلَا يزْدَاد كَبِير حِدة. الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثعالب والضباع كثير التَّحْلِيل وَلذَلِك صَار يشفي أَصْحَاب أوجاع المفاصل فِي أَكثر الْأَمر وَذَلِكَ أَنه يستفرغ استفراغا كثيرا جَلَسُوا فِيهِ أَو تمرخوا بِهِ وَذَلِكَ أَنه يجتذب من عمق الْجِسْم جذبا شَدِيدا ويستفرغ مَا جذب وَمَتى كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة يَجْلِسُونَ فِي ذَلِك الزَّيْت وَهُوَ فاتر ويمكثون فِيهِ زَمنا طَويلا فتحلل مَا فِي المفاصل تحليلا بليغا وَلَا ينصب بعد ذَلِك إِلَى الْمفصل شَيْء لِأَن الْجِسْم يستفرغ بِهِ فَهَذَا العلاج أما إِن يبرئهم الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن يعاودهم معاودة ضَعِيفَة. ج: المري يحقن بِهِ من وجع الورك فينفع جدا. د: الإيرسا يطْبخ ويهيأ مِنْهُ حقنة نافعة لعرق النسا. القردمانا مَتى شرب جيد لعرق النسا. الأسارون جيد إِذا سقِِي لعرق النسا يسقى بِمَاء)

الْعَسَل مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل فَإِنَّهُ يسهل خلطا لزجا ويعظم نَفعه. دهن الشبث جيد لوجع المفاصل جدا وَعَمله أَن يلقِي رَطْل فِي عشرَة من دهن وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجدد ثَلَاث مَرَّات أَيْضا وَيُقَال أَنه الغرب قَالَ: طبيخ ورقة يصب على رجل المنقرس فيعظم نَفعه لَهُم جدا. الْخَيْر لَهُ خَاصَّة فِي تلطيف الورم الْعَارِض فِي أَسْفَل الْقدَم. د: ضماد بَالغ جدا لما يحْتَاج إِلَى تبريد يُؤْخَذ: مَاء الهندباء وخل وإسفيذاج الرصاص فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين وجع النقرس الْحَار جدا.

الْخَرْدَل مَتى ضمد بِهِ مدقوقا مَعَ تين إِلَى أَن يحمر الْجلد وينتقط كَانَ نَافِعًا لعرق النسا وجر الوجع إِلَى خَارج والمادة. والحرف مَتى حقن بطبيخه مَشى الدَّم وَأَبْرَأ مِنْهُ. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بسكنجين كَانَ جيدا لعرق النسا ووجع

 

(3/485)

 

 

المفاصل. القنطوريون الصَّغِير يهيأ من طبيخه حقنة لعرق النسا يسهل دَمًا ويخفف الوجع. قَالَ: الفوة يسسقى كل يَوْم مِثْقَال صَاحب عرق النسا أَو يدْخل الْحمام كل يَوْم فيتولد دم فيبرئه الْبَتَّةَ ويسقى بِمَاء الْعَسَل. الأشق يبلغ من تليينه وتحليله أَن يحل الصلابات المتحجرة فِي المفاصل. لى اسْتعْمل دهن شِيث وشمع وأشق للمفاصل الصلبة المتحجرة.

ابْن ماسويه: خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد.

الخوز وماسرجويه والسندهشار: عود هندي مَعْرُوف لَا شَبيه لَهُ فِي النَّفْع من النقرس والرياح الغليظة فِي الظّهْر وَالركبَة وَنَحْوهَا.

ابْن ماسويه: الكركم نَافِع جدا للنقرس الْبَارِد.

ماسرجويه قَالَ: الماهي زهره نَافِع (ألف ج) جدا لمن بِهِ نقرس ووجع مفاصل وَلم يشتبك أَصَابِعه خَاصَّة جدا. لى إِنَّمَا يدعونَ الماهي زهره مَتى عقدهم اللاعية فَقَط.

أَبُو جريح: الميعة نافعة من تشبك الْأَعْضَاء من الرّيح شربت أَو طلي بهَا.

ابْن ماسويه: دهن النارجيل يَجْعَل على مَاء الْأُصُول ويسقى لوجع الظّهْر والورك.

أَبُو جريج: السورنجان جيد لوجع المفاصل شرب نَفسه أَو طبيخه وَيحبس النزلات الَّتِي تنزل إِلَى المفاصل أَن تنزل فِي وَقت ابتدائها والإكثار مِنْهُ يحْجر العضلات وينفع المفاصل وَلذَلِك يجب لمن أدمنه أَن يكثر من المَاء الْحَار والدهن والملينات على مفاصله.

أَبُو جريج وَابْن ماسويه: خَاصَّة الفودنج النَّفْع من الرِّيَاح الغليظة فِي الظّهْر والوركين والمفاصل القلهمان: خَاصَّة بزر الفجل النَّفْع من وجع المفاصل. لى ليدْخل فِي عداد الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر)

الْبَوْل. وَقَالَ: الصَّبْر دَوَاء جيد لوجع المفاصل جدا يسهل الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يحدث.

الخوز: النفط الْأَبْيَض عَجِيب مَتى شرب لوجع الظّهْر والورك وَالركبَة والمفاصل الْبَارِدَة. الخوز: التبريد يخرج الخام من الرُّكْبَتَيْنِ.

بولس قَالَ: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب الْمَذْبُوح مَتى جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة أَبْرَأ من وجع المفاصل مَتى كَانَت عِلّة مبتدئة وَمَتى كَانَت مزمنة خففها. لى على مَا رَأَيْت للخوز: حب جيد لوجع الظّهْر وَالركبَة يُسمى مُقيم الزمني: شَحم حنظل ربع دِرْهَم تَرَبد نقي حَدِيث لين دِرْهَم قنطوريون دَقِيق نصف دِرْهَم زنجبيل ثلث دِرْهَم جندبادستر ربع دِرْهَم سكبينج دانقان حب النّيل ثلثا دِرْهَم وَليكن مقشرا وَهِي الشربة الْكَامِلَة.

الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيديميا: وجع النقرس يسكن وجع القولنج ووجع القولنج وجع المفاصل. لى قد رَأَيْت كثيرا مَا يعتري صَاحب وجع المفاصل قولنج وَصَاحب القولنج وجع المفاصل. الدّهن الْمَعْمُول من الشَّجَرَة التدمرية الَّتِي تكون مِنْهَا الأومالي قَالَ د: أَنه نَافِع من أوجاع المفاصل. طبيخ ورق الغرب يصب على أرجل المنقرسين فينفعهم

 

(3/486)

 

 

جدا. عِظَام النَّاس محرقة قَالَ ج: أعرف رجلا يسقيها فيشفي خلقا بهم وجع المفاصل. وَقَالَ د: أحرق ابْن عرس كَمَا هُوَ واطل رماده بخل على النقرس فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ. ج: قد قَالَ قوم إِن رماد ابْن عرس مَتى عجن بالخل وطلي على النقرس ووجع المفاصل نفع لِأَنَّهُ يحلل تحليلا شَدِيدا. ج ود: رماد ابْن عرس يعجن بالخل وينفع لِأَنَّهُ يحلل تحليلا كثيرا جدا.

وَمَتى شرب من الأشق دِرْهَم أَبْرَأ وجع المفاصل د: وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل وَالزَّيْت حلل الفضول المتحجرة فِي المفاصل. ج: الأشق مُحَلل جدا وَلذَلِك يحلل الصلابة المتحجرة فِي المفاصل. حب البان يضمد بِهِ للنقرس.

دَقِيق الباقلي مقشر قَالَ جالينوس: قد استعملته مَرَّات كَثِيرَة فِي علل النقرس بعد أَن طبخته بِالْمَاءِ وخلطت مَعَه شَحم الْخِنْزِير. والبلبوس مَتى ضمد بِهِ (ألف ج) وَحده أَو مَعَ الْعَسَل نفع لوجع المفاصل والنقرس. د: بزر بنج مَتى ضمد بِهِ بعد دقه نفع من النقرس. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ودهن)

الْورْد وَالْمَاء نفع من وجع المفاصل الحارة. ج: أخذت جبنا عتيقا حريفا وعجنته بِمَاء قد طبخت فِيهِ أكارع خِنْزِير مملحة مزمنة وَوَضَعته على صلابات متحجرة كَانَت فِي مفاصل رجل فانشقت من تِلْقَاء أَنْفسهَا وَخرج مِنْهَا كل يَوْم شَيْء من تِلْكَ المتحجرات من غير أَذَى. مَتى تضمد بالجاوشير مَعَ الزَّيْت وَافق النقرس. د: دَوَاء الديك الْعَتِيق الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع لوجع المفاصل إِذا تعود الإسهال بِهِ جدا لِأَنَّهُ يخرج خلطا أسود. لى يَنْبَغِي أَن يلقى فِي هَذَا المرق بعض مَا يصلح لهَذِهِ الْعلَّة كالسورنجان وَرجل الْغُرَاب وَإِن عمل لوجع النسا كَمَا يصلح لَهُ فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الهندباء يعْمل مِنْهُ ضماد نَافِع للنقرس. د: هشت دهان خاصته النَّقْع من النقرس. بديغورس: عكر الزَّيْت إِذا سخن وصب على النقرس ووجع المفاصل نفع. د: بعر الماعز مَتى تضمد بِهِ مَعَ شَحم خِنْزِير نفع من النقرس. ج: أَنا أسْتَعْمل فِي الأوجاع العتيقة المزمنة وَفِي علل المفاصل والنقرس الضماد المحمر الَّذِي فِي بَاب عرق النسا مَا لم يتَوَلَّد فِي المفاصل حِجَارَة. ج: الزراوند المدحرج مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من النقرس. د: طبيخ الحماما نَافِع إِذا شرب من النقرس. زنجار الْحَدِيد مَتى لطخ على النقرس نفع مِنْهُ. د: دَقِيق الْحِنْطَة مَتى ضمد بِهِ أَسْفَل الْقدَم حلل الوجع الَّذِي يكون فِيهِ وَقَالَ: حَيّ الْعَالم جيد للنقرس مَتى ضمد بِهِ. وَقَالَ: الطحلب نَافِع من النقرس الْحَار. وَقَالَ: أصل اليبروج مَتى خلط بسويق الشّعير وضمد بِهِ سكن وجع المفاصل. وَمَتى خلط الكرنب مَعَ

 

(3/487)

 

 

نطرون بِمَاء على النقرس نَفعه وينفع مِنْهُ أَيْضا أَن يدخن بِهِ. وعصارة الكرنب مَتى خلطت بدقيق الْحِنْطَة والخل وتضمد بِهِ نفع من أوجاع النقرس ووجع المفاصل. د: لبن النِّسَاء وقيروطي بدهن ورد وأفيون مَتى جعل طلاء نفع من وجع النقرس. وَقَالَ: اللوف السبط مَتى تضمد بِأَصْلِهِ جيد للنقرس. المر مَتى عجن بعد سحقه بالعسل وَشرب مِنْهُ نفع من أوجاع المفاصل. د: الْملح مَتى خلط بِزَيْت وَوضع على النقرس نفع المَاء أَجود لصَاحب النقرس من الشَّرَاب.

روفس: المَاء الكبريتي نَافِع لأوجاع المفاصل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى ضمد بِهِ مَعَ عسل أَبْرَأ أوجاع المفاصل المزمنة.) د: السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر مَتى شرب أسهل أخلاطا وينفع من وجع المفاصل. بديغورس خَاصَّة السورنجان النَّفْع من وجع المفاصل.

بولس: هُوَ مسهل جيد لأَصْحَاب وجع المفاصل وَكَذَلِكَ طبيخه. د: طبيخ السذاب الرطب والشبث الْيَابِس مَتى شرب نَافِع لوجع المفاصل. وَقَالَ: لحم الزَّبِيب مَتى تضمد بِهِ بالجاوشير نفع من النقرس العدس مَتى طبخ بخل وتضمد بِهِ مَعَ دَقِيق (ألف ج) الشّعير سكن وجع النقرس وَقَالَ فلسطاربون: خاصته النَّفْع من النقرس. فلقمويه يَقُول بديغورس: خاصته النَّفْع من النقرس الْبَارِد. عصارة بخور مَرْيَم ينفع من النقرس. د: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وتضمد بِهِ سكن أوجاع النقرس وأورامه. قَالَ بولس: مَتى أَخذ حلزون وسحق وهونيّ بِلَحْمِهِ وَوضع على مفاصل من بِهِ وجع المفاصل وَترك حَتَّى يتبرأ من ذَاته نفعهم جدا وَقَالَ: إِن هَذَا يعسر قلعة لقُوَّة تجفيفه وَلذَلِك يجب أَن يتْرك عَلَيْهَا حَتَّى يسْقط من ذَاته إِذا ضمد بالفقد مَعَ دَقِيق الشّعير والنطرون والموم نفع من النقرس ووجع المفاصل. د: القرع نَافِع مَتى تضمد بِهِ من النقرس مَتى طبخ أصل قثاء الْحمار بالخل وتضمد بِهِ نفع من النقرس ووجع المفاصل. وَقَالَ: دهن الشبث نَافِع من وجع المفاصل. د: شَحم النسْر مَتى عجن بِهِ بعر العنز والزعفران وَوضع على النقرس نفع دَقِيق الشّعير مَتى ضمد بِهِ مَعَ السفرجل بعد أَن يدافا بالخل وَجعل ضمادا نفع من الأورام الْعَارِضَة من النقرس. دَقِيق الشّعير مَتى ضمد بِهِ مَعَ السفرجل بعد أَن يدافا بالخل وَجعل ضمادا سكن النقرس الْحَار طبيخ السلجم يصب على النقرس ويضمد بِهِ فينفع مِنْهُ وَمن وجع المفاصل. ابْن ماسويه: لبن التِّين مَتى خلط بدقيق الحلبة نفع من وجع النقرس. جالينوس: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب حَيا كَانَ أَو مَيتا ويطيل العليل الْجُلُوس فِيهِ إِمَّا أَن يُبرئ وجع المفاصل جملَة وَإِمَّا أَن يعظم نَفعه لَهُم لِأَنَّهُ يحلل تحليلا قَوِيا قَالَ: أبدان

 

(3/488)

 

 

أَصْحَاب وجع المفاصل ممتلئة وَمَتى استفرغوا ثمَّ عَادوا إِلَى التبريد المولد للامتلاء عَاد إِلَيْهِم الدَّاء بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ لِأَن مفاصلهم قد اعتادت نزُول الْموَاد إِلَيْهَا قَالَ: وَهَذَا الزَّيْت لَا يسكن الوجع دَائِما لِأَنَّهُ إِنَّمَا يشفي من وجع المفاصل مَا كَانَ الْفَاعِل لَهَا محتقنا فِي بَاطِن الْعُضْو بِسَبَب خلط غليظ بَارِد أَو خلط كثير الحدة أَو ريح نافخة لَا تَجِد مخلصا فَهُوَ ينفع من هَذِه. بولس: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب حَيا أَو مَيتا إِذا جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة من بِهِ وجع المفاصل إِن كَانَت علته مبتدئة أذهبها وَإِن كَانَت مزمنة خففها عصارة الثافسيا مَتى اسْتعْملت طلاء نَفَعت من وجع)

المفاصل المزمن. د: الغاريقون مَتى شرب ثَلَاث أبولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لوجع المفاصل وَقَالَ: طبيخ ورق الغرب ولحائه يصب على أرجل المنقرسين فيعظم نَفعه وَقَالَ: مَتى ضمد بعروق الخيري الْأَصْفَر مَعَ خل كَانَ صَالحا للنقرس أصُول الخيري تداوى بهَا الأورام الَّتِي فِي المفاصل مَتى صلبت وتحجرت. ج: خزف التَّنور والأتون الْقَرِيب الْعَهْد بالنَّار إِذا طلي بخل على النقرس نفع نفعا قَوِيا. د: مَتى خلط بالخل شَيْء من الكبريت وصب وَهُوَ حَار على النقرس نفع مِنْهُ الإسهال بالخربق الْأسود نَافِع من أوجاع المفاصل. د الْكَامِل من الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من النقرس الْبَارِد: (ألف ج) أسق من الحماما مثقالين بِمَاء ثَلَاثَة مَثَاقِيل سورنجان مطبوخ ثلثا رَطْل حَتَّى يبْقى من المَاء الثُّلُث وغل ورق الغرب مَعَ الشويلا بِمَاء عذب وصبه على الرجل وضمدها بشحم الْمعز وثربه أَو بشحم التيس مَعَ بعر الْغنم معجونا بِمَاء الكرنب مَعَ شَيْء من خل واسقه فودنجا بريا. ابْن ماسويه: النقرس وأوجاع المفاصل تتولد من سوء الهضم. قَالَ روفس: وجع المفاصل يعرض لأَصْحَاب التخم والدعة وَترك الرياضة ويعرض للنِّسَاء من احتباس الطمث وللرجال من احتباس دم البواسير كَثْرَة الْجِمَاع يُولد وجع المفاصل والحار مِنْهُ أسهل علاجا من الْبَارِد وَقد تهيج وَجَعه أَيْضا مَتى ترك صَاحبه الطَّعَام الْبَتَّةَ وَرُبمَا هاج من تَعب أَو ضَرْبَة.

طبيخ إهليلج نَافِع لوجع المفاصل: إهليلج أصفر قدر الْحَاجة بزر الكرفس رازيانج فوة الصَّبْغ سورنجان بوزيدان مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ ويسقى بالتربد وَالْملح وَالصَّبْر.

إِسْحَاق: يجب أَن تتقدم قبل الرّبيع بِأَن تمنع أَصْحَابه من التملي وخاصة من الْأَطْعِمَة والأشربة الغليظة وَالْجِمَاع وَقَالَ: من أَصَابَهُ نقرس أَو وجع المفاصل فاستفرغ بدنه أَولا بالفصد إِن كَانَ الدَّم قد كثر فِي بدنه أَو بالإسهال مَتى كَانَت سَائِر الأخلاط وَإِن لم تكن كَثِيرَة ظَاهِرَة فاستفرغ بدنه أَولا بالفصد مَتى كَانَ الدَّم ظَاهرا وَمَتى لم يكن فاستفرغه على كل حَال وضع على الْقدَم فِي علل النقرس فِي مبدأ الْأَمر وَكَذَلِكَ على وجع المفاصل أدوية قابضة فَإِن اشْتَدَّ الوجع فَاجْعَلْ مَعهَا مخدرة مثل أفيون وزعفران وَمر وَلبن الْبَقر فَإِن تحجرت المفاصل فاطبخ ثعلبا حَيا أَو مَيتا بِزَيْت واجعله فِي آبزن وَأَقْعَدَهُ فِيهِ وَمَتى حدث

 

(3/489)

 

 

الورم فِي المفاصل ضمده بدقيق باقلي بعد طبخه بِالْمَاءِ وأصول الخيري يعجن بخل وَيسْتَعْمل ورق الدلب الطري مَتى سحق وَوضع على الرّكْبَة الوجعة خَاصَّة نَفعهَا إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار.)

مَجْهُول: مَتى كَانَت الْمَادَّة تَجِيء بعد فافصد من الْمُقَابلَة وَإِن كَانَت قد انْقَطَعت فَمن الْعُضْو العليل. والنقرس يَبْتَدِئ من الرجل ووجع المفاصل من الْيَد ويسقي مَا يسْقِي أَصْحَاب الكبد الحارة من مَاء الْبُقُول ولب الخيارشنبر وضمده بالمبرادت وَاعْتمد عَلَيْهَا وعَلى المخدرة فِي شدَّة الوجع ويتجنب الشَّدِيدَة الْقَبْض ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع وَاسْتعْمل فِي الِابْتِدَاء مَا دَامَت الْمَادَّة فِي الانصباب وَمَتى رَأَيْت حرارة من غير ورم فأسهل صفراء بِأَن تَأْخُذ ربع دِرْهَم من السقمونيا وَدِرْهَم أفسنتين يدافان فِي جلاب وَيشْرب أُوقِيَّة وغذه بالبوارد وَاحْذَرْ الحارة وغذه بالسمك الصغار وَلحم الْبَقر بخل الْبَقر وخاصة بطونها والباقلي والخوخ والأجاص وَلَا يستحموا فِي حمام شَدِيد الْحر الْحر وَلَا يصابروا الْعَطش والجوع الشديدين فَإِن ذَلِك يهيج بهم الْحَرَارَة وَمَتى كَانَ الوجع حارا جدا فاسقهم (ألف ج) بزر بنج أَبيض درهما وَنصفا وضمد بِوَرَقَة ويطلى بالأفيون وَمَاء اللفاح.

دَوَاء للنقرس الْبَارِد: كمادريوس رَطْل جنطيانا ثَمَان أَوَاقٍ زراوند مدحرج سبع أَوَاقٍ بزر السذاب الأهلي خمس أَوَاقٍ زعفران خَمْسَة دَرَاهِم أسارون صَبر سقرطري شيطرج قسط وَج كمون نبطي أُوقِيَّة أُوقِيَّة سورنجان بوزيدان إيارج فيقرا خربق أسود شبث بزر كرفس بزر حندقوقا أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة وَنصف من كل وَاحِد سكر نصف الْأَدْوِيَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء فاتر على الرِّيق.

وَله أَيْضا: كمون فودنج فلفل وفاشرا وعنزروت أَحْمَر ونانخة زنجبيل وصعتر زرنباد فلفل ورق الْكبر خطاطيف محرقة فاشرشين مصطكى زعفران بزر بنج.

للنقرس الَّذِي من رُطُوبَة: حب الأترج عشرَة تَرَبد سَبْعَة مغاث خَمْسَة كمون نبطي أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة على الرِّيق.

ملح يَأْكُلهُ المنقرس: فلفل أسود خَمْسَة نانخة زنجبيل كمون مغاث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ ملح هندي عشرُون يجمع وَيجْعَل فِي خبْزَة شَيْء من البزور المدرة للبول.

للنقرس الْحَار: يُؤْخَذ أَطْرَاف الْقصب الرطب فينعم دقة ويعجن بِلَبن بقر وَيُوضَع عَلَيْهِ فيوجد لَهُ من سَاعَته رَاحَة الْأَبدَان المستعدة لوجع المفاصل هِيَ الواسعة الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب.

طلاء لوجع الرّكْبَة وثقلها يتَّخذ من بزر الْكَتَّان وفلونيا وخبث الْحَدِيد وكرسنة وبورق وشيطرج)

وَثَمَرَة الطرفاء وبزر الْفَقْد وشعير أَبيض وميعة الرهبان بِمَاء الشويلا. من تذكرة عَبدُوس قَالَ أرجنجانس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة: أَنه يَنْبَغِي أَن يدْخل صَاحب النقرس الْحمام فِي كل حِين مرّة.

 

(3/490)

 

 

مَجْهُول لمن يوجعه ظَهره: يوضع عَلَيْهِ محجمة بِنَار أَو يمص شَدِيدا بِلَا شَرط مَرَّات عشرا فَإِنَّهُ جيد. من صفة الراهب للنقرس من التَّذْكِرَة: سورنجان ثَلَاثُونَ شَحم حنظل عشرَة يطْبخ بِخَمْسَة عشر رطلا من مَاء حَتَّى يبْقى ثَلَاثَة أَرْطَال ويسقى مِنْهُ بعد تصفيته رطلا فِي خَمْسَة أَيَّام شربة وَهِي رَطْل مَرَّات بِثَلَاث أَوَاقٍ سكرا وَهُوَ مسخن جدا. الْكِنْدِيّ: من خاصيته السورنجان منع النَّوَازِل فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي وَقت الْعلَّة لِأَنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل فيحصر فِي الْأَعْضَاء الرئيسة فضولا لَا يَنْبَغِي أَن تَنْحَصِر لى اسْتِخْرَاج لى يسْتَعْمل يَنْبَغِي اسْتِعْمَاله فِي الاحتراس مَتى كَانَ الْجِسْم قَلِيل الفضول وَيسْتَعْمل بعده الْأَدْوِيَة المدرة للبول.

قسطا قَالَ: أخذت من عصير قثاء الْحمار جزءين وَمن الزَّيْت الْعَتِيق جُزْءا فطبخته بِرِفْق حَتَّى تحلل المَاء ومرخت بِهِ صلب رجل كَانَت بِهِ ريح غَلِيظَة فِي خرز صلبه فورم ثمَّ زَالَ عَنهُ وَهُوَ عَجِيب لتسخين الْمَوَاضِع المحتاجة إِلَى ذَلِك. وثافسيا مَتى اسْتعْملت عصارته لطوخا نفع من الوجع المزمن فِي الْقدَم. اسْتِخْرَاج لى اعْتمد فِيمَا يحْتَاج إِلَى استفراغ من الأوجاع الْعَارِضَة فِي الْأَطْرَاف على شَحم الحنظل فَإِنَّهُ يجذب من (ألف ج) الْأَطْرَاف. كناش لِسُلَيْمَان لوجع الرُّكْبَتَيْنِ الْبَارِد والنقرس: تطبخ الخنافس بالزيت ويطلى بِهِ النقرس فَإِنَّهُ عَجِيب.

وَهَذَا جيد للنقرس الْبَارِد وَالرِّيح الْبَارِدَة وَالْبرد فِي الْأَعْضَاء: يُؤْخَذ طلاء ودهن المرزنجوش من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا جندبادستر أَرْبَعَة مَثَاقِيل يطْبخ جَمِيعًا حَتَّى يبْقى الدّهن ويتدهن بِهِ.

حب جيد جدا فِي الْغَايَة للنقرس الْبَارِد: جاوشير سكبينج أشق حرمل سورنجان خربق أَبيض شَحم حنظل بِالسَّوِيَّةِ مقل ربع جُزْء حناء ثَلَاثَة أَربَاع جُزْء يحبب بِمَاء الكراث الشربة دِرْهَمَانِ وَيجب أَن يشرب قبل ذَلِك أُوقِيَّة دهن خروع كل يَوْم زعم أَيَّامًا.

فليغربوس فِي النقرس إِذا كَانَ لَا ورم مَعَه فَإِن أَذَاهُ بالكيفية فَقَط وَإِذا كَانَ لَا ورم فِي الْمفصل لَكِن لذع وحرقة فبرده ليرْجع إِلَى حَاله الطبيعية وَاسْتعْمل النّوم بعد الطَّعَام فَإِنَّهُ يبرد وَالْمَاء العذب فالزمه فَإِنَّهُ يبرد تبريدا شَدِيدا كَافِيا فِي الْيَوْم مَرَّات ويغذى بالسمك والخس وأسهله)

بالسقمونيا وضماد حَيّ الْعَالم والأفيون وَنَحْوه فَإِذا سكن المضض والحرقة فَاسْتعْمل ضمادا من بابونج أَو أفسنتين أَو سلق أَو خبازي أَو خطمي فَإِن هَذِه بعد بَدْء الوجع جَيِّدَة وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الفصد مَتى كَانَ مَعَ الْعلَّة ورم. فليغريوس فِي النقرس قَالَ: قد يكون ضرب من النقرس من يبس فِي العصب مَعَ رُطُوبَة قَليلَة يَا مؤدّية للعضو شفاؤها الْحمام الدَّائِم. قَالَ: وَيذْهب بورم الْقَدَمَيْنِ الأدهان الحارة وَالْملح والدلك ويبس تيبيسا شَدِيدا الْملح ورماد الصفصادف ورماد الطرفاء وضمد بِهِ سَاعَته: سورنجان مِثْقَال منخول يشرب بنبيذ الْبُسْر خير لَهُم ولعرق النسا من الشَّرَاب.

 

(3/491)

 

 

حب لوجع المفاصل: صَبر أَرْبَعُونَ درهما هليلج أصفر سورنجان عشرَة عشرَة سقمونيا خَمْسَة يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب فَمَتَى لم تقدر عَلَيْهِ فبماء هندباء فَإِن لم يكن فبسكنجبين الشربة دِرْهَمَانِ.

حب للنقرس قوى: إهليلج عشرَة شيطرج ماهي زهرَة سقمونيا خَمْسَة خَمْسَة بِهن أَحْمَر وأبيض سورتجان ثَلَاثَة ثَلَاثَة بوزيدان دِرْهَم إيارج اثْنَا عشر درهما يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.

اسْتِخْرَاج فائق جدا حسن التَّرْكِيب: يَقع فِيهِ أرجح من دانق سقمونيا فِي الشربة وأرجح من دانقين سورنجان وَمثله من إهليلج وَدِرْهَم ودانق من الصَّبْر فيصلح الصَّبْر والإهليلج مضرَّة السورنجان والسقمونيا وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب يصلح مَا يحدد السقمونيا من الكبد وَهُوَ عَجِيب جيد فاحفظه. قَالَ: قد يتضمد النقرس بالسورنجان فينفع نفعا عَظِيما. جَامع ابْن ماسويه قَالَ: تذبح الضبع العرجاء وَيُؤْخَذ دَمهَا فِي شَيْء تقطع وتلقى مَعَ دَمهَا فِي قدر وَيصب عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَمن الزَّيْت الركابي عشر المَاء وَمن الحمص الْأسود والسلجم أَن أصبت وَمن الكرنب وَمن الكراث والرازيانج والكرفس وَمن بزرهما (ألف ج) ويهرى بالطبخ ويصفى بالطبخ ثمَّ يصفى الطبيخ مَعَ الدسم وَيجْلس فِيهِ حارا مُمكنا ويسخن فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث مَتى احْتِيجَ إِلَيْهِ والطبخة تصلح لثلاث جلسات تفعل فِي أول الشَّهْر وَفِي وَسطه وَآخره ثَلَاثَة أَيَّام كل مرّة. لوجع المفاصل الْحَار الصفراوي: تسقية للاحتراس مِنْهُ مَاء الْجُبْن بالهليلج الْأَصْفَر أَيَّامًا إِذا بقيت بقايا من الْمَادَّة بعد الإسهال والفصد فاطفئها بِمَاء الهندباء مغلي وبالسكنجبين يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ أَيَّامًا فَإِنَّهُ يلطف ويبرد بقاياه. إِذا كَانَ النقرس مَعَ مَادَّة فابدأ أَولا بالفصد ثمَّ بالإسهال وَبِالْعَكْسِ وعلامة مَا هُوَ مَعَ مَادَّة الورم.)

الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ: حب الصنوبر الْكِبَار خَمْسَة صمغ اللوز الحلو أَرْبَعَة إيرسا لوز مر مقشر من قشريه وصعتر بري وفودنج ومصطكى من كل وَاحِد مثقالين يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بِمَاء فاتر.

لِبَقَايَا الْحمرَة الْبَاقِيَة من النقرس الْحَار مَتى كَانَت قَليلَة وَمَعَهَا حِدة فاعجن دَقِيق شعير بِمَاء كرفس وضمده وَإِن كَانَت أَكثر فَخذ صمغا عَرَبيا وزعفرانا وَمَرا فاطله بِمَاء الكرنب أَو بِمَاء الهندباء إِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة بعد أَو بِمَاء إكليل الْملك أَو طبيخ الخطمي.

لورم الرُّكْبَتَيْنِ: اطل عَلَيْهِ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير بخل. قَالَ: إِذا كَانَ وجع المفاصل مبتدئا حارا فَاسق فِي الْأُسْبُوع الأول وَالثَّانِي مَا يُطْفِئ ويبرد فَقَط فَإِذا جَاوز الْأَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَاسق مَاء الرازيانج فَإِذا جَاوز الْعشْرين وانحطت الْعلَّة فَاسق الأيارج وطبيخ الهليلج وطبيخ الأيارج والفصد فِي أوائلها جيد صَالح ودبر صَاحب وجع المفاصل الْحَار بعناية إِلَى الْأَرْبَعين يَوْمًا وَإِن كَانَ برد مَعَ وجع المفاصل فاسقه حب الشيطرج والمنتن ودواء قاقيا وإكليل الْملك مَعَ دهن خروع وليدمن الْقَيْء قبل شربه ودهن الخروع بعده وَدخُول الْحمام ويمرخ بعد الْخُرُوج من الْحمام بدهن الخروع والبابونج والناردين وَيجْعَل الطَّعَام مَاء حمص

 

(3/492)

 

 

بكمون ومري ويطلى عَلَيْهِ المغاث وإكليل الْملك والبابونج وَالصَّبْر والزعفران بِمَاء الكرنب النبطي. لى اسْتِخْرَاج: هَذَا جيد لتحليل مَا فِي الورم الْحَار أَيْضا والمغاث فِي ذَلِك عَجِيب وليدمن النفض بحب الشيطرج وَأخذ دَوَاء قباد الْملك والقيء بعد الامتلاء.

للفضلة الَّتِي قد اعتادت الأنصباب إِلَى المفاصل: اسْقِ العليل دِرْهَمَيْنِ من الْعِظَام المحرقة بِمَاء حَار قَالَ: وَإِذا كَانَ وجع المفاصل قد استحكم وتناهى فافصد الصَّافِن وأسهله بِمَاء الْجُبْن والهليلج الْمُتَّخذ بالسكنجبين وَإِذا كَانَ النقرس الْبَارِد من غير مَادَّة بل من سوء مزاج فَلَا تسهل الْبَتَّةَ لَكِن اسْقِ المسخنة المبدلة للمزاج وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فأسهل بحب الشيطرج والسورنجان حب شيطرج تأليف (ألف ج) يحيى بن ماسويه نَافِع جدا للنقرس الْبَارِد والقولنج ووجع الظّهْر والوركين: سورنجان وبوزيدان وماهي زهره خَمْسَة خَمْسَة فوة الصَّبْغ سَبْعَة دَرَاهِم تَرَبد خَمْسَة عشر درهما إيارج فيقرا عشرَة دَرَاهِم شَحم حنظل سَبْعَة كثيراء أَرْبَعَة حرمل زنجبيل وَج صعتر بري فلفل أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر كرفس ونانخة وأنيسون دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد سكبينج ومقل خَمْسَة خَمْسَة تنقع الصموغ فِي مَاء الكرنب النبطي ويحبب الشربة)

دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار والنقرس الْبَارِد يطلى عَلَيْهِ اللَّبن مَعَ صفرَة بيض وي لتحليل بقايا النقرس: بعر الشَّاة وشحم يطلى عَلَيْهِ.

وللنقرس الْحَار: أفيون وزعفران قَلِيل وَلبن النِّسَاء عَجِيب فِي ذَلِك يطلى عَلَيْهِ. للبارد: لحم الزَّبِيب يدق بالسذاب والبثور ويضمد بِهِ.

حب النقرس: إهليلج أصفر تَرَبد بابونج بو زَيْدَانَ بِالسَّوِيَّةِ ملح هندي ثلث جُزْء يجمع بعنب الثَّعْلَب وَمَاء اللبلاب الشربة مثقالان. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْأَدْوِيَة القطاعة تسْتَعْمل لوجع المفاصل مثل بزر السذاب الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الصَّغِير والجنطيانا والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْجِسْم بالبول وَتوسع المسام وتحلل التَّحْلِيل الْخَفي فتنقض عَن الْجِسْم فضوله. وملح الأفاعي يلطف غَايَة التلطيف وَخلق كثير مِمَّن بدنه وسط فِي السحنة عطب بِاسْتِعْمَالِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة بِسَبَب أَن بدنه تشيط وَاحْتَرَقَ وَإِنَّمَا دعاهم إِلَى اسْتِعْمَالهَا إِن رَأَوْا قوما استعملوها فَذهب عَنْهُم مَا كَانُوا يجدونه من وجع المفاصل الْبَتَّةَ وَلم يعلمُوا أَن أُولَئِكَ كَانُوا أَصْحَاب مزاج بَارِد بلغمي لِأَن من بدنه غليط عبل لَا يتخوف عَلَيْهِ من هَذِه الْأَدْوِيَة. قَالَ: الحمات الملحية وَالْمَاء الْمُتَّخذ بزهر الْملح نَافِع لمن فِي بدنه فضل مائي كثير. ج فِي حفظ الصِّحَّة من كَانَ من أَصْحَاب هَذِه الْعِلَل سمينا ممتلئا فَلَا تجزع أَن تحمل عَلَيْهِ بالأدوية أَن تحمل عَلَيْهِ بالأدوية الملطفة وَإِن كَانُوا مهلوسين فإياك وَذَلِكَ فَإِن أبدانهم كلهَا تيبس من ذَلِك وَرُبمَا صَارَت إِلَى حَال أردأ من الْأَلَم.

 

(3/493)

 

 

أفيديميا: الدوالي تشفى من النقرس وأوجاع المفاصل وَكَذَلِكَ يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق السُّفْلى. فليغريوس: مَتى أزمن النقرس لم يكد يبرأ وَمَتى تدورك فِي ابْتِدَائه برأَ برءا تَاما فَيَنْبَغِي إِذا أحسن الْإِنْسَان فِي رَحْله بوجع أَو فِي إبهامه أَو فِي عقده من غير ضَرْبَة وَلَا وثي وَنَحْوهمَا أَن يدع من سَاعَته الشَّرَاب ويقل الْأكل ويبيت أَكثر عمره جائعا ويحذر التخم والباءة ويلطف أغذيته ويتقيأ فِي الشَّهْر مَرَّات بالفجل وَيسْتَعْمل غمز جسده ودلكه دَائِما قبل طَعَامه وَيكثر الْمَشْي فَإِنَّهُ لَا يعاوده وَمَتى كَانَ مزمنا ثمَّ تعالج بِهَذَا العلاج حفظ مِنْهُ مَعَ إسهال الْبَطن. لى رَأَيْت إتفاقا فِي أَن أوجاع المفاصل من أعظم النَّفْع لَهَا إدرار الْبَوْل والأشياء الَّتِي تبول بولا كثيرا حَتَّى أَنَّهَا تبول بولا غليظا أَو دمويا تستأصل وجع المفاصل)

والورك وَلَكِن (ألف ج) من الْوَاجِب وَضعهَا حَيْثُ يَنْبَغِي ويجتنب ذَلِك فِي المحرور المزاج سقمونيا ثَلَاثَة طساسيج حب النّيل ربع دِرْهَم سورنجان. الْيَهُودِيّ اسْتدلَّ على الْفضل بلون الورم وحرارته وتدبير العليل ومزاجه وَنَحْو ذَلِك وأبدأ بالاستفراغ إِمَّا للدم أَو لغيره ثمَّ سَائِر العلاج وَقَالَ: الْجِمَاع على الشِّبَع يُولد وجع المفاصل على هَؤُلَاءِ وَقد يُولد على الأصحاء وجع المفاصل لِأَنَّهُ يسخن وَالْبدن مَمْلُوء فيجتذب مِنْهُ. لى أَنا أَقُول إِنَّه على السكر والخمار أنفذ مَا يكون فِي ذَلِك. قَالَ: وتتابع التخم يُولد النقرس. وَإِذا كَانَ وجع المفاصل فِي الْبدن كَانَ حارا جدا وَقَالَ: يُقَال إِنَّه إِذا شرب العليل من الزراوند الطَّوِيل زنة دِرْهَمَيْنِ وعجن بزنة نصف أُوقِيَّة من الْعَسَل وَشرب أَيَّامًا فِي الشَّهْر قلع النقرس وقشور أصل اليبروج يَجْعَل فِي السّمن ويمرخ بِهِ مَوضِع النقرس فيسكن الوجع وَمَتى شرب من اليبروج كل يَوْم زنة دانقين بطلاء أَيَّامًا نفع من النقرس. الْيَهُودِيّ: وَلم أر شَيْئا أَنْفَع للنقرس من دهن الكلكلانج إِذا صير مَعَه ثلثه من دهن اللوز الحلو فَإِنَّهُ نَافِع للنقرس والمفاصل والوركين جدا وَيذْهب عرق النسا. وعالج المنقرسين بعد الاستفراغ بمرهم الشحوم: شَحم أَسد وشحم حمَار وَحشِي وأيل وبقر ودب وجندبادستر ودهن الناريكر ودهن السوسن والبابونج ودهن الْقسْط وموم أصفر ولعاب الحلبة والتين اجْعَل من هَذِه أَيهَا حضر ضمادا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع والمخاخ أَحْمد من الشحوم وَهَذِه المراهم تسكن وَجَعه الْبَتَّةَ فَإِن لم تَنْفَعهُ هَذِه العلاجات سقِِي دهن الكلكلانج.

لطوخ لوجع المفاصل والنقرس: جندبادستر أفيون مرو زعفران يطلي بِمَاء الكزبرة. قَالَ: والنقرس يكون فِي الْأَطْرَاف كلهَا لبرد طبيعتها وَإِذا أزمن صَاحبهَا رعش رعشة شَدِيدَة وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى ضماد الْخَرْدَل.

 

(3/494)

 

 

قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن دماغ الطَّائِر الْمُسَمّى إقطيس إِذا جفف وسحق وَأخذ مِنْهُ مَا تحمل ثَلَاث أَصَابِع وَسمي بِالْمَاءِ شفي النقرس.

وَمِنْه: وَلَا يشرب المنقرسون الْأَدْوِيَة الَّتِي تمنع انصباب تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى الْقَدَمَيْنِ لِأَنَّهَا ترجع وتنصب إِلَى الرئة أَو غَيرهَا فتحنق الْإِنْسَان وَلَكِن ألزمهُ الترياق الْأَكْبَر فَإِنَّهُ قد أَبْرَأ خلقا كثيرا حِين لزموه حَتَّى استراحوا مِنْهُ بِوَاحِدَة. من العلامات المنسوبة إِلَى جالينوس: من أَصْحَاب النقرس من تطول خصيتاه.

الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الْجِسْم اخلاط كَثِيرَة نِيَّة فَإِن بَال صَاحبهَا بولا غليظا دَائِما فَإِنَّهُ ينقي تِلْكَ)

الأخلاط وَإِلَّا أحدثت أوراما فِي المفاصل وَيجب مَتى حدست على ذَلِك أَن تعطيه المقطعات روفس فِي أوجاع المفاصل قَالَ: يحدث وجع المفاصل لرطوبة فِيهَا زَائِدَة وَالْحر واليبس ناقصان وَيجب أَلا يتوانى فِي تحليلها من المفاصل لِأَنَّهَا مَتى بقيت زَمنا عسر تخلصها مِنْهُ وَصَارَت متحجرة وخاصة فِيمَن لَا يتعب فَإِنَّهُ لَا تكَاد تِلْكَ الرُّطُوبَة أَن تحلل من مفاصل من لَا يتعب وَلَا يَقع فِي وجع المفاصل من يتعب وَأكْثر من يَقع فِي وجع المفاصل الَّذين يتركون التَّعَب تركا تَاما وَكَثِيرًا مَا تعود الْموَاد من المفاصل إِلَى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة (ألف ج) إِذا كَانَت ضَعِيفَة فتولد أمراضا رَدِيئَة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تحرص على تحليلها وتجفيفها وامنع صَاحبهَا من كَثْرَة الطَّعَام لِئَلَّا يكثر الدَّم فيهيج فيهم وافصدهم واحقنهم من يَوْمك فَإِن هَذِه الثَّلَاثَة تقاوم هَذَا الدَّاء مقاومة كَثِيرَة وَيقبل بِهِ أبدأ مرّة إِلَى الرياضة وَتجْعَل أطعمته إِلَى اليبس مَا هِيَ وَإِن تعاهده الوجع فِي المفاصل العلياء فرض السُّفْلى وبالضد وَمَتى كَانَ فيهمَا جَمِيعًا فادلكهما وَلَا ترض هَؤُلَاءِ بالرياضة القوية لِأَن أَصْحَاب وجع المفاصل إِذا اشْتَدَّ عصبهم فَوق الطَّاقَة أورثهم هَذَا الدَّاء وأداهم إِلَى النقرس وَيَنْبَغِي أَن يتْرك الاستحمام فَإِن كَانَ اضْطر إِلَيْهِ من أجل تَعب أَو سوء هضم فليستحم بِقدر مَا تسخن الْبَطن وجنبه الْجِمَاع تجنيبا شَدِيدا فَإِن استحموا بِمَاء الشب وَالْملح وَاجعَل لَهُم الْحمام الْيَابِس الَّذِي يهيأ للمستسقين فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا وَإِن يدْفن فِي الرمل الْحَار فَهُوَ جيد ويوافقهم لحم الطير الْيَابِس وَلَا تطعم أَصْحَاب وجع المفاصل والنقرس شَيْء من اللحمان لِأَنَّهَا تغذو غذَاء كثيرا رطبا وَكلما كَانَ أغذأ وأرطب فَهُوَ أشر وَاجعَل خبزهم مختمرا من حِنْطَة عتيقة وشرابهم عتيقا وَمَتى كَانَ فِي المفاصل ورم فدع الشَّرَاب وَاللَّحم والرياضة والأدوية الحارة. وَمن الْوَاجِب أَلا يستحموا بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يجذب إِلَى مفاصلهم مرَارًا كثيرا وأسهلهم وَاجعَل طعامهم الْبُقُول فإمَّا الَّذين بهم ذَلِك من غير ورم وَلَا حرارة فَلَا تعطهم بقولا وَلَا تغذهم سمكًا وَإِذا أَعطيتهم فأعطيهم قَلِيلا قَلِيلا وَفِي مَرَّات كَثِيرَة وَلَا تتركهم يَنَامُوا بعد الْغذَاء ونق أبدانهم فِي الرّبيع قبل أَن تسخن الكيموسات قتسيل إِلَى مفاصلهم ونقهم أَيْضا أَيْضا فِي الخريف قبل دُخُول الشتَاء وأسهلهم بلغما وصفراء فَإِنَّهُ ملاك أَمرهم وَلَا تسهلهم بلغما فَقَط فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ أَولا ثمَّ يضرهم وَلَا تسهلهم بالسقمونيا واليتوع وصمغ الْكَرم البرى والفربيون وَنَحْوه فَفِي هَذَا خطر

 

(3/495)

 

 

لى فِي هَذَا نظر لِأَن غير السقمونيا نَافِع جدا فِي هَذِه الْعلَّة قَالَ: ويوافقهم الإسهال بالخربق مِقْدَار دِرْهَم وَمن الصَّبْر ثَلَاثَة أبولسات لِأَن هَذِه الشربة تحدر)

بلغما ومرارا باعتدال واسقهم البسفايج فَإِنَّهُ يجذب مرّة وبلغما باعتدال وَمِقْدَار دِرْهَم من الحنظل مُوَافق لَهُم وَهَذَا دَوَاء مُوَافق لَهُم: شَحم الحنظل غاريقون كمادريوس من كل وَاحِد عشرَة عشرَة جاوشير سكبينج من كل وَاحِد ثَمَانِيَة بزر كرفس جبلي زراوند فلفل أَبيض خَمْسَة خَمْسَة دَار صيني سنبل مر زعفران أَرْبَعَة أَرْبَعَة يتَّخذ معجونا بِعَسَل قد نزعت رغوته ويدام الْأَخْذ مِنْهُ فَإِنَّهُ ينقي الْجِسْم قَلِيلا قَلِيلا فِي مهل وَيخرج الفضول من موَاضعهَا والشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بشراب الْعَسَل وَمَتى خلط فِيهِ صَبر كَانَ أبلغ وَأكْثر نفعا وتنقية وَإِذا كَانَ الوجع فِي الرجل فالقيء أَنْفَع لَهُ فليتعاهده وَإِذا كَانَ فِي العلياء فالإسهال والقيء نافعان لأوجاع المفاصل وقيئهم دَائِما قبل الْأكل بالفجل والسكنجبين والأفسنتين فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا لِأَنَّهُ يعين على الهضم ويدر الْبَوْل وَهَاتَانِ خصلتان (ألف ج) نافعتان فِي وجع المفاصل فليعطوا من عصارته قدر باقالاة بِثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء. وَبَين وجع المفاصل ووجع القولنج نِسْبَة حَتَّى أَن قوما مِنْهُم قد عرض لَهُم إسهال أماتهم وَقوم مِمَّن بهم القولنج عرض لَهُم وجع المفاصل بِشدَّة والأدوية المدرة للبول نافعة لَهُم جدا وَيجب أَن يطاول وَلَا يتْرك سَرِيعا فَإِنَّهَا تقطع الأخلاط على الْأَيَّام وتدرها بالبول وَمن اعْتَادَ شرب هَذِه مِنْهُم فَلَا يقطعهَا ضَرْبَة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ أَن تصير تِلْكَ الْموَاد الَّتِي كَانَت تخرج إِلَى عُضْو شرِيف وَيخَاف مِنْهُ السكتة والسل وَنَحْوه بل يَتْرُكهَا بتدرج إِذا أحب ذَلِك وَمَعَ رياضة وتقليل من الْغذَاء إِلَى أَن يعْتَاد تَركهَا قَالَ: وَقد عرض لرجل كَانَ يَأْخُذ هَذِه الْأَدْوِيَة وَتصْلح عَلَيْهَا حَاله فقطعها بَغْتَة وَعرضت لَهُ سكتة وَهلك وَآخر عرضت لَهُ فَاسْتعْمل الحقن القوية فنجا وَيجب أَن يفصدوا بعد ذَلِك وَإِن لم يحتاجوا إِلَيْهِ كي يأمنوا من ذَلِك.

من كَانَ وَجَعه بَارِدًا فليكو مفاصله فَإِن الكي أعمل فِي يبس المفاصل وَيجب فِي ابْتِدَاء الْعلَّة أَن يضمد مَا فَوق الوجع لمنع التحلب بالقوية الْمَنْع وَإِن كَانَ فِي الزند فأطل الذِّرَاع وَإِن كَانَ فِي الْعقب فالساق وَمَتى أزمن الوجع وَكَانَ الْجِسْم نقيا فالطلاء بالحرف والخردل. والأدوية المحمرة نافعة فِي الوجع الْبَارِد وَأما الأوجاع الحارة فَأول تدبيرهم الهدوء والراحة ثمَّ الحقن اللينة وتقليل الْغذَاء جملَة والقيء والفصد وَإِن كَانُوا ذَوي امتلاء فضمد الْموضع بالزعفران والأفيون وَلَا تفرط فِي تبريد الْمفصل وَلَا سِيمَا مَتى أردْت التَّحْلِيل وللوجع الْبَارِد: بزر كتَّان ودقيق حلبة ودقيق حمص وشراب الْعَسَل وَشَيْء من خَرْدَل وضمادات الرّطبَة مِنْهَا جَيِّدَة لمن يشكو صلابة وَأما الضمادات الْيَابِسَة فكالسعد والخل ودقيق الشّعير والزفت فَإِن هَذِه تجفف بِقُوَّة)

وَكَذَلِكَ دَقِيق العدس المقلو فَأَما

 

(3/496)

 

 

المفاصل الَّتِي تنصب إِلَيْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة فضمد بورق اليبروج وَنَحْو ذَلِك وَلَا تسرف وَإِن كَانَ صَاحب الفغلموني فِي المفاصل سَاكِنا فليلطف تَدْبيره وَيتْرك الشَّرَاب لِأَنَّهُ إِن لم يفعل أَصَابَته أوجاع آخر رَدِيئَة الفضول. الخصيان لَا يعرض لَهُم الصلع وَلَا النقرس. قَالَ جالينوس: أما الصلع فَلَا يعرض للخصيان وَأما النقرس فَالْآن قد غلب على النَّاس من الترفة والشره مَا لَيْسَ هَذَا القَوْل يَصح قَالَ: وَيجب أَن تكون الْقدَم من أَصْحَاب النقرس ضَعِيفَة بالطبع كَمَا يحدث فِي الَّذين يحدث لَهُم الصرع أَن تكون ادمغتهم ومعدهم ضَعِيفَة وَإِن لم يسيؤا التَّدْبِير لم يجب ضَرُورَة أَن تصيبهم الْعلَّة وَلَا يجْرِي إِلَى أَقْدَامهم فضل إِذا كَانَ الْجِسْم نقيا من الفضول وَالْبدن إِنَّمَا يكون نقيا من الْفضل إِذا كَانَ يرتاض ويستمرئ غذاءه فَلذَلِك صَار السّكُون الدَّائِم والنهم يضر أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة ويضرهم أَيْضا شرب الْخمر الْكثير الصّرْف الْقوي خَاصَّة قبل الطَّعَام لِأَن النَّبِيذ مَتى شرب بِهَذِهِ الْحَال أسرعت نكايته للعصب ويضرهم أَيْضا الْجِمَاع وَالسكر وَشرب النَّبِيذ على الرِّيق وَكَثْرَة الاستحمام والخصيان قل مَا يصيبهم وَلَكِن لأَنهم فِي هَذَا الزَّمَان يستعملون الالحاح (ألف ج) على النَّبِيذ فَإِنَّهُم يصيبهم هَذَا السقم لذَلِك وَالْقَوْل فِي النقرس هُوَ القَوْل فِي وجع المفاصل وَإِذا كَانَ المنقرس ابْن منقرس كَانَ أوكد لأَنهم إِذا كَانُوا مولودين من آبَاء ضعفاء الْأَبدَان والمفاصل والأقدام بالطبع كَانَ ذَلِك فيهم أَضْعَف وأوكد وَالْمَرْأَة لَا يُصِيبهَا النقرس إِلَّا ان يَنْقَطِع طمثها من طَرِيق الاستفراغ بالطمث الْغُلَام لَا يُصِيبهُ النقرس قبل أَن يبتدىء فِي المباضعة لِأَن لاستعمال الْجِمَاع قُوَّة عَظِيمَة فِي تولد النقرس وَلذَلِك قل مَا يعرض للخصيان وَقد رَأَيْت الخصيان أَصَابَهُم النقرس فَأَما الصّبيان فَمَا رَأَيْت ذَلِك وَإِن اصابهم ذَلِك فانما يعرض لَهُم انتفاخ فِي مفاصلهم من تخم كَثِيرَة مَا كَانَ من أوجاع النقرس مَعَه ورم حَار فان ورمه يسكن فِي اربعين يَوْمًا. قَالَ جالينوس: النقرس يكون من فضل ينحدر إِلَى مفاصل الْقَدَمَيْنِ وَأول مَا يقبل ذَلِك الْفضل مفاصل الرجلَيْن ثمَّ الى جَمِيع مَا حول ذَلِك إِلَى الْجلد وَإِذا كَانَ الْفضل يمْلَأ موضعا من الْمَوَاضِع فانه يمدد الرباطات الَّتِي تحيط بِتِلْكَ المفاصل من خَارج فَأَما العصب والأوتار فَلَا يشبه ان ترم فِي صَاحب النقرس وَإِنَّمَا يحدث فِيهَا الوجع من أجل تمديدها للرباطات مَعَ المفاصل من خَارج وَيدل على ذَلِك أَنه لم ير أحد أَصَابَهُ من وجع النقرس تشنج وَذَلِكَ يحدث كثيرا عِنْد حُدُوث الورم فِي العصب والأوتار وَالْغَرَض فِي علاج النقرس وعلاج كل ورم غَرَض عَام وَذَلِكَ أَنه انما يحْتَاج أَن يتَحَلَّل مَا)

يجْرِي الى الْقَدَمَيْنِ وتحليله مَتى كَانَ رَقِيقا يكون فِي مُدَّة أقل وَمَتى كَانَ غليظا أَو لزجا فَفِي مُدَّة أطول وَإِن كَانَ قد جمع اللزوجة والغلظ فَهُوَ أَحْرَى أَن يحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول لَكِن لَيْسَ تجَاوز على حَال الْأَرْبَعين يَوْمًا حَتَّى يتَحَلَّل وَيبرأ اذا كَانَ الطَّبِيب يفعل جَمِيع مَا يَفْعَله بِالصَّوَابِ وَإِنَّمَا تطول هَذِه الْمدَّة لِأَن الورم فِيهِ فِي أغشية وربط فَأَما الورم الْحَار الَّذِي يحدث فِي الْمَوَاضِع اللحمية فقد ينقص فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا لِأَن جَوْهَر اللَّحْم اسخف

 

(3/497)

 

 

وَأَشد تخلخلا. علل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. قَالَ: أَكثر مَا يتَوَلَّد هَذِه وَعلل المفاصل فِي الرّبيع. ج: النقرس دَاخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَإِنَّمَا تهيج هَذِه الْعلَّة فِي الخريف لمن يكثر من الْفَاكِهَة فيكثر اجْتِمَاع هَذَا الْخَلْط الردي فِيهِ وتهيج فِي الرّبيع فِيمَن كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء رديئا لِأَن الأخلاط تذوب وتتحلل.

الميامر قَالَ: عرق النسا والنقرس هما جَمِيعًا من جنس وجع المفاصل وَذَلِكَ لِأَن الأوجاع إِذا كَانَت فِي المفاصل كلهَا لاتخص وَاحِدًا أبدا فَهِيَ وجع المفاصل وَإِذا كَانَ يخْتَص مفصل الورك سمى عرق النسا وَإِذا كَانَت فِي الْقدَم سميت نقرسا الْعلَّة الَّتِي تسمى بالنقرس إِنَّمَا ابْتِدَاؤُهَا من مفصل وَاحِد فاذا عتقت وقدمت انتشرت فِي المفاصل كلهَا وَكلهَا تكون من إفراط الكيموس على الْمفصل العليل ويعرض للمفصل (الف ج) إِذا امْتَلَأَ أَن يتمدد مَا يطِيف بِهِ من العصب فَيعرض من ذَلِك وجع شَدِيد وَفِي أَكثر الْأَمر يكون هَذَا الْخَلْط بلغميا وَكَثِيرًا مَا يكون دمويا ومختلطا من بلغم وصفراء وَرُبمَا خالطها أَيْضا دم وَإِن تقصيت الْكَلَام قلت الْغَالِب فِي وجع المفاصل فِي اكثر الْأَمر الْخَلْط الخام وَالْحِجَارَة مِنْهُ تتولد فِي المفاصل وَإِذا تولدت الْحِجَارَة فَلَيْسَ فِي رُجُوع الْمفصل إِلَى الْحَال الطبيعية مطمع وَيعرف طبع الْخَلْط المؤذي بِأَهْوَن الرُّسُل من لون الْمفصل وَمن الْأَعْرَاض الْعَارِضَة لَهُ. وَمِمَّا تقدم من الْأَدْوِيَة وَالتَّدْبِير: فَانْظُر هَل كَانَ الْمَرِيض اسْتعْمل عطلة وَترك الرياضة واستحم كثيرا وَأكل كثيرا على غير نقاء وَمَا كَيْفيَّة الطَّعَام والمزاج وَالْوَقْت وَخذ استدلالك من جَمِيع مَا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ اقدم فاستفرغ أَولا مَا يدلك عَلَيْهِ فان كَانَ امْتَلَأَ فابدأ أَولا بالفصد ثمَّ بالاسهال ثمَّ بعلاج الْموضع نَفسه على التَّرْتِيب الْوَاجِب فعالج الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي أول الْعلَّة بِمَا يمْنَع ويصد ثمَّ الاسهال ثمَّ التَّحْلِيل فَأَما الورك فاياك وَذَلِكَ لِأَن مَوضِع هَذَا الْمفصل غائر فاذا وضعت عَلَيْهِ هَذِه دفع تِلْكَ الرطوبات إِلَى قَعْر الْمفصل فيتولد مِنْهَا مَا يكون عسر التَّحَلُّل وَرُبمَا ولد خلع الْمفصل قَالَ: لَكِن عالج الورك فِي الِابْتِدَاء بِمَا يسكن)

وَهَذِه تكون معتدلة فِي الْحَرَارَة فَإِن هَذِه لَا تجذب الْخَلْط وتفشي بِرِفْق وتسكن الوجع فَأَما فِي آخر الْأَمر فَإِن الورك تحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة قَالَ: قد قلت إِنَّه مَا دَامَت هَاتَانِ العلتان شديدتين فامنع بعد الاستفراغ وَصد فَإِذا انْقَطع السيلان فَعَلَيْك بالتحليل لما قد حصل.

ضماد مسكن نَافِع لوجع النقرس ووجع المفاصل: اسْتعْمل وَقت هيجان الوجع من الأفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالان يسحق بِلَبن الْبَقر أَو الْمعز ويلقى عَلَيْهِ لباب الْخَبَر ويخلط ويدق حسنا حَتَّى يلتئم مِنْهُ ضماد لين تستلذ لمسه نعما وَالْيَد ممسوحة بدهن الْورْد وضمد بِهِ وضع فَوْقه ورقة سلق لتحفظه أَو ورقة الخس وَرُبمَا طرحنا الأفيون والزعفران المسحوقين بِاللَّبنِ على قيروطي ودهن ورد ووضعناه عَلَيْهِ ليذْهب الوجع وينفع بعد الاستفراغ أَن تُوضَع على الْبدن أضمدة تنفط الْموضع ويصبر عَلَيْهَا مَا أمكن ثمَّ تفتح وتفقأ النفاطات

 

(3/498)

 

 

وتكمد بِمَا يسكن الوجع ويعاد الْعَمَل فَإِنَّهُ نَافِع وينفع أَن يوضع على الْبدن أضمدة تنفط فِي وَقت سُكُون الْعلَّة مَا يقْلع ويجذب مَا فِي المفاصل وَهِي الأضمدة الحارة القوية وضع هَذَا على النقرس الْبَارِد وَعند مَا يكون الْبدن نقيا. قَالَ أَبُو جريج الراهب: للبرنج خاصية فِي قطع البلغم من المفاصل وَقَالَ: الأنزروت خاصته إسهال البلغم الَّذِي يجْتَمع فِي الرُّكْبَتَيْنِ والوركين والمفاصل وَقَالَ: السكبينج خاصته إسهال البلغم الغليظ الْمُجْتَمع فِي المفاصل والورك والجاوشير يخرج من الْبَطن الخام وَيحل أوجاع المفاصل.

اختيارات حنين للورم الَّذِي يظْهر ويزمن وتطول مدَّته: يُؤْخَذ من الأبهل الْيَابِس ربع كيلجة فَيصب عَلَيْهِ مَا يغمره من المَاء ويطبخ بِنَار (ألف ج) لينَة حَتَّى يسود المَاء ثمَّ يصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَيصب عَلَيْهِ ثَلَاث أَوَاقٍ من دهن شيرج ويشربه العليل وَيَأْكُل عَلَيْهِ حصرمية أَو مَاء حصرم بشيرج فليغريوس فِي وجع النقرس قَالَ: ذكرت أَنه لَيْسَ فِي قَدَمَيْك ورم وَأَنَّك تحس فيهمَا بحرقة فَعَلَيْك بِكُل مَا يخرج الصَّفْرَاء ويطفيها واستحم بِالْمَاءِ العذب فَإنَّك يخف بِهِ وجعك وَخذ من السقمونيا كالباقلي فاخلط بِهِ من الْملح زنة الباقلي أَيْضا واشربه فِي السّنة مَرَّات لتخرج عَنْك الصَّفْرَاء وَافْعل ذَلِك قبل الزَّمن الَّذِي تنْتَظر فِيهِ وجعك فَإِنَّهُ إِمَّا أَن لَا يعرض إِذا فعلت ذَلِك وَإِمَّا أَن يعرض واهنا ضَعِيفا وتغذ بالأغذية المبردة واطل قَدَمَيْك بعنب الثَّعْلَب والبنج والأفيون بخل وَلَا تتعبها فَإِنَّهُ يهيج الوجع يعقب ذَلِك قَالَ: وَلَا تفصد فَإِن وجعك لَيْسَ من زِيَادَة الدَّم. لى هَذَا إِذا لم يكن مَعَ الوجع الْحَار فِي الْمفصل ورم بَرِيء إِلَّا بفصد لِأَن الْعلَّة)

صفراوية والفصد أبلغ شَيْء فِي تَخْفيف ذَلِك الوجع وَإِن كَانَ لَيْسَ بدموي لِأَن الدَّم فِي تِلْكَ الْحَال صفراوي فينقص بِهِ الصَّفْرَاء ويبرد الْجِسْم كُله بِإِخْرَاجِهِ.

من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: شَحم الثَّعْلَب مَتى أذيب مَعَ دهن الْورْد ودهن بِهِ النقرس برأَ.

لى قد يطْبخ الثَّعْلَب كَمَا هُوَ فِي الدّهن وَيجْلس فِيهِ لهَذِهِ الْعلَّة وَلَعَلَّ لهَذَا الشَّحْم فضل تَحْلِيل قوي أَو خاصية.

أطهورسفس: الخراطين تسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشرُون درهما ويضاف إِلَيْهَا عسل زنة أَربع أَوَاقٍ وَيجْعَل كالمرهم وَيمْسَح بدهن ورد ويضمد بِهِ.

الساهر: طبيخ الضعب العرجاء وَلحم حمَار وَحشِي عَجِيب للرجل إِذا كَادَت أَن ترم وهزلت الْأَعْضَاء لدوام النقرس ووجع المفاصل: تُؤْخَذ ضبعة فتذبح وتلقي بدمها كَمَا هِيَ فِي قدر ويلقى مَعهَا لحم حمَار وَحشِي شَيْء صَالح وزيت ركابي رَطْل سذاب باقة صَالِحَة كرنب باقتان كراث مثله وَمن بزر الكرنب وبزر الكراث وَمن بزر الجرجير من كل وَاحِد دِرْهَم

 

(3/499)

 

 

مرضوضا وبزر كرفس ويغمر بِالْمَاءِ وَيُزَاد حَتَّى يتهرأ الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ حمص أسود ربع رَطْل ويصفى وَيجْلس فِيهِ وهوحار أَكثر مَا يُمكن من الْحَرَارَة ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يسخن مَتى جلس فِيهِ ثمَّ يجدد ذَلِك الطبيخ وَيفْعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام فِي أَوله وَثَلَاثَة فِي وَسطه وَثَلَاثَة فِي آخِره. لى سَمِعت أَشْيَاء عَجِيبَة مِنْهَا أَن طَبِيب سعيد بن بكسي يسْقِي للنقرس من السورنجان وزن مثقالين مَعَ نصف دِرْهَم من أفيون وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سكر فيسكن الوجع من سَاعَته وأحتاج أَن أجرب ذَلِك. الطَّبَرِيّ قَالَ: سقيت غير وَاحِد مِمَّن كَانَت الرّيح تشبكه وأزمن بِهِ دهن الحندقوقا فعوفوا وَصفته: حندقوقا مِمَّا قد بزر يغمر فِي زَيْت بِأَرْبَع أَصَابِع مَضْمُومَة وأوقد تَحْتَهُ نَارا لينَة وصب عَلَيْهِ من المَاء مثله واتركه إِلَى أَن يذهب المَاء كُله ثمَّ ينعم مرسه ويصفى الشربة ثَلَاثَة (ألف ج) دَرَاهِم.

الطَّبَرِيّ: المغاث نَافِع من النقرس أَحْسبهُ يُرِيد طلاء.

أهرن: مِمَّا ينفع النقرس شرب أصُول قشور اليبروج المربا فِي السّمن سنة يشرب مِنْهُ كل يَوْم نصف دِرْهَم سنة فَإِنَّهُ يقْلع أصل النقرس وَمَتى شرب من الزراوند المدحرج زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الْعَسَل فِي الرّبيع والشتاء مَرَّات أذهب بدوره أَو شرب أصل اليبروج بطلا وَعسل مِقْدَار نواة مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن الوجع ويقلعه وينفع مِنْهُ دهن الخفافيش: يُؤْخَذ عصير ورق المرحور وزيت)

عَتيق رَطْل وَاثنا عشر خفاشا وَمن الزراوند أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الجندبادستر ثَلَاثَة دَرَاهِم وقسط ثَمَانِيَة دَرَاهِم فأجمع الْجَمِيع والخفافيش مذبوحة واطبخه حَتَّى يبْقى الدّهن ثمَّ يصفى الدّهن واسحق الثفل نعما وصب عَلَيْهِ الدّهن وارفعه فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فمرخ مِنْهُ مَوضِع الوجع أَو صب رَطْل زَيْت عَتيق على عشر أَوَاقٍ بورق وحلتيت ثمَّ مرخ بِهِ الْموضع أَو خُذ مَاء شَحم الحنظل الْمَطْبُوخ بِهِ دهن ورد حَتَّى يذهب المَاء واطله بِهِ.

مرهم نَافِع من تشنج الرُّكْبَتَيْنِ وتشبكهما من الرّيح يُؤْخَذ من حب خروع منقى حفْنَة وأوقيتان من سمن بقر وأوقية من عسل وَنصف أُوقِيَّة من دهن الْحل يجمع الْجَمِيع وألزمه فَإِنَّهُ يُطلق الْموضع الجافة.

ابْن ماسويه يعْتَمد فِي كِتَابه فِي وجع المفاصل الصفراوي على شراب ورد بسقمونيا وَمَتى كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة فسقمونيا مشوية فِي سفرجل مَعَ سفرجل وَعسل قَالَ وَهَذَا هُوَ الْملاك قَالَ وَمن يكون بِهِ أوجاع المفاصل من برد فَلَا يكون أَحْمَر ظَاهر الْجِسْم وَلَا أصفر اللَّوْن وَلَكِن رصاصيا كمدا.

ابْن سراييون قَالَ لَيْسَ عِلّة وجع المفاصل والنقرس وعرق النسا ضعف المفاصل فَقَط لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لكَانَتْ الْعلَّة دائمة وَلَكِن امتلاء الْجِسْم لِأَنَّهُ إِنَّمَا يمِيل الْفضل إِلَى هَذِه

 

(3/500)

 

 

الْمَوَاضِع فِي أَوْقَات تصادف من الْجِسْم فضل امتلاء وَهَذِه الفضلات تَجْتَمِع فِي الْجِسْم من السكر والنهم وَسُوء الهضم وَطول الرَّاحَة وَمن الْجِمَاع الْخَارِج عَن الِاعْتِدَال وَترك الاستفراغ الْمُعْتَاد وَقد يعين على تولد هَذِه الفضلات الَّتِي يكون مِنْهَا النقرس سنّ الشيخوخة والمزاج الْبَارِد والحركات العنيفة بعد الطَّعَام وَالْحمام بعد الطَّعَام وَشرب الشَّرَاب الْكثير أَو الصّرْف وَالشرَاب قبل الْأكل لِأَن الشَّرَاب يضر بالعصب ويتوراث قَالَ وَإِذا ألمت المفاصل من خلط سوداوي وخلط غليظ خام لَا تكَاد ترجع إِلَى حَالهَا الطبيعية وخاصة الْأَوْرَاك ومفاصل الرجل وَأما غَيرهَا من المفاصل وَغير هَذِه من الأخلاط فقد تَبرأ مِنْهَا برءا تَاما وخاصة مَتى كَانَت الْمَادَّة دموية قَالَ: أعرف الْخَلْط الْفَاعِل للوجع بلون الْعُضْو فَإِن اللَّوْن دَال فِي هَذِه الْعلَّة على الْخَلْط الْفَاعِل أَكثر مِنْهُ فِي كل عِلّة لِأَن الرباطات وَاللَّحم يبتل ويتشرب ذَلِك الْخَلْط فَيرى لَونه وَضم إِلَى ذَلِك التَّدْبِير والمزاج وَغير ذَلِك جملَة هَذِه الأوجاع الاستفراغ إِمَّا للدم أَولا إِن كَانَ هُوَ الْغَالِب وَإِمَّا للخلط وابتدئ من المسهلة والمنقية بالألين فَإِذا انهضم فالأقوى (ألف ج) ثمَّ تعود إِلَى علاج الْمَوَاضِع أَنْفسهَا بالضماد)

وَاحْذَرْ من الأضمدة مَا شَأْنه أَن يجفف تجفيفا قَوِيا لِأَنَّهُ يحْجر الفضلات فِي المفاصل وَيفْعل ذَلِك كل مفرط الْحر وكل مفرط الْبرد فَإِن الْقوي الْحَرَارَة يحْجر الْمَادَّة فِي المفاصل وَالْقَوِي الْبرد يجمعها ويجمدها وَيحدث مَعَ ذَلِك فِي المفاصل وَيحدث فِيهَا خدرا وعسر حَرَكَة وحس فاجتنب بِهَذِهِ علاج هَذَا الْمفصل قَالَ إِن كَانَ وجع المفاصل من صفراء فَاسق طبيخ الاهليلج والشاهترج والأفسنتين والأجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وَمَتى كَانَت هُنَالك حمى وَفِي المفاصل ورم حَار فَاسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء مَعَ لب خيارشنبر واللبلاب والبنفسج فَإِذا سكنت الْحمى وَظهر النضج فضم إِلَى الْبُقُول مَاء الكرفس والرازيانج وشيئا من الصَّبْر وَمَتى كَانَ الْخَلْط بلغميا فَاسق حب المنتن وَحب الشيطرج أَو هَذَا: تَرَبد غاريقون شَحم حنظل سورنجان بوزيدان مَا هيزهرة شيطرج صَبر حرمل فوة فاشرا فاشرستين ملح هندي عَاقِر قرحا مقل أشق وَنَحْوهَا. وَرُبمَا كَانَت الْمَادَّة تنصب من عُضْو وَاحِد بِعَيْنِه فَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فواظب على ذَلِك الْعُضْو نَفسه واحرص على تَبْدِيل المزاج وامنع أَن ينصب مِنْهُ شَيْء بالأضمدة الَّتِي تلْزمهُ وَإِن كَانَ قد حصل فِي الْمفصل خلط دموي كثير فعلاجه بعد الفصد الضماد بالأدوية الَّتِي تبرد الْعُضْو وتجفف الْمَادَّة مثل حَيّ الْعَالم وقشر الرُّمَّان والسماق ودقيق الشّعير لِأَن هَذِه تجفف الرُّطُوبَة الْحَاصِلَة فِي المفاصل أما فِي الشتَاء ففاتر وَأما فِي الصَّيف فبارد فَإِن لم يحْتَمل العليل الضماد فَهَذَا الطلاء: صندل أَحْمَر مامثيا طين أرميني اعجنه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو عدس مقشر مسحوق منخول بحريرة ويعجن بِمَاء الكزبرة الرّطبَة ويطلى مَعَ كافور فَإِن كَانَ سَبَب الوجع كيموسا بلغميا فَاتخذ ضمادا من بابونج وإكليل الْملك وحلبة وبزر الْكَتَّان وورق الْغَار وحرمل وورق الكرنب ومغاث وراسن ودهن ناردين أَو من الصَّبْر والمر والحضض والزعفران وعصارة الكرنب

 

(3/501)

 

 

وَقَالَ النقرس الْحَادِث عَن كيموس دموي وصفراوي تضرب البزر قطونا بِمَاء وخل ويطلى على الْعُضْو فَإِنَّهُ يُطْفِئ الالتهاب ويعظم نَفعه ويغمر دَائِما بِمَاء عذب بَارِد يوضع أبدا فَإِن كَانَ كَانَ الوجع أقل حرارة فالخطمى إِذا ضرب بالخل وطلى جيد فَإِن خفت من شدَّة الوجع الغشي فَعَلَيْك بالمخدرة وَإِذا طفئ الوجع وَذهب فدعها فَإِنَّهَا تضر بحركة الْمفصل وَمَتى حدث فِي الْمفصل عسر حَرَكَة فَاسْتعْمل الدياخيلون أذبه بدهن بابونج واطله فَإِن شَأْن هَذَا الضماد مَتى اسْتعْمل بِهَذَا الدّهن أَن يحدث هضما وَيرد الْحَرَارَة العزيزية إِلَى الْأَعْضَاء الَّتِي بردتها الْأَدْوِيَة المخدرة. قَالَ: النقرس الْحَادِث من حِدة صفراوية لَا ورم مَعَه فَلَا عَلَيْك من التطفئة وَالْوَاجِب)

فِي هَذَا التطفئة وترطيب الْجِسْم وتعديل مزاج ذَلِك الْخَلْط واستفرغ مَرَّات بشراب الْورْد المسهل ويجوارش السفرجل وضمد بالطحلب والفرفير وبزر قطونا (ألف ج) والنيلوفر والبنفسج وَإِن شِئْت فاخلط مَعَه أفيونا وَمَاء ثلج فبرد الضماد بالثلج دَائِما وَاجعَل التَّدْبِير كُله بَارِدًا رطبا وَمَتى كَانَ النقرس من خلط بلغمي كثير فِي الْبدن فَاسْتعْمل الْقَيْء والإسهال بعصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل واحقن بهَا وبالقنطوريون ولطف التَّدْبِير وألزمه فِي وَقت الرَّاحَة المعجونات الملطفة والكرنب مَتى وضع على النقرس البلغمي نَفعه وَإِذا انحط فضع عَلَيْهِ الأضمدة القوية الْحَرَارَة الغريزية كالمتخذة من حرمل وإكليل الْملك وأنفع شَيْء يسْتَعْمل فِي ذَلِك الفربيون والعاقر قرحا والنطرون وَجَمِيع المحللة وَمَتى خفت الوجع فِي حَالَة فنطل عَلَيْهِ طبيخ الحاشا والصعتر والفوتنج والحرمل وورق الْغَار والبابونج والشبث وإكليل الْملك وأصل الْكبر والقنطوريون يطْبخ بخل أَو بِمَاء وشراب فِي الأحيان وَمَتى كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل سوداويا فَلَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الحارة القوية التجفيف لِأَنَّهَا تحجره تحجيرا لَا ينْحل لَكِن انطل الْعُضْو بِمَا يسخن وَاتبعهُ بأدوية فِيهَا تَحْلِيل وتليين مَعًا واستفرغهم بِمَا يخرج السَّوْدَاء وَأَقْبل على ترطيب الدَّم.

وَاعْلَم أَن الأخلاط رُبمَا اجْتمعت فِي الْأَلَم فَكَانَت الدَّلَائِل غير بَيِّنَة وخاصة إِذا رَأَيْت العليل ينْتَفع بأضمدة مُخْتَلفَة فيضره مَا كَانَ نَافِعًا لَهُ حينا وَبِالْعَكْسِ فَلَا تشك فِي اخْتِلَاف الأخلاط وَيحدث النقرس من كَثْرَة البطالة أَو من إِسْرَاف الكبد أَو من سوء التَّدْبِير الَّذِي يَقع إِمَّا فِي الْغذَاء وَإِمَّا فِي النّوم وَإِمَّا فِي الْجِمَاع فَإِذا كَانَت هَذِه على مَا يجب وَحدث فَإِنَّمَا يحدث لسوء حَال الْجِسْم ولفساد أخلاطه وَيحدث دَائِما أما لفساد مزاج الأخلاط وَإِمَّا لكثرتها فَلذَلِك يجب أَن تَعْنِي أبدا أَن تكون الأخلاط جيادا معتدلة فِي الْكَيْفِيَّة والكمية ومل على من يُصِيبهُ ذَلِك من الامتلاء بالتلطيف والإفراغ وَقلة الْغذَاء وَكَثْرَة الرياضة لِئَلَّا يمتلئ وَمن يُصِيبهُ ذَلِك من سوء مزاج مَا فالمضاد لذَلِك السوء المزاج حَتَّى يذهب والفصد والإسهال قبل هيجان الوجع على نَحْو مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيجب لذَلِك الْخَلْط الَّذِي يكون من سَببه الوجع وَالْجِمَاع غير ضار لمن يحدث بِهِ هَذَا الدَّاء من امتلاء دموي فإمَّا لغَيرهم فرديء جدا لِأَنَّهُ يمْلَأ الْأَعْضَاء الضعيفة ويجفف غَيرهَا من الْأَعْضَاء وخاصة لمن كَانَ ذَلِك حَادِثا بِهِ قَرِيبا فَإِنَّهُ أضرّ عَلَيْهِ.

 

(3/502)

 

 

وَاعْلَم أَن سكوب مَاء الْملح دَائِما على الرجلَيْن والمفاصل يمْنَع كَون النقرس وَكَذَلِكَ مَتى سحق)

الْملح وَجعل فِي الدّهن ودلك بِهِ الْموضع ثمَّ ضمد بِهِ غليظا فَإِنَّهُ يمْنَع كَون النقرس فِي ذَلِك الْعُضْو وَهَذَا التَّدْبِير يمْنَع أَن يحدث فِي الْأَعْضَاء فضل أَو ورم.

الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: النَّاس يدلكون بالملح الْكثير وَالزَّيْت الْيَسِير الْأَعْضَاء الَّتِي فِيهَا النقرس فِي وَقت فَتْرَة الْعلَّة لَا فِي وَقت نوبتها ليحللوا بذلك الْفضل كُله ويكسبوا الْأَعْضَاء حسن حَال.

من كتاب ثَابت فِي وجع المفاصل قَالَ: اسْتعْمل لوجع الورك (ألف ج) الْقَيْء وَإِذا أزمن حقن بشحم الحنظل وَالشرَاب وَالْجِمَاع على الامتلاء رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة وينفع من النقرس الاستنقاع فِي مَاء الْبَحْر وطلى المفاصل لحفظ صِحَّتهَا بالنطرون ومياه الحمات جَيِّدَة للنقرس جدا.

من الْكتاب الْمَجْمُوع فِي وجع المفاصل قَالَ اسْتعْمل لوجع الورك الْقَيْء وَقَالَ: يكون وجع المفاصل فِي الْجُمْلَة من فَسَاد الهضم وَيكون أمره من كل الأخلاط وَإِذا كَانَ من وَاحِد لم يخف دَلِيله ويسهل علاجه وَإِذا كَانَ الْخَلْط المنصب إِلَى المفاصل خلطين عسر تعرفه وعلاجه أَكثر وَإِن كَانَت ثَلَاثَة صَعب أَكثر فَإِن كَانَت أَرْبَعَة عسر جدا تعرفه وعلاجه وَدَلِيله أَنه يسكن حينا بِبَعْض الْأَدْوِيَة ويهيج بهَا حينا وَقد يهيج بِبَعْض الْأَدْوِيَة يهيجه التَّعَب الشَّديد وَالْجِمَاع وَشرب المَاء الْبَارِد لمن لم يعْتد والأطعمة الغليظة وَكَثْرَة الشَّرَاب وخاصة من الشَّرَاب الغليظ وَمن صدمة وَمن ضَرْبَة تقع بالعضو إِذا كَانَ الْجِسْم مستعدا قَالَ: فتعرف الْخَلْط الْفَاعِل من لون الْعُضْو إِذا كَانَ الْجِسْم مستعدا قَالَ يعرف الْخَلْط الْفَاعِل من لون الْعُضْو وَمن حَال الضربان واللمس والورم وأحوال العليل فِي النبض وَالْبَوْل وَالنَّوْم والعطش وَسَائِر الدَّلَائِل الْحَاضِرَة الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على أخلاط الْجِسْم وَمن الدَّلَائِل الَّتِي سبقت من الْغذَاء وَالتَّدْبِير والخفض والتعب فَإِن من ذَلِك يعرف الْخَلْط وَمن أَرَادَ أَن يسْرع الشِّفَاء مِنْهُ إِذا كَانَ صفراويا فيبتدئ بِمَا يسهل الصَّفْرَاء بِقُوَّة قَوِيَّة كالسقمونيا وَالصَّبْر والأطلية الْبَارِدَة الرّطبَة كجرادة القرع وَلحم القثاء ولعاب الأسفيوس مَضْرُوبا بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والطحلب والبنج والأفيون وَنَحْو ذَلِك.

وَاعْلَم أَن دهن البابونج والقيروطي المتخذة من الشمع الْأَبْيَض يرِيح من ذَلِك الوجع جدا.

ضماد مسكن للوجع جدا: شمع ودهن بابونج يتَّخذ قيروطا ويسحق مَعَ دَقِيق الباقلي وَيُوضَع عَلَيْهِ. لى آخر مُحَلل مسكن: شمع ودهن بابونج ولعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان يجمع حَتَّى يصير وَاحِدًا وَيُوضَع عَلَيْهِ قَالَ وَبعد اسْتِعْمَال المخدرات اسْتعْمل قيروطي بدهن بابونج ولعاب)

الخطمي وعصارته وأمل صَاحب الْمَادَّة الصفراوية إِلَى مَا يبرد من الْغذَاء ويرطب ويستحم بِالْمَاءِ العذب مَرَّات ويحذر الْجِمَاع والتعب وَالشرَاب قَالَ وَالْحجر الأرمني لَهُ خَاصَّة فِي النَّفْع من وجع المفاصل قَالَ والسورنجان مُفسد للمعدة مغث مضعف للشهوة

 

(3/503)

 

 

إِلَّا أَنه عِنْد شدَّة الوجع مُوَافق إِذْ يسكن الوجع جدا وَإِن طبخ السورنجان مَعَ البزور كالأنيسون والكرفس وَسقي نفع طبيخه وَلم يضر حِينَئِذٍ الْمعدة والاسكندر يزْعم أَن رجل الْغُرَاب أَجود من السورنجان فِي إذهاب الوجع وَهُوَ مَعَ هَذَا لَا يضر الْمعدة.

ضماد جيد مُحَلل مسكن للوجع: رماد الكرنب وشحم طري يوضع على عِلّة العليل إِذا كَانَت بلغمية وللحرارة فِي آخرهَا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه وللتحليل فِي آخر الْأَمر: بعر الماعز ودقيق الشّعير وخل وَمَا يَجْعَل ضمادا قَالَ وَإِذا كَانَت الْعلَّة مختلطة فانتقل فِي الْأَدْوِيَة (ألف ج) وَاجْعَلْهَا مركبة بِحَسب مَا تتوهم وينفع من التحجر والورم الصلب يبْقى فِي المفاصل: بصل الزير يضمد بِهِ مُفردا أَو مَعَ لب الْخبز ودعه عَلَيْهِ حَتَّى يحمر والنطول بطبيخ الحلبة والبابونج وإكليل الْملك والقنطوريون وَقد ينطل بطبيخ الْكبر وَأقوى من هَذِه بطبيخ الصعتر والفودنج بالخل وينطل بِهِ فَإِن هَذَا عَجِيب قوي فِي فعل يحل الورم الغليظ وَيَنْبَغِي لمن يَعْتَرِيه هَذَا من بلغم أَن يسْتَعْمل الأغذية الْيَابِسَة وَالصَّوْم وَيتْرك الْجِمَاع وَالْحمام إِلَّا بِمَاء الْبَحْر وَيسْتَعْمل الْقَيْء بالفجل وبالخربق مَتى احتمله.

ضماد للنقرس الدموي: اتَّخذهُ من قشور رمان وسماق وَحي الْعَالم ودردي الْخلّ والعدس وَيَأْكُل العدس والكرنب وَالرُّمَّان ويمسك عَن الشَّرَاب الْبَتَّةَ قَالَ وَترك شرب النَّبِيذ الْبَتَّةَ يرِيح من النقرس فَإِن لم يتْركهُ عمره كُله فليتركه سنة أَو سنتَيْن لينقطع عَنهُ ثمَّ يَأْخُذ مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ الْجِمَاع قَالَ: وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَنَاوَل أَيَّام السّنة كلهَا أَو أَكْثَرهَا لهَذِهِ الْعلَّة فَإِنَّهَا تقطع هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت بلغمية الْبَتَّةَ وَأما الْأَبدَان المرارية فَإِنَّهُم يموتون مِنْهَا فَجْأَة وَذَلِكَ أَنه تميل الْمَادَّة وَقد اجتذب إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة وَيحدث بهم عِلّة خبيثة حادة قاتلة قَالَ وليتركوا الشَّرَاب وَذَلِكَ يجب إِذا كَانَت الْعلَّة دموية أَو صفراوية قَالَ وَالَّذين بهم هَذِه الْعلَّة من بلغم إِذا شربوا الترياق وأدمنوا عَلَيْهِ قلع الْعلَّة عَنْهُم الْبَتَّةَ وَلم يصبهم ضَرَر قَالَ ودواء البسد أقوى من هَذِه كلهَا فِي قلع هَذِه الْعلَّة وَيذْهب بالتحجر الَّذِي يصير فِي المفاصل وزيت الثعالب والضباع إِذا نطل بِهِ حارا أذهب التحجر ويدهب بِهِ جَمِيع الملينات القوية كالشحوم العتيقة والأشق)

والمقل وَالزَّيْت الْعَتِيق والميعة.

للتحجر: زرنيخ أَحْمَر يسحق بالخل ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك وَإِذا طبخ المرداسنج بِزَيْت حَتَّى يغلط وذر عَلَيْهِ زرنيخ أصفر فاصربه حَتَّى يَسْتَوِي وَاسْتَعْملهُ.

صفة دَوَاء أبروقليوس الْمَوْصُوف بقلع أوجاع المفاصل وعرق النسا الْبَتَّةَ مَتى شرب مِنْهُ سنة وَيُقَوِّي الْمعدة ويجلو الْبَصَر وَيذْهب النسْيَان وَيخرج الفضول بالبول ويطرد الْعِلَل البلغمية وَيذْهب الصرع والصداع الْقوي وَالطحَال والكبد الجاسيين فَأَما وجع المفاصل فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ مجرب مختبر: فوة ثَلَاثَة كماذريوس تِسْعَة قنطوريون دَقِيق زراوند طَوِيل جنطيانا رومي حَدِيث سِتَّة هيوفاريقون خَمْسَة فطراساليون أَرْبَعَة غاريقون جيد أَبيض خَفِيف لين اثْنَان مر وَاحِد لتكن هَذِه الْأَدْوِيَة جبلية فَإِنَّهَا أقوى ولتكن حَدِيثَة وَيُؤْخَذ مِنْهَا الْوَزْن

 

(3/504)

 

 

بعد الدق وَالنَّخْل بحريرة وَتحفظ ثمَّ تسحق أَيْضا ثَانِيَة وَتجْعَل أقراصا القرص من دِرْهَم وَيشْرب على ثَلَاث سَاعَات من النَّهَار (ألف ج) إِذا كَانَ لَيْسَ فِي الْمعدة بَقِيَّة طَعَام فَإِن أحس بثقل لم يشربه بِمَاء فاتر ويتمشى قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات حَتَّى يذهب الدَّوَاء ثمَّ يَأْكُل طَعَاما جيدا ويتوفى الامتلاء فَإِنَّهُ يبطل نَفعه ويشربه فِي الشتَاء أَو أَوَاخِر الخريف ليخرج إِلَى الصَّيف وَقد اعتاده فَإِن التدوية فِي الصَّيف رَدِيء جدا لِأَنَّهُ يذوب الْبدن جدا قَالَ والكرنب جيد لأَصْحَاب وجع المفاصل وَقَالَ قَالَ الْإِسْكَنْدَر: وَأكْثر مَا يعرض وجع المفاصل من الصَّفْرَاء قَالَ وَيجب أَن يدمن إسهاله وترطيبه واجعله سهل الجرية بالغذاء وَالْمَاء الفاتر قَالَ واوافق مَا يسهل بِهِ ورد وسقمونيا وسكر يسقى مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يفْسد الْمعدة أَو عصارة سفرجل وخل وسقمونيا وسكر يتَّخذ خلطا فيسهل بِهِ أَو اتخذ حبا من أفسنتين وسقمونيا: أفسنتين ثَلَاثَة سقمونيا وَاحِد يجمع بجلاب ويسقى مِثْقَالا قَالَ وَلُحُوم الْبَقر وبطونها نافعة بالخل هَاهُنَا ويستحمون بِالْمَاءِ العذب ويصبون بعده المَاء الْبَارِد على الْموضع الوجع شَيْئا كثيرا وَيُؤْخَذ لعاب بزر قطونا فَيضْرب مَعَ دَقِيق شعير وَيُوضَع ويلقى فَوْقه خرقَة بَارِدَة وتترك فَإِنَّهُ يسكن الضربان نعما وَإِذا لم تكن الْحَرَارَة شَدِيدَة الالتهاب اسْتعْملت الْأَدْوِيَة المعتدلة: قيروطي ودقيق باقلي ودهن بابونج فَإِنَّهَا تسكن الوجع نعما إِذا لم تكن حِدة والتهاب قَالَ: وَإِن كَانَت الْمَادَّة بلغمية فابدأ بالإسهال بحب النّيل وَحب الْمُلُوك وَلبن الشبرم وَالصَّبْر وشحم الحنظل والفربيون وَنَحْوهَا قَالَ وَشرب دَوَاء البذ كل يَوْم فِي شَهْرَيْن ثمَّ بعد ذَلِك فِي كل يَوْمَيْنِ مرّة أَو كل ثَلَاثَة فِي)

الصَّيف ويتوفى الامتلاء والنبيذ وَالْغَضَب وَلَا يشرب هَذَا إِلَّا بعد أَن نقيت الْجِسْم بالإسهال ويدع الْجِمَاع قَالَ: وَمن شرب هَذِه الْأَدْوِيَة فليشربها على نقاء وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات وَلَا يغْضب وَلَا يهتم وَيجْلس فِي الظل وَلَا يقطعهُ أقل شَيْء من سِتَّة أشهر فَإِنَّهُ يعظم نَفعه فَإِذا تمّ شربه فليتمرخ بالدهن وخاصة المفاصل والعضلات وَيَمْشي ويكشف مفاصله يفعل ذَلِك أَيَّامًا ويتعب قَلِيلا لتنمرج العضلات وتفوز من بدنه قَالَ: وانطل مفاصل من علته بلغمية بطبيخ الصعتر بالخل الحاذق فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وينفع علل الصَّفْرَاء أَيْضا نفعا بليغا قَالَ وادهن المفاصل للتحليل بشحم العصافير وَالزَّيْت فَإِنَّهُ مُحَلل لطيف وبقيروطي الفربيون قَالَ وَلَا تَأذن للبلغمي فِي الْحمام وَلَا تمنع الصفراوي قَالَ: وضماد الْخَرْدَل والتين رَأَيْت من عالج بِهِ النقرس البلغمي فِي وَقت الضربان فَأَبْرَأهُ وَكَذَلِكَ بضماد الثوم وضماد الزرنيخ وكل مَا ينفط المفاصل ثمَّ تفقأ النفاطات وتسيل ويسكن الوجع قَالَ وَالشرَاب أَيْضا إِنَّمَا يضر أَصْحَاب الْعِلَل الدموية وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا تَرَكُوهُ فبرؤا فَإِن لم يُمكن تَركه الْبَتَّةَ فليترك فِي الرّبيع والصيف وَيجْعَل أطعمته مقللة للدم ويجعلها (ألف ج) قَليلَة ليقل الدَّم فِي بدنه فَإِنَّهُ يَأْمَن الْعلَّة قَالَ: وَفِي الْعِلَل البلغمية

 

(3/505)

 

 

أَدخل العليل الْحمام فَإِذا عرق فادلك جسده كُله بالنطرون وزبد الْبَحْر وَالْملح دلكا جيدا شَدِيدا فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ وادلك مفاصله خَاصَّة دَوَاء يسكن الوجع: سورنجان عشرُون قيراطا كمون مثله رجل الْغُرَاب سِتَّة قراريط يسحق وَيُؤْخَذ بِمَاء فاتر دَوَاء يحيى بن خَالِد للنقرس: سورنجان عشرَة سنا خَمْسَة أسارون زنجبيل كمون كرماني دَار فلفل وَج من كل وَاحِد دِرْهَم يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان بِمَاء فاتر قد جربناه فوجدناه نَافِعًا جيدا وَهُوَ جيد جدا.

من كتاب الْفَائِق دَوَاء جيد لوجع الورك وَالظّهْر الغليظ المزمن والركية خَرْدَل وحرف وعاقر قرحا وميويزج وحلتيت وخرء الْحمام وبورق وكبريت من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة وَمن الحلبة نصف رَطْل وَيُؤْخَذ رَطْل من عروق السلجم فيطبخ وَيكون مَا يطْبخ فِيهِ بخل ويدق بِهِ الْأَدْوِيَة ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من دهن السوسن ويتخذ مرهما ويضمد بِهِ وينفع من غلظ الرُّكْبَتَيْنِ قيروطي بدهن سوسن وفربيون وينفع من الورم فِيهَا أَن تضمد بترمس مسحوق بسكنجين أَو باقلي وَمر أَو باقلي مَعَ لب حب المنتن إِذا لم يُوجد الترمس وينفع من تشنجهما من ورم أَو قرحَة حب الخروع يعجن بِسمن الْبَقر ودهن حل أَو عسل يحل الورم سَرِيعا وَفِي الْقَدَمَيْنِ: بعر الماعز الْيَابِس وَنصفه دَقِيق شعير يطْبخ بخل ودهن حل وتوضع عَلَيْهِ أَو أخثاء الْبَقر وكبريت وبورق ويطبخ)

بخل ودهن حل ويطلى أَو ينطل بطبيخ الحرمل أَو يسحق الحرمل المرطب بِسمن بقر ويضمد بِهِ قَالَ والنقرس البلغمي ينْتَفع بصب الْمَار الْحَار على الْعُضْو وَفِيه يجب أَن يسقى الْحُبُوب المتخذة بسورنجان وبوزيدان وماهي زهره حول فِي مَوْضِعه فليغريوس من رسَالَته إِلَى سقيروس فِي النقرس قَالَ: إِذا نفضت الْجِسْم بإدرار الْبَوْل فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الأضمدة المقوية للمفاصل مثالها أبهل وَجوز السرو وَعِظَام محرقة بِالسَّوِيَّةِ شب سدس جُزْء زاج مثله غراء السّمك مثله وخل مَا يَكْفِي. قَالَ وَكَثْرَة الأضمدة القوية التَّحْلِيل تجفف العصب وتقفع الْأَصَابِع وتورث المفاصل فَإِذا أَكثر ذَلِك عَلَيْهَا فَعَلَيْك بِكَثْرَة الملينات عَلَيْهِ مِثَاله أشق مقل وميعة سَائِلَة مخ إبل يذاب الْجَمِيع بِزَيْت عذب وَيسْتَعْمل قَالَ وَاحْذَرْ الباه جدا وَكَانَ قَوْله هَذَا فِي علاج نقرس بلغمي وَفِيه نظر قَالَ ودع الْحمام أَو أقل مِنْهُ. لى رَأَيْت التقفع إِنَّمَا يحدث بأصحاب الأمزاج الشَّدِيدَة الْحَرَارَة فَمن نقرس من هَؤُلَاءِ تقفعت أَصَابِعه وَذَلِكَ لفرط جفاف الْعُضْو وَيجب فِي هَؤُلَاءِ إدمان التليين للعضو وَلَا يسخن الْبَتَّةَ أَو باعتدال.

من رِسَالَة ثَابت فِي وجع المفاصل إِنَّه قد يسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المنفطة على مفصل الْيَد وَالرجل إِذا أزمن وَمِثَال ذَلِك ضماد حَكَاهُ: قشور أصل الْكبر مازريون يطلى بدردي الشَّرَاب وَيلْزم الْعُضْو وَهُوَ حَار (ألف ج) وَيتْرك ساعتين ثمَّ تثقب النفاطات وَيصب عَلَيْهَا مَاء بَارِد ثمَّ يُعِيد عَلَيْهَا

 

(3/506)

 

 

وَهُوَ بَارِد وَيتْرك على الْعُضْو ثَلَاث سَاعَات قَالَ وَإِذا رَأَيْت صَاحب النقرس الْحَار يتَأَذَّى بالأضمدة الْبَارِدَة أَو الْبَارِد بالحارة فَذَلِك للتمدد فضع عَلَيْهَا حِينَئِذٍ المرخية وَيصْلح لذَلِك ميبختج ودهن ورد مذاب بالشمع وضع فَوق الْموضع إسفنجة قد غمستها فِي خل وَمَاء وَكَذَلِكَ إِذا اسْتعْملت المحللة فضع فَوق الْموضع شَيْئا يدْفع وَاحْذَرْ المحمرة والمحاجم وَالشّرط وَنَحْو ذَلِك مَا دَامَ فِي الْعُضْو وجع أَو حرارة وَالشرَاب وَالْجِمَاع على الامتلاء شَرّ شَيْء لهَذِهِ الْعلَّة وخاصة للورك والاكثار مِنْهُ للباه على الامتلاء أجلب شَيْء لهَذَا الوجع وينفع مِنْهَا للتحرز دلك الْأَعْضَاء بالنطرون وَالْملح وَسَائِر مَا يجفف وَمَاء الْبَحْر والحمات فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع لهَذِهِ الْعلَّة وَإِذا طَالَتْ تنْحَل الرمانة الكائنة فِيهَا وينفع لوجع الورك الْقَيْء فَإِذا أزمن فحقن شَحم الحنظل تياذوق قَالَ: من شرب الْأَدْوِيَة الْكَثِيرَة الاستيصال للنقرس فليأخذوها غدْوَة وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يَأْكُل عشرَة مَثَاقِيل خبز بشراب وَمَاء قَلِيل وَيدخل الْحمام على سِتّ سَاعَات فاغتسل بِمَاء حَار ثمَّ أغذه بِمَا يصلح المزاج ويعدله كلحوم الضَّأْن والفراريج وينقي مَا فِيهِ لين)

والمالح وَلُحُوم الصَّيْد حَتَّى القبج وَلَا يَأْكُل إِلَّا الملطفة قَلِيلا ويدع الْفَوَاكِه والبقول اللينة رطبها جورجس قَالَ: وجع الظّهْر ينفع مِنْهُ كل مَا ينفع وجع المفاصل الْبَارِدَة فينفع مِنْهُ دهن الخروع وَحب المنتن والشيطرج والحقن المسخنة وَالْحمام والآبزن والأدهان المحللة المذيبة للفضل الغليظ.

لى كَانَ بِرَجُل وجع الظّهْر وَهُوَ أَبُو نصر الْخُرَاسَانِي فأشرت عَلَيْهِ أَن يدهنه بدهن السوسن بعد إسخان الظّهْر بالنَّار والدلك وينام عَلَيْهِ لَيْلَة ويستحم من غَد فبرئ فِي ثَلَاث لَيَال. لى حقنة لوجع الورك: بابونج حسك نخالة قزطم مدقوق كف كف شَحم حنظل قنطوريون قشر الْكبر كف كف يطْبخ وَيجْعَل فِي ثَلَاثِينَ أُوقِيَّة مري وأوزقية دهن لوز مر أَو نوى المشمش وَثَلَاثَة دَرَاهِم من البورق ويحقن بِهِ ويكمد المقعدة ليطول إِمْسَاكه فَإِن أخلف دم ولزوجات وَإِلَّا أعده وَحمل شياف شَحم الحنظل والبورق والمقل حَتَّى يسحج فَإِنَّهُ يبرأ.

مسيح قَالَ: وجع الظّهْر من جنس وجع المفاصل وعلاجه الْقَيْء والأضمدة الملينة المسخنة والأطريفل الْكَبِير والمربيات الحارة وينفع مِنْهُ هَذَا الحمول: مر زنجبيل عنزروت كندر مِثْقَال مِثْقَال شَحم الحنظل مثقالان حب البان عشرُون حَبَّة مقشرة يتَّخذ فَتلا بِعَسَل وينفع مِنْهُ الْحمام والتضمد برماد الكرنب والحلبة والترمس والبابونج والمرزنجوش وَنَحْوه والنطل بِالْمَاءِ الْحَار والمرخ بالأدهان الحارة قَالَ ينفع من النقرس الشَّديد الضربان: كمون وبزر الكرفس وأنيسون وزنجبيل دِرْهَم دِرْهَم مصطكى فلفل نصف نصف سورنجان خَمْسَة (ألف ج) دَرَاهِم ضماد عَجِيب يسكن الوجع من سَاعَته: حلبة تسلق بخل ممزوج حَتَّى يتهرى ثمَّ يصب عَلَيْهِ عسل ويطبخ حَتَّى ينْعَقد ويطلى بعد أَن يسحق على صلابة حَتَّى يصير كالغالية ويطلى

 

(3/507)

 

 

على خرقَة كتَّان وَيلْزم الْموضع يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِن جف الضماد لين بدهن ورد إِن كَانَ يحس بَحر وَإِلَّا بخيري وَهَذَا جيد فِي أَوَائِل الْعلَّة وتصاعدها. لى رَأَيْت أَنه إِذا قطعت الْمَادَّة فالأشياء المسكنة للأوجاع أَجود من الْمَانِعَة خَاصَّة إِذا لم تَرَ الرّوم يتزايد تزايدا مفرطا.

ضماد يحل الصلابات: يطْبخ الزَّيْت الْعَتِيق بشحم بط حَتَّى ينْعَقد بِنَار لينَة ثمَّ يذر عَلَيْهِ نطرون ومدقوق ويسحق حَتَّى يصير مرهما وَيلْزم أَو يذاب شمع بِزَيْت ويلقى عَلَيْهِ نطرون وملح وَيلْزم فَإِنَّهُ جيد للورم الرهل أَيْضا وَيمْنَع من حُدُوث النقرس: الْقَيْء على الامتلاء ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر وتلطيف التَّدْبِير وَترك السكر ومرخ الْأَعْضَاء بالزيت وَالْملح وَمِمَّا ينفع من وجع الرّكْبَة وورمها: بعر معز جزءان دَقِيق شعير جُزْء يطْبخ بخل وزيت عَتيق ويضمد بِهِ أَو ينطل بطبيخ)

الحرمل أَو يخبص الحرمل بِسمن ويضمد بِهِ أَو يضمد بشحم الحنظل أَو ذرق الْحمام.

حقنة نافعة للورك عجينة: كف حرف وكف حرمل وكف أشنان أَخْضَر تطبخ بِمَاء ويصفى ويلقى على مِقْدَار الْحَاجة شيطرج يحقن بِهِ.

الْأَشْيَاء الَّتِي تحْتَاج أَن يَدعهَا صَاحب النقرس: الحمص الترمس الزَّيْتُون الْأسود الأجاص الْأسود الْعِنَب والتين الأسودان الْخِيَار القثاء الشَّرَاب الْأسود النعنع الفجل الباذنجان الخس البصل الكمأة الْفطر الجرجير الكراث الكرنب الْبُقُول الحريفة السّمك الْخلّ اللَّبن الصحناة الربيثاء الروبيان لحم الْبَقر والمعز القطا الرؤوس الأكارع الْبيض الصلب الشيّ لُحُوم الصَّيْد طير المَاء وَبِالْجُمْلَةِ مَا يُولد خلطا غليظا أَو حريفا وَدخُول المَاء الْبَارِد بعقب المَاء الْحَار.

الْكِنْدِيّ فِي رسَالَته فِي النقرس مَعَ وجع الْمعدة دَوَاء يشرب فِي أول الْعلَّة فيسكن الوجع وَفِي آخرهَا يحللها: سورنجان حَدِيث اثْنَا عشر فلفل دَار فلفل زنجبيل حناء مكي كمون كرماني ورق الْكبر دِرْهَم دِرْهَم ملح نفطي نوشادر زبد الْبَحْر ميعة يابسة دانق وَنصف من كل وَاحِد عسل ثلث الدَّوَاء كُله منزوع الرغوة الشربة خَمْسَة دَرَاهِم يداف فِي مَاء سخن وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَيُؤْخَذ بعده يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ صفة: هليلج كابلي أسود وأصفر بِالسَّوِيَّةِ رازيانج نصف جُزْء فقاح إذخر ربع جُزْء فأنيذ الطبرزد نصف جُزْء يشرب مِنْهُ ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَيُؤْخَذ ليدفع غائلة السورنجان للمعدة فَإِنَّهُ لَا يعرف دَوَاء لتسكين الوجع كالسورنجان الطَّبَرِيّ الدفلي ينفع من وجع الظّهْر الْعَتِيق وَلَا يعرف دَوَاء مثله.

ابْن ماسوية خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. الخوز مِمَّا يسكن وجع النقرس: أَن يدق حب الطبيخ نعما ويطلى بدهن خيري أَو يحرق بزر كتَّان (ألف ج) قَلِيلا فِي مقلي ثمَّ حب يُقيم الزمني وَمن قد شبكته الرّيح فِي ظَهره وركبته: شَحم حنظل وقنطوريون وماهي زهره تَرَبد شبرم بِالسَّوِيَّةِ شيطرج أبهل وَج خَرْدَل جُزْء جُزْء زنجبيل جاوشير سكبينج أشق

 

(3/508)

 

 

جزءان جزءان من كل وَاحِد نفط أَبيض ربع الْجَمِيع ينقع ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف وَأَقل وَيشْرب بِاللَّيْلِ عِنْد النّوم ليَالِي وَيتْرك فِي الْوسط أَيْضا حَتَّى يعافى وَالطَّعَام مَاء حمص من الْأَدْوِيَة المختارة مغاث خطمي سورنجان أَبيض دَقِيق شعير بِالسَّوِيَّةِ يعجن بدهن حل ومخ الْبيض وَقَلِيل خل وَيلْزم تجربة أَيْضا يحرق بزر كتَّان بِقدر مَا ينسحق ويسحقه بدهن بنفسج ويطلى قَالَ إِذا غمزك النقرس فَاشْرَبْ هَذَا الدَّوَاء بِمَاء حَار حِين تنام ثَلَاثَة دَرَاهِم وَلَا تزد)

الْبَتَّةَ: سورنجان ومصطكى وسكر أَبيض بِالسَّوِيَّةِ وَإِن كَانَ بَارِد المزاج فزد كمونا وزنجبيلا وَقد يشرب للحار: سورنجان يوزيدان ورد احمر بِالسَّوِيَّةِ الشربة مِثْقَال وَنصف فَإِنَّهُ يمْنَع الوجع أَن يهيج ويسكن مَا هاج. مَجْهُول قَالَ للوجع فِي أَسْفَل الْقدَم يدق خزف التَّنور وَيضْرب بالبيض ويطلى. لى كَانَ بِأبي عبد الله وَكَانَ يسكنهُ بالحجامة على الْعقب. ج: دَقِيق الْحِنْطَة يضمد بِهِ الْقدَم فيسكن الوجع.

الْهِنْدِيّ: خَاصَّة دهن الخروع النَّفْع من وجع الورك وَالظّهْر.

أَيُّوب الطاهري: ينفع من وجع المفاصل الْحَار الطلاء بالمغاث وعنب الثَّعْلَب. بختيشوع لوجع الْوَرِكَيْنِ وورمهما: يطْرَح حب الحرمل مدقوقا رَطْل فِي سِتَّة أَرْطَال من الْخلّ وتحمي حِجَارَة وتطرح فِيهِ وتقام الرّكْبَة فَوْقه وفوقها كسَاء لِئَلَّا تبرد سَرِيعا حجرا بعد حجر فَإِنَّهُ يجفف من سَاعَته.

قسطا من كِتَابه فِي البلغم قَالَ يجْتَمع فِي الصلب وخرزه فضول من التخم فيهيج وجع شَدِيد وَرُبمَا أهاج حدبة ينفع من ذَلِك: حب السكبينج والاسهال الْمُتَوَاتر بشحم الحنظل وَإِن كَانَ أَسْفَل فِي الْقطن فينفع مِنْهُ الحقن اللطيفة والمرخ بالأدهان اللطيفة كالمتخذة من الحسك والجاوشير والسكبينج والحلبة ودهن البطم ودهن الفجل قَالَ: وعرق النسا فِي ابْتِدَائه رُبمَا لم يصل إِلَى الرّكْبَة والساق ثمَّ يصل وَإِذا لم يصل إِلَى أَسْفَل فَأَما أَن الْمَادَّة قَليلَة أَو هُوَ ابتداؤه وَإِذا وصل وصُولا تَاما فالمادة كَثِيرَة وينفع مِنْهُ جدا الإسهال الْمُتَوَاتر بشحم حنظل وَأما الشَّبَاب فأكثرهم ينْتَفع بفصد الْعرق قَالَ وَلم أر الكي أَبرَأَهُ قطّ وَالْحمام ينفع مِنْهُ الْقَيْء خَاصَّة والضمادات ضَعِيفَة الْفِعْل فِيهِ لِأَن الْعُضْو عميق وَإِن كَانَ وَلَا بُد فالمحمرة كالخردل أَو زبل الْحمام والأدهان اللطيفة كدهن الْقسْط قَالَ: والنقرس البلغمي ينْتَفع بصب المَاء الْحَار على الْعُضْو وَفِيه يَنْبَغِي أَن يسْقِي الْحُبُوب المتخذة بالسورنجان وبوزيدان والماهي زهره. د: الأسارون جيد لمن بِهِ عرق النسا. قَالَ: وَإِن طرح مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل فِي اثْنَي عشر قوطولي عصير وَترك شَهْرَيْن وروق بعد وَسقي نفع من عرق النسا ووجع الورك (ألف ج) وهيوفاريقون وَقَالَ: إِنَّه إِن شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا وَقَالَ د: إِن شرب من

 

(3/509)

 

 

بزر أندورسامن زنة دِرْهَمَيْنِ أسهل الْبَطن وَأَبْرَأ عرق النسا خَاصَّة وَيَنْبَغِي أَن يتجرع بعده جرع مَاء حَار بعد الإسهال الدارقن نَافِع من عرق النسا وَقَالَ ج: الدارقن نَافِع للعلل المحتاجة إِلَى إسخان من خَارج فَأَما من)

دَاخل فَلَا يُورد الْجِسْم لفرط قوته قوته وَإِذا اسْتعْمل خَارِجا لكسر قوته بِشَيْء يخلط بِهِ. لى: خل العنصل نَافِع لعرق النسا أصل الأنجدان إِذا خلط بقيروطي مَعْمُول بدهن الإيرسا ودهن الْحِنَّاء وتضمد بِهِ نفع عرق النسا وَمَتى شرب من الأشق زنة دِرْهَمَيْنِ أَبْرَأ عرق النسا د: قَالَ وَمَتى خلط بِهِ نطرون وخل ودهن حناء وتضمد بِهِ أَبْرَأ عرق النسا وَقَالَ حب البلسان إِذا شرب نفع من عرق النسا الجاوشير يلطخ على عرق النسا وَقَالَ مَتى ألقِي من أصل الجاوشير عشر درخميات ويسقي فِي جُزْء من شراب وَترك شَهْرَيْن ثمَّ سقِِي مِنْهُ نفع من عرق النسا.

وَقَالَ حب البلسان إِذا شرب نفع من عرق النسا. ج: الدبق يجذب من قَعْر الْبدن الرطوبات جذبا قَوِيا الرقيقة مِنْهَا والغليظة ويحللها وَيفْعل ذَلِك فِي مُدَّة طَوِيلَة كَمَا يفعل التافسيا وَغَيره وَأَنا أَقُول إِنَّه يُمكن أَن يتَّخذ ضماد من التافسيا وَغَيره يعجن بالدبق ويضمد بِهِ الورك فينفع نفعا عَظِيما طبيخ أصل الهليون نَافِع من عرق النسا وبزره أَيْضا يفعل ذَلِك. وهيوفاريقون قَالَ ج: إِنَّه يسْقِي لوجع الورك. المَاء الَّذِي ينصل من زيتون المَاء إِذا ربى أقوى من مَاء الْملح جيد لعرق النسا إِذا حقن بِهِ. بولس: أخثاء الْبَقر الراعية مَتى سخنت وطليت على الورك نَفَعت من عرق النسا نفعا بَينا. د: الكي الَّذِي ببعر الماعز على مَا فِي الْكتاب إِذا أَدِيم اسْتِعْمَاله وزبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الجزر بعد نخلهما يقومان مقَام الْخَرْدَل والضمادات المحمرة على مَا ذكرت الْأَطِبَّاء فِي وجع الورك الزاج السوري الْأَحْمَر مَتى احتقن بِهِ مَعَ الخس نفع من عرق النسا. د: إِذا شرب من ثَمَرَة الْجَوْز مِثْقَال نفع من عرق النسا. د: الْحَرْف إِذا خلط بخل وَسَوِيق الشّعير وتضمد بِهِ أَبْرَأ عرق النسا وَمَتى احتقن بِهِ أسهل دَمًا وَقَالَ: الْحَرْف البابلي إِذا احتقن بِهِ نفع عرق النسا بِأَن يسهل شَيْئا يخالطه دم وَقَالَ إِن الْحَرْف يقوم مقَام الْخَرْدَل مَتى احتقن بِهِ وَهُوَ نَافِع لوجع الورك الصلب ابْن ماسويه: الحاشا مَتى خلط بسويق وعجن بشراب وَوضع على عرق النسا نَفعه. د: الحنظلة مَتى جففت وخلطت بِبَعْض الحقن نَفَعت من عرق النسا الحنظلة إِذا كَانَت خضراء بعد فادلك بشحمها عرق النسا فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ وَشهد بذلك جالينوس وَصَححهُ وأكده.

بديغورس: خَاصَّة شَحم الحنظل النَّفْع من عرق النسا.

بولس: مَتى دلك بعصارة شَحم الحنظل وَهُوَ رطب ورك من بِهِ عرق النسا نفع. الكمافيطوس)

مَتى شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا. د: سمرينون جيد لعرق النسا مَتى شرب بِالشرابِ. د قشور أصل الْكبر وثمره مَتى شرب بالسكنجبين ثَلَاثَة أَيَّام بشراب نفع عرق النسا. د قَالَ ج: إِن قشور (ألف ج) أَصله وثمره مَتى شرب بالسكنجبين قطع الأخلاط الغليظة تقطيعا بليغا وأخرجها بالبول وَالْبرَاز وَرُبمَا وَأخرج

 

(3/510)

 

 

مَعَ الْغَائِط خلطا دمويا فَخفف وجع الورك من سَاعَته. ابْن ماسويه قَالَ: الْكبر نَافِع من وجع الورك الْملح إِذا حل بِالْمَاءِ وحقن بِهِ نفع من عرق النسا المزمن والمري يحقن بِهِ لعرق النسا المزمن.

ابْن ماسويه: خاصته النَّفْع من وجع الورك أكل أَو احتقن بِهِ دهن النارجيل نَافِع من الرّيح الْعَارِضَة فِي الورك إِذا شرب مَعَ دهن نوى المشمش أَو الخوخ.

ابْن ماسويه: الإيرسا يتَّخذ مِنْهُ حقنة نافعة لعرق النسا مَاء السّمك المالح إِذا احتقن بِهِ نفع من وجع الورك وعرق النسا. جالينوس: لِأَنَّهُ يجذب الأخلاط الْحَاصِلَة فِي الورك ويخرجها وَأكْثر مَا يستعل فِي ذَلِك مَاء الجدي والسمكيات الصغار والصحنا السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر الَّذِي يصفه ديسقوريدوس مَتى شرب أسهل خلطا غليظا ونفع من عرق النسا. د: طبيخ السذاب الرطب والشبث الْيَابِس مَتى شرب نفع من عرق النسا أصل السقمونيا مَتى طبخ بالخل وأنعم دقه مَعَ شعير وَعمل مِنْهُ ضماد نفع عرق النسا. وَقَالَ: أَخذ بعض أَصْحَابنَا جوارش التَّمْر فأسهله مَرَّات وأسحجه سحجا خَفِيفا وأبرأه من عرق النسا كَانَ بِهِ عياءه بالأدوية والفصد فوة الصَّبْغ إِذا سقيت بِمَاء الْعَسَل نَفَعت عرق النسا. د: وَقَالَ ج: إِنَّه يسْقِي لذَلِك الفربيون مَتى شرب بِبَعْض الْأَشْرِبَة المعمولة بالأفاويه وَافق عرق النسا. د: ورق الفودنج مَتى تضمد بِهِ لعرق النسا حمر الْجلد وَبدل مزاج الْعُضْو.

وَقَالَ جالينوس: الفودنج النَّهْرِي يوضع على الورك لعرق النسا على أَنه دَوَاء عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب من العمق ويسخن الْمفصل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد إحراقا بَينا الصحناة جَيِّدَة لوجع الورك البلغمي.

ابْن ماسويه: الصَّبْر نَافِع من وجع الورك أكل أَو ضمد بِهِ خَارِجا مَعَ الْحِنْطَة المهروسة والمري أقوى.)

ابْن ماسويه: القردمانا مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من عرق النسا. د: الْقسْط يصلح لعرق النسا مَتى دلك بِهِ الورك بِزَيْت.

بولس قَالَ: قَالَ ج إِنَّه يصلح لِأَن يسخن بِهِ الْعُضْو الْبَارِد الَّذِي يحْتَاج إِلَى إسخان ويجذب شَيْئا من العمق طبيخ القيصوم مَتى شرب أَو ورقة مسحوقا يَابسا نفع من عرق النسا. د: القفر مَتى شرب بالجندبادستر بِالْخمرِ نفع من عرق النسا وَقَالَ طبيخ قثاء الْحمار حقنة نافعة لعرق النسا جدا وَقَالَ بولس: عصارة قثاء الْحمار مَتى حقن بهَا أخرجت الخام وَرُبمَا أخرجت الدَّم القنطوريون الدَّقِيق يهيأ من طبيخه لعرق النسا فيسهل دَمًا ويخفف الوجع من سَاعَته. د: القنطوريون الدَّقِيق يحقن بطبيخه وعصارته صَاحب عرق النسا فَيخرج أخلاطا غَلِيظَة ردية مرارية وَإِذا كثر عمله حَتَّى يخرج خلطا دمويا كَانَ أَنْفَع لَهُ.

 

(3/511)

 

 

ج: ورق الراسن مَتى طبخ بِالشرابِ وضمد بِهِ عرق النسا نفع مِنْهُ د: إِن الراسن قد يحمر بِهِ الْأَعْضَاء للورك وَغَيره الريوند ينفع من عرق النسا مَتى شرب. د: الشليم مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وضمد (ألف ج) بِهِ نفع عرق النسا وَقَالَ: الشيطرج لِأَنَّهُ مقرح حاد يعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا فَيدق نعما ويخلط بالراسن وَيسْتَعْمل بِأَن يضمد بهما الورك ربع سَاعَة وَقَالَ دَقِيق الترمس مَتى خلط بالعسل والخل وتضمد بِهِ سكن وجع عرق النسا. ج: العاريقون إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لعرق النسا. د: الْخَرْدَل يضمد بِهِ مَعَ التِّين صَاحب عرق النسا وَقَالَ أصل الخطمي مَتى ضمد بِهِ بشراب فتر عرق النسا وَإِن خلط بشراب وَشرب نفع من عرق النسا. د: الخشخاش الْبري مَتى طبخ أَصله بالمايء إِلَى أَن يذهب النّصْف وَشرب أَبْرَأ عرق النسا.

ابْن ماسويه مِمَّا ينفع عرق النسا إِذا كَانَ من بلغم لزج مِمَّا يحتقن بِهِ وَيشْرب: يرض من اصول السوسن الآسمانجوني أوقيتان ويغلي برطل مَاء حَتَّى يذهب النّصْف ويحتقن بِهِ وَإِن شرب مثقالان مِنْهُ بِمَاء الْعَسَل على الرِّيق وَكَذَلِكَ يفعل بالكمافيطوس وَكَذَا الهيوفاريقون والقنطوريون الدَّقِيق وَحب البلسان إِذا شرب مِنْهُ أَو إِذا دهن بدهنه نفع مِنْهُ وينفع مِنْهُ إِذا كَانَ من البلغم وَالرِّيح الغليظة: دَقِيق الكرسنة ودقيق الترمس خَاصَّة إِذا شرب من أَحدهمَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ثَلَاث أَوَاقٍ وَكَذَا الراوند الصيني والقنطوريون الدَّقِيق والفودنج والحاشا والسذاب والفوة)

والكمافيطوس كل هَذِه نافعة إِذا شرب من كل وَاحِد مِنْهَا مثقالان بِمَاء الْعَسَل والحرف والخردل وَاصل الكمون وأصل الْكبر مَتى طبخت وضمد بهَا الْموضع نَفَعت وَكَذَلِكَ يفعل الشيطرج الْهِنْدِيّ والفوة والجاوسير وَإِذا تضمد بِهِ أَو شرب نفع وينفع أَن يُؤْخَذ من الْحَرْف النبطي والبابلي فيطبخان بِمَاء ويحقن بِهِ بِقدر نصف رَطْل اسْتِخْرَاج لى: خُذ من عصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل وَمن العنزروت وَمن البورق واجعله شيافا كالبلوط وَيحْتَمل من أول اللَّيْل ويدافع بِهِ إِذا حركه مَا أمكن فَإِذا أجهده قَامَ ورد آخر مَكَانَهُ يفعل ذَلِك ليَالِي ينقلع مِنْهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

إِسْحَاق أفصد الباسليق من جَانِبه أَو يسهل إِن كَانَت الأخلاط الْغَالِبَة فَإِذا عملت ذَلِك فافصد عرق النسا والعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة وضمد الورك الوجع بدقيق ترمس مطبوخ بِمَاء وخل إِن كَانَت الْعلَّة حارة أَو بخل وَعسل إِن كَانَت بَارِدَة غَلِيظَة وَيُؤْخَذ فودنج نهري ويسحق أَيْضا ويضمد بِهِ وَهُوَ قوي حاد وَمثله قشور أصل الْكبر إِذا ضمد بِهِ أَو شرب وَمن حقنة الحقنة الَّتِي فِيهَا قنطوريون وقشور الحنظل ومري وَسَائِر الأخلاط وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم إِلَى أَصْحَابهَا قبل الرّبيع فيمنعهم من التملئ وخاصة من الْأَطْعِمَة الغليظة والأشربة وَمن الْجِمَاع خَاصَّة لوجع الْوَرِكَيْنِ أطلهما بالدهن المربى بشحم الحنظل على مَا فِي بَاب الإسهال فَإِنَّهُ يمشي مقاعد صَالِحَة ويسكن الوجع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وينفعهم وينفع مِنْهُ حقنة اللوز المر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب وجع الظّهْر الريحي والبلغمي

 

(3/512)

 

 

ابْن ماسويه الهليون خاصيته الْخَاصَّة بِهِ النَّفْع من وجع الظّهْر المزمن الْعَتِيق الريحي والبلغمي. قَالَ جالينوس أَنا أسْتَعْمل فِي وجع الظّهْر زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف منخولين يقومان مقَام (ألف ج) الْخَرْدَل ودهن المرزنجوش نَافِع من وجع الظّهْر.

روفس: دهن النارجيل نَافِع من وجع الظّهْر إِذا شرب مَعَ دهن المشمش والخوخ. ابْن ماسويه حقنة جَيِّدَة لوجع الظّهْر والورك والقولنج.

من تذكرة عَبدُوس: بابونج لب القرطم شبث سلق كراث كرنب قنطوريون لوز سكبينج يطْبخ ويخلط بالطبيخ عسل ومرار الْبَقر ودهن الناردين.

فَتِيلَة جَيِّدَة لَهُ شَحم حنظل وأنزروت وفانيذ يحْتَمل.

أركاغانيش قَالَ: إِن هَذَا الدَّاء قد يكون كثيرا من طول الْجُلُوس وَمن قلَّة اسْتِعْمَال الباه ويعرض)

أَكثر ذَلِك للشيوخ والشباب فَأَما الْأَحْدَاث فقلما يعرض لَهُم فَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْسَر كَانَ اشد وجعا وَأَبْطَأ برءا وَرُبمَا انحل هَذَا السقم بِأَن يحدث لصَاحبه بواسير أَو دوالي أَو يرقان أَو اخْتِلَاف دم أَو خراج أَسْفَل الورك وعلاجه ترك التَّعَب وكمده فِي أول أمره بالزيت المسخن فَإِن هَذَا يسكن الوجع لكنه يعود وَبعد الْيَوْم الثَّالِث أفصده من يَده مُقَابل الشق وَأخرج دَمًا قَلِيلا فِي ذَلِك الْيَوْم فَإِذا كَانَ من غذ فَأخْرج أَيْضا فَإِن رَأَيْت الوجع قد خف قَلِيلا فَأخْرج لَهُ أَيْضا بالْعَشي دَمًا صَالحا فَإِن هاج فَاتْرُكْهُ أَرْبَعَة أَيَّام واحجمه على سَاقه بِشَرْط عميق وَأكْثر إِخْرَاج الدَّم وأدم تكميد الْموضع وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ الْبرد ثمَّ ألزم الْموضع محجمة حَتَّى يرم وينتفخ ثمَّ أشرطه شرطا غائرا ومصه مصا قَوِيا وَقد اسْتعْمل بعض الْأَطِبَّاء بدل المص العلق.

وَاعْلَم أَن الإلحاح بالتكميد يسكن الوجع وَإِيَّاك وكية الكي العنيف فَإِنَّهُ رُبمَا أهاج وجعا لَا برْء لَهُ واكوه بالزيت وَنَحْو ذَلِك وبالشحم وَخذ تافسيا ودفه بِمَاء واطله ودعه ثَلَاث سَاعَات ثمَّ اغسله فَإِذا وجدت الْموضع قد ورم فضع عَلَيْهِ إسفنجة بِمَاء حَار ثمَّ اشرطه بِرِفْق وَلَا تعنف وضع خرقا مغموسة فِي زَيْت وشراب ودعه يَوْمه كُله أَو خُذ من زق الميعة إِن قدرت عَلَيْهِ أَو غَيره من الزقاق الَّتِي فِيهَا رقة فانثر عَلَيْهِ تافسيا أَو ملحا مَتى لم تَجِد التافسيا وألزمه الورك خَمْسَة أَيَّام فَإِنَّهُ يستأصل الوجع فَلَا يعود واحقنه الحقن القوية مثل مَاء الخيري وطبيخ القنطوريون فَإِذا أَصَابَهُ مِنْهُ لذع شَدِيد فَخذ صُوفًا فاغمسه فِي دهن سوسن مفتر أَو لبن حليب مفتر وكمد بَطْنه وأربيتيه وقطنه فَإِنَّهُ يسكن لذعه إِذا أَدِيم ذَلِك وعد إِلَى الورك بِالشّرطِ العميق والمحاجم مرّة بعد مرّة والدواء المحمر فَإِنَّهُ يستأصل الوجع فَلَا يعود وانفضه دَائِما بارياج شَحم حنظل فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات والتكميد عَلَيْهِ دَائِما وألزمه الْقَيْء أَيْضا والكي يرِيح من هَذَا الدَّاء فَإِذا كويته فاحفظ الْجراحَة لَا تلتحم زَمَانا طَويلا لكَي تسيل مِنْهَا الرطوبات العفنة.

 

(3/513)

 

 

فليغريوس قَالَ: يعسر علاجه إِذا كَانَ فِي بدن بَارِد وزمان بَارِد وخاصة إِن كَانَ لحميا وَهُوَ فِي الْأَيْسَر أصعب وَأَشد وَلَا تضع على الورك أدوية حارة قبل النفض بالفصد والحقن فَإِذا فصدت الباسليق من نَاحيَة الْعلَّة والحجامة والعلق وحقنته فَخذ (ألف ج) تافسيا أَو ملحا فاطله بِهِ طليا ثخينا سَاعَات واغسله وَقد ينضج الرُّطُوبَة بدقيق وَوضع خرقَة فِي زَيْت وشراب وألزق عَلَيْهِ قطعه رق مزمنة ثمَّ سخنه حَتَّى يذوب الزفت وانثر عَلَيْهِ تافسيا أَو ملحا وتلزقه ودعه خَمْسَة أَيَّام ثمَّ اقلعه وَإِذا أمشت الحقن دَمًا بَرِيء وأجودها لذَلِك مَاء قثاء الْحمار)

والحنظل ومرار الْبَقر فَإِن هَذِه تمشي دَمًا كثيرا فَإِذا سَالَ مِنْهُ الدَّم ولحقه لذع فَاجْعَلْ على الورك الْأَدْوِيَة المحمرة حَتَّى تتنفط كالخردل وَلبن التِّين وَلبن اليتوع فَإِنَّهُ يُبرئهُ والكي الَّذِي نَسْتَعْمِلهُ نَحن فَإنَّا نَذِير حول الْموضع عجينا ثمَّ نملؤه ملحا مسحوقا وَنصب عَلَيْهِ زيتا مسخنا قَلِيلا ثمَّ أسخن مِنْهُ إِلَى أَن لَا يُقَوي عَلَيْهِ ثمَّ اتركه بذلك الْموضع واربطه وَقد أقسم بِاللَّه تَعَالَى أَنه مَا تعالج بِهَذَا أحد إِلَّا برِئ وينفع مِنْهُ إيارج روفس والترياق نفعا عَظِيما.

مَجْهُول يسْقِي طبيخ أصُول الْكبر كل يَوْم أوقيتين فَإِنَّهُ يُبرئهُ فِي أُسْبُوع وعلامته أَن يشْتَد وَجَعه ثمَّ يُبرئهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ويحقن بطبيخ الأبهل وطبيخ الأبهل إِذا شرب كَانَ نَافِعًا جدا.

من الْكَمَال والتمام لوجع الورك البلغمي: يحقن بطبيخ الْحَرْف البابلي وَحده أَو يسقى مَاء قشور الحنظل الْمَطْبُوخ أَو يسْقِي فوة الصَّبْغ وقشور أصل الْكبر وحرف بخل إِن شَاءَ الله.

حقنة لوجع الظّهْر البلغمي والورك والقولنج: سكبينج ثَلَاثَة أشق مثله مقل خَمْسَة قنطوريون دَقِيق سَبْعَة قنطوريون جليل عشرَة لوز مر مقشر من قشريه عشرَة دَرَاهِم سِتَّة عشر درهما من دهن بابونج خَمْسَة عشر درهما من شَحم الحنظل سِتَّة دَرَاهِم من الحلبة وبزر كتَّان عشرَة عشرَة تين يَابِس سمين حب الخروع مرضوضا عشرَة دَرَاهِم خطاطيف سِتَّة عدد قرطم بستاني وبري عشرَة عشرَة بزر حسك عشرُون بزر كرفس نانخة خَمْسَة خَمْسَة ثخالة سميد عشرُون كمون سَبْعَة سذاب رطب ثَلَاث أَوَاقٍ جندبادستر عَاقِر قرحا ثَلَاثَة يطْبخ بِخَمْسَة عشر رطلا من المَاء حَتَّى يبْقى من المَاء خَمْسَة أَرْطَال ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف رَطْل فخلط بأوقية عسل ومري أُوقِيَّة ومرار الثور دِرْهَمَانِ ودهن بَان نصف أُوقِيَّة دهن ناردين نصف أُوقِيَّة دهن السوسن مثله دهن الْجَوْز مثله يعالج بِهِ فاترا إِن شَاءَ الله ويسقى هَذَا الْمَطْبُوخ بدهن الخروع: فوة شيطرج سورنجان بوزيدان خَمْسَة خَمْسَة حلبة عشرَة زبيب منقى من عجمه عشرَة أصولالكرفس والرازيانج سَبْعَة سَبْعَة زنجبيل ثَلَاثَة مصطكى وأنيسون دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد أصُول الْإِذْخر ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الرّبع وَينزل عَن النَّار ويصفى وَيشْرب مِنْهُ ثلث رَطْل كل يَوْم بدهن الخروع زنة مثقالين قَالَ: وَإِن وجد مَعَ عرق النسا اختراق واشتعال فافصد وَإِلَّا فَلَا وخاصة إِن وجد خدرا وبردا واسقه حب المنتن والشيطرج واحقن بالحقن القوية بطبيخ أصُول قثاء الْحمار بخل ويضمد الورك. فليغريوس قَالَ إِذا أزمن هَذَا الوجع فتوانى صَاحبه بِهِ آل الْأَمر بِهِ إِلَى أَن يعرج واما الوجع

 

(3/514)

 

 

الْعَارِض فِي الظّهْر وَلَا يبلغ الْفَخْذ)

والورك فَإِنَّهُ من جنسه أَيْضا وَمَتى أزمن فَعَلَيْك بالدلك الْقوي وَالْحمام وَبِالْجُمْلَةِ فليعالج بعلاج عرق النسا وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فِي الظّهْر أَو الورك فألزمه المحاجم والأدوية المحمرة. حنين فِي كتاب (ألف ج) الفصد: عرق النسا مَتى امْتَلَأَ دَمًا اشْتَدَّ ضربانه على صَاحبه قَالَ إِذا امْتَلَأَ عرق النسا دَمًا ضغط العصب الَّتِي إِلَى جَانِبه فَلذَلِك يوجع شَدِيدا قَالَ: فَإِن أردْت أَن يذهب الوجع الْبَتَّةَ فاكوه مَوضِع الفصد فَإِنَّهُ ملاكه.

لى الْأَشْيَاء الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ وَالْبَوْل الدموي تستأصل وجع الورك على مَا رَأَيْت فِي كتاب جالينوس.

الْيَهُودِيّ قَالَ: عرق النسا الَّذِي من دم يرم ويحمي ويحمر مَكَانَهُ ويمتلئ قَالَ والقيء نَافِع لهَؤُلَاء أَكثر من الإسهال وَإِذا أردْت إسهاله فقيئه أبدا ثمَّ أسهله ثمَّ احقنه اسْقِ من عرق النسا دهن الكلكلانج وَحب الشيطرج ومره بالحمام واحقنه بحقنة الأدهان وضع المحاجم على الفخذين من غير شَرط وامرخه بدهن الحنظل وَإِن أعيا فاكوه من الورك إِلَى الْقدَم فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يحس فِيهَا الوجع ويجتنب عضل السَّاق وَتَكون كَيَّة دقيقة عميقة فِي رَأس الْأصْبع الَّتِي تحس الوجع قد انْتهى إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يُبرئهُ بِإِذن الله تَعَالَى وَلَا تدع الكيات تلتحم أَيَّامًا إِن شَاءَ الله وحذره الْعشَاء بِاللَّيْلِ.

حقنة جَيِّدَة لعرق النسا والنقرس الْبَارِد: يُؤْخَذ ماهي زهرَة وعرق اللصف وخربق أَبيض وأسود وحرمل وصعتر نبطي وسورنجان وشحم حنظل وأشنان ومازريون وجندبادستر وسكبينج وَمر ومل مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال نَبِيذ حَتَّى يصير رطلا ويحقن مِنْهُ بِثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة سمن وأوقية عسل فَإِن لم يسهله فاحقنه فِي الْيَوْم الثَّانِي بست أَوَاقٍ. ج: إِن الْعلَّة الْمُسَمَّاة عرق النسا تَبرأ فِي يَوْم بفصد عرق الرجل مَتى كَانَت الْعلَّة بِسَبَب امتلاء الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك لَا من الْبرد وَلذَلِك صَار انْتِفَاع هَؤُلَاءِ بفصد الْعرق الَّذِي فِي بَاطِن الرّكْبَة أَكثر مِنْهُ بالصافن وَأما الْحجامَة فَلَا تكَاد تنفعهم نفعا بَينا. قَالَ ج: فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي قد أبرأت خلقا من عرق النسا مَرَّات بالإسهال فَقَط.

إنذار من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الْوَرِكَيْنِ فظهرت بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع وَلم توجعه فاعترته حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس وَالْعِشْرين. من كتاب العلامات لج قَالَ: إِذا أزمن الوجع بِهَذَا الْعُضْو اشْتَدَّ هزاله)

واعتراه استطلاق الْبَطن.

جورجس قَالَ: يحقن لعرق النسا بطبيخ الخفافيش ويكوى على الظّهْر تَحت الكلى كيتين وعَلى كل فَخذ كَيَّة وعَلى السَّاق بالطول كَيَّة وعَلى الرّكْبَة فِي جَانب العرقوب وعَلى أَربع أَصَابِع الرجلَيْن الصغار

 

(3/515)

 

 

أفيذيميا قَالَ: الكي على الورك ينفع عرق النسا. روفس فِي أوجاع المفاصل حقنة قَوِيَّة للنقرس والمفاصل وعرق النسا عَجِيبَة: يُؤْخَذ طبيخ الحنظل وخربق أسود وأفسنتين وشيح أرمني وقنطوريون وإيرسا ونطرون وملح وَعسل وزيت عَتيق قَلِيل وشراب اتخذ مِنْهُ حقنة واحقن قبلهَا بحقنة لينَة من نخالة وَغَيرهَا مِمَّا يغسل ويجلو ثمَّ ثنه بِهَذَا وَانْظُر فِي الْقُوَّة فَإِن هَذِه الحقنة تفرغ بِقُوَّة وَرُبمَا أفرغت الدَّم وَأمره يتحسى من غَد لَبَنًا لتسكن (ألف ج) حرقة الحقنة والحقن فِي عرق النسا خير من الإسهال ونفعها لما دون الرُّكْبَتَيْنِ قَلِيل. حنين فِي كتاب الْفُصُول قَالَ: إِن جالينوس يقلل الْفرق فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الرجل بَين الَّتِي فِي الْجَانِب الوحشي وَهُوَ عرق النسا وَالَّذِي فِي الْجَانِب الأنسى وَهُوَ الصَّافِن لِأَن فِي التشريح: كَمَا يخرجَانِ جَمِيعًا من الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة إِلَّا أنّا نرى بالتجربة أَن فصد عرق النسا ينفع صَاحب وجع النسا نفعا عَظِيما وفصد الصَّافِن لَا يَنْفَعهُ كثير نفع من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه تنخلع ثمَّ تعود فَإِنَّهُ قد حدثت فِيهِ رُطُوبَة مخاطية قَالَ كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل رطوبات مخاطية فتبتل بِهِ رباطات الْمفصل فتسترخي وَيخرج الْعظم لذَلِك من النقرة المركبة فِيهَا بسهولة فترجع إِلَيْهَا بسهولة وَلَيْسَ يَعْنِي بانخلاع الورك نفس الورك بل عظم الْفَخْذ الْمركب فِيهِ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن وَكَانَ وركه تنخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج إِن لم تَبرأ. ج يُرِيد بِهَذَا أَن صَاحب وجع النسا الَّذِي يعرض من أجل كَثْرَة الرُّطُوبَة البلغمية فِي الورك وتنخلع فَخذه ثمَّ تعود إِلَى موضعهَا فتضمر وتنتقص فَخذه إِن لم يُبَادر إِلَى تجفيف تِلْكَ الرُّطُوبَة بالكي وَيجب أَن يكوي مفصل الورك كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرطوبات البلغمية وتشتد بالكي رخاوة الْجلد فِي الْموضع الَّذِي يقبل مِنْهُ الْمفصل تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمنعه النقلَة عَن مَوْضِعه فَإِن مفصل الورك إِذا لبث مُدَّة منخلعا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البلغمية ودام ذَلِك حدثت من قبل ذَلِك عرجة لَا محَالة وَيتبع ذَلِك ضَرُورَة إِلَّا تغتدي الرجل على مَا يجب فتضمر لذَلِك وتنقص كَمَا يعرض لسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تعدم حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الْخلْع لَيْسَ بخلع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا أَسبَاب خَارِجا لَكِن على الْبَاب الَّذِي قد وصفت فِي بَاب الْخلْع وَلذَلِك لَا يكون فِي هَذَا من)

القلق والوجع مَا فِي ذَلِك.

الميامر قَالَ جالينوس هَذِه الْعلَّة قد تكون كثيرا من قبل كَثْرَة الدَّم فِي الْبدن جدا وَإِذا كَانَ كَذَلِك فعلاجها يسهل ويسرع وَهُوَ فصد الْعرق الَّذِي فِي منثنى الرّكْبَة وَالَّذِي إِلَى جَانب الكعب ويعظم الضَّرَر أَن تعالج الورك بالأدوية الحريفة قبل الاستفراغ لِأَنَّهُ يَجْعَل الْعلَّة عسرة الْبُرْء من طَرِيق أَنه يجذب إِلَيْهَا أخلاطا كَثِيرَة وتتحجر بِتِلْكَ الْأَدْوِيَة أَيْضا فَتَصِير فِي حد مَا لَا تنْحَل واستفراغ الْجِسْم فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم بَين الْأَثر فأبدأ فِيهِ وَلَا تقتصر

 

(3/516)

 

 

على استفراغ الدَّم من الرجل بل وَمن الْيَد قبل ذَلِك وَاسْتعْمل الْقَيْء فَإِنَّهُ يمِيل الأخلاط إلأى النَّاحِيَة العلياء وَاجعَل الْقَيْء فِي أول الْأَمر بعد الطَّعَام حَتَّى يعْتَاد ويسهل ثمَّ اجْعَلْهُ بالأدوية وأبدأ بألينها ثمَّ تدرج فَإِذا لحج الْخَلْط فِي الورك لخطأ الْأَطِبَّاء فالمحجمة عَظِيمَة النَّفْع جدا والحقن القوية بِمَنْزِلَة حقنة شَحم الحنظل.

ضماد يَجْعَل على الورك: كبريت رَطْل بورق رَطْل وَنصف ميويزج رَطْل وَنصف قسط نصف رَطْل عَاقِر قرحا نصف رَطْل دردي الشَّرَاب محرق رطلان تجمع هَذِه فِي الزفت الرطب مَا يكون دَوَاء قَوِيا وألزقه على الورك فِي الْوَقْت الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ.

ضماد نَفعه أَخذ بِالْيَدِ لعرق النسا والنقرس والمفاصل: تطبخ الحلبة بخل حَتَّى تتهرأ على نَار جمر فَإِذا طبخت نعما فَخذهَا وألق عَلَيْهَا عسلا واطبخها طبخة أُخْرَى ثمَّ أنزلهُ واسحقه نعما حَتَّى يندبق واطله على خرقَة كتَّان وألزمه الْموضع وَمَتى احتجت إِلَى رُطُوبَة فَاسْتعْمل الْخلّ الَّذِي طبخته (ألف ج) فِيهِ ويلقي من الْعَسَل مَا يُعْطِيهَا قوما يطلى على خرقَة ويشد على الْموضع ثَلَاثَة أَيَّام.

ضماد قوي أنجدان سذاب بري حب الْغَار مثقالان مثقالان شَحم حنظل بورق شيح قردمانا تجمع بالزفت وَهُوَ قوي جدا وَإِن كَانَ الْبدن لينًا فَخذ كزبرة يابسة فاحرقها وادفها بدهن الْحِنَّاء واطل بِهِ الورك ثمَّ ألزمهُ هَذِه الأضمدة. لى لَيْسَ لهَذَا كَبِير معنى لِأَن تقرح الورك نَافِع جدا فِي آخر قوي: حرف دردي خل محرق بورق أَحْمَر ميويزج عَاقِر قرحا تجمع بالزفت.

قَالَ اقتلع نَبَات الشيطرج وخاصة فِي الصَّيف فَإِنَّهُ أقوى وَأما إِذا جف فِي الشتَاء وَالْبرد فَإِنَّهُ أَضْعَف ودقه نعما فَإِنَّهُ عسر الدق ثمَّ أنعم سحقه مَعَ شَيْء من شَحم وَضعه على حق الورك وعَلى الرجل كلهَا فاربطه ودعه على النسا ساعتين وعَلى الرجل أَربع سَاعَات أقل شَيْء وَإِن تركت أَكثر إِن احْتمل فَهُوَ أَجود وَلَا بُد مِنْهُ ثمَّ ادخل العليل الْحمام وَلَا تمسحه بدهن وَلَا بِغَيْرِهِ) بتة فَإِذا بَدَأَ يعرق فَادْخُلْهُ الآبزن وأمسكه فَإِنَّهُ يعرض لَهُ لذع على الْأَكْثَر فَإِذا أَقَامَ قَلِيلا فِيهِ فَحل الرِّبَاط عَنهُ فِي الآبزن فَإِنَّهُ مَتى أَدخل مَحْمُولا خرج على رجلَيْهِ ثمَّ خُذ زيتا كثيرا وَشَرَابًا قَلِيلا فامسح بدنه بِهِ كُله ثمَّ اسْقِهِ من الدَّوَاء والدهن وضع على مَوضِع الْعلَّة صُوفًا خَفِيفا غَايَة الخفة ولينصرف فَإِنَّهُ علاج تَامّ لَا يحْتَاج أَن يعاود فِي الْأَكْثَر وَإِن بقيت بَقِيَّة فِي الْأَقَل فعاوده بعد عشْرين يَوْمًا لَا أقل من ذَلِك. وَقَالَ ديمقراطيس إِنَّه قد يشفي بِهَذَا العلاج جَمِيع الأدواء الَّتِي تحْتَاج لَهَا إِلَى الْأَدْوِيَة المحمرة أَعنِي ضماد الْخَرْدَل والتافسيا وَنَحْوه وَهُوَ يزْعم أَنه قد أَبْرَأ بِهِ الصداع الْعَتِيق. أرخيجانس يذكرهُ للطحال وَقد ذَكرْنَاهُ. قَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: إِن مفصل الورك وَجَمِيع المفاصل الَّتِي تنخلع من أجل الرُّطُوبَة لَيْسَ تنخلع لِأَن الرطوية تصير فِي النقرة لَكِن لِأَن الرُّطُوبَة يطول مقَامهَا فتبل الرَّبْط وترخيها فَيصير لذَلِك الْمفصل ينخلع من أدنى حَرَكَة.

 

(3/517)

 

 

الطَّبَرِيّ قَالَ: وجع الورك يكون من فَسَاد الصَّفْرَاء وَمن كَثْرَة الْقيام فِي الشَّمْس فتجف لذَلِك رُطُوبَة الورك يكوي الْمَتْن فِي جَانب الظّهْر حَيْثُ الوجع وعَلى الفخذين أَربع كيات وعَلى الرُّكْبَتَيْنِ أَربع وعَلى كل سَاق بالطول أَربع كيات واربع فِي الكعب وَأَرْبع بَين الْخِنْصر والبنصر من الرجل.

أهرن: الْقَيْء خير للورك من الإسهال وخاصة فِي الِابْتِدَاء وينفع مِنْهُ بعد فصد الأكحل فصد الْعرق الَّذِي بَين الْخِنْصر والبنصر من الرجل وَبَعض عروق الْقدَم وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْفضل حارا فِيهِ ريَاح فَإِن الفصد حِينَئِذٍ نَافِع جيد وَيطْعم الطَّعَام اللَّطِيف الْقَلِيل الفضول.

ابْن ماسويه: يعرض النسا من إدمان الْجُلُوس وَالنَّوْم على غير وَطْء وَمن كَثْرَة الْجِمَاع وَمن حدث بِهِ ذُو شنطاريا برأَ مِنْهَا والكي على الورك نَافِع لَهُم.

ابْن سرابيون قَالَ: وَأما (ألف ج) وجع الورك فَلِأَن الكيموس فِي القعر يجب أَن يعده لطافة وسهولة جري ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك الْأَدْوِيَة القوية الإسهال والقوية التَّحْلِيل بالضماد وَلَا تسْتَعْمل فِي تسكين أوجاع الورك فِي حَال من الْأَحْوَال الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة لِأَن هَذِه إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي مفاصل غير هَذِه وانح نَحْو الْمَادَّة فضاد مزاجها وَمَتى اضطررت فِي حَال إِلَى اسْتِعْمَال المخدرة لشدَّة الوجع وَخَوف الغشي مِنْهُ فاخلط بهَا الجندبادستر وَسَائِر الملطفات.

قَالَ: وجع الورك مرّة يحدث من دم غليظ وَمرَّة من كيموسات غَلِيظَة والحادث من ورم عَظِيم يَنْفَعهُ الفصد فَإِنَّهُ رُبمَا برأَ مَعَ الفصد بِلَا زمن وَأفضل العرقين لفصده هَذَا الْعرق العميق يَعْنِي عرق النسا لِأَن هَذَا الدَّم غائر شَدِيد الْقُوَّة وأجود مَا يكون إِن احْتمل العليل أَن يَصُوم يَوْمَيْنِ)

وأمكنته الْقُوَّة ثمَّ أعْطه قَلِيلا من الْغذَاء قبل الفصد شَيْئا قَلِيلا قدر مَا لَا يغشى عَلَيْهِ وأفصده فَإِن هَذَا أَنْفَع التدابير لجذب الكيموس الغائر فَإِن كَانَ الْفضل حريفا فاسقه مَاء الْبُقُول بعد الإسهال بِمَا يشبه هَذَا وَإِن كَانَ الوجع من أخلاط غَلِيظَة فأعطه حب المنتن والشيطرج وَحب السورنجان وَحب النجاح واحقنه بحقنة منقية للثفل من النخالة والسلق والبورق ثمَّ اتبعهُ بحقنة من طبيخ القنطوريون والمقل والحنظل ودهن الناردين وَنَحْوهَا.

حقنة جَيِّدَة لعرق النسا: ماهودانه وبلنجاسف وقنطوريون دَقِيق وزراوند وأصل الْكبر وخربق أسود وسورنجان وعاقر قرحا وحنظل ومازريون ولب القرطم وشبث يُؤْخَذ من مَائِهَا رَطْل بعد أَن يطْبخ الرطل مِنْهَا فِي تِسْعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل بِنَار لينَة وَخذ من هَذَا الطبيخ رطلا وَمن دهن الناردين أوقيتين فاحقنه وكمده لكَي تبقى الحقنة مُدَّة طَوِيلَة وَإِن وجد بعْدهَا لهيبا فاحقنه بعد ذَلِك بحقنة مطفئة قَالَ هَذِه الحقنة إِن طَال مكثها أخرجت رطوبات غَلِيظَة وأخلاطا دموية وَعظم نَفعهَا ويطلى على الورك هَذَا الطلاء: ورق الْغَار عشرُون درهما وعاقر قرحا خَمْسَة دَرَاهِم قسط سَبْعَة دَرَاهِم حرف أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق ثَلَاثَة دَرَاهِم ينخل وَيُؤْخَذ زفت رومي نصف رَطْل فيذاب باوقيتين من دهن ياسمين ويخلط بِالْجَمِيعِ ويطلى على قرطاس وَيلْزم الْموضع آخر: يُؤْخَذ صوف نقي فينفع فِي دهن سذاب أَو دهن قثاء الْحمار وينثر عَلَيْهِ بورق وعاقر قرحا ورش عَلَيْهِ بخل وألزمه الْموضع فَإِن ثَبت الوجع

 

(3/518)

 

 

فعد فِي التنقية والأضمدة وَالتَّدْبِير مَرَّات بعد أَن تريحه فِي الْوسط وتسترد قوته وَلَا تسقطها والقيء نَافِع فِي هَذَا الوجع يسْتَعْمل أَولا بعد الطَّعَام حَتَّى يعتاده ويسهل ونأجزه بالأدوية الَّتِي من شَأْنهَا أَن تقيئ وأبدأ فِيهَا بأضعفها ثمَّ بالأقوى وَاحْذَرْ كل الحذر من أَن تتخلع الرمانة تفلت من موضعهَا فَإِن خفت على العليل ذَلِك فاكوه (ألف ج) على الورك فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع أَو أَرْبَعَة وَلَا تدع مَوضِع الكي أَن يلتحم سَرِيعا بل احفظه بالأدوية المفتحة الأكالة أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى ينصب مِنْهَا صديد كثير فَإِذا انصب مِنْهَا صديد كَثِيرَة فَعِنْدَ ذَلِك فادملها وَفِي الْجَمِيع من التَّدْبِير فالتلطيف وأعن بِسُرْعَة الهضم وجودته وَترك التملئ والمسكر وَالْجِمَاع وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام.

انْقَضى بَاب النقرس.

 

(3/519)

 

 

(الدوالي وداء الْفِيل) (والرهصة إِذا حدثت فِي هَذِه قُرُوح فَاسْتَعِنْ بِبَاب البلخية) قَالَ ج فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: الْعُرُوق الَّتِي تغلط وتتسع فِي السَّاقَيْن والخصيتين تقطع وتسل وتستأصل.

3 - (الْعِلَل والأعراض)

الْعُرُوق الَّتِي تسمى فرسوس تسل وَتخرج عَن الْبدن. لى يَنْبَغِي أَن يشق اللَّحْم حَتَّى تظهر الدالية ثمَّ يدْخل المجس تحتهَا وتسل ثمَّ تشق بالطول شقا وَاسِعًا وَإِيَّاك وَالْعرض والتأريب واتركه حَتَّى يسيل مَا فِيهِ من الدَّم أجمع فَإِذا سَالَ فالو المجس حَتَّى ينجر مَا امكن ثمَّ ابتراه وَمَا أمكنك أَن تسله بالكي بعد البتر فَهُوَ أَجود وَكَذَلِكَ فافعل بشريان الصدغين. لى يجب أَن يفصد صَاحب الدوالي من يَدَيْهِ أَولا الباسليق وتسقيه بعد مَا تخرج السَّوْدَاء مَرَّات ثمَّ تفصده الْعُرُوق أجمع ودعه يسيل كل مَا فِيهَا ثمَّ تتعاهد نفض بدنه من الْخط الْأسود فِي كل قَلِيل وَيتْرك الأغذية والأشربة الْمُغَلَّظَة للدم والمكثرة لَهُ جملَة وَالْمَشْي لَهُ جملَة ردي ويروض أعضاؤه الْعليا فَإِن عاوده مَعَ هَذَا التَّدْبِير فسلها وَإِذا سللت الدوالي فَلَا تدع تعاهد الْبدن بالفصد وتفض الْخَلْط الْأسود فِي كل قَلِيل وَإِلَّا خيف عَلَيْهِ أمراض ردية من الْمرة السَّوْدَاء. قَالَ: دَاء الْفِيل والدوالي تكون من الْخَلْط الْأسود فَإِذا لم تكن مَعَه حرارة وَلم تكن مفرط الرِّدَاء شَدِيد الْميل إِلَى السوَاد الْخَالِص يعرض من هَذَا دَاء الْفِيل الَّذِي لَونه إِلَى الْحمرَة وَإِذا طَال مكثه أسود لَونه.

قَالَ: وَقد عرض لكثير من النَّاس لما أقلعت عَنْهُم الدوالي المالنخوليا. لى إِذا قطعت دالية أَو بواسير فتعاهد بعد ذَلِك فصد الباسليق وإسهال السَّوْدَاء وَترك الأغذية السوداوية قَالَ: من النَّاس من يكثر فِيهِ الدَّم الْجيد الصَّحِيح فَيصير بِهِ دوالي فِي ساقية وبطنه لِأَن هَذِه الْعُرُوق أَضْعَف من الطَّبْع وَلَيْسَت دوالي ردية وَلَا يعرض من قلعهَا مالنخوليا. لى أعرف هَذَا من لون الْجِسْم ولون هَذِه الدوالي وعالجهم بالفصد فَقَط. ج (فِي كتاب الْمرة السَّوْدَاء) إِن رجلا سلت لَهُ دوالي فعسر الالتحام لجرحه سنة بالأدوية فَبعد سنة صَار إِلَى معلمي ففصده فَلَمَّا رأى الدَّم أسود كثيرا أخرج لَهُ مِنْهُ شَيْئا كثيرا وَأخرج لَهُ أَيْضا فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع ثمَّ أسهله ثَلَاث مَرَّات بِشَيْء يخرج السَّوْدَاء ثمَّ عالج القرحة فبرئت بِأَهْوَن لى إِذا حدث فِي دَاء الْفِيل والدوالي قُرُوح فَهَذَا علاجها وعلاج البلخية. من كتاب العلامات (ألف ج) قَالَ: الدوالي تعرض فِي السَّاقَيْن فِي الْأَكْثَر وَقد تعرض فِي الْبَطن. السَّادِسَة من

 

(3/520)

 

 

التشريح الْكَبِير قَالَ: اسْتعْمل فِيهِ صنارات كَمَا يسْتَعْمل فِي الدوالي فَإِن الدوالي تعلق بصنانير وتشال ثمَّ ترْبط وتسل أَو تقطع.

أبقراط فِي الرَّابِعَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا حدثت فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى أَو فِي السَّاق الْيُسْرَى حدثت رقة الصَّوْت وأبرأه وَلم يحققه جالينوس.

الْيَهُودِيّ قَالَ: قد تصيب بعض النَّاس رهصة من أَن يطَأ على حجر أَو شَيْء صلب فَيَمُوت الدَّم فعبد ثَلَاث سَاعَات وَنَحْوهَا يُصِيبهُ وجع شَدِيد يشْتَد يَوْمًا فيوما فاكوه بِالذَّهَب الْأَحْمَر كيا شَدِيدا حَتَّى يخرج الدَّم مِنْهُ وَيجْرِي. أهرن قَالَ: الدوالي وداء الْفِيل يتولدان من كَثْرَة الشَّحْم.

الاختصارات: دَاء الْفِيل لَا يبرأ لِأَنَّهُ سرطاني مِنْهُ مادته وَلَا ينْتَفع بِهِ إِلَّا بِقِطْعَة إِن أمكن من الأَصْل.

أشليمن قَالَ: ينفع من دَاء الْفِيل فصد السَّاقَيْن فِي الصَّافِن ودوام النفض بِمَا يسهل السَّوْدَاء وينفع مِنْهُ نفعا بَينا أَن يشرب مِنْهُ كل يَوْم نصف مِثْقَال من إيارج فيقرا أَو يطلى الْمَكَان بِزَيْت قد طبخ فِيهِ شبت ورماد الكرنب دَائِما أَو تدق الطرفاء الْيَابِسَة وتدهن الرجل بِزَيْت وتذره عَلَيْهِ وَيصب عَلَيْهِ مَاء الترمس الْمَطْبُوخ نعما إِن شَاءَ الله أنطيلس قَالَ: صَاحب القرسوس أَدخل صَاحبه الْحمام ويربط ذَلِك الْعُضْو الَّذِي هُوَ فِيهِ ليشتد ظُهُوره ثمَّ يشق اللَّحْم عَنهُ ويعلق بصنانير ويفصد ويسيل مَا فِيهِ ثمَّ يدْخل الْميل تَحْتَهُ ويلوي أَيْضا أبدا حَتَّى يَنْقَطِع ويسيل مِنْهُ مَا أمكن. الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: إِذا مَالَتْ مَادَّة إِلَى إِحْدَى الرجلَيْن فَإِنِّي أفصد الباسليق من الْيَد الْمُقَابلَة ثمَّ أَضَع عَلَيْهَا الأطلية الْمَانِعَة وأعصبها من أَسْفَل إِلَى فَوق من الكعب إِلَى الأربية وَأَجْعَل أَشد الرِّبَاط فِي الِابْتِدَاء وأضع على الرجل الْأُخْرَى المسخنة لكَي أجتذب)

الْمَادَّة.

لى فَإِن كَانَ فِي الرجلَيْن فصد الباسليقان وربطا جَمِيعًا وَاسْتعْمل الْقَيْء. قَالَ: وَإِن أزمن فصد الصافتان ليخرج مَا أرتبك ويدام نفض الْبدن بالقيء مَتى كَانَ الدَّاء قريب الْعَهْد وَكَانَ أَبيض اللَّوْن وَفِي بعض الْأَحَايِين بِمَا يخرج البلغم بفوة ويلطف التَّدْبِير فَإِن كَانَ مزمنا وَكَانَ الْخَلْط أسود فَإِنَّهُ يجب أَن يكثر الإسهال بالأفتيمون وتواتره وَيجْعَل الأغذية لَطِيفَة رقيقَة ويديم فصد الباسليق ويضمد ويعصب وَإِن كَانَت دوالي سلت وَهَذَا جملَة علاج دَاء الْفِيل وَإِذا كَانَ الدَّاء مزمنا فيستعمل الطلاء بالأشياء المحللة أَيْضا حينا وحينا. لى الرهصة: تضمد عندنَا فِي المارستان بجوز السرو والمغاث مسحوقين بشراب د: القطران أَن لعق أَو لطخ نفع من بِهِ دَاء الْفِيل. لى الدوالي الْحمر الجيدة إِن علظ أمرهَا فأفصد وَأَقل الْغذَاء وَأما الدوالي الردية فالأحزم لمن يتَوَلَّد فِيهِ وَلَا يُمكنهُ التفرغ لنَفسِهِ أَن يسلها لَكِن أفصدها وأسل من دَمهَا واعصرها لتَكون قد أَمْسَكت فعل الطبيعة فِي أَصْحَاب البواسير الْمرة السَّوْدَاء.

 

(3/521)

 

 

3 - (دَاء الْفِيل) مَا دَامَ مبتدئا يمنعهُ من الزِّيَادَة إسهال السَّوْدَاء الْمُتَوَاتر فَإِذا استحكم فَلَا برْء لَهُ كالسرطان إِلَّا أَن يقطع أَصله كُله.

لى علاج تورم السَّاقَيْن وَابْتِدَاء دَاء الْفِيل: أفصد إِن رَأَيْت فِيهِ حمى ووجعا وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْقَيْء ولطف (ألف ج) التَّدْبِير فَإِذا علمت أَنَّك قد استفرغت الْبدن فافصد الدالية أَو الصَّافِن ولتكن أبدا مشدودة من الكعب إِلَى الرّكْبَة وخاصة عِنْد الْحَرَكَة وَاسْتعْمل فِيهِ إِن احتجت إِلَى التَّحْلِيل والتليين أَن تحلل بدقيق الباقلي والترمس ورماد الكرنب والنطرون والدوسر وبعر الماعز ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان والشبث وبزر الفجل وبزر الجرجير والكرنب وَالزَّيْت الْعَتِيق وَنَحْوهَا يلين حينا ويطلى بِهَذَا الدَّوَاء وَبِمَا يحلل الْخَنَازِير والورم الرخو حينا إِلَى أَن يتَحَلَّل كُله إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهَذَا الدَّاء يعرض فِي الْأَكْثَر بعقب مرض حَار تصير مادته إِلَى هَهُنَا وَيبقى وَلَا يتَحَلَّل وَقد يعرض ابْتِدَاء على طَرِيق أوجاع المفاصل إِلَّا أَن الْفرق فِيمَا بَينهمَا أَن الغلظ يكون فِيمَا بَين المفصلين من الْعُضْو لَا فِي الْمفصل نَفسه وَكَانَ بِرَجُل هَذَا لَا أَنه أَبيض فَكَانَ ينْتَفع بحب الماهياني وَهُوَ حب فِيهِ شَحم حنظل واشياء جاذبة للبلغم وَإِذا كَانَ أسود فَعَلَيْك بِمَا يجذب الْخَلْط الْأسود وَاعْلَم بِالْجُمْلَةِ أَنه دَاء عسر الْبُرْء جدا لَا يكَاد يبرا لَكِن)

إِن تعاهد صَاحبه النفض والقيء خَاصَّة لم يزدْ وَبَقِي عمره كُله لَا يزِيد شدَّة مَتى أَرَادَ التَّعَب.

الْمَوْت السَّرِيع: الساقان اللَّتَان ينحدر إِلَيْهِمَا الكيموس برؤهما عسير لَا تبرءان الْبَتَّةَ.

لى فِي خلال كَلَامه: إِن الْمَادَّة الَّتِي نزلت على طَرِيق البحران إِلَى السَّاق وَكَانَت كَثِيرَة حَتَّى عفن الْعُضْو لَا تَبرأ وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فكم بالحري أَن يكون غَيره مِمَّا حدث أبدأ لَا يبرأ وَجُمْلَة فاعمل من هَذَا على أَلا يزِيد وملاكه الْقَيْء بعد الإسهال والشد وجذب الْمَادَّة إلأى الرجل الْأُخْرَى.

3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)

إِذا قطعت الدوالي هزل الْعُضْو من أجل أَنه بعيد عَن طَرِيق الْغذَاء. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْوَالِي تحْتَاج أَن تقطع ويستأصل مَوضِع الْعلَّة وتسل مَعَه عروقه الواسعة وتقطع كلهَا وَإِذا لم يكن عَظِيما فليسل الْعرق فَقَط. لى أخْبرت أَنه قد برأت غير مرّة بفصدها وإفراغ مَا فِيهَا وَأرى أَنه يَنْبَغِي أَن تفصد أَولا ويسل مَا فِيهَا بعد الفصد من فَوق مَرَّات فَإِذا ضمرت وسال مَا فِيهَا أجمع تبرت وعلق الرجل أَيَّامًا وَاسْتعْمل بعد ذَلِك دَائِما إِخْرَاج الدَّم من الْيَد وَإِخْرَاج السَّوْدَاء بالإسهال وَمَتى عَاد فأعد وارتك الْمَشْي الْبَتَّةَ شهورا إِلَى أَن يبرأ ويستحكم.

الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: يحدث فِي أسافل الْجِسْم الدَّم السوداوي لِأَن رسوبة يكون بالطبع إِلَى هُنَاكَ. قَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِذا تطاولت هَذِه الْعلَّة أسود الْجلد فِي مَوضِع هَذِه الْعُرُوق وَيكون من الطبيعة ينقى الْجِسْم من الْفضل الْأسود وَكَثِيرًا مَا تتسع هَذِه وَلَا ينصب فِيهَا دَامَ أسود لَكِن يكون الدَّم أَحْمَر وَذَلِكَ يكون لسعة هَذِه وضعفها وَمثل هَذِه الْعُرُوق كثيرا مَا يشرف صَاحبهَا مِنْهَا على الْوُقُوع فِي المالنخوليا إِذا كَانَ مَا فِيهَا كيموسا

 

(3/522)

 

 

أسود وَقَالَ: إِن قرسوس قلع فِي بعض القروح فطالت (ألف ج) مُدَّة برئه بالمراهم وَلم يبرأ حَتَّى عولج بعد سنة بِأَن فصد من يَدَيْهِ فَلَمَّا كَانَ أسود ثني لَهُ وَثلث وَربع إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع وأسهل مَرَّات بِمَا يخرج الكيموس الْأسود وغذي بأغذية جَيِّدَة الدَّم فيبرئ بِسُرْعَة بعد ذَلِك بالمراهم. لى على مَا رَأَيْت فِي أبيذيميا: من كَانَ طحاله رديا ممتلئا دَمًا سوداويا فكثرة الْمَشْي يعقبه إِمَّا د: القطران مَتى لعق ولطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. زقال فِي الْعِلَل والأعراض: إِنَّه إِن قطعت اللهاة أَو سلت الْعُرُوق الْمُسَمَّاة قرسوس قَالَ ذَلِك يكون مَرضا من نُقْصَان وَفِي هَذِه أَن مَحل سل هَذِه مَحل سل الأصداغ وَقطع اللهاة وَنَحْوهَا مِمَّا لَا خطر فِيهِ.)

إنطليس: الْوَالِي تشق وتعصر ثمَّ يشق موضعهَا وتسل أجمع ثمَّ تعالج بِمَا يلحم مَاء الْجُبْن يصلح أَن يسهل بِهِ اصحاب دَاء الْفِيل لأَنهم لَا يحْتَملُونَ الإسهال بدواء حاد. ج: لِسَان الْحمل ينفع من دَاء الْفِيل إِذا ضمد بِهِ وَقَالَ د: مرَارَة التيس إِذا لطخ بهَا دَاء الْفِيل ذهبت بالزيادات الْعَارِضَة فِي مَوضِع الورم.

وَقَالَ: ورق الفودنج مَتى شرب وَشرب بعده مَاء الْجُبْن أَيَّامًا نفع من دَاء الْفِيل يشرب على نَحْو مَا يشرب مَاء الْجُبْن أَيَّامًا مُتَوَالِيَة لحم الْقُنْفُذ الْبري مَتى شرب وَهُوَ مملح بسكنجبين نفع من دَاء الْفِيل. القطران إِذا لعق أَو لطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. من كناش أشليمن: أفصد الصَّافِن وليدم الإيارج وَمَا ينْقض السَّوْدَاء ويلطف وَيمْتَنع من الْمَشْي وينفع مِنْهُ نفعا عَظِيما مَتى شرب كل يَوْم نصف مِثْقَال إيارج فيقرا ويطلي على الْموضع بِزَيْت ورماد الكرنب دَائِما أَو يدهن بِزَيْت ويذر عَلَيْهِ الطرفاء مسحوقة فَإِنَّهُ جيد جدا وَأما الترمس فَمَتَى طلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد. فِي الْمرة السَّوْدَاء قَالَ: دَاء الْفِيل إِذا كَانَ الكيموس السوداوي لَيْسَ بمفرط الرِّدَاء كَانَ مخالطا للدم فَدَفَعته الطبيعة لتنقي الدَّم لِأَن الطبيعة تحب تنقية الدَّم دَائِما كَانَ مِنْهُ دَاء الْفِيل الَّذِي لَونه مائل إِلَى الْحمرَة إِلَّا أَنه يسود مَتى طَال مكثه قَالَ: وَهَذَا ينفع مِنْهُ الفصد وإسهال السَّوْدَاء نفعا عَظِيما فِي الْغَايَة.

فِي الْعُرُوق الْمَدِينَة من كتاب العلامات قَالَ: تعرض تَحت الْجلد تنساب كَمَا تنساب الْحَيَّة وَجل مَا يعرض فِي السَّاقَيْن وَفِي الْقطن وَفِي الْجنب ويعرض الصاحبه مِنْهُ حكة قَالَ: وَنحن نقُول إِنَّه يعرض من فَسَاد العصب وَلذَلِك يطن الظَّان أَنه يَتَحَرَّك.

الْيَهُودِيّ: تكون الْعُرُوق الْمَدِينَة من جفاف الدَّم فَإِن كَانَ مَعَ حِدة كَانَ مؤلما حارا جدا وَيَنْبَغِي أَن يحترس مِنْهُ بترطيب الْجِسْم وفصد الصَّافِن والأكحل وَشرب الهليلج والترطيب فَمَتَى صَارَت الْحَيَّات لم يكن لَهَا علاج إِلَّا إخْرَاجهَا.

بولس قَالَ: يتَوَلَّد بِالْهِنْدِ ومصر يعرض فِي الْأَعْضَاء العضلية مثل المعصمين والساقين والفخذين وَأما فِي الصّبيان فقد يعرض فِي الجنبين وَكَونهَا تَحت الْجلد وتتحرك حَرَكَة بَينه

 

(3/523)

 

 

حَتَّى إِذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد وَيخرج مِنْهُ طرف الْعرق فَإِن مد عرضت عَنهُ أوجاع شَدِيدَة وخاصة إِن انْقَطع وَلذَلِك يعلق بعض النَّاس (ألف ج) بطرفه رصاصة وتلفه عَلَيْهَا لِئَلَّا يَنْقَطِع وَيخرج مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا بثفل الرصاص حَتَّى يخرج عَن)

آخِره وَيسْقط ويعصر الْعُضْو وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ليسهل خُرُوجه ثمَّ يرفع بالأصابع قَلِيلا قَلِيلا يمسح وَيخرج قَالَ: فَإِن انْقَطع أَو لم يخرج بط حَتَّى يُوصل إِلَيْهِ وَيخرج ثمَّ يعالج بعلاج الْجِرَاحَات.

الاختصارات قَالَ: قد يكون فِي الْبلدَانِ الحارة وبشرب الْمِيَاه الردية وَيكون من بلغم حَار يحتد قَالَ: إِذا بدأت فضمد الْموضع وَبرد جهدك بالصندلين والكافور وَنَحْوهمَا مِمَّا يطلى بِهِ فَإِن ظَهرت رؤوسها فلتجذب بِرِفْق لِئَلَّا تَنْقَطِع وأربطها فِي قطعه أسرب وَتلف كل يَوْم مَا يخرج مِنْهُ ويسهل خُرُوجه المَاء الفاتر فَإِذا أخرجته أجمع فعالج الْموضع بالمرهم الْبَارِد كمرهم الإسفيذاج وَإِن انْقَطع فَإِن كَانَ فِي مَوضِع يُمكن بطه فبطه فَإِنَّهُ يُولد ورماه وعفنا وَأخرجه وعالجه وَمَتى لم يكن بطة فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعقن مَا فِيهِ وَيخرج وعالجه وَمَتى لم يُمكن بطه فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ وَيخرج واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة فَإِنَّهَا تحدد الدَّاء وَتُؤَدِّي إِلَى الآكلة. لى رَأَيْت فِي المارستان شَيْئا انْقَطع فبططناه وَلم نلتفت إِلَى طلب الْعرق لَكِن فتقنا الْجرْح بالإصبع فتقا نعما فعالجناه فبرأ برءا تَاما.

ابْن ماسويه قَالَ: اطل على ورم الْعرق الْمدنِي بالأشياء المبردة قبل خُرُوجه وسرح عَلَيْهِ العلق واطله بدقيق الشّعير والرجلة ودهن الْورْد وعنب الثَّعْلَب والكزبرة أَو لطخه باعتدال بالصندل وبزر قطونا والمر وَاللَّبن الحليب أَو اصل الورم بِالصبرِ والكافور إِلَى الْبَطن فَإِن كَانَ شتاء فضمده بالخمير وَالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة يبرأ إِن شَاءَ الله. 3 (من اختيارات حنين) إِذا تنفط مَوضِع الْعرق الْمدنِي وابتدأ يخرج فَاشْرَبْ لَهُ أول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي زنة دِرْهَم وَفِي الثَّالِث دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يَمُوت وَيبْطل أَذَاهُ واطل على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر الرطب: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فَيَمُوت ويسكن جَمِيع ألمه مجرب جيد يحول إِلَيْهِ مَا فِي كناش جورجس. لى خبرني ابْن عَم الْحُسَيْن بن عدويه إِنَّه كَانَ يتَأَذَّى بالعرق الْمدنِي وبطه غير مرّة ثمَّ أَن رجلا من أهل الْحجاز علمه أَن يَأْخُذ نصف دِرْهَم من الصَّبْر ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك فَبَطل أَذَاهُ وَلم يخرج فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَا بعده إِلَى هَذِه الْغَايَة شَيْء وَهَذَا الرجل محرور وَاسع الْعُرُوق أزب عضل. لى رَأَيْت الْعرق الْمدنِي لَا يكَاد يخرج بالأبدان الرّطبَة اللَّحْم وَإِنَّمَا يخرج بالعضلة والنحيفة وَلَا بِمن أدمن الاستحمام وَالدُّخُول فِي المَاء وَشرب الشَّرَاب والتوسع فِي الأغذية وَمِمَّا قد أَجمعُوا عَلَيْهِ أَنه أَن ذَلِك مَا وَرَاء الْموضع الَّذِي قد خرج فِيهِ بالثلج بعد قَلِيلا قَلِيلا وأدمن الدَّلْك وَالْمدّ خرج كُله. وَقد قيل: إِنَّه إِذا طلب من خَلفه إِلَى أَكثر مَا يُمكن ثمَّ شقّ عَنهُ وَأدْخل تَحْتَهُ الْميل وَرفع على عضل الصدغ وَمسح الْموضع ودلك (ألف ج) بالثلج قَلِيلا قَلِيلا وَمد خرج كُله فِي سَاعَة. قَالَ وَيجب أَيْضا إِذا رَأَيْت عَلَامَات الْعرق قبل أَن يظْهر الرَّأْس أَن تعالجه بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ مَا لم يطلّ بِهِ الزَّمَان لَا يكون لَهُ كَبِير طول وَلَا يزِيد على ذِرَاع لَا شَيْئا قَلِيلا وَكَثِيرًا مَا يكون أَصْغَر مِنْهُ وَأما إِذا طَال فكثيرا مَا يكون الْإِنْسَان فِيهِ أشهرا وَيكون طَويلا جدا.

 

(3/524)

 

 

قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: يحدث فِي الْبِلَاد اللطيفة الْهَوَاء الحارة وَفِي الْأَبدَان الرّطبَة المترفة إِذا انْتَقَلت إِلَيْهَا أَو كَانَت فِيهَا فقد تولد فِي الْمُوفق عِنْد مقَامه بِمَكَّة قَالَ: وَقد رَأَيْت بسامري رجلا تولد فِي بدنه أَرْبَعُونَ عرقا وتخلص من جَمِيعهَا قَالَ: فِي أول ابْتِدَائه يَنْبَغِي أَن يمرخ بدهن الخيري أَو الزنبق أَو البان حَتَّى يسهل خُرُوجه وبروزه عَن الْجِسْم ثمَّ يحفظ لِئَلَّا يَنْقَطِع وَينْتَفع بحب القوقايا. فِي الْأَعْضَاء الألمة قَالَ ج: لَيْسَ يمكنني أَن أتفكر فِيهَا فكرة صَحِيحَة لِأَنِّي لم أرها قطّ. من كتاب مَجْهُول قَالَ: يكون من دم غليظ لزج وَالْفَاعِل لَهُ الْحَرَارَة المفرطة ويستطيل لطول الْعرق الَّذِي يكون فِيهِ حَتَّى يتشكل بشكله ويعرض من الْحَرَارَة الْيَابِسَة وَمن الأغذية الْيَابِسَة القليلة كالدخن وَنَحْوه ويعالج باخراج الدَّم من الْعُضْو الَّذِي فِيهِ والاسهال بالاهليلج والأطعمة المرطبة والفراريج وَيُوضَع على الْعرق نَفسه الأسفيوس ودقيق الشّعير)

والخطمى ودهن البنفسج والنيلوفر لتليين العضلة وسلها واستخرجها بِرِفْق وبسهولة بعد تنقية الْبدن.

بولس: يتَوَلَّد فِي بِلَاد الْهِنْد وأعالي مصر وَفِي الْأَعْضَاء العضلية كالمعصمين والفخذين والساقين وَقد يتَوَلَّد فِي الصّبيان فِي الجنبين وَلها تَحت الْجلد حَرَكَة حَتَّى اذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد فَيجب ان لَا يقطع فانه يعرض عَنهُ اوجاع شَدِيدَة بل يسخن الْموضع بِمَاء حَار ويمدد بالأصابع بعد مَسحه قَلِيلا قَلِيلا والنطول بِمَاء حَار وَقد أجمع على ذَلِك جَمِيع أَصْحَاب الْجِرَاحَات وَقد تسْتَعْمل فِيهِ الأضمدة الَّتِي تعْمل بالعسل وَالْمَاء الْحَار ودقيق الْحِنْطَة وَالشعِير وَيصْلح فِيهَا المراهم الَّتِي تعْمل بحب الْغَار وَالَّتِي تعْمل بالعسل فان هَذِه الأشياءتميت هَذَا الْعرق ويسقطه فان لم ينفتح وَيسْقط فشق الْعرق حَتَّى تكشفه وانزعه ثمَّ عالج الْموضع بالفتل وَسَائِر علاج الْجِرَاحَات. وَقَالَ فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: انما يتكون فِي تجويف الْعُرُوق. حنين فِي كتاب الفصد: انه يجب ان يبرد يبزر قطونا وَنَحْوه فاذا انْتهى فمرهم باسليقون جيد لَهُ.

أَبُو جريج: مرهم الزفت انفع مَا يكون للعرق الْمدنِي. من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: اذا تنفط الْموضع وَبَدَأَ يخرج من الْجَسَد فَاشْرَبْ لَهُ اول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي درهما وَفِي الْيَوْم الثَّالِث درهما فانه يبطل اذاه الْبَتَّةَ وَيَمُوت وتطلى على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فانه يَمُوت ويسكن اذاه هَذَا مجرب (الورم الْمُسَمّى سقيروس) (والأورام الصلبة السوداوية والبلغمية خلا السرطان فِي اللَّحْم والعضل الَّذِي) (يخرج فِي المفاصل فَيمْنَع انقباضها وانبساطها يَنْبَغِي أَن يحول إِلَيْهِ.) من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء من كتاب العلامات قَالَ: سيقروس روم جاس لَا

 

(3/525)

 

 

وجع مَعَه لَونه لون الْجَسَد ممتد شَدِيد فَوْقه شعر يشبه الزغب يتواقع مِنْهُ سَرِيعا وَلَيْسَ لَهُ برْء الْبَتَّةَ وَقد يكون ورم أَحْمَر يُسمى فولوس وَهُوَ صلب أملس بلون الْجَسَد وَرُبمَا انْتقل من عُضْو إِلَى عُضْو هَهُنَا ضرب آخر لَا ينْتَقل وَهُوَ يشبه الْعظم فِي صلابته إِلَّا أَن لَونه لون الْجَسَد وَإِذا وَقع هَذَا الورم فِي مجْرى سَده لم يبرأ الْبَتَّةَ. من الْغَلَط الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: الورم الْمُسَمّى سقيروس نَوْعَانِ يَشْتَرِكَانِ جَمِيعًا فِي أَنَّهُمَا جَمِيعًا صلبان وَفِي أَنَّهُمَا يحدثان من أول الْأَمر وَقد يلحقان أَيْضا الفلغموني والسوداوي أسود اللَّوْن. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: الورم الصلب الَّذِي لَا حس لَهُ يتَوَلَّد من خلط غليظ بَارِد إِمَّا من السَّوْدَاء الَّتِي لَا رداءة مَعهَا وَإِمَّا من بلغم قد صلب صلابة كَثِيرَة والأورام الصلبة كلهَا لَا تَخْلُو من أَن تكون سوداوية أَو بلغمية أَو مركبة مِنْهُمَا والورم الْحَادِث من البلغم الَّذِي قد يبس جف كثيرا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل والوترات وَهُوَ يعالج بالأدوية الملينة فاما الورم السوداوي فَإِنَّهُ من جنس السرطان فَهُوَ لذَلِك ينفر ويهيج بالأدوية الملينة. لى هَذَا إِذا كَانَ خلطه حارا رديا وَانْظُر أبدأ فِي الورم الصلب السوداوي إِلَى مِقْدَار حرارته باللمس وَهل فِيهِ ضَرْبَان وَهل حواليه عروق فَبِهَذَا الْمِقْدَار يكون قربه من السرطان وَهَذِه هِيَ الَّتِي لَا تنفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي يلها حرارة ولذع مَا. بولس: سقيروس المستحكم لَا حس لَهُ الْبَتَّةَ وَلَا الْبُرْء وَأما الآخر فعسير الْحس عسير الْبُرْء وَذَلِكَ أَنه يكون من خلط غليظ يتشبث بالعضو وَقد يحدث أَولا وَيحدث عَن الأورام الحارة إِذا بردت فَوق الْمِقْدَار وَلَا يَنْبَغِي أَن يحمل عَلَيْهِ بالمحللات لِأَنَّهُ ينقص مِنْهُ فِي زمن قَلِيل مِقْدَار كثير إِلَّا أَن الَّذِي يبْقى مِنْهُ يتحجر وَلَكِن ليحلل حينا ويلين حينا ويلين بمخاخ الأيل والعجل والشحوم شحوم الْجَوَارِح كالأسد وَالنُّمُور والدببة والنسر وشحوم الطير بالأشج والمقل والميعة السائلة والمصطكى مُفْردَة ومركبة فَإِن كَانَ سقيروس فِي رُؤُوس العضل والرباطات فليحم حجر مرقشيثا إِن وجد وَإِلَّا فَغَيره ثمَّ رش عَلَيْهِ خل خمر فائق ويمسك الْعُضْو على بخاره ويردد عَلَيْهِ مَلِيًّا ثمَّ يطلى بالأدوية الملينة ولينطل بالدهن كل يَوْم وَيكون حارا قد طبخ فِيهِ أصل قثاؤ الْحمار وأصل الخطمي)

وليمنعوا من الْحمام والإدمان عَلَيْهِ. لى ينظر فِي هَذَا وَقد ذهب عِنْدِي إِلَى أَن الْحمام يحلل شَيْئا ويصلب الْبَاقِي ولرداءته للعصب قَالَ: حَتَّى إِذا بدا (ألف ج) الاسقيوروس يلين يداف أشج بخل قوي فائق الحموضة ويطلى بِهِ أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ يضمد بالدواء الملين وَيجْعَل مَعَه جاوشير وقنة دسمة وَسَائِر الأضمدة الَّتِي تحل الْخَنَازِير. ج إِلَى أغلوقن: هَذَا الورم مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس أصلا وَمَتى لم يكن خَالِصا فَلَا يكون عديم الْحس لكنه يكون قَلِيل الْحس لَا محَالة فَمَا كَانَ مِنْهُ عديم الْحس فَلَا برْء لَهُ وَمَا كَانَ قَلِيل الْحس فَإِنَّهُ يبرأ لكنه يعسر لِأَنَّهُ يكون من خلط غليظ فيرسخ فِي الْعُضْو ويعسر تَحْلِيله لذَلِك وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يزِيد حَتَّى

 

(3/526)

 

 

يستحكم وَرُبمَا عمله الْأَطِبَّاء بِسوء تدبيرهم الورم الْحَار لشدَّة تبريدهم لَهُ وَإِن كَانَ اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الْأَدْوِيَة المقوية المحللة نقصت فِي أول الْأَمر نقصا كثيرا إِلَّا أَنه تبقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة لَا تتحلل الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يتَحَلَّل مَا لطف مِنْهُ ويتحجر الْبَاقِي فَلذَلِك يجب أَن تكون أدويته حارة قَلِيلا وَفِيه رُطُوبَة قَليلَة لِأَن الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة لَا تحلل أصلا والقليلة الرُّطُوبَة تجفف تجفيفا أَشد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الملينة والأمخاخ والشحوم والمقدم على جَمِيعهَا مخ الأيل ويتلوه مخ الْعجل وَمن الشحوم شَحم البط من جَمِيع الشحوم الَّتِي للطير وَمن الآخر شَحم الْأسد والنمر والدب والثور وَيَتْلُو شَحم البط شَحم الدَّجَاج قَالَ: وَقد عَالَجت صَبيا كَانَ بِهِ ورم صلب فِي فَخذه بالدهن اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه ومنعته الدُّخُول إِلَى الْحمام وَبعد النطول كنت أضمده بالأمخاخ والشحووم فَكنت أخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الحَدِيث واللعبة اللينة فَلَمَّا لينت الورم بذلك مُدَّة أذبت أَلين مَا قدرت عَلَيْهِ من الأشق بأثقف مَا يكون من الْخلّ وطليته على الْفَخْذ بجلد ثَوْر وَجعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام شَيْئا من جاوشير أَلين مَا يكون وَهُوَ أحدثه وَأمرت الْغُلَام أَن يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء أَكْثَره إِلَيْهَا ثمَّ أَنِّي باخرة لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وخف وَخفت أَن تبقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تحلل اسْتعْملت ضد هَذَا وَذَلِكَ أَنِّي كنت أستجر إِلَيْهِ الْغذَاء وأطليه بالزفت وأرخى وألين فَكَانَ الورم يزِيد فِي هَذِه الْحَال وَلَا ينقص وَينْقص فِي الْأَحْوَال الَّتِي كنت أسْتَعْمل فِيهَا الْأَدْوِيَة الَّتِي بالخل ثمَّ عدت إِلَى التَّحْلِيل فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلم تبْق مِنْهُ بَقِيَّة صلبة وَلَو اقْتصر على أحد هذَيْن العلاجين لم يتم بُرْؤُهُ وَمَتى كَانَ هَذَا الورم فِي العضل ورؤوسها فَإنَّك إِن اسْتعْملت أَولا التليين ثمَّ حميت)

المرقشيثا ورششت عَلَيْهِ خلا وأقمت فِي بخاره وَيكون الْخلّ فِي غَايَة الثقافة وَرجح الْعُضْو على ذَلِك البخار فَأَنِّي قد رَأَيْت أَعْضَاء كَانَت قد تقفعت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بَرِئت برءا تَاما بِهَذَا العلاج وَهِي بعد ترجح على ذَلِك البخار حَتَّى تكَاد أَن تكون بِهَذَا العلاج كالسحر والرقية لَكِن يَنْبَغِي أَن تكون هيئ ذَلِك الْعُضْو قبل ولين بالملينة وَقبل ذَلِك البخار قد نطل بدهن كثير مسخن لطيف وَإِن كَانَ قد طبخ فِيهِ الشبث وخاصة الطري (ألف ج) فَهُوَ أَجود فَإِن لم يحضر مرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى. أطلاوش قَالَ: يُؤْخَذ للورم الصلب شَحم الثور ومخه وأشق ومقل وميعة رطبَة فألزمه فَإِذا لِأَن فضمد بدقيق الحلبة أَو ببعر الماعز يعجنان بسكنجبين فَإِنَّهُ يحلل تحليلا بليغا. أنطيلس قَالَ: سقيروس كثيرا مَا يعرض بعقب الورم الحاد وَيكون صلبا وينثر الشّعْر الَّذِي عَلَيْهِ وَيبْطل حسه وَيكون صلبا جدا وَهُوَ من جنس السرطان وَالْفرق بَينهمَا أَنه لَيْسَ مَعَ سقيروس ألم وَلَا حس وَلَا حرارة وَلَا عروق ساعية قَالَ: وَلَا يقطع الْبَتَّةَ وَلَو عرض فِي الْأَطْرَاف كالأصابع وَالْأنف والشفة لِأَن قِطْعَة يهيج بلَاء عَظِيما إِلَّا أَن يكون أكالا سرطانيا فَعِنْدَ ذَلِك

 

(3/527)

 

 

فليقطع ويقور أَصله كُله ويكوي نَحْو علاج السرطان قَالَ: وَقد يعرض فِي المفاصل صلابة تمنع من انثناء الْمفصل وَبسطه قَالَ: وَهَذَا يكون نَوْعَيْنِ أَحدهمَا عصبي وَالْآخر لحمي وَالْفرق بَينهمَا أَن العصبي مَعَه عسر حَرَكَة وخدر مَا فِي ذَلِك الْعُضْو وَلَا يعالج بالحديد الْبَتَّةَ وَلَا بِنَار لِأَنَّهُ مَتى قطع أورث التشنج وَذَهَاب الْحس فَأَما اللحمي فَيقطع ويرفق بعلاجه ليَكُون اندماله لطيفا وَلَا يكون فِيهِ أثر غلظ فِي منع حَرَكَة المفاصل الْحَال الأولى قَالَ: وَهَذَا يعرض تَحت الْعُنُق حَتَّى يعسر أَن يمد الرَّأْس إِلَى قُدَّام وَفِي سَائِر الْمَوَاضِع. الْمقَالة السَّابِعَة من قاطاجانس قَالَ: أقوى الْأَدْوِيَة الملينة كلهَا مَا كَانَ يشفي الصلابة الَّتِي قد قاربت أَن تتحجر مِثَال ذَلِك: مخاخ الْعِظَام الْمُخْتَلفَة ونوعا الميعة وَبعد هَذِه الشحوم وَأما مخ الْعِظَام فأفضلها مخ عِظَام الأيل وَالثَّانِي بعده مخ الْعجل والعلك والصمغ والمصطكى وصمغ الصنوبر وإكليل الْملك أَيْضا فِيهِ إلانة وَكَذَلِكَ فِي بزر الحلبة فَإِن بزر الحلبة أَيْضا إِذا طبخ لين تَلْيِينًا شَدِيدا وَلَا سِيمَا إِن خلط مَعَ شَحم والدهن الَّذِي لَا قبض فِيهِ ووسخ الْحمام ودهن السوسن وَالسمن وطبيخ الخطمي ووسخ الكوارة والأشق والمقل الصّقليّ أبلغ فِي التليين وَهُوَ أَلين والبارزذ والجاوشير مَعَ مَا هما عَلَيْهِ من التليين والتحليل لَهما إلانة والجاوشير أبلغ فِي التليين وَفِي الإنضاج. قَالَ: وَالْقَوِي مِنْهَا الميعة السائلة والأشق والمقل ووسخ الكوارت والبارزذ وشحم)

الثور ومخ ساقية واضعفها الشَّحْم والدهن والزوفا وَنَحْوهَا وَمن الملينة دهن الْحِنَّاء ودهن السوسن.

لى رَأَيْت وجربت أَن الخروع فِي الطَّبَقَة الأرفع من الملينة وَأَنه يلين الصلابات كلهَا.

ابْن سرابيون ملين جدا قوي: يُؤْخَذ عكر البزور وعكر دهن الْحل وحلبة فيغلي غليا يَسِيرا بِلَبن ثمَّ يصب عَلَيْهِ الية مذابة وَيسْتَعْمل.

3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)

الْأَدْوِيَة الملينة الْغَيْر مفرطة الْحَرَارَة والمقل والميعة والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمخاخ وَالزَّيْت الْعَتِيق دهن الخروع (ألف ج)

4 - (أصل الخطمي)

وأصول قثاء الْحمار والملوخيا السمسم وَلَا يجب أَن يكون فِي الملينات ملح لِأَن الْملح يجفف تجفيفا قَوِيا.

لى على مَا رَأَيْت فِي قاطاجانس: إِذا كَانَ الورم غليظا أَدخل فِي الأضمدة الْخلّ لِأَنَّهُ يضعف الْعُضْو وخاصة إِن كَانَ عصبيا فيكثر التَّحَلُّل مِنْهُ وأضمد بِهِ من الْخلّ والأشق والبارزذ والمقل والعاقر قرحا والنطرون وَنَحْوهَا من الملينة والمحللة. ج: فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة: من كَانَ بِهِ ورم فَكَانَ مَا يدْخلهُ بدنه قَلِيلا يحلل من الورم أَكثر مِمَّا يصير إِلَيْهِ فَيبرأ على طول الْمدَّة وبالضد.

 

(3/528)

 

 

الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المفردة الملينة للورم الصلب يَنْبَغِي أَن تكون أسخن من مزاج الْإِنْسَان كثيرا. ج: الرؤوس تشفي من الأورام الَّتِي قد ابتدأت تصلب التودري قَالَ: عَجِيب فِي حل الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الثديين والأنثيين المزمنة مِنْهَا الأشق قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الْحَادِثَة فِي المفاصل الدّهن الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث الْيَابِس ملين مُحَلل للورم. لى تليين جيد وَيحل الورم الصلب: شمع أصفر عشرَة دَرَاهِم دهن الشبث مُكَرر الطَّبْخ أَربع أشق ومقل خَمْسَة خَمْسَة لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان سَبْعَة سَبْعَة يجمع الْجَمِيع ويضمد بِهِ وَقد يسْتَعْمل مثل ذَلِك بدهن الخطمي تطبخ شَجَرَة الخطمي فِي الزَّيْت الْعَتِيق ثَلَاث مَرَّات.) ج:

4 - (الْمقل الْأسود)

اللين بليغ فِي الإلانة جدا البهار الْمُسَمّى عين الثور أَكثر تحليلا من البابونج حَتَّى أَنه يشفي الورم الصلب إِذا خلط بالقيروطي الأشنة تحلل وتلين وَهِي قريبَة من الفتورة دَقِيق الترمس مَتى طبخ بخل وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها ورق الْكبر وقشر أَصله خَاصَّة يحل الورم الصلب سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يخلط بالمقل وَنَحْوه القنطوريون الصَّغِير يلين الأورام الصلبة اللاذن يلين تَلْيِينًا نعتدلا ويحلل الكرنب يحلل الأورام الَّتِي قد صلبت وَصَارَت فِي حد مَا يعسر انحلاله ورماده مَتى خلط بشحم عَتيق أَبْرَأ الورم الصلب المزمن المصطكى الْأسود ملين للأورام الصلبة التِّين الَّذِي فِيهِ شَيْء من لبنه مَتى ضمد بِهِ الأورام الصلبة حللها السمسم يلين ويسخن إسخانا معتدلا الميعة تلين وتنضج التِّين يحل ويلين الورم الصلب إِذا ضمد بِهِ الحلبة تلين وتحلل السّمن يلين ويحلل وخاصة الأورام الَّتِي فِي أصل الْأذن والغدد شَحم الاسد والنمر ينفع الأورام الصلبة ويحلها غَايَة الْحل شَحم البط كثير الْحل مَعَ التليين وَلذَلِك ينفع الورم الصلب مخ الْعِظَام يلين الصلابات والتحجر فِي الرباطات والأوتار والأحشاء وَالَّذِي جربته فَوَجَدته ينفع نفعا عَظِيما مخ عِظَام الأيل وَبعده مخ الْعجل. ج: الْمقل يلين الصلابة الكائنة فِي الأعصاب مَتى حل بشراب وضمدت بِهِ السمسم إِذا دق وضمد بِهِ لين الأعصاب الغليظة المرزنجوش يلين الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الدبر والأثنيين مَتى (ألف ج) طبخ بالميبختج وخاصة مَتى خلط بِهِ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بزر الْكَتَّان أَو غُبَار الرَّحَى قَالَ: الألية تحل الورم الجاسي وتلين العصب القلهمان: دهن البان يلين العصب الصلب جدا وَكَذَلِكَ ثجيره. الخوز والقلهمان: ورق الدفلى مَتى طبخ وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها بِقُوَّة بليغة. لى قد قَالَ دج فِيهِ: إِنَّه كثير التَّحْلِيل جدا. الخوز قَالَت: الزفت الرطب أَجود شَيْء للمثانة وَالرحم الَّتِي فِيهَا سقيروس وخاصة مَعَ الشَّحْم والمخاخ. لى وَحب البان والمقل والأشق. 4 (صمغ البطم) يلين تَلْيِينًا كَافِيا ويحلل باعتدال. الكنكرزذ د: يحلل جَمِيع الأورام الصلبة سَرِيعا. ماسرجويه: المغاث يلين صلابة الدشبد فِي المفاصل إِذا طلي عَلَيْهِ قَالَ: وصلابة العصب الممتد. أَبُو جريج: الشمع يلين الأعصاب الممتدة إِذا طلي

 

(3/529)

 

 

عَلَيْهَا مَعَ دهن. قَالَ: وَحب القرع أبلغ الملينات للعقدة الممتدة. إِسْحَاق: الَّذِي يصلح لهَذِهِ مَا كَانَ يجمع التليين والتحليل وَيجب أَن يبْدَأ بالملينة كمخ الأيل وشحم التيس وأشق ومقل وأصطرك فَإِذا لَان فَاسْتعْمل المحللة كالحلبة وبعر التيس وخل ممزوج وَنَحْو ذَلِك من المراهم المحللة. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَلْط الْفَاعِل لهَذِهِ الأورام وأشباهها لَا يَخْلُو من أَن يكون إِمَّا لزجا وَإِمَّا غليظا وَإِمَّا جَامعا للأمرين وَيجب أَن يسخن ويرطب فليلا ليلين ثمَّ يحلل فَإِن حمل عَلَيْهِ بالمحللة قبل أَن يلين نقص نقصا كثيرا وَظن أَنه قد قرب من الْبُرْء فِي أَيَّام يسيرَة إِلَّا أَنه يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَلَا تنْحَل الْبَتَّةَ لِأَن رَقِيق الْخَلْط أجمع قد انحل واستحجر لذَلِك الْبَاقِي كَمَا يستحجر فِي المفاصل وَكَذَلِكَ لَا تَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن وتجفف بِقُوَّة وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفى مَعَ التليين بالتحليل بِمَنْزِلَة مخ الأيل والعجل وشحم الْبَقر والتيس والأسد والأشق ونوعي الْمقل وخاصة الصقلى والميعة السائلة أفضل فِيهِ من الْيَابِسَة وَيخْتَلف استعمالك لهَذِهِ بِحَسب الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ الورم الصلب فِي وتر فاخلط مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء المحللة شَيْئا مِمَّا يقطع وَخذ من هَذِه وَهُوَ قوي الْخلّ يسْتَعْمل فِي أورام كَثِيرَة فِي الورم الصلب وَأما فِي لج الْوتر والرباط إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب يسْتَعْمل الملينة ثمَّ الْخلّ فَإِن اسْتعْمل الْخلّ فَهَكَذَا: تَأْخُذ حجرا فاحمه بالنَّار ثمَّ يطفي بالخل وَإِن أمكن أَن يكون الْحجر مرقشيشا فَهُوَ أَجود فَإِن لم يتهيأ فحجر الرَّحَى وَأمر العليل أَن يُحَرك ذَلِك الْوتر والرباط فِي بخار ذَلِك الْخلّ ثمَّ أعد عَلَيْهِ الدَّوَاء الملين وصب عَلَيْهِ مُنْذُ أول العلاج إِلَى آخِره فِي كل يَوْم زيتا وَلَا تصب مَاء وَيكون زيتا لطيفا لَا قبض فِيهِ الْبَتَّةَ وَكَثِيرًا مَا يطْبخ فِي الزَّيْت أصُول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وَغير ذَلِك مِمَّا أشبهه فَأَما العلاج بالخل فَإِنَّمَا يصلح (ألف ج) وينفع عِنْد طول الْمدَّة من الْعلَّة بعد أَن تتقدم فتأهب لَهُ بتهيئة الْعُضْو بالأدوية الملينة وَقد اتخذ أدوية يَقع فِيهَا خل فضع مِنْهَا على الْعُضْو فِيمَا بَين الْأَيَّام وضع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الملينة يَوْمًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن قُوَّة الْخلّ مَتى اقتصد فِيهِ)

بليغة هُنَا لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويذيبها فَإِن أفرط فِيهِ أَو اسْتعْمل فِي الْوَقْت الَّذِي لَا يجب فَإِنَّهُ يسلب لطيف الْخَلْط وَلَا يسلم الْبَاقِي من التحجر مَعَ أَنه مَتى أدمن اسْتِعْمَاله زَمنا طَويلا أضرّ بجوهر العصب وأنكاه وَلَا يَنْبَغِي اسْتِعْمَال الْخلّ فِي مداواة الرباطات والأوتار فِي أول الْأَمر وَلَا أَن يكثر مِنْهُ وَلَا فِي زمن طَوِيل وَأما فِي ورم الطحال الصلب والأعضاء اللحمية فَاسْتعْمل الْخلّ فَإِنَّهُ مَأْمُون الْعَاقِبَة وَقد اسْتعْملت أَنا لَهَا الْخلّ والأشق فِي مداواة العضل الصلب فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَفِي سَائِر الْأَيَّام الْأَدْوِيَة الملينة وَلم أجد للأدوية الملينة أثرا وَحدهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى اسْتعْملت أياماثم طلي يَوْمًا بالأشق والخل نفع النَّفْع الْعَظِيم وحسبك اسْتِعْمَاله يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تعاود الملينة أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ عاوده أَيْضا بالأشق والخل وَلَا يَنْبَغِي أَن تتوانى عَن التليين لِأَنَّك مَتى توانيت صلب الورم صلابة لَا تنْحَل وَلذَلِك أَنا أسْتَعْمل الضماد بِأَصْل الخطمي لِأَن أصل الخطمي إِذا سحق مَعَ شَحم الضَّأْن جَاءَ دَوَاء مَحْمُودًا فِي أَمْثَال هَذِه الأورام وَيجب أَن يكون الشَّحْم شَحم البط وَإِن لم يتهيأ فشحم الدَّجَاج وورق الخباز الْبري مَتى سحق مَعَ احدهما نفع قَالَ وأعني بِقَوْلِي ورم صلب: الَّذِي يجمع صلابة وَعدم الوجع فَلَيْسَ بِوَاجِب أَن يكون مَا

 

(3/530)

 

 

هُوَ عديم الوجع عديم الْحس أبدا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا برْء لَهُ أصلا وَكلما كَانَ هَذَا الْعُضْو من عدم الْحس أبعد فَهُوَ أسْرع برءا وأسهل وَبِالْعَكْسِ بعد أَن يكون الْعُضْو فِي نَفسه ذَا حس جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: سيقروس قد يحدث من بلغم غليظ وَمن دم سوداوي وَهُوَ صلب غير مؤلم وَقد يحدث إِمَّا ابْتِدَاء وَإِمَّا بعقب الورم الرخو إِذا برد تبريدا مفرطا والحادث عَن البلغم يكون لَونه إِلَى الْبيَاض أميل والحادث عَن السَّوْدَاء إِلَى السوَاد. من كتاب العلامات قَالَ: وَلَا وجع لهَذَا الورم ولونه لون الْجِسْم وَفِيه شيبَة الأوتار وَعَلِيهِ شعر شبه الزغب ينْبت سَرِيعا وينتثر سَرِيعا وَلَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: أحد نَوْعي سقيروس يتَوَلَّد عَن البلغم اللزج الغليظ والصنف الثَّانِي عَن عكر الدَّم وَهَذَا الَّذِي يتَوَلَّد عَن العكر صنفان: أَحدهمَا عَن العكر فَقَط وَهُوَ سقيروس وَالْآخر عَن السَّوْدَاء وَهُوَ السرطان. وَيفرق بَين سقيروس السوادوي والبلغمي باللون وهما جَمِيعًا صلبان غير مؤلمين ويتولد إِمَّا فِي أول الْأَمر وَإِمَّا بعقب الفلغموني والترهل إِذا أسرف عَلَيْهِمَا بالتبريد أَو يبردان من ذاتهما (ألف ج) بردا شَدِيدا. الورم الصلب إِمَّا أَن يكون بعقب الورم الْحَار وَإِمَّا بعقب الورم البلغمي الجاسي مِنْهُ إِمَّا سيقروس الْكَائِن من دم سوداوي وَإِمَّا من)

الْمرة السَّوْدَاء الْخَالِصَة وَهُوَ السرطان. أغلوقن: سيقروس مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس وَإِذا لم يكن خَالِصا فَلَا بُد أَن يكون قَلِيل الْحس والعديم الْحس لَا برْء لَهُ والقليل الْحس عسر الْبُرْء لِأَن هَذَا الورم يكون من خلط غليظ يرسخ رسوخا يعسر تحلله وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يتزايد حَتَّى يستحكم وعَلى أَكثر الْأَمر يحدثه الْأَطِبَّاء عَن تبريد الفلغمونيات وتقبيضها قبضا شَدِيدا وَمَتى اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الَّذِي يحلل بِقُوَّة نقص فِي أول الْأَمر نقصا قَوِيا وتحجر بَاقِيه فَصَارَ لَا برْء لَهُ فَكَذَلِك يجب أَن يكون الدَّوَاء الَّذِي يداوى بِهِ هَذَا الورم لَيْسَ يجفف جدا لَكِن تكون فِيهِ حرارة فاترة وَيكون معتدلا فِي الرُّطُوبَة واليبس وَذَلِكَ أَن المفرط الرُّطُوبَة لَا يحلل اصلا والقليل الرُّطُوبَة يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي فَيَنْبَغِي أَن ينَال هَذَا الورم من الدَّوَاء مَا ينَال الشمع من الشَّمْس فَإِنَّهُ يحلله وَلَا تبلغ أَن تجففه وَهَذِه هِيَ الملينة والمقدم عَلَيْهَا هُوَ مخ الأيل ثمَّ مخ الْعجل وَمن الشحوم شحوم الطير وخاصة شَحم البط وَمن ذَوَات الْأَرْبَع شَحم الْأسد خَاصَّة وشحم الدب ثمَّ شَحم الثور. مِثَال: بَقِي فِي فَخذ صبي من فلغموني كَانَ بِهِ سيقروس فِي جَمِيع فَخذه فنطلت فذخه بالدهن وأجلسته فِي زَيْت لطيف ومنعته الْحمام وَبعد النطل كنت أعَالجهُ بِهَذِهِ الأمخاخ والشحوم وأخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الَّذِي لم يعْتق وَذَلِكَ أَنِّي لما تقدّمت فهيأته للتحليل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء حللت الأشق بعد بأثقف مَا يكون من الْخلّ فطليته عَلَيْهِ ثمَّ جعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام جاوشيرا أدسم مَا يكون لَبَنًا حَدِيثا وَكَذَلِكَ كنت أخْتَار لَهُ الأشق والقنة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ

 

(3/531)

 

 

بَان يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء إِلَيْهَا أَكثر مِنْهُ إِلَى العليلة ثمَّ لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وَخفت أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تنْحَل رجعت فسلكت ضد هَذَا الطَّرِيق فَكنت أطليه بدواء الزفت فَكَانَ ذَلِك الورم الصلب عِنْد استعمالي الأطلية المتخذة بالخل ينقص نقصا بَينا وَعند استعمالي الأطلية الَّتِي ترخي وتلين وَلَا ينقص لَكِن جعلت أسْتَعْمل هَذِه مرّة وَهَذِه أُخْرَى بالمقدار الَّذِي يجب فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلَو اقْتصر مقتصر على أحد هذَيْن العلاجين مَا برأَ وَمَتى كَانَ الورم الصلب فِي أَطْرَاف العضل أَعنِي فِي الأوتار فَإنَّك إِن اسْتعْملت الملينة أَولا ثمَّ اسْتعْملت بعده العلاج بِالْحجرِ الْمَعْرُوف بالمرقشيثا رَأَيْت مِنْهُ نفعا عَظِيما جدا يجب أَن يحمي ذَلِك الْحجر بالنَّار ثمَّ يرش عَلَيْهِ خل فِي غَايَة الثقافة ويعلق الْعُضْو على بخاره ويرجح (ألف ج) عَلَيْهِ بغطاء حَتَّى يلقِي ذَلِك البخار الصلب وينحل بِهِ)

ورمه فقد بَرِئت أَعْضَاء كَثِيرَة قد كَانَت تعفنت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بِهَذَا العلاج برءا تَاما وَهِي بعد ترجح فِي بخار ذَلِك الْخلّ حَتَّى يكون نفع هَذَا الدَّوَاء كَأَنَّهُ بِالسحرِ والرقي أشبه لكنه يَنْبَغِي أَن يهيأ الْعُضْو أَولا تهييئا جيدا بالملينة قبل ذَلِك نعما وبنطل بالدهن نظلا كثيرا وَيكون دهنا مسخنا لطيفا كالزيت الشَّامي وَلَا بَأْس أَن يطْبخ فِيهِ الشبت بِوَرَقَة وخاصة الطري مِنْهُ فَإِن لم يجد المرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى.

الْأَدْوِيَة المفردة لِجَالِينُوسَ قَالَ: الصلابة تحدث للعضو إِمَّا لامتلائه وَإِمَّا ليبسه وَإِمَّا من أجل أَنه قد دبر فجمد فالممتلئ يستفرغ والجامد يسخن واليابس يرطب وَكَذَلِكَ الْحَال فِيهَا إِذا تركبت تركب العلاج لى ابحث أَولا عَن الصلابة من أَي جنس هِيَ ثمَّ عالج وعلامة الصلابة الْحَادِثَة عَن برودة الْعُضْو ضموره وكمدته والحادثة عَن الامتلاء ترفعه وتنفخه والحادثة عَن اليبس قحله ويبسه وسل عَن الْأَسْبَاب ثمَّ أقصد العلاج. قَالَ: والورم الصلب إِنَّمَا يكون عِنْد مَا تلحج مَادَّة غَلِيظَة فِي بعض الْأَعْضَاء وينفش عَنْهَا ألطف مَا فِيهَا وأرقها وَيبقى الغليظ وَلذَلِك لَا يحْتَاج أَن يعالج بأدوية قَوِيَّة الأسخان وَلَا قَوِيَّة التجفيف لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يحجرانه بل شفاؤه بالأدوية الملينة وَهَذِه تلينه أَولا أَولا وتحلله أَولا أَولا والأدوية الملينة كَأَنَّهَا فِي الثَّانِيَة من الأسخان فَأَما يبوستها فَأَقل من ذَلِك بِمَنْزِلَة الْمقل وَعسل اللبني والميعة والأشق وشحم الأيل وشحم الْبَقر قَالَ: والورم الصلب مِنْهُ بِلَا وجع يكون مَعَه أَو يكون عسر الْحس قَلِيل الوجع وَكَثِيرًا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل وَهِي أورام سرطانية وتحدث عَن السَّوْدَاء والبلغم الغليظ أَو عَنْهُمَا مَعًا وَهَذِه تهيجها الْأَدْوِيَة الملينة كَمَا أَنَّهَا تهيج السرطان قَالَ وَسَنذكر علاج هَذِه فِي حِيلَة الْبُرْء. لى قد ذكره وَهُوَ علاج بخار الْخلّ وَمَا يتَّصل بِهِ. قَالَ: وَأما الأورام الصلبة الَّتِي حدثت عَن أخلاط غَلِيظَة. لى هَذَا هُوَ الَّذِي فِي آخر الأورام الحارة. قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن تكون أدويته مَا يسخن فِي الثَّانِيَة إِلَى آخرهَا أَكثر شَيْء وَلَا تجفف الْبَتَّةَ أَو تجفف قَلِيلا كمخ الأيل وشحمه والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمقل الصّقليّ ولتكن حَدِيثه لِأَن الْعَتِيق أَكثر تجفيفا وخاصة

 

(3/532)

 

 

الشحوم فَإِنَّهَا إِذا عتقت كَانَت أَكثر تجفيفا وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوسن وأصول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وورق الْخَبَّازِي وشحم الْخِنْزِير الْعَتِيق بِلَا ملح وبالواجب يَنْبَغِي أَن تكون الملينات حارة من أول الثَّانِيَة إِلَى وسط الثَّالِثَة لَا تجوزها وَتَكون يسيرَة اليبس مَا أمكن وَلها شَيْء من تغرية لَا تكون كَثِيرَة لِأَنَّهَا مَتى كَانَت كَثِيرَة قَوِيَّة التَّعْزِيَة سدت المسام فَلم تحلل)

الْبَتَّةَ. ابْن سرابيون: وَهُوَ نَوْعَانِ: مِنْهُ مَا لَا حس لَهُ وَلَا علاج لهَذَا وَمِنْه مَا يحس حسا ضَعِيفا وَهُوَ صَعب العلاج وعلاجه يتم بالأدوية الملينة وَمِمَّا لَا يشْتَد إسخانها لِأَن هَذِه تحلل تحليلا كثيرا ثمَّ تتحجر الْمَادَّة فَيجب أَن يكون إسخانها فِي آخر الثَّانِيَة وتحليلها فِي الأولى لِأَنَّهَا إِن كَانَت أسخن من هَذِه حجرت الْمَادَّة وَإِن لم تكن يابسة فِي الأولى لم تتحلل لِأَن الرُّطُوبَة لَا تحلل فَاسْتعْمل المخاخ والشحوم وَأقوى مِنْهَا الأشق والمقل الْأَزْرَق فَإِنَّهُ (ألف ج) أرطب والميعة السائلة وَالزَّيْت اللَّطِيف الْعَتِيق وَإِذا حدث فِي الرباطات والعصب فاخلط مَعَ الملينة الْمُقطعَة زنجار الْخلّ نَافِع فِي هَذِه الْمَوَاضِع ورش على حجر مرقشيثا وَحجر الرَّحَى محمي وَاجعَل الْعُضْو قبالته سَاعَة ثمَّ يضمد بالأضمدة وَالزَّيْت اللَّطِيف ويطبخ فِيهِ أصُول قثاء الْحمار ودهن الشبث والأشق يحل بالخل ويطلي الْعُضْو فَإِنَّهُ جيد فَإِن الْخلّ مقطع وَلَا تكْثر اسْتِعْمَال الْخلّ فِي الْمَوَاضِع العصبية وَأما فِي الْأَعْضَاء اللحمية إِذا حدث فِيهَا سقيروس فَاسْتَعْملهُ بِلَا حذر وخاصة الاعضاء الممتدة.

حِيلَة والبرء الأولى: إِذا حدثت القرحة عَن الورم الصلب فَإِنَّهُ يقْصد إِلَى ذَلِك الورم بالتنطيل وَالشّرط والأدوية المحللة. لى إِذا أزمن الورم الصلب شَرط ثمَّ ضمد بالمحللة القوية. لى الملينة العطرية: الأشنة الميعة دهن الميعة دهن البان اللاذن حب المحلب المصطكى دهن الْحِنَّاء دهن السوسن المرزنجوش العنبر المر. ج: فِي الْمقَالة الثَّامِنَة: ورق الدفلى وورده قوي التَّحْلِيل جدا. ماسرجويه والخوز: مَتى طبخ ورقه وَوضع على الورم الصلب حلله. د: خاصته تَحْلِيل الورم الصلب.

الْهِنْدِيّ: المرطبة تحل كل ورم قَالَ: وَكَذَا يفعل الجرحير الرطب وَهُوَ أقوى.

وَقع الْفَرَاغ من طبع هَذَا الْجُزْء يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة هـ سمبر سنة م ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي عشر أَوله فِي السرطان والقروح السرطانية.

 

(3/533)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

(أمراض السرطان والأورام)

(والدماميل والدبيلات وَمَا يحلل جسأ القروح والدشبد وَغَيرهَا)

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(السرطان والقروح السرطانية) 3 (فِي ظَاهر الْجِسْم والسرطان المتأكل المتعفن) حكى جالينوس عَن ديسقوريدوس: أَن أريسمن مَتى اسْتعْمل كالضماد نفع من السرطان الَّذِي لَا تقرح مَعَه. وَقَالَ بولس: أَنه ينفع من السرطان الْخَفي إِذا ضمد بِهِ عَلَيْهِ. ج: إِن قُوَّة هَذَا النَّبَات ملهبة وطعمه شَبيه بطعم الْحَرْف وَيصْلح للأورام الصلبة الَّتِي فِي أصل الْأذن والصلابات المزمنة فِي الثديين والأنثيين. ج: 3 (الأبخرة تشفي السرطان) 3 (المتأكل لِأَنَّهَا تجفف بِقُوَّة من غير لذع. د: دَاخل الْجَوْز الزنخ يوضع على الورم) اسْتِخْرَاج لي السرطان المتقرح الشَّديد البثور والضربان الْحَار جدا يسكن حرارته وضربانه: يُؤْخَذ إسفيذاج الأسرب وَمَاء الهندباء وخل وَشَيْء من أفيون يهيأ مِنْهُ لطوخ فَإِنَّهُ جيد بَالغ مَحْمُود بِإِذن الله. اسْتِخْرَاج لي وَكيد جيد: لُحُوم الأفاعي مَتى أكلت مطبوخة بِمَاء وملح وشبث وشراب ريحاني أوقفت السرطان المبتدىء ونفعته وملح الأفاعي يفعل ذَلِك. الحمص مَتى تضمد بِهِ بعد طبخة بِالْمَاءِ نفع من القروح السرطانية.

دوج: 3 (اللَّبن جملَة) يعالج بِهِ وَحده وَمَعَ الْأَدْوِيَة المسكنة المملة جَمِيع القروح السرطانية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تسكين وجعها وأجود الْأَدْوِيَة الَّتِي يسْتَعْمل مَعهَا: التوتيا المحرق المغسول وَقَالَ: لَو فقر غش يجْرِي هَذَا المجرى وَهُوَ ألف ج سَاكن اللِّقَاء للجسم أسكن فِي ذَلِك من جَمِيع الْأَدْوِيَة الحجارية الَّتِي قد أحكم عَملهَا. ج: مرهم حكاك الأسرب والعصارات الْبَارِدَة عَجِيبَة الْفِعْل جدا فِي السرطان المتقرح.

جالينوس: الأسرب المحرق جيد للقروح السرطانية والسرطان المتأكل وَمَتى غسل كَانَ أَجود. ج دَوَاء يذر على السرطان المتقرح: خشب الْخلاف الْعَتِيق فَهُوَ خير يدق وينخل ويذر على القروح السرطانية غدْوَة وَعَشِيَّة وَيغسل بِمَاء قد طبخ فِيهِ ورق الدلب وَيُوضَع عَلَيْهِ بعد الْغسْل ورق الخباز البستاني.

أشليمن: السرطان يسهل بِمَا يخرج السَّوْدَاء ويغذي بِمَا يرطب الْجِسْم وينفع مِنْهُ الترياق والمثروديطوس وَلبن الأتن جيد لَهُ ويطلى بالمراهم الملينة الَّتِي لَيست بحارة. ج

 

(4/7)

 

 

3 - (حِيلَة الْبُرْء) السرطان يكون من خلط سوداوي وتعرفه فِي ابْتِدَائه يعسر وَيجب استفراغ السَّوْدَاء بالاسهال ثمَّ يمْنَع من اجْتِمَاع هَذَا الْخَلْط فِي الْعُرُوق وتولده أَن امكن وَمَتى لم يُمكن استفرغناه فِي كل أَيَّام مَعْلُومَة واقصد لتقوية الْعُضْو ونفضه بالأفيثمون يسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل أَو بالدواء الَّذِي ألفته أَنا من حجر دَوَاء مُفْرد وتحتاج الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ أَن تكون معتدلة الْقُوَّة فِي التَّحْلِيل وَذَلِكَ أَن الضعيفة تعجز عَن تَحْلِيله والقوية إِنَّمَا تحلل لطيفه وتحجر الْبَاقِي وَيجب أَن تكون مَعَ اعتدالها غير لداعة فَإِن هَذِه الْعلَّة لرداءتها تنفر وتهيج من الْأَدْوِيَة اللذاعة ومادة هَذِه الْأَدْوِيَة المعدينة المغسولة فَإِن السرطان مَا دَامَ فِي ابتدائة يبرأ بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة مَتى اسْتعْمل مَعهَا بعض النفض للجسم باسهال السَّوْدَاء فَأَما مَا كَانَ من السرطان أعظم من هَذَا فقصاراه مَنعه من التزيد فَإِن أَنْت أقدمت على علاجه بالحديد فابدأ أَيْضا أَولا بالاستفراغ للسوداء ثمَّ استقص على الْموضع حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أصل الْبَتَّةَ واترك الدَّم يسيل وَلَا تعجل فِي حَبسه واعصر مَا حوله من الْعُرُوق من الدَّم الغليظ الَّذِي فِيهَا وَبعد ذَلِك داو القرحة وَقَالَ: السرطان وَجَمِيع القروح الَّتِي لَا برْء لَهَا يجب أَن يقْلع أَصله بِقطع الْعُضْو الَّذِي هُوَ فِيهِ.

3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)

السرطان يحدث عَن الدَّم السوداوي وَلذَلِك يكون لون دَمه أسود ولمسه لَيْسَ بحار والأوعية الَّتِي فِيهِ أَشد امتلاء مِنْهَا فِي الورم الْحَار وَكَذَلِكَ نرى عروقه كمدة سَوْدَاء ومجسته حارة فَإِن كَانَ حاراً متقرحاً فَهَذَا عِنْد ذَلِك ردى وَمَتى لم يتقرح فرداءته أقل.

الْيَهُودِيّ: أَكثر تولد السرطان إِنَّمَا هُوَ فِي الرَّحِم والثدي وَالْعين. ج

3 - (الْأَدْوِيَة المسهلة)

جورجس: السرطان يعرض فِي الرَّحِم إِذا سَالَ مِنْهُ مُدَّة طَوِيلَة دم رَقِيق لِأَنَّهُ يبْقى غلظه وَكَذَلِكَ فِي الثدي إِذا سَالَ مِنْهُ دَائِما لبن رَقِيق.

من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: السرطان يعرض من خلط السَّوْدَاء وَإِن كَانَ حاراً يقرح وَهَذِه الأورام وَنَحْوهَا أَكثر سواداً من الأورام الحارة وَأَقل حرارة وَالْعُرُوق مِنْهَا تمتلىء وتتمدد أَكثر مِنْهَا فِي الأورام الحارة لِأَن الَّذِي يرشح مِنْهَا ألف ج الْخَلْط قَلِيل الغلظ وَلَا تكون الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا بيضًا وحمراً كَمَا تكون فِي الفلغموني لَكِن تكون خضرًا وسوداً بلون الْخَلْط المولد لَهَا السرطان إِذا كَانَ متقرحاً وَكَانَ صَغِيرا فِي عُضْو غير خطر أمكن أَن تسهله مَرَّات وتفصده ثمَّ تجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الحاد حَتَّى تستأصله من ابيذيميا: وَإِذا كَانَ على غير هَذَا فَلَا. 3 (الْفُصُول) إِذا حدث السرطان الْخَفي فالأصلح أَلا تعالج فَإِنَّهُ إِن لم يعالج بَقِي صَاحبه زَمنا طَويلا وَإِن عولج هلك سَرِيعا. السرطان الْخَفي هُوَ الَّذِي لَا قرحَة فِيهِ وَالَّذِي هُوَ فِي بَاطِن الْبدن. ج: إِنَّمَا أَمر أَن يعالج السرطان بالكي وَالْقطع وبهذين يكون علاج مَا

 

(4/8)

 

 

يبرأ مِنْهُ فَأَما الَّتِي تغسل صديد القرحة إِذا كَانَ مَعَ السرطان فالأشياء الَّتِي لَا تهيج وَلَا تعفن فَإِن ذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل مَتى كَانَت مَعَ السرطان قرحَة. وَقد علم أَن السرطان الْبَاطِن لَا يبرأ فِيمَا أعلم وَلَا أعلم أحدا عالجه إِلَّا كَانَ إِلَى تهيجه أسْرع مِنْهُ إِلَى إبرائه وَقتل صَاحبه سَرِيعا فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما قطعُوا وكووا سرطاناً حدث فِي أَعلَى الْفَم وَفِي المقعدة وَفِي الْفرج فَلم يقد أحد على ادمال تِلْكَ القرحة وعذبوا الأعلاء بالعلاج وَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى مَاتُوا وَقد يُمكن بمشية الله أَن لَو لم يعالجوا بِهَذَا العلاج أَن يبقوا مُدَّة طَوِيلَة وَلَا ينالهم من أَذَاهُ مَا نالهم فَمَا كَانَ من السرطان هَذِه حَاله فَلَا تعرض لعلاجه إِلَّا أَن تغسل عَنهُ صديده على مَا وصفت إِن كَانَ متقرحاً فَأَما مَا كَانَ من السرطان فِي ظَاهر الْجِسْم فاقصد مِنْهُ لعلاج مَا يُمكن قطعه مَعَ أَصله جَمِيعًا فأصوله هِيَ الْعُرُوق الَّتِي ترَاهَا ممدودة مِنْهُ إِلَى مَا حواليه مَمْلُوءَة دَمًا أسود. وَقد نهى أَيْضا عَن قطع هَذِه كثير من جلة الْأَطِبَّاء وَلم يأذنوا إِلَّا فِي قطع مَا كَانَ مَعَه قرحَة مؤذية جدا فاشتهى صَاحبه ذَلِك وَكَانَ فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن قطعه بأصوله وكيه بعده. صمغ الْجَوْز مَتى سحق ونثر على السرطان المتقرح نفع مِنْهُ جدا أَبُو جريج: هُوَ نَافِع من القروح السرطانية.

أطهورسفس: مَتى أحرقت سلحفاة بحريّة حَتَّى تبيض حرقاً وسحقت مَعَ السّمن وطليت على شَيْء وَوضعت على السرطان المتقرح نقت أوساخه وألحمته ومنعته أَن يعود ثَانِيَة وَهُوَ أولى بِأَن تبرىء جَمِيع القروح وَحرق النَّار. قَالَ: فَإِن طليت انفحة الأرنب رَأَيْت الْعجب قَالَ: قرن من كتاب الْعين: السرطان رُبمَا يبرأ فِي ابْتِدَائه وَذَلِكَ عسير قَلِيل وَأما بعد استحكامه فَإِنَّهُ لَا يبرأ إِلَّا بِالْقطعِ وقطعه نَفسه خطر لثلاث خلال: إِحْدَاهَا النزف الْقوي وخاصة مَتى كَانَ الْعُضْو كثير الْعُرُوق عَظِيما وَالثَّانيَِة لما يحدث من ألم الْأَعْضَاء الرئيسة مَتى سَالَتْ رطوبات الْعُرُوق وَالثَّالِثَة أَنه لَا يُمكن فِي كل مَوضِع أَن يكون بعد الْقطع لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ مجاوراً لعضو شرِيف وَأما فِي أول ابْتِدَائه فَإِن علاجه تَعْدِيل الْبدن وإفراغ الْعُضْو الوارم بالفصد أَولا وبالطمث وَكَثْرَة إسهال السَّوْدَاء بالأفيثمون وَمَاء الْجُبْن. والأغذية يجب أَن تكون رطبَة لَطِيفَة بَارِدَة مسكنة)

لحرقة السَّوْدَاء كَمَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن والسرمق ألف ج والقرع والسمك الصغار فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك إِمَّا أَن يبرأ وَإِمَّا أَن يتَوَقَّف.

أغلوقن قَالَ: كثيرا مَا يكون السرطان فِي ثدي النِّسَاء إِذا لم تنق ابدانهن بالطمث فَإِنَّهُ إِن كَانَت التنقية على مَا يَنْبَغِي لم تزل الْمَرْأَة صَحِيحَة من غير أَن ينالها شَيْء من الْأَمْرَاض أصلا. قَالَ: وَهَذِه تكون من فضول سوداوية وتتولد هَذِه الفضول إِذا كَانَت الكبد مستعدة لتوليدها وَهِي الأكباد الحارة والأغذية مِمَّا يتَوَلَّد عَنْهَا الدَّم الغليظ العكر وَالطحَال بِحَال من الضعْف يعجز عَن جذبه من الكبد فَإِنَّهُ إِذا اجْتمعت هَذِه الْأَحْوَال غلظ الدَّم وتكدر وَعند ذَلِك رُبمَا دفعتها الْعُرُوق إِلَى السفلة وَكَانَ مِنْهَا البواسير وَإِلَى الرجل واتسعت عروقها

 

(4/9)

 

 

وَكَانَ مِنْهَا الدوالي واندفع إِلَى الْجلد فَكَانَ مِنْهَا الجذام أَو انْدفع إِلَى عُضْو ورسخ فِيهِ فَكَانَ مِنْهُ السرطان.

وَرَأَيْت الْعُرُوق الَّتِي فِي ذَلِك الْعُضْو ممتلئة من الدَّم الكمد الغليظ وَكلما كَانَ الدَّم أغْلظ وَأَشد سواداً فالعلة أردى وَجُمْلَة شكل هَذَا الورم كثيرا كشكل السرطان وَذَلِكَ أَنه كَمَا أَن أرجل ذَلِك الْحَيَوَان عَن جَنْبي بدنه كَذَلِك تكون عَن جَنْبي هَذَا الورم عروق كَثِيرَة متواترة حَتَّى تكون كَأَنَّهَا أرجل وَهَذِه الْعلَّة فِي بدئها تَبرأ فَأَما إِذا صَار لورمها عظم ذُو قدر فَمَا من أحد وصل إِلَى علاجها إِلَّا بعلاج الْحَدِيد وَالْغَرَض فِيهِ بالحديد استئصاله بأسره كَمَا يَدُور إِلَى أَن يبلغ الْموضع الصَّحِيح إِلَّا أَنه إِن كَانَ فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ عروق غِلَاظ وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت ضوارب فَلَا يومن النزف على الْمَكَان وَمَتى شددنا تِلْكَ الْعُرُوق ألم بمشاركتها مَا يتَّصل بهَا من الْأَعْضَاء النفيسة وَمَتى أردْت أَن تكوي الْموضع كَانَ فِي ذَلِك خطر لَيْسَ باليسير إِذا كَانَ الكي يقرب من الْأَعْضَاء النفيسة فَأَما فِي ابتدائها عالجناها وبرئت وَلَا سِيمَا إِذا لم يكن الْخَلْط مفرط الغلظ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك برأَ بالأدوية المسهلة بسهولة وَبِه يكون بُرْؤُهُ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تستفرغ الأخلاط السوداوية وَيَنْبَغِي أَن تواتره حَتَّى يعود الْعُضْو إِلَى حَالَته الطبيعية عودا صَحِيحا وَيكون مَعَ ذَلِك التَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا مَحْمُودًا فَإِن التَّدْبِير فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم الْخطر وابدأ بالفصد وإدرار الطمث وضع على مَوضِع الْعلَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ من أبلغ دَوَاء فِي مثل هَذِه الْعِلَل فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فضع عَلَيْهِ مرهم التوتيا يعالج بِهِ السرطان المتقرح وَاجعَل أَكثر غذائه كشك الشّعير وَمن الْبُقُول الخباز والبقلة الحمقاء والبقلة اليمانية والقرع وَلُحُوم الطير الاجامية والسمك الصخري.)

إنطليش قَالَ: هَذَا الورم يكون مستديراً وحواليه عروق ممتلئة غائصة كَأَنَّهَا أرجل لَهُ والهائج مِنْهُ يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون إِذا جسته طَويلا أحسست بحرارة تصعد مِنْهُ إِلَى يدك وَالْعُرُوق الَّتِي حواليه وأرمة منتفخة وَأما المتقرح فَإِن تقرحه وتأكله مائل إِلَى دَاخل وصديده سَائل ردى وَله شفَاه حمر غِلَاظ فَإِنَّهُ إِن كَانَ متثبتاً غائراً وَفِي عُضْو لَا يُمكن قطع أَصله فَلَا تعرض لَهُ إِلَّا بتسكين الوجع وَمَتى كَانَ فِي طرف الْأنف وَبَعض الْأَصَابِع والثدي أَو كَانَ فِي عُضْو يحْتَمل أَن يقْرض حَتَّى لَا يبْقى من أَصله ألف ج شَيْء فاقطعه من أَصله الْبَتَّةَ حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وسل عروقه واكوه ثمَّ عالجه وَإِلَّا فَلَا تعرض لَهُ.

ابْن سرابيون: السرطان يحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر فِي اللَّحْم الرخو كالثدي وَنَحْوه لإن نزُول مادته لغلظها لَا تَسْتَقِر إِلَّا فِيهِ وَإِذا انصبت إِلَيْهِ وحصلت فِيهِ عسر جريها مِنْهُ. قَالَ: وابدأ فِي علاجها فِي الأول بالاستفراغ وَيجب أَن يكون استفراغ صَاحب السرطان دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بِمَاء الْجُبْن والأفيثمون وَلَا تسهل مرّة الْبَتَّةَ بل يدام عَلَيْهِ بالاسهال بِهَذِهِ قَالَ: ويسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيثمون مَعَ مَاء الْجُبْن واسقه ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة وَإِذا استفرغت الْبدن حِينَئِذٍ ضع عَلَيْهَا مَا لَا يلذع وَلَا يهيج وَلَا تبرده ويطفىء مَعَ تَحْلِيل لين فَإِن هَذَا ملاكه وَإِن

 

(4/10)

 

 

أَنْت قطعته فاستأصل جدا وأسل عروقه واعصر الْعُضْو جدا ثمَّ عالجه بِمَا يجفف وَلَا يلذع فَإِن ورم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ المبردة كعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَأما السراطين الْبَاطِنَة فَلَا تعرض لَهَا وَلَا برْء لَهَا بل يجب أَن تحري أَلا يهيج بالأغذية اللينة المسكنة كالسرمق والسمك الصغار والرجلة والبقلة اليمانية وَليكن قصارى أَمرك أَلا يهيج فليجلب الوجع الشَّديد.

إنطليش قَالَ: قد قطع بعض القدماء سرطاناً مزمناً فِي الثدي واستأصل الثدي الْبَتَّةَ ودمى بِهِ فَخرج بِهِ سرطان فِي الثدي الآخر لِأَن الْمَادَّة اندفعت إِلَيْهِ.

الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: 3 (ابْتِدَاء السرطان) 3 (يفوت أَكثر الْأَطِبَّاء فَلَا يعلمُونَ أَنه سرطان وَيكون من انصباب الدَّم السوداوي العكر) 3 (إِلَى عُضْو مَا فَإِذا علمت ذَلِك فافصد على الْمَكَان لاستفراغ هَذَا الْخَلْط بالمسهلة ثمَّ) 3 (افصده لِأَن تمنع تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْعُرُوق فَإِن لم يكن ذَلِك فاستفرغه فِي كل أَيَّام) 3 (مَعْلُومَة واقصد مَعَ ذَلِك تَقْوِيَة الْعُضْو وَاجعَل الاسهال بِمَا يجذب السَّوْدَاء واسق من) 3 (الأفيثمون وزن أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل أَو بالدواء الَّذِي ألفته أَنا جُزْء) 3 (حجري مُفْرد وَلَيْسَ تعْمل فِي هَذَا الْخَلْط الْأَدْوِيَة المحللة لِأَنَّهَا لَا تقدر على تَحْلِيله بل) 3 (على تلطيفة وتحجر كثيفه أَو تقرحه فَيصير شرا فَيحْتَاج إِلَى أدوية لَا لذع مَعهَا معتدلة) 3 (الطَّبْع بالأدوية المعدنية المحرقة المغسولة وَإِن السرطان مَا دَامَ مبتدئاً يبرأ بالنفض الدَّائِم) 3 (وطلى هَذِه الْأَدْوِيَة فَأَما مَا قد كبر وَعظم فَإِنَّهُ يمْنَع من التزيد وَإِن اجترأت أَن تعالجه) 3 (بالحديد فانفض الْجِسْم أَولا ثمَّ استقص قطع مَوضِع الْعلَّة حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أصل الْبَتَّةَ) 3 (ودع الدَّم يسيل واغمز على مَا حوله من الْعُرُوق واعصرها من الدَّم الغليظ الَّذِي فِيهَا ثمَّ) 3 (حوالي القرحة. لي إِن من الورم الصلب مَا يشبه السرطان وَهُوَ جِنْسَانِ: أَحدهمَا لَا) 3 (حس لَهُ وَالْآخر تحس فافرق بَينهمَا وَبَين السرطان فَإِن الورم الصلب أَكثر ذَلِك يتبع) 3 (الورم الْحَار وَلَا يكَاد يحدث ابْتِدَاء وَيتبع الورم البلغمي أَو نَحْو ذَلِك فَيكون أبدا تَابعا) 3 (لشَيْء والسرطان يحدث ابْتِدَاء وَإِن تِلْكَ الأورام حواليها عروق ممتدة وَإِنَّهَا كلهَا أقل) 3 (حرارة عِنْد المجس من السرطان فَأَما الَّذِي لَا يحس فَلَا عَلامَة أَجود من هَذِه لِأَن) 3 (السرطان يحس وخاصة إِن كَانَ أسخن.) الْمقَالة الأولى ألف ج من كتاب الأخلاط قَالَ: قد ابرأت مرَارًا كَثِيرَة من السرطان بالاسهال وَحده من غَيره شَيْء آخر. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا حدث بِإِنْسَان سرطان خَفِي فالأجود أَلا يعالج لِأَنَّهُ مَتى عولج هلك سَرِيعا وَمَتى لم يعالج بَقِي مُدَّة طَوِيلَة ج: يَعْنِي أَن يعالج بِالْقطعِ والكي وَنَحْو ذَلِك فَأَما إِن كَانَ مَعَ السرطان الدَّاخِل وَالْخَارِج تقرح فيحب أَن يعالج بِالْقطعِ أَو بالمياه الَّتِي تغسل ذَلِك الصديد وتسكن اللذع وَلَا تهيج الْبَتَّةَ فَأَما غير المتقرح فَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا. قَالَ: وَالْقطع والكي فَقَط يكونَانِ برْء السرطان مَتى أمكن ذَلِك فِيهِ والسرطان الْبَاطِن لَا يبرأ بِهَذَا العلاج وَلَا أعلم أحدا رام برْء السرطان الْبَاطِن إِلَّا كَانَ إِلَى تهيجه)

أقرّ مِنْهُ إِلَى برئه

 

(4/11)

 

 

وَقتل صَاحبه سَرِيعا فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما قطعُوا وكووا سرطاناً حدث فِي أَعلَى الْفَم وَفِي المقعدة والفرج فَلم يقدر أحد مِنْهُم على ادمال تِلْكَ القرحة وعذبوا العليل حَتَّى ذاب وَمَات بعد ذَلِك وَقد يُمكنهُم لَو لم يعالجوهم أَن يبقوا مُدَّة طَوِيلَة وَيكون مَا ينالهم من الْأَذَى اقل فَمَا كَانَ من السرطان هَذِه حَاله فَلَا تلتمس علاجه. وَمَا كَانَ من السرطان فِي ظَاهر الْبدن فافصد مِنْهُ لعلاج مَا يُمكن قطعه من أُصُوله أَعنِي بِهِ الْعُرُوق الَّتِي ترَاهَا ممدودة إِلَى مَا حواليه مَمْلُوءَة دَمًا سوداوياً وَكثير من الْأَطِبَّاء الأجلة قد نهوا عَن قطع هَذَا وَلم يأذنوا إِلَّا فِي قطع السرطان المتقرح الْعَظِيم الْأَذَى الَّذِي يخْتَار صَاحبه قطعه وَكَانَ مَعَ ذَلِك فِي عُضْو يُمكن أَن يقطع بأصوله ويكوى بعد وَنهى قوم عَن قطع هَذَا أَيْضا وأشاروا إِلَى أَن يحذر فِي كل سرطان جَمِيع العلاج الشَّديد فَإِن كَانَ السرطان الظَّاهِر لَا يكَاد يبرأ فأحرى بالباطن.

السَّادِسَة قَالَ: أَنا أستفرغ بدن امْرَأَة فِي كل سنة إِذا دخل الرّبيع وَكَانَ يعرض لَهَا من جنس السرطان ورم جاس فاتر فأبرأتها مِنْهُ بدواء قوي مسهل للسوداء فَإِن تغافلت عَن إسهالها فِي الْوَقْت أَصَابَهَا ذَلِك الوجع فيسكن إِذا سقيتها.

3 - (من كتاب العلامات)

السرطان يكون ابتداؤه ورما صَغِيرا بشبه الباقلي أَو الجلوزة ثمَّ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان وَرُبمَا عظم حَتَّى يصير كالجوزة وَرُبمَا عظم جدا وَلَا يبرح من مَوْضِعه إِذا عظم وَيكون جاسياً جدا وَيضْرب إِلَى حمرَة مُخَالفَة للون الْجَسَد وَرُبمَا كَانَ على لون الْأَبَّار وأصفر وَيكون مَعَه وجع يشبه النخس وحرقة وينفر من كل دَوَاء يوضع عَلَيْهِ وَله حِدة وحرافة وَرُبمَا انفجر من ذَاته فيوجد جَوْفه ردياً عفناً يسيل مِنْهُ دم كالدردي يَأْكُل مَا حوله ويفسده وَيكون كثير الْحس فَإِن وضعت عَلَيْهِ فِي هَذِه الْحَال أدوية لَهَا قُوَّة عرض مِنْهُ التشنج والحمى والغشى والنافض والمدة الَّتِي تسيل من هَذِه القرحة تلذع اللَّحْم الصَّحِيح وَرُبمَا اقرحته.

من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: السرطان يحدث عَن السَّوْدَاء وورمه أسود ولمسه لَيْسَ بحار وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الْعُضْو أَكثر امتلاء فِي جَمِيع الأورام وَتَكون مَعَ ذَلِك خضرًا وسوداً وَمَتى كَانَ الْخَلْط حاراً أقرح وَكَانَت رداءته حِينَئِذٍ أَكثر وَإِذا لم تكن مَعَه حِدة لم يتقرح وسمى سرطاناً خفِيا.

من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: وَأما السراطين الَّتِي هِيَ فِي ابْتِدَاء كَونهَا فَاعْلَم أَنا قد منعتها من التزيد)

باستفراغ الكيموس الْأسود وَذَلِكَ أَنه فِي ابْتِدَاء السرطان يكون هَذَا الكيموس من بعد مخالطاً للدم وَيَجِيء مِنْهُ الشي بعد الشَّيْء إِلَى الْعُضْو فَأَما ألف ج إِذا لحج شَيْء كثير فارتبك فِي الْعُضْو فَإِنَّهُ يعسر أَن يستفرع بالاسهال لي وَفِي هَذِه الْحَالة وَإِن لم ينقص مَا حصل فَإِنَّهُ يمْنَع من التزيد وَعَلَيْك بادمان الفصد والاسهال للخلط الْأسود وأمل الْغذَاء إِلَى مَا يُولد دَمًا رَقِيقا بَارِدًا وامنع فِي الْجُمْلَة ابدا كَيفَ كَانَت الْحَال من تزيد الجذام والسرطان أبقراط فِي السَّادِسَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: السرطان لَا يَكْتَفِي باسهال السَّوْدَاء ثَلَاث

 

(4/12)

 

 

مَرَّات وَلَا أَرْبعا إِلَّا أَكثر فأسهل السَّوْدَاء مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ ضع عَلَيْهِ زنجاراً محرقاً حَتَّى يحمر فَإِن لم يكن متقرحاً وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك زنجاراً أَو دَوَاء حاراً وَوضعت فَوْقه خرقَة بَارِدَة رطبَة بِحَيْثُ يسيل إِلَيْهِ الْخَلْط فَإِن ابقراط يَرْجُو بذلك أَن يَأْكُل أَصله وَيكون علاجاً لَهُ وَأما أَنا فَإِنِّي أعلم أَن رَأَيْته ينفر مِنْهُ وَيزِيد فِي مطروهه لي اسْتعْمل هَذَا بِحَسب الْأَعْضَاء فَفِي أَي مَوضِع يمكنك أَن تتلاحق شَره جربه وَقد ذررت أَنا زنجاراً على سرطان فِي أصل ذقن رجل فَكَانَ يَأْكُلهُ قَلِيلا قَلِيلا وَلم ينفر كثير نفور ورجوت أَنه يُمكن أَن يبرأ بِهِ. ج: مَتى كَانَ السرطان المتقرح مبتدئاً فَلَا عَلَيْك أَن تعالجه بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة بعد الاسهال والفصد وضع فَوق الدَّوَاء على الْعُضْو إسفنجاً مبلولا بِمَاء بَارِد وَشد فَوق الْعُضْو جيدا ليمنع سيلان الْيَهُودِيّ للسرطان المتقرح: نشا وإسفيذاج وكندر وصبر وطين ارمني اتَّخذهُ مرهماً بدهن ورد واجعله عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ رطبا وَمَتى كَانَ شَدِيد الرُّطُوبَة فذر عَلَيْهِ يابسه فَإِنَّهُ جيد.

اهرن للسرطان المقترح: وَهُوَ أَن يُؤْخَذ نشا وإسفيذاج الرصاص وطين أرمني فاسحقه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد واطله عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ رطبا رهلاً فذر عَلَيْهِ الدَّوَاء فَإِن هَذَا الدَّوَاء جيد لَهُ. 3 (السرطان فِي النِّسَاء أَكثر) بولس: السرطان كَونه فِي النِّسَاء أَكثر لرخاوة ابدانهن فَتقبل الفضلة أسْرع لِأَن هَذِه الفضلة عَظِيمَة الغلظ والأبدان الجاسية لَا تكَاد تقبلهَا وَيكون فِي الْعُنُق والثدي والمواضع العصبية أَكثر قَالَ: والسرطان يكون من مرّة سَوْدَاء تغلى والمسهلة لَا يُمكنهَا استفراغها من الْعُضْو والأدوية اللينة إِذا وضعت عَلَيْهِ لم تعْمل فِيهِ شَيْئا والأدوية القوية تنفره وتهيجه وَفِي ابْتِدَائه يمن مَنعه فليبدأ بافصد ثمَّ بِمَا يسهل السَّوْدَاء: يسْقِي نصف أُوقِيَّة من الفيثمون بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل فاتراً وبايارج الخربق الْأسود وَاجعَل على السرطان خرقَة قد غمست فِي عصارة عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ علاج نَافِع للسرطان الَّذِي مَعَ ضَرْبَان أَو جرح ورطبها مَتى جَفتْ وَكَذَلِكَ أَيْضا أطله بعصارة الخس أَو بعصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو حَيّ الْعَالم مَعَ اسفيذاج مسحوق فأيها حضر أَو اسحق طيناً أرمنيا بعصارة هَذِه الْأَشْيَاء واطله وَاجعَل اغذيته مَا يبرد ويرطب وَلَا يكون غليظاً كالخيار والقثاء وَمَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن والسماق والبقلة الحمقاء والسمك وَالطير الصغار.

الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا: إِذا كَانَ فِي فَم صَاحب السرطان مَادَّة فَإِنَّهَا من الصَّفْرَاء ألف ج الْمُحْتَرِقَة وَيجب فِي ابْتِدَاء السرطان بعد الفصد أَن يسهل بِمَا يخرج السَّوْدَاء مَرَّات وَاعْتمد على الاسهال فِيهِ أَكثر من الفصد لِأَن هَذِه الْعلَّة من كَيْفيَّة الدَّم لَا من كميته.

 

(4/13)

 

 

اوريباسيوس دَوَاء السرطان الشَّديد التأكل المفرط الْفساد عَجِيب فِي نَفعه: يُؤْخَذ شراب قَابض وسماق الدباغة نصف عشره وعفص غير مثقوب وسليخة من كل وَاحِد ربع ينقع فِي الشَّرَاب أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ بعد ذَلِك حَتَّى يغلي غليات ويحرك بخشب السرو ثمَّ يعصر ويصفى ويعاد طبخ مَا صفيت حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يرفع فِي إِنَاء زجاج وَمَتى ثخن فأدفه بِالشرابِ وَيسْتَعْمل طلاء عَلَيْهِ وعَلى الآكلة فَإِنَّهُ عَجِيب. وَمَتى كَانَ فِي السرطان ضَرْبَان شَدِيد فأدف هَذَا الدَّوَاء بِاللَّبنِ وَهُوَ يبرىء القروح الساعية برءاً عجيباً. لي إِذا كَانَ فِي السرطان ضَرْبَان فَعَلَيْك بِمَا يسكن الوجع كمرهم حكاك الأسرب وَإِذا اردت مَنعه من التأكل فَهَذَا وَنَحْوه لي السرطان ورم مستدير فِي أَكثر الْأَمر لَازم الأَصْل فَهُوَ فِي الْعُضْو أَكثر مِنْهُ خَارج لَهُ أصل كَبِير وعروق ممتدة مِنْهَا خضر وَفِي مجسته حرارة على الْأَمر الْأَكْثَر وَله ضَرْبَان مَا وَرُبمَا كَانَ أَشد وَيكون صَغِيرا ثمَّ يكبر قَلِيلا قَلِيلا ويعرض فِي الْأَكْثَر فِي الْأَعْضَاء العصبية وَإِن تقرح)

أَو بط انقلبت وغلظت شفاهه احمر وَصَارَ وحشاً وَلم يبرأ البته إِلَّا باستئصاله وسل عروقه.

اغلوقن: الْعِلَل الَّتِي بهَا يكثر الْخَلْط الْأسود فِي الْبدن ثَلَاثَة: إِمَّا لِأَن الكبد فِي غَايَة الْحَرَارَة فيكثر توليد الدَّم السوداوي وَإِمَّا لِأَن الطحال لَا يجذب وَإِمَّا لِأَن الأغذية مُوَافقَة لذَلِك. قَالَ: والأغذية المركبة والاسهال الْمُتَوَاتر للسوداء والفصد وإدرار الطمث يبرىء هَذِه الْعلَّة فِي ابتدائها فَأَما إِذا عظم ونشبت أرجله أعنى عروقه واستدارته وَتمكن أَصله فَلَا يبرأ إِلَّا بِانْقِطَاع أَصله وَلَا يجوز ذَلِك إِذا كَانَ فِي عُضْو خطير فَإِن كَانَ متقرحاً فضع عَلَيْهِ دَوَاء التوتيا وَنَحْوه من المسكنة وَإِن كَانَ غير متقرح فداوم الاسهال للخلط الْأسود وَرطب الْجِسْم بالغذاء واجعله مَاء الشّعير والسرمق والخباز والقرع والسمك الصخري فَإِنَّهُ لَا يزِيد وَيقف.

بولس قَالَ: السرطان ورم جاس غير مستوى الشكل ردي المنظر مائل إِلَى السوَاد مؤلم وَرُبمَا كَانَت مَعَه قرحَة وَله عروق ممتدة من كل جَانب. وَمَتى عرض فِي عُضْو يُمكن قطعه الْبَتَّةَ من أَصله وكيه فَرُبمَا برأَ. ارطناش قَالَ: هُوَ ورم مستدير الشكل مِنْهُ مَا يرم وَمِنْه مَا لَا يرم ورماً كثيرا وَقد يهيج إِذا عولج فَأَما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا لَازِمَة بالسرطان إِذا وضعت يدك عَلَيْهِ طَويلا احست بحرارة تصعد إِلَيْك وَتَكون حوله عروق ممتلئة وَيكون أَكثر جِسْمه ورمه فِي العمق أَكثر وَأما المتقرح فَإِن الرُّطُوبَة الَّتِي تسيل مِنْهُ صديدية رقيقَة مُنكرَة الرّيح وتأكل مَا حوله وَيكون تَأْكُله فِي النَّاحِيَة الدَّاخِلَة فِي الْجِسْم فِي عمق اللَّحْم فَلذَلِك قد يهيج مِنْهُ كثيرا انفجار الدَّم وَهُوَ صلب مَعَ ذَلِك صلب الشفتين احمرها منقلبها. قَالَ: وَنحن لَا نعالج بالحديد مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْأَطْرَاف كطرف الْأنف والثدي والأصابع

 

(4/14)

 

 

وَحَيْثُ يُمكن أَن يقطع أَصله وَأما سَائِر الْأَعْضَاء فَإِنَّهُ مَتى كَانَ ألف ج غائراً فِي عمق الْجِسْم امتنعنا من علاجه بالحديد وَإِن أمكن أَن يقور كُله بِأَصْلِهِ حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح بِلَا خوف لِقَاء عُضْو شرِيف قطعناه قطعا مستديراً وقطعنا مَعَه جُزْءا من اللَّحْم الصَّحِيح لِئَلَّا يعود الْبَتَّةَ وَتعلم أَنَّك قد وصلت إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح من لين اللَّحْم وَذَهَاب الصلابة ثمَّ تكويه بعد ذَلِك ثمَّ ضع عَلَيْهِ مَا يسْقط الخشكريشه وعالجه بعد ذَلِك بالمراهم. اوريباسيوس قَالَ: السرطان أقل حرارة وَحُمرَة من الفلغموني إِلَّا أَن الْعُرُوق الَّتِي حوله أَشد امتلاء. قَالَ: وجيد مَا يسهل بِهِ إبارج فيقرا قد ركب فِيهِ خربق لي على مَا رَأَيْت فِي إبيذيميا علاج كَامِل للسرطان: يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الاسهال الْمُتَوَاتر كل أُسْبُوع وَيجْعَل الْغذَاء كل رَقِيق رطب ويقلل إِلَى أَن تسْقط الْقُوَّة ثمَّ تسترجعها ثمَّ تعاود وَمَتى كَانَ بِالْقربِ)

عرق عَظِيم فصدته أَو سللته وينطل كل يَوْم ويضمد بالأشياء اللينة التَّحْلِيل وَلَا يبلغ أَن ينفر أَو يسخن وَيكثر الاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب فَإِنَّهُ على هَذِه الْجِهَة يقل كل يَوْم حَتَّى يفنى على الدَّهْر. ابقراط: السرطان اسهله مَرَّات ثمَّ ضع عَلَيْهِ زنجاراً قد أحرق حَتَّى احمر وضع فَوْقه خرقَة بَارِدَة واربطه. لي إِذا حدث السرطان اسهله كل اسبوع مرّة عشر مَرَّات وَرطب التَّدْبِير فِيمَا بَين ذَلِك ثمَّ انْظُر هَل فَوق الْموضع عرق عَظِيم فَإِن كَانَ فافصده أَو سَله ثمَّ ضع على الْموضع دَوَاء محللاً قَوِيا جدا كالمعتدلة وضع فَوق الْموضع اطلية بَارِدَة وخرقاً مبلولة تُعَاد ابداً حَتَّى يكون مَا حوله إِلَى السرطان بَارِدًا والدواء الْقوي التَّحْلِيل يعْمل فِيهِ وَالْبدن نقي جيد الدَّم ورطبه فَإِن هَذَا أبلغ فِي علاجه وَلينه حينا وحلله حينا على علاج سقيروس. فَإِن تقرح فَعَلَيْك بِهَذَا التَّدْبِير: وانثر عَلَيْهِ مَا يَأْكُل بِرِفْق مَعَ قبض كالقلقطار والزنجار واجهد أَلا يشْتَد الوجع وَأَن تمنع انصباب الْمَادَّة. ج ود: التودري نَافِع مَتى ضمد بِهِ السرطان الْغَيْر المتقرح يضمد بِالْمَاءِ وَالْعَسَل.

جالينوس أَنه عَجِيب فِي حل الأورام الصلبة جدا وخاصة فِي الثدي والأنثيين: بزر اللوف لِأَنَّهُ شَدِيد اليبس يشفي السرطان المزمن ج: إِن سحقت بعض العصارات الْبَارِدَة فِي هاون أسرب وَشد فِي الشَّمْس وخاصة عصارة لِسَان الْحمل رَأَيْت مِنْهُ الْعجب فِي نفع السرطان المتقرح والقروح السرطانية. والتوتيا إِذا غسل صَار مِنْهُ دَوَاء مجفف أَشد من كل دَوَاء مجفف وَلَا يلذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع مُوَافق للقروح السرطانية جدا. ج: اورسمن أَن لَهُ وَرقا شبه ورق الجرجير وأغصان دقاق وزهر صفر وعَلى الْأَطْرَاف غلف شَبيه بالقرون دقاق مثل غلف الحلبة فِيهَا بزر صَغِير يشبه بزر الْحَرْف يلذع اللِّسَان فَهُوَ عَجِيب للسرطان غير المتقرح وَجَمِيع الأورام الصلبة.

 

(4/15)

 

 

مَجْهُول: الكنكرزد يضمد بِهِ السرطان مَعَ لعاب بزر الْكَتَّان فيحللها. الخوز: دَقِيق الحمص ينفع السرطان إِذا ضمد بِهِ السرطان. مَجْهُول قَالَ: يحرق أصُول الكرنب النبطي ويعجن رماده بشحم ويضمد بِهِ السرطان فَإِنَّهُ يحلله أَولا أَولا وَمَتى نفر فامسحه بالشحم شَحم الدَّجَاج أَيَّامًا حَتَّى يسكن ثمَّ أعد عَلَيْهِ التضميد وَعَلَيْك بالفصد ألف ج والاسهال والغذاء المرطب وَالْحمام. لي اصبت فِي بعض نسخ الاسكندر إِن لِسَان الْحمل مَتى ضمد بِهِ السراطين حلل أَكْثَرهَا. لي على مَا رَأَيْت فِي إنطليش: إِذا شَككت فِي شَيْء شبه السرطان فِي الْعُنُق والابط)

فضع عَلَيْهِ يدك زَمَانا طَويلا فَإِن السرطان يحس مِنْهُ بحرارة تصعد إِلَى يدك لي والخنازير ابرد من الْجَسَد أَو مثله.

قسطا: ارجنجانس: تُؤْخَذ سراطين نهرية يلقِي مثلهَا من القليميا وتعجن حَتَّى تصير كالمرهم ويضمد بِهِ الْموضع الَّذِي فِيهِ ابْتَدَأَ السرطان فينفع أَو تحرق يلقى رمادها على شمع ودهن ويضمد بِهِ الْموضع. وَأما المتقرحة فالطين الْمَخْتُوم يداف بخل قد سحق فِيهِ على صلاية الأسرب ويطلى بِهِ وينفع مِنْهُ مَاء عِنَب الثَّعْلَب بِخَاصَّة. لي اجْعَل بدل صلاية الأسرب قَلِيل إسفيذاج الأسرب.

 

(4/16)

 

 

(الأورام البلغمية والنفخية والرخوة) (والأورام النفخية وَهِي أورام فِيهَا فضل من الرُّطُوبَة وَالرِّيح والتهبج فِي) (الْأَطْرَاف والنفخة وَمَا يعرض فِي أرجل الحبالى والناقهين فَيَنْبَغِي أَن يحول إِلَى) (هَهُنَا مَا فِي الرَّابِعَة عشر من الورم البلغمي وَلَا يعْتَمد على مَا فِي بَاب قانون) (الأورام من الأورام من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) قَالَ جالينوس: البلغم مَتى كَانَ رَقِيقا فِي قوامه قَلِيل اللزوجة أحدث التهيج وَهَذَا الورم رخو أَبيض يبْقى فِيهِ أثر الْأصْبع لَا وجع مَعَه وَمَتى كَانَ غليظاً لزجاً أحدث الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس الْأَبْيَض اللَّوْن.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا إِذا ترهل عُضْو مَا فابدأ بدلكه بالدلك الصلب بالمناديل وانثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المجففة وامنعه المَاء أَن يصب عَلَيْهِ.

من كتاب مسيح: ورق النيلوفر يسلق نعما ويعصر وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. لبولس فِي الأورام البلغمية كَلَام جيد قد حول فِي بَاب النقرس حَيْثُ ذكر الورم الرخو فَانْظُر فِيهِ. وَقَالَ إِن هَذِه تكون بِالْعرضِ فِي الاسْتِسْقَاء والسل وَقَالَ: وَهَذِه لَا تحْتَاج إِلَى علاج الْبَتَّةَ يَكْتَفِي مِنْهَا بدلك السَّاقَيْن ومسحها بالزيت أَو بدهن الْورْد والخل وَفِي بعض الْأَوْقَات اجْعَل مَعَ الزَّيْت ملحاً وَقد يجمع الْخلّ وَالْملح ودهن الْورْد وَأما الورم البلغمي الْحَادِث لذاته فَرُبمَا اكْتفى فِي علاجه بِأَن يُؤْخَذ إسفنج ويغمس فِي خل وَمَاء وَيُوضَع عَلَيْهِ ويربط بالرباط من النَّاحِيَة السُّفْلى وَيَنْتَهِي عِنْد النَّاحِيَة الْعليا فَإِن لم يحضر إسفنج جَدِيد فاغسل مَا حضر مِنْهُ بالنطرون أَو بِمَاء)

الرماد فَإِن لم يسكن الوجع بِهَذَا فَاجْعَلْ مَعَ الْخلّ وَالْمَاء شَيْئا من الشب وشياف ماميثا أَيْضا جيد فِي هَذَا الْموضع فَإِن كَانَ الورم مزمناً فادهن الْعُضْو بالزيت أَولا ثمَّ يوضع عَلَيْهِ اسفنج مبلولا بِمَاء الرماد ويربط فَإِنَّهُ يُبرئهُ على الصِّحَّة وَجَمِيع الأطيان يفش ويبدد هَذِه الأورام ألف ج الرخوة إِذا لطخ عَلَيْهَا من الطين سِيمَا الطين الْمصْرِيّ. لي الورم الرخو تغمس خرقَة بطاقين فِي مَاء رماد وَيُوضَع عَلَيْهِ وَمَتى جف أُعِيد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَإِن كَانَ عَظِيما فاغمسه فِي مَاء النورة فَإِنَّهُ بَالغ للاسكندر فِي ذَلِك كَلَام جيد فِي بَاب النقرس فاقرأه.

 

(4/17)

 

 

بولس فِي الترهل الْعَارِض فِي اقدام النِّسَاء الْحَوَامِل قَالَ: يغمس حمل الْقصب الَّذِي من المسكنة بالخل وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يدق ورق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى بالقيموليا والخل والشب أَو تطبخ قشور الأترج بِمَاء وينطل بِهِ أَو يطْبخ الشبث.

اوريباسيوس قَالَ مثل ذَلِك اغلوقن قَالَ: الورم الْمُسَمّى الترهل هُوَ الورم الرخو لَا وجع مَعَه وَيكون أما من بلغم رَقِيق وَإِمَّا من ريح بخارية كَالَّذي يتَوَلَّد فِي جنوب الْمَوْتَى حَتَّى ينتفخ وَهَذَا يتَوَلَّد فِي الْأَطْرَاف كثيرا فِي علل الاسْتِسْقَاء والسل وَنَحْوهَا من الْعِلَل الَّتِي يفْسد فِيهَا مزاج الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَسَادًا قادحاً فِي تِلْكَ الْحَال هَذَا الورم عرض تارع لتِلْك الْعِلَل. قَالَ: وَقد يسكن الورم بالدلك فَقَط بدهن ورد مخلوط بخل وَرُبمَا اسْتعْمل فِيهِ الْملح مَعَ الدّهن والمح مَعَ دهن الْورْد الْمَضْرُوب بالخل. قَالَ: فَأَما مَتى كَانَ الورم من أجل خلط بلغميى فَرُبمَا سكنه إسفنج مبلول بِمَاء فِيهِ شَيْء يسير من الْخلّ فَمَتَى لم يسكنهُ ذَلِك زبد فِيهِ من الْخلّ فليل وَاسْتعْمل الْقَلِيل المزاج من الْخلّ فِي الْأَبدَان اللينة الرّطبَة وَالْكثير الْخلّ فِي الصلبة والقوية وفيمن اسْتعْمل الرَّقِيق المزاج فَلم ينْتَفع بِهِ وَيكون الاسفنج حَدِيثا فَمَتَى لم يحضر الْجَدِيد فاغسله بِمَاء الرماد فَإِن لم يسكن الانتفاخ بِهَذَا فألق فِي المَاء الَّذِي مزج بِهِ شَيْئا قَلِيلا من الشب فَإِن كَانَ فِي الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ شدهما من أَسْفَل إِلَى فَوق وَيكون الرِّبَاط فِي شده رِبَاط الْكثير فَإِن الْغَرَض فِي هَذَا الورم شَيْئَانِ: أَحدهمَا أَن يحلل مَا فِي الورم وَالثَّانِي شدّ جَوْهَر الْعُضْو وتقويته فَإِن اسْتعْملت هَذِه فَلم تنجح فَاسْتعْمل من المحللة الممزوجة مَا هُوَ أقوى من هَذِه وَأما أَنا فقد عَالَجت ورماً قَرِيبا مزمناً من هَذَا النَّحْو فَإِن دهنته بالزيت أَولا ثمَّ وضعت عَلَيْهِ إسفنجاً مبلولاً بِمَاء الرماد وشددته شداً وثيقاً فبرأ برءاً تَاما وَإِن طَالَتْ أَكثر فَاسْتعْمل المحللة وَحدهَا.

اطلاوس قَالَ: شرب صوفة خلا وَضعهَا عَلَيْهِ وشدها من أَسْفَل إِلَى فَوق فَإِن لم ينْحل فَحل)

الشب فِي الْخلّ أَو مَاء الرماد وأدف حضضاً بخل واطله عَلَيْهِ فَإِن طَال الورم فادهنه بالزيت ثمَّ ضع عَلَيْهِ صُوفًا قد شرب بخل وشده عَلَيْهِ شداً جيدا أَو يدق ورق الصفصاف وَيُوضَع عَلَيْهِ وشده فَإِنَّهُ يحلله. من رِسَالَة فليغريوس فِي النقرس قَالَ: يذهب الورم فِي الْقدَم والأطراف الدَّلْك بالزيت وَالْملح وَأقوى من ذَلِك البلح ورماد الطرفاء والصفصاف يضمد بِهِ فَإِنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا. اشليمن قَالَ: للورم الْحَادِث فِي أرجل الحبالى والناقهين: خل وملح ودهن ورد يجاد ضربه ويطلى أَو برماد الكرنب وزيت وبورق يضمد بِهِ أَو يدلك بالملح وَالزَّيْت ألف ج قَالَ: وينفع الورم الرخو إِذا عسر أَن يحرق الطرفاء ويدهن بالزيت ويذر عَلَيْهِ أَو يطلى بالزيت ورماد الكرنب دَائِما أَو ينطل دَائِما بطبيخ الكرنب فَإِنَّهُ عَجِيب.

من التَّذْكِرَة قَالَ: والتهبج اطله بِالصبرِ والحضض ورماد الكرنب بِمَاء الكرنب وَإِن

 

(4/18)

 

 

ازمن فزد فِيهِ بزر حرمل وفربيونا. قَالَ: وَإِذا اعيا فلطخه برماد التِّين وخطمي نصفه وخل.

الْكَمَال والتمام: للورم الْعَارِض فِي أَطْرَاف المستسقين: خل خمر ودهن ورد يضْرب ويطلى عَلَيْهِ وَيُوضَع عَلَيْهِ ورق الفجل ويشد أَيَّامًا حَتَّى يسكن المنجح: ضماد يحلل الأورام البلغمية الغليظة: ورق الأقحوان وأصل الكرنب النبطي وبزره وبابونج وحلبة وبزركتان وحرف وأصل الخطمي وَحب الْغَار وحرمل وشيح ومقل وَمر تجمع مَعَ قَلِيل زعفران ودهن السوسن أَو دهن الناردين ويطلى غدْوَة وَعَشِيَّة.

ابْن سرابيون: 3 (الْفرق بَين الورم النفخي وَبَين الورم الرهل) إِن النفخي يدافع الْأصْبع وَله صَوت إِذا ضَربته فَأَما الرهل فَإِن الْأصْبع تدخل فِيهِ وَتبقى مَكَانَهُ وَلَا صَوت لَهُ. علاج الورم الرخو الْأَبْيَض الَّذِي لَا يوجع إِن حدث عَن مرض كَمَا يحدث فِي الاسْتِسْقَاء والسل فعلاجه علاج الْعلَّة لِأَنَّهُ عرض فَإِن دعت الْحَاجة إِلَى علاجه فعالج النفخي بخل الْخمر ودهن الْورْد مَعَ ملح قَلِيل يمرخ بِهِ فَأَما الَّذِي هُوَ ترهل البلغم فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يشدد وَبِمَا يحلل مَعًا: تبل خرقَة بخل وَمَاء الرماد وتربط من أَسْفَل إِلَى فَوق قَالَ: يصلح للترهل فِي أرجل الحبالى إِن ينقع البردي فِي الْخلّ ثمَّ ضمد بِهِ أَو تمسح الرجلَيْن بالخل ودهن الْورْد مَعَ ملح وقيموليا أَو كرنب محرق وملح مقلو يسحق بِزَيْت ويطلى بِهِ إِذا كَانَ قَوِيا أَو يسلق ورق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى عَلَيْهِ حضض بِمَاء الكرنب أَو يطلى بالزيت وَالصَّبْر والصندل 3 (طلاء شرِيف للورم البلغمي) ذكره فِي بَاب النقرس: مر وصبر وحضض وشياف ماميثا وصندل أَحْمَر وزعفران دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ ورماد الكرنب أَرْبَعَة دَرَاهِم ويطلى.

سَابُور قَالَ: ينفع من التهبج أَن يطلى بأخثاء الْبَقر. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ قولا وَجب مِنْهُ أَن الْملح فِي غَايَة النَّفْع للأورام البلغمية وَذَلِكَ أَنه قَالَ أَنه فِي غَايَة التجفيف.

جَوَامِع اغلوقن: التهبج الضَّعِيف يَكْفِيهِ وضعك عَلَيْهِ صُوفًا قد غمص فِي مَاء الرماد والخل ويشد والصعب يحْتَاج أَن يدهن بِزَيْت ثمَّ يوضع عَلَيْهِ صوف مغموس فِي مَاء الرماد ويشد من أَسْفَل إِلَى فَوق. لي التهبج الْغَالِب يشفيه الدَّلْك بالملح وَالزَّيْت وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك فَلْيَكُن الرِّبَاط أَشد على مَوضِع الورم ثمَّ يرخى ليسترح قَلِيلا قَلِيلا تَأمر أَن يرفع إِلَى فَوق ويمعن بِهِ إِلَى فَوق امعاناً صَالحا فَإِن هَذَا الرِّبَاط يمْنَع من أَن يقبل الْموضع الوارم شَيْئا. ج: الباداورد مَتى وضع على الأورام الرخوة نفع جدا وأضمرها وَكَذَلِكَ الشكاعى وكل مَا قبض قبضا معتدلاً وجفف وَقَالَ: الصَّبْر من شَأْنه أَن يمْنَع مَا ينزل فِي الأورام ويحلل مَا قد حصل وعَلى هَذَا فَإِنِّي أَحسب أَنه جيد الْأَدْوِيَة للورم الرخو. قَالَ فِيهِ: إِنَّه

 

(4/19)

 

 

جيد لورم الْعين وَقد رَأَتْ من فعله مَعَ الحضض فِي الأورام النفخية الَّتِي فِي الأجفان فعلا قَوِيا وَلست أَشك أَنه يفعل مثل ذَلِك فِي التهبج الْكَائِن فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَقَالَ: النّيل البستاني يضمر الأورام الرخوة اضماراً كثيرا لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع الطين الْحر مَتى طلي بِهِ الورم الرخو عظم نَفعه.) د: 3 (ورق الدلب الطري يفش الأورام البلغمية) والطرفاء وثمرته مَتى تضمد بهَا أَبْرَأ الأورام البلغمية وورقه إِذا تضمد بِهِ أضرّ الأورام البلغمية وَكَذَلِكَ طبيخه. د: دَقِيق الشّعير مَعَ مَاء الْعَسَل يحلل الورم البلغمي وورق الكرنب مَتى دق وضمد بِهِ جيد للورم البلغمي الصعتر مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الورم البلغمي الحَدِيث المرزنجوش مَتى تضمد بِهِ الأورام البلغمية مَعَ قيروطي حللها السوسن مَعَ الْخلّ يحلل الأورام البلغمية الَّتِي قد ازمنت.

ابْن ماسويه قَالَ: مَتى ضمدت الأورام البلغمية بالكرنب حللها قَالَ: تطلى بِمَاء الكرنب فيحللها. روفس: الشّعير جيد للترهل دَقِيق العدس جيد للترهل طلاء جيد للترهل سعد وطين ودقيق الشّعير والعدس مقلوين وشب بِالسَّوِيَّةِ يطلى بِمَاء الرماد والخل وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله فليغريوس فِي رسَالَته فِي النقرس: مصلح. لي تَدْبِير جيد للترهل: انطله بِمَاء الْبَحْر سخنا نطلاً جيدا ثمَّ دَعه ينفش سَاعَة فَإِذا رَأَيْت قد تفشى فانطله بطبيخ قشور الرُّمَّان لِئَلَّا يقبل فضلا آخر أَو بطبيخ ورق الآس أَو بخل وَمَاء وَقد يحلله الدَّلْك الْيَابِس بخرق خشنة يدلك حينا وينفش حينا. 3 (مَجْهُول للترهل والورم البلغمي) يدلك بخل خمر ودهن ورد وَيُوضَع عَلَيْهِ ورق الفجل ويشد. يتاذوف للترهل فِي جَمِيع الْجِسْم: يوضع عَلَيْهِ صوف يشرب خلا ممزوجاً أَو يسحق البورق بِمَاء الرماد ويطلى عَلَيْهِ أَو يطلى بالماميثا بخل أَو برماد البلوط أَو يسحق الشب بخل ويطلى عَلَيْهِ أَو يطلى عَلَيْهِ البعر والأخثاء بخل وَمَتى جعل مَعَه شَيْء من الكرنب كَانَ أقوى وينفع مِنْهُ الجمة الشبية والكبريتية وينفع مِنْهُ مَاء الكراث والكرنب وجرمهما. بختيشوع: إِن كَانَ الورم يتَحَوَّل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فَإِنَّهُ ريح فبخره باللبان والأشنان وصب عَلَيْهِ مَاء حاراً. د: الاسفنج الْجَدِيد يقبض الأورام البلغمية. ج: اناغورس ورقه إِذا تضمد بِهِ وَهُوَ طري حلل الأورام البلغمية أصل الباذاورد يتضمد بِهِ للأورام البلغمية ج: إِن ضمد بِهِ الأورام الرخوة أضمرها. د: عين الثور الْمُسَمّى بهاراً إِذا سحق بقيروطي حل الأورام البلغمية وَقَالَ: بزرقطونا مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ودهن الْورْد وَالْمَاء نفع الأورام البلغمية إِن تضمد بالدوقو حل الأورام البلغمية ورق الدلب الطري مَتى طبخ بِخَمْر وضمد بِهِ الورم البلغمي فشه الدردي دردى الْخلّ أَو الشَّرَاب غير محرق إِن اسْتعْمل مَعَ الآس قبض الأورام البلغمية. د: الحضض خاصته النَّفْع من الأورام البلغمية الرخوة والنفاخات.

 

(4/20)

 

 

بديغورس: الحاشي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حلل الأورام البلغمية الحديثة. د: 3 (النخالة تحل الأورام المتولدة من البلغم) ابْن ماسويه: مَتى ضمد بهَا بعد طبخها بِالْمَاءِ والارندفان فِي الرمل الْحَار الَّذِي على شط الْبَحْر يجفف اللَّحْم المترهل الشبيه بِالْمَاءِ مَتى دفن فِيهِ الْعُضْو. ج: ثَمَرَة الطرفاء مَتى تضمد بهَا أبرأت الأوارم البلغمية. د: وقشر الطرفاء يفعل فعل الثَّمَرَة. د قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا طلوا ابدانهم وَهِي متهبجة بالطين مَرَّات كَثِيرَة فانتفعه بذلك نفعا عَظِيما. سرابيون: يحل الأورام البلغمية مَتى تضمد بِهِ فِي ابتدائها. د: ورق الكرنب مَتى انْعمْ دقه وتضمد بِهِ نفع الورم البلغمي. وَقَالَ: الكرنب الْبري يحل الأورام البلغمية. وَقَالَ: إِن طلي بِمَاء الكرنب الأورام البلغمية حللها. وَقَالَ: الكاشم مُوَافق للأورام البلغمية وَقَالَ: ليناطوطس مَتى تضمد بِهِ رطبا حل الأورام البلغمية وَقَالَ: ورق المرزنجوش يوضع يَابسا مَعَ القيروطي يحل الأورام البلغمية. لي اسْتِخْرَاج: أَظن أَن أَجود مَا اسْتعْمل فِي الأرجل الوارمة بعقب الْمَرَض أَن يطلي فِي الْيَوْم مَرَّات كَثِيرَة بالطين وَالْملح ويخلط بالزيت ويتمسح بِهِ جيد للأورام البلغمية فَمَتَى عَايَنت أَصْحَاب هَذِه انتفعوا بذلك نفعا عَظِيما. د: مزمار الرَّاعِي قَالَ ج: زعم د: إِن أَصله يحل الأورام البلغمية الرخوة. ج: النّيل البستاني يضمر إضماراً كثيرا الأورام الرخوة الترمس مَتى طبخ ورقه بشراب وضمدت بِهِ الأورام البلغمية حللها. د: السرو وَجوزهُ وورقه يفنى مَا كَانَ مجتمعاً فِي الْعين من الْعِلَل الرهلة. ج: أصل القثاء مَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق شعير حلل كل ورم بلغمي عَتيق. د: شَحم الْخِنْزِير مَتى خلط بالنورة أَو بالرماد حلل الأورام البلغمية د: اسْتِخْرَاج تخيره سَابُور: الشحوم تفعل ذَلِك لِأَن الرماد يحلل والنورة تحلل مثل هَذِه الأورام لكنه قوي فَيحْتَاج إِلَى مَا يُضعفهُ دَقِيق الشّعير مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ التِّين وضمد بِهِ حلل الأورام البلغمية المزمنة. الشونيز مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الأورام البلغمية المزمنة الشبت تلطخ بِهِ الأورام البلغمية فينفع ج أصل خصى الْكَلْب الْأَعْظَم يحل الأورام البلغمية الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حل الأورام البلغمية النفخية. اسحق: الورم الرخو يكون من أخلاط بغلمية وَهُوَ رخو غير مؤلم وعلاجه أَن يغسل قِطْعَة اسفنج ببورق أَو بِمَاء الرماد واغمسها فِي خل ممزوج أَو فِي مَاء الرماد وَضعهَا عَلَيْهِ أَو اربطها وشدها فَإِنَّهُ ملاكه اضغط ضغطاً رَفِيقًا لَا تزعجه وتبتدئ بالرباطات من أَسْفَل إِلَى الْأَعْلَى فَإِن لم يحضر اسفنج فَاسْتعْمل بدله قطنة فَإِن لم ينْحل فاخلط بذلك شَيْئا من الشب. وَمِمَّا يصلح لَهُ: الماميثا إِذا بللته بِبَعْض الرطوبات المحللة وطليته)

عَلَيْهِ مثل مَاء الاسداريا. فَإِن طَال مكثه فامسحه بِبَعْض الأدهان المحللة وبل قطنة بِمَاء الرماد وارفدها وشدها فضل شدّ. البنج البستاني يحله بِقُوَّة شَدِيدَة.

 

(4/21)

 

 

اسْتِخْرَاج: قطن خلق يلقى فِي شمس حارة أَيَّامًا ويغمس فِي مَاء الشبت ثمَّ يجفف ثمَّ يسْتَعْمل بدل الاسفنج للتهبج. من التَّذْكِرَة: بزر الحرمل صَبر فرييون حضض مر رماد الكرنب يعجن بِمَاء الكرنب ويطلى عَلَيْهِ رماد الكرنب أَو بِمَاء الرماد. اشليمن قَالَ: للورم الرخو الْكَائِن فِي أَقْدَام الحبالى والناقهين: خل وملح ودهن ورد يجاد ضربه ويطلى بِهِ أَو يطلى بِمَاء الكرنب وزيت أَو بملح وزيت. من الْكَمَال والتمام للورم فِي الْيَد وَالرجل: يُؤْخَذ خل خمر ودهن ورد بِالسَّوِيَّةِ يخلطان ويطلى على الْمَوَاضِع المتورمة وَيُوضَع عَلَيْهَا ورق الفجل ويدمن ذَلِك أَيَّامًا. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: وَهُوَ رخو المجسة لَا وجع مَعَه وَقد يحدث شَيْء من هَذَا الْجِنْس فِي أرجل المستسقين والمسلولين إِلَّا أَن هَذَا فِي هَؤُلَاءِ عرض تَابع لِلْعِلَّةِ ومداواته مداواة الْعلَّة وَمَتى احتجت فِي بعض الْأَوْقَات أَن يفنى فيكفيك دلك السَّاقَيْن بدهن ورد مرّة وبملح وزيت أُخْرَى وبدهن ورد وخل خمر أُخْرَى فَأَما إِذا حدث الورم الرخو بِأحد الْأَعْضَاء من أجل بلغم ينصب إِلَيْهِ فقد يَكْتَفِي كم من مرّة بِأَن تضع عَلَيْهِ اسفنجة مبلولة بِمَاء قد مزج بخل يسير حَتَّى أَنه قد يُمكن أَن يشرب أَو يُزَاد فِيهِ فضل قَلِيل مَاء وَشد الاسفنجة برباط يكون ابتداؤه من أَسْفَل وانتهاؤه إِلَى فَوق وَيجب أَن تنظر فِي الْأَسْفَل والفوق هَهُنَا وَيَنْبَغِي أَن تكون الاسفنجة جَدِيدَة مَتى أردْت أَن يكون الْعَمَل قَوِيا نَافِعًا فَإِن لم يتهيأ فاغسلها ببورق ونطرون أَو بِمَاء الرماد فَإِن فعلت هَذَا وَلم ينخفض الورم وَسكن فعاود الشد باسفنجة جَدِيدَة مبلولة على مَا وصفت وألق فِيهَا مَا يبلها بِهِ شَيْئا قَلِيلا وَإِن وجدت الْجَوْهَر الَّذِي يُقَال لَهُ خيميون اللين مِنْهُ الَّذِي يكون مِنْهُ بِمَنْزِلَة مَا يجلب من طرسوس فَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ أَجود من الاسفنج فاغمسه فِي الْخلّ وَالْمَاء والشب وشده من أَسْفَل إِلَى فَوق على مِثَال مَا تشد الْعِظَام الْمَكْسُورَة تجْعَل لَهَا للسفلى أَشد ثمَّ ارخه بعد ذَلِك حَتَّى تفرغ وَلَا كل الإرخاء لِئَلَّا تضطرب والماميثا من أَجود الْأَدْوِيَة لهَذِهِ الْعلَّة إِذا ديفت وَهَا بخل ممزوج وَأفضل مِنْهَا فِي ذَلِك الدَّوَاء الَّذِي ألفته أَنا نع فِيهِ مَا ميثا وَقد يَكْتَفِي بالأدوية المركبة وتختلف مداواة الورم الرخو بِحَسب الأعظاء لِأَنَّهُ مَتى حدث بمراق الْبَطن لم تَجِد أحد من النَّاس يَجْعَل عَلَيْهِ اسفنجة مبلولة بخل ممزوج بِمَاء بَارِد وَلَا تَجِد حدا يطْبخ افسنتينا بِزَيْت وتجعله)

على ركبة وارمة قَالَ: وَلَيْسَ علاج الورم الرخو وعلاج الورم النفخي علاجاً وَاحِدًا وَلَا نوعهما وَاحِد لِأَن الورم الرخو يحدث عَن البلغم فَإِذا غمزت عَلَيْهِ بالأصبع انخفض لَهُ عمق كَبِير وَأما انتفاخ فَإِنَّمَا يحدث عِنْدَمَا تَجْتَمِع فِي مَوضِع من الْبدن ريح نفخية عني ريحًا بخارية وَهَذِه تَجْتَمِع مرّة تَحت الْجلد وَمرَّة تَحت الأغشية لمغشية للعظام والعضل وَقد تَجْتَمِع كم من مرّة فِي الْمعدة والأمعاء وَفِيمَا بَين الأمعاء والغشاء المستبطن للعضل وَالْفرق بَين الورم الريحي والورم الرخو أَن الورم الرخو ينغ ويتأثر بِالْيَدِ والانتفاخ لَا ينخفض

 

(4/22)

 

 

وَمَتى ضربت بِيَدِك عَلَيْهِ سَمِعت لَهُ كصوت الطبل فَإِن كَانَت هَذِه النفخ فِي التجاويف الْكِبَار نَحْو الْمعدة والأمعاء فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب النفخ فَأَما إِن كَانَ فِي الْيَد أَو فِي الرجل أَو فِي عضل تَحت الْجلد أَو فِي بعض الأغشية المغشية على الْعِظَام فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا وجع مَعَه فَإِن بعض الْأَشْيَاء السة اللطيفة الْأَجْزَاء تفي باشفائه بِمَنْزِلَة الرماد الَّذِي يُقَال لَهُ: سالبطي فَإِن كَانَ مَعَه وجع فَيجب أَن يمرخ الْعُضْو بمروخ تلين وترخى وأمثال هَذِه الْعِلَل تحدث عَن ضَرْبَة ترض وتفسخ بعض العضل أَو بعض الأغشية الَّتِي على الْعِظَام إِلَّا أَنه مَتى عرض الرض لعضلة يَنْبَغِي أَن يداوى بِمَا يسكن الوجع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة التهبج ورم رخو يبْقى فِيهِ أثر الْأَصَابِع لَا وجع مَعَه وَيحدث عَن بلغم رَقِيق. وَمِنْه: إِن حدث التهبج وَهُوَ الورم الرخو عَن بلغم رَقِيق إِن لم تبرز الأورام البلغمية.

أَبُو جريج وَقَالَ حنين فِي كتاب الْعين: 3 (الْخَلْط المائي يحدث ورماً) (يُسمى الانتفاخ) وَأما البلغمي الرَّقِيق فَإِنَّهُ يحدث ورماً يُسمى التهبج قَالَ: وعلاج الورم النفخي بالأدوية المركبة مِمَّا يلطف ويحلل وَيقبض ويسدد وَأما التهبج فعالج فِي الِابْتِدَاء بأدوية مركبة تشد وتحلل كالخل الممزوج والشب مَعَ الْملح والبورق وَمَاء الرماد وَيجب أَن تسْتَعْمل أَولا الدون من هَذِه فَإِن لم ينجح فَاسْتعْمل الْأَقْوَى فَإِن طَال مكثه اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع وتحلل فَقَط وتربط رِبَاطًا أَسْفَله أَشد من أَعْلَاهُ. لي الَّذِي يحدث عَن البلغم صنوف من الأورام: أَحدهَا الترهل وَالثَّانِي هُوَ الرخو وَالثَّالِث الجسأ وَهُوَ ورم صلب وَهَذَا إِذا كَانَ فِي اللَّحْم الرخو فَهُوَ خنازير وَثَلَاثَة أضْرب من الدبيلات العسلي والشحمي والأرد هالجي. أغلوقن قَالَ: اوديما ورم رخو لَا وجع مَعَه أَبيض كلون الْجِسْم وَيكون من جَوْهَر بلغمي وريح بخارية مثل مَا يتَوَلَّد فِي جنوب الْمَوْتَى حَتَّى ينتفخ مِنْهَا ويتولد فِي الْأَطْرَاف فِي الاسْتِسْقَاء فَأَما الْحَادِث للمستسقين فَلَا يحْتَاج إِلَى علاج يَخُصُّهُ وَقد يسكنهُ الدَّلْك بدهن الْورْد والخل ممزوجين أَو بالملح والدهن وَمَتى كَانَ من أجل كيموس بلغمي سَالَ إِلَى عُضْو فَرُبمَا سكنه اسفنج مبلول بِمَاء وَشَيْء يسير من خل فَإِن لم يسكن فزد فِي الْخلّ وَلَا تجَاوز مِقْدَار مَا يُمكن شربه وعَلى قدر صلابة الْأَبدَان فَيكون الاسفنج جَدِيدا مغسولاً بالنطرون أَو بِمَاء الرماد فَإِن لم يسكن فضع عَلَيْهِ اسفنجاً قد سقى شَيْئا يَسِيرا من مَاء الشب وَإِن كَانَ فِي أَعْضَاء يُمكن أَن تشدها فشدها وابدأ من أَسْفَل وانته إِلَى فَوق وَيكون الرِّبَاط مثل الرِّبَاط الَّذِي للكسر فَإِن الْغَرَض فِي هَذِه الْعِلَل غرضان: أَحدهمَا أَن تحلل شَيْئا من جوهرها وَالْآخر أَن نجمع جَوْهَر الْعُضْو وتشده قَالَ: وَأما أَنا فقد عَالَجت ورماً من هَذَا الْجِنْس بِأَن مسحته بالدهن أَولا ثمَّ وضعت عَلَيْهِ اسفنجاً مبلولاً بِمَاء الرماد وشددته شداً فِيهِ فضل قُوَّة فبرأ برءاً تَاما.

 

(4/23)

 

 

جَوَامِع اغلوقن قَالَ: الورم الْمَعْرُوف بالتهبج هُوَ ورم رخو لَا وجع مَعَه وحدوثه يكون أما من ريح بخارية وَإِمَّا من بلغم ينصب إِلَى بعض الْأَعْضَاء والتهبج الْعَارِض من الرّيح يذهب سَرِيعا وَلَا يحْتَاج إِلَى مداواة فَإِن احْتِيجَ إِلَى مداواة فَإِنَّهُ يسهل ذَلِك لِأَنَّهُ يذهب ويتحلل سَرِيعا والدلك بالخل ودهن الْورْد إِمَّا وَحده وَإِمَّا مَعَ ملح وَأما الْحَادِث عَن البلغم فَإِنَّهُ يداوى باشياء تشد وتحلل مَعًا فَيُوضَع عَلَيْهِ اسفنج جَدِيد مغموس بخل لِأَن الاسفنج الْجَدِيد يحلل والخل يدْفع فَإِن)

لم ينفع فزد فِي القوتين جَمِيعًا بِأَن يخلط مَعَ الْخلّ شب وَيشْرب الاسفنج مَاء الرماد فَإِن طَال الْأَمر بِهِ فاطرح الدافعة الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الْمُقطعَة واربطه رِبَاطًا يَبْتَدِئ من أَسْفَل الْعُضْو رخواً وَيصير إِلَى فَوق وَهُوَ صلب وَهُوَ الرِّبَاط الْمَعْرُوف برباط الْعظم المكسور كَيْمَا لَا يقبل الْعُضْو شَيْئا مِمَّا ينصب إِلَيْهِ قبولاً مفرطاً.

الساهر قَالَ لورم السَّاق والقدم: دهن ورد وملح وخل وَاجعَل فَوْقه ورق السلق أَو ورق الفجل.

ابْن سرابيون قَالَ: يَكْتَفِي الترهل الْحَادِث فِي الرجل وَالْيَد أَن يعالج بدهن ورد وخل خمر وَشَيْء من ملح يدلك بِهِ والورم البلغمي بالاسفنج المشرب بخل وَمَاء ويشد من أَسْفَل إِلَى فَوق وَيكون الشد على ارخاء وينفع الرماد مَعَ قيروطي ودهن الشبث فَإِنَّهُ يحلل هَذِه الأورام وَقَالَ: لترهل أرجل الحبالى ينفع رماد البردي بخل ويضمد بِهِ أَو يضْرب الْخلّ بدهن الْورْد ويطلى بِهِ أَو ملح وخل أَو قيموليا بخل. وللورم الجاسي البلغمي: رماد الكرنب وملح مقلو يسحق بِزَيْت ويطلى عَلَيْهِ أَو يسلق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى على الورم الرخو أَيْنَمَا كَانَ قيموليا يعجن بِمَاء الكرنب أَو يُؤْخَذ صَبر وفوفل وصندل أَحْمَر يبل بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويطلى هَذَا يصلح للعين إِن شَاءَ الله.

 

(4/24)

 

 

(الدماميل والدبيلات) (الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة والبثور والخراجات وعلامات التقيح والمقيحة والطرق الَّتِي) (فِيهَا تَأْخُذ الْمدَّة والقيح إِذا خرج عَن الْبدن والتصاق الْجلد والسلع وَمَا يصلح) (لذَلِك وجودة الْمدَّة ورداءتها وحس الخراجات والبط والطاعون وَمَا يجب أَلا) (يبط بالحديد بل بالأدوية) من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: 3 (الدُّبَيْلَة) تكون عِنْد انطباق ورم حَار عَظِيم فِي مِقْدَاره فَيكون فَتحه إِذا نضج كَأَنَّهُ فِي جراب وَالْآخر لَا يتقدمه ورم حَار لَكِن رُطُوبَة لَيست بحراة تنصب إِلَى بعض الْمَوَاضِع وَتوسع لنَفسهَا مَكَانا لكثرتها وتمديدها وتكتسب بطول مكثها عفونة وتوجد فِيهَا أَشْيَاء بديعة كالشعر والخزف والأظفار وضروب الطين والدردي وعكر الزَّيْت وَرُبمَا كَانَ لَهَا ريح مُنكرَة جدا. وَالْأَكْثَر من الدبيلات تجْرِي مِنْهَا ثَلَاثَة أَشْيَاء مِنْهَا مَا يجْرِي مِنْهَا كالأردهالج وَالثَّانِي الشحمي وَالثَّالِث العسلي وَالْغَرَض فِي علاجه أَنه رُبمَا حللت وَرُبمَا عفنت وَرُبمَا قطعت بالحديد والأردهالجي إِمَّا أَن يعفن وَإِمَّا أَن يقطع والشحمي يعالج بالحديد فَقَط لِأَنَّهُ لَا يُمكن فِيهِ أَن يعفن وَلَا أَن يتَحَلَّل.

وَأما الْبَاطِنَة وخاصة فِي الأحشاء فَإِن الْأَدْوِيَة المتخذة بالأفاويه نافعة لَهَا وَفعل هَذِه الْأَدْوِيَة أَن تحل وتذيب الرُّطُوبَة المجتمعة وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي سَبِيلهَا هَذِه السَّبِيل كَثِيرَة وأحسنها كلهَا اثر الترياق الْكَبِير والأميروسيا وَأما سهلة الْوُجُود فأفضلها كلهَا المتخذة بالفوذنج النَّهْرِي. فِي كتاب الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وَأما الطّرق الَّتِي يَأْخُذ فِيهَا الْقَيْح والمدة الَّتِي فِيهَا تجاويف تشترك فَإِن تنقية الْمدَّة تكون فِيهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر كَمَا تنقى فِي خراجات الصَّدْر بالنفث وَالَّتِي فِي الْمعدة بالقىء وَالْبرَاز وَالَّتِي فِي الأمعاء بالبراز وَالَّتِي فِي مقعر الكبد بالبراز أَيْضا وَالَّتِي فِي حدبة الكبد بالبول وَكَذَلِكَ الخراجات الَّتِي فِي الكلى ومجاري الْبَوْل والمثانة بالبول.

قَالَ: وَهنا أمراض يعرض فِيهَا ضروب لَا تعرض إِلَّا فِي الندرة لَا يكَاد يصدق بهَا مثل مَا يعرض إِذا استنقت مَوَاضِع الصَّدْر بالغائط ومواضع الْمعدة والأمعاء بالبول. قَالَ: وَقد رَأَيْت خراجاً كَانَ فِي الرئة استقى بالبول وخراجاً كَانَ فِي الصَّدْر تنقى بالغائط قَالَ: ومجيء الْقَيْح من الرئة إِلَى الكلى لَهُ طرق وتجاويف مَوْقُوفَة عَلَيْهَا وَذَلِكَ أَنه كَمَا تَأتي الكلى شعب من الْعرق الأجوف)

كَذَلِك تجيئها شعب من الْعرق الضَّارِب الْأَعْظَم فاستفراغ الْقَيْح من

 

(4/25)

 

 

الرئة بالبول قد يعرض فِي الاجانين وَهَذَا طَرِيقه وَأما استفراغ قيح الرئة بالغائط فقد يظْهر بالتشريح بالاجانين وَذَلِكَ لِأَن الْعرق الأجوف قد يُوجد فِي بعض الْأَحْوَال مُشْتَركا مَعَ الْعرق الشبيه بساق الشَّجَرَة مواصلاً لَهُ بعرق آخر متوسط بَينهمَا وَهَذَا أَيْضا يُمكن أَن يصير الْقَيْح الَّذِي أَسْفَل الْحجاب إِلَى المثانة إِلَّا أَن هَذِه الْأَشْيَاء إِنَّمَا تكون فِي الاجانين لِأَن هَذِه الأشكال تتفق فِي الاجانين. لي وَلِأَن عللاً تقع فِي المجاري الْمُعْتَادَة مَانِعَة فتضطر الطبيعة عِنْد ذَلِك إِلَى اسْتِعْمَال سواهَا وَلَقَد قَرَأت فِي بعض الْكتب أَنه لَو لم يكن بَين العضوين إِلَّا عصب أَو عظم لدفع إِلَيْهِ فِي ذَلِك العصب والعظم فضلا عَن اللَّحْم بالاضافة إِلَى هَذِه فَإِن الدّفع فِي اللَّحْم لَا يجب أَن يتعجب مِنْهُ الْبَتَّةَ وَذَلِكَ لِأَن فِيهِ مجار كمجاري الاسفنج وَإِن لم تكن تمر على استقامة.

3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)

حُدُوث النافض أبدا خَاص بانفجار الخراجات الْبَاطِنَة وبتكون فورة الْحمى الحارة وشدتها خَاص بِأَن الْمدَّة قد كَانَت وفرغت وَشدَّة هيجان الحميات خَاص بِأَن الْمدَّة فِي الْكَوْن مَعَ شدَّة الوجع وَلذَلِك يتكون الوجع فَيكون خَاصّا بِأَن الْمدَّة قد كَانَت.

السَّابِعَة من الميامر: الدبيلات الْبَاطِنَة تنفعها الْأَدْوِيَة اللطيفة المجففة كالدارصيني والمرو نَحْوهمَا. قَالَ: وَالشرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق إِذا شرب قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: الورم الَّذِي من جنس الدبيلات إِذا كَانَت فِي الْبَطن فِي آلَات التنفس أَو آلَات الْغذَاء يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الملطفة المجففة وَينْتَفع بِشرب الشَّرَاب الْعَتِيق اللَّطِيف الرَّقِيق مَتى شرب مِنْهُ شَيْء يسير لِأَنَّهُ يجفف ويلطف وتحتاج الدبيلات الْبَاطِنَة إِلَى مَا يجفف ويلطف وأنفع مَا يكون إِذا كَانَت مَعَ ذَلِك أفاويه.

الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: 3 (الأورام الَّتِي تحدث فِي مراق الْبَطن) إِن كَانَت فِي المراق فَقَط وَكَانَت الأحشاء الَّتِي وَرَاءَهَا سليمَة لم يُمكن أَن تقتل إِلَّا أَن تكون عَظِيمَة جدا وَيَقَع فِي تدبيرها خطأ وَأما الَّتِي تكون فِي الأحشاء الَّتِي وَرَاءَهَا أَعنِي فِي الكبد وَالطحَال والمعدة والحجاب وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا ردية قاتلة إِلَّا أَن يكون لَهَا بحران برعاف وتدفعها الطبيعة. قَالَ: فَأَما الأورام الْحَادِثَة فِي المراق الَّتِي مَعهَا حمى فَإِنَّهَا مَتى لم تنفش كلهَا أَو ينفش بَعْضهَا أَو يتحجر الْبَعْض لَكِن يبْقى مَعَه الْحمى فَإِنَّهَا تتقيح وَمُدَّة تقيحها مَتى كَانَت فلغمونيا تكون فِي عشْرين يَوْمًا وَإِن كَانَت أوذيما فَفِي سِتِّينَ يَوْمًا وَإِن كَانَت متوسطة فَفِي أَرْبَعِينَ أَحْمد هَذِه الخراجات مَا كَانَ مِنْهَا مائلاً إِلَى خَارج الذيليس لَهُ رَأس محدد وَبِالْجُمْلَةِ فالمائل إِلَى الْخَارِج وَهُوَ مروس محدد الرَّأْس صَغِير وأرداها العريض الْعَظِيم الْقَلِيل الْميل إِلَى خَارج جيد بالاضافة إِلَى المائل إِلَى دَاخل وَإِن لم يكن جيدا بقياسه إِلَى بعض المائلة إِلَى خَارج فَأَما المائل إِلَى خَارج فَالَّذِي كَأَنَّهُ صنوبرة أَجودهَا كلهَا لِأَنَّهُ يدل على قُوَّة الْقُوَّة الدافعة للمدة وعَلى أَن الْخراج لم يفْسد موضعا كَبِيرا فَأَما المائل إِلَى دَاخل فَمَا لم يمل الْبَتَّةَ

 

(4/26)

 

 

إِلَى خَارج وَيكون لاطياً لَا وجع مَعَه وَلَا يرى فِي الْموضع الْخَارِج فِي مَكَانَهُ كثير تغير على أَنه لَيْسَ من المائلة إِلَى دَاخل حميد الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه تنْدَفع من الأخس إِلَى الْأَشْرَف وَلِأَنَّهُ إِذا انْفَتح لم يُمكن أَن يوضع عَلَيْهِ دَوَاء لِأَنَّهُ لَا يرى وَلَا يظْهر وَلِأَنَّهُ ينصب إِلَى أَعْضَاء شريفة فَإِن الْمدَّة إِذا انفجرت إِلَى المعي الغليظ رُبمَا سحجته وَمَتى انصبت إِلَى المعي الصَّائِم والأمعاء الدقاق سدت نُفُوذ الْغذَاء وَمَتى انصبت إِلَى فضاء الْمعدة أفسدت الاستمراء وأردى من هَذِه مَا انفجر إِلَى الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قد جمع الْحَالَتَيْنِ الرديتين كلتيهما وَلَا يكون من ذَلِك للطبيعة حِينَئِذٍ مَوضِع يبتدىء مِنْهُ نَبَات اللَّحْم فتجعله لَهَا بِمَنْزِلَة الأساس فَأَما الْمدَّة فأحمدها الْبَيْضَاء الملساء الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَائِحَة مُنكرَة والمضاد لَهَا فِي غَايَة الرداءة لِأَن الرَّائِحَة الْمُنكرَة تدل على أَن تغير الْخَلْط كَانَ بالعفن لَا بالنضج وَأما بَيَاض اللَّوْن فَلِأَن الشَّيْء الَّذِي يَسْتَحِيل إِذا كَانَ مَغْلُوبًا على الْحَقِيقَة وَالِاسْتِقْصَاء يشبه بلون الْمُحِيل وَلِأَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة بيض والمدة لَا تبلغ وَلَو كَانَت فِي غَايَة الْجَوْدَة أَن تكون فِي بَيَاض المنى واستوائه لِأَنَّهُ الْحَرَارَة الَّتِي تنضج الْخَلْط حَتَّى تَجْعَلهُ مُدَّة لابد أَن يشوبها شَيْء من عفن وَلَيْسَت حرارة طبيعية خَالِصَة كَالَّتِي تنضج الدَّم حَتَّى يصير منياً لَكِن مَا كَانَت فِي ذَلِك أَكثر فَهُوَ أَجود وَكَذَلِكَ مَتى كَانَت أقل فِي الرَّائِحَة الْمُنكرَة فَهِيَ أَجود لِأَن هَذِه الرَّائِحَة)

تحدث إِذا كَانَت العفونة أقوى من الهضم فَأَما إِذا كَانَت الْحَرَارَة الَّتِي تنضج ذَلِك الدَّم فِي غَايَة الْحَرَارَة فَإِنَّهُ يتَوَلَّد مِنْهَا عفن كالعفن الَّذِي يكون فِي أبدان الْمَوْتَى وَمِقْدَار غَلَبَة هَذِه الْحَرَارَة الردية تكون بميل الْمدَّة عَن الْحَال الحميدة قَالَ: وَقد بيّنت فِي كتاب سوء المزاج الْمُخْتَلف: أَن الدَّم الَّذِي يحصل فِي الْعُضْو عِنْد الورم الْحَار قد خرج عَن الأوردة الصغار الَّتِي هِيَ موَاضعه الَّتِي تخصه بالطبع وَأَنه لَا يُمكن أَن يرجع إِلَى طَبِيعَته الأولى أَعنِي الدموية أَو إِلَى مَكَانَهُ ولابد لَهُ من الاستحالة والتعفن بِمَنْزِلَة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن سخونة شَدِيدَة فِي مَوضِع غير موَاضعهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى سخنت فِي هَذَا الْموضع الْغَيْر الْخَاص بهَا سخونة شَدِيدَة جدا عفن كعفن جنوب الْمَوْتَى وَمَتى سخنت سخونة معتدلة نَضِجَتْ وَكَانَت مُدَّة جَيِّدَة. وَإِن كَانَ الْأَمر متوسطاً توسطت فِي ذَلِك فَإِن الْمدَّة الجيدة متوسطة بَين الأخلاط الطبيعية وَغير الطبيعية. لي يَعْنِي بالطبيعة المنى وَاللَّبن وَسَائِر مَا يتَوَلَّد استحالته إِلَى الْحَال الطبيعية والغير الطبيعية. لي الصديد والفضول. الْمقَالة الثَّانِيَة: الخراجات تطول مُدَّة نضجها بِحَسب الْأَعْضَاء وبحسب الْخَلْط الْغَالِب وَالسّن وَالزَّمَان فَمَتَى كَانَ الْعُضْو أَلين والخلط أسخن وَالزَّمَان وَالْمَكَان أَيْضا كَذَلِك كَانَ النضج أسْرع وَمَا حدث عَن خلط أبرد وَفِي عُضْو أَصْلَب وزمان وَسن باردين يابسين كَانَ النضج أبعد. لي رَأَيْت الفصد مُوجبا أَن يُؤَخر نضج الخراجات فَإِذا أردْت نضج خراج فَلَا تخرج الدَّم لِأَنَّهُ يضعف نضجه وَالدَّلِيل على أَن الْخراج الْبَاطِن قد تفتح وَجمع الْمدَّة إِذا استحكم ذَلِك فِيهَا أَن تسكن الحميات وَشدَّة الوجع ويصيرفي مَكَان الوجع والنخس ثقل وَالدَّلِيل على انفجاره أَن يهيج نافض يتبعهُ حمى ثمَّ

 

(4/27)

 

 

يقوم الثّقل بعد ذَلِك. وَقد قَالَ فِي تقدمة الْمعرفَة قولا مُخَالفا لهَذَا فَلْينْظر فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَن جالينو قَالَ: إِذا عرض النافض والحمى بعقبه تَجِيء أَشد من الْعَادة وأحس بثقل فِي الْمَكَان فَفِي ذَلِك الْوَقْت قد طَالَتْ الْمدَّة واستحكمت وَمن هَذَا الْوَقْت إِذا سكن الثّقل وَبَطل هَذَا فقد انفجر الْقَيْح.

لي الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: إِذا كَانَ من الخراجات مَا يبرز مراريا فَاعْلَم أَن الدَّم كُله رَدِيء فَاسْتعْمل الاستفراغ وَإِذا كَانَ مَا يبرز من الْجِسْم كَمَا يبرز من الْجِسْم الصَّحِيح فَلَيْسَ الْجِسْم بعليل وَيجب حِينَئِذٍ بالتقدم على تغذيته وَحفظ الْقُوَّة فَقَط بالأغذية الجيدة وعلاج ذَلِك الْموضع فَأَما من دَاخل فَلَا قَالَ: البثور والخراجات إِنَّمَا تكون عِنْد مَا يسخن الدَّم من المرار الْأَصْفَر.

وَمِنْهَا: فِي وَقت تولد الْمدَّة يعرض الوجع والحمى أَكثر مِمَّا يعرض بعده تولده قَالَ ج: لِأَن الدَّم)

الَّذِي يُرِيد أَن يصير مُدَّة يهيج الوجع ويمدد الْعُضْو وَفِي وَقت مَا يكون قد صَار مُدَّة يكون قد قل كميته فيقل تمديده وَفِي وَقت تولد الْمدَّة أَيْضا فِي الْعُضْو يعرض سخونة شَدِيدَة بهَا يصير الدَّم مُدَّة وَيكون عَنْهَا حمى لشدى السخونة يتَأَذَّى الْقلب بهَا وَإِذا صَارَت الْمدَّة سكنت تِلْكَ الْحَرَارَة لِأَنَّهَا تكون بِمَنْزِلَة نَار قد طفيت. وَمن السَّادِسَة من الْفُصُول: مَا كَانَ من الخراجات أَشد ارتفاعاً وإشرافاً وَأَشد تحدد رَأس فالخلط الْمُحدث لَهُ حَار وَمَا كَانَ أَخفض وألطأ وَأعْرض فالخلط الْمُحدث عَنهُ أبرد.

وَمِنْهَا قَالَ: لَا تتبين للحس فِي الخراجات إِمَّا لغلظها وَإِمَّا لِكَثْرَة اللَّحْم الَّذِي فَوْقهَا وَإِمَّا لَهما.

قَالَ: بَين الخراجات فرق كَبِير فِي الْموضع والخلط حَتَّى إِن من الخراجات مَا لَا يتقيح عمر صَاحبه الْبَتَّةَ لَكِن يبْقى بِحَالهِ لغلظ ذَلِك الْخَلْط وَيَردهُ كالخراجات الَّتِي تخرد فتجذب خرز الصلب وَيُورث الجذب.

وَمن السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ ابقراط: إِذا انفجر خراج إِلَى دَاخل حدث عَن ذَلِك سُقُوط قُوَّة وذبول نفس وقيء ج: يَعْنِي بالخراج الدُّبَيْلَة وبالانفجار إِلَى دَاخل إِلَى الْمعدة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون الْقَيْء إِذا كَانَ انفجاره إِلَيْهَا فَأَما انفجاره إِلَى الصَّدْر والرئة فَلَا يحدث قيئاً لكنه يحدث ضَرُورَة سعالاً وَرُبمَا أحدث اختناقاً وانفجاره إِلَى الأمعاء يحدث اخْتِلَاف الْمدَّة ويعم كل وَمن السَّابِعَة أَيْضا: يَنْبَغِي أَن تعلم أَن ابقراط يرى أَن الطبيعة مَتى كَانَت قَوِيَّة لم يعجزها طَرِيق ينفذ فِيهِ الشَّيْء تُرِيدُ انفاذه وَإِن كَانَ الشَّيْء الَّذِي تُرِيدُ إِنْفَاذه غليظاً وَكَانَت المجاري الَّتِي فِي ذَلِك الْموضع رقيقَة ضيقَة أَو كَانَ يَقُول: إِن الفضول قد تدفعها الطبيعة فِي الْعظم وَقد نرى نَحن الْمدَّة تنفذ فِي الفضاء الَّذِي فِيمَا بَين الرئة والصدر إِلَى الصَّدْر وَالدَّم من الْجلد الصَّحِيح عِنْد

 

(4/28)

 

 

الرطوبات فِي الْجنب. لي اجْعَل عنايتك فِي الدُّبَيْلَة تَقْوِيَة الْقُوَّة فَإِن بِهِ يكون التنقية وَبِه لَا يحدث الْعشي وجلهم يَمُوت بالغشي إِذا مَاتَ وَإِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة نفت الطبيعة الْمدَّة.

الثَّانِيَة من طبيعة الانسان قَالَ: من ينفث مُدَّة وخلطاً غليظاً شبه الْمدَّة أَو يبولها أَو من تخرج من برازه اخلاط ردية من غير أَن تكون بهم حمى بِمن قد جَاوز خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة فَإِنَّهُم قد كَانُوا فِيمَا تقدم أَصْحَاب كد ثمَّ تَرَكُوهُ فاكتسبوا لَحْمًا رهلاً وامتلاء فينصب مِنْهُم صديد إِلَى الأفضية مِمَّا قد انصب إِلَى الْمعدة والأمعاء خرج بِسُرْعَة وَكَانَ مثل مَا يخْتَلف الدَّم وَمَا انصب إِلَى الصَّدْر وَغَيره وعفن فَصَارَ مثل الْمدَّة وَلَا خوف على هَؤُلَاءِ من هَذِه الاستفراغات لَكِنَّهَا)

تنغص أبدانهم وتنقي مِنْهَا فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَو شهرا أَو فِي سنة تَامَّة.

من سوء المزاج الْمُخْتَلف: إِذا كَانَ الورم مَا يتقيح فَأَحْمَد مَا يكون أَن يمِيل التقيح إِلَى أعظم تجاويف الْعُضْو وأسهله وبالضد فَإِذا كَانَ فِي تجاويف الْمعدة فأسله أَن يمِيل إِلَى تجويفها وَكَذَلِكَ يكون فِي الْأَكْثَر فَإِنَّهُ إِلَى هُنَالك ينفجر وَأما إِن انفجر إِلَى الفضاء الَّذِي دون الصفاق فَإِنَّهُ ردي. وَإِن كَانَ الْخراج فِي نواحي الدِّمَاغ فَإِن مَال الْجمع والتقيح إِلَى التجويفين المقدمين كَانَ أَحْمد لي لِأَنَّهُ يسيل من الْأنف والحنك. قَالَ: وَالْجمع تَحت أم الدِّمَاغ وَفِي التجويف الْمُؤخر ردي فَأَما الَّتِي تكون فِي الأضلاع ونواحيها فانفجارها فِي الْأَكْثَر يكون إِلَى فضاء الصَّدْر والكائنة فِي سَائِر الْأَعْضَاء فانفجارها يكون إِمَّا إِلَى أكبر تجاويف فِيهَا وَإِمَّا إِلَى بعض الْعُرُوق وَإِمَّا إِلَى خَارج نَحْو الأغشية المحيطة.

من محنة الطَّبِيب: صَاحب الدُّبَيْلَة فِي الأحشاء يغذى بأغذية فِي غَايَة اللطافة وَأما إِن كَانَت الدُّبَيْلَة فِي مراق الْبَطن والأحشاء سليمَة فَلَا.

من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: الخراجات تكون إِمَّا عَن انطباخ الفلغموني وَإِمَّا لخلط تَدْفَعهُ الطبيعة فِي اللَّحْم حَتَّى إِذا بلغ الْجلد لم يُمكن أَن ينفذ وأسكنها فِي ذَلِك ألينها. قَالَ: وتوجد فِي الخراجات أَشْيَاء عَجِيبَة متفننة قَالَ: وَهَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تكون فِيهَا هَذِه الْأَشْيَاء البديعة تخص باسم السّلْعَة وأكثرها يجْرِي فِي غشاء يَخُصُّهُ بِمَنْزِلَة الْكيس وَأما الآخر فيخص باسم الدُّبَيْلَة وَيكون مَا فِي جَوْفه ضروباً من الْمدَّة مُخْتَلفَة اللَّوْن والقوام وَقد يُوجد فِيهَا شَيْء مثل اللحوم وَمثل الحساء وَمثل العصيدة قَالَ: فَإِذا بططت هَذِه وَخرج مَا فِيهَا يجب أَن يُبَادر بلصق الْجلد بِاللَّحْمِ سَرِيعا فَإنَّك إِن لم تفعل ذَلِك صلب على طول الْمدَّة وَلم يُمكن أَن يلصق إِلَّا أَنه قد ينقبض ويلطأ إِذا جففت بالأدوية وَالتَّدْبِير الملازم حَتَّى تظن بالعضو أَنه قد صَحَّ وبرأ وَمَا دَامَ صَاحبه يتحذر فِي تَدْبيره بَقِي ذَلِك المخبأ منقبضاً لاطياً وَمَتى خلط فِي تَدْبيره بعض التَّخْلِيط حَتَّى يجْتَمع فِي بدنه امتلاء فَيبْدَأ المخبأ من الرَّأْس وَعَاد الْخراج فَإِذا تفرغ الْخراج حدث أَيْضا المخبأ. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ أَيْضا فَإِنَّهُ يصير ناصوراً. الدمل يحدث عَن دم غليظ فَمَتَى كَانَ غلظه انقص قرب من الْجلد وَكَانَ مكروهه أقل وَمَتى كَانَ غلظه أَزِيد بعد عَن الْجلد وَصَارَ فِي غور الْجِسْم فَيكون عِنْد ذَلِك خبيثاً ردياً.

 

(4/29)

 

 

من اختصارات حِيلَة الْبُرْء: أَنا لَا اسمى دبيلة إِلَّا الَّتِي لَا تجمع مُدَّة بل تكون فِيهِ اخلاط آخر)

فَأَما الثَّانِي فأسميه خراجاً وَلَا شح فِي الْأَسْمَاء. قَالَ: علاج الدُّبَيْلَة الظَّاهِرَة مَتى كَانَ مَعهَا فلغموني فَمَا يسكن الفلغموني فَإِذا لم يكن مَعهَا فالأدوية المحللة المجففة فَإِن لم يتَحَلَّل بِهَذَا التَّدْبِير فالعلاج بالحديد بطها وَإِخْرَاج مَا فِيهَا وإدمالها. قَالَ: وَأما الْبَاطِنَة فالتي تشرب لَهَا من الْأَدْوِيَة مَا يلطف ويحلل ويفش كالترياق والمثروديطوس والأمروسيا.

الأولى من التشريح الْكَبِير: اجْعَل ابدا البط ذَاهِبًا مَعَ لِيف العضل اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تُرِيدُ أَن تبطل فعل ذَلِك العضل للخوف من تشنج فَإنَّك حِينَئِذٍ تقطعه عرضا لينقطع ليفه عرضا وَيسلم بذلك الرَّابِعَة: 3 (العضلة العريضة) الْمَوْضُوعَة تَحت جلدَة الْجَبْهَة تمتد فِي طول الْجِسْم وعملها أَن تشيل الحاجبين والجهال من أَصْحَاب علاج الْيَد يجْعَلُونَ الْقطع فِيهَا بِالْعرضِ فَيعرض إِذا قطعوها قطعا عَظِيما وخاصة بِالْقربِ من الحاجبين أَن تقع بعد ذَلِك الحاجبان على الْعَينَيْنِ فيعسر فتحهما وتنقلهما.

ابيذيميا الأولى من الثَّانِيَة ابقراط: الْمدَّة والفضول تنْدَفع من عُضْو إِلَى عُضْو لَا فِي الْأَعْضَاء المجوفة تجويفاً محسوساً فَقَط وَلَكِن فِي الْأَعْضَاء الصلبة كالعصب والأوتار وَالْجَلد وَالْعِظَام. ج: قد رَأَيْت قوما كَانَت بهم مُدَّة فِي فضاء الصَّدْر فبالوا مُدَّة وتنقوا بذلك وَآخَرين قَامُوا مُدَّة فَسَلمُوا بذلك وَقد رَأَيْت ذَلِك غير مرّة.

الأولى من السَّادِسَة من ابيذيميا: أَحْمد الخراجات مَا كَانَ ميله إِلَى خَارج حَتَّى يكون تزيده بَينا من خَارج وَمَا كَانَ محدد الرَّأْس فَإِن هَذِه أَحْمد من العريض لِأَنَّهُ يكون من خلط أسخن وأرق فَهُوَ لذَلِك أسْرع نضجاً وتقيحاً وَأما العريضة المفرطحة فَتكون عَن اخلاط بَارِدَة ونضجها عسير وَتَكون أبدا إِلَى العفونة أقرب مِنْهَا إِلَى التقيح على طول الْمدَّة ويجمد أَيْضا مَا تقيح جَمِيعه باستواء لِأَن مَا تقيح بعضه وَلم يتقيح بعض فَإِنَّهَا طَوِيلَة الْمدَّة عسرة وعلاجها أصعب وَذَلِكَ أَن الْمَوَاضِع الَّتِي لم تتقيح تحْتَاج إِلَى شَيْء وَالَّتِي قد تقيحت إِلَى علاج آخر فتختلف وَمَا كَانَ مِنْهَا لَيْسَ مَا حوله صلب فَهُوَ أَحْمد مِمَّا كَانَ حوله صلباً أَعنِي مَا كَانَ وَسطه لينًا وحواليه صلب بطيء النضج أَو لَا ينضج الْبَتَّةَ ويجمد أَيْضا إِلَّا أَن يكون رَأسه الَّذِي أسْرع إِلَى التقيح فِي أَسْفَل مَوضِع مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يحمل حِينَئِذٍ كيساً إِذا انفجر وَمَا كَانَ لَهُ رَأس وَاحِد فَهُوَ أَحْمد وَأسلم لِأَنَّك تَجِد دَائِما مَا بَين الرأسين من اللَّحْم غير سليم كَاللَّحْمِ الصَّحِيح وَلَا ينتفخ بل)

صلب غير متقيح وَلَا سليم والصلب مِنْهَا فبحسب لينه جودته. لي ينظر فِي ذَلِك فِي الْجَوَامِع فَإِن النُّسْخَة عِنْدِي غلط. قَالَ: وَأما المائلة إِلَى دَاخل فالأجود أَلا تميل إِلَى خَارج ليَكُون انفجاره إِلَى مَوضِع وَاحِد. قَالَ: والخراجات الَّتِي تسيل مِنْهَا وتنفجر إِلَى دَاخل مِمَّا يحدث

 

(4/30)

 

 

فِي مراق الْبَطن وتنور الصَّدْر لِأَن هَهُنَا تجويفاً يتهيأ للخراج أَن يمِيل مِنْهُ إِلَى دَاخل فَأَما فِي الْأَعْضَاء الصلدة كالقحف فَلَا يتهيأ أَن يمِيل رَأسه إِلَى دَاخل.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة: إِنَّمَا يَنْبَغِي لَك أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المقيحة حَيْثُ ترجو التقيح. قَالَ: وَالْخَرَاج يمْتَنع من التقيح لعلتين أما لِأَن مَا فِي ذَلِك الْعُضْو من الْحَرَارَة الغريزية قد ضعفت جدا حَتَّى لَا تقدر الْبَتَّةَ على نضج ذَلِك الْفضل وَإِمَّا لِأَن الْخَلْط نَفسه ردي خَبِيث. قَالَ: وَفِي مثل هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ لَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المغرية الَّتِي ذكرت إِنَّهَا مقيحة لِأَنَّهَا رُبمَا عفنت الْعُضْو لَكِن اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَالة الشَّرْط الغائر والبط والأدوية الَّتِي هِيَ فِي غَايَة التجفيف. لي هَذَانِ النوعان من الخراجات أَحدهمَا مَا يختنق فِيهِ دم كثير كالحال فِي الخبيثة فَهَذَا يحْتَاج أَن يُبَادر بِالشّرطِ الغائر ليسيل مِنْهُ الدَّم لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي وسع الطَّبْع أَن يحل وينضج ذَلِك كُله وَإِن أَنْت وضعت على هَذِه الْأَدْوِيَة المغرية زِدْته اختناقاً وضيف مسام وأعنت على عفن الْعُضْو كُله وَالْآخر الخراجات الَّتِي تجمع إِلَّا أَن جمعهَا يكون ردياً مُنْكرا كالمدة الرقيقة الحريفة المنتنة وَذَلِكَ يكون لرداءة الْخَلْط من الأَصْل لَا لِكَثْرَة كميته كالحال فِي الأولى وَهَذَا أَيْضا يحْتَاج أَن يُبَادر فِي بطه ليخرج مِنْهُ ذَلِك الْخَلْط الردي وَلَا يَنْبَغِي أَن تضع عَلَيْهَا المغرية لِأَنَّهَا تحصره أَكثر وَهُوَ حَار حريف فَيكون سَببا إِلَى توسع الْخراج وَأكله مَا حواليه وَعند وَقت انفجار الْمدَّة إِلَى الْبَطن يحدث استطلاق بطن يظنّ بِهِ نجح يعرض بِهِ سحج شَدِيد وَذَلِكَ أَن الْمدَّة تلذع الأمعاء وتهيجها.

السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: قد يعرض فِي الرّكْبَة ورم عَظِيم ويوهم إِن فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة مجتمعة فَإِذا بط لم يكن فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ لَكِن تُوجد العضلة إِمَّا منتفخة وَإِمَّا مبلولة برطوبة كَثِيرَة وَإِمَّا بالحالين جَمِيعًا لي قد رَأَيْت فِي المارستان هَذَا وبط فَلم يخرج مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَمَات العليل الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: وَقد يحدث مثل هَذَا فِي جَمِيع المفاصل فيغر الْأَطِبَّاء وَإِذا بطوه لم يكن فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ.

اهرن: الدُّبَيْلَة قد تعرض من الخرز فِي الْمعدة وَأكْثر مَا تتولد من فَسَاد الهضم فِي بعض أَعْضَاء)

الْجَسَد فتجتمع فِيهِ أَولا أَولا ثمَّ يصير دبيلة إِذا عفن.

أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: الْخراج فِي الْجوف يحْتَاج أَولا إِلَى الْأَشْيَاء الدافعة والمميلة للمادة مثل الفصد أَولا ثمَّ أَقْرَاص الْورْد والطباشير لكَي تدفع فَإِذا كَانَ بعد الِابْتِدَاء بِالْقربِ من النضج فأقراص الأفسنتين والغافث والسنبل وَنَحْوه وَفِي الْوَقْت الثَّالِث يُعْطي الترياق والأدوية الحارة المسهلة.

من اختيارات الْكِنْدِيّ للسلع نَافِع جدا يُؤْخَذ عنزروت فيطلى على خرقَة وتوضع عَلَيْهَا ويدمن ذَلِك فَإِنَّهُ يحللها وَتبطل الْبَتَّةَ مجرب. قَالَ: ولبدء الْخراج يسحق الترمس ويعجن بِالْمَاءِ وَيلْزق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِن كَانَ مِمَّا يجمع أسْرع بِهِ وَإِلَّا حلله.

 

(4/31)

 

 

للدمل ينضجه سَرِيعا وَهُوَ خَفِيف: يدق الْخَرْدَل بِالتِّينِ أَو بِالتَّمْرِ دقاً نَاعِمًا حَتَّى يتعجن وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو دق الحلبة بِالتَّمْرِ وَضعه عَلَيْهِ أَو دق بزر الْكَتَّان بِالتَّمْرِ والتين وَضعه عَلَيْهِ أَو دق بزر المرو أَو بزر الكرنب دقاً نَاعِمًا بشيرج التِّين أَو التَّمْر وَضعه عَلَيْهِ.

بولس: عَلامَة ذهَاب الورم الْحَار الَّذِي فِي بَاطِن الْبدن إِلَى التقيح أَن يعرض قشعريرات وحميات لَا تَرْتِيب لَهَا وأوجاع شَدِيدَة وَتَكون القشعريرة فِي أول الْأَمر أطول زَمَانا حَتَّى إِذا استحكمت الْمدَّة خفت الحميات والأقشعريرة والأوجاع قَلِيلا حَتَّى إِذا حضر وَقت انفجار الْمدَّة عَادَتْ الأوجاع وَصَارَت حريفة ناخسة وَتَكون فِي أَوْقَات الحميات مؤذية امتداداً شَدِيدا حَتَّى إِذا انفجر عرض بَغْتَة نافض وسالت الْمدَّة بعد ذَلِك ويسكن الثفل والوجع الْبَتَّةَ.

بولس: انطل الْعُضْو إِذا أردْت تفتح بطبيخ أصل الخطمي وَنَحْوه وَإِذا كَانَ عسر الْجمع فضع عَلَيْهِ تيناً يَابسا خلوا دسماً يطْبخ حَتَّى يتهرأ ويخلط بِهِ دَقِيق الشّعير واخلط فِيهِ ملحاً مقلواً فَإِنَّهُ يكون قَوِيا قَالَ: مِمَّا يفتح الخراجات سَرِيعا أَن يسحق النرجس مَعَ مَاء وَعسل ثمَّ خبصه بدهن سوسن وضمد بِهِ أَو يغلى الْقصب الطري بِالْمَاءِ وتغليه غلية جَيِّدَة ثمَّ تسحقه مَعَ عسل وَإِن أخذت من الزفت جُزْءا وَمن وسخ الكوائر جُزْءا انضج الخراجات. قَالَ: وَإِذا بط الْخراج فَلَا تقربه مَاء وَلَا دهناً وَلَا شَيْئا من نَحْوهمَا وَلَا مرهماً يَقع فِيهِ شَحم لِأَنَّهُ الْخراج يحْتَاج إِلَى مَا يجفف لَا إِلَى مَا يرطب.

قَالَ: إِمَّا ورم حَار عَظِيم يتقيح وَإِمَّا بِلَا ورم حَار بل خراج بِلَا وجع وَلَا ضَرْبَان. قَالَ: وَإِذا كَانَت)

الدُّبَيْلَة فِي عُضْو رَئِيس كَانَ مَعهَا حمى وأكثرها بِاللَّيْلِ وقشعريرات على غير نظام وَلَا تَرْتِيب حَتَّى إِذا استحكمت الْمدَّة سكن الوجع وَصَارَ شَبِيها بالحسكة وَسكن الوجع مثل سُكُون الْعُضْو قد خدر وَيصير لَهُ رَأس وينجذب إِن كَانَ ظَاهرا وَكَانَ يُرِيد أَن يتفجر إِلَى خَارج.

بولس: الدماميل تكون من خلط غليظ وأشرها أعمقها الَّتِي تصعد من مَكَان غائر بعيد وينضج الدمل لحم الزَّبِيب مَعَ ملح قد دق نَاعِمًا والخمير وبزر الْكَتَّان مَعَ عسل يلزق عَلَيْهِ. لي وَلم يذكر لَهُ جالينوس علاجاً غير الانضاج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ توهم أَنه لابد للدمل من النضج وَلذَلِك يجب أَن تبادر إِلَيْهِ وَأما أَنا فَمَا رَأَيْت دملاً إِلَى هَذِه الْغَايَة تحلل وَلم ينضج وَلَو كَانَ صَغِيرا بعد أَن يكون دملاً خَالِصا لَهُ أصل وضربان فَلذَلِك الرَّأْي أَن تنضجه مَا أمكن وَهُوَ سليم القرحة لِأَن خلطه لَيْسَ بردي وَرَأَيْت دماميل صغَارًا فِي رجل طمعت فِي سُكُون وجعها وانفشاشاها بِلَا تقيح فَلم يُمكن ذَلِك وَمَا زَالَت تضرب حَتَّى تقيحت. لي على مَا رَأَيْت: كَانَ رجل من الماهين كَانَ مَعَه دَوَاء ذراريح فَلم أر شَيْئا أسْرع فِي التقيح مِنْهُ وعالج بِهِ دملاً وَقد بَدَت كميته فأقرحه فِي نصف يَوْم: يُؤْخَذ ذراريح بِلَا رُؤُوس وَلَا أَجْنِحَة فينعم سحقها ثمَّ يغلى بِزَيْت عَتيق مرداسنج حَتَّى ينْحل ويسود حَتَّى يصير لَهُ قوام مَا ثمَّ يذر عَلَيْهِ الذراريح ويشاط

 

(4/32)

 

 

قَالَ: الدبيلات ثَلَاثَة أَصْنَاف فالتي تخرج رطوبات عسلية رقيقَة قد يُمكن أَن يتَحَلَّل وَلَا تعالج بالحديد وَأما الَّتِي فِي جوفها شَيْء كالعصيدة فَإِنَّهُ يسْتَعْمل فِيهَا علاجان أَعنِي التَّحْلِيل والبط على قدر مَا يكون غلظ مَا يحويه وَذَلِكَ إِن مِنْهَا مَا يُمكن أَن يتَحَلَّل وَمِنْهَا مَا لَا يتَحَلَّل وَأما الَّتِي تحوي شَيْئا من الشَّحْم فَإِنَّهُ غير مُمكن تحللها لَكِن يعالج بالبط وَمَا يحل الْخَنَازِير يحل الدُّبَيْلَة العسلية ويخصها أَن تكمد أَولا بِشَيْء حَار يَابِس ثمَّ تضمد بزبيب منزوع الْعَجم فَإِنَّهُ يحلل مَا فِيهِ أَو خُذ لاذنا ومقلاً وقنة وأشقا ووسخ الكوارات وعلك البطم بِالسَّوِيَّةِ يدق وَيُسَوِّي ضماداً فَإِنَّهُ جيد لَهَا وللخنازير أَيْضا وَالَّتِي تعرض فِي أصُول الآذان والدماميل كلهَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة كلهَا لَا يُمكنهَا أَن تحلل مَا فِي جَوف الدُّبَيْلَة وَالْجَلد على الْعُضْو فَلذَلِك يجب أَن يكشط الْجلد من الدُّبَيْلَة والخنازير بالأدوية الَّتِي تحرق أَعنِي الحارة حَتَّى تشوي الْجلد وتهيجه ثمَّ ضع عَلَيْهَا المحللة وأسهلها هَذَا: يُؤْخَذ نورة ورماد وصابون ينعم سحقها ويضمد بِهِ حَتَّى يكشط الْجلد ثمَّ يطلى وَيُوضَع عَلَيْهِ المحللات أَو دق هَذَا الدَّوَاء بِمَاء الرماد واطله عَلَيْهِ وَهُوَ مثل الْعَسَل مَتى أردْت ذَلِك وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَدْوِيَة الحارة.)

شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: الدُّبَيْلَة تكون من الاكثار من الطَّعَام وَالشرَاب خَاصَّة وَمن حبس الرجيع وَالْبَوْل وَمن الْغم وَالنَّوْم الْكثير أَو تَعب شَدِيد أَو ركُوب دَابَّة خشنة جدا. ومواضعها الْخَاصَّة بهَا أَرْبَعَة: الثنة والسرة والمعدة والأضلاع. وَقَالَ فِي كتاب شرك: إِن الخراجات الَّتِي تكون فِي مَوَاضِع هائلة ردية مخوفة يجب أَلا تبط بالحديد بل تفجر بالأدوية وَوصف أدوية تفجرها عندنَا خير مِنْهُ. لي يجب أَن يتوقى بط الْخراج إِذا كَانَ مجاوراً لعضو شرِيف يخَاف أَن يماسه بالحديد فِي بطه فَأَما إِذا لم يكن ذَلِك فالحديد أَحْمد عَاقِبَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي يفتح بالأدوية لابد أيفسد قِطْعَة من الْجلد ويعفنه فَيحْتَاج لذَلِك كثيرا إِلَى اسْتِعْمَال القص بالمقراض. وَقَالَ شرك: كل خراج فِي الجنبين والمراق وَالْحلق ومواضع العضلات فإياك والمبضع وَلَا سِيمَا فِي الْأَطْفَال والشيوخ فَلَا تعالج هذَيْن بالمبضع.

ابْن ماسويه: ضماد ينضج الدماميل: تين يطْبخ حَتَّى يتهرأ بِمَاء قَلِيل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ ربعه من بورق وينعم دقه ويخبص بِزَيْت أَو بِسمن أَو بثيرج ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لي على مَا رَأَيْت فِي السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا: من كثر بِهِ خُرُوج الدماميل فليلزم تسخيف الْبدن بالرياضة وَالْحمام. وَقَالَ: انْظُر إِذا خرج الْخراج فَإِن رَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة والخلط لَيْسَ بشديد الرداءة فَيمكن فِيهِ إِذا انضجته أَن يَسْتَحِيل إِلَى مُدَّة جَيِّدَة فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المنضجة وَهِي إِمَّا المسددة المغرية كدقيق الْحِنْطَة وَإِمَّا الَّذِي لَهُ قبض يسير كالزعفران فَإِن رَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة والخلط ردياً فاحذر أَن تنضجه لِأَنَّك مَتى فعلت ذَلِك تولد فِي الْعُضْو عفونة لَكِن اسْتعْمل حِينَئِذٍ الشَّرْط والحروف الغائرة فِي مَوَاضِع وضع عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة مَا هِيَ فِي غَايَة التجفيف والتحليل. لي تعلم أبدا رداءة الْخَلْط من

 

(4/33)

 

 

لون الْخراج وَشدَّة أَذَاهُ وَضعف الْحَرَارَة الغريزية من ابطاء النضج. مسَائِل ابيذيميا السَّادِسَة: يسْتَدلّ على انفجار الْخراج إِلَى الأمعاء من انطلاق الْبَطن المزعج الَّذِي مَعَه لذع وحركة دائمة لطلب خُرُوج الثفل لِأَنَّهُ يلذع الأمعاء. لي من السّلع سلْعَة عَظِيمَة لَا يحْتَمل أَصْحَابهَا أَن تسلخ وَلَا أَن ينثر فِيهَا دَوَاء حاد فَإِن فعل ذَلِك بهم حموا وعلاجهم أتشقها وَتخرج مَا خرج مِنْهَا وتصب فِيهَا كل يَوْم سمنا مفتراً فَإِن من شَأْنه أَن يرخى الْكيس العفن على طول الْمدَّة حَتَّى يعفن وَيخرج كُله بِلَا وجع.

اغلوقن قَالَ: إِذا جمع الورم واحتجت إِلَى بطه فبط وَإِيَّاك أَن تسْتَعْمل فِي الْخراج مَاء وَلَا دهناً بل اسْتعْمل مَاء الْعَسَل والخل الممزوج بِالْمَاءِ وَالشرَاب. وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْخراج ورم بعد فضع)

حواليه الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة المجففة فضع فَوْقه خرقَة مبلولة بِمَاء وخل وَاحْذَرْ أَن يدنو من الخرراج شَيْء من المراهم الدسمة كالباسليقون وَنَحْوه وَذَلِكَ أَن هَذِه إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى أَن تجفف تجفيفاً قَوِيا. (سقط: إِلَى آخر الصفحة)

 

(4/34)

 

 

(سقط: من بداية الصفحة إِلَى بداية الْفَقْرَة الْأَخِيرَة)

3 - (عَلَامَات التقيح)

سُكُون الوجع والحميات وتهيج الْحَرَكَة فِيهِ والخدر فَإِن كَانَ ظَاهرا صَار لَهُ رَأس محدد أَبيض لين المجسة تغور الْأصْبع فِيهِ وَتَكون الْجلْدَة الَّتِي على رَأسه تمتد إِذا مد. قَالَ: وَإِذا كَانَت الدُّبَيْلَة فِي جَانب توجع صَاحبهَا من النّوم على الْجَانِب الْمُقَابل لَهُ وَذَلِكَ أَنه يتَعَلَّق فيهيج التمدد والوجع والبط بِحَسب الْموضع إِذا كَانَ عِنْد الْعين فبطه بطاً يشبه وضع الْعين وَفِي الْأنف بطول الْأنف وَفِي الفك وَقرب الْأذن بشق مستو لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ وَأما خلف الْأذن فبط مستوياً والذراع والساق والفخذ والعضد كُله مستوياً يصير بالطول وَكَذَلِكَ فِي عضل الْبَطن وَفِي الظّهْر وَفِي الأربية والابط واجعله بطاً يَأْخُذ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يصير فِيهِ مخبأ يصير ناصورا وَكَذَلِكَ مَا كَانَ قرب المقعدة فَخذ فِيهِ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يحدث مخبأ فَيصير ناصورا والأنثيين والقضيب مستوياً بالطول وَفِي الْجنب والأضلاع هَذَا بِالْعرضِ أَيْضا ليَكُون مقرناً لِأَن وضع هَذَا الْعُضْو أَعنِي الأضلاع كَذَلِك وَاللَّحم الَّذِي عَلَيْهَا. قَالَ: وتفقد أَيْضا وضع لحم الْموضع ولف عضلته لأَنا إِنَّمَا نحرص على أَن نبط بأتباع الْموضع لِئَلَّا يحدث قطع ولكي يكون مَوضِع الالتحام حسنا غير وَحش وَليكن فِي كل حَال من همك أَلا تقطع شرياناً أَو عرقاً عَظِيما أَو عصبَة أَو ليفاً يكون لعضلة بِحَسب عظم الْخراج مَتى كَانَ صَغِيرا يسيل مَا فِيهِ من

 

(4/35)

 

 

مَوضِع فشق فِي ذَلِك الْموضع وَإِن كَانَ عَظِيما فبطه هَكَذَا ادخل اصبعك السبابَة الْيُسْرَى فِيهِ وبطه حَيْثُ يَنْتَهِي رَأسه ثمَّ ادخل فِي البط الثَّانِي أَيْضا وعَلى ذَلِك حَتَّى تَأتي عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ للخراج مَوضِع متسفل يُمكن أَن يخرج مَا فِيهِ مِنْهُ بططناه فِي ذَلِك الْموضع وَمَتى كَانَ مستديراً أَو لَهُ شكل لَا يخرج مَا فِيهِ من بطة وَاحِدَة بططناه فِي أَسْفَله فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة بِقدر مَا تعلم إِن كل مَا يجْتَمع فِيهِ يسيل فِي الْوَقْت. قَالَ: إِذا كَانَ الْخراج فِي مفصل أَو عُضْو شرِيف أَو مَوضِع قريب من الْعظم أَو غشاء أَسْرَعنَا فِي بطه قبل استحكامه بالنضج لِئَلَّا يفْسد الْقَيْح شَيْئا من هَذِه الْأَعْضَاء.

انطيلس فِي السّلع قَالَ: مد أَولا الْجلد الَّذِي فَوق السّلْعَة بِيَدِك الْيُسْرَى أَو خَادِم يمده لَك على)

نَحْو مَا يستمكن لِأَنَّك تحْتَاج أَلا تشق الْكيس من السّلْعَة فيمنعك ذَلِك من تقصي الكشط فَإذْ امددت إِلَيْك الْجلد نعما فشقه بِرِفْق لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون حجاب السّلْعَة امْتَدَّ فِي الْأَحْوَال فتأن حَتَّى يظْهر لَك حجاب السّلْعَة ثمَّ مد الْجلد من جانبين بصنانير وَخذ فِي كشط الْكيس عَن اللَّحْم فَإِنَّهُ رُبمَا يُمكن كشطه وَرُبمَا كَانَ ملتزقاً بِهِ فَعِنْدَ ذَلِك فاسلخه بالقمادين حَتَّى يخرج الْكيس صَحِيحا بِمَا فِي جَوْفه فَإِن ذَلِك أحكم مَا يكون فَإِذا أخرجته إِن كَانَ الْجلد لَا يفضل عَن مَوضِع الْجرْح لصِغَر السّلْعَة فامسح الدَّم واغسل الْجرْح بِمَاء الْعَسَل وخطه وألحمه وَإِن كَانَ يفضل عَلَيْهِ كثيرا لعظم السّلْعَة فاقطع فَضله كُله ثمَّ عالج وَإِن كَانَت السّلْعَة تجَاوز عصباً أَو عرقاً وَكَانَت مِمَّا تنكشط فَلَا بَأْس بكشطها وَإِن كَانَ مِمَّا يحْتَاج أَن يسلخ بالقمادين وَخفت أَن تقطع شَيْئا من ذَلِك فَأخْرج مِنْهُ مَا خرج وَاجعَل فِي الْبَاقِي دَوَاء حاداً وَلَا تلحمه حَتَّى تعلم أَنه لم يبْق فِيهِ شَيْء من الْكيس لِأَنَّهُ مَا بَقِي فِيهِ فَإِنَّهُ يعود. لي إِذا فتحت سلْعَة عَظِيمَة فاحشها بالقطن وعالجها بالدواء.

بولس قَالَ: إِذا كَانَت الدُّبَيْلَة مائلة إِلَى خَارج لَهَا رَأس ظَاهر يَقع عَلَيْهِ الْحس فَإِنَّهُ يعلم أَنه قد نضج بالحس فبطه حِينَئِذٍ وَإِذا كَانَت غائرة فَوْقهَا لحم كثير فَاعْلَم نضجها وتولد الْمدَّة على التَّمام من سُكُون الوجع والحمى ونقصان الْحمرَة والضربان وَيصير وجعها شبه حكاك وَذَهَاب جَمِيع عَلَامَات الورم الْحَار أَعنِي الالتهاب والوجع والتمدد الصلب فبطه حِينَئِذٍ وعمق بِحَسب ذَلِك. قَالَ: وَاعْلَم أَنَّك تحْتَاج فِي بعض الْأَحَايِين أَن تبطه قبل استحكام نضجه وَذَلِكَ إِذا كَانَ قَرِيبا من المفاصل أَو شَيْء من الْأَعْضَاء الرئيسة لِئَلَّا يفْسد بالنضج التَّام شَيْء مِنْهَا وَقد أَمر ابقراط أَن تبط الخراجات الَّتِي تكون قَرِيبا من المقعدة الْبَتَّةَ قبل أَن تنضج على التَّمام من خيفتنا التقيح إِلَى دَاخل. قَالَ: وَاتبع فِي البط أبدا فِي الْأَعْضَاء الخطوط الطبيعية مثل الأسرة فِي الْجَبْهَة وَفِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا عضلات فَاجْعَلْ الشق بالطول وَفِي بعض الْمَوَاضِع إِلَى الجيت بِسَبَب عُضْو رَئِيس تهرب من مَسّه بالحديد فاجعله بِالْعرضِ وَإِن كَانَ مَا يَعْلُو تجويف الْخراج سميناً غليظاً فشق مِنْهُ أَسْفَله وشده فَإِنَّهُ يلزق وَمَتى كَانَ نحيفاً رَقِيقا مهزولاً فسقه من أَوله إِلَى آخِره لِئَلَّا يلتزق.

 

(4/36)

 

 

وَقَالَ انطيلس: وَقد يكون نوع من السّلع فِيهِ رُطُوبَة عسلية وَأكْثر مَا يعرض فِي مابض المفاصل وَيجب أَن تتحفظ لِئَلَّا ينخرق كيس هَذِه لِأَنَّهُ مَتى انخرق لم تقدر على اخراجه فَإِن انخرق)

فحطه فَإِن خرج من الْخياطَة فألصق عَلَيْهَا أَشْيَاء تَمنعهُ واحتل فِي ذَلِك حَتَّى تنقى مَا فِي غشائها فَإنَّك بذلك تقدر على اخراجها. وَاعْلَم أَنه قد يعرض فِي الرَّأْس والجبهة وَفِي مَوَاضِع أخر شَيْء يشبه السّلْعَة وَلَيْسَ سلْعَة وَلكنه الْمُسَمّى بِعقد العصب وعلامته أَنه ينْدَفع الغمز يمنة ويسرة وَلَا ينْدَفع فِي طول الْجِسْم وعلاجه إِذا كَانَ الْغَرَض فِي هَذِه الْمَوَاضِع اخراجه كَمَا تخرج السّلع إِن شِئْت كَذَا. قَالَ انطيلس: وَإِن شِئْت رضه وَشد عَلَيْهِ شَيْئا ثقيلاً وَإِذا كَانَ فِي الْيَد والساق فَلَا يخرج الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يكْسب تشنجاً لَكِن شدّ عَلَيْهِ شَيْئا ثقيلاً بعد رضه. وَله عَلامَة أُخْرَى وَهِي أَنَّك إِذا غمزت عَلَيْهِ حدر الْعُضْو.

الأولى من التشريح قَالَ: الأجود أَن يكون الْقطع أبدا يذهب مَعَ وضع لِيف العضل والأشر أَن

3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)

الْخَامِسَة قَالَ: الدَّوَاء المقيح لَا يجب أَن تبلغ حرارته إِلَى أَن تحلل من الْجِسْم لَكِن تكون بِمِقْدَار مَا يسخن الْجِسْم اسخاناً شَبِيها بِهِ وَيكون بِهِ مَعَ ذَلِك تغرية ليحفظ على الْجِسْم رطوبته وَمَتى كَانَ الْجِسْم أسخن من الْبدن المعتدل كَانَ الدَّوَاء المقيح بِحَسب ذَلِك الاسخان. قَالَ: وأبلغ الْأَدْوِيَة المقيحة خبز الْحِنْطَة مَعَ المَاء وَالزَّيْت لِأَن هَذَا الضماد حَار رطب والشحوم الَّتِي لَيست بشديدى الْحَرَارَة والزفت الْمُذَاب مَعَ شَيْء من دهن الْورْد وَإِن كَانَ الورم بِهِ اللهب وَإِن كَانَ سَاكِنا بَارِدًا فأدفه بدهن الخروع ودهن الفجل وَالزَّيْت الْعَتِيق والشمع يذاب بِبَعْض هَذِه الأدهان فَإِن الشمع تغريته تفنى بالتقيح لَكِن حرارته تقصر عَن ذَلِك فَلذَلِك يجب أَن يكون يذاب بِبَعْض هَذِه الأدهان المسخنة.

محنة الطَّبِيب: كَانَ بِرَجُل ورم فِي مراق بَطْنه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَن بِهِ دبيلة فِي أحشائه فَلَمَّا لم يكن فِي نبضه دَلِيل لذَلِك بل كَانَ صلباً أعلمته أَنه لَيْسَ إِلَّا فِي المراق. قَالَ: وَقد كَانَ الْأَطِبَّاء لطفوا تَدْبيره كَمَا يفعل بِمن بِهِ دبيلة فأنهكوه. لي تفقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع المشتبهة صلابة النبض.

الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: مَتى كَانَ فِي الخراجات الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة وقدرت أَنَّهَا تستحيل إِلَى الْمدَّة فأعنه إِن احتجت إِلَى ذَلِك بالمقيحة وَمَتى رَأَيْت الْحَرَارَة خَفِيفَة والخلط رديا وَلم ترح أَن يَسْتَحِيل إِلَى مُدَّة جَيِّدَة فإياك والمقيحة فَإِنَّهَا تعفن الْعُضْو.

لي يعْطى عَلَامَات الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: مَتى وجدت وجعاً أَو ثقلاً أَو انتفاخاً ووجعاً فِي مَوضِع عُضْو من الْأَعْضَاء وَوجدت مَعَه نافضاً وحميات على غير نظام فِي)

مَوضِع الكلى كَانَ أَو فِي الْجنب أَو فِي المثانة أَو فِي الْحجاب فَاعْلَم أَن خراجاً كَانَ بهم فِي الْموضع الَّذِي كَانَ يوجعهم فانفجر. لي مَا دَامَت حميات مختلطة فَإِن الْخراج لم ينفجر

 

(4/37)

 

 

حَتَّى إِذا انفجر جَاءَ نافض شَدِيد على قدر حَال الْموضع الَّذِي ينصب إِلَيْهِ وسكنت الحميات الْبَتَّةَ وهاج ذَلِك الْعُضْو لدفع الْمدَّة. وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي ذَات الْجنب وَفِي الكلى فِي غير مَوضِع تكون على هَذَا.

الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المقيحة يجب أَن تكون حَرَارَتهَا مُسَاوِيَة لحرارة الْجِسْم وَيكون مَعَ ذَلِك لَهَا تغرية وَلَا يجب أَن تسخن أَكثر من ذَلِك لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحلل وَلَيْسَ شَيْء أسْرع فِي التقيح مِمَّا مزاجه وقوامه هَذَا القوام لِأَن مَا هَذَا سَبيله لَا يحلل من الْعُضْو شَيْئا وَيمْنَع رطوباته بلزوجته أَن تتحلل مِنْهُ. قَالَ: وَالَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يقيح شَيْئَانِ: أَحدهمَا اللَّحْم الَّذِي ينشرح وَالثَّانِي الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَلَا يجب أَن تكون حَاله مجففة لِأَن هَذِه تحلل من الورم رطوبات كَثِيرَة وَلَا تنضج لَكِن معتدلة فِي الْحَرَارَة مغرية تسد المسام وتحصر البخار فَلذَلِك أبلغ وَمن الأضمدة دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ قَلِيلا بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وَالْخبْز الْمَطْبُوخ كَذَلِك والشحوم الْغَيْر اللطيفة بل الغليظة والزفت والراتينج المذوب بِزَيْت أَو دهن خروع إِذا كَانَ الورم بَارِدًا غليظاً فَإِن كَانَ حاراً يغلي فليذوب بدهن الْورْد وَقد يفتح هَذَا الشمع ودهن الْورْد ولباب الحلبة والشمع يذوب بدهن السوسن جيد مفتح للأورام الحارة. لي يجب أَن تعلم أَن الدَّوَاء المقيح لَيْسَ هُوَ المقرح لِأَن المقيحة إِنَّمَا تحلل مَا قد حصل خَارِجا عَن الطَّبْع إِلَى الْمدَّة وَهَذِه لَا يحْتَاج أَن تكون محللة فَأَما المقرحة فقوية الاسهان كالكبيكج والشيطرج والعنصل والتافسيا فَإِن هَذِه تقرح اللَّحْم الصَّحِيح.

جالينوس:

الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة نضجاً تَاما. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير حل الدبيلات الَّتِي تحْتَاج إِلَى شقّ. لي اسْتعْمل ذَلِك فِي الْمَوَاضِع المخوفة. ج: علك البطم ينضج الخراجات.

ابْن ماسويه: الْحَرْف ينضج ويفتق الدبيلات الدَّاخِلَة مَتى شرب.

 

(4/38)

 

 

(مَا يحلل جسأ القروح) 3 (والدشبد والمفاصل الصلبة من الْكسر وَمَا يحلل تعقد العصب ويلينه) قَالَ د: 3 (قشر الغرب) مَتى أحرق وعجن بخل وتضمد بِهِ حل جسأ القروح الزوفا الرطب يحل جسأ القروح ويلين جفافها. د: قشر الغرب مَتى أحرق وطلي على الْموضع حلل جسأ القروح فِي السمسم مَتى تضمد بِهِ حلل غلظ الأورام.

من الْكَمَال والتمام للدشبد ووجع الْوَرِكَيْنِ يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير ويطلي بخل عَلَيْهِ يدلك الدشبد بورق الحماض الرطب وورق الْجَوْز ورماد الْقصب قصب الْكَرم إِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَبْرَأ تعقد العصب الْمقل مَتى تضمد بِهِ حلل عقد الأعصاب. د: مخ سَاق الأيل يحل الصخر فِي العضل وَالْوتر والرباط فضلا عَن غَيرهَا. ج: 3 (دهن السوسن) يلين تعقد العصب السمسم ان تضمد بِهِ حلل ورم الأعصاب. د: الزوفا الرطب يلين ذَلِك اسْتِخْرَاج جيد اسْتَعِنْ بِبَاب الْخَنَازِير فَإِن فِيهِ مراهم ملينة. لي لتليين المفاصل: شدّ عَلَيْهَا قِطْعَة آلية حَتَّى تلين ثمَّ ترفع.

فِي 3 (السّلع والعق) السّلع خراجات تكون فِي أغشية وعلامتها أَلا تكون لَازِمَة الْأُصُول بل تَجِيء وَتذهب كَأَنَّهُ نفاخة تَحت ثوب أَو غُدَّة تَحت جلد يشق ويسلخ غشاؤها أجمع حواليها بذنب المجس وَتعلق بالصنانير وتشال حَتَّى تخرج وَرُبمَا كَانَت مِنْهَا عسلية وضروب رطوبات ومجستها تخْتَلف وَرُبمَا كَانَ فِيهَا حجر وَالْحجر فِي جلدتها إِلَى فَوق صلب رَقِيق لَازم ومجسته مجس حجر وَيكون التعقد يذهب إِذا غمزته وعلاجه أَن يغمز وَيمْسَح يَده فَإِن ذهب فشده وَاجعَل على مَوْضِعه خميرة أَيَّامًا فَإِنَّهُ لَا يعود. لي رَأَيْت امْرَأَة ضربت بعصا على زندها فَحصل هُنَاكَ شَيْء غددي غمزناه فَذهب سَرِيعا لِأَنَّهُ كَانَ قريب الْعَهْد وَلم يكن قد جمد جموداً شَدِيدا وشددناه فبرأ وَهَذِه كلما كَانَت أقرب عهدا كَانَ يفشيها الغمز أسْرع.

انطيلس قَالَ: يبط بطاً مستديراً ويعنى بِهِ أَن يقور فِي موضِعين وَأما إِذا كَانَ رَأس الْخراج عفنا كُله فَإِن ذَلِك الْموضع كُله يجب أَن يكشط وَأما إِذا كَانَ مَا يعلوه جلد فَقَط لَا

 

(4/39)

 

 

ثخن لَهُ لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ ان بططت مستوياً احتجت أَن تقور الْجلد بعد ذَلِك وَإِلَّا اجْتمع تَحْتَهُ شَيْء وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا يلصق لرقته فتقويره من أول الْأَمر أصلح.

3 - (جَوَامِع الاسطقسات)

قَالَ: من عَلَامَات النضج الردي أَن يكون السَّائِل من الْخراج أَشْيَاء مُخْتَلفَة فِي القوام واللون والرائحة. 3 (الدماميل) تكون من زِيَادَة مَعَ غلظ وَأعظم مكروهها أَن تخرج فِي مَوضِع خطر وَقد يكون الدَّم الَّذِي يصير إِلَيْهَا ردياً فَيكون مِنْهُ خراج ردي مؤذ وَيكون فِيمَن يكثر التَّعَب بعد الأكحل خَاصَّة إِذا كَانَ الدَّم فِي ذَلِك الْجِسْم حريفاً وَهُوَ أبدا يكون فِيمَن يكثر الشَّرَاب وَالْأكل ويدمن البطالة ثمَّ يتعب تعباً على غير نظام العلاج: الفصد وتلطيف الْغذَاء والاسهال الْمُتَوَاتر بِمَاء الْفَوَاكِه والأغذية الحامضة القابضة وَترك الحلو وَالشرَاب.

مصلح لي الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: الأورام الَّتِي تعرض فِي المفاصل كلهَا إِذا اجْتمعت تكون مخاطية وَفِي مَكَان وَاسع فَتحدث رهلاً وَلَيْسَت منضغطة متكاثفة فَتحدث عفناً. لي إِذا كَانَ خراج شَدِيد الضربان فِي مَوضِع فِيهِ عرق ضَارب عَظِيم فَلْيَكُن ثقتك بتفجيرك أقل لِأَن الضربان يكون من أجل ذَلِك الْعرق لَا من أجل شدَّة حرارة ذَلِك الْخراج عِنْد اللَّمْس.

اهرن: مِمَّا يفجر الدُّبَيْلَة: دَقِيق الكرسنة والزرواند والخردل والفلفل والحرف والقردمانا والجاوشير والقسط والسليخة والدارصيني وأشباهها من الْأَدْوِيَة. محنة الْأَطِبَّاء قَالَ جالينوس: إِن الْأَطِبَّاء كَانُوا يتوهمون على مَرِيض أَن بِهِ دبيلة فِي جَوْفه فَكَانُوا لذَلِك يغذونه بألطف الأغذية وَقَالَ فِي مَكَان آخر: أَن الدُّبَيْلَة يُعْطي صَاحبهَا أدوية ملطفة محللة. لي هَذَا بعد الِانْتِهَاء يرى لَهُ تَحْلِيل ذَلِك إِن لم يكن قد جمع فَإِن هَذَا إِمَّا أَن يحلله وَإِمَّا أَن يفجره.

من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي أَمر الْحجامَة والمبضع: إِذا كَانَ دمل غير التقيح سَاكن الْحَرَارَة فاحجمه بعد فصد الْعرق الَّذِي يسقى ذَلِك الْموضع وَلَا يكون ذَلِك فِي ابْتِدَاء ظُهُور الدمل وَالْخَرَاج والدبيلات فَإِن فِي ذَلِك الْوَقْت يغلظ الدَّم الَّذِي فِي ذَلِك الْمَكَان فَيصير قرحَة خبيثة وَيخرج الدَّم الرَّقِيق فَقَط. د: مَتى تضمد بالأبخرة مَعَ الْملح أَبْرَأ الخراجات والدبيلات دَقِيق الباقلي إِذا خلط بدقيق الحلبة وَعمل حلل الدبيلات والدماميل البرسياوشان يحل الدبيلات والدماميل. د: الدبق مَتى خلط براتينج وموم بِالسَّوِيَّةِ كلهَا انضج كل الأورام الظَّاهِرَة إِذا وضع)

عَلَيْهَا. د: دردي الشَّرَاب إِذا طلي على الخراجات حللها. وَقَالَ: دهن الزَّعْفَرَان يفتح. وَقَالَ: الشبرمة إِذا طلي على الخراجات حللها. د: وورق الزَّيْتُون الْبري مَتى ضمد بِهِ جَمِيع الأورام الحارة حللها وَقَالَ: الحماما ينضج الأورام الحارة. قَالَ: ودهن الحلبة ينضج الدُّبَيْلَة الْحَرْف يفجر الأورام الْحَرْف البايلي يفجر الدبيلات الْبَاطِنَة إِذا شرب. ج:

 

(4/40)

 

 

3 - (خمير دَقِيق الْحِنْطَة) يلطف الأورام الغليظة الْعَارِضَة فِي أَسْفَل الْقدَم وينضج سَائِر الأورام وَمَتى خلط بِالْمَاءِ أنضج الدماميل وَفتح أفواهها. ج: الْحِنْطَة مَتى طبخت بِالْمَاءِ وتضمد بهَا فجرت الأورام.

ابْن ماسويه: بزر الْكَتَّان والحلبة أَيهمَا خلط بالعسل وَالزَّيْت وَالْمَاء الْحَار حل الأورام وأنضجها ظَاهِرَة كَانَت أَو باطنة. السّمن لِأَنَّهُ يُرْخِي وينضج إِن اسْتعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن والأربية ج: لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي أصُول الْأذن الَّتِي تسمى فوجيلا. وَقَالَ: القرويون يَمْضُغُونَ الْحِنْطَة ويضعونها على الْخراج تحلل الورم وتنضجه سَرِيعا. الْملح إِذا تضمد بِهِ مَعَ الزَّيْت وَالْعَسَل حل الدماميل. د: 3 (بصل النرجس) مَتى خلط بدقيق الكرسنة وَالْعَسَل وأنعم دقة فجر الدبيلات الْعسرَة النضج. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق حل الدبيلات. وَقَالَ: النطرون مَتى خلط بصمغ البطم فجر الدماميل. د: النورة مَتى خلطت بالشحم أنضجت وَفتحت. د: مَتى دق بزر السرمق مَعَ ورقه وَعمل مِنْهُ ضماد بشراب وضمد بِهِ نفع لكل خراج فِي وَقت تزيده وانتهائه قبل أَن يتقيح. ج: أصل الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ شراب فجر الدُّبَيْلَة. د: أصل قثاء الْحمار مَتى تضمد بِهِ مَعَ صمغ البطم فجر الدُّبَيْلَة. وَقَالَ: القنة يتضمد بهَا الدماميل. وَقَالَ: الزَّيْت الَّذِي طبخ فِيهِ الشبث ينضج الأورام. ج: 3 (دَقِيق الشّعير) مَتى طبخ بِمَاء حَتَّى يصير فِي قوام الحسو الرَّقِيق ثمَّ يطْبخ مَعَ زفت وزيت وَجعل على الأورام وَفتحهَا وَمَتى خلط بالراتينج والزفت وخرء الْحمام انضج الأورام الصلبة. د: الشيلم إِذا طبخ مَعَ بزركتان وخرء الْحمام بِالشرابِ قيح الأورام الَّتِي لَا تكَاد تنضج إِذا وَقعا فِي الأضمدة وَالرّطب أقوى فِي ذَلِك. التِّين الْيَابِس مَتى طبخ ودق نعما وضمد بِهِ لين الدماميل وأنضج الأورام الحادة وخاصة الكائنة فِي اللَّحْم الرخو وَلَا سِيمَا إِن خلط بِهِ الايرسا والنطرون أَو النورة. د: لبن التِّين يفتح جدا حَتَّى إِنَّه يفتح اللَّحْم الصَّحِيح وَكَذَلِكَ عصارته إِذا لم يكن قد ظهر ورقه بعد. التِّين الْفَج مَتى جعل مَعَه موم حل الدماميل. د: مَاء رماد التِّين المثلث الْعَتِيق جيد جدا فِي التقريح.

وَقَالَ جالينونس: التِّين السمين يَفِي بانضاج الأورام الصلبة وَيجب مَتى أردْت أَن تخلط بِهِ دَقِيق الشّعير بعد طبخه بِالْمَاءِ ويخلط دَقِيق الشّعير بشيرجه. عصارة التافسيا إِن خلط بالكرنب وطلي على الخراجات فجرها. د: الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حل الدبيلات. د: الخطمي يفجر الأورام. د: الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة النضج. د: أصل الْخُنْثَى مَتى خلط بدردي الْخمر وتضمد بِهِ نفع الدماميل. د: يضمد الدمل بدقيق الكرسنة ملح وَسمن وكرنب مدقوقة يفجره وَيخرج مَا فِي جَوْفه.

ابْن ماسويه قَالَ: يتَوَلَّد من فَسَاد الهضم دماميل.

 

(4/41)

 

 

مَجْهُول: الدُّبَيْلَة الْبَاطِنَة يسقى بِمَاء الكرنب النبطي ثَلَاث أَوَاقٍ وَعسل ماذني أُوقِيَّة فيفجرها.

ضماد ينضج سَرِيعا: شيلم الْحِنْطَة تين شَحم الأيل دَقِيق الشّعير دَقِيق الحلبة شيرج قدر مَا)

يعجن بِهِ فَإِنَّهُ يفجر الدُّبَيْلَة. د:

3 - (دَوَاء يقوم مقَام الْحَدِيد)

فِي تفجير الدُّبَيْلَة وكل ورم صلب يحْتَاج أَن يبط: مرداسنج أُوقِيَّة افيذاج الرصاص اوقيتان بَيَاض أوقيتان قنة دِرْهَمَانِ ملح نفطي دِرْهَم بورق أرمني نصف دِرْهَم دهن خيري أصفر ثَلَاث أَوَاقٍ ثَلَاث أَوَاقٍ قلقديس نصف أُوقِيَّة تُرَاب الزئبق أَرْبَعَة دَرَاهِم نورة حَيَّة خَمْسَة دَرَاهِم بَوْل الايل أُوقِيَّة جاوشير دِرْهَمَانِ اشنان فَارسي خَمْسَة قشر أصل الْكبر سِتَّة دهن شيرج أُوقِيَّة وَنصف زَيْت ركابي أُوقِيَّة مرَارَة ثَوْر نصف أُوقِيَّة يَجْعَل الْكل قيروطياً بشمع أصفر وَيجمع الْجَمِيع مرهما ويضمد بِهِ.

اسحق: امضغ حِنْطَة وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ زبيباً فانزع عجمه ودقه واخلطه بملح مسحوق زنته وضع عَلَيْهِ أَو خُذ من التِّين التِّين الْيَابِس فاطبخه بِمَاء واسحقه نعما واخلط مَعَه صمغ البطم وَضعه عَلَيْهِ. ضماد يفجر الْخراج: يُؤْخَذ خمير وثوم وموم قَلِيل وَشَيْء من خل يغلي فِي مغرفة ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ يلين جدا حَتَّى يُمكن البط وَإِن ترك أَكثر فجرة أوخذ أشقا وخميراً وَعَسَلًا بالسواء فاسخنه بالنَّار واجعله على الْخراج.

اسحق: إِذا رَأَيْت الورم قد أَخذ فِي طَرِيق جمع الْمدَّة فاطبخ الْخبز أَو دَقِيق الشّعير أَو كرنباً على حسب مَا ترى من حِدة الورم وبلادته وضمده ليعينه على التقيح وَذَلِكَ بعد الْبَأْس من تَحْلِيله وَإِذا رَأَيْته يعسر تقيحه فَخذ شيرج التِّين الْأَبْيَض السمين واجعله مَعَ دَقِيق الشّعير والخطمي ضماداً وَرُبمَا جعل مَعَه فوذنج أَو حشيش الزوفا ليَكُون أقوى. مرهم ينشف الْمدَّة من الخراجات الَّتِي قد نَضِجَتْ حَتَّى إِنَّه يصاب عَلَيْهِ إِذا رفع مُدَّة ويحلل مَا لم ينضج مِنْهَا حَتَّى لَا يبْقى مِنْهَا شَيْء: تُؤْخَذ المرقشيشا فتسحق وتعجن بِمَاء صمغ عَرَبِيّ ويطلى على جلد ويشده وَلَا يقْلع حَتَّى يَقع من ذَاته.

من تذكرة عَبدُوس دَوَاء ينضج الدماميل والحدر: دَقِيق الخشكار مَعَ الحلبة وبزر الْكَتَّان وبزر المرو مدقوقة بشيرج التِّين.

قسطاً فِي كِتَابه فِي علل الدَّم إِن الدماميل تحدث من دم معتدل الطبيعة زَائِد الكمية.

مَجْهُول: ضماد يفجر الدبيلات والدماميل: خمير بورق ملح حناء حاشى خرء الْحمام تجمع)

بِزَيْت. وَأَيْضًا: تين وورق الكرنب يسلقان ويدقان مَعَ بورق وَيجْعَل ضماداً بدهن السوسن.

اسْتِخْرَاج: يجب أَن يَجْعَل على كل ورم إِذا أردْت فَتحه مَا يَنْبَغِي: فَاجْعَلْ على الورم الْحَار جدا بزر قطوناً ولبناً وعَلى مَا هُوَ أقل حرارة: بزر مرو ولبناً وعَلى مَا هُوَ دون هَذَا: شيرج

 

(4/42)

 

 

التِّين ولعاب الْخَرْدَل وحلبة بزر الْكَتَّان وَسمن وعَلى مَا هُوَ أعْسر من هَذَا: شيرج التِّين ولعاب الْخَرْدَل ودهن السوسن وَهُوَ أقوى مرهم يحلل وَيفتح أَعنِي الدياخيلون.

من الْكَمَال والتمام للدبيلة من دَاخل: طرخشقوق دِرْهَم بزر مرو دِرْهَم وَنصف حلبة مدقوقة دِرْهَم سكر ثَلَاثَة دَرَاهِم لبن النعاج وَلبن الماعز ثَلَاث أَوَاقٍ يشرب أَيَّامًا فَإِنَّهُ جيد غَايَة.

دَوَاء نَافِع للدبيلة الدَّاخِلَة مُحَلل لَهَا مسكن للوجع مخرج للقيح الْكَائِن بسهولة مَتى انفجرت إِلَى دَاخل: بزر مرو وبزر خطمي وبزر الْخِيَار خَمْسَة خَمْسَة كثيراء سِتَّة دَرَاهِم يعجن بعد الدق بدهن اللوز الحو ودهن البنفسج ويسقى بِالْغَدَاةِ ثَلَاثَة أَيَّام ثَلَاثَة دَرَاهِم وبالعشي دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الطرخشقوق قدر ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِن لم تكن حمى فَإِن أَحْبَبْت أَن تفجرها سَرِيعا فاخلط بالشربة كل يَوْم من الصَّبْر السقوطري دانقاً وَمن الزَّعْفَرَان دانقين.

دَوَاء جيد يفجر بِقُوَّة من غير وجع وَلَا أَذَى ويمحق اللَّحْم الزَّائِد: يُؤْخَذ دبق فيقشر ويمضغ وَيُؤْخَذ بوزنه من الصابون ويدق بِهِ فِي هاون نعما حَتَّى يتلزج فَإِذا تلزج طرح عَلَيْهِ من الْعُرُوق المنخولة ربع دِرْهَم واجعله على مَا تُرِيدُ. 3 (مِمَّا تفجر الأورام الصلبة) بصل النرجس. وَمِمَّا ينفع الدُّبَيْلَة بعد انفجارها إِلَى دَاخل أَن يسقى العليل بزر قطونا وبزر مرو وبزر الخطمي والخبازي وكثيراء ونشا وبزر بطيخ وطين أرمني ويسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وَشَيْء من دهن بنفسج بِالْغَدَاةِ ودرهمين بالعشى ويحسى حساء متخذاً من أرز مغسول ونشا وشعير مقشر مَعَ ضمغ البطم وَاجعَل طَعَامه الحماض والخبازي والسرمق وَالشرَاب بالسكر وَرب الآس إِن كَانَ الْبَطن مُسْرِف اللين وَمَتى كَانَت الدُّبَيْلَة فِي الأسافل حقن بصمغ وصفرة الْبيض ودهن ورد ورغوات البزور اللينة. ج قَالَ: إِذا كَانَ الضربان فِي الورم قَوِيا جدا فَلَيْسَ يُرْجَى أَن يبرأ دون أَن يتقيح فأعنه على ذَلِك بالأضمدة الَّتِي تسخن وترطب كدقيق الشّعير الْمَضْرُوب بالزيت وَالْمَاء الْحَار وينطل بِمَاء حَار حَتَّى يبرأ والمرهم الْمُتَّخذ من أَرْبَعَة أدوية وَهُوَ الباسليقون وَقَالَ: مرهم الْأَرْبَعَة ينضج الأورام.

قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الورم الْمَعْرُوف بالخراج صنفان أَحدهمَا يكون عِنْدَمَا يقيح الورم الْحَار فيجتمع الْقَيْح كُله فِي وعَاء وَالْآخر يكون عِنْدَمَا يجْتَمع أما فِي عُضْو من الْأَعْضَاء من غير أَن يكون قد تقدم هُنَاكَ ورم حَار وَهَذِه الرطوبات تكون فِي الْحَالَات الْمُخْتَلفَة على أَنْوَاع مُخْتَلفَة إِلَّا أَنَّهَا على حَال رُطُوبَة لَيست بحارة وتقشط مَا حولهَا من الْأَجْسَام حَتَّى تجْعَل لنَفسهَا موضعا وَإِمَّا فِيمَا بَين صفاقين وَإِمَّا من وَرَاء غشاء من الأغشية وقشطها لهَذِهِ الْأَجْسَام بِسَبَب أَنَّهَا تمدد الْأَجْسَام وتضربها لكثرتها وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهَا تكتسب بطول مكثها حِدة وعفونة فَإِذا بطت هَذِه الدبيلات وجد فِيهَا أَشْيَاء كَثِيرَة بديعة لَيست من أَصْنَاف الرطوبات فَقَط لَكِن من أَجنَاس الْأَجْسَام الصلبة تشبه الْأَظْفَار والخزف وَالشعر وفتات الْعِظَام والحصاة والطين ودردي الشَّرَاب وَقد يكون فِي الندرة مِنْهَا شَيْء مُنكر الرَّائِحَة جدا وقليلاً مَا يكون ذَلِك وَأما أَنْوَاعه الَّتِي تعرض فِي الْأَكْثَر فَثَلَاثَة الأردهالجي

 

(4/43)

 

 

والشحمي والعسلي وَتسَمى بِهَذِهِ لشبه الرطوبات الَّتِي تحويها بِهَذِهِ وَالْغَرَض فِيهِ أَن تحلل الشَّيْء المحتقن فِيهَا أَو تعفنه أَو تقطعه وَبَعض الدبيلات تحْتَاج إِلَى هَذِه الثَّلَاثَة الْأَغْرَاض مَعًا وَهِي العسلية وَالَّتِي تكون مَا فِيهَا أرق وألطف وَبَعضهَا يحْتَاج إِلَى غرضين بِمَنْزِلَة الأردهالجية فَإِن هَذِه قد يجوز أَن تقطع وَيجوز أَن تعفن وَإِنَّمَا تعالج بالحديد فَقَط إِذا كَانَت لَا يُمكن أَن تعفن وَلَا تحلل وَأما الدبيلات الْحَادِثَة فِي بَاطِن الْجِسْم وخاصة فِي الأحشاء فَإِن الْأَدْوِيَة المتخذة بالأفاويه نافعة لَهَا جدا وَفعل هَذِه الْأَدْوِيَة هُوَ أَن تحل وتذيب)

الرُّطُوبَة المجتمعة وتحللها والأدوية الَّتِي سَبِيلهَا هَذَا السَّبِيل كَثِيرَة وأجودها ترياق الأفاعي والأمروسيا وفائق أدويته هُوَ أَن يحل ويذيب الرُّطُوبَة المجتمعة ويحللها وَأما من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة

3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)

قَالَ: إِذا دفعت الطبيعة خلطاً وَوَقع الاندفاع فِي عُضْو لَيْسَ لَهُ مجْرى محسوس دَفعته حِينَئِذٍ فِي المسام نَفسهَا حَتَّى إِذا صَار إِلَى سطح الْجِسْم وَكَانَ ذَلِك الْموضع أكثف ارتبك وَجعل لنَفسِهِ خللاً وَفرق بَين ذَلِك الْموضع وَمَا يَلِيهِ وَصَارَ فِي تجويفه فَتكون مِنْهُ الدُّبَيْلَة وتوجد فِيهِ أَشْيَاء مُخْتَلفَة المنظر مثل الْأَظْفَار وَالشعر والحصاة والعصيدة وَغير ذَلِك. وَقَالَ: إِذا فرغت مَا فِي الدُّبَيْلَة فبادر إِلَى إلصاق الْجلد الَّذِي فِي تجويفه بِاللَّحْمِ الَّذِي تَحْتَهُ لزق وَلزِمَ وبرأ برءاً صَحِيحا وَإِن توانيت عَن ذَلِك صلب على طول المجة وَلم يُمكن أَن يلصق إِلَّا أَنه ينقبض ويلطأ مَتى جفف بالأدوية وَالتَّدْبِير وَمَا دَامَ صَاحبه يلطف التَّدْبِير فَهُوَ صَالح وَمَتى غلظ التَّدْبِير حَتَّى يمتلىء بدنه مِنْهُ امْتَلَأَ ذَلِك المخبأ من الرَّأْس وَعَاد الْخراج وَلَكِن يكون وَجَعه فِي هَذِه الْمدَّة أقل. الدمل يحدث من دم غليظ فَمَتَى كَانَ غلظه أقل قرب من الْجلد وَكَانَ أقل مَكْرُوها وبالضد وَالْكثير الغلظ كثير الْغَوْر خَبِيث ردي. دَوَاء ينضج الدمل والدبيلة: خمير ثَلَاثَة بورق جُزْء خرء الْحمام جُزْء يعجن بالزيت وَيلْزم. آخر: تين يَابِس مطبوخ يلقى عَلَيْهِ بورق ويدق ويخبص بالزيت وَيسْتَعْمل.

من جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: إِذا بططت الدبيلات رَأَيْت فِي داخلها أنواعاً مُخْتَلفَة: أجساماً رطبَة وصلبة يُوجد فِيهَا شبه الحمأة وَالْبَوْل وَالْعَسَل والمخاط وَالْعِظَام وَالْحِجَارَة والأظفار وَقطع اللَّحْم وحيوانات عَجِيبَة كالحيوانات العفونية وكالعصيدة والشحم وَالْعَسَل ويحوي هَذِه الرطوبات فِي أَكثر الْأَمر غشاء شَبيه بالحجاب وَمَتى انفجرت الدُّبَيْلَة إِلَى الْمعدة أَو الصَّدْر فَإِنَّهُ يلْزمه وَيلْزم كل انفجار إِلَى دَاخل ذبول النَّفس والغشي وَسُقُوط الْقُوَّة.

وَقد يحدث من الْعَظِيمَة إِذا انفجرت إِلَى الصَّدْر اختناق.

من محنة الطَّبِيب: اصحاب الدبيلات فِي الْبَطن يغذون بأغذية لَطِيفَة. قَالَ ج: فِي التَّدْبِير الملطف: إِن الْأَشْيَاء الحريفة كلهَا تفجر الدماميل.

وَقَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن الطبيعة تروم أبدا تصفية الدَّم من جَمِيع مَا يعرض فِيهِ من الرداءة فتدفعه إِلَى مَوَاضِع مُخْتَلفَة فَيكون فِيهَا ضروب الخراجات والقروح.)

 

(4/44)

 

 

جورجس قَالَ: تكون الدُّبَيْلَة من الْحزن الشَّديد وَمن التخم المتتابعة. لي مرهم مفتح الفته فاخر جدا وَهُوَ أنفذ من الْحَدِيد: يُؤْخَذ قلي ونورة فينقع الْجَمِيع فِي المَاء ويعاد عَلَيْهِ مَرَّات حَتَّى يقوى ثمَّ يصفى وَيصب المَاء على ظرف وَيُؤْخَذ لعابه ثمَّ يُؤْخَذ هَذَا اللعاب فيغلى حَتَّى يذهب أَكثر مَائه ويميل إِلَى الغلظ ثمَّ يعْقد الْجَمِيع مَعَ المرداسنج وَالزَّيْت وَمَتى احْتِيجَ إِلَى شَيْء يَفْتَحهُ بِسُرْعَة تفتيحاً قَوِيا فدق الدياخيلون بلعاب الْخَرْدَل وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ خردلاً وتيناً وعلكاً فدقه حَتَّى ينعلك ثمَّ ضَعْهُ عَلَيْهِ أَو خُذ صابوناً فدقه مَعَ تين وَضعه عَلَيْهِ.

الميامر قَالَ: ينفع الدبيلات الْبَاطِنَة شرب الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق مِقْدَارًا يَسِيرا لِأَنَّهُ يلطف وَإِلَى هَذَا يَحْتَاجُونَ. قَالَ: الدبيلات تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف وتلطف فَلذَلِك أوفق الْأَدْوِيَة لَهَا الأفاويه.

أَبُو جريج: الأشق يفتح الأورام الصلبة.

اطهورسفس: مَاء الْعَسَل إِذا شرب ينفع الدُّبَيْلَة المتحجرة جدا. وَقَالَ: خرء الْحمام مَتى خلط بِالتِّينِ الْيَابِس ودقيق الشيلم والخل وَالْعَسَل وضمد بِهِ الدُّبَيْلَة والخنازير نفع جدا.

حنين فِي كتاب الْعين: مَتى كَانَ البلغم رَقِيقا ولد الورم الرخو وَمَتى كَانَ الورم لَهُ غلظ وعفن ولد ورماً فِي جَوْفه لزوجة مثل الْعَسَل وَمَتى كَانَ أغْلظ من هَذَا أَو أخف ولد ورماً فِي جَوْفه شَيْء شَبيه بالشحم وَإِن كَانَ فِي غَايَة الغلظ واليبس ولد الجسأ وَإِن كَانَ هَذَا الجسأ فِي اللَّحْم الرخو سمى خنازير.

اغلوقن قَالَ: الدُّبَيْلَة تكون من أخلاط وتجتمع وتفترق بَين مَوَاضِع من الْجلد مُتَّصِلَة وَقد تحدث عَن الفلغمونيات وَقد تحدث عَن جَوْهَر ريحي يفرق بَين طَبَقَات اللَّحْم ثمَّ يحدث فِيهَا على طول الْأَيَّام فِي ذَلِك الفضاء رُطُوبَة فَتَصِير دبيلة وَإِذا حصلت هَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الأفضية تولدت عَنْهَا استحالات مُخْتَلفَة كَثِيرَة حَتَّى أَنه يُوجد فِيهَا مثل الْحِجَارَة والخشب وَاللَّحم والطين والدردي. وَالظَّاهِرَة يسهل تعرفها باللمس وتعالج بأَشْيَاء تُوضَع عَلَيْهَا. قَالَ: وَمن قد لمسها مَرَّات وَحفظ صورتهَا فِي نَفسه قدر أَن يعلم مَا فِي تجويفها. وَإِذا كَانَت تحتوي رُطُوبَة قَالَ: فَلْيَكُن طريقك فِي هَذَا الورم إِذا رَأَيْته قد حدث وَفرق بَين طَبَقَات اللَّحْم وَكَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ ابْتِدَاء الدُّبَيْلَة الارخاء وتسكين الوجع بارخاء ذَلِك التمدد فِي أول الْأَمر فَإِذا استحكم الْأَمر وَطَالَ وانتقل إِلَى الانضاج والتقيح وَقد وصفت ذَلِك الطّرق فِي الْمقَالة)

الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة فقد ينفع حِينَئِذٍ أَن تمعن فِي صب المَاء الْحَار ابدا على الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الورم وغرقه بالدهن المسخن وضمد بدقيق الْحِنْطَة بعد أَن يطْبخ بِمَاء ودهن طبخاً معتدلاً فَإِن هَذَا الضماد أسْرع تقيحاً من الْمُتَّخذ من الْخبز وَذَلِكَ أَن الْمُتَّخذ من الْخبز أبلغ فِي التَّحْلِيل لما فِي الْخبز من الْملح والخمير. قَالَ: وَإِذا أَنْت رمت مداواة ورم حَار قد أَخذ فِي التقيح ثمَّ رَجَوْت أَن تَمنعهُ من التقيح فاطبخ الْخبز وَبَالغ فِي طبخه بعد بله بِمَاء ودهن وَليكن المَاء أَضْعَاف الدّهن وأبلغ من هَذَا الضماد فِي منع التقيح

 

(4/45)

 

 

الضماد الْمُتَّخذ من دَقِيق الشّعير مَتى طبخ على هَذَا الْمِثَال وَليكن هَذَا المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ دَقِيق الشّعير قد طبخ بطبيخ أصل الخطمي.

فَإِن كَانَ فِي الْجلد الْمُحِيط بالعضو الَّذِي فِيهِ الورم قد تمدد تمدداً شَدِيدا فاشرطه شرطا غير غائر ثمَّ اطبخ دَقِيق الشّعير كَمَا وصفت وألزمه عَلَيْهِ وَاعْلَم أَن الشَّرْط الْغَيْر الغائر قَلِيل النَّفْع والغناء والغائر يستفرغ من الورم دَمًا كثيرا أَكثر مِمَّا يجب حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ. وَيحْتَاج إِلَى مداواة خَاصَّة بِهِ وَالَّذِي بَين الشَّرْطَيْنِ سليم من الآفتين فَلذَلِك أَشرت اسْتِعْمَاله دَائِما إِلَّا أَنه مَتى كَانَ الورم عسر التَّحْلِيل عسر النضج فقد تعلم أَن الأخلاط اللاحجة فِي ذَلِك الْعُضْو فِيهَا فضل غلظ ولزوجة فَفِي مثل تِلْكَ الْحَال يصلح اسْتِعْمَال الشَّرْط الغائر. لي هَذَا الْكَلَام هَهُنَا هُوَ فِي الأورام الَّتِي يرام تحليلها لَا انضاجها وَذَلِكَ أَنه لَا يجب لَك أَن تروم إنضاج هَذَا الورم إِلَّا بعد الْيَأْس من تحلله. قَالَ: وَيصْلح فِي هَذِه الأورام الضماد الْمُتَّخذ بِالتِّينِ الْيَابِس الْمَطْبُوخ يطْبخ وَيُؤْخَذ طبيخه بِعَسَل وَيجب أَن يكون اسمن التِّين ثمَّ يُؤْخَذ ذَلِك المَاء بعد أَن جعلته فِي قوام الْعَسَل الرَّقِيق فاخلط بِهِ مرّة دَقِيق الشّعير وَمرَّة خبز الخشكار وَمرَّة دَقِيق الْحِنْطَة فَإِن الَّذِي من دَقِيق الشّعير تكون فِيهِ قُوَّة محللة وَالَّذِي من دَقِيق الْحِنْطَة مفتح وَالْخبْز فِيمَا بَينهمَا. قَالَ: والمتخذ من دَقِيق الشّعير من أبلغ الأضمدة فِي التَّحْلِيل والمتخذ من دَقِيق الْحِنْطَة من أبلغ الأضمدة فِي التَّحْلِيل والتقييح والمتخذ من الْخبز فِيمَا بَين هذَيْن كَمَا أَن دقيقه بَين هذَيْن. وَإِن رَأَيْت الورم إِلَى التَّحْلِيل أميل مِنْهُ إِلَى التقيح إِلَّا أَنه يقصر عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من التَّحْلِيل فاطبخ فِي طبيخ التِّين من الزوفا الْيَابِس والفودنج. وَإِن احتجت أَن تسْتَعْمل فِي الورم مَا يجفف تجفيفاً أقوى فألق فِي مَاء التِّين شَيْئا من ملح ثمَّ اعجن بِهِ دَقِيق الشّعير بعد اخراج جَمِيع نخاله واطبخه وضمد بِهِ. وَمَتى رَأَيْت الورم عسر التَّحْلِيل فاحذر أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَيجب لَك أَن تتفقد الورم عِنْد كل حلَّة تحلها فتنظر إِلَى مَا آل أمره إِلَيْهِ لِأَن العلاج بالأضمدة الَّتِي تجفف)

تجفيفاً قَوِيا قد تصلب الورم وَأَنت تعرف ذَلِك باللمس عِنْد كل حلَّة تحل الضماد عَن الْعُضْو فقس حَاله بِالْحَال الأولى فَمَتَى خفت على الورم أَن يصلب فَاجْعَلْ المَاء الَّذِي تعجن فِيهِ دَقِيق الشّعير طبيخ أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي واخلط بالضماد لبن التِّين أَو عسله والشحوم والمخاخ وخاصة شَحم البط فَإِن الضماد حِينَئِذٍ يحلل وَلَا يصلب وَكَذَلِكَ مَتى جعلت المَاء الَّذِي تعجن بِهِ دَقِيق الشّعير طبيخ أصل اللوف أَو الفاشرا وَلَا تضع هَذَا فَإنَّك مَتى حملت على الْعُضْو المحللة وَلم تلينه تحجرت مِنْهُ بَقِيَّة برجع من هَهُنَا إِلَى التقيح. قَالَ: وَإِذا يئست من تحلل الورم فَاسْتعْمل الأضمدة المتخذة بدقيق الْحِنْطَة فَإِن هَذِه تعين على التقيح مَعُونَة بَالِغَة ثمَّ بعد أَن تبطها أَن رَأَيْت مَا حول مَوضِع البط نقياً من الورم أصلا فَاسْتعْمل المرهم وَيجب أَن تكون قُوَّة هَذِه المراهم قُوَّة مجففة لَا لذع مَعهَا وَلَا تركيبها من أدوية قابضة لَكِن يكون تركيبها أما من أدوية محللة فَقَط لَيْسَ مَعهَا فِي ذَلِك عنف وَلَا مَكْرُوه وَإِمَّا من أدوية فِيهَا مَعَ التَّحْلِيل شَيْء من الْقَبْض. وَقد اسْتعْملت مرَارًا كَثِيرَة فِي مثل هَذِه الْأَحْوَال مرهم الخمير

 

(4/46)

 

 

ومرهم القلقطار المحرق ومرهم القلقطار بدهن ثمَّ انزله من النَّار واتركه حَتَّى يبرد قَلِيلا ثمَّ ألقه على صلابة ورش عَلَيْهِ شَيْئا من نَبِيذ وادلكه بكفيك. وَرُبمَا صَار من هَذَا ناصوراً فَاسْتعْمل مَا قُلْنَا فِي بَاب النواصير.

الْأَعْضَاء الألمة: الدَّلِيل الْخَاص إِذا أصَاب الانسان نافض فِي عروقه مَعَ حمى حارة فَإِن الْخراج والدبيلة الْبَاطِنَة تتقيح وَإِذا سكن النافض وَذهب الْأَلَم فقد كَانَ بعد التقيح.

لي على مَا رَأَيْت هَذَا المرهم يقوم مقَام الْحَدِيد عَجِيب فعله فِي ذَلِك جدا: زفت سَائل رطب جُزْء وَعسل البلادر جزءان يجمع فِي قدر على نَار لينَة حَتَّى ينْعَقد كالمرهم الْأسود وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَاسْتعْمل بدل الدَّوَاء الحاد هَذَا فِي النواصير وَمَا تُرِيدُ آخر: يُؤْخَذ ذراريح منزوعة الرؤوس والأرجل والأجنحة فَأَلْقِهَا فِي دهن مَا يغمرها واقلها وشطها حَتَّى تصير كالقطران وضع مِنْهَا على الْموضع. وَمَتى كنت فِي مَوضِع لَا تَجِد هَذِه فَاسْتعْمل لبن اللواعي الَّتِي تحمر الْجِسْم إِذا طليت عَلَيْهِ والصابون ولعاب الْخَرْدَل وَلبن التِّين وَنَحْو ذَلِك.

الطَّبَرِيّ مِمَّا يقيح تقييحاً قَوِيا: الجرجير السليق بِالْمَاءِ المخبص بالسمن لَا يصب مَاؤُهُ وَلَكِن يطْبخ حَتَّى يجْتَمع الْجَمِيع.

مَجْهُول للدبيلة الدَّاخِلَة يفجرها. يُؤْخَذ بزر مرو بزر خطمي دِرْهَم دِرْهَم حرف دِرْهَمَانِ)

صَبر دانق زعفران دانقين اسْقِهِ بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الطرخشقوق مَتى لم تكن حمى. مرهم قوى فِي التقيح: يُؤْخَذ زَيْت قد طبخت فِيهِ ذراريح حَتَّى صَار كَأَنَّهُ عسل وَعسل البلادر فيذر عَلَيْهِ كبيكج ويعقد بِهِ ويعالج بِهِ فَإِنَّهُ حَار سريع التقيح جدا وَمَتى أردته أسْرع فاسحق الكبيكج واخلط بالشمع والدهن شَيْئا صَالحا وَاجعَل عَلَيْهِ وأجود مَا يعْمل أَن يخلط بصابون.

وَمَتى ضمدت الْموضع بذرق العصافير أَو ذرق البط قرحه سَرِيعا جدا أَو اعقد مرداسنجا بِزَيْت وانثر عَلَيْهِ ميويزجا فَإِنَّهُ سريع التقيح جدا. لَيست الْأَدْوِيَة المقيحة هِيَ الْأَدْوِيَة المقرحة لِأَن المقرحة هِيَ الَّتِي تولد مُدَّة وَهَذِه تحْتَاج أَن تكون معتدلة الْحَرَارَة لزجة علكة كَمَا يذكر جالينوس لأَنا إِنَّمَا نُرِيد أَن نَحْفَظ على الْعُضْو بخاره كَيْلا يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء فَقَط وَأما المقرحة فَهِيَ الَّتِي تبلغ من شدَّة تحليلها أَن تنقض الِاتِّصَال. الْأَدْوِيَة المقيحة تصلح إِذا احتجت أَن تنضج خراجاً حَتَّى تصير مُدَّة والمقرحة إِذا أردْت أَن تقرحه حَتَّى يَنُوب عَن الْحَدِيد.

قَالَ جالينوس: من أبلغ الْأَدْوِيَة للتقيح دَقِيق الْحِنْطَة الْقَلِيل النخالة الَّذِي قد طبخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وخبز السميذ الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت أبلغ وأسرع انضاجاً.

قَالَ: وَيصْلح أَيْضا الزفت والراتينج الْمُذَاب بالزيت إِن كَانَ الورم قَلِيل الْحَرَارَة وَإِن كَانَ كثير الْحَرَارَة فالمذاب بدهن الْورْد. والشمع الْمُذَاب بِبَعْض الأدهان يقيح وَاجعَل الدّهن فِي حرارته وبرودته بقد حَال الورم فَإِن كَانَ قَلِيل الجرارة فأذبه بالأدهان الحارة لي دَوَاء يحل الْمدَّة: اسحق المرقشيشا كالكحل ثمَّ اعجنه بِمَاء قد جعل فِيهِ قنة مذابة ويضمد بِهِ فَإِن القنة وَحدهَا تفي بتحلل الْمدَّة فِيمَا ذكر أَبُو جريج والمرقشيشا كَذَلِك وَأما مَا ذكر القدماء أَن المرقشيشا بِمَاء صمغ تحل الْمدَّة فَكيف هَذَا

 

(4/47)

 

 

قَالَ انطيلس: إِذا كَانَ الْخراج فِي الرَّأْس فشقه شقاً مستوياً وبكون مَعَ أصل نَبَات الشّعْر لَا يكون متعرضاً فِيهِ لكَي يغطيه الشّعْر وَلَا يتَبَيَّن إِذا برأَ. قَالَ: وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الْعين فَإنَّا نبطه مورباً وَمَتى عرض فِي الْأنف بططناه مستوياً بِقدر طول الْأنف وَإِن كَانَ يقرب الْعين بططناه بطاً يشبه رَأس الْهلَال وصيرنا الاعوجاج إِلَى أَسْفَل وَمَتى عرض فِي الْكَفَّيْنِ شققناه شقاً مستوياً لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ. فَأَما خلف الْأذن فَإنَّا نبطه مستوياً وَأما الذراعان والمرفقان وَالْيَدَانِ والأنامل والأربيتان فَإنَّا نبطها إِلَى الطول. قَالَ: وَإِن كَانَ بِقرب الفخذين بططناه بطاً مستديراً والبط المستدير هُوَ الَّذِي يَأْخُذ فِي طول الْجِسْم شَيْئا)

من عرضه. قَالَ: لِأَن هَذَا الْموضع مَتى لم يبط مستديراً أمكن أَن يجْتَمع فِيهِ الْموَاد وَيصير ناصوراً وَكَذَلِكَ أَيْضا يبط مَا كَانَ بِقرب المقعدة لمَكَان الرُّطُوبَة الَّتِي تَجْتَمِع ثمَّ وَفِي الْجنب والأضلاع يبط مورباً وَأما الخصى والقضيب فيبطان مستوياً. قَالَ: واحرص أبدا أَن يكون البط تَابعا للشكل الكياني مَا قَدرنَا عَلَيْهِ. فَأَما الساقان والعضلات فلتشق بالطول وَتحفظ من إِصَابَة العصب. لي البط يجب أَن يكون إِذا لم يمْنَع مَانع بِحَسب لِيف الْبدن الَّذِي هُوَ سداه وَهَذَا يَقع أبدا فِي طول الْعُضْو وَلَكِن لما كَانَت الْأَعْضَاء كَثِيرَة تشق مُخَالفَة كالحالب والمراق وكل مَوضِع يَقع أسره فَاتبع فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع الأسرة. وَأما بِحَسب الْعلَّة فتحر أَن يكون الْبَاب إِلَى أَسْفَل والكيس إِلَى فَوق لتَكون الْمدَّة مصبوبة مَا أمكنك.

لي مجس الْمدَّة الرقيقة يُخَالف مجسة الْمدَّة الثخينة كَأَنَّهَا لَا تقرح للجس فِي سرعَة الرقيقة وَلَا ترجع إِلَى مَكَانهَا أَيْضا فِي سرعَة رُجُوع الرقيقة وَتعلم فِي الْخراج غثى أم لَا بالتزحزح تَحت الْأَصَابِع وأجود مَا تعرف بِهِ التزحزح أَن تغمزه بِبَعْض الْأَصَابِع وتفقد بِالْيَدِ الْأُخْرَى فتنظر هَل يتزحزح بِسُرْعَة رُطُوبَة رقيقَة. مِثَال ذَلِك: تزحزح زق دوشاب أَو زق فِيهِ بعض اللزوجات واللعابات يدْخل فِيهَا الْيَد كدخولها فِي الزّبد وَلَا يتزحزح لِأَنَّهُ لين لزج فَهَذِهِ لعابات فاستدل من لون الْجلد على مَا فِي تجويف الْخراج فَإِن الْجلد الَّذِي إِلَى البنفسجية يدل على أَن الْحَاصِل دم فَإِن كَانَ يتزحزح سَرِيعا فَهُوَ دم رَقِيق وَهَذَا كثيرا مَا يكون من الْمَرَض وَإِذا كَانَ لون الْجلد أَبيض وَله غلظ ومتانة فَإِن فِيهِ مُدَّة ثخينة وَإِذا كَانَ لون الْجلد أَخْضَر أَو أصفر وَلَيْسَ بمجسته كثير مدافعة فَفِيهِ مُدَّة رقيقَة ومائيته صفراء أَو خضراء بِحَسب الْجلد وَإِذا كَانَ الْجلد أَبيض ومجسته فِيهَا لين فَفِيهِ لعاب أَبيض وعَلى ذَلِك فقس.

فِي الْأَعْضَاء: مَتى انْقَطع من الْأذن وَالْأنف شَيْء وكوى لم ينْبت فَإِن الغضاريف والأعصاب والأربطة لَا ترجع وَلَا يرجع إِلَّا اللَّحْم وَقد ترجع الْعُرُوق وَلَا ترجع الشرايين لِأَنَّهَا أَصْلَب.

 

(4/48)

 

 

(الْخَنَازِير والأدوية المحللة) (القوية للصلابات وبقايا الأورام والفوجيلا والورم فِي الغدد كلهَا الملينات) (جَمِيعًا فِي بَاب سقيروس وَمَا جرى من السّلع مجْرَاه من الخراجات وَمَا يحلل) (الْمدَّة وعلق الدَّم وَغير ذَلِك والخراجات الْمُسَمَّاة فوجيلا فِي أصل الْأذن والغدد) (أجمع. الأربية وَغَيره وَمَا جرى مجْرَاه يستعان فِي هَذَا بِبَاب الدبيلات وَمَا) (جرى مجْرَاه. الأورام الَّتِي فِي الغدد أجمع كالأربية والابط وَغير ذَلِك وَمَا) (جرى مجْرَاه) قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: الورم الصلب الْحَادِث فِي الغدد هُوَ الْخَنَازِير وَهُوَ عسير الْبُرْء.

فِي الرَّابِعَة عشر مِنْهُ: 3 (الْخَنَازِير تحدث عِنْد حُدُوث الورم) الصلب فِي الغدد وَهَذَا اللَّحْم الرخو إِنَّمَا هُوَ دعامة وحشو فِي مَا بَين الْأَعْضَاء وَالْفرق فِي مَا بَينه وَبَين اللَّحْم الرخو الَّذِي لَهُ مَنَافِع عَظِيمَة مثل اللَّحْم المولد للبن والمولد للمنى والمولد للريق إِن فِي ذَلِك عروقاً كَثِيرَة وَهَذَا لَا عرق فِيهِ فَإِذا حدث الورم الصلب فِي هَذَا اللَّحْم الصلب الشريف فعالجه كَمَا يعالج الورم الصلب بالأدوية والتحليل والتليين فَإِذا حدث فِي اللَّحْم الَّذِي هُوَ حَشْو فَقَط فاقصد إِن لم يمكنك تَحْلِيله إِلَى قلعه من اللَّحْم الَّذِي حدث فِيهِ وَذَلِكَ يكون إِمَّا بِأَن يقطع بالحديد ويستأصل نعما حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَذَلِكَ يكون إِمَّا بِأَن يقطع بالحديد ويستأصل نعما حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَإِمَّا أَن تعفنه بالأدوية. لي تفقد مَوضِع الْخَنَازِير فَمَتَى رَأَيْت فِيهِ عروقاً كَثِيرَة فعالجه بِمَا يلين ويحلل واترك الْحَدِيد والأدوية الحارة.

الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ رجل يعالج خنازير غائرة فَقطع العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وأعدم صَاحبه الصَّوْت وَرُبمَا لم يقطع هَذَا العصب إِلَّا أَنه يتَّفق أَن ينْكَشف للهواء الْبَارِد فيبرد فَيذْهب الصَّوْت وَيحْتَاج أَن يعالج حَتَّى يسخن ليعود.

الْمقَالة الأولى من

3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)

قَالَ قولا يجب مِنْهُ هَذَا الَّذِي أَقُول: إِذا حدث قرحَة أَو فِي الْيَد تورم الابط والأربية فاعمل أَلا يبْقى ذَلِك الورم لَكِن يتَحَلَّل سَرِيعا فَإِنَّهُ رُبمَا بَقِي ذَلِك الورم بعد برْء القرحة وأزمن فَصَارَ ورماً صلباً فَتكون خنازير وعنايتك بذلك تكون بِأَن يسكن الوجع عَن الْموضع وابتدأ القرحة مَعَ تَقْوِيَة لَهُ من أَسْفَل

 

(4/49)

 

 

فَإِذا سكنت فورة القرحة وَلم يسكن الوجع ترخيه بالأدهان لِئَلَّا ينْعَقد ذَلِك الورم. الْخَنَازِير لَا يكون فِيهَا ضَرْبَان لِأَنَّهَا لَيست بورم حَار.

فِي الفوجيلا الثَّانِيَة من الميامر قَالَ: رماد الحلزون مَتى عجن بشحم عَتيق غير مملح أبلغ الْأَدْوِيَة فِي تَحْلِيل الأورام العتيقة وَلَو كَانَ تولدها عَن مَادَّة تجلب دَائِما إِلَى الْموضع الوارم وَهَذَا يحلل الفوجيلا من أصل الْأذن أَو اسحق عَاقِر قرحاً بِالتِّينِ الْيَابِس وَيلْزم الصلابات والفوجيلا وَنَحْوهَا بعد أَن لَا يكون فِيهَا وجع أَو تُؤْخَذ نورة وتخلط بِعَسَل وتوضع على الفوجيلا وَمَا شابهه بِدَم ابْن عرس فَإِنَّهُ يحلله أَو تصب على الفوجيلا والأورام الصلبة خلا قد غلى ثمَّ ضع عَلَيْهَا اسفنجة مغموسة فِي مَاء الْملح.

قَالَ ج: هَذَا لَا يصلح إِلَّا لأبدان العولج وَلَا تحتمله الْأَبدَان الناعمة: يُؤْخَذ رماد ابْن عرس فيخلط بقيروطي قد اتخذ من دهن السوسن وعالج بِهِ يحلل الفوجيلا بعد أَن يعْتق ويصلب ويعسر انحلاله وَهَذَا يحل الْخَنَازِير تحليلاً عجيباً. وَمَا كَانَ من هَذِه الأورام لَا مُدَّة فِيهِ وَلَا صلابة شَدِيدَة فِيهَا فمرهم دياخيلون ومرهم مياساوس ومرهم كشك الشّعير يبرئها وَمَا كَانَ أمرهَا أسهل وَأَقل هَذَا فالمرهم الْمُتَّخذ بالزوفا الرطب وَالسمن وَنَحْوه يُبرئهُ.

من كتاب مَا بَال قَالَ: الْخَنَازِير تكون فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي سَائِر الْأَسْنَان وَفِي الْمَشَايِخ أقل مَا)

تكون وَهِي فوران وغليان الدَّم وَهِي فِي الْأَبدَان الحارة الرّطبَة كَثِيرَة. قَالَ جالينوس فِي محنة الْأَطِبَّاء: أَن رجلا كَانَت بِهِ خنازير عَظِيمَة فِي رقبته من كلا الْجَانِبَيْنِ فَقطع بعض المعالجين ذَلِك بِجَهْل فأورثه بِسوء فعله بردا فِي العصبتين المجاورتين للعرقين الضاربين قَالَ: وَهَاتَانِ العصبتان تنبتان فِي أَعْضَاء كَثِيرَة وَتَأْتِي مِنْهُمَا شُعْبَة إِلَى فَم الْمعدة مِنْهَا ينَال فَم الْمعدة الْحس كُله وَطَائِفَة قَليلَة من هَذَا العصب تحرّك آلَات الصَّوْت فأورث ذَلِك الرجل من ذَلِك أَن عدم صَوته وَذَهَبت شَهْوَته للطعام وَلما علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخناً فبرأ فِي ثَلَاثَة أَيَّام.

من كتاب العلامات قَالَ: مَكَانهَا فِي الابطين والأربيتين والعنق وَهِي جاسية فِي نَفسهَا وَمِنْهَا مَا تَزُول وتتحرك من مَكَانهَا إِلَى مَكَان آخر وَرُبمَا كَانَت لَا تتحرك وَرُبمَا كَانَت مستديرة وَرُبمَا كَانَت مستطيلة ولونها لون الْجِسْم.

لي الْخَنَازِير إِذا كَانَت جاسية وَمَعَهَا حرارة وَإِن لم ترد أَن تنضج لَكِن تُرِيدُ أَن تتحل قَلِيلا قَلِيلا مَعَ أَمن من انجذاب الْمَادَّة: يُؤْخَذ مر جُزْء حضض جزءان أعجنها بِمَاء الكزبرة الرّطبَة واطل عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ زد فِي المر وانقص الحضض مَتى أردْت أَن يكون التَّحْلِيل أَكثر.

لي رَأَيْت خلقا بهم ابْتَدَأَ خنازير فاحتجوا فاستحكم ذَلِك بهم وصاروا مِنْهُ إِلَى أَمر غليظ وقوماً كَانَت بهم خنازير قد بَرِئت بالعلاج احتجموا فَعَادَت أشر مِمَّا كَانَت وَلذَلِك لَا

 

(4/50)

 

 

يجب أَن يقرب الْحجامَة من بِهِ لطخ من هَذِه الْعلَّة ويفصد القيفال وَلَا يجب لَهُ أَن يكون وضع رَأسه مَنْصُوبًا وَلَا موجعاً لَهُ الْبَتَّةَ وَلَا يُطِيل السُّجُود وَلَا الصياح وَلَا جَمِيع (سقط: من بداية الصفحة إِلَى صفحة 55)

 

(4/51)

 

 

من تذكرة عَبدُوس: دهن المرزنجوش نَافِع لوجع الأربية.

قَالَ ج: اسْتعْملت عرق المصارعين فِي أربية وأرمة فبرئت سَرِيعا.

اسليمن: للورم الصلب يسحق بعر الْغنم بدهن الشبث ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تَحْلِيل الورم.

3 - (من كتاب العلامات)

الْمَنْسُوب إِلَى ج: الْخَنَازِير تكون فِي الْعُنُق والابط والأربية وَتَكون بلون الْجِسْم وَمِنْهَا مَا تتحرك كالسلع وَمِنْهَا مَا لَا تتحرك وَمِنْهَا مستديرة وَمِنْهَا مستطيلة.

مَجْهُول ضماد للخنازير: رماد أصل الكرنب النبطي وَمثله من الزفت الرطب يجمع مَعَه وَيجْعَل عَلَيْهَا نَافِع.

ضماد دياخيلون عَجِيب قوي على مَا رَأَيْت يصلح فِي الْمَوَاضِع الْبَارِدَة قوي جدا:

 

(4/55)

 

 

لعاب بزر الْكَتَّان ولعاب بزر الخطمي ولعاب حب الرشاد ولعاب الحبلة والخردل وبزر مرو وَحب الأبخرة وَحب الْغَار وورق الدفلي وأصول قثاء الْحمار تنقع هَذِه فِي المَاء وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا ولعابها ويلقى عَلَيْهِ لكل ثَلَاثَة أَرْطَال أوقيتان من المرداسنج المربى وَمثله من الصابون وَمثله من دهن السوسن وأوقيتان من شَحم عَتيق أَو دهن الْجَوْز تحل الصموغ بالدهن وتعقد الْجَمِيع وَيسْتَعْمل وَيُزَاد فِي هَذَا رماد الكرنب ورماد الشبث أوقيتان من كل وَاحِد.

دياخيلون بَارِد: لعاب بزر قطونا وَحب السفرجل وبزر كتَّان وأصل الخطمي وأصل الْخَبَّازِي ولعاب بزر الشاهسفرم وبنفسج يَابِس ينقع بِمَاء حَار وتعقد هَذِه الألعبة بِزَيْت مغسول ومرداسنج.

من الْجَامِع دَوَاء يحل الْخَنَازِير: زفت وبورق أرمني وَحب الْغَار وأصل السوسن الآسمانجوني ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ قنة خَمْسَة عشر فلفل أَبيض سِتَّة دَرَاهِم نورة خَمْسَة دَرَاهِم شَحم الثور ودهن السوسن مَا يَكْفِي يجمع وَيجْعَل عَلَيْهَا وَيلْزم اللَّيْل وَالنَّهَار فَإِنَّهُ يحلهَا حلا قَوِيا.

من الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع جيد للخنازير: دَقِيق شعير وزفت رطب ودردي الْبَوْل يَجْعَل ضماداً ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تحليلها. أَو ضمدها بأصول الْكبر والمقل والفلفل مَعَ الزفت.

وللأورام البطيئة النضج الْحَادِثَة فِي الْعُضْو: اخلط الضفادع مَعَ الزَّيْت وَالْملح واطل عَلَيْهَا.

قَالَ ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَنَازِير ورم صلب يعرض فِي اللَّحْم الرخو ومداواتها من حَيْثُ هِيَ ورم صلب عَامَّة لَهُ وللورم الصلب فَأَما على طَرِيق الْعُضْو الَّذِي هِيَ فِيهِ فَإِنِّي أَقُول: أَن اللَّحْم الرخو ضَرْبَان أَحدهمَا: الَّذِي يُولد اللَّبن والريق والمنى والرطوبات وَالْحَاجة إِلَى هَذَا اللَّحْم عظمية وَالثَّانِي: اللَّحْم الَّذِي جعل حَشْوًا فِيمَا بَين الأعصاب وَالْعُرُوق كي يدعمها)

فَلَيْسَ يَقع هَذَا بِكَثِير الْعظم وجوهر اللَّحْم الرخو المولد للرطوبات أسخف من الثَّانِي.

وَإِذا حدث الورم الصلب فِيهِ فليداو كَمَا تداوى سَائِر الْأَعْضَاء وَأما إِذا حدث فِي اللَّحْم اللين الَّذِي عمل للحشو والدعامة فاقصد مَعَ ذَلِك إِلَى قلع الدَّاء مَعَ الْعُضْو الردي الَّذِي حل فِيهِ مَعًا وَيتم إِمَّا بِقطعِهِ بالحديد وَإِمَّا بتعفينه.

قَرَأت فِي كتاب جالينوس إِلَى أغلوقن بِنَقْل قديم: أَن الْفرق بَين الْخَنَازِير والخراجات أَن الْخَنَازِير تكون أَشد تفرطحاً وَأَشد بَيَاض لون وَلَا يكون لَهَا رَأس محدد وَلَا يُبَادر إِلَى الْجمع وَذَلِكَ أَنَّهَا من خلط بلغمي بَارِد والخراجات الحادة بِخِلَاف ذَلِك.

الْأَعْضَاء الألمة: الْخَنَازِير لَا ضَرْبَان مَعهَا لِأَنَّهَا لَيست من جنس الورم الْحَار.

دَوَاء يفش الْخَنَازِير جيد جدا: رماد أصل الكرنب النبطي يذاب الزفت الرطب ويلقى عَلَيْهِ وَيضْرب حَتَّى يَسْتَوِي نعما وَيجْعَل على جلد وَيلْزم الدياخيلون.

من محنة الطَّبِيب قَالَ: قد يحدث لسوء الِاحْتِيَاط فِي قطع الْخَنَازِير وَغَيرهَا مِمَّا فِي

 

(4/56)

 

 

الرَّقَبَة آفَات بالعصب المجاور للعرق النابض وَهَذَا العصب ينبث أَكْثَره فِي الْمعدة فَيعرض لَهُ لذَلِك ضرب الشَّهْوَة وَغَيره من آفَات الْمعدة وآفات الصَّوْت أَيْضا فَلذَلِك يجب أَن تعرف مَكَان هَذَا العصب ويتوقى. قَالَ: وَعرض لرجل قروي دوى من خنازير بِالْقطعِ ضَرَر فِي الشَّهْوَة لمَكَان هَذَا العصب فَلَمَّا علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخناً فبرأ فِي مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام.

لي إِنَّمَا ينَال هَذِه الْعصبَة الْبرد فِي حَال كشفها فِي العلاج فيغلظ جوهرها ويقل حسها فَلذَلِك

الترياق إِلَى قَيْصر السرطان النَّهْرِي إِذا سحق وَجعل على الورم الجاسىء فشه.

من كتاب جالينوس الْمَعْرُوف بقاطاجانس: يجب أَن يكون الْمُتَوَلِي لتحليل الأورام الجاسئة عَارِفًا بطبيعة الْجِسْم وطبيعة الْعُضْو الَّذِي يعالجه وَيسْتَعْمل الدَّوَاء فِي أول أمره بالحدس المقرب وَيفهم بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة يحْتَاج أَن يزِيد أَو ينقص قَالَ: بزر الحلبة مَتى طبخ وخلط بشحم لين تَلْيِينًا صَالحا فَإِذا أردْت أَن تضع شَيْئا مِنْهَا على الْجَسَد فعرق الْموضع أَيْضا بالزيت ثمَّ ضع عَلَيْهِ وتحر أَن تكون لزوجة تعلق بالجسد.

الملينة فِي الطَّبَقَة الأولى: السّمن والفلونيا والراتينج والشمع الْأَبْيَض والوج وشحم الدَّجَاج والبط وَنَحْوهَا.

مرهم ملين: أشق شمع من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ أُوقِيَّة علك البطم ثَمَان أَوَاقٍ مقل الْيَهُود مثله كندر وَمر أَربع أَوَاقٍ من كل وَاحِد بارزذ ثَمَان أَوَاقٍ دهن الْحِنَّاء أَرْبَعَة قوطولات ينقع الْمقل والكندر والمر بشراب وَيحل الأشق بخل ويدق الْجَمِيع وَيمْسَح الراتينج بدهن الْحِنَّاء حَتَّى يندق الْجَمِيع وينخل وَهُوَ دَوَاء مَشْهُور فائق. آخر: يُؤْخَذ شمع علك البطم أشق مقل مر وسخ الكور أصل السوسن ميعة سَائِلَة بِالسَّوِيَّةِ دهن السوسن المطيب وشراب مَا فِيهِ الْكِفَايَة.

قَالَ أَبُو جريج: صمغ السذاب مَتى سعط مِنْهُ صَاحب الْخَنَازِير فِي الْعُنُق والابط ابرأه. وَقَالَ: الْمقل يحل الْخَنَازِير والقنة تبلغ أمرهَا إِلَى أَن تحلل الْمدَّة وتحلل الْخَنَازِير ومرهم الزفت الرطب يبدد الْخَنَازِير جدا. وَقَالَ: الموم يحل الأورام الصلبة.

أَبُو جريج من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: يحرق مشاش قرن الماعز ويسقى من بِهِ خنازير زنة دِرْهَمَيْنِ كل أُسْبُوع يفعل ذَلِك شَهْرَيْن فَإِنَّهُ يبرأ من الْخَنَازِير برءاً تَاما.

اطهورسفس قَالَ: مَتى أحرقت الْحَيَّات الَّتِي تكون فِي الْبيُوت وسحقت وخلط رمادها بِزَيْت وطلي على الْخَنَازِير فشها الْبَتَّةَ وَقد جربه زعم فَوَجَدَهُ نَافِعًا. قَالَ: الشحوم مَتى

 

(4/57)

 

 

خلطت مَعَ عسل وراتينج وَوضعت على الْخَنَازِير فتحتها وأبرأتها. قَالَ: وحافر الْحمار مَتى أحرق وسحق بِزَيْت وطلي على الْخَنَازِير بردهَا بِقُوَّة قَوِيَّة.

من كتاب الْعين: الْخَنَازِير ورم بلغمي من بلغم غليظ تحدث فِي اللَّحْم الرخو يعالج إِمَّا بالتعفنة وَإِمَّا بِالْقطعِ إِذا لم تعْمل فِيهِ المحللات)

من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الْخَنَازِير قد تكون أَيْضا عَن قُرُوح كَانَت فِي اللَّحْم الرخو عولجت بالتعفين فبرئت وَبَقِي الورم فَيصير خنازير. قَالَ: وَكَانَ رجل يعالج خنازير لَهَا فضل غور بالحديد وَكَانَ يتوقى أَن يقطع عصباً أَو شرياناً فَكَانَ فِي الْأَكْثَر يكشط مَا يظْهر لَهُ من الأغشية بأظفاره فَقطع مِنْهَا وَهُوَ لَا يشْعر العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق فبرأ الْغُلَام من الْخَنَازِير إِلَّا أَنه أعدمه الصَّوْت وَآخر أعدمه نصف صَوته لِأَنَّهُ كَانَ من جَانب وَاحِد.

لي يجب أَن يحذر مَوضِع هَذَا العصب هَهُنَا وَمِقْدَار غوره.

انطيلس قَالَ: يتَوَلَّد من وَاحِد مِنْهَا كَثِيرَة وَيكون فِي حجب مُحِيطَة بهَا.

الطَّبَرِيّ قَالَ: الْخَنَازِير فِي الصّبيان سليمَة وَفِي الشَّبَاب عسرة وَأكْثر مَا تكون فِي الصّبيان. قَالَ: دلكت الْخَنَازِير بخصي الثَّعْلَب الَّذِي هُوَ الْحَيَوَان أبرأها.

لي يجب أَن يكون إِذا فَرغْنَا من كلامنا نقُول إِن لهَذِهِ الْعلَّة أَشْيَاء تَنْفَع بِخَاصَّة فِي كتاب الْخَواص.

الطَّبَرِيّ: ورق الْكبر وَأَصله يحل الْخَنَازِير إِذا ضمد بِهِ. وَقَالَ: حيات الْبيُوت مَتى أحرقت وسحق رمادها مَعَ الزفت وطلي على الْخَنَازِير حللها وأذهبها مجرب صَحِيح.

ابْن سرابيون قَالَ: الْخَنَازِير سقيروس يحدث فِي لُحُوم غددية وعلاجه قطعه وإفناؤه بالأكالة لِأَن هَذِه اللحوم لَا مَنْفَعَة عَظِيمَة لَهَا.

وَمِمَّا يحلل: دَقِيق الترمس المعجون بسكنجبين وأخثاء الْبَقر المطبوخة بخل يضمد بهَا فَإِنَّهُ يحللها.

وَهَذَا عَجِيب لذَلِك وَهُوَ أوقى من الدياخيلون وَمن كل شَيْء يسْتَعْمل فِيهِ: يُؤْخَذ أصل الكرنب فيحرق ويعجن رماده بالزيت ويضمد بِهِ. لي إِذا كَانَت الْخَنَازِير عَظِيمَة جدا لم تَبرأ إِن عسر ذَلِك مِنْهَا وَقد رَأَيْت صَبيا كَانَ فِي عُنُقه كَمَا يَدُور ورم غليظ قوي جدا فَلم يعالجه أَصْحَاب الخراجات لِأَن الْخَنَازِير غرضها أَن تذاب وتؤكل بالأدوية الحادة حَتَّى تتأكل فَإِذا كَانَت على مثل هَذَا الْعظم لم يُمكن أَن تعالج لَا بحديد وَلَا بدواء حاد فأصحاب الخراجات لَا يعالجون أَصْحَاب هَذِه ويرون إِن المدافعة أفضل. وَأما أَنا فَأرى أَلا يداوى أَمْثَال هَؤُلَاءِ كَيْلا تنقرح فَإِن تقرحت عسر أمرهَا وقلل لَهُم الْغذَاء جدا جدا واطل برماد الْحَيَّات. الأبخرة مَتى تضمد بهَا مَعَ الْملح أبرأت الفوجيلات.)

جالينوس: دَقِيق الباقلي مَتى خلط بدقيق الحلبة وَعسل حل الأورام الْعَارِضَة فِي

 

(4/58)

 

 

أصل الْأذن والأربية. د: البزر قطونا إِن ضمد بِهِ مَعَ خل وَمَاء ودهن ورد نفع من الخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن. دردي الشَّرَاب إِذا طلى على الفوجيلا حلله. ورق الزَّيْتُون الْبري إِن ضمد بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي الغدد حللها. بعر الْمعز ضماد نَافِع للخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن إِذا أزمن. الراوند يحلل الأورام فِي أصل الْأذن إِذا أزمن. الراوند يحلل الأورام فِي أصل الْأذن والأربية. جالينوس: السّمن يشفي ذَلِك. جالينوس: دهن الْحِنَّاء جيد للأورام الَّتِي فِي الأربية.

الحمص الكرسني يذهب لورم الْحَادِث فِي أصل الْأذن. جالينوس: طين شاموس يسكن جَمِيع الأورام الَّتِي فِي الغدد. اريبلسيوس: السّمن لِأَنَّهُ يُرْخِي وينضج يسْتَعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الأربية وَالْأُذن. وَقَالَ ج أَيْضا: لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي أصُول الْأذن الَّتِي تسمى فوجيلا. د: السرمق إِن طبخ وضمد بِهِ حلل الفوجيلا. وَقَالَ: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقه وخلط بالملح وضمد بِهِ حل الأورام الَّتِي تعرض فِي أصل الْأذن. ج: الرُّطُوبَة الْمَوْجُودَة فِي الحلزون مَتى خلطت بِالصبرِ والمر والكندر كلهَا أَو بَعْضهَا حَتَّى تصير فِي ثخن الْعَسَل وَجعلت على الأورام المخاطية الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن حللها. وَقَالَ: الزوفا الْيَابِس مُحَلل للخراجات الَّتِي تكون فِي الغدد مائلة إِلَى خَارج الكائنة من الصَّفْرَاء. د: القفر إِذا طبخ ثمَّ أنعم دقه وضمد بِهِ حلل الورم الْعَارِض فِي أصل الْأذن. إِن صب الْخلّ وَهُوَ فاتر على الورم الْمُسَمّى فوجيلا أَو شرب صوفة وَوضع عَلَيْهِ اذهبه.

انذار من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن عرض لَا مرئي وجع كلمح الْبَرْق فِي أربيته من غير سَبَب مَعْرُوف مَاتَ فِي الثَّالِث.

الميامر قَالَ: يعالج الخراجات النفخية فِي أصل الْأذن بالأدوية الجاذبة. وَإِن لم يتَبَيَّن لهَذِهِ أثر حميد استعملنا المحاجم وَذَلِكَ أَن غايتنا أَن نجذب الْخَلْط المؤذي إِلَى ظَاهر الْجِسْم وخاصة إِن كَانَ على سَبِيل بحران أَو عِلّة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ يجب أَن تعان على الطبيعة حَتَّى يستحكم ذَلِك المزاج وَإِن كَانَ الطَّبْع قَوِيا وَرَأَيْت الورم قوي الْكَوْن ترك وَذَلِكَ أَنَّك مَتى جذبت حِينَئِذٍ بدواء وَوضعت محجمة عرض من الوجع أَمر صَعب لَا يحْتَمل لِأَن فِي تِلْكَ الْحَالة لِكَثْرَة الانصباب يجْرِي إِلَيْهِ وَيُورث شدَّة الوجع سهراً وَزِيَادَة حمى وانحلال الْقُوَّة فاقصد فِي)

مثل هَذِه الْحَال إِلَى تسكين الوجع لَا للجذب بالأدوية ولتكن الْأَدْوِيَة المسكنة معتدلة الْحَرَارَة والرطوبة فَإِن هَذِه مُوَافقَة فِي هَذِه الْحَال فَإِذا أجمع فبطه وَانْظُر إِذا كَانَت هَذِه الخراجات تبتدئ بوجع وصعوبة فَاعْلَم إِن الْميل قوي وحار فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع وحسبك أَن تبلغ هَذِه فتسرع فِي جمع الْمدَّة وَإِن كَانَت تبتدئ بِضعْف

 

(4/59)

 

 

وهيئة بِلَا وجع فَهَذِهِ بطيئة الْجمع فأعن الطَّبْع فَإِن أردْت تحليلها فَعَلَيْك بمرهم اللعابات وَهُوَ الدياخيلون ومرهم الزوفا الرطب ومرهم ساساوس.

اطهورسفس: كبد الْحُبَارَى يرفع فَإِن احتجت إِلَيْهِ يسحق بدهن الناردين وقطره فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع من الورم الْحَادِث فِي أصل الْأذن الظَّاهِر ويسكن الوجع من سَاعَته ويجلب النّوم وليقطر مَرَّات كَثِيرَة إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع.

جَوَامِع اغلوقن: الخراجات الَّتِي تسمى فوجيلا مركبة من الفلغموني والحمرة تحدث فِي اللَّحْم الرخو وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية لحدوثها فِي اللَّحْم.

 

(4/60)

 

 

(خراجات العصب) (والعضل وَالْوتر والربط والتشنج والهتك والوهن فِي العضل والورم وَنَحْوهَا) (وهتكها وانقطاعها الْبَتَّةَ والأورام الَّتِي تضر بالحركات وَفِي التواء العصب) (وفسوخ العضل والعصب من ضَرْبَة ووهنها وجراحاتها وحصرها وتعقدها) (وتمددها) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت رَأس العضلة جِرَاحَة أَو وجبة فتبع ذَلِك تشنج وَلم تقدر على دَفعه بِشَيْء مِمَّا يداوى بِهِ هَذَا التشنج احتجت إِلَى قطع تِلْكَ العضلة عرضا فتدفع بذلك التشنج وَتبطل فعل تِلْكَ العضلة. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى أَصَابَت عصبَة وجبة أَو نخست فقد يضْطَر الْأَمر إِلَى بترها وَذَلِكَ عِنْدَمَا ترى العليل قد أشرف على التشنج أَو على اخْتِلَاط الْعقل بِسَبَب تِلْكَ الوجبة وَكِلَاهُمَا عِلَّتَانِ عسرة الْقبُول للعلاجات جَوَامِع مَا فِي القانون إِلَى هُنَا.

لي لَا يجب أَن يقطع العضلة إِلَّا إِذا لم تَنْفَع العلاجات واضطررت. 3 (الخراجات الْعَظِيمَة) فِي العضلة تتبعها حمى وصفرة اللَّوْن والنبض الصَّغِير الضَّعِيف الْمُتَوَاتر ويسخن العليل ويسترخي.

قاطيطريون الْمقَالة الأولى مِنْهُ قَالَ: احذر فِي علاج جراحات العصب أَن يكون العليل فِي حِين تعالجه فِي مَوضِع بَارِد وتهب عَلَيْهِ ريح بَارِدَة.

الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: 3 (القروح) الَّتِي يحدث بِسَبَبِهَا تشنج لَا تتقيح.

السَّادِسَة قَالَ: وَمَتى حدثت الْجراحَة فِي العصب والأوتار والرباط وَنَحْوهَا ورمت فِي بطء وَكَانَ نضجها كَذَلِك وَكَثِيرًا مَا يعرض التشنج مَتى ورم العصب أَو الْوتر فَأَما الورم غَيرهَا فَلَا. وَقَالَ: القروح فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَبْطَأَ نضجاً وتحللاً كَمَا أَنَّهَا أَبْطَأَ قبولاً لتلززها.

الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: وَأما تفرق الِاتِّصَال الْكَائِن فِي العصب والأوتار فَإِنَّهُ بِفضل حس هَذِه الْأَعْضَاء وَلَا تصالها بالدماغ يحدث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا إِذا لم تنْحَل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ يكون إِذا انسد شقّ الْجلد فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يفتح هَذَا الشق ويجفف القرحة بدواء جوهره لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى عمق الشق.

من اختصارات حِيلَة الْبُرْء: توق فِي جراحات العصب مس المَاء للجرح غَايَة التوق

 

(4/61)

 

 

حَيْثُ لَا يدنو مِنْهُ مَاء الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ كل ضماد يطْبخ بِالْمَاءِ وَيجب أَن يقطر عَلَيْهِ الزَّيْت وَحده مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي الْيَوْم وَليكن من الزَّيْت اللَّطِيف أَو دهن الخروع ويقطر على الْعصبَة الَّتِي نالتها الآفة من الزَّيْت ويغمس صوف فِي زَيْت حَار وتضعه على الْجرْح وَهَكَذَا عالج مَا وَقع بِهِ جرح من الأعصاب. وَأما إِذا انْكَشَفَ مِنْهَا عِنْد الْجِرَاحَات وَلم يَنْقَطِع اتِّصَاله فِي نَفسه فليعالج من أدوية العصب بِمَا هُوَ أقل قُوَّة من هَذَا لِأَنَّهَا نَفسهَا تلقى العصب بارزاً ظَاهرا فَأَما الأعصاب الَّتِي ينالها النخسة فتحتاج إِلَى أدوية أقوى لِأَن كيفيتها تُرِيدُ أَن تنفذ إِلَى العصب مثل دَوَاء الفربيون. فَإِن حدث فِي جِرَاحَة العصب والأعضاء العصبية فلغموني وَكَانَ الفلغموني ملتهباً جدا فَاسْتعْمل فِي العلاج الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالخل والأحجار المعدنية الَّتِي قد ذكرتها وَأَكْثَرت مِنْهَا.)

الثَّالِثَة من قاطاجانس: يُؤْخَذ من قلقيدس دِرْهَم وَربع وَمن الزاج سَبْعَة دَرَاهِم وَمن توبال النّحاس أوقيتان ودرهمان وَنصف وَمن قشار الكندر أُوقِيَّة وَنصف وَمن البارزد أُوقِيَّة وَمن الشمع تسع أَوَاقٍ وَمن الزَّيْت تسع أَوَاقٍ وَمن الْخلّ الثقيف رطلان وَربع تسحق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة بالخل عشرَة أَيَّام ويذوب مَا يذوب ويبرد ويخلط الْجَمِيع فِي قدر ويحرك تحريكاً مستقصي حَتَّى يذوب وَيَسْتَوِي وليقطر على الْعُضْو العليل من الزَّيْت مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي الْيَوْم وَعند وضع هَذَا الدَّوَاء عَلَيْهِ يجب أَن يوضع عَلَيْهِ من خَارج صوف قد بل بخل وزيت مسخنين معتدلي الْحَرَارَة فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء أصلا أضرّ بالأعصاب العليلة وَلَا أردى عَلَيْهَا مِمَّا كَانَ بَارِدًا. فَإِن احتجت تضمد هَذِه الْأَعْضَاء فِي حَال بالضماد الْمُتَّخذ بالعسل والخل والرماد فَلْيَكُن الضماد مطبوخاً وَأَن يكون دقيقه دَقِيق الكرسنة وَمَتى لم يحضرك فَاسْتعْمل دَقِيق الباقلي ودقيق الشّعير.

من التشريح الْكَبِير: أخوف الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي العصب أَن يتشنج مِنْهَا العليل والنخصة الَّتِي تقع فِي العصب أَو العضل فِي الْجُزْء العصبي وخاصة فِي رَأس وترها وَإِن كَانَت الْجراحَة نخسة أَو وجبة فَإِن هَذِه قد تضطر فِيهَا إِلَى بتر العضل.

3 - (ورم العضل)

من الْمقَالة الأولى من حَرَكَة العضل قَالَ: قد يعرض من ورم العضل اخْتِلَاط الْعقل والتشنج وَبَعض هَؤُلَاءِ صَادف طَبِيبا حكيماً فَقطع ذَلِك العصب الْمُتَّصِل بذلك العضل فأراح العليل بذلك من هَذِه إِلَّا أَنه يفْسد لَا محَالة بعض الحركات أَن انبترت العضلة الَّتِي تنبسط انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط وبالضد وَأما إِن ورم فَإِن الورم إِذا كَانَ فِي العضل الَّذِي يقبض الْعُضْو انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط فَإِن كَانَ فِي الَّذِي ينبسط لَا ينقبض. وَذَلِكَ إِن الورم الَّذِي يزِيد فِي تمدد العضلة فَيكون الجذب أبدا فِي الْجَانِب الوارم.

الرَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: من أَصَابَهُ جرح فِي مفصل الرّكْبَة من قُدَّام عِنْد الْعظم الْمَعْرُوف بالرضفة الَّتِي فَوْقه حَيْثُ تجْرِي وترات العضل الَّتِي فِي الفخد فبعضهم مَاتَ وَبَعْضهمْ لم يكد مَا تخلص. وَذَلِكَ أَن الرُّكْبَتَيْنِ عيا عَن الْمَشْي فِي حَال الصِّحَّة فضلا عَن الْمَرَض أَكثر من سَائِر المفاصل.

 

(4/62)

 

 

اهرن قَالَ: إِذا حدثت فِي العصب فإياك والمبادرة بالحام الْجراحَة لَكِن عَلَيْك بتسكين الوجع بالدهن المسخن حَتَّى إِذا سكن الورم وَأمنت انصباب الفضول والورم فالفصد وَغَيره فَعِنْدَ ذَلِك فَخذ فِي إلحام الْجراحَة.

بولس قَالَ: إِذا وَقع فِي العصب جِرَاحَة ونخسة مَعَ ذَلِك وجع وَرُبمَا تبعه ورم حاد وَلذَلِك يعرض فِي جراحات العصب حميات وامتداد واختلاط فِي الْعقل وَرُبمَا ظَهرت الأورام فِي مَوَاضِع غير مَوضِع الْجراحَة فَوْقهَا وَلذَلِك يجب أَن يتْرك الْجلد مَفْتُوحًا لتسيل مِنْهُ الرطوبات وَمَتى كَانَ الْخراج فِي الركب وَلم يكن وَاسِعًا فلتشق شقين متقاطعين وَإِن كَانَ الْجَسَد ممتلئاً وَكَانَ الورم عَظِيما فابدأ بالفصد وَإِن كَانَ ردي المزاج فالاسهال وَاجعَل حول الْخراج من الْأَدْوِيَة مَا يسكن الوجع وانطله وامسحه بدهن فاتر وعَلى الْجرْح نَفسه مَا لَا يلتحم الْفَم للسيلان وخاصة إِذا لم يُوسع. وَاعْلَم أَن المَاء الْحَار على أَنه مُوَافق لسَائِر الأورام ردي لهَؤُلَاء فانطلهم بدله بدهن لطيف الْأَجْزَاء حَار مَا أمكن لَيْسَ فِيهِ قبض الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَن الْبَارِد والحار جدا ضار لَهُم. وَيَكْفِي الصّبيان والنسوان من الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ علك البطم فَإِنَّهُ من أدوية جِرَاحَة العصب. وَفِي الَّذين أَجْسَادهم أَصْلَب اخلط مَعَه الفربيون.

وَإِن عرض فِي جراحات العصب ورم حَار وعفونات فَاسْتعْمل دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الكرسنة)

أَو دَقِيق الباقلي قد طبخت بِمَاء الرماد أَو بِمَاء السكنجبين يوضع على الْموضع مَوضِع العفن وَيفتح الْفَم أبدا وَإِذا أَصَابَت فِي العصب نخسة وَلم يكن هُنَاكَ ورم حَار وَلَا عفن فَاسْتعْمل مرهم الفربيون أَو خرء الْحمام على مَا ذكر جالينوس وزد وانقص بِحَسب الْجِسْم.

وَمن أدوية العصب: الباسليقون بعد أَن يُزَاد عَلَيْهِ نطرون ونورة وفربيون أَو كبريت أصفر أَو زبل الْحمام أَو جاوشير أَو سكبينج أَو حلتيت أَو جندبادستر أَو المراهم الَّتِي تسْتَعْمل لحفظ جِرَاحَة عضة الْكَلْب بعد أَلا يكون مَعهَا ورم حَار وَلَا ضَرْبَان ويلقى فِي الرطل من مرهم الباسليقون أُوقِيَّة وَمن هَذِه الَّتِي ذكرنَا فَإِنَّهُ جيد فِي جراحات العصب وخاصة فِي النخسة والجراحات الضيقة. وَإِذا لم يُوجد شَيْء من هَذِه فليؤخذ الخمير ووسخ الكوارات أَو لبن اليتوع يخلط بِسمن. 3 (خراجات العصب) قَالَ: واجتنب الأضمدة المرخية فِي خراجات العصب. لي ينظر فِيهِ. قَالَ: فَأَما إِن كَانَ الْجرْح وَاسِعًا حَتَّى أَنه يرى العصب ظَاهرا سليما كَانَ فِي نَفسه أَو كَانَ مجروحاً وَكَانَ الشق فِي طول العصب فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ الْأَدْوِيَة القوية لِأَن العصب المكشوف لَا يحْتَمل شدَّة هَذِه بل اسْتعْمل الكلس الَّذِي قد رطب بِزَيْت كثير مَرَّات كَثِيرَة ومرهم الْعَسَل وَلَا يمس الْجرْح شَيْء بَارِد لِأَن العصب مُتَّصِل بالدماغ وَلَا تنطل بالزيت لِأَنَّهُ يشنج بل امسح رطوباته بصوفة لينَة.

قَالَ: فَإِذا رَأَيْت الْجراحَة فِي اقبال لم تخوف أَن ترطبه بميبختج حُلْو وَأما فِيمَن لَهُ قُوَّة جَيِّدَة فَاسْتعْمل المكشوف يلحمه وضع بعد أَن تغطيه على الْجرْح من خَارج شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي

 

(4/63)

 

 

تسْتَعْمل فِي نخس العصب وشده بِخرقَة عريضة تَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا. قَالَ: وَأما أَن يكون الْجرْح بِالْعرضِ فلتكن أَكثر حرصاً فِي أَن تتغطى العصب لِأَن اللَّحْم لَا يرجع فَوْقه كَمَا يرجع فَوق الَّذِي يرجع بالطول فَلذَلِك يسْتَعْمل فِيهِ الحدب الْخياطَة وَيجب أَن يكون عمقه قَلِيلا وتوق نخس العصب ثمَّ عالج بعلاج الدَّافِع بالطول وَاسْتعْمل فِي جَمِيعهم التَّدْبِير اللَّطِيف والفراش الوطىء وَاسْتعْمل الدّهن المسخن على الابطين والعنق وَالرَّأْس. وَإِذا كَانَ الْجرْح فِي السَّاق يصب الدّهن المسخن على الأربية والعانة والمواضع الْقَرِيبَة من الْجراحَة. وعَلى هَذَا الْقيَاس فامنع من الْحمام الْبَتَّةَ حَتَّى يُؤمن الورم وينحط وَلَا يقرب شَيْئا من المَاء الْبَارِد إِلَى ذَلِك الْعُضْو. وَإِن لم يكن فليتوثق شده وَيحْتَاج أَلا يقرب الْعُضْو المَاء وَلَا يصل إِلَيْهِ ويستحم وَأما)

رض العصب فَإِن كَانَ عرض للجلد مَعَه جرح فَاسْتعْمل الضماد الْمَعْمُول بدقيق الباقلي والسكنجبين وَرُبمَا زيد عَلَيْهِ دَقِيق الكرسنة وأصل السوسن فَإِن كَانَ الورم بِلَا جرح فانطله بدهن مُحَلل وَهُوَ سخن تنطيلاً كثيرا مثل دهن الشبث والسذاب والأقحوان. فَإِن انبتر العصب الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ لَا يتخوف مِنْهُ بلايا مثل الَّذِي يتخوف من انشداخه لَكِن يذهب حس الْعُضْو الَّذِي يَجِيئهُ وحركته أَو هما مَعًا فَاسْتعْمل فِيهِ سَائِر علاجات الْجِرَاحَات.

قاطاجانس الثَّانِيَة: كَانَ معلمي يضعون على جراحات العصب الْأَدْوِيَة الَّتِي تلحم القروح الطرية فَإِن حدث فِيهَا ورم نطلوه بِالْمَاءِ الْحَار نطلاً كثيرا وضمدوا بالمراهم المقيحة. قَالَ: وَهَذَا أشر مَا يكون من العلاج وَذَلِكَ أَن العصب يتَحَلَّل بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْمَطْبُوخ وفم الْجرْح يلتصق ويجتمع الصديد فيورث الوجع والتشنج والعفونة. قَالَ: وَأَنا لما رَأَيْت مَا يورثه علاجهم هَذَا بالمرخيات المرطبات من العفن علمت أَن العفن إِنَّمَا يكون من الْحر والرطوبة عزمت على أَن أعالج جراحات العصب بالباردة الْيَابِسَة ثمَّ لما علمت أَن الْبَارِد عَدو للعصب كَمَا قَالَ أبقراط علمت أَن أَنْفَع الْأَدْوِيَة للعصب مَا يجفف وَيكون معتدلاً فِي الْحر وَالْبرد أَو يكون إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا وَتَكون لَطِيفَة الْجَوْهَر ليمكن أَن تصل.

قَالَ ج: إِذا توليت علاج جرح فِي العصب أعَالجهُ مرّة بأدوية رطبَة القوام وَمرَّة بمراهم بعد أَن أَضَع عَلَيْهِ من خَارج صُوفًا من غزل لين غَايَة اللين مبلولاً بِزَيْت حَار وَأحل الْجرْح مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي النَّهَار وأعرقه بدهن زَيْت مسخن وَإِن كَانَ اللَّيْل طَويلا حللته بِاللَّيْلِ وَأكْثر مَا أفعل ذَلِك إِذْ كَانَت القرحة تلذعها الْأَدْوِيَة فَأَما إِذا لم يصب العليل لذع وَلَا تمدد فَإِنِّي أحل جرحه مرَّتَيْنِ فِي كل يَوْم بِالْغَدَاةِ والعشي وَيكون الدّهن المسخن بِقدر مَا لَا تؤذي العليل سخونته فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبَارِد فِي هَذِه الْعلَّة لَا يُوَافق فَكَذَلِك الفاتر لَيْسَ فِي غَايَة الْمُوَافقَة وَلَا أقرب من الْعُضْو مَاء وَمَتى احتجت إِلَى أَن أغسله من الدَّم غسلته بالزيت فَإِذا خف مَا بالعليل وَدلّ الْحمام لم آذن لَهُ أَن يدْخل ذَلِك الْعُضْو العليل فِي المَاء وَذَلِكَ أَن أَكثر مَا يَقع جراحات العصب بالكفين.

 

(4/64)

 

 

قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته جِرَاحَة مثل هَذِه فِي يَده احتراق الوجع سكن عَنهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَرَأى أَن عضوه الْمَجْرُوح لَيْسَ بوارم فَخرج عَن منزله إِلَى عمل اضْطر إِلَيْهِ فِي وَقت برد شَدِيد فَأَبْطَأَ فِي الْعَمَل ثمَّ انْصَرف إِلَى منزله وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده كلهَا إِلَى الرَّقَبَة وَرجع وأتاني رَسُوله فَعرفت مَا كَانَ فِيهِ فَأَمَرته أَن يَرْمِي مَا كَانَ مَوْضُوعا على جرحه من الصُّوف)

لِأَنَّهُ قد برد جدا وعرقت يَده كلهَا بِزَيْت مسخن وعرقت الْموضع المحاذي ليده من رقبته وكمدته بصوف مبلول بِزَيْت وَوضعت على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ فربيون وجندبادستر فهدأ ونام من سَاعَته وَلم يزل نَائِما إِلَى الْعشي وأتيته وَقد بَطل جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي بِهِ.

قَالَ: وَأمر العليل مَتى كَانَ شَابًّا بِلُزُوم الْبَيْت إِلَى الْيَوْم الْخَامِس أَو السَّابِع وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل إِلَى السَّابِع لَا يظْهر فِيهِ ورم وَلم يكن هُنَاكَ وجع الْبَتَّةَ وَكَانَ الْمَرِيض لَا يحس بامتداد لم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَليكن الزَّيْت لَا قبض فِيهِ. قَالَ: وَأما مرّة فَلم يحضرني الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون وضعت على جرحة وسخ الكوارات وَمرَّة وضعت عَلَيْهِ خميراً عتيقاً وَحده وَآخر عالجته بلين اليتوع مخلوطاً بخمير وَرُبمَا اسْتعْملت خلا ثقيفاً بليغاً فِي ذَلِك اخلطه بِزَيْت وأسخنه وأبل فِيهِ صوفة وأضعها على الْجرْح سَاعَة ورفعته ووثقت بالخل لِأَنَّهُ كَانَ بَالغا فِي ثقافته. وَأما رجل آخر فَإِنِّي صادفته وَقد بردت جراحته لِأَنَّهُ أَصَابَهُ رض فِي عصبه قبل أَن يلقاني بساعة أَو أَكثر من سَاعَة امرته بِأَن يعرق عُضْو الْمَجْرُوح بِزَيْت. وَفِي بعض الْأَوْقَات خلطت مَعَ الزَّيْت خلا لِأَن الْوَقْت كَانَ صائفاً. وَكم مرّة عجنت دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الباقلي بِمَاء الرماد وضمدت بِهِ الْجراحَة فِي أول أمرهَا. وَفِي بعض الْأَحْوَال جَاءَنِي رجل يذكر أَنه أَصَابَهُ عفن فِي وتر من أوتار يَدَيْهِ فَدفعت إِلَيْهِ فربيونا وأمرته أَن يسحقه بِزَيْت حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي الرطب ويضعه على مَوضِع العفن فَسَأَلته بعد سَاعَات: هَل يجد قفي الْموضع مسا من حرارة كَثِيرَة فَزعم أَنه يحس بلذع لَكِن يحس شَبِيها بالحركة والدغدغة فَتركت الدَّوَاء على الْجرْح إِلَى اللَّيْل فَلَمَّا أمسينا وأخدت الدَّوَاء على الْجراحَة رَأَيْت أَن الْحَرَارَة الَّتِي حدثت فِيهَا حرارة معتدلة وَأَن فَم الْجرْح مَفْتُوح لم يَنْضَم رَأَيْت أَن الصَّوَاب إِذا الدَّوَام على اسْتِعْمَال ذَلِك نَفسه ثمَّ أَنِّي عالجته بذلك إِلَى أَن انْقَضتْ علته. فَذهب انسان رَأْي فعلى فعالج مثل تِلْكَ الْعلَّة بفربيون فأحدث فِي الْموضع حرارة ووجعاً ولذعاً فحللت الْجرْح وَأخذت عَنهُ الدَّوَاء وعرقته بالزيت وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل. وَلَو لم يتهيأ لي لَكُنْت أَضَع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون بعد أَن أخلط بِهِ شمعاً ودهناً كثيرا. وبقد قُوَّة الفربيون بعد أَن يخلط من القيروطي أما قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا الْحَد للْحَدِيث نصف سدس والعتيق سدس وَأكْثر من ذَلِك. قَالَ: وَيَقَع فِي هَذَا القيروطي وسخ الكوارات فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهَا تجذب من العمق.

 

(4/65)

 

 

قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الجاذبة مُوَافقَة لجراحة العصب وَلَكِن لِأَن مَعَ كثير من هَذِه)

يكون مَعَه لذع أَو حمضة يجب أَن يعدل ذَلِك.

قَالَ: والأجود أَن لَا يقرب العليل الْحمام وَالْمَاء إِلَى أُسْبُوع أَو أَرْبَعَة أَيَّام. قَالَ: فَإِن لم يكن بُد وَلم يطعك فلف عَلَيْهِ خرقاً كَثِيرَة مبلولة بِزَيْت وعرقها بعد ذَلِك بالزيت وجود شدها ثمَّ يستحم.

قَالَ: وجراحة العصب إِذا وَقعت بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى خياطَة لِأَن الَّتِي بالطول يجمع شَفَتَيْه الرِّبَاط. قَالَ: وَقد يحدث عَن جراحات العصب والعضل والوترات آفَات عَظِيمَة غَلِيظَة. وَأما الرِّبَاط فَلَا يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن نَبَاته من الْعظم.

قَالَ: وَكَانَ صبي أَصَابَهُ نخس فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من عضده فِي العضل فَوضع عَلَيْهِ طَبِيب دَوَاء قد امتحنه فِي جراحات أخر فتشنج الْغُلَام وَمَات لِأَن جراحته لم تكن وَاسِعَة لَكِن كَانَت نخسة وَهَذَا شَيْء يجب أَن تعلمه أَن الْجراحَة الَّتِي العصب فِيهَا ظَاهر مَكْشُوف لَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي قُوَّة الدَّوَاء الَّذِي يوضع على النخسة وَيجب أَن تَعْنِي بالنخسة الضيقة أَن يكون الْجرْح أبدا مَفْتُوحًا ليَكُون الصديد يسيل بعضه ويتحلل الْبَعْض. وَإِذا وَقعت النخسة بِجنب عصب أَو على عصب عَظِيم كَانَت شَدِيدَة الْخطر وَيجب أَن يكون الْعِنَايَة بِهَذَا أَشد.

قَالَ: وَاحْذَرْ فِي علاج العصب الْأَدْوِيَة القابضة وَعَلَيْك بالجاذبة إِلَّا أَن يكون العصب شَدِيد الانكشاف جدا فَعَلَيْك حِينَئِذٍ بِمَا يَقع فِيهِ القوابض وتغلب عَلَيْهِ الجاذبة أَو يعتدل كأقراص أندرون تذاب بعقيد الْعِنَب حَتَّى تصير كالعسل وتغمس فِيهِ صوفة وتوضع على العصب الْبَارِد المكشوف فَإِذا وضعت عَلَيْهِ وغطيته بهَا فضع فَوق ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا العصب وَهِي المتخذة بألبان الشّجر المتخذة بالفربيون وَالَّذِي يتَّخذ بخرء الْحمام والأشياء الْأُخَر نَحْو وسخ الكوارات والأشياء اللينة الَّتِي تسْتَعْمل فِي علاج العصب المكشوف الَّذِي لَا يواريه شَيْء الْبَتَّةَ وتعرق أعالي الْموضع إِلَى مَسَافَة طَوِيلَة بالنطول مرَّتَيْنِ بِالنَّهَارِ أَو ثَلَاثًا مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ويستعان بِهَذِهِ الْمقَالة وَهِي الثَّالِثَة. وَمَتى رَأَيْت الْعُضْو قد نفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي وضعت عَلَيْهِ فعرقته بعد ذَلِك بالشحوم فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية وَمَتى لم تَجِد الفربيون فَاسْتعْمل بدله خرء الْحمام أَو حلتيتا.

قَالَ: النخسة تعالج بِمَا تعالج مَخَافَة أَن ينضج فَم الْجرْح فَأَما المكشوف فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل وَلَا تسرع.)

قَالَ: وَمَتى وَقعت ضَرْبَة فِي العضل بالطول فَإِن الرِّبَاط تفي بِضَم فَم الْجرْح. وَأما وَقعت ضَرْبَة بِالْعرضِ علمت أَنَّهَا قد عملت إِلَى دَاخل كثيرا فَلِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى خياطَة لِأَنَّهَا مَتى لم تخلط لم تَجْتَمِع نعما وَمَتى خيطت اطرافها فَقَط لم تلتحم مَا كَانَ مِنْهَا بَاطِنا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تكون الْخياطَة غائرة منقعرة إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ هُنَاكَ أوتار عريضة كالحال فِي

 

(4/66)

 

 

الأوتار الَّتِي عِنْد الرّكْبَة أَسْفَل الفخذين من قُدَّام وَالَّتِي عِنْد جلدَة الْكَتف وَهَذِه الأوتار تشبه الأغشية فِي الْعرض.

وَمَتى خيطت مَعَ العضل جلبت زمانة وبلايا. وَأما الأغشية فَلَيْسَ فِي خياطتها مَكْرُوه. وَإِنَّمَا تفرق من هَذِه من عاقبها وَعرف نوعها بالتشريح على أَن هَذِه الأوتار وَإِن فَإِنَّهَا على حَال أغْلظ وأصلب من الأغشية وَهَذِه الأوتار الدقيقة إِنَّمَا هِيَ فِي مَوَاضِع من الْجِسْم قد ذكرتها فِي بَاب التشريح.

لي إِذا انْكَشَفَ شَيْء يشك فِيهِ أَنه وتر أَو غشاء أَو عضل فَاعْلَم أَن الْوتر إِذا تفرست فِيهِ وجدت ليفه طولا وَلَا يكون اندماجه كاندماج الغشاء لِأَن الغشاء متشابه الْأَجْزَاء فِي كل أَحْوَال النبض وَالْوتر لَا يَخْلُو أَن ترى فِيهِ مسالك الليف. وَأَيْضًا أَنه إِن كَانَ غشاء لم يزل يتَّصل بِقطعِهِ وَلَا عفونته وَلَا لَهُ أَيْضا إِذا نخس حس الْوتر وَإِذا أَنْت مددته لم يحدث لَهُ شَيْء وَهُوَ أَشد صلابة أبدا من الغشاء. قَالَ: والعضل الَّذِي يتَّصل بالعقب وَالَّذِي يتَّصل بالمرفق كل وَاحِد مِنْهُمَا يشْتَرك مَعَه فِي الآفة مَا فَوق الْموضع الْمَوْقُوف حَتَّى يبلغ الدِّمَاغ الْأَلَم وَكَذَلِكَ العضل الَّذِي فِي الْفَخْذ.

الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع العصب يَمْتَد فِي مَوضِع دَقِيق غائر فِي طول الْجِسْم وَإِن امْتَدَّ إِلَى فَوق حَتَّى يبلغ الرَّأْس حدث التشنج. لي مَتى رَأَيْت فِي جراحات العصب ووتره قديداً وجع فِي طول الْبدن وَأخذ فِي الْعُلُوّ نَاحيَة الرَّأْس فَخذ فِي النطول والمروخ قبل أَن يحدث التشنج.

3 - (الْأَدْوِيَة)

ج: ذَنْب الْخَيل يلحم الْجِرَاحَات العصبية والأعضاء العصبية. والخراطين قد وَقع الاجماع على الحامها لقطع العصب. قَالَ د: دهن الأقحوان مُوَافق لالتواء العصب إِذا بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ مَتى ضمد بِهِ. والأبخرة مَتى ضمد بِهِ مَعَ ملح. ثَمَرَة الفنجنكشت وورقه مَتى ضمد بِأَحَدِهِمَا أَو بهما التواء الأعصاب ابرأه. البلبوس مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب. بزر قطوناً مَتى تضمد بِهِ مَعَ خل ودهن وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. ج قَالَ: اسْتعْملت دَقِيق الباقلي بعد أَن طبخته بِعَسَل فِي فسوخ العضل وهتكه. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. البسبايج أَصله مَتى تضمد بِهِ جيد لالتواء العصب.

اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العضل والعصب فاعجنه بخل. د:

عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها والتواء العصب. وَقَالَ: الجاوشير يشرب بِمَاء القراطن أَو بشراب وَافق وَهن العضل وأطرافه. طبيخ الوج نَافِع من شدخ العضل.

وَقَالَ: زبل الْخِنْزِير الْبري مَتى تضمد بِهِ مَعَ موم ودهن ورد أَبْرَأ التواء العصب. وَقَالَ: الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من شدخ العضل ووهنه. وَقَالَ: إِذا شرب الزراوند المدحرح بِالْمَاءِ هُوَ من أقوى الْأَدْوِيَة لفسوخ أوساط العضل وأطرافها.

 

(4/67)

 

 

جالينوس: سقومرطين يشرب مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لفسوخ العضل والعصب. رماد ثجير الْعِنَب أَو رماد قضبان الْكَرم مَتى ضمد بِهِ مَعَ خل التواء العصب أَبرَأَهُ. د: رماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَو مَعَ زَيْت نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: الكمادريوس مَتى شرب أَو طبيخه وَهُوَ طري نفغ من شدخ أَطْرَاف العضل. د قَالَ: قشور أصل الْكبر مَتى شرب بِالشرابِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل. د:

ثَمَرَة الْكبر وقشور أَصله تَنْفَع من هتك رُؤُوس العضل وأطرافها. أصل لوف الْحَيَّة ينفع من وَهن العضل. د: بزر لينابوطس إِن خلط بدقيق شيلم وخل وتضمد بِهِ وَافق شدخ العضل وأطرافها. وَقَالَ: ورق المرزنجوش الْيَابِس يعجن بقيروطي وَيُوضَع على التواء العصب. وَقَالَ: الْمقل نَافِع من شدخ أوساط العضل. ج: يظنّ بِهِ أَنه يشفي فسوخ العضل. الملوخ مَعْرُوف بِالشَّام مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: شراب عنصل نَافِع من شدخ أَطْرَاف العضل. وَقَالَ: البلبوس مَتى سلق وَأكل بالخل كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل ردي لوهن أطرافها. وَقَالَ: الأفسنتين نَافِع من خضرَة لحم العضل. وَقَالَ: الْملح مَتى خلط بالدقيق وَالْعَسَل نفع من التواء العضل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى سحق بِعَسَل وتضمد بِهِ نفع من انفتال الأوتار الَّتِي فِي العقبين. وَقَالَ: النمام نَافِع من ورم العضل مَتى تضمد بِهِ. وَقَالَ: النطرون يضمد بِهِ مَعَ قيروطي نَافِع لالتواء العصب. وَقَالَ: أصل السوسن مَتى خلط بالعسل أَبْرَأ التواء الأعصاب. وَقَالَ: الايرسا جيد للْفَسْخ والهتك فِي العضل. ج: السكبينج جيد لخضرة العضل والأوتار. د: 3 (حب العرعر) مُوَافق لشدخ العضل. وَقَالَ: الفاشرا مِنْهُ يهيأ مَعَ الْعَسَل لعوق نَافِع لشدخ العضل. وَقَالَ: ورق الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب وَافق التواء العصب. وَقَالَ: عصارة بخور مَرْيَم ينفع من التواء العصب. وَقَالَ: طبيخ الفوذنج نَافِع من رض العضل فِي أَطْرَافه. الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من شدخ أوساط العضل هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض اللَّحْم وَالَّتِي تَنْفَع من رض أَطْرَاف اللَّحْم هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض العصب. الْقسْط مَتى شرب بِخَمْر وألسنتين نفع من شدخ العضل. د: الْقسْط نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل.

جالينوس: قصب الذريرة مَتى أَخذ مَعَ بزر الكرفس والنيل أَبْرَأ شدخ العضل. وَقَالَ: أصل الْقصب الْفَارِسِي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن وجع انفتال العصب ووجع الصلب. وَقَالَ: مَتى شرب ورقه مجففاً مسحوقاً أَو شرب طبيخه نفع من حَضْرَة لحم العضل وأطرافه. وَقَالَ: القنطوريون الْكَبِير مَتى أعطي من أَصله من لَا حمى بِهِ مَعَ الشَّرَاب زنة دِرْهَمَيْنِ وَمن بِهِ حمى دِرْهَمَيْنِ بِالْمَاءِ نفع من وَهن العضل. أصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل.

وَقَالَ: القنة تُؤْخَذ لخضرة العضل. وَقَالَ: الراوند يشفي الفسوخ الْحَادِثَة فِي العصب والعضل.

 

(4/68)

 

 

ثَمَرَة الشونيز نافعة من شدخ العضل. الزفت الْيَابِس جيد لورم العضل. مرق الضفادع المطبوخة بِمَاء وملح وزيت مُوَافق للأورام المزمنة الْعَارِضَة فِي الأوتار. ذَنْب الْخَيل نَافِع من شدخ أوساط العضل مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط. وَقَالَ: الثوم مَتى شرب شفي فسوخ العضل والعصب.

وَقَالَ: الغاريقون مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى جعل من الأسرب صفيحة وَوضع على الغدة الْمَعْرُوفَة بتعقد العصب اذهبته. د: وَرَأَيْت أَنا هَذِه تدق بالمرطقة دقاً جيدا فَذَهَبت بِهِ. الخطمي مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ نفع من تمدد الأعصاب وتعقدها لِأَنَّهُ يلين وَيحل ويرخي. د: أصل الخطمي مَتى طبخ بِالشرابِ وَشرب نفع من شدخ أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى أَخذ دِرْهَم من أصل الْخُنْثَى نفع من وَهن العضل. وَقَالَ: الْوَسخ الْمُجْتَمع على أبدان المصارعين نَافِع من التعقد الْكَائِن فِي البراجم.

مرهم ملين للعصب الَّذِي فِيهِ صلابة: لعاب بزر الْكَتَّان بزر خطمي حلبة بزر قطوناً ثَلَاثَة أَرْطَال شمع أصفر أَرْبَعَة أَرْطَال علك سِتّ أَوَاقٍ زَيْت رطلان يطْبخ اللعابات حَتَّى يغلظ وَيجْعَل عَلَيْهَا العلك وَالزَّيْت والشمع ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرجع إِذا برد كالدياخيلون وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا مثله: عصارة بنج وشحم وشمع وارتينج بِالسَّوِيَّةِ يعْمل مرهماً للضربة والسقطة على العصب. ورق الخطمي الرطب يوضع عَلَيْهِ وينفع من التشنج وينفع من الرض الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء العصبية وَالْقطع. لحم الصدف وغبار دَقِيق الرَّحَى إِذا خلط مَعَ المر والكندر وضمد بِهِ نفع. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا حدث الرض فِي العضلة فعالجه بدواء يسكن وَإِن كَانَ قد حدث بِهِ ورم تفجر فَلَا تعالجه بِمَا يحل الورم المتفجر كالرماد وَغَيره لَكِن اقصد إِلَى تسكين الوجع فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الْعِنَب مَعَ شراب وخل يسير وزيت بِمِقْدَار قصد وأسخن هَذِه اسخانا معتدلاً واغمس فِيهَا صُوفًا وسخا وَهُوَ صوف الزوفا الرطب وَضعه عَلَيْهِ فَمَتَى لم تقدر على هَذَا الصُّوف فألق مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء شَيْئا من الودج وَهُوَ الزوفا الرطب نَفسه وعالجه بِهِ بصوف وَيجب أَن تسكن وجع المفاصل المرضوض أبدا بدواء قوي مركب مِمَّا ينضج ويحلل وَيقبض قبضا معتدلاً فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا قبض فِيهِ أصلا فكثيراً مَا يزِيد فِي الورم وَلَا سِيمَا فِي الْأَبدَان الممتلئة. وَانْظُر أبدا فِي رض العضل فَمَتَى كَانَ الوجع أَشد من غَيره فاقصد لتسكينه وَمَتى لم يكن هُنَاكَ وجع فَاسْتعْمل العلاج الأبلغ فِي حَال الورم والعلاج الأبلغ يكون بالأدوية القوية جدا كَمَاء الرماد والخل وَبعد هذَيْن الشَّرَاب وَمَتى كَانَت العضلة لَا وجع فِيهَا فقد يمكنك أَن تطرح بدل مَاء الرماد بورقاً أَبيض زبدياً. وَمَتى كَانَ الانتفاخ فِي العضل قد كال مكثه من أجل توان كَانَ عَنهُ فِي المداواة فَيجب أَولا على مَا وصفت أَن يداوي صَاحبه بالدواء الْمُتَّخذ بِمَاء الرماد ثمَّ ثق بِوَاحِد من الْأَدْوِيَة الدَّاخِلَة فِي بَاب المراهم وَمثل ذَلِك يُؤْخَذ من وسخ الْحمام فغله ثمَّ صفه أَو لَا حَتَّى يصفو ثمَّ اجْعَلْهُ فِي

 

(4/69)

 

 

طنجير ويلقى عَلَيْهِ نورة مسحوقة قد صَارَت كالدقيق بِمِقْدَار مَا يصير فِي ثخن الطين. والدواء الْمُتَّخذ بالخمير أَيْضا يُوَافق لهَؤُلَاء وَغَيره مِمَّا أشبهه.

الْيَهُودِيّ: مَتى أصَاب العصب هتك وشق فأسمنه دَائِما واحفظ أَلا يلتحم حَتَّى يسكن وَجَعه فَإِنَّهُ مَتى انْضَمَّ قبل سُكُون وَجَعه وينحل مَا فِيهِ عفن. وَقَالَ فِي قاطاجانس: حانى مَتى أَصَابَهُ)

رض بِقرب من مفصل اصبعه من شقَّه الْيُمْنَى فَرَأَيْنَا مَا حول الْعصبَة العليلة قد صَار من الرُّطُوبَة إِلَى التعفن فضمدت هَذَا الْموضع بضماد متخذ من دَقِيق الشّعير معجوناً بِمَاء الرماد الْقوي وعرقت الْموضع الَّذِي لم يكن قد حدث فِيهِ عفونة لَكِن كَانَ قد تمدد بِزَيْت سخن يسْقِيه وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك قيروطي الفربيون. وَقَالَ: من شَأْن النَّاس أَن يسموا الْفَسْخ فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَيْضا جراحات العصب والكائن أَيْضا فِي الأوتار والرباط والأعضاء العضلية والعضل هُوَ جراحات العصب وكل هَذِه الْجِرَاحَات يتحد بِعَيْنِه.

لي كَذَلِك قد جعلنَا البَاقِينَ وَاحِدًا ثمَّ جعلت من غَد فِي ضماده مَكَان دَقِيق الشّعير دَقِيق الكرسنة معجوناً بِمَاء الرماد فَأصْبح فِي الْيَوْم الثَّانِي أصلح حَالا. وَلما عالجته فِي الْيَوْم الثَّالِث مثل ذَلِك سكن وَجَعه الْبَتَّةَ إِلَّا أَنه ظهر فِي الْموضع الَّذِي كَانَ تعفن جسم شَبيه بالعصب غليظ فساعة حركته سقط لِأَنَّهُ كَانَ قد عفن فَظن الْحَاضِرُونَ أَنه وتر الْأصْبع وَأما أَنا فَعلمت أَن هَذِه الأوتار تلين الْأَصَابِع وَعَلَيْهَا أغشية غَلِيظَة علمت أَن تِلْكَ هِيَ ذَلِك الغشاء وَرَأَيْت الْوتر تَحْتَهُ سليما فعمدت لذَلِك إِلَى بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي أَحدهَا أَقْرَاص بوليداس واندرون فأدفته بعقيد الْعِنَب وطليت الْموضع المكشوف مِنْهُ ثمَّ ضمدته على الْمِثَال الأول وضعت عَلَيْهِ قيورطي الفربيون كَمَا كنت أفعل فَكنت انْتظر أَن تَبرأ الْعصبَة من الورم ثمَّ الحم الْجرْح. وَإِن لم يكن مَا بِهِ من الورم عالجته بِبَعْض المجففات فَلَمَّا برأَ الورم الحمت الْجرْح فَسلم من كل آفَة حَادِثَة لجراحات العصب. وَأما رجل آخر فَإِنِّي طليت الْمَوَاضِع المكشوفة من جراحته بِهَذِهِ الأقراص مدافة بعقيد الْعِنَب وَوضعت فَوق ذَلِك قيوطي الفربيون حَتَّى برأَ.

لي هَذَا إِذا لم يكن فِي حول الْجراحَة ورم فَلذَلِك لم نعرقه بالزيت وَلَا كَانَ ورم عصبه أَيْضا كثيرا فَلذَلِك لم نضع عَلَيْهَا ضماد الكرسنة.

قَالَ: وَجُمْلَة علاجي للجراحة فِي العصب أعالجها بأدوية بطيئة القوام ذائبة وَمرَّة أداويه بأدوية ازم قوما مِنْهَا. لي هَذَا على نَحْو سَعَة الْموضع وضيقه. قَالَ: وأضع خَارج المرهم صوف مَاعِز لينًا مبلولاً بِزَيْت حَار وأحله فِي النَّهَار وَاللَّيْل مَرَّات ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وأعرقه بالزيت. وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الْحل عَن القرحة كل قَلِيل إِذا كَانَت الْأَدْوِيَة تلذعها فَإِن لم تلذع فَإِنَّمَا احله مرَّتَيْنِ فِي يَوْم وَلَيْلَة بِالْغَدَاةِ والعشي. وَالزَّيْت الَّذِي كنت أعرق بِهِ يكون مفتراً فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبرد فِي غَايَة المضادة لهَؤُلَاء كَذَلِك الفتورة فِي غَايَة الْمُوَافقَة. فَأَما الدّهن الْحَار فإياك وإياه فَإِنَّهُ يقحل اللَّحْم)

وييبسه والبارد يمدده والفاتر مُوَافق جدا وأهرب أَن يُصِيب الْعُضْو مَاء الْبَتَّةَ. وَأكْثر مَا يَقع جراحات العصب فِي الْكَفَّيْنِ. وَكَانَ رجل قد أَصَابَته جِرَاحَة

 

(4/70)

 

 

فِي يَده واعتر بِأَن سكن عَنهُ الوجع فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَذهب الورم فتصرف فِي حَاجته فَأَصَابَهُ برد شَدِيد فِي يَده فَانْصَرف وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده يبلغ إِلَى الرَّقَبَة فصرت إِلَيْهِ فَأَمَرته أَن يعرق يَده بِزَيْت مسخن والموضع المحاذي من رقبته وكمدته بصوف مبلول بذلك الزَّيْت وَوضعت مِنْهُ على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ الفربيون وجندبادستر فهدأ من سَاعَته فَنَامَ وأتيته وَقد بطلت تِلْكَ الْأَعْرَاض عَنهُ وألزم الْمَرِيض الْبَيْت مَتى كَانَ مِنْهُ خَمْسَة أَيَّام وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ ريح بَارِدَة الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه إِن بَقِي إِلَى السَّابِع لَا يوجعه وَلَا يتمدد وَلم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك الْبَتَّةَ يَنْبَغِي أَن يوضع فَوق الزَّيْت دثار يمْنَع الْعُضْو من الْبرد وَيجب أَلا يكون فِي الزَّيْت قبض الْبَتَّةَ وَقد وضعت على بعض هَذِه وسخ الكور حَيْثُ ظَنَنْت أَن الخمير لَا يبلغ من اسخانه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ طرياً وَكَانَ هَذَا اللَّبن قَرِيبا منى وخلطت أَيْضا زفتاً رطبا بخمير وَوَضَعته عَلَيْهِ. فَأَما الأضمدة المتخذة بالخل وَالْعَسَل ودقيق الشيلم والترمس فقد استعملتها دَائِما فِي المدن لَا فِي الْقرى وَعند الضرورات فِي جراحات العصب واقتصرت مَرَّات كَثِيرَة حَيْثُ لم يتهيأ. لي شَيْء آخر: إِن ضربت خلا فائق الثقافة بِزَيْت وَوَضَعته بصوف على الْجراحَة سَاعَة وَقعت وأتاني رجل من أهل بيتى قد عرض لَهُ عفن فِي بعض أوتاره فَدفعت إِلَيْهِ فربيوناً عتيقاً وأمرته أَن يخلطه بقيروطي ويضعه على مَوضِع العفن فَلَمَّا رجعت من حَاجَتي سَأَلته: هَل وجد لذعاً فَزعم أَنه وجد فِيهِ دغدغة فَقَط وَتركته كَذَلِك إِلَى أَن أمسيت فَلَمَّا أخذت الدَّوَاء عَن الْموضع رَأَيْت أَن الصَّوَاب اسْتِعْمَال ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه وَلم أزل أعَالجهُ إِلَى أَن برأَ. لي غَرَض جراحات العصب أَلا تعفن أَولا وَألا تبرد وَلَا ترم لِأَنَّهُ إِن عفن زمن وَإِن ورم أَو برد تشنج فَلذَلِك يحْتَاج أَن تعالجه بالأدوية الحارة الْيَابِسَة وبالمحللة اللينة الفاترة ليصيبه تجفيف يمنعهُ من قبُول مَادَّة ترطب وتعفن ويتحلل عَنهُ الورم وَلَا يبرد وَإِلَّا يَنْضَم فَم الْجرْح لِأَنَّهُ إِذا اجْتمع ذَلِك الصديد حول الْعصبَة عفنها وَاشْتَدَّ الوجع. فَيَنْبَغِي أَلا يلتحم فَم الْجرْح حَتَّى يسكن ورم الْجرْح ويجف جفوفاً محكماً وَلَا تخشى ورماً وَلَا وجعاً ثمَّ يلحم. قَالَ: وَذهب إِنْسَان رأى فعلى فعالج مثل علاجي بفربيون حَدِيث قوي وخلط بالقيروطي بِمثل ذَلِك الْوَزْن فأحدث فِي الْجراحَة لذعاً ووجعاً شَدِيدا وَلما جىء بِهِ أخذت عَنهُ ذَلِك الدَّوَاء وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل لِأَنَّهُ قد كَانَ)

أحمى بالفربيون الحَدِيث وَذَلِكَ يجب أَن يتَعَاهَد فَإِن كَانَ اللذع قَوِيا أقللت من الفربيون والدواء الْحَار الَّذِي تستعمله وَإِن قصر عَمَّا تريده زِدْت وَإِن وجدته يحدث حرارة معتدلة اقررته على حَاله فِي الفربيون وَبَين الْعَتِيق والْحَدِيث بون بعيد جدا. وَكَانَ الَّذِي دفعت إِلَيْهِ أَتَى عَلَيْهِ خمس سِنِين وَهَذَا قدير الْقُوَّة وليخلط من الحَدِيث جُزْءا وَعشرَة من القيروطي فَاجْعَلْ الفربيون ضعفيه أَو ثَلَاثَة أضعافه وَإِذا أردْت أَن يكون الدَّوَاء ثخيناً فاحفظ هَذَا الْوَزْن وزد فِي اشمع وَأدْخل فِي

 

(4/71)

 

 

الدَّوَاء علكاً وَنَحْو ذَلِك وَيكون وزن الشمع وَالزَّيْت إِذا أردته ثخيناً بِالسَّوِيَّةِ وَمَتى أردته غليظاً أدخلت فِيهِ علك البطم قدر مَا يكون القيروطي على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ تزن بالميزان نصف سدسه من الفربيون واخلط بِهِ وجرب هَذَا المرهم بِأَن تضعه على ساقك ودعه ثَلَاث سَاعَات فَإِن اسخنك اسخاناً معتدلاً فَإِن تأليفه جيد وَإِن كَانَ لَا يسخن الْبَتَّةَ فزد فربيوناً وَإِن كَانَ يلذع لذعاً شَدِيدا جدا فزد فِي القيروطي وَمَتى قدرت على وسخ الكور فاجعله بدل العلك فَإِنَّهُ اخود من جَمِيع العلوك وتجنب الرطوبات الردية والرياح البخارية من عمق القرحة إِلَى ظَاهرهَا فَيصير الدَّوَاء لذَلِك فِي غَايَة الْجَوْدَة وَلِأَنَّهُ هُوَ وَحده عَالَجت بِهِ جراحات العصب وَمَعَ لبن اليتوع وَوَجَدته نَافِذا جدا وَقد عَالَجت أَيْضا هَذِه الْجِرَاحَات بمرهم الباسليقون بعد أَن خلطت فِيهِ كبريتاً لم يطفأ ونطرونا وزهرة البورق أَو زهر حجر اسيوس وَنَحْو ذَلِك أَو رغوة البورق وَبِالْجُمْلَةِ فَكل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من عمق الْجِسْم إِلَى ظَاهره مُوَافقَة لجراحات العصب بعد أَلا يكون مَعهَا حرارة مفرطة وَلَا برودة مفرطة وَلَا حموضة أَو يخلط مَعهَا مَا يعمع هَذِه من غير أَن يفْسد قواها.

قَالَ: والأجود أَلا يستحم صَاحب هَذِه الْعلَّة فَإِن لم يقبل مِنْك فلف على مَوضِع الْجراحَة طاقات كَثِيرَة من خرق مشربَة زيتاً وَإِذا خرج فارم بهَا وَبِمَا على الْجرْح اجْمَعْ وجدد لَهُ العلاج.

وَيحدث عَن عِلّة الأوتار تشنج إِن عفنت عفن مَعهَا. وَيجب مَتى وَقعت الضَّرْبَة على الْوتر بِالْعرضِ أَن تقطع بَاقِي الْوتر لتأمن التشنج وَكَذَا كنت أفعل وَكنت أَدِيم التعرق بالزيت وَلَا أقرب مِنْهُنَّ المَاء فابرأتها فِي أَيَّام يسيرَة. د: مُوَافق لجراحات العضل مَتى بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ وأصل الاذخر. ج: قد اسْتعْملت دَقِيق الباقلي مَرَّات بعد أَن طبخت دقيقه بالعسل فِي جراحات العصب)

وهتكه وفسوخه.

اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العصب وجراحاته فاعجنه بخل وَعسل. ج: دهن الْجَوْز لِكَثْرَة تَحْلِيله يداوي بِهِ جراحات العصب. عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهَا زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها. د: وفوة الصباغين مَتى أنعم دقها وخلطت بخل فَإِنَّهَا لقبضها توَافق جراحات الأعصاب. وَقَالَ: الزّبد يَقع فِي أدوية جراحات العصب وحجب الدِّمَاغ وفم المثانة. بصل النرجس إِذا تضمد أفرق خراجات الأعصاب. جالينوس قَالَ: يبلغ من قُوَّة بصل النرجس أَن يلحم الْجراحَة فِي الأوتار. ج: النّيل البستاني يلحم الْجِرَاحَات وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضلات أصُول السوسن مَتى سحقت وخلطت بالعسل أبرأت انْقِطَاع الأعصاب.

 

(4/72)

 

 

د: الدَّوَاء الْمَعْمُول من عصارة السوسن بالخل وَالْعَسَل على مَا فِي انبات اللَّحْم جيد من جراحات العصب. ج: لحم الصدف مَتى سحق مَعَ كندر وَمر الزق الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي الأعصاب. ج: قد اسْتعْملت لحم الحلزون مرّة فِي قَرْيَة بِأَن سحقته وَوَضَعته على غُبَار الرَّحَى على جِرَاحَة كَانَ مَعهَا قطع وَفسخ فِي العصب فاندملت حسنا وَلم يحدث فِي الْعصبَة ورم. حب الْقرظ لِأَنَّهُ يجفف من غير لذع يصلح جراحات الأعصاب. ج: الخراطين مَتى أنعم دقها وضمدت بهَا الأعصاب المنقطعة ألحمها وَيجب أَلا يحلهَا ثَلَاثَة أَيَّام. د وَج: زعم أَقوام أَنهم جربوا الخراطين مَتى سحقت وَوضعت على العصب الْمَقْطُوع نَفَعت من ساعتها.

ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة النافعة لجراحات العصب: قردمانا قسط مر وحلو أصل الاذخر قصب الذريرة راسن اقحوان قنة مَعَ دهن السوسن مقل الْيَهُود حب العرعر غاريقون راوند صيني زراوند طَوِيل قنطوريون علك ايرسا فوتنج. الْيَهُودِيّ: هَذِه جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ نَفَعت من ذَلِك.)

من تذكرة عَبدُوس لقطع العصب: يضمد بالخراطين المدقوقة أَو بِلَحْم الصدف مَعَ غُبَار الرَّحَى ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت العصت نخسة فَلَا بُد لَهُ ضَرُورَة لفضل جسا أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وَأَنه لَا محَالة يرم مَتى لم يحتل فِي تسكين وَجَعه وَمنع حُدُوث الورم فَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب أَلا يلحم فِي النخسة بل يمْنَع الالتحام كي يخرج مِنْهَا الصديد وينقي الْجِسْم من الفضول واحرص كل الْحِرْص أَلا يحدث فِي الْعُضْو وجع والحزم أَن توسع الْموضع إِن كَانَ ضيقا واستفرغ جملَة الْجِسْم بفصد الْعرق إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل وَمَتى كَانَ الْجِسْم ردي الْخَلْط نقيته بالدواء المسهل تبادر بِهِ فِي أول الْأَمر واجتنب المَاء الْحَار فِي جراحات العصب وَذَلِكَ أَن قد شقّ جَوْهَر العصب من مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وكل شَيْء يكون قوام جوهره هَذَا القوام فَهُوَ ينْحل ويتعفن من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة مَعًا وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن لَا يقرب مِنْهُ المَاء الْحَار الْبَتَّةَ واطله بالزيت مفتراً وَيكون الزَّيْت لَا قبض مَعَه أصلا. فَأَما أدويته فلتكن لَطِيفَة الْأَجْزَاء معتدلة الْحَرَارَة تَجف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه فَإِن هَذِه وَحدهَا تقدر على اجتذاب الصديد من عمق الْجِسْم من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الذب تعالج بِهِ وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته علك البطم وَحده مَعَ شَيْء من الفربيون أما وَحده فَفِي الْأَبدَان الرّطبَة وَمَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة وَكَذَلِكَ وسخ الكور وَحده مَعَ الفربيون وَمَتى تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً فاعجنه بِزَيْت لطيف غير قَابض فَأَما الْأَبدَان الشَّدِيدَة الصلابة فقد اسْتعْملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت وعلك البطم والجاوشير أَيْضا فقد اسْتعْملت هَذِه وَأرى أَن الحتيت أَيْضا نَافِع مَتى اتخذ مِنْهُ دَوَاء إِلَّا أَنِّي

 

(4/73)

 

 

لم أسخنه بعد والكبريت لِأَنَّهُ لطيف الْأَجْزَاء وَلَيْسَ من جنس الْحِجَارَة ينفع جراحات العصب يخلط مَعَه من الزَّيْت بِمِقْدَار مَا يصير لَهُ الْجَمِيع فِي ثخن وسخ الْحمام فَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً صلباً فاجعله أثخن وَقد خلطت لهَذِهِ الْعلَّة أَيْضا نورة مغسولة بِزَيْت فنفع وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي الصَّيف الْحَار وَإِن غسلتها غسلات كَانَ أَجود وأنفع وَقد عَم النَّاس اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته واستعملته وَهُوَ مركب من شمع وراتينج وفربيون وزيت والعلك والزفت من كل وَاحِد نصف جُزْء وَمن الشمع جُزْء وَإِن لم يتهيأ علك البطم فَاجْعَلْ مَكَانَهُ راتينجاً. فَأَما الفربيون فَلْيَكُن نصف سدس الشمع وَمَتى أردته أقوى فَأكْثر قَلِيلا فَإِن كَانَ العلك يَابسا قَوِيا بِمَنْزِلَة العلك الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ حِينَئِذٍ شَيْء يسير من الزَّيْت وَصفَة هَذَا الدَّوَاء مَكْتُوبَة فِي)

المراهم.

وَبِالْجُمْلَةِ فمداواة الْعصبَة الَّتِي يُصِيبهَا نخس ووجبة أَو ينتقص اتصالها بِأَيّ ضرب كَانَ يجب أَن يكون أدويتها تحدث حرارة فاترة وتجفف تجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها حَادِثا لطيف الْأَجْزَاء وَيجب أَن تزيد فِي قُوَّة الدَّوَاء وتنقص مِنْهُ وتبقيه على حَاله بِقدر مَا تروم أمره إِذا حللته كل مرّة فَإِن رجلا من الْأَطِبَّاء قد كَانَ داوى بمرهمي مرهم الفربيون النخس الْوَاقِع بالعصب مَرَّات فأنجح ثمَّ أَنه داوى بِهِ رجلا فَلم ينجح وَحدث بالعضو وجع وورم فَسَأَلت العليل: هَل أحس فِي الْيَوْم الَّذِي وضع عَلَيْهِ مرهم بِمَسّ حرارة شَبيهَة بحرارة شمس لينَة فَذكر: أَنه لم يجد ذَلِك. وَسَأَلت الطَّبِيب فَإِذا هُوَ قد اتخذ مِنْهُ أرجح من سنة وَكَانَ الَّذين داواهم بِهِ صبياناً وشباناً وفكرت فِي هَذَا أَن الفربيون نَاقص عَمَّا يَنْبَغِي فزدت فِي مِقْدَاره ووسعت فمي الْجرْح لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وعرقت الْعُضْو بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه وَأمرت أَن يحل بالْعَشي وَأَن يعالج بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه الَّذِي عالجته بِهِ مَعَ الدَّوَاء وَأمرت العليل أَن يمسك عَن الطَّعَام فَلَمَّا فعل ذَلِك أصبح العليل وَقد سكن الوجع عَنهُ وتبرد الورم فَإِن كَانَ الْخرق الْوَاقِع بالعصب لَيْسَ يحسه بل هُوَ خرق فَانْظُر: أهوَ ذَاهِب فِي عرض الْعصبَة أَو فِي طولهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها وَانْظُر أَن الْجلد قد انخرق خرقاً بَينا حَتَّى أَن الْعصبَة بقيت مكشوفة وخرقها بالطول فَلَيْسَ يجب أَن تقرب هَذِه الْعصبَة شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله لِأَن الْعصبَة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة وَهِي مكشوفة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْدَمَا كَانَ بَينهَا وَبَين الْجلد والأجود هَهُنَا أَن تعجن النورة المغسولة بِزَيْت كثيرا وعالجها والدواء الْمُتَّخذ بالتوتيا جيد فِي مثل هَذَا الْموضع مَتى ديف بدهن ورد يخلط بِهِ ملح وَجُمْلَة غرضك فِي مداواة الْعصبَة المكشوفة أَن تجففها تجفيفاً لَا لذع مَعَه وأجود مَا يكون مِنْهَا النورة إِذا غسلت مَرَّات كَثِيرَة بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد والتوتيا إِذا فعل بِهِ ذَلِك لِأَنَّهُ يسلخ حدتها فِي المَاء والمرهم الْمُتَّخذ بالعسل وَيجب أَن يكون شمعه مغسولاً ودهن ورد لَا ملح فِيهِ. وَإِن وَقع فِي هَذِه الْأَدْوِيَة علك فَلْيَكُن معتدلاً. وَإِن كَانَ العيل نقي الْبدن أمكن أَن يداوي بالأدوية المغسولة المقوية فَإِنِّي داويت شَابًّا معتدل الطَّبْع إِلَّا أَنه كَانَ عرض لبدنه احتراق من الشَّمْس كَانَ قد عرض لَهُ خرق وَاسع

 

(4/74)

 

 

فِي زنديه وعصبه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بوليداس فأدفنها بعقيد الْعِنَب وسخنتها على مَاء حَار وغمزت فِيهِ فَتِيلَة وَجَعَلته فِي الْجرْح)

وَيجب أَن يكون هَذَا مِمَّا لَا تَفْعَلهُ وَهُوَ أَلا يلقى لموْضِع الْجرْح والعصبة وَشَيْء من الْخرق من الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. جملَة يُؤمن إِن كَانَ هَذَا العصب من عصب عضلة أَن يحدث التشنج فِي أسْرع الْأَوْقَات وَقد يعرض التشنج أَيْضا عِنْدَمَا يُصِيب الأوتار آفَة فَلَمَّا وضعت على مَوضِع الْجراحَة وعَلى مَوَاضِع كَثِيرَة مِمَّا حوله وفوقه من الدَّوَاء جعلت أعرق مَوضِع الرَّقَبَة والإبطين وَالرَّأْس بِزَيْت حَار لن الْجراحَة كَانَت فِي الْيَد تعريقاً متواتراً وأخرجت أَيْضا دَمًا من فصد فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَاله وضمدت قُرْحَته وانقبضت وَبرئ فِي السَّابِع برءاً تَاما وَمَا كَانَ من القروح فِي مثل هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يجب أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا التَّدْبِير الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة وَلَا تستعمله فِي القروح الْكَبِيرَة كَمَا تستعمله فِي القروح الصَّغِيرَة الَّتِي الْعصبَة فِيهَا مغطاة بِالْجلدِ فَإِن احتجت أَن تغسل الْعصبَة من صديدها فنشفها بصوفة على طرف ميل وَإِن احتجت أَن تبله بِشَيْء لكَي لَا يلقى القرحة وَهِي يابسة فبلها بعقيد الْعِنَب وبالشراب الحلو الْبعيد من الْقَبْض واللذع واترك المَاء دَائِما واهرب مِنْهُ فِي علاج العصب نخسة كَانَت أَو خرقاً وَكَذَلِكَ اهرب من الضماد المرخى فَإِن اسْتعْملت الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالقلقطار فَإِنَّهُ قريب من الأقراص الَّتِي ذكرت فأدف هَذَا أَيْضا فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص أندرون وفراسيون تقوم مقَام هَذَا الدَّوَاء الَّذِي ألفناه نَحن وَهُوَ أقوى من كلهَا وَقد قلت: أَن الْأَبدَان القوية يجب علاجها بالأدوية القوية وَبِالْعَكْسِ وَمَتى وَقعت الْجراحَة فِي عرض الْعصبَة فَإِن هَذَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ أَن الورم يصل الشظايا المقطوعة الَّتِي لم تَنْقَطِع فَيحدث لذَلِك التشنج وعلاج الْجرْح هَهُنَا هُوَ ذَلِك بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يجب لصَاحِبهَا أَن يخرج لَهُ من الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا أخرج لذَلِك ولطف تَدْبيره أَكثر ويحفظه على الهدوء والسكون ولينوم على فرَاش وطىء ويعرق إبطه ورقبته بِزَيْت حَار فَإِن كَانَت الْجراحَة فِي الرجل فليعرق الحالبين ويمرخ عظم الصلب كُله حَتَّى تصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس وَأما رض العصب فَإِن كَانَ عه رض فِي الْجلد أَو قرحَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية غرضها أَن تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع وتشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد استرخت من أجل الرض. فَأَما أَن اصاب الْعَضُد رض غير أَن يرض مَعَه الْجلد وَمَا أقل مَا يكون ذَلِك فصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً منزيت قوته محللة صبا متواتراً واعن عَن أَمر الْجِسْم جملَة مثل مَا وَصفنَا وَهُوَ يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت وَأما رض العصب مَعَ الْجلد فقد يكون كثيرا)

وَأَصْحَاب الصِّنَاعَة قد علمُوا بالتجربة مداواته بدقيق الباقلي وخل وَعسل. وبالحق ان هَذَا دَوَاء جيد. وَمَتى كَانَ مَعَ الرض وَجمع فاخلط مَعَه زفتاً عِنْد طبخه وضمد بِهِ وَهُوَ حَار.

وَمَتى أردْت أَن يكون تجفيفه أَشد فاخلط مَعَه دَقِيق الكرسنة وَمَتى أَحْبَبْت تجفيفه أَكثر فاخلط مَعَه الْعَسَل وأصول السوسن. والعناية بِأَمْر الْجِسْم كُله يعم هَذَا وَغَيره. فَإِن انْقَطَعت الْعصبَة فابترها بِلَا خوف على من أَصَابَهُ ذَلِك إِلَّا أَن الْعُضْو الَّذِي كَانَ يَتَحَرَّك بِهِ يفلج

 

(4/75)

 

 

ومداواته مداواة سَائِر القروح. فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا وَإِن كَانَ نوعها من أَشد شَيْء فقد يحْتَمل من المداواة مَا هُوَ أَشد وَأقوى لِأَنَّهَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس. وَأما الأوتار فَلِأَنَّهَا تشارك العصب لِأَنَّهَا من عصب ورباط فقد يحدث من أجلهَا التشنج وتعرف هَل الْجراحَة فِي عصب أَو وتر أَو رِبَاط من جنس تفرك بجوهر كل وَاحِد مِنْهَا بالتشريح وَإِذا أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة فَإِن كَانَ رِبَاطًا ينْبت من عظم ويتصل بِعظم فَلَا مَكْرُوه فِيهِ وَيجوز مداواته بِمَا شِئْت وَإِن فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الْجراحَة الْوَاقِعَة فِي الأوتار والعصب والعضل لفضل حسها واتصالها بالدماغ تورث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا مَتى لم يتحل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ لانسداد فَم الْجرْح فَلذَلِك يجب فِي مداواة هَذِه أَن تفتح فَم الْجرْح وتجفف القرحة بدواء جوهره جَوْهَر لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى الْعُضْو حَتَّى يصل إِلَى الْعصبَة الَّتِي نالها الشق.

قاطيطريون: اهرب عِنْد علاج هَذِه أَعنِي العصب من الْبرد وَالرِّيح. وَمن هَذَا الْكتاب: مَتى كَانَ سُقُوط الْأَجْسَام العصبية من الْجِسْم فِي القروح بعد أَن يتقيح الْموضع كَانَ سليما لَا خطر فِيهِ وَيكون فِي مُدَّة أطول قَلِيلا فَإِذا استكرهت الْعصبَة الوترة الَّتِي تحْتَاج أَن تقطع بالآلات والأدوية ومددتها حدث عَن ذَلِك أورام وتشنج وحميات فِي بعض الْمَوَاضِع.

قاطاجانس: جراحات العصب لَيست تحْتَاج إِلَى أدوية تقبض بل أدوية تجتذب مَا فِي عمق الْمَوَاضِع من الشَّيْء المؤذي اجتذاباً كَافِيا وَتخرج إِلَى خَارج. قَالَ: وَكنت أرى معلمي يعالجون الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالعصب بعلاج الْجِرَاحَات الطرية وَهُوَ العلاج الملحم وَكَانُوا يضعون عَلَيْهَا فِي الْأَكْثَر الْأَدْوِيَة الملزقة يُرِيدُونَ بذلك إلزاق الْجراحَة وَإِن كَانَ مَعَ الْجراحَة ورم صبوا عَلَيْهِ مَاء فاتراً كثير الْمِقْدَار ويعرقونه بالزيت ثمَّ يضمدونه بضماد دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت ورأيتهم يعالجون من أصبته جِرَاحَة على ركبته أَو عِنْد الْوتر العريض بِهَذَا العلاج بِعَيْنِه وَهُوَ فَوق عين)

الرّكْبَة بِقَلِيل وَهَذَا بِأَن يكون قَاتلا أولى مِنْهُ بِأَن يكون علاجاً لَهُ فَإِنَّهُ كَانَ حيلهم مِنْهُم يموتون وَمِنْهُم من يتَخَلَّص بعرج وَكَذَلِكَ جَمِيع من عالجوه فِي أوتار كَفه تعقدت أوتارهم كثيرا وعفنت الْجراحَة ببعضهم كثيرا فَلَمَّا رَأَيْت كَثْرَة العفن فِي هَذَا العلاج حكمت أَنه يجب أَن يعالج بالبرد والبنج ثمَّ مَا رَأَيْت الْبرد عدوا للعصب علمت بِأَن أدود أدوية العصب مَا كَانَ يجفف مَعَ توَسط بَين الْحَرَارَة والبرودة وَإِن كَانَ أَيْضا جاراً جَازَ بِأَن يكون بَالغ التجفيف وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن التعفن من العديم الرُّطُوبَة وَعلمت أَيْضا أَن الَّذِي يجب أَن يعالج بِهِ الْعصبَة وَهِي مكشوفة غير مَا يَنْبَغِي أَن تعالج بِهِ وَهِي متوارية إِذا كَانَت هَذِه يسيرَة لَا يلقاها الدَّوَاء بل إِنَّمَا الْوَاصِل إِلَيْهَا قوته فَلذَلِك يجب أَن تكون ألطف وَأقوى وَلَا يكن مَعَ هَذَا أَن يكون هَذَا الدَّوَاء بَالغ الْحَرَارَة لِأَن حرارته تنفذ قبل الْوُصُول إِلَى الْمَوَاضِع.

 

(4/76)

 

 

قَالَ: وَرَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة على عضل فَخذه حَيْثُ هِيَ قريب من الرّكْبَة بِالْعرضِ فقور فِيهِ فعزمت أَن أخبطه لِأَن الرِّبَاط إِذا كَانَت الضَّرْبَة بِالْعرضِ لم تضبط فَم الْجرْح وامتنعت من التغرية لِأَنِّي علمت أَن الْأَجْزَاء اللحمية من العضل لَا بَأْس عَلَيْهَا من ذَلِك فأمنت بذلك هَذِه الْجراحَة من جَمِيع المعايب وَذَلِكَ أَن بَعضهم كَانَ يخيط فَم الْجرْح ظَاهرا فَيبقى مَا وَرَاءه غير ملتحم وَكَانَ يخيط الأوتار مَعَ اللَّحْم فَكَانَ يُورث أَشْيَاء ودية من تشنج وَغَيره وَهَذِه الأوتار الَّتِي هَهُنَا عريضة فَأَما الرِّبَاط فَلَيْسَ من جراحته مَكْرُوه مثل مَا فِي جِرَاحَة الْوتر لِأَن منبته من الْعظم. لي فِيهِ استرخاء الْمفصل وزواله عَن مَوْضِعه وَإِذا كَانَت الْجراحَة الَّتِي فِي العصب فالعصب مِنْهَا مَكْشُوف وتحتمل أَن تُوضَع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الحارة لِأَنَّهَا معراة مكشوفة فَأَما الَّتِي هِيَ تحس فَلَيْسَتْ الْعصبَة فِيهَا ظَاهِرَة فَإِنَّهَا تُوضَع عَلَيْهَا ويحذر التحامها وَمَتى احتجت إِلَى توسعها إِن كَانَت فِي غَايَة الضّيق فوسعها بشقين يتقاطعان على زَوَايَا قَائِمَة لِأَن النخسة إِذا التحم رَأسهَا وَاجْتمعَ الصديد دَاخِلا على العصب حدث بَغْتَة تشنج قَاتل.

فِي تأليف أدوية جراحات العصب: احذر القابضة وخاصة فِي النخسة فِي العصب فَأَما مَا كَانَ يجلو كتوابل النّحاس فَهُوَ مُوَافق واسحق مَعَه المعدنية بالخل ليلطف جوهرها وَليكن خلا غير قَابض عتيقاً جدا والزاج والقلقطار والزنجار وأقراص الدرون وَنَحْوهَا تطلى على العصب المكشوف بعقيد الْعِنَب. لي هَذَا يجفف العصب وَيُوضَع فَوْقهَا الدَّوَاء الْحَار يسحق على مَا قيل.)

قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأقراص إِلَّا فِي الْأَبدَان الرُّخْصَة لَكِن بعض الْأَدْوِيَة الْأُخَر ثمَّ ضع فَوْقهَا المراهم وعرق الْمَوَاضِع الْعَالِيَة فَوق الْجراحَة بالزيت مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِالنَّهَارِ مثل الدَّوَاء المغري الَّذِي لي رَأَيْت العقد الَّتِي تكون فِي ظَاهر الْكَتف الَّذِي يذهب الْفَسْخ مَتى شدت وَوضع عَلَيْهَا خميرة قَوِيَّة الْقَبْض أَيَّامًا لم تعد وَإِن عَادَتْ أقوى مَا يكون: قلقطار محرق جُزْء وَمن الزاج جُزْء توبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء هَذَا أقوى مَا يكون فَإِن جعلت الزاج والقلقطار جُزْءا جُزْءا جعلتهما محرقين وتوبال النّحاس أَرْبَعَة أَجزَاء فَهَذِهِ أَضْعَف مَا يكون وَالْوسط أَن تَأْخُذ زاجاً وقلقطاراً محرقين كلهما جُزْءا جَزَاء وتوبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء فاسحقهما بالخل كَمَا وصفت وَخذ الدَّوَاء الْأَقْوَى مثلَيْهِ ومقل مثل الشمع مرّة وَنصف زَيْت فِي الْأَوْسَط من هَذَا القيروطي بِهَذَا الْوَزْن مثل الْأَدْوِيَة المعدنية مرَّتَيْنِ وَربع وَفِي الأضعف مرَّتَيْنِ وَنصف ثمَّ عالج كل بدن بِمَا يحْتَملهُ مِنْهَا وَانْظُر الزَّيْت أَن يكون لَا قبض فِيهِ.

قَالَ: وألق على المعدنية مثل نصفهَا من الكندر وعلك البطم وَإِن أردْت أَن يكون الدَّوَاء أقوى فَأَقل من النّصْف وَمثل نصف الكندر وبارزد إِن كنت تداوي بِهِ عصبَة مكشوفة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ ينفع نفعا عَظِيما لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَإِن كنت لَا تداوي عصباً مكشوفاً لَكِن نخسة

 

(4/77)

 

 

فَلَيْسَ يَضرك أَن تطرح البارزد وَإِن كَانَ عنْدك أَيْضا شَحم الإوز والدجاج وَنَحْوه من الشحوم اللطيفة فاخلط فِي بعض الْأَحَايِين حِين تُرِيدُ تسكين الوجع.

وَفِي قيروطي الفربيون مَنْفَعَة وَصفه: فربيون حَدِيث جُزْء وَمن الشمع ثَلَاثَة أَجزَاء وزيت اثْنَي عشر جُزْءا تجمع وضع عَلَيْهِ مِنْهُ حَتَّى يحس الْعصبَة بِثِقَة واتكال وَإِن كَانَ الفربيون ضَعِيفا فزد فِيهِ بِحَسب ذَلِك إِلَى أَن يلقى ثَلَاثَة أَجزَاء فِي هَذِه الْأَجْزَاء من الشمع وَالزَّيْت فَإِن حكى الْمَرِيض أَنه شَدِيد اللذع وَرَأَيْت الْموضع الَّذِي حول النخسة حاراً وَقد اتَّسع وتجببت شفتاها ورمت فزد فِي القيروطي وَإِلَّا فزد فِي قُوَّة الدَّوَاء وَإِن اعتدل فَدَعْهُ وَمَتى أَحْبَبْت أَلا تسْقط عَن الْجلد سَرِيعا فَألْقى مَعَه شَيْئا من عروق الشّجر.

دَوَاء متوسط لجراحات العصب: اسحق سكنجبينا بالخل حَتَّى ينْحل فِي هاون ثمَّ ألق عَلَيْهِ علك البطم مَرَّات ووسخ الكور وَبَعض الشحوم.

آخر: وسخ الكور وعلك وشحم اجمعها فَهَذَا أَلين جدا لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن شِئْت خُذ دَوَاء الفربيون بِأَن تجْعَل مِنْهُ مَكَان الفربيون خرء الْحمام إِذا عدمت الفربيون وَهَذَا أقل لطافة من)

الفربيون وَإِنَّمَا يصلح أَن تعالج بِهِ الْأَبدَان الجافية. وَقد ألقيت مَكَان الفربيون الحلتيت بِطيب رِيحه بِمثل الأدهان الطّيبَة إِذا اتخذته لذَلِك. قَالَ: النخسة فِي العصب يَنْبَغِي أَن تحفظ لَا تنضم وَأما الْعصبَة المكشوفة فَإِن من الْوَاجِب أَن تعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل بِلَا لذع.

مرهم لم يؤله جالينوس إِلَّا أَنه رضيه لجراحات العصب: شمع سِتّ أَوَاقٍ زَيْت تسع أَوَاقٍ زاج سِتَّة مَثَاقِيل قلقطار أَرْبَعَة مَثَاقِيل توبال النّحاس أوقيتان كندر أُوقِيَّة وَنصف بارزد أُوقِيَّة تسحق المعدنية بخل ثَقِيف سحقاً نعما وتذاب الذائبة ثمَّ تطرح عَلَيْهَا أَو تجمع. قَالَ: وَقد وصفت علاج العصب والعضل الْمَجْرُوح إِذا كَانَ عَارِيا من الورم وَهُوَ علاجه مَعَ الورم قَالَ: مَتى أَصَابَت عضلة أَو عصبَة جِرَاحَة وأصابت غشاء بِقرب من عظم طعنة وجدت فِي الْموضع بعد الْيَوْم الرَّابِع وجعاً دَائِما مُتَّصِلا وورماً وَحمى مَعَ عوارض ردية أَعنِي سهراً كثيرا واختلاط الْعقل وعطشاً وجفاف اللِّسَان وتزداد الْجراحَة فِي كل يَوْم حرا وَيجْرِي مِنْهَا صديد وعكر خاثر كالدردي وَيكون لون الْجراحَة أَحْمَر وَمَا حولهَا منتفخاً متمدداً فَهَذَا حَكَاهُ جالينوس عَن غَيره وشفاؤه الْأَدْوِيَة الملينة تُوضَع عَلَيْهِ.

مِمَّا يَعْتَقِدهُ ج رَأيا لنَفسِهِ قَالَ: قد تشنج خلق كثير من جراحات العصب من غير أَن يَكُونُوا أحسوا بألم شَدِيد فَدلَّ ذَلِك على أَن الورم فِي عصبهم لم يكن عَظِيما فَإِن لم يكن الوجع عَظِيما يسلم من مضرَّة ذَلِك بالتليين.

بختيشوع: الخراطين ينعم دقها وتوضع على العصب الْمُنْقَطع وَلَا تحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهَا تلزقه. الألية تحل تعقد العصب وَرَأَيْت المخبرين يستعملون فِي التليين التَّمْر والشيرج.

دَوَاء ينفع من وَهن العصب واضطراب المفاصل وتعقد العصب: يُؤْخَذ حطب الْكَرم

 

(4/78)

 

 

فيحرق وَلَا يستقصي حرقه ثمَّ يلقى عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَيتْرك أَيَّام ثمَّ ينطل مِنْهُ بعد أَن يصفي على الْمَوَاضِع الْوَاهِيَة من العصب.

ضماد يلين العصب جيد جدا: سمسم مقشر عشرُون يدق مَعَ عشرَة دَرَاهِم من ورق مرزنجوش ويضمد بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

ضماد نَافِع للمواضع الصلبة العصبية الَّتِي يحدث فِيهَا غلظ: مقل يَهُودِيّ عشرَة ينقع بِمَاء حَتَّى ينْحل وَيُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم من أصل الخطمي المسحوق وَقد نخل بحريرة يعجن ويلين بعقيد)

الْعِنَب وَيلْزم الْموضع.

ضماد نَافِع من التواء العصب: أصل السوسن ينعم دقه ويخلط بعقيد الْعِنَب ويضمد بِهِ الْموضع واستعن بِبَاب التشنج وبباب الاسترخاء مَتى أردْت مِنْهُ شَيْئا.

شراب نَافِع من تعقد العصب ويلين حركته: يطْبخ عشرَة دَرَاهِم حاشا منخولة بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفي ويلقى عَلَيْهِ سكر نصف رَطْل وَعسل مثله ويطبخ كالجلاب وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى مثل الْجلاب.

أَبُو جريج: الفربيون يحل الأعصاب الجاسية. وَكَذَلِكَ الموم.

اطهورسفس: مَتى سحقت الخراطين وَوضعت على العصب الْمُنْقَطع ألحمته وَمَتى ضمد بهَا الْأَعْضَاء الألمة: يعرض مَعَ جراحات العضل غشي وصفرة اللَّوْن وَضعف النبض وصغره وتواتره ويسترخي العليل ويسخن.

من التشريح الْكَبِير قَالَ: قد يضْطَر مَرَّات كَثِيرَة إِلَى قطع لِيف العضل بِالْعرضِ إِذا أصابتها نخسة فِي الْجُزْء العصبي مِنْهَا وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي رَأس وترها وَكَانَت الْجراحَة ضيقَة فيخاف أَن يلتحم ظَاهر الْجراح وَلَا يلتحم بَاطِنه.

من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الْأَمْرَاض الْحَادِثَة فِي الغضاريف أما أَلا تَبرأ وَإِمَّا أَن يعسر برؤها.

 

(4/79)

 

 

(انْقِطَاع الشرايين وَالْعُرُوق) (الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم والجراحات الَّتِي تَنْقَطِع فِيهَا الْعُرُوق وَالدَّم المنبعث من) (غشاء الدِّمَاغ وفتق الشريان الَّذِي يُسمى أَبُو رسما والقروح الَّتِي لشدَّة) (ضربانها يتفجر مِنْهَا الدَّم وتمنع نزف العلق وَالَّتِي تقطع النزف بِقُوَّة من أَيْن كَانَ) (وقوانين خُرُوج الدَّم من أَي عُضْو كَانَ والفتق الْحَادِث عَن الْحر وَالْبرد والعرق) (الضَّارِب وَمَا يقطع نزف الدَّم الْحَادِث من جِرَاحَة فيستعان بِالَّتِي دَاخل الْبدن) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء: إِن الشريان مَتى بتر عرضا الْبَتَّةَ لم يُمكن أَن يتَّصل بعد ويلتحم وَانْقطع الدَّم الْجَارِي مِنْهُ.

فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى شقّ عرق ضَارب أَو غير ضَارب فَلَا بُد أَن يعرض عَنهُ انبثاق عَظِيم وَمَتى كَانَ هَذَا الشق عَظِيما فِي عرق ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ عرق ضَارب يخَاف أَلا يلتحم بِحَسب مَا قد قضي بِهِ قوم من الْأَطِبَّاء.

قَالَ: مَتى حدث انبثاق الدَّم فاحتل لشد الْعرق وأمل الدَّم إِلَى نَاحيَة الضِّدّ وَذَلِكَ أَنه إِن قَالَ: 3 (الْخرق الَّذِي فِي الْعُرُوق) وَلَا يُمكن أَن يخاط فَبَقيَ أَن يكون فوهة الْعرق تنسد أما بِدَم يجمد فِيهِ أَو بِأَن يضبطه بِالْيَدِ أَو بالرباط أَو بأَشْيَاء تجْعَل عَلَيْهَا من خَارج والذب يُمكن أَن يلقى عَلَيْهَا من خَارج فِي بعض الْأَحَايِين إِذا كَانَت الْحَرَارَة عَزِيمَة وَلم يُمكن فصده وَنَحْوه لحم الْجراح وَالْجَلد والأشياء الَّتِي احتالها الْأَطِبَّاء كالفتائل والأدوية الَّتِي تعلق وتنشب بالخرق وتعرى وتنسد من أجل مَا لَهَا فِي طبعها من الغلظ والأشياء الَّتِي تحدث عَن فَم الْجرْح قشرة محترقة بالكي والأدوية الشبيهة بالكي فَإِن القدماء إِنَّمَا احْتَالُوا بِهَذِهِ القشرة كي يكون طبقًا لسده.

قَالَ: وَمن عَظِيم المداواة أَن تجْعَل الْعُضْو الَّذِي تنزف مِنْهُ الدَّم مَنْصُوبًا نصبة مُوَافقَة واقصد أَلا يَنَالهُ وجع وَأَن يكون الْموضع الَّذِي مِنْهُ ينبعث الدَّم عَالِيا فَإِن ضد هذَيْن أغْنى أَن يكون الْعُضْو الَّذِي ينزف نَصبه إِلَى أَسْفَل ونصبه لشدَّة وَجَعه بِمَا يحدث انفجار الدَّم وَلَو لم يُمكن فِيهِ أَن تزيد فِيهِ. قَالَ: إِذا حضرت موضعا قد انفجر مِنْهُ الدَّم فَأول مَا تَفْعَلهُ بِأَن تضع

 

(4/80)

 

 

اصبعك على الْخرق من الْعرق واغمزه غمزاً رَفِيقًا وَأقرهُ سَاعَة فَإنَّك تدمج فِيهِ أَمريْن أَحدهمَا أَن تستبقي شَيْئا من الدَّم وَلَو مُدَّة وَالثَّانِي أَنه يجمد مِنْهُ شَيْء فَيصير فِي فوهة الْعرق فَيمْنَع الدَّم فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بَعيدا فاستقص النّظر حَتَّى تعلمهَا أَيْن مَوْضِعه وَكم مِقْدَار عظمه وضارب هُوَ أَو غير ضَارب فَإِذا علمت ذَلِك مِنْهُ فعلقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله فَتلا يَسِيرا فَإِذا انْقَطع الدَّم بِتِلْكَ الْعرق فدم إِن كَانَ عرقاً غير ضَارب قطع الدَّم من غير أَن تربطه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم وأفضلها مَا كَانَ لَهُ تغرية وتمديد الورم وَهِي الَّتِي تؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ شرياناً فَإِنَّمَا يُمكن قطع الدَّم أما بربطه وَإِمَّا ببتره بنصفين وَقد يضْطَر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب برباط مَتى كَانَت عَظِيمَة وَكَثِيرًا مَا تحْتَاج إِلَى بترها وَذَلِكَ إِذا كَانَت تصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ الْموضع من الْبدن ضَعِيفا أَو عضوا من الْأَعْضَاء الألمة.

لي على مَا ذكر: فَإِن شقّ الودج الَّذِي فِي الْعُنُق خطر مَتى كَانَ شقاً عَظِيما.

قَالَ: فَإِن الْعرق إِذا انبتر تقلص من جانبيه وتكمش وَضبط اللَّحْم عَلَيْهِ من جانبيه واحزم الْأُمُور أَن تربطه فِي الْموضع الَّذِي يَلِي أَصله ثمَّ تبتره.

قَالَ: وأصل الْعُرُوق وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي يَلِي الكبد وَالْقلب وَهُوَ فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ الْجَانِب)

الْأَعْلَى وَفِي الرّقية الْجَانِب الْأَسْفَل وَفِي كل عُضْو بِحَسب مَا يتعرفه من أمره بالتشريح.

لي مَتى شَككت فِي شَيْء من هَذَا فاربط ثمَّ اقْطَعْ فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر بانبات اللَّحْم فِي الْجراحَة قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ إِن تبادر اللَّحْم فَيغسل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خلا حدث فِي ذَلِك الْموضع شَيْء يُقَال لَهُ ابورسما وَهُوَ فتق الدَّم وَهُوَ لين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط للدم الَّذِي فِي الْعرق الضَّارِب فاربط هَذَا الفتق مَتى أَصَابَته آفَة كَانَ كالحال الأول وَيُسمى بعض النَّاس هَذَا أم الدَّم وَلذَلِك أرى أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المنبتة للحم أَجود من اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تكوى وَتحرق لِأَن هَذِه تنْبت اللَّحْم فَيكون حبس الدَّم أوثق وَأبْعد من الْخطر والأدوية الَّتِي تكوى لَا تؤمن إِن سَقَطت القشرة الْمُحْتَرِقَة قبل وَاللَّحم ينْبت إِن يسكن الدَّم ثَانِيَة وَأفضل مَا علمناه لذَلِك مِمَّا استعملنا لذَلِك أَيْضا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ وَلَا خطر فِيهِ: يُؤْخَذ من الكندر جُزْء وَمن الصَّبْر نصف جُزْء فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فاخلطهما ببياض الْبيض بعد سحقهما كالغبار بِقدر مَا يصير الدَّوَاء فِي ثخن الْعَسَل وَتَأْخُذ من وبر الأرنب شَيْئا لينًا فلوثه فِيهِ وضع على الْعرق المنخرق والقرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلفهَا على مَوضِع الْخرق ثَلَاث مَرَّات أَو أَرْبعا أَو خمس مَرَّات ثمَّ يمر بهَا إِلَى أصل الْعرق المنخرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يمكنك أَن تمدها إِلَيْهِ وَهَذَا مُمكن فِي جَمِيع الْمَوَاضِع خلا غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل ذَلِك الرِّبَاط بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَانْظُر فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح محكماً فَلَا تقلعه

 

(4/81)

 

 

لَكِن ضع حوله من الدَّوَاء شَيْئا آخر كَأَنَّهُ يندى بِهِ الْوَبر ثمَّ اربطه أَيْضا كَمَا ربطت وَإِن تَبرأ الْبر الأول من القرحة من تِلْقَاء نَفسه فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق كي لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ وَبرا آخر وَلَا تزَال تفعل ذَلِك أَيَّامًا حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم واحفظ الْعُضْو فِي علاجك منتصباً إِلَى فَوق وَإِيَّاك أَن يكون مفرطاً فتوجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَزِيد فِي الورم وانبعاث الدَّم من الوجع.

وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ من أدويته صبرا أَكثر وَرُبمَا كَانَ أَلين فَلْيَكُن الكندر فِيهِ أَكثر. والدواء الَّذِي فِيهِ الصَّبْر أَكثر قبضا وَالَّذِي فِيهِ الكندر أَشد تغرية وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ طَلَبك شدَّة التغرية فاطلب كندرا شَدِيد العلوكة وَهُوَ مَا كَانَ من الكندر أَشد بَيَاضًا وألين إِذا مضغ لم ينفت سَرِيعا.

قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تكون قَوِيَّة الْقَبْض وَلم تمل إِلَى التغرية كثير ميل فَاجْعَلْ بدل الكندر دقاق)

الكندر وَالَّذِي اركب من هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وصفت وَمرَّة بِالسَّوِيَّةِ وأزيد فِي الكندر شَيْئا يَسِيرا. قَالَ: وَلست أعرف دَوَاء أفضل مِنْهُنَّ وَلذَلِك اسْتَعْملهُ أَنا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ والجراحات الْحَادِثَة فِي الرَّقَبَة حَتَّى أعالج بِهِ انبعاث الدَّم من الْأَوْدَاج لِأَنَّهُ يقطع الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن يرْبط الودج برباط.

قَالَ: وَيجب لمن تولى علاج الودج أَلا يُبَادر كَمَا يفعل كثير من معالجي الْجِرَاحَات المجانبين لَكِن يترفق فَيَضَع إِحْدَى يَدَيْهِ على الْخرق الْأَسْفَل من الْعرق ويعصره ويضبطه ضبطاً شديداُ حَتَّى يَنْقَطِع الدَّم وَيَضَع بِالْيَدِ الْأُخْرَى الدَّوَاء على الْجرْح ويربطه من فَوق إِلَى أَسْفَل لِأَن ميل الْعرق هَهُنَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ يجب أبدا أَن يرْبط ليمر الرِّبَاط نَحْو أصل الْعرق فَيمْنَع انبعاث الدَّم.

قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تفعل هَذَا النَّحْو من الْفِعْل دَوَاء أَجود مِنْهُ لِأَنَّهُ يسْرع انبات اللَّحْم من جَمِيعهَا وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوب فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب قشرة محرقة فَإِنَّهَا تغري الْعُضْو وتصلب اللَّحْم عِنْد سُقُوط تِلْكَ القشرة فَأكْثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَلَا يُؤمن انبعاث الدَّم أَيْضا.

لي الكي عِنْد جالينوس إِنَّمَا يقطع الدَّم بِأَن يجذب غشاء وطبقاً على الْخرق الَّذِي يظْهر من قُوَّة فعله يدل على أَنه يفعل شَيْئا أَكثر وَأقوى من هَذَا وَهُوَ أَنه يكمش الْعرق نَفسه ويزوي اللَّحْم الَّذِي فِيهِ ويصلب الْموضع كُله حَتَّى يَنْضَم ويضيق الْجَمِيع ضيقا شَدِيدا جدا وَتبطل المسالك الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم بِشدَّة التكميش وتزوي كَمَا يعرض للجلد فِي النَّار.

قَالَ ج: فَيجب للرجل أَن يتَوَقَّف فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع وَينظر أَي الْأَبْوَاب أسلم وَأبْعد من الْخطر وَيسْتَعْمل سَائِر الْأَبْوَاب من اضْطر إِلَيْهَا.

قَالَ: وَأعظم الْآفَات أَن تضطر إِلَى الكي بالنَّار أَو بالأدوية الكاوية مَتى كَانَ النزف إِنَّمَا هُوَ من أجل آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو وَليكن قصدك فِي الْأَدْوِيَة المحرقة أَن يكون فِيهَا مَعَ حدتها قبض بِمَنْزِلَة القلقطار والقلقنت والزاج. وَأما الَّتِي متخذة بنورة غير مطفأة فَهِيَ لعمري

 

(4/82)

 

 

أقوى من هَذِه الْأَدْوِيَة إِلَّا أَنه لَا يكون للقشرة الَّتِي تحدث عَنْهَا بَقَاء وَتسقط سَرِيعا. وَأما القشرة الَّتِي تتولد عَن الْأَدْوِيَة القابضة فَإِنَّهَا تمكث مُدَّة طَوِيلَة فتسبق اللَّحْم فينبت قبل سُقُوط القشرة وَلذَلِك يجب أَن لَا تبادر فِي قلع القشرة كَمَا يفعل كثير من المعالجين قبل أَن ينْبت اللَّحْم وَمَتى بادرت إِلَى كشطها بَقِي الْموضع الَّذِي يضطرك إِلَى الكي عفناً فَقَط. قَالَ: فَأَما مُحَصل جملَة كَلَامي كُله فَأَقُول: إِن الدَّم المنبعث يَنْقَطِع أما من أجل أَن مَجِيئه لتِلْك الْعُرُوق يَنْقَطِع وَإِمَّا)

من قبل أَن الْخرق ينسد وَإِمَّا من الْأَمريْنِ جَمِيعًا وَهُوَ أَجود ومجيء الدَّم إِلَى مَوضِع الْخرق يَنْقَطِع إِمَّا لغشي يعرض لصَاحب الْعلَّة أَو باجتذاب الدَّم إِلَى نَاحيَة الْخلاف أَو بنقله عَن تِلْكَ الْمَوَاضِع إِلَى غَيرهَا وتبريد جملَة الْبدن وخاصة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي بِهِ الْجرْح. وَكَثِيرًا مَا يقطع انبعاث الدَّم شربة مَاء بَارِد أَو صب المَاء الْبَارِد على الْبدن والخرق وتنسد أما بقشره وَإِمَّا بالفتل والأدوية وَإِمَّا بعلق الدَّم. لي قَالَ ج: إِنِّي لأجد تبريد الْعُضْو الَّذِي ينزف الدَّم من جِرَاحَة لِأَن ذَلِك يدْفع الدَّم إِلَى بَاطِن الْجِسْم وتملأ بِهِ الْعُرُوق فَيكون النزف الَّذِي من دَاخل لذَلِك أقوى. وَقد رَأَيْت قوما كثيرا رعفوا اضرهم تبريد الرَّأْس وَإِذا كَانَ هَذَا الْحَال فِي النزف الَّذِي من دَاخل فَإِن تبريد الْعُضْو ظَاهر الْجِسْم فِي النزف الَّذِي من ظَاهر الْبدن جيد بَالغ لِأَنَّهُ يدْفع الدَّم من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه فَإِن الْخراج الْحَادِث فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فَإِن مداواتها كمداواة القروح الْحَادِثَة فِي اللَّحْم وَقد وصفناه وكتبناه نَحن فِي قوانين القروح.

قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت إِنَّمَا حدثت عَن ضَرْبَة قريبَة الْعَهْد فَمن الْوَاقِعَة أَن القروح إلحامها بالأدوية الملحمة وَإِن كَانَت إِنَّمَا حدثت على جِهَة الْأكلَة فَمثل مَا ذكرت هُنَاكَ فِي القروح الخبيثة الردية ثمَّ عالج بِحَسب مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ فَمَتَى ربطت الْعرق برباط أَو داويته بأدوية من شَأْنه قطع الدَّم أَو كويته بالنَّار وَكَانَ غرضك أَن تنْبت فِي شفتي الْجرْح لَحْمًا فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تعلمت بِالطَّرِيقِ الصناعي استعاملها فِي مداواة القروح الغائرة وَبِالْجُمْلَةِ فعلاج القروح الْحَادِثَة فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب مثل الْحَادِثَة فِي اللَّحْم.

قَالَ: وَأما الْجرْح الْحَادِث فِي الشرايين فقد ظن قوم من الْأَطِبَّاء أَنه مِمَّا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ ظن أَنه مِمَّا لَا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ يستشد فِي ذَلِك بالتجربة وَبَعْضهمْ يستشهد بِالْقِيَاسِ فَيَقُولُونَ: إِن الضَّارِب أحد صفاقي الشريان صلب غضروفي والأجسام الصلبة لَا تلتحم وَذَلِكَ أَنا لم نجد غضروفاً قطّ اتَّصل بغضروف وَلَا عظما التحم بِعظم بل إِنَّمَا يلتزق الْعِظَام بَعْضهَا بِبَعْض بالدشبد.

وَأَنا أَقُول: إِنِّي رَأَيْت شرايين التحمت وَنبت حول خرقها لحم أما فِي الصّبيان وَالنِّسَاء فَفِي الْجَبْهَة والعنق وَالْكَفَّيْنِ والرسغ وَأما فِي رجل شَاب فَإِن رجلا فصد الشريان على أَنه عرق ضَارب فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما باستقصاء وَوضعت عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة المغرية المسددة وَوضعت فَوق الدَّوَاء اسفنجة لينَة رطبَة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ أَن يرطب الاسفنجة وينديها)

 

(4/83)

 

 

فِي كل يَوْم وَلَا يحله إِلَّا فِي الْيَوْم الرَّابِع بحضرتنا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع حللناه فَوَجَدنَا مَوضِع الْخرق قد التحم التحاماً محكماً فأعدنا عَلَيْهِ الدَّوَاء وربطناه أَيَّامًا أخر فبرأ خرق الْعرق الضَّارِب من هَذَا الرجل دون سَائِر من رَأَيْته فصد من مأبضه شرياناً فَأَما سَائِر من فصد من مأبضه شريان فكلهم عرضت لَهُم الْعلَّة الَّتِي تسمى ابورسما إِلَّا أَنَّهَا كَانَت فِي بَعضهم أعظم وَفِي بَعضهم أَصْغَر.

قَالَ ج: وَذَلِكَ أَن الَّذِي برأَ من غير فتق كَانَت الضَّرْبَة الَّتِي وَقعت بالشريان غير عَظِيمَة.

لي وَأَنا أَظن أَيْضا أَن الفتق يكون عظمه وصغره على حسب الضَّرْبَة بل لَا أَشك فِي ذَلِك.

قَالَ ج: صفة الشريان صلب عسر الالتحام إِلَّا أَنه لم يبلغ من صلابته أَلا يلتحم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي صلابة الغضاريف بل هُوَ أَلين وَأقرب من طبيعة اللَّحْم مِنْهُ كثيرا فَلذَلِك لَيْسَ هُوَ من الصَّوَاب أَن ييأس الْإِنْسَان عَن التحام جُزْء يَقع مِنْهُ إِذا كَانَ الْجُزْء يَسِيرا وَكَانَ الْجِسْم لينًا رطبا والتجارب تشهد للْقِيَاس وَذَلِكَ أَنِّي قد رَأَيْت خروقاً وَقعت فِي عدَّة عروق ضوارب بأبدان نسَاء وصبيان فالتحمت لرطوبة أبدانهم ولينها والتحم أَيْضا فِي الشَّاب الَّذِي ذكرت أمره والعرق الضَّارِب مَتى انخرق فبرؤه أعْسر من برْء الْغَيْر الضَّارِب إِلَّا أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا هَذَانِ العرقان لَيْسَ بمختلف اخْتِلَافا كثيرا بل نوع وَاحِد وَإِنَّمَا الْخلاف بَينهمَا من طَرِيق الْعُضْو وَذَلِكَ أَن الْعرق الضَّارِب يحْتَاج إِلَى أدوية ايبس بِحَسب فضل نَفسه على غير الضَّارِب بالطبع فَأَما إِن احتاجا إِلَى أَن ينْبت حول خرقها لحم فكلاهما يحْتَاج إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا لِأَن تولد اللَّحْم حول هذَيْن على نَحْو مَا بَيناهُ فِي الْعُرُوق الغائرة. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من قاطيطريون: قد تدخل الفتل وَحدهَا وملوثة فِي الْأَدْوِيَة فِي الْجِرَاحَات الَّتِي ينفجر فِيهَا الدَّم.

لي إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَيْسَ للخوف من ادخال الفتيلة فِي مَوضِع الفتيلة يمْنَع الالتحام لِأَن اللَّحْم الَّذِي ينْبت لَا يزَال يدْفع الفتيلة قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ينْبت فَالَّذِي عمله ذَلِك الطَّبِيب الَّذِي حكى لنا عَنهُ الْمخبر هُوَ صَوَاب وَذَلِكَ أَنه فتل فَتِيلَة على مجسة ولوثها فِي دَوَاء ودسها دساً جيدا فِي شريان قد فصد وربطه فالتحم وَإِدْخَال الفتيلة فِي هَذَا الْموضع أعون على قطع الدَّم من كل شَيْء فلوثا فِي بَيَاض الْبيض وَالصَّبْر والكندر وأدخلها فِيهِ واربطه فَإِن هَذَا أحكم مَا يكون لَهُ.

قَالَ: وأجود شَيْء لَهُ أَلا يتبرأ وَيسْقط هَذِه الْأَدْوِيَة عَن الْجرْح الَّذِي تحشى فِيهِ لكَي يلصق بِهِ الأولى من الْفُصُول قَالَ: قد يلْحق الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم فَإِذا لحقها كَانَ)

انفجار الدَّم ردياً لِأَن الطبيعة قد دَفعته بِقُوَّة.

من كتاب الفصد: 3 (الْأَطِبَّاء يهربون من فصد الشريان) لعسر احتباس دَمه وَأَنَّهُمْ إِن

 

(4/84)

 

 

حبسوه لم يلتحم لَكِن يحدث الفتق الَّذِي عاقبه مَخَافَة الشريان.

وَأما أَنا فقد ألحمت مرَارًا كَثِيرَة الشريان وَلم يحدث هَذَا الفتق.

قَالَ: وَقد يعرض مثل هَذَا فِي الْبرد الشَّديد من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فِي بعض الْأَحْوَال وَقد يحدث من القوابض دَائِما.

قَالَ: وَإِذا اضطررت من أجل النزف بترته بنصفين ضَارِبًا كَانَ أَو غير ضَارب.

قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته ضَرْبَة فِي عُنُقه فأصابت شرياناً فعسر قطع الدَّم فبترت الشريان وَوضعت على الْموضع دَوَاء الصَّبْر والكندر وَبَيَاض الْبيض ووبر الأرنب فالتحم وَلم يحدث شقّ.

لي أَصْحَابنَا فِي المارستان يستعملون الكمون والقلقطار والنورة وَقد انْفَتح شريان عَظِيم فَأَما من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: مَتى انبثق دم من جِرَاحَة فَإِن ضم شفتيها برفائد والرباط برأسين يقطع الدَّم وَمَتى خيطت الْجراحَة كَانَ أَجود مَعَ ذَلِك وَمَتى حشيت الْجراحَة بخرق مبلولة بخل قطع الدَّم وبالفصد فِي الْجَانِب الْمُخَالف باستفراغ دم كثير فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن هَذَا النَّحْو أبلغ فِي جذب الدَّم.

قَالَ: والرباط أَيْضا من فَوق مَوضِع الْجرْح نعم العون على قطع الدَّم وَيجب أَن لَا يكون سلساً فَإِنَّهُ لَا ينفع وَلَا شَدِيدا جدا فَإِنَّهُ ينفع ويوجع.

لي أما سَاعَة بِمِقْدَار مَا تعالج أَنْت مَوضِع الْجرْح بِمَا تُرِيدُ من شَيْء يحبس فِيهِ أَو تخيطه وتربطه وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يجب أَن تشده شداً شَدِيدا ليقطع انبعاث الدَّم الْبَتَّةَ فَإِذا فرغت مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ من علاج الْجرْح لم تحل الرِّبَاط ضَرْبَة لَكِن ترخيه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يصير بِحَالَة يقدر العليل أَن يحْتَملهُ وَإِذا رَأَيْت أَن الدَّم قد انْقَطع أرخيته أَيْضا مَا قدرت عَلَيْهِ حَتَّى يصير غير مؤذ الْبَتَّةَ ثمَّ دَعه بِهَذِهِ الْحَالة مُدَّة فَإِن هَذَا التَّدْبِير نعم العون على قطع الدَّم بل لَا يُمكن بِغَيْرِهِ الْبَتَّةَ. وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ يزرق فِي وَجهه لَا يمكنك أَن تستمكن من حَشْو الْجراحَة وَلَا خياطتها وَلَا من وضع دَوَاء عَلَيْهَا وَلَا من شدها وَلَا غير ذَلِك من العلاج.)

3 - (الْأَدْوِيَة المفردة الأولى)

الكي إِنَّمَا يقطع بِهِ القشرة الصلبة الَّتِي يحدثها. قَالَ: وَلذَلِك نستعمل الكي فِي وَقت نزف الدَّم بمكاو قد أحميت غَايَة الإحماء لِأَنَّهُ مَا لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ مِمَّا لَا ينْتَفع بِهِ من منع الدَّم فقد يزِيد انبعاثه لِأَنَّهُ لَا يبلغ أَن يحدث قشرة عميقة قَوِيَّة ويبلغ أَن يسخن الْمَكَان اسخاناً شَدِيدا.

قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من آراء ابقراط وأفلاطن: إِن الْعُرُوق الضوارب مَتى بترت يَنْبَغِي أَن تشد قَلِيلا مِمَّا يَلِي الْقلب وَمن قريب النَّاحِيَة الْأُخْرَى أَيْضا وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون يتَّصل من أَسْفَله شريان آخر فَيكون لَهُ اتِّصَال بِالْقَلْبِ فَلذَلِك من الحزم شده من الناحيتين.

 

(4/85)

 

 

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: الشد الْغَيْر الشَّديد يهيج انبعاث الدَّم والشديد جدا إِذا كَانَ فَوق الْجراحَة قطعه. قَالَ: جَمِيع أَصْنَاف العلاج الَّتِي يعالج بهَا نزف الدَّم الظَّاهِر الْأَدْوِيَة والفتل حَيْثُ يُمكن والرطوبة البيضية وَشد الْعرق نَفسه والكي. فَإِذا كَانَ ضَرْبَان أَو وجع حاد أَو وجع شَدِيد لم يُمكن فِيهِ لَا دَوَاء حاد وَلَا رِبَاط وَلَا السَّابِعَة من الثَّامِنَة قَالَ: إِذا حدث الغشي انْقَطع جرية الدَّم. والمحجمة تقطع الدَّم من الرعاف وَمن الرَّحِم وَمن المقعدة وَمن جَمِيع الْمَوَاضِع إِذا وضع بحذائها وَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَأَنا أعلق المحجمة على الْقَفَا مَتى أسرف الرعاف وأبرد الرَّأْس جُزْءا وَذَلِكَ بعد الفصد والمحاجم أَسْفَل.

قَالَ: وَقد رَأَيْتُمُونِي كَيفَ أَشد وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يوضع أول الشد فِي الْموضع الَّذِي يجْرِي مِنْهُ الدَّم ويشد ويمد بِهِ إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي مِنْهَا ينصب.

قَالَ: وَرُبمَا أكتفي بِحَبْس الدَّم إِذا كَانَ ضَعِيفا بِأَن تُوضَع الْيَد على فَم الْجراحَة أَو الْعرق سَاعَة جَيِّدَة فيجمد علق الدَّم فِي فوهة الْجرْح وَيصير مَانِعا لجري الدَّم.

الْيَهُودِيّ قَالَ: مَتى سَالَ من إِنْسَان دم كثير من رُعَاف أَو عرق انفجر وَتبع ذَلِك غشي وفواق مَاتَ سَرِيعا فَإِن لم يعرض الغشي لَكِن عرض فوَاق وقيء وخلفة وَتبع ذَلِك رُعَاف مَاتَ أَيْضا.

فِي كتاب الْهِنْد: مِمَّا يحبس الدَّم أَن ينعم دق زبد الْبَحْر وينثر عَلَيْهِ ويشد.

بولس قَالَ: إِذا كَانَ النزف من عرق صَغِير فرم قطعه بالأدوية وَإِن كَانَ لَهُ عظم كَبِير فشقه وعلقه بصنارة والوه وَإِن شدّ مَا يَلِي الكبد ثمَّ ضع على الْموضع الدَّوَاء الملتحم)

وَكَذَلِكَ فِي الشريان إِلَّا أَن يكون عَظِيما فيضطر إِلَى قطعه بنصفين وَإِنَّمَا يقطع بنصفين إِذا كَانَ يرْتَفع من عرق كَبِير فِي عُضْو لحم فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص حِينَئِذٍ وينضم اللَّحْم عَلَيْهِ من طَرفَيْهِ.

انطيلس فِي فتوق الشريانات قَالَ: إِن الشريانات تنفتق فِي الْعُنُق والأربية والمأبض فَيعرض من ذَلِك ورم لين تدخل الْأصْبع إِذا غمز وَيرجع وَله نبض الشريان وَقد يعرض ذَلِك من الفصد إِلَّا أَن الْعَارِض من الفصد مستدير وَالْآخر مستطيل. قَالَ: وَالَّذِي من الفصد إِذا غمز عَلَيْهِ دخل بِصَوْت. قَالَ: والعارض مِنْهُ فِي الْإِبِط والأربيتين والعنق مَكْرُوه خطر العلاج لعظم هَذِه الشرايين.

فَأَما الْعَارِض فِي الْأَطْرَاف وَفِي الرَّأْس فَإنَّا نعالجها. قَالَ: وَإِذا كَانَ مِقْدَاره عَظِيما أَيْن كَانَ فعلاجه خطر وَتَركه أصلح. قَالَ: يشق الشريان فِي موضِعين خلف الورم وقدامه ويشق الْجلد ويمدد بالصنانير ويكشف عَن الشريان غشاؤه ويمدد إِلَى فَوق وَتدْخل فِيهِ ابره بخيط كتَّان ثمَّ يقطع الْخَيط حَتَّى يصير لَهُ أَرْبَعَة رُؤُوس ويشد شداً محكماً يفعل ذَلِك عَن جَنْبي الورم وَبعد ذَلِك يفصد الورم حَتَّى يخرج مَا فِيهِ من الدَّم وَيقطع فضل الْجلد وَإِن كَانَ كثيرا ويعالج الْجَمِيع بالمراهم.

 

(4/86)

 

 

لي أَنا أرى أَلا يقرب هَذَا العلاج الْبَتَّةَ والنفع فِي هَذَا أَن يعرف هَذِه الفتوق وَتحفظ ويتولى عَلَيْهَا الشق.

بولس: وَقد تعرض هَذِه الفتوق قَصَبَة الرئة وعلاماتها هَذِه العلامات بِأَعْيَانِهَا من رُجُوع الدَّم وَخُرُوجه فَامْتنعَ من علاجه بالحديد لِأَن هَذِه أوردة وَاسِعَة قَوِيَّة النفخ. وَقد تكون على قَصَبَة الْخَامِسَة من قاطاجانس: أَنه يقطع الدَّم قطعا عجيباً قلقطار عشرُون دقاق الكندر ثَمَانِيَة عشر علك يَابِس ثَمَانِيَة صَبر مثله راتينج أَرْبَعَة جبسين مسحوق منخول بحريرة خَمْسَة عشر نورة أَرْبَعَة ينعم سحقه ويعالج بِهِ.

الثَّانِيَة من

مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: مَتى انثقب وَاحِد من الْعُرُوق الضوارب الَّتِي فِي الْفَخْذ وَالرجل ثقباً وَاسِعًا لم يُمكن أَن يعِيش صَاحبه. 4 (مَنْفَعَة النبض) قَالَ: وَأي غرق ضَارب ذِي قدر شقّ فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهُ جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن إِن لم يمْنَع.

لي لَيْسَ يرى أَنه يستفرغ من الصغار وَكَذَلِكَ رَأَيْنَاهُ نَحن فَإنَّا رَأينَا شرايين صغَارًا كَثِيرَة لَا يزَال يخرج مِنْهَا الدَّم حَتَّى يضعف ثمَّ يسْتَقرّ وَلَا يخرج مِنْهُ دم.

الثَّامِنَة من صناعَة التشريح قَالَ: قطع الْعُرُوق عرضا يقطع نزف الدَّم الْبَتَّةَ إِن كَانَ الْموضع لحيماً كثير اللَّحْم وَذَلِكَ أَن الْعرق يَتَقَلَّص وَيصير ذَلِك اللَّحْم بِوُقُوع بعضه على بعض غطاء من التشريح قَالَ فِي التَّاسِعَة: الدَّم الَّذِي ينبعث من قطع الشرايين الَّتِي خَارج قحف الرَّأْس يقطع بِأَهْوَن شَيْء بِأَن تشده. لي وَكَذَلِكَ كل شريان عَظِيم.

من الْخَامِسَة من قاطاجانس: شب سِتَّة عشر مِثْقَالا عفص سِتَّة عشر مِثْقَالا زاج ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زرنيج أصفر خَمْسَة نورة ثَمَانِيَة مذا الدَّوَاء يحرق ويكوي وَيمْنَع الدَّم منعا قَوِيا من الْأنف والمقعدة وَنَحْوهَا.

قَالَ جالينوس: اسْتعْمل فِي نزف الدَّم الفتيلة حَيْثُ يُمكن. لي فَلذَلِك يَنْبَغِي فِي فصد الشريان أَلا يقتصلا على أَن تضع دَوَاء جالينوس وضعا على الْعرق وَلَكِن تتَّخذ فَتِيلَة على المجس ولوثها فِيهِ واغمزها فِي الْجرْح أَكثر مَا تهَيَّأ ثمَّ ضع فَوْقهَا الرِّبَاط وعالج على مَا ذكرنَا.

مُفْردَة جالينوس: الباقل مَتى شقّ بنصفين وَوضعت انصافه على الْمَوَاضِع الَّتِي علق عَلَيْهَا العلق قطع نزف الدَّم مِنْهَا بعد أَخذ العلق.

ماسرجويه: دم الْأَخَوَيْنِ يحبس الدَّم.

لي مَتى رَأَيْت الْعرق الضَّارِب بعد مَا تشد بخيط أَو تضع الْيَد عَلَيْهِ من نَاحيَة الْقلب

 

(4/87)

 

 

ينبض فَاعْلَم أَنه يتَّصل بِهِ شريان من فَوْقه فشده من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا. وَإِن سكن نبضه الْبَتَّةَ فيكفيه الشد من نَاحيَة الْقلب فَقَط.

آراء ابقراط السَّادِسَة قَالَ: الدَّم الَّذِي فِي الشريان على الْأَكْثَر أرق وَأَشد حمرَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة أغْلظ وَأَشد سواداً وَهُوَ فِي جَمِيع الْحَالَات أَشد حرارة من الَّذِي فِي الْعُرُوق.)

قَالَ: وَالدَّم الَّذِي فِي الْبَطن الْأَيْمن من الْقلب مثل الَّذِي فِي الْعُرُوق لِأَنَّهُ لم يقبل تغير الْقلب بعد فَأَما الَّذِي فِي الْأَيْسَر فعلى مَا وَصفنَا فِي الشرايين.

لي على مَا رَأَيْت: أَن الشد الَّذِي يَأْمر بِهِ قدماء الْأَطِبَّاء أَن تشد الْيَد من الْكَفّ إِلَى الْإِبِط وَالرجل من الْقدَم إِلَى الأربية على مَا فهم عَنْهُم المحدثون خطأ عَظِيم وَذَلِكَ أَن الْقَصْد فِي هَذَا أَن يحتبس دم كثير فِي هَذِه الْعُرُوق فَإِذا شددت هَذِه اجْمَعْ زَاد النزف لِأَنَّهُ يعصر جَمِيع الدَّم إِلَى مَوضِع أضيق لَكِن يشد عِنْد الْإِبِط وَيتْرك الْعَضُد وَسَائِر الساعد وَكَذَلِكَ الرجل فَإِن بِهَذَا الْوَجْه يمتلىء عروق هَذِه دَمًا كثيرا فَيقبل النزف ضَرُورَة.

لي لَا شَيْء أصلح حَيْثُ يُمكن أَن تدخل فَتِيلَة فِي رَأس الْجرْح وَيكون تملؤها مَلأ محكماً فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وخاصة فِي فصد الشريان وَرَأَيْت مرّة شرياناً فصد فَوضع رجل اصبعه على فَم الْعرق مُدَّة طَوِيلَة نَحْو ثَلَاث سَاعَات وصابر ذَلِك فَلَمَّا رفع عَنهُ لي يسل الدَّم وَكَانَ قد جمد فِي الفوهة علقَة صلبة. وَلَيْسَ يُمكن بالشد هَذَا لِأَن الشد إِذا لم يكن شَدِيدا سَالَ الدَّم وَإِن كَانَ شَدِيدا هاج الوجع حَتَّى لَا يُمكن أَن يَزُول إِلَّا بالمبردة.

لي الإسفنج الْخلق قَالَ ج: إِن رجلا من معلميه كَانَ يسْتَعْمل الإسفنج الْخلق المحرق فِي الْجرْح الْعَارِض عِنْد الْإِبِط فَكَانَ يعده ليَكُون يتهيأ لَهُ فِي وَقت حَاجته وَهُوَ يَابِس لَا نداوة فِيهِ الْبَتَّةَ وَقد كَانَ أَكثر ذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي هَذِه الْجِرَاحَات بِأَن يغمسه فِي الزَّيْت ويشعل فِيهِ النَّار ويضعه عَلَيْهِ ليقوم مقَام الكي وَيصير رماد الإسفنجة مَانِعا من النزف فيجتمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا.

بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق وَجعل على رماد الْكَرم وَوضع على مَوضِع سيلان الدَّم قطعه فِيمَا قَالَ اطهورسفس.

القرطاس المحرق فِيمَا ذكر بديغورس يقطع الدَّم البرشياوشان يقطع نزف الدَّم. د: جبسين وغبار الرَّحَى بَيَاض الْبيض ووبر الأرنب يتَّخذ ضماداً لنزف الدَّم. ج: الْحجر إِن سحق وذر على مَوضِع النزف قطع الدَّم. الطين الْمَخْتُوم وطين ساموش الْمُسَمّى بالكوكب قَالَ جالينوس من كل وَاحِد يسْتَعْمل فِي انفجار الدَّم. د: الكندر يقطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ من حجب الدِّمَاغ. وَقَالَ: الكزبرة الْيَابِسَة مَتى قليت وسحقت ونثر مِنْهَا على مَوضِع جرى الدَّم حَبسته بِخَاصَّة فِيهَا عَجِيبَة.

 

(4/88)

 

 

ابْن ماسويه: ورق النّيل يمْنَع سيلان الدَّم. د: ورق السرو مَتى انْعمْ دقه وضمد بِهِ الْجِرَاحَات قطع الدَّم وَكَذَلِكَ الاهرنج. وَقَالَ: العفص المحرق المطفأ بالخل وَالْملح يقطع نزف الدَّم. رماد العفص قَاطع للدم وَيجب أَن يحرق على فَحم ثمَّ يطفأ بخل. نسج العنكبوت يقطع الدَّم من أَيْن سَالَ. د:

عصارة عصى الرَّاعِي يقطع نزف الدَّم إِذا شرب من حَيْثُ كَانَ. وَقَالَ: حكاك الأسرب يقطع نزف الدَّم الشب يقطع نزف الدَّم. ورق الينبوت إِذا ضمدت الْجِرَاحَات بِهِ مدقوقاً قطع نزف الدَّم من الْجراح الطرية.

رماد الضفادع مَتى ذَر على الْجراحَة قطع الدَّم. د: مَتى ضمد بورق الْخلاف الطري منع انفجار الدَّم. وَقَالَ: الْخلّ قَاطع لنزف الدَّم شرب أَو جلس فِيهِ أَو صب عَلَيْهِ. وَقَالَ: مَتى صب الْخلّ الَّذِي فِيهِ ملح كثير وَقد عتق أَيَّامًا وَهُوَ سخن منع النزف. اسحاق: مَتى انفجر الدَّم من أَي عُضْو كَانَ فضع الْيَد على فَم الْجرْح عرقاً كَانَ أَو غير ذَلِك واكبسه كبساً رَفِيقًا لَا يؤلمه والبث كَذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يجمد عَلَيْهِ علقَة تقطع الدَّم فَإِن لم يَنْقَطِع بذلك فأجود مَا تقطعه بِهِ وأحمده عَاقِبَة: كندر جُزْء صَبر نصف جُزْء يجمعان ويعجنان ببياض الْبيض حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يغمس فِيهِ وبر الأرنب الَّذِي فِي غَايَة اللين وَيُوضَع مِنْهُ شَيْء كثير على الْموضع كُله الَّذِي فِيهِ الْجرْح ويشد بعصابة تلف أَولا أَربع لفات أَو خمْسا على ذَلِك الْعُضْو نَفسه مَوضِع الْجراحَة ثمَّ يمر بالشد نَحْو أصل الْعرق وَلَا يحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن وجدت بعد الثُّلُث الدَّوَاء مُتَعَلقا بِالْجرْحِ وضعت أَيْضا حوله كَمَا يَدُور من الدَّوَاء تذره عَلَيْهِ ببياض الْبيض أَو تبله وَتَذَر عَلَيْهِ الدَّوَاء وَمَتى وجدته قد تَبرأ من نَفسه فضع يدك على أصل الْعرق واغمز عَلَيْهِ بِرِفْق لِئَلَّا يخرج مِنْهُ شَيْء وبل الدَّوَاء قَلِيلا قَلِيلا وضع عَلَيْهِ وَليكن هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت اللَّحْم فِي فيمَ الْعرق. وَمِمَّا يقطع الدَّم: العفص المحرق والجبسين إِذا خلطا ببياض الْبيض وغبار الرَّحَى وَجعل عَلَيْهِ مَعَ قطن أَو وبر الأرنب. يقطع الدَّم الْجَارِي من فصد فِي الْفَم أَو جِرَاحَة بطبيخ العفص والسماق والخل وَالْملح الْعَتِيق وَمن المقعدة مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَكَذَلِكَ من الرعاف. وَإِن كَانَ الدَّم فِي عُضْو لَا يلْحقهُ الْيَد فالأجود فِيهِ أَن ينصب شكله وَلَا يكون مؤلماً.

دَوَاء يقطع الدَّم من الْجِرَاحَات يتَّخذ من الصَّبْر وقشور الكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأنزروت ببياض الْبيض وَشعر أرنب.

مخدر لانفجار الشريان: انزروت مر دم الْأَخَوَيْنِ يجمع ويحشى ويشد.

من الْكَمَال والتمام: استخراد يُؤْخَذ صَبر وقشور الكندر بِالسَّوِيَّةِ وزاج نصف جُزْء وَقِرْطَاس محرق مثله وطين مختوم ثلث جُزْء وأفيون خمس جُزْء وقافيا نصف جُزْء مر ثلث جُزْء وَيصير على الْموضع بنسج العنكبوت ويكبس بِهِ ثميغمس وبر الأرنب فِي بَيَاض الْبيض

 

(4/89)

 

 

ويلوث فِيهِ ويشد نعما وَلَا يحل مَا أمكن فِي الشتَاء خَاصَّة فَأَما فِي الصَّيف فَيجب أَن لَا تبطىء لشدَّة الْحر.

وَمن عِنْدِي ببياض بيض ونورة لم تطفىء فَتضْرب ولوث فِيهِ وبر الأرنب وخيوط ثوب كتَّان.

قَالَ: وَيجْعَل على الْموضع ويطلى بِهِ خرقَة نعما وَيجْعَل فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.

من الْكَمَال والتمام: يغمس خرقَة كتَّان فِي بَيَاض الْبيض وينثر عَلَيْهَا صَبر وقشور كندر بِالسَّوِيَّةِ وَيجْعَل مِنْهَا فِي فَم الْجرْح ثمَّ تُوضَع الْخِرْقَة عَلَيْهِ أَو اجْعَل على الْجرْح رماد الضفادع.

قَالَ: إِذا كَانَ الشق فِي عرق ضَارب أَو غير ضَارب بعد أَن يكون عَظِيما نَفعه انبثاق الدَّم.

وَإِن كَانَ فِي غير ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ فِي ضَارب فَلَيْسَ يُمكن على رَأْي بعض الْأَطِبَّاء أَن يلتحم. وَالدَّم يخرج من الْعُرُوق أما لِأَن أطرافها تتفتح وَإِمَّا لِأَن صفاقها يخرق وَإِمَّا لِأَن الدَّم يرشح مِنْهَا. وصفاق الْعرق يخرق أما لقطع أَو فسخ أَو تَأْكُل. وانفتاح أَطْرَافه يكون أما بِسَبَب ضعف الْعُرُوق وَإِمَّا لِأَن دَمًا كثيرا سَالَ إِلَى جِهَة أَسْفَلهَا دفْعَة وَإِمَّا لِأَن شَيْئا حاراً من خَارج يلقى هَذِه الْأَطْرَاف. وَرشح الدَّم يكون إِمَّا عِنْد مَا يتخلخل ويتسخف صفاق الْعُرُوق أَو يرق ويلطف الدَّم وَقد يكون ذَلِك فِي بعض الْأَوْقَات من أجل أَن عروقاً صغَارًا تنفتح أفواهها والأسباب الَّتِي يعرض مِنْهَا الْقطع والتخلخل كلهَا حارة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الرض ثَقيلَة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الْفَسْخ تكون على جِهَة التمدد والتمدد يكون لشدَّة الْفِعْل مثل حمل ثقيل أَو صَيْحَة أَو لِكَثْرَة مَا فِي تجويف الْعُرُوق أَو لشَيْء يَقع عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يعرض للعرق إِذا وَقع عَلَيْهِ شَيْء مثل مَا يعرض للركوة المملؤة إِذا أرسل عَلَيْهَا حجر عَظِيم فَأنْظر فَإِن كَانَ السَّبَب الْفَاعِل لخُرُوج الدَّم عَن الْعُرُوق قد بَطل فاقصد للمرض فَقَط. وَإِن كَانَ بَاقِيا فاقصد إِلَيْهِ.

مِثَال ذَلِك: إِن خُرُوج الدَّم إِذا كَانَ من ضَرْبَة أَو صَيْحَة بَطل السَّبَب فَعَلَيْك بعلاج الْمَرَض وَإِن)

كَانَ من امتلاء فَيجوز أَن يكون الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت دَائِما فَيفْسخ مَا دَامَ ذَلِك الامتلاء مَوْجُودا فاقصد فِي هَذَا السَّبَب إِلَى استفراغ دم كثير أَولا ثمَّ صر إِلَى علاج الْموضع.

وَقطع الدَّم يكون إِمَّا بِأَن تحتال للجرح أَن يَنْضَم أَو ينْتَقل الدَّم عَن الْعُضْو الَّذِي يسيل إِلَى غَيره وَذَلِكَ أَنه إِن دَامَت جرية الدَّم على حركته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا مُنْذُ أول أمره وَبقيت فوهة الْعرق مَفْتُوحَة مَاتَ العليل قبل انْقِطَاع الدَّم.

وفوهة الْجراحَة وَالْعُرُوق تنضم إِمَّا بضَمهَا بِالْيَدِ إِذا وصل إِلَيْهَا وَإِمَّا بالرباط وَإِمَّا بالأدوية الْبَارِدَة القابضة وتكشط إِذا جمد فمها وَإِمَّا بأَشْيَاء تلقى عَلَيْهَا من خَارج مثل الْأَدْوِيَة المغرية.

وَالَّتِي تحدث محترقة إِمَّا بالبارد وَإِمَّا بالأدوية الكاوية. وَأما نقل الدَّم عَن الْعُضْو فَيكون مرّة إِلَى أقرب الْمَوَاضِع إِلَيْهِ وَمرَّة إِلَى جِهَة الْخلاف.

مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من الْفَم فاجتذابه إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بِأَن تميله

 

(4/90)

 

 

إِلَى الْأنف أَو إِلَى الْجِهَة الْمُخَالفَة بِأَن تميله إِلَى أَسْفَل مثل الْعَضُد فِي الْيَد أَو إِلَى الرجل وَذَلِكَ يكون بِغَيْب الاستفراغ أَيْضا بالجذب فَقَط كَمَا تُوضَع المحجمة على أَسْفَل الْبدن لدرور الطمث وعَلى الطحال والكبد للرعاف. فَإِن المحجمة الْعَظِيمَة إِذا علقت على الطحال والكبد للرعاف قطعته.

فالتي من الْجَانِب الْأَيْمن للكبد وَالَّتِي من الْجَانِب الْأَيْسَر للطحال. وَمَتى كَانَت من الْجَانِبَيْنِ قطعت من الْجَانِبَيْنِ. وَإِن ان الرعاف لم يجِف بِالْقُوَّةِ فصد العليل من مأبض الْيَد المحاذية للمنخر الَّذِي يخرج مِنْهُ الرعاف وَيخرج لَهُ من الدَّم مِقْدَار يسير وينتظر بِهِ سَاعَة ثمَّ يخرج لَهُ أَيْضا وينتظر ثمَّ يعاود بِحَسب مَا يكون من الْقُوَّة.

وَمن عَظِيم علاج نزف الدَّم أَن ينصب الْعُضْو فَوق بعد أَلا يكون عَلَيْهِ من هَذِه النصبة وجع وَلَا يكون الْعُضْو منكباً وَمَتى خضرت قطع عرق ظَاهر فضع اصبعك من ساعتك عَلَيْهِ واغمزه غمزاً رَفِيقًا لَا يوجع وامكث سَاعَة فَإِن ذَلِك ربح أَمريْن أَحدهمَا أَن يبْقى الدَّم فِي الْبدن وَالثَّانِي أَنه إِذا احْتبسَ الدَّم عَن جريته انْعَقَد مِنْهُ فِي الْموضع الَّذِي انخرق فَصَارَ علقَة. فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بعيد الْموضع فأجد الْبَحْث مِنْهُ حَتَّى تعلم أضارب هُوَ أم غير ضَارب وَأَيْنَ مَوْضِعه ثمَّ علقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا انْقَطع الدَّم بفتاك إِيَّاه فَانْظُر فَإِن كَانَ غير ضَارب فرم قطع سيلان الدَّم بالأدوية من غير رِبَاط الْعرق. وَأفضل الْأَدْوِيَة مَا كَانَ لَهَا)

تغرية وسد وَلُزُوم مثل الَّذِي يؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ الْعرق ضَارِبًا فَأَما يَنْقَطِع مِنْهُ الدَّم بِأحد أَمريْن أما بِأَن يستوثق مِنْهُ برباط وَإِمَّا بِقطع يبتر نِصْفَيْنِ وَقد يضطرنا الْأَمر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق وَإِن كَانَت غير ضوارب مَتى كَانَت عظاماً وَكَثِيرًا مَا يضطرنا إِلَى بترها أَيْضا وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك إِذا كَانَ يصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي مَوضِع من الْجِسْم ضيق وَفِي غير عُضْو من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الجليلة الْخطر فَإِن الْعرق إِذْ انبتر تكمش جانباه فيتغطى مَوضِع الْخرق بِمَا يصير فَوْقه من الْأَجْسَام والأحزم أَن ترْبط أصل الْعرق ثمَّ تبتره أَعنِي بِأَصْل الْعُرُوق الْموضع الَّذِي بلي الكبد وَالْقلب وَهَذَا فِي الرَّقَبَة هُوَ الْجُزْء الْأَسْفَل وَفِي الْيَد الْجُزْء الْأَعْلَى وَفِي سَائِر الْأَعْضَاء على مَا تبين فِي التشريح فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر فِي انبات اللَّحْم فِي الجروح قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ لم يسْبق اللَّحْم النَّابِت فيسفل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب من الدَّم وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خَال حدث فِي ذَلِك الْعُضْو تنولين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط لما فِي الْعرق الضَّارِب من الدَّم إِن بط انْبَعَثَ مِنْهُ دم حَاله حَال الأول فِي عسر الاحتباس وَيُسمى ابورسما وَأم الدَّم لذَلِك أرى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تسد وتغري أَكثر من الَّتِي تكوي وتحدث قشرة وتغطي مَوضِع الْجرْح لِأَن تِلْكَ الْأَدْوِيَة تنْبت اللَّحْم فِي الْجراحَة أسْرع وَيكون مَا ينبته أبعد عَن الْخطر وَأقرب إِلَى الْأَمْن وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المرحقة إِذا اسْتعْملت فِي هَذَا الْموضع كَانَ الْإِنْسَان على خطر إِذا وَقعت تِلْكَ الْعسرَة أَن ينبعث الدَّم ثَانِيَة فأفضل هَذِه الْأَدْوِيَة مِمَّا

 

(4/91)

 

 

اسْتِعْمَاله مَعَ هَذَا فِي انبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ لَا خطر فِيهَا أَن يُؤْخَذ كندر جُزْء وصبر نصف جُزْء فتجعلهما ببياض الْبيض كالعسل بعد جودة السحق وَيُؤْخَذ من وبر الأرنب شَيْء لين فلوثه فِيهِ وَضعه على الْعرق المخروق وعَلى القرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلف على الْموضع لفات أَولا ثمَّ اذْهَبْ نَحْو أصل الْعرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن ذَلِك فِيهَا وَلَا يُمكن فِي كل عُضْو إِلَّا فِي غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل الرِّبَاط بعد الثَّالِث فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح لزماً محكماً فَلَا تقلعه وَلَكِن ضع حوله شَيْئا آخر كَأَنَّك تشوى بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت الْوَبر الَّذِي هُنَالك من وبر الأرنب ثمَّ اربطه كَمَا ربطته فِي الْمرة الأولى فَإِن بتر الْوَبر الأول من تِلْقَاء نَفسه من القرحة فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق حَتَّى لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ آخر وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم بعد أَن تحفظ الْعُضْو فِي هَذَا)

الْوَقْت كُله أَن يكون منصباً بِلَا وجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء اجلب للنزف والورم من الوجع وَاجعَل هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وَصفته وَمرَّة اجْعَلْهَا بِوَزْن سَوَاء أَو تزيد فِي الكندر قَلِيلا قَلِيلا أَو اجْعَل مَكَان الكندر قشوره فَإِنَّهُ اقبض والكندر ابلغ فِي اللُّزُوم والتغرية وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ فِي هَذَا الدَّوَاء الصَّبْر أَكثر وَمَا كَانَ أرطب فالكندر أَكثر وَأحد هذَيْن الدواءين يكون أَشد قبضا وَالْآخر أَشد تغرية وَهَذَا أفضل الْأَدْوِيَة وَلِهَذَا أمرت بِاسْتِعْمَالِهِ دَائِما فِي العلاج لانبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ وانبعاثه من جراحات الرَّقَبَة حَتَّى إِنِّي استعملته فِي الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن اربط الْعرق برباط وَيجب أَن تعالج هَذَا العلاج بتؤدة ورفق وتبتدئ فتضع الْيَد على أصل الْعرق وتضبطه شَدِيدا وضع بعد ذَلِك الدَّوَاء على الْخرق واربطه إِلَى نَاحيَة أصل الْعرق وَالْغَرَض هَهُنَا هُوَ أَن يكون قد نبت حول الْعرق لحم عِنْد مَا يسْقط عَنهُ الدَّوَاء. فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تحدث قشرة فَإِنَّهَا تقوى الْعُضْو وتصلبه وتلحمه أَيْضا عِنْد سُقُوط القشرة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ فِي الطَّبْع وَكَثِيرًا مَا يعود انبعاث الدَّم عِنْد سُقُوطهَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نَخْتَار الطَّرِيق الأول إِذا كَانَ أَجود عَاقِبَة إِلَّا أَن يضْطَر إِلَى هَذَا بِأَكْثَرَ مِمَّا يضْطَر إِلَيْهِ إِذا كَانَ انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِن الكي هَهُنَا أبلغ وَذَلِكَ أَن اللَّحْم هَهُنَا لَا ينْبت فِيهَا.

وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المحرقة فأفضلها لهَذَا العلاج مَا كَانَ مَعهَا مَعَ ذَلِك قبض كالزاج والقلقنت فَأَما الَّتِي لَا قبض فِيهَا كالمتخذة بنورة لم يصبهَا مَاء فَهُوَ أقوى فِي احداث القشرة إِلَّا أَن قشرتها تسْقط سَرِيعا والمتولدة عَن حرق الْأَدْوِيَة القابضة تبقى زَمَانا طَويلا لاصقة بِالْجرْحِ وَهَذَا اصلح كثيرا لِأَن القشرة مَتى طَال مكثها يسْبق نَبَات اللَّحْم تحتهَا قبل سُقُوطهَا فَصَارَت ضماما لفم الْعرق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تبادر فِي كشط القشرة وقلعها فَإِن اضطررت إِلَى كشطها فَحَيْثُ يضطرك إِلَى الكي العفن فَقَط واقول: إِن الدَّم المنبعث من الْعُرُوق إِنَّمَا يَنْقَطِع أما لِأَن مَجِيئه إِلَيْهَا يَنْقَطِع وَإِمَّا لِأَن خرقها ينسد وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا وَهُوَ أَجود مَجِيء الدَّم فِي الْعُرُوق وَيَنْقَطِع عَنْهَا بغشى يعرض للعليل أَو باجتذاب الدَّم إِلَى ضد النَّاحِيَة أَو تنقله

 

(4/92)

 

 

إِلَى عُضْو آخر وتبريد جملَة الْجِسْم وخاصة الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الْخرق وَكَثِيرًا مَا يَنْقَطِع الدَّم من شربة مَاء بَارِد أَو صب الْخلّ الممزوج من خَارج أَو شَيْء مِمَّا شَأْنه أَن يقبض ويبرد.

والعلاج فِي الدَّم المنبعث فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة اجتذاب الْمَادَّة إِلَى خلاف النَّاحِيَة ونقلها إِلَى مَوضِع آخر والأطعمة والأشربة المقوية والأدوية القابضة المبردة وَيسْتَعْمل ذَلِك بِحَسب الْأَعْضَاء.)

وَقل مَا يعرض أَن يكون انبعاث الدَّم من المثانة والكلى والأرحام قَوِيا كثيرا إِلَّا أَنه من جِهَة طول مكثه لَا يُؤمن سوء عاقبته وَأعرف امْرَأَة كَانَت تنزف أَرْبَعَة أَيَّام فَلم يَنْقَطِع عَنْهَا بِشَيْء من العلاج حَتَّى عولجت فِي الرَّابِع بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا مَعَ علاجنا لَهَا انْقَطع النزف الْبَتَّةَ.

وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم إِذا كَانَ بِسَبَب آكِلَة وَيَنْبَغِي أَن يخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات أَشْيَاء قَوِيَّة بِحَسب مَا ترى وَيُؤْخَذ الدَّلِيل على ذَلِك من كَثْرَة الدَّم لِأَنَّهُ إِن كَانَ ينبعث من عرق عَظِيم فقد يحْتَاج فِي مداواته إِلَى أَشْيَاء قابضة كالجلنار ولحية التيس وسماق وعصارة الحصرم والعفص الغض وقشور الرُّمَّان فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا هُوَ من عروق صغَار فَهُوَ قَلِيل قَلِيل فَإِن دقاق الكندر ولحي شجر الصنوبر والطين الْمَخْتُوم وَثَمَرَة الشوك الْمصْرِيّ والزعفران وشاذنة وَنَحْوهَا مَعَ شراب اسود قَابض من خِيَار الْأَدْوِيَة ولسان الْحمل وعنب الثعب فَإِن لم تتهيأ هَذِه فَخذ أَطْرَاف الشّجر الْقَابِض فاطبخها وَاسْتعْمل طبيخها وَاسْتعْمل طبيخ حب الآس والزعرور. وَإِذا كَانَ انبعاث الدَّم حدث عَن آكِلَة فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر لَا يكون انبعاثه قَوِيا لكنه قَلِيلا قَلِيلا وَاسْتعْمل فِي هَذَا الْموضع اقراص اندرون وأقراص فراسيون وأقراص بولونداس والأقراص الَّتِي الفتها أَنا فَإِنَّهَا من جنس هَذِه إِلَّا أَن هَذِه أقوى وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأقراص تقطع الآكلة وتدفعها واعن مَعَ ذَلِك بجملة الْجِسْم وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم قَوِيا فَاسْتعْمل من الْأَدْوِيَة القابضة جدا حَتَّى تقطع ذَلِك قُوَّة الانبعاث ثمَّ اخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة الأقراص الَّتِي ذكرتها ثمَّ استعملها وَحدهَا بِبَعْض العصارات والمياه المطبوخة وَلَيْسَت أَحْمد الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع خَارِجا لانبعاث الدَّم مِمَّا يقبض ويبرد من غير أَن يقبض جدا مُطلقًا لَكِنَّهَا كثيرا مَا تفعل جلاء وَيحْتَاج إِلَيْهِ بِأَن تدفع الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن وتملأ الْعُرُوق الْبَاطِنَة. وَأعرف قوما مِمَّن كَانَ الدَّم ينصب من رثاتهم اضربهم تبريد صُدُورهمْ اضرارا بَينا. وَكَذَلِكَ كَانَ قوم ينفثون الدَّم لما بردت معدهم من خَارج اضر ذَلِك بهم وعَلى هَذَا الْمِثَال كثير مِمَّن أَصَابَهُم الرعاف اضر بهم تبريد الرَّأْس اضرارا بَينا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبرد الْأَعْضَاء الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم إِلَّا بعد أَن يكون قد رَوَت الدَّم وقلبته إِلَى أَعْضَاء أخر.

مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَ الدَّم ينبعث من المنخرين فصدت صَاحبه أَولا واستعملت فِيهِ الدَّلْك وغمز الْأَطْرَاف وربطها وَتَعْلِيق المحاجم على جَنْبَيْهِ. وَإِذا فعلت ذَلِك ايضا فَلَا تبادر تبريد الرَّأْس لَكِن اجذب مَا قد حصل فِي الرَّأْس إِلَى خلاف الْجِهَة الَّتِي يجْرِي مِنْهَا بِأَن تضع المحاجم)

فِي مُؤخر الرَّأْس ثمَّ برد الرَّأْس بعد ذَلِك فَاسْتعْمل فِي إلحام خرق الْعرق

 

(4/93)

 

 

الطّرق الَّتِي تستعملها فِي إلحام القروح الَّتِي هِيَ خرق اللحوم والخروق الْحَادِثَة عَن عرق ضَارب. وَقد عرف بِالتِّجَارَة انه عسير الالتحام وَمن الْقيَاس.

وَذَلِكَ أَن أحد صفاقي الْعرق الضَّارِب شَدِيد اليبس على أَنِّي قد رَأَيْت خرق عرق ضَارب التحم فِي النِّسَاء وَالصبيان فِي الْجَبْهَة والعينين والكعبين والرسغين فَأَما رجل شَاب فَإِنَّهُ لما أحب أَن يفتصد أَكثر عضوه اتّفق ان انْفَتح عرقه الضَّارِب وَظهر فَرَأَيْت الدَّم يثب من سَاعَته وثبا نبضيا وَهُوَ أَحْمَر مستو فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما جمعا شَدِيدا بعناء واستقصاء ثمَّ وضعت عَلَيْهِ دَوَاء مِمَّا يلزق ويغري وَجعلت فَوْقه اسفنجة رطبَة وربطته وأمرته أَن لَا يحل إِلَّا فِي الرَّابِع بحضرتي وتبدل تِلْكَ الإسفنجة كل يَوْم فَلَمَّا حللته وجدت خرق الْعرق نَفسه قد التحم التحاما محكما فَأَمَرته أَن يُعِيد عَلَيْهِ ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه والرباط وَلَا يحله أَيَّامًا كَثِيرَة فبرأ هَذَا الرجل.

فَأَما سَائِر من رَأَيْته مِمَّن وَقعت بِهِ ضَرْبَة فِي الْعَضُد بالعرق الضَّارِب فكلهم أَصَابَهُم الْعلَّة الَّتِي تعرف بأبورسما فعالج خروق الْعُرُوق الضوارب فغنه لم يبلغ بس صفاقها إِلَى أَلا يلتحم الْبَتَّةَ وخاصة إِن كَانَت فِي ابدان رطبَة. والتحام الْعُرُوق الضوارب اعسر من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب وأدويتها يجب أَن تكون أجف من أدوية الْغَيْر الضوارب بِفضل يبسه عَلَيْهَا وَكِلَاهُمَا يحتاجان إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا إِلَّا أَنه يجب أَن يكون أَحدهمَا ايبس.

قَالَ جالينوس: قشور الكندر قَوِيَّة التجفيف جدا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي انبعاث الدَّم.

لي خبرت أَن امْرَأَة قطعت لَهَا جهارك فعولجت ليرقأ دَمهَا فَامْتنعَ فجَاء رجل بثلج فَجعل يُعْطِيهَا قِطْعَة بعد قِطْعَة إِلَى أَن خدر فمها فَأمْسك الدَّم فَاسْتعْمل ذَلِك فِي جَمِيع الْمَوَاضِع وَفَوق الْعُضْو والعرق الَّذِي ينزف لِأَنَّهُ يشد ويكثف وَيَنْبَغِي أَن يجمد الْعُضْو ويخدر حَتَّى يعْمل فِي ذَلِك. وَفِي الرعاف الشَّديد يَنْبَغِي أَن يلْزم ذَلِك الفتق اجْمَعْ وَالرَّأْس الدُّخُول فِي مَاء الثَّلج إِلَى أَن يخضر جملَة الْجِسْم قَاطع للنزف جدا جدا.

3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)

هَذَا يحدث عِنْدَمَا يلتحم الْجلد الَّذِي فَوق الْعرق الضَّارِب وَلَا يكون خرق الْعرق الضَّارِب قد التحم وانسد وتعرفه من أَنه ينبض وَهُوَ كالفتق يرجع إِذا وضعت الْيَد عَلَيْهِ الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اجْمَعْ يرجع إِلَى الْعرق. وَيمْنَع الشريان من الالتحام أَشْيَاء مِنْهَا: صلابة جرحه فَإِنَّهُ صلب غضروفي لِأَن نَبَاته من مَوضِع صلب وَهُوَ الْقلب فَكَذَا احْتِيجَ إِلَيْهِ وَلِأَنَّهُ يَتَحَرَّك وَيدْفَع دَائِما وَلَا يَتَحَرَّك يسْتَقرّ فِيهِ وَلَا يزَال يضْربهُ الدَّم كَمَا يضْرب الموج وَلِأَن الْحَرَارَة فِيهِ كَثِيرَة جدا.

من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: وَإِذا بَقِي ابورسماعسر حبس الدَّم كالحال فِي الأول.

وَقَالَ فِي ابيذيميا: مَتى كَانَ مَعَ انبعاث الدَّم فِي الْعُضْو ورم حَار يضْرب ضربا مؤلما قَوِيا فَلَيْسَ يجب أَن يَجْعَل عَلَيْهِ أدوية تكوى وَلَا شَيْء يلذع أصلا وَلَا أَن يعلق الْعرق بالصنارة فيربط بالخيط وَلَا أَن تدخل فِي الْجرْح فَتِيلَة وَلَا أَن تشد شدا عنيفا وَلَا يُمكن أَن يعالج بِشَيْء إِلَّا بالمغرية والقابضة والشكل الْمُوَافق وَمَتى اجْتمع أَن تكون نصبة الْعُضْو

 

(4/94)

 

 

إِلَى فَوق تهيج الوجع احتجت أَن تجْعَل النصبة بِحَسب ذَلِك فتميل الْعُضْو نَحْو أصعب الْأَمريْنِ أَو تتوسطه فِي ذَلِك وَأَشد مَا يهيج الْعُضْو للوجع إِذا كَانَ فِي الْعُضْو ورم حَار.

قَالَ: والشد إِذا لم يكن صلبا جدا فَإِنَّهُ يجلب الدَّم إِلَى الْعُضْو كالحال فِي الفصد فَإِن شدّ شدا جدا منع الدَّم من الجري.

قَالَ: الشريان يخزم. لي قد فَكرت فِي هَذَا فيربط حَتَّى يظْهر الشريان ثمَّ يغلق ويشد فِيمَا يَلِي الْقلب فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة لتَكون أوثق وَإِن شِئْت خطت مَوضِع الْخرق مِنْهُ ثمَّ جعلت عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملحمة وشددته إِلَى أَن يعفن الْخَيط وَتخرج الأخلاط.

قَالَ: النّوم يسكن نزف الدَّم من جِرَاحَة.

لي الْأَشْيَاء المخدرة تسكن نزف الدَّم وتجلب النّوم مَعًا فَاعْلَم الفضول مَتى خرج من الْبدن دم كثيرا فَإِذا عَرفته فتوقف بِرِفْق حَتَّى تعود هضمه إِلَى مَا يجب ثمَّ اعد إِلَيْهِ بِالْقدرِ الْمُعْتَاد وَذَلِكَ انك إِذا غدوته من أول مرّة قبل الْبُرْء لانت طَبِيعَته أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي لضعف حرارته الغريزية وَفَسَد هضمه.

الْفُصُول: إِذا تبع خُرُوج الدَّم الْكثير من الْجِسْم تشنج فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن هَذَا التشنج من استفراغ. وَإِذا حدث بعد نزف الدَّم اخْتِلَاط الذِّهْن وتشنج فَذَلِك ردي وَهَذَا الِاخْتِلَاط)

لَيْسَ يكون كثيرا قَوِيا لكنه يشبه الهذيان وَمَتى اجْتمع إِلَى هَذَا الهذيان تشنج فَلَيْسَ يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ واختلاط الذِّهْن وَحده دَلِيل ردي وَأكْثر من رداءة التشنج وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاط فليغريوس قَالَ: وبر الأرنب خُذْهُ من بطن الأرنب فَإِنَّهُ الْجيد الناعم.

لي حَدثنِي رجل إِنَّه أَصَابَهُ فصد وَاسع فِي شريانه فجَاء رجل فلف قطنة على مجسة ثمَّ لوثه بريقه فِي الذرور الْأَصْفَر ودسه فِي الْجراحَة دسا جيدا ثمَّ ضمه برفادتين من الناحيتين وشده شدا بِضَم الرفادتين وَتَركه فالتحم وتخلص وَأَنا أرى أَن يكون بدل الْقطن وبر الأرنب ويبل ببياض الْبيض ويلوث فِي الصَّبْر والكندر وَمَتى لم يُوجد وبر الأرنب فَإِن نسج العنكبوت مثله وأجود مِنْهُ ثمَّ يَجْعَل فَوْقه أَيْضا مِنْهُ ثمَّ يضم بالرفائد ويشد وَإِن شِئْت فلف نسج العنكبوت على مجس ولوثه فِي بَيَاض الْبيض والنورة ودسه فِيهِ وَأَنا أرى أَن تقعد من قد أَصَابَهُ نزف فِي مَاء الثَّلج حَتَّى يخدر بدنه واسقه افيونا وَنَحْوه مِمَّا يبرد جدا ويغلظ الدَّم.

لي اذكر حَدِيث هَاشم فِي وضع الثَّلج على آخر الدِّمَاغ.

انْتهى السّفر الرَّابِع من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر التَّاسِع والعاشر على مَا رتبه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه فِي الْحَادِي عشر فِي القروح الَّتِي تتعفن والقروح الخبيثة والقروح الردية والودكة وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الخضل الطَّالِب الْأجر الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن نخميش.

انْتهى الْجُزْء الثَّانِي عشر وَقد وَقع الْفَرَاغ من طبعه يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر شعْبَان الْمُعظم سنة هـ راير سنة م وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه اجمعين آمين

 

(4/95)

 

 

(فارغة)

 

(4/96)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

(الْجُزْء الثَّالِث عشر)

(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)

(فِي الرض وَالْفَسْخ والقروح فِي أَعْضَاء التناسل وَغَيرهَا)

 

(4/97)

 

 

(فارغة)

 

(4/98)

 

 

(الرض وَالْفَسْخ) (الَّذِي ينشق مِنْهُ دَاخِلا وعلاج القروح فِي أَعْضَاء التناسل) (والمقعدة وَفِي جراحات العصب والعضل وَالْوتر والربط وَفِي علاج) (رض العصب وَفِي خياطَة جِرَاحَة الْبَطن والمراق والأمعاء وَفِي)) (الثرب والقرحة الَّتِي جنب الشريان وَفِي إدمال القروح وَفِي تولد) (الْعُرُوق فِي القروح وَفِي عسر التحام الْجِرَاحَات وسهولتها بِحَسب) (الْأَعْضَاء وعلاج الْعِظَام الْفَاسِد وَفِي خُرُوج الثرب وجمل الْعِلَل) (المراقية من برْء القروح وَفِي جراحات الدِّمَاغ والخراجات الْحَادِثَة) (فِي دَاخل الْأذن وَفِي قوانين علاج القروح الْبَاطِنَة ونزف الدَّم من) (بَاطِن الْبدن وَفِي الآكلة فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وَبَعض القَوْل فِي نزف دم) (الطمث وعلاج طفر الدَّم ورشحه وَبَعض القَوْل فِي قُرُوح الصَّدْر) (والرئة وَفِي تنقية الْمدَّة الَّتِي فِي فضاء الصَّدْر وَفِيه قوانين علاج) (القروح الْبَاطِنَة عَامَّة وَفِي القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة وَشرب) (اللَّبن لقروح الرئة وَفِي علاج من أَصَابَهُ نفث الدَّم من نزلة وَفِي الدَّم) (وَخُرُوجه من أَسْفَل وَفِيه علاج حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار والنفط) (والنفاخات وعلاج الكي وَمَا يقْلع الخشكريشة وَفِيه علاج الْخلْع) (وَالْكَسْر فِي جَمِيع الْأَعْضَاء والوثي.) ألف د ا (الرض وَالْفَسْخ الَّذِي ينشق مِنْهُ دَاخِلا) يَنْبَغِي أَن تجتهد فِي تَحْلِيل ذَلِك الدَّم اللاحج بَين الجلدين حول الْجرْح بالأدوية المرخية وبالتي هِيَ أجف مِنْهَا قَلِيلا وَلَا يكون فِيهَا لذع وَلَا تهيج وَمَتى كَانَ هَذَا الدَّم أبعد من سطح الْبدن جعلت الْأَدْوِيَة أقوى وَأَشد قُوَّة وتقطيعاً وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي أَن تكون الْأَدْوِيَة أقوى فعلا بِمِقْدَار غور الدَّم الْفَاسِد وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة على هَذِه الصّفة فالمحجمة تَنْفَعهُ وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب بِقُوَّة وعنف فَإِذا تحلل الدَّم الَّذِي خرج عَن مَوْضِعه فَأقبل حِينَئِذٍ على الشق الَّذِي مَعَ الْفَسْخ بالأدوية المجففة والربط وَبِالْجُمْلَةِ فتجمع مَا ترجو بِهِ التحام تِلْكَ الشقوق الْحَادِثَة عَن الرض وَإِن تحلل ذَلِك الدَّم الَّذِي خرج عَن مَوْضِعه سَرِيعا التحم ذَلِك اللَّحْم الَّذِي انْفَسَخ فِي أسْرع الْأَوْقَات وَإِن لم يتَحَلَّل ذَلِك إِلَّا فِي زمَان طَوِيل تولد فِي الْفَسْخ على طول الْمدَّة وضر كثير وَصَارَ فِيمَا بَين شفتي الشقوق الَّتِي فِيهِ تمنع من التحام الْفَسْخ التحاماً جيدا فَلَا يَنْبَغِي أَن يغرك ذَلِك الإلحتام الضَّعِيف فَإِنَّهُ مَتى عرض للعليل أَن يحم أَو يعْمل ذَلِك الْعُضْو عملا شاقاً يجد فِيهِ من سَاعَته وجعاً وَذَلِكَ أَن شفتي الشقوق الْحَادِثَة فِي الْفَسْخ لم تلتحم بل إِنَّهَا نشبت أَحدهَا بِالْأُخْرَى على طَرِيق الْمُجَاورَة وَلِهَذَا صَارَت تفترق من أدنى سَبَب وَيخرج مِنْهَا صديد رَقِيق يبْقى بَين الجلدين على مِثَال مَا خرج فِي أول الْأَمر الدَّم وَلذَلِك تكون هَذِه الْعلَّة الْأَخِيرَة تنْحَل أسْرع من الأولى لرقة ذَلِك الصديد. ألف د لي وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الْفَسْخ هُوَ الَّذِي يعرض للحم دَاخِلا أَن يتفرق اتِّصَاله وَأما ظَاهر الْبدن وَالْجَلد فيتصل على حَاله فَيكون فِي الْمثل كلهَا حركات باطنة والأدوية المجففة تُوضَع عَلَيْهِ بعد أَن ينْحل ذَلِك الدَّم لِئَلَّا يعسر وَيمْنَع تحلل ذَلِك الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اللاحج إِن بَقِي عفن وَصَارَت مِنْهُ قرحَة فتريد أَن تحلل ذَلِك الدَّم ثمَّ تضع على الْعُضْو أدوية مجففة حَتَّى تلتحم تِلْكَ الشقوق الَّتِي عرضت فِي اللَّحْم وَلَيْسَ هَذَا مثل الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَلَا الَّذِي يَفْتَحهُ لِأَن ذَلِك هُوَ جِرَاحَة وشق ظَاهر من فسخ.

جمل مَا تقدم الْمقَالة الْخَامِسَة قَالَ جالينوس: أُرِيد أَن أذكر جمل مَا قَتله فِي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة بإيجاز فَأَقُول: أَن القرحة الغائرة الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن ينْبت فِيهَا لحم تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف تجفيفاً يَسِيرا وتجلو باعتدال والقروح الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تلتحم أَعنِي الَّتِي إِنَّمَا هِيَ شقّ فَقَط تحْتَاج إِلَى أدوية أَشد تجفيفاً من المنبتة للحم وَأَن يكون عديمة الْجلاء يسيرَة الْقَبْض وَالَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تدمل تحْتَاج إِلَى مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيقبض قبضا شَدِيدا أَشد من الملحمة. فَأَما الَّتِي فِيهَا)

لحم زَائِد فتحتاج إِلَى أدوية حادة أكالة وَهِي ضَرُورَة حارة

 

(4/99)

 

 

يابسة. فَإِن كَانَ مَعَ القرحة عرض آخر وَلم تكن ساذجة بسيطة فاستخرج المداواة من نفس ذَلِك الْعرض فَإِن كَانَ وضرا مجتمعاً فِيهَا فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تقلعه وتستنظفه وَمَا هَذِه سَبيله. يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر جلاء من المنبتة للحم. وَإِن كَانَت فِي القرحة رُطُوبَة كَثِيرَة ظَاهِرَة فَلْيَكُن الدَّوَاء أَشد تجفيفاً وَلَكِن لَا يبلغ من التجفيف أَن يُفَارق نوع الْخَاص بِهِ. فَأَما إِن كَانَ فِي لحم القرحة سوء مزاج فَيَنْبَغِي أَن يقْصد أَولا لعلاج ذَلِك السوء ألف د المزاج. فَإِن كَانَ اللَّحْم قد يبس بِأَكْثَرَ من طبعه رطبته وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي جَمِيع الكيفيات مُفْردَة ومركبة وَأَن الْعُضْو الأيبس يَنْبَغِي أَن يجفف أقل فَأَما القرحة الَّتِي هِيَ أرطب فتحتاج إِلَى أَن تجفف أَكثر وَأَن المداواة تقع بِحَسب ذكاء حس الْعُضْو وبلادته وخطره وَضَعفه وَوَضعه وشكله.

كتبنَا جَمِيع مَا فِي هَذِه الْمقَالة الْخَامِسَة من بعد هَذَا الْموضع وَهُوَ ابْتِدَاؤُهَا إِلَى آخرهَا هَذَا الَّذِي مِنْهُ يَبْتَدِئ الْآن فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة وفيهَا علاج نزف الدَّم من الْعُرُوق ظَاهرا وَبَاطنا.

 

(4/100)

 

 

(القروح فِي أَعْضَاء التناسل والمقعدة) قَالَ: كَانَ رجل يداوي قرحَة رطبَة فِي الكمرة بالأدوية الَّتِي تداوى بهَا القروح فِي سَائِر لحم الْبدن فَلم تنجح فَأَمَرته أَن يداويه بالأدوية الْيَابِسَة يبساً أَكثر فاستعملها فبرأ.

وَقَالَ: القروح الَّتِي تحدث فِي الْفروج من الرِّجَال وَالنِّسَاء من غير ورم فليداووا بدواء دامل فضل يبسه على يبس الْأَدْوِيَة الداملة بِحَسب يبس هَذِه الْأَعْضَاء على اللَّحْم وَبَعض القروح الْحَادِثَة فِي الإحليل أحْوج إِلَى كَثْرَة التجفيف وَهُوَ مَا كَانَ قد أَخذ الإحليل كُله مَعَ الكمرة وَبَعضهَا تحْتَاج إِلَى تجفيف أقل وَهِي الَّتِي تكون فِي القلفة وَالَّتِي تكون فِي سَائِر جلدَة الإحليل تحْتَاج إِلَى تجفيف أَكثر من تجفيف الَّتِي تكون فِي القلفة.

قَالَ: وَهَذِه القروح الَّتِي فِي الكمرة إِذا كَانَت رطبَة إِنَّمَا تَبرأ بالدواء الْمُتَّخذ بالقرطاس المحرق والشب المحرق والقرع الْيَابِس المحرق وَنَحْوه من الْأَدْوِيَة القوية التجفيف فَأَما الَّتِي من هَذِه قَلِيل الرُّطُوبَة قريب الْعَهْد فالصبر يبرئها وَهُوَ من جِيَاد الْأَدْوِيَة ينثر عَلَيْهَا بعد أَن يسحق يَابسا وَهُوَ أَيْضا يُبرئ القروح الجافة الَّتِي ألف د تكون فِي المقعدة وأشبه شَيْء بِالصبرِ فِي فعله هَذَا القيموليا المغسول بشراب وَإِذا عولج بِهِ يَابسا أَيْضا يقرب مِنْهُ. والمولوندلنا والتوتيا مَعَ إِنَّه لَا قَالَ: فَإِن تهَيَّأ أَن تكون القروح أرطب فعالجها بلحاء شجر الصنوبر الَّتِي تحمل حبا صغَارًا)

وبالشاذنة. لي يَعْنِي بأرطب هَهُنَا فِي أبدان أرطب.

قَالَ: فَإِن كَانَت قُرُوح لَهَا غور فَبعد أَن تجففها بِمَا وصفت يَنْبَغِي لَك أَن تخلط مَعَ الْأَدْوِيَة من دقاق الكندر مَا يكْتَفى بِهِ فِي إنبات اللَّحْم.

 

(4/101)

 

 

(الْمقَالة السَّادِسَة)

(الوجبة والخرق وجراحات العصب) قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا أَصَابَته وجبة لم تخرق الْجلد وَجلده بإبرة أَو إشفي أَقُول: أَن هَذَا الرجل إِن كَانَ تَبرأ قروحه وتلتحم سَرِيعا فَإِنَّهُ إِن لم يوضع على هَذِه الوجبة شَيْء لم يندهه مِنْهَا سوء وَإِن كَانَ مِمَّن لَحْمه رَدِيء وَهُوَ الَّذِي لَا يبرأ قروحه إِلَّا بعسر فَأول شَيْء يُصِيبهُ أَن الْعُضْو الَّذِي وَقعت بِهِ الوجبة يوجعه ثمَّ يحدث فِيهِ بعد ذَلِك ضَرْبَان وورم.

وَالْعلَّة فِي طيب اللَّحْم بطء حس الْبدن وَقلة امتلاء الْبدن وجودة الأخلاط. وبالضد قد كَانَ لم يحس وتملؤ الْبدن ورداءة الأخلاط. فَإِن مَا كَانَ من الْأَبدَان فِيهِ هَذِه الْخلال أَو بَعْضهَا فَهُوَ مَتى أَصَابَته وجأة يثقب الْجلد فَلَا بُد أَن يحدث لَهُ ورم وَإِذا علمنَا هَذَا نَحن بِهِ لم تضع على الوجأة مَا يلحم كَمَا يوضع على الْجِرَاحَات الطرية لَكِن تضع عَلَيْهِ بعض الْأَشْيَاء المسكنة عَن أَن يوجع ويؤلم وَذَلِكَ أَنه مَتى حدث فِي الْبدن جرح عَظِيم الْخرق فَيَنْبَغِي أَن تخرص الْجلد كُله عَن أَن تداويه بأدوية مَعهَا فضل يبس وَجمع شفتي الْخرق ليلتحم ويندمل فَأَما مَتى حدث فِي الْبدن ثقب ألف د بِرَأْس إبرة أَو نَحْوهَا فمما يَنْبَغِي أَن يعْنى بِهِ بِوَاحِدَة وَهُوَ أَن لَا يدام الْموضع.

 

(4/102)

 

 

3 - (فِي جراحات العصب والعضل وَالْوتر والربط ووضعها) قَالَ: أصَاب رجلا وجأة بحديدة دقيقة الرَّأْس فجرحت الْجلد ووصلت إِلَى بعض عصب يَده فَوضع علها طَبِيب مرهماً ملحماً قد جربه فِي إلحام الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة فِي اللَّحْم فورم الْموضع فَلَمَّا ورم وضع عَلَيْهِ أدوية مرخية كضماد دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت فعفنت يَد الرجل وَمَات.

قَالَ: فَأَما نَحن فَلم تصب أحدا مِمَّن أَصَابَته وجأة فِي عصبه فبادر فتداوى بالأدوية الَّتِي استخرجناها نَحن لجراحات العصب تشنج وَذَلِكَ أَنِّي بنيت فِي علاجها على أَمر قد فهمته وَهُوَ أَنه إِذا أصَاب العصب نخسة فَلَا بُد ضَرُورَة لفضل حسه أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر مِمَّا ينَال سَائِر الْأَعْضَاء لفضل حسه وَأَنه لَا بُد أَن يرم إِن لم يحتل فِي تسكين الوجع وَمنع حُدُوث الورم وَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب فِي أَن استنقي وأشقه خوف الالتحام ليخرج مِنْهُ مَا يرشح من مَوضِع)

النخسة من الصديد وَأَنا أبادر فأنقي الْبدن من الفضول وأجهد الْجهد كُله أَن لَا يحدث فِي الْعُضْو الَّذِي وَقعت بِهِ الوجأة وجع وَلذَلِك اجتلب أدوية غرضي فِيهَا تسكين الوجع وتفتح الطَّرِيق الَّذِي يجْرِي فِيهِ الصديد.

وأحزم الْأُمُور فِي هَذَا الْموضع أَن يُزَاد فِي خرق الْجلد ويوسع مَوضِع الْجرْح ويستفرغ جملَة الْبدن بالفصد إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل. وَإِن كَانَ الْبدن رَدِيء الأخلاط فلينق بدواء مسهل فبادر فِيهِ فِي أول الْأَمر فَأَما المَاء الْحَار فَإِنَّهُ على أَنه مسكن لوجع سَائِر الأورام غَايَة التسكين فَيَنْبَغِي لَك أَن تعلم أَنه من أضرّ الْأَشْيَاء لجراحات ألف د العصب وَذَلِكَ لِأَن جَوْهَر العصب مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لكَونهَا كَذَلِك تعفن وتنحل من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة تبعا وَهَذَا لم أزل أمنع من إِصَابَته هَذِه الْعلَّة من المَاء الْحَار وَلَا أَدَعهُ يقربهُ الْبَتَّةَ وَرَأَيْت أَن النطول إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون بِزَيْت حَار لِأَن الزَّيْت إِذا كَانَ بَارِدًا تشبث الْبدن وسد مسامه وَمَتى أدنى إِلَيْهِ وَهُوَ حَار حلل مِنْهُ واخترت من الزَّيْت اللَّطِيف غَايَة اللطف واجتنبت زَيْت الْإِنْفَاق المعصور من الزَّيْتُون الْفَج لِأَن مَعَه قبضا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي أكره كل زَيْت قَابض هَهُنَا واخترت مِنْهُ مَا يكون قد أَتَت عَلَيْهِ سنتَانِ أَو ثَلَاث لِأَن هَذَا يحلل تحليلاً كثيرا وَلَا يبلغ بِهِ الْأَمر إِلَى أَن يخرج عَن أَن يكون مسكنا للوجع فَأَما مَا كَانَ أعتق من هَذَا فَإِنَّهُ يحلل أَكثر ويبلغ إِلَى أَنه يصير أقل تسكيناً للوجع.

وَأما الْأَدْوِيَة فقصدت مِنْهَا إِلَى أَن يكون معتدلة الْحَرَارَة لَطِيفَة الْأَجْزَاء تجفف تجفيفاً لَا

 

(4/103)

 

 

أَذَى مَعَه فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي حَالهَا هَذِه الْحَال هِيَ وَحدهَا دون سَائِر الْأَدْوِيَة تقدر على اجتذاب الصديد عَن عمق الْبدن من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الَّذِي يعالج بهَا وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته من الْأَدْوِيَة علك البطم وَاسْتَعْملهُ وَحده وَمَعَ شَيْء يسير من الفربيون أما وَحده فَفِي أبدان النِّسَاء وَالصبيان والأبدان الناعمة وَأما مَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الجافة الصلبة اللَّحْم وَكَذَلِكَ اسْتعْملت وسخ الكور وَحده أَيْضا وَمَعَ فربيون وَإِذا تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً عجنته بِبَعْض أَنْوَاع الزَّيْت اللطيفة وَأما الْأَبدَان الْكَثِيرَة الصلابة فاستعملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت مرّة وَمرَّة خلطته مَعَ علك البطم وعَلى هَذَا الْمِثَال اسْتعْملت الجاوشير وَأرى ألف د أَن الحلتيت نَافِع أَن اتخذ مِنْهُ دَوَاء لازق على مِثَال مَا اتخذنا نَحن الدَّوَاء الَّذِي يَقع فِيهِ فربيون إِلَّا أَن الحلتيت دَوَاء لم امتحنه بعد بالتجربة لكنه دَاخل فِي جملَة الطَّرِيق الَّذِي بِهِ استخرجت الْأَدْوِيَة الَّتِي قد)

امتحنها وَالْقِيَاس سائق فِي اسْتِخْرَاج هَذِه ثمَّ تحقق التجربة ذَلِك فِي ذَلِك وَبِهَذَا الطَّرِيق ظَنَنْت بالكبريت الَّذِي هُوَ لم تصبه نَار أَنه فِي غَايَة لطافة الْأَجْزَاء فَهُوَ نَافِع فِي جراحات الأعصاب فخلطت مَعَه من الزَّيْت مِقْدَار مَا صَار بِهِ فِي ثمن وسخ الْحمام وعالجت بِهِ.

وَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً لَهُ فضل صلابة فَجَعَلته بالزيت فِي ثخن الْعَسَل نفعته بذلك وَقد امتحنت ذَلِك فَوَجَدته نَافِعًا وَقد خلطت النورة المغسولة بِزَيْت وأداويها بِهِ وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي عنفوان الْحَرَارَة فِي الشَّمْس وَإِن غسلتها غسلات جَعلتهَا قَالَ: وَقد لزم النَّاس الْيَوْم اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته أَنا من جُزْء شمع وَنصف جُزْء علك البطم وَنصف جُزْء زفت وَرُبمَا جعلت مقدارهما أَكثر من الشمع وَمن الفربيون نصف سدس الشمع أدقه وأنخله وأجمعه مَعَ الْأَدْوِيَة وَهِي ذائبة وتأليف هَذَا الدَّوَاء فِي قاطاجانس بِأَحْكَام قَالَ: وَجُمْلَة أَن المداواة العصب الَّذِي تصيبه وجأة أَو نخسة أَو ينْتَقض اتصالها بِضَرْب آخر أَي الضروب كَانَ وَيكون بأدوية تحدث حرارة فاترة وتجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها جوهراً جاذباً لطيف الْأَجْزَاء وَيَنْبَغِي أَن يكون عَالما بِوُجُوه المداواة.

من ذَلِك أَن رجلا وضع دَوَاء الفربيون على وجأة فِي العصب سَاعَة وَقعت وَكَانَ جربه مَرَّات فأنجح فِي جراحات ألف د العصب فَأرَانِي الْعُضْو فِي الثَّالِث وَقد ورم فَسَأَلت أَنا الْمَرِيض: هَل وجدت فِي أول يَوْم وضع الدَّوَاء عَلَيْهِ فِي ذَلِك شبه حرارة شمس فاترة فَذكر أَنه لم يجد شَيْئا من ذَلِك فَسَأَلت الطَّبِيب فَذكر عمل الدَّوَاء وَذكر أَن عمله مُنْذُ سنة وَسَأَلته عَمَّن عالجهم بِهِ فَقَالَ: غلامان وفتى وَسَأَلته عَن حَال أبدانهم فَقَالَ: كَانَت بيضًا رخصَة فَعلمت أَن الفربيون كَانَ نَاقِصا عَن مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مزاج هَذَا العليل فَأَمَرته أَن يَجِيء

 

(4/104)

 

 

بِشَيْء من هَذَا الدَّوَاء وَشَيْء من فربيون مِقْدَار مَا ظَنَنْت أَنه يَكْفِي فسحقته غَايَة السحق وخلطته بِهِ ثمَّ أخذت من الزَّيْت اللَّطِيف فسخنته تسخيناً معتدلاً وعرقت بِهِ الْعُضْو العليل ووسعت فَم الْجرْح قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وَوضعت الدَّوَاء عَلَيْهِ وَأمرت العليل بالإمساك عَن الطَّعَام وَأمرت الطَّبِيب أَن يحله بالعشى وَيُعِيد العلاج فَأصْبح العليل وَقد سكن وَجَعه وتبدد ورمه.

فَإِن كَانَ لم تصب العصب نخسة فَقَط لَكِن انخرق خرقاً بَينا فَانْظُر إِلَى الْخرق إِذا ثقب فِي طول الْعصبَة أَو فِي عرضهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها فَانْزِل أَن الْجلد قد)

انخرق كثيرا حَتَّى تكون الْعصبَة مكشوفة وَيكون خرقها بالطول أَقُول: أَنه لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقرب هَذَا الْجرْح شَيْء من الْأَدْوِيَة الَّتِي ذكرت مِمَّا يتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله من الْأَدْوِيَة الحارة وَذَلِكَ لِأَن الْعصبَة بِسَبَب أَنَّهَا مكشوفة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْد مَا كَانَ بَينهَا وَبَينهَا الْجلد وَلِهَذَا صَار الأجود فِي هَذَا الْموضع أَن تعجن نورة مغسولة بِزَيْت كثير وتعالجها بِهِ.

والدواء الْمُتَّخذ ألف د بالتوتياء جيد فِي هَذَا الْموضع إِذا ديف بدهن لم يخالطه ملح لِأَن جملَة غرضك فِي مداواة العصب المكشوف يَنْبَغِي أَن يكون تجفيفها بِلَا لذع وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغسل النورة مَرَّات بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد ولتغسل التوتياء أَيْضا وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المعدنية كلهَا إِذا أُرِيد مِنْهَا أَن تجفف بِلَا لذع فَيَنْبَغِي أَن تغسل كلهَا وَجَمِيع مَا يدْخل فِي مداواة العصب من الْعِلَل وَغَيره فليغسل وَإِن كَانَ العليل قَوِيا وَكَانَ بدنه نقياً من الفضول فقد يمكنك أَن تداويه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي مَعهَا فضل قُوَّة لي يَعْنِي فِي التجفيف كَمَا فعلت أَنا فِي بعض الْأَوْقَات بشاب كَانَ أَصَابَهُ حرق فِي زنده وَكَانَ فِي بدنه وَسَائِر حالاته جيد البنية إِلَّا أَنه كَانَ قد أحرقت الشَّمْس بدنه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بولوانداس فدفته بعقيد الْعِنَب وسخنته على رماد حَار وغمست فِيهِ فَتِيلَة ووضعتها فِي الْجرْح فَإِن هَذَا من أهم الْأُمُور أَن يكون لَا يقرب مَوضِع الحرق من العصب وَلَا يلقاه شَيْء بَارِد لِأَن العصب شَدِيد الْحس وَهُوَ مَعَ هَذَا مُتَّصِل بالدماغ ومزاج العصب بَارِد وَالْبرد يُؤثر فِيهِ سَرِيعا ويوصل مَا يَنَالهُ إِلَى الدِّمَاغ فَإِن تهَيَّأ مَعَ هَذَا أَن تكون الْعصبَة وَاحِدَة من العصب الَّتِي تتصل بالعضل فَإِنَّهُ ستحدث تشنجاً فِي أسْرع الْأَوْقَات وَلما وضعت هَذَا الدَّوَاء فِي خرق الْعصبَة وَوَضَعته أَيْضا على مَوَاضِع كَثِيرَة من فَوْقه جعلت أعرق جَمِيع مَوَاضِع الإبطين والرقبة وَالرَّأْس بِزَيْت حَار تعريقاً متواتراً وأخرجت لَهُ أَيْضا دَمًا من عرق فصدته لَهُ فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَال الْفَتى وضمرت قُرْحَته وانقبضت وَرَأَيْت أَن لَا أَحْدَاث فِيهَا حَدثا إِلَى السَّابِع فبرأ فِي السَّابِع برءاً ألف د تَاما.

وَمَا كَانَ من القروح على هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت وَلَا سِيمَا مَتى عولجت بِمثل هَذَا العلاج الَّذِي وَصفته هَهُنَا لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا الْعرض الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة ويوضرها.

 

(4/105)

 

 

وَذَلِكَ أَن الْأَمر فِي أَن تعالج الْعصبَة بِزَيْت وَهِي مكشوفة وفى أَن تعالج بِهِ وَهِي مغطاة بِالْجلدِ)

لَيْسَ بِأَمْر وَاحِد وَلِهَذَا يَنْبَغِي فِي مثل هَذَا الْموضع أَن تغسل الْعصبَة وتنظف من صديدها بِأَن تنشفها أَولا بصوفة ملفوفة على طرف ميل وَأَن اجْتنب بعد ذَلِك أَن تبل الصوفة بِبَعْض الْأَشْيَاء الرّطبَة كَيْلا تلقى القرحة وَهِي يابسة فحسبك أَن تبلها بعقيد الْعِنَب تغمها فِيهِ وتعصرها فَإِن لم يتهيأ فبشراب حُلْو فِي غَايَة الْبعد أَن تلذع لَا حِدة لَهُ.

فَأَما إِذا صَارَت القرحة إِلَى حد الِانْدِمَال فأنواع الشَّرَاب الصَّادِق الْبيَاض والرقة الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء العديم الرَّائِحَة أفضل أَنْوَاع الشَّرَاب.

فَأَما اسْتِعْمَال المَاء فاهرب مِنْهُ وجنبه دَائِما فِي علاج العصب. وَإِذا أَصَابَته وجأة حرق فَيجب الضماد المرخى.

قَالَ: والدواء الْمُتَّخذ بالقلقطار يقرب فعله من فعل الأقراص الَّتِي ذكرتها فدفه فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص اندرون وأقراص فراسيون أَيْضا استعملها. لي هَذِه الْأَدْوِيَة تسْتَعْمل إِذا كَانَ العصب مكشوفاً فِي الْجراحَة الَّتِي تقطع العصب عرضا.

قَالَ: فَأَما الْجِرَاحَات الَّتِي تقطع العصب عرضا فَإِنَّهَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ لِأَن الورم يصل من الشظايا المقطوعة ألف د الَّتِي لم يَنْقَطِع مِنْهَا وعلاج القرحة فِي هَذَا الْموضع أَيْضا هُوَ ذَلِك العلاج بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يخرج لصَاحِبهَا الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا يخرج لغيره وَيُدبر تدبيراً ألطف مِمَّا يدبر بِهِ غَيره ويحفظ على غَايَة الهدوء والسكون وينوم على فرَاش وطئ لين وتعرق إبطاه ورقبته بِزَيْت حَار كثير.

فَإِن كَانَت الْعصبَة المقطوعة فِي الرجل فَكَمَا إِنَّهَا إِذا كَانَت فِي الْيَد فَيَنْبَغِي أَن تعرق الإبطان بالزيت كَذَلِك يَنْبَغِي إِذا كَانَت فِي الرجل تعرق الجنبين بِزَيْت كثير ويمرخ عظم الصلب حَتَّى يصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس.

 

(4/106)

 

 

3 - (رض العصب) فَأَما رض العصب فَإِن كَانَ مَعَه قرحَة فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع بشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد نفرت بِسَبَب الرض فَإِن أصَاب العصب رض من غير أَن يرض مَعَه الْجلد فَيَنْبَغِي أَن تصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً من زَيْت قوته محللة صبا متواتراً وأعن فِي جملَة الْبدن بِمَا وَصفنَا وَمَا أعلم أَنِّي رَأَيْت هَذَا إِلَّا مرّة وَاحِدَة وداويته فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت.

وَأما رض العصب مَعَ رض الْجلد فقد رَأَيْته مرَارًا شَتَّى وَأَصْحَاب الرياضة يداوونه بالضماد الْمُتَّخذ من دَقِيق الباقلى وخل وَعسل وَحقا أَن هَذَا دَوَاء جيد.

فَإِن كن الرض وجعاً فَيَنْبَغِي أَن يخلط مَعَه زفت ويطبخ طبخاً جيدا ويضمد بِهِ وَهُوَ حَار فَإِن أردْت أَن يكون أَشد تجفيفاً فاخلطه مَعَ دَقِيق الكرسنة وَإِن أَحْبَبْت أَن تجفف أَكثر فاخلط مَعَه أصل السوسن وَأما الْعِنَايَة بِأَمْر الْبدن كُله فَإِنَّهَا تعم هَذَا وَغَيره.

فَإِن كنت الْعصبَة ... قطعا فَلَيْسَ مِنْهَا خوف الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكون الْعُضْو الذب كَانَ يَتَحَرَّك بِتِلْكَ الْعصبَة يزمن ومداراة سَار القروح أَيْضا. ألف د لي يَعْنِي غير قُرُوح العصب لِأَنَّهُ لَا يخَاف من هَذَا وجع وَلَا ورم وَلَا غَيره وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يلحم الْجرْح ويدمل الرِّبَاط فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا تحمل من المداواة مَا هُوَ أَشد تجفيفاً وَأقوى لِأَنَّهَا لَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس فَأَما الأوتار فَلِأَن جوهرها مركب من عصب ورباط صَار قد يحدث بِسَبَبِهَا تشنج من طَرِيق ومشاركتها للعصب وَلِأَن الرباطات المدورة تشبه الأعصاب فِي خلقتها. كثيرا مَا يغلط جهال الْأَطِبَّاء فيلقونها وَهِي أَصْلَب كثيرا من العصب محسا وَيَنْبَغِي أَن تكون عَارِفًا بِنَوْع كل وَاحِد مِنْهُمَا لتقدر أَن تفرق بَينهمَا عِنْد الْحَاجة وَأما الرباطات العريضة فَمن طَرِيق عرضهَا قد يعرفهَا أَكثر الْحَاجة وَأما الرباطات العريضة فَمن طَرِيق عرضهَا قد يعرفهَا أَكثر الْأَطِبَّاء ويجهلها الْبَعْض والعارف بخلقة هَذِه ووصفها يعرف بسهولة هَل الْمَجْرُوح عصبَة أَو رِبَاط أَو وتر.

 

(4/107)

 

 

فِي جراحات الرِّبَاط

قَالَ: مَتى أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة تخرقه إِن كَانَ وَاحِد من الرباطات الَّتِي تنْبت من عظم وتتصل بِعظم آخر فَلَيْسَ على صَاحبه مَكْرُوه. وَإِن أَحْبَبْت أَن تداويه بِأَيّ الْأَدْوِيَة شِئْت لم يضرّهُ شَيْء. وَإِن كَانَ من الرباطات الَّتِي تتصل بالعضل فَهُوَ دون العصب وَالْوتر فِي مَا يتخوف مِنْهُ إِلَّا أَنه أَشد خطراً من سَائِر الرباطات

 

(4/108)

 

 

(خياطَة الْبَطن فِي الْجراحَة الْوَاقِعَة بالبطن) (وبالمراق والأمعاء) قَالَ: أَن انخرق مراق الْبَطن حَتَّى خرج بعض الْأَعْضَاء فَيَنْبَغِي أَن تعلم كَيفَ تضم المعي وَتدْخل وَإِن خرج شَيْء من الثرب فَيحْتَاج أَن تعلم هَل يَنْبَغِي أَن تقطع أَو لَا وَهل يَنْبَغِي أَن ترْبط برباط وثيق أَو لَا وَهل تخاط الْجراحَة أَو لَا ألف د وَكَيف السَّبِيل فِي خياطته. وَذكر جالينوس تشريح المراق وَذَكَرْنَاهُ نَحن فِي التشريح.

قَالَ: وَلما قد ذكرنَا فِي التشريح فموضع الخاصرتين أقل خطراً إِذا انخرق من مَوضِع البهرة والبهرة وسط الْبَطن والخاصرتان من الْجَانِبَيْنِ بِقدر أَربع أَصَابِع عَن البهرة قَالَ: لِأَن الشق إِذا وَقع فِي مَوضِع البهرة خرجت مِنْهُ الأمعاء أَكثر وردهَا فِيهِ يكون أعْسر. وَذَلِكَ أَن الشَّيْء الَّذِي كَانَ يضبطها إِنَّمَا كَانَ العضلتين المنحدرتين من طول الْبدن اللَّتَيْنِ تنحدران من الصَّدْر إِلَى عظم الْعَانَة. وَلذَلِك مَتى انخرقت وَاحِدَة من هَاتين العضلتين فَلَا بُد أَن يخرج بعض الأمعاء وتنتأ من ذَلِك الْخرق.

وَذَلِكَ لِأَن العضل الَّتِي فِي الخاصرتين تضغطه وَلَا يكون لَهُ فِي الْوسط عضلة قَوِيَّة تضبطه. فَإِن تهَيَّأ أَن تكون الْجراحَة عَظِيمَة خرج عدَّة من الأمعاء فَيكون إدخالها أَشد وأعسر. وَأما الْجِرَاحَات الصغار فَإِن لم تبادر بِإِدْخَال المعي من ساعتها انتفخت وغلظت وَذَلِكَ لما يتَوَلَّد فِيهَا من الرّيح فَلَا تدخل فِي ذَلِك الْخرق. وَلذَلِك أسلم الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالمراق مَا كَانَ معتدل الْعظم.

قَالَ: وتحتاج هَذِه الْجِرَاحَات إِلَى أَشْيَاء: أَولهَا أَن ترد المعي البارزة إِلَى الْموضع الَّذِي هُوَ لَهَا خَاصَّة. وَالثَّانِي أَن تخاط وَالثَّالِث: أَن يوضع عَلَيْهَا دَوَاء مُوَافق. وَالرَّابِع أَن يجْهد أَن لَا ينَال شَيْئا من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة من أجل ذَلِك خطر. فَانْزِل أَن الْجراحَة من الصغر بِحَال لَا يُمكنهَا لصغرها أَن تدخل المَاء الْبَارِد وَعند ذَلِك لَا بُد أَن يحلل ذَلِك الرّيح وَأما إِن توسع الْخرق فَإِن الرّيح أَجود أَن قدرت عَلَيْهِ وَالسَّبَب فِي انتفاخ المعي هُوَ برد الْهَوَاء فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تغمس إسفنجة فِي مَاء حَار وتعصرها وتكمد بهَا. وَالشرَاب الْقَابِض إِذا سخن كَانَ أَيْضا نَافِعًا فِي هَذَا الْموضع ألف د وَذَلِكَ أَنه يسخن أَكثر من إسخان المَاء وَيُقَوِّي الأمعاء فَإِن لم يحل هَذَا العلاج انتفاخ الأمعاء فليستعمل لتوسع الْجراحَة أوفق الْآلَات لهَذَا الشق الْآلَة الَّتِي تعرف بمبط)

النواصير. فَأَما سكاكين البط الحادة من الْجِهَتَيْنِ والمحددة الرَّأْس فلتحذر.

 

(4/109)

 

 

وَأصْلح الأشكال وَالنّصب للْمَرِيض أَن كَانَت الْجراحَة متجهة إِلَى النَّاحِيَة السُّفْلى فالشكل والنصبة إِلَى فَوق وَإِن كَانَت الْجراحَة متجهة إِلَى فَوق فالشكل والنصبة المتجهة إِلَى أَسْفَل.

وَلَكِن غرضك الَّذِي تقصده فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَن لَا تقلع بِسَائِر الأمعاء على المعي الَّتِي برزت فتنقله وَإِذا أَنْت جعلت هَذَا غرضك علمت أَنه إِن كَانَت الْجراحَة فِي الشق الْأَيْمن فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ الْمَرِيض بالميل إِلَى الشق الْأَيْسَر وَإِن كَانَت فِي الْأَيْسَر أَخَذته بالميل إِلَى الْأَيْمن وَيكون قصدك دَائِما أَن تجْعَل النَّاحِيَة الَّتِي فِيهَا الْجراحَة أرفع من النَّاحِيَة الْأُخْرَى فَإِن هَذَا أَمر يعم جَمِيع هَذِه الْجِرَاحَات.

فَأَما حفظ الأمعاء فِي موَاضعهَا الَّتِي هِيَ لَهَا خَاصَّة بعد أَن ترد إِلَى الْبَطن إِذا كنت الْجِرَاحَات عَظِيمَة فتحتاج إِلَى خَادِم جزل وَذَلِكَ أَنه يَنْبَغِي أَن يسمك مَوضِع الْجراحَة كُله بِيَدِهِ من خَارج فتضمه وتجمعه وَتكشف مِنْهُ شَيْئا بعد شَيْء للمتولي لخياطتها وتعمد إِلَى مَا قد خيط مِنْهَا أَيْضا فتجمعه وتضمه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تخيط الْجراحَة كلهَا خياطَة محكمَة وَأَنا واصف لَك أَجود مَا يكون من خياطَة الْبَطن فَأَقُول أَنه لما كَانَ الْأَمر الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُوَ أَن تصل مَا بَين الصفاق والمراق قد يَنْبَغِي لَك أَن تبتدئ فَتدخل الإبرة فِي الْجلد من خَارج إِلَى دَاخل وَإِذا نفذت الإبرة فِي الْجلد وَفِي العضلة الذاهبة ألف د على استقامة فِي طول الْبَطن تركب الحافة فِي الصفاق فِي هَذَا الْجَانِب لَا تدخل فِيهِ الإبرة وأنفذت الإبرة فِي حافته الْأُخْرَى من دَاخل إِلَى خَارج من المراق فَإِذا أنفذته فأنفذها ثَانِيَة فِي هَذِه الحافة نَفسهَا فِي المراق أَو من خَارج إِلَى دَاخل ودع حافة الصفاق الَّذِي فِي الْجَانِب وأنفذ الإبرة فِي حافته الْأُخْرَى من دَاخل إِلَى خَارج وأنفذها مَعَ إنفاذك لَهَا فِي الصفاق فِي حافة المراق الَّتِي فِي ناحيته حَتَّى تنفذها كلهَا ثمَّ ابتدئ أَيْضا من هَذَا الْجَانِب نَفسه وخطه مَعَ الحافة الَّتِي من الصفاق فِي الْجَانِب الآخر وَأخرج الإبرة من الْجلْدَة الَّتِي تقربه ثمَّ رد الإبرة فِي تِلْكَ الْجلْدَة وَخط حافة الصفاق الَّتِي فِي الْجَانِب الآخر مَعَ هَذِه الحافة من المراق وأخرجها من الْجلْدَة الَّتِي فِي ناحيته وَافْعل ذَلِك مرّة بعد أُخْرَى إِلَى أَن تخيط الْجراحَة كلهَا على ذَلِك الْمِثَال. فَأَما مِقْدَار الْبعد بني الغرزتين فتوق الْإِسْرَاف فِي السعَة والضيق لِأَن السعَة لَا تثبت على مَا يَنْبَغِي والضيق يتَعَذَّر وَالْخَيْط أَيْضا إِن كَانَ وترا أعَان على التغرز وَإِن كَانَ رخواً انْقَطع فاختر اللين الصلب. وَكَذَلِكَ إِن عمقت الغرز فِي الْجلد فَإِن كَانَ أبعد من التغرز)

إِلَّا أَنه يبْقى من الْجلد لَا يلتحم فاحفظ الِاعْتِدَال هَهُنَا أَيْضا.

قَالَ: وَاجعَل غرضك فِي خياطَة الْبَطن الزاق الصفاق بالمراق فَإِنَّهُ بكد مَا يلتزق لِأَنَّهُ عصبي.

وَقد يخيطه قوم على هَذِه الْجِهَة: يَنْبَغِي أَن تغرز الإبرة فِي حَاشِيَة المراق الْخَارِج وتنفذه إِلَى دَاخل وَتَدَع حاشيتي الصفاق جَمِيعًا ثمَّ ترد الإبرة وتنفذها ثَانِيَة ثمَّ تنفذ الإبرة فِي حاشيتي الصفاق وَترد الإبرة من خلاف الْجِهَة الَّتِي ابتدأت ثمَّ تنفذها فِي الحافة الْأُخْرَى من حاشيتي المراق على هَذَا وَهَذَا الضَّرْب من الْخياطَة أفضل من الْخياطَة العامية ألف د الَّتِي تشبك الْأَصَابِع فِي غرزة. وَذَلِكَ إِنَّهَا بِهَذِهِ الْخياطَة أَيْضا الَّتِي ذكرنَا قد يستبين الصفاق وَرَاء المراق ويتصل بِهِ استبانة محكمَة.

 

(4/110)

 

 

قَالَ: ثمَّ اجْعَل عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة الملحمة وَالْحَاجة إِلَى الرِّبَاط فِي الْجِرَاحَات أَشد ويبل صوف مَرْعَزِيٌّ بِزَيْت حَار قَلِيل ويلف على الإبطين والحالبين كَمَا يَدُور حفْنَة بِشَيْء ملين أَيْضا مثل الأدهان والألعاب. وَإِن كَانَت الْجراحَة قد وصلت إِلَى الأمعاء فعرفته بِالتَّدْبِيرِ مَا قد ذَكرْنَاهُ إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن يحقن بشراب أسود قَابض فاتر وخاصة إِن كَانَت الْجراحَة قد بلغت إِلَى أَن تقرب الأمعاء حَتَّى وصل الْخرق إِلَى تجويفه.

والأمعاء الدقاق أعْسر برءاً والغلاظ أسهل والمعي الصَّائِم لَا يبرأ الْبَتَّةَ من جِرَاحَة يَقع بهَا لرقة جرمه وَكَثْرَة مَا فِيهِ من الْعُرُوق وقربه من طبيعة العصب وَكَثْرَة انصباب المرار إِلَيْهِ وَشدَّة حرارته لِأَنَّهُ أقرب الأمعاء من الكبد.

وَأما أسافل الْبَطن فَإِنَّهُ لما كَانَت من طبيعة اللَّحْم صرنا من مداواتها على ثِقَة. لي يَعْنِي الْمعدة لَيْسَ لِأَنَّهَا لحمية فَقَط بل وَلِأَن الْأَدْوِيَة تثبت فِيهَا زَمَانا طَويلا وَأما فَم الْمعدة فيمنعه من الْبُرْء كَثْرَة الْحس.

قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تقْرَأ كتاب أبقراط فِي القروح وَكتابه فِي الْجِرَاحَات المتلفة فَإنَّك تستفيد حِينَئِذٍ من هَذَا الْكتاب قُوَّة عَظِيمَة. (الثرب) قَالَ: وَأما الثرب فَإِذا برد فَإِن لم يخضر ويسود فليرد إِلَى مَكَانَهُ وَأما إِن اخضر واسود فليستوثق مَعًا دون الخضرة برباط ليؤمن نزف الدَّم فَإِن فِيهِ عروقاً ضوارب وَغير ضوارب ثمَّ اقْطَعْ مَا دون الرِّبَاط وارم بِهِ فَإِن مَنْفَعَة الثرب فِي الْبدن لَيست مَنْفَعَة جليلة لَازِمَة فِي بَقَاء الْحَيَاة قَالَ: وَاجعَل طرفِي الْخَيط الَّذِي تربطه ألف د بِهِ خَارِجا من أَسْفَل الْجراحَة الَّتِي خيطت ليمكنك سَله وإخراجه بسهولة إِذا سقط وفاحت الْجراحَة. 3 (قرحَة لجنب الشريان) الْمقَالة الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى حدثت قرحَة إِلَى جنب عرق عَظِيم ضَارب أَو غير ضَارب فَإِن اللَّحْم الرخو يرم فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيظْهر ذَلِك الْعرق كم مرّة فِي ذَلِك الْعُضْو وَإِن مسست الْعُضْو اشْتَدَّ وَجَعه. فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا فِي الْبدن امتلاء أَو خلط رَدِيء عسر علاجه فَإِن كَانَ الْبدن سليما مِنْهُمَا فعلاجه سهل فَيَنْبَغِي لَك أَن تسخن بجملة الْعُضْو وتربطه حَتَّى لَا يجد مس الوجع الْبَتَّةَ بالأدوية الفاعلة وتضع على مَوضِع القرحة مرهم الْأَرْبَعَة مدافا بدهن ورد وَتلف على الْعُضْو كُله يدا كَانَ أَو رجلا صُوفًا مبلولاً بزيد مسخن وضمد فَوق القرحة بضماد متخذ من دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت وَإِن شِئْت فضع على القرحة الباسليقون الَّذِي يدْخلهُ كندر.

 

(4/111)

 

 

فَأَما مَتى كَانَ فِي الْبدن امتلاء وأخلاط رَدِيئَة فَلَيْسَ يُمكن أَن تعالج بِهَذَا العلاج وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تستفرغ الدَّم من جِهَة الضّر ثمَّ خُذ فِي منع الورم حَتَّى إِذا سكن عولجت القرحة.

3 - (علاج خراج يصلح)

قَالَ: إِذا نضج الورم الْحَار وَأكْثر مَا ينضج ذَلِك فِي الخراجات القوية الضربان الشَّدِيدَة الْحمرَة المحددة الرَّأْس فرم أَن تحلل الْقَيْح بالأدوية فَإِن طَال الْقَيْح كثيرا فبطه وَليكن غرضك فِي البط أَن يَقع منتهاه فِي أَسْفَل مَوضِع لتسيل الْمدَّة إِن تكن فِي مَوضِع.

وَأما ابتداؤه فليقع فِي أَعلَى مَوضِع مِنْهُ وَأَشد نتوءاً وَذَلِكَ أَن الْجلد فِي هَذَا الْموضع أرق وَاجعَل فِي الْموضع الْأَدْوِيَة المجففة بِلَا لذع. وَإِن وَقع البط فِي الأربية فليذهب بِالْعرضِ مَعَ شدَّة الْجلد أبدا.

قَالَ: وضع على الْعُضْو من الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع ألف د بقر مَا ترَاهُ كَافِيا فتعرقه بالدهن وتضع عَلَيْهِ مرهماً مرخياً لِئَلَّا يكون بِهِ وجع. (الإدمال) قَالَ: وَلَا تبتدئ بإدمال القرحة حَتَّى يَسْتَوِي اللَّحْم مَعَ سطح الْجَسَد قبل ذَلِك لِئَلَّا يَعْلُو ذَلِك فَإنَّك إِذا تركته حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ أدملت علا.

قَالَ: وَلَكِن قبل أَن يَسْتَوِي اللَّحْم وَفِيه غور فضع عَلَيْهِ بعض الْأَدْوِيَة المدملة رطبا لَا يَابسا ثمَّ إِذا عالجته بذلك مرّة فأحرقه وضع عَلَيْهِ يَابسا تمّره عَلَيْهِ بِطرف الْميل فَقَط. لي هَذَا العلاج يجمع مُدَّة كَمَا يفعل سَائِر العلاجات عِنْد الإدمال لِأَن الْمدَّة إِنَّمَا تجمع عِنْد الإدمال إِذا بودر باليابس ونثر عَلَيْهَا شَيْء كثير فَيصير طبقَة فَوْقهَا مَانِعَة الرُّطُوبَة أَن تنْحَل جَامِعَة لَهَا تَحْتَهُ فَإِذا جففت بالمرهم وَهُوَ رطب حينا ثمَّ كَانَ الَّذِي ينثر عَلَيْهِ من الْيَابِس شبه الْغُبَار لم يعرض شَيْء من ذَلِك. 3 (تولد الْعُرُوق) قَالَ فِي الرَّابِعَة عشر: قد رَأَيْت مَرَّات عروقاً تولدت فِي القروح وَغَارَتْ تنْبت لَحْمًا كَمَا ينْبت اللَّحْم.

قَالَ: فَأَما الْجلد فَإِن اللَّحْم الَّذِي يصلب يَنُوب عَنهُ وَلَكِن لَا يرجع نوع الْجلد الْبَتَّةَ وَالدَّلِيل على

 

(4/112)

 

 

(عسر التحام الْجِرَاحَات وسهولتها) (بِحَسب الْأَعْضَاء) قَالَ: قد وَقع البط فِي القولون غير مرّة فبرأ بسهولة وَأما البط الْوَاقِع بالأرحام فعسر مَا يبرأ.

قاطيطريون الْمقَالة الثَّانِيَة: قد رَأينَا قوما كثيرا التحمت أَصَابِعهم بِسَبَب قرحَة كَانَت وقوماً التحمت مِنْهُم الشفتان والجفنان.

قَالَ: وتحتاج فِي وَقت نَبَات اللَّحْم أقل مَا يكون من الرِّبَاط وأخفها.

قَالَ: كَانَ بِرَجُل جرح كَانَ غوره قَرِيبا من الأربية وفوهته ألف د قَرِيبا من الرّكْبَة فأبرأناه بِلَا بط الْبَتَّةَ بِأَن جعلنَا تَحت ركبته مخاد ونصبناه نصبة صَارَت فوهته مَنْصُوبَة بسهولة وَكَذَلِكَ علمنَا بجروح كَانَت فِي السَّاق والصاعد فبرئت كلهَا بسهولة.

قَالَ: من عانى التجربة يعلم أَن الخراجات الَّتِي تحْتَاج أَن تصير مُدَّة لأمكنه دَاخل إِلَى أَن يتَغَيَّر مَعَه سَائِر مَا هُنَاكَ أَجود وأسرع للتغير مَعًا.

الخراجات المتبرئة المتباعدة الشفتين تحْتَاج أَن تجمع برباط يجمع شفتيها إِلَّا أَن يكون عَلَيْهَا من ذَلِك وجع أَو تكون وارمة فيتجمع لذَلِك وَلَو كَانَ بِرِفْق أَو تكون عضلة قد أبترت عرضا فَإِنَّهُ قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا شققنا جلدَة الرَّأْس وَضعنَا بني الشفتين شَيْئا يملؤه وَرُبمَا انقبضت جلدَة الشّفة إِلَى دَاخل القرحة فتحتاج حِينَئِذٍ أَن تروم بالرباط أَن تجذبه إِلَى خَارج.

الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: ينْتَفع كثيرا بِخُرُوج الدَّم من الخراجات الرّطبَة وخاصة إِذا كَانَ الْبدن ممتلئاً فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ مَا استفرغ الدَّم أَكثر كَانَ أَنْفَع وآمن للحمرة والورم وَمَتى لم يجر فِي مثل هَذِه الْحَالة من أَحْوَال الْبدن دم كثير حدث أعظم مَا يكون من الورم.

الثَّالِثَة من كتاب الأخلاط قَالَ: القروح الرهلة تجْعَل اللَّحْم الَّذِي حولهَا عديماً للشعر لِأَن أصُول الشّعْر الَّتِي حولهَا تعفن.

 

(4/113)

 

 

شَرّ مَا يكون حَال القروح العفنة عِنْد الْهَوَاء الْحَار الرطب وهبوب الْجنُوب واستعداد الْبدن)

لذَلِك.

من كتاب مَا بَال قَالَ: من يكد وَينصب تخرج بِهِ القروح الَّتِي بالحبالى وَأَصْحَاب الطحال عسرة لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا مِنْهُم فضول رطبَة ألف د رَدِيئَة.

الْمقَالة الثَّانِيَة: من تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ فِي تَصْحِيح الْعَادة والتغيرات: إِن رجلا لَو عرضت لَهُ فِي رجله يحْتَاج أَن يسكن ويدع الْمَشْي فَلم يفعل ذَلِك لكنه جعل يمشي مشياً رَفِيقًا كَانَ الضَّرَر الَّذِي يَنَالهُ أقل من ضَرَر من لم يمشي وَترك الْحَرَكَة الْبَتَّةَ أَيَّامًا ثمَّ أَخذ يمشي بعقبه فِي لي القروح الَّتِي فِي الرجل تحْتَاج أَن يسْتَقرّ صَاحبهَا وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن اسْتعْمل التحرك فَلِأَن يَسْتَعْمِلهُ قَلِيلا قَلِيلا مُنْذُ أول الْأَمر خير من أَن يمسك عَن الْحَرَكَة أَيَّامًا ثمَّ يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة.

قَالَ ج: من كَانَت القروح الَّتِي تعرض لَهُ سليمَة وَكَانَت الَّتِي عرضت لَهُ فِي سَاقه صَغِيرَة بسيطة إِن اسْتَقر وَسكن فِي الْأَيَّام بَرِئت قُرْحَته وَإِن مَشى لم يضرّهُ ذَلِك وَإِن كَانَت فِي بدن رَدِيء القروح وَكَانَت عَظِيمَة خبيثة ثمَّ مَشى عظم ضَرَره.

الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: الصَّيف الرمد الجنوبي وَالرّطب يحدث القروح العفنة فَاسْتَعِنْ بِبَاب الأهوية.

الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: القروح الَّتِي فِي أبدان الْمَشَايِخ يعسر برؤها لقلَّة الدَّم فيهم. لي هَذِه القروح أَنْوَاع: القروح الْبيض العديمة الدَّم الَّتِي تحْتَاج إِلَى الدَّلْك والحكة الشَّدِيدَة فالمراهم الَّتِي مَعهَا جذب الدَّم وحرارة مثل الباسليقون.

الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول قالِ: المَاء الْحَار يفتح القروح السليمة الَّتِي لَا خبث لَهَا وتفتح المَاء الْحَار الخراجات أعظم الدلالات وأوثقها على سَلامَة الْخراج وبراءته من الرداءة وَذَلِكَ أَن القروح إِذا كَانَت متعفنة أَو كَانَت تنصب إِلَيْهَا فضول رَدِيئَة لم يحدث الْحَار فِيهَا ألف د تقيحاً لكنه يَضرهَا مضرَّة عَظِيمَة. قَالَ: وتولد الْحَرَارَة فِي القرحة من أعظم الدَّلَائِل على سلامتها بالدواء المقيح كَانَ ذَلِك أَو بِنَفسِهَا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تكون القرحة الَّتِي تتولد فِيهَا مُدَّة عَارِية وَلَا مَكْرُوهَة فَإِن القروح الَّتِي يحدث بِسَبَبِهَا التشنج لَا تتقيح وَكَذَلِكَ القروح الَّتِي عفنت والعسرة الِانْدِمَال مثل السرطانية والخيرونية وطيلافيون والآكلة فَإِن جَمِيع هَذِه مِمَّا لَا يتقيح فالتقيح إِذا من أعظم العلامات دلَالَة على الثِّقَة والأمن فِي القرحة وَلذَلِك إِذا لم تقيح القرحة الحارة فَهِيَ بخيفة. لي وَبِالْجُمْلَةِ مَحل التقيح من الخراجات مَحل النضج من الْأَمْرَاض وَأَنه لَا يخْشَى من)

الْمَرَض بعد النضج عَادِية وَلَا آفَة فَكَذَلِك هَذَا.

الْخَامِسَة من الْفُصُول: من حدثت بِهِ قرحَة فَأَصَابَهُ بِسَبَبِهَا انتفاخ فَلَا يكَاد يُصِيبهُ تشنج وَلَا

 

(4/114)

 

 

جُنُون فَإِن عَاد الانتفاخ دفْعَة ثمَّ كَانَت القرحة من خلف عرض لَهُ تشنج أَو تمدد وَإِن كَانَت من قُدَّام عرض لَهُ جُنُون أَو وجع فِي الْجنب أَو تقيح أَو اخْتِلَاف دم أَو كَانَ ذَلِك الانتفاخ أَحْمَر.

قَالَ جالينوس: أفهم من قَوْله انتفاخ ورم فَيكون قَوْله على هَذَا إِذا حدثت بِإِنْسَان قرحَة فَحدث بِسَبَبِهَا ورم فَلَا يكَاد يعرض لَهُ تشنج وَلَا جُنُون فِي الْأَكْثَر وَيُمكن أَن يعرض ذَلِك فِي الندرة إِن كَانَ الورم عَظِيم الكمية أَو رَدِيء الْكَيْفِيَّة جدا. فَإِن عرض لذَلِك الورم أَن يغيب بَغْتَة ثمَّ كَانَت القرحة من خلف عرض لَهُ تشنج أَو تمدد فِي الظّهْر. وَإِن كَانَت القرحة من قُدَّام عرض لصَاحِبهَا الْعِلَل الَّتِي ذكرتها لِأَن جلد الْبدن عصبي وَقُدَّام الْغَالِب عَلَيْهِ الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب فَإِذا ألف د تراقى إِلَى مَوضِع القرحة ذَلِك الْخَلْط الَّذِي أحدث الورم فَإِنَّهُ إِن كَانَت القرحة فِي الْمَوَاضِع العصبية من خلف حدث التشنج والتمدد. وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبدن فَإِنَّهُ إِن ارْتقى إِلَى الدِّمَاغ ولد جنوناً وَإِن صَار إِلَى نواحي الصَّدْر ولد وجع الْجنب وكثراً مَا يصير صَاحب هَذِه التقبيح إِذا لم تخَلّل ذَلِك الْخَلْط فَإِن صَار ذَلِك الْخَلْط إِلَى الأمعاء حدث اخْتِلَاف الدَّم إِن كَانَ ذَلِك الورم الْأَحْمَر من غير قرحَة فِي الأمعاء.

قَالَ وَكَلَام أبقراط فِي خلف الْبدن وقدامه مُطلق على جَمِيع الْبدن وَأَنا أَقُول: إِن ذَلِك لَيْسَ يجب مُطلقًا لِأَن فِي مقدم الْفَخْذ الْوتر الَّذِي يَنْتَهِي إِلَى الرّكْبَة الْعَظِيم جدا وَيحدث بِسَبَبِهِ تشنج أَكثر مِمَّا يحدث بِسَبَب العضل الْمَوْضُوع فِي وَرَاء الْفَخْذ لِأَن هَذَا العضل الَّذِي من وَرَاء الْفَخْذ كُله الْغَالِب عَلَيْهِ اللَّحْم وَكَذَلِكَ فِي الْيَدَيْنِ أرى بِأَنَّهُ يَقُول: إِن القروح الْحَادِثَة فِي الْمُقدم أَشد جلباً للتشنج. قَالَ أبقراط: إِذا حدثت خراجة عَظِيمَة خبيثة وَلم يحدث مَعهَا ورم فالبلية عَظِيمَة.

قَالَ ج: يعين بحَديثه الَّتِي تكون فِي رُؤُوس العضل أَو مُنْتَهَاهَا وخاصة مَا كَانَ من العضل الْغَالِب عَلَيْهِ العصب لَا برؤوس العضل يتعقل العصب وأطرافها الَّتِي تَنْتَهِي عِنْد مَا تنْبت الأوتار وكما أَنه فِي القَوْل الْمُتَقَدّم الأورام الَّتِي نقيت بَغْتَة كَذَلِك فِي هَذَا القَوْل أَن لَا يحدث مَعَ مثل هَذِه إِذا لم يكن مَعهَا ورم أَن تكون الأخلاط الَّتِي كَانَت يجب أَن تنصب إِلَى مَوضِع الْجراحَة ينصب إِلَى مَوضِع أشرف وَأكْثر مَا يكون ذَلِك إِذا كَانَ الْأَطِبَّاء يغلطون أَيْضا فيضعون على مَوضِع هَذِه الْجراحَة ألف د مَا يمْنَع ويردع وَيقبض قبضا شَدِيدا.)

قَالَ: والوجع يعرض خَاصَّة فِي الخراجات الَّتِي فِي الْأَعْضَاء العصبية وَمَا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ يعالج بالأدوية المسخنة المجففة. وَمَا كَانَ من الأورام الَّتِي تَنْفَع الخراجات رخواً فَإِنَّهُ حميد والصلب رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن الطبيعة لم تنضج ذَلِك الْخَلْط.

الْمقَالة السَّادِسَة: قَالَ: أَي قرحَة انتثر الشّعْر مِمَّا حواليها فَإِنَّهَا قرحَة رَدِيئَة وَكَذَلِكَ إِذا تنثر مِمَّا حواليها الْجلد فَاعْلَم أَنه يجْرِي إِلَى تِلْكَ القرحة أخلاط رَدِيئَة تحدث فِي تِلْكَ القرحة تأكلاً وتمنعها من الإندمال وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يكون خلط يفْسد الشّعْر وَيَأْكُل مَا حول القرحة ويدع القرحة تندمل.

 

(4/115)

 

 

القروح الَّتِي فِي أبدان أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء يعسر برؤها لِأَن القروح لَا تدمل حَتَّى تَجف جفوفاً بليغاً وَلَا يسهل ذَلِك فِي المستسقين لِكَثْرَة الرُّطُوبَة فيهم. لي يَعْنِي أَن يطلي حوالي قُرُوح هَؤُلَاءِ بالطين وَنَحْوه مِمَّا يجفف بِقُوَّة وَيعلم أَن القروح فِي الْأَبدَان الرّطبَة المزاج أَبْطَأَ اندمالاً بالتجربة وانتهاؤها فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة باعتدال.

قَالَ أبقراط: إِذا حدث فِي المثانة خرق أَو فِي الدِّمَاغ أَو الْقلب أَو الكلى أَو بعض الأمعاء الدقاق قَالَ جالينوس: قد يُمكن أَن يسلم بعض هَؤُلَاءِ فِي الندرة وَمِمَّا قد اتّفق عَلَيْهِ أَن الْجراحَة إِذا وصلت إِلَى الْقلب فالموت نَازل بصاحبها لَا محَالة فَأَما غَيره من الْأَعْضَاء فَلَيْسَ يجب ضَرُورَة أَنه مَتى نالته جِرَاحَة تبعها الْمَوْت لَا محَالة لَكِن مَتى كَانَت غائرة عَظِيمَة وَخلق أَن يكون عَنى أبقراط بقوله خرق الْعَظِيمَة الغائرة حَتَّى تكون تدْرك بدن ألف د المثانة كُله حَتَّى يصل الْقطع إِلَى الفضاء فِي جوفها وَكَذَلِكَ لم يُمكن أَن تلتحم وتتصل وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْموضع العصبي من الْحجاب والأمعاء الدقاق.

فَأَما الْمعدة فقد اخْتلف فِيهَا فَقَالَ قوم أَنه مَتى حدث بهَا مثل هَذَا الْخرق قد سلم مِنْهُ فِي الندرة.

فَأَما الكبد فقد قَالُوا فِيهَا إِن الْجِرَاحَات الغائرة قد تحدث فِيهَا فِي مَوضِع زوائدها فتبرأ وَقد تسْقط بعض زوائدها الْبَتَّةَ فتبرأ والجراحة لَا تتصل فِي الْقلب لدوام حركته وَكَذَلِكَ فِي الْحجاب وَفِي المثانة لِأَنَّهَا عصبية عديمة الدَّم وَلذَلِك ترى رقبَتهَا تبدأ كثيرا من الْقطع الَّذِي يَقع فِيهَا لاستخراج الْحَصَاة من قبل أَن فِيهَا لحمية. فَأَما الكبد فَيحدث من الْجراحَة الْوَاقِعَة بهَا انفجار الدَّم فَلذَلِك يَمُوت صَاحبهَا قبل أَن يلتحم جراحته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا كَانَ قد وصل)

إِلَى عرق عَظِيم فَانْقَطع وَلذَلِك يظنّ النَّاس أَنهم قد يبرؤون من جراحات الكبد مَا لم تكن وَأما الْجراحَة الَّتِي تقع بالدماغ فقد رَأَيْت مرَارًا كَثِيرَة برءها وَقد رَأَيْت جِرَاحَة غائرة عَظِيمَة فِيهِ برأت إِلَّا أَن هَذَا يكون الندرة. فَأَما مَا يبلغ إِلَى أَن يُسمى خرقاً لعظمه وغوره فَإِنَّهُ يجلب فِيهِ الْمَوْت ضَرُورَة فقد اتّفق النَّاس على أَن الْجِرَاحَات الَّتِي تبلغ إِلَى بعض بطُون الدِّمَاغ مميتة لَا محَالة.

وَأما الأمعاء الدقاق وَأكْثر مِنْهَا الْمعدة فَإِن طبيعتها فِيهِ لحمية كَثِيرَة فَلذَلِك إِن حدثت فِيهَا جراحات وَلم تكن خارقة غائرة فكثيراً مَا تلتحم. فَأَما إِذا خرق ألف د إِلَى جوفها فَلَا يكَاد يلتحم إِلَّا فِي الندرة.

قَالَ أبقراط: مَتى انْقَطع عظم أَو غضروف أَو عصبَة أَو الْموضع الرَّقِيق من اللحى أَو القلفة لم ينْبت وَلَا يلتحم.

 

(4/116)

 

 

قَالَ ج: يَعْنِي بقوله ينْبت أَن يخلف شَيْئا مثل مَا ذهب وَبِقَوْلِهِ يلتحم أَن تلتزق شفتا الْجرْح. لي قد رَأَيْت الجفن شقّ من بَاطِنه وأخرجت مِنْهُ سلْعَة فالتحم سَرِيعا أسْرع من ظَاهره مثلا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يخَاف وَلَو انْشَقَّ الجفن كُله لِأَنَّهُ يلتحم وَرَأَيْت الْأذن لَا تزيد حَتَّى يرجع كلهَا وَلَكِن قد يُمكن أَن تعلو علوا كَبِيرا إِذا أَدِيم حكيماً كل يَوْم وعولجت بالمرهم الْأسود وَرَأَيْت طرفِي الْأنف الورقتين يلتحمان فِي سَاعَة وَلَا يُمكن أَن يمْنَع من التحامهما إِلَّا بِجهْد شَدِيد فتجعل فِيهِ مرهماً أَخْضَر وَنَحْوه مِمَّا يَأْكُل فَلَا ينجع ذَلِك إِلَّا أَقَله ويلتحم على حَال أَو يُبَادر إِلَى الالتحام حَتَّى يحْتَاج أَن يدْخل فِيهِ ريش وأنابيب ليخرج النَّفس. 3 (عِظَام فَاسِدَة) الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: القروح الَّتِي تطول مدَّتهَا فَلَا تندمل الْبَتَّةَ أَو تنقبض بعد الِانْدِمَال من غير خطأ من الْأَطِبَّاء فَإِنَّهُ إِمَّا أَن تجْرِي إِلَيْهَا رطوبات رَدِيئَة وَإِمَّا أَن تكون قد اكْتسب مَوضِع القرحة بِعَيْنِه حَالا رَدِيئَة بِسَبَب تِلْكَ الرطوبات الرَّديئَة وَإِن كَانَت قد انْقَطَعت وَإِمَّا لعظم فسد فِي ذَلِك الْموضع والصنفان الْأَوَّلَانِ يزدادان عظما ورداءة وَكَانَ الْأَوَائِل يسمونها باسم جَامع آكِلَة ثمَّ أَنه فرقت أسماؤها بعد. قَالَ: فَأَما أَنا فَإِنِّي أسمي كلما كَانَت تسْعَى إِلَّا أَنَّهَا فِي الْجلد قرحَة من جنس النملة وَالنَّار الْفَارِسِي وَمَتى كَانَت تسْعَى فِي اللَّحْم حَتَّى تفسده فَإِنِّي أسميها آكِلَة. وَأما القرحة الَّتِي يسميها بعض النَّاس المتعفنة فَلَيْسَ هِيَ قرحَة بسيطة لَكِنَّهَا ألف د عِلّة مركبة من قرحَة وعفونة.

وَإِذا حدثت الْجراحَة بالدماغ تبعها دم وقيء مرار. 3 (خُرُوج الثرب) قَالَ أبقراط: إِذا خرج الثرب من الْبَطن فِي جِرَاحَة فَلَا بُد أَن يعفن مَا خرج مِنْهُ وَلَو لبث زَمَانا قَلِيلا وَهُوَ فِي ذَلِك أَشد من الأمعاء والكبد لِأَن المعي وأطراف الكبد أَن لم يبْق خَارِجا مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى تبرد بردا شَدِيدا فَإِنَّهَا إِذا دخلت إِلَى الْبَطن والتحم الْجرْح يعود إِلَى طبائعها. فَأَما الثرب فَإِنَّهُ وَإِن لبث أدنى مُدَّة فَلَا بُد إِن دخل الْبَطن مَا بدا مِنْهُ أَن يعفن وَلذَلِك يُبَادر الْأَطِبَّاء فِي قطعه وَلَا يدْخلُونَ مَا بدا مِنْهُ إِلَى الْبَطن الْبَتَّةَ. وَإِن كَانَ قد يُوجد فِي الثرب خلاف هَذَا فَذَلِك قَلِيل جدا لَا يكَاد يُوجد.

السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: إِذا حدث عَن الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم وَذَلِكَ يلْحقهُ كثيرا فَهُوَ رَدِيء وَإِنَّمَا يلْحق ذَلِك لشدَّة الضربان وَشدَّة الضربان إِنَّمَا هُوَ شدَّة نبض الْعُرُوق الضوارب مَعَ ضيق الْموضع عَلَيْهَا لشدَّة الورم. وَلذَلِك يوجع. فَإِذا حدث عَنهُ انفجار دم كَانَ شَدِيدا مستكرهاً.

 

(4/117)

 

 

إِن انْقَطع شَيْء من الغضروف أَو الْعظم لم يتم بعده.

مَتى انْقَطع عظم أَو غضروف أَو عصبَة أَو الْموضع الدَّقِيق من اللحى والقلفة لم يلتحم وَلم ينْبت.

وللقروح أزمان: ابْتِدَاء وانحطاط يحْتَاج فِيهِ بِحَسب ذَلِك إِلَى علاجات مُخْتَلفَة وَقد بَينا) (البلخية بِحَسب الْأَعْضَاء) من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من ظَهرت بِهِ قرحَة من حصب أَو لذعة دَابَّة فَصَارَت شبه النواصير لم يقدر على علاجه.

من كتاب العلامات: القروح فِي الدِّمَاغ إِذا وصلت إِلَيْهِ عرض مِنْهَا السكتة وَالْمَوْت سَرِيعا وَالَّذِي فِي أغشيته تهيج مِنْهُ حمرَة ألف د الْعَينَيْنِ والورم واختلاط الْعقل وقيء الصَّفْرَاء والتشنج والحمى وَرُبمَا عرض مِنْهَا الاسترخاء وتعتل فِي الْأَكْثَر وتفسد عظم القحف. 3 (الخراجات بِحَسب الْأَعْضَاء) وَإِذا كَانَت القرحة فِي فَم الْمعدة عرض مَعهَا الْعرق الْكثير وَصغر النَّفس والغشي وَبرد الْجَسَد والقيء الْكثير وعسر البلع وَيَمُوت سَرِيعا فِي الْأَكْثَر وَإِن كَانَت فِي الْمعدة كَانَ الْقَيْء كثيرا ووجع شَدِيد فِي الْمعدة. وَإِن كَانَت القرحة فِي الْقلب مِمَّا يَلِي التندوة الْيُسْرَى سَأَلَ من المنخرين دم كثير أسود وَمَات سَرِيعا. وَإِذا كَانَت فِي الرئة خرج بالنفث دم كثير أشقر شبه الزّبد وَيَأْخُذهُ سعال وفواق وخناق. إِن احْتبسَ الدَّم فِي الرئة عرض من ذَلِك أَن ترم رقبته وتنحدب. وَإِن كَانَت القرحة فِي الْحجاب عرض وجع شَدِيد مؤذ وضيق نفس وَيكون أَكثر الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر.

وَإِن كَانَت القرحة فِي المراق كَانَ ورم ظَاهر وَلم يكن وجع شَدِيد غائر. وَإِن كَانَت القرحة فِي الطحال عرض الوجع فِي الْأَيْسَر حَتَّى يبلغ الترقوة مَعَ ضيق النَّفس وَإِن كَانَت فِي الكبد كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْمن ويبلغ الترقوة ويعرض مَعَه قيء الْمدَّة واختلافها واليرقان فِي بعض الْأَحْوَال وَيَمُوت سَرِيعا. وَإِن كَانَت فِي الباريطاون حدث بِهِ الفتق. وَإِن كَانَت فِي الأمعاء اخْتلف بِحَسب اختلافها فَرُبمَا احْتبسَ الثفل الْبَتَّةَ وَرُبمَا أَصَابَهُ زلق الأمعاء وَرُبمَا اخْتلف الدَّم والمرة واللزوجات. وَإِن كَانَت فِي المثانة ورمت الْعَانَة وَخرج فِي الْبَوْل قيح.

وَإِن كَانَت فِي الرَّحِم خرج الصديد من الْقبل وَعرض لَهَا صداع وكزاز وأوجاع مؤذية.

 

(4/118)

 

 

قَالَ: يعرف الْجرْح ألف د الطرئ من أَن لَا يكون وارماً وَلَا شَدِيد الوجع وَالْقَدِيم ممتدحاً غليظ الشّفة وارماً أَحْمَر وأسود كمداً.

3 - (عَلامَة الْوَسخ)

القرحة الوسخة تعرف من أَن يكون عَلَيْهَا رطوبات جامدة وتضرب إِلَى الْبيَاض أَو إِلَى السوَاد ويسيل مثل الدردى وَنَحْوه من الصديد الرَّدِيء.

قَالَ: وَمن القروح قُرُوح إِذا أدملها الطَّبِيب احتكت وانتقصت وَذَلِكَ يكون إِذا أدملها وفيهَا وسخ وَلم يستقص تنقيتها قبل إنبات اللَّحْم والإدمال فَيَنْبَغِي أَن تستقص التنقية وَلَا تدع الْجرْح يلتئم إِلَّا وَهُوَ نقي.

من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: إِذا كَانَ مزاج اللَّحْم الَّذِي فِيهِ القرحة فَاسِدا وَكَانَ تجْرِي إِلَيْهِ مَادَّة فاعمل أَولا فِي منع الْمَادَّة وَإِصْلَاح المزاج ثمَّ فِي إنبات اللَّحْم فِي القرحة وَإِلَّا لم يتم غرضك فِيهِ وَكَذَلِكَ إِن كَانَ مَعَ القرحة ورم حَار أَو صلب أَو رخو أَو شدخ فاقصد أَولا لعلاج ذَلِك ثمَّ عد إِلَى علاج القرحة.

كتاب الْمَنِيّ قَالَ: إِذا قطع من الْبدن لحم أَو شَحم تولد مرّة ثَانِيَة. وَإِن ذهب عرق شريان أَو عصب أَو غضروف أَو غشاء أَو رِبَاط أَو وتر أَو عظم لم يتَوَلَّد ثَانِيَة لِأَن كَون هَذِه من الْمَنِيّ.

فَأَما الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فَإِنَّهَا رُبمَا تولدت فِي القروح الْعَظِيمَة ورأينا نَحن أَيْضا قد تولدت مرَارًا كَثِيرَة إِلَّا أَنه لَيْسَ عَام أَن يتَوَلَّد دَائِما. وَلَا يتَوَلَّد مِنْهَا شَيْء لَهُ عظم كبر وَلَا شريان وَلَا عصب يُمكن أَن يتَوَلَّد الْبَتَّةَ فَإِنَّمَا تولدت الْعُرُوق الصغار لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تُوجد فِي الْبدن من مَادَّة الْمَنِيّ مَا يتَوَلَّد مِنْهَا لِأَنَّهُ قَلِيل. فَأَما الشريان فَلِأَنَّهُ ثخين ألف د غليظ لَا يُمكن أَن يُوجد فِي الدَّم من مَادَّة الْمَنِيّ ذَلِك الْقدر الَّذِي يَفِي بتوليده وَأبْعد مِنْهُ فِي ذَلِك سَائِر مَا ذكرنَا.

فَإِذا لم يُوجد فِي الدَّم مَادَّة من الْمَنِيّ غزيرة كَثِيرَة سبقها تولد اللَّحْم قبل أَن يتَوَلَّد مَا يتَوَلَّد من من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: مِثَال الشَّيْء الْكَائِن دَائِما اتِّبَاع الْمَوْت للجراحة تقع بِالْقَلْبِ.

قَالَ: فَأَما الشَّيْء الَّذِي يكون وَلَا يكره فَمثل نزُول الْمَوْت مَعَ الْجراحَة يَقع بِالْأُمِّ الغليظة من أم الدِّمَاغ وَأما الشَّيْء الْكَائِن فِي الندرة فَمثل السَّلامَة إِذا لحقت جِرَاحَة حدثت بِنَفس الدِّمَاغ. 3 (جمل الْعِلَل الْمَانِعَة من برْء القروح) من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء قَالَ: لَا يُمكن أَن يتَوَلَّد لحم فِي القرحة الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض أخر حَتَّى تبطل تِلْكَ الْأَعْرَاض فَإِنَّهُ لَا يتَوَلَّد فِي القرحة الوضرة لحم حَتَّى ينقى وضرها وَلَا فِي الَّتِي مَعهَا ورم أَو فَسَاد مزاج مَا أَو قلَّة الدَّم أَو رداءته وَنَحْو ذَلِك فَانْظُر أبدا فِي القرحة فَإِن كَانَت سليمَة فرم إنبات اللَّحْم فِيهَا وَإِلَّا فَكُن فِي علاج الْعرض الرَّدِيء الَّذِي مَعهَا ثمَّ خُذ فِي إنبات اللَّحْم.

 

(4/119)

 

 

(القروح الْعسرَة الْبُرْء) قَالَ: الْعِلَل الَّتِي تعرض للقروح فتمنع من إنبات اللَّحْم والالتحام والإندمال أَولهَا الورم الْحَار وَيَنْبَغِي أَن يعالج أَولا ثمَّ تعالج القرحة فَإِنَّهُ لَا يتهيأ فِي القرحة الَّتِي فِيهَا ورم إِلَّا أَن تلتحم وَلَا أَن ينْبت فِيهَا لحم وَلَا أَن يدْخل حَتَّى يذهب الورم الْحَار أَو فَسَاد مزاج لحم القرحة وَهُوَ شَرّ من الورم الْحَار وَيَنْبَغِي أَن ترد أَولا اللَّحْم إِلَى مزاجه بالأدوية المضادة. وانصباب كيموس رَدِيء إِلَى القرحة من الْأَعْضَاء الَّتِي تَلِيهَا وَذَلِكَ يكون فِي بعض النَّاس لِأَن الْبدن كُله بِحَال سوء وَلِأَن الكبد وَالطحَال عليلان أَو لِأَن عضوا فَوق القرحة رَدِيء عليل أَو رَدِيء المزاج أَو لِأَن فَوْقه ألف د دالية فَيَنْبَغِي أَن يصلح إِمَّا فَسَاد الْبدن كُله أَو مزاج الْعُضْو أَو يمْنَع مَا ينصب من ذَلِك الْعُضْو أَو تقطع الدالية أَو لِأَن حافته أَو شفته تصلب أَو تغلظ أَو تعرض لَهما جَمِيعًا أَو تسود أَو تكمد فَأَما القروح الَّتِي يعرض فِيهَا الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس فاقطع أَولا تِلْكَ الحافات وَأما مَا كَانَت حافته جاسئة متلبدة فداو حَافَّاته بالأدوية الملينة. لي الحافات الَّتِي فِيهَا سقيروس هِيَ الَّتِي لَا تحس الْبَتَّةَ وَقد صلبت جدا وَقد بَطل حسها أَو ضعف جدا.

قَالَ: فَأَما القروح الَّتِي حافاتها كمدة فَيَنْبَغِي أَولا أَن تشرط تِلْكَ الحافات ثمَّ تضمد بالأضمدة المحللة لِأَن لَحمهَا أجمع يصير كمداً أَو يصير رَدِيء المزاج وَذَلِكَ يكون على ثَلَاث جِهَات: إِمَّا أَن يكون هَذَا الْفساد مزاجاً فِي القرحة وحولها وَالْبدن لَيْسَ برديء الأخلاط وَلَا عُضْو فَوْقه وَلَا تَحْتَهُ فِي الْجُمْلَة رَدِيء لَكِن الدَّم الَّذِي يَجِيء القرحة دم جيد لسوء مزاج لَحمهَا يحيله إِلَى الرداءة وَإِمَّا أَن يكون الدَّم الَّذِي يكون فِي الْبدن أَو فِي الْعُضْو الَّذِي فَوق القرحة رديئاً فتكتسب القرحة الرداءة من ذَلِك وَإِمَّا أَن يكون يجْتَمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا أَعنِي أَن يكون لحم القرحة ومادتها جَمِيعًا رديئين.)

قَالَ: وَإِذا كَانَ الْفساد فِي القرحة نَفسهَا فَإِنَّهَا تعالج نَفسهَا بالأدوية القوية التجفيف مثل أَقْرَاص أندرون وَنَحْوهَا من القوية التجفيف.

فَإِن لم تنْتَفع بِهَذِهِ فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الدافعة فَإِن لم تغن شَيْئا فاقطع اللَّحْم الْفَاسِد كُله وَاسْتعْمل فِيهِ الكي فِي بعض الْأَوْقَات وعَلى هَذِه الْجِهَة إِن تعفن الْموضع المتقرح فَيَنْبَغِي أَن تقطع مَا تعفن ألف د مِنْهُ فَإِن كَانَ سوء حَال العليل يَسِيرا فعالجه بالأدوية المركبة من الدافعة والقوية المحللة مَعًا بعد أَن يكون صنفا الْأَدْوِيَة جَمِيعًا قويين كالنحاس المحرق وتوبال النّحاس والشب الْيَمَانِيّ المحرق والزنجار وبورق الصاغة والتوتياء والقلقديس المحرق وَيسْتَعْمل هَذِه مَعَ الشمع والراتينج أَو مَعَ دهن الخروع أَو زَيْت عَتيق أَو الْخلّ الثقيف يَجْعَل مِنْهَا مراهم قَالَ: وَقد كتبت هَذِه المراهم فِي الرَّابِعَة من قاطاجانس.

 

(4/120)

 

 

وَإِن كَانَ لحم القرحة غير رَدِيء والخلط فِي الْبدن رديئاً فاقصد إِلَى إصْلَاح الدَّم إِمَّا فِي جملَة الْبدن وَإِمَّا فِي الْعُضْو الَّذِي ينصب مِنْهُ إِلَى القرحة أَو مَنعه من أَن ينصب. وَإِن كَانَ اللَّحْم رديئاً والأخلاط رَدِيئَة فاجمع العملين جَمِيعًا.

قَالَ: وَقد بقيت حَالَة من أَحْوَال القروح تعسر جدا لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تجتذب الْخَلْط اللاحج فِيهَا حَتَّى صلح مزاج لَحمهَا بالإسهال كَمَا تهَيَّأ ذَلِك إِذا كَانَ فَسَاد اللَّحْم لمزاج صفراء مختلط بِالدَّمِ لِأَن الَّذِي يفْسد مزاج الدَّم حِينَئِذٍ السَّوْدَاء.

قَالَ: وَلَا يجب إِلَى التَّحْلِيل إِنَّمَا يوضع عَلَيْهِ فِي نَفسه لغلظه إِلَّا بالأدوية القوية فَإِن وضعت عَلَيْهِ القوية هاج ونفد مِنْهَا جدا. وَإِن وضعت عَلَيْهِ الضعيفة لم تُؤثر فِيهِ لِأَنَّهَا لَا يتهيأ لَهَا أَن تحلل مِنْهُ شَيْئا وَلذَلِك لَجأ الْأَطِبَّاء أمره إِلَى قطع الْعُضْو العليل كُله إِذا أمكن وكيه بعد الْقطع إِمَّا بالنَّار وَإِمَّا بالأدوية المحرقة لي قد بَقِي من هَذَا التَّقْسِيم نُقْصَان وَذَلِكَ إِن من الْقرح الْعسرَة الْبُرْء مَا يعسر برؤها لغور الدَّم وَهَذِه تجدها بَيْضَاء قَليلَة الدَّم وَيَنْبَغِي أَن تعالج هَذِه بالحك الدَّائِم وَيكثر الدَّم فِي الْبدن وبالمراهم الحادة ألف د الَّتِي تجذب الدَّم وَمن القروح مَا يعسر برؤها بِسَبَب أَنَّهَا شَدِيدَة الرمل كَثِيرَة الرُّطُوبَة وَإِن كَانَت هَذِه الرُّطُوبَة لَيست رَدِيئَة وَهَذِه تحْتَاج إِلَى مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع وَمن القروح قُرُوح لَا تَبرأ لغَلَبَة اليبس عَلَيْهَا وَهَذِه تَجِد لَحمهَا أبدا يسْرع إِلَى الخشكريشة وعلاجها حك الخشكريشة عَنْهَا والنطول بِالْمَاءِ الْحَار ومرهم الباسليقون وَيَنْبَغِي أَن يتمم جَمِيع ذَلِك ويلتقط من أماكنه إِن شَاءَ الله.)

قَالَ فِي مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: وَليكن غرضك عِنْد انخراق الْبَطن مَعَ الصفاق أَن تخليطها خياطَة تلتزق الصفاق بالمراق لِأَنَّهُ عصبي بطيء الالتحام بِغَيْرِهِ وَذَلِكَ يكون بتوع الْخياطَة الَّتِي ذكرنَا لِأَنَّهَا تجمع وَتلْزم فِي عُرْوَة الصفاق بالمراق.

قَالَ: والأمعاء إِذا خرجت فَادع بشراب أسود قوي فيسخن ويغمس فِيهِ صوف وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يبرد انتفاخه ويضمره وَإِن لم يحضر فَاسْتعْمل نفض الأمعاء بالقوية الْقَبْض مسخناً فَإِن لم يحضر فكمده بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى يضمر فَإِن لم تدخل مَعَ ذَلِك وسع الْموضع. فَأَما الثرب فَإِنَّهُ وَلَو بَقِي قَلِيلا من الزَّمَان خَارِجا فكمد لَونه وَلَا بُد من قطعه فَشد فَوق الْقطع لتأمن نزف الدَّم ثمَّ اقطعه وَخط الْبَطن واترك الْخَيط الَّذِي بِهِ شددت الثرب خَارِجا لتسلة إِذا التحم.

من التشريح الْكَبِير قَالَ: اختر للأعضاء المجروحة من الْمَوَاضِع أبعدها من الوجع وأوفقها لصب الصديد.

الثَّالِثَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: من انخرق مِنْهُ الغشاء الَّذِي تَحت المراق وَلم يحكم خياطته أَعنِي خياطَة بَطْنه ألف د عرض لَهُ إِذا التحم العضل أَن يدْخل عِنْد كل نفخة أَو ظفرة أمعاؤه خَارج الصفاق فيوجعه وَيمْتَنع من رفع الثّقل.

 

(4/121)

 

 

من قطع مِنْهُ الثرب عِنْد انخراق الْبَطن قل هضمه وَبَردت معدته وَاحْتَاجَ بعد ذَلِك إِلَى أَشْيَاء تسخنه بِالْفِعْلِ فضعها على معدته. لي أَصْحَاب الْجِرَاحَات ... ... على أَن كل تجويف يَنْبَغِي أَن يكْشف وَلَيْسَ ذَلِك على الْحَقِيقَة كَذَلِك لَكِن يَنْبَغِي أَن ينظر إِلَى مَا يسيل مِنْهُ وَإِلَى الْموضع فَيعْمل بِحَسبِهِ فَإِنَّهُ جَاءَنَا رجل إِلَى المارستان وَفِي مرفقه جرح ضيق يدْخل فِيهِ الْمجْلس كُله فَأمر بَعضهم أَن يكْشف وَكَانَ الَّذِي يسيل من هَذَا الْجرْح دمويا فِيهِ غلظ كَأَنَّهُ لحم منحل لَيْسَ برديء الرّيح فرقدناه آنِفا وأمرته أَن ينصب زراعه وَجَعَلنَا على فَم الْجرْح قطنة لَا يمْنَع مَا يسيل وأمرته إِن هُوَ أحس بِشَيْء ينزل أَن يُعينهُ بالعصر فَعَاد إِلَيْنَا من غَد وَقد لزق وَقرب من الْبُرْء والتام فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبادر إِلَى كشف أَمْثَال هَذِه إِلَّا أَن تكون مزمنة قد تنضرت وصل بِاللَّحْمِ الَّذِي فِي جوفها مَعَ رداءته وَلَا يُمكن أَن ينصب نصبة يسيل مِنْهُ مَا فِيهِ أَو يكون مَا يسيل مِنْهُ رديئاً خبيثاً وَيكون مِنْهُ عظم فَإِن هَذِه لَا يُمكن أَن تلتحم الْبَتَّةَ إِلَّا بَان تكشف نعما وتعالج بعد ذَلِك.

شدّ الرجل لما ترك بالتواء خَلفه من الْفَرَاغ شَيْء فألجئ إِلَى بطه لِأَن الَّذِي وَقع عَلَيْهِ الشد)

التحم سَرِيعا جدا وبطه بعد يَوْم فَخرج مِنْهُ شَيْء كثير جدا وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ هُنَاكَ لحم قريب الْعَهْد بالجمود ومصل هَذَا اللَّحْم مستعد لِأَن يصير مُدَّة بِسُرْعَة فَلذَلِك الرَّأْي أَن تبتدئ بالشد من خلف الْفَرَاغ بِشَيْء صَالح وَإِلَّا كَانَ مِنْهُ مثل هَذَا.

من تشريح الْمَوْتَى قَالَ: طعن رجل بِالْمِنْشَارِ الدَّقِيق ألف د فِي مراق بَطْنه وَكَانَ جرحا ضيقا والثرب ظَاهر مِنْهُ إِذا نظر فِيهِ وَكَانَ من لَا يعرف صُورَة الثرب لَا يعلم أَن الباريطاون قد انخرق وَكَانَت جِرَاحَة قَليلَة الْخطر عِنْد من لَا يدْرِي قَالَ: وَنحن وسعناه. قَالَ: وَرجل آخر طعن خرجت من جراحته مرّة صفراء فَعلم أَن الضَّرْبَة وصلت إِلَى مجاري الْمرة وَآخر كَانَت الرّيح تخرج من جراحته فَعلم أَن الغشاء المستبطن للأضلاع انخرق.

قَالَ: وَقد رَأَيْت خُرُوج الزبل عَن جِرَاحَة وتخلص.

وَرَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة حَيْثُ عظم الْكَاهِل فَخرج الْبَوْل من مقعدته فمعلوم أَن هَذَا قد انخرق مِنْهُ المعي الْمُسْتَقيم والمثانة.

قَالَ: وَإِذا وَقعت الْجراحَة حَيْثُ تشك أَنه قد وصلت إِلَى فضاء الصَّدْر فَإِنَّهُ يجب أَن يشكل الْإِنْسَان أشكالاُ مُخْتَلفَة وَيُؤمر بالتنفس الشَّديد.

من نَحْو الْقطع والبط قَالَ: كثير من الْجُهَّال بعلاج الْحَدِيد قطعُوا عصباً صَغِيرا وعصباً يخفى على الْحس نَفعهَا فِي الْبدن عَظِيم جدا وَكثير مِنْهُ قطعُوا عروقاً وشرايين نفيسة جليلة وَكثير مِنْهُم يقطعون العضل بِالْعرضِ وَكثير يخرجُون الْحَصَاة فيورث العليل نزف الدَّم أَو سيلان الْبَوْل أَو عدم التناسل وَذَلِكَ كُله لجهلهم بالتشريح لأَنهم لَا يعْرفُونَ الْموضع

 

(4/122)

 

 

الَّذِي تتصل فِيهِ أوعية الْمَنِيّ بعنق المثانة فيوقعون الْقطع عَلَيْهَا وَيَقَع الْقطع فِي مَوضِع الْعُرُوق والشرايين الْعِظَام أَو يَقع الْقطع فِي الْمَوَاضِع الَّتِي لَيست لحمية من المثانة الَّتِي لَيْسَ من شَأْنهَا أَن تلتحم.

الْمقَالة الأولى من آراء أبقراط وأفلاطن: كَانَ غُلَام فِي صَدره ألف د قد بلغ إِلَى الْعظم الَّذِي فِي وسط قصه وكشفنا عَن عظم القص جَمِيع مَا يُحِيط بِهِ فوجدناه قد أَصَابَهُ فَسَاد فاضطررنا إِلَى قطعه وَكَانَ الْموضع الْفَاسِد مِنْهُ الْموضع الَّذِي عَلَيْهِ مُسْتَقر غلاف الْقلب فَلَمَّا رَأينَا ذَلِك توقفنا توقفاً شَدِيدا فِي انتزاع الْعظم الْفَاسِد وَكَانَت عنايتنا باستبقاء الغشاء المغشى عَلَيْهِ من دَاخل وَحفظه على سَلَامَته بِكُل مَا اتَّصل من هَذَا الغشاء بالقص كَانَ قد عفن أَيْضا َ قَالَ: وَكُنَّا نَنْظُر إِلَى الْقلب نظرا بَينا مثل مَا نرَاهُ إِذا كشفنا عَنهُ بالتعمد فِي التشريح. قَالَ: فَسلم)

ذَلِك الْغُلَام وَنبت اللَّحْم فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي من القص حَتَّى امْتَلَأَ واتصل بعضه بِبَعْض وَصَارَ يقوم من ستر الْقلب وتغطيته بِمثل مَا كَانَ يقوم بِهِ قبل ذَلِك بغلاف الْقلب قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا لي هَذِه الْقِصَّة نذكرها فِي مَوَاضِع بحولها كلهَا إِلَى هَهُنَا وأجمعها إِن شَاءَ الله.

الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا: من لم يلْتَزم صفاقه لمراقه فِي خياطَة الْبَطن أَصَابَهُ فِي مراقه انتفاخ كالفتق.

قَالَ: القروح الرَّديئَة الْعسرَة تعرض للَّذين يفرط عَلَيْهِم الْبيَاض وَفِي أَصْحَاب النمش فِي قرحَة الْجَارِيَة الَّتِي فِي المارستان فَإِنَّهَا قرحَة صَغِيرَة جدا إِلَّا إِنَّهَا ... ... لم ينْبت فِيهَا لحم الْبَتَّةَ ولون هَذِه الْجَارِيَة أَبيض أصفر قَلِيل الدَّم كَالَّذي يكون من فَسَاد الكبد هَذِه القرحة الْبَيْضَاء تحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة فِي إنبات اللَّحْم وَمَعَهَا جذب الدَّم وَيَنْبَغِي أَن يضمد حَتَّى يجتذب من بعد هَذَا بِقَلِيل.

هَذَانِ الصنفان من الْأَبدَان يعسر برْء قروحها: الْأَبدَان الَّتِي فِيهَا نمش والأبدان ألف د الْبيض المفرطة القليلة الدَّم لرداءة الكبد لِأَن هذَيْن هما السَّبَب فِي عسر برْء جَمِيع القروح أَعنِي أَن يكون اخلط الرَّدِيء يَأْكُل مثل الْحَال الَّتِي فِي النمش وَالْحَال الَّتِي من نُقْصَان الدَّم والغذاء كالحال فِي الْأَبدَان الْبيض. لي هَذِه القرحة أَمر جالينوس أَن يجتذب إِلَيْهَا الدَّم بالتكميد.

 

(4/123)

 

 

جراحات الدِّمَاغ

الثَّانِيَة من الثَّالِثَة من ابيذيميا قَالَ: الْجِرَاحَات الَّتِي تصل إِلَى غشاء الدِّمَاغ تحدث استرخاء فِي الْجَانِب الَّذِي هِيَ فِيهِ وتحدث تشنجاً فِي الْجَانِب الْمُقَابل.

من كَانَت بِهِ قرحَة فَحدث بِهِ بِسَبَبِهَا ورم رخو مُنَاسِب لعظم القرحة أَو أَكثر مِنْهَا فقد أَمن أَن يحدث من تِلْكَ القرحة تشنج وتمدد وَإِن كَانَت من قُدَّام عرض جُنُون ووجع حاد فِي الْجنب وَاخْتِلَاف دم إِن كَانَ الورم أَحْمَر. وَقد يحدث التشنج مَعَ الورم الصلب الْحَار فَأَما مَعَ الرخو فَلِأَن ذهَاب ذَلِك الورم ضَرْبَة يدل على انْتِقَاله لَا على تحلله فَإِن كَانَ من خلف انْتقل إِلَى النخاع فجَاء تشنج وَإِن كَانَ من قُدَّام إِمَّا أَن ينْتَقل إِلَى الْبَطن الْأَعْلَى فَيحدث وجع الْجنب وجنون بِسَبَب مُشَاركَة الْحجاب وَإِمَّا إِلَى أَسْفَل فَيحدث اخْتِلَاف الدَّم.

وَإِذا كَانَ الورم أَحْمَر قانياً ثمَّ غَابَ فتوقع إِمَّا جنوناً وَإِمَّا وجعاً فِي الْجنب وَإِمَّا اخْتِلَاف دم.

الأول من السَّادِس من ابيذيميا: القروح المستديرة العميقة فِي الصّبيان قاتلة وَذَلِكَ أَن من بِهِ هَذِه)

القروح وجعها شَدِيد وعلاجها شَدِيد عسر وَالصبيان لَا يحْتَملُونَ ذَلِك.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: مَتى أردنَا الزاق شفتى قرحَة أَو ... استعملنا الحك لتخشن فَإِن بالتخشن وبالأدوية الَّتِي تخشن وَهَذَا ألف د الْجلاء يكون لُزُومه.

الْخَامِسَة من السَّادِسَة: من تَعب وَفِي بدنه أخلاط رَدِيئَة حدثت بِهِ قُرُوح.

السَّادِسَة من السَّادِسَة: يَنْبَغِي فِي القروح الرَّديئَة وَفِي جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج أَن تستأصل بِالْقطعِ أَو بالكي أَو بالدواء الحاد أَن يقطع ذَلِك كُله وتكويه إِلَى أَن لَا يبْقى من اللَّحْم العليل شَيْء الْبَتَّةَ ويبلغ الصَّحِيح. قَالَ: فَمَا أمكنك فِيهِ هَذَا فَذَلِك وَمَا لم يُمكن فِيهِ ذَلِك فانثر عَلَيْهِ بعد علاجك دَوَاء أكالاً ليَأْكُل الْبَقِيَّة لي الْحَد فِي الْقطع والكي إِن كَانَ على عظم أَن يظْهر الْعظم وَإِن كَانَ تَحْتَهُ صَحِيحا لم يظْهر وَاللَّحم الصَّحِيح تعرفه بنوعه وبجودة الدَّم السَّائِل مِنْهُ بِكَثْرَة الْحس.

الخراجات الْحَادِثَة فِي دَاخل الْأذن تقيح خَمْسَة أَيَّام والحادثة فِي سَبْعَة أَيَّام ضَعِيفَة.

السَّابِعَة من السَّادِسَة: القروح الَّتِي ينتثر الشّعْر ويتقشر الْجلد مِمَّا حواليها قُرُوح رَدِيئَة خلطها خلط حريف أكال.

 

(4/124)

 

 

الْيَهُودِيّ: جَاءَنِي إِنْسَان وَجب فَخرج من الوجبة ريح مثل مَا ينْفخ الْإِنْسَان وَخرج مَعَه رُطُوبَة وزبد مَاتَ بعد ثَلَاثَة أَيَّام.

جَمِيع القروح الصلبة الَّتِي تخضر وَتسود مهلكة لِأَنَّهُ يدل على أَن الدَّم قد اسْتَحَالَ إِلَى الْخَلْط الْأسود والقروح الرخوة الَّتِي ترشح شَيْئا اصفر حاراً تقرح الْموضع الَّذِي تصيبه رَدِيئَة مهلكة لَهَا ينثر الشّعْر حول القرحة أذن بالإقبال وكل قرحَة تحْتَاج إِلَى سُكُون وراحة.

من الْكتاب الْمَنْسُوب إِلَى جالينوس فِي الحبن قَالَ: إِذا تَبرأ بعض اللَّحْم أَو عُضْو من الْبدن فاقطعه واكو الْموضع بالزيت بعد ذَلِك وَإِيَّاك أَن ترد المتبرئ على مَكَانَهُ وتشده فَإِنَّهُ يصير خبيثة لي كَذَلِك يفعل أَصْحَاب الْجِرَاحَات ألف د لأَنهم قد عرفُوا بالتجربة أَنه يصير خبيثة فيقطعونها أبدا والكي بالزيت بعد ذَلِك أَحْمد لِأَنَّهُ يمْنَع أَن يصير مَا بَقِي قرحَة رَدِيئَة لَكِن تصير خشكريشة ثمَّ تسْقط وتبرأ بِإِذن الله.

بولس قَالَ: الْجرْح الْبَسِيط يَنْبَغِي أَن يرْبط هَكَذَا إِن كَانَ أحد شَفَتَيْه مائلاً إِلَى نَاحيَة أَن يشد بالرباط من تِلْكَ النَّاحِيَة وَيذْهب بِهِ إِلَى الْجِهَة الْمُقَابلَة وَإِن كَانَ مَكْشُوف الْفَم جدا وَاسِعَة)

. الشفتين فاربطه برباط تبتدئ من جانبين فَإِنَّهُ هَكَذَا يلتحم إِمَّا إِن لم يَقع فِي مَا بَين شقيه شَيْء. وَإِن كَانَ الْجرْح عَظِيما لَا يجمعه الرِّبَاط فاجمعه أولاُ بالخياطة ثمَّ بالرباط.

قَالَ: وَيصْلح للخراجات فِي أبدان الْمَشَايِخ مرهم مُهَيَّأ من شمع ودهن ورد وشعير محرق أَو يُؤْخَذ قيروطى بدهن الآس ثَلَاثَة أَجزَاء وإسفيذاج الرصاص جُزْء فَيجْعَل مرهماً.

قَالَ: المفاصل أَشد يبساً من سَائِر الْأَعْضَاء اللحمية فَلذَلِك تحْتَاج القروح الَّتِي تقع فِيهَا إِلَى أدوية شَدِيدَة اليبس وَيصْلح فِي ذَلِك أَقْرَاص بولوانداس تسحق بشراب حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويلطخ وَمَا يجفف كجفوفها مثل أَقْرَاص أندرون وَنَحْوهَا وَكَثِيرًا مَا نطلناها بِمَاء الْبَحْر قَالَ: القروح يعسر برؤها فِي الْأَبدَان الْبيض والبرش أما البرش فلرداءة أخلاطها وَأما الْبيض فلقلة الدَّم فِيهَا. اذكر حَال الْمَرْأَة الشَّدِيدَة الْبيَاض العديمة الدَّم كَانَ بهَا قرحَة فِي وَجههَا فعولجت سِنِين فِي المارستان فَلم تَبرأ وَكَانَت قريحة صَغِيرَة حَتَّى أمرت بتكميد وَجههَا حَتَّى احمر ودلكه وأمرتها بالشرب وخنق الازدراد فبرئت. وبرئت قرحَة مثل هَذِه بمرهم الزنجار.

على مَا رَأَيْت فِي مسَائِل ابيذيميا: الْأَبدَان ألف د الْخضر الكمدة قَليلَة الْحَرَارَة الغريزية قَليلَة الدَّم وتعسر قروحها وتحتاج إِلَى إسخان ومراهم لَهَا إسخان وحك وحركة الْيَدَيْنِ ويشتغل. الْأَبدَان الْبيض قَليلَة الدَّم لَحمهَا كلحم السّمك وتحتاج إِلَى إسخان وجذب الدَّم.

والأبدان الصفر تعسر قروحها من رداءة الدَّم وتحتاج إِلَى إسهال وتعديل الدَّم

 

(4/125)

 

 

والأبدان الشَّدِيدَة النحافة تعسر قروحها لقلَّة الْمَادَّة وَأحمد الْأَبدَان للقروح الْبيض الْحمر فَإِن هَذِه سريعة نَبَات اللَّحْم.

قَالَ: إِذا وَقعت الْجراحَة بالطول فالرباط يَفِي بجمعها جمعا محكماً وَإِذا كَانَت بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى الْخياطَة وبقدر غور الْجرْح يكون غور الْخياطَة.

قَالَ: رُبمَا اضطررنا أَن نزيد فِي سَعَة الْجرْح إِذا كَانَت نخسة وخفنا أَن يكون لغورها يلتحم أَعْلَاهَا وَلَا يلتحم قعرها وَيكون الْعُضْو الْمَجْرُوح فِي وَقت الْجرْح على شكل يكون إِذا عَاد إِلَى استوائه لم يُمكن أَن تسيل مِنْهُ مُدَّة وَلَا يدْخلهُ دَوَاء وَإِن رد إِلَى شكله حِين خرج هاج وجعاً فيضطر أَن يشق شقاً مُوَافقا.

قَالَ: إِذا كَانَت القروح وارمة فَلَا يَنْبَغِي أَن ترْبط وَكَذَلِكَ لَا تحْتَاج إِلَى الرِّبَاط إِذا كَانَ الْجرْح يُرِيد أَن يتقيح وَإِذا نضج فَإِنَّهَا مَا دَامَت تحْتَاج أَن تنقى أَو تبنى لَحْمًا فَإِنَّهَا تحْتَاج من الرِّبَاط إِلَى)

أقل مَا يكون وَفِي مثل هَذَا الرِّبَاط لَيْسَ تكتفي الْأَجْزَاء المتفرقة لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى رِبَاط يضْبط عَلَيْهَا وَيلْزق بَعْضهَا بِبَعْض.

الخراجات الطرية تحْتَاج إِلَى رِبَاط مُحكم شَدِيد يكون شده عَلَيْهَا بجمعها ثمَّ يذهب قَلِيلا قَلِيلا إِلَى فَوق لِئَلَّا يمِيل إِلَيْهَا الْموَاد وتلتزق وَلَا ترم والجراحات الَّتِي تحْتَاج أَن تنقى وَقد أمنت أَن يَجِيء إِلَيْهَا شَيْء تحْتَاج إِلَى رِبَاط يعصرها نَحْو الفوهة وَالَّتِي تُرِيدُ أَن ينْبت فِيهَا لحم يَنْبَغِي أَن يكون الرِّبَاط رخواً وخاصة نَحْو مجْرَاه إِلَى فَوق لِئَلَّا يمْنَع انصباب الدَّم ألف د فَإِنَّهُ لَا شَيْء أضرّ من أَن ينحف الْعُضْو ويضمر فِي وَقت نَبَات اللَّحْم وَيزِيد فِي مدَّته قَلِيلا قَلِيلا كل يَوْم بِمِقْدَار مَا يلزق الجزءين بعضهما بِبَعْض ليَقَع الالتحام.

وَقَالَ: الأجود أَلا تبادر إِلَى بط الْخراج وَقد بَقِي مِنْهُ شَيْء لم يستحكم نضجه لِأَن مكث الْمدَّة هُنَاكَ إِلَى أَن يستحكم جَمِيع مَا تُرِيدُ أَن ينضج وَيصير مُدَّة أسْرع وأبلغ.

بططنا غير مرّة خراجات على النّصْف من النضج فَكَانَت لَا تنقى إِلَّا بِجهْد ويسيل مِنْهَا أَيَّامًا صديد رَدِيء وقدرت أَن ذَلِك هُوَ مَا كَانَ أزمع أَن يصير مُدَّة وَرَأَيْت الخراجات المستحكمة النضج تنقى وتدف سَرِيعا فالأجود أَن تتْرك حَتَّى يجود النضج إِلَّا أَن يكون عِنْد مفصل أَو عظم أَو عُضْو شرِيف.

مَتى ورم دَاخل القرحة أَو نقص أَو تقبض أَو تكمش شفتاها إِلَى دَاخل وَمَتى ورم خَارِجهَا انقلبت شفتاها وَإِذا دخلت شفتا القرحة إِلَى دَاخل بِسَبَب نُقْصَان يكون فِي الدَّاخِل كَانَ ضَرُورَة شفتا القرحة رقيقتين مهزولتين كَأَنَّهُمَا خرقَة رخوة.

قَالَ: إِن بللت خرقَة بِالْمَاءِ العذب ووضعتها على القروح رطبتها ورهلتها فَإِن كن مَاء ملحاً أَو مَاء بَحر جففها فَأَما الَّذِي يخالطه الشب فَأَنَّهُ ينفع القروح كلهَا إِلَّا أَنَّهَا للَّتِي ينجلب إِلَيْهَا شَيْء من الْموَاد أعظم وأسرع نفعا بتجفيفه لَهَا كلهَا.

 

(4/126)

 

 

كَانَ رجل قد خرجت أمعاؤه فَلم تدخل وَهُوَ مستلق على قَفاهُ فَأمر رجل أَن تُؤْخَذ يَدَاهُ وَرجلَاهُ وتشال فيقوس ظَهره وَدخلت الأمعاء.

قَالَ فِي الخراجات الَّتِي تنضج قَالَ: الأورام الَّتِي تذْهب إِلَى النضج يَنْبَغِي أَولا أَن يسكن عَنْهَا الوجع بالنطولات والضمادات المرخية ليجمع ذَلِك تسكين الوجع والتقيح ثمَّ يبط فَإِن بَقِي شَيْء من الورم حول الْجرْح أَو وجع ضمد بِمثل تِلْكَ حَتَّى إِذا سكن الوجع كُله أخذت ألف د فِي)

تنقية القرحة وتجفيفها وَبِنَاء اللَّحْم ثمَّ أخذت فِي الإدمال.

قَالَ: وَلَا تستعجل بالبط وَإِخْرَاج الْمدَّة لِأَن مكثها دَاخِلا إِلَى أَن يتَغَيَّر مَعَه سَائِر مَا هُنَاكَ أَجود وأسرع للتغيير. اسْتدلَّ على أَن الْكَهْف قد لزق بِأَن لَا يسيل مِنْهُ شَيْء أَو يكون قَلِيلا غليظاً وَيكون ضامراً وبالضد وعلاج الْكَهْف على هَذِه الصّفة: تغسله بِمَاء الْعَسَل إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك ثمَّ ترزق فِيهِ مرهماً ينْبت اللَّحْم وتطلي مرهماً قوي التجفيف لطيف الْأَجْزَاء مَعَ ذَلِك غواصاً على خرقَة وَيُوضَع خَارِجا على الْكَهْف كَمَا هُوَ ثمَّ يوضع فَوق مَوضِع الْكَهْف خرقَة مبلولة بشراب قَابض ثمَّ يشد شداً يُرْخِي نَحْو فَم الْكَهْف وَيجْعَل على فَم الْكَهْف خرقَة لَا تملؤه مطلية بالمرهم وَلَا تجْعَل إِلَّا بعد الثَّالِث فَإِن سَالَ مِنْهُ فِي الْيَوْم الأول صديد رَقِيق فَلَا بَأْس فِي التحامه وَإِن سَالَ شَيْء صديدي فِي الْيَوْم الثَّالِث فَإِنَّهُ لم يلتحم فأعد التَّدْبِير عَلَيْهِ.

قَالَ: رَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة بَين أضلاعه السُّفْلى خرج مِنْهَا غَائِط لِأَنَّهُ كَانَ دون فضاء الصَّدْر فنجا وَآخر مثله برِئ أَيْضا.

قَالَ: وَآخر لم يخرج مِنْهُ ثفل وَبرئ أَيْضا وَمَعْلُوم أَن الْأَوَّلين تخرقت مِنْهُم بعض الأمعاء أَيْضا.

قَالَ: ورجلاً جرح حَيْثُ عظم الْكَاهِل فَخرج مِنْهُ بَوْل فَعلمنَا أَن معاه الْمُسْتَقيم انخرق. ورجلاً قَالَ: القروح الْعَارِضَة فِي أبدان الْمَشَايِخ يعسر برؤها لقلَّة الدَّم فِي أبدانهم هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى أَن يكمدوا وَتجْعَل أدويتهم الَّتِي تنْبت اللَّحْم حارة كالزفت فَإِنَّهُ عَجِيب. وَكَانَت امْرَأَة فِي المارستان فِي وَجههَا قرحَة حولهَا لحم كلحم السّمك عديم الدَّم كَانَت بَيْضَاء صفراء رَدِيئَة ألف د الكبد بالبرد فعولجت سنة فَلم تَبرأ فَأمرت أَن يدلك ذَلِك الْموضع ويضمد وَيُزَاد فِي الدَّوَاء زراوند ونورة وَيُزَاد فِي الْغذَاء وَيشْرب فبرئت.

البط كُله بالطول إِلَّا تَحت اللحى وَفِي الحالب.

المرهم الْأسود يلين الْجرْح جيد للمواضع العصبية فِي الشتَاء رَدِيء للقروح الحامية وخاصة فِي الصَّيف والأبيض جيد لهَؤُلَاء وَمَتى كَانَ بِالْقربِ عظم مَكْشُوف

 

(4/127)

 

 

فالأبيض. مَتى رَأَيْت على قرحَة وضراً كثيرا بِأَكْثَرَ مِمَّا تسْتَحقّ هِيَ فِي نَفسهَا لصِغَر مقدارها فقس بالمجس فَإِن تحتهَا كهفاً.

النواصير الذاهبة على عَمُود لَا تبط بل الدَّوَاء الحاد.

اللَّحْم الْأَحْمَر صلب والرخو الَّذِي يشبه لحم الرئة الرهل رَدِيء يحْتَاج إِلَى أَن يُؤْكَل بِالْجلدِ.

الْمدَّة لَا يَنْبَغِي أَن تطول مدَّتهَا خَاصَّة بِحَيْثُ مفصل أَو عظم إِذا بدأت الْجراحَة تَبرأ بِعَمَل النَّافِذ)

إِلَى جَوف الصديد وَالَّذِي قد خرق الأمعاء لَا يبرأ. والناصور الَّذِي يخرج مِنْهُ الْبَوْل لَا يبرأ.

الْأذن والشفة يَنْبَغِي أَن تحك أبدا وَلَا تتْرك تندمل لِئَلَّا تَجِيء نَاقِصَة بِمدَّة وطرف الْأنف يندمل بِسُرْعَة ويلتزق حَتَّى يحْتَاج أَن يمْنَع بمرهم أَخْضَر. إِذا كَانَت الْجلْدَة رقيقَة شبه خرقَة حَمْرَاء أَو بنفسجية لم تلتزق وَإِذا كَانَت بَيْضَاء غَلِيظَة سَمِينَة فلتحك وَيحك الْموضع ويشد فَإِنَّهُ يلْزم.

القروح الرَّديئَة إِذا ضربهَا حمرَة صلحت بعد ذَلِك. والناصور الَّذِي فِي الفك علاجه قلع ذَلِك الضرس الَّذِي يخرج مِنْهُ مُدَّة فَإِنَّهُ يبرأ.

توق الشق فِي المفاصل فَإِن عِنْدهَا أبدا تكون شرايين عظاماً ظَاهِرَة.

يَنْبَغِي أَن احتجت أَن تَأْخُذ سلْعَة أَو تبط بطاً عَظِيما أَن يكون بعد استقصاء النّظر بحضرتك دَوَاء جالينوس وَبَيَاض الْبيض ووبر ألف د الأرنب أَو ريش مقرض وتفقد جهدك فِي النّظر لِئَلَّا يَقع عرق عَظِيم فَإنَّا كُنَّا نخرج سلْعَة فَعِنْدَ السّلع انْقَطع عرق فانبعث علينا من الدَّم مَا منع واحتجنا بِسَبَبِهِ إِلَى ترك الْعَمَل وَإِذا حدث مثل هَذِه الْأَشْيَاء بادرت إِلَى إمْسَاك الدَّم بِهَذِهِ والأجود أَن تكون المكاوي حاضرتك وتضع الإصبع على الشق سَاعَة ثمَّ تضع عَلَيْهَا الكي إِن كَانَ أمرا غَالِبا شَدِيدا.

قَالَ: يَنْبَغِي فِي شقّ النواصير ومراق الْبَطن أَن تتَّخذ لَهُ رقيقَة حادة من جَانب وَاحِد وَغير محددة الرَّأْس كَمثل السكين وَهَذَا يصلح لنواصير الْأنف.

قَالَ: رُبمَا قطع الْقَضِيب كُله والأنثيان مَعَه إِذا تعفن.

الكيموسين قَالَ: إِذا بَقِي دم فِي الْجِرَاحَات الغائرة وجمد وَصَارَ علقاً وعفن قد عفن الْعُضْو كُله لذَلِك يَنْبَغِي أَن تستقصي ذَلِك.

قَالَ أبقراط: كل قرحَة طرية أَي قرحَة كَانَت سوى القرحة الَّتِي تكون فِي الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن تجْرِي من الْجرْح نَفسه دم إِمَّا كثير وَإِمَّا قَلِيل فَإِنَّهُ إِذا جرى من القرحة كَانَ تورمها وتورم مَا حولهَا أقل.

إِذا قصر الدَّم فِي الْجِرَاحَات الضيقة أَن يجْرِي فِي هَذِه الْجراحَة أَشد فَيَنْبَغِي أَن يبل صوف مَرْعَزِيٌّ لين فِي زَيْت حَار ويلف على مَا بَين الْإِبِط إِلَى الْجَانِب كَمَا يَدُور وَلَا بَأْس أَن تحقنه بِشَيْء هَذَا سَبيله فَإِن كَانَت الْجراحَة قد وصلت إِلَى المعي واعتقر وَاحِد مِنْهَا فعالجه كَمَا وصفت فَأَما الحقنة فاحقنه بشراب أسود قَابض فاتر وخاصة إِن كَانَ الْجرْح قد

 

(4/128)

 

 

أبلغ إِلَى المعي)

حَتَّى صَار نَافِذا إِلَى جَوْفه. والأمعاء الْغِلَاظ أسهل برءاً والدقاق أعْسر والمعي الصَّائِم خَاصَّة لَا برْء لَهُ إِذا خرج لِكَثْرَة مَا فِيهِ من الْعُرُوق وعظمها ورقة ألف د جرمها وقربه من طبيعة العصب وَلِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهِ المرار وَهُوَ صرف حَار بعد خَالص فَهُوَ من هَذَا أقرب الأمعاء كلهَا إِلَى الكبد فَأَما المعي السفلي فَإِنَّهَا لما كَانَت طبيعة اللَّحْم صرنا من مداواتها على ثِقَة والأدوية أَيْضا تقف فِيهَا وتلبث لَازِمَة لَهَا مُدَّة طَوِيلَة. وَإِن برز الثرب واسود واخضر مَا برز مِنْهُ فأوثق مَا اخضر مِنْهُ برباط ثمَّ أقطع مَا اخضر مِنْهُ وَأدْخلهُ إِلَى دَاخل وَخط المراق ودع طرفِي الْخَيط الَّذِي ربطت بِهِ الثرب خَارِجا لكَي تمده إِذا عفن وقاحة الْجراحَة بسهولة وَلَا تخش من قطع الثرب فَإِنَّهُ لَيْسَ يُشْرك العصب مُشَاركَة توجب مَكْرُوه خطر وَلَا الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب ومنفعته فِي الْبدن أَكثر. وَإِنَّمَا يسخن الْبَطن وَقد يقل الهضم بِقطع الثرب وخاصة إِن كَانَ العليل نحيفاً.

أبيذيميا: الخراجات الْحمر المحددة الرؤوس تدل على خلط حَار لطيف وَالْبيض العراض على خلط غليظ بَارِد.

قَالَ: وَمَا عفن من الْأَعْضَاء فاقطعه واكوه وارم بِهِ.

كثيرا مَا ترم الرّكْبَة فَلَا يكون فِيهَا إِذا بطت شَيْء وَلَكِن تكون الفضلة إِمَّا إسفنجية وَإِمَّا مبلولة برطوبة كَثِيرَة وَإِمَّا اجْتِمَاع الْحَالين.

القروح الَّتِي ينتثر الشّعْر حولهَا ويتقشر الْجلد قُرُوح خبيثة أكالة رَدِيئَة النواصير تنتقص إِمَّا للامتلاء وَإِمَّا لرداءة الأخلاط وَإِمَّا لحركة مفرطة فِي الْعُضْو الذب هِيَ فِيهِ.

طيماوس قَالَ: إِذا صَار الْبدن عسر التَّحَلُّل فَلَا ينْحل مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ بِسَبَب تكاثف قوى حدث عَلَيْهِ فَإِن الْعُضْو الَّذِي يتنفس من ذَلِك الْعُضْو يعفن فَيعرض من ذَلِك للحم وَالْعِظَام شقاقلوس وَهِي الخبيثة. لي الَّذين يصيبهم الْبرد ينضغط ألف د أَولا ذَلِك الْموضع انضغاطاً شَدِيدا ثمَّ يجيئها بعقب ذَلِك دم كثير لِأَنَّهَا توسعت بِالْفَسْخِ فَلَا يُمكن أَن تحلل جَمِيع مَا يجيئها لِأَنَّهُ يجيئها فرق مَا يُمكن أَن يتَحَلَّل من منافسها لِأَن منافسها أَيْضا قد ضَاقَتْ فَوق الْحَال الطبيعية فيعفن مَا جَاءَ وَيُسمى بِفساد ذَلِك الْعُضْو فَالرَّأْي فِي منع الخبيثة أبدا أَن يشرط الْعُضْو الَّذِي كثرت فِيهِ الْمَادَّة أَو يسخفه بالمحللة مَا أمكن كَمَا يفعل بالمضروب من النَّاس جلد الْكَبْش حاراً. وَإِذا كَانَت الْمَادَّة كَثِيرَة وَالْجَلد مكتنز كالحال فِي الْبرد فَلَيْسَ يَعْنِي إِلَّا الشَّرْط فَأَما)

فِي الضَّرْب فَإِنَّمَا صَار يبرأ بِالْجلدِ لِأَن الْجلد هُنَاكَ فِيهِ خرق كَثِيرَة.

 

(4/129)

 

 

قَالَ: مَتى حدثت جِرَاحَة فَأَرَدْت أَن تستفرغ الدَّم فَاجْعَلْ الشكل الَّذِي شكل بِهِ الْمَرِيض مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل وبالضد وَالَّذِي ينفع استفراغه فِي الْجِرَاحَات إِذا كَانَ الْبدن ممتلئاً لِأَنَّهُ عِنْد ذَلِك إِن لم يجر دم كثير حدث ورم عَظِيم جدا. وَمَتى كَانَ الدَّم فِي الْبدن قَلِيلا فَيَنْبَغِي أَن تعْمل بالضد فتقلعه وَقس على ذَلِك جَمِيع الاستفراغات فمهما أردْت أَن تستفرغ فصوب شكله إِلَى أَسْفَل وبالضد.

قاطيطريون: إِذا كَانَ الْأَصَابِع قُرُوح فَاجْعَلْ بنيها خرقاً لِأَن قوما قد التحمت أَصَابِعهم بالقروح فِيمَا بَينهَا وَأحذر فِي القروح الغائرة أَن تزحمها بالرباط وَبِمَا يؤلمها ألماً يُورث الورم.

قَالَ: وَإِنَّمَا يحْتَاج الْجرْح إِلَى الرَّبْط الْجَامِع للشفتين إِذا أُرِيد الالتزاق والالتحام. فَأَما إِذا كَانَ يحْتَاج أَن ينْبت فِيهِ لحم وَأَن يبْقى سَائِر ذَلِك فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَى الرِّبَاط الْجَامِع للشفتين لَكِن مرّة الرِّبَاط الَّذِي يصب الوضر من فِيهِ وَمرَّة رِبَاط بِقدر مَا يمسك الدَّوَاء عَلَيْهِ.

قَالَ: ألف د وَيُجزئ أَن تكون فوهة الْجرْح لمَكَان ينصب الوضر مِنْهُ دَائِما بطبعها إِمَّا بِأَن يُوقع البط هُنَاكَ وَإِمَّا بِأَن يشكله بذلك الشكل فَإِنِّي قد أبرأت جرحا كَبِيرا كَانَ غوره حَيْثُ الرّكْبَة وفوهته فِي الْفَخْذ من غير أَن جعلت لَهُ فوهة أَسْفَل عِنْد الرّكْبَة لَكِن نصبت الْفَخْذ نصبة كَانَ القعر فَوق الفوهة أَسْفَل فبرأ من غير بط فِي الْأَسْفَل وَكَذَلِكَ قد علقت الساعد والكف وَغَيرهمَا تَعْلِيقا تكون الفوهة أبدا إِلَى أَسْفَل.

قَالَ: الجروح الغائرة يَنْبَغِي أَن تداوى بدواء قوي التجفيف والتنقية حَتَّى تصير جافة نقية إِذا كَانَ مَعَ الْجِرَاحَات ورم فتوق أَن تثقلها بالخرق والأضمدة توقياً شَدِيدا.

من كتاب الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: من عرضت لَهُ قرحَة فِي سَاقه فَإِنَّهُ يسكن وَلَا يمشي فَهُوَ أَجود لَهُ وَإِن هُوَ سكن أَيَّامًا ثمَّ مَشى بِأخرَة فضرره لَهُ أعظم من أَن يكون قد عودهَا الْمَشْي مُنْذُ أول الْأَمر.

قاطاجانس قَالَ: أَنا أسمي القروح الَّتِي تتجلب إِلَيْهَا مَادَّة إِمَّا كَثِيرَة وَإِمَّا حارة من غير أَن تكون قد أفسدت مزاج الْعُضْو العليل وصيرته فِي حد مَا يفْسد مَا يصير إِلَيْهِ وَلَو كَانَ خلطاً جيدا بِسوء مزاجه قروحاً عسرة الإندمال. فَأَما الَّتِي هِيَ بِالصّفةِ الثَّانِيَة فَهِيَ قُرُوح خبيثة.

قَالَ: وَيصْلح لَهَا من الْأَدْوِيَة مَا يجفف بِقُوَّة من غير لذع وَذَلِكَ إِن أَكثر هَذِه القروح تكون غائرة)

مُفْردَة من أجل أَنَّهَا تحدث عَن رُطُوبَة لذاعة رَدِيئَة فَهِيَ لذَلِك تحْتَاج أَن ينْبت فِيهَا لحم.

قَالَ: طبيعة القروح العفنة غير طبيعة القروح الْعسرَة الإندمال وَذَلِكَ أَن العفنة تدب والعسرة تنحاز انحياز لَا تجاوزه والآكلة تَأْكُل مَا يتَّصل بموضعها من غير أَن تعفنه وَمن غير أَن تحدث مَعهَا حمى لَازِمَة لَهَا. ألف د

 

(4/130)

 

 

من تقدمة الْمعرفَة: أَحْمد الْمدَّة الْأَبْيَض المستوي الأملس الَّذِي لَا رَائِحَة لَهُ مُنكرَة وبالضد من هَذَا فَهُوَ رَدِيء لِأَن الرَّائِحَة الشَّدِيدَة تدل على النضج.

فَأَما بَيَاض لَوْنهَا فَيدل على جودة النضج وَذَلِكَ أَن النضج إِنَّمَا هُوَ تشبه الشَّيْء بلون الْأَعْضَاء الَّتِي تجيئه. ولون الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة الَّتِي تحيل الْخَلْط إِلَى الْمدَّة أَبيض. والمدة إِنَّمَا تكون عَن الدَّم الَّذِي يبرز وَيخرج إِلَى خَارج الْعُرُوق فَإِن انطبخ بحرارة نارية شَدِيدَة عفن عفناً بِمَنْزِلَة مَا يكون فِي أبدان الْمَوْتَى وَإِن انطبخ بحرارة معتدلة لم يحدث فِيهِ من الحدة مَا يحدث من الهضم كالحال فِي الْمَنِيّ وَلَكِن يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الْمدَّة لَا يُمكن أَن يبلغ حَال الْمَنِيّ فِي عدم الرَّائِحَة الرَّديئَة وَشدَّة الْبيَاض لِأَنَّهُ لَا بُد أَن يكون فِيهِ من العفونة شَيْء صَالح فَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن أصلح حالاته قَالَ: وكل خراج يتقيح إِلَى خَارج وَإِلَى دَاخل فرديء جدا لِأَنَّهُ لَا يكون للطبيعة مَوضِع تبتدئ مِنْهُ بإنبات اللَّحْم.

الْفُصُول: فِي وَقت تولد الْمدَّة يعرض الوجع والحمى أَكثر مِمَّا يعرضان بعد تولدها. إِن الْمدَّة إِنَّمَا تتولد من دم يتَغَيَّر فَيصير إِلَى حَال بَين الجيدة والرديئة. والتغير الرَّدِيء هُوَ الَّذِي يكون إِلَى العفونة. والتغير الْجيد هُوَ الَّذِي يتَغَيَّر فِيهِ إِلَى التَّشَبُّه بالأعضاء. فَأَما الْمدَّة فتتغير بِتَغَيُّر متوسط فَإِنَّهُ لَيْسَ يكون من الْحَرَارَة الْخَارِجَة من الطَّبْع وَحدهَا وَلَا من الْحَرَارَة الغريزية وَحدهَا لِأَن تغير الدَّم إِلَى الْمدَّة كَأَنَّهُ متولد من بَين الحرارتين والوجع يكون فِي الْعُضْو الوارم بتمديده وإسخانه وتتبع ذَلِك الْحمى لِأَن الْقلب يسخن بسخونة الْعُضْو الوارم وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ يعرضان أَشد عِنْدَمَا يعرض للدم من الاستحالة الشبيهة بالغليان والاحتراق فَإِذا اسْتكْمل هَذِه الاستحالة خفف الوجع والأعراض لِأَن جالينوس قد بَين أَن الوجع يكون مَا دَامَت تجارب.

فِي كِتَابه فِي سوء المزاج الْمُخْتَلف: والقروح فِي أبدان الْمَشَايِخ لَا تكَاد تَبرأ لقلَّة الدَّم فِي أبدانهم وَلَيْسَ يُمكن أَن يتكون القروح الَّتِي تتولد فِيهَا الْمدَّة خبيثة عَارِية وَفِي تولد الْمدَّة فِي القروح غَايَة الثِّقَة والأمن من فَسَاد القرحة.

القروح الَّتِي يحدث من أجلهَا التشنج لَا تجمع مُدَّة والآكلة والقروح السرطانية والخيرونية)

من حدثت لَهُ قرحَة فَأَصَابَهُ بِسَبَبِهَا انتفاخ فَلَا يكَاد أَن يُصِيبهُ من أجلهَا تشنج أَو تمدد وَإِن كَانَت القرحة من قُدَّام عرض لَهُ جُنُون أَو وجع فِي الْجنب أَو تقيح أَو اخْتِلَاف دم إِن كَانَ ذَلِك الانتفاخ أَحْمَر.

قَالَ: جالينوس يَقُول: إِنَّه إِذا حدثت بِأحد قرحَة فَأَصَابَهُ بِسَبَبِهَا ورم فَلَا يكَاد يُصِيبهُ من أجلهَا تشنج وَلَا جُنُون إِلَّا فِي الندرة إِذا كَانَ الورم عَظِيما جدا وَكَانَت خبيثة رَدِيئَة وَإِنَّمَا يعرض إِذا كَانَت من خلف التشنج لِأَن مَا خلف من الْبدن يَعْنِي الظّهْر عصبي وَأما قُدَّام الْغَالِب عَلَيْهِ الْعُرُوق الشرايين فَإِذا برأَ فَإِن ذَلِك الْخَلْط مَال إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة إِن

 

(4/131)

 

 

كَانَت أَعْضَاء عصبية حدث تشنج وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبَطن فكثيراً مَا يصير إِلَى الصَّدْر وَيحدث التقيح وَإِن صَارَت إِلَى الأمعاء حدثت قُرُوح الأمعاء. إِذا حدثت جراحات عَظِيمَة وَلم يظْهر مَعهَا ورم فالبلية الَّتِي تكون فِي رُؤُوس العضل وَفِي منتهاه وخاصة ألف د فِي العضل الْكثير العصب عَظِيمَة فَإِذا لم يحدث مَعَ هَذِه الْجِرَاحَات ورم أَو غلط الْأَطِبَّاء فمنعوه بالأدوية الْمَانِعَة وَرُبمَا رَجَعَ ذَلِك العضل إِلَى عُضْو شرِيف فأحدث بلايا وَهَذِه الْجِرَاحَات تحْتَاج أَن تعالج بالأدوية المسخنة المجففة والأورام الرخوة فِي هَذِه محمودة والصلبة ذميمة لِأَن الصلبة تدل على أَن خلطه فج عسر النضج.

إِذا رَأَيْت القرحة ينتثر الشّعْر من حواليها ويتقشر من الْجلد قشور فَاعْلَم أَنه يجْرِي إِلَى الْعُضْو أخلاط رَدِيئَة تحدث فِي تِلْكَ القرحة تأكلاً وتمنعها من الإندمال وَذَلِكَ أَنَّهَا تَأْكُل أصُول الشّعْر وَلَا تدع القرحة تندمل.

القروح الْعَارِضَة فِي أبدان المستسقين عسرة الْبُرْء. قَالَ جالينوس: لَا تَبرأ حَتَّى تَجف جفوفاً محكماً وَلَيْسَ يسهل فِي المستسقين ذَلِك لفرط رطوباتهم.

الْخرق إِذا حدث فِي المثانة أَو الدِّمَاغ أَو الْقلب أَو الكلى أَو بعض الأمعاء الدقاق أَو فِي الْمعدة أَو فِي الكبد فَإِنَّهُ قتال. قَالَ جالينوس: قد يُمكن أَن يسلم من هَذِه فِي الْأَقَل وَأما فِي الْقلب فَإِنَّهُ قَاتل لَا محَالة.

قَالَ: وَإِذا انْقَطع بدن المثانة أَيْضا كلهَا إِلَى أَن وصل الْقطع فِي الفضاء الَّذِي فِي جوفها فقد اتّفق النَّاس أَنه لَا يُمكن أَن يلتحم وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الْأَعْضَاء العصبية والأمعاء الدقاق فَأَما الْمعدة فقد اخْتلف النَّاس فِيهَا هَل تَبرأ إِذا حدث فِيهَا جِرَاحَة غائرة وَقَالَ بعض النَّاس: أَنَّهَا تَبرأ وَيبرأ)

الكبد وَلَو أَنه قطعت مِنْهَا إِحْدَى زوائدها وَالسَّبَب فِي أَنه لَا يلتحم الْقطع فِي الْقلب وَفِي الْحجاب دوَام الْحَرَكَة وَفِي المثانة رقتها وعصبيتها وَعدمهَا للدم وَلذَلِك تَبرأ رقبَتهَا كثيرا من الْقطع الَّذِي يحدث فِيهِ لاستخراج الْحَصَى لِأَن رَقَبَة المثانة لحمية. وَأما الكبد فَيحدث من ألف د جراحتها الْمَوْت لِأَن الدَّم يكثر مِنْهُ فرجه جدا فَلذَلِك يَمُوت صَاحبهَا قبل أَن تلتحم إِذا كَانَت الْجراحَة قطعت فِيهَا عرقاً وَلذَلِك تخْتَلف بِتَصْدِيق الَّذين يَقُولُونَ: إِن بعض جراحاته تَبرأ وَذَلِكَ إِذا لم يقطع عرقاً وَإِن قطعت زَائِدَة مِنْهَا فَإِنَّهُ يبرأ صَاحبهَا مرَارًا كَثِيرَة وَأما الْجِرَاحَات الَّتِي تقع بالدماغ فقد برأَ صَاحبهَا فِي الندرة وخاصة إِن كَانَت صَغِيرَة فَإِن كَانَت عَظِيمَة جَاءَهُ الْمَوْت الْيَقِين. فَأَما الْجِرَاحَات الَّتِي تنفذ إِلَى بعض بطُون الدِّمَاغ فقد اتّفق جَمِيع النَّاس على أَنَّهَا تجلب الْمَوْت فَأَما الأمعاء الدقاق وَأكْثر مِنْهَا فِي ذَلِك طبيعة الْمعدة فَإِن فِيهَا منم الْجَوْهَر اللحمي مِقْدَارًا لَيْسَ باليسير وَلذَلِك إِذا حدث فِيهَا الْجراحَة فَلم تكن غائرة جدا فكثيراً مَا تلتحم فَأَما مَتى انخرق حَتَّى ينفذ الْخرق إِلَى فضائها فَلَا يكَاد صَاحبه يبرأ إِلَّا فِي الندرة. وَالسَّبَب الْأَعْظَم فِي امْتنَاع برْء هَذِه فِيمَا احسب لَيْسَ طبيعة الْعُضْو بل إِنَّه لَا يتهيأ أَن يلْزم الْأَدْوِيَة كَسَائِر الْأَعْضَاء.

 

(4/132)

 

 

مَتى انْقَطع عظم أَو غضروف أَو عصبَة أَو الْموضع الدَّقِيق من اللحى أَو القلفة لم ينْبت وَلم يلتحم. قد اتّفق النَّاس أَن الْعظم والغضروف لَا يتولدان إِذا ذَهَبا. وَأما أَن لَا يلتزقا وَلَا يلتحم.

قد اتّفق النَّاس أَن الْعظم والغضروف لَا يتولدان ذَا ذَهَبا. وَأما أَن لَا يلتزقا وَلَا يلتحما فقد اخْتلفُوا فِيهِ. والعظم لَا يلتحم بِالْحَقِيقَةِ وَإِنَّمَا يشده دشبد وَإِن شرحت الْحَيَوَان المكسور الَّذِي كل دم يخرج عَن أوعيته إِلَى فضاء آخر فَلَا بُد أَن يفْسد إِمَّا أَن يسود وَإِمَّا أَن يعفن وَإِمَّا أَن يصير مُدَّة. من بط من المتقيحين والمستسقين فَجرى مِنْهُ من الْمدَّة أَو المَاء شَيْء ألف د كثير دفْعَة هلك لَا محَالة كَذَلِك فِي الدبيلات الْعَظِيمَة وكل خراج عَظِيم.

الْمدَّة المتولدة لَا تظهر للحس إِمَّا لغلظها نَفسهَا وَإِمَّا لغلظ مَا عَلَيْهَا من اللَّحْم وَغَيره وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا.

إِذا مَضَت للقرحة سنة أَو مُدَّة أطول من ذَلِك وَجب ضَرُورَة أَن يبرز مِنْهَا عظم وَأَن يكون مَوضِع الْأَثر بعد اندماله غائراً.

قَالَ جالينوس: القروح الَّتِي تطول مدَّتهَا إِمَّا أَن لَا تندمل الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن هِيَ اندملت انتقصت)

من غير أَن يكون الْأَطِبَّاء يخطؤن فِي علاجها فَإِنَّمَا يعسر برؤها ضَرُورَة إِمَّا لِأَنَّهُ يجْرِي إِلَيْهَا رطوبات تفْسد مزاج الْعُضْو لطول جري تِلْكَ الرطوبات وَإِمَّا لعظم يفْسد فِي ذَلِك الْموضع.

قَالَ: والآكلة تتسع دَائِما. قَالَ: وَقد اخْتلف فِي أسمائها فَأَما أَنا فأسمي مَا كَانَ سَعْيه فِي الْجلد نملة وَالنَّار الفارسية وَمَا كَانَ يسْعَى مَعَ ذَلِك فِي اللَّحْم غائراً آكِلَة والتجربة تشهد بِصِحَّة قَول أبقراط وَكَثِيرًا مَا تندمل القروح.

من حدث بِهِ فِي دماغه جِرَاحَة فَلَا بُد أَن يحدث بِهِ حمى وقيء مرار أما الْحمى فَلِأَن الورم يحدث فِي الدِّمَاغ إِذا حدثت فِيهِ حرارة وَيتبع الورم فِي كل عُضْو رَئِيس حمى وَأما قيء المرار فلمشاركة فَم الْمعدة للدماغ فِي الْعلَّة. وَقد يعرض قيء المرار إِذا وَقعت الْجراحَة بالغشاء الصلب من أغشية الدِّمَاغ أَيْضا. إِذا بدا الثرب فَلَا بُد أَن يعفن.

قَالَ جالينوس: إِذا بدا الثرب وَهُوَ الغشاء الْمُتَوَسّط على الْمعدة والأمعاء من مزاجه وَبَقِي خَارِجا فضل بَقَاء فَلَيْسَ يبْقى صَحِيحا بطبعه كَمَا يبْقى المَاء. والزائدة من زَوَائِد الكبد إِذا كَانَت من مزاجه فَإِن هَذِه إِن لم يطلّ بَقَاؤُهَا خَارِجا جدا حَتَّى تبرد بردا شَدِيدا فَإِنَّمَا تعود إِلَى حَالهَا الأولى بعد اندمال الْجرْح. فَأَما الثرب فَإِنَّهُ لَو وثب خَارِجا مُدَّة يسيرَة ألف د فَإِنَّهُ إِذا أَدخل وخيط عفن دَاخِلا وَلذَلِك يقطع الْأَطِبَّاء مَا يَبْدُو مِنْهُ فِي أقل الْحَالَات يكون أَلا يعفن وَذَلِكَ إِذا لم يبْق إِلَّا قَلِيلا جدا.

إِذا حدث خراج إِلَى دَاخل حدث من ذَلِك سُقُوط الْقُوَّة وذبول النَّفس.

إِذا حدث عَن الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل إِن انفجاره من عروق ضوارب لحفز من الطبيعة لدفع مَا يؤلمه.

 

(4/133)

 

 

لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب المزاج: الْأَبدَان الْيَابِسَة التحام قروحها أعْسر وَأَبْطَأ لِأَن التحام الْأَشْيَاء الرّطبَة أسهل وَيعرف ذَلِك من أَن الشريان ليبسه لَا يسهل التحامه. وَإِذا شقّ للصبيان حنين قَالَ فِي كتاب الْعين كتبناه لاجتماعه واختصاره ولي فِيهِ إصْلَاح: كل قرحَة إِمَّا أَن تكون بسيطة وَإِمَّا مركبة فَإِن كَانَت بسيطة أَعنِي أَن تكون شقاً فَقَط فَإِنَّهَا إِن كَانَت صَغِيرَة تحْتَاج إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء: ضم الشفتين وحفظها على الانضمام بالربط أَو الْخياطَة وَالْحِفْظ لِأَن لَا يَقع بَين الشفتين شَيْء كالدهن وَالْغُبَار وَإِن كَانَت عَظِيمَة لم يقدر على جمع الشفتين لِأَنَّهُ يبْقى فِي عمق الْجرْح فارغة وتجتمع فِيهَا رُطُوبَة لضعف الْعُضْو والوجع فَيحْتَاج حِينَئِذٍ الْجرْح إِلَى دَوَاء مجفف)

يفني الرُّطُوبَة ويملأ القرحة لَحْمًا.

فَإِن كَانَت القرحة مركبة أَعنِي أَن يكون مَعهَا وجع أَو ورم أَو سوء مزاج أَو شَيْء يسيل إِلَيْهَا فأقصد لذَلِك فَإِن كَانَ يسيل شَيْء فأفرغ الْبدن وَأصْلح الْغذَاء وقلله وزد فِي تجفيف القرحة بِالَّتِي تجفف بِقُوَّة وَإِن كَانَ مَعهَا وجع فاقصد لتسكين الوجع وتجفيف مَا يَجِيء من الرُّطُوبَة من أجل الوجع. ألف د وَإِن كَانَ مَعهَا ورم فاقصد لحل ذَلِك الورم وَإِن كَانَ مَعهَا سوء مزاج فليدفع ذَلِك السوء المزاج عَن الْبدن بأسره وَعَن الْعُضْو ثمَّ عَن مَوضِع الْقُوَّة بِمَا يبطل قوتها بِمَا يمْنَع مَجِيء تِلْكَ الرطوبات أَو ذَلِك الدَّم الرَّدِيء إِلَيْهِ فَإِن هَذِه أَعْرَاض تحْتَاج إِلَى أَن تتقدم قبل أَن تَأْخُذ فِي إلحام القرحة فَإِن كَانَ بعد هَذَا لم يذهب من جَوْهَر الْعُضْو شَيْء فاقصد الْقَصْد الأول وَهُوَ إلحام فَقَط وَإِن كَانَ قد ذهب شَيْء من جوهره فاقصد لإخلافه بإنبات اللَّحْم وإنبات اللَّحْم يكون بالأدوية الَّتِي تجفف وتجلو أما التجفيف فلنفي الرُّطُوبَة الَّتِي تَجْتَمِع فِي القرحة الَّتِي تمنع الطبيعة من إنبات اللَّحْم وَأما الْجلاء فلتنقي القرحة من الْوَسخ وَذَلِكَ لِأَن فضلتين دائمتي الاستفراغ من مسام الْجلد لَطِيفَة وَهِي الْعُرُوق وغليظة وَهِي الْوَسخ لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يغتذي بِمَا يَجِيئهُ فَيحْتَاج فِي ذَلِك إِلَى دَوَاء يَابِس جلاء ليفني بيبسه الرُّطُوبَة ويجلي بِهِ الْوَسخ.

وَإِذا نظرت فِي الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرت فَإِن كَانَت القرحة إِنَّمَا ذهب مِنْهَا الْجلد فَقَط فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المدملة وَهِي الَّتِي تغير سطح اللَّحْم فتصلبه حَتَّى تكون كالجلدة وَهَذَا يَفْعَله إِمَّا الْأَدْوِيَة القابضة فبجوهرها وَإِمَّا بِالْعرضِ فكالأدوية الحارة فَإِن قليلها يدمل وكثيرها ينقص اللَّحْم. وَإِن كَانَ الَّذِي ذهب لَحْمًا فَقَط فَيحْتَاج إِلَى مَا ينْبت اللَّحْم ثمَّ يلزق اللَّحْم بِالْجلدِ وَإِن كَانَ مَا ذهب لَحْمًا وجلداً فَيحْتَاج إِلَى مَا ينْبت اللَّحْم ثمَّ مَا يدمل. وكل دَوَاء تعالج بِهِ قرحَة فَهُوَ لَا محَالة يَابِس إِلَّا أَنه إِن كَانَ مِمَّا يَبْنِي اللَّحْم فَهُوَ أقلهَا تجفيفاً لِأَن الإفراط فِي التجفيف يمْنَع الطبيعة من إنبات اللَّحْم فَيَنْبَغِي أَن يكون يبسه قَرِيبا من الأول ليجفف الفضلة وَلَا يجفف اللَّحْم وَيَنْبَغِي أَن يكون جلاء ليجلو ألف د مَا بَقِي فِي القرحة من الْوَسخ وَأما الدَّوَاء الَّذِي يلصق الْجلد بِاللَّحْمِ فَيَنْبَغِي أَن يكون أَشد تجفيفاً وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون جلاء وَأما المدمل فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون أجفها ليصلب اللَّحْم فَيَجْعَلهُ جلدَة فَهَذِهِ جملَة علاج القروح الَّتِي لَا رداءة مَعهَا.

 

(4/134)

 

 

اغلوقن قَالَ جالينوس: إِذا أَنْت بططت الفلغمونى إِذا جمع فإياك أَن تقربه بعد ذَلِك مَاء ودهناً لَكِن اجْعَل غسله إِذا احتجت إِلَى ذَلِك بِمَاء الْعَسَل أَو بالخل وَالْمَاء وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْجرْح)

من الورم شَيْء فضمده فَوق بالعدس وَنَحْوه وضع عَلَيْهِ المراهم المجففة مثل مرهم القلقطار وَنَحْوه وضع فَوْقه على الْعُضْو صُوفًا مبلولاً بشراب عفص أَو خل ممزوجين مزاجاً يتهيأ شربه وَإِيَّاك فِي مثل هَذِه الْجراحَة والمراهم اللدنة مثل الباسليقون وَنَحْوه لِأَن هَذِه ترخي وَهَذَا الْجرْح يحْتَاج أَن يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يكون.

كل قرحَة عريضة الْأَسْفَل فَهِيَ من خلط بَارِد لَا يكون فِيهَا حكة وَإِن كَانَت حادة الْأَسْفَل فَفِيهَا حكة وعفن.

قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا ذهب من الْجراحَة عظم فَلَيْسَ يمتلئ امتلاء محكماً لكنه يبْقى بعد اندماله غائراً.

وَقَالَ أَيْضا هَهُنَا: أَن الزَّيْت إِن صب فِي قرحَة غائرة وضرها وَإِن كَانَ الْوَقْت حاراً وَالْبدن مستعداً لم يُؤمن عَلَيْهِ أَن يتعفن ذَلِك الْعُضْو. والزنجار وَحده يَأْكُل مَعَ وجع شَدِيد ولذع وورم حَار وَإِن طَالَتْ الْمدَّة بِهِ أصَاب العليل مِنْهُ تشنج.

وَقَالَ: الشَّرَاب دَوَاء جيد لجَمِيع القروح لِأَنَّهَا كلهَا تحْتَاج أَن تجفف وتقبض يَنْبَغِي أَن ينظر فِي وَقَالَ: مَتى كَانَ اللَّحْم الَّذِي فِيهِ القرحة أَشد حرارة أَو برودة مِمَّا يَنْبَغِي أَن ألف د يكون عَلَيْهِ عرض ذَلِك قبل حُدُوث القرحة أَو بعده فَيَنْبَغِي أَلا يقْتَصر بالدواء على مِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ القرحة من التجفيف فَقَط لَكِن تَجْعَلهُ مَعَ ذَلِك يسخن أَو يبرد بِالْقدرِ الَّذِي فِيهِ الْبدن عَن مزاجه الطبيعي لِأَنَّهُ محَال أَن تميل القرحة وتلتحم وتندمل على طَرِيق مَحْمُود جيد مَا دَامَ تحتهَا لحم رَدِيء المزاج فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يعْنى أَن يكون لحم القرحة فِي خلال الإدمال وإنبات اللَّحْم بِحَالهِ الطبيعي فَكَمَا أَنه إِذا كَانَ فِي القرحة ورم حَار فَإِنِّي لم أجد أحدا يروم إلحامها حَتَّى يقْصد أَولا لدفع الورم كَذَلِك فِي سوء المزاج الآخر فَمن هَهُنَا لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يقْتَصر على أدوية القروح بِمَا تحْتَاج إِلَى أَن تكون مجففة فَقَط فَإِن كَانَ التجفيف عَاما لَهَا فتأخذ مِنْهَا مَا يجمع إِلَى التجفيف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي غرضك هَذَا من الإسخان أَو التبريد بِقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وتجتنب مَا تجَاوز ذَلِك فيسخن أَو يبرد كثيرا لِأَن البنج واليبروج وَنَحْوهمَا وَإِن كَانَت تجفف القرحة بِمِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فَإِنَّهَا تبرد تبريداً مفرطاً وَكَذَلِكَ الراتينج والزفت وَالْخمر فَإِن هَذِه وَإِن كَانَ تجفيفها قصدا فَإِنَّهَا تسخن أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي وَلذَلِك لَا تسْتَعْمل هَذِه مُفْردَة دون أَن تخلط بهَا مَا يعدلها وَيَنْبَغِي مَعَ ذَلِك أَن تنظر إِلَى مزاج الجو فتستعمل فِي الحارة أدوية أبرد وَبِالْعَكْسِ كَمَا إِنَّه)

قد بَان فِي الْأَدْوِيَة المدملة أَن الْأَبدَان الَّتِي مزاجها أبرد تحْتَاج إِلَى أَن تكون أدويتها مَعَ ذَلِك أبرد وَبِالْعَكْسِ فتأخذ الِاسْتِدْلَال على الشَّيْء الطبيعي بِخِلَاف الشَّيْء الْخَارِج عَن الطبيعة لتمد الطبيعي بشكله وتقابل الْخَارِج عَن الطبيعة بضده

 

(4/135)

 

 

فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ من كل وَاحِد من هَذِه اسْتِدْلَالا فَأول مَا تَأْخُذهُ من مزاج جملَة الْبدن ثمَّ مزاج الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة ثمَّ حَال القرحة فِي رطوبتها ألف د وَغير ذَلِك ثمَّ حَال الْهَوَاء.

وَرُبمَا اجْتمعت استدلالات متضادة فَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تَأْخُذ فِيهَا بِهَذَا القَوْل والقانون. فَأنْزل أَن مَرِيضا مزاجه أرطب من المعتدل فَهُوَ يحْتَاج إِلَى أدوية أقل تجفيفاً إِلَّا أَن القرحة فِي عُضْو يَابِس مثل الْأَعْضَاء القليلة اللَّحْم كالأنف والأذنين وَنَحْوهَا وبعكس ذَلِك فَإِن الِاسْتِدْلَال حِينَئِذٍ من مَوضِع الْعلَّة خِلَافه من جملَة الْبدن فَيجب حِينَئِذٍ إِن كَانَ فضل يبس الْعُضْو بالدواء الَّذِي يداوى بِهِ إِذا كَانَت القرحة فِي بدن معتدل المزاج فِي عُضْو معتدل مِنْهُ فَإِن كَانَ الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة مجاوراً فِي اليبس للاعتدال بِأَكْثَرَ من مجاورة الْبدن فِي الرُّطُوبَة للاعتدال فزد بذلك الْمِقْدَار وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْحَرَارَة والبرودة.

وَإِن تضَاد الاستدلالات فَرُبمَا عطل أَحدهمَا إِذا لم يُمكن أَن يكون إِلَّا بعد كَون الدَّاء يعطل مِثَال ذَلِك: أَن القرحة إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار وَيكون لَهَا غور وفيهَا وضر فَإِن الْمَأْخُوذ من تقوير القرحة وَهُوَ إِنَّهَا تحْتَاج أَن تملأ والمأخوذ من الوضر وَهُوَ أَن تحْتَاج أَن تنقى يتعطلان لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تملأ إِلَّا بنبات اللَّحْم وَلَا يُمكن أَن ينْبت لحم إِلَّا بعد تنقية الوضر وَلَا يُمكن تنقية الوضر إِلَّا بعد أَن تدفع الْحمرَة فَإِذا ذهبت الْحمرَة تعطل وَاحِد وَهُوَ أَن تملأ لَحْمًا وَأَقْبَلت على التنقية فَإِذا نقيت تعطل الإدمال لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي أَن تدمل حَتَّى تملأ وعَلى هَذَا فقس وَكَذَلِكَ إِن كَانَ فِي الْعُضْو تَأْكُل أَو فَسَاد مزاج اللَّحْم كَانَ الِابْتِدَاء بِهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يَبْتَدِئ نَبَات للحم إِلَّا من اللَّحْم الصَّحِيح السَّلِيم الَّذِي ألف د تَحْتَهُ وَلَيْسَ يُمكن للحم وارم أَو فَاسد المزاج أَن يتَوَلَّد مِنْهُ لحم طري وَأَيْضًا إِذا كَانَ بعض الْأُمُور أعظم خطراً بدأت بِهِ مِثَال ذَلِك: إِن أَصَابَت رَأس عضلة وجأة فتبع ذَلِك تشنج وَلم تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا التشنج واختلاط الْعقل اضطررنا إِلَى قطعهَا وكذاك مَتى عرض فِي مفصل من المفاصل الْكِبَار خلع مَعَ قرحَة قصدنا نَحن إِلَى علاج القرحة حَتَّى تَبرأ وَتَركنَا الْخلْع لَا يبرأ وَذَلِكَ أَنا مَتى رمنا أَن نبرئ الْخلْع أَيْضا أصَاب العليل تنج فِي الْأَكْثَر.)

وَقَالَ: القرحة الَّتِي هِيَ شقّ فَقَط تحْتَاج إِلَى إلحام مزمنة كَانَت أَو قريبَة الْعَهْد والقرحة الَّتِي لَهَا غور ذَاهِب يخفى على الْبَصَر فَانْظُر هَل ذَلِك الْغَوْر من فَوق فَيمكن أَن يسيل مِنْهُ الصديد أَو أَسْفَل فيحتقن فِيهِ فَإِن كَانَ سَبِيل خُرُوج الصديد أَسْفَل فعالجها علاج القروح وَإِن كَانَ صديدها يحتبس فاحتل لَهَا حِينَئِذٍ فِي ذَلِك ضَرْبَيْنِ: فَمرَّة سل غور القرحة كُله وَمرَّة تفتح فِي أسلفه فتحا وطبيعة الْموضع وَعظم القرحة يدلك على أَنا نَفْعل ذَلِك

 

(4/136)

 

 

وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ الْغَوْر عَظِيما أَو فِي مَوضِع سَعَة مخاطرة فالأجود أَن تفتح من أَسْفَله بِالْعَكْسِ وَاجعَل الرِّبَاط يَبْتَدِئ من أَعلَى القرحة وَيَنْتَهِي إِلَى أَسْفَلهَا.

القرحة الَّتِي تكون ذَاهِبَة فِي عرض العضلة فشفتها أبدا أَشد تباعداً وَمن أجل ذَلِك تحْتَاج إِلَى أَن تجمع شفتيها باستقصاء أَشد وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تخاط أَمْثَال هَذِه وترفد بعد الْخياطَة فَأَما الذاهبة فِي طول العضلة فَإِن ربطتها برباط يَبْتَدِئ من رَأْسَيْنِ لم تحتج مَعَه إِلَى خياطَة وَلَا إِلَى رفائد. وَمَا كَانَ من القروح عَظِيما فعالجه بأدوية أَشد تجفيفاً وَبِالْعَكْسِ وَمَا كَانَ من القروح كثير الْغَوْر فَهُوَ يحْتَاج ألف د إِلَى رِبَاط يَبْتَدِئ من رَأْسَيْنِ وَأَن تضم شَفَتَيْه ضماً محكماً جدا. وَمَا كَانَ مِنْهَا طَويلا غائراً فَهُوَ يحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة التجفيف من أجل الْغَوْر والعظم وَإِلَى ربط وَضم الشفتين شَدِيدا من أجل الْغَوْر والطول والعظم وَإِلَى رِبَاط يَبْتَدِئ م رَأْسَيْنِ وَإِلَى خياطَة عميقة وعَلى هَذَا الْمثل فَخذ الِاسْتِدْلَال على العلاج إِذا صادفت قروحاً مركبة الْأَصْنَاف من علاج أصنافها المفردة فَإِن كَانَت استدلالات غير متضادة فاستعملها أجمع وَإِن كَانَت متضادة فأجد الشد وَالنَّظَر.

كل قرحَة غائرة كَانَت أَو غير غائرة فتحتاج أَن يكون اللَّحْم الَّذِي فِيهَا بَاقِيا على طباعه وَألا يسْقط فِيمَا بَين شفتي القرحة شعر أَو غُبَار أَو دهن أَو وضر أَو شَيْء آخر مِمَّا يمْنَع التحام القرحة وَمحل بَقَاء اللَّحْم على حَاله مَحل السَّبَب الْفَاعِل وعَلى هَذِه مَحل الْعَارِض الْمَانِع من الْفِعْل فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تَعْنِي بِحِفْظ مزاج اللَّحْم وَأَن يكون الدَّم الَّذِي يَأْتِي القرحة طبيعياً وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ هَذَا الدَّم خَارِجا عَن الطَّبْع فَإِنَّهُ قد يكون كم مرّة سَببا لتأكل الْعُضْو وفساده فضلا أَن يكون مَادَّة لإنبات اللَّحْم وَيَنْبَغِي أَن يكون مَعَ اعْتِدَال مزاجه معتدلاً فِي كمية لِأَنَّهُ إِن كثر أَكثر الصديد فِي القرحة فلهذه الْأَسْبَاب الثَّلَاثَة يعسر برْء القروح أَحدهَا فَسَاد اللَّحْم الَّذِي هيئ بِخُرُوجِهِ عَن الطَّبْع وَالثَّانِي: رداءة الدَّم الَّذِي يحمه وَالثَّالِث: من قبل مِقْدَار ذَلِك الدَّم وَخُرُوج)

اللَّحْم عَن الطبيعة وَرُبمَا كَانَ مَعَ حس مَا حدث وَرُبمَا كَانَ فِي كيفيته فَقَط فَهَذِهِ الْأَسْبَاب المفردة الَّتِي يعسر برْء القروح من أجلهَا.

وَقد تتركب أَيْضا فَنَقُول: إِن رداءة مزاج اللَّحْم يداوى إِن ألف د كَانَ يَابسا قحلاً بِالْمَاءِ المعتدل الْحَرَارَة يصب عَلَيْهِ إِلَى أَن يجْرِي الْعُضْو قد أَحْمَر وانتفخ وَيقطع عَنهُ سَاعَة قد بَدَأَ اللَّحْم ينتفخ وَذَلِكَ أَنه إِن جَاوز هَذَا جليل مَا قد جذبه الْعُضْو إِلَيْهِ من الرُّطُوبَة فنضع مَا قد حصل فِيهِ ونجعل الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا أقل تجفيفاً فَإِن كَانَ اللَّحْم الرطب مِنْهُ فِي الْحَال الطبيعية وَبِالْعَكْسِ فلك أَن تزيد فِي تجفيف الْأَدْوِيَة وَإِن احتجت إِلَى غسل القرحة فاغسلها بشراب أَو بخل ممزوج واجتنب المَاء القراح أَو بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحشائش القابضة. وعَلى هَذَا الْمِثَال مَتى أفرط على اللَّحْم الْحر فبرده وَبِالْعَكْسِ فَيعرف ذَلِك من اللَّحْم وَمن اللَّمْس وَمن حس الْمَرِيض وَذَلِكَ أَن الْمَرِيض يجد مرّة التهاباً فِيهِ وَمرَّة برودة ويستريح إِلَى الْبُرُودَة مرّة وَإِلَى الْحَرَارَة أُخْرَى ويجد القروح تعلق بَعْضهَا حمرَة خَفِيفَة رقيقَة وَبَعضهَا

 

(4/137)

 

 

يضْرب لَونه إِلَى الْبيَاض أَكثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فِي الصِّحَّة ونقول: إِنَّه مَتى كَانَ مَعَ القرحة وَحدهَا قد تَغَيَّرت إِمَّا فِي لَوْنهَا وَإِمَّا فِي صلابتها تغيراً شَدِيدا فاقطعها إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح فَإِن كَانَ قد أمعن ذَلِك الجسوء أَو التَّغَيُّر وَذهب فِي اللَّحْم مَسَافَة طَوِيلَة فَيَنْبَغِي أَن تتَوَقَّف وَتنظر هَل يَنْبَغِي أَن يستقصى على ذَلِك كُله أَو يتعالج لَهُ فِي طول الزَّمَان وارجع فِي ذَلِك إِلَى مَا يهواه الْمَرِيض فَإِن المداواة تتمّ بهما جَمِيعًا.

مَتى كَانَ الدَّم الَّذِي ينصب إِلَى الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة لَيْسَ بالكثير الْخُرُوج عَن الطَّبْع فيكفيك أَن تقبض وتبرد مَا فَوق الْعُضْو والرباط يَبْتَدِئ من أَسْفَل القرحة وَيذْهب نَحْو أَعْلَاهَا وَتجْعَل أدويتها أَشد تجفيفاً فَإِن كَانَ لَا يتحلب إِلَى الْعُضْو مِقْدَارًا ألف د لَا تقدر الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا نفس الْعُضْو على قهره فابحث عَن السَّبَب فِي ذَلِك فَإِن كَانَ ضعف الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة فاقصد لعلاجه وَضَعفه إِنَّمَا يكون لسوء مزاج مَا وأحسب أَنه الرُّطُوبَة أَو مَعَ الْحَرَارَة أَو مفردتين وَإِن كَانَ السَّبَب فِي ذَلِك امتلاء أَو رداءة جَمِيع الْبدن وامتلاء عُضْو فَوق الْعُضْو الَّذِي فِيهِ القرحة فَأصْلح ذَلِك فَإِن كَانَ قد حدث فَوق القرحة عروق قد اتسعت وَهِي الَّتِي تسمى الدوالي أَو انفسد الطحال أَو الكبد فاقصد لعلاجه ثمَّ عد لمداواة القرحة ورداءة أخلاط الْبدن كلهَا والامتلاء ليمنع أَيْضا من التحام القروح. قَالَ: يَنْبَغِي أَن تقطعها.

وَقَالَ: كل قرحَة خبيثة رَدِيئَة فَهِيَ من أول أمرهَا تكون عَارِية عميقة لِأَنَّهَا إِنَّمَا تحدث عَن)

تَأْكُل.

قَالَ: أنزل أَن بثرة خرجت بِرَجُل فحكها فَلَمَّا انفجرت صَارَت بثرة وتأكلت تأكلاً غير مُسَاوَاة وَأَن هَذَا كُله كَانَ فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة أَقُول: إِن هَذِه قُرُوح أَخبث من جَمِيع القروح وَإِنِّي لَا أريب إِذا رَأَيْت هَذَا أَن أستدل على الْخَلْط الْغَالِب مِمَّا يظْهر فِي القرحة وَفِي جملَة الْبدن فأقصد على الْمَكَان لاستفراغه بدواء مسهل وَلَا انْتظر بِهِ فَيصير حَاله على حَالَة رَدِيئَة.

قَالَ: القرحة الرَّديئَة الخبيثة يُمكن أَن تَبرأ مَا دَامَت مبتدئة فِي أَيَّام يسيرَة وَإِذا أزمنت عسر برؤها فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تبادر بعلاجها. قَالَ: طول مكث القرحة يدل على أَنَّهَا خبيثة وَطول مكثها يدل على رداءة الأخلاط.

قَالَ: وَقَالَ أبقراط: مَتى كَانَ مَعَ القرحة الورم الْمَعْرُوف بالحمرة فاستفرغ الْبدن كُله بدواء مسهل. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ مَعَ القرحة ورم أسود وتهيج فاقصد لإنقاء ذَلِك الورم. كل قرحَة يَنْبَغِي أَن تجفف لِأَن الْيَابِس ألف د أقرب إِلَى الصَّحِيح. والقروح الَّتِي مَعهَا فسخ ورض فاحرص على أَن تفتحها بِسُرْعَة لِأَنَّهُ إِذا عاجلها الْفَتْح كَانَ تورمها أقل وَلَا بُد ضَرُورَة أَن يتقيح اللَّحْم المترضض فَإِذا تقيح وَخرج الْقَيْح لم ينْبت اللَّحْم الطري أَن يَبْدُو والقروح

 

(4/138)

 

 

الَّتِي من قبل أَن تنقى جيدا تبدأ بنبات اللَّحْم فِيهَا فَهِيَ أَحْرَى أَن ينْبت فِيهَا لحم فضلا وَأما الَّتِي بعكس هَذِه فعكس ذَلِك. وكل القروح تحْتَاج إِلَى أَن تجفف إِلَّا الكائنة من رض أَو فسخ فِي اللَّحْم فَإِن هَذِه تحْتَاج إِلَى أَن ترطب وتسخن لتقيح الْمَادَّة سَرِيعا والإسهال بالدواء نَافِع لجَمِيع القروح الْعسرَة الَّتِي تؤول إِلَى فَسَاد الْعُضْو وَكَذَلِكَ الْقَيْء وَأي جِرَاحَة نفذت إِلَى تجويف الصَّدْر أَو الْبَطن فصاحبها على خطر وخاصة إِن خرقت بعض الأحشاء وَالَّتِي تصيب المفاصل أَيْضا تصير إِلَى حَال رَدِيئَة فِي أسْرع الْأَوْقَات وَذَلِكَ أَنه حَيْثُ كَانَ من الْبدن أوتار أَو عصب.

مَوَاضِع مَعْرُوفَة عديمة اللَّحْم كَثِيرَة الْعِظَام كَانَ من أَصَابَهُ جِرَاحَة فِيهِ مشرفاً لشدَّة الوجع على التشنج والسهر واختلاط الْعقل فَمثل هَذِه الْجِرَاحَات كلهَا تحْتَاج إِلَى الإسهال الْقوي والقيء.

والقروح الَّتِي تُرِيدُ أَن يؤول أمرهَا إِلَى فَسَاد الْعُضْو مَعهَا أبدا ورم حَار وَالَّتِي تدب وتنتشر تتولد من صفراء وَالَّتِي تزمن إِنَّمَا تزمن لرداءة الأخلاط فَلذَلِك ينفعها كلهَا الإسهال وكل قرحَة تكون مَعهَا حمرَة فاستفرغ الْبَطن لَهَا إِمَّا بالإسهال وَإِمَّا بالقيء من النَّاحِيَة الَّتِي هِيَ أصلح وأوفق للقرحة تجذب الْمَادَّة إِلَى جِهَة الْخلاف أَو إِلَى مَوضِع غير الْموضع الَّذِي قد مَال إِلَيْهِ وَمَا)

دَامَ الْفضل ينصب فالجذب يَنْبَغِي أَن يكون إِلَى جِهَة الْخلاف فَإِن كَانَت القرحة ألف د فَوق جعلنَا استفراغ الْبَطن من أَسْفَل وَإِن كَانَت أَسْفَل فالقيء وَإِن كَانَت الْمَادَّة قد انْقَطَعت جذبناها إِلَى مَوضِع قريب لِأَن ذَلِك أمكن وَكَذَلِكَ استفراغ الدَّم.

قَالَ: إِذا كَانَ فِي القرحة ورم فَلَيْسَ يُمكن أَن ينْبت اللَّحْم مَا دَامَت القرحة وارمة.

قَالَ جالينوس: إِذا أردْت أَن تبط الْخراج فشقه فِي أَشد مَوضِع فِيهِ نتوءاً فَإِن هَذِه الْموضع أرق وتوخ أَن يكون البط إِلَى النَّاحِيَة الَّتِي تكون مسيل الْقَيْح إِلَى أَسْفَل ثمَّ ضع عَلَيْهِ بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب بِلَا لذع.

وَإِن وجدت شَيْئا من الْعُضْو قد تعفن فَلَا بُد من قطعه وَإِذا كَانَ البط فِي الأربية والإبط فَلْيَكُن ذَاهِبًا مَعَ ذهَاب الْجلد بالطبع عِنْد مَا يبْنى وَعند البط فاملأ الْموضع بدقاق قشور الكندر فَإِن فِيهِ قبضا يَسِيرا فَهُوَ لذَلِك أفضل من الكندر هَهُنَا فَإِن الكندر الدسم بِسَبَب إِنَّه لَا قبض فِيهِ يقيح قَلِيلا وَأما قشاره فَإِنَّهُ يجفف بِقُوَّة قَوِيَّة وَقبل ذَلِك سكن وجع الْعُضْو بتعريقه بالدهن وَتجْعَل على الفتائل الَّتِي تُوضَع فَوق دقاق الكندر الَّتِي حشوت بهَا القرحة فِي أول الْأَمر الْأَدْوِيَة المقيحة ثمَّ الْأَدْوِيَة المنقية ثمَّ إِن كَانَ فِي القرحة بعد غور فعالجها بِمَا ينْبت اللَّحْم وَإِن لم وَإِذا كَانَ الورم الْحَار والقرحة فِي الرجل فَلَا يقم على رجلَيْهِ ويدلك بدنه ويحركها وَهُوَ جَالس وَإِذا كَانَ فِي الْيَد فالمشي صَالح لَهُ وَذَلِكَ السَّاقَيْن لِأَن القانون اجتذاب الْمَادَّة إِلَى ضد الْجِهَة.

قَالَ جالينوس هَهُنَا أَيْضا: إِنَّا رُبمَا قَطعنَا من عظم السَّاق جُزْءا عَظِيما فَإِذا فعلنَا ذَلِك فقد نبت مَكَانَهُ لحم صلب فِي أول الْأَمر ثمَّ أَنه يصلب حَتَّى يَنُوب عَن الْعظم. وَكَذَلِكَ إِذا قطع سلامى من سلاميات ألف د الْأَصَابِع رَأينَا أَنه ينْبت مَوضِع تِلْكَ السلامى جَوْهَر آخر شَبيه بالجوهر الَّذِي ذكرته قبل فِي الصلابة حَتَّى أَنه يَنُوب عَن تِلْكَ السلامى.

 

(4/139)

 

 

قَالَ: وَقد رَأَيْت الْعُرُوق مَرَّات تتولد فِي القروح ويتبين من كَلَامه أَن كَانَ قرحاً هُوَ أغور فَإِنَّهُ يكون من خلط مِثَال ذَلِك السرطان وَمَا كَانَ من الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يكون الطف فَإِنَّهُ يكون أقرب إِلَى سطح الْجَسَد مِثَال ذَلِك: إِمَّا الْحمرَة فَإِنَّهَا للطافتها تخرق اللَّحْم حَتَّى إِنَّهَا لَا تكون إِلَّا فِي الْجلد والنملة للطافتها لَا تكون إِلَّا فِي سطح الْجلد الَّذِي هُوَ فِي الغشاء الْأَعْلَى.

من أَصْنَاف الحميات قَالَ: كَمَا أَن الهضم الْجيد والرديء فِي دَاخل الْبدن فِي جَوف الْعُرُوق يسْتَدلّ عَلَيْهِ بالبول الراسب والثفل الْأَبْيَض الأملس المستوي كَذَلِك من خَارج يسْتَدلّ على هضم)

الطبيعة للخلط العفن الْحَادِث فِي بعض الْأَعْضَاء بالمدة الْبَيْضَاء الجيدة ويستدل على غَلَبَة العفونة بالمدة الرَّديئَة الرقيقة المنتنة والاستحالة المركبة يسْتَدلّ عَلَيْهَا بتركيب الْحَالين فِي الْمدَّة.

وَقَالَ فِي كتاب أزمان الْأَمْرَاض: إِن القروح مَا دَامَت مبتدئة يخرج مِنْهَا صديد رَقِيق وَلَا يزَال يغلظ حَتَّى تخرج مِنْهَا مُدَّة رقيقَة ثمَّ إِن تِلْكَ الْمدَّة تقبل الغلظ وتقل وَذَلِكَ الْوَقْت وَقت مُنْتَهَاهَا فَإِذا قلت فَهُوَ انحطاطها وَلَيْسَ يُمكن أَن تَبرأ هَذِه أَيْضا دون أَن تستوي أَوْقَاتهَا. لي قد قَالَ فِي الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قولا كتبناه فِي بَاب الدُّبَيْلَة: يُوجب أَن يكون إِذا بططت الْخراج لم تطاول بِدفع ذَلِك الْجُزْء من اللَّحْم عَمَّا تَحْتَهُ لَكِن تبادر بالزاقه وربطه حَتَّى يلتحم جَمِيعًا فَإِن المدافعة بِهَذَا تجْعَل ذَلِك الْجُزْء جوفياً يحْتَاج ألف د إِلَى بعض فِي أَكثر الْأُمُور وَالَّذِي عِنْدِي أَن تبادر يَوْم تحطه بتنظيف مَا فِي جَوْفه فَإِن كَانَ صَغِيرا أدخلت فِيهِ خرقَة وحككته نعما ورفدته رفداً محكماً وضبطته بالشد وَإِن كَانَ عَظِيما حشوته وَجعلت الرِّبَاط من بعد الْجرْح رخواً وَإِذا انْتهى إِلَى فَمه سَلس ليسيل وَمن الْغَد تدخل فِيهِ خرقَة وتنظف وتبادر برفائد الطين وَإِن احتجت أَن تنظر فِي الْكَهْف دَوَاء يَابسا ملحماً إِلَّا أَن يكون الوضر كثيرا وَفِي الْجُمْلَة فاشقق على ذَلِك الْجُزْء فَإِن فِيهِ أَمريْن عظيمين أَحدهمَا: أَن لَا يلجأ إِلَى قصه بالمقراض.

وَالثَّانِي: أَنه إِذا التحم هَذَا الالتحام الثَّانِي الَّذِي بعد أَن يجِف بعض فضل جفوف فَإِنَّهُ غير حَدِيد وَمن أدنى امتلاء ومادة إِذا انْدفع إِلَيْهِ شَيْء امْتَلَأَ ذَلِك التجويف بسهولة واندفع لما يَدْفَعهُ فَافْهَم ذَلِك وَكَذَا قَالَ جالينوس فِي الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة.

الْيَهُودِيّ قَالَ: القروح الَّتِي فِيهَا حرقة وحكة وأصولها حارة فَهِيَ من خلط حريف وَالَّتِي أُصُولهَا عريضة وبالضد وكل قرحَة ينتثر الشّعْر من حواليها فَهِيَ قرحَة سوء رَدِيئَة خبيثة ونبات الشّعْر بِالْقربِ مِنْهُ يدل على سرعَة برئه.

من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن كَانَت بامرئ أورام وقروح لينَة جدا فذهل عقله مَاتَ وَإِذا ظَهرت قرحَة من حصف أَو لذعة دَابَّة فَصَارَ شبه النواصير لم يقدر على علاجه.

 

(4/140)

 

 

قَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن الطبيعة تروم تنقية الدَّم أبدا فَيكون عَن دَفعهَا مرّة أخلاط حارة وغليظة ورقيقة فتدفع ذَلِك إِلَى ظَاهر الْجَسَد وباطنه فَيكون من ذَلِك ألف د من الحارة الْحمرَة والآكلة وَغير ذَلِك من نَحوه وضروب الْجِرَاحَات والقروح وَمن الغليظة دَاء الْفِيل والسرطان والدوالي والقروح الرَّديئَة وَذَلِكَ أَن الطبيعة تحب دَائِما أَلا يحصل فِي الْأَعْضَاء)

الرئيسة دم رَدِيء وَهِي أَيْضا تدفع عَن نَفسهَا ذَلِك.

وَقَالَ قولا أوجب هَذَا الَّذِي أوفي أَنه يَنْبَغِي فِي القروح الْعسرَة أَن يَجْسُر على الْخَلْط الْغَالِب فيفصد وَينظر إِلَى لون الدَّم فَإِن كَانَ أسود أفرغته مرَارًا كَثِيرَة وَإِن كَانَ غير ذَلِك حَبسته وأسهلت بعد مَا يفرغ الكيموس الْأسود أَو الْخَلْط الَّذِي بَان ذَلِك أَنه الْغَالِب على الْبدن حَتَّى يبْقى مِنْهُ ثمَّ غذوت بأغذية حميدة تصلح حَال الدَّم ثمَّ تصير إِلَى علاج تِلْكَ القروح بالمراهم.

قَالَ: ونعرف ذَلِك من الدَّم ومزاج الْبدن وَحَال القرحة فَإِن الرهلة الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة والحارة يدل الأول على البلغم وَالثَّانِي على الصَّفْرَاء. فَأَما الرَّديئَة جدا المزمنة الكمدة فسوداوية.

قَالَ جالينوس: والقروح الْعَارِضَة من الْمرة السوداوية لَا برْء لَهَا إِلَّا أَن يقور موضعهَا كُله حَتَّى لَا يبْقى من ذَلِك اللَّحْم شَيْء الْبَتَّةَ.

أبيذيميا قَالَ: القروح الرَّديئَة إِذا كَانَ لون الْبدن مَعهَا أَبيض أصفر فَالْكَبِد فَاسِدَة وَإِذا كَانَ مَعهَا نمش فِي اللَّوْن فالطحال فَاسد وَالدَّم سوداوي.

قَالَ: وَهَذَانِ التدبيران رديئان.

قَالَ: والقروح إِمَّا أَحدهَا فلقلة الدَّم لَا نُقْصَان الْغذَاء يمْنَع من برْء القروح وَأما النمش فلرداءة الْخَلْط لِأَنَّهُ يمْنَع نَبَات اللَّحْم وَلَا يزَال يُؤْكَل.

وَقد يكون للقروح الرَّديئَة بحران إِمَّا بقروح أخر تخرج من عُضْو آخر وَإِمَّا بانصباب تِلْكَ الْموَاد إِلَى عُضْو آخر مثل اخْتِلَاف الْمدَّة وَالدَّم وَنَحْو ألف د ذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا يخْتم الْجرْح حَتَّى يتنظف جَمِيع مَا فِيهِ من الرُّطُوبَة وَإِلَّا انْتقصَ غَرِيب الْعُرُوق النابضة صلبة لِأَن نباتها من الْقلب وَهُوَ صلب وَغير الضوارب أَلين لِأَنَّهَا من الكبد فبحسب ذَلِك يكون التحامها أسْرع.

أبيذيميا: من كَانَ بِهِ مَعَ القرحة ورم رخو فَإِنَّهُ لَا يُصِيبهُ بِسَبَبِهِ تشنج وَلَا جُنُون وَأما إِذا كَانَ مَعَ القرحة ورم دموي أَحْمَر فَرُبمَا أصَاب من أَجله تشنج وَمَتى كَانَ مَعَ القرحة هَذَا الورم الْأَحْمَر ثمَّ غَابَ دفْعَة فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي مُؤخر الْبدن أحدث التمدد لِأَنَّهُ ينَال النخاع بِسَبَبِهِ آفَة وَإِن كَانَ فِي مقدم الْبدن رُبمَا أحدث اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ أَسْفَل وَنَفث الدَّم إِن كَانَ فَوق الْحجاب وَأما اخْتِلَاط عقل الْجراحَة على مَوضِع الرّكْبَة فَوْقهَا من قُدَّام عسرة جدا وتحتها أَيْضا وَفِي الْجُمْلَة فِي هَذِه النَّاحِيَة لِأَن هُنَاكَ أوتاراً عظاماً. أَو يوضع

 

(4/141)

 

 

إسفنج بِمَاء بَارِد أَو ضماد مبرد فَوق الْعُضْو الَّذِي يَجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الحاد جيد يمْنَع من انصباب الْموَاد فِي تِلْكَ الْحَال.)

أبيذيميا: أَحْمد الخراجات المائلة إِلَى خَارج المحددة الرَّأْس فَأَما مَا كَانَ مِنْهَا يُرِيد أَن ينفجر إِلَى دَاخل فأحمدها مَا لم يلابس ظَاهر الْبدن الْبَتَّةَ لِأَن الأجود للمائل إِلَى دَاخل أَن يكون ميله كُله إِلَى دَاخل وللخارج أَن يكون إِلَى خَارج والخراجات المرؤوسة المحددة أَحْمد لِأَن نضجها يكون أسْرع والعريضة تكون عَن أخلاط غَلِيظَة لزجة مائلة إِلَى الْبرد ويعسر نضجها لذَلِك وَيكون لطول مدَّتهَا إِلَى العفونة أقرب مِنْهُ إِلَى النضج. وَقد يحمد أَيْضا من هَذِه الخراجات المحمودة مَا كَانَ تقيحه مستوياً وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الْبَعْض قد تقيح ألف د وَالْبَعْض لَا صَارَت أطول مُدَّة وَأَبْطَأ نضجاً من الَّتِي تتقيح بجملتها دفْعَة ويعسر علاجها وَذَلِكَ إِن التقيح مِنْهَا يحْتَاج إِلَى غير الْأَدْوِيَة الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا غير المتقيح وَمَا لم يكن أَيْضا حواليه صلب فَهُوَ أَحْمد مِمَّا كَانَ حوله صلباً ويعنى مَا كَانَ حوله صلباً مَا كَانَ وَسطه لينًا نضيجاً وَمَا كَانَ يستدير عَلَيْهِ صلب بطيء النضج لَا يُمكن تقيحه.

ويحمد أَيْضا مَا كَانَ تقيحه وَرَأسه إِلَى أَسْفَل جَوَانِب الْجرْح لِأَن مدَّته تسيل بسهولة وَالَّذِي يتقيح باستواء وَرَأسه إِلَى اسفل جوانبه أحمدها. وَالَّذِي لَهُ رَأس وَاحِد أَحْمد مِمَّا لَهُ رأسان وَالَّذِي يكون فِي الرأسين من اللَّحْم لَا يسلم من الرداءة لكنه فِي الْأَكْثَر صلب غير متقيح فَيكون لذَلِك من جنس الَّذِي لَا يتقيح باستواء.

قَالَ: القروح المستديرة العميقة رَدِيئَة وخاصة فِي الصّبيان لأَنهم لَا يقوون على أوجاعها وَلَا على علاجها.

قَالَ: إِنَّا نحتاج أَن نحبس شفتي الْجرْح إِذا أردنَا إلتزاقها وَجَمِيع لحم المحي إِذا أردنَا التحامه.

الْأَعْضَاء الألمة: إِذا عَالَجت جِرَاحَة فَبَقيَ الْعُضْو بعْدهَا عسر الْحَرَكَة أَو الْحس أَو كَبِيرا فَاعْلَم أَن العصب قد بَقِي فِيهِ ورم أَو ضَرَر فضع عَلَيْهِ أدوية ملينة ومسخنة محللة. لي أصَاب رجلا وجأة فِي بَطْنه عَظِيمَة خرقت مراقه وبرزت أمعاؤه فانتفخت وورمت وَلم ترجع فَأمر الطبي بِأَن يحضر رفادات حارة وَجعل يغشيها بهَا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَسَائِر الأحشاء فَلم يزل يضمر ورمها ويجف حَتَّى أَعَادَهَا فَلَمَّا عادها خاط الْبَطن ثمَّ نوم الرجل على الطَّبَرِيّ: الخراجات الَّتِي فِي المفاصل عسرة وخاصة الَّتِي فِي الْإِبِط والأربية ألف د والعنق لِكَثْرَة مَا ينصب إِلَيْهَا ورقيتها.

 

(4/142)

 

 

قَالَ: وكل خراج حوله حمرَة فَإِنَّهُ لَا يبرأ حَتَّى تذْهب تِلْكَ الْحمرَة من حواليه وَمن كَانَ بِهِ خراج)

فِي رَأسه فَأُغْمِيَ عَلَيْهِ فِي الْيَوْم الرَّابِع أَو السَّابِع أَو الْحَادِي عشر مُنْذُ ظهر ذَلِك الْخراج فَهُوَ رَدِيء.

جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الشب جيد لجَمِيع القروح خَاصَّة لِأَنَّهُ يجففها تجفيفاً سَرِيعا.

فِي مَا يسكن وجع الخراجات يستعان بِبَاب مَا يسكن الوجع دَقِيق الترمس إِذا خلط بخل سكن وجع الخراجات.

إِسْحَق مِمَّا يسكن وجع الخراجات وورمها: أَن يُؤْخَذ رمان حُلْو فيطبخ بِالشرابِ الحلو وَيُوضَع عَلَيْهَا فَإِنَّهُ ينفع نفعا عَظِيما من ذَلِك فِي جَمِيع أوجاع الخراجات وخاصة الْحَادِثَة فِي الرَّأْس وَالْعين.

قوانين علاج القروح الْبَاطِنَة ونزف الدَّم من بَاطِن الْبدن من آخر الْمقَالة الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: أُرِيد أَن أذكر الِاسْتِدْلَال الْمَأْخُوذ من وضع الْأَعْضَاء وخلقتها فَأَقُول أَنه من هَذَا الِاسْتِدْلَال مَتى كَانَت قرحَة فِي الْمعدة وسقينا صَاحبهَا أدوية وَمَتى كَانَت فِي المريء لم يُعْط صَاحبهَا الدَّوَاء فِي مرّة وَاحِدَة بل قَلِيلا قَلِيلا دَائِما وَذَلِكَ لِأَن المريء إِنَّمَا ينَال الِانْتِفَاع بالأدوية فِي مرورها بِهِ إِذا كَانَ لَيْسَ يُمكن أَن تَلقاهُ الْأَدْوِيَة وقتا طَويلا كَمَا تلقى الْمعدة وَمن هَهُنَا أَيْضا علمنَا أَن الْأَدْوِيَة الَّتِي يداوى بهَا المريء يَنْبَغِي أَن تكون أَشد لزوجة وَأَغْلظ لِأَن المريء إِنَّمَا هُوَ مجْرى ومنفذ للأشياء الَّتِي تُؤْكَل وتشرب ألف د فَاحْتَاجَ لذَلِك إِلَى أدوية يُمكن أَن تلزج وتتشبث وتجمد عَلَيْهِ لَا إِلَى مَا يكون يزلق عَنهُ ويجوزه سَرِيعا وَأما القروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء فَمَا كَانَ مِنْهَا فِي الأمعاء الْغِلَاظ فأكثرها تحْتَاج إِلَى أدوية تحتقن بهَا لِأَنَّهَا إِلَى المقعدة أقرب وَمَا كَانَ فِي الدقاق فتحتاج إِلَى أدوية من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ إِن بعْدهَا عَن الْفَم والمقعدة سَوَاء.

قَالَ: ويستدل دلَالَة عَامَّة من طبائع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة كلهَا وَهِي الأحشاء أَنه يَنْبَغِي أَن تداوى قروحها بالأدوية الْقَرِيبَة إِلَى طبع الْحَيَوَان يَعْنِي الأغذية الَّتِي قد ألفها غَايَة الْألف وتجنب مَا خَالف ذَلِك وتتوقاها هَذَا على أَن القروح الْحَادِثَة فِي ظَاهر الْبدن قد تعالج بالأدوية الَّتِي يحذر مِنْهَا على القروح الْبَاطِنَة فَلَا يندهها مِنْهُ أَذَى وَلَا مضرَّة مثل الزنجار والروسختج وتوبال النّحاس ولقليميا والتوتياء والمرتك والإسفيذاج فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة وَنَحْوهَا لَا يَنْبَغِي أَن تعالج بهَا القروح الْحَادِثَة فِي بطن الْبدن. لي لَا يَنْبَغِي أَن تعالج بِهَذِهِ من نَاحيَة الْفَم فَأَما من نَاحيَة الدبر فكثيراً مَا تعالج بهَا فعلى هَذَا فَافْهَم.)

 

(4/143)

 

 

قَالَ: واختر من النافعة للقروح الْبَاطِنَة من الْأَدْوِيَة والأغذية مَتى أردْت أَن تدمل القرحة وتختمها وتلزقها وتلحمها مَا كَانَ قَابِضا غير لذاع وَمَتى أردْت أَن تنقي القرحة فاختر مَا فيا جلاء يسير.

قَالَ: وَقد علمنَا أَن أفضل هَذِه الأغذية وأمثلها كلهَا الْعَسَل. لي يَعْنِي عِنْد الْحَاجة إِلَى التنقية.

قَالَ: فَأَما الْأَشْرِبَة والأغذية القابضة فنافعة لهَذِهِ القروح يَعْنِي فِي حَال خَتمهَا وإدمالها ونزف الدَّم مِنْهَا ومثالها لحية التيس والجلنار والعفص وقشور الرُّمَّان وطين الْكَوْكَب الْمُسَمّى شاموس والطين الْمَخْتُوم وعصارة السماق والحصرم وَمَاء ألف د الْورْد والأقاقيا وَسَائِر مَا أشبهه وَيَنْبَغِي أَن تستعملها بطبيخ الْأَشْيَاء القابضة مثل طبيخ السفرجل والعليق وَالْكَرم وَحب الآس أَو بِبَعْض الْأَشْرِبَة القابضة. وَيَنْبَغِي أَن تجتنب الْأَشْرِبَة القابضة وَيَنْبَغِي أَن تجتنب الشَّرَاب إِذا كَانَ هُنَاكَ ورم حَار. فَأَما إِذا لم يكن فَلَا مَانع وَمن اسْتِعْمَاله وتعجن هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي وصفناها بِبَعْض هَذِه الرطوبات الَّتِي وصفناها ويخلط مَعهَا الكثيراء والصمغ وَلَا سِيمَا مَتى أردْت أَن تعالج بهَا قروحاً فِي المريء وَيَنْبَغِي إِذا كَانَت القرحة فِي الْحلق والنغانغ أَن يكون علاج العليل بهَا بالتغرغر. وَإِذا كَانَت فِي قَصَبَة الرئة فَتقدم إِلَى العليل إِن يضطجع على قَفاهُ ويمسك الدَّوَاء فِي فِيهِ ويرخي جَمِيع مَا هُنَاكَ من العضل ويطلقه فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك سَالَ من الدَّوَاء شَيْء إِلَى قَصَبَة الرئة وَنزل فِيهَا نزولاً ظَاهرا محسوساً وَيَنْبَغِي أَن تتوقى أَن ينزل إِلَيْهَا شَيْء كثير دفْعَة فيهيج السعال فَإِنَّهُ مَا دَامَ مَا ينزل فِيهَا ينزل عَلَيْهَا كَمَا ينزل المَاء على الْحَائِط فَلَيْسَ يحدث سعال. وَإِذا ذهب يهوي جَوف القصبة هاج السعال لِأَنَّهُ فِي طَرِيق التنفس وَقد ينزل دَائِما فِي حَال الضجرة فِي قَصَبَة الرئة شَيْء مِمَّا يشرب على مِثَال السيلان عَلَيْهَا فَلَا يهيج ذَلِك سعالاً الْبَتَّةَ.

قَالَ: واخلط الْعَسَل فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا القروح الْحَادِثَة فِي الرئة والصدر وَذَلِكَ إِنَّك إِن عَالَجت هَذِه الْأَعْضَاء بالقوابض وَحدهَا أَبْطَأت فِي الْمعدة وَطَالَ مكثها فِيهِ فَلذَلِك الْعَسَل يقوم لهَذِهِ الْأَدْوِيَة مقَاما مركبا منفذاً سَرِيعا حَتَّى يوصلها وَفِي الْعَسَل مَعَ هَذَا إِنَّه لَا يضر بالقروح وَكَذَلِكَ أَيْضا ألف د مَتى كَانَت القرحة فِي الكلى والمثانة خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالج بهَا الْعَسَل وَبَعض مَا يدر الْبَوْل.)

 

(4/144)

 

 

(الْمقَالة الْخَامِسَة)

(نزف الدَّم) (الْكَائِن عَن فسخ الْعُرُوق أَو فتحهَا فِي بَاطِن الْبدن) قَالَ: مَتى انْشَقَّ عرق أَو شريان فَلَا بُد أَن يتبع ذَلِك انبثاق دم عَظِيم شَدِيد فَإِن حدث فِي عرق عسر التحامه وَإِن عرض فِي شريان كَاد أَن لَا يلتحم.

قَالَ: الَّذِي يخرج عَن الْعُرُوق الشرايين إِمَّا لِأَن أطرافها تتفتح وَإِمَّا لِأَن صفاقها يخرق وَإِمَّا لِأَن الدَّم يرشح مِنْهَا وصفاق الْعُرُوق ينخرق من قطع أَو رض أَو فسخ أَو تَأْكُل. وأطرافه تتفتح إِمَّا بِسَبَب ضعف الْعُرُوق وَإِمَّا بِسَبَب دم كثير مَال إِلَيْهَا دفْعَة وَإِمَّا بِسَبَب كَيْفيَّة حادة تلقاها من خَارج. وَأما رشح الدَّم فَيكون عِنْد مَال يتَحَلَّل ويخفف صفاق الْعُرُوق ويرق ويلطف الدَّم وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات بِسَبَب أَن عروقاً صغَارًا تنفتح أفواهها.

قَالَ: وَالَّتِي تقطع الْعُرُوق من خَارج كَانَ أَو من دَاخل فحاره من دَاخل يقلعها الآكلة وَالَّذِي يرضها ثقيل صلب والأشياء الَّتِي يفسخها ويهتكها يفعل بهَا على جِهَة التمدد والتمدد يعرض من الْأَعْمَال الشاقة الصعبة أَو من كَثْرَة الدَّم فِي تجويفها أَو لسُقُوط من مَوضِع مشرف أَو لوُقُوع شَيْء ثقيل عَلَيْهَا فَأَما الصَّيْحَة الشَّدِيدَة والوثبة والإحضار الشَّديد المسرع فَكلهَا تسْتَقْبل الْعُرُوق بالتمدد إِلَّا أَنه إِن كَانَ التفسخ والسل من قبل صَيْحَة أَو سقطة أَو رض فقد بَطل السَّبَب الْفَاعِل وَهَذِه وَإِن كَانَ إِنَّمَا حدث من قبل امتلاء فقد يجوز أَن تكون الْعُرُوق فِي ذَلِك الْوَقْت دَائِما تَنْفَسِخ بعد مَا دَامَ السَّبَب الْفَاعِل للْفَسْخ ثَابتا وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن تبادر إِذا كَانَ السَّبَب ذَلِك إِلَى استفراغ الدَّم ألف د ليقل الامتلاء أَولا ثمَّ تَأْخُذ فِي علاج مَا يسيل بعد ذَلِك وَبعد علاجك لما يسيل يداوى الْخرق ليلتحم فَأَما مَتى لم يكن مَعَ الْفَسْخ والسل السَّبَب الْفَاعِل مَوْجُودا فَأول مَا يَنْبَغِي أَن تبتدئ بِقطع الدَّم ثمَّ مداواة القرحة بعد ذَلِك. جالينوس يُسَمِّي خرق الْعُرُوق هَهُنَا قرحَة.

قَالَ: وَقطع الدَّم يكون بِأَن يحتال للدم أَن ينْتَقل ويميل عَن ذَلِك الْموضع إِلَى أَعْضَاء أخر وَأَن تشد القروح الَّتِي لم يخرج مِنْهَا الدَّم وَذَلِكَ أَنه إِن دَامَ الدَّم حمية جذبته إِلَى ذَلِك الْموضع وَيبقى الْموضع الَّذِي يخرج مِنْهُ بِحَالهِ مَاتَ من أَصَابَهُ ذَلِك قبل أَن يَنْقَطِع انبثاق الدَّم. وَهَذِه الفوهة الَّتِي فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة أَيْضا يُمكن أَن تجمع وتشد بالأدوية القابضة فَأَما الدَّم فَإِنَّهُ يمال عَن)

الْموضع إِمَّا إِلَى جِهَة بعيدَة مُخَالفَة وَإِمَّا إِلَى مَوضِع قريب مَكَان ذَلِك. أَنه إِن كَانَ الدَّم يسيل من أَعلَى الْفَم فنقله إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بإزالته عَن ذَلِك الْموضع إِلَى المنخرين واجتذابه إِلَى نَاحيَة الْخلاف وَيكون تمييله

 

(4/145)

 

 

إِلَى أَسْفَل. وَإِن كَانَ الدَّم يخرج من المقعدة فنقله يكون بإزالته عَنْهَا إِلَى الْأَرْحَام واجتذابه باستدعائه إِلَى فَوق فَإِن هَذَا تَجدهُ يكون بالطبع.

فِي الدَّم قَالَ: وَهَذَا قد يكون بالطبع كَمَا قَالَ أبقراط: إِن الْمَرْأَة إِذا تقيأت الدَّم قدر طمثها سكن عَنْهَا ذَلِك الْقَيْء.

فِي الطمث: وَبِهَذَا السَّبَب صرنا مَتى أفرط بِالْمَرْأَةِ انحدار دم الطمث أَو انْبَعَثَ من الْأَرْحَام شَيْء على غير جِهَته علقنا تَحت الْيَدَيْنِ محجمة عَظِيمَة.

الرعاف: وَلذَلِك صَار الدَّم المنبعث من الْأنف تقطعه المحجمة الْعَظِيمَة تعلق على ألف د نَاحيَة الكبد إِن كَانَ الرعاف من الْأَيْمن وعَلى الطحال إِن كَانَ الرعاف من الْأَيْسَر وَعَلَيْهَا جَمِيعًا إِن كَانَ من الْجَانِبَيْنِ وَإِن كَانَ الرعاف لم يحجف بالعليل فاقصده من مأبض الرّكْبَة من الْجَانِب الَّذِي يرعف مِنْهُ وَأخرج لَهُ من الدَّم مِقْدَارًا يَسِيرا وينتظر بِهِ سَاعَة ثمَّ تخرج أَيْضا شَيْئا قَلِيلا وينتظر بِهِ ثمَّ تعاود بِحَسب مَا يحْتَمل قوته. قَالَ: ونصبة الْعُضْو نصبة قَائِمَة عون عَظِيم على منع الاستفراغ. 3 (قانون نزف الدَّم أَيْضا من بَاطِن الْبدن) قَالَ: نزف الدَّم من بَاطِن الْبدن إِنَّمَا يمكننا أَن نعالجه باجتذاب الدَّم إِلَى نَاحيَة الْخلاف أَو نَقله إِلَى عُضْو قريب أَو بالأطعمة والأشربة القابضة المبردة وَيخْتَلف العلاج اخْتِلَافا جزئياً بِحَسب الْأَعْضَاء فَلذَلِك يسْتَعْمل اتِّصَال هَذِه الْأَدْوِيَة إِلَى الْأَعْضَاء الْمُخْتَلفَة بِحَسب مَا هُوَ أوفق فتوصل إِلَى الْأَرْحَام بمحقنة الرَّحِم وَإِلَى الأمعاء بالمحقنة الْمَعْرُوفَة وَإِلَى المثانة بالقاثاطير وَليكن وَاسع الثقبة. لي أرى أَن الذراقة هَهُنَا أَجود.

قَالَ: وَقل مَا يعرض للدم أَن ينبعث من هَذِه الْمَوَاضِع انبعاثاً قَوِيا إِلَّا أَنه كثيرا مَا يكون استفراغه وَإِن لم يكن من جِهَة قُوَّة انبعاثه خطر فَإِنَّهُ خطر من جِهَة طول مكثه ودوامه وَلَا يُؤمن سوء عاقبته.

الطمث: وَإِنِّي لأعرف امْرَأَة مكثت أَرْبَعَة أَيَّام تنزف فَلم يَنْقَطِع نزفها بِشَيْء من الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا حَتَّى عالجناها فِي الْيَوْم الرَّابِع بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا لما عولجت بِهِ انْقَطع عَنْهَا النزف الْبَتَّةَ. وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم الْحَادِث بِسَبَب آكِلَة تقع فِي الْعُضْو.

وَمن عادتي إِذا عَالَجت بِهِ أَمْثَال هَذِه الْعِلَل أَن أخلط مَعهَا بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي هِيَ أقوى مِنْهَا وأخلط مَعهَا مِنْهَا فِي وَقت دون وَقت دَوَاء دون دَوَاء بِحَسب الْعرض الْمَأْخُوذ من الْعُضْو الْحَالة ألف د الْحَاضِرَة.

مِثَال ذَلِك: أَنه مَتى حدث انبعاث دم من المثانة أَو من الأمعاء فقد يَنْبَغِي لَك أَن تنظر أَولا فِي كمية الدَّم لتكسب من ذَلِك دَلِيلا وَلَا تضيع أَن تنظر هَل السَّبَب من عرق انخرق أَو انْفَسَخ أصغير هُوَ ذَلِك الْعرق أم عَظِيم فَإِنَّهُ إِن كَانَ انبعاث الدَّم من عرق عَظِيم انفجر

 

(4/146)

 

 

انفجاراً وَاسِعًا فَإنَّك تحْتَاج فِي مداواته إِلَى أدوية قابضة مثل الجلنار ولحية التيس والسماق والأقاقيا والعفص وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا هُوَ من عرق صَغِير انفجر انفجاراً يَسِيرا فَصَارَ لذَلِك الدَّم المنبعث قَلِيلا كَفاك الكندر والطين الْمَخْتُوم والشاذنة والزعفران وَنَحْوهَا مَعَ شراب أسود قَابض فَإِن الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض من جِيَاد الْأَدْوِيَة فَإِن لم يتهيأ شراب على هَذِه الصّفة وَلَا لِسَان الْحمل وَلَا عِنَب الثَّعْلَب فَإِن هذَيْن نافعان أَيْضا فاستعملها بطبيخ السفرجل وَحب الآس وأطراف الشّجر القابضة وأنفع مِنْهَا طبيخ حب الآس والزعرور.

 

(4/147)

 

 

(الآكلة فِي بعض الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة) فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا حدث بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر لَا يكَاد يكون انبعاث الدَّم قَوِيا لكنه يكون يَسِيرا قَلِيلا قَلِيلا وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل فِي هَذَا الْموضع أَقْرَاص أندرون وأقراص بولوانداس الَّتِي ألفتها أَنا فَإِنَّهَا أقوى من هَذِه وَذَلِكَ إِن هَذِه الأقراص تقطع الآكلة وتوقفها. وَيَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك مَعَ الْعِنَايَة بِأَمْر جَمِيع الْبدن فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم قَوِيا فَيَنْبَغِي لَك أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة القابضة جدا حَتَّى تقطع قُوَّة ذَلِك الانبعاث ثمَّ تخلط مَعَ هَذِه الأقراص وَحدهَا مَعَ وَاحِدَة من العصارات أَو وَاحِدَة من الْمِيَاه المطبوخة ألف د الَّتِي وصفتها لَك.

قَالَ: فَأَما الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا انبعاث الدَّم بِأَن يوضع على الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ ينبعث من خَارج مِمَّا يقبض أَو يبرد من غير تقبض فلست أحمدها حمداً مُطلقًا لكني أَقُول: إِنَّهَا كثيرا مَا تفعل خلاف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ أَعنِي أَنَّهَا تدفع الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن وتملأ بِهِ الْعُرُوق الْبَاطِنَة وَأعرف مِمَّن كَانُوا ينفثون الدَّم من رئاتهم أضرّ بهم تبريد صُدُورهمْ ضَرَرا بَينا وَكَذَلِكَ قوم كَانُوا ينفثون الدَّم لما بردت معدهم من خَارج أضرّ ذَلِك بهم وعَلى هَذَا الْمِثَال فِي الرعاف. وعَلى هَذَا الْمِثَال كثير مِمَّن أَصَابَهُم الرعاف أضرّ بهم تبريد الرَّأْس إِضْرَارًا بَينا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبرد مَا حول الْأَعْضَاء إِلَّا بعد أَن تكون قد رددت الدَّم عَن الْعُضْو أَولا إِلَى أَعْضَاء أخر.

مِثَال ذَلِك: أَنه إِن كَانَ الدَّم ينبعث من الْأنف فصدت لصَاحب ذَلِك الْعرق على مَا وصفت واستعملت الدَّلْك وغمز الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ ونطلهما وعلقت على جنبه المحاجم فَإِذا فعلت ذَلِك أَيْضا فَلَا تبادر إِلَى وضع شَيْء بَارِد من ساعتك على الرَّأْس والجبهة بعد أَن تجتذب الدَّم أَيْضا بِضَرْب آخر إِلَى نَاحيَة الْخلاف بِأَن تضع على فأس الرَّأْس محجمة فَإِن للرعاف ناحيتين من جِهَة الْخلاف أَحدهمَا إِلَى نَاحيَة الْقَفَا وَالْآخر بالفصد إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ لِأَن الْأنف فَوق من قُدَّام وَخلاف قُدَّام خلف وَخلاف الْعُلُوّ السّفل.

 

(4/148)

 

 

3 - (رشح الدَّم وطفر الدَّم) قَالَ: وتعالج هَذِه الْعلَّة بالأشياء المبردة القابضة. وَإِن عرضت هَذِه الْعلَّة فِي وَقت مَا بِسَبَب رقة الدَّم فَإِنَّهَا تَعَالَى بِالتَّدْبِيرِ المغلظ للدم وَقد وَصفنَا ذَلِك التَّدْبِير فِي التَّدْبِير الملطف.

وَأما الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب إِذا انْقَطَعت فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى مَا يحْتَاج إِلَيْهِ غَيرهَا من الْعُرُوق ألف د الظَّاهِرَة وعَلى مَا بَيناهُ فِي بَاب نزف الدَّم الظَّاهِر وَيَنْبَغِي أَن تداف هَذِه بِبَعْض العصارات مثل عصارة لِسَان الْحمل وَنَحْوه ويحقن بِهِ فاتراً.

وَمن جِيَاد هَذِه الْأَدْوِيَة الزَّعْفَرَان والتوتياء وَالصَّبْر والأدوية الَّتِي تعرف بأدوية الرَّأْس وَأما فِي أول وَقت نَبَات اللَّحْم الْمُتَّصِل بِانْقِطَاع الدَّم فَإِن الطين الْمَخْتُوم من خِيَار هَذِه الْأَدْوِيَة.

 

(4/149)

 

 

3 - (نفث الدَّم وقروح الصَّدْر والرئة) قَالَ: فَأَما القروح الْحَادِثَة فِي الرئة فمداواتها أنكر وأعسر من مداواة غَيرهَا وَبَعض النَّاس قد ظن أَنَّهَا ممتنعة المداواة وَاسْتشْهدَ على ذَلِك بالتجربة الْقيَاس فَقَالَ: إِن الرئة عُضْو دَائِم الْحَرَكَة من أجل التنفس. والأعضاء الَّتِي يُرَاد أَن تلتحم جراحاتها تحْتَاج أَن تهدأ وتسكن فَأَما أَصْحَاب التجارب فَإِنَّهُم لم يرَوا زَعَمُوا قطّ أحدا مِمَّن أَصَابَهُ ذَلِك برأَ مِنْهُ قطّ وَأما نَحن فَإنَّا قد رَأينَا خلقا كثيرا عرض لَهُم من صَيْحَة شَدِيدَة وَمن سقطة وضربة إِن أَصَابَهُم سعال شَدِيد فِي أسْرع الْأَوْقَات ونفثوا مَعَ السعال قدر قوطولي وَاحِد أَو قوطوليين وَبَعْضهمْ أَكثر من ذَلِك دَمًا وَكَانَ بَعضهم يجد مس الوجع فِي صَدره وَبَعْضهمْ لَا يجد ذَلِك وَكَانَ الَّذِي نفثه من يجد وجعاً فِي صَدره لم يخرج دفْعَة وَلَا كَانَ مِقْدَار مَا نفث من الدَّم مِنْهُ كثيرا وَكَانَ يسير الْحَرَارَة فَكَانَ ذَلِك يدل على أَنه يَجِيء من مَوضِع بعيد وَالدَّم الَّذِي نفثه ة من كَانَ لَا يجد مس الوجع كَانَ يجْرِي دفْعَة وبمقدار كثير وَكَانَت حمرته وحرارته ظاهرتين فَدلَّ ذَلِك مرّة على أَنه لَيْسَ يَجِيء من مَوضِع بعيد وَهَذَا يدل على أَن ذَلِك كَانَ يَجِيء من الرئة وَقد برِئ مِنْهُم خلق كثير. ألف د

 

(4/150)

 

 

3 - (دُخُول الْمدَّة وَالدَّم إِلَى الرئة) 3 (من فضاء الصَّدْر) قَالَ: وَقد كَانَ بَين الْأَطِبَّاء مُنَازعَة كَيفَ يُمكن أَن يدْخل الدَّم والمدة من فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة. وَقد نرى أَن الْمدَّة الَّتِي تكون فِي ذَات الْجنب إِنَّمَا تنصب إِلَى فضاء الرئة وَقد يصعد كُله بالنفث وَبِه ينقى الصَّدْر من الْمدَّة. وَلما رأى الْأَطِبَّاء ذَلِك لم يُمكنهُم أَن يَقُولُوا: أَنه لَا يدْخل شَيْء مِمَّا فِي فضاء الصَّدْر إِلَى الرئة وَلَكنهُمْ أقرُّوا بذلك وَجعلُوا يطْلبُونَ لَهُ طَرِيقا غير نُفُوذه فِي الغشاء المغشى على الرئة فَقَالُوا فِي ذَلِك أقوالاً سمجة.

قَالَ: وَنحن نرى عيَانًا فِيمَن بِهِ دبيلة فِي صَدره قد عفنت مَعَ مَا عفنته شَيْئا من الصَّدْر أَيْضا.

إِن مَاء الْعَسَل الَّذِي يرْزق فِيهِ لينقى بِهِ يصعد بالسعال.

 

(4/151)

 

 

3 - (تنقية الْمدَّة فِي فضاء الصَّدْر إِذا عفن الصَّدْر) وَهَذِه الْعلَّة كثيرا مَا تعرض فيعفن شَيْء من عِظَام الصَّدْر فيضطر إِلَى قطعه فِي أَكثر الْأَمر وَيُوجد ملبساً على الضلع العفن من الغشاء قد عفن أَيْضا بعفونة الضلع. وَلم تزل الْعَادة تجْرِي فِي علاجنا لمن هَذِه حَاله إِن يزرق فِي هَذِه القرحة مَاء الْعَسَل وَيَأْمُر العليل أَن يضطجع على جَانِبه العليل ويسعل ومراراً كَثِيرَة يهزه هزاً رَفِيقًا. فِي بعض الْأَوْقَات إِذا غسلنا نعما وَبَقِي مِنْهُ فِي القرحة بَقِيَّة أخرجنَا مِنْهُ مَا يبْقى فِي جوفها من مَاء الْعَسَل بالزراقة لِأَن تنقى القرحة كلهَا وَيخرج الصديد كُله مَعَ مَاء الْعَسَل ثمَّ يدْخل حِينَئِذٍ فِيهِ الْأَدْوِيَة.

قَالَ: فَإِن بَقِي من ذَلِك المَاء أَعنِي مَاء الْعَسَل شَيْء فِي مَا بَين فضاء الصَّدْر والرئة وجدنَا عيَانًا يصعد بالسعال من ساعتها.

قَالَ جالينوس: وَالْعجب مِمَّن يمْتَنع عِنْده دُخُول الدَّم والمدة ألف د من غشاء الرئة إِلَى أَقسَام قصبتها كَيفَ لَا يعجب من الدَّم الغليظ الَّذِي يخرج من الْجلد عِنْد مَا ينْعَقد مَوضِع الْكسر من الْعظم المكسور فَإِن هَذَا الدَّم ينصب إِلَى ذَلِك الْموضع لَيْسَ فضل غلظه على غلظ الدَّم الطبيعي بِيَسِير وجوهر الْجلد أغْلظ من الصفاق الْمُحِيط بالرئة بِمِقْدَار كثير جدا.

قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن تصدق أَنه مَتى عرض للْإنْسَان من سقطة أَو صَيْحَة أَن ينفث دَمًا كثيرا حاراً أَحْمَر يصعد دفْعَة مَعَ سعال بِلَا وجع فِي صَدره إِن عرقاً فِي رئته قد انْقَطع وانفسخ وتداويها على مَا داويناها نَحن مَرَّات كَثِيرَة فأجل غرضنا إِلَّا فِي الندرة التؤدة وَذَلِكَ بِأَن تَأمر العليل)

أَلا يتنفس نفسا عَظِيما وَأَن يلْزم الْقَرار والهدوء دَائِما فافصده من ساعتك الباسليق وَأخرج الدَّم مرّة ثَانِيَة وثالثة لتجذب الدَّم عَن نَاحيَة الرئة. وأدلك يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وأغمزها واربطها برباط تبتدئ من فَوق إِلَى أَسْفَل على مَا قد جرت الْعَادة فَإِذا فعلت ذَلِك فاسقه أَولا خلا ممزوجاً بِمَاء مزاجاً كثيرا كَيْمَا إِن كَانَ قد جمد فِي الرئة دم فَصَارَ عبيطاً يذوب وَيخرج بالنفث وَلَا مَانع أَن تفعل مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي مَقْعَدك عِنْده أَو فِي نَحْو ثَلَاث سَاعَات وأعطه بعد ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تسد وتغرى وتقبض وأعطه ذَلِك فِي أول الْأَمر مَعَ خل ممزوج مزاجاً كثيرا وَمَعَ طبيخ السفرجل أَو حب الآس أَو غير ذَلِك من الْأَنْوَاع القابضة وبالعشى أعْطه من هَذَا الدَّوَاء على هَذَا الْمِثَال وامنع الْمَرِيض من كل طَعَام إِن كَانَ قَوِيا فَإِن لم يكن قَوِيا فحسه من الحساء قدر مَا يَكْتَفِي بِهِ وَإِن أَنْت أخرجت لَهُ دَمًا فِي الْيَوْم الثَّانِي ألف د بعد أَن تحتمله قوته كَانَ أَجود والأجود والأصلح أَن تغذوه من الْغَد أَيْضا بالحساء نَفسه واسقه تِلْكَ الْأَدْوِيَة على ذَلِك الْمِثَال إِلَى الْيَوْم الرَّابِع ويعرق الصَّدْر كَمَا يَدُور فِي الصَّيف بدهن الْورْد أَو دهن السفرجل وَفِي الشتَاء بدهن الناردين. وَإِن أَحْبَبْت أَن تعالجه

 

(4/152)

 

 

بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تدخل فِي بَاب المراهم فالدواء الَّذِي ألفناه من الْخمر والخل وَسَائِر الْأَدْوِيَة وَهُوَ من المراهم السود الموصوفة بإلحام الْجِرَاحَات الطرية فَإِن هَذَا الدَّوَاء فَاضل جدا.

وَإِن كَانَ صَبيا أَو امْرَأَة أَو رطب المزاج فحسبك أَن تعالجه بمرهم القلقطار وَهِي فِي الأولى قاطاجانس فَإِن هَذَا طَرِيق قد عَالَجت بِهِ خلقا كثيرا مِمَّن صَار فِيهِ سَاعَة ينكب وَهَذَا هُوَ أجل مَا فِي هَذَا الْبَاب وأعظمه إِن تبادر بالعلاج سَاعَة ينكب العليل وَلَا يُؤَخر ذَلِك الْبَتَّةَ ليلتحم ذَلِك الْجرْح قبل أَن يَبْتَدِئ يرم فَإِنَّهُ إِن ورم قل الطمع فِي التحامه وَطَالَ مكثه دهراً طَويلا لِأَن ذَلِك الورم يجمع وَيفتح وَيحْتَاج أَن تغسل القرحة من قيحها وصديدها وَلَيْسَ للصدر طَرِيق ينفذ مِنْهُ ذَلِك الصديد إِلَّا بالسعال. لي هَذَا ينقى بِمَاء الْعَسَل يسقاه فَأَما إِذا كَانَ الْخراج فِي الصَّدْر وبط فَإِنَّهُ يزرق فِيهِ مَاء الْعَسَل وَذَلِكَ يُمكن أَن ينقى من مَوضِع البط فَهُوَ لذَلِك أسلم من هَذَا وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن لَا يتكلموا فضلا عَن أَن يسعلوا بل يَحْتَاجُونَ أَن يتنفسوا نفسا صَغِيرا وَأَن لَا يتكلموا الْبَتَّةَ ليندمل الْجرْح ويلتحم وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَأَي مطمع لَهُم فِي التحام القرحة مَعَ السعال وَلذَلِك بودر فِي علاجه سَاعَة يحدث. التحم واندمل مَتى عولج بِالطَّرِيقِ الَّذِي وَصفته ألف د فَأَما إِن حدث هُنَاكَ قبل العلاج ورم عسر علاجه جدا بل امتنغ لِأَن الصديد لَا يستفرغ إِلَّا)

بالسعال وَمَتى تحرّك السعال هاج الورم وَمَتى ورم احْتَاجَ أَن ينضج أبدا ويقيح. 3 (الْحَادِثَة فِي الصَّدْر) فَإِنَّهَا أسهل من الْحَادِثَة فِي الرئة لخلال: مِنْهَا أَن عروق الصَّدْر أَصْغَر مقادير من عروق الرئة جدا. وَمِنْهَا: أَن الصديد الْمُتَوَلد فِي قُرُوح الصَّدْر ينصب إِلَى الفضاء الَّذِي فِي دَاخل الصَّدْر.

وَمِنْهَا: إِن جملَة الصَّدْر أَكثر لَحْمًا من جملَة الرئة وَذَلِكَ إِن فِي الرئة من أَقسَام قصبتها شَيْئا كثيرا وَهَذِه الْأَقْسَام صلبة غضروفية فِي غَايَة اليبس.

قَالَ: وَرُبمَا نَالَ أَقسَام الرئة فسخ فِي الْوَقْت الَّذِي ينَال فِيهِ الْعُرُوق ذَلِك. قَالَ: الْوَقْت الَّذِي ينَال فِيهِ الْعُرُوق ذَلِك فَإِن الدَّم إِن كَانَ يخرج من الرئة لَا يكون أَحْمَر وَلَا حاراً وَلَا كثير الْمِقْدَار وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة على هَذَا النَّحْو فقد يخيل فِي أول الْأَمر أَنه أقل صعوبة لِأَنَّهُ يؤلم الْإِنْسَان وَلَا يدهشه بِكَثْرَة استفراغ الدَّم لكنه بِالْحَقِيقَةِ شَرّ وأردأ وَذَلِكَ إِن الدَّم الَّذِي يجمد فِي مَوَاضِع الفسوخ يمْنَع من الالتحام وَذَلِكَ إِن هَذَا الدَّم يبْقى حَيْثُ وَقع الْفَسْخ لِأَنَّهُ لَا يجد طَرِيقا وَاسِعَة ينفذ فِيهَا إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة على مثل مَا يَمُوت الدَّم ظَاهرا فِي الفسوخ فَلَا يخرج عَن الْموضع إِلَّا بعسر فَلذَلِك لَا بُد أَن يقيح وَتَقَع البلية الَّتِي مِنْهَا يخَاف. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا النَّوْع الَّذِي يكون مَعَه فسخ قَصَبَة الرئة شَرّ لِأَنَّهُ مثل القرحة الَّتِي مَعَ فسخ وكما أَن القرحة الَّتِي مَعَ فسخ الْأَبدَان تقيح ذَلِك المنفسخ كَذَلِك الْحَال هَهُنَا وَإِنَّمَا يهرب من التقيح لِلْعِلَّةِ الَّتِي قد ذكرت وَهَذَا النَّوْع ألف د من الْعلَّة قد سَقَطت عَنهُ العلامات

 

(4/153)

 

 

الفاصلة بَين نفث الدَّم من عروق الصَّدْر وعروق الرئة لِأَنَّهُ لَيْسَ بِكَثِير وَلَا أَحْمَر وَلَا مشرق وَلَا حَار فَإِنَّمَا بَقِي من العلامات وَاحِدَة وَهُوَ أَن يوجع الصَّدْر فَإِن هَذَا خَاص بالرئة أَن يكون مَعَه وجع وَيَنْبَغِي أَن تعلم مَتى يحدث الورم فِي هَذِه الخروق وَمَا علامته فَإِنَّهُ نَافِع جدا فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ لذَلِك عِنْدِي أَنه مَا دَامَ لم تظهر الْحمرَة فِي الْوَجْه والحرارة والتلهب وخاصة التلهب وَالزِّيَادَة فِي الْحَرَارَة فاعتمد على النبض وَالنَّفس فَمَا دَامَ لم تخرج هَذِه الْأَشْيَاء عَن الْعَادة خُرُوجًا كثيرا فَإِنَّهُ لم يرم وَإِن كَانَ ورم فَلَيْسَ يُمكن أَن يسكنهُ الْخلّ وَالْمَاء الَّذِي يعالج بِهِ وَلَا يضر الْبَتَّةَ. وَإِن كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض مستوية فقد حدث ورم لَا بُد لَهُ أَن يتقيح وَعند ذَلِك فقد سقط الْغَرَض الأول من أغراض علاج قُرُوح الرئة وَهُوَ إلحامها قبل أَن ترم وَبَقِي الْغَرَض الثَّانِي وَهُوَ تجفيف القرحة مَا أمكن ليبقى العليل مُدَّة طَوِيلَة فيحيى.)

قَالَ: فَأَما الخراجات الْحَادِثَة فِي الْأَجْزَاء العصبية من الْحجاب فَإِنَّهَا لَا تَبرأ فالخراجات الْحَادِثَة فِي أَجْزَائِهِ اللحمية أَيْضا عسرة الْبُرْء وَإِن حدث قبل التحامها ورم وَلَيْسَ هَذَا شَيْئا هُوَ فِي الْحجاب وَحده فَقَط لَكِن وَفِي جَمِيع مَا وَرَاء الْحجاب أَيْضا وَذَلِكَ لِأَن صديده إِنَّمَا يذهب إِلَى وَرَائه يُرِيد أَنه الصَّدْر لي فِي الْكَلَام هَهُنَا شُبْهَة وَقد شكّ فِيهَا حنين.

قَالَ جالينوس: وَلَكِن يَنْبَغِي لَك أَن تحتال فِي التجفيف بِكُل حِيلَة بالأدوية الَّتِي تُوضَع من خَارج وبالأدوية الَّتِي تشرب إِمَّا بِالْمَاءِ وَإِمَّا بِالشرابِ الرَّقِيق وأبلغ الْأَدْوِيَة كلهَا مَنْفَعَة الْأَدْوِيَة المتخذة بالبزور ألف د الْمَعْرُوفَة لهَذِهِ الْعلَّة والدواء الْمُتَّخذ بالسليخة الْمُسْتَعْمل فِي خراجات الصَّدْر وَهِي فِي الْأَدْوِيَة المفردة.

 

(4/154)

 

 

(قوانين أَيْضا للقروح الْبَاطِنَة عَامَّة)

قَالَ: من معرفتنا أَيْضا بطبيعة الْأَعْضَاء ووضعها استخرجنا أَن القروح الْحَادِثَة فِي الْمعدة والصدر والرئة يَنْبَغِي أَن تداوى بِمَا يُؤْكَل وَيشْرب وَالَّتِي تحدث فِي الأمعاء إِن كَانَ فِيمَا هُوَ مِنْهَا قريب من الْمعدة فليداو بِمَا يُؤْكَل وَيشْرب وَإِن كن قَرِيبا من المقعدة فبالحقن إِذا كَانَ لَيْسَ يُمكن أَن يصل شَيْء من الْأَدْوِيَة من الْفَم إِلَى الأمعاء السُّفْلى وقوته بَاقِيَة وَبِهَذَا السَّبَب صَارَت القروح الْحَادِثَة فِي الصَّدْر والرئة يعسر برؤها أَكثر من الَّتِي فِي الْمعدة لِأَن الصَّدْر والرئة موضعهما بعيد يبلغ من بعده أَن قُوَّة الدَّوَاء تضعف قبل أَن يصل إِلَيْهِمَا فَصَارَ لذَلِك يحْتَاج أَن يكون مَا يشرب لَهَا وَمن الْأَدْوِيَة أقوى كثيرا مِمَّا لَو كَانَت تِلْكَ الْأَدْوِيَة تشرب لقرحة فِي الْمعدة وَلذَلِك احْتَاجَ الْأَطِبَّاء أَن يَكُونُوا مَتى احتاجوا إِلَى تنقية الصَّدْر والرئة من قيح فيهمَا سقوا العليل أدوية قَوِيَّة جدا قطاعة تكون من شدَّة الْقُوَّة بِحَالَة لَو أَنه يداوى بهَا قرحَة فِي الْمعدة لهيجها وبددها وَكَذَلِكَ أَيْضا مَتى كَانَ فِي الْمعدة قرحَة تحْتَاج إِلَى تنظيفها من قيحها فتنظفها على نَحْو مَا تنظف الْمعدة من بلغم يكون فِيهَا بالسكنجبين والفجل فمخاطرة الَّذِي يجلو ذَلِك البلغم خطر عَظِيم لَا يُؤمن سوء عاقبته والأجود فِي ذَلِك أَن يجلى ذَلِك الْقَيْح بِشَيْء يَدْفَعهُ إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ أَنه لَا يُؤمن أَن يكون الَّذِي يهيج القرحة ويجذب إِلَيْهَا من حوليها شَيْئا كثيرا رديئاً فَلهَذَا بِعَيْنِه ألف د تعسر معالجة قُرُوح الرئة إِذا قاحت لِأَن قيحها ينقى بالعسال والعسال يهيج الورم والورم ينضج ويقيح وَيحْتَاج إِلَى أَن ينقى فيقعون فِي بلَاء يَدُور فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه مَتى انْفَسَخ فِي الرئة عرق فَلم يلتحم قبل أَن يرم صَار فِي حد مَا لَا يبرأ.)

 

(4/155)

 

 

3 - (فِي القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة) فَأَما القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة فِي الغشاء الدَّاخِل خَاصَّة إِذا كَانَت قَرِيبا من الحنجرة أَو فِي الحنجرة نَفسهَا فقد يُمكن أَن تَبرأ وَقد داوينا نَحن جمَاعَة مِمَّن أَصَابَهُ ذَلِك فبرأ.

قَالَ: فَتى ابْتَدَأَ بِهِ سعال يسير ثمَّ سعل من غَد سعالاً أَشد وَقذف مَعَ ذَلِك شَيْئا يُقَال لَهُ القشور ويحس حسا بَينا أَن القرحة فِي قَصَبَة رئته فِي مَوضِع قريب من اللبة ففتحت فَاه وتفرست فِي حلقه عَسى القرحة فِيهِ فَلَمَّا استقصيت النّظر لم أر فِي حلقه شَيْئا من الْعلَّة وَقع فِي وهمي أَنه لَو كَانَت الْعلَّة فِي الْحلق لَكَانَ الْمَرِيض مَتى مر فِي حلقه شَيْء مِمَّا لَهُ حِدة مِمَّا يُؤْكَل وَيشْرب وجد لذَلِك حسا وألماً وَلم أَرض بِهَذَا حَتَّى أطعمته أَشْيَاء مِمَّا تتَّخذ بالخل والخردل لأصحح تعرفي فَلم يلذعه مِنْهَا شَيْء وَكَانَ يحس حسا بَينا أَن القرحة فِي رقبته وَكَانَ يجد فِي ذَلِك الْموضع مضضاً يضطره إِلَى السعال فأشرت عَلَيْهِ أَن يحْتَمل ذَلِك المضض ويصبر مَا أمكن وَلَا يسعل فَفعل لِأَن المضض كَانَ يَسِيرا واحتلت فِي إدمال القرحة وَكَانَت أَضَع على الْموضع من خَارج الْأَدْوِيَة المجففة وأضجع الْفَتى على قَفاهُ وأعطيه دَوَاء يَابسا مِمَّا يصلح بِمثل هَذِه القروح وأتقدم إِلَيْهِ أَن يمسِكهُ فِي فِيهِ ويدع أَن ينزل مَعَه شَيْء بعد شَيْء إِلَى رئته فَلَمَّا فعلت ذَلِك جعل الْمَرِيض يَقُول: أَنه يجد فِي القروح مس قبض ألف د الدَّوَاء يحسه حسا بَينا ثمَّ أَن هَذَا الْفَتى سَافر إِلَى الْقرْيَة لشرب اللَّبن.

 

(4/156)

 

 

3 - (شرب اللَّبن لقروح الرئة) قَالَ: للبن فِي مثل هَذِه الْعلَّة قُوَّة وَفعل عَجِيب حَقًا وَلَيْسَ يمدح بَاطِلا وَاللَّبن يخْتَلف بِحَسب أَنْوَاعه وَمَوْضِع حيوانه فَارْجِع إِلَى الْكتاب لتعرف حَال ذَلِك الْحَبل الممدوح لبن حيوانه.

قَالَ: وَأما القدماء فَإِنَّهُم يأمرون أَن يرضع من بِهِ قرحَة فِي رئته من ثدي امْرَأَة وَأَنا أقبل مِنْهُم هَذَا لِأَنَّهُ أشبه الألبان بالإنسان ويصل إِلَى الْبَطن قبل أَن يبرد. وَهَذَا مَا يَنْبَغِي أَن يكون أهم الْأُمُور إِلَيْك أَلا يبرد اللَّبن وليشربه وَالْحَيَوَان حَاضر سَاعَة يحلب وَيَنْبَغِي أَن تجْعَل مَعَ اللَّبن عسلاً فَإِنَّهُ يمْنَع من التجبن فِي الْمُعْتَدَّة. فَإِن أَحْبَبْت أَن تسرع الانحدار عَن الْمعدة فألق فِيهِ ملحاً.

قَالَ: وَأما رجل آخر فَإِنَّهُ دَامَت بِهِ نزلة إياماً كَثِيرَة فأعقبه ذَلِك أَن نفث مَعَ السعال دَمًا أَحْمَر حاراً لَيْسَ بِكَثِير الْمِقْدَار ثمَّ رمى بعد ذَلِك بِجُزْء من الغشاء المغشى على قَصَبَة الرئة فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك زكنت وحدست من غلظ ذَلِك الْجُزْء الَّذِي رمى بِهِ وَمن حس الْمَرِيض بِموضع الْأَلَم أَن ذَلِك هُوَ الْجِسْم الَّذِي فِي دَاخل الحنجرة وَصَحَّ ذَلِك أَن نغمات الْفَتى وصوته فسد لَكِن برأَ هَذَا الْفَتى بعد كد.

وَأكْثر من يُصِيبهُ ذَلِك بعقب الْأَمْرَاض الوبئية يكون أمره أسهل وَذَلِكَ فِيمَا أَحْسبهُ لِأَن أبدانهم تكون قد يَبِسَتْ قَالَ: والتجربة وَالْقِيَاس يَشْهَدَانِ جَمِيعًا أَن القروح تحْتَاج أَن تجفف.

 

(4/157)

 

 

(علاج من أَصَابَهُ نفث الدَّم من نزلة)

كَانَت امْرَأَة نفثت دَمًا وَقد كَانَت سمعتني أَقُول: أَن ملاك علاج هَذِه الْعلَّة أَن تتدارك قبل أَن ترم وَإنَّهُ إِن فَاتَ ذَلِك الْوَقْت لم ألف د ينْتَفع بالعلاج وَإِن هَذَا هُوَ السَّبَب الْأَعْظَم فِي عطب من يعطب وَكَانَ بهَا نزلة فَلَمَّا صرت إِلَيْهَا لم أفصدها لِأَنَّهَا كَانَت تَأْكُل مُنْذُ أَرْبَعَة أَيَّام بِسَبَب النزلة إِلَّا مَا لَا بَال لَهَا بِهِ وَلَكِن أَمَرتهَا بالحقنة وبدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ بدواء حَار زَمَانا طَويلا وَأَن ترْبط اليدان وَالرجلَانِ ربطاً شَدِيدا وَأَن يحلق رَأسهَا وَيجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بخرء الْحمام الْبَريَّة ويركنه على رَأسهَا قَرِيبا من ثَلَاث سَاعَات ثمَّ أَمَرتهَا أَن تستحم فِي الْحمام وَلَا يقرب رَأسهَا الدّهن وَأمرت بعد خُرُوجهَا من الْحمام أَن تغطي رَأسهَا بِشَيْء وسط يشبه الرُّمَّان ثمَّ غذوتها بخس وَحده وأطعمتها بعض الْفَوَاكِه القابضة وسقيتها عِنْد النّوم ترياق الأفاعي مِمَّا عمل مُنْذُ أَرْبَعَة أشهر لِأَن مثل هَذَا الترياق لقرب عَهده بالأفيون قوته قَوِيَّة بعد وَمَا كَانَ مِنْهُ قد عتق فَإِن قُوَّة الأفيون فِيهِ تضعف وَلِهَذَا السَّبَب صَار الترياق الطرئ يجلب النّوم وَيمْنَع الْموَاد المتجلبة ويغلظ بعض الغلظ فَلَمَّا انْقَضتْ النزلة وسكنت الْبَتَّةَ علمت من نوع النَّفس الَّذِي كَانَت تنفسه وَمن صَوت سعالها أَن الرئة تحْتَاج إِلَى تنقية إِلَّا أَنِّي لم أجد فِي تنفسها فِي الْيَوْم الثَّانِي لكني حَفظتهَا بِكُل مَا قدرت عَلَيْهِ من السّكُون وَالسُّكُوت وَأمرت بدلك يَديهَا ورجليها وربطها وَأمرت أَن تدلك سَائِر أعضائها خلا الرَّأْس فَإِنَّهُ كَانَ حاراً من قبل الدَّوَاء الَّذِي وضعت عَلَيْهِ ثمَّ سقيتها بالْعَشي قدر باقلاة من الترياق وَكَانَت الشربة الَّتِي سقيتها فِي الْيَوْم الأول أَكثر من هَذَا الْمِقْدَار كثيرا فنامت لَيْلَتهَا هَذِه أَيْضا نوماً حسنا وبكرت فِي الْيَوْم الثَّلَاث فسقيتها عسلاً كثيرا مطبوخاً ألف د وحفظتها على الهدوء والسكون فَلَمَّا تَعَالَى النَّهَار أمرت بدلك بدنهَا كلهَا وَتَقَدَّمت أَن تجْعَل غذاءها مَاء الشّعير مَعَ شَيْء يسير من الْخبز وَلما كَانَ فِي الرَّابِع سقيتها بِالْغَدَاةِ ترياقاً قد بلغ عنفوانه من السنين مَعَ عسل كثير وَوضعت على رَأسهَا أَيْضا من الدَّوَاء المسخن المجفف إسخاناً وتجفيفاً قَوِيا ثمَّ أدخلتها الْحمام وغذوتها بغذاء قصد وَفِي الْيَوْم الْخَامِس رمت أَن أنقي رئتها تنقية أبلغ لي لِأَنَّهَا كَانَت قد أمنت من الورم ثمَّ إِنِّي مرّة ثَانِيَة وثالثة بعد أَن كنت أريحها فِي مَا بَين العلاجين كنت أَضَع على رَأسهَا ضماداً وَهُوَ قيروطي وثافسياً وَجعلت تدبيرها تَدْبِير النَّاقة بالركوب والدلك وَالْمَشْي وَقطعت الاستحمام الْبَتَّةَ وَتَنَاول الْغذَاء الْجيد الْيَسِير فبرئت برءاً تَاما تحتج إِلَى شرب اللَّبن.)

قَالَ: وَأما فَتى آخر هاج بِهِ سعال من قبل برد وصل إِلَى أَعْضَاء تنفسه شَدِيد فنفث نصف قوطولي من دم ففصدته من سَاعَتِي وأخرجت دَمه مرَّتَيْنِ من يَوْمه وَمن غَد مرَّتَيْنِ

 

(4/158)

 

 

وعالجته فِي الثَّلَاث بدلك الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وربطتهما ثمَّ سقيته بالْعَشي من دَوَاء البزور وَفِي الْيَوْم الثَّانِي بعد إِخْرَاج الدَّم وضعت على بدنه كُله القيروطي الْمُتَّخذ بالينبوت وأخذته عَنهُ بالْعَشي لِئَلَّا يسخنه أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي. وَوَضَعته عَلَيْهِ فِي الثَّالِث نَحْو ثَلَاث سَاعَات ثمَّ أدخلته الْحمام وغذوته الثَّلَاثَة الْأَيَّام الأول أما الْيَوْمَيْنِ فبالحسو وَأما فِي الْيَوْم الثَّالِث فسقيته أَولا مَاء الشّعير ثمَّ أطعمته بعد ذَلِك سمكًا خَفِيفا سريع الانهضام وإسفيذباجا وسقيته فِي عشي ذَلِك الْيَوْم دَوَاء البزور وَفِي عشي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث أَيْضا كَذَلِك لِأَنَّهُ دَوَاء يجلب النّوم ويسكن ألف د الوجع ويخفف فَلَمَّا رجعت أَعْضَاء النَّفس مِنْهُ إِلَى مزاجها المعتدل وتنظف ونقي بدنه كُله وَلم يبْق هُنَاكَ شَيْء توهم أَنه فِي الْعُرُوق المنفسخة شَيْء من الورم ابتدأت بتنقيته فسقيته من الترياق مَا هُوَ فِي عنفوانه ثمَّ بعثت بِهِ إِلَى سطاما ليشْرب اللَّبن.

قَالَ: فَبِهَذَا الطَّرِيق عَالَجت جَمِيع من قلدني علاجه فِي أول يَوْم من علته فَأَما من أَتَى بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَلم يبرؤوا كلهم فَأَما من كَانَت قُرْحَته قد تورمت قبل أَن جَاءَنِي ورماً أَخَذته مِنْهُ الْحمى فَلَا أعلم أَن أحدا مِنْهُ برأَ أصلا.

قَالَ: من لزم بعد أَن كَانَ حدث بِهِ الورم وحم مِنْهُ التَّدْبِير الْمُسْتَقيم فِي جَمِيع الْأَمر فيبست لذَلِك قُرْحَته وجفت فَإِنَّهُ ينْتَفع بذلك مَنْفَعَة بلغت لَهُ أَن قُرْحَته لم تتسع وَلم تعظم لَكِنَّهَا عِنْد مَا يَبِسَتْ وصلبت بَقِي صَاحبهَا يعِيش دهراً طَويلا. وَأرى أَن من هُوَ من هَؤُلَاءِ فِي حد من لَا برأَ لَهُ وَإِنَّمَا هم الَّذين يجد بَعضهم وَيَقُول: أَنه يحس بطعم كطعم مَاء الْبَحْر لِأَن إصْلَاح الأخلاط الرَّديئَة يحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل وَيجب إِذا طَال الزَّمَان أَن يعرض للقرحة أحد أَمريْن: إِمَّا أَن يجِف فيصلب فَيصير فِي حد مَا لَا يبرأ وَإِمَّا إِن هِيَ لم تَجف وتصلب عفنت أَولا ثمَّ سعت العفونة إِلَى مَا حولهَا تتعفن الرئة بأسرها على طول الزَّمَان.

 

(4/159)

 

 

3 - (الاحتراس) قَالَ: وَخلق كثير مِمَّن كَانَ فِي بدنه أخلاط هَذِه حَالهَا لما ينزفوا بالسعال وَكَانُوا لم ينفثوا بعد عنيناً بأمرهم فبرؤوا برءاً تَاما وَالَّذِي يَنْبَغِي أَن تصرف عنايتك إِلَيْهِ من أَمر هَؤُلَاءِ وتهتم بِهِ أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء أَن لَا يسعلوا وَلَا ينحدر من ألف د رؤوسهم إِلَى صُدُورهمْ شَيْء وَذَلِكَ يكون بِثَلَاثَة أَشْيَاء: الإسهال والدواء الْمُتَّخذ بالبزور المحمر أَو غَيره من السمخنات على الرَّأْس وَليكن المسهل مؤلفاً من أدوية مُخْتَلفَة ليخرج أخلاطاً مُخْتَلفَة كَالَّذي ألفنا نَحن من الصَّبْر والسقمونيا وشحم الحنظل والغاريقون ومقل الْيَهُود والصمغ وَإِن احتجت فِي آخر الْأَمر أَن تسهل الْمرة السَّوْدَاء فافعل وَأما الرَّأْس فَيَنْبَغِي أَن تداويه بِأَن تجْعَل عَلَيْهِ القيوطي الْمُتَّخذ بالينبوت فَهَذَا مَا تَفْعَلهُ فِي أول الْأَمر وَأما بعد ذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تدبر العليل تَدْبِير النَّاقة فتغذيه أغذية تولد دَمًا جيدا وتدلك يَدَيْهِ وتغمزه وتحركه بِالْمَشْيِ وتدخله الْحمام وَاعْلَم أَن هَؤُلَاءِ أحْوج النَّاس إِلَى شرب اللَّبن يَعْنِي الَّذين يخَاف عَلَيْهِم السل من أخلاط مالحة حريفة فِي أبدانهم وَقد وَقَعُوا فِيهِ قَالَ: وَإِن لم يشربوه بلغو الْغَايَة من حد مَا لَا يبرأ.

قَالَ: فَأَما الفصد فَمن كَانَ قَلِيل الدَّم مِنْهُم فدبره أَولا بِالتَّدْبِيرِ المولد للدم الْجيد ثمَّ أفصده بعده وأغذه أَيْضا بعد الفصد بالمولد للدم الْجيد ثمَّ أفصد إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك. وأحوج النَّاس إِلَى ذَلِك من كَانَ فِي دَمه عكر وثفل راسب غليظ فَأَما من كَانَ قَوِيا كثير الدَّم فافصده فِي أول الْأَمر.

قَالَ جالينوس: جَمِيع مَا ذكرته هُوَ مِمَّا قد جربته وامتحنته. قَالَ: وبهذه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء ينجو هَؤُلَاءِ الْقَوْم من السل أَعنِي بإسهال الْبَطن وإسخان الرَّأْس والفصد لي يَعْنِي من فِي بدنه أخلاط رَدِيئَة. فَإِن نزلت نزلة إِلَى صَدره وتقيحت عفن. قَالُوا: وَلَا يَنْبَغِي أَن تسوف الْأَيَّام فِي عِلّة السل وَلَا تقدم أَولا التَّدْبِير ألف د الضَّعِيف لَكِن ابدأ سَرِيعا فِي أول الْأَمر بالعلاج الْقوي لِأَنَّهُ لَا يحْتَمل إِلَّا ذَلِك فبادر إِذا رَأَيْت نفث الدَّم بالفصد وَالتَّدْبِير الَّذِي ذكرنَا أَعنِي المسهل وتجفيف الرَّأْس. لي هَذَا إِذا كَانَ عرض نفث الدَّم عَن نزلة. قَالَ: وَلَا تَظنن أَنه لَا بُد ضَرُورَة أَن يلْزم قُرُوح الرئة ورم فِي الِابْتِدَاء ضَرُورَة فَإنَّك قد ترى خَارِجا خراجات كبارًا تلتحم قبل أَن ترم وَنحن أَيْضا قد أبرأنا خلقا كثيرا مِمَّن انْفَسَخ فِي رئاتهم عروق قبل أَن يرم وَالدَّلِيل على أَن الرئة قد)

ورمت الْحمى لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن ترم الرئة وَلَا تهيج حمى على قربهَا من الْقلب وَأَيْضًا أَن ينفث العليل صديداً أَو قَيْحا.

 

(4/160)

 

 

قَالَ: وَلَيْسَ يُمكن أَن تَبرأ قرحَة فِي الرئة إِذا ورمت الرئة وَمَتى ورمت الرئة حم صَاحبه وَإِذا تفقأ الورم نفث بصاقاً قبيحاً فَإِذا كَانَ الغليل لَا يحم لَا يسعل وَلَا ينفث قَيْحا وَلَا بِهِ ورم فِي رئته. لي يتَحَصَّل أَسبَاب السل فِي الصَّيْحَة والسقطة والضربة وإمساك النَّفس الطَّوِيل بِقُوَّة والأعمال الشاقة وَنَحْو ذَلِك مِمَّا يمدد عروق الرئة فينفث الدَّم وَفِي الخراجات الَّتِي تخرج فِي نواحي الصَّدْر مِمَّا تنصب مدَّتهَا إِلَى فضاء الصَّدْر والهواء الْبَارِد جدا الَّذِي يضغط الرئة الَّتِي تعفن الرئة برداءتها وَمَعَهَا نفث الدَّم أَيْضا.

وَأَشد النَّاس اسْتِعْدَادًا للسل من النزل الَّذين دِمَاؤُهُمْ حريفة حارة. وَأَشد النَّاس اسْتِعْدَادًا للسل حِين يسعلون أَصْحَاب الصُّدُور الضيقة.

 

(4/161)

 

 

فِي الدَّم وَخُرُوجه أَسْفَل

قَالَ: كثير من النَّاس قطعت يَده أَو رجله أَو ترك رياضة قَوِيَّة أَو احْتبست عَادَة كَانَ يستفرغ بهَا بدنه انْبَعَثَ مِنْهُم دم إِمَّا من حُلُوقهمْ أَو مَقَاعِدهمْ بدور نَوَائِب وَلَيْسَ عَلَيْهِم فِيهِ بَأْس وَكَثِيرًا مَا يكون ذَلِك بالقيء ألف د وَيكون ذَلِك أَيْضا لامتلاء أبدانهم وَلَيْسَ عَلَيْهِم فِيهِ مَكْرُوه وَهَذِه الْحَال غير رَدِيئَة وَلَا يخرج بوجع.

الرَّابِعَة من الميامر: إِذا كَانَ نفث الدَّم من الْمعدة ونواحيها سقينا القابضة والمغرية والمخدرة وَإِذا كَانَ من الصَّدْر والرئة جعلنَا مِنْهَا اللطيفة الحارة لتوصلها وَإِن كَانَت هِيَ فِي نَفسهَا غير مُوَافقَة لهَذِهِ الْعلَّة.

مِثَال ذَلِك: هيوفسطيداس وَحب الآس وخرنوب وطين أرمني وصمغ عَرَبِيّ ونشا وأفيون هَذَا للمعدة ونواحيها فَإِن كَانَ الصَّدْر رديئاً زِدْنَا مَعَه مرا ودارصينى وسليخة وَنَحْوهَا.

الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: جَمِيع استفراغ الدَّم وَغَيره يقطعهُ أَو يوهن جريته أَن ينصب الْعُضْو إِلَى فَوق وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ من المعي والأرحام فَاجْعَلْ فرَاش العليل مرتفعاً ُ مِمَّا يَلِي أَسْفَل منخفضاً مِمَّا يَلِي فَوق.

الثَّانِيَة: من كَانَت بِهِ أورام باطنة وظاهرة فليتوق الْحمام وَالشرَاب وَالْغَضَب فَإِنَّهُ يسهل مَعَ هَذِه انصباب الأخلاط جدا جدا إِلَى جَمِيع الأورام والأعضاء الضعيفة.)

من مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الفصد وَإِخْرَاج الدَّم مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا علاج فِي غَايَة الْقُوَّة فِي منع نزف الدَّم إِذا جعلت فِي الْمُقَابلَة والمحاجم على الْمُقَابلَة ونصبة الْعُضْو تصير مُرْتَفعَة.

أوريباسيوس قَالَ: ينفع النزف الْبَاطِن أَن يسقى مَاء الكراث مِقْدَار قوانوسين. لي مقَام هَذَا فِي الْبَاطِن مقَام الكاوية خَارِجا وَلها مَوضِع يجب أَن تسْتَعْمل فِيهِ. لي الْمُفْردَات الَّتِي تمنع الدَّم وَتصْلح أَن تشرب وَلها إلحام القروح: ألف د الكندر والساذج والسادوران والكهرباء والصمغ وَدم الْأَخَوَيْنِ والأقاقيا والهيوفسطيداس وصمغ الْجَوْز.

 

(4/162)

 

 

(حرق النَّار) 3 (وَالْمَاء الْحَار والتنفط والنفاخات) (الَّتِي فِيهَا دَقِيق من ذَات نَفسه والمحرقات بِالْقُوَّةِ) الطَّبَرِيّ: يضْرب مح بيض ودهن ورد وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ هندباء ودقيق شعير مغسول ومح بيض ودهن ورد يَجْعَل مرهماً وَيُوضَع عَلَيْهِ. وينفع مِنْهُ مرهم النورة تغسل النورة تسع مَرَّات كل مرّة بِمَاء آخر ثمَّ تضرب بالزيت المغسول ويعالج بِهِ وينفع مِنْهُ اللَّبن.

الْكِنْدِيّ فِي التنفط كُله وَحرق النَّار: يُؤْخَذ صندل وفوفل وآجر أَبيض جَدِيد يطلى بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء ورد فَإِنَّهُ جيد بَالغ لي اجْعَل بدله خزفاً أَبيض جيدا إِذا لم يُوجد.

وَقَالَ: أطل حرق النَّار بِاللَّبنِ سَاعَة يَقع مِنْهُ أَن يتنفط ويتقرح وروه فَإِن قرح فَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُ من مرهم النورة.

بولس قَالَ: النفاخات الَّتِي يكون فِيهَا شَيْء رَقِيق فلتشق وتعصر رطوبتها. وينفع التنفط أَن يضمد بعنب مطبوخ أَو تحمى أَغْصَان شَجَرَة الرُّمَّان فِي رماد حَار وتكوى بهَا النفاخات فَإِن صَار مَا تَحت النفاخات قرحَة فاسحق قيروطياً وشربها بطبيخ الإيرسا وضع عَلَيْهِ المرداسنج وشحماً. لي انصب مَاء حَار مغلي فاحمر من سَاعَته كَمَا انصب فَأَمَرته سَاعَته تِلْكَ فطلاه بصندل وكافور وَمَاء ورد ثمَّ أَمرته أَن يتعاهده يَوْمه أجمع بخرق مبلولة بِمَاء الثَّلج وَمَتى انغسل الطلاء أَعَادَهُ وَوضع الْخِرْقَة فَفعل ذَلِك وَلم يتنفط الْبَتَّةَ وبرأ.

بولس قَالَ: الْموضع الَّذِي يَحْتَرِق بالنَّار يحْتَاج إِلَى أدوية تجلو قَلِيلا من غير ألف د أَن تسخن أَو تبرد بِقُوَّة مثل القليمياء وكل طين خَفِيف إِذا لطخ بخل وَمَاء. وَيمْنَع من التنفط أَن يطلى من سَاعَة يَقع بميعة قد سحقت بأسرها حَتَّى صَارَت مرهماً وَذَلِكَ أَنَّهَا تجفف بِلَا لذع)

أَو يضمد بعدس مطبوخ بِمَاء وخل واطله أَو يطلى بالمراد وَأما الحرق الَّذِي يكون من المَاء الْحَار فبادر من قبل أَن يتنفوا فاطل عَلَيْهِ مَا يمصل من الزَّيْتُون المملوح فضمده أَيْضا بِهَذَا الزَّيْتُون بعد أَن يسْتَحق مَعَ سويق أَو اسحق شباً يَمَانِيا بخل واطله أَو اطله بِاللَّبنِ أَو بالمري. فَأَما مَا يتنفط فاسحق سماقاً وسويقاً بخل وضمده أَو خُذ رَمَادا حَدِيثا لم يرطب بِالْمَاءِ واخلطه مَعَ شمع ودهن وابسطه على خرقَة وَضعه عَلَيْهِ.

وَأما الْمَوَاضِع الَّتِي قد تقرحت فضمدها بكراث مسحوق أَو إِسْحَق البقلة الحمقاء مَعَ

 

(4/163)

 

 

سويق وضمده ولف زبل الْحمام فِي خرقَة وَأحرقهُ وأسحق رماده مَعَ زَيْت ولطخ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ دَوَاء عَجِيب جدا وانثر عَلَيْهِ ورق الآس قد أحرق وسحق.

أَو ريباسيوس قَالَ: الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا حرق النَّار يَنْبَغِي أَن تكون مِمَّا تجلو جلاء معتدلاً وَلَا يكون لَهَا تبريداً وَلَا تسخين قوي قَالَ والطيف الْمَعْرُوف بالقمولياء وَجَمِيع الطين الْخَفِيف الْوَزْن يداف بخل مخروج ويلطخ يمْنَع التنقط وَكَذَلِكَ صفرَة الْبيض وَبَيَاض لِأَنَّهُ يبرده يبريداً شَدِيدا وَلَا يلذعه. والمداد إِذا لطخ عَلَيْهِ نفع. والعدس إِذا طبخ وسحق بالخل وطلي عَلَيْهِ نفع. لي إِنَّمَا يمْنَع التنفط بالأشياء الَّتِي تبرد جدا وَلَا تلذع وَذَلِكَ يجب فِي أول الْأَمر فَإِذا تنفط فَعندهَا يحْتَاج إِلَى مَا يجلو.

قَالَ أوريباسيوس: فَأَما إِذا تنفط فضمده بزيتون المَاء مَعَ سويق شعير أَو سماق مَعَ سويق شعير وخل أَو اخلط رَمَادا ألف د لم يصبهُ المَاء بقيروطي وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو احْرِقْ خرء الْحمام ودقه بِزَيْت واطله فَإِنَّهُ عَجِيب.

فَأَما حرق المَاء الْحَار فَقبل أَن يتنفط الْموضع صب عَلَيْهِ مَاء زيتون المَاء صبا دَائِما ثمَّ اسحق زيتون المَاء وَضعه عَلَيْهِ وأعمد إِلَى شب فاسحقه بخل ولطخ عَلَيْهِ.

الساهر لحرق النَّار: مَاء ورد ودهن ورد ونورة مغسولة وقيموليا وَبَيَاض الْبيض يجمع مرهما فَإِنَّهُ عَجِيب وخل خمر قَلِيل.

آخر: نورة مغسولة وَمَاء السلق والكرنب وشمع ودهن ورد يعْمل مرهماً. أَو يطلى بالطين آخر: دهن ورد وشمع ونورة مغسولة وإسفيذاج وأفيون وَبَيَاض الْبيض أَو يطلى بِاللَّبنِ فَإِنَّهُ جيد.

مرهم النورة: تغسل عشر مَرَّات ثمَّ تعجن بِمَاء ورد وتضرب بدهن الْورْد حَتَّى تصير مرهماً)

فتمنع من التنفط. وَإِن يسحق الصمغ ببياض بيض ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يمْنَع التنفط. لي انْظُر فِي عِلّة الحرق وَمَا يُوجب أَن يُقَابل من التَّدْبِير وَقد أَجمعُوا أَن مرهم مرداسنج الْأَبْيَض أَعنِي مرهم الْخلّ لحرق النَّار جيد جدا.

الْمقَالة الأولى من قاطاجانس قَالَ: لَيْسَ الكندر والعلك والشحم وَنَحْوهَا مُوَافقَة لحرق النَّار وَإِنَّمَا ينفع مِنْهُ مَا يجفف بِلَا لذع وَلَيْسَت لَهُ دسومة.

ابْن سرابيون قَالَ: تحْتَاج هَذِه القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار إِلَى مَا كَانَ من الْأَدْوِيَة معتدل الْجلاء غير أَن يسخن أَو يبرد فَلذَلِك يصلح لَهُ القيموليا وَجَمِيع أَصْنَاف الطين الْخَفِيف الْوَزْن إِذا طلي بِهِ بخل قد مزج مزاجاً كثيرا.

وَمِمَّا يسكن وَيمْنَع التلهب: بَيَاض الْبيض إِذا طلي من سَاعَته مَضْرُوبا مَعَ دهن الْورْد

 

(4/164)

 

 

فَإِن هَذَا يبرد ويجفف ويسكن اللذع وَأفضل من هَذَا أَن يُؤْخَذ ألف د ورق الخمطي الرطب أَو ورق الْخَبَّازِي بِمَاء عذب ثمَّ يسحق وينقى من خيوطه ويطرح عَلَيْهِ مرداسنج وإسفيذاج الرصاص من كل وَاحِد أوقيتان وَنصف ودهن ورد أَربع أَوَاقٍ وَمَاء كزبرة رطبَة وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب أُوقِيَّة أُوقِيَّة يسحق الْجَمِيع سحقاً محكماً ويضمد بِهِ. وَيصْلح أَيْضا أَن يُؤْخَذ عدس مقشر وَورد فيسلقان ويسحقان مَعَ دهن ورد ويضمد. وأنفع مِنْهَا هَذَا: تُؤْخَذ نورة مغسولة بِالْمَاءِ العذب سبع غسلات مجففة أَربع أَوَاقٍ شمع مصفى أوقيتان ودهن ورد سِتّ أَوَاقٍ يجمع الْجَمِيع.

وَمن النَّاس من يَأْخُذ الكلس المغسول والإسفيذاج ودهن الْورْد وَبَيَاض الْبيض فَيجمع فَإِن كَانَ الاحتراق إِنَّمَا هُوَ من مَاء حَار فَقبل أَن تجفف النفاخات فاسكب عَلَيْهِ مَاء الزَّيْتُون أَو مَاء الرماد أَو مريا أَو بِنَا.

وَإِذا تنفط فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ مرهم الإسفيذاج ومرهم النورة وَهَذِه نسخته: اغسل النورة ثمَّ اضربها بدهن ورد حَتَّى يَسْتَوِي فَإِن لم تَجف النفاخات وعسر اندمالها فانثر عَلَيْهَا قرن الأيل المحرق أَو الينبوت المحرق.

وينفع مِنْهُ هَذَا خَاصَّة وَلكُل قرحَة عسرة: تُؤْخَذ برادة النّحاس وَالْحَدِيد تعجن بالطين الْأَحْمَر وَتجْعَل فِي الأتون حَتَّى تحترق وينسحق وَيكون أقراصاً وَعند الْحَاجة أسحق وانثر على الْموضع بعد أَن تطليه بدهن ورد فَإِنَّهُ مجرب لَهُ وللجدري وَإِن شِئْت فاطله مَعَ دهن ورد.) لي فِي التنفط: قد يكون قوم تنصب إِلَى أعضائهم مَادَّة حريفة فتتنفط وتسيل مِنْهَا مُدَّة وصديد أصفر وَمَا دَامَ لَا يتنفط وَلَا يسيل فَإِنَّهُ يوجع حَتَّى إِذا سَالَ سكن الوجع مثل ابْن الْكُوفِي وَابْن عبدويه ألف د ويعالج ذَلِك بمرهم الإسفيذاج مَعَ كافور كثير فَإِنَّهُ جيد جدا. وَإِذا أردْت أَن يتنفط سَرِيعا فَلَا يتنفط الْجلد فَإِنَّهُ أَجود وَيَنْبَغِي أَن يجرب وَقد عَالَجت مِنْهُ بغاية التبريد وإسهال الصَّفْرَاء الدَّائِم فبرئوا مِنْهُ وَقد صحّح جالينوس ظَنِّي فِي ذَلِك فِي كتاب الأخلاط فِي الْمقَالة الأولى.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا كثر فِي عُضْو من الْأَعْضَاء الْفضل السيال الَّذِي يكون مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الزقي تولد فِيهِ النفاخات.

الْكَمَال والتمام دَوَاء يمْنَع حرق النَّار: يحل صمغ ببياض الْبيض ويطلى عَلَيْهِ. لي تطلب عِلّة الحرق لم صَار يتنفط وَتخرج النفاخات فِيهَا مَا الْعلَّة فِي ذَلِك أَن الْموضع يسخف جدا فتميل رطوبات كَثِيرَة ليتحلل ثمَّ لَا يُمكنهَا ذَلِك لكثافة الْجلد فتشيله وتجتمع تَحْتَهُ فَلذَلِك يمْنَع من التنفط مَا يسخف الْجلد وَيمْنَع بِقُوَّة قَوِيَّة.

قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن دَوَاء كَيْت وَكَيْت يشفي حرق النَّار لِأَنَّهُ يحلل وَفِيه مَعَ ذَلِك منع وَدفع. لي هَكَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَهُنَا لِأَنَّهُ يحصل أَشْيَاء رقيقَة يمْنَعهَا الْجلد فيتنفط فَيحْتَاج إِلَى تحليلها وَفِيه مَعَ ذَلِك منع وَدفع. لي هَكَذَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَهُنَا لِأَنَّهُ يحصل أَشْيَاء رقيقَة يمْنَعهَا الْجلد فيتنفط فَيحْتَاج إِلَى تحليلها وَيَنْبَغِي أَن يمْنَع مجيئها مَعَ ذَلِك. ج زهرَة اللبلاب الْكَبِيرَة إِذا سحقت مَعَ القيروطي كَانَت أَنْفَع شَيْء لحرق النَّار. لي أَحْسبهُ مجففه.

 

(4/165)

 

 

أصل السوسن الْأَبْيَض بليغ النَّفْع من حرق المَاء الْحَار لِأَن مثل هَذَا الحرق يحْتَاج إِلَى دَوَاء يجمع التجفيف والجلاء المعتدل.

وَأفضل الْأَدْوِيَة لحرق النَّار أَن يُؤْخَذ أصل هَذَا السوسن فيسحق بدهن ورد ويضمد مَوضِع حرق المَاء الْحَار حَتَّى يبرأ.

ورق الْحِنَّاء يطْبخ ويصيب على حرق النَّار فينفع جدا لِأَنَّهُ يمْنَع ويحلل مَا فضل.)

لحاء شجر الصنوبر يشفي حرق ألف د المَاء الْحَار.

جوز الدلب إِن اسْتعْمل مَعَ الشَّحْم شفى حرق النَّار.

الهيوفاريقون إِن ضمد بِوَرَقَة أَو عصيره حرق النَّار شفَاه.

القيموليا نَافِع لحرق النَّار لِأَنَّهُ مركب مِمَّا يمْنَع ويجلو وَلَا يسخن وَلَا يبرد وَهُوَ يجفف فليطل الحرق من سَاعَته بخل ممزوج.

وكل طين هش خَفِيف الْوَزْن ينفع حرق النَّار إِذا طلي من سَاعَته بِالْمَاءِ والخل وَيمْنَع أَن يتنفط.

المداد يجفف تجفيفاً شَدِيدا وَإِذا خلط بِالْمَاءِ وطلي على حرق النَّار نفع من سَاعَته وَإِن كَانَ مَعَه خل كَانَ أَنْفَع.

بَيَاض الْبيض إِن طليته على الحرق من المَاء الْحَار وَغَيره عظم نَفعه فليوضع فَوْقه أَيْضا فِي صوفة لينَة.

اطهورسفس قَالَ: غراء الْجُلُود إِن طلي مِنْهُ على حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار منع التنفط. د: الكندر إِذا سحق وخلط بشحم الدَّجَاج ابرأ القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار.

الأقاقيا إِذا لطخ ببياض الْبيض على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط.

زيتون المَاء إِن سحق لَحْمه وضمد بِهِ منع حرق النَّار أَن يتنفط.

عصارة ورق الآس إِذا ديفت بشراب وعصير تبرئ حرق النَّار.

ورق التوت إِذا دق وخلط بِهِ زَيْت وضمد بِهِ ابرأ حرق النَّار. د: قَالَ: إِن دق الصدف ونثر على حريق النَّار بعد أَن يلطخ برطوبة الصدف لزق بِهِ وَلم يُفَارِقهُ لي تغسل النورة وتضرب مَعَ بَيَاض الْبيض الرَّقِيق ويطلى بِهِ الحرق من سَاعَته بريشة وَيتْرك عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يُفَارِقهُ إِلَّا عَن برئه.

ورق السلق إِذا سلق يُبرئ حرق النَّار إِذا ضمد بِهِ.

الأشق إِذا حل بِالْمَاءِ ولطخ بِهِ لم يدع حرق النَّار أَن يتنفط. د: ورق الخطمي يسحق كالكحل وَيضْرب مَعَ شَيْء قَلِيل من مَاء ورد ويطلى على حرق النَّار جيد بَالغ. ألف

 

(4/166)

 

 

د ماسرجويه قَالَ: رماد الطرفاء يجفف كل القروح الْعسرَة وخاصة الْحَادِثَة عَن حرق النَّار.)

الفلاحة قَالَ: عصير الكرنب يخلط بَيَاض الْبيض ويطلى على حرق النَّار فيبرئه.

المداد الْمُتَّخذ من دُخان الصنوبر وَمثل ثلثه صمغاً إِذا عجن بِالْمَاءِ ثخيناً وطلي على حرق النَّار لم يُؤْخَذ عَنهُ وَلم يسْقط إِلَّا عَن برئه وَمنع تنفطه.

ورفس: الْخلّ أبلغ الْأَدْوِيَة فِي منع حرق النَّار أَن يتنفط. لي لبطل عَلَيْهِ بطين.

بليناس فِي الطبيعيات: من احْتَرَقَ بدنه فَأَرَادَ أَلا يتنفط فليسحق العفص بالخل ويعجنه بِمَاء ويطله قبل ذَلِك فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ. لي اتّفق أَن عالج عبد الرَّحْمَن حرق النَّار بالمرهم الْأَبْيَض فَكَانَ أنجح من كل شَيْء رَأينَا ثمَّ داوم على ذَلِك فَكَانَ نَافِعًا أبدا وَينْهى الْقيَاس بعد ذَلِك وَذَلِكَ أَن المرهم عفص حُلْو دسمي لين اللِّقَاء وقوته التجفيف من غير لذع الْبَتَّةَ.

قَالَ د: الإثمد إِذا خلط بِبَعْض الشحوم الطرية ولطخ على حرق النَّار لم يعرض لَهُ خشكريشة وَإِذا خلط بالموم وَشَيْء يسير من اسفيذاج الرصاص أدمل مَا يعرض فِيهِ من قُرُوح حرق النَّار الخشكريشة وقيروطي فشربه عصير ورق الآس أَو يسحق مَعَه ورق الآس الْيَابِس وَقد جعل ضماداً يُبرئ حرق النَّار فِيمَا زعم.

والأقراص الَّتِي تعْمل من البنك الَّذِي يكون فِي سَاق الآس أقوى كثيرا فِي ذَلِك: يُؤْخَذ البنك الَّذِي يكون فِي سَاق الآس فينعم دقه وتعجن بشراب عفص وتتخذ قرصة وينفع. ودهن الآس قَالَ د: نَافِع لحرق النَّار إِن لطخ.

الأقاقيا ببياض الْبيض إِن لطخ على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط.

وَقَالَ ديسقوريدوس: أصل الأنجوسا إِذا أغلي بالزيت ثمَّ جعل من ذَلِك الزَّيْت قيروطي كَانَ جيدا لحرق النَّار.

القسي إِذا تضمد بورقه نفع حرق النَّار.

أوفاريقون قَالَ: أَنه إِن تضمد بورقه ابرأ حرق النَّار.

اندروسامن إِن تضمد بورقه ابرأ حرق النَّار. وَقَالَ ج: قُوَّة ورق هَذَا يجفف ويجلو فَلذَلِك قد وثق النَّاس بِأَنَّهُ يُبرئ حرق النَّار.

قَالَ: إِن ضمدت حرق النَّار ببيضة كَمَا هِيَ نِيَّة نَفَعت جدا وَإِن ضمدته ببياضها فَقَط بصوفة نفعته وَكَذَلِكَ الصُّفْرَة لِأَنَّهَا تبرد وتجفف تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَبَيَاض الْبيض إِن جعلته على حرق)

النَّار لم يَدعه يتنفط إِن طليته فِي أول مَا يعرض.

 

(4/167)

 

 

الْجُلُود الْخلقَة الَّتِي ترمي بهَا الأساكفة من النِّعَال وَغَيرهَا قَالَ د: إِن أحرقت وسحقت وذرت على حرق النَّار أَبرَأته وَشهد بذلك جالينوس وَقَالَ بولس: إِنَّهَا تَنْفَع حرق النَّار حَقًا.

ثَمَرَة الدلب الطرية مَعَ شَحم خِنْزِير يُبرئ حرق النَّار. د قَالَ جالينوس: جوز الدلب مَعَ شَحم ينفع حرق النَّار.

نَبَات الهيوفاريقون إِذا دق مَعَ ورقه وضمد بِهِ مَوضِع حرق النَّار أدمله. ج: لحم زيتون المَاء إِذا تضمد بِهِ بعد سحقه لم يدع حرق النَّار يتنفط. د: بعر الضَّأْن إِذا خلط بقيروطي ودهن ورد ابرأ حرق النَّار.

زبل الْحمام إِذا سحق بالزيت ثمَّ طلي بِهِ حرق النَّار أَبرَأَهُ. د: جالينوس قَالَ: كَانَ رجل يداوي الْجِرَاحَات الْحَادِثَة عَن حرق النَّار ببعر الكباش مَعَ قيروطي فيدملها وببعر الْمعز المحرق ويخلط قَلِيله مَعَ كثير من القيروطي.

طبيخ ورق الْحِنَّاء يصب على حرق النَّار. ج: حَيّ الْعَالم نَافِع لحرق النَّار.

القيموليا إِذا ديف بخل ولطخ على حرق النَّار فِي أول مَا يعرض منع من التنفط. د: الطين الَّذِي فِي حيطان الأتون مثل القيموليا فِي ذَلِك. د جالينوس: طين سالي وطين قبرس من أفضل الْأَدْوِيَة لحرق النَّار لِأَنَّهُمَا يجففان من غير لذع وَلَا إسخان ألف د وَلَا تبريد ظَاهر ويجلوان جلاء يَسِيرا وَإِلَى هَذَا تحْتَاج القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار. ج: القيموليا نَافِع لحرق النَّار إِذا طلي عَلَيْهِ بخل كثير المزاج بِالْمَاءِ.

وَقَالَ: كل طين زبدي خَفِيف الْوَزْن ينفع حرق النَّار إِذا طلي عَلَيْهِ من سَاعَته بخل وَالْمَاء ويمنعه أَن يتنفط وَاجعَل مِقْدَار الْخلّ بِحَسب الْبدن ويبوسته.

الكندر إِن خلط بشحم البط ابرأ القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار. د: لِسَان الْحمل إِذا تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من حرق النَّار.

قَالَ ابْن ماسويه: خَاصَّة اللبلاب إِنَّه إِن دق وخلط بالموم الْمُصَفّى ودهن ورد ابرأ حرق النَّار. ج قَالَ: زهرَة هَذَا اللبلاب إِذا سحقت مَعَ القيروطي أَنْفَع شَيْء لحرق النَّار.) ج قَالَ: زهرَة هَذَا اللبلاب إِذا سحقت مَعَ القيروطي أَنْفَع شَيْء لحرق النَّار. دُخان خشب الصنوبر وَمثل ثلثه صمغاً يعجن بِالْمَاءِ ثخيناً ويطلى عَلَيْهِ وَلَا يُؤْخَذ حَتَّى يسْقط من نَفسه فَإِنَّهُ لَا يسْقط حَتَّى يندمل. د قَالَ جالينوس: المداد يجفف تجفيفاً شَدِيدا وَإِن ديف بِالْمَاءِ وطلي على حرق النَّار نفع من سَاعَته إِن كَانَ بخل قد انقع وَإِذا خلط بِزَيْت وَوضع على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط.

 

(4/168)

 

 

د: بصل النرجس إِن سحق بالعسل وَوضع على حرق النَّار نفع مِنْهُ. د: أصل السوسن إِن طبخ بدهن ورد وَاسْتعْمل ابرأ حرق النَّار.

أصل السوسن الْأَبْيَض البستاني وورقه لَا يجلو ويحلل باعتدال نفع حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار لِأَن حرق المَاء يحْتَاج إِلَى دَوَاء يجمع التجفيف والجلاء المعتدل فأفضل الْأَدْوِيَة لَهُ السوسن إِذا شوي وسحق مَعَ دهن ورد وَوضع على الْموضع الَّذِي احرقه المَاء الْحَار وَالنَّار ألف د وَيتْرك حَتَّى يبرأ الشريج إِذا خلط بقيروطي ابرأ حرق النَّار. د: السمسم يُبرئ حرق النَّار.

قشر شَجَرَة الصنوبر الصَّغِير الْحبّ يدمل قُرُوح حرق المَاء الْحَار. ج: صدف الفرفير إِذا أحرق ثمَّ أنعم سحقه وَجعل مِنْهُ جعل مِنْهُ على حرق النَّار وَترك عَلَيْهِ حَتَّى يسْقط من ذَاته سقط بعد اندماله على شَحم الْخِنْزِير جيد لحرق النَّار. د: الشب إِن لطخ بِالْمَاءِ على حرق النَّار نفع. قشر السويه إِذا حك بِهِ مرداسنج ودقاق كندر وَافق حرق النَّار وَإِن اسْتعْمل هَذَا القشر بقيروطي ودهن الآس نفع من ذَلِك أَيْضا. د: ورق التوت إِن دق وسحق وخلط بِزَيْت وتضمد بِهِ ابرأ حرق النَّار. د: الغراء الْمَعْمُول من جُلُود الْبَقر إِذا أذيب بِالْمَاءِ ولطخ بِهِ منع حرق النَّار أَن يتنفط. إِن طبخ ورق الْخَبَّازِي البستاني وأنعم دقه وخلط مَعَ زيتون وضمد بِهِ حرق النَّار نفع مِنْهُ.

قَالَ بولس: إِن النطول بطبيخ الْخَبَّازِي البستاني ينفع من حرق النَّار.

الْخلّ يُطْفِئ حرق النَّار أسْرع من كل شَيْء.

ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة من حرق النَّار مَا أصف: أطل الْموضع بدهن الآس المغلي أَو بدهن الْورْد أَو أطل الْموضع بقيموليا مَعَ بَيَاض الْبيض أَو ضع عَلَيْهِ نورة مغسولة بِمَاء الْمَطَر مَعَ بَيَاض الْبيض ودهن الآس الْمُتَّخذ بدهن ورد أَو ادهنه بدهن ورد مَعَ شَيْء من أقاقيا أَو صمغ)

الإجاص أَو أحرق نعل الْخُف وذره عَلَيْهِ أَو ذَر عَلَيْهِ هيوفاريقون بعد حرقه أَو أطل الْموضع إِسْحَاق: ينفع حرق النَّار وَالزَّيْت وَالْمَاء القيموليا وَحده مَعَ خل ممزوج بِالْمَاءِ وَالْبيض إِذا فَقص وغمست فِيهِ قطنة وَوضعت عَلَيْهِ.

والمداد إِذا طلي عَلَيْهِ. ألف د والكندر الْأَبْيَض إِذا سحق وطلي عَلَيْهِ بعد سحقه بِالْمَاءِ حَتَّى يُمكن من الطلاء وَهَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع فِي الْمُبْتَدَأ وتمنع أَن يتنفط وَإِذا تنفط فاخلط سماقاً بسويق الشّعير وأسحقها وبلها بخل واجعله عَلَيْهِ

 

(4/169)

 

 

أَو خُذ مَاء قد أطفئ فِيهِ نورة فاخلطه بشمع ودهن ورد واجعله عَلَيْهِ فَإِن كَانَت النَّار قد أبلغت حَتَّى أحدثت قرحَة وَلم يكن مَعهَا حمرَة وَلَا حرارة فاسحق شياً من كرات وَضعه عَلَيْهِ فَإِن كَانَت فِيهِ حمرَة فالبقلة الحمقاء مَعَ سويق شعير بضماد وَيصْلح أَيْضا إِذا لم تكن حرارة وَحمى أَو يُؤْخَذ خرء الْحمام فَيصير فِي خرقَة كتَّان وَيحرق حَتَّى يصير رَمَادا ويخلط بدهن ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ دَوَاء عَجِيب النَّفْع.

وَمِمَّا يدمل أَيْضا حرق النَّار: البرسياوشان الْيَابِس إِن سحق ونثر عَلَيْهِ وأطراف الآس محرقة إِن نثرت عَلَيْهِ أَو عمل مِنْهُ مرهم.

وَمِمَّا يوضع عَلَيْهِ قبل أَن يتنفط: الزَّيْتُون المملوح وَيصب عَلَيْهِ أَيْضا مَاء الزَّيْتُون المملوح أَو يلطخ عَلَيْهِ شب يمَان بخل.

ولحرق المَاء الْحَار: تضمد بصفرة الْبيض ودهن ورد بقطنة فَإِذا احْتِيجَ إِلَى تجفيفه فلنحرق شبكة صياد عتيقة وَيُؤْخَذ رمادها وشعير محرق وغربال عَتيق محرق وجلنار ويذر عَلَيْهِ مُفْردَة أَو مركبة بدهن ورد مَرَّات.

من تذكرة عَبدُوس لحرق النَّار وَحرق النورة: يُؤْخَذ شعير محرق وجلنار وودع محرق وشبكة الصياد الْخلقَة محرقة وصدف محرق ومرداسنج يطلى بدهن الْورْد ودهن الآس مَعْمُول من دهن ورد وَبَيَاض بيض لخرق النورة يطلى عَلَيْهَا على الْمَكَان. طين حز مغسول بِمَاء شَدِيد الْبرد فَإِنَّهُ يسكن. لي تجربة من الْجَامِع مرهم أَبيض لحرق النَّار: يُؤْخَذ خثي الْبَقر الرَّاعِي ألف د الْيَابِس وقشور شَجَرَة الصنوبر ومشكطرامشيع عشرَة عشرَة ومرداسنج ثَلَاثَة وخبث الْفضة دِرْهَمَانِ خبث الرصاص أَرْبَعَة دَرَاهِم نورة قد غسلت غسلات بِمَاء بَارِد خَمْسَة دَرَاهِم وقيموليا خَمْسَة دَرَاهِم اسفيذاج الرصاص وطين قبرسي أَو رومي من كل وَاحِد سَبْعَة دَرَاهِم وعصا الرَّاعِي)

مدقوق عشرَة مداد فَارسي أَو صيني وزن سِتَّة دَرَاهِم توتياء أَخْضَر سَبْعَة دَرَاهِم بعر الضَّأْن عشرَة دَرَاهِم حب اللبلاب وورقة من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما خبث الْحَدِيد وعصارة ورق الخطمى وعصارة ورق الْخِيَار من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم وسوسن إزاد وبصله وسوسن آسمانجوني وزعفران من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم كافور أَرْبَعَة دَرَاهِم موم ودهن ورد ومخ أيل وَإِذا كَانَ مَعَ الحرق حرارة وَحُمرَة فَاجْعَلْ النورة المغسولة بِمَاء الْمَطَر وإسفيذاج الرصاص وحناء مكي وعصارة عِنَب الثَّعْلَب ورغوة بزر قطوناً وَبَيَاض الْبيض وشمع أَبيض ودهن ورد خام يَجْعَل عَلَيْهِ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ عَجِيب.

من الْكَمَال والتمام لحرق النَّار: قيموليا يسحق ويخلط مَعَه دهن ورد وَبَيَاض بَيْضَة

 

(4/170)

 

 

وَشَيْء من خل خمر يطلى بريشة أَو تُؤْخَذ نورة فتغسل عشر مَرَّات وتخلط بدهن ورد وَبَيَاض بيض وإسفيذاج الرصاص وخبث الْفضة أَو يطلى الْموضع بطين أرمني بخل وَمَاء ورد فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع وَإِن سحق الصمغ ببياض الْبيض وطلي عَلَيْهِ منع أَن يتنفط أَو يَجْعَل الآس محرقاً مَعَ شمع ودهن ورد وَيجْعَل عَلَيْهِ.

صفة دَوَاء يشرب فينفع من حرق النَّار: يشوى أصل السوسن الْأَبْيَض ألف د فِي الْعَجِين ويسحق ويسقى مَعَ شَيْء من دهن ورد أَو يَجْعَل عَلَيْهِ بعر الْغنم بدهن ورد أَو ورق الخطمي ارطب مَعَ دهن ورد أَو أصُول النرجس تدق بِعَسَل وَيجْعَل عَلَيْهِ أَو يعجن الشب بِمَاء ورد ويطلى عَلَيْهِ.

مرهم لحرق النَّار وَالْمَاء الْحَار: تُؤْخَذ نورة مغسولة وَبَيَاض الْبيض ودهن ورد وشمع أَبيض ومرتك مبيض اجْعَلْهُ مرهماً وعالج بِهِ.

من الفلاحة الفارسية قَالَ: لحرق النَّار دهن الْورْد وخل مَضْرُوب بعضه بِبَعْض جيد نَافِع جدا.

اطهورسفس قَالَ: إِن دق لحم الصدف بِلَا عظمه وَوضع على حرق النَّار نَفعه جدا.

وَقَالَ: غراء السّمك إِن ديف بِالْمَاءِ وطلي على حرق النَّار نفع جدا.

من مداواة الأسقام قَالَ: خُذ بيضًا وكندراً ومداداً فاطله عَلَيْهِ أَو ضع عَلَيْهِ عدساً مطبوخاً ودقيق الشّعير مَعَ بيض ني أَو خُذ سويقاً فاسحقه بِمَاء وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ينتفط أَو ضع عَلَيْهِ سماقاً وسويقاً مسحوقين بخل فَإِذا تنفط الْجرْح فَخذ كارباً فأنعم دقه وألزمه الْجرْح أَو)

دق بقلة حمقاء وألزمها الْجرْح أَو اسحق الشب بِعَسَل واطله عَلَيْهِ أَو انقع غراء البقة بِمَاء واطل من ذَلِك المَاء.

ابْن سرابيون: الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ المحترق بالنَّار الْأَدْوِيَة المعتدلة الْجلاء من غير أَن تسخن أَو تبرد فَمن هَذَا القانون أصلح مَا اسْتعْمل القيموليا وَجَمِيع الطين الْخَفِيف الْوَزْن إِذا طلي بِهِ مَوضِع الحرق مَعَ خل وَمَاء. وَيمْنَع التلهب والتنفط بَيَاض الْبيض ودهن الْورْد إِذا طلي عَلَيْهِ من سَاعَته. ألف د وَأفضل مِنْهُ ورق الخطمي الرطب وورق الْخَبَّازِي يسلق حَتَّى يتهرأ بِمَاء عذب ثمَّ ينقى ليفه ويخلط بمرداسنج مربى وإسفيذاج الرصاص أوقيتان مِنْهَا لرطل من المسلوق وَأَرْبع أواقي دهن ورد وَمَاء الكزبرة الرّطبَة وعنب الثَّعْلَب أُوقِيَّة أُوقِيَّة يحكم سحق الْجَمِيع حَتَّى يصير كالطرار ويضمد بِهِ. وينفع من هَذَا أَن تُؤْخَذ نورة مغسولة بِمَاء عذب سبع مَرَّات مجففة أَربع أَوَاقٍ وشمع مصفى أوقيتان دهن ورد سِتّ أَوَاقٍ يذاب الشمع والدهن

 

(4/171)

 

 

ويسحق مَعَ الكلس ويطلى بِهِ وَقد تسْتَعْمل الكلس والدهن وَبَيَاض الْبيض وإسفيذاج قَلِيل وَيكرهُ الشمع بعض النَّاس. لي فِي احتراق المَاء الْحَار: يَنْبَغِي أَن ينطل عَلَيْهِ قبل أَن يتنفط مَاء الزَّيْتُون أَو مَاء الرماد أَو مرى أَو بن يطلى عَلَيْهِ فَإِن لم يُدْرِكهُ إِلَّا وَقد تنفط فَحِينَئِذٍ يسْتَعْمل مرهم الإسفيذاج ومرهم النورة فَإِنَّهُ يسكن ويجفف البثور. فَإِن ضعف جفوف النفاخات واندمالها فانثر عَلَيْهِ ورق الأثل المحرق أَو ورق الينبوت. وَإِن عسر أَكثر فانتثر عَلَيْهِ الإكسير بالطين الْأَحْمَر فِي بَاب القروح الْعسرَة الِانْدِمَال.

 

(4/172)

 

 

3 - (الكي وَمَا يقْلع الخشكريشة) الْيَهُودِيّ قَالَ: أكو صَاحب الرهصة بِالذَّهَب الْأَحْمَر واكو الآكلة بِالْفِضَّةِ أَو النّحاس.

قَالَ بولس: مِمَّا يقْلع خشكريشة الكي ضماد دَقِيق الْحِنْطَة بِمَاء وزيت ومرهم الباسليقون أَو خس يدق مَعَ كرفس أَو باذروج وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ أقواها كلهَا وَأي دَوَاء شِئْت مِمَّا ينْبت اللَّحْم إِذا عجن بِعَسَل وَوضع عَلَيْهِ مثل الإيرسا والزراوند وَالْعَسَل نَفسه. لي السّمن والشيرج يُجزئ عَن هَذَا كُله.

قَالَ: ويقلع أثر الكي من أَصله الفجل مسحوقاً بخل ثَقِيف. لي ينظر فِي هَذَا ألف د فَإِن الخشكريشة تحْتَاج إِلَى المرخيات فَقَط.

أنطيلس: إِذا احتجت أَن تكوى شَيْئا مثل الْأنف أَو الْفَم أَو دَاخل الْأذن فَخذ أنبوبة من صفر فَأدْخلهَا فِيهِ وَأدْخل المكوى فِي جَوف الأنبوبة. لي لَو كَانَ مَعَ أبي الْحُسَيْن فِي الْيَوْم الَّذِي كوي صَاحب التوتة فِي أصل الضرس أنبوبة وَاسِعَة يلقمها فَاه لم يَحْتَرِق لِسَانه وشفتاه وَقد كَانَ يسهل عَلَيْهِ أَن يَأْخُذ فِي ذَلِك الْوَقْت قِطْعَة رمح وسالة هَذَا الشكل.

تجارب المارستان: إِذا كويت بلخية أَو توتة فَاجْعَلْ المكوى كَالدَّمِ ثمَّ ضع على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الشكل فَإِذا احْتَرَقَ فحكه بِخرقَة خشنة حَتَّى يسْقط مَا احْتَرَقَ أَو اجرده ثمَّ ضع الكي عَلَيْهِ أبدا حَتَّى يصل إِلَى لحم صَحِيح يوجع أَشد الوجع أَو إِلَى عظم فَإِذا وصلت إِلَى عظم فاكوه ليسقط عَنهُ قشره إِذا كَانَ فَاسِدا وبقدر فَسَاده يحْتَاج إِلَى شدَّة الكي وَأحذر مجاري الأعصاب ورؤوس العضل والربط وَشر أماكنها المفاصل.

الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: إِذا كوينا عضوا ينزف الدَّم كويناه بمكاو قد حميت غَايَة الْحمى لِأَن مَا لم يكن كَذَلِك لَا ينفع لِأَنَّهُ يحدث قشرة غَلِيظَة ويضره لِأَنَّهُ لَا يبلغ أَن يحدث قشرة عَظِيمَة ويحمي الْموضع فيهيج انبعاث الدَّم أَكثر.

من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس فِي الفصد قَالَ: أَجود مَا يكوى بِهِ الذَّهَب الإبريز لِأَنَّهُ لَا ينفط مَوضِع الكي وَيبرأ سَرِيعا.

 

(4/173)

 

 

من الأهوية والبلدان: الكي لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي الْأَزْمِنَة المفرطة الطبيعة كالقيظ والشتاء.

أنطيلس قَالَ: إِذا أردْت أَن تكوي شَيْئا فِي تجويف مثل الْفَم وَالْأنف والتجاويف للقروح فَاتخذ) ألف د للمكاوي أنبوباً من صفر تدخل فِيهِ وتبرز مِنْهُ قدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من المكوى المحمى.

من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: إِذا أردْت أَن تكوي لنزف الدَّم فَيَنْبَغِي أَن تكوي بمكاو فِي غَايَة الْحمى لِأَن تحدث قشرة غَلِيظَة محترقة فَإِن الَّتِي لَا تفعل ذَلِك لَا تقطع الدَّم بل تهيجه بالحرارة وتزيده.

 

(4/174)

 

 

(الْخلْع وَالْكَسْر) (وَالْفَسْخ والوثء والأدوية) والعلاجات الملطفة للدشبد والمحللة لِبَقَايَا الغلظ من الأعصاب والمفاصل وَالَّتِي تلين العصب الصلب الممتد وَالَّتِي تشد المفاصل الرخوة وَالَّتِي تلين الْعرق الممتد والربط والسلع الْمُسَمَّاة تعقد العصب وَالَّتِي تلين المفاصل الَّتِي قد امْتنعت من الانبساط والجبر وتصلب المفاصل وتليينها بعد الْجَبْر وَمَا تضمد بِهِ الْأَعْضَاء الواهنة والكسيرة وَمَا يصلب كسور الْعِظَام الَّتِي لم تَجِد التحامها وَالْخلْع الَّذِي يكون من سقطة وَالَّذِي يكون من رُطُوبَة المفاصل وتليين الْعُنُق الممتد.

الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء: 3 (عِظَام الرَّأْس) قَالَ: مَتى عرض فِي مفصل كَبِير خلع من قرحَة قصدنا نَحْو القرحة حَتَّى تَبرأ وَتَركنَا الْخلْع لَا يبرأ وَذَلِكَ أَنا مَتى رمنا أَن نعالج الْخلْع أَيْضا حَتَّى يبرأ أصَاب العليل ألف د تشنج فِي أَكثر الْأَمر.

الْمقَالة الرَّابِعَة قَالَ: أبقراط يَأْمر أَن يَبْتَدِئ الرِّبَاط من مَوضِع الْكسر وَيذْهب حَتَّى يبلغ الْموضع السَّلِيم.

قَالَ: وَقد نجد أَصْحَاب التجارب وَذَلِكَ هُوَ الصَّوَاب مَتى حدث تشنج أَو رض شَدِيد بَادرُوا إِلَى إِخْرَاج الدَّم وَإِن كَانَ الْبدن لَا امتلاء فِيهِ.

الرض إِذا لم يكن عَظِيما جدا منفسخاً كَفاهُ أَن يفصد ويطلى بالأدوية الْمَانِعَة حَتَّى إِذا سكنت شرته حلل مَا بَقِي من أثر الدَّم بالأدوية الَّتِي تفعل ذَلِك وَهِي الَّتِي تحلل الدَّم الْمَيِّت وَإِن كَانَ شَدِيدا وَمَعَهُ ضَرْبَان شَدِيد وورم لم يكن بُد من أَن يتقيح فَيَنْبَغِي أَن تبادر فِي تقييحه فَإنَّك تستدرك بذلك غرضين: أَحدهمَا أَن شدَّة الوجع تسكن وَالثَّانِي أَنه يُبَادر إِلَى التقيح الَّذِي لَا بُد لَهُ مِنْهُ ثمَّ يعالج بعلاج القروح فَيكون أسْرع مُدَّة وَذَلِكَ إِن الْأَجْزَاء المترضضة إِذا تقيحت ذَابَتْ وانحلت وَصَارَت صديداً ثمَّ يبْدَأ اللَّحْم ينْبت من الْموضع الصَّحِيح الَّذِي تحب وَإِن كَانَ مَعَ الْفَسْخ شقّ فقد ذكر علاجه فِي قوانين القروح.

 

(4/175)

 

 

الْمقَالة السَّادِسَة قَالَ: الْكسر يَقع فِي الْعظم إِمَّا عرضا وَإِمَّا طولا وَالْوَاقِع بِالْعرضِ يبين فِيهِ أحد الجزءين فقد فَارق الآخر وَالْوَاقِع بالطول لَا يتَبَيَّن فِيهِ ذَلِك لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون شبه الشق فَقَط.

قَالَ: عِظَام الصّبيان يُمكن أَن تلتحم فَأَما عِظَام الفتيان والشيوخ فَلَا وَأما إِن يجْتَمع على الجزءين المكسورين شَيْء يلزقهما فَذَلِك يكون.

قَالَ: وَسبب ذَلِك أَن الْعظم يغتذي بغذاء يشاكله فيجمد على طرفِي العظمين من فضلَة غذَاء الْعظم شَيْئَانِ يلتزقان بِهِ.

قَالَ: وَمَا كَانَ من الْكسر مُنْفَصِلا بعضه من بعض بِالْعرضِ فَإِن أحد الجزءين يَزُول عَن محاذاة الآخر وَإِلَّا نَتنًا ألف د فَيَنْبَغِي أَن تقومها على الاسْتقَامَة بانتقال كل وَاحِد إِلَى خلاف الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهِ وَتجْعَل الدستور فِي ذَلِك الْجُزْء السَّلِيم الْبَاقِي على صِحَّته فَإِن هَذَا الْجُزْء يدل على مثل مَا يمال إِلَى نَاحيَة مَال وَإِلَى أَيْن يَنْبَغِي أَن ينْقل.)

قَالَ: وَفِي رفع جزئي الْعظم إِلَى خلاف جِهَتهَا إِذا كَانَا منفصلين بِالْكَسْرِ خوف أَن تنكسر شظاياهما وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يكون فيهمَا أملس بل لَهُ زَوَائِد.

قَالَ: وَإِن انْكَسَرت هَذِه الزَّوَائِد لم ينجبر الْعظم جبرا محكماً لِأَن تِلْكَ الزَّوَائِد إِمَّا أَن تبقى بَين العظمين المكسورين فتمنع وَإِمَّا إِن هِيَ لم تبْق لم يكن لَهُ وثاقة لِأَن الوثاقة إِنَّمَا تكون إِذا كَانَ لكل قَالَ: وَإِذا انْكَسَرت الزَّوَائِد أَيْضا فَلَا بُد أَن يبْقى بَين العظمين فضاء يجْتَمع فِيهِ صديد على طول الْمدَّة وَيصير سَبَب العفن فِي الْعُضْو كُله فقليلاً يحدث انكسار الشظايا بالخالبة لهَذِهِ البلايا.

يَنْبَغِي أَن يمِيل جزئي المنقصف المتبرئ من كل وَاحِد إِلَى الْموضع الَّذِي تُرِيدُ وهما متباعدان لَا يماس أَحدهمَا الآخر وَهَذَا لَا يُمكن دون أَن يمد الْعُضْو المكسور من ناحيتين مختلفتين وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تمدده إِن كَانَ صَغِيرا بِيَدِك وَإِلَّا فبحبلين وَإِلَّا فَمَعَ الْحَبل بالآلات الَّتِي علمناها أبقراط حَتَّى إِذا تمدد أَو حاذيتهما وهما متباعدان ثمَّ أرخيت الْحَبل قَلِيلا قَلِيلا وَتركت العضل يكون هُوَ الْجَامِع لَهُ وَيَنْبَغِي فِي ذَلِك الْوَقْت أَن تمسها فَإِن رَأَيْت شَيْئا ناشراً أصلحته وسويته ثمَّ تَعْنِي بِأَن تسكن ذَلِك الْعُضْو غَارة التسكين لِئَلَّا يذبل مَا قومت فَلَا بُد لذَلِك من الرِّبَاط والرباط الرخو لَا يحفظ والصلب يحدث فاختر التَّوَسُّط.

قَالَ: وَلَو كَانَت الْأَعْضَاء ألف د مُتَسَاوِيَة الْعظم لَكَانَ الرِّبَاط العريض أَجود لِأَنَّهُ يلْزم الْعظم المكسور من كل جَانب ويشده شداً مُتَسَاوِيا وَلَكِن لِأَن الْأَمر لَيْسَ كَذَلِك يُمكن فِي الصَّدْر رِبَاط عريض وَلَا يُمكن فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ أَو فِي الترقوة أَو يلف عَلَيْهَا مثل هَذَا الرِّبَاط.

 

(4/176)

 

 

الأجود فِي هَذِه أَن يلف عَلَيْهَا رِبَاط دَقِيق لَا يُسَاوِي لِأَنَّهُ يطلى على الْجلد إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن تزيد فِي لفاته فِي ذَهَابه إِلَى فَوق وأسفل الْكسر أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الرِّبَاط العريض بِحَسب نقصانه عَنهُ فِي الوثاقة لدقته وَلِأَن كل رِبَاط يعم على اللَّحْم فَمن شَأْنه أَن يعصر الأخلاط ويوركها فِي الْموضع الَّذِي يَنْتَهِي عِنْده صَار الصَّوَاب أَن تبتدئ بلف الرِّبَاط على الْموضع المكسور ثمَّ تمد ذَاهِبًا إِلَى آخر الْعُضْو الصَّحِيح. لي وَيكون فِي الْموضع المكسور أَشد لِأَن مَا كَانَ من الرِّبَاط على خلاف هَذَا فَهُوَ يعصر الدَّم من الْمَوَاضِع السليمة ويوردها إِلَى مَوضِع الْكسر والرباط الَّذِي يَبْتَدِئ من مَوضِع الْكسر وَيَنْتَهِي إِلَى الْموضع السليمة لَا يدع أَن يحدث فِي مَوضِع الْكسر وروم. هَذَا أَمر يجب أَن يعْنى بِهِ غَايَة الْعِنَايَة وَذَلِكَ أَنه لَا يُؤمن أَن يحدث فِي هَذَا الْعُضْو عِنْد تقويمه أورام عَظِيمَة وَقبل الْمَدّ أَيْضا لِأَن)

الْأَسْبَاب الَّتِي تحدث الْكسر تنكى اللَّحْم وترضه قَالَ: وَلست أبعد أَن يعرض للعظم نَفسه شَيْء شَبيه بالورم فَإِنَّهُ قد يعرض لَهُ إِذا لم يعالج على مَا يَنْبَغِي أَن يرى إِذا كَانَ مكشوفاً أرطب مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ فِي طبعه وَترى ذَلِك عيَانًا إِذا كَانَ مَعَ الْكسر حرج وَفَسَاد الْعظم لَيْسَ يكون فِي شَيْء إِلَّا من هَذَا الْعَارِض وَلذَلِك فَلَا شَيْء يَنْبَغِي أَن يعْنى بِهِ أَكثر من أَن تكون الرُّطُوبَة تنعصر من مَوضِع الْكسر إِلَى النواحي وَذَلِكَ يكون بِأَن يلف عَلَيْهِ الرِّبَاط على الْموضع الكسير لفات ثمَّ يذهب بِهِ نَحْو الْموضع الصَّحِيح ألف د فَإِن هَذَا يمْنَع أَن يجْرِي الدَّم من الْأَعْضَاء السليمة إِلَى مَوضِع الْكسر ويعصر أَيْضا مَا فِي مَوضِع الْكسر من الدَّم ويدفعه وَلِأَن الْموضع المكسور على ناحيتين يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهِ مِنْهَا الفضول أَعْلَاهُ وأسلفه وَالَّذِي. يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهِ مِنْهُ أَكثر من أَعْلَاهُ لِكَثْرَة الْأَعْضَاء هُنَاكَ فَأَما من أَسْفَله فَلَا لِأَنَّهَا نَاحيَة الْأَطْرَاف.

يَنْبَغِي أَن يذهب الرِّبَاط الْوَاحِد من مَوضِع الْكسر إِلَى فَوق وَالْآخر من مَوْضِعه إِلَى أَسْفَل. لي يَنْبَغِي أَن يكون الذَّاهِب إِلَى فَوق ارْفُقْ بِحَسب الْعرض الَّذِي ذكرنَا وَلِأَن الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يكون لَازِما احْتِيجَ إِلَى الرفائد.

قَالَ: واحتال أبقراط للْمَنْع من الورم بالقيوطي الرطب وَيجب أَن تخْتَار للعضو نصبة لَا وجع مَعهَا الْبَتَّةَ لِئَلَّا يحدث ورم وَهَذِه النصبة الَّتِي يُمكن العليل أَن يبْقى العليل عَلَيْهَا مُدَّة طَوِيلَة فِي حَال الصِّحَّة بِلَا وجع وَهِي النصبة الَّتِي هِيَ للعضو بالطبع وَهِي فِي الْيَد مائلة إِلَى الْبَطن وَفِي الرجل أَن تكون قريبَة من الممدودة وَانْظُر أَيْضا فِي عَادَة العليل فِي ذَلِك وَلَا تربطه على شكل ثمَّ تنقله بعد الرِّبَاط على شكل آخر فَإنَّك تفْسد بذلك تَقْوِيم مَا قومت وتجلب أَيْضا وجعاً لِأَن الْعظم يلتوي لِأَنَّهُ لَا بُد عِنْد مَا يتَغَيَّر شكل الْعُضْو أَن يتَغَيَّر حَال وضع الشكل فيسترخي بعض ويتوتر بعض وَيصير الرِّبَاط لذَلِك رخواً فِي مَكَان وصلباً جدا فِي مَكَان وتمدد الْعظم وَيحدث الوجع.

 

(4/177)

 

 

قَالَ: وأبقراط يَأْمر أَن يحل الرِّبَاط يَوْمًا وَيَوْما لَا لِئَلَّا يُصِيب العليل قلق وَلَا يُصِيبهُ حكاك فَإِنَّهُ قد يسكن عِنْد الشد فِي الْموضع رُطُوبَة يعرض مِنْهَا لقوم حكة مؤذية مقلقة وَكَثِيرًا مَا يكون أَن تصير صديداً يَأْكُل الْجلد فيقرحه ألف د وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تحله وتصب عَلَيْهِ المَاء الْحَار بِقدر مَا يحلل ذَلِك الصديد.

قَالَ: فَهَذَا تدبيرك إِلَى الْيَوْم السَّابِع وَإِذا حللت الْكسر فِي الْيَوْم السَّابِع وَوجدت مَا حوله سليما)

من الورم أمنت أَن يحدث حَادث وَرُبمَا وجدت هَذِه الْمَوَاضِع أَشد تعرقاً وَأَقل لَحْمًا مِمَّا كَانَت عَلَيْهِ وَعند ذَلِك يمكنك أَن يلْزمه قطع العيدان وَحدهَا وتحله فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَذَلِكَ أَنه فِي أول الْأَمر حَيْثُ كَانَ الْغَرَض وَالْقَصْد ... بَقَاء الورم ... . مَعَه أَكثر ... وَجب فالحزم ...

تحفظ الْعُضْو ... . مَعَ تقطع العيدان وَهِي الجبائر وَأما الْآن فَإِن كَانَ الورم قد سكن وَذهب وَبَقِي الْعظم مكسوراً يحْتَاج إِلَى شَيْء يدعمه ويضبطه ويثبته فَمن الصَّوَاب أَن تسْتَعْمل الجبائر وَأَن تحل الرِّبَاط فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام فَأَما قبل هَذَا الْوَقْت فَلَا لِأَن الْموضع الْآن لَا حَاجَة بِهِ إِلَى أَن يخرج مِنْهُ صديد وانعقاد الدشبد على مَوضِع الْكسر أَيْضا أَجود مَا يكون إِذا أَبْطَأت بِحل الرِّبَاط وَلم يبطل الْعُضْو وَيصب عَلَيْهِ مَاء حَار لِأَن ذَلِك دَاعِيَة إِلَى أَن ينْحل بعض ذَلِك الشَّيْء الَّذِي يُرِيد أَن يعْقد الْعظم وَلَا يَنْبَغِي أَن تتْرك الْحل وبتطئ زَمَانا طَويلا فيغيب عَنْك جبر الْكسر الْبَتَّةَ.

وَقد يحدث أَيْضا مِمَّن ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة أَن يجِف الْعظم جفوفاً شَدِيدا عسراً. قَالَ: وَلذَلِك يَنْبَغِي لَك فِي مثل هَذَا الْموضع أَن تحل الرِّبَاط كل ثَلَاثَة أَيَّام وتصب على الْموضع من المَاء الْحَار بِقدر مَا ترى الْعُضْو قد أَخذ ينتفخ ويحمر وتقطعه حِينَئِذٍ وَلَا تنْتَظر وتطيل الصب عَلَيْهِ إِلَى أَن ترى أَن الْحمرَة والانتفاخ الحادثان أخذا فِي السّكُون لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يحلل بِأَكْثَرَ مِمَّا يجلب وَإِذا كَانَ فِي الْموضع رُطُوبَة تمنع الالتحام فصب عَلَيْهِ مَاء حَار يَسِيرا ثمَّ أربطه ربطاً يرفع إِلَى الطَّرفَيْنِ فَإِن المَاء الْحَار هُنَا يرقق تِلْكَ الرُّطُوبَة فيسهل دفع الرِّبَاط لَهَا. وَمِمَّا لَا خَفَاء بِهِ أَنه إِذا كَانَ غرضك أَن يعصر الرِّبَاط مَا فِي الْعُضْو ألف د ويخرجه أَن يكون الْخرق مَتى بَعدت من مَوضِع الْكسر استرخت وَألا يلْزم حَوَاشِي الْخرق مُلَازمَة شَدِيدَة بل تكون إِلَى الرخاوة وَإِذا أردْت أَن تجلب إِلَى الْموضع شَيْئا يغتذى بِهِ فَلَا تقصر فِي الاستيثاق من أَطْرَاف الْخرق وَاجعَل لفاتها كلهَا أرْخى. لي أفهم هَذَا فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون حَوَاشِي الْخرق لَازِمَة ووسطه رخوة.

قَالَ: وَأما التَّدْبِير فَإِنَّهُ فِي أول الْأَمر يَنْبَغِي أَن يكون فِي غَايَة اللطافة. لي ليأمن الورم وَكَثِيرًا مَا يحْتَاج بل فِي الْأَكْثَر تفصده وتسهله وَأما فِي وَقت تولد الدشبد على الْعظم فأغذه بأغذية تولد دَمًا جيدا وتغذو غذَاء كثير وَتجمع مَعَ جودة الدَّم لزوجة فَإِن الشَّيْء الَّذِي يجْبر

 

(4/178)

 

 

الْعظم إِنَّمَا يتَوَلَّد وَيكون من مثل هَذَا الدَّم لِأَن الدَّم الرَّقِيق الشبيه بِالْمَاءِ لَا يتَوَلَّد عَنهُ مثل هَذَا الْجَوْهَر)

الشبيه بطبيعة الْعظم وَالدَّم الَّذِي يكون غليظاً إِلَّا أَنه مَعَ غلظه لَا لزوجة لَهُ وَلَا دسومة قد يتَوَلَّد مِنْهُ الدشبد سَرِيعا إِلَّا أَن ذَلِك الدشبد يكون قحلاً يَابسا ينكسر سَرِيعا فَيكون لذَلِك غير حريز.

فَأَما مِقْدَار تولد هَذَا الْجَوْهَر فَيَنْبَغِي أَن يكون مِقْدَار مَا يضْبط الْعظم وَلَا يفرط حَتَّى يزحم العضل فيوجع وَلذَلِك يَنْبَغِي لَك أَن تتفقد بمعناته فَإِن رَأَيْته نَاقِصا فأعلن الطبيعة على فعله وَإِن رَأَيْته بِمِقْدَار الْحَاجة فاقطع تزيده ويمكنك أَن تقطع ذَلِك بِكَثْرَة صب المَاء الْحَار حرارة جَيِّدَة وَقلة الْغذَاء وَقلة لزوجته بالأدوية الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ خَارِجا فَإِن الْأَدْوِيَة المغرية المسددة إِذا جمعت إِلَى ذَلِك أَن تسخن قَلِيلا أعانت على توليد هَذَا الْجَوْهَر الَّذِي يتجبر بِهِ الْعظم. وَأما الْأَدْوِيَة المحللة ألف د فَإِنَّهُ ينقص مِنْهَا. لي قد بَين هَهُنَا عِلّة الْقَوْم الَّذين يحدث بهم وجع فِي مفاصلهم بعد الكسور والرض وَبَين علاجهم وَهُوَ مَا يلطف الدشبد.

قَالَ: فَإِن أردْت أَن يكون هَذَا الْجَوْهَر على مَا لَهُ أَن يكون فِي الطَّبْع لَا تزيد فِيهِ وَلَا تنقص مِنْهُ فَعَلَيْك بالأدوية اللاحمة فَإِن هَذِه لِأَنَّهَا تجفف تجفيفاً معتدلاً صَارَت تعْمل هَذَا الْجَوْهَر قَالَ: وَأما الْكسر الْوَاقِع بالطول فَيَنْبَغِي أَن يزحم الْعُضْو بالشد إِلَى دَاخل بعناية أَشد. فَأَما الْكسر الْمُخْتَلف المتفنن وخاصة مَعَ قرحَة فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يكون كَذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تلف عَلَيْهِ الرفادة الطَّوِيلَة على مَا أَمر أبقراط بعد أَن تغمس فِي شراب أسود قَابض وخاصة فِي الصَّيف فَإِن اسْتِعْمَال القيروطي فِي الصَّيف فِي الْكسر الَّذِي مَعَ قرح يخَاف أَن يجلب للعضو عفونة لِأَن هَذَا النَّحْو من الْكسر هُوَ أحْوج الْحَاجة إِلَى التجفيف لما هُوَ عَلَيْهِ من عظم الْعلَّة وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يداوى بالمجففة وَيكون قدر قوتها بِمِقْدَار اللاحمة ثمَّ ذكر البرانج وكسور القحف وَقد تَرَكْنَاهُ لنَنْظُر فِيهِ.

من السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قَالَ أبقراط فِي كتاب المفاصل: الَّذين يتخلع مِنْهُم رَأس الْفَخْذ إِلَى خلف وَهُوَ شَيْء إِنَّمَا يعرض للنفر الْيَسِير فَإِنَّهُم لَا يقدرُونَ أَن يبسطوا أَرجُلهم لَا فِي الْموضع المخلوع وَلَا فِي مَوضِع منشأ الرّكْبَة وَبسط هَذَا أَشد امتناعاً عَلَيْهِم بِكَثِير.

قَالَ جالينوس: مفصل الرّكْبَة على أَنه لَا عِلّة بِهِ لَا يُمكن أَن يبسط لمشاركة الأربية.

الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا وَقع الْكسر فِي مفصل فانرضت حُرُوف الحفرة الَّتِي)

يدْخل فِيهَا رَأس الْمفصل صَار ذَلِك الْمفصل مستعداً للإيجاع سَرِيعا.

قَالَ: وَإِذا عرض فِي الْمفصل ورم ألف د فيتحجر عسرت حركته بِسَبَب مَا يحدث فِي

 

(4/179)

 

 

وَفِي النَّاس قوم نفر مفاصلهم فِي الْخلقَة غير عميقة وَهَؤُلَاء مستعدون لخلع المفاصل.

وَقوم تنصب إِلَى مفاصهلم رطوبات لزجة ويسهل انقلاب عنق الْعظم لرخاوة الرِّبَاط ورطوبة الحفرة.

فِي المفاصل المسترخية قَالَ جالينوس: فِي المفاصل المسترخية لابتلال رطوبتها برطوبات مَا يصلحها ويردها إِلَى حَالهَا الْأَدْوِيَة القابضة. لي قد ذكر جالينوس فِي غير مَوضِع أَن القابضة اللطيفة تغوص وتبلغ غور الْعُضْو فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تكون هَذِه إِمَّا من القوابض الحارة كالسرو والأبهل وَنَحْوه إِذا ضمدت بِهِ هَذِه الْأَعْضَاء.

الأولى من قاطيطريون قَالَ: أعظم الدَّلَائِل وأسهلها تعرفاً على خلع الْعَضُد أَن يكون فِي الْإِبِط نتوء مدور صلب لِأَن هَذَا لَا يُمكن أَن يكون دون أَن يقلب رَأس الْعَضُد من مَوْضِعه وَيصير إِلَى الْإِبِط فَأَما الانخفاض والغور الَّذِي يكون فِي العاتق فَهُوَ عَلامَة تعم خلع الْعَضُد وَالْقلب الصَّغِير الْمُسَمّى رَأس الْكَتف وَقد يَنْبَغِي لنا أَن نثبت أَولا فِي رَأس الْكَتف السَّلِيم الْبَاقِي على حَاله الطبيعية كم مِقْدَار ارتفاعه ثمَّ نقيس إِلَيْهِ الآخر العليل فَإِذا وَجَدْنَاهُ على غير انحلال الطبيعة فلنعلم أَن الْعَضُد مخلوع.

قَالَ جالينوس: فَهَذِهِ الْعَلامَة لَيست مسلوبة للأولى إِلَّا فِي الصِّحَّة. صِحَة الدّلَالَة لِأَنَّهَا قد تكون لانخلاع رَأس الْكَتف وَلَا ألف د فِي سهولة التعرف. قَالَ: وَأبين من هَذَا أَيْضا أَلا يقدر الْإِنْسَان أَن يشيل عضده إِلَى رَأسه وَذَلِكَ أَن هَذَا قد يعرض أَيْضا من الفسوخ فِي العضل الَّذِي فِي الْعُضْو والأورام وَغير ذَلِك المجبرون عندنَا يتعرفون زَوَال رَأس الْعَضُد بِالنّظرِ دون اللَّمْس وَذَلِكَ أَنهم يرَوْنَ رَأس الْعَضُد منخفضاً مُنْقَطِعًا وَمن يعرفهُ مِنْهُم يطْلب النتوء تَحت الْإِبِط لم يكن عِنْدهم دونا وَإِذا لمسوه أَيْضا فَأكْثر مَا يلمسون نفس مَوضِع رَأس الْعَضُد فَإِذا رَأَوْهُ خَالِيا غير ممتلئ علمُوا أَنه زائل وَلَيْسَ مَتى زَالَ عَنْهُم بلغ أَن يتَبَيَّن فِي الْإِبِط إِلَّا أَن يكون ذَلِك عَظِيما شَدِيدا ويسمون ذَلِك الناسب.

قَالَ: كل إِنْسَان قد زَالَ مِنْهُ رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه ثمَّ عرض لَهُ بعد ذَلِك بِزَمَان طَوِيل أَن)

عضده انخلع عَن الْيَد الْأُخْرَى فَلَمَّا نظر الْمُجبر إِلَى قلبِي كتفه متشابهين قضى بِأَن عضده لم تنخلع وَأَن الَّذِي بِهِ صدمة أحدثت فسخا أمره أَن يُبَادر إِلَى الْحمام ويمرخ الْعُضْو بدهن كثير ويبطئ فِي الْجُلُوس فِي الآبزن وَيَضَع بعد خُرُوجه على الْموضع شمعاً وزيتاً وَيلْزم الرَّاحَة والسكون يَنْبَغِي أَن تنظر أَيجوزُ أَن تعالج الفسوخ على هَذَا فَإِن جالينوس قد رَضِي هَذَا التَّدْبِير للْفَسْخ ولعمري أَنه إِذا لم يخف سيلان مَادَّة فَإِن هَذَا وَجه تسكين الوجع وَتَحْلِيل مَا حصل.

 

(4/180)

 

 

قَالَ جالينوس: فَلَمَّا قبل الرجل ذَلِك فَلَمَّا لم يسكن الوجع بذلك أمره أَن يصب عَلَيْهِ مَاء سخناً كثيرا ويغرقه مَعَ المَاء بالزيت ويلف على الْموضع بِزَيْت سخن ويدوم على الرَّاحَة والسكون فَلَمَّا لم ينْتَفع الْمَرِيض بذلك أَيْضا بعث إِلَيّ فَلَمَّا نظرت إِلَى العليل أدخلت إصبعي تَحت إبطه فَرَأَيْت فِيهِ رَأس الْعَضُد ظَاهرا فَلم أقتصر على ذَلِك ألف د حَتَّى أدخلت أصابعي فِي الْإِبِط.

الآخر لتَكون أوكد وَأَصَح فَلم أجد يه ذَلِك النتوء قلت: إِن الْعَضُد مخلوع إِلَّا إِن الْأَطِبَّاء غلطوا من أجل قياسهم هَذِه الْكَتف بِالْأُخْرَى وَكَانَت الْأُخْرَى قد عرض لَهَا أَن انخفض بِمَا كَانَ عرض لَهُ فسألوا العليل فَأقر أَنه كَانَ سقط عَن دَابَّته فأصابت ذَلِك الْموضع صدمة سكن وجعها سَرِيعا فِي ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بِأَن وضع عَلَيْهِ صوف مغموس فِي زَيْت. لي إِنَّمَا كتبت هَذَا لتعلم أَنه يداوي الصدمة والضربة بِهَذَا النَّوْع فتسكن سَرِيعا وَأَيْضًا إِن علاج هَذَا الْعظم هَذَا مِقْدَاره فَإِنَّهُ لَا شَيْء أفضل للصدمة من الإرخاء فَلْيَكُن وَالْبدن نقي فَإِنَّمَا سُكُون وَجَعه فِيهِ يكون.

قَالَ: الانخفاض والغور الْحَادِث فِي مُعظم لحم الْكَتف وَهُوَ شَيْء عَام لزوَال رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه ولخلع مفصل الْعَضُد فَأَما الَّذِي تَحت الْإِبِط فَهُوَ لَا يُخطئ فِي ذَلِك والعضد المنخلعة أَيْضا لَا تَدْنُو من الأضلاع لِأَن رَأس الْعَضُد إِذا دخل إِلَى دَاخل كَانَ فِي أدنائك الْعَضُد إِلَى قَالَ أبقراط: قد أمرنَا أَلا يرد الْمفصل المخلوع إِلَى مَوضِع فِي الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع.

قَالَ: فِي الْكسر تمد الْعُضْو من جِهَتَيْنِ متضادتين وتقومه وتشده فِي الْخلْع تمد الْعُضْو إِلَى خلاف النَّاحِيَة الَّتِي خرج مِنْهَا وَيرد رَأس الْمفصل فِي الْموضع الَّذِي خرج وتربطه رِبَاطًا تحفظها على ذَلِك من هَذَا.

من الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: مَتى كَانَ الْعظم قد انْكَسَرَ بِالْعرضِ كُله فَإنَّا نجْعَل الرِّبَاط يَأْخُذهُ من جَمِيع النواحي بالسواء ألف د وَمَتى كَانَ الْكسر مائلاً إِلَى جَانب جعلنَا الرِّبَاط يعصر)

على الْجِهَة المضادة لتِلْك الْجِهَة فِي هَذَا الْموضع ذكر صنوف الرِّبَاط بِحَسب الْأَعْضَاء وَلَيْسَ فِيهِ كَبِير فَائِدَة.

قَالَ: الرِّبَاط الَّذِي يَبْتَدِئ من وَجْهَيْن هُوَ أَن تضع وسط الْخِرْقَة الَّتِي ترْبط بهَا على مَوضِع الْعلَّة وَتَأْخُذ بِكُل وَاحِد من النصفين إِلَى نَاحيَة الْموضع الْمُخَالف لَهُ.

قَالَ: الرِّبَاط يحفظ الْعُضْو المكسور على مَا هُوَ مِنْهُ وَيمْنَع الورم وَلَا تتمّ لَهُ هَذِه الْأَفْعَال إِلَّا بِأَن يبْقى لَازِما لموضعه وَذَلِكَ لَا يكون دون أَن تجْعَل لَهُ بالأعضاء مُتَعَلقا لَا يَدعه أَن يَزُول فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يقلب فِيهَا الرِّبَاط وَيَزُول فأحكم فِي هَذِه الْمَوَاضِع ليقوم عَلَيْهِ وَلَا يَزُول عَنهُ.

قَالَ: ولتكن خرق الرِّبَاط لَطِيفَة رقيقَة خَفِيفَة أما لَطِيفَة فَلِأَنَّهُ يحدث عَن الْوَسخ لذع وحكة وَأما رقيقَة فلكي تطليه بِشَيْء بعد وَأما خَفِيفَة فلئلا تثقل على الْعُضْو فَإِن جَمِيع هَذَا عون على منع الورم وأضدادها على حُدُوثه.

 

(4/181)

 

 

قَالَ: الرِّبَاط الَّذِي يَبْتَدِئ من رَأْسَيْنِ يكون الْعَمَل باليدين كلتيهما فِي وَقت وَاحِد على مِثَال وَاحِد وَأما فِي سَائِر الرباطات الْأُخْرَى فاليدان تعملان فِيهَا كلتاهما فِي كل وَقت إِلَّا أَن عملهما لَا يكون على مِثَال وَاحِد لِأَنَّهُمَا أدهاما فالواحدة أشرف أَجزَاء الرِّبَاط لِأَنَّهَا الْخِرْقَة وتديرها وَالْأُخْرَى تكون عوناً لهَذِهِ ونافعة لَهَا فِيمَا يحْتَاج إِلَيْهِ. لي الرِّبَاط الَّذِي يَبْتَدِئ من وَجْهَيْن هُوَ أَن تضع وسط الْخِرْقَة على الْموضع الَّذِي تُرِيدُ وَتلف عَلَيْهِ لفاً شَدِيدا لفتين أَو ثَلَاث ثمَّ تمر بِأحد الطَّرفَيْنِ إِلَى فَوق وتمر بِالْآخرِ إِلَى أَسْفَل مِثَال ذَلِك: كَانَ الْكسر حدث فِي وسط الساعد فَأخذت عِصَابَة فجعلتها نِصْفَيْنِ ثمَّ وضعت مَوضِع النّصْف ألف د مِنْهَا على مَوضِع الْكسر ولففت عَلَيْهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ ذهبت بِأحد الطَّرفَيْنِ لفاً نَحْو الرسغ وتأخذهما نَحْو الْمرْفق.

والرباط الَّذِي من رَأْسَيْنِ هُوَ أَن تضع وسط الرِّبَاط على الْموضع ثمَّ تمدهما جَمِيعًا بالتعاقب كَمَا تفعل الضفائر.

قَالَ: ليكن طول الْخرق وعرضها بِحَسب الْبدن والعضو فَاسْتعْمل فِي الصّبيان والأبدان قَالَ: إِذا كَانَ الشكل معوجاً وَلم يشْتَد عقد الْعظم بعد ولواه حَتَّى يردهُ إِلَى حَاله الطبيعية وَإِن صادفه وَقد انْعَقَد جيدا نطل عَلَيْهِ مَاء وزيت كثير ثمَّ مده بعد ذَلِك مدا شَدِيدا حَتَّى يفكه ويكسره فَيصير كَمَا كَانَ ثمَّ يقومه على شكله الطبيعي ثمَّ أسلمه إِلَى الطبيعة ليعقد عَلَيْهِ)

اللَّحْم. لي قد بَين جالينوس هَهُنَا كَيفَ يكسر الْعظم المعوج وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يكسر بالجنون وَقلة المبالاة كَمَا يفعل مجبرونا الْيَوْم لأَنهم يضربونه حَتَّى يكسروه كَيفَ جَاءَ.

وَفِي هَذَا خلال رَدِيئَة: مِنْهَا أَنه رُبمَا خرق وَمِنْهَا أَنه فِي الْأَكْثَر لَا يكسر من حَيْثُ كَانَ الْكسر لَكِن فِي مَوضِع آخر أَيْضا فَيكون بذلك الْغَلَط إِذا عقد أَكثر وَلَكِن الْوَاجِب على مَا قَالَ إِن لَا يزَال تنطله بِالْمَاءِ الْحَار والدهن والشيرج وترخيه وتلينه دَائِما بِعَمَل قوي جدا حَتَّى يُبَالغ فِيهِ ثمَّ تمده من وَجْهَيْن مدا شَدِيدا حَتَّى يَنْفَكّ لِأَن الدشبد يلين باستعمالك هَذِه الْأَشْيَاء وينحل وخاصة بِلُزُوم المَاء الْحَار لَهُ فَإِن المَاء الْحَار يحل الدشبد الْبَتَّةَ فَإِذا لِأَن الدشبد فِي الناحيتين يَنْفَكّ وَإِن رَأَيْت أَنه لَا يَنْفَكّ بسهولة رجعت إِلَى المَاء الْحَار أَيَّامًا ثمَّ امتحنت ذَلِك أَيْضا فَإِن هَذَا أَجود مَا يكون وأسلمه.

قَالَ: فك الْعظم الصَّغِير ألف د بِرَأْس الْكَتف فَإِنَّهُ يربطه رِبَاطًا يضغطه ويستكرهه حَتَّى يضْطَر الهز وَالَّذِي نشر وارتفع مِنْهُ إِلَى الانخفاض لِأَن مثل هَذَا الضغط لَيْسَ يحدث عَنهُ شَيْء مُنكر كَمَا يحدث عَن ضغط الترقوة إِذا كَانَت قد نشرت ونتأ أحد حروفها نتوءاً كَبِيرا إِلَّا على حَال

 

(4/182)

 

 

يضغط الترقوة بالرباط وَلَكِن أقل مَا يضغط رَأس الْكَتف. وَأما فِي سَائِر كسور الْعِظَام فإمَّا أَن نجْعَل الضغط أقل مَا يكون وَإِمَّا أَلا نضغط أصلا تخوفاً من الورم.

قَالَ: تَعْلِيق الساعد فِي الْعُنُق يَنْبَغِي أَن يكون بِخرقَة عَظِيمَة تحتوي على الساعد كُله.

قَالَ: إِذا انْكَسَرَ الزندان كِلَاهُمَا أَو الْأَسْفَل وحدر وعلق بعد الشد بِخرقَة ضيقَة وَجعل أَكثر الْخِرْقَة فِي مَوضِع مكسر الْعظم وبعينه سَائِر الْيَد من جَانِبي الْكسر مُتَعَلقَة لَيْسَ لَهَا شَيْء يضبطها التوى ضَرُورَة عظم هَذَا وَيكون التواؤه إِلَى فَوق فَإِن كَانَ الْكسر على مَا وَصفنَا وَكَانَ الْكَفّ مَوْضُوعا فِي خرقَة والموضع الَّذِي هُوَ الْمرْفق وَكَانَ مَا فِي الساعد مُتَعَلقا صَار التواء الْعظم إِلَى النَّاحِيَة السُّفْلى وَإِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَالصَّوَاب أَن يكون أَكثر الساعد مَعَ الْكَفّ مُعَلّقا بالسواء بِخرقَة لينَة من الْعرض مَا يُحِيط بذلك.

قَالَ: وَيُمكن أَن تجْعَل هَذَا علاجاً يصلح بِهِ الْعم الملتوي. فَانْزِل أَن إنْسَانا التوى ساعده إِلَى نَاحيَة أَسْفَل فَنحْن إِذا أردنَا إصْلَاح هَذَا وَضعنَا تَحت الْموضع الَّذِي التوى إِلَى أَسْفَل خرقَة صفيقة يعلق الساعد بهَا. لي نقُول نجْعَل العلاق على ذَلِك الْموضع الَّذِي الْعظم فِيهِ مائل إِلَى أَسْفَل ليكن العلاق دَائِما)

يجذب إِلَى فَوق فيشيله فَإِن كَانَ الساعد التوى فَوق استعملنا فِيهِ تَعْلِيقا يلويه إِلَى أَسْفَل وَهُوَ التَّعْلِيق الَّذِي يكون فِيهِ مَا يَلِي الْكَفّ ألف د وَمَا يَلِي الْمرْفق معلقتين بعلاقين يضبطهما وَيبقى الْموضع الْمُتَوَسّط مُتَعَلقا لَا شَيْء لَهُ يسْتَقرّ عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ أَيْضا إِن كَانَ عِنْد الرسغ مَكَان قد التوى ربطناه وعلقناه برباط يلويه إِلَى أَسْفَل وَهُوَ العلاق الَّذِي يضْبط مَا يَلِي الْمرْفق ويدع مَا يَلِي الرسغ لَا يسْتَقرّ على شَيْء.

وعَلى هَذَا الْمِثَال أَيْضا مَتى كَانَ التواء مِمَّا يَلِي الْمرْفق إِلَى نَاحيَة فَوق علقناه بعلاق وَيبقى مَعَه هَذَا الطّرف وَحده مُتَعَلقا لَا يسْتَقرّ على شَيْء وَهُوَ الَّذِي لَو كَانَ الْعظم لم يلتو لَكَانَ يلويه إِلَى أَسْفَل وَبِالْجُمْلَةِ كل رِبَاط ومعلاق يلتوي بِهِ مَوضِع قد كَانَ غير ملتو فَهَذَا يرد الملتوي إِلَى ضد تِلْكَ النَّاحِيَة ويصلحه. وعَلى قِيَاس مَا وصفت من أَمر الساعد يَقع الْخَطَأ والإصلاح أَيْضا من التواء السَّاق والفخذ بِوَضْع جملَة الرجل لِأَن الْوَضع يقوم للرجل مقَام التَّعْلِيق لليد.

الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: فَأَما الرفادة فَلْيَكُن طولهَا مُسَاوِيا للرباط لِأَنَّهَا إِنَّمَا تحْتَاج لِأَن يوثق بهَا الرِّبَاط.

قَالَ: ليكن عرض الْعِصَابَة ثَلَاث أَو أَربع أَصَابِع وَثَلَاث أَو أَربع لفات وَحَيْثُ يكون الْكسر أَشد فلتكن اللفات أَكثر والخرق أثخن وَيلْزم ويكن عرضهَا قدر ثَلَاث أَو أَربع أَصَابِع وَيكون تحتهَا حَيْثُ تحْتَاج إِلَى وثاقة أَكثر أَربع طاقات وَإِلَّا ثَلَاث وَإِذا كَانَ الْكسر أعظم فتحتاج إِلَى وثاقة أَكثر وَليكن عدد الرفائد بِمِقْدَار مَا يَدُور حول الْعُضْو فَلَا يفضل وَلَا يقصر عَنهُ ليلزم الرِّبَاط ويعمد بالتواء

 

(4/183)

 

 

لي لَيْسَ يُمكن أَن تقع الرفائد كل مَوضِع بطول الرِّبَاط وَذَلِكَ أَن مَوَاضِع كَثِيرَة تحْتَاج أَن تُوطأ برفائد صغَار لتستوي بذلك جملَة شكل الْعُضْو وَلَكِن أبقراط أَرَادَ بذلك مَا يوضع فَوق هَذِه الرفائد بعد التوطئة ولعمري ألف د إِن هَذَا أَجود أَن يكون سَوَاء يسوى شكل الْعُضْو برفائد ثمَّ تُوضَع رفائد بطول الرِّبَاط ثمَّ الجبائر فَوْقهَا والعصائب فَإِن هَذَا أَجود مَا يكون وأحكمه وَأقله وجعاً لِأَنَّهُ فِي غَايَة الْوَطْء.

قَالَ: وَمن عادتنا إِذا وَقع الْكسر فِي الترقوة أَن نضع عَلَيْهِ رفادتين يتقاطعان على هَذَا الشكل ونجعل مَوضِع التاقطع على مَوضِع الْكسر ثمَّ نجْعَل فوفها وَاحِدَة فِي الطول يضْبط عَلَيْهَا ونجعله فِي طول الْبدن على هَذَا الشكل لِأَن نمسك ونشدها بَين الرفادتين وتدعم مَوَاضِع كسر الترقوة دَاخِلا.)

وَقَالَ ج: شدّ الرفائد نَوْعَانِ وَلَهُمَا منفعتان النَّوْع الأول: يُرَاد بِهِ أَن يَسْتَوِي بِهِ تقعر الْعُضْو وتحدبه وَالثَّانِي أَن نغطي بِهِ الرِّبَاط ونسويه تَسْوِيَة ثَانِيَة ليدور الرِّبَاط وَيلْزم على الاسْتوَاء لِأَنَّهُ إِن كَانَ مَوضِع أَشد وَمَوْضِع أرْخى أحدث ضروباً من الاسترخاء.

قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تُعَاد بالرفائد الأولى أَن يكون فِيمَا بَينهَا فروج وَأَن لَا يَقع بَعْضهَا على بعض بل يكون فِي غَايَة الاسْتوَاء حَتَّى تَجِيء إِلَى فَوْقهَا كَذَلِك فَعِنْدَ ذَلِك يكون الرِّبَاط فِي غَايَة الاسْتوَاء.

وَقَالَ: أبقراط يُرِيد بالرباط الَّذِي من أَسْفَل العصائب الَّتِي تلف على الْعُضْو أَولا قبل الرفائد.

قَالَ: هَذِه تكون عصابتان إِحْدَاهمَا تلف على مَوضِع الْكسر ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى فَوق وَمَنْفَعَة هَذَا الرِّبَاط أَن يمْنَع أَن ينصب إِلَى الْعُضْو شَيْء من الرطوبات وَيدْفَع أَيْضا بعض مَا قد حصل فِيهِ إِلَى فَوق وَيجب أَن يكون أَصْلَب لفاته على مَوضِع الْكسر ثمَّ يمر إِلَى نَاحيَة أَسْفَل وَهِي نَاحيَة الْأَطْرَاف على نَحْو مَا قد حددنا من اللف. قَالَ: وَمَنْفَعَة هَذَا أَن يدْفع مَا حصل فِي الْعُضْو إِلَى أٍ سفل وَلَهُمَا جَمِيعًا نفع يعمه ألف د وَهُوَ حفظ الْعُضْو المجبور على تقويمه.

قَالَ: قَالَ أبقراط: مَوضِع الْعلَّة يَنْبَغِي أَن يكون وَفِي الطَّرفَيْنِ إِمَّا أقل مَا يكون وَإِمَّا سَائِر الْمَوَاضِع فِيمَا بَينهمَا فعلى هَذَا الْقيَاس. لي هَذَا ملاك الْأَمر كُله فِي الْجَبْر فاحفظ بِهِ وَعَلَيْك أَولا قبل كل شَيْء تعمله أَن تلف على الْموضع عصائب تذْهب إِلَى فَوق ثمَّ تلف على الْموضع أَيْضا عصائب تذْهب إِلَى أَسْفَل وَيكون الْحَال فِي الغمز والضبط على مَا قد حدوا حفظهَا بِأَن تلصق أطرافها بخيط أَو ضماد الْجَبْر فَإِذا فعلت ذَلِك فَإِن هَذَا أول شَيْء يَنْبَغِي أَن تَفْعَلهُ بعد تَقْوِيم الْعُضْو فَحِينَئِذٍ خُذ فِي مَوضِع الرفائد الَّتِي هِيَ كالجسر وَالَّتِي كالمسامير وَالَّتِي هِيَ وطاء ثمَّ خُذ فِي الجبائر والعصائب الَّتِي تتمّ لَهَا جملَة الرِّبَاط.

قَالَ جالينوس: الْعلَّة فِي أَن الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يكون غمزه على مَوضِع الْعلَّة أَشد أَنه

 

(4/184)

 

 

كَذَلِك يعصر مَا فِيهِ إِلَى الْعُضْو الَّذِي الرِّبَاط أرْخى وَلَا تدع أَيْضا أَن يَجِيء من تِلْكَ الْمَوَاضِع إِلَيْهِ شَيْء الْبَتَّةَ.

قَالَ أبقراط: الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا.

قَالَ ج: إِنَّمَا يكون ضبط الْعظم المجبور أصلح وأجدر وأوثق وانعصار الرُّطُوبَة من الْعُضْو العليل إِلَى مَا حوله إِنَّمَا يكون أَكثر وَامْتِنَاع تجلب مَا يتجلب إِلَيْهِ أَكثر بِأَن يَأْخُذ الرِّبَاط من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا.)

قَالَ ج: أبقراط يُسَمِّي الرِّبَاط الْأَسْفَل العصائب الَّتِي تلف على الْعُضْو أَولا قبل وضع الرفائد والرباط الْأَعْلَى الَّذِي يلف فَوق الرفائد وعَلى الجبائر.

قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يكون طول الرِّبَاط الْأَعْلَى بِمِقْدَار مَا يَتَحَرَّك مَعَه الْموضع المكسور الْبَتَّةَ شياً من حركاته بِأَن يكون كَأَنَّهُ قِطْعَة مصمتة والجبائر يَنْبَغِي أَن لَا يكون لَهَا غمز شَدِيد جدا ألف د ب وَمَتى كَانَ الرِّبَاط أقصر مِمَّا يَنْبَغِي صَار للجبائر غمز وَيَنْبَغِي أَن لَا تضع من الجبائر قدر مَا يثقل على العليل فَعَلَيْك بالتحفظ من ضغط الجبائر وكميتها وَكن إِلَى النُّقْصَان أميل مِنْك إِلَى الزِّيَادَة إِلَى أَن تقف على الِاعْتِدَال الَّذِي يحْتَملهُ العليل وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون الرِّبَاط يلوي الجبائر فتنحرف. وَأحذر أَيْضا أَن تكْثر الرفائد الَّتِي تَحت الجبائر جدا وَبهَا إِذا أفرطت كَانَت الجبائر ضَعِيفَة رخوة لِكَثْرَة مَا تحتهَا من الْخرق وَليكن بِمِقْدَار لف الْعِصَابَة فِي مراته على مَوضِع الْكسر مِقْدَارًا يَأْمَن بِهِ أَن يلتوي أَو يَتَحَرَّك.

قَالَ أبقراط: لَا يَنْبَغِي أَن يكون للجبائر غمز وَلَا ثقل وَلَا انحراف أَكثر الفوقانية والسفلانية جَمِيعًا لِأَن منع الورم مِنْهُ يكون بِأَن يفعل ذَلِك بالسفلى وَمنع أبقراط بِكَثْرَة لف الفوقانية عَلَيْهِ.

قَالَ أبقراط: أما طول الْخرق فَثَلَاث أَو أَربع إِلَى سِتّ وَأما عرضهَا فَمن ثَلَاث أَصَابِع إِلَى سِتّ أَصَابِع وَاسْتعْمل أَعنِي الرباطات فِي الْوَقْت الَّذِي يكون فِيهِ الْعُضْو على غَايَة السَّلامَة من الورم وَيحْتَاج مِنْهَا إِلَى وضع الجبائر. لي مجبرونا الْيَوْم يضعون الجبائر مُنْذُ أول الْأَمر أبدا وَلَا يلتفتون إِلَى شَيْء آخر ولعمري أَنه إِذا كَانَ الْعُضْو سليما من الورم والخرق فَإِنَّهُ أحدب لكِنهمْ كثيرا مَا يخطؤون فيهيجون حمى ونفاطات وبلايا كَثِيرَة وَالصَّوَاب أَن تسْتَعْمل الجبائر حَيْثُ لَا يكون هيجان وَلَا وجع وَلَا امتلاء مُنْذُ أول الْأَمر وَأما غَيره فَدَعْهُ أَيَّامًا ليسكن الثائرة واحفظ الْعُضْو برباط سَلس وَبِمَا يسكن الأوجاع من الأطلية فَإِذا أمنت الورم فَعَلَيْك حِينَئِذٍ بالجبائر.

قَالَ أبقراط: ألف د يَنْبَغِي أَن تكون ملساء مستوية منحوتة الْأَطْرَاف أقطر من الرِّبَاط وَأَغْلظ مَا يكون حَيْثُ الْكسر مائل.

 

(4/185)

 

 

قَالَ جالينوس: جَمِيع مَا يُحِيط بالعضو أَرْبَعَة أَشْيَاء إِمَّا من دَاخل فالرباط الْأَسْفَل وَهُوَ أول شَيْء يلقاه الْعُضْو ومنفعته أَن يحفظ الْعظم الْمُجبر والمصلح وَيمْنَع الْعُضْو العليل أَن يتورم وَبعد هَذَا الرفائد الَّتِي تسوي الْعُضْو تقعيره بتحدبه من الَّذِي يضْبط الرفائد حَتَّى لَا يتشوش ثمَّ بعد)

هَذَا رِبَاط الجبائر وَهِي الَّتِي تثبت الْجَمِيع بِحَالِهَا وَيَنْبَغِي أَن تكون ملساء وَلَا تكون ملتوية فَإِن ذَلِك أَنْفَع الْأَشْيَاء للكسر والملتوي شَرّ لِأَنَّهُ يلوي الرِّبَاط فيلتوي مَعَه الْعظم المكسور وَيَنْبَغِي أَن تكون أطرافها أرق من أوساطها ليَكُون غمزها على الْأَطْرَاف أقل مَا يكون أَو لَا يكون الْبَتَّةَ وَيكون تغمزه على الْوسط على مَوضِع الْكسر أَشد مَا يغمز ثمَّ يخف غمزها قَلِيلا قَلِيلا إِلَى نَاحيَة الْأَطْرَاف وَيكون أقصر من الرِّبَاط لِئَلَّا يلقى الْجلد العاري.

قَالَ: وأحوج مَوضِع إِلَى أَن يغمز عَلَيْهِ الجبائر مَوضِع الْكسر فَإِن هَذَا مَوضِع تحْتَاج أَن تعصره جدا وتوق أَن يلقى بالجبائر مَوضِع معرق أَو مَوضِع فِيهِ عِظَام ناتئة وأوتار لَكِن اجْعَلْهَا قَصِيرَة لَا تبلغ الْبَتَّةَ. لي إِذا احتجت أَن تضع على هَذِه الْمَوَاضِع جبائر فَيَنْبَغِي أَن تغطيها نعما وَاجعَل شدَّة الرِّبَاط من أول الْأَمر أقل شدَّة وَإِذا أخْبرك الْمَرِيض أَنه لم يجد حس ضغط أصلا فيمكنك أَن تزيد فِيهِ مَا احْتمل. لي ينظر فِي ذَلِك.

قَالَ: وَاسْتعْمل القيروطي صافياً أملس لينًا نقياً على الْعُضْو وعَلى الرِّبَاط الْأَسْفَل لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَيحْتَاج إِلَيْهِ لذَلِك وخاصة إِن لم يُمكن الطَّبِيب أَن يُقيم عِنْد العليل. لي لِأَنَّهُ إِذا كَانَ عِنْده فَتحه مَتى أوجع ألف د أَو أرخاه.

قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء ينطلون على مَوضِع الْكسر عِنْد حلّه بعد الربطة الأولى مَاء حاراً وَإِنَّمَا فعلوا ذَلِك لأَنهم جربوا الِانْتِفَاع بِهِ تجربة وَاضِحَة وَيَقَع الْخَطَأ فِي اسْتِعْمَال المَاء الْحَار فِي الْكَيْفِيَّة والكمية فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تصب على العليل قدر مَا لَا يُؤْذِيه ويحتمله وَإِلَى أَن ينتفخ الْعُضْو ويربو وَمَا دَامَ لَا يضمر ويتقلص كَمَا أَن الْأَعْضَاء الَّتِي تعلق تحْتَاج أَن يكون تَعْلِيقهَا يشيلها باستواء كَذَلِك الْأَعْضَاء الَّتِي لَا تحْتَاج أَن تعلق يَنْبَغِي أَن تُوضَع على شَيْء مستو وطئ لِئَلَّا يضغط بعض الْمَوَاضِع وَيتَعَلَّق بعض فَيعرض مِنْهُ التواء واعوجاج ويعرض من الضغط وروم وَيَنْبَغِي أَن يكون الْعُضْو مائلاً إِلَى فَوق فِي التَّعْلِيق والوضع لِأَنَّهُ يمْنَع انصباب الْموَاد إِلَيْهِ. وَالتَّعْلِيق والوضع الْمَنْصُوب تسيل الْموَاد إِلَيْهِ وَيكون سَببا للورم وَالتَّعْلِيق إِلَى فَوق وَكَذَلِكَ الْوَضع الَّذِي يكون إِلَى فَوق يمْنَع الورم فَأَما الْأَعْضَاء الناتئة البارزة عَن الْبدن بِمَنْزِلَة الْعقب والورك فأفضل قَالَ: والعقب والورك خَاصَّة لتكونا على شَيْء وطئ لين مستو جدا.

قَالَ: وَأحذر أَن يكون وضع الْعُضْو أرفع مَا يَنْبَغِي فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ أَن يتعقف الْعُضْو

 

(4/186)

 

 

إِلَى فَوق)

وَمَتى كَانَ اخْفِضْ عرض أَن ينثني ويتعقف إِلَى أَسْفَل وَمَتى كَانَ كل شَيْء أَصْلَب عرض لَهُ أَن ينرض وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ من ذَلِك مرتفعاً.

قَالَ: القالب الَّذِي يَجْعَل على الرجل إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَ الْكسر عَظِيما جدا مفرط الرداءة فاحتيج لذَلِك أَن لَا يَتَحَرَّك الرجل الْبَتَّةَ بل تبقى فِي غَايَة من السّكُون فَإِذا لم يكن الْكسر بِهَذِهِ ألف د الْحَالة من الصعوبة فَلَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَإِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَيَنْبَغِي أَن تَأْخُذ من الْعقب إِلَى الورك لتبقى الرجل جَمْعَاء لَا تتحرك.

فَأَما القالب الَّذِي يكون إِلَى الرّكْبَة فَلِأَنَّهُ لَا يعظم نَفعه ويقلق الْمَرِيض مَعَ ذَلِك كاقلاق سَائِر القوالب وَرُبمَا أحدث ضغطاً وضرراً وَيَنْبَغِي أَن تجتنبه حَيْثُ تَسْتَغْنِي عَنهُ فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت مضرته عَظِيمَة. لي بَان من الْكَلَام فِي هَذَا الْموضع أَن هَذِه القوالب إِنَّا هِيَ أَلْوَاح عِظَام تَأْخُذ من الْعقب إِلَى الورك كَأَنَّهَا جبيرَة وَاحِدَة وَلها مضار عَظِيمَة إِذا لم تُوضَع موضعهَا وإقلاق وَجهد لعظمها.

وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَيْهَا حَيْثُ يكون الْكسر فأرح للأوقات الَّتِي يحْتَاج الْمَرِيض أَن يحول من فرَاش إِلَى فرَاش أَو يَتَحَرَّك لِئَلَّا تتحرك الرجل الْبَتَّةَ. وَرَأى أبقراط فِيهَا متوسط بَين الذَّم وَالْحَمْد. وَأَنا أرى أَن عَنْهَا غناء بِمَا يحتال ويترفق فِي نقل العليل. قد صحّح أبقراط قَوْلنَا فِي هَذِه القوالب أَنَّهَا أَلْوَاح وتوضع فِي الْجَانِبَيْنِ فِي آخر الثَّانِيَة من هَذَا الْكتاب عِنْد هَذِه الْعَلامَة. وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يكون ذَلِك قبل أَن يرم لِأَن الْعُضْو إِذا ورم لم يحْتَمل غير الرِّبَاط المعتدل فضلا عَن الْكسر.

إِذا ربط رِبَاطًا يقبض مَوْضِعه وَيذْهب إِلَى فَوق كثيرا وَإِلَى أَسْفَل أقل يَنْبَغِي أَن تلْزم الشد وَلذَلِك قَالَ: الْمَدّ إِذا كَانَ الْعُضْو كَبِيرا فَإلَى الْجِهَتَيْنِ وَإِذا كَانَ صَغِيرا جدا فيكفيه أَن تمد بِهِ إِلَى أَسْفَل فَقَط إِذا كَانَ بِهِ من الصغر مَا لَا يحْتَاج أَن يمد من فَوق. لي مثل الْأَصَابِع وَنَحْوهَا ليكن غرضك فِي وضع الْأَعْضَاء وتعليقها أَن تشكلها أشكالاً لَا وجع مَعَه.

قَالَ: وَذَلِكَ فِي الْيَد هُوَ الشكل الَّذِي بَين المكبوبة على وَجههَا والملقية على قفاها وتميل قَلِيلا إِلَى الانكباب على وَجههَا. لي أَحسب أَن ألف د هَذَا غلط وَإِنَّمَا يحْتَاج أَن تكون بالضد أَعنِي أَن تكون مائلة إِلَى الْقَفَا لِأَن الشكل الَّذِي لَا ألم مَعَه هُوَ هَذَا وعَلى هَذَا شده مجبروناً لَا بل أَن علقت الْيَد على)

أَنَّهَا تكون مائلة إِلَى الانكباب هاج وجع عِنْد طرف الْيَد فِي الرسغ وَلم يجِئ مستوياً عِنْد حل قَالَ ج بعد هَذَا الْكَلَام بِقَلِيل: أبعد الأشكال فِي الْيَد أَن يؤلم الشكل الْمُتَوَسّط الْقَرِيب من بَين الانقباض والانبساط والمستلقي والمنكب إِلَّا أَنه زائل إِلَى الانبساط. لي هَذَا مِمَّا يُحَقّق مَا قُلْنَا وَذَلِكَ أَن الانبساط هُوَ تنحي الْبدن عَن الأضلاع وزوالها إِلَيْهِ هُوَ مَجِيء إِلَى الاستلقاء.

 

(4/187)

 

 

قَالَ: وَفِي الرجل أبعد الأشكال أَن يؤلم الشكل الْمُتَوَسّط بَين الانقباض والانبساط. لي هَذَا الْمَدّ وَالْقَبْض زائل إِلَى الانبساط.

قَالَ: فَإِن هَذَا الشكل هُوَ الَّذِي قد ألفناه وَالَّذِي يمكننا أَن تبقى عَلَيْهِ مُدَّة أطول.

قَالَ ج: لما امتحنت بالتجربة بعد أَن فَكرت فِي قُوَّة الْعَادة رَأَيْت أَن من كَانَ مُعْتَادا لَا يكون رجله جَمْعَاء مبسوطة يَنْبَغِي أَن يكون فِي وَضعهَا فضل بسط وَفِي من لَا يزَال قَابِضا لَهَا نَهَاره أجمع أجعلها قَليلَة الْبسط وَكَذَلِكَ رَأَيْت أَن أجعَل شكل الْيَدَيْنِ أبدا قَرِيبا من الْمَدّ وأزيد وأنقص بِحَسب الْعَادَات الْجَارِيَة. لي قد صَحَّ أَن الْيَد يَنْبَغِي أَن تكون مائلة إِلَى الاستلقاء على الْقَفَا فَارْجِع إِن شِئْت واقرأ ذَلِك الْفَصْل.

قَالَ: الْأَعْضَاء الَّتِي هِيَ أعظم تحْتَاج أَن تمد أَكثر والأصغر أقل والفخذ تحْتَاج إِلَى مد أَكثر وَبعدهَا الْعَضُد ثمَّ السَّاق وَبعدهَا الساعد ثمَّ عِظَام تحْتَاج إِلَى مد أَكثر وَبعدهَا الْعَضُد ثمَّ السَّاق وَبعدهَا الساعد ثمَّ عِظَام الْكَفّ والقدم على أَنا قد تركنَا ذكر عِظَام الْكَلْب.

وَإِذا كَانَت الآفة حلت بالزندين جَمِيعًا كَانَ الشد قَوِيا وَإِذا حل بالزند الْأَعْلَى ألف د فقليل وَإِذا حل بالأسفل فأقوى كثيرا مِمَّا يحل بالزند الْأَعْلَى.

قَالَ: مد الْأَعْضَاء إِذا كَانَ أقل مِمَّا يَنْبَغِي حدث عَنهُ فِي الكسور أَن لَا يتم الْجَبْر والتسوية وَفِي الخلوع أَن لَا يتم رد الْمفصل إِلَى مَكَانَهُ فَأَما آفَة أُخْرَى فَلَا فَأَما الْمَدّ المفرط فَإِنَّهُ يعرض عَنهُ وجع ثمَّ أورام وحميات وتشنج وَكَثِيرًا مَا يحدث عَنهُ استرخاء وَهُوَ فِي الْأَبدَان الرّطبَة وخاصة فِي الصّبيان أقل مضرَّة لِأَن لِيف أعضائهم لَا ينهتك بِالْمدِّ بل يؤاتى وَفِي الرِّجَال وخاصة الصلاب الْأَبدَان أعظم ضَرَرا قس الْعُضْو إِلَى الْعُضْو الَّذِي هُوَ نَظِيره أبدا إِلَّا أَن يكون قد حدث عَن النظير آفَة أحدثت بِهِ غلظاً أَو عوجا كَضَرْبَة كَانَت أَو نَحْوهَا. يَنْبَغِي أَن يحس العليل بضغط)

الرِّبَاط فِي الْوسط أَكثر وَفِي الطّرف لَا يجد لَهُ ضغطاً الْبَتَّةَ أَو أقل مَا يكون. يَنْبَغِي أَن تروم تَحْرِيك الْعُضْو العليل إِذا كَانَ سليما من الوجع والورم عِنْد حكك لَهُ بِقدر مَا يُمكن وَلَا تمهل تحريكه الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يحدث عَنهُ شَيْء شَبيه بِالْمَوْتِ والهتك والمغص. يَنْبَغِي أَن تجتنب أَن يكون الْعُضْو الْمُعَلق أَو الْمَوْضُوع مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل لِأَن ذَلِك عَظِيم الْمضرَّة وبالضد. إِذا حدث ورم أَو ترهل أَو حمرَة فَاجْعَلْ الرِّبَاط أَشد مَا يكون عِنْد طرفه الْأَعْلَى وَيَنْبَغِي أَن يذهب من مَوضِع الْكسر الورم إِلَى فَوق ذَهَابًا أَكثر فَأَما فِي نَاحيَة أَسْفَل فقليل جدا وأعن بِأَن يكون مَا ذهب فَوق يَسِيرا لتمنع بذلك أَن ينزل شَيْء الْبَتَّةَ لِأَن الْكسر إِذا ربط من سَاعَته قبل أَن يحدث عَلَيْهِ شَيْء فَأَما هَهُنَا فَيَنْبَغِي أَن لَا يسيل من فَوق شَيْء وَكَذَلِكَ ألف

 

(4/188)

 

 

د فاربط إِذا كَانَ فسخا وفدعاً وَاجْعَلْهَا خرقاً رقيقَة قَوِيَّة نظيفة وانطل عَلَيْهَا بعد المَاء الْحَار إِذا كن فدع ليتحلل من الدَّم المحتقن فِي الْعُضْو أَو غَيره من الْخَلْط وَلَا يحْتَاج فِي ربط الفدع وَالْفَسْخ إِلَى جبائر وَتَكون الْخرق رقيقَة لَطِيفَة ليصل إِلَيْهِ النطول ليتحلل الدَّم الْمَيِّت تَحت الْجلد وَذَلِكَ أَن هَذِه لَا تحْتَمل غير الرفائد عَلَيْهَا وَلَا تحْتَاج إِلَى لف خرق كَثِيرَة عَلَيْهَا بل تحْتَاج إِلَى لف شَيْء قَلِيل يسيل مِنْهُ النطول وَيكون لَهُ قُوَّة مَعَ سُكُون لَهَا فِي ربطه الْأَعْضَاء المعوجة ضع عَلَيْهَا اللَّوْح فِي الْجَانِب المضاد وَلَا تدفعها وتضغطها بِمرَّة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا واربطه وانطل عَلَيْهِ مَاء حاراً بِمِقْدَار مَا يلين بِهِ.

قَالَ: صَاحب المَاء هَهُنَا أقل مِنْهُ عِنْد تَحْلِيل دم الْفَسْخ لِأَنَّك إِنَّمَا تحْتَاج إِلَيْهِ بِمِقْدَار مَا يلين الْعُضْو فيجيب إِلَى الاسْتوَاء وَلَا يتَحَلَّل والدهن والمرخية وَهَذَا فعلك وتزيد فِي الغمز قَلِيلا قَلِيلا سَاعَة حَتَّى يَسْتَوِي فانطل المَاء على الرِّبَاط أَيْضا مَتى أردْت.

قَالَ: رِبَاط الْكسر وَالْفَسْخ وَحصر الدَّم وَنَحْوه هُوَ الَّذِي يَبْتَدِئ اللف من مَوضِع الْعلَّة أَشد مَا يكون وَيَنْتَهِي فِي الْأَطْرَاف أرْخى مَا يكون وَهَذَا الرِّبَاط هُوَ يمْنَع عَن الْأَعْضَاء الورم لِأَنَّهُ يمْنَع مَجِيء الدَّم إِلَيْهَا. وَأما الرِّبَاط الْمُخَالف وَهُوَ الرِّبَاط الأسمان فَإِنَّهُ يَبْتَدِئ من الْموضع الصَّحِيح بشده وَيَجِيء قَلِيلا قَلِيلا يرخى إِلَى الْموضع العليل وَهَذَا الرِّبَاط يجلب الدَّم إِلَى الْموضع. لي مرهم جيد للمفاصل الْعسرَة الْحَرَكَة الَّتِي صلبت وغلظت من الْجَبْر: أشق جُزْء شمع جُزْء مقل الْيَهُود نصف جُزْء مر ربع جُزْء لإذن نصف جُزْء دهن الْحِنَّاء وشحم البط نصف جز ألف د تذاب الصموغ وَيجمع الْجَمِيع وينقع الْمقل فِي شراب ويحلل الْبَقِيَّة أَيْضا بِهِ وَيجمع)

وَيسْتَعْمل. لي على مَا رَأَيْت فِي آر أَيْضا: يُؤْخَذ لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان ولعاب قثاء الْحمار وأشق ولاذن وزوفاً رطب وشمع ودهن سوسن وشحم البط ومقل لين والسذاب جيد لَهَا إِذا حل مَعَ دهن ومخ الْعجل وَاسْتعْمل فِيهِ فَإِنَّهُ يلين والألعبة جمع وخاصة الحارة ونطل المَاء الْحَار وتدبيره أَن تنطله بِالْمَاءِ الْحَار وتضع هَذِه عَلَيْهِ وَلَا تمكنه أَن يتقرح والألية وَالتَّمْر والشيرج من هَذَا النَّحْو تديرها حرارة مَتى كَانَ غلظ الدشبد أقوى وَأعظم.

الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول قَالَ: عِظَام الْأَطْفَال القريبي الْعَهْد بِالْولادَةِ لينَة شَبيهَة بالشمع لينًا. لي فَلذَلِك قد يُمكن أَن يَسْتَوِي كل شكل رَدِيء يعرض فِيهَا وَقد زعم مجبرونا أَنهم

 

(4/189)

 

 

شدوا أطفالاً من الَّذين يخرجُون ويمشون على ظهر الْقدَم بِأَن قلبوا الْقدَم إِلَى الْحَال الطبيعية وشدوها فَاسْتَوَى ذَلِك وخاصة مَا كَانَ أرطب وَيَجِيء وَيذْهب سلساً.

قَالَ أبقراط فِي الْخَامِسَة من الْفُصُول: المَاء الْبَارِد يسكن وجع الفسوخ الْحَادِث فِي الْمَوَاضِع العصبية إِذا لم تكن مَعهَا قُرُوح.

قَالَ: إِذا صب عَلَيْهِ مِنْهُ شَيْء كثير دَفعه.

الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: الْعظم لَا يلتحم إِذا انْكَسَرَ لَكِن تلتزق جزءاه من ظاهرهما بدشبد يضمه ويمكنك أَن ترى ذَلِك فِي بعض الدَّوَابّ إِذا انْكَسَرَ مِنْهَا عظم فِي مَوضِع من الْمَوَاضِع فَارْتَبَطَ بدشبد فَإنَّك إِن عَمَدت إِلَى دَابَّة من تِلْكَ الدَّوَابّ فشرحتها رَأَيْت الدشبد قد احتوى على مَوضِع الْكسر من الْعظم واستدار عَلَيْهِ حَتَّى ضَبطه وشده ألف د وَجمع الجزءين المفترقين من الْعظم بِمَنْزِلَة الرِّبَاط فَإِن أَنْت كشطت ذَلِك الدشبد وقلعته رَأَيْت بَاطِن الْكسر وَمَا فِي العمق مِنْهُ غير مُلْتَزم وَلَا ملتحم.

الْمقَالة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: إِذا قيل انخلع الورك فَافْهَم مِنْهُ أَنه انخلع رَأس الْفَخْذ من النقرة الَّتِي فِي عظم الورك وَإِذا قيل انخلع الْكَتف فَافْهَم فَإِنَّهُ انخلع رَأس عظم الْعَضُد من نقرة قَالَ: وَقَالَ أبقراط: وَلَا أعلم الْعَضُد تنخلع إِلَّا على جِهَة وَاحِدَة. لي فِي قُوَّة كَلَام جالينوس فِي هَذَا الْموضع إِن جَمِيع المفاصل المنخلعة إِذا كَانَ فِيهَا رُطُوبَة سهل ردهَا كَمَا يسهل خلعها. وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن صَاحب عرق النسا إِذا حصلت رُطُوبَة فِي نقرة وركه ينخلع رَأس فَخذه بِأَهْوَن سعي وَيرجع بِأَهْوَن سعي مَرَّات كَثِيرَة.)

الْمقَالة الأولى من كتاب طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: أبقراط يَأْمر فِي الْكسر الَّذِي مَعَ جرح أَن يشد الْكسر من الْجَانِبَيْنِ وَيتْرك مَوضِع الْجراحَة لَا يشد.

الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: قد ينخلع مفصل الرّكْبَة عِنْد الْمَشْي فِي بعض الْأَحْوَال وينخلع اللحى عِنْد التثاؤب.

فِي أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: قد قَالَ أبقراط فِي خلع الْكَتف وَلَيْسَ يَصح عِنْدِي على الْحَقِيقَة أَنه ينخلع أَو لَا ينخلع على أَنِّي أقدر أَن أَقُول فِي ذَلِك أَشْيَاء كَثِيرَة. لي هَذَا القَوْل أَحْسبهُ لأبقراط لَا لِجَالِينُوسَ.

ابْن اسوبولس قَالَ: إِذا انْكَسَرَ عظم فِي الرَّأْس قطعناه وَإِن كَانَ فِي الْعَضُد والساعد قومناه وشددناه.

من كتاب أبقراط فِي الْكسر تَفْسِير سنقليوس قَالَ: الْعظم إِذا انْكَسَرَ لم تكن

 

(4/190)

 

 

القطعتان متقابلتين لَكِن تميل وَاحِدَة إِلَى فَوق وَآخر إِلَى أَسْفَل فينقلب شكلها الطبيعي فَيعرض من ذَلِك وجع وَيكون من الوجع نزلة وَمن النزلة ورم فَلذَلِك يَنْبَغِي قبل ألف د أَن تحدث النزلة والورم أَن يجْبر الْكسر فَإِذا أردتم ذَلِك فمدوا الْموضع مدا مستوياً ومداً مُخَالفا يمد اثْنَان إِلَى فَوق وَاثْنَانِ إِلَى أَسْفَل وَإِن لم يقم على تَسْوِيَة فاستعينوا بالحبال والسيور حَتَّى تردوا الْعظم وتسووه إِلَى أَن يرجع إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ أَولا فَإِذا فعل بِهِ ذَلِك فليسووا الْيَدَيْنِ أَيْضا تَسْوِيَة جَيِّدَة حَتَّى يلْزم مَوْضِعه لُزُوما جيدا فَإِذا فَعلْتُمْ ذَلِك فاربطوه بخرق لينَة فَإِن الرِّبَاط الرَّقِيق يحفظ التَّسْوِيَة وَلَا يَدعهَا تَزُول ثمَّ ضَعُوا الْعُضْو وَضعه الطبيعي أَعنِي بشكله الطبيعي والشكل الطبيعي هُوَ الَّذِي لَا وجع مَعَه كوضع الْيَد على الصَّدْر وضعا منزوياً فَإِن هَذَا الشكل هُوَ طبيعي لَا يحدث مِنْهُ وجع وَلَا ألم وَذَلِكَ أَن الزند الْأَسْفَل وَهُوَ الوحشي يكون مائلاً إِلَى الأَرْض والزند الْأَعْلَى إِلَى فَوق فَيكون لذَلِك عضد الذِّرَاع الدَّاخِلَة غير مائلة إِلَى خَارج وَلَا الْخَارِجَة مائلة إِلَى دَاخل فَأَما إِذا كَانَت الذِّرَاع على بَطنهَا فَإِنَّهُ شكل رَدِيء وَكَذَلِكَ على ظهرهَا.

قَالَ: إِذا عرض فِي الْجَبْر خطأ فَلِأَن يمِيل الْعُضْو إِلَى الْبَطن أقل ضَرَرا من ميله إِلَى ظَهره. قَالَ: فَإِذا رفعت الْيَد إِلَى الرَّأْس جيدا دخل رَأس الْعَضُد كُله فِي نقرة الْكَتف. لي فَلذَلِك هَذَا دَلِيل إِذا ارْتَفع على أَن الْعَضُد لم تنخلع من مَكَانهَا وكما أَن نفي الْكَتف من الرسغ إِلَى خلف وَإِلَى قُدَّام بِمِقْدَار مَا فِي الطَّبْع يدل على أَنه لَيْسَ بمفصل الرسغ عِلّة إِذا كَانَ قد)

تحرّك كل مَا لَهُ أَن يَتَحَرَّك كَذَلِك مفصل المأبض إِذا انزوى حَتَّى تُوضَع الْأَصَابِع على الْمنْكب وامتد حَتَّى تنبسط الْيَد فَلَا عِلّة بِهِ لِأَن هَذَا غَايَة امتداده الطبيعي وحركته ومفصل الْكَتف غَايَة امتداده ألف د إِلَى فَوق أَن تنصب الْيَد كالعضد على الْمنْكب وامتداده إِلَى أَسْفَل أَن ينبسط مَعَ الذِّرَاع انبساطاً وَاحِدًا وَبِالْجُمْلَةِ فَكل مفصل تحرّك فِي الْجِهَات الَّتِي يَتَحَرَّك فِيهَا حركته الطبيعية فَلَا عِلّة بِهِ. الرِّبَاط الرخو يعي شَيْئا والصلب يوجع ويورم. لي رَأَيْت طول الشد يزمن ويوهن ويجفف الْعُضْو وَذَلِكَ أَن مجبراً كَانَ يشد الْعُضْو والزند أشهراً كَثِيرَة فَكَانَ يزمن خلقا كثيرا.

قَالَ: إِذا وَقع الْكسر بالزند الْأَعْلَى فَهُوَ شَرّ من وُقُوعه بالزند الْأَسْفَل فَإِن وَقع بهما جَمِيعًا فَهُوَ رَدِيء.

قَالَ: الْكسر فِي الزند الْأَسْفَل رَدِيء جدا لِأَنَّهُ حَامِل والزند الْأَسْفَل يُسمى الساعد فَأَما الْأَعْلَى فزنداً.

قَالَ: وَالْخَطَأ أَيْضا يبين فِي الزند الْأَسْفَل أَشد وَأكْثر لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَيْهِ لحم كثير يغطيه كَمَا على الزند الْأَعْلَى.

قَالَ: إِذا انْكَسَرَ الزند الْأَعْلَى فيكفيه مد يسير لِأَنَّهُ لين الانقياد ينقاد سَرِيعا وَإِن انْكَسَرَ الْأَسْفَل فَيحْتَاج أَن يمد مدا إِلَى الشدَّة فَإِن انكسرا جَمِيعًا فَإِنَّهُ إِن يمدا مدا شَدِيدا وَليكن الْمَدّ

 

(4/191)

 

 

أَيْضا بِحَسب لين الْأَبدَان فَإِن بدن الصَّبِي إِن مد بِشدَّة أَعْوَج لِأَن أعضاءه لينَة.

قَالَ: انْظُر حسنا إِلَى أَي النواحي مَال الْعظم المكسور فَإِنَّهُ يكون الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ منحدباً وَالَّذِي مَال عَنهُ عميقاً وَيعرف ذَلِك أَيْضا باللمس وَذَلِكَ إِنَّك تَجِد موضعا حدبة وموضعاً تقعيراً وَيسْأل العليل أَيْضا عَن مَوضِع الوجع فَإِن الوجع يكون مائلاً إِلَى الْعظم فبهذه الثَّلَاثَة تعرف صِحَة الْكسر.

قَالَ: الْخرق الجدد تهيج حكة ووجعاً والأجود أَن تكون لينَة ناعمة فِي أحْسنه يَعْنِي أطهر مَا كَانَ. لي سطح الْبدن وَبِالْعَكْسِ. قَالَ: إِذا أردْت تَسْوِيَة الزندين فَمد الْيَد قَلِيلا حَتَّى تستوي وتوكأ على أصل الْكَفّ أَعنِي على الْكُوع وَاجعَل الرِّبَاط خرقاً متوسطة فِي الْجدّة والخلق وَاجْعَلْهَا لَطِيفَة ألف د لاطئة لَازِمَة وَانْظُر إِلَى ميل الْعظم فابدأ من هُنَاكَ بالرباط والفف الرِّبَاط على ذَلِك الْموضع مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا حَتَّى تشد الْعظم وَيرجع إِلَى وَضعه ثمَّ انته بالرباط من مَوضِع)

الْكسر إِلَى الْموضع الصَّحِيح فَهَذَا الرِّبَاط الأول ثمَّ ابدأ بالرباط الثَّانِي فآته على مَوضِع الْكسر مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ثمَّ أنته إِلَى أَسْفَل وأرخ الرِّبَاط قَلِيلا قَلِيلا كلما تسافلت حَتَّى تبلغ الْموضع الَّذِي قَالَ: وَاجعَل عرض الرِّبَاط معتدلاً وَأحذر أَن يتشنج فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يحدث وجعاً إِن كَانَ شَدِيدا وَإِمَّا أَن يسترخي ويعوج سَرِيعا والمرهم الَّذِي تطليه بدل طلاء الْجَبْر: شمع وزيت فِي بعض الْأَحْوَال ومصطكى وأشق فِي بعض الْأَحْوَال.

قَالَ: إِذا ربطت فَلَا تحل إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام إِلَّا أَن يعرض لَهُ وجع أَو ورم وَإِن لم يجد العليل من الرِّبَاط وجعاً الْبَتَّةَ فَإِن الرِّبَاط السهل جدا رَدِيء لَا ينفع وَإِن ورمت أَطْرَاف الْأَصَابِع ورماً يَسِيرا وَوجد وجعاً قَلِيلا فَإِن الرِّبَاط المعتدل جيد. فَإِن كَانَ الورم والوجع مفرطين فَحل الرِّبَاط وَلينه فَإِن لم ترم مِنْهُ الْكَفّ الْبَتَّةَ فَاعْلَم أَن الرِّبَاط الرخو لَا ينفع فَحله وشده قَلِيلا وَإِذا ورمت الْكَفّ ورماً يَسِيرا فالرباط الشَّديد جيد فَإِذا مَضَت سَبْعَة أَيَّام فَاجْعَلْ شدّ الرِّبَاط أرْخى قَلِيلا لِئَلَّا يمْنَع عَن الْعُضْو غذاءه وَاسْتعْمل بعد ذَلِك الجبائر. لي هَؤُلَاءِ يستعملون الجبائر بعد أَن تمْضِي أَيَّام ويؤمن الورم الْبَتَّةَ وَيقبل الدشبد ينْعَقد وَأَنا أَظن أَن الْعُضْو لَا يَسْتَوِي إِلَّا بالجبائر وعَلى هَذَا رَأينَا المجبرين.

قَالَ: إِن كَانَت الْيَد تعالج فَلْيَكُن العليل ألف د على كرْسِي وَإِن كَانَت الرجل فَلْيَكُن مُضْطَجعا وَإِن كَانَ صَاحب الْيَد قواراً جَازَ أَن يضطجع.

قَالَ: وَإِذا كَانَ الْعُضْو وارماً فَأَرَدْت أَن تفش الورم فَاجْعَلْ القيروطي بدهن بابونج وَإِن احْتَاجَ يَنْبَغِي إِذا شددت الْيَد بالعنق أَن لَا تكون الْكَفّ منسفلة منصبة فتميل إِلَيْهَا الْموَاد وَلَا عالية جدا فَإِنَّهَا توجع بل تكون مستوية أَي مَوضِع كَانَ هُوَ أَخْمص فاملأه بالخرق ثمَّ الفف عَلَيْهِ الرِّبَاط لِئَلَّا يَجِيء الرِّبَاط مضطرباً.

 

(4/192)

 

 

قَالَ: الشَّرَاب يفش الورم ويحله بحرارته وَيمْنَع النَّوَازِل بِقَبْضِهِ.

قَالَ: فالرباط الْجيد أَيْضا يحلل الورم الَّذِي قد كَانَ وَيمْنَع أَن يرم.

قَالَ: الجبائر تصلح لَا تلْزم الرفائد وَيَنْبَغِي أَن تكون الْجَبِيرَة الأولى غَلِيظَة وَأَن تُوضَع على مَوضِع الْكسر ثمَّ ضع الجبائر حول الْكسر وَلست أقدر أَن أحد لَك غلظ الجبائر لِأَنَّهَا تكون على مِقْدَار غلظ الْيَد ودقتها فَأَما طولهَا فَيَنْبَغِي أَلا تلمس أصل الْأَصَابِع وَهِي الأشاجع لِأَن ذَلِك الْموضع قَلِيل الْحلم عصبي فَإِذا وَقعت عَلَيْهِ الجبائر جرحته وَلَا تلمس الْمرْفق لِئَلَّا يجرحه.)

قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن لَا تحل بعد وضع الجبائر إِلَّا فِي كل عشْرين ويماً إِلَّا أَن يعرض شَيْء يضْطَر أَعنِي حكة واعوجاج عظم فَإِن عرضت حكة فَحلهَا وصب عَلَيْهَا مَاء حَار فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح ويسكن لذع الأخلاط وَإِن لم يعرض عَارض فَلَا تحله وَلَا تنْزع الجبائر قبل الْعشْرين يَوْمًا أَو الثَّلَاثِينَ غير أَنه يَنْبَغِي أَن لَا تشد الجبائر جدا فتضيق المجاري وَلَا يسيل إِلَيْهَا الدَّم لِأَن الْكسر يحْتَاج إِلَى الدَّم ليغتذي ويهيئ مِنْهُ الدشبد الَّذِي يجْبر بِهِ الْكسر وَمِمَّا يَنْبَغِي لَك أَن تعلم أَن عظم الساعد إِذا انْكَسَرَ وجبر يقوى فِي ثَلَاثِينَ أَو فِي خَمْسَة وَثَلَاثِينَ وَرُبمَا قوي فِي ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا بِقدر ألف د الزَّمَان وَالْقُوَّة وَحَال الدَّم فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يكون الدَّم غليظاً كثيرا والعليل شَابًّا ويبطئ فِي الصغار والمشايخ والضعفاء القليلي الدَّم.

قَالَ: فَأَما الشَّاب فَيبرأ سَرِيعا ويقوى عظمه وَحيا لِأَن قوته قَوِيَّة واليبس فِي الشَّبَاب قوي بِسَبَب الصَّفْرَاء وعَلى حسب الْغذَاء.

قَالَ: فَأَما الْغذَاء فَإِذا لم يكن مَعَ الْكسر جرح فَلْيَكُن غليظاً لزجاً.

وَإِن كَانَ مَعَ جرح فليلطف التَّدْبِير وَعَلَيْك بالبقول والسمك الصغار. وَإِن كَانَ الْجرْح عَظِيما فلطف التَّدْبِير أَشد.

قَالَ: وعلق الْيَد بِخرقَة عريضة تَأْخُذ من الزند إِلَى المأبض لِأَن الَّذين يعلقون العلاقة فِي مَوضِع فَقَط يعوجون الْيَد.

قَالَ: والجبائر لَيست تسْتَعْمل للُزُوم الرفائد فَقَط لَكِن وتشد الْعظم المجبور فَإِن رَأَيْت الْعظم قد اشْتَدَّ واستوى عِنْد مَا يحل الرِّبَاط فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ الجبائر. لي الصَّوَاب والحزم أَن لَا يُفَارق الجبائر الْيَد إِلَّا بعد الْبُرْء الْكَامِل لِأَنَّهُ رُبمَا عرض اضْطِرَاب وَنَحْو ذَلِك وَالْكَسْر لم يقو نعما فَيبرأ أَيْضا وَقد ذكر الْمُجبر أَن قوما يرفعون الجبائر ثِقَة بعلمهم قبل الْأَرْبَعين على الزندين فيتعوجان بالجبائر وَإِن كَانَت مَانِعَة للغذاء فَإِن لُزُومهَا أصوب وَيَنْبَغِي أَن يسلس بِقدر مَا يقوى ليجمع بذلك الْأَمْن من الاعوجاج وَلَا يمْنَع الْغذَاء وَقد يذوب ويلطف بالجبائر الغلظ والاعوجاج الشَّديد فَإِنَّهُ يَدُور وَيَسْتَوِي ويحسر بعض السماجة والغلظ إِذا اسْتعْمل مُدَّة طَوِيلَة.

قَالَ: ولطف التَّدْبِير فِي أول الْكسر أَيَّامًا وَأما بعد عِنْد الْأَمْن من الورم فِي آخر الْعلَّة فَليَأْكُل اللَّحْم وَيشْرب الشَّرَاب.)

 

(4/193)

 

 

قَالَ: فَإِن كَانَ العليل صَبيا أَو رطب الْبدن فالجبر نَفسه يَكْتَفِي أَن يمده وَأما الْأَبدَان الصلبة فتحتاج ألف د إِلَى شدّ شَدِيد وَإِن عجزت قُوَّة الرجل مد بالحبل الخشن والحبال.

قَالَ: وَعظم الْعَضُد إِذا انْكَسَرَ إِنَّمَا يمِيل إِلَى خَارج فِي الْأَكْثَر فلف الرِّبَاط على مَوضِع الْكسر بعد أَن تسويه مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا واذهب بِهِ إِلَى فَوق ثمَّ ألفف الرِّبَاط الثَّانِي أَيْضا على مَوضِع الْكسر فَاذْهَبْ بِهِ إِلَى أَسْفَل ثمَّ اربط برباط ثَالِث من أَسْفَل إِلَى فَوق وعلق الْيَد بشكل مَرْوِيّ وَأحذر أَن يكون مدلاة وَلَا تحلها إِلَى السَّابِع والعاشر ثمَّ بعد ذَلِك إِذا حللتها وَأَرَدْت ربطها ثَانِيَة فَاسْتعْمل الجبائر. والعضد تقوى فِي أَرْبَعِينَ وَإِيَّاك أَن يُفَارِقهُ الشد قبل الْأَرْبَعين.

قَالَ: وغذاء هَذَا العليل لَا غليظ وَلَا لطيف.

قَالَ: وَإِذا انْكَسَرَ عظم الْعقب عسر علاجه فَإِذا برأَ صَاحبه وَبَدَأَ يمشي أوجعهُ إيجاعاً شَدِيدا وَذَلِكَ أَن الْبدن كُله مَحْمُول عَلَيْهِ.

قَالَ: وَاعْلَم أَن عِظَام الْأَصَابِع الصغار من الْيَد وَالرجل لَا تنكسر لَكِنَّهَا تنْتَقل من موضعهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا صلبة صغَار فَكلما حدث عَلَيْهَا كَانَ إِلَى تنقلها من موضعهَا أسْرع مِنْهُ إِلَى أَن يكسرها.

قَالَ: وَإِذا عرض لَهَا الْخلْع فإياك أَن تمدها كَمَا تمد الْعِظَام الْمَكْسُورَة لَكِن شدّ عَلَيْهَا أصابعك واضغطها فَإِنَّهَا ترجع إِلَى مَكَانهَا ثمَّ اربطها على مَا وَصفنَا فِي سَائِر الرباطات وَعِظَام الْمشْط فِي الْيَد وَالرجل إِنَّمَا تنخلع إِلَى ظَاهر الْكَفّ وَالرجل وَيَنْبَغِي إِذا ربطت إِن كَانَ فِي الرجل أَن لَا يمشي صَاحبه الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يرم من شدَّة الوجع وَهَذِه الْعِلَل تَبرأ فِي عشْرين يَوْمًا.

وَعظم الْعقب ينكسر إِذا وَقع الْإِنْسَان من مَوضِع عَال على عقبه فينرض الْعقب والعضلات الَّتِي حوله وَرُبمَا انفجر بعض الْعُرُوق ألف د أَيْضا ويسيل الدَّم فِي بطن العضل ويجمد فِيهِ ويضر بِهِ وَرُبمَا أورث تشنجاً فِي جَمِيع الرجل وارتعاشاً وَحمى واختلاط الْعقل فَهَذِهِ البلايا تعرض من كسر الْعقب.

قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْعقب كمد اللَّوْن فسل عَنهُ هَل كَانَ بِهِ قبل ذَلِك ورم حَال فَإِن قَالُوا: نعم فَهُوَ عَلامَة رَدِيئَة جدا لِأَنَّهُ قد أَخذ فِي طَرِيق الْمَوْت وَأما إِذا كَانَ الْعقب وارماً ورماً مدافعاً للأصابع فَإِن ذَلِك جيد لِأَنَّهُ يُرْجَى أَن يتقيح فينجو الْإِنْسَان.

قَالَ: إِن سقم الْعقب جعلنَا الرِّبَاط عَلَيْهَا وعَلى الرجل وَتَركنَا الْعقب مَفْتُوحَة.)

قَالَ: إِذا سقم الْعقب فَإنَّا نربطها ونأتي بالرباط إِلَى أَطْرَاف الْأَصَابِع لكيما تنْدَفع النَّوَازِل من النواحي كلهَا.

قَالَ: انطلوا الْعظم المكسور بِمَاء حَار كثير. لي يَعْنِي عظم الْعقب وَلِهَذَا وَقت يَنْبَغِي أَن يحذر.

 

(4/194)

 

 

قَالَ: وكما أَن وضع الساعد المجبور مَمْدُود فَلْيَكُن وضع الرجل ممدوداً على اسْتِوَاء فَإِن ذَلِك لَهَا طبيعي.

قَالَ: وَقد يشرط الْعقب وَلَا يَنْبَغِي أَن يعمقه ليسيل الدَّم الْمَيِّت من الرض فيستعمل الْقَيْء.

قَالَ: وَعظم الْعقب إِذا لم ينجبر على مَا يَنْبَغِي لم يقدر العليل أَن ينْتَفع بِهِ الْبَتَّةَ.

قَالَ: وكل عظم لَا ينجبر على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ يتحدب وَلَا يقبل غذاءه على مَا يَنْبَغِي.

قَالَ: وَإِن انْكَسَرَ الْعظم الْكَبِير فِي السَّاق فَهُوَ رَدِيء وَالصَّغِير أَسْفَل.

قَالَ: وَاسْتعْمل وضع الجبائر بعد خَمْسَة أَيَّام أَو سَبْعَة أَو تِسْعَة أَو أحد عشر على نَحْو عظم قَالَ: البرانج فَإِنَّهُ انفع إِذا احْتَاجَ العليل أَن ينْتَقل ويتحرك وَلها مضرَّة لِأَنَّهَا ينخسان الرّكْبَة ويوجعان فإمَّا أَن لَا يسْتَعْمل الْبَتَّةَ وَإِن اسْتعْمل فليستعمل وَاحِد يبلغ من لدن الورك إِلَى طرف الرجل.

قَالَ: وَإِذا ربطت السَّاق فَمدَّهَا مدا ألف د مستوياً فَإِن ذَلِك شكلها الطبيعي وَيُسمى هَذَا البرانج سوان وتفسيرها الْعِصَابَة فَدلَّ أَنَّهَا جبارَة لَا برانج وَقَالَ: إِن الضارة مِنْهَا مَا كَانَ بقطعتين وَاحِدَة على السَّاق وَالْأُخْرَى على الْفَخْذ لِأَنَّهَا تضغط الرّكْبَة فِي الْوسط والنافعة مَا كَانَت بِقِطْعَة وَاحِدَة من لدن الورك إِلَى الْقدَم ومنفعتها الْكُبْرَى لقِيَام العليل وتحويله من مَكَان إِلَى مَكَان. قَالَ: والفخذ إِذا انْكَسَرت تحْتَاج إِلَى مد قوي شَدِيد ثمَّ سووها واربطوها على مَا ذكرنَا ثمَّ ضعوها وَضعهَا الطبيعي وَهُوَ أَن تكون خَارِجَة محدبة وداخلة غائرة قَلِيلا فَإِن الطبيعة كَذَلِك جبلتها وَاجْعَلُوا بَين الفخذين شبه الكرة من خشب لِئَلَّا يعوج الْعظم وتعاهدوا فِي كل مَا تَعْمَلُونَ الورم والوجع والحكة. لي إِنَّمَا تكون الْفَخْذ منحدبة قَلِيلا وَاجعَل تحتهَا شَيْئا تُوضَع عَلَيْهِ فَخذ بهَا قَلِيلا وَأما السَّاق فَلَا تحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَن شكلها مستو.

قَالَ: وَاعْلَم أَن الورم الَّذِي يكون فِي الْفَخْذ يكون عَظِيما على قدر عظم الْعُضْو لِأَن النَّوَازِل)

تسرع إِلَيْهِ وَإِذا رَأَيْتُمُوهُ قد ورم فَأَسْرعُوا حلّه حَتَّى ينفش ويتبدد الورم والأعراض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة وخذوا خرقاً وبلوها بشراب وضعوها على الورم فَإِن ذَلِك يطرد النَّوَازِل ويفش الورم فاستعملوا البرانج فِي كسر الْفَخْذ لَا غير وَالْمدّ الشَّديد يحْتَاج إِلَيْهِ ضَرُورَة فِي كسر الْفَخْذ لِأَنَّهُ عُضْو عَظِيم والورم فِيهِ يَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد لِأَنَّهُ تعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة.

قَالَ: فَأَما الْجرْح مَعَ الْكسر وَالْخلْع فَإِن عولجت الْجراحَة أَولا فَهُوَ خطأ لِأَن الْجرْح لَا يبرأ فِي أَيَّام قَليلَة وَإِذا برِئ الْجرْح يكون الْعظم قد صلب فإمَّا أَن يتْرك معوجاً وَإِمَّا أَن

 

(4/195)

 

 

يحْتَاج إِلَى مد شَدِيد وَكثير فتعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة مؤذية وَهَهُنَا أَيْضا ألف د علاج رَدِيء وَهُوَ أَن تُوضَع أَطْرَاف الرِّبَاط على الْمَوَاضِع الصَّحِيحَة أَشد ثمَّ يجاء بِهِ نَحْو الْجرْح وَهُوَ رخو حَتَّى يكون مَوضِع الْجرْح أرْخى مَوضِع فِيهِ فَإِن هَذَا العلاج يصب إِلَى خَارج فضولاً رَدِيئَة وَتعرض فِيهِ أَعْرَاض رَدِيئَة وَأما العلاج الْجيد فَهُوَ أَن تمد الْعُضْو المكسور الْمَجْرُوح بِرِفْق وَلَا تعنف ويسوى فيربط بِرِفْق وَيجْعَل ابْتِدَاء الرِّبَاط من مَوضِع الْجرْح ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى أَسْفَل وَإِلَى فَوق كَمَا ذكرنَا فِي الرِّبَاط وَيسْأل العليل عَن الوجع وَيحل كل يَوْم لَا يبرأ كَالَّذي لَا جرح مَعَه وَيَنْبَغِي أَن ترد الْعظم ثمَّ ادخلوه. قَالَ أبقراط: إِنَّكُم أَن مددتم الساعد والعضد مدا شَدِيدا رَجَعَ الْعظم إِلَى مَوْضِعه من يَوْمه وَليكن الرِّبَاط الَّذِي للكسر مَعَ جرح وليحل فِي كل يَوْم وعالج الْجرْح بالمراهم فَإِذا انْفَتح الْجرْح وظننتم أَن فِيهِ قشوراً عظاماً فعلاجه علاج الْكسر مَعَ جرح إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن تشدوا الرِّبَاط وَلَا تغمزوه باليدين غمزاً شَدِيدا وَلَا تضغطوه بالجبائر وَلَا تستعملوا الجبائر لَكِن استعملوا بدلهَا خرقاً كَثِيرَة.

قَالَ: ودع رَأس الْجرْح مكشوفاً ليسيل الْقَيْح وبلوا الرفائد بِالشرابِ لتقي الْعُضْو وتمنع الورم وضعُوا المراهم الزفتية أَو مَا يحْتَاج إِلَيْهِ على الْجرْح أَولا ثمَّ ضَعُوا الْخرق الملوثة بِالشرابِ فَوق المرهم وَإِن كَانَ صيفاً فبلوا الرِّبَاط أبدا حَتَّى لَا يسخن وانصبوا الْعُضْو نصبة ليسيل قيحه.

وَالْجرْح فِي الْفَخْذ مَعَ الْكسر فَيحْتَمل الشد أَكثر لعظم الْعُضْو وَإِيَّاك أَن تَدعه أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يخَاف أَن يجْتَمع فِيهِ قيح كثير وَيفْسد فَسَادًا عَظِيما.

قَالَ: واجبر الْعظم المكسور من يَوْمه وَالْيَوْم الثَّانِي وَلَا يقربهُ فِي الثَّالِث فَإِن تعرض مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة. لي أَظن أَن هَذَا الَّذِي مَعَ جرح فَأَما غَيره فَلَا وَيَنْبَغِي أَن تنظر فِي ذَلِك نَظرنَا فِيهِ وَصَحَّ أَنه)

يعسر إِذا كَانَ مَعَ جرح وَأَن الْأَصْلَح أَن يجْبر من ألف د سَاعَته قبل الورم فَأَما إِذا ورم فعلاجه رَدِيء وَيَنْبَغِي أَن يتْرك على حَاله ويعرض مِنْهُ فَسَاد الْعُضْو وعفنه إِن جبر وَشد وَهُوَ وارم وَذكر هَهُنَا الى لَة الَّتِي تسمى السرم وَينظر فِيهِ.

قَالَ: من المجبرين من يجْبرهُ فِي الْخَامِس وَفِي التَّاسِع فَيعرض من ذَلِك الكزاز وَنحن لَا نرى بعد الورم والوجع وامتداد العضلات أَن نعالج الْعظم لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مد وربط وَزِيَادَة فِي الوجع فَإِن فعلت ذَلِك وأدخلت الْعظم فِي مَوْضِعه عرض الكزاز وَإِن أدخلت مرّة عظما إِلَى مَوْضِعه الطبيعي فَاشْتَدَّ بالعليل لذَلِك الوجع وقدرت أَن تخرجه عَن مَوْضِعه الطبيعي حَتَّى يكون بحالته الأولى فافعل تريح السقم وقومته من الْخطر الْعَظِيم وَإِن لم يُمكن فِي حَالَة رد الْعظم إِلَى مَكَانَهُ الطبيعي فانشره إِن كَانَ ناتئاً فَإِن الْعظم رُبمَا كَانَ مُؤْذِيًا ناخساً. إِذا انْكَسَرَ عظم فأسرع بجبره من يَوْمه فَإِن لم ينفذ الْعظم وَيدخل فَدَعْهُ بِحَالهِ فَإِنَّهُ أَجود من أَن يدْخل على السقم ثمَّ يشده بعد الْمَدّ جهداً شَدِيدا فتصيبه مِنْهُ أَعْرَاض رَدِيئَة لِأَن فِي الْفَخْذ عضلات كَثِيرَة وَيكون إِدْخَاله أعْسر إِذا هُوَ لم يدْخل من يَوْمه.

 

(4/196)

 

 

قَالَ أبقراط: ميل الْعظم المكسور إِلَى خَارج خير من ميله إِلَى دَاخل لِأَن الْعظم المكسور إِن مَال إِلَى دَاخل نخس هُنَاكَ عصباً عَظِيم الْقدر لِأَن فِي الْفَخْذ عضلات كَثِيرَة شريفة وأحدث تشنجاً وَحمى. وَيَنْبَغِي للمجبر إِذا علم أَن رد الْعظم إِلَى مَوْضِعه تحدث مِنْهُ حمى أَو تشنج وَأَن تَركه بِحَالهِ يحدث سماجة شَدِيدَة من اعوجاج.

قَالَ: مفصل الرّكْبَة سهل الْخُرُوج ومفصل الْعَضُد لَا يكون يتخلع لِشِدَّتِهِ وَبعده مفصل الورك فَأَما مفصل الْأَصَابِع فَلَا ينخلع ألف د بل ينكسر قبل أَن ينخلع وكل مفصل يعسر انخلاعه يعسر رده لِأَنَّهُ موثق جدا قصير الأربطة.

قَالَ: مفصل الرّكْبَة جعل سَلس الرِّبَاط لمنافع فَلذَلِك هُوَ يخرج من أدنى عِلّة وَيرجع أَيْضا رُجُوعا سهلاً وَلذَلِك جعلت عَلَيْهِ الفلكة لتمنعه من الْخُرُوج ولولاها لخرج لزجاً والمربط الْمُحِيط بِهِ سَرِيعا جدا فَأَما مفصل الْمرْفق فَإِنَّهُ موثق برباط وثيق فَلذَلِك لَا يخرج سَرِيعا وَلَا يدْخل سَرِيعا إِذا خرج فَلذَلِك إِذا رَأينَا مفصل الرّكْبَة قد انخلع لم نتخوف لضعف رباطه وَإِذا رَأينَا مفصل الْمرْفق قد انخلع تخوفنا حِينَئِذٍ لشدَّة رباطه وَعلمنَا أَنه لَا يرجع إِلَّا بِشدَّة وعسر.

قَالَ: وَجل مَا يمِيل مفصل الرّكْبَة إِلَى دَاخل فَأَما إِلَى خَارج فتمنعه الفلكة وَرُبمَا خرج إِذا)

كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة. قَالَ: إِذا أردْت أَن ترد مفصل الرّكْبَة إِذا انخلع فَأقْعدَ العليل على كرْسِي قريب من الأَرْض وَارْفَعُوا رجلَيْهِ قَلِيلا ثمَّ تَأْتُوا برجلَيْن فتأمروا أَن يمدوا يديهما مدا قَوِيا من فَوق وَمن أَسْفَل ثمَّ يَأْتِي الطَّبِيب فَيدْخل الْمفصل فِي مَوْضِعه وَيَردهُ إِلَيْهِ ثمَّ يربطه ربطاً محكماً على مَا وَصفنَا وَفِي أَكثر الْأَحْوَال إِن أَدخل الْعظم فِي مَوْضِعه على الكرة عرض من ذَلِك حمى وكزاز وَإِن لم يدْخل عرض من ذَلِك حمى فَقَط.

قَالَ أبقراط: إِذا انْكَسَرَ الْعظم من أَسْفَله وَمَال إِلَى خَارج كَانَ علاج ذَلِك أَهْون من علاج مَا قَالَ: إِذا انْكَسَرَ الْعظم ونتأ نتوءاً يَسِيرا وَلم يرم وَلم تكن هُنَاكَ عضلة يتخوف مِنْهَا أدخلنا حِينَئِذٍ الْعظم إِلَى مَوْضِعه نَحوه وَإِن نتأ الْعظم جدا وورم الْعُضْو فَلَا يَنْبَغِي أَن تروم إِدْخَاله إِلَى مَوْضِعه لِأَنَّهُ تعرض مِنْهُ الْأَعْرَاض الَّتِي وَصفنَا.

قَالَ: ويعرض للمفاصل إِمَّا ميل وَإِمَّا انخلاع والميل يعرض ألف د إِمَّا إِلَى دَاخل وَإِمَّا إِلَى خَارج والانخلاع هُوَ زَوَاله إِلَى جَمِيع النواحي زوالاً كثيرا.

قَالَ: وَخُرُوج الْمفصل من مَكَانَهُ يكون ظَاهرا للرَّدّ وللجس لِأَن الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ يكون محدباً وَالَّذِي مَال عَنهُ متقعراً.

علاج ميلان مفصل الْمرْفق قَالَ: شكل الْيَد شكلاً منزوياً على بَطنهَا وليبصروا حسنا فَإِن كَانَ الميلان إِلَى دَاخل فشكلوا الْيَد على بَطنهَا وَإِن كَانَ إِلَى خَارج فشكلوا الْيَد على ظهرهَا.

قَالَ: علاج انخلاع المفاصل: مدوا الْعَضُد والساعد من جانبين مُخْتَلفين مدا شَدِيدا حَتَّى يرْتَفع الْعظم ثمَّ أدخلوه

 

(4/197)

 

 

قَالَ أبقراط: إِنَّكُم إِن مددتم الساعد والعضد مدا شَدِيدا يرجع الْعظم إِلَى مَوْضِعه وَإِن لم يرم المعالج إِدْخَاله من تِلْقَاء نَفسه.

وَإِن انخلع الذِّرَاع من مفصل الْمرْفق إِلَى خلف فَإِنَّهُ صَعب وَقل مَا يكون ذَلِك لِأَن هُنَاكَ عصباً كثيرا وعروقاً وغضاريف فَيعرض من ميل الْعظم إِلَيْهَا أسقام رَدِيئَة وتمدد.

قَالَ: عالجوا إِدْخَال الْعظم إِلَى مَوْضِعه قبل أَن يرم فَإِن لم يتَّفق فَلَا تعالجوه إِلَّا بعد أَن يسكن قَالَ: علاج رض اللَّحْم أَشد من علاج كسر الْعظم لِأَن الْعظم لَا حس لَهُ.

فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: الرجلَيْن المنقلبتين إِلَى خَارج أَو إِلَى دَاخل وَالرَّأْس المسفط أما فِي الْأَطْفَال حِين يولدون مَا دَامَت أعضاؤهم رطبَة فَيمكن أَن ترد إِلَى حَالهَا الطبيعية بالشد والتسوية وَإِمَّا فِي الْأَبدَان الَّتِي قد يَبِسَتْ فَلَا.

وَقَالَ: الْعظم اللين فِي الْأَطْفَال إِذا انْكَسَرَ يُمكن أَن يلتحم التحاماً مستوياً.)

قَالَ: وَمَا دَامَ الْبدن فِي النشء فَيمكن أَن يصلح شكل أَكثر أَعْضَائِهِ فَإِذا اسْتكْمل لم يُمكن أَن يصلح.

قَالَ: وَليكن غرضك فِي الْأَعْضَاء الَّتِي ألف د اعوجت الَّتِي يُمكن إصلاحها أَن تردها من الْجِهَة الَّتِي مَالَتْ إِلَيْهَا إِلَى خلَافهَا وَمَتى كَانَ فَسَاد الشكل فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ من قبل كسر لم يسو على مَا يَنْبَغِي ثمَّ كَانَ الْعظم المكسور قد انجبر انجباراً محكماً فَلَا يعرض لَهُ فَإِن كَانَ انجباره لم يستحكم بعد وَلم يشْتَد فاكسره ثمَّ سوه واحتل فِي أَن ينْبت عَلَيْهِ الدشبد بالغذاء والشد.

من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: قد رصد أَن من كَانَ بِهِ خلع مَعَ جرح إِن رد مفصله فِي مَكَانَهُ تشنج.

من مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الْفَسْخ والفدع والرض فَإِنَّهُ يكون فِي عمق الْبدن فِي الْجُزْء اللحمي من العضلة وَأما الهتك فَإِنَّهُ يكون فِي الْأَعْضَاء العصبية إِذا انتهك الليف الَّذِي فِيهَا أَي انْقَطع وتفرق مِنْهُ وَأما الفك فَإِنَّهُ زَوَال العصب عَن مَوْضِعه الْمَوْضُوع عَلَيْهِ وَهُوَ أقلهَا حدوثاً وَأكْثر مَا يعرض لطرف الْمنْكب.

من الْمقَالة الثَّانِيَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: مفصل الرسغ قوي الرباطات قوي الرُّكْن وبهذين يكون شدَّة الْمفصل وقوته وَلذَلِك يعرض لَهُ الْخلْع أقل مِمَّا يعرض لمفصل الْمنْكب لِأَن مفصل الْمنْكب قد عدم الْأَمر من وثاقة الرُّكْن وصلابة الرباطات وَلَكِن الحركات القوية تعرض فِي الرسغ أَكثر مِمَّا تعرض فِي الْمنْكب وَلذَلِك يوثق فِي الْخلقَة مِنْهُ أَكثر وَكَذَلِكَ لَا ينخلع أَيْضا كثيرا.

وَقَالَ: لَا يُمكن أَن ينخلع أحد الزندين إِلَّا بِأَن تبَاعد عَن الثَّانِي بعدا كثيرا.

 

(4/198)

 

 

لي اسْتَعِنْ بحركة المفاصل بالعضل وبجراحات الأعصاب فَلذَلِك أَكثر مَا يعرض خلع الزند الْأَسْفَل مَعَ كسر الْأَعْلَى لِأَنَّهُمَا جَمِيعًا مربوطان بَعْضهَا بِبَعْض برباط وثيق جدا.

قَالَ فِي الثَّالِثَة: لما كَانَ أبقراط عَالما بنصبة الْفَخْذ وشكلها تقدم إِلَى من يتَوَلَّى ألف د جبرها إِذا انْكَسَرت أَن يَدعهَا على نصبتها وشكلها وَلَا يلويها وَلَا يردهَا على التعويج الَّذِي هِيَ عَلَيْهِ إِلَى الاسْتقَامَة والنصبة المستوية.

قَالَ: وَجَمِيع من تكون قَصَبَة فَخذه بالطبع مُسْتَقِيمَة يعرض لَهُ فِي ركبته الفحج والفحج رَدِيء فِي الْحَضَر وَالْمَشْي والثبات.) لي هَذَا العوج هُوَ يجذب الْفَخْذ إِلَى وَحشِي الْبدن وَمن كَانَ فِيهِ هَذَا التحدر أقل كَانَ أَشد فحجاً.

الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: إِذا كثرت الرُّطُوبَة فِي نقر المفاصل ورباطها ابتلت وانخلعت سَرِيعا وَإِذا غلب على الرِّبَاط والنقر اليبس عسر حركتها.

وَقَالَ: مفصل الْكَتف ينخلع أَكثر من انخلاع سَائِر المفاصل لِأَن نقرته لَيست مقعرة ورباطاته رقيقَة سلسة وَإِنَّمَا عمل كَذَلِك لِأَنَّهُ احْتَاجَ إِلَى تغير الحركات وَلم يُمكن ذَلِك إِلَّا بذلك.

قَالَ: فَأَما مفصل الورك فَإِن نقرته حَقًا مقعرة ورباطه مُدَوَّرَة قَوِيَّة موثقة لِأَن مفصل الورك احْتَاجَ إِلَى الثَّبَات والتمكن أَكثر مِمَّا احْتَاجَ إِلَى تغير الحركات.

وَقَالَ: إِن حدث على الْمفصل الأول أغْنى الخرزة الأولى من خرز الْعُنُق الَّذِي يلتئم مَعَ الرَّأْس خلع مَاتَ الْحَيَوَان من سَاعَته بِعَدَمِ التنفس لِأَن العصب الْفَاعِل للنَّفس يمسك عَن فعله. لي فِي تعقد العصب قد يظْهر على الْيَد وَالرجل وبالقرب من المفاصل شَيْء شَبيه بالسلع وَفِي الْأَكْثَر يكون بعقب التَّعَب الشَّديد وَيفرق بَينهَا وَبَين السّلع بِأَنَّهَا ألزم لمكانها من السّلع ولمسها لمس عصب وَإِذا غمز عَلَيْهَا بِشدَّة تبددت وَذَهَبت ثمَّ يعود بَعْضهَا وعلاجها أَن يغمز عَلَيْهَا فَإِن تتبدد بالغمز وَإِلَّا فَمِنْهَا مَا يدق بِمِطْرَقَةٍ وخشب فتبدد ثمَّ تُوضَع عَلَيْهِ جبيرَة وتشد فَإِنَّهَا لَا تعود وَإِن كثرت أَو عظمت فتحتاج أَن تنقى ألف د الْبدن وَرُبمَا كَانَت عَظِيمَة إِلَّا أَنَّهَا تكون مفرطحة كَمَا كَانَ فِي مأبض ركبة امْرَأَة فَإِنَّهُ قد كَانَ فِي عظم الهوزة فبددت بالغمز ثمَّ شدت فَذَهَبت فَإِذا رَأَيْت ذَلِك واشتبه عَلَيْك فسل هَل حدث بعد تَعب وَانْظُر هَل مجسته عصبية وأغمزه وَانْظُر هَل يُؤثر الغمز فِيهِ حَتَّى تقف عَلَيْهِ.

السَّابِعَة عشرَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: إِذا عرفت مَا يحدث عَن الْخلْع وَالْكَسْر ضَرُورَة فتقدمت بِمَا يكون بَرِئت من الذَّم. مِثَال ذَلِك إِنَّك إِذا تقدّمت فِي الْخلْع الَّذِي يكون مَعَ قرحَة أَنَّهَا لَا تَبرأ أَو فِي خلع الورك وَإِن لم يكن مَعَ قرحَة أَنه يزمن الرجل اضطراراً. لي رُبمَا استرخت ربط المفاصل فَيكون الْعُضْو مسترخياً وَهُوَ غير منخلع لِأَنَّهُ بَاقٍ على استوائه وعلاجه شده شداً يشيله والأشياء القابضة مَعَ حرارة. وَقد رَأَيْت غُلَاما كَانَ

 

(4/199)

 

 

مَنْكِبه كَأَنَّهُ يتَعَلَّق فَإِذا شلت مرفقه إِلَيْهِ بالمنكب صَار كالطبيعي وَإِذا تركته امْتَدَّ الْعَضُد وباين الْمنْكب حَتَّى تدخل فِيهِ الإصبع وَأمره الْمُجبر أَن يشد مرفقه إِلَى فَوق ليرْفَع رَأس الْعَضُد ويلزقه نعما)

بالمنكب وَقد يعرض مثل هَذَا فِي الورك فتطول إِحْدَى الرجلَيْن وَكَذَلِكَ إِذا عرض فِي الْيَد طَالَتْ. فَأَما الْخلْع فَإِنَّهُ يقصر بِهِ وَأما الْأَصَابِع الصغار إِذا انخلعت فَإِنَّمَا تتخلع إِلَى دَاخل الْكَفّ وتعسر لذَلِك.

التَّاسِعَة من آراء أبقراط قَالَ: قَالَ أبقراط فِي كتاب المفاصل: يَنْبَغِي أَن تتعرف الْخلْع بِهَذِهِ العلامات: إِحْدَاهَا أَنه لما كَانَت الْيَد وَالرجل فِي النَّاس منتهياً عَن تَعْدِيل فقد يَنْبَغِي أَن تقيس بالشَّيْء الصَّحِيح بعد أَن تنظر فِي مفاصل غَرِيبَة لَكِن فِي مفاصل الْمَرِيض نَفسه فتقيس العليل مِنْهَا بِالصَّحِيحِ.

قَالَ: وَمن عَلَامَات انخلاع رَأس الْعَضُد أَن ترى ألف د رَأْسِي الْعَضُد تَحت الْإِبِط أَكثر من رَأس الْعَضُد الصَّحِيح وَيكون قبله الْكَتف المخلوعة فِيهَا غور أَكثر مِنْهُ فِي الساعد وَترى الْعظم الصَّغِير الَّذِي لرأس الْكَتف مبائناً لِأَن ذَلِك يغور ويغوص إِلَى أَسْفَل وَهَذِه الْعَلامَة قد تكون والعضد غير مخلوعة.

قَالَ: وَإِن مرفق الْعَضُد المخلوعة يكون أَكثر تباعداً من الْجنب الصَّحِيح فَإِن استكره على الدنو مِنْهَا رُبمَا يوجع شَدِيدا وَلَا يُمكنهُ أَن يشيل يَده على استقامة إِلَى جَانب أُذُنه والمرفق مبسوطة كَمَا يُمكن فِي الْيَد الصَّحِيحَة وَلَا يُمكن أَن تديرها إِلَى هَهُنَا.

قَالَ: وَقلة الْكَتف تكون غائرة أَيْضا فِي من ينخلع مِنْهُ الْعظم الصَّغِير الْمُسَمّى رَأس الْكَتف لَكِن هَذَا لَا يكون لَهُ نتوء فِي الْإِبِط وَلَا تتباعد عضده من الأضلاع وَلَا يعسر عَلَيْهِ أَن يرفع يَده إِلَى رَأسه ويديرها.

قَالَ: وَقد تنخلع الفقارات الَّتِي قُدَّام فينخفض ذَلِك الْموضع كانخفاض من تنكسر سناسنه وَكسر السناسن يسهل وخلع الفقار مهلك لِأَن الفقارة الَّتِي تنخلع إِمَّا أَن تهتك النخاع الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن تضغطه وَإِن ذهبت تَدْفَعهُ احْتَاجَ إِلَى شدَّة شَدِيدَة وَشَيْء عَظِيم يسْقط عَلَيْهِ فَإِن سقط عَلَيْهِ شَيْء عَظِيم أَو دَفعته بِدفع شَدِيد انْكَسَرَ سنسنه الَّذِي عَلَيْهِ قبل أَن يدْخل الفقار. لي اسْتَعِنْ بِقِرَاءَة هَذَا الْموضع واطلب كتاب المفاصل لأبقراط.

وَقَالَ: قوم يدعونَ مَوضِع القرحة فِي الْكسر مكشوفاً وَهَذَا علاج رَدِيء لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن تضع الْخرق والشد على مَوَاضِع تحْتَاج إِلَيْهَا.

قَالَ: وَلَا بُد ضَرُورَة لمن يرطب هَذَا الرِّبَاط من أَن ينْدَفع ورمه إِلَى القرحة فَإنَّك لَو ربطت)

لَحْمًا صَحِيحا رِبَاطًا تَأْخُذهُ من الْجَانِبَيْنِ وتترك وَسطه غير مربوط لورم الْموضع الَّذِي لَا يرْبط ألف د واستحال لَونه فَيجب من ذَلِك أَن تجْعَل القرحة الرَّديئَة اللَّوْن ويسيل مِنْهَا شَيْء وَلَا

 

(4/200)

 

 

يمْنَع مده وَيكون الْعِظَام وَلَيْسَ هِيَ زَمعَة السُّقُوط تتساقط وَتصير القرحة ذَات ضَرْبَان وَذَات حمى ثمَّ يضطرون بِسَبَب الورم والوجع إِلَى حل الرِّبَاط. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ هَذَا هُوَ الَّذِي يَفْعَله مجبرونا لَكِن أَن يشد إِنْسَان بعصابتين وَاحِدَة من أَسْفَل إِلَى مَوضِع القرحة وَأُخْرَى من أَسْفَل القرحة وَيتْرك مَوضِع القرحة بِلَا شدّ الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يتْرك رَأس القرحة فَقَط مكشوفاً وَفِيه شكّ لِأَن أبقراط قَالَ بِهَذَا اللَّفْظ هَكَذَا وَهَهُنَا قوم آخَرُونَ يعالجون بِأَن يشدوا بالخرق وَيدعونَ مَوضِع القرحة يتنفس ويتروح ويضعون على القرحة بعض الْأَدْوِيَة ورفائد مبلولة بشراب وَهَذَا علاج سوء يتبعهُ فَسَاد القرحة وسيلان الرطوبات وتساقط الْعِظَام يَنْبَغِي أَن ينظر فِي ذَلِك.

قَالَ: كَانَ أحنف فعالجه الْمُجبر فَاسْتَوَى وَبَقِي فِيهِ شَيْء قَلِيل لَا بَال لَهُ وَإِنَّمَا كَانَ كَذَلِك لِأَنَّهُ كَانَ مَحَله خَاصَّة عِنْد شدَّة الوجع إشفاقاً عَلَيْهِ وَهَذَا الصَّبِي لما كَانَ قَلِيلا يرسم ثمَّ أَنه مَال رَأسه إِلَى جَانب الْيَسَار بتشنج الْوتر.

قَالَ: الْمُجبر يَنْبَغِي أَن يلين بعصابة وَيقوم رَأسه ثمَّ يوضع فِي الْموضع مخدة محشوة جيدا ويشد لتَكون المخدة تدفع دَائِما إِلَى الرَّأْس إِلَى الْجِهَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا فَيكون التليين وَالدَّفْع الدَّائِم يسوى الرَّأْس.

وَقد عالج غير وَاحِد هَكَذَا فبرؤوا ويعالجون خلع الخرز إِلَى خلف بِأَن يضبطه كَمَا يضْبط الحمامي وَيَضَع ركبته فِي ظَهره ويدفعه بِشدَّة وَجلد فَيرجع أَو ينومه على بَطْنه يقوم بكعبه عَلَيْهِ ألف د قَالَ: إِن زَالَ الخرز إِلَى الْبَطن فَلَا علاج لَهُم الْبَتَّةَ.

قَالَ: الْكسر إِذا كَانَ مدوراً ثمَّ كَانَ أحمل فَإِنَّهُ عسر اللُّزُوم وَقد رَأينَا مِنْهُ عدادًا لَهُ شدّ وَأكْثر لَا يلْزم الْبَتَّةَ. لي عِنْد مثل هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى شدّ يبقي عَلَيْهِ زَمَانا طَويلا والأطعمة المولدة للدشبد والموميائي والأيابس فقد رَأينَا مَا لزم بعد أشهر فَاسْتَوَى وبرأ مِنْهُ. أَكثر مَا يَقع أَن لَا يلْزم الْكسر وَلَا يعْقد فِي الْعَضُد وَقد يَقع فِي الزندين إِذا انكسرا فِي وسط الساعد جَمِيعًا وَيَقَع فِي السَّاق أقل وتختلف الْأَبدَان فِي زمَان العقد رَأَيْت عضد احْتَاجَت أَن تشد أَرْبَعَة أشهر حَتَّى لَزِمت وَمَا)

بِهِ وَأَقل وَأكْثر فِي الْعَضُد والساق كسر لَا ينكسر وَفِي هَذِه الْحَالة يفزع المجبرون إِلَى الجبائر الطوَال يضعون على طول الْعظم كُله وَذَلِكَ صَوَاب لِئَلَّا يَقع زَوَال الْبَتَّةَ وَيبقى بِحَالهِ وَلَا يتَنَحَّى ويتسوس اللزوجة وينفزع فِي كل مَا يَتَحَرَّك الْعُضْو فَإِن كَانَ فِي السَّاق وضعُوا عَلَيْهِ

 

(4/201)

 

 

جبائر طولهَا من الكعب إِلَى الرّكْبَة وَفِي الساعد من الْكَفّ إِلَى الْمرْفق وَفِي الْعَضُد من الْمرْفق إِلَى الْإِبِط وَمنعُوا من الْحَرَكَة وتوقوا وَرَضوا عقد الْحل لَا يجذبونه.

لون يصلح لتِلْك يَأْكُلهُ حِين يُرِيد أَن يعْقد كَسره: يُؤْخَذ خروف فِي خبز سميذ ودقيق أرز وصدور القبج فتتخذ ودقيق الْأرز وَلبن فتتخذ هريسة ويجود ضربهَا حَتَّى تَنْعَقِد وَيطْعم مِنْهُ ولينتقل بالشاهبلوط وَيَأْكُل أَيْضا من جلد الجدي وَيكثر مِنْهُ وَقد طبخ اسفيذباج مَعَ أرز حَتَّى يغلظ ويلتزج فَإِنَّهُ ملاكه وَيَأْكُل من أَطْرَافه وَيجْعَل شرابه شرابًا قَابِضا غليظاً ويتوق الرَّقِيق والأصغر الْحَار فَإِنَّهَا ترق الدَّم وَلَا يستحم وَلَا يجود وَلَا يعْمل شَيْئا مِمَّا يرق الدَّم ويسخن المزاج ويحذر الْجِمَاع الْبَتَّةَ والموضع الْحَار وَليكن بدنه بَارِدًا أبدا فِي مَكَان ريح فَإِن جَمِيع مَا يغلظ الدَّم جيد لَهُ وَفِي هَذَا الْوَقْت يسْتَعْمل الموميائي وَنَحْوه من الْأَشْيَاء وَيُزَاد ألف د فِي الأضمدة جوز السرو وغراء وأقاقيا وكثيراء وَنَحْوهَا مِمَّا لَهَا قُوَّة قَوِيَّة فِي الْقَبْض والغوص فِي التغرية وَالْحِفْظ للعضو بِحَالهِ وَإِن استرخى الرِّبَاط أما فِي أول الْأَمر فَيجب أَن يكون التَّدْبِير لطيفاً جدا مبرداً حَتَّى يَأْمَن الورم والحدة وَلَا يشد عضوا نَافِذا الْبَتَّةَ فِيهِ حِدة وورم حَتَّى يسكن ورمه وَلَو بَقِي لَا ينجبر فَإِنَّهُم كَذَا يَفْعَلُونَ وَهَذَا وَجهه فَإِن لم يجد بدا فقومه على لوح واعقد عَلَيْهِ طاقاً وخرقة بِقدر مَا يُمكنهُ على تقويمه وَلَا يضغط الْبَتَّةَ وَلَا يمْنَع الالتحام فَإِن كَانَ ذَلِك تولدت خبيثة إِذا شكّ فِي الْكَتف أَو الأضلاع غَيرهَا وضع أُذُنه عَلَيْهَا هَل يسمع فرقعة الْعظم وَكَذَلِكَ يعْمل فِي ظهر الْكَتف وَنَحْوه فَإِن سمع فرقعة الْعظم علم أَنه مكسور والغمز الشَّديد يَسْتَعْمِلهُ ليستدل بِهِ على أَشد مَوضِع يوجع العليل فنقصده بالشد والضماد.

قَالَ: والورك إِذا انخلعت قصرا الرجل. وَقَالَ: أَكثر مَا تنخلع إِلَى بر وَقل مَا تنخلع إِلَى دَاخل وردهَا أَن تمد بِشدَّة من أَسْفَل أَو من فَوق ثمَّ يغمز الْمُجبر بِيَدِهِ عَلَيْهِ يردهُ إِلَى حَيْثُ مَال عَنهُ بشده فَإِنَّهَا تدخل وَأما خلعها إِلَى دَاخل فَإِنَّهُ يلقِي مِنْهُ بلَاء قوي فِي أصل الحالب ويمدها رجل جلد وَهُوَ رَاكِع بِقُوَّة وَقد أمسك العليل بمده الرجل إِلَى بر وَيرْفَع الْمُجبر بِيَدِهِ رَأس الْفَخْذ حَيْثُ الرّكْبَة إِلَى دَاخل بِشدَّة فَإِنَّهُ يدْخل وَقد ترد الْفَخْذ إِذا انخلعت أَيْضا بِضَرْب آخر إِذا انخلعت)

إِلَى خَارج فَليرْفَعْ رجل قوي طرف الْفَخْذ حَيْثُ الرّكْبَة إِلَى بر بِشدَّة وَآخر يدْفع حَيْثُ الرّكْبَة إِلَى دَاخل وينخلع إِلَى دَاخل وبالضد. الآخر الْأَعْلَى يكون بمنديل أَو حَبل وعَلى هَذَا الْوَجْه أَعنِي بِهَذَا الْوَجْه أَن يغمزوا رَأس الْعُضْو غمزاً مُخَالفا حَتَّى يغمزوا وَاحِدَة إِلَى دَاخل ألف د وَآخر إِلَى خَارج يُمكن أَن يرد جَمِيع المفاصل الَّتِي لَهَا عظم السَّاق والعضد الَّذِي قَالَ فِي اللحى المكسور أَنه يُسَوِّي الْأَسْنَان بَعْضهَا مَعَ بعض ويشدها بخيط ذهب وثيق ويلويه بالجفت خَارِجا حَتَّى يبْقى على التَّقْوِيم وَيجْعَل لَهُ حساء يصب فِي فِيهِ من مَاء لحم ونبيذ وَأما غَيره فسووه بالجبائر والرفائد وَلَيْسَ بِحسن وَلكنه يعْمل بِهِ وَأما أَنا فَأرى هَذَا خطأ لِأَن وضع الثَّنية على الثنايا شكل خَارج عَن الطَّبْع وَإِذا بَقِي مُدَّة هاج من

 

(4/202)

 

 

الوجع أَمر عَظِيم جدا والشكل الطبيعي إِنَّمَا هُوَ أَن يكون الْأَسْنَان الَّتِي فِي اللحى الْأَسْفَل دَاخِلا وَالَّتِي فِي الْأَعْلَى خَارِجا.

قَالَ: رِبَاط الورك قد يسترخي بِمَا يسترخي رِبَاط الْعَضُد وعلاجه أَن يمد الرجل وَيُؤْخَذ لَهَا ثوب عريض عرضه شبر أَو يَأْخُذ الْقدَم كلهَا فَيلقى فِي الْقدَم ويمد بِهِ إِلَى الظّهْر ويشد شداً على هَذَا حَتَّى تكون الرجل كَأَنَّهَا قد ضمرت فِي الْحَائِط بسير شَدِيد فَإِنَّهُ يلْزم وَقد أَقبلت خلق بِهَذَا التَّدْبِير من الزمانة.

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا انخلع فقار الصلب إِلَى دَاخل ضغط المثانة فأورث ورماً واحتباس الْبَوْل وورم المعي الْمُسْتَقيم أَولا واحتباس الرجيع وَإِذا لم ينخلع الفقار هَكَذَا لَكِن حدث فِي النخاع النَّابِت مِنْهُ الأعصاب الَّتِي تَجِيء إِلَى هَذِه شَيْء خرج الْبَوْل وَالْبرَاز بِغَيْر إِرَادَة وَأكْثر من يتزعزع نخاع ظَهره تضعف حَرَكَة رجلَيْهِ ويحتبس بَوْله.

الكسور إِذا وَقعت عِنْد المفاصل قريبَة مِنْهَا عسر بعد جبرها ثني المفاصل لِأَن غلظ الدشبد يصير عَلَيْهِ وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة وأصحابنا يلزمونه التليين مُدَّة طَوِيلَة أشرهاً ويأمرون ببسطه وَقَبضه حَتَّى يَتَّسِع وَأَنا أرى أَن يحتال فِيهِ بِمَا يلطف الدشبد فَإِن ذَلِك الضّيق فِي المفاصل إِنَّمَا جَاءَ من أجل غلظ الدشبد الْكسر ألف د الْقَرِيب مِنْهُ.

وَأما الْعِظَام الصغار مثل عِظَام الْأَصَابِع فَإِنَّهُ لصغرها أَيْن وَقع الْكسر ضَاقَ الْمفصل وَلَكِن إِذا وَقع الْكسر من الكعب عِنْد الْمفصل فَأَنِّي رَأَيْت كثيرا يَقع الْكسر بالكعبين الأول وَالثَّانِي فَلَا تنضم الْأصْبع بعد الانجبار وَجَهل أَصْحَابنَا من المجبرين الصانعين على ذَلِك وَذَلِكَ أَن مثل هَذَا يحْتَاج أَن يكون إِذا انجبر أدنى انجبار وخاصة الْأَصَابِع لِأَنَّهُ لَا يَقع عَلَيْهَا كَبِير تَعب وَلَيْسَت)

عظاماً كبارًا أَن يتْرك الشد وَيُؤْخَذ فِيمَا يلطف الدشبد لِئَلَّا يكون دشبدها كَبِيرا غليظاً لِأَن الْحَاجة هَهُنَا إِلَى ثني الْمفصل أَكثر مِنْهَا إِلَى الوثاقة.

وَأما فِي الْعِظَام الْكِبَار فَيكون ميلك فِي ذَلِك باعتدال لِأَنَّهُ كَمَا يحْتَاج إِلَى الْبسط وَالْقَبْض كَذَلِك تحْتَاج إِلَى الوثاقة.

وَأما وسط الْعظم بالبعد من الْمفصل فصل إِلَى قُوَّة الدشبد كُله لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى الوثاقة وَلَا يحْتَاج إِلَى أَن يبسط ويتقبض.

السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: إِذا كَانَ عظم مكسور ينخس العضلة ويهيج الوجع فَلَا تمله أَن تقطعه أَو تسويه مَا أمكن وتفصد العليل وتسقيه الدَّوَاء وتسكن وَجَعه. لي وَلَا تشد حَتَّى تأمن الورم. رَأَيْت رجلا بِهِ كسر خارق فَقطع بعضه وَبَقِي نافراً شهرا وَأكْثر فَلم يجبروه الْبَتَّةَ وَلم يشدوه انْتِظَار السّكُون والتعقد والورم وَجُمْلَة فَإِنَّهُم لَا يشدون شَيْئا نافراً وَلَا سخنا. لي غُلَام جَاءَنَا بالمارستان ووركه منخلعة إِلَى خَارج فَكَانَت رجله العليلة أقصر كثيرا نَومه على جَانب وَرفع رَأس الرّكْبَة فِي جِهَة الصَّدْر وَوضع الْيَد على إليته وَكَانَ رَأس الورك

 

(4/203)

 

 

قد جعل فِي الألية حدبة وَدفعه فَرجع فشده وَشد ركبته وعقبيه بإبهاميه مَعًا ألف د وَأمره أَن جاءتنا امْرَأَة إِلَى المارستان فَكَانَ عضدها قد تَبَاعَدت من أضلاعها جدا فَقَالَ الْمُجبر: إِنَّهَا مخلوعة الْعَضُد فَلَمَّا نَظرنَا رَأينَا الْعظم الَّذِي يوازي الترقوة الْمُسَمّى حَبل العاتق وَرَأسه يُسمى الزرقين وَهُوَ لاصق بفكة الْكَتف قد خرج وَأرى أَن هَذَا الْعظم هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه جالينوس الْعظم الصَّغِير الَّذِي فِي رَأس الْكَتف وَشد هَذَا هُوَ أَن تُوضَع عَلَيْهِ رفادة ويشد حَتَّى يلطأ ويلتزق وَلَا علاج لَهُ وَلَا شدّ غير هَذَا وشده: يوضع الرِّبَاط على الْعظم وَيُؤْخَذ تَحت الْمرْفق مبتدئه وَيكون الْعَضُد لاصقة بالجنب وَإِن شِئْت أدرت الرِّبَاط إِلَى تَحت الْإِبِط الآخر ليَكُون أوفق. يَنْبَغِي إِذا حللت هَذَا الرِّبَاط أَن يضع وَاضع يَده على رَأس الزرقين وَهُوَ حَيْثُ يتَّصل طرف هَذَا الْعظم بالمنكب أَنه إِن لم يفعل ذَلِك وحللته حَرَامًا أَن يَقع الْعظم لِأَنَّهُ فِي شده لَا يلتزق التزاقاً محكماً فيرتفع وَيكون الْحَال فِي كل شدَّة وينخلع الورك إِلَى خَارج ينَام على الْجَانِب المخلوع وَيجْعَل جُلُوسه على مَنْكِبه فَإِن ذَلِك يعين على جودة رُجُوعه واستقراره فِي مَكَانَهُ وَيمْنَع من خُرُوجه بعد الرَّد.

أهرن ضماد للمفاصل الَّتِي قد زمنت يحلهَا ويلطفها: يُؤْخَذ حب الخروع مقشراً فَيدق)

بالسمن مثل نصفه وَمن الْعَسَل مثل ربعه وَيلْزم الْموضع.

وَأَيْضًا: يتَّخذ قيروطي بدهن السوسن وألزمه الْموضع واستعن بِبَاب المفاصل.

الطَّبَرِيّ قَالَ: قد أَقمت غير وَاحِد مِمَّن اقعده وشبكته الرّيح بدهن الحندقوقي وَصفته فِي بَاب الْمفصل.

لزوَال الْمفصل عَن مَوْضِعه من البلغم وَالرِّيح: راسن ووجع يطبخان ويجعلان ضماداً على الْموضع كلما كَانَ الْبدن أرطب عظاماً كَانَ أسْرع التحاماً. لي ضماد يلين العصب ألف د المتعقف: أشج ومقل أُوقِيَّة أُوقِيَّة بزر كتَّان وحلبة ثلث أُوقِيَّة كل وَاحِد لبنى أُوقِيَّة شَحم الْعجل أَو مخ سَاقه أُوقِيَّة تمر وطين وخطمي من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة شمع ودهن حناء مَا يجمع بِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة إِسْحَق الْجَمِيع بعصير عِنَب أَو شيرج التِّين قَلِيلا ثمَّ اجمعه جَمِيعًا وضمد بِهِ. قَالَ: وَأحذر على العصب الموثوء المَاء وَعَلَيْك فِيهِ بالأدهان الَّتِي قد طبخت بالأشياء القابضة والرياحين اللطيفة وَلَا تغرقه بالدهن إِلَّا مسخنا. قَالَ: وَإِذا حدث وثء فِي عُضْو عصبي فَلَا يقربهُ مَاء حَار وَلَا بَارِد وَعَلَيْك بالدهن الْمَطْبُوخ فِيهِ أفاويه قابضة وَيكون مسخناً يوضع عَلَيْهِ بليد فَوْقه ويفصد ويسهل ويحقن فَإِن كَانَ شقّ فَلَا تتركه يلتحم الْبَتَّةَ وَإِلَّا ورم وعفن الْعُضْو لَكِن تتعاهد رَأسه مَفْتُوحًا أبدا حَتَّى يسكن الوجع ويأمن مِنْهُ فَإِذا سكن ذَلِك فَعِنْدَ ذَلِك فاجبره إِن شِئْت.

 

(4/204)

 

 

من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس قَالَ: الْعظم يُصِيبهُ الْكسر وَهُوَ أَن يندق بِاثْنَيْنِ والرض هُوَ أَن ينكسر قطعا صغَارًا حَتَّى تتخشخش والقصم هُوَ أَن ينشق بالطول قَالَ: وَهُوَ أيسر علاجاً من الرض وَالْكَسْر.

قَالَ: وَأما مَا يَقُول النَّاس فِي انْقِطَاع المخ فِي الْعظم أَنه مهلك فَبَاطِل لِأَن المخ لَا يَنْقَطِع فِي بَاطِن الْعظم لِأَنَّهُ هُنَاكَ أبدا ذائب مُتَّصِل.

قَالَ: وَقعت صَخْرَة على طرف منْكب رجل فخرقت الْجلد وَاللَّحم حَتَّى ظهر طرف الْعَضُد عَارِيا وخلع رَأس الترقوة وَأَخذه بعض الْجُهَّال فسوى الْعظم ورد اللَّحْم وَالْجَلد عَلَيْهِ وضمده وشده فَلَمَّا كَانَ فِي الثَّالِث أنتن اللَّحْم وأخضر الْعظم وَإِنَّمَا كَانَ الصَّوَاب أَن يقطع ذَلِك اللَّحْم كُله ويكوى بالزيت المغلي فافعل فِي ألف د كل لحم بَان.

قَالَ: وَإِذا عجز عَن ذَلِك إِلَّا أَنه أقل فَإِنَّهُ وثء والوثء هُوَ أَن يَزُول الْعُضْو من مَوْضِعه شَيْئا)

يَسِيرا أقل من الْخلْع وَلَا ينخلع انخلاعاً تَاما والوهن هُوَ أَن يكَاد يلْحق الْعُضْو الزَّوَال وَهُوَ أيسر من الوث فَهَذِهِ الثَّلَاثَة من جنس الْخلْع. لي مَا يحدث فِي الْعِظَام والمفاصل شبه الْكسر والرض والقصم وَأما فِي المفاصل فالخلع والوثء والوهن.

قَالَ: وَإِذا انْقَطع عِنْد الْخلْع رُؤُوس شظايا العضل الملتزق للعظم بالعظم لم يرجع ذَلِك الْبَتَّةَ بالجبر إِلَى حَاله الطبيعية وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي الورك وَقد يكون فِي رَأس الْعَضُد وَفِي زندي الْقدَم عِنْد الْكَعْبَيْنِ.

قَالَ: والجبر يسْرع التحامه فِي الْأَطْفَال وَفِي الصّبيان والشباب ويبطئ فِي الْمَشَايِخ لِأَن لحمهم قَلِيل والرطوبات الَّتِي فِي نقر المفاصل قَليلَة جدا.

قَالَ: وَإِذا حدثت الْعلَّة بالأطفال فتعرف موضعهَا بالوجع والحمرة والورم وحد التزاق الْعِظَام فالدشبد أَن يعسر ويبطئ فِي الْمَشَايِخ أَكثر من ذَلِك كثيرا ويسرع فِي الصّبيان.

قَالَ: فَإِن كَانَ من سقط ممتلئاً فبادر بالفصد فِي الْجِهَة الضِّدّ وَاجعَل الطلاء المبردة والمقوية كالصبر والفوفل والصندلين والكافور والطين الأرمني.

قَالَ: وَمن كَانَ بِهِ فِي كَسره جرح فَيَنْبَغِي أَن يجْبر جبرا رَقِيقا جدا ويرصف الجبائر على حُدُودهَا وَيتْرك فِي مَوضِع الْجرْح مكشوفاً ثمَّ يعالج بالفتل والمراهم وترفد برفائد فَوْقه ثمَّ يغطى كُله من فَوق الشد تَغْطِيَة تعمم الْجَبْر وَالْجرْح وَيحل ذَلِك عَنهُ غدْوَة وَعَشِيَّة إِن احْتَاجَ إِلَى ذَلِك وَلَا يحل رِبَاط الْكسر.

قَالَ: وَالْمَاء الْحَار والدهن ينفعان الْكسر فِي أول الْأَمر لِأَنَّهُمَا يلينان الْعُضْو ويعدانه

 

(4/205)

 

 

للجبر والعلاج أَعنِي قبل أَن يجْبر ويشد وَكَذَلِكَ ينفع بعد الْبُرْء حل الرِّبَاط لِأَن الرِّبَاط يحدث يبساً فِي الأعصاب ألف د وَقلة الْحَرَكَة وصلابة وعسر حَرَكَة الْعُضْو فَيحْتَاج أَن يلين بالدهن والموم ومخ الْبَقر. فَأَما فِي وسط الْكسر فَلَا يقربن الْعُضْو مَاء حَار وَلَا دهن فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يفْسد بإرخائه إِلَّا الْأَطْفَال وَالصبيان فَإِن الضماد إِذا جف عَلَيْهِم جفوفاً شَدِيدا ألمهم فادهن مَوضِع الوجع مِنْهُم ثمَّ ارفده واجبره وَإِذا سكن الوجع فَلَا يقربهُ الدّهن وَكَذَلِكَ الْمَشَايِخ فَإِنَّهُ يَحْتَاجُونَ إِلَى ذَلِك وَلَا يقرب صَاحب الْكسر الَّذِي لَا وجع بِهِ الدّهن وَالْمَاء الْحَار من بعد ثَلَاثَة أَيَّام إِلَى أَن يبرأ وَيحل رباطه.)

قَالَ: وَيَنْبَغِي للمجبر أَن يمد يَده على مَوضِع الْكسر فِي كل حلَّة يحلهَا مصاعداً ومنحدراً إمراراً رَفِيقًا لِئَلَّا يفْسخ شَيْئا رخصاً وَلَا يخفى عَلَيْهِ شظية أَو عوج إِن كَانَ بَقِي.

قَالَ: وَرُبمَا رام الْمُجبر كسر الْموضع ليعيده فَيكون دشبده صلباً عَظِيما جدا فيكسر من مَوضِع غير ذَلِك فَيحدث كسر آخر وَيبقى الأول المعوج. اعْمَلْ فِي هَذَا بِحَسب الدشبد فِي صلبته وعظمه وَبعد زَمَانه فَإِن اضطررت إِلَى ذَلِك فلين أبدا حَتَّى يسترخي الدشبد ثمَّ الْكسر وَيَنْبَغِي أَن يشد جبائر إِلَّا على مَوضِع الْكسر لكَي إِذا غمزته لم ينكسر الْبَتَّةَ إِلَّا من مَوضِع الْكسر الَّذِي لَا شدّ عَلَيْهِ. قَالَ: فَشد على ذَلِك الْموضع جلد الألية يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة حَتَّى ينتن أَو الحلبة ولب حب الْقطن وبزر الْكَتَّان المدقوق بِاللَّبنِ الحليب أَو التَّمْر المعجون بالسمن يلْزم ذَلِك قَالَ: إِذا حرقت شظية اللَّحْم فَلَا توسعها كَمَا يفعل جهال الْأَطِبَّاء لَكِن يمد رجلَانِ يجذبان الْعُضْو على استقامة لَا يعوجانه الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ رَدِيء أَحدهمَا ألف د إِلَى فَوق وَالْآخر إِلَى أَسْفَل جذباً جيدا ثمَّ قَومهَا نعما وامسحها وَأدْخل تِلْكَ الشظية بِشدَّة فَإِن لم تدخل الشظية بِهَذَا العلاج فَلَا توسع الْجرْح الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ رَدِيء لَكِن خُذ قِطْعَة لبد فخرق وَسطه خرقاً وَأدْخل الشظية فِيهَا وضع فَوق اللبد جلدا أَيْضا من نطع مثل اللبد ثمَّ أغمز الشظية غمزاً جيدا من جوانبها حَتَّى تبرز الشظية نعما وتنتؤ فَوق بِمِقْدَار غلظ اللبد وَالْجَلد ثمَّ اقطعها بمنشار أَصْحَاب الأمشاط. لي قِطْعَة نطع تَكْفِي فِي هَذَا الْموضع تكون واقية اللَّحْم.

قَالَ: فِي كسر الْأنف اتخذ أميالاً ثَلَاثَة غليظاً ووسطاً ودقيقاً وَأدْخل الْميل فِي المنخر إِلَى أَن يبلغ الخياشيم وأمسكه بِإِحْدَى يَديك وأمرر الْأُخْرَى على قَصَبَة الْأنف حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ ضمده بِخرقَة صَغِيرَة فَوق بِلَا جبائر إِلَّا فَتِيلَة من دَاخل وَرُبمَا حدث مِنْهُ إِذا لم يعالج انسداد الْأنف.

وَأما كسر الجبين فضع كرة خرق بَين الرباعيات ثمَّ أَدخل أصابعك إِلَى دَاخل الْعُمر فاغمزه وأمررها عَلَيْهِ من خَارج حَتَّى يَسْتَوِي نعما ثمَّ ضع الضماد بِخرقَة على قدر مَوضِع الْكسر وضع عَلَيْهِ جبائر تَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح أَيْضا قِطْعَة صَالِحَة وشده.

 

(4/206)

 

 

فِي خُرُوج خرز الْعُنُق

قَالَ: إِذا وَقع الْإِنْسَان على رَأسه رُبمَا خرجت خرز عُنُقه. قَالَ: فأضجع العليل على قَفاهُ ثمَّ مد رَأسه إِلَى فَوق مدا رَفِيقًا وتسوي خرزه حَتَّى يَسْتَوِي بِالْمَسْحِ والغمز ثمَّ ضع عَلَيْهِ الضماد واحشه بالخرق وضع عَلَيْهِ جبيرَة طَوِيلَة من حد القذال إِلَى آخر خرز الْعُنُق وتشده إِلَى الرَّأْس)

لِئَلَّا يَقع الرِّبَاط على الْحُلْقُوم وحله كل ثَلَاثَة أَيَّام.

قَالَ: وَاجعَل الْخَيط أبدا حَاشِيَة ثوب فَإِن المدور لَا خير فِيهِ يضغط وَيرجع وضع تَحت الْإِبِط الَّتِي ترقوتها مَكْسُورَة مخدة ألف د تشيل تِلْكَ الترقوة. لي إِذا كَانَت الَّتِي تلِي الْعَضُد عالية فَإِنَّهَا لَا تحْتَاج إِلَى مخدة لِأَنَّك إِنَّمَا تُرِيدُ أبدا أَن تردها إِلَى استوائها.

وَأما لوح الْكَتف فأقم يَده على عَارضه ثمَّ أغمز اللَّوْح وأقلبه أبدا إِلَى ضد النَّاحِيَة الَّتِي مَال إِلَيْهَا وقسه بالكتف الْأُخْرَى حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ ضمده.

وَأما عِظَام الصَّدْر الَّتِي بَين الثندوتين فَمَا أقل مَا تنكسر فترجع إِلَى حَالهَا فنومه على وَجهه على ثوب مطوي واغمز الْكَفّ حَتَّى تستوي الْعِظَام نعما ثمَّ ضمدها وضع عَلَيْهَا جبائر وشدها.

قَالَ: وَأحكم جبر الترقوة فَإِنَّهَا فِي الْأَكْثَر تنفك إِذا حمل صَاحبهَا شَيْئا ثقيلاً.

قَالَ: وضع على الذِّرَاع والعضد والساق والفخذ جبيرتين طويلتين متقابلتين والباقية كَمَا تَدور الْعِظَام. 3 (خلع الزند) قَالَ: ادْفَعْ الذِّرَاع إِلَى رجل جلد يجذبها واجذب أَنْت الْكَفّ على استقامة ثمَّ ارْفَعْ الْيَد والزند حَتَّى تسويه ثمَّ مد أَصَابِع ذَلِك الْكَفّ إصبعاً فإصبعاً مدا جيدا وابدأ بالإبهام وامددها بالوسطى والسبابة من إصبعك فَإِنَّهُ يَسْتَوِي بِهِ الزندان ثمَّ ضمده وأرفده وضع الجبائر.

وَأما الكعاب الصغار فِي الْكَفّ والقدم فارفعها أبدا إِلَى ضد جِهَتهَا الْمُقَابلَة وَإِن كَانَت ناتئة فاغمزهما ثمَّ ضمدها وَإِن نتأ فِي ظهر الْقدَم والكف نتوء فَلَا تتركه لَكِن ضع عَلَيْهِ الأسرف وألزمه الشد بعد أَن تدقه وتفدغه وشده أسبوعين أَو ثَلَاثَة حَتَّى ينطل الْبَتَّةَ وتأمن عودته.

وَأما خرز الظّهْر فابطح العليل على وَجهه وسو الخرز بِالدفع فَإِن كَانَ قد زَالَ إِلَى ذَلِك الْجَانِب فالأجود أَن تضع جبيرتين فِي جَانِبي الخرز وَإِن مَال إِلَى فَوق فضع جبيرَة وَاحِدَة فَوق فاغمزها إِلَى أَسْفَل ألف د وَتَكون الجبائر من الحقو إِلَى الْكَتف ثمَّ شده.

 

(4/207)

 

 

وَأما الأضلاع فَإِذا انْكَسَرت إِلَى دَاخل فأطعم العليل منفخة ثمَّ يمسك النَّفس وَلَا يضطرب فَإِنَّهُ وَأما الْعظم العريض الَّذِي فَوق العصعص فَإِنَّهُ إِذا انْكَسَرَ أَو تقطعت شظايا عضله لم ترجع وتنقص إِحْدَى الْوَرِكَيْنِ. وعلاجه إِذا تقلب أَن تبطح العليل ويمد فَخذيهِ رجلَانِ كل فَخذ مدا شَدِيدا وَاحِد من يَده لِئَلَّا ينزل نحرهم واغمز أَنْت وَآخر مَعَك يغمز الرُّكْبَتَيْنِ أَحدهمَا أَنْت وَالْآخر هُوَ غمزاً شَدِيدا وَذَلِكَ الْموضع فَإِذا اسْتَوَى فضع عَلَيْهِ الضماد وَاجعَل تَحْتَهُ شَيْئا صلباً تَدْفَعهُ إِذا نَام عَلَيْهِ وَهُوَ مستلق مثل كبة من خرقَة.

وَأما العصعص فَأدْخل إصبعك فِي الدبر الإصبع الْوُسْطَى واغمزه إِلَى فَوق وسو من خَارج بِالْيَدِ الْأُخْرَى حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ ضمده ويقل الْأكل ليقل غائطه وَيكون أَيْضا سهلاً لينًا وَلَا يحْتَاج يحل كثيرا وَأما الشد فَأَنت ترى عِنْد الْعَمَل وَجهه.

قَالَ: والورك الَّتِي تَنْقَطِع شظايا عضلها تسترسل أَولا ثمَّ إِنَّهَا تنقص.

وَأما فلكة الرّكْبَة فابسط الرجل ورد الفلكة ثمَّ املأ مأبض الرّكْبَة خرقاً لِئَلَّا ينثني وَأحكم جبائره وَضعه فِي الْجَانِب الَّذِي مَال لتدفعه وَلَا يمِيل فَإِذا برأَ وَاشْتَدَّ فلثثته قَلِيلا قَلِيلا وَلينه بِسُرْعَة.

فَأَما الذّكر فَإِنَّهُ قد ينكسر عصبه وخاصة عِنْد اقتضاض الْبكر فَانْظُر أبدا مَوضِع الورم والوجع فامسحه نعما ثمَّ ضمده وارصف عَلَيْهِ جبائر خفافاً وشده ثمَّ شده إِلَى الحقو ليَكُون)

منتصباً وحله كل يَوْمَيْنِ وَإِن بقيت فِيهِ عقدَة فَإِنَّهَا لَيست بضائرة وَلَا رَدِيئَة إِلَّا أَن أَقبلت تعظم.

وَجَمِيع المفاصل مدها وأرفعها إِلَى ضد الْجَانِب ألف د المائل إِلَيْهِ.

قَالَ: وَإِن انخلع بعض عِظَام الْقدَم ونتأ فَوق ذَلِك يكون إِذا سقط الْإِنْسَان على قدمه فأقمه وضع أَخْمص قدمك عَلَيْهِ وَتَحْته ثوب ملفوف واغمزه حَتَّى يدْخل واجذب الْأَصَابِع كَمَا عملت فِي الْكَفّ ثمَّ ضمده فَإِن تجذبت الْأَصَابِع حَتَّى ترجع الكعاب إِلَى موَاضعهَا وَكَذَلِكَ فافعل فِي كعاب مشط الْكَتف.

قَالَ: والضماد يسْرع ويجعله أَصْلَب وَأقوى لِأَن الدشبد الَّذِي ينْبت من غير أضمدة لَا يكون صلباً. والجبائر إِمَّا القنى وَإِمَّا خشب الدفلى وَإِمَّا من نَحْوهمَا مِمَّا يؤاتيك كَيفَ تُرِيدُ وَأما الأضمدة فقد كتبناها مستقصاة غزيرة فِي بَاب السقطة والضربة. وَأما الملينات فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَيْهَا بعد الْبُرْء.

إِذا قحل الْعُضْو من كَثْرَة الرِّبَاط فمرهم بِاسْتِعْمَال مخ الْبَقر والموم ودهن الخيري ودهن الْحل ودهن البان وَالْحمام واجتنب الْحمام فِي آخر الْعلَّة وأولها وَكَذَلِكَ المَاء الْحَار وَالْمَاء الْبَارِد جيد فِي أول الْأَمر ووسطه. والأطفال يَحْتَاجُونَ إِلَى شَيْء من دهن يطلون بِهِ قبل الضماد لِأَن لحومهم رطبَة فيشتد وجعهم والمشايخ لضعفهم ويبسهم.

 

(4/208)

 

 

من كتاب مسيح أَو تياذوق للعنق الصلب: يُؤْخَذ زوفاً رطب وشمع وعلك غير مطبوخ ودهن الحلبة يوضع على عصب الْعُنُق.

بولس قَالَ: وَقد يكون التواء العصب إِمَّا من ضَرْبَة أَو من تَعب فِي مَوَاضِع كَثِيرَة من الْجَسَد وَلَا سِيمَا فِي الْأَطْرَاف.

قَالَ: وأرجنجانس يعالج ذَلِك النورة وشحم البط وعلك البطم يوضع عَلَيْهِ.

قَالَ: وتشد عَلَيْهِ رصاصة ثَقيلَة فَإِنَّهُ يتَحَلَّل فِي أَيَّام يسيرَة هَذَا هُوَ الَّذِي يشبه السّلْعَة.

قَالَ: وَيصْلح فِي التواء المفاصل ورضها صوف وسخ يغمس فِي ألف د دهن وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يمسح بالشمع ودهن الْورْد وينطل بِالْمَاءِ العذب الفاتر ويسكن ويسكن عَنهُ وَجَعه بالدلك والغمز من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: الْفَسْخ رض اللَّحْم والهتك انْقِطَاع لِيف الْعُضْو العصبي والفك زَوَال العصب عَن مَوْضِعه وَهُوَ صَحِيح.)

بولس قَالَ: قد يحدث فِي المفاصل تعقد لشد أَو ضغط وَيحْتَاج إِلَى المرخية ويعمها سَائِر علاج الورم الجاسي وَيصْلح بالتنطيل بِالْمَاءِ الفاتر وَالزَّيْت الَّذِي قد طبخ فِيهِ خطمي وحلبة وبزر كتَّان وأصل قثاء الْحمار وورق الْغَار ودهن قثاء الْحمار ويعالجون بعد النطول بالأدوية المذهبة وَهَذَا جيد صفته: يُؤْخَذ شَحم عجل ومخه وأشق وأصل السوسن من كل وَاحِد كف جاوشير أُوقِيَّة وقاقلة وأصطرك وكدر من كل وَاحِد ... ... أَوَاقٍ فلفل سِتُّونَ وَمِائَة حَبَّة شمع رَطْل علك البطم نصف رَطْل مقل دهن السوسن وشراب مَا يجمع بِهِ الْجَمِيع ويضمد بِهِ.

وَقد تسترخي المفاصل فِي الْأَمْرَاض المزمنة فِي الحميات وَفِي علل القولنج والفالج إِذا غلبت فِيهَا رداءة مزاج حَار رطب فَيفْسد لذَلِك حركتها وتمتنع وَيَنْبَغِي فِي هَؤُلَاءِ أَن ينطل أعضاؤهم بطبيخ الأقاقيا والعليق والآس وأطراف الْأَشْجَار القابضة وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بِقُوَّة وتضمد أَيْضا بأضمدة هَذِه قوتها.

قَالَ: وَكثير من النَّاس من يظنّ أَن هَذَا الاسترخاء يكون من برد فيستعمل الْأَشْيَاء الحارة فَتكون الْمضرَّة من ذَلِك أَشد. لي على مَا رَأَيْت للإسكندر لتعقد المفاصل المزمن الَّذِي قد صَار شبه التعقد: يُؤْخَذ شمع أصفر ودهن خروع ألف ومقل لين وجندبادستر وأصل قثاء الْحمار وقطران ودهن الْحِنَّاء أُوقِيَّة وصمغ البطم وميعة ودهن البان وفربيون يتَّخذ لصوقاً. وَاعْتمد فِي هَذَا الْبَاب على هَذَا

 

(4/209)

 

 

الْمِثَال أَعنِي الْأَشْيَاء القوية الإسخان مَعَ الَّتِي فِي الْغَايَة من التليين وَانْظُر أَن لَا تكون فِي الْعُضْو حرارة الْبَتَّةَ.

شَمْعُون قَالَ: إِذا كثر بالإنسان السّلع العصبية الَّتِي تَنْعَقِد فاسقه دهن خروع وَحب الشيطرج وَنَحْوهَا وعالجه بالحقن وَدخُول الْحمام وَالْمَاء السخن والأدهان وضع عَلَيْهِ من الخروع محرقاً قد خلط بالموم ودهن السوسن ودهن الحلبة وحذره التخم وَالْعشَاء فَإِن بَقِي مِنْهُ شَيْء فضع عَلَيْهِ قالب أسرف وشده.

الْمقَالة الثَّانِيَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: تفرق الِاتِّصَال إِن كَانَ فِي اللَّحْم سمي قرحَة وَإِن كَانَ فِي غضروف سمي فكاً وَإِن كَانَ فِي عصبَة أَو طرف عضلة سمي هتكاً وَإِن كَانَ فِي وسط العضل سمي فسخا وَإِن كَانَ فِي الْعظم سمي كسراً فَإِذا كَانَ فِي عظم الرَّأْس فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي الْعظم فِي الرَّأْس نَفسه سمي شدخاً وَإِن لم يغر كَبِير غور سمي رضَا وَإِن انْشَقَّ فَقَط)

سمي صدعاً وَإِن تَبرأ بعض من بعض سمي قلعاً وَإِن كَانَ فِي عرق ضَارب سمي أم الدَّم.

انطيلس قَالَ: السّلْعَة الْمُسَمَّاة عنقيلاً هُوَ تعقد العصب ويعرض من ضَرْبَة أَو سقطة أَو إعياء ويعرض أَكثر ذَلِك فِي ظُهُور الْكَفَّيْنِ والقدمين والمفاصل والساقين والمفاصل الْكَثِيرَة الْحَرَكَة وَهُوَ صلب يكون ينْدَفع يمنة ويسرة وَلَا ينْدَفع فِي الطول الْبَتَّةَ وَإِذا غمزها غامز أحس العليل بخدر فِي الْعُضْو وَلَا يعرض فِي العمق بل تَحت الْجلد ظَاهرا.

قَالَ: والعارضة مِنْهَا فِي السَّاقَيْن وَالْيَدَيْنِ والذراعين لَا تقطع لِأَنَّهُ يتخوف تشنج ألف د العصب لَكِن رضها بالدق وَتجْعَل عَلَيْهَا أسرباً وتشدها والحادثة فِي الرَّأْس وَبَين الْعَينَيْنِ فَإنَّا نشق الْجلد عَنْهَا ثمَّ نضمدها بالقالب ونقطع أَصْلهَا ونخرجها. لي كَانَ بصديق لي فِي إصبعه فِي آخر مفاصلها حَتَّى أَنه كَانَ إِذا ثناها يعسر عَلَيْهَا بسطها حَتَّى يحْتَاج أَن يبسطها بِالْيَدِ الْأُخْرَى بِأَن يمدها ويبسطها مَعَ صَوت وفرقعة وصرير فِي مفاصل أَصَابِعه كلهَا وَكَانَ الرجل بَارِد المزاج مرطوباً فَلم يكن يظْهر فِي الْمفصل غلظ الْبَتَّةَ وأقدر أَن ضماد الْخَرْدَل ينفع من هَذَا نفعا فِي الْغَايَة وَيَنْبَغِي أَن يجذب قبل ذَلِك بالقوية التليين مثل الأشق والمقل والميعة ودهن السوسن وشحم الثور والأسد فَإِن أنجح وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْخَرْدَل وخرء الْحمام لِأَنَّهُمَا يقدران أَن يجذبا تِلْكَ الرُّطُوبَة من عمق الْمفصل وَاعْتمد فِي المفاصل الْعسرَة الْبسط لغلظ فِيهَا على الملينات من بَاب سقيروس وَمن السَّابِعَة من قاطاجانس ومادة الملينات مثل الأشق والميعة ومخ سَاق الْبَقر وشحم الثور والقنة ودهن الْحِنَّاء ودهن السوسن والجاوشير والزوفا الرطب والشمع الْأَصْفَر ووسخ الكور والألعبة: لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان وَنَحْو هَذِه: ثجير حب البان وهجير حب الخروع إلية وتمر هندي وَهَذَانِ الثجيران بالغان وسخنان أَيْضا ويبسط العصب بالنطول الْكثير بِالْمَاءِ الْحَار وبالدهن الفاتر ويحركه حَرَكَة دائمة وَآخر الْأَمر إِذا كَاد يُؤمن ينجر بالخل على المرقشيثا ويطلى بالملينات فَهَذَا آخر مَا فِيهِ وَالتَّمْر والألية إِذا دقا وضمد

 

(4/210)

 

 

بِهِ جيدا وأقواها الأشق والمقل والميعة وثجير الخروع والبان ودهن السوسن والحناء.

وَإِذا كَانَ الْعُضْو قد برد فألق مَعَه ألف د السكبينج والقنة والمر والجندبادستر فَإِنَّهَا تسخن العصب وتبسط الْعُضْو بسطاً جيدا قَوِيا.

مرهم قوي جيد للورك الَّتِي فِيهَا عرج وَغلظ إِذا تطاول أمرهَا ولامتناع المفاصل من الانبساط وللاسترخاء وَهُوَ قوي: زبيب عَتيق رطلان دهن سوسن نصف رَطْل ميعة سَائِلَة ربع رَطْل)

دهن الْغَار نصف رَطْل شمع أصفر نصف رَطْل علك البطم أوقيتان فربيون أوقيتان أشق ثَلَاث أَوَاقٍ جندبادستر فلفل جاوشير بازرد من كل وَاحِد أوقيتان مخ عظم الأيل أَربع أَوَاقٍ تذاب الذائبة وتلقى عَلَيْهِ الْيَابِسَة أَو المسحوقة وتستعمل.

تليين عَجِيب ابْن سرابيون: عكر دهن بزر الْكَتَّان وعكر دهن الْحل وحلبة يغلى بِاللَّبنِ غلياناً يَسِيرا ثمَّ تصب عَلَيْهِ ألية مذابة وَيسْتَعْمل فَإِنَّهُ يلين المفاصل الجاسئة.

السَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: القالب دَوَاء الْكسر هَذَا صفته: يكون قالب طَوِيل بِقدر طول رجل الْإِنْسَان كَسَائِر القوالب الَّتِي تتَّخذ للفخذ والساق إِذا انكسرتا وَلِهَذَا القالب فِي أَسْفَله محور يَنْتَهِي إِلَيْهِ طرف اللفائف الَّتِي يشد بهَا الْعظم المكسور من فَوق الْكسر وَمن دونه رباطان وثيقان وَأصْلح الرباطات فِي هَذَا الْموضع الرِّبَاط المتضاعف فَيصير لكل وَاحِد من الرباطين أَرْبَعَة أَطْرَاف وَيجْعَل اثْنَان مِنْهَا فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَاثْنَانِ فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَيُؤْتى بأطراف الرِّبَاط الْأَسْفَل إِلَى المحور فيربطه بِهِ لكيما يمد الْعظم المكسور بأسره إِلَى أَسْفَل.

قَالَ: فَأَما أَطْرَاف الرِّبَاط الْأَعْلَى فَلَمَّا كَانَ أَعلَى الْكسر يَنْبَغِي أَن يمد فِي خلاف الْجِهَة الَّتِي يمد فِيهَا الْأَسْفَل فَإِنَّهَا ترفع إِلَى فَوق وتنفذ فِي الْكسر ثمَّ تجذب فتشد بالمحور فَإِذا دَار المحور عرض من ذَلِك أَن يَمْتَد ألف د الْعظم المكسور من الْجَانِبَيْنِ امتداداً سَوَاء إِذا كَانَ إِنَّمَا تجذب أَطْرَاف الرِّبَاط الْأَعْلَى والأسفل محوراً وَاحِدًا لِأَن أَطْرَاف الرِّبَاط الْأَسْفَل تمده إِلَى أَسْفَل وأطراف الرِّبَاط الْأَعْلَى تمده إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل فِي أَسْفَل القالب على استقامة ويعطف فِي أَعْلَاهُ. لي يقْرَأ من بولس وَمن حِيلَة الْبُرْء وَيثبت بنسخ إِن شَاءَ الله.

قَالَ: انصداع عظم الْعَضُد صدعاً ينفذ مِنْهُ إِلَى المخ ثمَّ يرْبط رِبَاط الْعِظَام الْمَكْسُورَة فَإِنَّهُ يجْتَمع صديد فَيفْسد المخ ثمَّ الْعظم ثمَّ يفْسد اللَّحْم حَتَّى يصير قرحَة. لي على مَا يَقْتَضِي كَلَامه: فَإِن شدّ على مَا يجب أَعنِي أَن يكون مَوضِع الضَّرْبَة أَشد وَيذْهب إِلَى الجوانب أقل شدَّة منع أَن ينصب إِلَيْهِ شَيْء فيركب الشق من الْعظم دشبد يلتحم بِهِ. قَالَ جالينوس: وَلِأَنَّهَا لَا يتهيأ فِي كسر عظم الرَّأْس أَن يدْفع عَنهُ الْمَادَّة بالرباط اضطررنا أَن نخرج من الْعظم قِطْعَة ليسيل الصديد وَإِلَّا أفسد الغشاء الَّذِي على الدِّمَاغ والبرابخ الَّتِي تذكرها بربخان أَحدهمَا هُوَ الَّذِي يصلح للمد وَقد ذَكرْنَاهُ وَالثَّانِي يسْتَعْمل فِي الْوَقْت الَّذِي يكون)

الْكسر فِيهِ هُوَ ذَا ينْعَقد للتحرز والسعفة لِئَلَّا يُمكن العليل أَن يلوي رجله وَلَا أَن يَتَحَرَّك لحاجاته فَيفْسد الْكسر ويتفرغ الدشبد وَالْمدّ والجبائر يَعْنِي عَنْهُمَا بحول الله.

 

(4/211)

 

 

بولس فِي الْأنف قَالَ: علق الْأنف عظاً ويعرض فِيهِ السكر وَلَا يَنْبَغِي أَن يَقع عَلَيْهِ الرِّبَاط من فَوْقه فَإِنَّهُ يُورث فطسة إِلَّا أَن يكون أنف قد كَانَ لَهُ نتوء فِي حَال الصِّحَّة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يَسْتَوِي.

قَالَ: ادخل فِي الْأنف مروداً غليظاً وَليكن ذَلِك فِي الْيَوْم الأول من الْكسر إِن أمكن وَلَا يكون بعد الْعَاشِر لِأَن عِظَام ألف د الْأنف تلتحم وتصلب فِي سرعَة فَإِذا دخل المرود فِي الْأنف وَسوى م خَارج بالسبابة والإبهام حَتَّى يذهب كَانَ نتوء فَإِذا سويته فلف فتيلتين على إنبوب وبس محرق وَأدْخلهُ فِيهِ واتركه حَتَّى يصلب الْعظم وَيرجع واطله من خَارج بالدواء وضع عَلَيْهِ خرقَة وَلَا تشده لِأَنَّهُ يفطس إِلَّا أَن يكون ناتئاً على مَا ذكرنَا فَإِن عرض للأنف ورم حَار فافصد وأسهل ولطف التَّدْبِير وَخذ دياخيلون فدفه بدهن ورد قَلِيل وضمد بِهِ أَو خُذ سميذ حِنْطَة ودقاق كندر فاطبخه بِمَاء الْورْد وذر عَلَيْهِ رَمَادا وضمده بِهِ فَإِنَّهُ جيد.

وَإِن عرض للأنف أَن يمِيل إِلَى جَانب فألصق عِصَابَة أَو سيراً فِي عرض إِصْبَع بغراء الْبَقر أَو قَالَ: فَإِن انرض عظم الْأنف وَصَارَ كسراً حادة فَإنَّك تعرف ذَلِك من النخس على التَّسْوِيَة والشج فشق عَنْهَا وأخرجها بالجفت ثمَّ خطّ الْموضع وذر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَلَا تتوان فَإِنَّهُ لَا يبرأ لَكِن يقيح حَتَّى يخرج الْعظم أبدا.

3 - (الْأذن المرضوضة)

3 - (فِي بَاب الْأذن يحول اللحى الْأَسْفَل يَعْنِي الفك) قَالَ: إِن انْقَطع الفك إِلَى دَاخل وَلم يتقصف بِاثْنَتَيْنِ فَأدْخل إِن انْكَسَرَ اللحى الْأَيْمن السبابَة وَالْوُسْطَى من الْيَد الْيُسْرَى فِي فَم العليل وَإِن انْكَسَرَ اللحى الْأَيْسَر فَمن الْيَد الْيُمْنَى وارفع بِهِ حدبة الْكسر إِلَى خَارج من دَاخل واستقبلها بِالْيَدِ الْأُخْرَى من خَارج وسوه وَيعرف استواؤه من مُسَاوَاة الْأَسْنَان الَّتِي فِيهِ.

وَأما ان تقصف اللحى بِاثْنَتَيْنِ فأمدده من الناحيتين على الْمُقَابلَة بخادم يمده وخادم يمسك ثمَّ يصير الطَّبِيب إِلَى تسويته على مَا ذكرنَا واربط الْأَسْنَان الَّتِي ألف د تعوجت وَزَالَ بَعْضهَا بِبَعْض بخيط ذهب فَإِن عرض مَعَ الْكسر جرح أَو شظية عظم تنخس فشق عَلَيْهِ ووسعه وانزع الشظية وَاسْتعْمل الْخياطَة أَو الرفائد والأدوية الملحمة بعد الرَّد والتسوية.

قَالَ: ورباطه يكون على هَذِه الْجِهَة: يَجْعَل وسط الْعِصَابَة على نقرة الْقَفَا وَيذْهب بالطرفين من الْجَانِبَيْنِ على الْأُذُنَيْنِ إِلَى طرف اللحى ثمَّ يذهب بِهِ أَيْضا إِلَى النقرة ثمَّ إِلَى اللحى على الْخَدين إِلَى اليافوخ ثمَّ مِنْهُ أَيْضا إِلَى تَحت الترقوة وليوضع رِبَاط آخر على الْجَبْهَة وَخلف الرَّأْس ليشتد جَمِيع اللف الَّذِي لف وَيجْعَل عَلَيْهِ جبيرَة خَفِيفَة.

 

(4/212)

 

 

وَإِن انْفَصل اللحيان جَمِيعًا من طرفيهما فليمدا بِكُل الْيَدَيْنِ قَلِيلا ثمَّ يقابلا ويؤلفا وَينظر إِلَى تألف الْأَسْنَان وتربط الثنايا بخيط ذهب لِئَلَّا يَزُول التَّقْوِيم وَيُوضَع وسط الرِّبَاط على الْقَفَا ويجاء بِرَأْسِهِ إِلَى طرف اللحى وَيُؤمر العليل بِالسُّكُونِ والهدوء وَترك الْكَلَام وَيجْعَل غذاءه الأحساء.

وَإِن تغير شَيْء من الشكل فَحل الرِّبَاط إِلَّا أَن يعرض ورم حَار فَإِن عرض ورم حَار فَلَا تغفل عَن النطول والأضمدة الَّتِي تصلح لذَلِك مِمَّا يسكن ويحلل باعتدال وَعظم الفك يشْتَد كثيرا قبل ثَلَاثَة أسابيع لِأَنَّهُ لين وَفِيه مخ كثير يملؤه. 3 (الترقوة) قَالَ: الترقوة يتَّصل أحد رأسيها بالصدر وَالْآخر بِطرف الْمنْكب عِنْد مفصل الْكَتف فَيمسك الْعَضُد عَالِيا فَإِن انْكَسَرَ فِي النَّاحِيَة الَّتِي تلِي الْمنْكب نزلت الْقطعَة الْمَكْسُورَة مَعَ الْعَضُد فاسترخت إِلَى أَسْفَل إِن كَانَ كسراً مندقاً بِاثْنَيْنِ وَإِن كَانَ كسر ذُو شظايا غير متبرئ كَانَ نزُول الْعَضُد أقل وَكَانَ الوجع أَشد قَالَ: وَلِأَن تندق الترقوة بِاثْنَيْنِ ألف د أصلح من أَن تنكسر شظايا وَذَلِكَ أَن الَّتِي تنقصف بِاثْنَيْنِ تعود إِلَى شكله الطبيعي بِالْمدِّ وَالدَّفْع وَسَائِر أَنْوَاع الْكسر المشظاة عسرة التألف. لي إِن اندقت بِالْقربِ من القس كَانَ نزُول رَأس الْعَضُد إِلَى أَسْفَل أقل.

قَالَ: إِذا اندقت الترقوة بنصفين فأجلس العليل على كرْسِي ويضبط خَادِم الْعَضُد الَّتِي فِيهِ الترقوة الْمَكْسُورَة ويمده إِلَى خَارج وَإِلَى فَوق أَيْضا ويمد خَادِم آخر الْعُنُق والمنكب الْمُقَابل بِقدر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويسوى الطَّبِيب بأصابعه مَا كَانَ ناتئاً يَدْفَعهُ وَمَا كَانَ متقعراً يجذبه ويجره. فَإِن احْتَاجَ فِي ذَلِك إِلَى مد أَكثر وضع تَحت الْإِبِط كرة عَظِيمَة من خرق ودع الْمرْفق حَتَّى تقربه من الأضلاع فَإِنَّهُ يَمْتَد على مَا تُرِيدُ.

وَإِن انْقَطع طرف الترقوة إِلَى دَاخل كثيرا وَلم يجب يجذب الطَّبِيب وَلم يمد لِأَنَّهُ صَار إِلَى عمق كَبِير فالق العليل على قَفاهُ وَتَحْت مَنْكِبه مخدة تتَّخذ دونه واكبس مَنْكِبه إِلَى أَسْفَل حَتَّى يرْتَفع عظم الترقوة ثمَّ تسويه وَأَصْلحهُ بأصابعك وشده فَإِن وجد العليل نخساً من إمرار الْيَد عَلَيْهِ فَإِن شظية تنخسه بِحَسب الْموضع فشق الْموضع وانزع الشظية وَليكن ذَلِك مِنْك بِرِفْق وخاصة إِن كَانَت الشظية تَحت لِئَلَّا يخرق صفاق الصَّدْر وَأدْخل الْآلَة الحافظة للصفاق تَحت الْعظم ثمَّ اكسر الْعظم فَإِن لم يعرض ورم حَار فشق الشق والحمه وَإِن عرض ورم حَار فَبل الرفائد بالدهن.

وَإِن نزل رَأس الْعَضُد عِنْد الْكسر مَعَ قِطْعَة الترقوة إِلَى أَسْفَل فَيَنْبَغِي أَن تعلق الْعَضُد برباط عريض وتشال إِلَى نَاحيَة الْعتْق وَإِن كَانَت قِطْعَة الترقوة تميل إِلَى فَوق وَقل مَا يكون ذَلِك فَلَا تعلق الْعَضُد وليستلق صَاحب الترقوة الْمَكْسُورَة ألف د على ظَهره ويلطف تَدْبيره وتشتد الترقوة فِي شهر وَأَقل.

 

(4/213)

 

 

3 - (الْكَتف) قَالَ: الْكَتف لَا ينكسر مِنْهَا الْموضع العريض وَإِنَّمَا يعرض الْكسر لحروفها وَرُبمَا يقطع إِلَى دَاخل إِذا انْكَسَرَ وَرُبمَا انْكَسَرت من حروفها شظية وَإِذا انْكَسَرَ وَانْقطع إِلَى دَاخل عرق من تقعير تَحت اللَّمْس إِذا أمرت الْيَد عَلَيْهَا وَمن الخرز الَّتِي تعرض الَّذِي يَلِيهِ. وَإِن عرض فِيهِ شقّ فَقَط فَإِنَّهُ يعرف بالوجع بِلَا تَقْصَعُ لَكِن شبه خشونة وَقلة اسْتِوَاء ويعالجان جَمِيعًا بالرباط وعلاج مِمَّا يسكن الورم الْحَار وَأما الشظايا فَإِن لم تكن خَارِجَة لَكِن كَانَت سَاكِنة لَازِمَة فَإِنَّهَا تلْزم بالرباط وتبرأ فَإِن كَانَت خَارِجَة ناتئة تنخس فليشق عَلَيْهَا ثمَّ تعالج بِمَا ذكرنَا وَليكن النّوم على الْكَتف بالجانب الصَّحِيح. 3 (عظم القس) قَالَ: إِن عرض لَهُ شقّ وَلم يمل إِلَى دَاخل فَإنَّك تعرف ذَلِك بالتفرقع تَحت الْأَصَابِع إِذا أمررت عَلَيْهِ يدك والوجع. يَنْبَغِي أَن يشد فَقَط.

قَالَ: فَإِن عرض تصعصع وتغور إِلَى دَاخل فَإِنَّهُ تعرض أَعْرَاض رَدِيئَة من ضيق النَّفس والسعال والنفث وَرُبمَا تعفن الْحجاب وَفَسَد فألق العليل على ظَهره وَاجعَل مخدة مُرْتَفعَة بَين كَتفيهِ واغمز مَنْكِبَيْه إِلَى أَسْفَل واجمع أضلاعه من الْجَانِب حَتَّى يَسْتَوِي التقصع. 3 (الأضلاع) قَالَ: ضلوع الْخلف لَا يعرض لَهَا الْكسر إِلَّا من النَّاحِيَة الَّتِي تلِي الفقار فَأَما الأضلاع فَمن الْجَانِبَيْنِ فَإِن لم تكن متقصعاً غائراً فَإنَّك تعرفه من التفرقع وَقلة الاسْتوَاء تَحت الْأَصَابِع ويكفيه الشد وَمَا يسكن الورم الْحَار. وَأما إِن كَانَ مائلاً إِلَى دَاخل فقد قيل فِيهِ أَقْوَال لَا معنى لَهَا مِنْهَا: التملئ من الْغذَاء وَمِنْهَا: شدّ حصر ألف د النَّفس وَهِي ضَعِيفَة. وَأما المحاجم فَهِيَ أقوى لَكِن يخَاف أَن تحدث ورماً يَنْبَغِي أَن تضع المحجمة فَإِن ارْتَفع وَإِلَّا أخذت من ساعتها وأعيدت وَلَا تتْرك عَلَيْهَا الْبَتَّةَ لَكِن تُؤْخَذ كَمَا تعلق فَإِنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه لَا يكون ورم. وَإِن عرضت شظية تنخس فَإِنَّهُ يهيج مِنْهُ شَيْء أَشد من الشوصة فَإِن اسْتَوَى بهَا وَإِلَّا فَإِنَّهُ إِن كَانَ النخس شَدِيدا مفرطاً يَنْبَغِي أَن يشق عَلَيْهِ وتنزع الشظية بعد أَن يتحفظ بالحجاب جدا. 3 (عظم الْعَانَة والورك) هَذِه تنكسر حروفها وتنشق أَيْضا فَإِن انشقت عرفت ذَلِك من قلَّة الاسْتوَاء تَحت الْأَصَابِع وَإِن عرض كسر وشظية اشْتَدَّ الوجع واخدرت السَّاق الَّتِي فِي جَانِبه وَيَنْبَغِي أَن تسوى بِالْمَسْحِ بالأصابع ثمَّ ترْبط فَإِنَّهُ فِي هَذِه وَحدهَا لَا تشق على الشظايا كَمَا يفعل فِي سَائِر الْمَوَاضِع لِأَنَّهَا لَيست ضَرُورِيَّة.

 

(4/214)

 

 

فِي خرز الصلب

قَالَ: هَذِه أَعْرَاض لَهَا رض إِن بلغ إِلَى أَن يضغط النخاع عرضت رَدِيئَة فَإِن كَانَ ذَلِك فِي خرز الْعُنُق قتل سَرِيعا لِأَنَّهُ تحبس النَّفس فَفِي هَذِه أَعنِي الَّتِي تنخس النخاع اسْتعْمل الشق عَنهُ وَإِخْرَاج الْعظم الناخس. وَأما إِن لم يضغط فَعَلَيْك بِمَا يسكن الورم الْحَار. قَالَ: وَالَّذِي يحْتَاج أَن يخرج من كسر الْعِظَام أبدا مَا كَانَ مبرئاً الْبَتَّةَ أَو مَا كَانَ ينخس لِأَن ذَلِك يعفن على طول الْأَيَّام فيورث قرحَة وَهَذَا يهيج الوجع والورم. 3 (عظم الْكَاهِل) قَالَ: إِن تَقْصَعُ إِلَى دَاخل فَأدْخل الإصبع فِي المقعدة وَيرْفَع صَوته ويسوى خَارج الْعَضُد. قَالَ: وعلق الْيَد فِي الْعُنُق ليبقى لَهَا شكلها الطبيعي ثمَّ مر خادمين يجر أَحدهمَا فَوق وَالْآخر من أَسْفَله بِالْيَدِ فَإِن لم يجتزئ بِهَذَا الْمَدّ ألف د فيربط فَوْقه وأسفله ويجر برباطين ثمَّ قابلهما وأرخه وسوه ثمَّ يرْبط على مَا أَمر أبقراط. وَإِن عرض الْكسر بِالْقربِ من الْإِبِط يكون الْمَدّ بِلَا ربط وَإِن عرض بِقرب الْمرْفق فالمرفق حَبل فِي الْجَبْر يَنْبَغِي أَن يكون شدَّة الرَّبْط بِحَسب قلَّة حس الْبدن وشدته وَيَنْبَغِي أَن تلف الْخرق أشده على مَوضِع الْكسر ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ وَليكن الرِّبَاط أَيْضا مسترخياً إِن خفت ورماً أَو كَانَ هُنَاكَ وجع وَالْحَدَث من الْأَطِبَّاء يستعملون الجبائر بعد الرِّبَاط من سَاعَته ليمسك شكل مَا يسوى والقدماء كَانُوا يستعملون الجبائر بعد الرِّبَاط من سَاعَته ليمسك شكل مَا يسوى والقدماء كَانُوا يستعملون الجبائر بعد الْأُسْبُوع لأَنهم حِينَئِذٍ قد أمنُوا الورم وَيَنْبَغِي أَن تحل الرِّبَاط فِي أول يَوْم أَو فِي كل يَوْمَيْنِ وخاصة إِن عرضت حكة فينطل بِمَاء حَار حَتَّى تتحلل الرطوبات اللذاعة إِلَى الْيَوْم السَّابِع فَإِذا جاوزه فليحل فِي كل أَربع أَو خمس لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ قد أَمن الورم والحكة وَهُوَ أَجود لانحتام الْعظم وَيَنْبَغِي أَن تملأ الْمَوَاضِع العميقة ليستوي الرِّبَاط وضع الجبائر ولتوضع الجبائر حوالي الْكسر وَيكون الْبعد بَينهمَا إصبعاً وَلَا تبلغ الجبائر الْمفصل بل يكون فِيمَا يَلِي الْجَانِب الْأَيْسَر من الْمفصل أَصْغَر وأضعف ويكن أبدا فِي الجوانب الَّتِي تنجذب إِلَيْهَا الْكسر أغْلظ وأطول والأجود أَن تشد الْعُضْو مَعَ الصَّدْر تضم إِلَيْهِ لِئَلَّا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ وخاصة إِن كَانَ الْكسر قرب الْمرْفق وَإِن عرض ورم حَار اسْتعْمل النطل بالزيت ولطف التَّدْبِير فِي أول الْأَمر وَغلظ بِآخِرهِ وَإِذا لزم واستحكم وحللته صلح المَاء الْحَار وَالْحمام والمرخ.

قَالَ: وَعظم الْعَضُد والساق يشْتَد فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَة ثمَّ يحل وَيسْتَعْمل التليين وَإِن قصف الْعُضْو أرْخى الرِّبَاط.

قَالَ: إِن انْكَسَرَ الْأَعْلَى فَهُوَ أسهل ألف د وَأسلم وَإِن انْكَسَرَ الْأَسْفَل فشر وَإِن انكسرا جَمِيعًا فشر فليمد ويسوى شكله ويشد ويعلق وَيكون شكل الْإِبْهَام فَوق الْخِنْصر أَسْفَل ويشد فِي ثَلَاثِينَ لَيْلَة ثمَّ يحل.

 

(4/215)

 

 

3 - (الْأَصَابِع والمشط وأطراف الْيَد) قَالَ: ليبسط العليل يَده على كرْسِي مستو ويمد أَصَابِعه خَادِم وَيُسَوِّي الطَّبِيب مَا نتأ من ذَلِك فاتكأ عَلَيْهِ وَيَضَع الْجَبِيرَة فِي الْجَانِب الَّذِي مَال إِلَيْهِ وَأما الْأَصَابِع فلتمد وتسوى برباط أبدا مَعَ منع الَّذِي يَليهَا ليقومها ويشدها. 3 (الْفَخْذ) قَالَ: اسْتعْمل فِيهَا الْمَدّ من الْجَانِبَيْنِ والتسوية فَإِن كَانَت شظايا غير مستوية فلتسو فَإِنَّهَا تلْزم فَأَما إِن كَانَت تنخس فلتشق وَتخرج وَأما الرِّبَاط فَلْيَكُن على مَا ذكرنَا فِي الْعَضُد ويشتد فِي خمسين لَيْلَة وَليكن وَضعهَا هَكَذَا. 3 (فلكة الرّكْبَة) قَالَ: قد يعرض لَهَا الرض أَكثر وَالْكَسْر أقل والشق تَحْتَهُ والتفتت وَيعرف ذَلِك من خشونة تَحت اللَّمْس والفرقعة وَالصَّوْت فلتمد السَّاق وَتجمع الفلكة إِن كَانَت تقلصت وتسوى الشظايا وَإِن كَانَت تنخس نخساً شَدِيدا أخرجت ثمَّ تُوضَع عَلَيْهِ تَحت الرّكْبَة كرة وتلاث السَّاق. 3 (السَّاق) إِن انْكَسَرت القصبتان جَمِيعًا مَالَتْ السَّاق إِلَى جَمِيع الْجِهَات وَإِن انْكَسَرت الْعليا وَهِي الأدق مَالَتْ السَّاق إِلَى دَاخل وَإِلَى خَارج وَإِلَى قُدَّام فَقَط وَإِن انْكَسَرت الغليظة مِنْهُمَا مَالَتْ إِلَى دَاخل وَإِلَى خَارج وَإِلَى خلف وتسويتها ومدها وشدها كمد الْعَضُد. 3 (عِظَام الْقدَم) قَالَ: الكعب لَا يعرض لَهُ الْكسر بِمَا يُحِيط بِهِ ويستره وَأما الْمشْط وأصابع الرجل فتنكسر وتعالج بعلاج الْكَفّ. 3 (الْكسر مَعَ جرح) ليقطع أَولا نزف ألف د إِن عرض ويسكن ورم حَار إِن كَانَ وَإِن عرض رض اللَّحْم الَّذِي حول الْكسر فليشرط لِأَنَّهُ يتخوف مِنْهُ الآكلة أَو تعالج بعلاج يمْنَع العفن فَإِن كن كسر صغَار من الْعظم تنخس فلتخرج فَإِن كَانَ عظم كَبِير قَرِيبا وخرق فَيَنْبَغِي أَن يدْخل ويسوى من سَاعَة يعرض أَو يَوْمه فَإِن لم يتَّفق ذَلِك قبل أَن يدم فَلَا يسوى حَتَّى يسكن الورم الْحَار وَذَلِكَ بعد الْيَوْم الْعَاشِر وَهَذِه الْعِظَام تدخل بالسرم الصَّغِير ليشتد الْعظم بِهِ ويتكأ عَلَيْهِ حَتَّى يدْخل ثمَّ يسوى وَإِن لم يدْخل بذلك فشر ويسوى ويشد شداً يكون فَم الْجرْح مَفْتُوحًا وَإِن عرض فِي حَالَة أَن يكون لحم الْجرْح رهلاً وَينصب مِنْهُ صديد رَقِيق فَاعْلَم أَن هُنَاكَ شظية فجففه حَتَّى تصل الْيَد إِلَيْهِ وَأخرجه واربط فَوق الْجرْح خرقَة تحفظ عَلَيْهِ الدَّوَاء تفتحه كل يَوْم وتعيد الدَّوَاء وَيكون رِبَاط الْكسر بِحَالهِ.

 

(4/216)

 

 

3 - (الدشبد الْعَظِيم الَّذِي يعرض) قَالَ: رُبمَا عرض دشبد عَظِيم يمْنَع الحركات وخاصة إِن كَانَ بالمفصل فَانْظُر فَإِن كَانَ الدشبد طرياً فضع عَلَيْهِ أدوية قَوِيَّة الْقَبْض وألزقه واربطه ربطاً شَدِيدا بجبيرة ورصاصة فَإِنَّهُ يلطأ وَإِن كَانَ الدشبد قد صلب وَكَانَ مُؤْذِيًا فشق عَنهُ واقطع مِنْهُ بأجود مَا أمكن ثمَّ عالج الْجرْح. 3 (الْعِظَام الَّتِي قد تعقد كسورها معوجة) قَالَ: قد يعرض من عوج شكل الْعظم زمانة. وَلَا يَنْبَغِي أَن يقبل قَول من زعم أَنه يكسر الْعظم لِأَنَّهُ يعرض من ذَلِك غَايَة العطب لَكِن إِن كَانَ التعقد طرياً فلينطل ويضمد بالمرخية الملينة ويدلك ويمال الْعُضْو الْجَانِب حَتَّى ينْتَقض اتِّصَال الدشبد ثمَّ يسوى وَإِن كَانَ صلباً وَلم ينْتَقض بذلك فليشق عَنهُ ثمَّ يقطع الدشبد حَتَّى ينْعَقد الْعظم ثمَّ يقوم مَكَانَهُ ويعالج علاج الْجرْح مَعَ كسر. ألف د 3 (من لَا ينْعَقد كسرهم) قَالَ: يمْتَنع انْعِقَاد الْكسر ويبطئ إِمَّا لِكَثْرَة حل الرطوبات وَإِمَّا لِكَثْرَة النطولات أَو لحركة كَانَت فِي غير وَقتهَا أَو لقلَّة الدَّم فِي الْبدن يَنْبَغِي أَن تضَاد هَذِه الْعِلَل وَأَن يجذب إِلَى الْعُضْو دَمًا بِأَن تطليه بأَشْيَاء حارة تجْعَل الْغذَاء غليظاً وَيلْزم العليل السرُور والفرح ليكْثر الدَّم فَإِن أَكثر شَيْء فِي منع الِانْعِقَاد قلَّة الدَّم وأبلغ مَا يسْتَدلّ بِهِ على التعقد ظُهُور الدَّم على خرق الرِّبَاط. 3 (الْخلْع) قَالَ: الْخلْع التَّام هُوَ أَن يَزُول الْمفصل عَن مَكَانَهُ زوالاً تَاما فَأَما زَوَاله قَلِيلا فيسمى زَوَال الْمفصل.

الفك المنخلع قَالَ: إِمَّا أَن ينخلع انخلاعاً تَاما وَإِمَّا أَن يَزُول قَلِيلا وَالَّذِي يَزُول الْمفصل قَلِيلا فَإِنَّهُ يكون من استرخاء عضلاته عِنْد منع كثير أَو تثاؤب وَيرجع إِلَى مَوْضِعه من ذَاته بِلَا علاج. لي أَكثر من نفع الدّهن إِلَى خلف وسده قَالَ: فَأَما الْخلْع فَإِنَّهُ إِمَّا أَن ينخلع لحى وَاحِد وَإِمَّا أَن ينخلعا مَعًا وَإِن انخلع وَاحِد كَانَ الْأَسْنَان فِي ذَلِك الْجَانِب معوجة وينتأ الدقن وَإِن انخلعا جَمِيعًا كَانَ نتوء الذقن أَكثر وَأَشد وَلَا يُمكن صَاحبه أَن يطبق فَاه وَهُوَ أَشد بلية لَكِن لَا يكون لأسنان غير مُقَابلَة كَمَا يكون فِي خلع اللحى الْوَاحِد وَيَنْبَغِي أَن يسْرع برد اللحيين إِذا انخلعا فَإِن ذَلِك أوفق وأسهل فِي الرَّد فَإِنَّهُ إِن أبطئ بِهِ صلب وَاشْتَدَّ وهاج حميات لَازِمَة دائمة وصداعاً دَائِما لِكَثْرَة تمدد العضلات وَكَثِيرًا مَا ينْطَلق الْبَطن فضولاً مرية

 

(4/217)

 

 

لَا يخالطها شَيْء ويموتون فِي الْأَكْثَر فِي الْعَاشِر وعلاجه: يمسك بعض الأعوان الرَّأْس وَيدخل الْمُجبر الْإِبْهَام فِي الْفَم ويحرك اللحى فِي الجوانب يمنة ويسرة وَقد ألف د أرْخى العليل فكه وَأطْلقهُ سَاعَة ثمَّ يمد اللحى بِمرَّة وَيَردهُ فِي مَوْضِعه وَيدخل فِي مَوْضِعه بِأَن يدْفع إِلَى خلف فَإِذا دخل فِي مَوْضِعه واستوت الرباعيات أطبق الفكين وَلم يَكُونَا مفتوحين ثمَّ يوضع عَلَيْهِ رفادة بشمع ودهن ورد وَشد فَإِنَّهُ يبرأ بأسهل مَا يكون. وَإِن عسر وصلب فِي حَالَة فليكمد وينطل بِالْمَاءِ الْحَار والدهن وَالْحمام نطلاً كثيرا حَتَّى يسترخي ثمَّ يجلس الطَّبِيب من خلف العليل ويجذب فكه إِلَى خلف.

الترقوة وَعظم الْمنْكب الصَّغِير الَّذِي يرْبط الترقوة بالمنكب قَالَ: الترقوة لَا تنخلع من نَاحيَة الصَّدْر لِأَنَّهَا مُتَّصِلَة بِهِ لَا مفصل بَينهمَا فَإِن ضربت ضَرْبَة شَدِيدَة هُنَاكَ تبرأت مِنْهُ وعلت وعلاجه أَن تُوضَع عَلَيْهِ رفادة كَثِيرَة اللفائف ويشد وَأما الطّرف الَّذِي يَلِي الْمنْكب فَلَا يزَال زوالاً كثيرا لِأَنَّهُ يمْنَعهَا من ذَلِك رَأس الْكَتف والعضلة الَّتِي لَهَا رأسان وَلَيْسَت أَيْضا مفصلا لَكِن شبه الِاتِّصَال فَإِن تبرأت ونشرت علت وتعالج بِأَن يوضع عَلَيْهَا رفادة غَلِيظَة ويكبس بالشد.

وَأما الْعظم الصَّغِير الْمَوْضُوع على هَامة الْمنْكب فَإِنَّهُ إِذا زَالَ ظن من لَا درية لَهُ أَن الْعَضُد انخلعت وَذَلِكَ أَنه يرى رَأس الْكَتف حِينَئِذٍ أحد وَيرى مَوضِع الْعظم الَّذِي أَسْفَل مِنْهُ مقعراً.

الْعَضُد قَالَ: رَأس الْعَضُد لَا ينخلع إِلَى فَوق لَان نتوء الْمنْكب يمنعهُ وَلَا ينخلع إِلَى نَاحيَة الظّهْر لِأَن الْكَتف يمنعهُ من ذَلِك وَلَا ينخلع إِلَى نَاحيَة الْبَطن إِلَى قُدَّام لِأَن العضلة ذَات الرأسين تمنع وَرَأس الْمنْكب أَيْضا لكنه ينخلع إِلَى الْجَانِب الْإِنْسِي والجانب الوحشي يَسِيرا جدا وتخلع إِلَى أَسْفَل نَاحيَة الْإِبِط خُرُوجًا كثيرا وَلَا سِيمَا فِي الَّذين لحومهم قَليلَة فَإِنَّهُ يخرج ألف د من هَؤُلَاءِ سَرِيعا وَيدخل أَيْضا سَرِيعا وَأما الكثيرو اللَّحْم فيعسر انخلاعه فيهم ويعسر رُجُوعه جدا.

وللخلع عَلَامَات مِنْهَا: أَنَّك إِن قرنت بَين رَأْسِي الْمَنْكِبَيْنِ رَأَيْت المنخلع متقصفاً وَيكون الْمنْكب الطبيعية أحد من طرف الْمنْكب المنخلع وَيصير رَأس الْعَضُد تَحت الْإِبِط وَلَا يُمكن أَن يقرب الْعَضُد إِلَى الأضلاع إِلَّا بوجع شَدِيد وَلَا تصعد الْيَد إِلَى الرَّأْس وَلَا تديرها فِي سَائِر الحركات.

وَإِن عرض هَذَا الْخلْع بصبي أَو فَتى رطب الْبدن وَكَانَ طرياً حِين حدث فَإنَّك إِن قدمت عضده وكبست إبطه بِشَيْء وَلَو بِيَدِك بعد أَن تقبض الْأَصَابِع وتدفع بالمفصل الْأَوْسَط كالحال عِنْد اللكم دخل الْمفصل بذلك وَأما المزمن فليستحم العليل وينطل نطلاً كثيرا. ثمَّ يستلقي على الْقَفَا وَيجْعَل تَحت إبطه كرة صوف محشوة جيد جدا معتدلة الْقدر وَيجْلس الطَّبِيب قباله مائلاً إِلَى نَاحيَة الْجنب العليل وَيجْعَل عقب رجله على

 

(4/218)

 

 

الكرة ويمد عضد العليل إِلَيْهِ إِلَى نَاحيَة الرجل ويشد الْعقب بالإبط وَقد جلس عِنْد رَأس العليل رجل يدْفع رَأسه إِلَى نَاحيَة الْخلاف لِئَلَّا يمِيل إِلَى الْجَانِب الَّذِي يمده الطَّبِيب وَيدخل أَيْضا بِأَن يَجْعَل خَشَبَة على وَسطهَا خرق)

صلبة ناتئة تملأ إبط العليل ثمَّ تُوضَع تَحت إبطه ويمد طرفاها إِلَى فَوق خادمان وخادم يضْبط الْعَضُد إِلَى أَسْفَل وَيكون هَذَا يُعَارضهُ ألم إِلَّا أَنه يوضع تَحت العليل كرْسِي وَهُوَ قَائِم ثمَّ يخرج من تَحت رجله ليتعلق ويضبط الْمُجبر الْعَضُد وَهُوَ أصعب مِمَّا ذكرنَا وَيصْلح للشديد المزمن وَيصْلح للسهل أَيْضا الْوسط فِي ذَلِك أَن ينظر رجل أطول من العليل فَيدْخل مَنْكِبه ألف د تَحت العليل وَقد حشوته ويمد العليل على ظَهره ليتعلق بِهِ ويهز قباله يدْخل وَأَغْلظ مَا يكون وأصعبه يصلح للشديد المزمن أَن تتَّخذ خَشَبَة لَهَا رَأس يمْلَأ الْإِبِط ويلف عَلَيْهَا خرق وَيدخل فِي الْإِبِط وتشد الْيَد عَلَيْهَا فِي الْعَضُد والساعد والكف ثمَّ تدخل فِي عضادة سلم ويعلق العليل على مَا ذكرنَا وتمد الْيَد مَعَ الْخَشَبَة إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يدْخل. لي هَذَا اسْم أَيْضا لِأَن الْعَضُد لَا تكَاد تنكسر وَإِنَّمَا يُصِيب الشدَّة الْخَشَبَة الَّتِي تَحْتَهُ وَهُوَ يرد رَأس الْعَضُد ردا شَدِيدا جدا وَيَنْبَغِي أَن يكون بَاطِن الْخَشَبَة وظاهرها عريضة ليلزم وَلَا تكون مستديرة.

قَالَ: إِذا دخلت الْعَضُد فلتوضع تحتهَا كرة وتشد إِن كَانَ ورم فلتغرق الكرة بالدهن. لي الأجود أَن تتَّخذ خَشَبَة لَهَا رَأس كرى ويلف عَلَيْهَا خرق وَتدْخل فِي الْإِبِط وتشد مَعَ قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تلقي عِصَابَة فِي طرف الْمرْفق تشال إِلَى فَوق بِشدَّة لِئَلَّا تنزل الْعَضُد ثَانِيَة وَتحل فِي الْيَوْم السَّابِع. لي يَنْبَغِي أَن تحل قبل أَن يمسك الْمرْفق مكبوساً إِلَى فَوق. قَالَ: وَلَا تحل قبل ذَلِك لِئَلَّا تَزُول ثَانِيَة. فَإِن كَانَ الْمفصل ينخلع مرّة بعد أُخْرَى بسهولة لرطوبة قد مَلَأت الحفرة وبلت رباطات فَاسْتعْمل الكي. لي بعد التَّسْوِيَة.

قَالَ: وَاعْلَم أَنه انخلع الْعَضُد عِنْد الْولادَة أَو فِي النشء وَلم يرد لم يطلّ الْعُضْو حق طوله لَكِن تبقى قَصِيرَة كعضد ابْن عرس وَلَا تضر فِي الْعَمَل شَيْئا ويرق الْمرْفق وَكَذَلِكَ إِن انخلعت الْفَخْذ لم يطلّ حق الْفَخْذ وَحقّ السَّاق.

المفرق مفصل الْمرْفق عسر الْخلْع عسر الدُّخُول لشدَّة الرباطات وقصرها وغمز الْبَقر وَقد يَزُول قَلِيلا وينخلع الْخلْع التَّام وينخلع إِلَى جَمِيع الْجِهَات وَمَعْرِفَة خلعه سهلة لِأَنَّهُ ينجذب أحد الْجَانِبَيْنِ ويتقصع الْبَاقِي ظَاهرا جدا وَيَنْبَغِي أَن يعالج من سَاعَته ألف د قبل أَن يعرض لَهُ ورم

 

(4/219)

 

 

حَار فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ إِن مد عرض عطب وَلم يبرأ. وَشر الْخلْع مَا انخلع إِلَى خلف وأكثرها وجعاً.

فَإِن زَالَ الْمرْفق زوالاً يَسِيرا فَيَنْبَغِي أَن يمد مدا يسرا وَيدْفَع الطَّبِيب الْعظم بِأَصْل كَفه فَإِنَّهُ يَسْتَوِي وَأما الْخلْع إِلَى قُدَّام فَإِن أبقراط يردهُ بِأَن يثني الْيَد ضَرْبَة ثنياً يضْرب أصل كفها الْمنْكب الَّذِي يحاذيه. وَإِن انخلع إِلَى خلف فَإِنَّهُ يمده مدا شَدِيدا ضَرْبَة إِلَى خلف وَإِن لم يجب بذلك فليضبط الْعَضُد والساعد خدم ويمدونه جدا ويمرخ الطَّبِيب يَده بدهن وَيَأْخُذ فِي مَسحه بِشدَّة حَتَّى يدْخل. لي يَنْبَغِي أَن تنظر فِي النُّسْخَة فِي نُسْخَة أُخْرَى فِي جَمِيع الْمقَالة السَّادِسَة.

خلع مفصل الْعظم والأصابع قَالَ: هَذِه سهلة الرُّجُوع يكفيها أدنى مد حَتَّى ترجع. لي أما مَا يَقُول مجبرونا فِي زَمَاننَا هَذَا فخلاف هَذَا جدا.

زَوَال الخرز قَالَ: إِن زَالَت الخرزة إِلَى دَاخل احْتبسَ الْبَوْل والرجيع وَإِن كَانَ خرز الْعُنُق جَاءَ الْمَوْت سَرِيعا إِلَّا أَنه قد يكون أَن تنكسر السَّاق فيتقصع الصلب وَلَا تحدث هَذِه الْأَحْدَاث فيتوهم الْجَاهِل أَن ذَلِك زَوَال الخرز إِلَى دَاخل وَلَيْسَ كَذَلِك. لي وَقَالَ فِي إصْلَاح الحدبة قولا يشبه مَا يحْكى عَن الحى تحْتَاج أَن تنظر فِي نُسْخَة أُخْرَى.

الورك قَالَ: يكون خلع الورك إِمَّا إِلَى دَاخل يَعْنِي الْجَانِب الْإِنْسِي وَإِمَّا إِلَى خَارج أَي الْجَانِب الوحشي وَإِمَّا إِلَى قُدَّام أَي جَانب الْبَطن وَإِمَّا إِلَى خلف أَي جَانب الظّهْر.

قَالَ: وَإِن انخلعت الْفَخْذ إِلَى دَاخل يكون الرجل المخلوعة أطول إِذا قرنتا وَتَكون الرّكْبَة ناتئة أَكثر عَن الْأُخْرَى وَلَا يقدر العليل أَن يثني رجلَيْهِ من عِنْد الأربية وَتَكون أربيته منتفخة وارمة لِأَن رَأس ألف د الورك قد نشب فِيهَا.

قَالَ: وَإِن انخلعت إِلَى خَارج تكون الرجل مِنْهُم أقصر وَتَكون الأربية عميقة وَمَا يحاذيها من خلف وارماً وَتَكون الرّكْبَة منقعرة إِلَى دَاخل.

وَإِن انخلعت الورك إِلَى قُدَّام فَإِن العليل يُمكنهُ أَن يبسط سَاقه وَلَا يُمكنهُ أَن يثنيها بِلَا ألم وَلَا يُمكنهُ الْمَشْي لِأَنَّهُ لَا يتهيأ لَهُ أَن يرفع رجله إِلَى قُدَّام ويحتبس بَوْله وتتورم أربيته وَتَكون مشيتهم على الْعقب.

 

(4/220)

 

 

وَإِن انخلعت إِلَى خلف لم يقدر أَن يبسط السَّاق وَلَا يثنيها إِلَّا بِأَن يثني الأربية قَلِيلا وَتَكون رجله أقصر وأربيته مسترخية تَحْتَهُ وَيكون رَأس الْفَخْذ فِي مَوضِع الانخفاض بَينا. الَّذِي يعرض لَهُم إِلَى قُدَّام تكون الرجل أطول.

قَالَ: فَمن عرض لَهُ خلع هَذَا الْمفصل مُنْذُ الصِّبَا أَو زمَان طَوِيل فَلَا علاج لَهُم. وَأما إِذا عرض فَيَنْبَغِي أَن تبادر فِي رده. لي لم ننسخ كل مَا قَالَه لأَنا لم نستحسن مِنْهُ إِلَّا هَذَا الصِّنْف الْوَاحِد وَيَنْبَغِي أَن يُعَاد النّظر فِي نُسْخَة أُخْرَى ويثقف إِن شَاءَ الله وَالْوَجْه هُوَ هَذَا وَهُوَ بإصلاح: يخضر لوح عَظِيم مثل خوان الخبازين وَتجْعَل فِيهِ نقر مُتَقَارِبَة أَو جرود لِئَلَّا يعْدم مَوضِع رَأس المبرم أَي سَبَب وَإِن اتخذ ذَلِك فِي أَرض صلبة جَازَ واللوح أصلح ثمَّ يوتد وتد وَيدخل فِي وسط رجل العليل وَقد لف عَلَيْهِ خرق فَإِن انخلعت الورك إِلَى خَارج وضع السّوم)

فِي الخَنْدَق من خَارج وَدفعت بِهِ الْفَخْذ إِلَى دَاخل والوتد خَارج وَأما إِلَى الْجَانِبَيْنِ فينوم العليل على جنب ثمَّ يستعملون ذَلِك وَيَنْبَغِي أَن تنفقد ذَلِك ويتبين أَكثر إِن شَاءَ الله.

الرّكْبَة قَالَ: ينخلع مفصل الرّكْبَة إِلَى جَمِيع النواحي مَا خلا قُدَّام لِأَن عين الرّكْبَة تَمنعهُ ويعالج بِالْمدِّ والإرسال والتسوية وَإِذا سوى فليربط وَلَا يحل أَيَّامًا كَثِيرَة.

قَالَ: والكعب والعقب أَيْضا يزولان فيعالجان بِمد قوي وَرفع وَيمْنَع الْمَشْي أَرْبَعِينَ لَيْلَة ألف د أقل شَيْء لِئَلَّا ينْتَقض.

قَالَ: وَإِذا عرض الْخلْع مَعَ جرح فَرد الْمفصل من سَاعَته قبل أَن يعرض الورم الْحَار ورده خطر لِأَن الْمفصل تحْتَاج إِلَى مد عنيف وخاصة إِن كَانَ مفصلا عَظِيما والعضلات المجروحة لَا تحْتَمل ذَلِك فَإِن دخل الْمفصل بتمدد قَلِيل فَذَاك. وَإِن احتجت إِلَى مد شَدِيد فَلَا يعرض لَهُ فَإِنَّهُ يكون تشنج وَمَوْت سريع وَإِن غفل عَنهُ فَلَا يعرض لَهُ إِلَى أَن يسكن الورم الْحَار فَإِذا سكن فَأدْخلهُ إِن دخل بِمد غير عنيف وَإِن لم يجب إِلَّا بِمد عنيف فَلَا يعرض لَهُ فَلِأَن يعِيش زَمَانا أصلح.

قَالَ ج فِي الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: أَنه يرى على الرباطات عِنْد إنعقال الْعظم المكسور شَيْء من الورم.

الثَّالِثَة من قاطيطريون قَالَ جالينوس قَالَ أبقراط: يَجْعَل الرِّبَاط على التربل والورم الْحَار من مَوضِع الورم وَيذْهب بِهِ إِلَى فَوق. لي كتب هَذَا فَوق على أَنه يكون الرِّبَاط من فَوق أَشد وَعند الورم الين وَلَيْسَ يجب

 

(4/221)

 

 

بِمَا قَالَ جالينوس ذَلِك لكنه يُمكن أَن يُرِيد بذلك أَن يكون الرِّبَاط وَإِن كَانَ يبتدأ من مَوضِع أَشد يذهب إِلَى فَوق وَقد صححت النّظر فِي الْكتاب فَكَانَ على مَا أَقُول يَنْبَغِي أَن يكون فِي نفس الورم أَشد وَيذْهب إِلَى فَوق وَهُوَ أَلين فقد قَالَ جالينوس: أَن الرِّبَاط الَّذِي يُرِيد أَن يمْنَع الانصباب من الْموضع يَنْبَغِي أَن يكون أَشد وَمَتى ذهب إِلَى فَوق أرْخى فَأَما الرِّبَاط الَّذِي يُرِيد أَن يجْبر بِهِ إِلَى الْعُضْو شَيْئا فَلْيَكُن من فَوق أَشد وَمَا جَاءَ إِلَى الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن يَجِيء إِلَيْهِ يكون أرْخى مَوضِع فِيهِ الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن تجْعَل فِيهِ الْمَادَّة وَهَذَا حق صَحِيح. وَقَالَ قولا أَيْضا أَن الْكسر والضربة قبل أَن ألف د ترم بالرباط يمْنَع عَنهُ الورم فَإِذا ورم فَإِنَّهُ لَا يحْتَمل الرِّبَاط)

قَالَ: وَفِي هَذِه الْمقَالة من مَوَاضِع ربط الْكسر والوث وَمنع الورم واحتقان الدَّم تَحت الْجلد وتهزيل الْعُضْو يَبْتَدِئ وشده من الْموضع نَفسه وَيذْهب بِهِ إِلَى فَوق باسترخاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يكون إرخاؤه أَطْرَافه ورباط الأسمان وجر الْمَادَّة إِلَى الْعُضْو فيبتدئ من فَوق الْعَضُد أشده وَيكون إرخاؤه فِي الْموضع الَّذِي تُرِيدُ أَن تجذب إِلَيْهِ وَهَذَا هُوَ الرِّبَاط الَّذِي يُسمى الْمُخَالف.

وَقَالَ: وَهَذَا يوضع ابتداؤه على الْموضع السَّلِيم ويشد بِقدر مَا لَا يوجع فَيحدث ورماً ثمَّ سلسل قَلِيلا حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى الْموضع الَّذِي يُرِيد أَن يحصل فِيهِ الدَّم وَمَا ابتدأت بِهِ من مَوضِع أطول كَانَ الدَّم الَّذِي يتجذب إِلَيْهِ أَكثر.

تليين. يصلح للملوك: حرف حب البان ميعة سَائِلَة ولاذن رطب من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم وشمع أصفر ومصطكي لين من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دهن البان أُوقِيَّة دهن السوسن نصف أُوقِيَّة يذاب الشمع والدهن وَيجمع سحقاً فِي هاون ويضمد وَقد يُزَاد فِيهِ حب المحلب وَهُوَ طيب الرّيح وَإِن أردْت أطيب جعلت فِيهِ عنبراً قَلِيلا. لي على مَا رَأَيْت فِي أربياسيس: إِذا كَانَ فِي مفصل أَو غَيره دشبد صلب جدا يُرِيد أَن يلين فاعمد إِلَى الملينات بالخل الْبَالِغ الثقافة اللَّطِيف جدا فَإِن لَهُ فِي إرخائها قُوَّة عَجِيبَة جدا وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن تغير كسر الْعُضْو لتصلحه فاعتمد على هَذَا فِيهِ. مثالها: يُؤْخَذ أصُول الخطمى وأصول قثاء الْحمار ومقل وأشق وجاوشير تجمع بالخل الثقيف ويطلى بعد أَن يكمد بالخل تكميداً كثيرا فِي كل وَقت وَاسْتعْمل المرهم العاجي.

من الثَّالِثَة من آر: وَإِنَّمَا سمي العاجي لِأَنَّهُ يلين بالعاج وَجَمِيع الْمِيَاه ألف د الَّتِي تحلل الْعِظَام ويلينها مثل خل اللاذن وخل الشّعير قَوِيَّة تحْتَاج إِلَيْهَا فِي هَذِه الْمَوَاضِع.

دَوَاء يحلل وَيمْنَع الورم ويلين إِذا وَقعت ... وَكَانَ الْبدن ... . فَجعلت عَلَيْهِ ... . . لِأَنَّهُ يحلل مَا ... . . مَا يَجْعَل فِيهِ: يُؤْخَذ جُزْء خل وَأَرْبَعَة أَجزَاء زَيْت يكون

 

(4/222)

 

 

الْجَمِيع رطلا وحزمة قضبان الشبث يطْبخ حَتَّى يذهب الْخلّ ثمَّ يلقى على ذَلِك من الشمع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويجعله قيروطياً فَإِنَّهُ جيد بَالغ.

تليين بَالغ: شمع أصفر ودهن السوسن وزوفاً رطب ومخ الأيل ومقل لين أَو لب حب الخروع ولعاب بزر الْكَتَّان وأصول الخطمي يجمع الْجَمِيع فَإِنَّهُ عَجِيب. لي الملينات: شمع شَحم مقل أشق جاوشير بارزذ ميعة اصطرك خروع عكر دهن بزر)

الْكَتَّان عكر دهن السوسن زوفاً رطب سمن تمر دَهِين ألية مذابة خطمي بزر الْكَتَّان حلبة علك الصنوبر أصل قثاء الْحمار مصطكى ثجير حب البان هجير دهن الْحِنَّاء.

أربياسيس: مرهم بَالغ للتليين جدا لَا شَيْء أبلغ مِنْهُ ينفع المفاصل الْعسرَة الْحَرَكَة وَيحل الغلظ كُله: أشق سِتّ وَثَلَاثُونَ أُوقِيَّة وشمع أصفر مثله صمغ البطم ثَمَانِي أَوَاقٍ مقل مثله قنة مثله كندر أَربع أَوَاقٍ دهن الْحِنَّاء مثله مر أَربع أَوَاقٍ ينقع المر والمقل والكندر والأشق بخل ويسحق بِهِ حَتَّى يلين وينحل ثمَّ يخلط الْجَمِيع بعد أَن يذاب الشمع مَعَ دهن الْحِنَّاء وصمغ البطم ويلقى فِي هاون وَيمْسَح الهاون والدستج بدهن السوسن ويدق حَتَّى يصير وَاحِدًا فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. لي الرباطات إِن أردْت أَن تدفع من الْعُضْو الْمَادَّة فَشد على الْموضع المؤوف أَشد مَا يكون وأوحد قَلِيلا قَلِيلا ذَاهِبًا إِلَى نَاحيَة الكبد هَذَا يكون فِي الْجَبْر والجراحات الَّتِي تُرِيدُ أَن تدفع عَنْهَا مَا يَجِيء إِلَيْهَا. وَإِن أردْت أَن تجْعَل فِي الْموضع شَيْئا فَشد بِالْعَكْسِ ألف د من هَذَا وَإِن أردْت أَن تجذب عَن عُضْو إِلَى عُضْو مثل مَا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي نزف الدَّم والورم والوجع فَشد الْعُضْو الْمُقَابل من نَاحيَة الكبد آخِذا إِلَى الْأَطْرَاف وَاجعَل الشد ابتداءه أَشد وأرخه نَاحيَة الْأَطْرَاف وَكَذَلِكَ فِي الْعَينَيْنِ.

الْمقَالة الثَّالِثَة قَالَ: إِذا حدث رض أَو فسخ فاربطه وَليكن لفك على الْموضع نَفسه شَدِيدا جدا واذهب بالرباط إِلَى فَوق ذَهَابًا كثيرا. ويطلى عَلَيْهِ مَاء حَار كثير لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يحلل ذَلِك الدَّم الْمَيِّت وَيحْتَاج فِي إمعان ذهَاب الرِّبَاط إِلَى فَوق لِئَلَّا ينصب إِلَيْهِ شَيْء وَمَا ذهب إِلَى فَوق فَلْيَكُن أرْخى ولتكن خرقَة صلبة رقيقَة لتحتمل الشد وتسرع اتِّصَال النطول بِهِ وَينصب الْعُضْو إِلَى فَوق كَمَا يفعل فِي نزف الدَّم وَهَذَا علاج أَعنِي الرِّبَاط يَنْبَغِي أَن يكون قبل أَن يرم الْعُضْو لِأَن الْعُضْو إِذا ورم لم يحْتَمل غمز الرِّبَاط المعتدل فضلا عَن شدَّة الغمز فَلذَلِك يداوى حِينَئِذٍ بالأضمدة وبمواصلة صب المَاء الْحَار.

صَحَّ أَمر القوالب أَنَّهَا أَلْوَاح وَهَهُنَا شَيْء مثل عَمُود فِي رَأسه كرة تُوضَع فِي الْإِبِط عِنْد رد خلع الْعَضُد ويشد.

 

(4/223)

 

 

لي أَجود الْأَشْيَاء فِي الْكسر الَّذِي مَعَ خراج أَن يلف الرِّبَاط على مَوضِع الْجرْح أَشد وخاصة نَاحيَة فَوق بعد أَن يدع فَم الْجرْح مكشوفاً بِقدر مَا يسيل ثمَّ يذهب بِهِ إِلَى فَوق وترخيه مَا ذهبت بِهِ إِلَى فَوق واربط رِبَاطًا آخر كشد مَوضِع الْجرْح من أَسْفَل أقل مِمَّا فَوق وَيذْهب بِهِ إِلَى)

أَسْفَل برباط دَقِيق لين فَإِن كَانَ مَوضِع الْكسر هُوَ مَوضِع الْجرْح أَو بِالْقربِ مِنْهُ جدا كَفاك وَإِن كَانَ بالبعد مِنْهُ فاربط الَّذِي ذكرنَا على الْجرْح واربط فَوق ذَلِك رِبَاطًا للكسر فلف أشده على الْكسر وَيذْهب إِلَى فَوق وَإِلَى أَسْفَل ألف د على مَا بَين فَإِن هَذَا أحكم مَا يكون. ج: الراسن جيد للمفاصل الَّتِي تنخلع من الرُّطُوبَة. ج: الْعَاشِرَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: يغمز على الْعُضْو الملتوي وَهُوَ الَّذِي يُسمى تعقد العصب غمزاً قَوِيا ثمَّ ضع عَلَيْهِ صفيحة أسرف رقيقَة وتشد فِيهِ يذهب بِهِ جملَة بِخَاصَّة فِيهِ وَليكن الْجَوْز الْفَج جيد للمفاصل الرّطبَة يجففها بِقُوَّة قَوِيَّة.

أَبُو جريج: الموميائي يسْرع التحام الْكسر ويكن وَجَعه بِخَاصَّة فِي ذَلِك عَجِيب وخاصة فِي تسكين الوجع ويسقى بنبيذ.

مَا سرجويه: المغاث يلين صلابة الدشبد فِي المفاصل إِذا طلي عَلَيْهِ وصلابة العصب الممتد. لي إِذا بطلت حَرَكَة المفاصل أَو كن دشبد غليظ جدا واحتجت إِلَى تليين قوي فانطل الْموضع كل يَوْم مرَّتَيْنِ بِالْمَاءِ الْحَار نطلاً كثيرا حَتَّى يحمر ثمَّ عله بالملينات وَإِن كَانَ الغلظ شَدِيدا احتجت أَن تُقِيمهُ فِي بخار الْخلّ وَيجْعَل فِي الملينات خل وخاصة إِذا أردْت أَن تفك كسراً خطأ.

من كتاب الْجَبْر لأبقراط قَالَ: أحذر عِنْد تَسْوِيَة الْكسر وَالْخلْع أَن يوجع العليل وجعاً شَدِيدا وخاصة إِذا كَانَ حامياً فَإِنَّهُ رَدِيء واجهد أَن يكون مدك للعضو المنخلع والمكسور بِأَقَلّ مَا يكون وجعاً. وَقَالَ: مَتى لم يؤات عظم الْعَضُد المكسرو بمدك أَو بِمد من يعينك بِالْيَدِ فَقَط فَاتخذ آلَة شبه دَرَجَة السّلم وأجلس العليل على كرْسِي مشرف حَتَّى يكون كَمَا قَالَ أبقراط شبه الْقَائِم وليخرج عَلَيْهِ يَده على تِلْكَ الْخَشَبَة يجذب الْقطعَة الْعليا الْعَضُد المكسور وَالشَّيْء الثقيل الْمُعَلق فِي الْمرْفق يجذب الْقطعَة السُّفْلى مِنْهُ ثمَّ سوهما بِيَدِك وأرخ الْمَدّ بر إِذا اسْتَويَا السَّابِعَة من مسَائِل السَّادِسَة: إِذا كَانَ عظم ينخس العضلة فبادر بشقه وإخراجه وَإِلَّا هاج وجعاً شَدِيدا. لي إِذا كَانَ ينخس العضلة وَلَيْسَ ألف د بمتبرئ فشق عَنهُ وانشر عَنهُ مَا ينخس أَو سوه ثمَّ اربطه بعد.

 

(4/224)

 

 

من رسم الطِّبّ بالتجارب قَالَ: انْزِلْ أَن رجلا انخلعت سَاقه وَمَعَ ذَلِك الْخلْع خرجت)

فَصَاحب التجربة يَقُول إِنَّا لَا نرد الْخلْع لِأَنَّهُ قد شوهد أَنه إِن رده حدث تشنج.

الثَّانِيَة من قاطيطربون قَالَ: وَقع بِرَجُل ضَرْبَة على ظَهره بلغ من توجعه مِنْهَا أَنه لم يُمكنهُ الْبَتَّةَ فبللنا خرقَة صوف بِزَيْت مسخن ووضعناها على خرزه وفرشناه على فرَاشه ثمَّ نومناه عَلَيْهَا ثمَّ بللنا طرفِي الْخِرْقَة وشددناه. لي إِنَّمَا كتبنَا هَذَا ليعلم قدر الإرخاء فِي هَذِه الْعلَّة فَإِنَّهُ حَيْثُ لَا يكون خلع وَلَا كسر بل فسخ وَلَا تقدم شَيْئا من العلاج بل لَا تعالج إِلَّا بِهَذَا وَحَيْثُ يكون الْكسر وخلع مثل خرق الرِّبَاط شمع ودهن انطله بعد الشد وَذَلِكَ أَنه يرى أَن الرِّبَاط إِذا ربط فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يبْدَأ فِي الشتَاء بدهن مسخن وَفِي الصَّيف بنطل عَلَيْهِ مَاء بَارِد كل يَوْم مَرَّات وَإِلَّا كَانَ دَاعيا إِلَى هيجان الورم الْحَار. وَأَنا أَقُول: إِن فِي الصَّيف يَنْبَغِي أَلا تفارق الرِّبَاط الشَّديد ليأمن الورم. فإمَّا فِي قَالَ: قد أَمر أبقراط فِي كِتَابه فِي الْكسر وَفِي كِتَابه فِي الْخلْع: أَن تبل خرق الرِّبَاط فِي قيروطي رطبَة ساذجة وَفِي القيروطي الَّتِي يَقع فِيهَا الزفت وَفِي الشَّرَاب الْأسود العفص لِأَن الْخرق الجافة فَإِنَّهَا مَعَ مَا تقدم من مَنْفَعَة النطول شَأْنهَا أَن تسخن الْعُضْو الَّذِي يَقع عَلَيْهِ سخونة نارية فتزيد فِي حرارته وتشعلها وَيصير سَببا لتجلب الْموَاد إِلَيْهِ وَهَذَا أعظم الْأَشْيَاء فِي إِحْدَاث الورم.

قَالَ: وَإِن كَانَ فِي عُضْو مَا ابْتَدَأَ ورم حَار أَو بثور فَاجْعَلْ خرق الرِّبَاط أرق مَا يكون وألينه وأجفه وَأقله آفَات وَكَذَلِكَ الرفائد فَإِن ثقل هَذِه أجلب الْأَشْيَاء للورم الْحَار.

من الْكَمَال والتمام للتشنج الْحَادِث بعد الْجَبْر وأوجاع ألف د المفاصل: أصل السوسن الْأَبْيَض يخلط بِعَسَل ودهن السوسن الْأَبْيَض ويضمد بِهِ ويمرخ بدهن السوسن وينطل بطبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والإيرسا وإكليل الْملك وَيجْعَل الْغذَاء اسفيذاجاً دسماً ويسقى دهن اللوز على مَاء البزور وَالْأُصُول الملينة يُؤْخَذ سبستان وحلبة وتين وبزر كتَّان وأصول الخطمي يطْبخ وَيجْعَل فِيهِ دهن اللوز وَإِن كَانَ بردا فدهن الخروع على مَاء الْأُصُول.

القلهمان قَالَ: دهن البان يلين العصب الجاسئ جدا.

بولس قَالَ: إِذا انْكَسَرَ عظم القحف قطعناه وَإِن انْكَسَرت الْعَضُد والساعد مددناه وقومناه وجبرناه وربطناه.

وَقَالَ فِي رسم الطِّبّ بالتجارب: إِنَّه إِذا كَانَ مَعَ الْخلْع جرح لم يرد إِلَى مَكَانَهُ لِأَنَّهُ إِن فعل ذَلِك تشنج.)

من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: الْعظم لَا يُمكن أَن يلتحم وَلَا بُد إِذا انْكَسَرَ الْعظم أَن يألم العضل وَاللَّحم مَعَه وَلِأَن انجبار الْكسر بالدشبد فَيَنْبَغِي أَن يكون الْغذَاء مِمَّا فِيهِ قُوَّة توليد للدشبد.

 

(4/225)

 

 

أبيذيميا قَالَ: من انْكَسَرَ مِنْهُ القحف وَاحْتَاجَ إِلَى نشر بِالْمِنْشَارِ فليبادر بذلك وَلَا ينْتَظر إِلَى أَن يحدث عَمَّا ينجذب إِلَى أم الدِّمَاغ صديد كَمَا يفعل قوم انتظاراً مِنْهُم لاستكمال التقيح كَمَا يُفَارق الْأُم الجافية المحجمة وَيَنْبَغِي أَن تنظر التقيح مَتى كَانَت الْأُم لَيْسَ يضغطها وَلَا يزحمها بِشَيْء فَأَما إِن كَانَ ينخسها شَيْء من الْعِظَام فَلَيْسَ يُمكن الْبَتَّةَ أَن تنظر وَإِن لم ينخسها شَيْء فَلْيَكُن انْتِظَار التقيح مِقْدَارًا معتدلاً حَتَّى لَا يُجَاوز الثَّالِث الْبَتَّةَ مُنْذُ أول الْعلَّة وَأَكْثَرهم يَنْبَغِي أَن يعالج فِي الثَّانِي.

قاطيطريون: أعظم الدَّلَائِل على خلع الْعَضُد وأسهلها تعرفاً النتوء المدور الصلب الْكَائِن فِي الْإِبِط لِأَن هَذَا يُمكن أَن يكون دون أَن ينخلع رَأس الْعَضُد وَيصير إِلَى مَوضِع الْإِبِط. وَأما الانخفاض ألف د والغور الَّذِي يكون فِي قلَّة العاتق فَهُوَ عَلامَة تعم خلع الْعَضُد وَإِتْلَاف الْعظم الصَّغِير الْمُسَمّى رَأس الْكَتف وَيَنْبَغِي أَن يكْتب أَولا فِي رَأس الْكَتف السَّلِيم وَيعرف قدر ارتفاعه ثمَّ تقيس إِلَيْهِ العليل فَمَا وَجَدْنَاهُ فِي غير الْحَال الطبيعية علمنَا أَن الْعَضُد مخلوعة إِلَّا أَن هَذِه الْعَلامَة دون الأولى فِي الدّلَالَة فَوْقهَا فِي الصعوبة وأنقص هَذَا فِي الْقُوَّة الْعَلامَة الَّتِي تُوجد فِي الحركات وَذَلِكَ أَنه قد يعرض للْإنْسَان أَلا يقدر أَن يشيل عضده إِلَى فَوق عِنْد مَا يعرض فِي العضل الَّذِي هُنَاكَ فسخ أَو تمدد أَو ورم أَو مَا انهتك وَانْقطع فِي عمق هَذَا العضل شَيْء من شظايا العصب المبثوث فِيهِ.

قَالَ: وَأعرف رجلا كَانَ قد زَالَ مِنْهُ رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه ثمَّ عرض لَهُ بعد ذَلِك بِزَمَان طَوِيل إِن عضده انخلعت من الْيَد الْأُخْرَى واصئابة فِي مَوضِع الصداع فَلَمَّا نظر الطَّبِيب إِلَى كلتى الْكَتِفَيْنِ متشابهتين حكم أَن مفصل الْعَضُد لم تنله آفَة وَأَن الْحَادِث إِنَّمَا هُوَ صدمة وَأَن الوجع من أَجله فَأمر أَن يُبَادر إِلَى الْحمام ويتمرخ فِيهِ بدهن كثير ويبطئ فِي الْجُلُوس فِي الآبزن فَإِذا خرج وضع على ذَلِك الْموضع صُوفًا مغموساً فِي قيروطي رطب ويستلقي وَيلْزم الدعة فَلَمَّا فعل ذَلِك أَقَامَهُ الوجع ليلته فَلَمَّا صرت إِلَيْهِ نظرت فَرَأَيْت أرفع مَوضِع فِي كتفه الَّتِي لَا توجعه وَهِي الَّتِي كَانَت قد زَالَت مُنْذُ زمَان طَوِيل أَخفض مِنْهُ فِي الْكَتف العليلة وَلِأَن ورم الْكَتف العليلة كَانَ قد تزيد تفقدت الْكَتف الَّتِي كَانَ يظنّ بهَا أَنَّهَا صَحِيحَة بعناية شَدِيدَة لِأَنِّي كنت)

أرى رَأس الْكَتف مِنْهُ قد زَالَ إِلَى فَوق فدعاني مَا رَأَيْت من ذَلِك وَمن قلَّة انْتِفَاع العليل بِمَا عولج بِهِ أَن أدخلت أصابعي فِي إبط تِلْكَ الْكَتف الوارمة ألف د فَلَمَّا لمسته وجدت فِيهِ رَأس الْعَضُد ظَاهرا فَلم أقتصر على ذَلِك حَتَّى أدخلت أصابعي فِي الْإِبِط الآخر فَلَمَّا لم أجد شَيْئا من النتوء الَّذِي وجدته فِي الآخر قلت: إِن الْعَضُد مخلوعة إِلَّا أَنهم لم يعلمُوا أَن ذَلِك لأَنهم لم يدروا أَن رَأس الْكَتف من الْيَد الْأُخْرَى زائل عَن مَوْضِعه وقاسوا الْكَتف العليلة إِلَى تِلْكَ الَّتِي كَانُوا يرونها سليمَة على أَنَّهَا صَحِيحَة عِنْدهم وَقلت لَهُم: سلوا الْمَرِيض هَل أَصَابَته فِيمَا تقدم صدمة على رَأس كتفه من الْيَد الْأُخْرَى فَأقر بعد أَنه كَانَ سقط

 

(4/226)

 

 

عَن دَابَّته على ذَلِك الْموضع وَسكن وَجَعه سَرِيعا بالصوف المشرب بالزيت فَفِي الدَّلَائِل فرق كثير وبون بعيد من ذَلِك أَن مَا يعرض للْإنْسَان أَن يَسْتَطِيع أَن يمد يَده العليلة إِلَى فَوق يعم على الْأَكْثَر وَذَلِكَ أَنه مَتى عرض لوترات العضل الَّتِي هُنَاكَ أَو للعضل نَفسه أَن يحدث فِيهِ ورم صلب أَو ورم حَار أَو تفسخ أَو هتك فِي عمق الْموضع لم يُمكن رفع الْيَد إِلَى فَوق لشدَّة الوجع والانخفاض والغور الْحَادِث فِي مُعظم لحم الْكَتف عَام لخلع مفصل الْعَضُد ولزوال رَأس الْكَتف عَن مَوْضِعه فَأَما النتوء الْكَائِن فِي الْإِبِط المدور الصلب فَهُوَ عَلامَة كَافِيَة على الْعَضُد المخلوعة لِأَنَّهَا لَا تخطئ أصلا وَهِي مَعَ ذَلِك سهلة التعرف وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان إِنَّمَا يحْتَاج أَن يدْخل أَصَابِعه فِي الْإِبِط حَتَّى يلمس تِلْكَ الْعَضُد هُنَاكَ ظَاهِرَة. وَصَاحب الْقيَاس يُمكنهُ أَن يدْرك هَذِه العلامات سَرِيعا وَذَلِكَ أَنه يَأْخُذهَا من طبائع الْأَشْيَاء وَيحْتَاج أَن ينْتَظر التئامها لِأَنَّهُ إِنَّمَا توهم أَن الْعَضُد قد خرجت عَن موضعهَا الْخَاص بهَا وَصَارَت إِلَى مَوضِع الْإِبِط علم أَنه يُوجد فِي الْإِبِط نتوء على غَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي لَيست مستوية لَكِن فِيهَا مَوَاضِع لاطئة.

قَالَ: إِنَّمَا يحْتَمل الْعُضْو الجبائر إِذا كَانَ سليما من الورم والرباط تجلب ألف د شَيْئا من فضول إِلَى الْعُضْو وَيمْنَع أَن ينصب إِلَيْهِ شَيْء وَيمْنَع الْعُضْو العليل أَن يرم وَأما الجبائر فلتكن ملساء مقعرة. الْأَطْرَاف نَاقِصَة عَن الرِّبَاط من الْجَانِبَيْنِ لَكِن يكون وسط الرِّبَاط أقوى وَأَشد غمزاً من طَرفَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن لَا تلقي الجبائر الْبَتَّةَ موضعا معرى من اللَّحْم الناتئ.

قَالَ: والأطباء يستعملون نطول المَاء الْحَار على الْموضع بعد أَن يحلوه من الشدَّة الأولى ليحدث مِنْهُ نَفعه وَيَنْبَغِي أَن يكون المَاء معتدلاً عِنْد العليل فَإِذا كَانَ بدنه نقياً فَإِن نطول المَاء الْحَار يحلل من الْعُضْو أَكثر مِمَّا يجلب إِلَيْهِ وخاصة إِن كَانَ زَمَانه زَمَانا طَويلا وَكَانَ الْبدن ممتلئاً فَإِنَّهُ)

يجلب إِلَيْهِ أَكثر مِمَّا يحلل وخاصة إِن كَانَ زَمَانه قَصِيرا وَليكن مِقْدَار صبه عَلَيْهِ مَا دَامَ الْعُضْو يَرْبُو وينتفخ وَيقطع قبل أَن يَأْخُذ يضمر ويتخلص. وتمديد الْعُضْو بإفراط يجلب ورماً وَحمى وتشنجاً وَهُوَ فِي الصّبيان أسلم لرطوبتهم.

قَالَ: وعلاج الْكسر أَن تمدد الْعُضْو من جِهَتَيْنِ متضادتين وتقومه وتجبره وتصلحه حَتَّى ترده ثمَّ تربطه على مَا يَنْبَغِي وَأما الْخلْع فَإِن يمد الْعُضْو خلاف النَّاحِيَة الَّتِي خرج مِنْهَا وَيدخل رَأس الْعُضْو المنخلع فِي مَوْضِعه من الْمفصل ويشد الْموضع برباط يكشفه كَمَا يَدُور مُوَافقا لَهُ قَالَ: رِبَاط الْكسر إِنَّمَا يُرَاد بِهِ أَن يدْفع الدَّم عَن الْموضع العليل لِأَنَّهُ بِهَذَا يُؤمن الورم.

الْفُصُول قَالَ: قد ينخلع رَأس الْفَخْذ والعضلة من خَارج لَكِن لِأَنَّهُ يصير إِلَى تِلْكَ النقر رطوبات يَنْبَغِي أَن يكوى فِي هَذِه المفاصل ليجفف تِلْكَ الرُّطُوبَة الَّتِي فِي تِلْكَ النقر بالكي فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون فِي تجفيفها ويعسر تجفيفها بِغَيْر الكي ويقتبس الْجلد والمفصل بذلك قُوَّة بعد ذَلِك للدشبد الْمُتَوَلد مَوضِع الكي فَلَا يقبل أَيْضا بعد ذَلِك هَذِه الفضول. لي يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الانخلاع لَا يكون رَأس الْعَضُد قد زَالَ حَتَّى مد رباطه وَقَلبه إِلَى مَوضِع آخر كَمَا يكون عِنْد مَا يرم

 

(4/227)

 

 

رَأس ألف د الْعَضُد تَحت الْإِبِط لَكِن إِذا امْتَلَأت النقرة من الرطوبات وابتلت بِهِ الرباطات كَانَ رَأس الْمفصل من النقرة منبرزاً وسلساً ورباطه رخواً وارماً هَذَا يحدث بِسَبَب سَابق. لي فِي المارستان رؤيتي من المجبرين أخوف شَيْء ينكسر أَن لَا يلتحم وَلَا يصلب الْعَضُد ثمَّ الساعد وَأمر الْفَخْذ والساق أسهل لِأَنَّهُ قد يتهيأ أَن يبسطها فِي موضعهَا الْخلْع إِذا لم يوجع كَانَ أوحش من الْكسر فِي الْجُمْلَة للترقوة يصعب أمرهَا إِذا كَانَت قد انْكَسَرت إِلَى دَاخل لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يدبر ويلزمها الجبائر من دَاخل. الْخلْع يعرض فِي الزند الْأَسْفَل أَكثر لِأَنَّهُ يَجِيء وَيذْهب وَيكون سمجاً لِأَن فِي ربطه سَعَة. وَمَا الزند الْأَعْلَى فَإِنَّهُ مَوْصُول بالكف وصلا أضيق لَا يَتَحَرَّك إِذا غمزت عَلَيْهِ كَمَا يَتَحَرَّك الزند الْأَسْفَل. وَالْكَسْر يجفف فِيهِ أَكثر وخلعه أَيْضا لَا يكون كسماجة الآخر. اعْلَم أَن أَكثر مَا يحْتَاج أَن تتعاهد الرِّبَاط وتشده بعد الْعشْر أَو الْعشْرين لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت يبْدَأ الدشبد يتكون وَلَا يغرنك أَن ترى الْعُضْو مستوياً فيتهاون بالرباط فَإِنَّهُ يرى كَذَلِك مادام عليلاً فَإِذا اسْتَوَى سكن الورم وَظهر اعوجاجه وسماجته فاستقصى ذَلِك وَإِذا كَانَ مَعَ الْخلْع وَالْكَسْر جِرَاحَة فَلْيَكُن الرِّبَاط خَفِيفا جدا إِلَى أَن يَأْمَن الورم الْعظم والجراحة وَلَا يضر ذَلِك فِي أول الْأَمر فَإِذا أمنت فَشد حِينَئِذٍ وَإِذا ربطت رِبَاطًا شَدِيدا الْكسر أَو الْخلْع)

فَانْظُر إِلَيْهِ من الْغَد فَإِن رَأَيْته قد ورم ورماً كثيرا فنفسه وَالْكَسْر يرجع فِي أَرْبَعِينَ إِلَى الثَّمَانِينَ وَالْخلْع أسْرع وَإِذا لزم الْكسر وَبَدَأَ يعْقد فَاجْعَلْ مَوْضِعه من الرِّبَاط أسلس قَلِيلا قَلِيلا ليمكن فِيهِ أَن يعْمل دشبد كثيرا وَلِئَلَّا يَجِيء شَدِيد الرَّقَبَة. وَانْظُر أَلا تتوانى ويغرك فنترك الشد فِي حَاله وتترك اسْتِوَاء الْعُضْو وقوته بعد الْأَرْبَعين وَنَحْوه وَعند مقاربة الْبُرْء وَلَكِن الزم وَشد فِي هَذِه الْحَالة فَإِنَّهُ فِي تواني يَوْم يَجِيء معوجاً إِلَى أَن تعلم علما يَقِينا صلابته وقوامه وَانْظُر أبدا الْجِهَة ألف د المائلة إِلَيْهِ وضع الرفائد فِي مقابلتها واغمزه من هُنَاكَ قَالَ: رجل جبرت ...

فَجَاءَت معوجة لَهَا خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ يَوْمًا فَقَالَ: لينها أَيَّامًا ليحتال تحسنها وَالَّذِي يحتال بعد أَن تلين أَيَّامًا بِالتَّمْرِ والشيرج ثمَّ تنظر جِهَة الْميل فتجعل الرفائد والجبائر عَلَيْهِ وتحكم شده حَتَّى يمِيل عَن تِلْكَ الْجِهَة وَتبقى على ذَلِك فتحس أَلا يكون قبيحاً بِمرَّة.

الْعِلَل والأعراض: الرطوبات إِذا أمنت وأقامت فِي المفاصل بلت ربطها وأرخته فَصَارَ الْمفصل لذَلِك سهل الزَّوَال والانخلاع وَرُبمَا تَكَسَّرَتْ النقر الَّتِي فِيهَا تكون رُؤُوس الْعِظَام لعِلَّة مَا فَيصير العضل بعد ذَلِك سهل الانخلاع جدا وَرُبمَا كَانَ من نفس الخلعة هَذِه النقرة لَيست عميقة فَيكون صَاحبهَا مستعد لانخلاع المفاصل.

من كتاب آراء أبقراط وأفلاطن: العلامات الصَّحِيحَة على انخلاع الْعَضُد من الْكَتف النتوء تَحت الْإِبِط وتباعد الْمرْفق من الأضلاع أَكثر من بعد الصَّحِيح وَلِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يدنو الصَّحِيح إِلَّا بوجع يَعْنِي أَنه لَا يلتزق بهَا الترقوة وَلَا يُمكنهُ أَن يشيل يَده إِلَى رَأسه وعضده

 

(4/228)

 

 

فيبسط إِلَّا بوجع.

قَالَ: وَرُبمَا انْكَسَرت السناسن فَيَنْقَطِع الصلب فيظن قوم أَن ذَلِك انخلاع خرز الصلب إِلَى دَاخل وَلَيْسَ كَذَلِك وانخلاع خرز الصلب إِلَى دَاخل متْلف مهلك وَأما كسر السناسن فَلَا خوف فِيهِ. لي الترقوة لَيست تَزُول أبدا إِلَى دَاخل وَإِنَّمَا يخَاف أَن تخرج إِذا انْكَسَرت أبدا إِلَى خَارج فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تُوضَع الْجَبِيرَة على الْموضع وتغمز وتشد أبدا.

قَالَ: انخلاع الْعَضُد تحْتَاج أَن يعلق صَاحبه ويشد رسن فِي عضده ويشال إِلَى فَوق أَعنِي يمد عَن نَاحيَة الأضلاع وَرُبمَا انْكَسَرت الْعَضُد من شدَّة هَذَا الجذب من قبل أَن يخرج رَأس الْعَضُد من الْموضع الَّذِي قد تشب فِيهِ.

آراء أبقراط وأفلاطن قَالَ أبقراط فِي كتاب الْجَبْر: وَهَهُنَا قوم يعالجون الْكسر الَّذِي مَعَ جِرَاحَة)

بِأَن يشدوا من الْجَانِبَيْنِ وَيدعونَ ألف د مَوضِع القرحة بِلَا شدّ يتنفسون ويضعون عَلَيْهَا مرهماً وَهَذَا علاج سوء لِأَن الورم ينْدَفع إِلَى القرحة والأخلاط كلهَا فِي هَذِه الْحَالة تميل إِلَيْهَا بل لَو ربطت لَحْمًا صَحِيحا من الْجَانِبَيْنِ وَتركت وَسطه مكشوفاً لوجدته فِي هَذَا الْحَال يتعوج ذَلِك الْوسط قَالَ: فَتَصِير الْجراحَة لهَذَا العلاج رَدِيئَة اللَّوْن رَدِيئَة الصديد لَا تكون فِيهَا مُدَّة نضجة ويتولد فِيهَا عِظَام فَاسِدَة ضَرُورَة ويضطر الْأَمر فِي آخِره إِلَى أَن يحل ذَلِك الرِّبَاط بِشدَّة الضربان. لي يَنْبَغِي أَن يفهم من هَذَا إِذا كَانَ مَعَ الْكسر قرحَة فِي مَوْضِعه الْخَاص فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك فَيَنْبَغِي أَن تعالج القرحة أَولا فَإِن كَانَ بَعيدا مِنْهُ يحْتَمل أَن يعالج الْكسر بِهِ فَيَنْبَغِي أَن تعْمل بِحَسب مَا ترى فَإِن الْأُمُور فِي هَذَا مُخْتَلفَة.

الطَّبَرِيّ قَالَ: إِن انْكَسَرَ الْأنف التحم فِي عشرَة أَيَّام والضلع فِي عشْرين يَوْمًا والذراع فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا والفخذ فِي خمسين يَوْمًا.

قَالَ: وَمِمَّا يلين المفاصل الْمَكْسُورَة الَّتِي قد صلبت والوثء: التَّمْر والألية يدقان ويضمد بهما.

وَقَالَ: دهن البلسان يلين العصب المنعقد.

الطَّبَرِيّ قَالَ: دهن البان يلين العصب المنعقد.

حِيلَة الْبُرْء: يَنْبَغِي أَن يحول إِلَى هَهُنَا مَا فِي آخر السَّادِسَة وَمن جملَة أَن أول مَا يَقع الْكسر يَنْبَغِي أَن يلطف التَّدْبِير ويبرد وَرُبمَا احتجت أَن تفصد لِئَلَّا يحدث الورم وَلَا يَنْبَغِي أَن يشد الورم شداً يوجع من أول الْأَمر فَإِذا أمنت الورم زِدْت فِي الشد. وَإِذا كَانَ بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا وَأخذ الْعظم ينجبر فَاجْعَلْ الأغذية غَلِيظَة لزجة وَلَا تجعلها غير لزجة لِأَن ذَلِك الدشبد الْمُتَوَلد مِمَّا لَا لزوجة لَهُ ينكسر سَرِيعا فَيَعُود الْكسر. لي هَذِه هِيَ الترمس والأشياء القابضة وَأما ذَلِك الغليظ اللزج فَمثل الأكارع والبطون والهريسة وَالشرَاب الغليظ.

قَالَ: من الدَّلِيل لَا بُد للكسر الَّذِي يخرق أَن يتْرك مَوضِع الْجرْح فَارغًا بِلَا شدّ وَيجْعَل

 

(4/229)

 

 

جملَة الشد أرْخى ويعالج الْعظم حَتَّى يخرج إِن كَانَت لَهُ شظايا بنشر وَإِن لم تكن شظاياً يحك وي ل عَلَيْهِ المراهم. ألف د الْكسر المدور أَعنِي بِهِ الَّذِي ميل الخرز إِذا اندق بِاثْنَيْنِ ينْعَقد بطيئاً جيدا وَيحْتَاج الْمُجبر أَن يُطِيل علاجه وَيَنْبَغِي لصَاحبه أَلا يحركه كتحريك سَائِر الكسور الَّتِي لَهَا شعب وشظايا فَإِن تِلْكَ كالغشاءين والتحامه أسْرع وأوكد وَإِذا بَدَأَ الْكسر ينجبر فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن ترخى الرِّبَاط قَلِيلا فَإِذا انجبر فعلامته أَن يكون إِذا جسست بِيَدِك وجدته)

مثل خرزة تديرها بَين أَصَابِع يَديك ترى عَلَيْهِ نتوءاً صلباً وَذَلِكَ هُوَ الدشبد الَّذِي قد عقد على الْعظم يَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد الْبَطن الرِّبَاط فَإِذا ذهب يرم لوجع أرخيته فَإِنِّي رَأَيْت صَبيا شدت يَده فتنفطت وعفنت وتستعمل الفصد أَن احتجت إِلَى ذَلِك وَإِن كَانَ نافراً شددت أدنى شدّ وَإِن كَانَت نافرة جدا وَخفت الورم أَو ورماً حِين تشده فدع الشد الْبَتَّةَ أَيَّامًا وَاسْتعْمل البط فِيهِ حَتَّى تسكن النائرة ثمَّ اسْتعْمل الشد وَلَا تبالي بالجبر فَإِن الْعظم لَا يلتحم فِي مُدَّة تِلْكَ الْأَيَّام الَّتِي تسكن فِيهَا تِلْكَ النائرة. وَإِن التحم أمكنك أَن تقويه بالرفائد.

رَأَيْت رجلا نحيل الْبدن مسلولاً وَبِه كسر فِي عضده قد أَتَى عَلَيْهِ سِتُّونَ يَوْمًا ثمَّ لم تلْزم الْبَتَّةَ وَلم ينْعَقد عَلَيْهِ شَيْء وَلذَلِك قلَّة الدَّم أعون شَيْء على أَن لَا يلْزم المكسور لِأَن الطبيعة لَا تَجِد مَا تهيئ مِنْهُ دشبداً.

قَالَ: إِذا رَأَوْا الْكسر لَا يلْزم إِلَّا لُزُوما ضَعِيفا دلكوا مَوْضِعه باليدين حَتَّى تنفرغ مَا على الْكسر من تِلْكَ اللزوجة الضعيفة الَّتِي لَا تَسَاوِي شَيْئا ويدمى وَتَحْته دم آخر ينْعَقد عَلَيْهِ ويشده وَمِقْدَار قُوَّة الْفَرْع والدلك بِقدر لحم الْبدن وقوته مَا كَانَ الحم فاجعله أَكثر وَأقوى هَذَا يقوم للجبر مقَام الْحل للقروح.

قَالَ: وَيَنْبَغِي عِنْد الغمز وَالْمسح على عِظَام الْكسر الشظايا أَن يتَعَرَّض الساعد بالغمز لتستوي الْعِظَام وَيمْسَح مسحاً جيدا لترى الاسْتوَاء ثمَّ تضع على مَوضِع ألف د الْكسر نَفسه رفادة.

قَالَ: وَلَيْسَ يجر الْأَصَابِع والغمز مَعًا إِلَّا على خلع تُرِيدُ أَن يجرع إِلَى مَوْضِعه أَو شظية عظم فَأَما الأدهان وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تزيدها ألماً فَقَط.

الْأَصَابِع إِذا انخلعت تدخل إِلَى دَاخل الْكَفّ لَا تنخلع إِلَى ظَاهر فَيرى رَأسهَا فِي بَاطِن الْكَفّ وَيرى الْغَوْر فِي الظَّاهِر وردهَا عسر وتحتاج إِلَى قُوَّة أَيْضا وَلَا يَنْبَغِي أَن تمد على اسْتِوَاء بل تقبض عَلَيْهَا وتشال بالسبابة من بدله الَّتِي تقع تحتهَا عِنْد الْقَبْض عَلَيْهَا ِأصلها إِلَى فَوق كَأَنَّك تقلعها من أماكنها فَإِنَّهَا تدخل إِلَى موضعهَا بِصَوْت أبح وَكَذَا ترجع المفاصل إِذا انخلعت بِصَوْت أبح.

لخلع الْعَضُد يُؤْخَذ خَشَبَة فَيجْعَل على وَسطهَا خرقَة وتوضع تَحت الْإِبِط ويجر رَأسهَا رجلَانِ إِلَى فَوق ويكبس منْكب العليل الآخر الصَّحِيح إِلَى أَسْفَل لِئَلَّا يقوم العليل فيشيل نَفسه

 

(4/230)

 

 

ويمد)

الرّجلَانِ الحويك ويشيل الْمُجبر الْعَضُد ويجرها إِلَيْهِ كَأَنَّهُ يقلعه من الْإِبِط فَإِنَّهُ يدْخل بِصَوْت أبح فَلَا تخرج الْخَشَبَة قَلِيلا ثمَّ أَدخل تَحت الْإِبِط كرة قَوِيَّة وشده وعلق الْيَد وَيكون الشد يرفع الْمرْفق ويحفظ رَأس الْعَضُد جيدا وَأَيْضًا لرده: تُؤثر رجلك فِي جنب العليل وتجذب عضده إِلَيْك كَأَنَّك تقلعها من الْإِبِط وَأَنَّهَا تدخل. وَأَيْضًا تعلق فِي السّلم وَهُوَ أصعبها وَيخَاف مِنْهُ وَمن الْحَرِيق كسر الْعَضُد فَإِن انْكَسَرَ احتجت أَن تعالج الْكسر ويبق الْخلْع أبدا. لي أعلم أَن الْحَرِيق وَالسّلم يخَاف مِنْهُ الْكسر إِذا لم يكن مَوْضُوعا تَحت رَأس الْعَضُد لَكِن على نصفه وَهَذَا يجهله المجبرون فَأَما إِذا كَانَ رَأس الْعَضُد على الْحَرِيق لم ينكسر الْبَتَّةَ وَلَو وَقع عَلَيْهِ أَشد مَا يكون من الْقُوَّة. الرجل النحيف الْبدن الَّذِي لم يلْزم كسر عضده بعد سِتِّينَ يَوْمًا أحدبدته عصب فَأقبل كَسره بِعقد ألف د وعقده.

أهرن: مَا يرجع الْعَضُد المنخلع إِذا مسته فَكَانَت سلسة رخوة وَاسِعَة الْجلد كَانَ فِيهِ رُطُوبَة واليابسة القحلة الصلبة عسرة الرُّجُوع.

رَأَيْت صبية بَقِي يَدهَا بعد الشد ممدودة لَا يثنى الْمرْفق فأمرتها بِأَن تعلق يَدهَا فِي رقبَتهَا وتضيق العلاق قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ينظم نعما لِأَنَّهُ إِن ضيق العلاق من أول أمره اشْتَدَّ الوجع.

القصبة الصُّغْرَى من السَّاق هِيَ فِي الْجَانِب الوحشي فَإِذا انْكَسَرت فَلَيْسَ فِيهَا كَبِير مَكْرُوه وصاحبها يمشي وَهُوَ مكسور فَإِذا جبرت تمّ أمرهَا فِي عشْرين يَوْمًا وَأَقل.

لخلع الْعَضُد: تُؤْخَذ خَشَبَة مُدَوَّرَة الرَّأْس قدر شبر فليف عَلَيْهَا قطن وخرق فَإِذا رجعت الْعَضُد فَأدْخل هَذِه فِي الْإِبِط وشلها بعصابة شيلاً قَوِيا لتدفع أبدا الْإِبِط وَتَكون تَحْتَهُ وَيمْنَع أَن يرجع رَأس الْعَضُد فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن يكون طول هَذِه كطول الْعَضُد وَيحكم شده وتلصق الْعَضُد بالجنب ويشده كَمَا يفعل فِي كسر الْعَضُد فَإِن التزقت الْعَضُد بالجنب رطبها جَمِيعًا فِي خلع الْعَضُد أَجود هُوَ رُجُوع رَأسه المنخلع إِلَى الْحَال الطبيعية.

من كتاب أبقراط فِي الْكسر قَالَ: الْعظم إِذا انْكَسَرَ لم يبْق شكله على الاسْتوَاء لَكِن يمِيل بعضه إِلَى أَسْفَل وَبَعضه إِلَى فَوق فمدوه وقوموه على مَا كَانَ واربطوه.

قَالَ: ويعرض لكسر الْعظم وجع شَدِيد لمؤخره للعضل فَيَنْبَغِي قبل الورم والنوازل أَن يقومه ويشده. لي الجبائر يَنْبَغِي أَن يكون وَضعهَا على مَوضِع الْكسر نَفسه وَفِي مُقَابلَته وبهذين الْمَوْضِعَيْنِ)

يكون تقويمه فَإِن احترست وَأخذت بالوثيقة فضع أَيْضا على جَمِيع الْجِهَات ليَكُون الْكسر كَأَنَّهُ فِي قالب أَو بربخ وَرجع إِلَى كتاب أبقراط قَالَ: فَإِن لم تكفك فِي مد الْعظم المكسور قوتك فَاسْتَعِنْ بالحبال والسيور فَإِذا امْتَدَّ مَا تُرِيدُ فقومه بِيَدِك ألف د ثمَّ اربطه بخرق لينَة ثمَّ

 

(4/231)

 

 

تمسك الْعُضْو بِحَالهِ الطبيعية يدا كَانَت أَو رجلا وَهُوَ الشكل الَّذِي لَا وجع مَعَه وشكل الْيَد الَّذِي لَا وجع فِيهِ هُوَ أَن يكون بَاطِن الْيَد مواجهاً للصدر. لي مِمَّا رَأَيْت: الجبائر تُوضَع على الْكسر من أول سَاعَة يَقع الْكسر وَإِن كَانَ الْكسر قد عتق فضع عَلَيْهِ الملينات ثمَّ سوه بالجبائر تُوضَع على الْكسر من أول سَاعَة يَقع الْكسر واقصد أَن يعمد الْموضع المحدب. لي جَاءَنَا رجل يزْعم أَنه تنخلع عضده كل قَلِيل إِذا عمل بِيَدِهِ عملا فَقَالَ: قد دخلت فِي مفصل الْكَفّ رُطُوبَة وَيَنْبَغِي أَن تشد أَيَّامًا كَثِيرَة لتفنى تِلْكَ الرُّطُوبَة وَأَنا أَقُول: هَذَا يحْتَاج إِلَى الأضمدة بالقوابض الحارة وبآخره إِلَى أضمدة الْخَرْدَل والكي.

إِذا رَجَعَ الْكسر فِي الزند الْأَعْلَى فَهُوَ هَين وَأما إِذا وَقع فِي الْأَسْفَل فرديء وَإِن وَقع فيهمَا فشر من ذَلِك.

قَالَ: الزند الْأَعْلَى إِذا انْكَسَرَ فَلَا تحْتَاج أَن يمد بِشدَّة لِأَنَّهُ لين ينقاد سَرِيعا. فَأَما فِي الِابْتِدَاء فليمد مدا كثيرا لِأَنَّهُ جاس جدا فَإِن انْكَسَرَ جَمِيعًا فليمدا مدا شَدِيدا. وأعضاء الصّبيان لَا يَنْبَغِي أَن يشد مدها لِأَنَّهَا قد تعوج لشدَّة الْمَدّ لرطوبتها.

وَقَالَ: يعرف مَوضِع الْكسر من ثَلَاث خِصَال: من أَن الْموضع الَّذِي مَال عَنهُ الْعظم عميق.

وَالَّذِي مَال إِلَيْهِ أحدب وَهَذَا رُبمَا بِأَن بِالْعينِ فَإِن لم يبن بِالْعينِ فباللمس تَجِد أحد الْمَوْضِعَيْنِ عميقاً وَالْآخر منحدباً.

وَمن الوجع فَإِنَّهُ يكون فِي الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ الْعظم. لي وَيعرف ذَلِك أَيْضا كثيرا من خشخشة الْعظم تَحت يدك فَاسْتَعِنْ بكلها على قدر الْموضع فَإِذا كَانَ الْكسر مفرطاً ألف د رَأَيْت الْعُضْو يلتوي وينقلب وخاصة إِن كَانَ مدوراً أَعنِي الَّذِي لَا شظايا لَهُ.

قَالَ: ليكن الْخرق لَا جَدِيدَة وَلَا بالية. وابتدئ بالرباط على حَيْثُ مَال الْعُضْو فالفف عَلَيْهِ مَرَّات حَتَّى يثبت الْعظم الصَّحِيح وأرخ الرِّبَاط مَتى تبَاعد من مَوضِع الْكسر واربط ثَلَاث عصائب وَاحِدَة تبتدئ من مَوضِع الْكسر وَتَأْخُذ إِلَى فَوق. وَأُخْرَى تبتدئ من مَوضِع الْكسر)

وَتَأْخُذ إِلَى أَسْفَل من الْكسر فِي الْموضع الصَّحِيح. وَأُخْرَى تبتدئ من أَسْفَل مَوضِع الرِّبَاط إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى أَعلَى مَوضِع مِنْهُ. لي هَذَا يحفظ الرباطين الْأَوَّلين.

قَالَ: وَأحذر أَن نسج العصائب وَذَلِكَ يصير رخوا سَرِيعا وَلَا تحل الرِّبَاط إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة إِلَّا أَن يعرض للسقيم وجع شَدِيد. أَصْحَابنَا لَا يحلونه الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يوجع ويرم ورماً كثيرا ويسترخي. رَجَعَ قَالَ: إِن ورمت أَطْرَاف الْيَد ورماً كثيرا فَاعْلَم أَنه كَانَ شَدِيدا وَإِن لم ترم التبة فَاعْلَم أَن الرِّبَاط ضَعِيف فأحكمه وَإِن ورمت ورماً يَسِيرا فَإِنَّهُ جيد على مَا يَنْبَغِي.

 

(4/232)

 

 

قَالَ: وَبعد السَّابِع اجْعَل الرِّبَاط أرْخى لِئَلَّا يمْنَع الْغذَاء. قَالَ: ثمَّ اسْتعْمل الجبائر بعد هَذَا.

هَذَا نقض قَوْله لِأَن الجبائر تشد الرِّبَاط وتمنع الْغذَاء وأحوج مَا كَانَت إِلَيْهِ الجبائر فِي وَقت الْكسر قَالَ: إِنَّمَا ذكر أبقراط الجبائر أخيراً لتَكون أحكم للعلاج وَأَشد للعضو المجبور.

قَالَ: إِذا علقت الْيَد بالعنق فَانْظُر أَن تَأْخُذ خرقَة تعرض مَا بَين الْمرْفق إِلَى الْأَصَابِع فعلقها بِهِ لِأَن ذَلِك الْخرق الدقاق إِن تعلق رَدِيئَة موهنة للكسر وتفقد الْكَفّ لَا تكون مائلة إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يسيل إِلَيْهَا مواد وَلَا فَوت فترجع.

قَالَ: يَنْبَغِي أَن تكون الذِّرَاع محاذية للإبهام. يَنْبَغِي أَن تكون الْجَبِيرَة الأولى غَلِيظَة وتوضع سَائِر الجبائر ولتكون دون الأولى فِي الغلظ حول الْكسر ووطئ مَوضِع انتهائها وَلَا تحل إِلَى أَن تهيج حكة شَدِيدَة واعوجاج أَو وجع شَدِيد ألف د وورم مفرط.

قَالَ: وَإِن عرض حكة شَدِيدَة فَحله وانطل عَلَيْهِ مَاء حاراً فَإِنَّهُ يسكن الحكة وينفش تِلْكَ الأخلاط.

قَالَ: والساعد ينجبر فِي ثَلَاثِينَ يَوْمًا أَو خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا وَرُبمَا برأَ فِي ثَمَانِيَة وَعشْرين يَوْمًا على قدر اخْتِلَاف الْأَبدَان فَإِنَّهُ مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وَالَّذِي فِيهِ غلظ أسْرع الْجَبْر ويبطئ فِي الغلمان والمشايخ لرقة دم الغلمان وَإنَّهُ ينفذ مِنْهُ كثيرا فِي غذائهم وَضعف قُوَّة الْمَشَايِخ.

وَإِذا كَانَ الْكسر مَعَ جرح فلطف التَّدْبِير وَإِن كَانَ بسيطاً فَاجْعَلْ الْغذَاء غليظاً.

قَالَ: إِذا رَأَيْت الْعظم قد استواى وَعقد فَلَا تسْتَعْمل الجبائر. لي المجبرون قد جربوا أَنه إِن لم تدم الجبائر على الْعظم مُدَّة طَوِيلَة بعد انْعِقَاده أَعْوَج وَكَثِيرًا مَا يتهاون الْمُجبر بعد أَيَّام كَثِيرَة لَا يظنّ أَنه قد اسْتغنى عَن الجبائر فيعوج الْعظم وَاسْتعْمل فِي أول زمَان الْكسر الأغذية اللطيفة المبردة أَيَّامًا مثل السويق وَنَحْوه وَلَا يقرب اللَّحْم وَالشرَاب الْبَتَّةَ)

ليأمن من الورم وانصباب الْموَاد. فَأَما فِي الْوسط وبآخره فَاسْتعْمل اللَّحْم وَالشرَاب والأغذية الغليظة.

قَالَ: أَكثر ميل الْعَضُد إِذا انْكَسَرت إِلَى خراج فصادفها بالرفائد.

قَالَ: وَعظم الْعَضُد يشْتَد فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا.

قَالَ: وَإِيَّاك أَن تشد الجبائر بِقُوَّة فَإِنَّهُ لَا يلْزم الْبَتَّةَ لمنع الْغذَاء.

قَالَ: عظم الْعقب إِذا انْكَسَرَ كَانَ علاجه عسراً.

 

(4/233)

 

 

قَالَ: الْعِظَام الصغار يَعْنِي عِظَام السلاميات لَا تنكسر لِأَنَّهَا صلبة جدا لَكِن تنخلع فَلَا تمدها كَمَا تمد الكسور لِأَنَّهَا لَا تنكسر لَكِن اضغطها وَشد عَلَيْهَا بأصبعك فَإِنَّهَا ترجع إِلَى أماكنها وَكَذَلِكَ الْحَال فِي عِظَام الرسغ وَيَنْبَغِي أَن تضع الْجَبِيرَة فَوْقهَا فَإِنَّهَا تنجذب خَارِجا كثيرا لِأَن الَّذِي تَحْتَهُ عضل صلب يمْنَع الْعظم أَن ينزل وتشيله وَهَكَذَا الْحَال فِي ظهر الْقدَم والكف وَيبرأ فِي عشْرين يَوْمًا وَإِن كَانَ فِي الرجل فَلَا يمس. ألف د قَالَ: وَقد يعرض مَعَ الْكسر الَّذِي مَعَ جرح كَبِير أَن يجمد الدَّم فِي تِلْكَ العضل فيورث كزازاً. لي هَذَا يعالج بِالْمَاءِ الْحَار.

قَالَ: الْعظم إِذا لم يستو هزل ورق لِأَنَّهُ لَا يغتذي على مَا يَنْبَغِي. وَإِن انْكَسَرَ عظم السَّاق الْعليا سهل أمره وَأما السُّفْلى الْكَبِيرَة فرديء جدا. وَالصَّبِيّ يكفى أَن يمده الطَّبِيب وَحده وَأما الشَّبَاب فَيحْتَاج إِلَى أعوان يمدونه.

قَالَ: فَإِذا أردْت جبر الْفَخْذ فَمدَّهَا شَدِيدا أَشد من مد كل عُضْو قَالَ: وَإِذا شددت الْفَخْذ فَاجْعَلْ بَين الفخذين كرة صوف لِئَلَّا يتعوج الْعظم وَإِن عرض ورم فبلوا صُوفًا بشراب وضعوه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يبرد الورم قَالَ: مدوا عظم الْفَخْذ مدياً قَوِيا لِأَنَّهُ عظم كَبِير وَلَا تجزعوا من شدَّة الْمَدّ وَلَا تتركوا كَسره متبرئاً زَمَانا طَويلا لِأَنَّهُ يسيل مَا بَينهَا رطوبات فتعفن ويعرض مِنْهُ عفن الْعُضْو كُله.

قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الْكسر جرح فَلْيَكُن مده بِرِفْق وَإِيَّاكُم وَالْمدّ الشَّديد وَكَذَلِكَ فاربطوه بِرِفْق وتفدوا الورم والوجع. قَالَ: وَتحل كل يَوْم من أجل الْجرْح وَيكون العصائب أَكثر عرضا. قَالَ: وَيتْرك الْجرْح مَفْتُوحًا ليسيل الصديد وضع على الْجرْح مرهماً وضع حوله وَفَوق المرهم خرقاً مبلولة بشراب أسود قَابض فَإِن ذَلِك يمْنَع الورم.)

قَالَ: وَاجعَل شكل الْعُضْو شكلاً يسل الصديد مِنْهُ وَاجعَل شدك الرِّبَاط على قدر عظم الْعُضْو من الْجرْح. لي الكسور إِذا وَقعت بِالْقربِ من المفاصل أضرت بحركة الْمفصل وعسرته لِأَنَّهَا تورث مَوضِع المفاصل غلظاً حِين يعْقد الدشبد وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن يكون أطول الشد فِي هَذِه أقل والتليين أسْرع وَأكْثر عِنْد مَا يَأْخُذ فِي الِانْعِقَاد.

حكى الْمُجبر أَنه يسْتَعْمل الشمع والدهن بدل ضمادهم حَيْثُ ألف د يرى الوجع شَدِيدا والورم كثيرا فيسكن الورم والوجع وَيَحْمَدهُ العليل جدا جدا فَإِن ذَلِك شَرّ لَهُ وَكَذَلِكَ هُوَ فِي كتاب أبقراط فِي الْكسر وَالْخلْع.

الجبائر تُؤْخَذ عَن الْعَضُد إِذا صلب العقد واستوى لِأَنَّهُ يُرَاد بالجبائر إِمَّا حفظ الْعُضْو على حَاله وَإِمَّا أَن يَسْتَوِي عوجه فَإِذا حصل الاسْتوَاء والصلابة فقد اسْتغنى عَنْهَا.

 

(4/234)

 

 

وَإِذا كَانَ الساعد يشْتَد عقده سَرِيعا فِي عشرَة أَو خَمْسَة وَعشْرين احْتَاجَ أَن يبْقى على الجبائر أَرْبَعِينَ يَوْمًا فَمَتَى تَأَخّر العقد كَانَت مُدَّة الْحَاجة إِلَى الرفائد أطول وبالضد. وَالصَّوَاب فِي وَضعهَا أَن تُوطأ وَتجْعَل اللَّازِمَة للكسر يغمز عَلَيْهِ وَيُوضَع الْأَقْوَى إِلَى جِهَتَيْنِ متضادتين من الْكسر ثمَّ الأضعف فِي جَنْبي هَذَا الْمَكَان حَتَّى يكون الْعُضْو كَأَنَّهُ فِي قالب مثلا.

قَالَ: الجبائر فِي الْموضع الَّتِي يخَاف أَن تَجِيء معوجاً مثل الشُّيُوخ والخدم والقصف الطوَال يَنْبَغِي لَهَا أَن يكون لَهَا فضل طول على الْعَادة لِأَن الجبائر الطوَال احفظ لِاسْتِوَاء الْعُضْو وَأَنا أرى أَن تكون الْجَبِيرَة أبدا من الْمفصل إِلَى الْمفصل فَإِن ذَلِك أَجود وأوفق.

الْخلْع وَالْكَسْر فِي الورك لَا يكَاد يَجِيء صَاحبهَا أبدا الْأَعْرَج وَذَلِكَ إِذا كَانَ جبره جيدا وَلَا بُد أَن يَجِيء نَاقص الرجل نُقْصَانا تَاما يَنْبَغِي أَن نفر مِنْهُ أَو نعلمهُ ذَلِك وخاصة فِي شيخ وخادم.

فِي مَا يصلب المفاصل المسترخية وكسور الْعِظَام الَّتِي لم نجد التئامها: طبيخ الآس وورقه وحبه والأقراص الَّتِي تَركه يَجْعَل نمائه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا ودهن الآس اجْعَلْهُ أبدا إِذا احتجت إِلَى دهن طبيخ شَجَرَة الأقاقيا إِذا صب على المفاصل المسترخية شدها.

طبيخ ورق الدردار: إِن طبخ ورقه وصب ألف د على المفاصل الْمَكْسُورَة الحمها سَرِيعا. د: وَوَافَقَ على ذَلِك جالينوس وأربياسيوس.

دهن الْحِنَّاء نَافِع من كسر الْعِظَام.) د: رماد الكرنب إِذا خلط مَعَ شَحم عَتيق وضمد بِهِ أَبْرَأ استرخاء المفاصل. د: طبيخ ورق شَجَرَة المصطكى إِذا صب على الْعِظَام الْمَكْسُورَة ألحمها. د: الماش إِن ضمدت بِهِ الْأَعْضَاء الواهنة نَفعهَا وَسكن وجعها وخاصة إِذا عجن بالمطبوخ د: قشور الكفري يشد المفاصل المسترخية. د: الْخلْع ضَرْبَان إِمَّا من سقطة أَو مد أَو غور وَإِمَّا من انصباب رطوبات فِي نقر الْعِظَام الَّتِي فِيهَا رُؤُوس المفاصل.

الراسن إِذا تضمد بِهِ نفع من الْخلْع الَّذِي من رُطُوبَة. قَالَ: ابْن ماسويه: خاصته النَّفْع من خلع المفاصل من الرُّطُوبَة أكل أَو ضمد بِهِ وَقَالَ: المر ينفع من الكسور والوثء.

صفة دَوَاء: سماق وماش مقشر عشرَة عشرَة حب الآس سَبْعَة أصل الراسن عشرَة ينخل ويعجن بِمَاء الأثل ويضمد الْموضع.

 

(4/235)

 

 

طلاء للكسر والوثء: مغاث ماش مقشر عشرَة عشرَة مر صَبر خطمى أَبيض أقاقيا خَمْسَة خَمْسَة طين أرمني عشرُون درهما يطلى ببياض الْبيض إِن كَانَ مَعَ ورم حَار.

ضماد آخر جيد: ورق الأثل والسرو والآس وَالْخلاف يدق ويعصر وَيُؤْخَذ سك وَورد وبصل النرجس وَمن النرجس ومريافلون وصندل أَحْمَر وطين أرمني ولاذن وفوفل وقمحة وخطمي وماش وأقاقيا وإكليل الْملك ومرزنجوش وَإِن كَانَ مَعَ ورم فألق فِيهِ المرزنجوش وزد فِيهِ وردا وَإِن احتجت إِلَى الإسخان فألق فِيهِ مرزنجوشاً والراسن والسرو.

للكسر والوثء مَعَ ورم حَار: ماش مقشر عشرُون مغاث خَمْسَة عشر طين أرمني عشرُون وَأَيْضًا: ماش مقشر مغاث جلنار أقاقيا يضمد بِهِ وَهُوَ قوي جدا.

وَمن أدويته: المغاث والماش والسرو والورد ألف د واللاذن والرامك والسك وَنَحْوهَا.

من تذكرة عَبدُوس: ورق الآس واللاذن والزعفران وطين جيد للرض والوهن.

وَأَيْضًا نَافِع للكسر والوثء وَالْخلْع: مغاث ماش خطمي وأقاقيا وطين وَمر يطلى بِمَاء الآس.

من الْكَمَال والتمام للمفاصل الزائلة عَن موضعهَا: يدق أصل الْقصب وورقه ويخلط مَعَه شَيْء من خل وَيُوضَع على الْموضع الْأَلَم.

للمفاصل وَالْعِظَام الزائلة عَن موَاضعهَا وتسكين الوجع الْعَارِض فِيهَا: يخلط بصل النرجس ويضمد.)

لانصداع الْعظم وكسره: تُوضَع عَلَيْهِ صوفة مغموسة فِي خل وزيت ويشد بِرِفْق.

أَبُو جريج: الصمغ الْعَرَبِيّ يجْبر الْعِظَام الْمَكْسُورَة.

أطهورسفس قَالَ: إِن دق لحم الصدف وعظمه وَوضع على الرض عظم نَفعه. الصدف والعظم المكسر المكس إِذا ضمد بِهِ كسر الْعِظَام الَّتِي قد تساقطت جبرها. لي أطهورسفس: يكلس الصدف ثمَّ يطلى على الْكسر بعد أَن يشوى برطوبة الصدف فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ ذَلِك بالنورة وَبَيَاض الْبيض فَإِنَّهُ أعجب وَأحسن وأجود جدا لِأَنَّهُ يصير مثل الْحجر فَلَا يحْتَاج أَن وَقَالَ: شَحم الدب نَافِع جدا من الْخلْع والوثء والتعقد المزمن والرض فِي العصب ويلطف غلظ العصب جدا إِذا دلك بِهِ فِي الشَّمْس دلكا رَفِيقًا حَتَّى تتشربه الْأَعْضَاء وَهُوَ فِي غَايَة التليين.

الطَّبَرِيّ: الأنزروت يجْبر الْكسر والوثء إِذا طلي مَعَ عسل.

 

(4/236)

 

 

خبرني الْمُجبر أَنه يتَّخذ طلاء من كثيراء يحله بِالْمَاءِ حَتَّى يصير طراراً ويحمره بزعفران ويعالج مِنْهُ الْكسر فَإِنَّهُ حسن جدا وَيجْبر ويقوى.

رَأَيْت عجوزاً مخلوعة الْعَضُد جدا فَمدَّهَا بِيَدِهِ فَاسْتَوَى كَمَا مده وَلم يحْتَج إِلَى حويك وَلَا سلم وَلَا غَيره فَقَالَ: هَذَا لِأَنَّهَا عَجُوز ألف د ضَعِيفَة.

وَرَأَيْت رجلا بِهِ غلظ شَدِيد وصلابة فِي عُنُقه فَقلت: أسقطت من مَوضِع عَال على عُنُقك فَقَالَ نعم.

الْيَد وَالرجل المعوجة تكسر ثَانِيَة وتعاد وَالَّتِي يخَاف مِنْهَا أَن تخرق الْعظم عِنْد الْكسر فَإِنَّهُ إِن خرق وتقرح خرجت مِنْهُ قِطْعَة أَو قشرة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يوضع تَحْتَهُ شَيْء وطئ وَيكسر عَلَيْهِ.

فَأَما الْقطع الصغار من الْعظم فَإِنَّهُ وَلَو بقيت وتخشخشت بعد أَلا يكون مَعَه جرح فَإِنَّهُ يلتحم بَعْضهَا بِبَعْض ويصلب وعَلى قدر كسرة الْقطع الْمَكْسُورَة وتباعد بَعْضهَا عَن بعض يكون عظم الدشبد.

وأضر مَا يكون ذَلِك على المفاصل وَعَلَيْك فِيهَا بشحم البط أَو شَحم الدب وَالْمَاء الْحَار فَإِنَّهُ يلطف ذَلِك.

الترقوة إِذا انْقَلب رَأسهَا من حَيْثُ الْعَضُد فشده وَيَنْبَغِي أَن يكون قَائِما وَمعنى الشد الْقَائِم: الَّذِي يضم الْعَضُد إِلَى الأضلاع لِأَنَّهُ كَذَا يلْزم هَذَا الرَّأْس المنقلب أَجود وَإِذا انْقَطع من الْوسط لَا يشد كَذَا لِأَن هَذَا ينبعث على أَن ينتؤ أَكثر وَأَنا أَظن أَن الْقَائِم فِي ذَلِك أَيْضا خطأ لِأَن الْقيام)

يرفع رَأس الترقوة ويخرجه وينحني بالعضد عَن الأضلاع بلطء الترقوة.

كمل بنصر الله وعونه وتأييده ويتلوه إِن شَاءَ الله فِي الشجاج وكسور عِظَام الرَّأْس انْتهى الْجُزْء الثَّالِث عشر وَقد وَقع الْفَرَاغ من طبعه يَوْم الْجُمُعَة الثَّالِث من شهر صفر المظفر سنة هـ يوليو سنة م وَصلى الله تَعَالَى على خير خلقه سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ (اللَّهُمَّ صلي على مُحَمَّد وَآله وَسلم وأعن لاقوة إِلَّا بك.)

 

(4/237)

 

 

(فارغة)

 

(4/238)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الحاوي في الطب

 

(الْجُزْء الرَّابِع عشر) (الحميات وَالْبرَاز والقيء وَغَيرهَا)

 

(4/239)

 

 

(فارغة)

 

(4/240)

 

 

(الحميات وَالْبرَاز والقيء وَغَيرهَا) (الحميات) الَّتِي تكون مَعهَا أَعْرَاض غَرِيبَة يتَغَيَّر من أجلهَا التَّدْبِير عَن تَدْبِير الحميات

3 - (الْمقَالة الْحَادِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء فِي)

3 - (الحميات الغشية المضاهية للبلغمية) قَالَ: لَيست الحميات الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض جِنْسا آخر من أَجنَاس الحميات لَكِن كَمَا تتركب حمى مَعَ حمى كَذَلِك يتركب فِي بعض الْأَوْقَات عرض مَعَ حمى. قَالَ: فَمَتَى كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض عَظِيمَة عاقت التَّدْبِير أَن يجْرِي على ماينبغي بل احتجنا أَن نصرف العلاج كُله إِلَى الْعرض وَأَن كَانَ مِمَّا يزِيد فِي الْحمى فَأن كَانَت الْقُوَّة قد انْحَلَّت فَأَنا نصرف الْعِنَايَة إِلَى تقويتها ثمَّ إِلَى الْعرض ثمَّ إِلَى الْحمى إِلَّا أَن يكون هَذَا الْعرض هُوَ الَّذِي يحل الْقُوَّة فالقصد إِلَيْهِ وَأَن كَانَ الْعرض لايمكنه أَن يحل الْقُوَّة فِي مُدَّة مانقلع نَحن أصل الْمَرَض قصدنا لعلاج الْمَرَض. قَالَ: أَن قوما تبتدىء بهم الْحمى وَفِي أبدانهم خام كثير مُجْتَمع جدا وفم الْمعدة مِنْهُم ضَعِيف قد أضرت بهم التخم وَغَيرهَا وَمن هَذِه حَالَته ينتفخ بَطْنه وبدنه كُله بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار الطبيعي وَبَعْضهمْ يتَغَيَّر لَونه عَن طَبِيعَته إِلَى الْبيَاض والمائية وَبَعْضهمْ تحول ألوانهم إِلَى السوَاد والخضرة الْمُسَمّى اللَّوْن)

الرصاصى ونبضهم كلهم صَغِير بِقِيَاس حرارتهم ضَعِيف مُخْتَلف أبدا فِي نبضة وَاحِدَة ومرات كَثِيرَة لَا يخْتَلف فِي نبضات كَثِيرَة ايضاً فَأن فصد لَهُم عرق وَقَعُوا فِي بلَاء عَظِيم على أَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستفراغ إِلَّا أَنهم لَا يحْتَملُونَ أخراج الدَّم وَلَا أسهال الْبَطن أذا كَانَ الغشى يتجلاهم من غير أَن يفعل بهم ذَلِك وَلذَلِك مداواتهم نكرَة أذا كَانُوا يَحْتَاجُونَ إِلَى الأستفراغ وَلَا يحْتَملُونَ أَكثر مِمَّا يستفرغ بِهِ الْبدن.

قَالَ وَأَنا أستفرغ هَؤُلَاءِ بالدلك وَيَنْبَغِي أَن يبْدَأ بِهِ مُنْذُ أول الْأَمر فِي مبدأ الْأَمْرَاض وَيكون أول شىء دلك الفخذين والساقين ويتعمد المدلك بِأَن يدلك من فَوق إِلَى أَسْفَل

 

(4/241)

 

 

بمناديل متوسطة الخشونة فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يسخن الْجلد لِأَن الْمَرِيض يحْتَاج إِلَى أَن يسخن ويتحلل بدنه بذلك ثمَّ خُذ فِي دلك الْبدن من فَوق إِلَى أَسْفَل على ذَلِك الْمِثَال وابتدىء من الْمَنْكِبَيْنِ حَتَّى إِذا رَأَيْت الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ قد سخن سخونة بَالِغَة وَخفت أَن يُصِيبهُ شَبيه مايكون من الأعياء من مس المرضوضين فَاسْتعْمل التمريخ بدهن مرخ بِمَنْزِلَة الزَّيْت اللَّطِيف غير الْقَابِض وَإِن كَانَ الْوَقْت شتاء ًفافتر مَاله تَحْلِيل كدهن البابونج وَالزَّيْت اللَّطِيف جدا أَو زَيْت لطيف قد طبخ فِيهِ مَاء وشبت فِي أناء مضاعف فادلك بِهِ الْيَدَيْنِ والفخذين إِلَى الرجلَيْن على ماوصفت من فَوق إِلَى أَسْفَل ثمَّ امسح الدّهن من على الْبدن فَأَنَّهُ يُؤْذِي ويكرب ثمَّ خُذ فِي الدَّلْك للصلب بالمناديل يَابسا أولاعلى ذَلِك الْمِثَال ثمَّ بالدهن ثمَّ عد إِلَى الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ ثمَّ كرّ على الصلب ابدأ باليابس والدهن وَمسح الدّهن أفعل ذَلِك نهارك كُله فِي بَيت مضىء يَابِس معتدل الْحَرَارَة.

قَالَ: وأنفع مايعطون مَاء الْعَسَل قد طبخ فِيهِ زوفا وَلَا تناولهم طَعَاما وَلَا تكْثر لَهُم من الشَّرَاب لَكِن يستعملون مَاء الْعَسَل وَحده ثَلَاثَة أَيَّام ويدلكون دلكا دَائِما يتداوله جمَاعَة وَلَا يقطع عَنْهُم الدَّلْك إِلَى أَن يَأْخُذهُمْ النّوم.

قَالَ: وَلَا تَأذن لَهُم فِي طول النّوم فَأَنَّهُ يمْنَع التَّحَلُّل ويثقل الأحشاء ويحتاجون إِلَى النّوم المعتدل لِأَنَّهُ ينضج واليقظة تحلل فيحتاجون إِلَى هَذَا باعتدال وتداول.

قَالَ: أَن كَانَ نبض هَؤُلَاءِ فِي الْغَايَة القصوى من الصغر والضعف وَكَانَ مَعَ هَذَا مُخْتَلفا اخْتِلَافا شَدِيدا قَوِيا فالبلية عَظِيمَة فِي الْغَايَة القصوى من الشدَّة وَأَن كَانَ للنبض قُوَّة وَعظم يسير وَلَا ضغط فِيهِ وَلَا اخْتِلَاف فتفقد حَال الْبَطن وَاسْتعْمل الحقنة بأتقان وثقة أَن كَانَ لَا يخرج من تِلْقَاء نَفسه خُرُوجًا جيدا كثيرا سهلاً وَمَاء الْعَسَل يعين على ذَلِك وَإِن كَانَ النبض بالحالة الأولى فَلَا)

تعْمل عَلَيْهِ شَيْئا غير الدَّلْك.

قَالَ: وَمَاء الْعَسَل يُمكن ان يستفرغ تِلْكَ الفضول استفراغاً نعما فَأن رَأَيْت أَن الْبَطن يجرى جيدا فزد فِي طبخ مَاء الْعَسَل فَأن أسهاله يكون أقل وَإِذا لم تطبخه كَانَ أسهاله أَكثر وغذاؤه أقل وَإِن كَانَ ينحدر إِلَى الْبَطن كثيرا فَاسق بدل مَاء الْعَسَل مَاء الشّعير وَإِذا دَامَ الإسهال فأعطه حسا وتفقد النبض فَأَنَّهُ رُبمَا مَال دفْعَة إِلَى الضعْف والأختلاف والصغر وَفِي ذَلِك الْوَقْت يَنْبَغِي أَن تطعمه خبْزًا مبلولاً بشراب ممزوج بعد أَن لَا يكون فِي الْبَطن ورم وَلَا فِي الكبد فَأَنَّهُ أَن كَانَ فِي أحد هذَيْن ورم وَالْبدن مَمْلُوء اخلاطاً فَلَيْسَ فِي الْمَرِيض مطمع بعد أَن يكون نبضه يتَغَيَّر هَذَا التَّغَيُّر فاخبر أَن هَذَا يَمُوت وَلَا تعالجه بعلاج قوي الْبَتَّةَ فَأَما من كَانَت بهم هَذِه الْعلَّة من غير ان يكون بِهِ ورم فِي بَطْنه فَأن أَنْت عالجته فَلَا شَيْء اسمج من أَن يتجلى الْمَرِيض غشى وَلم يتَقَدَّم فيمنعه فَأن كَانَ وَلَا بُد أَن يكون فقد تقدّمت فأنذرت بِكَوْنِهِ فأذا عَالَجت الْمَرِيض ثَلَاثَة أيامٍ وَلم يعرض مَكْرُوه فأدم العلاج إِلَى السَّابِع وَلَا تزِدْه على مَاء الْعَسَل وَحده قد طبخ فِيهِ زوفاً فَأن هَؤُلَاءِ يصبرون على الأمساك عَن الطَّعَام لِأَن

 

(4/242)

 

 

أبدانهم تغذى بِتِلْكَ الأخلاط الخامة وَإِن تهَيَّأ أَن تكون هَذِه الأخلاط لَيْسَ أَنما هِيَ نِيَّة فَقَط لَكِنَّهَا مَعَ ذَلِك ردية لَا يُمكن أَن تنضج فَلَيْسَ يُمكن من اصابه ذَلِك أَن يسلم فَأن احتجت فِي بعض هَذِه الْأَوْقَات بِسَبَب أَن بطن الْمَرِيض ينْطَلق أَو بِسَبَب أَنه يمل ناء الْعَسَل فاسقه مَاء الشّعير فَأن أَبَت نَفسه هَذَا أَيْضا فَاتخذ لَهُ حسا خندروس واسقه أَيَّاهُ بخل فَأن الْخلّ إِذا ألْقى فِي هَذَا نفع من هَذِه الْعلَّة وَإِن أَنْت أحسست فِي وَقت مَا أَن الأخلاط الخامة غَلِيظَة جدا فَاسق الْمَرِيض مَكَان مَاء الْعَسَل سكنجبينا دَائِما فَأن كرهه لِكَثْرَة شربه لَهُ فاسقه بدله مَاء الْعَسَل وَمَاء كشك الشّعير وَإِذا اسْتعْملت هَذِه أَيْضا مُدَّة فَارْجِع إِلَى السكنجين وَأكْثر شَيْء يجب أَن يتَوَهَّم مِنْهُ أَن الأخلاك بَارِدَة إِذا رايت نبض عرق الْمَرِيض صَغِيرا متفاوتاً بطيأً وَإِن كَانَ النبض كَذَلِك فَأن لون الْبدن يتَغَيَّر مِنْهُ على الْمَكَان تغيراً ظَاهرا وَيصير إِلَى مَا وصفت.

لي هَذَا حِين يُرِيد أَن غشياً ونبض هَؤُلَاءِ أَشد نظاماً من نبض جَمِيع المحمومين فَأن كَانَ الزَّمَان صيفاً وَالْمَرِيض مُعْتَاد لشرب المَاء الْبَارِد فاسقه السكنجين بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِن كَانَ شتاء فالماء الْحَار مُعْتَادا كَانَ لشرب المَاء الْبَارِد أَو الْحَار وَكَذَلِكَ إِن كَانَ حر الصَّيف مفرطاً فِي عنفوانه فَاسق من لم يكن مُعْتَادا لشرب المَاء الْبَارِد أَيْضا المَاء الْبَارِد بعد أَن لَا يكون شَيْء فِي)

أحشائهم مستعداً لقبُول الآفة سَرِيعا وَالْحمام فِي غَايَة المضادة لهَؤُلَاء وَكَذَلِكَ الْهَوَاء الْحَار غَايَة الْحَرَارَة والبارد غَايَة الْبُرُودَة وَلذَلِك لَيْسَ يَنْبَغِي أَن تدخلهم الْحمام وَاجعَل مَوضِع فرشهم فِي الصَّيف فِي هَوَاء طيب الرّيح وَفِي الشتَاء فِي مَوضِع دفىء فَأن الْأَمريْنِ جَمِيعًا إِذا أفرطا أضرا بهم وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة تذيب أخلاطهم المجتمعة فيهم وَإِن انصبت إِلَى الْبدن كُله لَا يُؤمن ان تصير إِلَى الرئة وَأَن ترْتَفع فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الدِّمَاغ والأصلح لَهَا أَن تبقى لابثة فِي الكبد وَالْعُرُوق الْكِبَار فَأَما فِي الْبرد فَأَنَّهَا تبقى عسرة النضج وَأَن كَانَت فِي الكبد سدة يسيرَة زَادَت فِيهَا وَإِن لم تكن هُنَاكَ سدد ولدت فِيهَا سدداً إِذا هِيَ امْتنعت من النّفُوذ ولحجت بسب غلظها فَهَذَا علاجهم إِذا أَنْت دعيت ألى علاجهم من أول يَوْم فَإِن لم تدعى إِلَيْهِم أَلا بعد أَن يغشى عَلَيْهِم فَانْظُر فَأن لم يكن فِي الْبَطن ورم فأطعمهم خبْزًا يَسِيرا مَعَ شراب سريع النفوذحتى إِذا فاقوا فَخذ فِي الدَّلْك على الْوَجْه الَّذِي ذكرت فَأن كَانَ الزَّمَان صيفاً والبلد حاراً أَو راكد الْهَوَاء محتقناً شَدِيد الْحر فَاسق الشَّرَاب بِمَاء بَارِد فَأن لم يكن مَعَ هَذَا فَمَعَ مَاء حَار وَلَكِن على كل حَال فَاسق الْمَرِيض شرابه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وَهُوَ حَار فَأن شرب الْحَار أفضل فِي جَمِيع المداواة الَّتِي مَعهَا يسْتَعْمل الدَّلْك لِأَن الْحَار يعين على نضج الأخلاط الخامة.

قَالَ: فَأَما من أَصَابَهُ غشي بِسَبَب مرار اصفر يضر بِفَم معدته فاسقه شرابه بَارِدًا بِالْفِعْلِ واسق جَمِيع ضروب الغشى شرابًا طَبِيعَته حارة ونفوذه سريع وَذَلِكَ أَنه أَنما نُرِيد أَن ينفذ الطَّعَام الَّذِي يطعم أَيَّاهُ لَا أَن يبْقى وَاقِفًا فِي الْمعدة وَهَذَا يكون بِالشرابِ الْأَصْفَر الرَّقِيق الْعَتِيق

 

(4/243)

 

 

الريحاني وَلَا يَنْبَغِي أَن أَن يكون قد بلغ أَن يكون مرا فَأن المر رَدِيء للمعدة والكبد لَكِن اختر الَّذِي فِيهِ فِي جوهره من الأَصْل قبض وَقد ذهب عَنهُ ذَلِك الْقَبْض لعتقه فَأن هَذَا لذيذ المشرب سريع النّفُوذ مسكن سُورَة الْخَلْط وَمَتى تتَابع عَلَيْهِم الغشي فأعطهم أغذية قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات وَلَا يكون طَعَاما غليظاً وَلَا بَارِدًا واسقهم من الادوية الملطفة قدر مايمكن المحموم أَن يشربه وَالشرَاب المائي نَافِع لهَؤُلَاء مُنْذُ أول الْأَمر فِي حَال الغشي أَن كَانَت حماهم لَيست بالقوية على أَن الْحمى القوية لاتكاد تعرض على هَذِه الْجِهَة وَإِن كَانُوا شُيُوخًا فالشراب أَنْفَع لَهُم فَأَنَّهُ إِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة بشيخ فَيَنْبَغِي أَن يسقى بعد الطَّعَام شرابًا وَهَذِه الحميات تنوب كل يَوْم عِنْد الْمسَاء أَو بِاللَّيْلِ لَا بِالْغَدَاةِ وَلَا إِلَى نصف النَّهَار. 3 (الْحمى الغشية المضاهية للغب) قَالَ: ولنأخذ الْآن فِي ذكر من علته ضد هَذِه أعنى أَن تكون أخلاط بدنه فِي غَايَة الرقة واللطافة فَهِيَ تنْحَل لذَلِك فِي أسْرع الاوقات وَإِن لم تتلافهم أَصَابَهُم الغشي فَيَنْبَغِي أَن تعالج هَؤُلَاءِ بالضد من علاج أُولَئِكَ وَذَلِكَ ان أُولَئِكَ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن تستفرغ أبدانهم قَلِيلا قَلِيلا دَائِما مُتَّصِلا لأَنهم لَا يحْتَملُونَ الأستفراغ دفْعَة وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن يغذوا قَلِيلا قَلِيلا وَإِن نَحن لحقناهم فِي أول أَمرهم وقوتهم قَوِيَّة فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن نغذوهم قَلِيلا قَلِيلا وَذَلِكَ أَنهم يقدرُونَ أَن يستمرؤا طعامهم حِينَئِذٍ فِي مرّة وَاحِدَة وكما أَن أُولَئِكَ الَّذين ذَكَرْنَاهُمْ مَتى كَانَ بهم مَعَ علتهم ورم فِي الْمعدة والكبد هَلَكُوا الْبَتَّةَ كَذَلِك هَؤُلَاءِ مَتى ورم أحد هذَيْن العضوين هَلَكُوا الْبَتَّةَ أَن كَانَت قوتهم سَاقِطَة وَذَلِكَ أَنا لَا نقدر أَن نغذوهم غذَاء مُتَّصِلا لِأَن غذاءهم إِنَّمَا يُمكن فِي وَقت انحطاط النّوبَة فَقَط وَلَا نقدر إِذا لم نغذهم أَن نخلصهم من العطب وَفِي مثل هَذِه الْعلَّة يصير وَجه الْمَرِيض شَبِيها بِوَجْه الْمَيِّت سَرِيعا أنف دَقِيق وَعين غائرة وصدغ لاطىء وَأَصْحَاب هَذِه الْعلَّة أَن أَصَابَهُم فضل أسهال أَو سهر أَو اغتموا ثمَّ لم يبادروا إِلَى الْغذَاء صَارَت وُجُوههم بِهَذِهِ الْحَال وَمَتى صَارَت وُجُوههم بِهَذِهِ الْحَال من بعض هَذِه الْأَشْيَاء فالبلية أقل من أَن تكون بِلَا هَذِه الْحَالة فَأن ذَلِك متْلف وخاصة مَتى كَانَ ذَلِك مُنْذُ اول الْمَرَض فَأن الْمَرِيض أذا صَار بِهَذِهِ الْحَال فِي أول مَرضه لم يُمكنهُ أَن يبْقى إِلَى أَن ينضج مَرضه وَلَا بُد لهَؤُلَاء من التغذية وتكثيف ظَاهر الْبدن بالضد من أُولَئِكَ فاختر لهَؤُلَاء موضعا بَارِدًا قَابِضا على ماوصفت فِي بَاب الدق ومرخ أبدانهم بمروخات قابضة وغذهم بأغذية لَا تسرع التَّحَلُّل وَلَا تغذهم بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير وَلَكِن بالخبز والفاكهة القابضة الْعسرَة الْفساد وَحدهَا أَو مَعَ الْخبز وأعطهم صفرَة الْبيض وخصى الديوك المسمنة بِاللَّبنِ وأدمغة الحملان محكمَة الشي فَأن هَذِه الأدمغة إِذا لم يكن شيها محكماً كَانَت عَظِيمَة الْمضرَّة وَبِالْجُمْلَةِ فاعمل على تَغْلِيظ الأخلاط وتكثيف الْجلد وتشده وتمنع التَّحَلُّل وَلَا بُد لَهُم

 

(4/244)

 

 

ضَرُورَة من شراب مائي بعد الطَّعَام مُنْذُ أول أَمرهم فَأن كَانَت الْأُمُور كلهَا على ماترجوه وتحبه فأطعمهم شَيْئا من الأغذية الحمية وخاصة بعد الرَّابِع إِذا كَانَت الأخلاط المولدة للحمى قد نَضِجَتْ.

قَالَ: وَلما عرضت هَذِه الْعلَّة على ماقلت لَك للفتى الَّذِي ذكرته فِي الْعَاشِرَة غذوته على ماوصفت كل يَوْم قبل نوبَة الْحمى ثمَّ قطعت عَنهُ الْغذَاء بالتعمد يَوْمًا فَجَاءَهُ ابْتِدَاء الدّور مَعَ)

غشي فَأن كَانَ الْمَرِيض يتجلاه الغشي فاقصد نَحْو الْعرض اللَّازِم وَأَن كَانَ الْمَرِيض لم يبتدىء بِهِ الغشي فاقصد للآمرين كليهمَا واحتل للغشي أَلا يحدث وللمرض أَن ينْحل أَولا فأولاً وَلَوْلَا مَا نتخوفه من الغشي لَكنا نحتال للمرض ونقلعه فِي أسْرع وَقت وَذَلِكَ أَنا كُنَّا نقصد إِلَى من كثرت أخلاطه فِي بدنه حَتَّى صَارَت تؤذيه غَايَة الْإِيذَاء فنستفرغه فِي مرّة وَاحِدَة وَأما من بدنه سريع الأنحلال فَأَنا لم نَكُنْ نضطر لَوْلَا الغشي إِلَى أَن نغذوه قبل النّوبَة فَيطول بذلك مَرضه.

الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: كَمَا أَنه يعرض فِي مُنْتَهى الْحمى لقوم اخْتِلَاط الذِّهْن من قبل أَن حرارة الْحمى تشعل الرَّأْس وتلهبه كَذَلِك قد يُصِيب بعض النَّاس فِي ابْتِدَاء الدّور سبات وَيكون ذَلِك لِأَن الدِّمَاغ مستعد لقبُول هَذِه الْعلَّة بسهولة أَو لِأَن بِهِ سوء مزاج بَارِد لم يكن بِهِ من الْقُوَّة مَا يكون يظْهر فعله فأذا تزيد ذَلِك فِي وَقت النّوبَة ظهر فعله كَمَا أَن اخْتِلَاط الذِّهْن أَيْضا يكون فِي الأدمغة الحارة أَكثر عِنْد الحميات.

لي السبات يحدث فِي الأبتداء لِأَن الْخَلْط بَارِد منتشر لم يحم بعد.

فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء تدابير يصلح أَن يستعان بهَا فِي تَدْبِير صَاحب الْحمى الَّتِي من الْخَلْط الخام حَيْثُ ذكر الإعياء وَيصْلح للأحتراس من الْحمى وَذَلِكَ أَن فِيهِ علاج الإعياء والإعياء إِذا لم يعالج ولد حمى وَقد ذكر التَّدْبِير الْحَافِظ من الْحمى فِي بَاب الإعياء وَذكر كلَاما فِي هَذِه الْمقَالة حَيْثُ ذكر الإعياء.

لي اسْتَعِنْ لتدبير الْحمى الغشية الَّتِي من الْخَلْط الخام بِبَاب الإعياء من حَيْثُ تَدْبِير الأخلاط الخامة وبهذه الْمقَالة من تَدْبِير الأصحاء.

الثَّالِثَة من الأخلاط: الَّذين أبدانهم منتفخة ممتلئة وألوانهم رصاصية وَلَا يسخنون إِذا دلكوا فأنهم لَا يَحْتَاجُونَ أَن يغذوا إِذا حموا لِأَن فِي أبدانهم أخلاطا خامة نِيَّة كَثِيرَة وَأما الَّذين تغور أَعينهم سَرِيعا وتقحل جُلُودهمْ وحرارة حماهم لذاعة فأنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى أَن يغذوا قَلِيلا قَلِيلا كل سَاعَة بغذاء مرطب.

الأولى من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والأخلاط رقيقَة وَالْبدن سهل التَّحَلُّل مرارياً بالطبع والحمى حارة سهل أَن يصير وَجهه عِنْد الْحمى بِالْحَال الَّتِي وصف

 

(4/245)

 

 

أبقراط: أنف دَقِيق وَعين غائرة وصدغ لاطىء لِأَنَّهُ يتَحَلَّل مِنْهُ بالتحلل الْخَفي شَيْء كثير جدا.

قَالَ: فَأن كَانَ ذَلِك وفم الْمعدة فِيهِ ضعف فَأَنَّهُ يسهل وُقُوعه فِي هَذِه الْأَشْيَاء.)

قَالَ: وغرض علاج هَؤُلَاءِ تَقْوِيَة الْمعدة وَالْقُوَّة بالأطعمة الْمُوَافقَة وتغليظ الأخلاط وَمنع التَّحَلُّل.

قَالَ: وَهَذِه الحميات الَّتِي تجْعَل الْوَجْه بِهَذِهِ الْحَال تكون إِذا جسست العليل كَأَنَّهُ يرْتَفع من بدنه شرارات نَار تنفذ فِي يدك وَيَنْبَغِي أَن تطيل الجس لتعرف حِينَئِذٍ حَقِيقَة ذَلِك وَهَذِه الحميات لاتكون ابداً عَن أَسبَاب بلغمية وَلَا عَن امتلاء الْبدن من الدَّم بل من التَّعَب والجوع وَنَحْوه والمزاج المراري والسهر وَنَحْو ذَلِك.

من كتاب مابال قَالَ: حميات الْأَطْفَال أَشد من حميات سَائِر الْأَسْنَان لِكَثْرَة الْحر والرطوبة فيهم.

من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أَنا جسست عرق الْملك فَرَأَيْت عرقه بَرِيئًا من كل عظم فَدلَّ على ابْتِدَاء نوبَة حمى فِي سنّ من الْأَسْنَان.

لي يَقُول أَن ابْتِدَاء النّوبَة يَجْعَل النبض أعظم وَقد قيل فِي مَوَاضِع أَن الأبتداء يضغط النبض من الفصد قَالَ: الَّذين فِي أبدانهم أخلاط نِيَّة كَثِيرَة مَعَ حمى وأبدانهم رطبَة يسْرع إِلَيْهِم الغشي فَلَا تستفرغهم بالفصد لَكِن بالدلك بالأدهان المعتدلة والإسخان بِشرب الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع وتسخن أسخاناً معتدلاً فَأن الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن اسخاناً شَدِيدا ترخي الْقُوَّة أرخاءً شَدِيدا بَغْتَة فَلَا يُمكن احْتِمَال العلاج وَلذَلِك يجب ان يكون قوي الْأَطْعِمَة والأشربة الَّتِي تقطع غلظ الأخلاط معتدلة فِي حَرَارَتهَا.

من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: إِن كَانَ بأنسان حمى وخفق قلبه بَغْتَة وَأَخذه الفواق وانعقال الْبَطن بِلَا سَبَب مَعْرُوف مَاتَ وَإِن ظهر على الْأَصَابِع من الْيَدَيْنِ كلتيهما مَعَ أَي حمى كَانَت ورم أسود شَبيه حب الكرسنة فِيهِ وجع شَدِيد مَاتَ فِي الرَّابِع وَإِذا بدا بِهِ هَذَا الوجع عرض لَهُ ثقل وسبات شَدِيد.

من كتاب العلامات: عَلَامَات المتهىء للحمى: أَن يجد ثقلاً فِي بدنه بِلَا عِلّة توجب ذَلِك وَيكون بطيء الْحَرَكَة ويجد فِي ظَاهر بدنه شبه نخس بالأبر وَتَكون حَالَة بدنه غير مستوية ويتثاءب كثيرا وَيكثر البصاق والمخاط ويثقل الرَّأْس والورك ويضطرب للنوم ويقلق فِي السهر فَمَا دَامَت هَذِه الْأَعْرَاض قَليلَة فَهِيَ دَالَّة على حمى سَتَكُون فأذا عظمت واشتدت التهبت الْحمى.

قَالَ: وأذا رَأَيْت المجسة كثيفة شَدِيدَة فسل الرجل هَل أحضر أَو استحم أَو أَكثر الطَّعَام فَأن لم

 

(4/246)

 

 

قَالَ: وعلامات من تَأْخُذهُ الْحمى أَن يكون نَفسه مَكْرُوها عِنْد الطبيعة غير طيب الرَّائِحَة)

ومرارة الْفَم ويبسه وظمأ وورم الْوَجْه وصفرته والغثى والتلهب والثقل والإبطاء فِي الحركات والعرق وقيء الْمرة وَكَثْرَة الْبَوْل وضربان الصدغين ووجع فِي الرَّأْس وَقلة الشَّهْوَة وضيق النَّفس أَو رداءته وامتداد الْعُرُوق وامتداد الشراسيف والتثاؤب والغشي وَضعف الْبدن.

وَقَالَ: انْقِضَاء الحميات فِي الابدان المتكاثفة أَبْطَأَ لِأَنَّهَا لَا تنفش فيهم إِلَّا فِي زمَان طَوِيل.

وعلامات هَؤُلَاءِ أَن يعسر فيهم الْبَوْل وَالْبرَاز والعرق والقيء وَغَيره من الأستفراغات وَأما المتخلخلوا الْأَبدَان فَأن فضولهم تخرج بالقيء والرجيع وَالْبَوْل إِلَّا أَنه قد تعرض لَهُم قشعريرة يسيرَة ومجسة صَغِيرَة وتنحف أبدانهم وَرُبمَا خرجت فضولهم فِي المجاري الْخفية فأقلعت حماهم سَرِيعا.

قَالَ: وَأما من حم فحمى مزمنة فَتكون مجسته صَغِيرَة ضَعِيفَة كثيفة وبدنه إِلَى الصُّفْرَة ويعرض لَهُ عِنْد أَخذ الْحمى قشعريرة وَلَا تكون حرارة حماه شَدِيدَة جدا.

قَالَ: عَلَامَات الْحمى الَّتِي مَعَ تخلخل الْبدن أَن يَتَحَرَّك فِيهَا الْقَيْء المتتابع الْكثير والعرق والأختلاف. وعلامة الَّتِي مَعَ كَثَافَة الْبدن أَن تشتد الْحمى مرّة وتخف أُخْرَى ويعرض مَعهَا فوَاق وجفاف الْبدن وخشونة اللِّسَان وتضعف هَذِه الْأَعْرَاض تَارَة وتقوى تَارَة.

الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: سرعَة الأنقباض عَلامَة تعم جَمِيع الحميات الكائنة عَن العفونة والحميات الورمية تزيد مَعَ ذَلِك فِيهِ صلابة النبض فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة وَنحن نكتب ذَلِك فِي بَاب النبض فَأن فِيهِ عَلامَة الحميات يَنْبَغِي أَن تستعين بالخامسة عشرَة من النبض أَو بِبَاب النبض.

قَالَ هَهُنَا: مَتى تغير النبض دفْعَة من غير طَعَام ولاشراب وَلَا عَارض من عوارض النَّفس وَلَا خلط انصب إِلَى الْمعدة فَأَنَّهُ قد ابتدأته نوبَة إِلَى أَي أَصْنَاف التَّغَيُّر كَانَ حرارة أَو برودة فَأَنَّهُ يتَغَيَّر إِلَيْهِمَا جَمِيعًا على حسب حَال الْقلب. لاتدع النّظر دَائِما فِي هَذِه الْمقَالة فَأن فِيهَا جلّ مايحتاج إِلَيْهِ من أَمر الحميات.

وَقَالَ: فِي ابْتِدَاء بعض الحميات تنصب إِلَى الْقلب مَادَّة كَثِيرَة بَارِدَة يشرف العليل من أجلهَا على أنطفاء الْحَرَارَة الغريزية فَلذَلِك يصغر مِنْهَا النبض ويبطىء ويتفاوت وَإِن تبع هَذِه الثَّلَاثَة ضعف النبض ضعفا بَينا مَاتَ العليل الْبَتَّةَ وَإِن لم يحدث ضعف نبض جاهدت الطبيعة واشتعلت فِي تِلْكَ الْمَادَّة وألهبتها حَتَّى يصير النبض بعد ذَلِك سَرِيعا إِلَّا أَن انقباضه أسْرع بِمِقْدَار كثير.

الأولى من أبيذيميا قَالَ: الحميات المختلطة تحدث عَن أخلاط مُخْتَلفَة.)

الثَّالِثَة: برد الْأَطْرَاف جدا فِي الحميات يكون إِمَّا لورم عَظِيم فِي الأحشاء وَإِمَّا لِكَثْرَة أخلاط بَارِدَة.

 

(4/247)

 

 

الثَّالِثَة قَالَ ج: أَنِّي تفقدت مُنْذُ حداثتي إِلَى الْآن فَمَا رَأَيْت حمى تسع وَلَا سبع وَلَا سدس أَي تنوب فِي كل سَبْعَة أَيَّام أَو تِسْعَة أَيَّام أَو سِتَّة أَيَّام فَأَما خمس فقد رَأَيْته رُؤْيَة شكوك فِيهَا غير بَين مثل الرّبع وَالْغِب.

قَالَ: وَلَا يكْتَفى فِي صِحَة ذَلِك أَن تَدور دوراً أَو دورين على كَثْرَة مَا أعنى بِالْمرضِ بل لم أجد ذَلِك قطّ وَلَا فِي الطبائع طبيعة توجب أَن يكون دور حمى فِي الْخَامِس وَالسَّادِس وَالسَّابِع وممكن أَن يدْفع ذَلِك وَقَالَ ابقراط: أَن ذَلِك يكون.

قَالَ: أصعب الحميات وأشدها خطراً المطبقة والمفترة أَعنِي الَّتِي لَهَا نوبَة إِلَّا أَنَّهَا لَا تقلع حَتَّى ينقى الْبدن مِنْهَا وَأسلم الحميات الرّبع وَإِن كَانَت أطولها لِأَن الدائمة لاتنفتر فِي كد الطبيعة والنائبة بِقدر طول الفترة تكون رَاحَة الطبيعة وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن الرّبع السليمة الَّتِي لَيست من ورم لأَنا قد رَأينَا من بِهِ ربع من طحال عَظِيم صلب استسقوا وماتوا وَأما الْخَالِصَة بِلَا ورم فسليمة وَقد تخلص من الصرع والوسواس والأمراض الوسواسية السوداوية.

قَالَ: وَشطر الغب قد يكون مِنْهَا وض حاد وَهَذِه الْحمى أقتل الحميات وَيكون مِنْهَا أَيْضا أمراض السل وَغَيره من الْأَمْرَاض الطَّوِيلَة وَتسَمى المجانبة للغب وَلَا أَحْمد تَسْمِيَتهَا شطر الغب.

قَالَ ج: وَهَذِه التَّسْمِيَة اصوب وَأما شطر الغب فَلَا أَحْمَده.

قَالَ ب: الحميات الليلية أَي الَّتِي تنوب فِي بِاللَّيْلِ لَيست بالقتالة جدا وَهِي طَوِيلَة والنهارية أطول مِنْهَا وَرُبمَا مَالَتْ فِي بعض الْأَبدَان إِلَى السل وَإِنَّمَا صَارَت النهارية وَهِي الَّتِي تنوب أبدا بِالنَّهَارِ وتفتر لَيْلًا دَائِما أَخبث لِأَنَّهَا تنوب فِي وَقت فِيهِ المسام مفتحة والحرارة بارزة فَيدل ذَلِك أَن مادتها أَكثر وَأقوى وَأما اللَّيْلَة فبالضد وَجل تدبيرها يَقع فِي وَقت فترتها وَهُوَ اللَّيْل فَيحْتَاج أَن يسهر ويميل بذلك إِلَى السل لِأَنَّهُ ينحف وَيحْتَاج أَن يتدبر بِاللَّيْلِ وَيكون بِالنَّهَارِ محموماً.

لي هَذَا صنفان من الحميات منفردان بأنفسهما فأفردهما.

قَالَ ب: السَّبع طَوِيلَة وَلَيْسَت بقتالة وَالتسع أطول مِنْهَا وَلَيْسَت أَيْضا بقتالة.

قَالَ ج: تفقد هَذَا بالتجربة بعد التَّحَرُّز وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يحم عليل وَتذهب حماه فيدبر)

تدبيراً يعاوده فِي السَّابِع ثمَّ يحفظ تَدْبِير ذَلِك الْخَلْط وَيلْزم ذَلِك التَّدْبِير فَيحدث لَهُ نوبَة أُخْرَى فِي السَّابِع وتنقضي ثمَّ يدبر أَيْضا كَذَلِك فتفقد ذَلِك لِئَلَّا يغلطك فأذا رَأَيْتهَا تنوب كَمَا تنوب الرّبع وَالْغِب وتدبير الْمَرِيض تَدْبِير صَحِيح جيد فَحِينَئِذٍ قد وَجدتهَا.

قَالَ ب: الخماسيات أردأ الحميات لِأَنَّهَا تكون قبل حُدُوث السل وَبعده.

 

(4/248)

 

 

قَالَ ج: قولي فِي هَذِه كَقَوْلي فِي السَّبع.

وَقَالَ ب: الحميات الدائمة والنائبة جَمِيعًا مِنْهَا مايبتدىء بلين ثمَّ يضعف وتشتعل عِنْد قرب البحران وَمِنْهَا مَا يبتدىء أَشد مَا يكون ولايزال يخف نَحْو البحران وَمِنْهَا مايكون بِحَالهِ إِلَى حِين البحران وَكَذَلِكَ الأوجاع كلهَا فضلا عَن الحميات قد تكون على هَذِه الْجِهَات الثَّلَاث.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ قولا إوجب فِيهِ ذَلِك ضَرُورَة يَكْفِيك فِي تعرف الْحمى من أَي جنس هِيَ الأستدلال من شدَّة حَرَارَتهَا وحدتها لِأَن الَّتِي تكون قَوِيَّة الْبَتَّةَ تلذع الْكَفّ وَحمى يَوْم لاتبلغ حَرَارَتهَا أَن تلذع ولاتكون حمى قَوِيَّة الْحَرَارَة لذاعةً إِلَّا من عفن الأخلاط.

الأولى من السَّابِعَة ذكر ج فِي الْحمى البلغمية فِي أَمر النافض ماقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابهَا وبحسب ماينبغي أَن يكونك: النافض الْبَارِد الشَّديد الْبرد إِنَّمَا يكون فِي الرّبع وَفِي البلغمية فَأَما الغب فنافضها أَنما هُوَ لذع لابرد الْبَتَّةَ وَلَا تصطك فِيهِ الْأَسْنَان كَمَا تصطك فِي الرّبع وَأما البلغمية فَمَتَى رَأَيْت نافضاً شَدِيدا صعباً والتهبت بعده حمى شَدِيدَة الْحَرَارَة جدا وَكَانَ النافض أطول مُدَّة وصعوده بطيء فالحمى ربع وَإِذا كَانَ نافض بِهَذِهِ الْحَال إِلَّا أَن صُعُوده يعسر جدا وَإِذا صعد لم يسخن الْبدن جدا وَلم يهج عطشاً ولاكرباً وَلَا كَانَت حَرَارَتهَا شَدِيدَة فالحمى بلغمية.

قَالَ: أخص أَصْنَاف الحميات ماأخذ مِنْهَا من نفس طبيعتها أَعنِي من الْحَرَارَة.

قَالَ: والحميات مِنْهَا مايلذع الْبدن دَائِما وَمِنْهَا مايلذعه ثمَّ يخور وَمِنْهَا مالايلذع أَولا ثمَّ يلذع وَمِنْهَا طيبَة اللَّمْس دَائِما وَمِنْهَا ماحرارته يابسة وَمِنْهَا ماحرارته بخارية وَمِنْهَا مايحس فِيهِ شبه نفاخات ريح ترْتَفع وتلقي الْيَد مرّة بعد أُخْرَى.

قَالَ: والحميات الَّتِي يغلب فِيهَا على الْبدن خضرَة وكمودة تدل على نُقْصَان الدَّم والحرارة الغريزية وَلذَلِك هِيَ قتالة.

الثَّامِنَة من السَّادِسَة قَالَ: الحميات الَّتِي تَنْشَق فِيهَا الشّفة فَأَنَّهَا تغب وتفتر.

الأولى من الأهوية والبلدان قَالَ: الحميات الليلية هِيَ الَّتِي تنوب فِي كل لَيْلَة وتنقضي وَتَكون هَذِه)

من البلغم.

الْيَهُودِيّ: ينفع من الْحمى المزمنة الْقَدِيمَة أَن يسقى نصف مِثْقَال لوغاذيا كل يَوْم بطبيخ الأفسنتين.

اهرن: اسْتدلَّ بالنافض جملَة على أَن الْحمى حمى عفن خَارج الْعُرُوق وَانْظُر فِي نوع النافض لتعلم من أَي هَذِه الْأَنْوَاع هِيَ وَذَلِكَ ان نافض الغب يَجِيء بَغْتَة وبردها قَلِيل وحركتها شَدِيدَة وَبرد الرّبع يَأْتِي قَلِيلا ويسخن قَلِيلا ويبطىء فِي ذَلِك وَإِن عرضت الْحمى بعد وجع الْمعدة فَهِيَ فِي الْأَكْثَر بلغمية وَبعد وجع الطحال ربع.

 

(4/249)

 

 

لي وَبعد وجع الكبد غب.

العفن أَنما يكون فِي الْبدن لأمتناع مَا يتَحَلَّل من الْبدن بِسَبَب سدد وَمن زِيَادَة حرارة ورطوبة على الْحَال الطبيعية وَذَلِكَ يكون إِمَّا لِأَن الْهَوَاء أسخن وأرطب أَو لأطعمة هَذِه حَالهَا أَو للمزاج.

وَقَالَ: اقصد فِي حميات العفن كلهَا إِلَى أخراج ذَلِك الْفضل العفن فأنك إِذا فعلت ذَلِك لم تعاود الْعلَّة أَو تضعف الْبَتَّةَ.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ فِي الحميات الغشية المضاهية للبلغمية قَالَ: من هَؤُلَاءِ من قوته أقوى والبلغم فِي بدنه كثير حَتَّى أَنه قد ثقل على الطَّبْع وَكَاد يخنقه وَضعف عَن أنضاجه.

قَالَ: فَاسق هَؤُلَاءِ مسهلاً قَلِيلا لتخف كَثْرَة البلغم ويخف عَن الطبيعة فَأن رَأَيْت أَنه قد قوي بعد ذَلِك على نضج الْبَاقِي وَإِلَّا فعد فِي الأسهال قَلِيلا قَلِيلا مادامت الْقُوَّة غير سَاقِطَة.

وَقَالَ: فأذا كَانَت الْقُوَّة لاتحتمل الأسهال الْبَتَّةَ فَعَلَيْك بالدلك وتلطيف التَّدْبِير وَليكن الدَّلْك فِي شدته وَلينه وكثرته وقلته بِحَسب الْقُوَّة فَأن كَانَت الْقُوَّة ثَابِتَة فالدلك الشَّديد العنيف يُبرئهُ سَرِيعا لِكَثْرَة استفراغه وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَلَا.

قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ أَن الدَّلْك وَالْمَنْع من الْغذَاء وتلطيفه يَنْبَغِي أَن يكون بِحَسب الْقُوَّة فَمَا أمكنت الْقُوَّة من ذَلِك كَانَ أسْرع لبرء العليل.

لي قَول الْإِسْكَنْدَر هَذَا فِي من يحم من بلغم كثير ني كَانَ فِي من يغشى عَلَيْهِ وَفِي من لايغشى قَالَ: وَقد امْر جالينوس بالدلك وَوصل الصَّوْم والأقتصار على مَاء الْعَسَل والزوفا وَلَيْسَ هَذَا فعل عَالم بالطب وَقد رَأَيْت رجلا هلك بدوام الدَّلْك وَالصَّوْم وَذَلِكَ أَن طبيبه أَمر رجَالًا يتداولونه بالدلك وصومه أَيَّامًا فأسقط قوته وَهلك وَأما أَنا فَأمر أَن يكون الدَّلْك قَلِيلا قَلِيلا)

وليعطوا بعد ذَلِك غذَاء لِئَلَّا تسْقط الْقُوَّة نَحْو الْخبز المبلول بشراب وخاصة أَن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَإِلَّا فماء الشّعير فَأن بِهَذَا التَّدْبِير ينْحل البلغم الْبَتَّةَ.

قَالَ: فَأَما من تنوب عَلَيْهِ حمى بلغمية ويغشى عَلَيْهِ كثيرا فَمر بدلك اليته ومثانته دلكا شَدِيدا وتدفئتهما بعد ذَلِك وتعصب سَاقيه وَيَديه وَلَا تَدعه ينَام وَأَن عرفت وَقت النّوبَة فابدأ بِهَذَا الْعَمَل قبل النّوبَة بساعتين وأطعمه قبل النّوبَة طَعَاما خَفِيفا وَإِن غشي عَلَيْهِ بَغْتَة فأعطه خبْزًا وَشَرَابًا قَلِيلا بِقدر ماتسترد قوته ثمَّ عد فِي التَّدْبِير.

لي هَذَا تَدْبِير من بِهِ نافض لَا يسخن ويغشى عَلَيْهِ مَعَ ذَلِك. من كتاب شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: لاينبغي أَن يسقى المحموم دَوَاء لقيء ويقيأ قبل

 

(4/250)

 

 

السَّابِع فَأَنَّهُ أَن تقيأ فِي فورة حماه أعتراه ألم الْمعدة والربو والنفخة فِي الْبَطن وعزوب الذِّهْن وَلَا تسرف فِي تَأْخِيره فَأَنَّهُ يدْخل ويمازج أخلاطه ممازجة عسرة لَا تنقلع.

قَالَ: مر المحموم يتغرغر ويتمضمض وَيغسل فَمه حِين يُرِيد الطَّعَام مَرَّات كَثِيرَة ليغسل ذَلِك الطّعْم الرَّدِيء عَن فَمه ويجد طعم الْغذَاء وَيغسل كل مَحْمُوم فَمه بِمَا يُوَافق فَمنهمْ بالزيت وَمِنْهُم بشراب وَمِنْهُم بِمَاء فاتر.

قَالَ: وَأما الحميات العفنة العتيقة والنافض من غير حمى فينفع مِنْهُ أكل الثوم على الرِّيق واللحوم الحارة اللطيفة.

شَمْعُون قَالَ: اسْقِ للحميات الحارة إِذا عتقت بزوراً مَدَرَة للبول وللبلغمية الَّتِي تَأْخُذ بِاللَّيْلِ شخزنايا وفوذنج. وللربع والمختلطة العتيقة دَوَاء الكبريت وللحميات العتيقة المزمنة جدا ثبادريطوس واللوغاذيا.

لي: الحميات إِذا أزمنت تحْتَاج إِلَى مايسخن وينضج ويدر الْبَوْل لينقي الدَّم.

جملَة فِي تعرف نوع الْحمى أغلوقن قَالَ: إِذا حدثت حمى بنافض شَدِيد فَالْأولى أَن تظن بهَا أَنَّهَا غب لِأَن الغب مَعَ أول حدوثها تبتدىء بنافض شَدِيد وَأما ابْتِدَاء الرّبع فبنافض لَيْسَ بشديد ثمَّ يشْتَد فِيهَا النافض على الْأَيَّام مَعَ أَنَّهَا على الْأَكْثَر لاتكاد تبتدىء ابْتِدَاء لَكِن تحدث بعد حميات مختلطة والبلغمية ايضاً كَذَلِك أَعنِي أَنَّهَا لَا تبتدىء بنافض شَدِيد من أول الأبتداء وَإِذا كَانَ نافض شَدِيد فَهِيَ غب فَأن كَانَت بنافض يسير فَهِيَ ربع أَو بلغمية أَو شطر الغب فَارْجِع وَاسْتشْهدَ بالعلامات الْأُخَر والأعراض اللَّازِمَة لكل حمى والأسباب الملتئمة)

وَذَلِكَ أَن النبض فِي الغب يكون عَظِيما قَوِيا قَلِيل الأختلاف والنافض كَأَن الْجلد ينخس مَعَ برد اقل فِي وَقت الصَّيف وبلاد حارة ومزاج حَار وَسن حارة ومهنة وتدبير يوجبان الْحَرَارَة وَإِن كَانَ قد عرض فِي ذَلِك الْوَقْت لكثير من النَّاس الغب فثق واحكم بالغب والقيء المراري والعطش الشَّديد يدلان دلَالَة ظَاهِرَة على الغب والهذيان فِي الصعُود.

لي فرق بَينهَا وَبَين المحرقة بالنافض فِي الأبتداء.

قَالَ: فأذا انحطت الْحمى وَرَأَيْت الأختلاف الْخَاص بالحمى مَعَ ذَلِك فِي النبض لابثاً فَاقْض بالغب كَمَا لَو رَأَيْتهَا قد دارت.

قَالَ: فَأَما الرّبع فأعظم دلائلها دَلِيل يظْهر فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما بصاحبها وَذَلِكَ أَن نبضه يكون شَدِيد التَّفَاوُت والإبطاء فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما فِي ذَلِك الْوَقْت فَأَما عِنْد الصعُود فَلَا بُد أَن يسْرع ويتواتر إِلَّا أَنه يبْقى فِيهِ من ذَلِك بَقِيَّة إِذا قسته

 

(4/251)

 

 

بالنبض فِي صعُود الغب كَانَ دونه بِكَثِير والأختلاف فِي نبضه بَين جدا أبين مِنْهُ فِي الغب وَسَائِر الحميات وَذَلِكَ أَنا نجد اول الْحَرَكَة وَآخِرهَا أسْرع من وَسطهَا وَلَا نجد فِيهَا أَيْضا من شدَّة الْحَرَارَة واللهيب مَا فِي الغب فَهَذَا أعظم دلائله لَكِن لَا تدع مَعَ ذَلِك النّظر فِي الْأَسْبَاب الملتئمة أَعنِي السن والمزاج والمهنة والأمراض الْوَارِدَة وَعظم الطحال وحميات مختلطة وَلَا يكون فِي هَذِه وَلَا فِي البلغمية قيء مرار لِأَن ذَلِك من خَواص الغب فَأن رَأَيْت بعد سُكُون الْحمى النبض أَشد تَفَاوتا من النبض الطبيعي وَأَبْطَأ مِنْهُ فقد بَان بَيَانا وَاضحا بإنها ربع. فَأَما البلغمية فالنبض فِيهَا أَصْغَر من الرّبع بِحَسب صغر الرّبع عَن الغب وَكَذَلِكَ أَشد تَفَاوتا مِنْهُ وَيكون اللِّسَان والفم كَمَا يكونَانِ فِي الغب على غَايَة اليبس ويكونان فِي هَذِه رطبَة رهلة والقيء وَالْبرَاز بلغمي وتعتري ذَوي الْأَسْنَان والأمزجة البلغمية وَمَا رَأَيْت شَابًّا مرارياً قطّ حم هَذِه الْحمى بل أَنَّهَا أسْرع إِلَى الصّبيان وخاصة إِلَى الصغار مِنْهُم وَإِلَى المبلغمين بالطبع وَالتَّدْبِير فَأن كَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت هَذِه الْحمى فضم هَذِه العلامات إِلَى ذللك.

قَالَ: وَلَيْسَ يسكن الْعرق فِي هَذِه الْحمى كَمَا يسكن فِي الرّبع وَالْغِب وَلِهَذَا لَا تبقى فتراتها.

قَالَ: وَالْبَوْل فِي ابْتِدَاء البلغمية إِمَّا رَقِيق أَبيض أَو غليظ أَحْمَر كدر مشبع الْحمرَة وَفِي الغب تَجدهُ إِمَّا مشبع الصُّفْرَة أَو دون المشبع بِقَلِيل وَفِي الرّبع مُخْتَلف الْأَحْوَال فِي اللَّوْن لكنه فِيهَا كلهَا غير نضج.)

قَالَ: فَهَذِهِ دَلَائِل المفترة فَأَما اللَّازِمَة فأعظم دلائلها أَلا تَجِد شَيْئا من الدَّلَائِل الَّتِي ذكرنَا فِي المفترة وَأَن تمْضِي أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَلَا تحط وَيكون تزيدها مُخْتَلفا.

لي لم يُعْط دَلِيلا بَينا وَلَكِن إِذا رَأَيْت الْحمى ابتدأت بِلَا سَبَب باد وَلَيْسَ فِيهَا نافض فَظن أَنَّهَا من اللَّازِمَة فَأن رَأَيْت تزيدها مُخْتَلفا بِلَا تَرْتِيب لَكِن تنقص وتخف مرّة وتشتد أُخْرَى ويدوم على ذَلِك أَو يطول التزيد حَتَّى يُجَاوز وَقت تزيد جَمِيع الحميات فاستيقن انها لَازِمَة.

من جَوَامِع أغلوقن: جَمِيع الحميات غير المفترة لَا يكون فِي ابتدئها نافض وَلَا مَعهَا عرق فَأن كَانَ فِي وَقت مَا حمى دائمة فِي ابتدائها برد الْأَطْرَاف أَو قشعريرة فَذَلِك يكون لورم عَظِيم فِي الْجوف فتنضم الْحَرَارَة إِلَيْهِ فِي وَقت الْحمى أَو لِأَنَّهَا مركبة مَعَ حمى أُخْرَى تَدور.

إِذا حدث فِي أول الْحمى نافض شَدِيد مرعد فَهِيَ غب وَمَعَ ذَلِك خَالِصَة لِأَن الغب غير الْخَالِصَة بِقدر قلَّة خلوصها يقل نافضها وتطول نوبتها.

قَالَ: لَا يخلوا النافض أَن يجد صَاحبهَا مس الْبرد أَكثر كَمَا يكون ذَلِك فِي البلغمية وَجَمِيع أَصْنَاف النافض الَّتِي لَا تسخن وَأما مس الرض والتكسر كَمَا يكون فِي الرّبع وَأما مس اللذع والنخس كَمَا يكون فِي الغب.

 

(4/252)

 

 

الْعرق يكون فِي الأنحطاط فِي الغب وَالرّبع إِلَّا أَنه فِي الغب أسْرع أَعنِي أَنه متداولها وأعون للطاقة الْخَلْط وَسُرْعَة بروزه وَفِي الرّبع أقل وأعسر وَأما فِي البلغمية فَلَا يكون أَو عسر أما يكون لغلظ الْخَلْط وعسر نضجه.

قَالَ: من الحميات ماالمادة فِيهَا أَكثر من غَلَبَة الْكَيْفِيَّة بِمَنْزِلَة حمى البلغم فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى لي بَان من هَذَا الْكَلَام أَن قَول ج فِي المطبقة أَن تزيدها مُخْتَلف فَأَنَّهُ يُرِيد أَن تزيدها لَا يكون إِذا بدا مر على ماهو عَلَيْهِ كالحال فِي الرّبع وَالْغِب وَلَكِن يزِيد تَارَة ويسكن أُخْرَى.

روفس إِلَى الْعَوام فِي التحفظ من الْحمى: إِذا كَانَ فِي الْبدن أعياء يَدُور فِي أَوْقَات فلطف التَّدْبِير وَلَا تَأْكُل إِلَّا بعد ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ مُنْذر بحمى ستحدث.

لي احترس من حمى يَوْم بترك الْأَسْبَاب الْبَادِيَة وَمن حمى عفن بترك التملي وَمَا يُولد أخلاطاً نِيَّة فِي الْبدن تعفن كالفواكه ثمَّ تتْرك مَا يسخن ويثير الْحمى وتعاهد الأستفراغ وَالنَّظَر الدَّائِم إِلَى المَاء فِي لَونه وبحسب تغيره.

من كتاب الحميات لِأَبْنِ ماسوية قَالَ: للحميات العفنة تسع خَواص أَحدهَا أَن تكون حَادِثَة من)

سَبَب متقادم فِي الْأَكْثَر وَالثَّانِي أَن تكون مَعَ نافض وَالثَّالِث أَن الأختلاف فِي النبض لَازم للعرق فِي جَمِيع أَحْوَاله وَالرَّابِع ان تَدور أدواراً كَثِيرَة على الْأَكْثَر. وَالْخَامِس أَن تكون حَرَارَتهَا نارية يابسة لذاعة للبدن وَيكون النبض فِي الأبتداء صَغِيرا مُخْتَلفا وَإِذا رفعت الْيَد عَن الْبدن بقيت الْحَرَارَة فِي أصابعك سَاعَة. وَالسَّادِس أَن يكون الأنقباض أسْرع من الأنبساط. وَالسَّابِع أَن الْبَوْل فِيهِ غير نضج فِي الْيَوْم الأول. وَالثَّامِن أَن الْأَعْرَاض اللَّازِمَة للحمى مثل الْعَطش والصداع تكون فِيهِ لِأَن هَذِه الْأَعْرَاض لَا تلْزم حمى يَوْم وَإِنَّمَا تكون مَعَ حميات العفن. وَالتَّاسِع أَن الْعرق مابال: التدثر فِي ابْتِدَاء النّوبَة جيد لِأَنَّهُ يعين على سرعَة الصعُود وَفِي الْمُنْتَهى الْكَشْف أصلح أَن كَانَ الْهَوَاء معتدلاً.

من مسَائِل الْفُصُول قَالَ: كل رُطُوبَة غَرِيبَة عَن طبيعة الْجِسْم لَا تصلح أَن تغذوه وَإِذا ثبتَتْ فِيهِ آل أمرهَا إِلَى العفونة ضَرُورَة ولاسيما إِن كَانَت فِي مَوضِع حَار.

لي هَذِه الْعلَّة فِي تولد الحميات من اكل الْفَاكِهَة الْبَارِدَة كالمشمش وَغَيره.

الثَّانِيَة من الْفُصُول: قد ظن قوم أَنه لَا يحدث من الأستفراغ مرض الْبَتَّةَ وَهَؤُلَاء يظنون أَنه لَيْسَ مرض إِلَّا الْحمى وَحدهَا.

 

(4/253)

 

 

لي كَانَ هَذَا قد واطأ جالينوس على أَنه لَا تحدث الْحمى من استفراغ فِي حَال الْبَتَّةَ.

الْخَامِسَة عشرَة من الْفُصُول: اللَّبن ينفع أَصْحَاب الْحمى الطَّوِيلَة الضعيفة الَّتِي يذوب فِيهَا الْبدن أَكثر مِمَّا عَلَيْهِ حَال الْحمى فِي الشدَّة إِذا لم يكن بهم صداع أَو نفخة فِي الشراسيف أَو كَانَ مايختلفونه أَو يبولونه مرارياً وَبِالْجُمْلَةِ مَتى كَانَ يغلب المرار على الْبدن فَأَما من بِهِ حمى قَوِيَّة فَلَا تسقه لَبَنًا لِأَنَّهُ تستحيل فِيهِ لامحالة.

الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِذا كَانَت الْحمى تفارق وينقى مِنْهَا الْبدن فَأن كَانَت طَوِيلَة النوائب فَهِيَ على حَال سليمَة لِأَن مايفارق وينقى مِنْهُ الْبدن لَيْسَ يكون من ورم وَلَا عفونة خبيثة.

الأولى من الحميات قَالَ: حر الْهَوَاء الشَّديد يُورث الحميات لِأَنَّهُ يسخن الْقلب بالتنفس جد فيلهب الْحمى فِي جَمِيع الْبدن.

لي فا الْحمام الْحَار ايضاً يشعل أذن الْحمى وكل ماأحمى الْقلب. وَأما هَوَاء الموتان فَأَنَّهُ بعفنه يُؤَدِّي إِلَى الْقلب حَالا عفنة.

لي على مابان فِي هَذَا الْكتاب أَن أَصْحَاب الأغذية الجيدة لَا تعرض لَهُم حمى إِلَّا من الأمتلاء)

فَيَنْبَغِي أَن يتَعَاهَد فتح السدد ونفض الأمتلاء وعلامته أعياء عَارض فأذا عرض لَهُم فبادر بنفض الأمتلاء فَأَنَّهُ أَمَان من أَن يحم وَأما أَصْحَاب الأغذية الردية الحارة فيحمون لرداءة الأخلاط وَلَا يُمكن أَن يحترسوا من الْحمى لأَنهم يَحْتَاجُونَ إِلَى أسهال وتغذية بأغذية مرطبة بَارِدَة.

وَقَالَ: العفونة الَّتِي تكون للأخلاط فِي جَوف الْعُرُوق كالعفونة الَّتِي تكون فِي الاورام والرسوب الَّذِي فِي الْبَوْل فِي هَذِه كالمدة من الْخراج. وعَلى حسب جنس الْمدَّة تكون حَالَة غَلَبَة الطَّبْع فِي الْخراج وقلته وَكَذَلِكَ بِحَسب حَال الرسوب تكون غَلَبَة النضج فِي الْعُرُوق وَقلة غَلَبَة العفن وَحَال الرسوب الرَّدِيء كَحال الْمدَّة الرقيقة المنتنة الخضراء وكما أَن الْمدَّة الجيدة وَاحِدَة والردية والعفنة ضروب بِلَا نِهَايَة كَذَلِك الرسوب الْجيد وَاحِد وَهُوَ الأملس الْأَبْيَض الَّذِي لانتن لَهُ وَمَا سوى ذَلِك لي العفن فِي الْعُرُوق يكون لِأَن لِأَشْيَاء فضلا يصير فِيهَا كَمَا يصير فِي الخراجات فَأن فِي ظَاهر الْبدن مادام الْجَارِي إِلَى الْعُضْو يلزق بِهِ مايلزق وَيخرج ويتحلل مالايلزق فَلَا يكون خراجاً فاذا حصل مِنْهُ شىء لَا يتَحَلَّل وَلَا يلزق كَانَ خراجاً ذَلِك يكون إِمَّا المنافرة فِي الطَّبْع أَو لِكَثْرَة وَكَذَا الحميات أَيْضا تكون إِمَّا لرداءة خلط أَو لكثرته فأذا عفن اشتعلت الْحَرَارَة وَإِذا نضج سكنت كَمَا أَنه خَارج أَشد مَا يكون الْحَرَارَة عِنْد تولد الْمدَّة فأذا تولدت سكنت الْحَرَارَة وَيكون هَذَا دَلِيلا على أَن الأنتهاء قد كَانَ وَأَنه لَا يُمكن أَن يكون أنتهاء

 

(4/254)

 

 

والحرارة تزيد لِأَنَّهُ يدل على أَن العفن بعد هُوَ دَاء يكون ويشتعل وكما أَنه يحترس من العفن من خَارج بالفصد والرداعة كَذَلِك من دَاخل ثمَّ من قبل أَن ينضج احتجت إِلَى أَن تعين عَلَيْهِ كَذَلِك دَاخل فيهم فتمم هَذَا الْكَلَام ببحث جيد وحرره أَن شَاءَ الله.

لي قد وَقع الْإِجْمَاع من الْأَطِبَّاء على ان النبض فِي أَوَائِل حميات العفن يكون منضغطاً وَهُوَ الصَّغِير الْمُخْتَلف وَقد يكون هَذَا النبض أذا ثقل على الْمعدة شَيْء وَمن هَهُنَا يعلم أَن حَال ذَلِك الْخَلْط كَحال مايثقل على الْمعدة فَأن الْإِنْسَان إِذا تغذى انضغط نبضه ثمَّ يقبل يعظم كَذَلِك يعلم أَن الْخَلْط يبرد الْبدن أَولا ثمَّ تستوي عَلَيْهِ الْحَرَارَة. وَأَيْضًا أَن الحميات المطبقة يتقدمها أَيَّامًا انضغاط النبض حَتَّى تشتعل كَمَا أَنه يتَقَدَّم فِي النائبة بساعة وَنَحْوهَا انضغاط النبض.

الأولى من الحميات قَالَ: التضاغط لَازم لابتداء نَوَائِب حمى العفن وَهَذِه الْأَشْيَاء يتبعهَا قشعريرة أَو برد الْأَطْرَاف أَو حَال شَبيهَة بِالْكَسَلِ والميل إِلَى النّوم وَاخْتِلَاف النبض مَعَ صفراء)

وَضعف. 3 (الفصد فِي الْحمى) لي تَلْخِيص مااستقصيته من كتاب الفصد وحيلة الْبُرْء وتقدمة الْمعرفَة وَجَمِيع كتب ج فِي الفصد فِي الْحمى: من الحميات حميات يجب الفصد فِيهَا ضَرُورَة وَهِي الَّتِي يكون الْبدن فِيهَا مملوءاً من دم حَار يغلي مثل سونوخوس وَمِنْهَا مالايجب الفصد فِيهِ الْبَتَّةَ فَأن فصدت أما قتلت العليل وَإِمَّا اضررت بِهِ مثل الْحمى الَّتِي يكون الْبدن فِيهَا مملوءاً من خلط ني كثير الْمِقْدَار وَيعرف ذَلِك من شدَّة النافض أوطوله اومنهما وَمن أَن الْحَرَارَة بعد ذَلِك تكون ضَعِيفَة قَصِيرَة وَمن لون الْبدن الْأَبْيَض الْأَصْفَر ومزاجه وتدبيره وَهَذِه الحميات تكون بلغمية وأدوارها فِي الْأَكْثَر أدوار البلغم فَأن فِي هَذِه الحميات أذا فصدت أَن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أضرّ بالعليل وَتَأَخر النضج فَقَط فَأن كَانَت الْقُوَّة خَاصَّة كَثِيرَة تخلص بعد طول وَإِلَّا هلك وَإِن كَانَت ضَعِيفَة غشي عَلَيْهِ وَمَات سَرِيعا وخاصة أَن كَانَ فَم الْمعدة ضَعِيفا وَأما سَائِر الحميات فمل إِلَى الفصد وَلَا تمل بِحَسب قربهَا من أحد هذَيْن وبحسب الْقُوَّة فَمَتَى وجدت النافض قَوِيا وطويلاً والحار قَصِيرا ضَعِيفا فَلَا تفصد وَمَتى وجدت الْحَار أطول وَأَشد وَالْبدن أميل إِلَى الْحمرَة مَعَ ثقل وامتلاء فافصد وَلَيْسَ مَتى وجدت الْحَار أَشد وَجب الفصد لِأَن هَهُنَا حمى لَازِمَة لايجب الفصد فِيهَا وَهِي الْحمى الَّتِي ينخرط مِنْهَا وَجه صَاحبهَا سَرِيعا وَهِي من المحرقات القوية الَّتِي تجْعَل الْوَجْه بِالْحَال الَّتِي وصف أبقراط فِي

 

(4/255)

 

 

كتاب تقدمة الْمعرفَة فَأن هَذِه الْحمى شَدِيدَة الْحَرَارَة جدا والأخلاط فِيهَا فِي غَايَة الرقة فَلذَلِك يستفرغ مِنْهَا شَيْء كثير جدا فِي كل يَوْم وأنما يحْتَاج إِلَى تَغْلِيظ وترطيب لَا إِلَى استفراغ لَكِن إِذا وجدت سَائِر الحميات العفنة مائلة إِلَى السونوخوسية فافصد أَعنِي أذا وجدت فِيهَا الْحَرَارَة كَثِيرَة مَعَ رُطُوبَة وامتلاء فِي الْبدن وَحُمرَة اللَّوْن وتمدد وَقُوَّة لِأَن فِي هَذِه إِذا فصدت خف نضج الْبَاقِي على الطبيعة وَإِذا وجدت الْحمى مائلة إِلَى المذيبة أَعنِي الَّتِي ينخرط فِيهَا الْوَجْه سَرِيعا وَهِي الشَّدِيدَة الْحَرَارَة القحلة الْيَابِسَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا أثر رُطُوبَة وامتلاء فَلَا تفصد بل عالج بالترطيب وبالغذاء وَإِن وجدت الْحمى مائلة إِلَى النِّيَّة أَعنِي الطَّوِيلَة النافض اللينة الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة الَّتِي لون الْبدن فِيهَا أَبيض أصفر وَكَانَ مَعَ ذَلِك ثقل وتمدد فَلَا تفصد وَعَلَيْك بالأنضاج.

وَبِالْجُمْلَةِ فان الْخَاص بسونوخوس الفصد والأستفراغ حَتَّى يغشى عَلَيْهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي الْبدن شَيْء)

آخر يحْتَاج أَن يعْنى بِهِ بعد الفصد فَأَما حميات العفن الَّتِي تقرب مِنْهُ وتشبهه فيفصد مِنْهَا وَلَا يفرط فِي أخراج الدَّم لِأَنَّهُ لَيْسَ علاجه ذَلِك فَقَط لَكِن تحْتَاج أَن تعالج العفن مُدَّة فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن يبْقى من الدَّم بَقِيَّة تمده بالعلاج وبمقدار قربهَا وَبعدهَا من سونوخوس يكون كَثْرَة أخراج الدَّم قَالَ: ويستدل على الْأَبدَان الَّتِي فِيهَا خلط غليظ ني كثير بِأَن اللَّوْن مِنْهَا عديم الدَّم والنبض مُخْتَلف واكثره الصَّغِير البطيء.

قَالَ: ولونهم رصاصي أَو بَين الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَغَيره من الألوان الكمدة أَي لون كَانَ غير الْأَحْمَر ونبضهم مُخْتَلف فِي السرعة والعظم وَأَكْثَره الصَّغِير البطيء ويعتريهم ثقل وكسل وإبطاء الْفَهم والحواس فَلَا تفصد هَؤُلَاءِ وَلَا تستفرغهم إِذا حموا أصلا وانتظر بالفصد ابداً انحطاط نوبَة الْحمى ونضج الطَّعَام. ويستدل على ذَلِك بالبول.

لي على مارأيت فِي كتاب الدَّلَائِل: يَنْبَغِي أَن لايوافي النّوبَة طَعَاما ولاشراباً فِي الْمعدة لم ينضج فَأن ابْتِدَاء النّوبَة حِينَئِذٍ يطول ويعسر الصعُود وَيطول وَإِن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة كَاد أَن يختنق العليل لشدَّة الإنطفاء وَالْبرد وانضغاط النبض ثمَّ أَن قويت الْقُوَّة وتصاعدت الْحمى كَانَت الْحَرَارَة أَزِيد أضعافاً كَثِيرَة وَذَلِكَ بَين من أجل أَن مَادَّة الْحمى تشبه حَال الطَّعَام فِي تبريده للحرارة الغريزية ثمَّ اشتعاله بهَا وَكلما كَانَ ذَلِك الطَّعَام أغْلظ وَأَبْطَأ اسْتِحَالَة كَانَ ذَلِك كُله أَشد وأوكد وَإِن تقيأ فِي ذَلِك الْوَقْت لم يخرج الطَّعَام وَحده بل خرج مَعَه أَشْيَاء من مواد الْحمى وَذَلِكَ أَن رطوبات تنصب إِلَى الْمعدة فِي وَقت الْحمى فَيكون لذَلِك الِابْتِدَاء أقصر والأنتهاء أسْرع وَأقرب والحرارة أخف.

قَالَ: وَمَا كَانَ من الحميات مَعَ نُقْصَان من الْبدن شَدِيد فالحاجة إِلَى التغذية اكثر حَتَّى أَنه رُبمَا احتجت إِلَى أَن تغذو فِي وَقت النّوبَة وَمَا كَانَ من الحميات من الامتلاء وَفِي الْبدن فضول كَثِيرَة فَفِي الْجُمْلَة حَاجته إِلَى الْغذَاء قَليلَة. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن تغذوه إِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ

 

(4/256)

 

 

أَيْضا إِلَّا بالبعد من النّوبَة فَأن لم تكن نَوَائِب فَفِي أخف الْأَوْقَات عَلَيْهِ أَو ألطف أَوْقَات النَّهَار أَو وَقت عَادَته فِي الْأكل فِي الصِّحَّة هَذَا فِي المطبقة.

جملَة استقصيتها فِي أَمر الْحمام مَعَ الْحمى: يسْتَعْمل الْحمام فِي المحموم وَيتْرك بِحَسب الْأَعْرَاض فالحمى المذيبة لاينبغي أَن يقرب فِيهَا الْحمام الْبَتَّةَ لَكِن الترطيب بِالْمَاءِ الَّذِي يبلغ فتورته إِلَى أَلا يحل من الْبدن شَيْء وَكَذَلِكَ فِي الدق وَلَا يقربُوا سخونة الْحمام وهواءه الْحَار ماأمكن لِأَنَّهُ)

ضار بهم وَأما فِي الغب فَأَنَّهُ لايضر أَن يستحم قبل النضج لِأَنَّهُ لَا يخْشَى من هَذِه الْمَادَّة ارتباك وَلَا سدد وَأما فِي البلغمية وَالرّبع فَلَا تطلق لَهُ ذَلِك قبل النضج وَأطلق لَهُ بعد النضج. فَأَما الشَّرَاب فبقدر حرارة الْحمى وَالْعَادَة فَلَا تطلق لمن بِهِ حمى عفن قبل النضج لِأَنَّهُ يزِيد فِيهِ فأذا نضج فَأَطْلقهُ لَهُ فَأَنَّهُ ينضج الْمَادَّة واما حمى يَوْم فاطلق لَهُ الْحمام وَالشرَاب ويستقصى هَذَا فِي مَوْضِعه.

لي على مارأيت فِي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء: الْحمى القحلة الَّتِي يحمها أَصْحَاب الأمزجة الْيَابِسَة من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام والتعب وَنَحْوه لَيست حمى عفن الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا هِيَ حمى تهيج من حمى الْبدن فَأن غذي صَاحبهَا سلم وإلاوقع فِي الدق وَلذَلِك يسقى مَاء بَارِدًا ويغذى فِي جَمِيع أَوْقَاتهَا وَهِي نوع من حميات يَوْم إِلَّا أَنَّهَا النَّوْع الْمُؤَدِّي إِلَى الدق كَمَا أَن الَّتِي من سدد تُؤدِّي إِلَى سونوخوس.

الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات قَالَ كَثْرَة حرارة الْحمى أَنما يكون دَائِما بِحَسب كَثْرَة مايتحلل من الْبدن فَأَما عاديتها وَكَثْرَة حَرَارَتهَا فَتكون بِحَسب مامع الْخَلْط من الحدة فَلْيَكُن هَذَا فِيهِ أعظم دَلِيل على الْخَلْط المولد للحمى.

أوريباسيوس وبولس: يَنْبَغِي فِي حميات العفن أَن لم يكن بِهِ تخمة وساعدت الْقُوَّة الفصد وَبعد الفصد فنق الْبدن من العفن بالإسهال وإدرار الْبَوْل والعرق فَأن مَالَتْ الفضول من ذَاتهَا إِلَى فَم الْمعدة فَاسْتعْمل الْقَيْء وَاسْتعْمل من هَذِه أقلهَا حرارة وَلَا تسْتَعْمل تخلخل الْبدن قبل الإستفراغ فَإِذا استفرغته تخلخله بدهن البابونج وَفِي هَذَا الْوَقْت ان تشرب شرابًا مائياً وتستحم باعتدال حلل وَأخرج مابقي من العفن وَأما فِي وَقت الصعُود الْكُلِّي فَلَا تسْتَعْمل الْحمام وَلَا شرابًا وَلَا تخلخل الْبدن.

قَالَ: وَفِي الحميات الحارة جدا المحرقة أسق المَاء الْبَارِد بعد أَن يكون النضج ظَاهرا وَالْقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَ العليل خصيب الْبدن وَالْوَقْت صيفاً فحمه بِالْمَاءِ الْبَارِد وَأما إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والنضج ظَاهر والحميات قد انحطت فينفع الْحمام وَشرب الشَّرَاب وتخلخل الْبدن بدهن البابونج وَنَحْوه.

فِي الأدهان فِي الْحمى أريباسيوس وبولس قَالَا: أَن كَانَ الصداع فِي الْحمى فَاسْتعْمل صب الأدهان على الرَّأْس بعد نُقْصَان حِدة الدّور لي يَعْنِي الهبوط الجزئي قَالَ: بَارِدًا فِي الصَّيف)

وفاتراً فِي الشتاءويكون دهن ورد وخل خمر.

 

(4/257)

 

 

من كتاب الدَّلَائِل: ماكان من الحميات مَعَ نُقْصَان الْبدن فالحاجة فِيهِ إِلَى الْغذَاء أَكثر بل رُبمَا غذونا العليل فِيهَا فِي وَقت الْحمى وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعَ فضول فِي الْبدن وامتلاء فاحذر كَثْرَة الْغذَاء ولايكون إِلَّا فِي فتراتها وبمقدار مَالا تسْقط الْقُوَّة.

السَّادِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذ يميا قَالَ: الْحمى الَّتِي يعرض مَعهَا نافض تكون أقوى وَأَشد حرارة.

لي لهَذَا عِلّة تحْتَاج أَن تحذر والتجربة تشهد بِهَذَا فِي الْأَكْثَر.

الثَّامِنَة من تَفْسِير السَّادِسَة قَالَ: الحميات الَّتِي تتقرح مَعهَا الشفتان تدل على أَنَّهَا من الحميات الفترة وخاصة الغب قَالَ: فَأن كَانَت فِي وَقت فِي اللَّازِمَة فَأَنَّهَا تدل على أَنَّهَا ستنحل وتفارق.

لي الحميات الَّتِي تَأْخُذ بعقب الفصد والإسهال لاتخف مِنْهَا فَأَنَّهَا يومية لاعفنية وَيحْتَاج أَن يرطب الْبدن فِيهَا ويغذى بأغذية بَارِدَة رطبَة لتعدل الأخلاط الَّتِي تسخنها فيسكن بذلك وَأعظم الاشياء فِي نَفعهَا الضماد الْبَارِد على الْقلب والكبد.

الأولى من أَصْنَاف الحميات: الحميات الحادة تحدث عِنْد طُلُوع الْكَلْب لشدَّة سخونة الجو فَأن الجو إِذا سخن يسخن الْقلب جدا والشرايين لما يجتذب مِنْهُ وَعند ذَلِك تستحيل حَرَارَتهَا إِلَى النارية.

لي لست أرى الْحمام للمحموم صَوَابا فِي حَالَة وَإِذا احْتَاجَ إِلَى التَّحْلِيل لبدنه والترطيب كَانَ ذَلِك فِي آبزن فِي مَوضِع معتدل وخاصة لأَصْحَاب الْأَبدَان المرارية فَأَنَّهُ يسْرع إِلَيْهِم مِنْهُ الغشي.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: الحميات ثَلَاث: الدق وَحمى يَوْم والعفن فحمى يَوْم عِنْد انحطاط نوبتها تنْحَل الْبَتَّةَ بالحمام والعفنة لَيْسَ كلهَا تنْحَل بالحمام لَكِن مَا كَانَ مِنْهَا الْخَلْط المولد لَهُ فِيهِ قد نضج انحطت الْحمى انحطاطاً كلياً وَأما الدق فيئس الْأَطِبَّاء فِي أدخال صَاحبهَا الْحمام نظر.

لي أَقرَأ جملَة مافي الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء فِي الْحمام فَأَنَّهُ يزْعم أَن جَوْهَر حمى يَوْم ينْحل فِي الْحمام وَلَيْسَ لَهَا علاج أفضل مِنْهُ وَكَذَلِكَ السددية لاغنى بهَا فِي فتح السدد عَن الْحمام. وَأما الدق فَأَنَّهُ يحْتَاج فِيهِ إِلَى المَاء الْبَارِد لَكِن يدْخلُونَ الْحمام لتسخن أبدانهم فَلَا يَضرهَا المَاء الْبَارِد إِذا لقيها دفْعَة لِأَنَّهَا منهوكة بَارِدَة فَأَما حميات العفن فتجتنب الْحمام فِي أول أمرهَا وصعودها)

لِأَن الْجلد وَاللَّحم كثيف فيحرك الفضول وَلَا يخرج.

وَأما فِي الأنحطاط وخاصة الْكُلِّي فَأَنَّهُ نعم العون على تَحْلِيل مَادَّة العفن. وَأما الَّتِي مَعَ أورام فَأَنَّهُ

 

(4/258)

 

 

يحذر فِيهِ من اسْتِعْمَال الْحمام وخاصة فِي ابْتِدَاء الدّور وَفِي تزيده فَلَا تستعمله.

وَأما الشَّبَاب الخصيبوا الْأَبدَان فانهم إِذا حموا حمى حريفة فَلَا يكره لَهُم بعد الأنحطاط الجزئي الأستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد.

لي الْحمام يهيج الْحَرَارَة وَيسْقط الْقُوَّة جدا فاستعماله حَيْثُ حرافة وحدة خطأ. وَأما حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تخلخل سطح الْبدن فَلَا غنى بِهِ عَنهُ بتحرز.

المسبتة الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: من النَّاس من يُصِيبهُ فِي ابْتِدَاء النوائب سبات شَدِيد أوضعف وَذَلِكَ يكون لِأَن الدِّمَاغ يبرد بردا شَدِيدا وَهَذَا يكون عَن استعداد فِيهَا لذَلِك لِكَثْرَة بلغم أَو سوء مزاج فَفِي وَقت النّوبَة يقوى ذَلِك حَتَّى يظْهر.

لي هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ أَن يعطسوا أَو يغرغروا وتسخن رؤوسهم أذا كَانَ من سوء مزاج فَقَط وخاصة فِي وَقت النّوبَة.

الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: فلَان الطَّبِيب لما انحطت حماه يَوْم كَانَت بِهِ ونقى عرقه وبدنه استحم وَلم يزل يتدبر تدبيراً لطيفاً إِلَى أَن جازه الْيَوْم الثَّالِث فَلَمَّا لم يحم فِي الثَّالِث رَجَعَ إِلَى عَادَته.

لي هَذَا الْوَجْه الأجود فِي مَا يدبر بِهِ من حم وَإِنَّمَا صَار تلطيف التَّدْبِير إِلَى الثَّالِث لمضى نوبَة الغب والبلغمية وَلَا ينْتَظر أَرْبَعَة أَيَّام لِأَن الرّبع لَا تكَاد تحدث ابْتِدَاء.

من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: مِمَّا لَا يُفَارق الْحمى السرعة والتواتر فِي النبض وحرارة اللَّمْس الحاد وتواتر النَّفس.

قَالَ: والحميات الَّتِي تكون من العفونة علاجها بعد نضج الأخلاط الْحمام وَكَذَا أَوْقَات شرب المَاء الْبَارِد يكون بعد النضج.

من نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة قَالَ قولا يُوجب مِنْهُ ماأقول: من عرضت لَهُ حمى فَأن علم أَي نوع هِيَ فَذَلِك وَإِلَّا فليلطف التَّدْبِير إِلَى أَن يجوز الرَّابِع وَلَا يستحم ولايتعب وَلَا يَأْكُل يَوْم نوبَته حَتَّى يتَجَاوَز السَّاعَة الَّتِي تَأتي فِيهَا نوبتها. 3 (الْحمام فِي الحميات) من جَوَامِع أغلوقن: أطلق للعليل فِي الغب الْخَالِصَة أَن يستحم وَلَو قبل النضج وَإِن أحب ذَلِك وَكَانَ مُعْتَادا لَهُ أَن يَجعله مرَّتَيْنِ فليستحم ويسبح فِي المَاء لِأَنَّهُ لَيْسَ يخْشَى فِي هَذِه الْحمى أَن ينْحل مِنْهَا شَيْء كثير دفْعَة تَأتي نَاحيَة الْجلد فتورث سدداً لِأَن مادتها رقيقَة لَطِيفَة فَمَا يحلل مِنْهَا يتَحَلَّل من المسام. فاما الغب غير الْخَالِصَة والبلغمية وَالرّبع فَلَا يُطلق الأستحمام دون نضج لِأَن موادها غَلِيظَة تنْحَل بالحمام ثمَّ لَا تحلل من المسام فَتحدث

 

(4/259)

 

 

سدداً ثمَّ تسيل إِلَى بعض الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة فأذا نضج فحمه وَالشرَاب لَا يسقى وَلَا فِي الغب قبل النضج فَأَنَّهُ يزِيد فِي مادتها وَبعد النضج يسقى فِي الْجَمِيع.

من جَوَامِع الحميات على غير تَفْصِيل: بِقدر طول الفترة يكون بعد الْحمى عَن الْخطر وبالضد.

لي فَلذَلِك أخطر الحميات اللَّازِمَة ثمَّ البلغمية ثمَّ الغب ثمَّ الرّبع. فَأَما الْخمس وَالسُّدُس فَأَقل خطراً من الرّبع.

من كتاب العلامات: إِذا كَانَ فِي الْحمى قيء وعرق كثير وحرارة فِي ظَاهر الْبدن ونداوة فَاعْلَم أَنَّهَا لَيست من استحصاف الْبدن.

لي إِذا رايت فِي حمى ربع أَو غب أَو بلغمية الْبدن ينقص ويذوب أَكثر مِمَّا كَانَ من عَادَته أَن يكون فِيهَا فَانْظُر حسنا فَأن مَعهَا حمى دق وتفقد حِينَئِذٍ البرَاز فَأن كَانَ دهنياً دسماً فاقصد الرَّابِعَة من الْفُصُول: اسخن الحميات المحرقة ثمَّ الغب الْمُفَارقَة.

لي ثمَّ سونوخوس ثمَّ الرّبع ثمَّ بعض الحميات اليومية ثمَّ الدق ثمَّ البلغمية ويخالط سونوخوس واليوميات حرارة بخارية. فَأَما حميات العفن والدق وَإِن كَانَتَا لينتين فَأَنَّهُ إِذا طَال لمسك لَهما أحسست مِنْهُمَا بحرارة يابسة لذاعة.

لي المليلة حَال مَا يتَقَدَّم الحميات أَو يتَأَخَّر وَرُبمَا أنذرت بهَا وَهِي حميات إِلَّا أَنه يبلغ من قلتهَا أَلا تحس أحساساً ظَاهرا وَأَن طَالَتْ مدَّتهَا أفسدت المزاج وصفرت اللَّوْن وأفسدته وَيكون أعراضها التكسر والإعياء وَنَحْوهمَا ويعالج بالنقوع والجلنجبين والورد خَاصَّة نَافِع لهَذِهِ الْحَال وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى نفض وَبِالْجُمْلَةِ يكون من خلط رَدِيء مستكن فِي الْبدن فاستفرغ وَبدل مزاجه.

شرك: اهليلج أسود جيد للمليلة.)

لي ينفع مِنْهُ سف الكزبرة مَعَ رَاحَة سكر كل يَوْم.

ابْن ماسوية: الكشوف مخرج للفضلات الردية من الْعُرُوق وَيذْهب بالمليلة وَنَافِع من حميات الصّبيان إِذا شرب مَعَ السكنجين والحميات البطية اللينة المزمنة وَالَّتِي قد هيجت الأحشاء.

أَبُو جريح: النانخواة تذْهب بالمليلة والحميات الطَّوِيلَة أرلخوز الغافت نَافِع جدا للحميات الحادة بولس: علاج حميات العفن إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فافصد من ساعتك إِلَّا أَن يكون فِي الْبَطن سوء هضم فَأن لم يكن فَانْظُر فِي الْقُوَّة وَبعد الفصد استفرغ بَاقِي الفضول العفنة

 

(4/260)

 

 

بالإسهال وإدرار الْبَوْل والعرق فَأن مَالَتْ الفضول من ذَاتهَا إِلَى فَم الْمعدة فأعن على الْقَيْء وَإِن لم تمل وَلم تهج غثياً فَلَا ولطف التَّدْبِير واجعله مِمَّا لَا يسخن كَمَاء الشّعير والسكنجين وَمَاء الْعَسَل وَإِن لم يستطلق الْبَطن حقن وَلَا تجْعَل الْبدن كُله متخلخلاً قبل الأستفراغ وَبعد الأستفراغ يُمكن أَن يتخلخل بِشَيْء فاتر الْحَرَارَة كدهن البابونج وَفِي هَذَا الْوَقْت إِن شرب شرابًا مائياً بِمَاء كثير يُحَرك جَمِيع الاستفراغات وَكَذَا يفعل الْحمام المعتدل فِي هَذَا الْوَقْت بِالْمَاءِ العذب فَأن كَانَت الْحمى قَوِيَّة عَظِيمَة فَلَا تسْتَعْمل شرابًا وَلَا حَماما وَلَا أدهاناً تخلخل الْجَسَد بل اسْقِ المَاء الْبَارِد أَن لم يمْنَع مَانع فَأَنَّهُ أَن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والحمى حارة جدا محرقة والنضج بَين فنق واعط المَاء الْبَارِد. وَإِن كَانَ العليل مَعَ ذَلِك خصيب الْبدن وَالزَّمَان حَار فَأدْخلهُ المَاء الْبَارِد وَإِن كَانَت حرارة الْحمى لَيست قَوِيَّة وَالْقُوَّة قَوِيَّة والنضج بَين فَأَنَّهُ ينْتَفع جدا بالحمام وَشرب الشَّرَاب والأدهان المخلخلة للجسد.

لي هَذَا تَدْبِير مَا كَانَ من حميات العفن حاراً كاللازمة وَالْغِب والمحرقة لَا الرّبع والبلغمية صفة لَهُ جَيِّدَة قَالَ: هَذِه حقنة تسكن الْحمى يُؤْخَذ صفرَة بيضتين زعفران اثْنَا عشر قيراطاً دهن ورد أوقيتان ميبختج ثَلَاث اوراق مَاء الشّعير ثَلَاث أوراق ويحقن بِهِ فَأن هَذِه الحقنة تسكن الْحمى تسكيناً عجيباً وتطفىء الْحَرَارَة واللهيب حَتَّى يعجب من ذَلِك.

لي هَذِه الحقنة الْمُتَقَدّمَة من اختيارات حنين وخبرني بعض النَّاس أَنه جربها فِي حمى محرقة فَوَجَدَهَا تسكن اللهيب والعطش جدا.

الْأَشْيَاء الَّتِي ألحقها بولس بالحميات فِي الْأَمْرَاض الوافدة فِي الَّذين يعرض لَهُم غشي من كَثْرَة الكيموسات النِّيَّة فِي الَّذين يعرض لَهُم الغشي لرقة أخلاطهم. فِي الغشي فِي الوجع فِي بعض الْأَعْضَاء مَعَ الْحمى فِي الذوبان وَهِي الْحمى المذيبة فِي السهر مَعَ الْحمى فِي السبات فِي الصداع)

مَعَ الْحمى فِي القشعريرة والنافض فِي الْعرق فِي السعال مَعَ الحميات فِي بوليموس مَعَ الْحمى فِي الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة مَعَ الْحمى فِي الْعَطش مَعَ خشونة اللِّسَان فِي الغشي فِي الأستطلاق فِي الرعاف فِي الغشي فِي تقرح القطاة وَقد ذكرنَا نَحن فِي بَابه كلَاما على ماذكر وَمَا يَلِيق بِهَذَا الْمَوْضُوع فَفِي بَابه.

لي على مارأيت فِي أغلوقن: إِذا كَانَ فِي النّوبَة المبتدئة تلهب كثير وعرق غزير فَلَيْسَتْ بلغمية الْبَتَّةَ والعرق دَلِيل على أَن الْحمى لَيست بلغمية فَعِنْدَ ذَلِك إِمَّا أَن تكون ربعا أَو غبا فَانْظُر فِي النافض والنبض خَاصَّة فَأَنَّهُ ان كَانَ صَغِيرا جدا وَلم يكن عرق كثير فربع وبالضد.

فِي الْحمام من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: اسْتعْمل فِي حمى يَوْم وحميات العفن الْحمام أَكثر لَكِن كَمَا أَنه يسْتَعْمل فِي اليومية الْحمام عِنْد انحطاط النّوبَة فَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي حميات العفن عِنْد الأنحطاط الْكُلِّي لَا قبل ذَلِك لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت تنْحَل الفضول اللذاعة الْبَاقِيَة ويودع الْبَطن رُطُوبَة عذبة

مسَائِل أبيذيميا من كَانَ فِي عروقه أخلاط نِيَّة لَا يُطلق لَهُ التَّعَب وخاصة إِن لم يعتده فَأَنَّهُ يثير الْحمى لَكِن اجْتهد أَلا تعفن تِلْكَ الأخلاط بِالسُّكُونِ والدعة وتجنب الْأَشْيَاء الحارة إِلَى أَن تستفرغه فأذا استفرغته فَلَا تبال حِينَئِذٍ بالتعب.

الثَّامِنَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبذيميا قَالَ: الحميات الَّتِي تتبثر مَعهَا الشّفة هِيَ حميات مقلقة وَفِي الْأَكْثَر الغب الْخَالِصَة وَحمى يَوْم وَذَلِكَ أَنَّهَا تدل على قلَّة الْمَادَّة وحدتها وخفتها على الطبيعة.

من الْفُصُول: التَّدْبِير نَافِع لجَمِيع المحمومين لاسيما الصّبيان.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: الْمَشْي والتعب جملَة والدلك والجوع والتكميد وكل مايهيج حرارة عَدو لمن بِهِ حمى.

لي والإكثار من الْكَلَام.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: الْحمى أَن لم تبادر فتغمر بالأشياء المرطبة وَإِلَّا ازْدَادَ العفن كل يَوْم وَقَوي فبادر بالترطيب والتبريد.

قَالَ: وَقد قَالَ قوم أَن الحميات الدائمة تكون لِكَثْرَة الأخلاط لَا لِأَنَّهُ دَاخل الْعُرُوق.

لي حدث لي بِبَغْدَاد حمى بنافض وتصاعد النبض ثمَّ حممت وَلم أعرق وَلم تعاود بعد)

أنقضائها فَلهَذَا يَنْبَغِي أَن تعلم أَنه لَيْسَ مَتى كَانَت بنافض نقطع أَنَّهَا لَيست بيومية وبالضد.

الْمسَائِل الطبيعية قَالَ: الْحَرَكَة تهيج الْحمى وتشعلها كالنفخ للنار.

قَالَ: الْأَصْلَح فِي أول الْحمى التدثر فأذا حمى الْبدن فالتكشف أَن كَانَ الْهَوَاء طيبا ريحًا بِأَن يكون فِيهِ وَإِذا كَانَت ريح قَوِيَّة فَأن لَا تَلقاهُ مابين النوبتين فَيَنْبَغِي أَن يسخن الْبدن بالحمام أَو صب المَاء الْحَار على الْأَطْرَاف والدلك والمرخ فِي الحميات الطَّوِيلَة الفترات لَا سِيمَا المزمنة فان ذَلِك يكسر حِدة النّوبَة وَالثَّانيَِة يوهنها وَيقصر مدَّتهَا.

الْهِنْدِيّ: عالج الحميات البلغمية بالقيء ودواء الْمَشْي. استكبره قَالَ: عالج الْحمى العفنة بدواء الْمَشْي.

فِي المختلطة الَّتِي لَا نظام لَهَا وَلَا يُوقف مِنْهَا على شَيْء حميد فِي جمل الحميات تَأتي.

قَالَ أطهورسفس: إِن زبل الْإِنْسَان الْيَابِس إِذا شرب بِخَمْر أَو عسل نفع من جَمِيع أدوار قَالَ ابْن ماسوية: البقلة الحمقاء نافعة فِي الحميات المستحكمة.

قَالَ بديغورس: خَاصَّة الباداورد تنقية الْحمى الحادة. د: البابونج إِذا سحق بدهن ومرخ بِهِ نفع من الحميات الدائرة. ج قَالَ: وينفع من الحميات بعد استحكام نضجها وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا من تكاثف الْبدن.

 

(4/262)

 

 

قَالَ ابْن ماسوية: الْجلاب نَافِع من الْحمى المتولدة من البلغم والمرة. مرق الديوك الهرمة الَّتِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع للحميات المزمنة النافضة وَغَيرهَا.

لي إِذا احتجت فِي هَذِه الحميات إِلَى مسهل فأسهل بِهِ مَرَّات فَأَنَّهُ جيد.

قَالَ د: أَنه يسهل خلطاً نياً وَإنَّهُ يكون بِهِ ذهَاب هَذِه الحميات وَهُوَ جيد للسوداء والحمى الرّبع خَاصَّة لِأَنَّهُ يسهل خلطاً أسود وَيَنْبَغِي أَن يسهل بِهِ فِي الرّبع مَرَّات ويقوى فِي البسبايج إِن شَاءَ الله والكشوث نَافِع من الحميات المزمنة وخاصة مَاؤُهُ نَافِع من الحميات الْعَارِضَة للصبيان إِذا شرب مَعَ السكنجين.

ابْن ماسوية: سمرينون يشرب لأدوار الْحمى. د: الكرنب نَافِع من الحميات المزمنة والبلغمية الْخَالِصَة الَّتِي لَا صفراء مَعهَا.

ابْن ماسوية: رب الحصرم جيد للحمى الحارة. د: الزراوند نَافِع من الحميات الدائرة.) د: والرازيانج أَن سقِِي بِمَاء بَارِد فِي الحميات سكن الغثي والتهاب الْمعدة وَهُوَ نَافِع من الحميات المزمنة.

ابْن ماسوية: الْخَرْدَل يرض رضَا جريشاً نَافِع من الحميات الدائرة.

ابْن ماسوية: الرازيانج أَن سقِِي بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الحميات المزمنة نفع.

قَالَ ب: لاينبغي أَن يسقى المحموم دَوَاء مسهلاً لِأَن لُحُوم المحمومين قبل الاربع عشرَة حارة جدا فَهِيَ تجذب الدَّوَاء إِلَيْهَا بِسُرْعَة فَأن كَانَ الدَّوَاء كثيرا قَتله سَرِيعا وَإِن كَانَ قَلِيلا زَاد فِي حماه وَطول مُدَّة مَرضه وأصابهم يرقان وَإِن كَانَ بالدواء المسهل من الْقُوَّة مَالا يقدر الْبدن على جذبه فَأَنَّهُ يسهل هَؤُلَاءِ اسهالا قَوِيا وأصابهم تشنج من شدَّة يبس أبدانهم فَأن نَجوا تَركتهم الْحمى بعقب النفض ثمَّ عاودتهم بعد فأهلكتهم فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تدني من المحمومين الأقوياء الْحمى دَوَاء مسهلاً قَوِيا وَلَا دَوَاء مسخناً إِلَّا أَن يضطروا إِلَى ذَلِك بل تعتمد فِيهِ على الحقن مَرَّات كثيرو وَكَذَا فِي زمن القيظ وَاسْتعْمل بدله الحقن.

من الْكَمَال والتمام: طبيخ شاهترج ثَلَاثَة حشيش غافت أَرْبَعَة أصل كرفس أصل الرازيانج خَمْسَة خَمْسَة شكاعي وباداورد دِرْهَمَانِ يطْبخ برطل مَاء حَتَّى ينتصف ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ج: فِي حِيلَة الْبُرْء الثَّامِنَة مِنْهَا قَالَ: الْحمى إِمَّا أَن يكون السَّبَب الَّذِي أثارها قد هدأ وَبَطل أَو يكون سَببه مُقيما وَهَذَا نَوْعَانِ نوع يعسر قلع سَببه وَهِي اقطيقوس وَنَوع لَا يعسر قلع سَببه وَهِي حميات العفن الَّتِي فِي الأخلاط.

قَالَ: الْحمى من جِهَة أَنَّهَا شَيْء خَارج عَن الطبيعة يَنْبَغِي أَن يبطل وَمن أَنَّهَا مرض

 

(4/263)

 

 

سوء مزاج يَنْبَغِي أَن يداوى بأصلاح المزاج وَلِأَنَّهَا سوء مزاج حَار يَنْبَغِي أَن يداوى بتبريد المزاج الْحَار فَأن كَانَ السَّبَب الْفَاعِل قد بَطل فأنما بَقِي عرض وَاحِد وَهُوَ تبريد سوء المزاج الحارن فَأن كَانَ السَّبَب ثَابتا فَانْظُر فَأن كَانَ السَّبَب قَائِما والحمى بعد لم تتكون وَلم تستحكم قصد لقلع السَّبَب واستئصاله وَإِن كَانَ بعض الْحمى قد كَانَ واستحكم وَبَعضه تكون بِالسَّبَبِ قصد لقلع السَّبَب وتبديل المزاج جَمِيعًا إِلَّا أَنه يقدم أَولا قلع السَّبَب ثمَّ تكر على تَبْدِيل المزاج.

حمى يَوْم وَحمى دق تشترك فِي السَّبَب الْفَاعِل لَيْسَ يكون بهَا دَائِما لكنه قدر فعل وَوَقع إِلَّا أَنه فِي حمى يَوْم كَانَ فعل قَلِيلا وَفِي حمى الدق فعل كثيرا بِمَنْزِلَة خَشَبَة تمكنت النَّار مِنْهَا تمَكنا قَوِيا وَفِي حمى يَوْم بِمَنْزِلَة خَشَبَة لم تتمكن النَّار مِنْهَا إِلَّا تمَكنا ضَعِيفا.)

لي الحميات الْكَثِيرَة الْأَيَّام يحْتَاج إِلَى النّظر فِيهَا إِلَى قُوَّة الْمَرِيض وَأما حمى يَوْم فَلَا.

اسْتِخْرَاج: لايستحق أَن تجْعَل أَجنَاس الحميات ثَلَاثَة لِأَن حمى دق وَحمى يَوْم يُقَال عَنْهَا أَنَّهَا حمى من حرارة بِلَا عفن فَهَذَا جنس لَهما كَمَا أَن الْحمى جنس للْجَمِيع من الحميات وَلَكِن الْحمى جِنْسَانِ: إِمَّا بعفن وَإِمَّا بِلَا عفن وَالَّذِي بِلَا عفن جِنْسَانِ: أما شَدِيدَة التأكل وَهِي حمى الدق وَإِمَّا قَليلَة التأكل وَهِي حمى يَوْم. وَحمى دق ثَلَاثَة أَنْوَاع: أما أَن يكون بِسوء مزاج قد قبله الْعظم وَنَحْوه من الْأَعْضَاء الصلبة وَهَذِه هِيَ الذبولية وَأما أَن يكون قد قبله اللَّحْم أويكون قد قبله الْأَعْضَاء الْقَرِيبَة الجمود. وَحمى يَوْم جِنْسَانِ: أما من دَاخل. وَهَذِه نَوْعَانِ: أما لرداءة كَيْفيَّة مثل الْأَطْعِمَة الحارة وَإِمَّا كَثِيرَة الكمية فَتكون عَنْهَا التُّخمَة وَإِمَّا من خَارج وَالَّتِي من خَارج إِمَّا نفسانية كالفرح والحزن وَالْغَم والسهر والهم وَالْغَضَب أَو طبيعية كالتعب وَتغَير الْهَوَاء والأستحمام بِمَاء قَابض أَو كبريتي. وَالَّتِي مَعَ عفن جِنْسَانِ: إِمَّا فِي كل الْبدن أَو فِي بعضه كالورم فِي بعض الْأَعْضَاء الَّتِي تسخن ماقاربها دَاخِلا كَانَ هَذَا الْعُضْو أَو خَارِجا فَأَنَّهُ لايمكن أَن يحم عُضْو وارم إِلَّا بعفونة وَلذَلِك أعد وجع الأربية حمى عفن وَإِن كَانَت سريعة الزَّوَال فأنما تَزُول بِزَوَال سَببهَا وَإِلَّا اقامت وعفنت جَمِيع أخلاط الْبدن وَأما عفونة فِي جَمِيع الْبدن فَأَما أَن تكون من خَارج الْعُرُوق وَهِي إِمَّا غب أوبلغمية دَائِرَة أوربع وَإِمَّا دَاخل الْعُرُوق وَهِي إِمَّا غب دائمة وَإِمَّا ربع فتشتد كل ثَالِث أَو دائمة. والدائمة ثَلَاثَة أَنْوَاع إِمَّا أَلا تزَال تشتد مُنْذُ ابتدائها إِلَى تَركهَا أَو تضعف مُنْذُ ابتدائها إِلَى تَركهَا أَو تبقى على حَالَة وَاحِدَة فَهَذِهِ هِيَ البسائط وَقد تنوب حميات خمْسا وستاً وَسبعا وَعشرا وَفِي كل شهر وَقد رَأَيْت ذَلِك وَإِمَّا المركبة فالتي يحدث فِيهَا حر وَبرد مَعًا فِي عُضْو وَاحِد وَالَّذِي يحدث فِيهِ حر فِي ظَاهر الْبدن وَبرد فِي بَاطِنه وَبِالْعَكْسِ أَو يتركب كل وَاحِد من حميات يَوْم والعفن والدق المتفردة مَعَ صاحبتها وَاحِدَة مَعَ وَاحِدَة

 

(4/264)

 

 

ممتزجة أَو متعاقبة تَجِيء أحداهما فِي أثر الْأُخْرَى أَو وَاحِدَة مَعَ اثْنَتَيْنِ أَو مَعَ ثَلَاث تَمام الْقِسْمَة. وَالَّذِي يسْتَحق أَن يذكر من المركبات لتغير علاجها شطر الغب وَهِي غب ودائمة وغب وَربع وَنَحْو هَذَا فَأَما غير ذَلِك فَلَا.

قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا كَانَت أَسبَاب الْمَرَض قد بطلت فَلَيْسَ يُؤْخَذ مِنْهَا على مابه دَلِيل مثل حمى يَوْم من غضب وَإِذا كَانَ السَّبَب قَائِما لابثاً ويولد الْمَرَض فَخذ دَلِيل العلاج مِنْهُ وَمن الْمَرَض نَفسه أَيْضا كحميات العفن فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يبتدأ بمداواة العفن وَلَا تغفل أَيْضا تبريد الْحمى)

وتطفئتها فَأن كَانَت الْأَشْيَاء الَّتِي يداوى بهَا العفن مُوَافقَة لتبريد الْحمى أَيْضا تغنمت ذَلِك وبادرت إِلَيْهِ وَإِن كَانَ مايداوى بِهِ ماقد استحكم وَفرغ من الْحمى يزِيد فِي السَّبَب فاستقص النّظر حِينَئِذٍ على هَذَا الْمِثَال. وَلَا تَخْلُو من هَذَا أما أَن تداوى الْحمى وتترك السَّبَب الْفَاعِل لَهَا نَاحيَة أَو تقطع السَّبَب وَلَا تبال بِنَفس الْحمى أَو تجْعَل أَكثر قصدك لأحد هذَيْن الغرضين وَلَا تغفل الْأُخَر وَالْأول من هَذِه الْأَقْسَام غير مَحْمُود لِأَنَّك مَتى كنت تداوي مَا يحدث من الْحمى دَائِما بأَشْيَاء تزيد فِي السَّبَب الْفَاعِل لَهَا لم يَنْقَطِع كَونهَا وَلم ينقص عظمها لِأَن كَونهَا أبدا تَابع للسبب وَأما الثَّانِي وَهُوَ أَن تقطع السَّبَب وتترك أَمر الْحمى فَأَنَّهُ نَاقص لَا يجوز اسْتِعْمَاله فِي كل مَكَان وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ بالحمى من الْعظم مَالا يُطيق العليل احْتِمَاله وَالصَّبْر عَلَيْهِ فَلَيْسَ يَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَال أَن تقصد لقطع السَّبَب بِمَا يزِيد فِي حر الْحمى وَلَا ينقص مِنْهُ الْبَتَّةَ وَإِلَّا أطفيت الْحمى والمحموم وَإِن كَانَ بالحمى من الضعْف مَالا يتخوف مَعهَا أَن يحل قُوَّة الْمَرِيض فِي الْمدَّة الَّتِي يقْصد فِيهَا لمقاومة السَّبَب فَلَيْسَ هَذَا هُنَا بناقص وَلَا مَكْرُوه وَأما الضَّرْب الثَّالِث وَهُوَ أَن تقصد قصد أعظمها وَلَا تفعل الْبَاقِي فَأَنَّهُ مَحْمُود فِي الْأَكْثَر ولاينبغي أَن تركب غَيره إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة وَفِي الْأَكْثَر تَجِد السَّبَب أقوى وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة بالحمى من الْعظم مَا إِن لم تقصد لدفعه أتلف الْمَرِيض فَفِي مثل هَذِه الْحَال فاقصد لتطفئة الْحَرَارَة وتبريدها ثمَّ أقصد بعد هَذَا لقطع السَّبَب الْفَاعِل لَهَا. وَخذ الْأَغْرَاض من هَذِه الثَّلَاثَة من الْقُوَّة والحمى وَالسَّبَب فالحمى تحْتَاج أَن تقلع وقلعها يكون بقلع السَّبَب وَالْقُوَّة تحْتَاج أَن تستبقى فَمَتَى رَأَيْت القوى تقاوم الْحمى قصدت لقلع السَّبَب وَمَتى رايت الْقُوَّة تقصر عَن ذَلِك قصدت لتقويتها أَولا ثمَّ عدت إِلَى قلع السَّبَب.

قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن تمْتَنع من الاستفراغ مَعَ ثبات الْقُوَّة وخاصة فِي الْحَيَّات القصيرة الْأَيَّام.

وَقَالَ: حمى دق وَحمى يَوْم مداواتها مداواة الْحمى نَفسهَا فَأَما حميات العفن فتخالط مداواة الْحمى نَفسهَا الْقَصْد لقلع السَّبَب الْفَاعِل.

 

(4/265)

 

 

قَالَ: العفونة لَا تَخْلُو من أَن تكون فِي الْعُرُوق كلهَا بالسواء أَو فِي أعظمهاوأشرفها وَهِي الَّتِي فِيمَا بَين الحالبين والأبطين أَو فِي عُضْو وَاحِد أَصَابَهُ ورم أَو سوء مزاج حَار والعفن لَا يكون إِلَّا لعدم الْبدن بتحلل ماكان مِنْهُ يتَحَلَّل وَذَلِكَ يكون من سدد فِي أَفْوَاه الْعُرُوق أما لغلظ الأخلاط فِي جَوف الْعُرُوق أَو لكثرتها أَو للزوجتها عِنْدَمَا تميل إِلَى نَاحيَة سطح الْبدن دفْعَة أَعنِي الأخلاط)

الَّتِي فِي جَوف الْعُرُوق وَإِنَّمَا تميل إِلَى هَذِه النَّاحِيَة دفْعَة أما لرياضة شَدِيدَة أَو سير عنيف أَو من تغير هَوَاء أَعنِي من شدَّة برد إِلَى حر أَو لغضب فَأَنَّهُ قد يعرض من هَذِه أجمع السدة الَّتِي ذَكرنَاهَا.

لي جالينوس يعد حمى مَعَ ورم أَو مَعَ عفونة.

قَالَ جالينوس فِي الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة: إِن فَسَاد الْغذَاء فِي الحميات زَائِد فِيهَا لِأَنَّهُ يُولد أخلاطاً ردية وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعنى بالهضم فِي الحميات جدا أَشد الْعِنَايَة.

وَقَالَ: إِذا بردت الْأَطْرَاف عِنْد ابْتِدَاء الدّور وَصغر النبض جدا وانقبض الدَّم نَحْو وسط الْبَطن فَأَنَّهُ دور قوي مؤذ جدا وَبِالْعَكْسِ فاجتهد فِي أسخان الْأَطْرَاف بالدلك.

قَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل للنافض حاراً فشفاؤه إِن كَانَ بِلَا مَادَّة للتبريد وَإِن كَانَ بمادة فبالأستفراغ كالنافض الْحَادِث عَن صفراء فانه يحْتَاج إِلَى أستفراغ وَأَن كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل للنافض بَارِدًا وَكَانَ مَعَ مَادَّة فشفاؤه إِن كَانَ يَسِيرا بالإنضاج وَحده وَإِن كَانَ كثيرا فبالأستفراغ أَولا ثمَّ بالإنضاج لما بَقِي وَقد حصل أَن النضج هُوَ المنتهي بعد أَن تكون الطبيعة غالبة وَلذَلِك ترى الْأَمْرَاض الْبَارِدَة يطول مُنْتَهَاهَا لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة لينضج الْخَلْط الَّذِي عَنهُ تكون كَحمى البلغم وَأما الْحمى المحرقة فَأَنَّهَا تَنْتَهِي قَرِيبا جدا وعَلى هَذَا فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تنْتَظر بحمى الرّبع وَلَا بحمى الغب والبلغم النضيج ثمَّ تستفرغ الْبدن لَكِن أَن كَانَ السَّبَب ضَعِيفا فأنك لَا تحْتَاج إِلَى استفراغه الْبَتَّةَ وَيَكْفِي أَن تسخن الْبَارِد ليقبل الأنضاج لِأَن النضج إِنَّمَا هُوَ تَشْبِيه بالطبيعة وتبرد الْحَار ليغير الطبيعة وَأَن كَانَ كثيرا استفرغ وأنضج الْبَاقِي. وَلست أعرف للأمتناع من الأستفراغ بالمسهل فِي البلغم وَالْغِب والسوداء وَجها أَلا أَن يُقَال أَن الْأَدْوِيَة المسهلة تهيج حرارة وَهَذِه الْحَرَارَة تكون حرارة غَرِيبَة فَتكون أعون للحمى على الطبيعة أَعنِي الْحر الغريزي هَهُنَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لاتسقى دَوَاء مسهلاً بل تسقى دَوَاء بَارِدًا أَن خفت وَرَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة أَو تدع الطبيعة بِحَالِهَا أَن رَأَيْتهَا تَعْنِي بِهِ إِلَى أَن تحيل الطبيعة أَكثر ذَلِك الْخَلْط وتقوى عَلَيْهِ وتستعمل جينئذ الأسهال لِأَن الْحَرَارَة الغريبة قد ضعفت وحرارة الدَّوَاء المسهل حِينَئِذٍ مَأْمُونَة وَفِي هَذَا وَجْهَان من أدخال الشَّك: أَحدهمَا أَن يُقَال إِذا كَانَت الطبيعة قد أحالت ذَلِك الخلطوأنضجته فَلَيْسَ يحْتَاج حِينَئِذٍ أَن يخرج عَن الْبدن لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ مَادَّة مُوَافقَة كالغذاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون يشكو كميتها وَذَلِكَ يُمكن أَن يسْتَدرك بالإمساك عَن الْغذَاء فَلَيْسَ)

للأستفراغ بعد

 

(4/266)

 

 

النضج وَجه بتة لِأَنَّك حِينَئِذٍ إِنَّمَا تستفرغ المشاكل لَا الْمُخَالف. وَالثَّانِي أَنه قد تَجِد أدوية كَثِيرَة مسهلة لَا تهيج حرارة بل تمنع وتبرد وَأَيْضًا فَأن الدَّوَاء المسهل وَأَن كَانَ حاراً فَأَنَّهُ يبرد بِالْعرضِ أَكثر مِمَّا يسخن بالجوهر مِثَال ذَلِك: السقمونيا أَن أسخن بالجوهر فانه يبرد بِالْعرضِ أَكثر لِأَنَّهُ يخرج الصَّفْرَاء الَّتِي هِيَ مَادَّة الْحَرَارَة. فَأن أحدث حرارة فأنما يحدثها مُدَّة الأسهال فَقَط ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى الْبرد بِإِخْرَاجِهِ الْحَار عَن الْبدن وَخُرُوجه مَعَه وَيَنْبَغِي أَن نَحن تركنَا الْقيَاس أَلا نَدع العيان فَأَنا نجد الدَّوَاء الْحَار أذا لم يكن مسخناً أَن أَخذ مِنْهُ أسخن وَبَقِي أسخانه لابثاً لِأَنَّهُ لَا يعرض عَنهُ أَن يبرد بِعرْض فَأن كَانَ مَعَ أسخانه مسهلاً لخلط بَارِد فَأَنَّهُ حِينَئِذٍ يسخن بالجوهر وَالْعرض جَمِيعًا مِثَال ذَلِك أَنه أَن سقِِي فِي حمى غب شَحم حنظل فَأَنَّهُ يسخن اولاً بجوهره وَثَانِيا بِالْعرضِ لأخراجه البلغم. وَبعد فَكيف صرنا فِي حمى الدَّم نبادر بالإستفراغ وَلَا تنْتَظر النضج. فَأن قيل لأَنا قد نقدر أَن نستفرغ من غير أَن نسخن لأَنا نخرج الدَّم بالفصد. قيل فاجعلوا لنا أَولا على هَذَا الْقيَاس أَن نخرج الصَّفْرَاء والسوداء والبلغم فِي الحميات أَن قَدرنَا على أخراجها بادوية لاتسخن وَأَنْتُم تأبون ذَلِك فَمَا الْعلَّة فَأن قَالُوا: أَن الدَّم نضيج لَا يحْتَاج أَن ينْتَظر بِهِ النضج وَإِنَّمَا تؤذي كميته قُلْنَا لَهُم فأمسكوا عَن الأستفراغ فِي هَذِه الْحمى أَن كَانَ هَذَا الْخَلْط مُوَافقا ودعوا الطبيعة تغتذى بِهِ أَولا فأولاً فَأن قَالُوا: أَنا نَخَاف ان يخرج وَجه حرارة الْحمى عَن المزاج الْمُوَافق فيسخن فضل سخونة قيل لَهُم: الصَّفْرَاء أَحَق بِأَن تصير إِذا تركت أحد وأحر وأخبث وَبعد فَأن الصَّفْرَاء والسوداء جَمِيعًا أنضج من الدَّم لِأَنَّهُمَا تَكُونَانِ بعده. فَأن قَالُوا: أَن النضج إِنَّمَا هُوَ تشبه بالطبيعي والصفراء أسخن والسوداء ابرد من الطبيعي وَيحْتَاج أَن تعْمل الطبيعة فِيهَا حَتَّى تشبهها بهَا قيل: فأذا أشبهته قد استغني عَن الأستفراغ إِلَّا من بَاب الكمية لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ قد صَار دَمًا مُوَافقا فِي الْكَيْفِيَّة مُؤْذِيًا بالكمية وعَلى هَذَا الْقيَاس يجب أَن تدعى حمى الغب والسوداء والبلغم حَتَّى يَسْتَحِيل أخلاطها دَمًا مُوَافقا ثمَّ تفصدون أَن آذاكم كميته. وَأَنْتُم لاتفعلون ذَلِك وَلَو فعلتموه لَكَانَ مَعَ الْجَهْل والسخف أَشد خطأ وَذَلِكَ أَنا نرى العليل بعد مُنْتَهى هَذِه لَيْسَ إِنَّمَا يحْتَاج أَن يخرج دَمه بل يحْتَاج إِلَى زِيَادَة فِيهِ. وماتقولون أيمسك عَن اليرقان فَلَا تسهله بسقمونيا حَتَّى تنضج الطبيعة ذَلِك الْخَلْط. أَن فعلنَا هَذَا آل أمره إِلَى فَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء وَمَا بالنا إِذا استفرغنا بسفمونيا لانجده بعد ذَلِك يزِيد فِي أسخانه وَكَثْرَة انتشار مراره وصبغ بَوْله واصفرار لَونه بل نجده ينقص فِي جَمِيع هَذِه)

الْأَشْيَاء وجلها وَفِي جملَة القَوْل أَنه أَن كَانَ يَنْبَغِي أَن يتْرك الطبيعة الْأَمْرَاض إِلَى أَن تنضجها فَأَنَّهُ لَيْسَ بهَا بعد النضج حَاجَة إِلَى طَبِيب بتة لأانها قد جعلت الْخَلْط الْفَاعِل لذَلِك الْمَرَض طبيعياً بأحالته إِلَيْهَا وَفِي هَذَا بطلَان الطِّبّ وَقَوْلِي أَن النضج أَنما يحْتَاج أَن يتفقد لأمر الْغذَاء فَقَط لِأَن الْغذَاء قبل النضج يُطِيل الأنتهاء لعمل الطبيعة فِيهِ وَفِي الْمَرَض فأذا انْفَرَدت بِالْمرضِ كَانَ

 

(4/267)

 

 

أسْرع فَأَما المسهل الْمخْرج للخلط الْفَاعِل لِلْعِلَّةِ فَلَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع مِنْهُ من أجل عمل الطبيعة فِيهِ وَفِي الْمَرَض فأذا انْفَرَدت بِالْمرضِ فَلَا يَنْبَغِي أَن نمْنَع من المسهل من أجل انْتِظَار النضج بل يُعْطي أَن أمكن الزَّمَان وَالْوَقْت وَالْحَال وَلَا تؤخره الْبَتَّةَ.

قَالَ: وَقد سقيت مَرَّات فِي ابْتِدَاء الحميات الغب سقمونيا مَعَ اهليلج أصفر فَلَيْسَ أَنما خففت النّوبَة بعد ذَلِك فَقَط بل صَارُوا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى أَن لم ترجع النّوبَة بعْدهَا وبرؤا برءاً تَاما وَكَذَلِكَ استفرغت بالقيء صفراء فَمِنْهُ مَا خفف النّوبَة وَمِنْه مَا قلعهَا وَقد سقيت فِي أول الرّبع أخلاطاً يخرج السَّوْدَاء فَلم يطلّ بِهِ فَانْتَفع بِهِ وبرأ بِسُرْعَة وَكَذَا استفرغت بالقيء صفراء فَخفف ذَلِك فِي يَوْم النّوبَة وَصرف الْحمى آخرا وسقيت فِي قيء ربع فاستفرغت السَّوْدَاء فبرؤا.

أَي أستخراج من كتاب أَصْنَاف الحميات: الحميات إِمَّا أَن تكون من أَسبَاب نفسية إِذا أفرطت كالغم والسهر والفكر أَو من أَسبَاب طبيعية مثل أَخذ شَيْء حَار من دَاخل أَو خَارج أَو حَرَكَة حيوانية كالغضب أومن فَسَاد هَوَاء كالموتان أَو من امتلاء أَو من تخم أَو أورام حارة أَو أكثار شراب.

من أَصْنَاف الحميات قَالَ: الْحمى هِيَ مرض من سوء مزاج وَهَذَا السوء مزاج يكون إِذا صَار فِي الْقلب حرارة خَارِجَة عَن المجرى الطبيعي وَهَذِه الْحَرَارَة تصير فِي الْقلب على ثَلَاثَة أَجنَاس إِمَّا فِي جرمه أوفي رطوبته أَو فِي أرواحه. 3 (الْفرق بَين حميات العفن وَغَيرهَا) قَالَ فِي كتاب أَصْنَاف الحميات: مماهو خَاص للعفونة أَلا يتقدمها سَبَب باد فَأن ذَلِك لَيْسَ لوَاحِد من الجنسين الآخرين يَعْنِي الدق واليومية لِأَن جَمِيع الحميات يتقدمها سَبَب باد وَأما حميات الدق فقد تكون عَن سَبَب بادوذلك يكون لِأَن حمى دق لاتبتدىء بِنَفسِهَا بل يتقدمها حمى يَوْم أَو حمى عفن.

قَالَ ج: فَمَتَى حدث بِأحد حمى بِغَيْر سَبَب باد فحماه من عفن وَرُبمَا يتَقَدَّم سَبَب باد فأثار حمى يَوْم ثمَّ أثار حمى عفن إِذا كَانَ الْبدن مستعداً كثير الفضول وَذَلِكَ أَنَّهَا تسخن من حمى يَوْم فتعفن فتهيج حمى عفن بعد انْقِضَاء حمى يَوْم وَقد وصفت الْفرق بَينهمَا فِي حمى يَوْم وَمن دَلَائِل حمى عفن أَن يكون فِي ابتدائها نافض من غير أَن يكون أصَاب الْبدن حر شَدِيد ولابرد شَدِيد قبل حدوثها وَهَذَا خَاص بحميات العفن إِلَّا أَنه قد يعدمها فِي بعض الْأَوْقَات لِأَنَّهُ قد تكون حميات العفن لَا يكون فِي ابتدائها وَلَا فِي تزيدها أختلاف محسوس وَيكون فِيهِ تضاغط النبض وَمَعْنَاهُ صغر وَاخْتِلَاف فِي ابتدائها فَأَنَّهُ يكون مَعَ هَذِه وَلَا يفارقها بتة وَهُوَ خَاص لَهَا دون غَيرهَا إِلَّا أَن هَذَا النبض رُبمَا كَانَ عَن خلط رَدِيء فِي فَم الْمعدة فتفقده فَأن كَانَ فَم الْمعدة صَحِيحا فالتضاغط أَنما يكون للحمى وَأَن كَانَ أذا تقيأ بَقِي هَذَا الأختلاف فأنما هُوَ أَيْضا للحمى وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة عِلّة.

 

(4/268)

 

 

لي قد حصل هَهُنَا دليلان أَلا يكون سَبَب باد وَهَذَا النبض.

قَالَ: وَمن أعظم دَلَائِل حمى عفن أَنه لَيْسَ فِي حَرَارَتهَا شَيْء من اللَّذَّة والهدوء لَكِنَّهَا دخانية مؤذية هَذَا فِي وَقت انتهائها فَأَما فِي الأبتداء فَلِأَنَّهَا حِينَئِذٍ مغمورة مدفونة وَيكون فِي وَقت ابْتِدَاء نوبَة الْحمى النبض صَغِيرا غير سريع وَفِي مُنْتَهَاهَا عَظِيما سَرِيعا وأخص دَلَائِل العفنة أَن لَا يظْهر فِيهَا فِي الْبَوْل للنضج أثر أَو يظْهر أثر ضَعِيف.

الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: والحميات الَّتِي تنوب تكون إِذا كَانَ الْخَلْط جَارِيا متحركاً فِي الْبدن كُله وَأما الدائمة فأذا كَانَ الْخَلْط محصوراً فِي جَوف الْعُرُوق.

وأصناف الحميات الْمُفَارقَة كلهَا ثَلَاثَة: الغب وَالرّبع والنائبة كل يَوْم وَمن الحميات مَا يُسمى مطبقة وَهِي الَّتِي لَا يكون فِيهَا فتور ونوائب وَمِنْهَا دائمة وَهِي الَّتِي يكون فِيهَا فترات ونوائب إِلَّا أَن فتراتها لَيست تكون بأنقضاء الْحمى بل بفتورها فَقَط ونوائبها أَيْضا لَيست كَحمى بَدْء لم)

تكن لَكِن كَأَنَّهُ شَيْء يتزيد فِي ذَلِك الْوَقْت. والمطبقة ثَلَاث: أما أَن تتزيد من ابتدائها إِلَى انْقِضَائِهَا أَو تنقص كَذَلِك أَو تكون ذَات ابتواء كَذَلِك. وَأما الدائمة فنوائبها تَحت جنس المطبقة الَّتِي هِيَ من جِنْسهَا حَتَّى يَنُوب الغب فِي الثَّالِث وَالرّبع فِي الرَّابِع والبلغمية فِي الْوَقْت من أَمسهَا. 3 (الْفرق بَين الغب الْخَالِصَة والنائبة كل يَوْم) قَالَ: تضاغط النبض وصغره فِي الغب أقل مِنْهُ فِي البلغمية وأسرع ذَهَابًا ولايكاد يكون فِي الغب اخْتِلَاف وَفِي البلغم بِخِلَاف ذَلِك والحرارة فِي الغب تشتعل سَرِيعا بعقب النافض وَفِي البلغمية تبطىء وتتأخر وقتا وتطول مُدَّة صعودها وحرارة الغب نارية نقية خَالِصَة وحرارة البلغمية ضبابية كنار تشتعل فِي حطب رطب وَلذَلِك يكون الأستفراغ فِي البلغمية يَسِيرا وَوقت النّوبَة أطول من الصفراوية وَوقت الفترة لايبقى مِنْهَا مثل مايبقى من الغب لَكِن تبقى دَائِما فِي الْعُرُوق عَلَامَات العفونة وحرارة العفونة وحرارة الْبدن أَيْضا تبقى مِنْهَا بَقِيَّة والعلامة الدَّالَّة على العفونة فِي النبض تكون فِي البلغمية أبين مِنْهَا فِي الغب وَالْبدن لاينقى مِنْهَا فِي الفترة بِالْإِضَافَة إِلَى نقاء الغب والبلغم يعرض فِي الْأَبدَان والبلدان والاسنان وَالتَّدْبِير الْمُوجب لذَلِك ونوبتها كل يَوْم وبضد ذَلِك الغب نافض الغب كنخس الأبر ونافض البلغمية تبرد فِيهِ الْأَطْرَاف وتقشعر ونافض الرّبع يكون برده قَوِيا مَعَ تكسر شَدِيد.

لي هَذَا ينْتَفع بِهِ فِي أَن يعرف نوع من أول نوبَة: حمى الغب تنحط فِي الْأَكْثَر مَعَ قيء مرار وعرق.

قَالَ: كَثْرَة حَرَارَتهَا تكون بِحَسب كَثْرَة مَا يتَحَلَّل فأذا رَأَيْتهَا كَثِيرَة وَلم تكن مؤذية بكيفيتها لَكِنَّهَا إِلَى البخارية أميل فَهِيَ دموية وَأما الْحَرَارَة اللذاعة المفرطة فِي الْكَيْفِيَّة فَمن

 

(4/269)

 

 

الْمَرَّتَيْنِ فَمَتَى وجدت الْحَرَارَة ضَعِيفَة أول ماتلمس ثمَّ أحسستها يتزيد قَلِيلا قَلِيلا تلذيعها وفيهَا مَعَ ذَلِك اخْتِلَاف حر حَتَّى يخيل إِلَيْك كَأَنَّهَا تنفذ من مصفى أَو من منخل فَأن تِلْكَ الْحَرَارَة من بلغم قد عفن.

قَالَ: وَذَلِكَ أَن هَذَا الْخَلْط كاللعاب الغليظ إِذا طبخته فانه يصير عَلَيْهِ كالنفاخات لَا تنفجر حَتَّى تَنْشَق فَيكون البخار غير مستو كَمَا يكون فِي المَاء إِذا طبخ لَكِن يكون فِي بعض الْمَوَاضِع بخار وَفِي بعضه لَا.

من جَوَامِع الحميات إِذا احتقن البخار فِي الْبدن وَكَانَ الْبدن جيد الأخلاط حدث أمتلاء وَإِذا عفن حدثت حمى مطبقة. وَإِن كَانَ مَا يتَحَلَّل من جنس الدُّخان اللَّطِيف بِمَنْزِلَة مَا يتَحَلَّل من الْأَبدَان المرارية أحدث حمى غب وَأَن كَانَ مَا يتَحَلَّل كالدخان الغليظ بِمَنْزِلَة مايتحلل من الْأَبدَان البلغمية العفنة أحدث حمى بلغمية وَإِن كَانَ غبارياً أَو رمادياً بِمَنْزِلَة مايتحلل من الْأَبدَان السوداوية العفنة أحدث الرّبع.

لكل حمى دَائِرَة حمى وَاحِدَة من جِنْسهَا وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا عفن ذَلِك الْخَلْط دَاخل الْعُرُوق.

الحميات المطبقة مِنْهَا متزيدة وَهِي الَّتِي لَا تزَال تزيد إِلَى أَن تَنْقَضِي ببحران جيد أَو رَدِيء وَمِنْهَا منتقصة وَمِنْهَا الدائمة بِحَالِهَا.

جَمِيع الحميات المفردة الْحَادِثَة عَن عفونة الأخلاط سبع: اثْنَتَانِ من الصَّفْرَاء أحداهما دائمة وَالثَّانيَِة نائبة وَكَذَا من كل خلط اثْنَتَانِ وَمن الدَّم وَاحِدَة إِذا عفن.

من الْجَامِع غير الْمفصل: يسْتَدلّ على طول الحميات بطول النوائب والتزيد فحمى البلغم لما كَانَت نوبَة وَاحِدَة طَوِيلَة الْوَقْت جدا عسرة الأنتهاء والتزيد فَكَذَلِك جُمْلَتهَا وَكَذَلِكَ فاحكم على الصَّفْرَاء من نوبَة وَاحِدَة. وَذَلِكَ أَن انتهاءها وتزيدها الْكُلِّي بِحَسب الجزئي وعَلى هَذَا فقس فِي الرّبع. وَأما الحميات الدائمة فَأَنَّهَا تَنْقَضِي فِي أُسْبُوع وخاصة مَا كَانَ الدَّم فِيهَا أميل إِلَى الصَّفْرَاء والمحرقة تَنْقَضِي أسْرع.

وَيفرق بَين الحميات من أَوْقَات ابتدائها وَكَيْفِيَّة حَرَارَتهَا وَالْوَقْت الْخَاص والمزاج وَالتَّدْبِير والنبض فأنك إِذا تفقدت ذَلِك كُله بِأَحْكَام بِمَا يخص كل وَاحِد علمت نوع الْحمى فِي أول نوبَة من لون الْبدن وَذَلِكَ أَن لَونه يكون بِحَسب غَلَبَة الْخَلْط وَطعم فَم العليل أَيْضا يعرف مِنْهُ غَلَبَة الْخَلْط.

والنبض فِي ابْتِدَاء جَمِيع الحميات يصغر إِلَّا أَنه فِي الرّبع يفرط فِي ذَلِك حَتَّى يخيل أَن الْعرق مربوط برباط يجذبه إِلَى دَاخل حَتَّى يمنعهُ من الأرتفاع وَفِي الغب لَا يفرط بل يتباعد كثيرا عَن الْحَال الطبيعية فِي الْعظم والسرعة وَأما فِي ابْتِدَاء الرّبع فيشتبه نبض الشَّبَاب بنبض

 

(4/270)

 

 

الشُّيُوخ لميله إِلَى التَّفَاوُت والأبطاء والصغر بأفراط حَتَّى أَنه يمكنك أَن تحكم أَن هَذَا الأبتداء لَيْسَ إِلَّا للربع وَفِي الغب خَاصَّة أَنه لَا يكَاد يُوجد اخْتِلَاف فِي النبض دون سَائِر الحميات وَيكون فِي الصعُود)

النبض عَظِيما قَوِيا مشرفاً سَرِيعا مستوياً وَأما فِي البلغمية فالأختلاف بَين فِيهَا من أَوله إِلَى وَقت تزيده وَلَا يكون عَظِيما وَلَا سَرِيعا وَيكون فِي الغب عَطش شَدِيد فِي وَقت الأنتهاء وَلَا يكون الصَّدْر من صَاحبهَا اسخن من الْأَطْرَاف وَإِذا وضعت كفك على بدنه لقِيت يدك أَولا حرارة عَظِيمَة مَعَ شَيْء من بخار ثمَّ أَنَّهَا تنهزم وتخور تَحت كفك وَلَا تتزيد دَائِما حَتَّى تهزم كفك بأذاها كالحميات المحرقة الخبيثة فَأن هَذِه مَتى طَال لبث الْكَفّ عَلَيْهَا كَأَن أحساسها بِالْحرِّ أَشد وَصَاحب الغب يشرب من أول نوبَة المَاء كثيرا وَإِذا انْتَهَت حماه ارْتَفع من جلده بخارية ويعرق وَلَا تجَاوز نوبتها اثنتى عشرَة سَاعَة أذا كَانَت خَالِصَة ويتقيأ صَاحبهَا ويبول بولاً رَقِيقا مرارياً وَكَذَا يخْتَلف بَطْنه اخْتِلَافا مرارياً. وانحطاطها يكون بعرق وبخار حَار فِي الْبدن. وَرُبمَا كَانَ الْعرق مستوياً فِي جَمِيع الْبدن وَرُبمَا لم يكن فِي جَمِيعه وَيكون عرقه بخارياً حاراً وَيكون نبضه فِي وَقت الفترة كالنبض الطبيعي إِلَّا أَنه أميل إِلَى السرعة والعظم والتواتر وَالْقُوَّة إِلَّا أَنه مستو غير مُخْتَلف ويتقدم قبلهَا السن والمزاج وَالتَّدْبِير وَأَن يكون قد كَانَ كثيرا فِي ذَلِك الوقتف هَذِه تصحح لَك أَنَّهَا غب. وَأما الرّبع فالنبض فِي الأبتداء على مَا وصفت لَك وَفِي الأنتهاء صَغِير بطيء بالأضافة إِلَى الغب ويتقدمه حميات مختلطة وَعظم الطحال وَالْبدن المولد للدم السوداوي وَفِي الْبَوْل المائي. وَأما النائبة فِي كل يَوْم فَلَا نافض فِي ابتدائها لَكِن قشعريرة وَإِذا تَمَادى الزَّمَان بصاحبها لم يعرض لَهُ إِلَّا برد فَقَط.

لي لِأَن البلغم يكون قد عفن كُله وَلَا يعرض فِيهَا تلهب وَلَا عَطش وَلَا يضْطَر إِلَى أَن يكْشف ثِيَابه فِي وَقت الْحَرَارَة إِلَّا أَن يتنفس تنفساً قَوِيا متواتراً وَالْبَوْل فِيهَا أَبيض ويصحح ذَلِك الْبدن وَالسّن والمزاج وَالْوَقْت وَالتَّدْبِير والتخم وَلَا يكَاد يَخْلُو صَاحبهَا أَن تألم معدته وكبده مَعهَا وتنتفخ الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا دون الشراسيف إِذا ابتدأت الْحمى ويتمدد وَيكون الْبَوْل مركبا من بَيَاض وصفرة ونوائبها أَكثر مَا تكون من أول النَّهَار.

حمى يَوْم تكون عَن سَبَب باد وَلَا يخْتَلف النبض وَلَكِن يعظم ويسرع ويتبين النضج فِي الْبَوْل وحرارتها بخارية.

لي يَنْبَغِي أَن تبدأ فَتفرق بَين أَجنَاس الحميات الأول بَعْضهَا من بعض ثمَّ تبين أَنْوَاعهَا مثل الغب فِي ذكر الغب ونفصل بَين كل هَذِه وسونوخوس الكائنة من غليان الدَّم وَفِي ذكر سونوخوس وَبَين الْحمى الدائمة الكائنة من دم وَبَين الكائنة من خلط غير الدَّم وَبَين الدائمة عَن غير خلط بِغَيْر)

الدَّم.

 

(4/271)

 

 

3 - (فصل)

3 - (حرارة السل) فاترة بليدَة وَتَكون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة القليلة اللَّحْم وتتزيد الْحَرَارَة فِيهَا وَقت الأستمراء وتظن أَن بِهِ سباتاً وَعَيناهُ غائرتان وبدنه قحل ونبضه صلب دَقِيق ضَعِيف.

لي: نجمل الدَّلَائِل فَنَقُول: يخص هَذِه الْحمى مُفْردَة كَيْت وَكَيْت مثل الْخَاصَّة الْحَقِيقَة ويخصها كَيْت وَكَيْت مثل الرَّسْم وَالْحَد فَنَقُول: أَن الْخَاصَّة ضَرْبَان أما مؤلف وَإِمَّا بسيط فأذا لم تصب بسيطاً طلبته مؤلفاً مثل الْحَيّ النَّاطِق الْمَيِّت.

لي: وعَلى هَذَا يَنْبَغِي أَن تبتدىء فِي أول تَحْرِيك لكتابك فَتَقول: إِذا غلبت حرارة مؤذية فِي جَمِيع الْبدن فَذَلِك حمى وَإِنَّمَا قُلْنَا مؤذية لانه قد يحدث للسكران حرارة زَائِدَة فِي جَمِيع بدنه إِلَّا أَنَّهَا غير مؤذية لِأَنَّهَا حرارة بخارية إِنَّمَا تولدت من نَمَاء الْحَار الغريزي وتكثر فَهِيَ غريزية طبيعية. وَقد تسمى الْبُرُودَة إِذا كَانَت فِي جَمِيع الْبدن وَكَانَت مؤذية حمى أَيْضا على تَشْبِيه لَهَا بالحرارة الَّتِي فِي جَمِيع الْبدن وَهِي وَأَن كَانَت لَا تسْتَحقّ أَن تسمى حمى لِأَن اسْم الْحمى من الْحمى فَأَنَّهَا تشبه الْحمى فِي أَنه قد حدث فِي الْبدن كُله برودة مؤذية وَإِن كَانَت هَذِه الْحَرَارَة أَو الْبُرُودَة فِي عُضْو دون عُضْو فَلم تجر الْعَادة بتسميتها حمى لَكِن يُقَال عِلّة فِي ذَلِك الْعُضْو لِأَن الفلغموني والحمرة قد تكون فِي عُضْو فَلَا يُقَال: أَن فِي الْبدن حمى لَكِن عِلّة وَإِن قيل بذلك الْعُضْو حمى كَانَ أشبه.

3 - (فصل)

3 - (أَجنَاس الحميات الَّتِي مَعهَا حرارة) الأول جِنْسَانِ: إِمَّا أَن يكون مَرضا أَو عرضا

وَالَّتِي تكون مَرضا جِنْسَانِ: إِمَّا عفنية وَإِمَّا بِلَا عفن وَالَّتِي بِلَا عفن أَو يومية أَو سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم والعفنية تَنْقَسِم قسمَيْنِ: إِلَى سونوخوس الكائنة من عفونة الدَّم وَالْغِب الْمُفَارقَة واللازمة والبلغمية الْمُفَارقَة والدائمة وَالرّبع الْمُفَارقَة والدائمة وَإِلَى ماينوب فِي كل خمس أَو سبع أَو دون ذَلِك أَو أَكثر.

الَّتِي تكون عرضا تَنْقَسِم إِلَى الَّتِي تكون مَعَ عِلّة وورم الكبد أَو الْمعدة أَو الرئة أَو الطحال أَو الْحجاب أَو المعي الصَّائِم أَو فِي الدِّمَاغ كالكائن من قرانيطس وليثرغس أَو عَن عِلّة أَو ورم آخر فِي بعض الْأَعْضَاء كالخراجات والدبيلات والأوجاع الَّتِي تستحر الْحمى.

فَأن قيل: أَن حمى يَوْم الكائنة من تكاثف الْبدن وَنَحْوهَا كَانَ يَنْبَغِي على مَا وَصفنَا أَن نعدها فِي الْحمى الَّتِي هِيَ عرض لِأَن هَذِه إِنَّمَا تعرض عَن تكاثف الْبدن وتكاثف الْبدن سَببه البردفيكون الْبرد هَهُنَا سَببا وتكاثف الْجلد مَرضا والحمى اللاحقة لَهُ عرضا.

قيل لَهُ: أَن الْمَرَض هُوَ مايضر بِالْفِعْلِ إِذا وجد بِلَا انْتِظَار لشَيْء وَلَا توَسط وَلَيْسَ تكاثف الْبدن كَذَلِك لِأَن التكاثف إِنَّمَا يضر بِالْبدنِ بحدوث الْحمى لَا بِنَفسِهِ.

 

(4/272)

 

 

وَمن الْعَجَائِب أَن يضع الْمَرَض لَا يضر بِالْفِعْلِ وَالْعرض يضر بِهِ وَيكون الْمَرَض منتظراً للعرض فِي الْإِضْرَار بِالْفِعْلِ فَلَيْسَ إِذا تكاثف الْبدن هَهُنَا مَرضا بل سَببا أَيْضا للحمى وَلَيْسَ يمْتَنع أَن يكون للحمى أَكثر من سَبَب وَاحِد إِمَّا قريبَة كلهَا مِنْهُ أَعنِي أَلا يكون أَحدهَا أقرب إِلَى الْمَرَض من الآخر مثل حمى يَوْم.

ابْن ماسوية: عد سونوخوس الكائنة من غليان الدَّم فِي حمى يَوْم. الصَّوَاب فِي الْقِسْمَة الأولى ماعلمنا لِأَن جالينوس قَالَ: أَن أخص أَصْنَاف الحميات وأولاها بهَا ماكان من نفس طباعها يَعْنِي فبالواجب فصلنا أَولا فَقُلْنَا: الحميات مِنْهَا مرض وَمِنْهَا عرض فَأن هَذَا أَحْرَى أَن يكون ضبط الْأَجْنَاس على ماينبغي.

ابْن ماسوية: الدَّلَائِل الْخَاصَّة بحميات العفن كلهَا أَلا يكون عَن سَبَب باد على الْأَكْثَر والأنقباض فِيهَا أسْرع من الأنبساط لِأَن الطبيعة فِي أخراج البخارات أحْوج مِنْهَا إِلَى الأستمداد من الْهَوَاء)

لِكَثْرَة البخارات المؤذية وَالْبَوْل غير نضيج وَلَا تقلغ فِي أول نوبَة بعرق.

فِي أزمان الْأَمْرَاض قَالَ ج: أول مَا يعرض فِي حميات الغب قشعريرة ثمَّ لَا تزَال تتزيد حَتَّى يبرد الْبدن كُله أَو أَكْثَره وَيصير النبض فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب مِمَّا كَانَ بالطبع وأسرع وتتبين السرعة فِي الأنقباض بَيَانا ظَاهرا وَيمْكث ذَلِك ساعتين أَو ثَلَاثًا أَو أقل أَو أَكثر ثمَّ يبْدَأ النبض يعظم ويسرع فِي الْحَرَكَة ويتواتر وَسَاعَة يعرض ذَلِك تشتد حرارة الْبدن فيحس فِي دَاخل الْبدن بتوقد شَدِيد والاطراف بعد بَارِدَة ويغلب على الْبدن فِي هَذَا الْوَقْت اضْطِرَاب لَيْسَ بِيَسِير وَهَذَا هُوَ وَقت الصعُود وعطش وَيخْتَلف بعد بِكَثْرَة الْحَرَارَة وَغير ذَلِك.

لي: فِي معرفَة الْحمى فِي أول دور لنصنع أَن حمى حدثت ونريد مَعْرفَتهَا من أَي جنس هِيَ فَأَقُول: أَن أول ماتحتاج أَن تنظر إِلَيْهِ هَل كَانَ لَهَا سَبَب باد أم لَا وَهل حَال الْبدن وتدبيره فِي مَا مضى حَال مُوجبَة للعفن والأمتلاء وَهل ابتدأت بنافض وَكَيف نوع الْحمى وحرارتها وَحَال انْقِضَائِهَا أبعرق أم بِغَيْرِهِ وَكَيف صُورَة نافضها وَكَيف مزاج ذَلِك الْبدن وَمَا قد كثر أَن يعرض فِي ذَلِك الْوَقْت من الحميات فلنضع أَنَّهَا ابتدأت من سَبَب باد وَأَنَّهَا بِلَا نافض وَأَن حَرَارَتهَا بخارية وَأَن النبض غير متغير كثير تغير وَأَن النضج فِي الْبَوْل ظَاهر وَأَن التَّدْبِير تَدْبِير احتراس وَأَنَّهَا قد انْقَضتْ بعرق اَوْ ببخار يخرج من الْبدن كثيرا وَأَن العليل وجد بعْدهَا خفاً شَدِيدا حَتَّى كَأَنَّهُ لم يحس بهَا فمعلوم أَنَّهَا حمى يَوْم.

ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بِلَا نافض وَأَن التَّدْبِير كَانَ تدبيراً يُوجب الأمتلاء وَأَن عَلَامَات الأمتلاء ظَاهِرَة والنبض قوي عَظِيم عريض وَأَن المَاء أرجوراني وَالْعين ناتئة حَمْرَاء والأصداغ

 

(4/273)

 

 

منتفخة وَأَن التَّدْبِير كَانَ تدبيراً يُوجب الأمتلاء إِلَّا أَنه لَا يُوجب احتداد الدَّم وَأَن مَعهَا ربواً ولهباً وَلَا يظْهر فِي الْعُرُوق عَلَامَات العفن وَيكون الْحر مَعَ كثرته بخارياً أَعنِي ان يكون الأنقباض سَرِيعا فمعلوم أَنَّهَا سونوخوس الكائنة عَن سخونة الدَّم.

ولنضع أَن هَذِه جَمْعَاء ظَهرت لَكِن كَانَ مَعهَا عَلَامَات العفن وَهُوَ أَن أنقباض الْعرق إِلَى دَاخل كثير وَالْبَوْل أَزِيد حِدة وَأَقل نضجاً وَنَوع الْحَرَارَة أَشد فِي الْكَيْفِيَّة وَكَذَا الْعَطش وَغير ذَلِك.

والحرارة فِي الْبدن كُله مستوية أَو شَبيهَة بِهِ وَلَيْسَت كالأولى الَّذِي كَانَ بهَا فِي الْقلب والصدر أَكثر اللهب والحرارة وَالتَّدْبِير يُوجب العفن ودامت أَيْضا فَلم تنقض كَمَا تَنْقَضِي النائبة.

ولنضع أَنَّهَا ابتدأت من غير سَبَب باد وابتدأت بقشعريرة وبنخس الْبدن فِيهَا كنخس الأبر)

وَابْتِدَاء كَانَ الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت أَصْلَب وأسرع انقباضاً وصغراً مِمَّا عهدته ثمَّ ابتدأت الْحَرَارَة وَلم يطلّ الْأَمر حَتَّى استولى اسْتِيلَاء محكماً على جَمِيع الْبدن وَغلب اللهيب والعطش وَعرض مَعهَا قيء مرار أصفر وَكَانَت الْحَرَارَة يابسة دخانية وَالتَّدْبِير وَالزَّمَان يوجبان الصَّفْرَاء ثمَّ انحطت وَانْقَضَت بعد الْقَيْء وَعرض مَعهَا خفَّة فِي الرَّأْس وَالْبَوْل رَقِيق مراري فَأن هَذَا يقرب من النَّفس أَنَّهَا غب وخاصة أَن انْقَضتْ ونقي الْعرق مِنْهَا بعد اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة أَو قبل ذَلِك.

ولنضع أَن هَذِه الْأَعْرَاض تظهر كلهَا إِلَّا النافض وَلَا يكون مَعهَا بَوْل أرجواني غليظ وَلَا نبض عريض لَكِن كنبض الغب وبوله وَنَوع الْحر فِيهِ كنوعه.

أَقُول: أَن ذَلِك يقرب فِي النَّفس أَنَّهَا غب دائمة ويتحقق ذَلِك أَن خفت غبا.

ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بِبرد ضَعِيف إِلَّا أَنه خَالص غير ناخس ثمَّ طَال الْأَمر وعسر فِي انتشار الْحَرَارَة وَلما انتشرت أَيْضا لم تكن كَثِيرَة اللهيب وَلَا ظهر عَطش وتوقد وَظهر الصغر والإبطاء فِي النبض والأختلاف أَكثر مِمَّا ظهر فِي الغب وَكَانَ التَّدْبِير والمزاج وَالْوَقْت وَالْعَادَة قد جرت بحدوث حميات بلغمية وَكَانَت ايضاً من غير سَبَب باد فَهَذَا يقرب من النَّفس أَنَّهَا بلغمية وَتَكون نوبتها طَوِيلَة وَالْبَوْل أَبيض وَلَا ينقي الْعرق عِنْد الْمُفَارقَة لَكِن كَانَ مِنْهَا بَقِيَّة.

فلنضع أَن هَذِه الْأَعْرَاض تُوجد إِلَّا الْبرد والإقلاع.

أَقُول أَنَّهَا بلغمية دائمة وخاصة أَن خفت وثقلت فِي أَوْقَات نَوَائِب الْمُفَارقَة.

ولنضع أَنَّهَا ابتدأت بعقب حميات مختلطة أَو بعقب عظم الطحال أَو بعض الْأَمْرَاض السوداوية وَكَانَ نافضها كَأَنَّهُ يرض الْعظم بصدقه وغوره فِي الْبدن وعسر أَن تسخن فَلَمَّا سخنت أَشْتَدّ سخونتها فِي الكمية والكيفية وَالْبَوْل عديم النضج والنبض كانه مربوط إِلَى دَاخل أَو يجذب إِلَى دَاخل جذباً مَعَ صغر وأبطاء وَنَوع الْحَرَارَة يابسة قشفة.

 

(4/274)

 

 

أَقُول: أَنَّهَا ربع وخاصة أَن كَانَت الْعَادة جرت بذلك.

وَإِن ظَهرت هَذِه الْأَعْرَاض إِلَّا النافض وَكَانَ اللَّوْن أسود وَالْبَوْل مَعَ ذَلِك إِلَى السوَاد.

أَقُول أَن هَذِه ربع دائمة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تعرض الرّبع الدائمة قبل أَن تمازج السَّوْدَاء الدَّم وَلذَلِك يَسْتَحِيل الدَّم إِلَى السوَاد والكمودة قبل ذَلِك بِزَمَان طَوِيل. وَكَذَا فأنهم فِي الغب والبلغمية الدائمتين فَأن فِي الغب يصفر اللَّوْن قبل ذَلِك بِزَمَان طَوِيل وَفِي البلغمية يخْتَلط بَين الصُّفْرَة والياض ثمَّ تبتدىء تِلْكَ الحميات ويغلب على الْبَوْل المرارية مُدَّة طَوِيلَة.)

فَأَما السل فَلَيْسَ يُمكن أَن تكون ابْتِدَاء لَكِن بعد حميات تهيجها.

فلنضع أَن حميات دائمة حاملة الْحَرَارَة لَا نافض فِيهَا الْبَتَّةَ وَلَا أقلاع قد دَامَت بعقب بعض الحميات وَأَن الْبدن يَابِس نحيف مراري وَأَنَّهَا قد دَامَت أَيَّامًا وَلَيْسَ جوهرها كجوهر سونوخوس والنبض صلب رَقِيق والحرارة كانها مدفونة وتستبان بعد حِين وتهيج الْحَرَارَة مَتى طعموا وَيرى مَوَاضِع الْعُرُوق الضوارب وَالْقلب أبدا أسخن من جَمِيع الْبدن ويبولون بولاً دهنياً أَو فِيهِ دهن ويتبرزون برازاً دهنياً وشحمياً.

أَقُول: أم هَذِه حمى سل.

وَإِن دَامَت هَذِه حَتَّى يظْهر اليبس والقحل ولطء الصدغ وامتداد جلدَة الْجَبْهَة وغؤور الْعين والرمص الْيَابِس والتغميض الدَّائِم للعين وَجرى الْبَطن وقشف الْجلد كُله فَهَذَا الذبول.

فَأن دَامَ حَتَّى تظهر الْعُرُوق خَالِيَة من الدَّم ويدق الْعظم ويرق وييبس الْجلد ويتشنج وَيصير كأبدان الْمَشَايِخ فَهَذَا التفتت.

قَالَ ج فِي الْعَادَات: إِن قوما يسخرون مِمَّن يتبع الْعَادة فِي الْأَمْرَاض حَتَّى أَنهم يَقُولُونَ لَهُ أئذن للمحموم فِي الأستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد إِن كَانَ مُعْتَادا لذَلِك.

من كتاب الفصد قَالَ: الْقلب مَعْدن الْحَرَارَة الغريزية وَمِنْه سخونة الْجَسَد كُله ومادة هَذِه السخونة الدَّم وتقل وتكثر بِحَسب قلته وكثرته أَو مزاجه وكما أَن الْحَرَارَة الغريزية تتأدى إِلَى جَمِيع الْبدن من الْقلب كَذَلِك الْحَرَارَة الْخَارِجَة عَن الطبيعة لَا تشْتَمل على الْبدن كُله دون أَن الْيَهُودِيّ قَالَ: الحميات الْعَارِضَة من القروح والأورام حميات عرضية. من عرضت لَهُ حمى أَو حرارة شَبيهَة بالحمى فِي وَقت من النَّهَار أَو اللَّيْل فليحذر من غَد ذَلِك الْيَوْم أَو بعد غَد أَن يكون فِي ذَلِك الْوَقْت مَمْلُوء الْبَطن من الطَّعَام أَو نَائِما وليدع الْأكل وَالنَّوْم إِلَى أَن يجوز ذَلِك الْوَقْت فَأن ذَلِك يكون سَببا لاهتياج النّوبَة.

الْمعرفَة بابتداء النّوبَة من النبض ينفع فِي أَلا يُؤذن للعليل فِي ذَلِك الْوَقْت بِالْأَكْلِ وَالْحمام.

من كتاب الذبول: الحميات الَّتِي تكون من عفونة الأخلاط فعلاجها بعد أَن تنضج تِلْكَ الأخلاط الْحمام.

 

(4/275)

 

 

قَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: أنزل أَنه حدثت حمى مَعَ عفونة الأخلاط فأنك تحْتَاج أَن تستفرغ وتحدث تغيراً أما الأستفراغ فللجوهر الَّذِي عفن والتغيير فِيهِ ليمنع من العفن.)

وَأما النّوم للمحموم فسنذكره فاقرأه فِي بَاب النّوم فَأَنَّهُ فِيهِ علاجاً كثيرا إِن شَاءَ الله.

أبيذيميا قَالَ: حمى ربع لاتكاد تُوجد دائمة والبلغمية لاتكاد تنقى من الْبدن وَكَأَنَّهَا مطبقة وَالْغِب تكون كثيرا دائمة وَكَثِيرًا مقلعة.

قَالَ ج أَنِّي لم أرى حمى تَدور سبعا وَلَا تسعا وَلم يرتض قَول أبقراط فِيهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكنهُ أَن يَقُول من أَي خلط هِيَ.

لي قد رَأينَا حمى تنوب فِي كل تِسْعَة أَيَّام مرّة وَفِي كل شهر مرّة فَأَما الَّتِي تنوب فِي كل شهر مرّة وبصاحبها صرع وَلَيْسَ لِأَنَّهُ لَا يدْرِي من أَي خلط هِيَ يكون مايبطل أَن تُوجد هَذِه.

أبيذيميا: الْحمى الليلية لَيست بالقتالة جدا وَهِي طَوِيلَة والنهارية أردأ لِأَن الْبدن بِالنَّهَارِ ينتشر ويتحلل وتتسع مسامه أَكثر مِنْهُ بِاللَّيْلِ فأذا كَانَت الْحمى تنوب فِي هَذَا الْوَقْت فان مادتها أقوى وَأكْثر من الَّتِي تنوب إِذا انقبض الْبدن وتكاثفت مسامه وَغَارَتْ حرارته لِأَن هَذِه الْحَال مُعينَة للحمى وَأَيْضًا فَأَنَّهُ إِذا كَانَت النوائب بِالنَّهَارِ اضْطر أَن يكون تَدْبِير المحموم لإي أَوْقَات ردية من آخر اللَّيْل وَفِي الْأَوْقَات الَّتِي يجب ان ينَام فِيهَا وَلذَلِك ينتقص بدنه على طول الْأَيَّام وَيصير إِلَى السل لِأَنَّهُ لَا يكَاد يَسْتَوْفِي مِقْدَار نَومه بِالنَّهَارِ وَإِن استوفى لم ينب عَن نوم اللَّيْل فيجف الْبدن على طول هَذَا الْأَمر.

قَالَ ب: والسبع وَالتسع أطول.

قَالَ ج: يسمج أَن يكذب أبقراط فِي هَذَا وَيَنْبَغِي أَن يتفقد هَذَا مَعَ تحرز وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يحم إِنْسَان حمى يَوْم وتنقضي بعد فَتْرَة فيعاود فِي التَّاسِع أَو السَّابِع وتنقضي مَرَّات على هَذَا النَّحْو فَإِذا سلم من هَذَا فقد صَحَّ الْأَمر.

قَالَ ب: الحميات تنوب فِي خمس وَسبع وتسع قَالَ ب: وأردأ الحميات الْخمس لِأَنَّهَا تكون قبل قَالَ ج: ماقلت فِي السَّبع وَالتسع أَقُول فِي هَذِه وَيَنْبَغِي أَن تتفقد فِي هَذِه وَاحِدَة أَن لَا يكون بأصحاب السل حمى أُخْرَى توهم لذَلِك أَنَّهَا حمى تَدور خمْسا.

قَالَ: الحميات الدائمة مِنْهَا مَا يبتدىء فِي أول يَوْم فِي غَايَة الْعظم الَّذِي تكون عَلَيْهِ وتخف نَحْو وَقت البحران وَرُبمَا كَانَت فِي أول يَوْم لينَة مدفونة ثمَّ تشتد أَولا فأولاً إِلَى وَقت البحران وَرُبمَا ابتدأت لينَة ثمَّ أخذت تتزيد حَتَّى تبلغ مُنْتَهَاهَا وَتَأْخُذ فِي التنقص ويدوم ذَلِك بهَا إِلَى وَقت البحران.)

 

(4/276)

 

 

إِن يبس الشفتين وَاللِّسَان فِي الحميات يدل على ان الْحمى قد أفنت الرُّطُوبَة المحمودة.

العلامات الدَّالَّة على حُدُوث الْحمى الثّقل الْعَارِض فِي الْبدن من غير عِلّة ظَاهِرَة وبطء الْحَرَكَة ونخس فِي سطح الْبدن وتثاؤب دَائِم ويسيل الرِّيق ويثقل الرَّأْس والورك ويضطرب للنوم فأذا تزيدت هَذِه الْأَعْرَاض وَعظم النبض وأسرع من غير أحصار أَو شَيْء يُوجب ذَلِك فَأن الْحمى ستحضر فَإِذا تكاثف النبض فقد بَدَت الْحمى.

3 - (فصل)

قَالَ: 3 (تنفر مِنْهُ الطبيعة لِشِدَّتِهِ. والحواضن يعرفن أَن الطِّفْل مَحْمُوم برِيح نَفسه وَإِذا) 3 (جسست العليل فلتكن يدك معتدلة وَإِلَّا غَلطت وأبدأ بجس يَده وصدره وَقد) 3 (عدلت يدك بوضعك أياها على صدرك وبطنك أَن كَانَت بَارِدَة حَتَّى تعتدل وَلَا) 3 (تتجاوز الِاعْتِدَال فَإِذا جسست يَده وصدره وجنبيه فالبث قَلِيلا ثمَّ أعد الجس) 3 (وَافْعل ذَلِك مَرَّات يستبن لَك وتقف على شَيْء وَاحِد وَإِذا كَانَت الْحمى فِي بدن كثيف) 3 (طَالَتْ أَكثر لِأَن تحللها أَبْطَأَ وبالضد.) قَالَ: إِذا خرجت الفضول من المجاري كثيرا أسْرع أقلاع الْحمى. وَفِي بَدْء الْحمى المجسة صَغِيرَة كثيفة وتبرد الْأَطْرَاف ويعرض تثاؤب دَائِم وكسل واسترخاء الْعُنُق وسبات وَغشيَ ويحمى الصدغان والصدر ويكمد لون الأظافر وتبيض الأرنبة وتبرد الْأذن وخاصة شحمتها بردا قَوِيا.

فَأَما عَلَامَات الصعُود: فَعظم النبض وسرعته وَحُمرَة اللَّوْن وصفرته ووجع المفاصل والعطش وَعظم النَّفس والغثى والفواق.

جورجس قَالَ: إِذا رَأَيْت فِي الْحمى الْقُوَّة تحْتَمل الأستفراغ فاستفرغ وَإِذا لم تحْتَمل فلطف وَبرد.

وَقَالَ: وكما أَن مَعَ الغب فِي الْأَكْثَر وجع الرَّأْس وَمَعَ البلغمية وجع الْمعدة فَمَعَ الرّبع وجع الطحال.

من كتاب البحران قَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تتحرك حَرَكَة سريعة خبيثة لاسيما أَن كَانَ فِيهَا للريح والرطوبة حَرَكَة مضطربة فَهَذِهِ يَنْبَغِي أَن تستفرغ بالمسهل فِي الأبتداء لِأَن هَذِه الرطوبات سهلة المواتاة للمسهل فَأَما الرُّطُوبَة اللابثة الراكدة فَأَنَّهَا لَا تواتي المسهل إِلَّا بكد. وَاعْلَم أَن تعرف نوع الْحمى من أول نوبَة أعظم العون على تعرف مُنْتَهى الْمَرَض وتعرف مُنْتَهى الْمَرَض أعظم العون على صَوَاب التَّدْبِير وَيَنْبَغِي أَن تروض نَفسك فِي تعرف الْمُفْردَات ليسهل عَلَيْك تعرف المركبات.)

قَالَ: وَحمى الغب أطول من المحرقة والبلغمية من الغب والسوداوية من البلغمية.

 

(4/277)

 

 

أبيذيميا قَالَ: وَمَتى كَانَ الْخَلْط العفن منتشراً فِي الْبدن كَانَ ابْتِدَاء النّوبَة نافضاً وقشعريرة وَفِي آخِره عرق وينقى الْبدن وَقت الرَّاحَة وبالضد. مَتى كَانَ العفن دَاخل الْعُرُوق فالغب ودائمتها قصيرتان والبلغمية ودائمتها طويلتان إِلَّا أَنَّهُمَا أقصر من السوداوية.

لي كل دَائِم أقصر من المفارق الَّذِي من جنسه.

أبيذيميا قَالَ ب: من غلب المرار عَلَيْهِ فاستفراغه خَاصَّة فِي الْحمى نَحْو الرجلَيْن.

قَالَ ج: هَذَا القَوْل يُمكن ب أَن يَقُوله على طَرِيق المشورة بِمَا يَنْبَغِي أَن يفعل بِمن حم وَكَانَ مراري الطَّبْع وَيُمكن أَن تكون الطبيعة تَأتي فيهم بذلك.

فنفول: يَنْبَغِي للطبيب أَن يلْزم عَادَة الطبيعة حَتَّى ينفض الْأَبدَان المرارية إِذا حدثت الْحمى مَرَّات أبيذيميا قَالَ: جَمِيع حميات يَوْم فَهِيَ بعد انحطاط النّوبَة تنْحَل بالأستحمام فَأَما الَّتِي من العفن فَمَا كَانَت الأخلاط فِيهَا قد نَضِجَتْ فَأَنَّهَا تنْحَل أَيْضا بالحمام واما الدق فَفِيهِ اخْتِلَاف بَين كبار الْأَطِبَّاء: هَل يَحْتَاجُونَ مَعَه إِلَى الْحمام أم لَا الأولى من أبيذيميا: اللَّوْن الْأَخْضَر والكمد فِي الحميات رَدِيء فاما الْأَحْمَر فَيدل على غَلَبَة الدَّم والأصفر على غَلَبَة الصَّفْرَاء وتفقد حِينَئِذٍ البرَاز فَأن وجدته أَبيض فَاعْلَم أَن ذَلِك لِأَن الْمرة انتشرت إِلَى الْخَارِج فَأن لم يكن كَذَلِك بل كَانَ يخالطه مرار كثير فَاعْلَم أَن هَذِه الْحمى صفراوية قَوِيَّة فِي ذَلِك وَهَذِه تجْعَل الْبدن فِي حَال الذبول إِن لم يُدْرِكهَا حُدُوث بحران بنافض وعرق فَأَما الحميات الَّتِي يكون الْبدن فِيهَا فِي غَايَة الْحمرَة فَهِيَ الحميات المطبقة وَأما الحميات الَّتِي يضْرب لون الْبدن فِيهَا إِلَى خضرَة وكمدة من قبل فَيدل أَن الدَّم نَاقص فِي هَذِه الْأَبدَان وتنقص مَعَه الْحَرَارَة الغريزية لذَلِك فَهِيَ ردية قتلة وَبَعض هَذِه الحميات تجلب الغشي وعلاجها الأستفراغ وَهَذِه الْحمى يقحل فِيهَا الْبدن ويقشعر وقتا بعد وَقت وَبِه صداع ووجع فِي الأحشاء ويتقيء مرَارًا وَإِذا هاج بِهِ الْمَرَض لم يقدر أَن يقل طرفه ويجف بَطْنه وَيصير لَونه أَخْضَر كمداً وَتسود شفتاه بِمَنْزِلَة من أكل التوت ويميل بَيَاض عَيْنَيْهِ إِلَى خضرَة وكمودة وتجحظ عَيناهُ كالمختنق وَرُبمَا تغير لَونه من الكمودة والخضرة إِلَى الصُّفْرَة.

أبيذيميا ب قَالَ: اسْتعْمل المسهل فِي الْأَمْرَاض الحادة جدا إِذا كَانَ الْخَلْط هائجاً مُنْذُ أول يَوْم الْهياج والهائج هُوَ كل خلط على غَايَة الأستعداد لِلْخُرُوجِ فَأَنَّهُ يُبَادر إِلَيْهِ فَأن تَأْخِيره فِي مثل هَذَا)

الْمَرَض رَدِيء يستفرغ الأخلاط الهائجة من قبل أَن تهيج الْقُوَّة وَأَن تتزيد حرارة الْحمى أَو تصير تِلْكَ الأخلاط المتحدة فِي الْبدن إِلَى عُضْو من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة فَتمكن فِيهِ.

قَالَ ج: قد ثَبت أَن الْحَرَارَة الغريزية أسخن على الأطلاق من الْحَرَارَة الغريبة. وتقرح الشفاه فِي الْحمى يكون فِي الْأَكْثَر فِي الغب وَفِي المفترة.

 

(4/278)

 

 

طيماش قَالَ: الأخلاط الَّتِي تولد الْأَمْرَاض رُبمَا كَانَت رقيقَة فِي الْأَعْضَاء المتخلخلة. وَرُبمَا كَانَت غَلِيظَة لَا حجَّة فِي الْأَعْضَاء فَأن رمت استفراغ الغليظة اللاحجة قبل أَن تنضح على طول الْمدَّة فأنك تثور الْبدن وَلَا يمكنك أَن تستفرغها.

لي هَذَا قد دلّ أَن انْتِظَار النضج أَنما يَنْبَغِي أَن يكون فِي الأخلاط الغليظة.

قَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: إِن الْأَمْرَاض المزمنة أَكثر ماتحدث من السَّوْدَاء وَهَذَا الْخَلْط يعسر تَغْيِيره وَيحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة لينضج فِيهَا فَأن دارأ الْإِنْسَان الْمَرَض الَّذِي هَذِه حَاله أمكن على طول الْمدَّة أَن ينضج وَإِن هُوَ حركه وهيجه بدواء محرك قبل النضج أحدث أمراضاً صعبة.

وَقَالَ بعد هَذَا بِقَلِيل: وَاحْذَرْ على صَاحب هَذِه الْعلَّة التخم وَالْجِمَاع فأنهما يثوران هَذِه الأخلاط تثويراً شَدِيدا وَدَار فِي أول الْأَمر بالركوب وَالْمَشْي المعتدل والأغذية الحميدة الكيموس السريعة الهضم وَاحْذَرْ الْحَرَارَة والسهر وَشدَّة الْحَرَكَة.

لي هَذَا تَدْبِير النضج قبل الرّبع من كتاب الأخلاط: النّوم رَدِيء فِي ابْتِدَاء نَوَائِب الْحمى جدا وخاصة إِذا كَانَ فِي الْعلَّة سبات.

الأخلاط قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن يغذى العليل فِي وَقت النّوبَة وَلَا قبل ابتدائها بِوَقْت يسير إِلَّا التخوف من سُقُوط الْقُوَّة فِي الْغَايَة القصوى. وَاجعَل الأستفراغ فِي أَوْقَات النوائب من فَوق وَفِي أَوْقَات السّكُون من أَسْفَل لِأَن فِي أَوْقَات النّوبَة الأخلاط ثائرة ومائلة نَحْو الْعُلُوّ وَكَثِيرًا مايكون الْقَيْء والرعاف فِي الأستفراغ من فَوق وَحِينَئِذٍ يسهل ميل الأخلاط إِلَى هَذِه الْجِهَة فَأَما فِي وَقت الرَّاحَة فَأن الطبيعة سَاكِنة وَكَثِيرًا مَا يكون. مِنْهَا الأستفراغ بالبول وَالْبرَاز فامتثل لذَلِك.

فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: لَيْسَ يَنْبَغِي أَن تعنى بأنضاج مايمكن فِيهِ النضج واستفرغ المحترق وَالْخَارِج عَن أَن يُمكن فِيهِ النضج فِي الحميات الْحَادِثَة من العفونة عناية يسيرَة.

لي من هَذَا القَوْل يعلم أَنه لَا يَنْبَغِي أَن ينْتَظر بالأستفراغ النضج لشَيْء من الحميات خلا البلغمية لِأَن النضج أَنما يهيء الأخلاط لِأَن تكون دَمًا وَلَيْسَ وَاحِد من الأخلاط يُمكن أَن)

يَسْتَحِيل دَمًا إِلَّا البلغم فَقَط.

قَالَ فِي الْأَمْرَاض الحادة: النضج فِي الأخلاط المرارية انما هُوَ أَن يغلبها الطبيعة على مِثَال مايقهر الْخَلْط الصديدي فيحيله مُدَّة.

لي: إِلَّا أَن تغذيه غذَاء مُوَافقا لِأَن ذَلِك يكون فِي البلغم فَقَط.

الْفُصُول قَالَ ب: الأغذية الرّطبَة تَنْفَع جَمِيع المحمومين لاسيما الصّبيان والمعتادون الأغتذاء بالأغذية الرّطبَة

 

(4/279)

 

 

لي هَذَا يَنْفَعهُمْ من وَجْهَيْن وَذَلِكَ أَن هَذِه الأغذية مضادة لهَذَا الْمَرَض وموافقة للمزاج وَإِلَى هَذَا يحْتَاج وَذَلِكَ أَن الْمَرَض يَنْبَغِي أَن يُقَاوم بالضد وَالشَّيْء الطبيعي يحفظ بالمشاكلة. وَأما تغذية المحمومين جملَة فاقرأه فِي بَاب الْأَشْيَاء العامية أَعنِي العلاج الْعَاميّ وَإِن تحوله إِلَى هَهُنَا أَجود وأخص بِهِ فحوله إِلَى هَهُنَا وَلَا تؤخره فَأَنَّهُ فِي هَذَا كُله إِذا كَانَت نَوَائِب الْحمى لَازِمَة لدور فلاتعط الْمَرِيض شَيْئا فِي وَقت النوائب.

قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الدَّوَاء المسهل بعد أَن ينضج الْمَرَض فَأَما وَالْمَرَض ني فَلَا إِلَّا أَن يكون الْمَرَض مهتاجاً وعَلى الْأَكْثَر لَيْسَ يكون مهتاجاً.

قَالَ معنى المهتاج: شدَّة حَرَكَة الْخَلْط وانتقاله وجولانه فِي الْبدن.

قَالَ: فَمَتَى كَانَ كَذَلِك فاستفرغ أَي إِذا كَانَت لَهُ حَرَكَة بثقل وسيلان. قَالَ: وَمَتى كَانَ الكيموس ثَابتا راسخاً فِي بعض الْأَعْضَاء فَلَا تسهل حَتَّى تنضج فأذا نضج فَأن الطبيعة تكون قَالَ ج فِي كتاب الْفُصُول: انا رُبمَا فصدنا المحموم وَهُوَ مستلق لضَعْفه عَن الْجُلُوس والأنتصاب.

قَالَ: قد نحتاج إِلَى أَن نستعمل المسهل فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي أَولهَا فِي الندرة بعد أَن ندبر العليل قبل ذَلِك على ماينبغي.

قَالَ ج: ب: يخبر أَنه رُبمَا ينْتَظر دَائِما بالإسهال حُدُوث النضج وَأما فِي الْأَمْرَاض الحادة فممكن إِذا كَانَت الأخلاط مهتاجة أَن تسْتَعْمل المسهل فِي ابتدئها وَتفعل ذَلِك بحذر وتحرز شَدِيد لِأَن الخطرفي اسْتِعْمَال المسهل فِي الْحمى عَظِيم لِأَن الْأَدْوِيَة المسهلة كلهَا حارة يابسة والحمى من جِهَة مَا هِيَ حمى لَيْسَ تحْتَاج إِلَى مَا يسخن ويجفف لَكِنَّهَا تحْتَاج إِلَى ضد ذَلِك وَلذَلِك لَيْسَ يسْتَعْمل الإسهال فِي الْحمى لمَكَان حَرَارَتهَا لانه من هَذِه الْجِهَة يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل مَا يبرد لَكنا نستعمل لمَكَان الكيموس الْفَاعِل للحمى فَيَنْبَغِي أَن يكون النَّفْع الَّذِي ينَال المحموم من استفراغ الكيموس الْفَاعِل للحمى أَكثر من الضَّرَر الَّذِي ينَال العليل من سخونة الدَّوَاء المسهل وَإِنَّمَا يكون)

الأنتفاع بِهِ أَكثر إِذا استفرغ ذَلِك الكيموس الضار كُله بِلَا أَذَى وَلِأَن يكون ذَلِك كَذَلِك يَنْبَغِي أَن ينظر أَولا هَل الْبدن مستعد لذَلِك الأسهال وَأَن الَّذين كَانَ أول مرضهم من تخم كَثِيرَة اَوْ أَطْعِمَة لزجة غَلِيظَة وَالَّذين بهم فِي مادون الشراسيف تمدد وانتفاخ أَو حرارة شَدِيدَة مفرطة أَو هُنَاكَ أَعنِي فِي بعض الأحشاء ورم فَلَيْسَ بدن وَاحِد مِنْهُم متهيأ للإسهال فَيَنْبَغِي أَن لايكون شَيْء من هَذِه مَوْجُودا وَأَن تكون الأخلاط فيهم سهلة الجرية رقيقَة بِلَا لزوجة فِي الْغَايَة والمجاري الَّتِي تستفرغ مِنْهَا وَاسِعَة مَفْتُوحَة فَأن أردْت إسهال مثل هَذِه فهيىء الْخَلْط وَالْبدن كَمَا ذكرت لَك. قَالَ: إِلَّا أَنه فِي الْأَمْرَاض الحادة إِنَّمَا يجوز أَن تسْتَعْمل الإسهال مُنْذُ أول يَوْم إِذا كَانَ الْخَلْط مهتاجاً وَأما فِي الْيَوْم الثَّانِي أقصاه فَلَيْسَ يُمكن أَن تهيىء الْبدن مِنْهَا هَذِه التهيئة إِلَّا ان يَتَّسِع للعليل أَن يسقى

 

(4/280)

 

 

فِيهَا مَاء الْعَسَل فَلذَلِك تحْتَاج أَن تسْتَعْمل الإسهال فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي الندرة لِأَنَّهُ لَا يكَاد أَن تكون الأخلاط فِيهَا مهتاجة أَولا فَأن كَانَت مهتاجة أمكن أَن يهيأ الْبدن فِيهَا إِلَّا أَن يمْنَع الْوَقْت لِأَن الْمَرَض الحاد لَا يمهلنا أَن نهيىء الْبدن للإسهال. لي قد صحّح وَقضى أَنه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الإسهال إِذا كَانَ ضَرَره أقل من نَفعه فقد بَان أَنا أَن ركبنَا دَوَاء لَا يسخن مَعَ إسهال فقد أمنا الضَّرَر.

النّوم فِي ابْتِدَاء الْحمى وخاصة فِي من يعرض لَهُم قشعريرة أَو نافض أَو برد فِي ظَاهر بدنه ضار جدا لِأَنَّهُ يَتَطَاوَل مَعَه ثبات هَذَا النافض وَلَا يَنْتَهِي إِلَّا بكد وَإِن كَانَ بعض الأحشاء وارماً زَاد فِيهِ وَحقّ لَهُ ذَلِك وَإِن كَانَ يتحلب إِلَى الْمعدة بعض الكيموسات فَلَيْسَ ضَرَره لَهَا أَنَّهَا لَا تنضج كَمَا تنضج فِي غير هَذَا من أَوْقَات النّوم فَقَط لَكِنَّهَا مَعَ ذَلِك تكون أَزِيد كثيرا وَتبقى غير نضيجة وَلذَلِك يتَقَدَّم إِلَى المرضى فِي الأنتباه فِي ابْتِدَاء النّوبَة ليقاوم ويميل إِلَى الدَّم والحرارة وَالدَّم وَالروح الْكَائِن فِي الأنتباه إِلَى ظَاهر الْبدن فِي ابْتِدَاء النّوبَة وَبعد ذَلِك من أعظم ماتداويهم بِهِ.

واما النّوم الْكَائِن فِي وَقت انحطاط النّوبَة وَكَذَا فِي مُنْتَهَاهَا فنافع وَرُبمَا يَقع فِي آخر تزيد النّوبَة بِالْقربِ من الْمُنْتَهى إِلَّا إِذا عظم مَنَافِعه إِنَّمَا يكون فِي وَقت انحطاط الْحمى.

جَمِيع الحميات يكون فِي الصَّيف أقصر مُدَّة لأنتشار الأخلاط ورقتها وَسُرْعَة تحللها وَذَلِكَ إِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة والأخلاط متهيئة للتحلل تحللت وَسكن الْمَرِيض وغن كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَأَنَّهَا تنْحَل مَعَ تحلل الاخلاط فَيكون الْمَوْت فِيهَا لذَلِك أَكثر. فَأَما فِي الشتَاء فبالضد لِأَن الأخلاط)

اعسر انحلالاً لِأَن الْقُوَّة قَوِيَّة وقليلة التَّحَلُّل فَتبقى الْأَمْرَاض لَا تنْحَل وَلَا تَمُوت المرضى.

من كَانَت بِهِ حمى متوسطة فِي الْقُوَّة والضعف فَأن كَانَ بدنه يبْقى بِحَالهِ ولايهزل فرديء لِأَنَّهُ يكون ذَلِك لتكاثف الْجلد وَغلظ الكيموسات وَقلة تحلل الْبدن وَرُبمَا كَانَ لضعف الْقُوَّة وتفقد فِي هَذَا حَال الْهَوَاء لِأَن الْبَارِد يزِيد فِي أَلا يهزل الْبدن فَتكون الدّلَالَة فِيهِ أَضْعَف وبالضد وَإِن كَانَ الْبدن يهزل فِي الشتَاء وَلَا يهزل فِي الصَّيف مَعَ هَذِه الْحمى فالدلالة أوكد واشد وَكَذَلِكَ فِي الْأَسْنَان فَأن الْمَشَايِخ وَالصبيان يكون انحلالهم فِي الحميات أسْرع والكهول أَبْطَأَ فَخذ مِنْهُ أَيْضا اسْتِدْلَالا وَانْظُر أَن لَا يكون هُنَاكَ استفراغ محسوس فَأَنَّهُ عِنْد ذَلِك لَا يحْتَاج أَن تنْسب النهوك إِلَى التَّحَلُّل الْخَفي وَكَثْرَة الْكَلَام جدا مِمَّا ينهك بدن المحموم وَكَذَا الْحَرَكَة فاعمل بِحَسب ذَلِك وأضداده يمْنَع التَّحَلُّل مادام الْمَرَض فِي ابْتِدَائه فَأن رَأَيْت أَن تحرّك شَيْئا فحرك فَإِذا انْتهى الْمَرَض فَلَا تحرّك الْمَرِيض ودعه يسكن فان جَمِيع الْأَشْيَاء فِي أول الْمَرَض وأخره وَفِي منتهاه أقوى.

قَالَ: انا نستعمل الفصد خَاصَّة والإسهال فِي ابْتِدَاء الحميات وَلَا نستعمل وَلَا وَاحِد من هذَيْن فِي وَقت الْمُنْتَهى لِأَن نضج الْمَرَض يكون فِيهِ والأجود أَن تعين النضج وسرعته

 

(4/281)

 

 

وَخِفته على الطبيعة أَن تسْتَعْمل الأستفراغ فِي ابْتِدَاء الْمَرَض لثقل مادته وَيكون أنضاجه على الطبيعة أسهل فَأَما فِي الْمُنْتَهى فأذا نَضِجَتْ الطبيعة الْمَادَّة كلهَا أَو أَكْثَرهَا فالأستفراغ حِينَئِذٍ من الْفضل وَأَيْضًا فَأن الْقُوَّة النفسية حِينَئِذٍ أَضْعَف وَإِن كَانَت القوتان الأخريان أقوى لِأَنَّهُ كَمَا أَن فِي الأبتداء الْقُوَّة النفسية أقوى وَهَاتَانِ أَضْعَف كَذَا الْأَمر فِي النتهى بالضد والأستفراغ يعين على ضعف الْقُوَّة النفسية.

قَالَ: وَإِذا كَانَ الْخَلْط هائجاً سابحاً فِي الْبدن فَأن الطبيعة تهيج لدفعه وتحتاج أَن تعان على استفراغه ويسهل سلوكه إِلَى الْبَطن بالمسهل وَأما إِذا كَانَت الأخلاط ثَابِتَة راسبة فِي عُضْو وَاحِد فَلَا تحرّك بعد.

قَالَ ب: من أَرَادَ أَن يستفرغ عضوا وارماً فِي الأبتداء بالمسهل فَلَا يسفرغ من الْعُضْو المتمدد شَيْئا لِأَن الْعلَّة لَا تواتي الدَّوَاء لِأَنَّهَا لم تنضج بعد وأنهك الْمَوَاضِع الصَّحِيحَة.

لي قد أَشَارَ هَهُنَا إِلَى أَنه يَنْبَغِي أَن ينْتَظر بالمسهل النضج فِي الأورام فِي الأحشاء وَنَحْوهَا إِلَّا فِي الحميات لِأَن الْخَلْط فِي الحميات هائج سابح أبدا إِلَّا أَن تكون الْحمى عرضت من ورم مَا.

قَالَ ج: فِي كتاب الأخلاط: الأخلاط إِن كَانَت رقيقَة مائية فاستفرغ على الْمَكَان من قبل أَن يطول لبثها فتجمد وَتصير لذاعة أكالة وَذَلِكَ أَنَّهَا تنْتَقل من حرارة الْحمى إِلَى هَذِه الْكَيْفِيَّة)

سَرِيعا وَإِن كَانَت لزجة متمكنة فِي عُضْو مَا فاقصد لإنضاجها حَتَّى تجْرِي بسهولة. وَفِي هَذِه زعم قَالَ ب فِي الْفُصُول: اسْتعْمل الدَّوَاء بعد النضج وَقَالَ: بعض الأخلاط يَنْبَغِي أَن تستفرغ مُنْذُ أول الْأَمر بِسُرْعَة وَبَعضهَا ينْتَظر نضجها.

قَالَ: استفرغ الأخلاط الرقيقة فِي أول الْمَرَض وانتظر بالغليظة النضج كالبلغم والسوداء.

وَقَالَ: الْأَمْرَاض الَّتِي تزمن وَيكون انْقِضَائِهَا بالتحليل إِنَّمَا تَنْقَضِي قَلِيلا قَلِيلا بِأَن ينضج الأخلاط وَلذَلِك مَتى كَانَت هَذِه الأخلاط أقل كمية وأجود كَيْفيَّة كَانَ ذَلِك أسهل وَأقرب.

لي من هَهُنَا يَصح أَن الأستفراغ يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَت الأخلاط كَثِيرَة وَلَو كَانَت نِيَّة غَلِيظَة.

وَقَالَ: يَنْبَغِي أَن تستفرغ الأخلاط بِكَثْرَة فِي الْأَمْرَاض الحادة فِي الْمُبْتَدَأ.

قَالَ ج: إِنَّمَا يكره الأستفراغ من حرارة الْأَدْوِيَة المسهلة لِأَن قوما استفرغوا على مَا يَنْبَغِي فأورثتهم حرارة المسهلة حميات محرقة فَيَنْبَغِي ان يسعمل فِي الْأَمْرَاض الحادة الأستفراغ إِذا قَالَ ج: أَن ب يَأْمر أَن تستفرغ هَذِه الأخلاط فِي الحنيات الحادة قبل ان تزيد حرارة الْحمى وتضعف الْقُوَّة وَتصير هَذِه الأخلاط الهائجة إِلَى عُضْو شرِيف فيتمكن فِيهِ وَهَذِه الْأَمْرَاض هِيَ الَّتِي حد بحرانها الْأُسْبُوع الأول.

 

(4/282)

 

 

لي إِذا كَانَ يجب أَن يسْتَعْمل الأستفراغ فِي مثل هَذِه على حدتها وحرارتها فكم بالحرى يجب فِي الَّتِي تَجِيء فِي الرَّابِع عشر والمنفصلة.

فِي الأمتناع من الْغذَاء. قَالَ: الأمتناع من الْغذَاء مَعَ الْحمى دَلِيل رَدِيء.

الْفُصُول قَالَ: كَانَ القدماء لَا يسمون الحميات الْحَادِثَة مَعَ ورم فِي عُضْو مَا مَرضا لَكِن عرضا وَكَانُوا لَا يَقُولُونَ أَن مرض الْإِنْسَان حمى إِلَّا من حم من سَبَب باد أَو حمى عفونة. ميامر قَالَ: الصَّبْر المغسول إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يسقى المحموم الْمُحْتَاج إِلَى نفض وَقد سقى الْأَطِبَّاء أيارج فيقرا غير مغسول الصَّبْر للمحمومين فَمَا أضرّ ببعضهم الْبَتَّةَ وَهَؤُلَاء كَانُوا من كَانَ فيهم رطوبات كَثِيرَة وَلم يكن بهم سوء مزاج فَأَما من بِهِ سوء مزاج حَار بِلَا مَادَّة فالصبر يُؤَدِّيه إِلَى الذبول وَكَذَلِكَ كَانَت حَال الْجُهَّال من الْأَطِبَّاء لما سقوا الأيارج بعض المحمومين فنفعهم سقوا غَيرهم على غير تحذير فَعظم ضَرَره.

لي وَهَذَا شَاهد أَيْضا على أَن الْأَدْوِيَة وَإِن كَانَت حارة فَأَنَّهَا لَا تضر حَيْثُ تكون الأخلاط وَقد قَالَ ج: إِن الصَّبْر يُؤَدِّي من بِهِ سوء مزاج حَار بِلَا مَادَّة إِلَى الذبول فَفِي جَمِيع الْوُجُوه)

لَيْسَ فِي التَّوَقُّف عَن الأستفراغ إِذا كَانَت الأخلاط مَوْجُودَة ومواتية معنى: وَقَالَ فِي ذكر الأيارج: لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يسقى من بَطْنه ورم أيارج قبل أَن ينضج الورم وينحط وَذَلِكَ أَن ب إِنَّمَا يَأْمر أَن يستفرغ من قد استحكم نضجه حسنا وَلَا يستفرغ مَا كَانَ نياً وَلَا فِي الأبتداء إِن لم تكن أَشْيَاء هائجة حافزة وَيسْتَحب بالإستفراغ مَتى كَانَت لم تمل إِلَى وَاحِد من الْأَعْضَاء ميلًا تلبث وتستقر فِيهِ.

حنين فِي كتاب الْمعدة فِي آخِره عِنْد الْأَدْوِيَة المسهلة وصف حبا قَرِيبا من حب القوقايا فَقَالَ: يسقى مِنْهُ فِي حمى ربع وَفِي ابْتِدَاء حمى غب.

وَقَالَ أَبُو جريح الراهب: عصارة الغافث وعصارة الأفسنتين إِن سقيتا مفردتين أَو مؤلفتين مَعَ شَيْء من سكر للربع والبلغمية وَبِالْجُمْلَةِ لجَمِيع الحميات المتطاولة أبرأتها والغافث أقوى وَكَذَلِكَ الشكاعي وَكَذَا الجعدة فَأَنَّهَا قَوِيَّة فِي أَنْوَاع هَذِه الحميات. وَقَالَ: نَقِيع مزر النانخواه جيد معجون بِعَسَل يذهب المليلة ويقلع الحميات المزمنة السوداوية والبلغمية المحرقة.

فليغريوس: إِذا طَالَتْ الحميات وَسكن توقدها ولهبها وأزمنت فعالجها بدواء الفوذنج فَأَنَّهُ يسخن جَمِيع الْبدن وَيخرج عَنهُ جَمِيع الأخلاط وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَفِي جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي صفة دَوَاء: فوذنج نهري وساليوس وفطرساليون وبابونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة و: كاشم اثْنَا عشر درهما وفلفل ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ تدق وتنخل وَيُعْطى هَذَا الدَّوَاء فانه يكثر الْعرق جدا وَالْبَوْل بِمرَّة.

 

(4/283)

 

 

هَذَا كَلَام كلي فِي الْفرق بَين الحميات يتْرك بِحَالهِ ليَكُون اتِّصَاله على مَا يجب وتنقل دَلَائِل كل وَاحِد فِي بَابه فيجتمع هَهُنَا وَثمّ فَيكون أبلغ.

قَالَ حنين فِي الْمسَائِل: إِذا كَانَت قُوَّة الْمَرِيض قَوِيَّة واحتجنا أَن نستفرغ بدنه وَهُوَ مَحْمُوم استفرغناه مُنْذُ أول الْأَمر بِلَا تهيب وَإِن كَانَت ضَعِيفَة لم نستفرغه لَكِن نستعمل فِيهِ أَولا المطفئة حَتَّى إِذا تراجعت الْقُوَّة استفرغناه.

أغلوقن: يَنْبَغِي أَن تروم فِي الحميات العفونية إِن لم تعلم من أَي جنس هِيَ فِي أول يَوْم فَإِن لم يكن فَفِي الثَّانِي فَإِن لم يكن فَفِي الثَّالِث لَا محَالة تتعرف ذَلِك وَمَا أقل مايحتاج مِنْهَا أَن تنْتَظر تعرفها فِي الرَّابِع.

الحميات الَّتِي تبتدىء بنافض أعلم إِنَّهَا من الَّتِي تنوب بأدوار وَذَلِكَ أَن الغب وَالرّبع فِي الْأَكْثَر يحدث مَعَ نافض إِلَّا أَن الغب مُنْذُ اول حدوثها تبتدىء بنافض شَدِيد فَأَما الرّبع فَلَا أعلم أَنِّي)

رَأَيْتهَا تبتدىء بنافض شَدِيد لَكِن بعقب حميات مُخْتَلفَة. فَأَما النائبة كل يَوْم فَلَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ عِلّة فِي فَم الْمعدة كَمَا أَن الرّبع لَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ عِلّة الطحال وَأما الَّتِي تبتدىء بنافض شَدِيد فَهِيَ أَن تكون غبا اولى من أَن تكون غَيرهَا فَإِن شهد لَك مَعَ ذَلِك سَائِر تِلْكَ الدَّلَائِل أعنى السن وَالْوَقْت والبلد وَإِن حمى كثير من حمى غب فِي ذَلِك الْوَقْت وَالتَّدْبِير قبلهَا وَحَال الْحمى وَذَلِكَ أَن الغب يَنْبَغِي ان تكون حَرَارَتهَا كَثِيرَة حادة والنبض فِيهَا قَوِيا عَظِيما سَرِيعا متواتراً لَا اخْتِلَاف فِيهِ إِلَّا الأختلاف الَّذِي للحمى خُصُوصِيَّة ونافضها كَأَنَّهُ شَيْء ينخس الْجلد حَار وَيكون ذَلِك بِأَن يؤلمه النخس أشبه مِنْهُ بِأَن يؤلمه الْبرد بِخِلَاف حَال نافض الرّبع والنائبة كل يَوْم وَذَلِكَ ان هَؤُلَاءِ يحسون من نافضهم بِبرد فَإِذا صَحَّ لَك من شدَّة النافض هَذَا النَّوْع مِنْهُ وَالْأَحْوَال الَّتِي ذكرت وَهِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم الْمُوجب لتوليد المرار كالكد والتعب والأطعمة المرارية وَالزَّمَان الْحَار وَالسّن والمزاج وَإِن عرض لكثير حمى غب وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك عطشاً وقيأ ومرار وعرقاً مرارياً تبع حماه أَو جَمِيعهَا وَرَأَيْت بعد انحطاطها نقى من الْعرق والأختلاف الَّذِي يخص بِهِ الْحمى فَتثبت الحكم أَنَّهَا غب كَمَا أَنَّك لَو رَأَيْتهَا قد نابت غبا فَأَما ان كَانَ النافض يَسِيرا فنظرك فِي سَائِر هَذِه الدَّلَائِل يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر لِأَنَّهُ قد يُمكن عِنْد ذَلِك أَن تكون النائبة فِي كل يَوْم اَوْ الرّبع أَو شطر الغب فَلْيَكُن تفقدك لسَائِر مَا ذكرت عِنْد ذَلِك أَشد وَأكْثر.

دَلَائِل الرّبع قَالَ: من أبين دلائلها دَلِيل يظْهر فِي أول نوبتها مادام النافض قَائِما وَهُوَ أَن يكون نبضه شَدِيد التَّفَاوُت شَدِيد الأبطاء فِي ذَلِك الْوَقْت فاما فِي حَال انتهائها فَلَا بُد أَن يحدث فِي النبض تَوَاتر وَسُرْعَة إِلَّا أَنه على حَال بطيء متفاوت بِالْإِضَافَة إِلَى النبض فِي مُنْتَهى الغب.

قَالَ: والأختلاف الَّذِي فِي نبضة وَاحِدَة إِلَى الحميات مَخْصُوصَة بِهِ فِي الغب أبين

 

(4/284)

 

 

وَذَلِكَ أَنَّك تَجِد أول الْحَرَكَة وآخرعا أسْرع كثيرا من وَسطهَا وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فِي الغب لِأَن هَذَا الأختلاف فِيهَا غير بَين وخاصة فِي وَقت مُنْتَهَاهَا وَلَا تحمد فِي الرّبع شدَّة اللهيب والغليان فَلَا تدع مَعَ ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل الَّتِي من خَارج مَا قلت وَهل لَهُ طحال عَظِيم فَإِذا شهد ذَلِك وَرَأَيْت مَعَ ذَلِك بعد الأنحطاط النبض أَشد تَفَاوتا وَأَبْطَأ من النبض الطبيعي فقد بَان أَنَّهَا ربع.

لي الأختلاف فِي النبض الْخَاص فِي الحميات لَيْسَ هُوَ أَن يكون نبضة عَظِيمَة وَأُخْرَى صَغِيرَة لَكِن الأختلاف فِي نبضة وَاحِدَة وَهُوَ أَن يكون وَسطهَا كَأَنَّهُ شَيْء لابث ممتد وأولها وأخرها سَوَاء)

مسرعاً جدا كَأَنَّك فِي الْمثل تتوهم أَن رجلا يحضر أَشد مايكون مُدَّة ثمَّ يبطىء بأحضاره ذَلِك مُدَّة ثمَّ يعقبه بأحضار كَالْأولِ.

قَالَ: فَأَما النائبة كل يَوْم فأنك تَجِد الْحَرَارَة فِيهَا مَعَ فضل طوبة وَشَيْء من حِدة وَلَا تتبين حدتها وحرارتها إِلَّا بعد طول وضع الْيَد كَأَنَّهَا نَار مغمورة فِي رُطُوبَة كَثِيرَة أشبه مِنْهَا بِنَار قد غلبت واستحوذت على مادتها ونبضهم أَصْغَر من نبض أَصْحَاب الرّبع وتفاوته أقل من تفَاوت أَصْحَاب الرّبع وَأما بطؤه فمسار للربع والعطش فِي الْمُنْتَهى أقل مِنْهُ فِي الرّبع فكم بالحري أَن تنقص فِي هَذِه كلهَا عَن الغب.

قَالَ: وَاللِّسَان وَسَائِر الْبدن يكون فِي الغب على أَشد مَا يكون يبساً وَفِي النائبة كل يَوْم أرطب وَيكون الْقَيْء فِيهَا بلغمياً وَالْبرَاز كَذَلِك وَلَا تكَاد ترى فِي شَاب محرور بل تسرع إِلَى الصّبيان وخاصة الصغار وَإِلَى المبلغمين وخاصة السمان والبطالين والنهمين ومكثري الْحمام بِالْمَاءِ العذب والتملؤ من الطَّعَام والبلد وَالْوَقْت الْمُوَافق لذَلِك وَإِن كَانَت يابسة فِي ذَلِك الْوَقْت فَهُوَ دَلِيل قوي وَلَا يسكنهَا الْعرق كَمَا يسكن الغب وَالرّبع. وَكَذَلِكَ لَا يكَاد ينقى مِنْهَا صَاحبهَا وَالْبَوْل فِي ابتدائها إِمَّا رَقِيق أَبيض أَو أَحْمَر كدر مشبع غليظ: فاما فِي الغب فَأَنَّهُ مشبع الصُّفْرَة أَو دونه قَلِيلا وَأما فِي الرّبع فالبول مُخْتَلف الْأَحْوَال إِلَّا أَنه فِي أَحْوَاله كلهَا غير نضيج فَأَما فِي الحميات الدائمة فأعظم مَا تستدل بِهِ عَلَيْهَا أَنَّك لَا تَجِد فِيهَا شَيْئا مِمَّا ذَكرْنَاهُ.

لي: إِنَّمَا لَا يُوجد فِيهَا النافض فَقَط.

قَالَ: وَأَن تمْضِي بالحمى أَربع وَعِشْرُونَ سَاعَة وَلَا تَجِد تَنْقَضِي فِيهَا وَأَن يكون تزيدها مُخْتَلفا وَهَذَا الدَّلِيل مَعَ سَائِر دلائلها على سَائِر أمرهَا قد تنذر بِطُولِهَا وَلَا يذهب أثر الْحمى من النبض الْبَتَّةَ فَأن كَانَ لَهُ مَعَ ذَلِك سوء نظام أَو سوء وزن فَذَلِك يدل مَعَ أَنَّهَا لَيست من الحميات لي: يَنْبَغِي أَن يفهم مَا يزِيد بتزيد مُخْتَلف فَأن بقيت بِهَذِهِ الْحَال وَرَأَيْت لَهَا فِي الثَّالِث هيجاناً أَزِيد وَلَيْسَ فِي البرَاز وَالْبَوْل نضج فَلَيْسَ تَنْقَضِي فِي السَّابِع فَأن رَأَيْت الْحَال كَذَلِك فِي الرَّابِع فِي عدم النضج وَرَأَيْت الْبدن غير ضامر والحرارة كَأَنَّهَا مندفنة فَأَنَّهَا تطول أَكثر.

قَالَ: وَأحد الحميات الْحمى المفترة وأسلمها الغب وأطولها الرّبع وَلَا خطر فِيهَا.

 

(4/285)

 

 

وَأما النائبة كل يَوْم فطويلة غير سليمَة وَيَنْبَغِي أَن تقدر الْغذَاء مُنْذُ أول الْأَمر بِحَسب كل وَاحِدَة مِنْهَا وَذَلِكَ أَن الحاد السَّرِيع الْبلُوغ إِلَى منتهاه ينفع أَن يدبر صَاحبه التَّدْبِير اللَّطِيف.)

وَأما البطيئة النِّهَايَة فَأن لم يُعْط صَاحبهَا أغذية أغْلظ أتلفته إِذا اضطررت أَن تنْتَقل عَن ذَلِك التَّدْبِير إِلَى غَيره فِي غير الْوَقْت الَّذِي يجب وَذَلِكَ أَنه فِي وَقت النِّهَايَة أحْوج مَا يكون الْمَرِيض إِلَى تلطيف التَّدْبِير.

وَقَالَ: انْظُر فِي كل الحميات وخاصة فِي الغب أخالصة هِيَ أم مشوبة فَأن الغب الْخَالِصَة تَنْقَضِي أَكثر مَا يكون فِي سَبْعَة أدوار وَلَا تجاوزها وَهِي مَعَ ذَلِك أسلم الحميات وَإِن كَانَت غير خَالِصَة وَلَا نقية فالحال فِيهَا بالضد.

مِثَال: ابْتَدَأَ بفتى ابْن اثْنَتَيْ عشرَة سنة أَبيض اللَّوْن سمين بطال التَّدْبِير حمى على مَا أصف فِي ابْتِدَاء الخريف فَلم تُفَارِقهُ إِلَّا بعد الرّبيع بأيام وَكَانَ ابْتِدَاؤُهَا بقشعريرة قَرِيبا من وَقت الصُّبْح ثمَّ لم تكن حَرَارَتهَا حِين صعدت شَبيهَة بحرارة الغب وَلَا نبضه شَبِيها بالنبض فِي الغب وَلَا أَصَابَهُ قيء مرار وَلَا عرق وَلكنه لبث يَوْمه ذَلِك وَلَيْلَته أجمع إِلَى الْغَدَاة محموماً فَلَمَّا كَانَ فِي السَّاعَة الثَّالِثَة من الْيَوْم الثَّانِي ندى بدنه ندى يَسِيرا فتحللت حماه بعض التَّحَلُّل إِلَّا أَنه تحلل ضَعِيف وبكد مَا ظهر نقاؤه فِي آخر ذَلِك الْيَوْم وَكَانَ على حَال فِي عرقه دَلَائِل حمى بَاقِيَة إِلَّا أَنه كَانَ خَفِيف الْبدن عشيته تِلْكَ وَلَيْلَته فَلَمَّا كَانَ نَحْو الصُّبْح عرضت لَهُ النّوبَة كالحال الأولى وانتظم على هَذِه الْحَال طول تِلْكَ الْمدَّة وَكَانَ نبضه فِي طول تِلْكَ الْمدَّة صلباً وبوله غير نضيج فَلَمَّا كَانَ فِي الرّبيع ابْتَدَأَ نبضه يلين وَأَقْبَلت ترسب فِي الْبَوْل رسوب محمودة وَهَذِه حَال الغب الَّتِي هِيَ أبعد شَيْء من الْخَالِصَة وَأما مَا بَين الْخَالِصَة وَغير الْخَالِصَة من هَذِه الحميات فكثيرجداً وَلَيْسَ يعسر تعرفها من تعرف الطَّرفَيْنِ أَحدهمَا هَذَا الَّذِي ذكرت وَالْآخر أَن الغب الْخَالِصَة تنوب أَربع سَاعَات وَإِلَى اثْنَتَيْ عشرَة سَاعَة أَكثر شَيْء وَيكون فِي الْبَوْل فِي الثَّالِث وَالرَّابِع وَلَا محَالة عَلامَة نضج وعَلى هَذَا فاعرف خلوص النائبة كل يَوْم من الرّبع لِأَن الْحمى الَّتِي تَجِد فِيهَا جَمِيع أَعْلَام الرّبع الْخَالِصَة وبالضد وَالرّبع والبلغمية إِذا لم تخلصا قصرت مدتهما كَمَا أَن الغب إِذا لم تخلص طَالَتْ مدَّتهَا فعلى هَذَا انْظُر فِي المفترة وَاجعَل تدبيرك بِحَسبِهِ وَأما اللَّازِمَة فاقصد فِيهَا بِالنّظرِ إِلَى الْبَوْل وَالْبرَاز وسحنة الْبدن كُله والنبض وَقدر الْحَرَارَة والأسباب الْخَارِجَة فعلى ذَلِك تكون قَالَ: وَيَنْبَغِي فِي الغب أَن تقصد بجهدك إِلَى تبريد الْبدن وترطيبه ولاستفراغ الصَّفْرَاء بالقيء وَالْبرَاز وتسييل الْبَوْل والعرق فَأن تنقية الْبدن بهَا محمودة واستعن على تليين الْبَطن بالحقن اللينة ن وَإِذا ظَهرت عَلَامَات النضج فأعطه أفسنتيناً فَأن لَهُ عملا مَحْمُودًا والإستحمام بِمَاء)

حَار عذب يستفرغ شَيْئا من المرار وينفع لِأَنَّهُ يرطب الْبدن فَأَما غير العذب فَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فَأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى الذبول إِن اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَال. وتبريد بدن صَاحب هَذِه الْحمى وترطيبه مُوَافق لَهُ فَلْيَكُن غرضك فِي استحمامه أَن ترطبه فَقَط وَإِن ظَهرت عَلَامَات

 

(4/286)

 

 

النضج فَلَيْسَ تخطىء إِن أدخلته الْحمام مَرَّات وَلَا إِن سقيته شرابًا رَقِيقا مكسوراً بِالْمَاءِ ولتكن أطعمتهم بَارِدَة رطبَة وَمَا يقدر على استمرائه وأصوب الطَّرِيق فِيهِ أَن تقتصر على مَاء كشك الشّعير إِلَى أَن يَجِيء البحران فَهَذَا تَدْبِير الْخَالِصَة. وَأما غير الْخَالِصَة فاجتهد فِي أَن لَا تزيد فِي الْمَرَض من جِهَة الْغذَاء وَلَا توهن الْقُوَّة من الْمَرِيض من أجل اللطافة وانح فِي ذَلِك نَحْو طول الْمَرَض وَقدر الْقُوَّة لِأَن طول الْمَرَض يحْتَاج إِلَى تَقْوِيَة الْغذَاء وَكَذَا ضعف الْقُوَّة وبالضد وَلَا تدخلهم الْحمام إِلَّا بعد النضج. واغذهم أقل من غذَاء صَاحب الغب الْخَالِصَة فَأن احتاجوا إِلَى أخراج الدَّم فافعل ودبر الْغذَاء بِحَسب ماترى بِأَن تخلط بهَا مَا يقطع ويسخن وأوفق مَا يعالجون بِهِ كشك الشّعير ملقى فِيهِ فلفل أَو زوفاً أَو صعتر أَو سنبل الطّيب تلقيه فِي مَاء الْعَسَل وأدر بَوْلهمْ بِمَا لم يكن مفرط اليبس وَأفضل مَا عولجوا بِهِ أفسنتين وتواتر سقيه وَبعد السَّابِع السكنجين والأدوية المسهلة السليمة. فَأَما الْقَيْء بعد الطَّعَام فَيبلغ من نَفعه أَنِّي أعرف خلقا قد تخلصوا بِهِ من هَذِه الحميات.

علاج اصحاب الرّبع قَالَ: دبر أَصْحَاب الرّبع فِي أول الامر بالفصد وَلَا تسقهم شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية وَلَا تستفرغ إِلَّا أَن يكون الدَّم غَالِبا جدا فيفصدوا كَمَا قدمنَا من الباسليق فَأن لم يكن فالأكحل وتفقد حَال الدَّم فان كَانَ غليظاً أسود وَأكْثر مَا تَجِد ذَلِك فِي أَصْحَاب الأطحلة الغليظة فأمعن فِي أخراج الدَّم فَأن كَانَ أَحْمَر ناصعاً رَقِيقا فاقطع أخراجه عَن الْمَكَان وَاجعَل فصدهم من الباسليقن فَأن لم يكن من الباسليق فالأكحل وَاجعَل أغذيتهم لَا تولد رياحاً الْبَتَّةَ بل تحلها وتتوخى تلين بَطْنه مَا أمكن بالأشياء المألوفة فَأن لم ينجح فبالحقن أَولا بِمَا فِيهِ حِدة يسيرَة ثمَّ بالأقوى وامنعهم من الْأَطْعِمَة الغليظة جدا وامنعهم من الشَّرَاب الرَّقِيق والأطعمة الرُّخْصَة الَّتِي لَا لزوجة فِيهَا ويسعملون المالح والخردل فِي الْأَيَّام بعد تطاول الْعلَّة ودواء القاقلى والكمونى وَإِن أمسك عَن الْحمام إِلَى أَن تَنْتَهِي الْحمى كَانَ أَجود وَإِن لم تكن الْحمى قَوِيَّة فَيَنْبَغِي أَن يرتاض فِي يَوْم الرَّاحَة فَهَذَا علاجها إِلَى وَقت الْمُنْتَهى وَظُهُور النضج وَبعد النضج يستفرغ ويدر الْبَوْل وتنطل الأحشاء بِمَا يلين صلابتها وتعود بهَا بعد الْمُنْتَهى مُدَّة طَوِيلَة فَأَنَّهُ صَالح لَهُ)

وإسهاله بعد الْمُنْتَهى بِمَا يستفرغ الأخلاط السوداوية مرَارًا كَثِيرَة والقيء على التملؤ من الطَّعَام مَرَّات مُتَوَالِيَة وَإِن لم يعق عائق فقيئهم بالخربق الْأَبْيَض بعد أَن تغرزه فِي فجل وتدعه حَتَّى يَأْخُذ قوته وَيطْعم ذَلِك الفجل فَأن لم يبلغ مايراد سقِِي الخربق نَفسه. وَمن يعسر عَلَيْهِ الْقَيْء استفرغ من الْبَطن ثمَّ يعْطى الترياق وَسَائِر الْأَدْوِيَة الْمَذْكُورَة لهَذِهِ الْحمى وأبلغها دَوَاء الحلتيت وَأما من يسْتَعْمل شَيْئا من هَذِه الْأَدْوِيَة فِي الأبتداء وَبِالْجُمْلَةِ قبل الأنتهاء فأنما يزِيد فِيهَا فَأَما علاج النائبة فِي كل يَوْم فَأَنَّهُ يسقى السكنجين فِي الْأَيَّام الأول وَمَا يدر الْبَوْل أدراراً صَالحا وَجُمْلَة التَّدْبِير فِي هَذِه الْعلَّة يكون ملطفاً مقطعاً وَإِذا بلغت الْمُنْتَهى فاعتن بالمعدة وخاصة فمها ثمَّ مره بالقيء بالفجل بعد التماؤ من الطَّعَام واستفراغ البلغم بالإسهال.

 

(4/287)

 

 

فَأَما علاج الحميات الدائمة فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا يُجَاوز السَّابِع أَو نَحوه وَالْقُوَّة قَوِيَّة وَالسّن مُحْتَملَة فدبرهم بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي فِي غَايَة اللطافة والأستقصاء وَمَا يُجَاوز مِنْهَا منتهاه السَّابِع وَالْقُوَّة غير قَوِيَّة فدبره فِي الأبتداء تدبيراً غليظاً فَإِذا دنى الْمُنْتَهى فدبره بألطف التَّدْبِير ثمَّ عد فِي الأنحطاط إِلَى تَدْبِير أغْلظ قَلِيلا وَاجعَل مَرَاتِب التَّدْبِير فِي تَغْلِيظ الْغذَاء على مِثَال مَرَاتِب التنقص فِيهِ قبل مُنْتَهى الْعلَّة.

وَأما الفصد فاستعماله إِذا كَانَ الْمَرَض عَظِيما وَمَتى رَأَيْت فِي الْبدن الْحمرَة أَزِيد مِمَّا كَانَت فِي الصِّحَّة وَكَانَ يحس بثقل فِي الْبدن كُله بِخِلَاف الْعَادة وَالْعُرُوق دارة ممدودة فَحِينَئِذٍ استفرغ الدَّم إِلَّا أَن يمْنَع ضعف الْقُوَّة وَغَيره وَجَمِيع التَّدْبِير الرطب نَافِع لجَمِيع أَصْحَاب الحميات الحادة أغذية كَانَت أَو غَيرهَا فاغذهم بِمَاء كشك الشّعير إِلَّا من كَانَ يحمض فِي معدته وبماء الْعَسَل إِلَّا من كَانَ يَسْتَحِيل فِي معدته إِلَى المرار وَإِذا غلظ التَّدْبِير أَكثر من ذَلِك فالخبز المغسول وَنَحْوه. وَمَتى كَانَت الْحمى شَدِيدَة الْحَرَارَة والتلهب فَأول ماترى فِيهَا عَلَامَات النضج قد ظَهرت فنق وأقدم على سقِِي أَصْحَابهَا المَاء الْبَارِد ومقداره يكون حسب وَقت السّنة والبلد والطبع وَالْعَادَة فَهَذِهِ جملَة تَدْبِير الحميات الَّتِي لَا أَعْرَاض مَعهَا مقلقة دَاعِيَة إِلَى العلاج لَهَا. فَأَما الحميات الَّتِي مَعهَا أَعْرَاض مقلقة دَاعِيَة إِلَى علاج فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تفرد الْقَصْد لَكِن خمن وأحدس كم مِقْدَار الْخطر فِي ذَلِك الْعرض وَفِي الْحمى فقاوم أشدهما وأصعبهما وَلَا تغفل الآخر. مِثَال ذَلِك: أنزل أَن رجلا عرضت لَهُ الْحمى وَفِي بدنه امتلاء من الدَّم إِلَّا أَنه قريب الْعَهْد فتحمه ويجد لذَلِك عصراً فِي فَم الْمعدة وَقد تقيأ خلطاً ردياً فأضر ذَلِك بالمواضع الَّتِي مر بهَا مضرَّة عَظِيمَة وقلق لذَلِك)

وَبِه كرب فَانْظُر أينبغي أَن تفصد للحمى فتفرغ ذَلِك الأمتلاء كَمَا كنت تفعل لَو كَانَت الْمعدة عليلة من غير أَن يلْحق علاجك مَكْرُوه أَو تقدم الْعِنَايَة بِفَم الْمعدة. فأذا صلح اسْتعْملت من بعد الأستفراغ الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ وَأَنا أوثر الثَّانِي فقد رَأَيْت مرضى استفرغوا فِي هَذِه الْحَال قبل تَقْوِيَة الْمعدة فَهَلَك بَعضهم وَبَعْضهمْ أشرف على الْهَلَاك وَمن كَانَ بِهِ مَعَ مثل هَذِه الْحمى ذرب فكفاه الذرب من أَن يستفرغ فَأن كَانَ أقل مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فبحسب امتلائه وَذَلِكَ أَن من ظن بِمن كَانَت هَذِه حَاله أَنه يحْتَاج إِلَى استفراغ أَكثر مِمَّا بِهِ وَتقدم فِي فصده فَأَنَّهُ مشرف مِنْهُ على خطر فادح سريع وَكَذَلِكَ مَتى كَانَ قد عرض للعليل تشنج وَكَانَ يحْتَاج أَن يستفرغ مَعَ ذَلِك فَلَا يستفرغ الدَّم بِمرَّة بِحَسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الأمتلاء الَّذِي فِي بدنه لَكِن يستفرغ مِنْهُ شَيْء بِسَبَب ذَلِك الْعَارِض إِذا كَانَ قد تهيج الْعرق كثيرا ويجلب السهر ويهد الْقُوَّة وَكَذَا مَتى كَانَ العليل قد عرض لَهُ سهر ووجع شَدِيد فاحذر الأستفراغ الْكثير وَمَا يكون مِنْهُ فِي دفْعَة وَيَنْبَغِي أَن تعد مزاج الْهَوَاء إِذا كَانَ شَدِيد الْحَرَارَة اَوْ الْبرد بِمَنْزِلَة عرض من الْأَعْرَاض فتوق أَيْضا أَن تخرج الدَّم فِي شدَّة حر أَو برد فَأَنَّهُ يعرض عَن أخراج دم كثير فِي الْوَقْت الْحَار للمحمومين غشي شَدِيد وَفِي الْأَوْقَات الْبَارِدَة جدا برد شَدِيد فِي أول نوبَة الْحمى مهلك لَا يسخن مَعَه.

 

(4/288)

 

 

والأعلاء مُخْتَلفُونَ أَيْضا فِي مقادير احتمالهم للأستفراغ بِحَسب مزاجهم وعادتهم فَانْظُر فِي ذَلِك من تحْتَاج أَن تستفرغ وَهُوَ لَا يحْتَمل فاستفرغه قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات.

لي الأستدلال على الحميات على ماينبغي أَن يحفظ الطَّبِيب ماينفع حفظه وَذَلِكَ يكون إِمَّا من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم أَو من الْحَال الْحَاضِرَة أَو من الْأَبْنِيَة أَو من الزَّمَان أَو من الْمَكَان وَالسّن والمزاج والنبض وَالْبَوْل والنافض والعرق وَكَيْفِيَّة حرارة الْحمى وَمِقْدَار النوائب وَكَيف تنوب والعطش وَحَال الأحشاء والقيء وَالْبرَاز وَإِمَّا من الْأَشْيَاء الَّتِي تتبعها الْحمى وغما من الْأَعْرَاض اللاحقة مثل السهر والصداع والتشنج وَغير ذَلِك. 3 (التَّفْرِقَة بَين أَجنَاس الحميات) 3 (وأنواعها الأول والثواني والأنواع والأشخاص) والتفرقة تكون إِمَّا بَين أجناسها وَإِمَّا بَين أَنْوَاعهَا. أما بَين أجناسها الأول فَيَنْبَغِي أَن تعرف التَّفْرِقَة بَين الحميات الَّتِي هِيَ من مرض وَالَّتِي هِيَ من عرض فالتفرقة بَينهمَا تكون بِأَن الحميات الَّتِي تتبع الأوجاع والأورام هِيَ أَعْرَاض مثل الْحمى التابعة لورم الكبد والتشنج واما الْأَجْنَاس الَّتِي هِيَ دون هَذِه فالتفرقة بَين حمى يَوْم وَحمى عفن وَحمى دق إِمَّا مِمَّا يتقدمها بِأَن يكون لَهَا سَبَب باد وغما من الْحَاضِر فَلَا نافض مَعهَا وَلَا حرارة محرقة وَيكون فِي انحطاطها عرق كثير مَحْمُود وَلَا يعرض إِذا استحم صَاحبهَا لَهُ قشعريرة فِي الْحمام فَهَذَا فرق بَين حمى يَوْم وَبَين الغب وَالرّبع والبلغمية وَلَيْسَ يفرق بَينهَا وَبَين سونوخوس بعد.

فَأَقُول: حمى عرض تشارك حمى مرض فِي خَاصَّة وَهِي انهما جَمِيعًا تسخنان وتلهبان وتفترقان فِي أَن هَذِه تَابِعَة وَتلك نَفسهَا مرض.

تَفْصِيل الحميات بِأَلْفَاظ منطقية يَنْبَغِي أَن تعْمل هَذَا على هَذِه الْجِهَة فَأَنَّهُ أَجود مَا يكون واصحه على نَحْو ماعمل ابْن نهرين حمى يَوْم تشارك حمى عفن فِي أَنَّهَا تَحْمِي الْبدن وتخالفها فِي أَن الْبَوْل فِيهَا نضيج والحرارة فاترة وَاحْتِمَال الْمَرِيض لَهَا سهل وسببها باد. وتشارك حميات العفن حمى الدَّم فِي أَنه لَا نافض فِيهَا وتخالفها فِي أَن مَعَ الترقية عرقاً وَلَيْسَ ذَلِك مَعَ المطبقة فِي ان حَرَارَتهَا هادئة سَاكِنة وحرارة سونوخوس حرارة محرقة وتنفصل من الغب بِأَن لَهَا سَببا بادياً وتسرع الْحَرَارَة وينضج الْبَوْل وتشركها فِي الْعرق وَفِي الأنحطاط وتخالفها فِي النضج فِي الْبَوْل وَفِي أَنه لَا نافض فِيهَا ثمَّ تمر على هَذَا حَتَّى تحكم ذَلِك أجمع فتعلم فِي كم شَيْء توَافق كل وَاحِدَة وَفِي كم تخالفها فَأن ذَلِك عون جيد على حفظه أَن شَاءَ الله.

جَوَامِع أغلوقن الْأَمْرَاض المزمنة لَا يَنْبَغِي أَن تسهل فِيهَا حَتَّى ينضج الْخَلْط وَأما الَّتِي الأخلاط فِيهَا سابحة فِي الْبدن فاستفرغ وَلَا تنْتَظر وَلَكِن بعد أَن تنظر هَل هِيَ رقيقَة سهلة

 

(4/289)

 

 

الْخُرُوج قَليلَة اللزوجة وَلم يكن سَبَب الْعلَّة تخماً وأطعمة غَلِيظَة حدث لَهُ بِسَبَبِهَا انتفاخ الجنبين وتمددهما وَلَا حرارة وَلَا ورم فِي الأحشاء وَأَن طرق المجاري مَفْتُوحَة.

الطَّبَرِيّ: وَلَا تسْتَعْمل الإسهال إِذا كَانَ من خلط غليظ كَحمى الرّبع والبلغمية إِلَّا بعد النضج.

لي إِن الْعَلامَة الَّتِي تُعْطى فِي الحميات من النبض تُوجد من انقباض الْعرق سَرِيعا وَهِي عَلامَة غامضة وَذَلِكَ أَن كثيرا مِمَّن لَيْسَ بصغير الشَّأْن فِي الطِّبّ قد أنكر أَن يدْرك انقباض الْعرق فدع سرعَة الأنقباض وَإِذا كَانَ انقباض النَّفس سَرِيعا فَذَلِك يدل على حرارة نارية بِقدر سرعَة الأنقباض.

لي أَنه صَحَّ لي مِمَّا قَرَأت فِي كتاب البحران أَن نافض الرّبع بَارِد بِالْإِضَافَة إِلَى نافض الغب ونافض الغب كَأَنَّهُ شَيْء يوعد ويلذع الْبدن بثقل شَدِيد مؤلم للعظم بثقله ونافض الرّبع مثل جليدي يماس.

من النبض الْكَبِير إِذا رَأَيْت النبض زَائِدا فَانْظُر أَن وجدته بعد سَاعَة أُخْرَى بِحَسبِهِ زَائِدا فَأَنَّهُ ابْتِدَاء نوبَة حمى يَوْم وَإِن كَانَ بنفض فَذَاك لِأَنَّهُ أَخذ دَوَاء حاراً.

لي كَيفَ يكون عظم النبض دَالا على ابْتِدَاء النّوبَة وَإِنَّمَا يكون فِي ابْتِدَاء النوائب صَغِيرا.

لي أَن النبض إِنَّمَا تَتَغَيَّر حَاله بِحَسب حَال النَّفس فَاسْتَعِنْ بِالنَّفسِ فَأن الأنقباض والأنبساط صلب لطول زمانهما فَأن انقباض النَّفس يخفى فَإِذا رَأَيْت زمَان الأنقباض قَصِيرا فَاعْلَم أَن انقباض الْعرق أَيْضا قصير الزَّمَان وَإِذا رَأَيْت الوقفة بعد الأنقباض إِلَى أَن يعودالأنبساط قَصِيرا فَاعْلَم أَن النبض متواتر وَقصر زمَان الأنقباض يدل على أَن الْحَاجة إِلَى قذف البخارات شَدِيدَة وَهِي الَّتِي تحْتَاج إِلَى كَونهَا فِي حمى يَوْم لِأَنَّهُ فِي هَذِه الْحمى لَا تشتد الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج البخارات ضَرْبَة لِأَنَّهَا لَيست حارة كبخارات العفن وَيدل أَصْحَاب الكبد على هَذَا بالنبض فدع النبض وَانْظُر فِي النَّفس فعلى قدر صغر زمَان إِخْرَاج النَّفس احكم بِشدَّة الْحَاجة إِلَى إِخْرَاج البخار وعَلى قدر سرعَة زمَان إِدْخَال النَّفس وَقصر الوقفة بعد إِخْرَاج النَّفس إِلَى أَن يعود الأنبساط فاحكم بتزيد الْحَرَارَة ن وَجُمْلَة فَأن النبض نفس مُنْقَطع أَعنِي أَنه نفس وَاحِد تكون مِنْهُ نبضات عداد وحاله أبدا لَازم لحَال النَّفس فَاسْتَعِنْ بِهِ أبدا عَلَيْهِ.

وَقَالَ فِي النبض الْكَبِير: من العلامات الْغَيْر الْمُفَارقَة لحميات العفن أَن يكون الأنقباض زَائِدا للسرعة فَخذ نَفسك بالتدرب فِي حس الأنقباض فَأَنَّهَا عَلامَة لَا تفارق ابْتِدَاء نوبَة الحميات العفنة وَهِي بعيدَة من الْكَذِب جدا.

قَالَ: وَالدَّم يمِيل فِي ابْتِدَاء هَذِه النوائب إِلَى بَاطِن الْبدن والأحشاء فَيكون لذَلِك الأنبساط أَضْعَف وأصغر لَكِن إِذا كَانَ مَعَ صغر الأنبساط سرعَة الأنقباض وعظمه فَأن ذَلِك ابْتِدَاء نوبَة حمى وَإِن لم يكن مَعَه ذَلِك فَأَنَّهُ قد يكون صغر الأنبساط للهم وَالْغَم وَنَحْوه ممايرد الدَّم إِلَى بَاطِن الْبدن.

 

(4/290)

 

 

لي تعرف ذَلِك من النَّفس قَالَ: وَهَذِه عَلَامَات لَا تكون فِي حمى دق لِأَنَّهُ لَا يكون فِيهَا ابْتِدَاء نوبَة وَلَا فِي حمى يَوْم لِأَنَّهُ لَا يحوج الْقلب إِلَى سرعَة قذف البخارات الحارة لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ عفن يكون هَذِه البخارات فَلْيَكُن سرعَة الأنقباض عَلامَة خاصية لحمى عفن.

قَالَ: والحميات الكائنة مَعَ ورم من هَذَا الْجِنْس فَلذَلِك مَعهَا هَذِه العلامات إِلَّا أَن الْفرق بَينهمَا)

أَن فِي الورمية النبض مَعَ سرعَة الأنقباض فِيهِ صلابة وَإِنَّمَا ينضغط النبض ويصغر ويبرد الْبدن فِي أول النّوبَة لِأَنَّهُ يصير إِلَى بَاطِن الْبدن من الأخلاط الْبَارِدَة على غَلَبَة الْبرد مَا يكَاد يطفىء حرارته الغريزية بِمَنْزِلَة حطب كثير يلقى على نَار يسيرَة فَأن لم تنطفىء النَّار وَأخذت تعْمل فِيهَا فانها لاتزال تظهر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تقوى وَهَذَا يشبه صعُود الْحمى. وَحِينَئِذٍ تدفع الطبيعة مَا لم يُمكنهَا إحالته من هَذِه الفضلات إِمَّا لطيفها فبالأنقباض بِالنَّفسِ وَهُوَ البخار الدخاني وَأما كثيفها فبالعرق والرسوب بالبول والخراجات وَنَحْو ذَلِك من أَسبَاب البخارين.

لي قد صحّح هَذَا مَا كنت استخرجته انا أَن حَال برودة الْبدن فِي الْحمى مرّة وسخونته بعقبها احرى تشبه حَالنَا إِذا تغذينا وشربنا مَاء بَارِدًا فبردنا أَولا ثمَّ سخنا بعد ذَلِك وَبَين أَن الحميات تكون إِذا كثرت الأخلاط النِّيَّة فِي الْبدن أَعنِي حميات العفن الَّتِي يتقدمها نافض وَصحح أَيْضا أَن الحميات الَّتِي لَا يتقدمها نافض لَيست تكون عَن أخلاط نِيَّة الْبَتَّةَ وَهِي غير مستعدة للعفن بل هِيَ بَارِدَة جدا وَلِأَن هَذِه الفضلات لاتجيء إِلَى نَاحيَة الْقلب وَلَكِن تكون بالبعد عَنهُ فِي من كناش ابْن سرابيون: الحميات المزمنة يحْتَاج فِيهَا إِلَى مايدر الْبَوْل ويسخن أسخاناً صَالحا كالأفسنتين والغاريقون والغافت والشكاعي والباذاورد والنانخواه وَنَحْوهَا يُعْطي طبيخها وَإِن كَانَت حرارة بَاقِيَة جعل مَاء الهندباء والكرفس وعنب الثَّعْلَب إِن شَاءَ الله.

أَقْرَاص لَهُ أَيْضا يُؤْخَذ للحميات العتيقة عصارة غافت عصارة أفسنتين شكاعي باذاورد شاهترج بزر كشوث بزر الْبِطِّيخ مقشراً بزر الْخِيَار رب السوس ورد يجمع ويقرص فَأَنَّهَا تسكن الْعَطش والحمى وتقلع الحميات العتيقة جدا.

طبيخ للحمى العتيقة: أصل كرفس وأصل رازيانج وإذخر وأنيسون ومصطكي وعصارة غافت يطْبخ ويسقى.

لي يسقى القرص بِهَذَا المَاء أَيَّامًا فَأَنَّهُ يقْلع الحميات المزمنة وَإِن كَانَ حِدة سقِِي بسكنجين. وَإِن كَانَ أحد سقِِي بِمَاء الهندباء وَشَيْء من كرفس إِن شَاءَ الله.

لي كَانَ بصبي حمى تنوب كل يَوْم فسقيته أَقْرَاص الْورْد فَصَارَت تنوب غبا وَذَلِكَ من أجل السنبل وَقد جربت ذَلِك فِي لناقه فرأيته كثيرا مَا ترد عَلَيْهِ الْحمى.

 

(4/291)

 

 

من الثَّانِيَة من كتاب البحران: حمى يَوْم إِنَّمَا تكون من سخونة الرّوح فَقَط من غير أَن يكون فِي الأخلاط عفن أَو يحدث فِي الْأَعْضَاء ورم خلا الَّتِي تكون من ورم الغدد وَقَالَ: قد تحدث من)

سهر وتخمة وغم وهم وَغَضب وَحرق شمس وَبرد وتعب والإكثار من الشَّرَاب وَنَحْو ذَلِك والعلامات الشاملة لجَمِيع حمى يَوْم أَن النبض يزْدَاد سرعَة وتواتراً وَكَثِيرًا مايزداد عظما وَيبقى استواؤه الطبيعي بِحَالهِ ونظامه وَلينه. وَكَذَا الْبَوْل فَأَنَّهُ رُبمَا كَانَ مَعَه غمامة حميدة مُتَعَلقَة.

وَرُبمَا كَانَ فِيهِ رسوب وَرُبمَا كَانَ فِيهِ غمامة طافية وَكله حسن اللَّوْن وَأما الْحَرَارَة فَأَنَّهَا بخارية لِأَنَّهُ رُبمَا تبين ذَلِك حِين تضع يدك على الْبدن وَرُبمَا تبين ذَلِك بعد وَلَيْسَ مَعهَا شَيْء من الْأَعْرَاض الخبيثة الْمَذْكُورَة فِي كتاب تقدمة الْمعرفَة أَعنِي الْوَجْه الشبيه بِوَجْه الْمَيِّت كلطء الصدغ وَالْأنف الدَّقِيق وَالْعين الغائرة فَهَذِهِ العلامات العامية لَهَا. فَأَما الَّتِي تخص كل نوع مِنْهَا فَانِي سأذكر مِنْهَا طرفا. أما الْحَادِثَة عَن عوارض النَّفس فَأَقُول: إِنَّك إِن أحضرت الْمَرِيض وَتلك الْعَوَارِض بَاقِيَة بعد فِي نَفسه فتفقد النبض خَاصَّة كَمَا بيّنت فِي كتاب النبض واضف إِلَيْهِ الأستدلال بِسَائِر الْأَشْيَاء وَإِن كَانَت الْعَوَارِض قد سكنت فستجد فِي النبض عَلامَة خُفْيَة تدل على ذَلِك الْعَارِض الَّذِي كَانَ بِسَبَب الْحمى.

لي السُّؤَال عَن السَّبَب البادي يعينك على الأستدلال بِغَيْرِهِ فاقصد لذَلِك فَأَنَّهُ أسهل وأرضح.

وَمِمَّا يعم جَمِيع حميات يَوْم أَن بَوْل جَمِيعهم أقرب إِلَى الصُّفْرَة المشبعة. حمى يَوْم من غم تَجِد بدنه جدا أَكثر من الْحَرَارَة وَمن غضب خلاف ذَلِك وتجد ضمور الْبدن فِي من عرضت لَهُ هَذِه من غم أبين وَالْعين غائرة واللون حَائِل وَفِي الْهم أَكثر مَا تستدل على الْحمى من عوارض النَّفس فضلا عَن الْمَرَض والعلامات فِيهَا فِي الْمَرَض أبين وَفِي السهر ميزه من لون الْوَجْه. وَذَلِكَ أَنه يكون متهبجاً وبكد مَا يُحَرك عَيْنَيْهِ.

قَالَ: وَالْعين تَجف فِي من يحم ويهيج جدا وغور الْعين مُشْتَرك بحمى غم وسهر وَفِي الْغَضَب لَا تغور الْعين وَلَا يكون الْبَوْل ردياً بل الْحَرَارَة فِي أبدانهم أَكثر وترتفع من الْعين بِسُرْعَة ولاينقص عظم النبض كَمَا ينقص فِي أَصْحَاب السهر والهم وَالْغَم.

فِي حمى التَّعَب يكون الْجلد جافاً فِي الْوَقْت الَّذِي بَين أول الْحمى ومنتهاها ثمَّ أَنه مُنْذُ الْوَقْت يرْتَفع من العمق مَا لم يسرف فِي التَّعَب بخار وَفِي بَعضهم قد يبْقى اليبس بِحَالهِ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي من أفراط فِي التَّعَب وَلمن عرض لَهُ بَغْتَة مَعَ برد ونبض من أسراف فِي التَّعَب صَغِير وَأما من لم يسرف فَأن نبضه يكون عَظِيما.

فِي استحصاف الْجلد: يستحصف الْجلد إِمَّا من برد أَو من شَيْء قَابض يلقاه مثل الأستحمام)

بِمَاء الشب وَيعرف ذَلِك من اللَّمْس لِأَن أبدان هَؤُلَاءِ لَا تجدها حارة اللَّمْس أول مَا تضع يدك عَلَيْهَا بل سَاكِنة الْحَرَارَة فَإِذا طَال مماستك لَهَا وجدت الْحَرَارَة قد احتدت وَلَا يكون بَوْلهمْ مشبع الصُّفْرَة ولاأبدانهم ضامرة وَلَا أَعينهم غائرة وَلَا جافة وَلَكِن أرطب وَأبقى مِمَّا كَانَت فِي وَقت

 

(4/292)

 

 

فِي ورم الغدد يكون النبض فِي غَايَة الْعظم سَرِيعا متواتراً والحرارة فِي بدنه كَثِيرَة ويرتفع مِنْهُ بعد مُنْتَهى الْحمى سَرِيعا من عمق الْبدن ندى حَار إِلَّا أَن حرارته لذيذة غير مَكْرُوهَة لِأَن الْحَرَارَة واللذع فِي هَذِه الْحمى أقل مِنْهُ فِي جَمِيع أصنافها الْأُخَر وَيكون الْوَجْه أَحْمَر وَأَشد انتفاخاً مِمَّا كَانَ ويميل الْبَوْل إِلَى الْبيَاض. عَلامَة غائرة ويعم جَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم اسْتِوَاء النبض وَفِي الندرة يُوجد اخْتِلَاف فِي نبضة وَاحِدَة وَلَا يكَاد يكون ذَلِك بَينا.

جَوَامِع البحران: العلامات الْعَامَّة لحمى يَوْم اجْمَعْ اسْتِوَاء النبض ونضج الْبَوْل وَأَن تكون عَارِية من الْأَعْرَاض الردية.

من أَصْنَاف الحميات من الأولى: الْأَبدَان المستعدة لحمى يَوْم هِيَ الَّتِي يتَحَلَّل مِنْهَا بخار حاد حَار فَأن هَذِه إِذا تكاثف سطحها حدث فِيهَا حمى يَوْم.

فِي الْحمى الَّتِي من ورم الأربية واللحوم الرخوة.

قَالَ: من هَذِه الحميات ماهي من جنس حمى يَوْم وَمِنْهَا حميات ردية لِأَنَّهَا لَا تتولد عَن ورم أَو قرحَة أَو دبيلة أَو نَحْو ذَلِك يكون فِي بعض الأحشاء فتصل مِنْهُ بخارات حارة ردية إِلَى الْقلب فَأَما فِي الحميات الَّتِي هِيَ من ورم هَذَا اللَّحْم من غير ورم فِي الأحشاء فَأَنَّهُ إِنَّمَا يكون ذَلِك من هَذِه الأورام حمى بِأَن تحمى مايليها ثمَّ مايليها حَتَّى تصل الْحمى إِلَى الْقلب كَمَا تصل الْحَرَارَة إِلَى الْقلب من التَّعَب وَالشَّمْس وَغَيرهمَا لَا مثل الأول الَّذِي يرتقي مِنْهُ بخارات حارة ردية إِلَى الْقلب.

لي إِذا ظهر الورم ثمَّ كَانَ عَنهُ حمى فَأَنَّهُ حمى يَوْم فالحمى حِينَئِذٍ تكون بطرِيق السخونة بالمجاورة من عُضْو إِلَى عُضْو فَإِذا ظهر هَذَا الورم بعد الْحمى فَأن ذَلِك يكون لِأَن الأحشاء دفعتها إِلَى هُنَاكَ.

قَالَ: والحميات الْحَادِثَة عَن الأخلاط العفنة والورم فِي الاحشاء ردية جدا لإن ذَلِك العفن يسري أَولا فأولاً إِلَى الْقلب والحمى الْحَادِثَة عَن حرارة الورم الرخو بِلَا عفن دَاخل سليمَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسري الْحَرَارَة فَقَط بِلَا عفن.)

قَالَ: قد تبينت بِالْفِعْلِ أَمر حمى يَوْم غير مرّة وَتَقَدَّمت إِلَى من عرضت لَهُ أَن يستحم ويتغذى بغذاء معتدل ويتصرف فِي أَعماله وأمنته من معاودة الْحمى فَلم تعاوده الْحمى وَأول دَلَائِل هَذِه الْحمى أَن يكون لَهَا سَبَب باد إِلَّا أَن هَذَا العليل وَإِن كَانَ غير مفارق لهَذِهِ الْحمى فَأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ خَاصَّة. فَأَما الدَّلِيل الْغَيْر المفارق لَهَا الْبَتَّةَ فظهور النضج فِي أول الْيَوْم واستواء النبض مَعَ تزيده وعظمه فِي ابْتِدَاء الْحمى وَيكون مَعَ ذَلِك التَّوَاتُر فِي الوقفة إِلَى دَاخل نَاقِصا بِقِيَاس الْعظم والسرعة وَأكْثر من هَذَا وأولي بالخصوصية بِهَذِهِ الْحمى أَن انقباض النبض لَا يتزيد بِسُرْعَة الْبَتَّةَ فَأن تزيد فِي بعض الْحَالَات فقليلا. وينبوع الْحَرَارَة فِيهِ طيب وَهَذَا غير مفارق لحمى يَوْم أَعنِي طيب الْحَرَارَة.

 

(4/293)

 

 

قَالَ: وَمن الدَّلَائِل الْغَيْر الْمُفَارقَة لهَذِهِ الْحمى اسْتِوَاء النبض فِي تزيد الْحمى بِغَيْر تضاغط النبض إِلَّا أَن هَذِه الْخَاصَّة قد تُوجد لغير حمى يَوْم أَيْضا وَقلة عَادِية الْحمى فِي وَقت انتهائها فَأَنَّهُ فِيهَا أسكن وَأسلم مِنْهُ فِي سَائِر الحميات والأجود أَن تجْعَل ذَلِك خَاصّا بِهَذِهِ الْحمى وَإِن كَانَ قد يُوجد فِي غَيرهَا لِأَنَّهُ فِيهَا أَكثر مِنْهُ فِي سَائِر الحميات يَعْنِي سهولة الأنتهاء وَقلة عَادِية الْحمى فِي ذَلِك الْوَقْت من النّوبَة وَكَذَا أَيْضا انحطاطها بعرق أَو بدواء أَو بخار طيب يتَحَلَّل من الْبدن ثمَّ أعقب ذَلِك أقلاع تَامّ من الْحمى فَأن هَذِه أَيْضا وَإِن كَانَت تكون فِي غَيرهَا فَهِيَ بِهَذِهِ أولى لانها فِيهِ أَكثر.

لي انقباض الْعرق على ماهو عَلَيْهِ من الشّرف من خُصُوصِيَّة هَذِه الْحمى وعَلى ماهو عَلَيْهِ من الغموض حَتَّى أَن حذاق الْأَطِبَّاء قد أَنْكَرُوا أَن يدْرك الأنقباض فَالْوَجْه الْجيد النّظر إِلَى النَّفس فَأن مثله لَا يُفَارق فَإِذا رَأَيْت خُرُوج النَّفس سَرِيعا فَاعْلَم أَن الأنقباض سريع وبالضد.

3 - (فصل)

3 - (ذكر عَلَامَات حميات العفن) 3 (الفارقة بَينهَا وَبَين حمى يَوْم والدق) قَالَ: من الدَّلَائِل الْغَيْر الْمُفَارقَة لحميات العفن أَن تبتدىء بِغَيْر سَبَب باد فَأن هَذِه تعم حميات العفن لِأَن حميات يَوْم كلهَا لَهَا سَبَب باد فَأَنَّهَا لَا تحدث ابْتِدَاء لَكِن يتقدمها حميات غَيرهَا فَيجب مَتى رَأينَا شَابًّا قد ابتدأت بِهِ حمى من غير سَبَب باد أَن نعلم أَن حماه من عفونة الأخلاط.)

قَالَ: وَرُبمَا تقدّمت حمى وأعقبت حمى عفن وَذَلِكَ عِنْد مايكون الْبدن مستعداً لحدوث وَذَلِكَ بِأَن يكون فِيهِ فضول تقبل السخونة من تِلْكَ الْحمى ويبتدىء بهَا العفن. وَيظْهر لَك هَذَا أَن حمى يَوْم هَذِه لَا تَنْتَهِي إِلَى أقلاع صَحِيح وَرُبمَا عرض أَن ترى مَا عِنْد مُنْتَهَاهَا بعض الْأَعْرَاض الدَّالَّة على انقلابها.

لي يَعْنِي أَنه يرى فِي انتهائها الْأَعْرَاض الردية القوية وَشدَّة الْحَرَارَة الكائنة فِي حميات العفن.

قَالَ: وَذَلِكَ يكون أبين عِنْد انحطاط تِلْكَ الْحمى فتفقد فِيهَا سهولة انحطاط حمى عفن قَالَ: وَمن عَلَامَات حمى عفن أَن تبتدىء بنافض أَو قشعريرة إِلَّا أَنه لَيْسَ بِلَازِم لجميعها وَمن دلائلها أختلاف الْحَرَارَة وَاخْتِلَاف النبض فِي الأبتداء والتزيد فَأَنَّهُ خَاص بحميات عفن إِلَّا أَنه لَيْسَ لكلها.

لي لِأَنَّهُ لَيْسَ ذَلِك للغب الْخَالِصَة وَمِمَّا هُوَ مثل الدَّلِيل الَّذِي مثل هَذَا وَأكْثر مِنْهُ أَن النّوبَة تَتَكَرَّر مرَارًا كَثِيرَة وَأَن النبض فِي الأبتداء صَغِير جدا يخْتَلف وَهُوَ النبض الْمُسَمّى المنضغط فَهَذَا لَازم لحميات عفن إِلَّا أَنه لَا يلْزم جَمِيعهَا.

 

(4/294)

 

 

لي لَا يلْزم الغب وَاخْتِلَاف النبض وصغره خَاص بحمى عفن وَلَا يكون فِي حمى يَوْم إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن تتفقد وَاحِدَة وَذَلِكَ أَنه رُبمَا كَانَ فِي فَم الْمعدة خلط رَدِيء يلذعه أَو يبرده فَيعرض من اجله أَن يصير النبض صَغِيرا مُخْتَلفا وَإِن كَانَت الْحمى حمى يَوْم. وَيفرق بَين ذَلِك أَن هَذَا إِذا بَقِي سكن الأختلاف لِأَنَّهُ برد فَم الْمعدة أَو لذعها لِأَن النبض الْحَادِث من الشَّيْء الْمبرد يكون أَصْغَر والحادث من اللذع أَكثر اخْتِلَافا فَمَتَى لم يسكن هَذَانِ العرضان من النبض بالقيء فَأَنَّهُ دَلِيل خَاص بحمى عفن.

قَالَ: وَمن أعظم دَلَائِل العفنية كَيْفيَّة الْحَرَارَة فِيهَا وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ فِيهَا شَيْء من الطّيب واللذاذة والهدوء كَمَا فِي حمى يَوْم لَكِن حرارة العفنية كَأَنَّهَا بالدخانية أشبه حَتَّى أَنَّهَا تؤذي اللَّمْس وَلَا يَنْبَغِي أَن تطلب شدَّة الْحَرَارَة فِي ابتدائها بل فِي التزيد والأنتهاء وَبعد طول لبث الْكَفّ على الْبدن فَأن لَهُ نوع حرارة تنخس الْبدن كَمَا يفعل الدَّوَاء الحريف وَهَذِه الْحَرَارَة تتولد من عفن الأخلاط. وَمن دلائلها الخاصية الَّتِي لَا تفارقها سرعَة الأنقباض وَذَلِكَ يظْهر ظهوراً بَينا فِي وَقت ابتدائها وَفِي وَقت تزيدها وَلَيْسَ هُوَ بالخفي فِي وَقت انتهائها. وَيكون فِي الِابْتِدَاء النبض صَغِيرا غير سريع فَأَما فِي الأنتهاء فعظيم سريع والتواتر يكون فِي النبض بعد الأنبساط وَلَيْسَ هُوَ)

كَذَلِك فِي حمى يَوْم والدق وَمن أخص الدَّلَائِل بِهَذِهِ الْحمى ألايظهر فِيهَا للبول نضج فِي الْيَوْم الأول وَظُهُور أثر للنضج الْخَفي الضَّعِيف أَيْضا خَاص بحميات عفن وَلَا يكون الْبَوْل فِي حمى يَوْم إِلَّا عديم النضج أَولا وَأثر النضج فِيهِ خَفِي ضَعِيف وَلَيْسَ يظْهر فِي وَقت من الْأَوْقَات فِي الأبوال الأول فِي هَذِه الحميات نضج أَو أثر عَظِيم للنضج بعد أَن يخرج عَنْهَا مايكون فِيهَا بالأنقلاب من حمى يَوْم.

لي يَقُول أَنه قد يكون إِذا انْتَقَلت حمى يَوْم إِلَى حمى عفن فِي ذَلِك الْيَوْم الَّذِي ابتدأت فِيهِ حمى يَوْم بَوْل نضيج وَذَلِكَ الْبَوْل لَيْسَ لحمى عفن بل لحمى يَوْم فاحفظ هَذَا.

قَالَ: وَقد وصفت لَك حالات الأنقلاب.

قَالَ: وَمن أَنَّهَا مَعَ مَا وَصفنَا فِي وَقت مُنْتَهى نوبَة الْحمى فِيهَا شَيْء من أَعْرَاض الْحمى المحرقة أَو من الْأَعْرَاض الَّتِي يحس فِيهَا بِالْحرِّ وَالْبرد مَعًا أَو من الْأَعْرَاض الَّتِي يحرق فِيهَا بَاطِن الْبدن وَظَاهره بَارِد أَو من أَعْرَاض شطر الغب. أَو من أَعْرَاض اللثقة أَو غير ذَلِك مِمَّا هَذِه سَبيله من الحميات فَهَذِهِ الْأَعْرَاض يَعْنِي أَعْرَاض هَذِه الحميات إِذا حدثت فِي الْحمى دلّت على أَنَّهَا عفنية ودلت مَعَ ذَلِك على أَي نوع هِيَ من الحميات العفنية فأذا لم تُوجد كَانَ تعرفها بِسَائِر الدالات الَّتِي وَصفنَا لِأَنَّهَا لَيست بِغَيْر مُفَارقَة لحميات العفن الْبَتَّةَ وانحطاط الْحمى إِذا لم يزل إِلَى أقلاع نقي بعرق فَلَنْ يَخْلُو أَن تكون حمى يَوْم انقلبت إِلَى عفنية واما النبض الصلب فَغير لَازم أبدا لشَيْء من أَجنَاس الحميات الثَّلَاث وَلَا لحمى الدق إِلَّا أَنه أَكثر مَا يُوجد فِي حمى دق. وَأما الجنسان الْآخرَانِ فَإِنَّمَا يُوجد فيهمَا ذَلِك لعَارض يعرض. أما فِي حمى يَوْم فَإِذا كَانَت حدثت من برد شَدِيد

 

(4/295)

 

 

وَكَانَ مَعَ تِلْكَ الْحمى تمدد فِي العصب أَو نكاية شَدِيدَة من حر شمس أَو تَعب أَو إقلال غذَاء أَو سهر مفرط أَو استفراغ. وَأما فِي حمى عفن فَإِذا حدث مَعهَا ورم اَوْ جسأة فِي بعض الْأَعْضَاء أَو تمدد أَو يبس فِي عصب أَو شرب مَاء بَارِد أَو أكل فِي غير وقته أَو أكل بعض الْفَوَاكِه المبردة بالثلج فَأَما من نفس طبيعة الْحمى فَلَا يكون النبض صلباً لِأَنَّهُ أَن حدث حمى من ورم وَكَانَ النبض صلباً فَلَيْسَتْ الصلابة من أجل الْحمى لَكِن من أجل تمدد الْعُرُوق وامتلائها.

وَبِالْجُمْلَةِ أَقُول: أَن الصلابة أَنما تحدث فِي الْعُرُوق أما مِمَّا يحدث عَنهُ تمدد أَو مِمَّا يحدث عَنهُ يبس من جمود والتمدد يحدث من تورم وجسأة وَنَحْوهَا والجمود يحدث من برد قوي واليبس)

يحدث من استفراغ وجوع.

الحميات المحرقة إِذا طَالَتْ حَتَّى تجفف الْأَعْضَاء الجامدة تجفيفاً مفرطاً مَالَتْ إِلَى الدق.

لي مِمَّا تبين فِي كَلَام جالينوس إِن حميات يَوْم لَا يكون فِي ابتدائها تضاغط وَمَعْنَاهُ أَنه لَا يكون مَعَ النّوبَة أقشعرار وَلَا برد فِي الْأَطْرَاف وَلَا حَال شَبيه بالميل إِلَى النّوم والكسل وَلَا اخْتِلَاف فِي النبض وَلَا ضعف وَلَا شَيْء من أشباه هَذِه الْأَعْرَاض لَكِن يكون النبض سَرِيعا عَظِيما بِسُرْعَة.

فِي الْحمى الَّتِي تعرض من حرارة الشَّمْس قَالَ: يُوجد جلده على حَال من السخونة واليبس أَكثر من الْحَال الَّتِي كَانَت وَيُوجد النبض قد مَال فِيهَا إِلَى نبض الْحمى وَهَذَا أَيْضا أقل عطشاً ينظر فِي هَذَا نعما لِأَن الْحَرَارَة فِيهَا إِنَّمَا هِيَ فِي الظَّاهِر أَكثر وَلم يقل أَنه لَا يعطش بل قَالَ أقل عطشاً مِمَّن حرارته مُسَاوِيَة لحرارته وَهَكَذَا يجب لِأَنَّهُ قَالَ: إِذا ساوت حرارته حرارة هَذَا فالحرارة فِي بَاطِنه أَكثر كثيرا فَيكون أَشد عطشاً من غَيره مِمَّن حرارته كحرارته وَحين تضع كفك على بدنه تَجِد حرارته فِي غَايَة مُنْتَهَاهَا وَرَأسه كَأَنَّهُ يَحْتَرِق احتراقاً وتتوق نَفسه إِلَى صب المَاء الْبَارِد عَلَيْهِ وَينْتَفع من ذَلِك بِهِ وَعَيْنَيْهِ أسخن وَأَشد حمرَة مَعَ يبس إِذا لم تكن هَذِه الْحمى مَعَ زكام وَلَا نزلة فَأَنَّهُ قد يعرض ذَلِك لبَعض من يبلغ مِنْهُ حر الشَّمْس وَمن كَانَت تِلْكَ حَاله فَأن رَأسه مَعَ حرارته يكون ممتلئاً من الدَّم حَتَّى تكون عروقه كَأَنَّهَا ممتدة الَّتِي فِي الْعين وَالَّتِي فِي الصدغ والجبهة وَالْوَجْه كُله.

لي إِنَّمَا يعرض هَهُنَا هَذِه الْعُرُوق لِأَنَّهُ لَا يدْخل من كَانَ بِهِ نزلة من برد إِلَى الْحمام إِن لم تنضج نزلته.

فِي الكائنة من برد قَالَ: وَمن أعظم الدَّلَائِل الَّتِي تفرق بَين صَاحب هَذِه الْحَال وَبَين من يعرض لَهُ حمى يَوْم من الْبرد أَن الَّذِي يبلغ إِلَيْهِ البردفي رَأسه يهيج بِهِ الزُّكَام والنزلة وَرُبمَا حم من الْبرد الَّذِي فِي رَأسه فَقَط. فَأَما فِي الْأَكْثَر فَإِنَّمَا يحم إِذا كَانَ الْبدن كُله قد بلغ إِلَيْهِ الْبرد ويجد جلدَة بدنه أقل سخونة وَأَشد امتلاء وانتفاخاً وَلَا ترى فِي وَجهه شَيْئا من يبس وقحل كَالَّذي يعرض فِي وَجه من أَصَابَته حمى من حر الشَّمْس من غير أَن يكون عرض لَهُ فِي رَأسه امتلاء.

 

(4/296)

 

 

قَالَ: من سخن رَأسه بالشمس فَأَنَّهُ يعرض لَهُ فِي رَأسه امتلاء فِي الْأَكْثَر إِلَّا أَنه يكون بدنه نقياً لَا فضول فِيهِ الْبَتَّةَ فَأن الَّذِي هَذِه حَاله فَقَط يُمكن إِذا سخن رَأسه أَن يبْقى على حَاله من غير)

أَن يعرض لَهُ الأمتلاء إِلَّا أَنَّك على حَال رُبمَا وجدت الرَّأْس كُله قد نالته حرارة شَدِيدَة جدا من قبل حر الشَّمْس من غير أَن يكون قد عرض فِيهِ امتلاء وَهَذِه الْحَال يُخَالف حَال الْبرد ومخالفته بَيِّنَة جدا من قبل حر الشَّمْس.

لي يَقُول أَنه لَا يشبه بِحَال من تصيبه الْحمى من برد رَأسه وبدنه إِذا كَانَ من برد رَأسه جدا لابد أَن يماله زكام ونزلة فيجد فِي وَجهه وَرَأسه من الأمتلاء بالرطوبة بِحَالَة مُخَالفَة لحَال من عرض لَهُ احتراق فِي رَأسه وَلم تحدث لَهُ نزلة لِأَن بدنه نقي وَذَلِكَ أَن هَذَا يكون فِي قشف الْوَجْه وَالرَّأْس يابسة حارة. قَالَ: وَأما الْحَال الَّتِي يكون مَعهَا الأمتلاء يَعْنِي بِهِ إِذا سخن الرَّأْس وَالْبدن ممتلىء فتمييزه عسر إِذْ كَانَ يعرض مَعَه النزلة والزكام كَمَا يعرضان فِي من برد رَأسه لِأَن اليبس وسخونة الْجلد وَسَائِر الدَّلَائِل الَّتِي تخص صَاحب الأحتراق فِي الشَّمْس نفصله لَك. 3 (من يُصِيبهُ حمى من استحصاف الْبدن) قَالَ: الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ بِخِلَافِهَا فِي من يُصِيبهُ ذَلِك من احتراق الشَّمْس لأَنا نجد الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ أول وضعك يدك فاترة يسيرَة ثمَّ أَنَّهَا تتزيد إِذا طَال اللَّمْس تزيداً كثيرا.

قَالَ ج: هَذَا مَا كَانَ ينقص كتاب البحران من صفة هَذِه الحميات.

الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: قَالَ: قد قلت أَن الدَّم إِذا سخن بِلَا عفن تولدت مِنْهُ حمى يَوْم.

قَالَ: ضيق المسام يكون إِمَّا لتكاثفها أَو انسدادها والتكاثف يعرض لبرد أَو لقبض أَو ليبس وانسدادها يعرض لِكَثْرَة أخلاطها أَو لغلظها.

لي حمى يَوْم قد تعرض لتكاثف المسام وَمن انسدادها والعارض من تكاثفها يحلله الْحمام ويسرع ذَلِك وينقضي والعارض من سددها يحْتَاج إِلَى تَدْبِير أطول وَهَذِه هِيَ الَّتِي رُبمَا بقيت ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة بِحَسب صعوبة السدة. انْظُر فِي هَذِه فَأن كَانَ للورم فِي الغدد سَبَب باد فَأن الْحمى الَّتِي مَعَه يومية. فَأن كَانَ لَيْسَ لَهُ ذَلِك فَأن الورم عَن عفونة فِي بعض الأحشاء وَانْظُر فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول فِي الْفَصْل الَّذِي فِيهِ كل حمى تكون مَعَ ورم فَأَنَّهَا تدل على أَن الورم سَابق للحمى فَليُحرر ذَلِك.

وَقَالَ: التخم تحدث حمى يَوْم من طَرِيق أَنَّهَا تجمع فِي الْبدن فضلا حاراً. وَقَالَ: إِذا حدث فِي الْيَد وَالرجل قرحَة بِسَبَب باد فتورمت الأربية والإبط ثمَّ حدثت عَن ذَلِك حمى فَأَنَّهَا حمى يومية لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسخن الْقلب فِي هَذِه بارتقاء الْحَرَارَة من عُضْو إِلَى عُضْو حَتَّى تصل إِلَى الْقلب)

وَإِن حدث الورم فِي الأربية بِلَا سَبَب باد نَحْو عَثْرَة أَو

 

(4/297)

 

 

قرحَة أَو قطع فِي الرجل وَتبع ذَلِك الْحمى فَأن تِلْكَ حمى عفن لِأَن ذَلِك الورم حِينَئِذٍ أَنما أحدث فِي عُضْو شرِيف امتلاء ويصل من هَذِه الأورام إِلَى الْقلب جَوْهَر العفونة وبخاره.

الْفرق بَين الْحمى الخبيثة والسلية من الحميات الكائنة مَعَ ورم اللَّحْم الرخو إِذا كَانَ لهَذَا الورم سَبَب باد وَيُوجب ذَلِك فالحمى يومية وَإِن حدثت هَذِه الأورام ابْتِدَاء بِلَا سَبَب باد يُوجب ذَلِك فردية وبمقدار رداءة مايظهر لَك من رداءة الورم رداءتها لِأَن ذَلِك دَلِيل على حَال الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ انْدفع هَذَا الْفضل الْمُحدث الورم.

لي حمى يَوْم تعرف من أَن لَهَا سَببا بادياً وَعدم النافض وَأَن الْبَوْل نضيج فِي أول يَوْم والنبض غير مُخْتَلف والحرارة سَاكِنة لينَة مستوية وتقلع بعرق وَلَا يكون فِي انتهائها أَعْرَاض ردية.

حميات عفن تعرف من عدم السَّبَب البادي وَمن ابتداءها تكون مَعَ نافض أَو برد أَو أقشعرار وَإِن كَانَ وَلَا بُد فَمَعَ انقباض الْحَرَارَة وانهزامها إِلَى بَاطِن الْبدن مَعَ انضغاط النبض واختلافه وَكَيْفِيَّة الْحَرَارَة أَن تكون قَوِيَّة ردية وَالْبَوْل فِيهَا فِي الْأَيَّام الأول عديم النضج أَو خُفْيَة وَفِي نهايتها أَعْرَاض صعبة وَسُرْعَة انقباض الْعُرُوق وَيظْهر فِي انتهائها نوع إِحْدَى الحميات العفنية الْمَعْرُوفَة الْأَعْرَاض الشَّدِيدَة فَهِيَ الْمُنْتَهى الجزئي وانحطاط النوائب بِلَا عرق دليلان من دَلَائِل الْحمى العفنية.

لي مَتى رَأَيْت النّوبَة قد انحطت بِلَا عرق وَلَا ندى وَلَا بخار فَلْيَكُن دليلك على حمى العفن.

العلامات الدَّالَّة على أَن حمى يَوْم قد انقلبت إِلَى غَيرهَا من الحميات أَن تكون الْحمى قد انحطت لَا ينقى مِنْهَا الْبدن وَأَن صَعب مُنْتَهَاهَا وتنحط بِلَا عرق. والنبض لَا يصلب فِي حمى يَوْم إِلَّا بِسَبَب الْبرد أَو بِسَبَب الإستفراغ وَفِي حميات العفن إِلَّا بِسَبَب ورم حَار أَو ورم صلب فِي الأحشاء فَأَما فِي الدق فبسبب اليبس.

من الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: كَانَ رجل آدم قضيف ازب شَاب حَار اللَّمْس أَحْمَر اللَّوْن فِي صِحَّته فَحم من الإستحمام بِمَاء الشب وَكَانَ مُعْتَادا فِي صِحَّته أَن يستحم فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فأدخلته الْحمام سَاعَة انحطت النّوبَة وعرقته بدهن وغذوته أول مَا يخرج بِمَاء الشّعير ثمَّ انتظرت بِهِ قَلِيلا وَأَطْعَمته حساءً وسمكاً وإسفيذباج وحممته فِي الْيَوْم الثَّانِي ثَلَاث مَرَّات لأزيد على)

عَادَته وَاحِدَة.

قَالَ: وَهَذِه الْأَبدَان الَّتِي حَالهَا هَذِه الْحَال ينْحل مِنْهَا بخار لذاع شَدِيدَة الإستعداد لحمى يَوْم فَمَتَى أَمْسكُوا عَن الْحمام والغذاء وتعبوا وسهروا واستحموا بِمَاء قَابض صَارُوا من حمى يَوْم إِلَى حمى دق وَإِن لم ترطبهم وتلحقهم سَرِيعا وَإِن كَانَ فَم معدتهم مَعَ ذَلِك شَدِيد الْحس وَقَعُوا فِي الحميات الَّتِي مَعهَا غشي وَهَذِه الْأَبدَان يَنْبَغِي أَن تحفظ صِحَّتهَا بالإستحمام بِمَاء عذب وأغذية مولدة للخلط العذب وَترك التَّعَب والسهر والجوع وَالشرَاب الْحَار وَلُزُوم الرَّاحَة وَشرب المَاء وَيكون ذَلِك على مِقْدَار غَلَبَة الْحَرَارَة واليبس فِي أبدانهم فَأن من لم يغتذ فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ حم وَيَنْبَغِي أَن يغذوا لحفظ صحتهم بأغذية متوسطة فِي الْكَثْرَة والقلة ويجتنبوا

 

(4/298)

 

 

مافيه حرافة وملوحة وعصوفة وَبِالْجُمْلَةِ كَيْفيَّة دوائية فَإِنَّهَا تسخنهم وتجففهم جدا فَيحدث بهم سدد فيحمون مِنْهُ وَمَتى رَأَيْت أَنهم قد سخنوا قَلِيلا فاعدل بأطعمتهم إِلَى الْبُرُودَة بعد ذَلِك ولتكن طبائعهم أبدا لينَة وبولهم وعرقهم دَارا مسهلاً وَيكون ذَلِك بِأَن توقيهم الأغذية القابضة واللزجة لِأَن القابضة تمنع البرَاز واللزجة تمنع الْبَوْل والعرق.

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: إِذا كَانَ ورم اللَّحْم الرخو قبل الْحمى فَهُوَ مِنْهُ وَإِن كَانَ الورم بعد الْحمى فَهُوَ حمى عفن فالأبدان المرارية الَّتِي ينْحل مِنْهَا بخار لذاع تحم إِذا امْتنع بخارها فِي أسْرع وَقت والبخار يمْنَع من ضيق المسام وانسدادها ويضيق المسام من كل شَيْء يقبض وَمن أفراط اليبس على ظَاهر الْبدن وَالْبرد وَلذَلِك منعت هَذَا الرجل أَن يتدلك فِي الْحمام بالأشياء القابضة واليابسة وَبِالْجُمْلَةِ حذره من التدلك الْبَتَّةَ بِشَيْء يجد مِنْهُ تقبضاً فِي بدنه ومنعته من غُبَار وشمس ودلك شَدِيد. وَكَانَ رجل آخر يجد رعاد الْحمى لِأَنَّهُ كَانَ يمرخ فِي الْحمى بالزيت الْقَابِض فمرخته بالزيت اللَّطِيف وحممته فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ فاستراح من ذَلِك. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ من يتَحَلَّل من بدنه فضول دخانية فَيَنْبَغِي أَن يجْتَنب هَذِه كلهَا ويدع الأغذية اللزجة فَأَنَّهَا تبقى لاحجة فِي مسامه فتمنع مَا يتَحَلَّل مِنْهَا وَكَانَ خلق كثير مِنْهُم يمرضون أمراضاً مُتَوَالِيَة لتعرضهم للشمس وتدلكهم بالبورق وَالْملح وإكثار الرياضة والدلك الصلب فبرؤا لما منعتهم ذَلِك وَهَذِه الْأَشْيَاء دَاخِلَة فِي حفظ الصِّحَّة وَهِي أَيْضا إِذا لحقت الْحمى قبل أَن تستحكم قلعتها وأبطلت سَببهَا وَجَمِيع هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَن يدخلُوا الْحمام سَاعَة تنحط النّوبَة ويدلكون بدهن دلكا لينًا وَمن حم من يبس يدلك أقل وَيصب عَلَيْهِ من المَاء أَكثر.)

وَمن حم من شَيْء قَابض يمرخ بدهن ويدلك دلكا لينًا على قدر قوته.

وَمن حم من غضب أَو سهر أَو غم فَلَا حَاجَة بِهِ إِلَى دلك كثير وَلَا استحمام كثير بل يعرق بدنه بدهن كثير مفتر لَا قبض فِيهِ وبدلك يسير ويستحم كالعادة وَمن حم من احتراق شمس فَأَنَّهُ يحْتَاج فِي أول الْأَمر إِلَى أَشْيَاء تبرد ثمَّ يستحم كثيرا وَلَا يحْتَاج إِلَى تمريخ كثير وَلَا إِلَى دلك كثير. والأشياء المبردة: دهن ورد مبرد فِي ثلج يصب على الرَّأْس وَالْيَد معلقَة فَوْقه مُرْتَفعَة كثيرا وحلله بصوف منفوش لَا يزَال ينطل عَلَيْهِ مِنْهُ إِلَى أَن تنحط الْحمى من أول انحطاطها إِلَى أَن تفارق ثمَّ أدخلهُ الْحمام إِذا فَارَقت النّوبَة فَأن كَانَ من برد فَأدْخلهُ الْحمام إِلَّا أَنه أَن كَانَ بِهِ نزلة أَو زكام فَلَا تدخله حَتَّى تنضج نزلته أَو زكامه فَأَما من حم من احتراق شمس فَأدْخلهُ وَلَو كَانَ بِهِ زكام أَو نزلة فَإِذا خرج من الْحمام فادهن رَأسه بِتِلْكَ الأدهان الَّتِي صببتها على رَأسه قبل دُخُول الْحمام وَافْعل ذَلِك أَيْضا بِمن لَا زكام بِهِ مِمَّن احْتَرَقَ فِي شمس فَأن كَانَ إِنَّمَا حم من احتراق الشَّمْس فعرق رَأسه بدهن مبرد وَمن حم من برد أَصَابَهُ فعرق رَأسه بدهن مسخن وَليكن دهن السوسن والناردين وَلَا تسْتَعْمل الْحمام إِلَّا

 

(4/299)

 

 

بعد انحطاط الْحمى وزد فِي قُوَّة تبريد من أَصَابَته حمى من احتراق الشَّمْس وَاجعَل ذَلِك فِي من حماه من برد أقل وَأما من حم من سهر أَو غم فزد فِي ترطيبه وتبريده ونومه وَمن بِهِ حمى من أعياء فَلْيَكُن أَكثر غذَاء وَمن بِهِ حمى من برد فَلْيَكُن أقل غذَاء.

قَالَ: وَأما الشّرْب فاختر مِنْهُ المائي فَأَنَّهُ خير لَهُ من المَاء وَحده لِأَنَّهُ يعين على أدرار الْبَوْل والعرق والأستمراء وَكَانَ ابقراط يسْقِيه لَا فِي حمى يَوْم لَكِن فِي الْأَمْرَاض الحادة.

قَالَ: وَالْمَاء الْبَارِد جيد لأهل هَذِه الْأَبدَان المرارية وخاصة إِن كَانُوا معتادين فِي الصِّحَّة لَهُ.

قَالَ: وَقد أدخلت من حمى حمى يَوْم الْحمام يَوْم حمى انحطت وَمن غَد أَيْضا وَفِي الْيَوْم الثَّالِث أَيْضا إِذا كَانَ مُحْتَاجا إِلَيْهِ. 3 (حميات يَوْم الكائنة من السدد) قَالَ: إِن كَانَت يسيرَة وعولجت بتفتيحها وجلائها وتنقيتها منع يدلك أَن يكون للحمى نوبَة ثَانِيَة وَإِن كَانَت السدة عَظِيمَة لم يُؤمن نوبَة ثَانِيَة فَإِن كَانَ مَعَ السدد فِي الْبدن أخلاط كَثِيرَة غَلِيظَة لزجة فَإِن هَذِه الْحمى لَا تبقى حمى يَوْم لَكِن تؤول فِي الْأَبدَان الَّتِي أمزجتها جَيِّدَة إِلَى حمى سونوخوس الكائنة من سخونة الدَّم من غير أَن يعفن فَأن كَانَت من الْأَبدَان الردية المزاج آل أمرهَا إِلَى حمى عفن.

لي قَوْله رَدِيء المزاج يذهب بِهِ إِلَى الحارة الْيَابِسَة المرارية والحارة الرّطبَة الَّتِي الْحَرَارَة فِيهَا غالبة أَكثر مِمَّا يذهب بِهِ إِلَى الْبَارِدَة الرّطبَة وَلَا يذهب بِهِ إِلَى الْبَارِدَة الْيَابِسَة الْبَتَّةَ.

لي حمى يَوْم الكائنة من السدد قد تبتدىء بِلَا سَبَب باد لِأَن السدد لَيست تكون فِي سطح الْجلد مثل ماتكون عِنْد الأغتسال بِمَاء الشب وَبِمَا يشبه الْغُبَار وَالْبرد وَنَحْو ذَلِك لَكِن تكون لِأَن الأغذية الغليظة اللزجة تكون فضولها الَّتِي فِي الهضم الثَّالِث غَلِيظَة فتلحج فِي المجاري الَّتِي هِيَ مجاري الفضول الثَّالِثَة الَّتِي هِيَ الْعرق والوسخ.

وَقَالَ: إِذا انسدت هَذِه المجاري لم يتنفس الْبدن وَكَثُرت حرارته وامتلأ أَيْضا فتهيج لذَلِك حمى وَهَذِه الْحمى أَشد حميات يَوْم تعرقاً ومداواة وَبِأَن تعرقها لَيْسَ بِالسَّبَبِ البادي كسائرها وَلَكِن يكون بِأَنَّهُ لَا يكون فِيهَا نافض وَنَوع الْحَرَارَة أَن يكون يشبه حرارة حمى يَوْم مَعَ أَنَّهَا فِي الْأَبدَان المرارية الحارة المزاج تكون قَوِيَّة وَلَا يتَبَيَّن فِي الْبَوْل عدم نضج وَلَا فِي الْعرق عَلامَة عفونة وَسَائِر الْعُرُوق الدَّالَّة على العفن وَإِن علمت مَعَ ذَلِك أَن العليل كَانَ يدبر تدبيراً غليظاً وَيَأْكُل أَطْعِمَة بَارِدَة لزجة وَيتْرك الرياضة كَانَ ذَلِك اوكد.

قَالَ جالينوس: حمى يَوْم الكائنة من سدد وَإِن كَانَ لَا يتَبَيَّن فِي الْعرق فِيهَا عَلامَة العفن وَلَا فِي الْبَوْل خلاف النضج وَلَا فِي الْيَوْم الأول وَلَا فِي الثَّانِي من قبل انحطاطها تطول وَلَا تبادر إِلَى الأنقضاء كَسَائِر حميات يَوْم وَلَا يستفرغ من الْبدن عرق وندى كثير كَسَائِر حميات

 

(4/300)

 

 

يَوْم توهم أَنَّهَا لَيست حمى يَوْم. وأوكد مَا تكون هَذِه الْأَشْيَاء فِيهَا إِذا كَانَت السدد عَظِيمَة وَعند ذَلِك تحْتَاج أَن تعاون الطبيعة على تَحْلِيل تِلْكَ السدة معاونة عَظِيمَة وَإِلَّا لم يكن بُد أَن تعفن الأخلاط.

لي قد سلخ هَذِه الْحمى عَنْهَا من عَلَامَات حمى يَوْم السَّبَب البادي والعرق فِي الأنحطاط)

وَسُرْعَة الأنحطاط وَبَقِي لَهَا من عَلَامَات حمى يَوْم سائرها.

قَالَ: فَلذَلِك يَنْبَغِي إِن يفصد صَاحبهَا إِذا كَانَت السدة عَظِيمَة إِلَّا أَن يكون شَيخا أَو صَبيا وَلَو لم تكن جَمِيع عَلَامَات الأمتلاء مجتمعة فالأجود أَن تستفرغ الْبدن بالفصد ثمَّ تَأْخُذ فِي تفتيح السدد وتنقية المجاري والمنافذ وَذَلِكَ أَنا إِن نقيناها قبل استفراغنا الْبدن لم نَأْمَن من انجذاب الأخلاط دفْعَة إِلَى المجاري لكثرتها فتلحج فِيهَا لحوجاً عسراً لِأَن السدد إِنَّمَا يفتحها مَا يجلو إِذا وضعت على خَارج الْبدن وَإِذا أوردت دَاخله وَلَا يُؤمن على مَا وضع خَارِجا أَن يجذب شَيْئا آخر ويزيده على الَّذِي هُوَ لاحج وَلَا على الْأَشْيَاء الَّتِي تورد دَاخل الْبدن أَن يكون إِذا أسرف فِيهَا جذبت شَيْئا مِمَّا هُوَ محتقن فِي الْعُرُوق فَأن تهَيَّأ أَن يكون ذَلِك الشَّيْء غليظاً أَو لزجاً كَانَ مَادَّة للسدد وَإِن لم يكن غليظاً وَلَا لزجاً فَأَنَّهُ على حَال يُؤْذِي لكثرته فَأن الشَّيْء الْكثير إِذا مَال نَحْو المجاري يحدث من السدد والحوج بكثرته لَيْسَ بِدُونِ مَا يحدث الشَّيْء اللزج الغليظ بلزوجته وغلظه وخاصة إِن كَانَت المسلك ضيقَة فلكيما يكون فِي أَمن من هَذِه صَار استفراغ الْبدن من أَجود مَا يسْتَعْمل وَمَعَ ذَلِك فَأن الفضول الدخانية تنقص بِنُقْصَان الأخلاط فينتقص لذَلِك حرارة الْحمى وَتصير فِي حد يُمكنهَا مَعَه أَن تتحلل إِلَى الْخَارِج.

قَالَ: فَمَتَى رَأَيْت الْحمى حدثت بِلَا سَبَب باد وَلم يكن فِي انحطاطها استفراغ بَين وَقدر يعْتد بِهِ وَبَقِي الأنحطاط لابثاً على مِثَال وَاحِد فَاعْلَم أَن الْحمى حمى سدد فَإِن كَانَت مَعَ سَبَب باد فَلَيْسَ بمنكر إِن يجْتَمع سببان فَإِذا رَأَيْت الأنحطاط على مَا وصفت طَويلا بِلَا استفراغ فَاعْلَم انها حمى يَوْم سدد. وَلَا يَنْبَغِي أَن تتَوَقَّف عَن استفراغ الدَّم حِينَئِذٍ لَكِن أخرج بِحَسب الْقُوَّة وبحسب عظم السدد وشدتها.

لي هَذَا الْكَلَام افهمه على أَنه قد صَحَّ عنْدك أَن الْحمى لَيست عفنية وَإِذا لم يكن استفراغ فِي الأنحطاط يدل على كَثْرَة السدد فَلذَلِك أمرنَا بالفصد لِأَن السدة الْيَسِيرَة تتحلل بتدبير تَحْلِيل السدد.

لي هَذِه الْحمى تحْتَاج أَن يفرق فِي ابتدائها بَينهَا وَبَين حمى العفونة وَقد ذكرنَا ذَلِك وَفِي آخرهَا بَين الدق.

فِي مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء: الأحتقان الْكَائِن من تكاثف الْجلد تكون عَنهُ حمى يَوْم والأحتقان الْكَائِن عَن سدد تكون عَنهُ حمى يَوْم والمستعدة إِلَى الأنتقال إِلَى سونوخوس وَهُوَ أَن يكون)

التَّدْبِير الَّذِي تقدم لَا يكون مُوجبا للسدد وَلَا الْبدن ظَاهر الأمتلاء بل التَّدْبِير لطيف وَالْبدن نحيف يَابِس.

 

(4/301)

 

 

قَالَ ج: ويستدل على عظم السدد من مِقْدَار الْحمى لِأَن السدد مَتى كَانَت أقوى واشد تكون الْحمى التابعة لَهَا أصعب وَأَشد وبالضد فَإِذا استفرغته فأعطه شَيْئا من الْأَدْوِيَة والأغذية الَّتِي تجلو وَلَا يكون ذَلِك بعد وَقت طَوِيل وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل مِنْهَا الحارة فَيمكن إِذا أَن تسْتَعْمل كشك الشّعير وَمَاء الْعَسَل والسكنجين وَحده مَعَ أَنه لَيْسَ يسخن ويجلو جلاءً قَوِيا ويقلع مَا فِي المجاري والمنافذ وَالسكر يدْخل فِي عداد هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تجلو وتفتح السدد فَإِذا فعلت ذَلِك فَانْظُر كم نقص من حرارة الْحمى فَأن نقصت الْحمى فِي الْيَوْم الثَّالِث وَلَا يكون الْبَوْل عديم النضج وَلَا فِي الْعُرُوق اثار للعفن فَأدْخلهُ الْحمام وَأخرجه فِي وَقت يكون بَينه وَبَين الْوَقْت الَّذِي يخْشَى فِيهِ ابْتِدَاء الدّور خمس سَاعَات مستوية مِثَاله: إِن كَانَت الْحمى فِي أول نوبَة فِي السَّاعَة الْعَاشِرَة فافرغ من اسستحمامه فِي الرَّابِعَة وَتقدم فِي تمريخه ودلكه بغاية الأعتدال بأَشْيَاء تجلو كدقيق الكرسنة والباقلى وَالْعَسَل الْمَضْرُوب بِمَاء كثير وَأكْثر جلاء من هَذِه أصل السوسن والزراوند وَالْعَسَل الْقَلِيل المَاء وَأَشد من هَذِه أَيْضا جلاء رغوة البورق والنطرون والصابون وَاسْتعْمل مِنْهَا بِقدر ذَلِك.

لي حمى يَوْم الَّتِي عَن سدد رُبمَا نابت أَيَّامًا إِذا كَانَت السدد عَظِيمَة وَلَا تخرج بذلك عَن حد حمى يَوْم لِأَنَّهَا لَيست عفنية وَلَا دقاً فَإِذا خرج من الْحمام فَلَا يطعم وَلَا يسقى شَيْئا إِلَى أَن يجوز الْوَقْت الَّذِي تخشى فِيهِ النّوبَة خلا مَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ كرفس فَإِن كَانَ وَلَا بُد فماء الشّعير ثمَّ انْتظر وَإِن لم تصبه النّوبَة وَجَاز وَقتهَا فحمه ثَانِيَة أَن أحب ذَلِك وأغذه فَأن رَأَيْت الْحمى فقسها بِمِقْدَار الأولى وتفقد امْر الْبَوْل فَأن كَانَ مقدارها قَلِيلا ضَعِيفا وَالْبَوْل صَحِيحا والنبض نقياً فَاعْلَم أَن السدد قَليلَة مانقيت. وَأدْخلهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع الْحمام وأغذه وثق بِأَنَّهُ لَا تصيبه نوبَة وَإِن كَانَت الْحمى فِي الثَّالِث شَدِيدَة وَلم تَرَ لما فعلت من التفتيح والجلاء نُقْصَانا عَظِيما فَاعْلَم أَن السدد قَوِيَّة وَأَن الْأَمر قد آل بِهِ إِلَى عفن وعلاجه علاج حمى عفن.

بلاديوس قَالَ: إِذا حدث ورم فِي الأربية ابْتِدَاء من سَبَب باد ثمَّ هَاجَتْ مِنْهُ حمى فَذَلِك حمى عفن من ورم أَو خلط رَدِيء فِي الكبد أَو فِي بعض الأحشاء. 3 (حمى يَوْم من التخم) قَالَ: وَلِأَن حمى يَوْم قد تكون من تخم وَشر التخم فِي الْأَبدَان المرارية التُّخمَة الدخانية لِأَن التُّخمَة الحامضة إِنَّمَا تعرض لهَذِهِ الْأَبدَان فِي الندرة ومضرتها لَهَا يسيرَة فَمَتَى انْطَلَقت الطبيعة مَعَ التخم الدخانية كَانَ الضَّرَر أقل وبالضد لِأَن الْأَبدَان المرارية مَتى احْتبسَ طبائعها مَعَ تخمة دخانية حموا سَرِيعا وخاصة إِن تصرفوا فِي أَعْمَالهم وَتركُوا الرَّاحَة وَالنَّوْم. وَقد تعرض أَيْضا الْحمى لكثير مِنْهُم إِن انْطَلَقت طبائعهم لِأَنَّهُ يصير فيهم ذرب قوى فَيكون كَثْرَة اخْتلَافهمْ وحركتهم عوناً لهيج الْحمى فَأن كَانَ مَعَ ذَلِك لذع أَو وجع أوحرارة مفرطة فِي الأمعاء والمعدة كَانَ ذَلِك أعون فِي تزيد حرارة الْحمى وَأَحْرَى أَن ييبسها وَلَيْسَت مداواة من انْطَلَقت طَبِيعَته مِنْهُم

 

(4/302)

 

 

3 - (مداواة من انْطَلَقت طَبِيعَته) قَالَ: مَتى رَأَيْت أَن الشَّيْء الَّذِي يستفرغ إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي فسد وَحده فَأدْخل الْمَرِيض الْحمام وأغذه عِنْد انحطاط النّوبَة واعتن بالمعدة وَإِن كَانَ الأستفراغ قد أجحف فالأجود أَن يغذى قبل أَن يدْخل الْحمام بعد أَن يعتنى بِأَمْر الْمعدة والعناية بهَا تكون إِن كَانَ الأستفراغ قد قطع بِأَن يوضع عَلَيْهَا صوف مبلول بِزَيْت قد طبخ فِيهِ أفسنتين فِي أناء مضاعف لِئَلَّا يفْسد الطَّبْخ ويدخنه وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْمعدة شَيْء من مس اللذع والوجع فضع عَلَيْهَا قِطْعَة لبد سخنة يابسة أَو مغموسة فِي ذَلِك الزَّيْت معصورة مسخنة وَإِن كَانَ الدّهن الَّذِي يغمس فِيهِ هَذَا اللبد دهن ناردين فائق فجيد وَيَنْبَغِي أَن يعصر ثمَّ يوضع عَلَيْهِ والأجود أَن يكون بدل اللبد صوف فرفير فائق فَأن فِيهِ قبضا لطيفاً وَفِيه قُوَّة تغوص إِلَى الْمعدة فتسخنها وتجففها وتقويها فَأن كَانَ فَم الْمعدة شَدِيد الضعْف فاسحق مصطكى بدهن ناردين فائق واغمس فِيهِ صوف فرفير وَضعه عَلَيْهِ ولتكن هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تضعها عَلَيْهِ فِي غَايَة الْحَرَارَة فان الْأَشْيَاء الفاترة تحلل فَم الْمعدة وترخيه. قَالَ: وَإِن احتجت إِلَى قيروطى الصَّبْر والمصطكى فَاسْتَعْملهُ وَإِن كَانَ فِي فَم الْمعدة حرقة واشتعال فضع عَلَيْهِ قيروطياً بدهن السفرجل والأضمدة المبردة القوية وَإِن كَانَت طَبِيعَته بعد منطلقة فأعطه مَاء سويق الشّعير وَالْخبْز الَّذِي يَقع فِي عجنه حل الَّذِي يتَّخذ لأَصْحَاب الذرب وَإِن كَانَ شَدِيد الانطلاق فَاسق السويق على مَاء الرُّمَّان والكمثرى واسقه مَاء الْفَوَاكِه وَمَاء طبيخ الكمثرى والسفرجل وَحب الآس وَإِن كَانَ الأختلاف قد انْقَطع فاغذه بخصي الديوك والسمك الرضراضي وببعض الْفَوَاكِه القابضة وَإِن كَانَت شَهْوَته سَاقِطَة)

وَنَفسه تأبى الطَّعَام فَأن هَذَا كثيرا مَا يعرض فاسقه الدَّوَاء الْمُتَّخذ بعصارة السفرجل والمتخذ بِلَحْم السفرجل الَّذِي وصف فِي كتاب تَدْبِير الأصحاء جوارش السفرجل الْبَسِيط بِلَا فلفل وَلَا غَيره. قَالَ: هَذَا هُوَ علاج هَؤُلَاءِ الَّذين يَنْبَغِي أَن يعالجوا بِهِ فِي أول انحطاط النّوبَة. فاما من احْتبست طَبِيعَته فجس شراسيفه وبطنه كُله وسل العليل أَيْن يجد الثّقل من بَطْنه وَأي ضرب من الجشاء يتجشأ وَانْظُر فَأن كَانَ الطَّعَام وَاقِفًا بعد فِي أَعلَى الْبَطن فاسقه دَوَاء الفلافل الثَّلَاثَة الْبَسِيط الْقَلِيل الأخلاط وَهُوَ الَّذِي ذَكرْنَاهُ نَحن فِي كتاب تَدْبِير الأصحاء فَأَنَّهُ نَافِع لمن لَا يستمرىء طَعَامه ثمَّ اسْتعْمل النطول على الْبَطن والشراسيف وَيفْعل هَذَا الْفِعْل أَكثر وَأَشد وَأما من كَانَ الطَّعَام فِي أَعلَى بَطْنه فاما من انحدر إِلَى أَسْفَل بَطْنه فافعل بِهِ هَذَا بِعَيْنِه ويحرك أقل قَلِيلا وَإِن كَانَ الطَّعَام قد نزل نزولاً كثيرا فأعنه بشيافة أَو بحقنة فَأن وجد لذعاً فِي أمعائه فعلاجه من بَاب الأمعاء وَإِن وجد نفخة فَمن بَاب النفخة.

قَالَ: فَإِذا انْطَلَقت طَبِيعَته فاغذه بِسُرْعَة أغذية حميدة وتجنب القوابض وَدبره بِهَذَا التَّدْبِير فِي الْيَوْم الثَّانِي وَأدْخلهُ الْحمام فَأن نَام ليلته نوماً طبيعياً فقد برأَ وَإِلَّا فَلَا تجزع لَكِن حمه وقم عَلَيْهِ قيامك بِعَيْنِه من الدَّوَاء وَالتَّدْبِير بِمَا احْتَاجَ إِلَيْهِ.

 

(4/303)

 

 

قَالَ: فَأَما التُّخمَة الَّتِي تكون مَعهَا حموضة فَلَا تكَاد تكون مَعهَا حمى وَإِن حدثت مَعهَا حمى فَهِيَ إِلَى أَن يكون حمى يَوْم أقرب.

قَالَ: لِأَن البخار الْكَائِن عَن التُّخمَة الحامضة بخار بَارِد يسير لَا بخار دخاني كثير.

قَالَ: فحمى يَوْم من تخمة حامضة وَحمى العفن قد تحدث مِنْهَا فَنحْن نذكرها فِي حميات العفن. قَالَ: فاما من حم من ورم الأربية فَأَنَّهُ بعد أَن يعْنى بالورم وتنحط الْحمى يستحم ويغتذي أمنا من أَن تعود الْحمى إِلَيْهِ وَقد تكون حمى يَوْم لِكَثْرَة الْأكل وَالشرب إِذا ثقل على الْمعدة جدا وأحوج إِلَى الْقَيْء وَهَؤُلَاء يَنْبَغِي أَن يَنَامُوا فضل نوم ثمَّ يستحموا ويغتذوا غذَاء خَفِيفا فَقَط.

قَالَ: وَلِأَن الحميات أَكثر مَا تسرع إِلَى هذَيْن المزاجين الْحَار الْيَابِس والحار الرطب وَقد ذكرنَا مَا يحدث فِي الْحَار الْيَابِس فَأَنِّي ذَاكر حَال المزاج الْحَار الرطب.

قَالَ: وَهَذِه الْأَبدَان الذفرة المنتنة الْعرق وَالْبَوْل وَالْبرَاز وَيحد بِهَذِهِ الْحمى من الْأَسْبَاب الَّتِي تحدث بالأبدان المرارية لَيْسَ بِدُونِ ذَلِك وعلاجها وتخالفها فِي أَنَّهَا أحمل مِنْهَا للجوع والعطش)

وَأَقل حَاجَة إِلَى الترطيب وَأما التوسيع للمسام فحاجتهم إِلَيْهِ لَيست بِدُونِ ذَلِك أَصْلِيَّة كَانَت هَذِه الأمزجة اَوْ مكتسبة.

قَالَ: والمزاج الْحَار الْيَابِس تؤول بِهِ الْحَال من حمى يَوْم إِلَى حمى حادة وَإِلَى الدق إِذا لم يدبر على مَا يَنْبَغِي فَأَما الْحَار الرطب فيؤول بِهِ إِلَى حميات العفن.

التَّاسِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى حدثت حمى يَوْم عَن احتراق شمس أَو عَن عوارض النَّفس أَو ورم اللَّحْم الرخو أَو عَن تَعب أَو سَبَب آخر باد أَي ظَاهر فَلَيْسَ يَمْتَد إِلَى الثَّالِث أصلا أَن لم يعرض فِي التَّدْبِير خطأ. فَأَما مَتى حدثت من امْتنَاع مَا كَانَ يتَحَلَّل فممكن أَن تتجاوز الثَّالِث إِذا كَانَ لانسداد المسام لَا تكاثفها لِأَن الْحَادِث لتكاثفها ينْحل كَمَا ينْحل سَائِر حميات يَوْم وَكَذَا أَن

 

(4/304)

 

 

كَانَت السدد يسيرَة فَأَما إِن كَانَت عَظِيمَة فَلَا بُد أَن تبقى اَوْ تنوب بِقدر عظمها ويخيل أَنَّهَا لَيست حمى يَوْم.

قَالَ: وَحمى يَوْم السددية لَا تكون إِلَّا فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الدَّم لِأَن السدة لَا تفنى بتولد الْحمى دون أَن يكون المتحلل من الْبدن بخاراً كثيرا جدا فَإِذا انسدت المسام قل مَا يتَحَلَّل مِنْهُ بالأضافة إِلَى الْحَال الأولى فاجتمعت فِي الْبدن حرارة أوجبت الْحمى.

قَالَ: حمى يَوْم إِذا كَانَت من سدد عَظِيمَة وَلم تعالج كَمَا يجب انْتَقَلت إِمَّا إِلَى مطبقة بِلَا عفن أَو إِلَى مطبقة بعفن أَو إِلَى بعض حميات العفن النائبة.

لي وَلَا تنْتَقل هَذِه إِلَى الدق لِأَن هَذِه تكون مَعَ الأمتلاء وَكَثْرَة رطوبات قَالَ: وَإِذا كَانَت السدد يسيرَة فَأَنَّهَا تَنْقَضِي كَمَا تَنْقَضِي حميات يَوْم إِلَّا أَن يجهل الْأَطِبَّاء تدبيرها.

قَالَ: الْحمى الكائنة عَن السدد مادام لم يظْهر فِي الْبَوْل والنبض كَيْفيَّة الْحَرَارَة وعلامة العفن فَهِيَ حمى يَوْم وَلَو أطبقت اياماً على مَا ذكرنَا من سونوخوس بِلَا عفونة.

قَالَ: فالسدة تكون إِمَّا من كَثْرَة الدَّم أَو لغلظ الأخلاط وعلاج الأولى الفصد وَالثَّانيَِة التلطيف.

لي الْفرق بَينهمَا أَنه يظْهر مَعَ الأولى حمرَة اللَّوْن وانتفاخ وتمدد وَلَا يظْهر مَعَ الْأُخْرَى ذَلِك.

لي حمى يَوْم احْتَاجَت جمع إِلَى الْحمام لَان مَعَ أَكْثَرهَا امْتنَاع مَا كَانَ يتَحَلَّل من الْبدن فالحمام يحلل ويوسع المسام وَمَعَ الثَّانِيَة حِدة وحرافة قد اكتسبتها بالحمى وَالْحمام يرطبها ويعدلها ويسهل تَحْلِيل مَا يحْتَاج أَن يتَحَلَّل. وَقد ذكر جالينوس أَن مَعهَا كلهَا امتناعاً من تحلل إِلَّا أَنه مَعَ بَعْضهَا أبدا ضَرُورَة وَمَعَ بَعْضهَا فِي الاكثر وَمَعَ بَعْضهَا فِي الْأَقَل. قَالَ فِي آخر الْعَاشِرَة: الْحمام)

يستفرغ الْبدن بالعرق والتحلل الْخَفي وَفِي حمى يَوْم يتهيأ أَن تستفرغ نفس جَوْهَر الْحمى بِهَذَيْنِ الأستفراغين.

تكاثف المسام يكون لانقباض الْجلد من الْبرد اَوْ الْقَبْض أَو الوجع وَشَيْء من اللَّحْم تَحْتَهُ ينقبض مَعَه. وَأما السدة فَتكون إِذا لحجت الأخلاط فِي أَطْرَاف الْعُرُوق الأقاصي النافذة إِلَى سطح الْبدن غما لكثرتها أَو لغلظها أَو للزوجتها.

قَالَ فِي الْحَادِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: وإمالتها إِلَى ظَاهر الْبدن بَغْتَة بِسَبَب حَرَكَة عنيفة أَو تغير الْهَوَاء دفْعَة من شدَّة الْبرد إِلَى شدَّة الْحر أَو بِسَبَب الْغَضَب.

لي حميات العفن أَن عدمت النافض فَلَا بُد من أَن يكون فِي ابتدائها ضغط فِي النبض اَوْ انضمام الْحَرَارَة إِلَى وسط الْبدن فَمَتَى رَأَيْت حمى لم يعرض فِي ابتدائها نقص الْحَرَارَة وَبرد الْأَطْرَاف والأنضغاط فِي النبض فَبين أَنَّهَا يومية.

الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: الْحمى الَّتِي تكون مَعَ ورم اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الأريتين وَنَحْوهمَا من الْأَمَاكِن الَّتِي فِي الْبدن إِذا حدث من سَبَب ظَاهر فَهِيَ حمى يَوْم. فَأَما سَائِر الأورام الَّتِي تحدث فِي هَذِه الْمَوَاضِع من غير سَبَب ظَاهر فَلَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ ورم فِي الأحشاء وَلذَلِك الْحمى الكائنة مَعهَا ردية.

لي لَا يحْتَاج فِي هَذَا الْفَصْل اكثر من أَن حمى يَوْم الكائنة من ورم الأربية يتقدمها الورم ثمَّ يكون بعد بحرارة الورم الْحمى وَأما العفنية فَأن الْحمى تكون فِيهَا أقدم من الورم فهمت بعد هَذَا الْمَعْنى مَتى ورمت الأربية فَحدث مَعهَا حمى فَانْظُر فَأن كَانَ لورم الاربية سَبَب باد فَأَنَّهَا حمى عفن وَإِن لم يكن لَهَا سَبَب باد فَإِنَّهَا حمى ردية.

 

(4/305)

 

 

السَّابِعَة من أبيذيميا قَالَ ب: من أَصَابَته حمى لَيست من مرار فصب على رَأسه مَاء حَار نقصت بذلك حماه.

قَالَ ج: يُرِيد بِهِ حميات يَوْم فَأن المحموم من حر شمس أَو من برد وتعب وضيق المسام كلهَا تنْحَل بالإستحمام وَمَا تولد من الحميات من برد يدل على حمى العفونة وَتلك لَا يَنْبَغِي أَن يقرب صَاحبهَا الْحمام دون أَن تنضج أَو يستفرغ.

الْخَامِسَة عشرَة من النبض قَالَ: إِذا كَانَ النبض عَظِيما قَوِيا عديم الصلابة فالحمى حمى يَوْم بعد أَن لَا يكون أنقباضه سَرِيعا فَأن هَذِه عَلامَة عامية لحميات العفن.)

الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: إِذا ورم الغدد عَن سَبَب باد واعقب ذَلِك حمى فَأَنَّهَا حمى يَوْم وَإِذا ورم الغدد بِلَا سَبَب باد فَإِنَّهُ أَن أعقب حمى فَأَنَّهَا ردية تدل على ورم فِي الْجوف وَإِن كَانَت الْحمى مُتَقَدّمَة لورم الغدد بِلَا سَبَب باد فَأَنَّهُ أردأ وأشر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي تقدمة الْمعرفَة.

السَّادِسَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: جَمِيع أَصْنَاف حمى يَوْم يحلهَا الْحمام بعد النّوبَة لِأَن مَحل النّوبَة من هَذِه مَحل بُلُوغ النضج والأنحطاط من حميات العفن. وحميات العفن تنْحَل بالحمام بعد النضج فَيَنْبَغِي أَن يحم صَاحب حمى يَوْم بِالْمَاءِ الْحَار ويغذى غذَاء مَحْمُودًا ويسكن. وَفِي النَّاس قوم إِذا أبطؤا عَن الْحمام حموا وَهَؤُلَاء هم الَّذين ينْحل مِنْهُم بخار دخاني كثير.

قَالَ: وَمن كَانَت حماه من برد وتكاثف الْبدن فأجود الْأَشْيَاء أَن يلتحف بعد الْحمام والغذاء بِثِيَاب كَثِيرَة وينام ليعرق فَأن فِي ذَلِك ذهَاب كَثَافَة الْبدن.

الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: انضمام المسام نَوْعَانِ: أَحدهمَا فِي سطح الْبدن والأخر فِي عمقه وَقد بَينا علاجهما فِي حِيلَة الْبُرْء.

الْيَهُودِيّ قَالَ: إِذا كَانَ فِي الْحمى عرق فَلَيْسَتْ حمى ورم.

قَالَ: وَحمى يَوْم الكائنة من

 

(4/306)

 

 

ورم الأربية لَا تكن إِلَّا بِسُكُون ذَلِك الورم فعالج ذَلِك الورم وَذَلِكَ أَن الورم لَا يسكن إِلَّا بِسُكُون القرحة الَّتِي عَنْهَا ارْتَفع الورم إِلَى الأربية فَأَما ورم الأربية بِلَا سَبَب باد فَلَيْسَ حماها حمى يَوْم بل حمى عفن عَن ورم فِي الأحشاء.

قَالَ: وَمِمَّا يفصل حمى يَوْم عَن حمى عفن عَن ورم فِي الأحشاء أَن يكون ابتدائها هيناً لينًا وانتهاؤها صعباً وَحمى عفن تبتدىء قَلِيلا قَلِيلا بلين ثمَّ تصعب عِنْد الْمُنْتَهى. لي فِي هَذَا عِلّة طبيعية.

فِي بعض كتب الْهِنْد قَالَ فِيهِ: أَنه قد تكون حمى من سوء. لي وَهَذِه الْحمى عِنْدِي حمى يَوْم.

اهرن قَالَ: قد تكون حمى يَوْم من كَثْرَة النّوم وَمن قبل وجع شَدِيد يعرض لبَعض الْأَعْضَاء.

قَالَ: إِذا ورمت الأربية من قرحَة فِي الرجل أَو فِي الْيَد تبع ذَلِك حمى يَوْم وَإِن ورمت الأربية بِلَا سَبَب باد وَلَا قرحَة وَلَا تَعب فتبع ذَلِك حمى فَهَذِهِ حمى ردية من جنس العفن والطواعين.)

قَالَ: وَإِن جَاوَزت حمى يَوْم الثَّلَاثَة الْأَيَّام إِلَى أَرْبَعَة أَيَّام وَأكْثر فقد خرجت من حمى يَوْم وَصَارَت إِلَى الحميات الحادة. قَالَ: وَيكون حمى يَوْم من الْجُوع الشَّديد.

لي والعطش وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا يُمكن أَن يهيج بالانسان حرارة.

قَالَ ج: وَإِذا رَأَيْت مَعَ الْحمى صداعاً أَو وجعاً فِي بعض الْأَعْضَاء فِي بَدْء مَا تَأْخُذ الْحمى فَإِذا تركت تِلْكَ الْحمى بَطل ذَلِك الوجع فَأن ذَلِك يدل على أَنَّهَا حمى يَوْم.

قَالَ: سل أبدا هَل للحمى سَبَب باد قَالَ: إِذا ظَنَنْت أَن الْحمى حمى يَوْم فَمر صَاحبهَا بالحمام فَأن وجد فِي الْحمام قشعريرة فَأخْرجهُ بِسُرْعَة فَإِنَّهَا لَيست حمى يَوْم بل حمى عفن وَإِذا شَككت فِي هَذِه الْحمى فَاسْتعْمل هَذِه الْعَلامَة.

الْإِسْكَنْدَر قَالَ: يَنْبَغِي أَن تتثبت فِي أَمر الْحمام فِي حمى يَوْم لِأَنَّهُ إِن كَانَ هُنَاكَ عفن صَارَت مِنْهُ حمى دائمة وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حَار المزاج أدّى إِلَى حميات محرقة. 3 (انْتِقَال حمى يَوْم إِلَى غَيرهَا) قَالَ الْإِسْكَنْدَر: إِذا لم تفارق الْحمى الْبدن والعرق بعد الْعرق فقد انْتَقَلت حمى يَوْم فَانْظُر حِينَئِذٍ فِي التَّدْبِير والمزاج فَأَنَّهَا ينْتَقل بِحَسب ذَلِك فِي الأمزجة الحارة إِلَى الغب وَكَذَا فِي سائرها.

أريباسيوس قَالَ: أعظم عَلَامَات حمى يَوْم المَاء النضيج والنبض الصَّغِير المنضغط وَحسن حَال العليل بعد الأنحطاط والحرارة البخارية اللذيذة االلمس. وَفِي حميات العفن فِي جَمِيعهَا لَا يكون المَاء نضيجاً فِي أول يَوْم الْحمى والنبض يكون صَغِيرا مختلطاً فِي ابتدائها.

أغلوقن: إِذا كَانَت الْحمى عَن ورم الغدة وَكَانَ ورم الغدد لخراجة اَوْ قرحَة قبل ذَلِك فَهِيَ حمى يَوْم فَأَما إِن كَانَ ورم الغدد مبتدياً بِلَا سَبَب باد فَإِن ذَلِك دَلِيل على ورم فِي الأحشاء والحمى الَّتِي مَعهَا عفن ردية. قَالَ: وَأول دَلَائِل حمى يَوْم أَلا يكون فِي النبض اخْتِلَاف فِي قرعَة وَاحِدَة أصلا. وَإِن كَانَ فقليلاً وَيكون الْبَوْل طبيعياً أَو قَرِيبا مِنْهُ فَإِذا سكنت الْحمى رَجَعَ النبض إِلَى حَاله الطبيعي كَأَنَّهُ لَيْسَ حمى الْبَتَّةَ فَيرجع النبض فِيهَا إِلَى الْحَال الطبيعية فِي مَا بَين النوبتين وَلَو كَانَ بَينهمَا وَقت طَوِيل كنوائب الرّبع وَالْغِب وَالْبَوْل أَيْضا بعد سُكُون الْحمى يكون أحسن وَلَا بُد أَن يَنْقَضِي بعرق أَو بخار كثير يرْتَفع من الْبدن وَيصير الْبَوْل فِي هَذَا الْوَقْت أحسن كثيرا مِمَّا كَانَ وَإِن كَانَ حسنا فَأن عرضت مَعَه أَعْرَاض كالصداع وَغَيره هدأت الْبَتَّةَ مَعَ انحطاط الْحمى)

وخفة بدن العليل وراحته الرَّاحَة التَّامَّة من أعظم دلائلها وَاخْتِمْ ذَلِك كُله بِأَن تسْأَل هَل كَانَ لَهُ سَبَب باد فَأن كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا تحْتَاج أَن تنْتَظر سكونه ثمَّ دخله الْحمام وَضم إِلَى ذَلِك هَذَا أَيْضا إِلَّا أَن يعرض لَهُ فِي الْحمام أقشعرار واتصلت لَهُ بعد الْحمام خفَّة الْبدن والراحة فَإِن تمت هَذِه أجمع فَأخْرجهُ واغذه واسقه شرابًا

 

(4/307)

 

 

بِلَا خوف وثق بِأَنَّهُ لَا يعاود. لي وَاذْكُر دَلَائِل أَسبَاب حمى يَوْم كدليل السهر وَالْغَضَب وَالْغَم وَنَحْوهَا بإيجاز واختصار وَخذ ذَلِك من أغلوقن فِي جوامعه.

قَالَ ابْن سرابيون: الَّذين يحبونَ الأغذية حارة أعن بالكبد فَإِنَّهَا تسخن مِنْهَا وَلذَلِك يكون بَوْلهمْ شَدِيد الْحمرَة فأسهلهم إِن كَانَت الطبيعة يابسة لينقى الْبَطن ثمَّ أعطهم كل مَا كَانَ بَارِدًا مبرداً لكبد مدراً للبول مثل السكنجين السكرِي وَمَاء الرُّمَّان الحامض وصب على الكبد صندلين وَنَحْوه بِمَاء الْخلاف والورد. فِي الَّتِي من الْحر: لَا تدخلهم الْحمام لِأَنَّهُ يخَاف أَن يزيدهم حرارة وَلَا يُؤمن أَن يهيج بهم حمى عفن أَو يحدث ورماً وأعن فيهم بتبريد الْقلب مَا أمكن.

لي لَيْسَ رَأْيِي فِي أدخال صَاحب حمى يَوْم الْحمام بِقَوي إِلَّا من تَعب واستحصاف الْجلد فَأَنِّي وَقد قَالَ ج: فِي الأولى من الحميات: أَن استنشاق الْهَوَاء الْحَار يسخن الْقلب وَيُورث حميات وَلذَلِك يحمى النَّاس عِنْد طُلُوع الشعرى العبور.

لي لَيْسَ دَلِيل النبض فِي حمى يَوْم بكاف لِأَن الأنقباض لَا يتَبَيَّن إِلَّا فِي أعظم مَا يكون من النبض وَقد رَأَيْت أَقْوَامًا يحترقون احتراقاً من شدَّة الحميات أَو بشريانهم من الصغر أَمر لَا يحس انبساطه إِلَّا بِجهْد فضلا عَن انقباضه وَذَلِكَ لخلفة فِي شريانهم فَلهَذَا رَأَيْت أَن يفزع فِي هَذَا إِلَى النَّفس.

لي على ماصح فِي الأولى من الحميات: كل نوبَة فِي ابتدائها تضاغط النبض وَبرد وأقشعرار وَحَال شَبيه بالميل إِلَى النّوم والكسل فَهِيَ حمى عفن وَعلة ذَلِك أَن الحميات من عفن تكون من خلط ني مَحَله مَحل طَعَام يُؤْكَل فَكَمَا أَن الطَّعَام إِذا أكل يمِيل الْبدن إِلَى الكسل لِأَنَّهُ يبرده أَولا حَتَّى إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة قَلِيلا أسخن الْبدن فَكَذَلِك ذَلِك الْخَلْط فِي الْعُرُوق وَفِي العضل إِذا انصب عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يبرد أَولا ثمَّ إِذا عملت فِيهِ الْحَرَارَة تَأْخُذ حمى وَيَنْبَغِي أَن تحزر الْعلَّة فِي علل الحميات فَيُقَال لم صَارَت هَذِه الأخلاط يظْهر مِنْهَا تبريد الْبدن وإسخان أَكثر من الْغذَاء.

أغلوقن: هَذَا مَا أَخَذته من هَذِه مِمَّا رَأَيْته نَافِعًا النافع من هَذِه الْأَشْيَاء تعرف الْأَسْبَاب)

الَّتِي من أجلهَا يكَاد تشبه حمى يَوْم. بحمى عفن مثل أَلا يعرق المحموم أَو يقل صبغ بَوْله أَو يكثر أَو يصغر نبضه جدا أَو يصير لَهُ سحنة ردية. فاما التَّفْرِقَة بَين الْأَسْبَاب الْبَادِيَة فَلَيْسَ فِيهَا كَبِير دَرك وَالسُّؤَال يُغني عَنهُ.

قَالَ ج: يعم جَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم أَن بَوْلهمْ يكون أشْبع صفرَة من الْبَوْل الطبيعي.

قَالَ: وَمن حم من غم فمعه من حِدة الْحَرَارَة أَكثر مِمَّا مَعَه من كثرتها وَمن حم من غضب فمعه من كَثْرَة الْحَرَارَة أَكثر مِمَّا مَعَه من حدتها وَأَصْحَاب الْغم تكون أبدانهم ضامرة

 

(4/308)

 

 

وأعينهم غائرة ولونهم ردياً فَاسِدا وَكَذَلِكَ الْحَال فِي السهر وَأَصْحَاب الْغَضَب نبضهم عَظِيم ويعرقون سَرِيعا وَأَصْحَاب السهر وَالْغَم نبضهم صَغِير وَمن حم من تَعب مفرط لَا يكَاد يعرق عِنْد الأنحطاط وخاصة إِن كَانَ فِي طَرِيق حَار جدا أَو بَارِد جدا أَو كثير الْغُبَار فَأَما من تَعب تعباً قَلِيلا فَأَنَّهُ يعرق وَمن أفرط فِي التَّعَب يصغر نبضه وَمن لم يفرط يعظم وَمن حم لاستحصاف جلده لَيْسَ مَاؤُهُ منصبغاً وَمن حم من ورم الأربية فنبضه عَظِيم جدا وسريعاً مَا يعرق وحرارة حماه أقل من سَائِر الحميات ووجهة ممتلىء وبوله يمِيل إِلَى الْبيَاض.

لي هَذِه نَظِير سونوخوس إِلَّا فِي الأولى قَالَ: جَمِيع هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى حمام إِلَّا أَن من حم من تكاثف جلده فَيحْتَاج إِلَى أَن يُطِيل اللّّبْث فِيهِ. فَأَما غَيره فَلَا بل يقلل ذَلِك بل يُطِيل اللّّبْث فِي المَاء الْحَار ماأحب والمرخ بالدهن لأَصْحَاب التَّعَب أَنْفَع مِنْهُ لأَصْحَاب استحصاف الْجلد وَيكثر هَذَا الْغذَاء ويقلله صَاحب الغدد والأستحصاف وليلطف تَدْبيره لتكاثف وَأَصْحَاب الورم لَا يسقون شرابًا الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ أَصْحَاب تكاثف المسام وخاصة إِن كَانَت أبدانهم ممتلئة وسددهم قَوِيَّة.

لي لَا تسق هَؤُلَاءِ شرابًا حَتَّى تبطل الْحمى الْبَتَّةَ وَتعلم أَنه لم يبْق شَيْء فَأن بِهَذِهِ الْحَال يعلم أَن السدد قد تفتحت وأحوجهم إِلَى الترطيب وَالشرَاب أَصْحَاب السهر والتعب إِلَّا أَن يَكُونُوا مصدعين. قَالَ: الحميات المبتدئة بنافض يَنْبَغِي أَن تعد من الحميات الَّتِي تنوب بأدوار.

لي جملَة علاج الْحمى السددية إِذا كَانَت فِيهَا عَلَامَات حمى يَوْم ثمَّ انحطت بِلَا عرق فَهِيَ سددية وخاصة عَن كَانَ أدمن على أغذية غَلِيظَة وبحسب شدَّة الْحمى تكون شدَّة السدد وعلاجها جملَة إِن كَانَت الْحمى عَظِيمَة أَن يفصد ثمَّ يقْصد إِلَى تفتيح السدد بالسكنجين وَمَاء الشّعير وَالْحمام قبل النّوبَة بِوَقْت صَالح ودلك ظَاهر بدنه وإسهال بَطْنه وإدرار بَوْله بِرِفْق وتفقد)

نافض الْحمى بعقلك فَإِنَّهُ بِحَسب عظم السدد يكون بَقَاؤُهَا فَإِن كَانَت السدد قَليلَة لم تحتج إِلَى فصد وَمَا دمت لَا ترى فِي المَاء عَلامَة عفن وَلَا فِي نوع الْحَرَارَة فِي اللَّمْس فالحمى لم تنْتَقل إِلَى عفن لَكِنَّهَا بعد سددية.

جَوَامِع أغلوقن قَالَ: حمى يَوْم قد تحدث عَن وجع يحدث فِي بعض الْأَعْضَاء وَاجعَل الوجع أحد أَسبَابهَا الْبَادِيَة. قد يتبع حمى يَوْم الدماميل قبل أَن تنضج ووجع الْعين ووجع الْأذن ووجع الضرس والقولنج والبواسير إِذا أفرطت فِي الوجع فَهَذِهِ كلهَا دَاخِلَة فِي نوع الوجع وَتصير أسباباً بادية. حمى يَوْم لَا محَالة تحدث عَن سَبَب باد وَلَيْسَ كل حمى حدثت عَن سَبَب باد حمى يَوْم. لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون السَّبَب البادي حرك سَببا فِي الْبدن من الْأَسْبَاب المتقادمة فَحدث عَنهُ حمى دم أَو حمى عفن وكل حمى حدثت عَن سَبَب متقادم فَهِيَ حمى عفن إِلَّا أَنه مُمكن أَن يهيجه السَّبَب البادي فَيكون سَببه بادياً وَهُوَ حمى عفن وَمن عَلَامَات حمى يَوْم عَن السَّبَب البادي وَأَن لَا يكون فِي ابتدائها نَاقض وَلَا يكون

 

(4/309)

 

 

فِي مُنْتَهَاهَا حرارة شَدِيدَة لذاعة لَكِن لحر الْحمام البخارية وَلَا يخْتَلف فِيهَا النبض إِلَّا قَلِيلا وَالْمَاء نضيج وتنقضي بعرق وَلَا يكون النَّفس فِيهَا شَدِيدا حاراً جدا وَإِذا دخل الْحمام بعد انْقِضَائِهَا لم يعرض لَهُ نافض.

ورم الحالب إِن حدث عَن سَبَب باد مثل قرحَة الرجل فالحمى الْحَادِثَة مَعَه حمى يَوْم وَإِن حدث ابْتِدَاء بِلَا سَبَب باد فالحمى عفنية والورم الْحَادِث فِي لحم رخو إِن حدث قبل الْحمى ثمَّ حدثت هِيَ من أَجله فَهِيَ حمى يَوْم وَإِن عرض لَهُ فِي الْحمى فَهِيَ حمى عفن وَيدل على ورم فِي ذَلِك الْعُضْو الَّذِي يقبل فضوله ذَلِك اللَّحْم الرخو فَإِن كَانَ فِي أصل الْأذن فَفِي الدِّمَاغ وَإِن كَانَ فِي الْإِبِط فَفِي الْقلب وَإِن كَانَ فِي الحالب فَفِي الكبد.

القَوْل فِي حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن ورم الحالب: الْبَوْل لَا يكون فِيهِ شَدِيد الإنصباغ لِأَن الْحَرَارَة تميل إِلَى الورم ولون وَجهه يكون أَحْمَر وحرارته شَدِيدَة لِأَن بِهِ ورمين حارين ونبضه عَظِيم مسرع وَلَكِن مَعَ هَذَا كُله تكون دَلَائِل حمى يَوْم مَعَه الذبول قد قلت فِي كتابي فِي الحميات: حمى يَوْم جنس يُشَارك حمى الدق فِي الْجِنْس إِلَّا أَنه لَا يُمكن الأستدلال عَلَيْهَا فِي أول حدوثها على الْحَقِيقَة لَكِن يسْتَدلّ عَلَيْهَا فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو فِي الثَّالِث لَا محَالة وَأَنَّهَا سَاعَة تعرف وَيَنْبَغِي أَن يسقى صَاحبهَا مَاء بَارِدًا إِلَّا إِن شربه فِي هَذَا الْوَقْت لَا خطر فِيهِ لِأَن الْقُوَّة بعد قَوِيَّة وَالدَّم المحتبس فِي الْبدن بعد كثير فَأَما إِذا طَالَتْ الْمدَّة فَأن الْقُوَّة تضعف وَالدَّم يقل وَلذَلِك يصير فِي هَذَا الْوَقْت)

ضَرَر المَاء الْبَارِد شَدِيدا لِأَنَّهُ يبرد مَعَ الْعُضْو الَّذِي يحْتَاج إِلَى تبريده غَيره من الْأَعْضَاء.

لي هَذِه الَّتِي ينخرط مِنْهَا الْوَجْه سَرِيعا إِلَّا مَا لانت وَبقيت على ذَلِك اللين.

إِسْحَاق: من أَصَابَته هَذِه الْعلَّة من تَعب أَو من يبس أَو هم أَو سهر فليمرخ بدهن كثير جَمِيع بدنه فَأَما من عرضت لَهُ من برد فليستحم إِذا سكنت حماه وَمن عرضت لَهُ من احتراق شمس فَيصب على رَأسه دهن الْورْد فَإِذا سكنت صب عَلَيْهَا المَاء الفاتر وميل الْغذَاء لمن أَصَابَهُ ذَلِك من برد إِلَى حر وبالضد وغذي أَصْحَاب السهر والتعب واليبس بأغذية مرطبة وَليكن الْغذَاء بعد انحطاط الْحمى إِلَّا فِي من كَانَ مزاجه حاراً جدا مولداً للمرار فَإِن الْأَمر قد يضْطَر فِي هَؤُلَاءِ إِلَى أَن يطعموا فِي وَقت الْحمى خبْزًا مبلولاً بِالْمَاءِ الْبَارِد مُوَافق لهَؤُلَاء وَلِجَمِيعِ من يتَوَلَّد فِي بدنه أخلاط ردية لذاعة فَأَما أَصْحَاب الْبرد فَإِن الشَّرَاب المائي الرَّقِيق مُوَافق لَهُم ويحلبون لأَصْحَاب التَّعَب والسهر وَالنَّوْم بأغذية مرطبة ودلك الْقَدَمَيْنِ.

من الْكَمَال والتمام تَدْبِير نَافِع للهيب الْكَائِن فِي الْبدن من احتقان البخار فِيهِ: الْحمام والتعرق بالدثار والأنكباب على بخار الشبث والبابونج والمرزنجوش ويتمسح بعد ذَلِك وَبعد أَن يعرق نعما بدهن الشبث والبابونج المتخذين بدهن الخيرى الْأَصْفَر والأحمر وَيَنْبَغِي أَن يتعب فَإِن ذَلِك يحلل عَنهُ جدا وَيجْعَل الْغذَاء قَلِيلا لطيفاً.

 

(4/310)

 

 

قَالَ ج من حِيلَة الْبُرْء: إِن الْأَبدَان الَّتِي مَا يتَحَلَّل مِنْهَا بخار دخاني حَار حريف مَتى استحصفت من سَبَب مَا حدث فِيهَا حمى وَلِهَذَا أَجود مَا يسْتَعْمل هَؤُلَاءِ فِي الأحتراس من حمى يَوْم أدامة الأستحمام بِمَاء عذب فاتر والدلك اللين الَّذِي يُرْخِي الْبدن ويوسع مسامه والرياضة المعتدلة والأغذية المولدة كيموساً عذباً بِلَا حِدة فِيهِ وأضداد هَذِه الاشياء مضادة لَهُم مثل قطع الأستحمام والرياضة الشَّدِيدَة والدلك الصلب والأغذية الحريفة المالحة والسهر وَالْغَضَب وَالشَّمْس والتعب وَجَمِيع مَا يحدث الأخلاط والإمساك عَن الطَّعَام.

قَالَ: والأبدان يستحصف خَارِجهَا من كل شَيْء يقبض أَو مِمَّا يرسخ فِي المسام وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن يمْنَع من هَذِه حَال بدنه من أَن يتدلك فِي الْحمام أَو غَيره بِشَيْء قَابض والتمرغ فِي التُّرَاب عِنْد الصراع ويجتنب الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة فَإِن هَذِه تبقى فِي مجاريه ومنافسه فتمنع تحلل مَا كَانَ مِنْهُ يتَحَلَّل وان يُبَادر بهم إِلَى تفتيح مسامهم كلما يرَوْنَ فِي أبدانهم التياثاً قبل استحكام الْحمى لِأَن الْحمى تبطل حِينَئِذٍ وَتذهب بقلع سَببهَا.)

قَالَ: وَجَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم يَنْبَغِي أَن يدخلُوا الْحمام سَاعَة تَنْقَضِي النّوبَة الأولى ويدلكون بدهن دلكا لينًا وَيكون دلك من ناله ذَلِك من قبض جلده أقل وَكَذَا من ناله ذَلِك من يبس إِلَّا أَنه يصب عَلَيْهِ المَاء أَكثر. من حم بسهر أَو غضب أوهم فَلَا حَاجَة لَهُم إِلَى استحمام كثير وَلَا دلك كثير لَكِن يعرق أبدانهم بدهن كثير مفتر لَا قبض فِيهِ ويدلكون دلكا يَسِيرا ثمَّ يستحمون كالعادة وَمن أَصَابَهُ ذَلِك من شمس فَهُوَ يحْتَاج أَولا إِلَى مَا يبرد وَإِلَى استحمام كثير وَلَا يكون بدلك كثير وَلَا تمريخ كثير وَالَّذِي يبرده دهن الْورْد مبرداً بِالْمَاءِ الْبَارِد والثلج على ماحسب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وانطل مِنْهُ إِذا برد على الرَّأْس بصوفة وَلَا تزَال تفعل ذَلِك إِلَى انحطاط الْحمى قَلِيلا ثمَّ امْضِ بِهِ إِلَى الْحمام إِذا انحطت وَإِذا كَانَ سَبَب الْحمى بردا فَإِن كَانَ بِهِ نزلة فَلَا تدخله الْحمام دون أَن ينضج نزلته أَو زكامه ثمَّ ادخله الْحمام فَأَما من حم من احتراق فَأدْخلهُ الْحمام وَإِن كَانَ بِهِ نزلة فَإِذا أخرجته من الْحمام فَمن حم من احتراق شمس فادهن رَأسه بدهن الْورْد وَمن حم من برد فبدهن السوسن أَو ناردين وَلَا يسْتَعْمل أحد من المحمومين الْحمام إِلَّا بعد انحطاط الْحمى وغذاء أَصْحَاب هَذِه الْحمى بِمَا يُولد فِي الْبدن دَمًا جيدا من أغذية سريعة الهضم لَا تحتبس لَهَا فضول وَمَاء الشّعير هُوَ كَذَلِك. وَيَنْبَغِي إِذا كَانَ الْحمى حدثت من غضب أَو احتراق أَن يقْصد مَعَ ذَلِك للتبريد والترطيب وَإِذا حدثت من برد فأسخن إسخاناً معتدلاً.

وَمن حم من سهر أَو غم أَو هم فضم إِلَى تَدْبيره مَا يكون مرطباً. وَمن حم من تَعب فَلْيَكُن تَدْبيره أَكثر غذَاء. وَمن حم من برد فَلْيَكُن أقل غذَاء وَليكن شرابه مائياً لِأَنَّهُ أفضل من المَاء فِي إدرار الْبَوْل والعرق مثل هَذِه الْأَبدَان المرارية فَإِنَّهَا إِذا كَانَت تنْتَفع بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي صِحَّتهَا فَلَا تمنعهم مِنْهُ فِي حمامهم بعد أَن يَكُونُوا قد اعتادوه فاما من لم يعتده فَأَنِّي لَا ابتدىء بسقيه إِلَّا بعد أَن ينضج وأعوده إِيَّاه أَيَّامًا.

قَالَ: إِذا حدثت حمى يَوْم بِسَبَب سَده فَأَنَّهُ إِن كَانَت يسيرَة وَعمل الطَّبِيب فِي تفتيحها

 

(4/311)

 

 

عملا جيدا منع أَن يكون للحمى نوبَة أُخْرَى وَإِن كَانَت عَظِيمَة لم يُمكنهُ أَن يحسم النّوبَة وَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط كَثِيرَة لزجة لاحجة راسخة فَلَيْسَ يُمكن أَن تبقى هَذِه على حمى يَوْم وَلَكِن تؤول فِي الْأَبدَان الَّتِي مزاجها رَدِيء إِلَى حمى عفن ضَرُورَة وَفِي الَّتِي مزاجها جيد إِلَى سونوخوس الَّتِي من دم حُلْو أَو من عفونة الأخلاط.

وَقَالَ: إِذا شرعت الْحمى فِي انْقِضَائِهَا واستفرغ عِنْد انْقِضَائِهَا من الْبدن بخار أَو ندى أَو عرق)

أَو بَوْل كثير مَعَ عَلامَة حَسَنَة فِي النبض فَهِيَ حمى يَوْم بِالْحَقِيقَةِ وَلَيْسَ إِذا فقدت هَذِه العلامات فَلَيْسَتْ حمى يَوْم اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتَبَيَّن فِي الْعُرُوق عَلامَة العفن وَلَكِن مُمكن أَن يكون مِمَّا طَال انحطاطها وانحطت بِلَا عرق وَلَا ندى وَلَا بَوْل لِأَن الْخَلْط الريء لم يتَحَلَّل بأجمعه لَكِن بقيت مِنْهُ بَقِيَّة كَثِيرَة وَيَنْبَغِي حِينَئِذٍ أَن تعين الطبيعة على استفراغ هَذَا الْخَلْط الرَّدِيء إِن احْتمل السن وَالزَّمَان وَإِن لم يكن الأمتلاء ظَاهرا فِيهِ لِأَن الأجود أَن يستفرغ جلّ ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء. ثمَّ تَأْخُذ فِي تفتيح السدد وتنقية المجاري والمنافذ وَذَلِكَ لِأَن فِي الأستفراغ أخراج جلّ تِلْكَ الرطوبات الَّتِي لَهَا تِلْكَ البخارات الدخانية وَإِن أردْت تفتيح السدد قبل الأستفراغ لم تأمن أَن تجْرِي إِلَى المسام دفْعَة شَيْئا كثيرا فتضاعف السدد لذَلِك فَلَا يُؤمن الْخطر فالأصوب أَن تبدأ باستفراغ الْبدن ثمَّ بِفَتْح السدد فَمَتَى رَأَيْت فِي وَقت مَا أَن النّوبَة الأولى عسرة الأنحطاط كَأَنَّهَا تبقى لابثة وَلَيْسَ مَعَ انحطاطها استفراغ ذُو قدر يعْتد بِهِ فَلَا تتَوَقَّف عَن استفراغ الْبدن بأخراج الدَّم وَلَا تؤخره وَأخرج مِنْهُ بِحَسب الْقُوَّة وبحسب عظم السدد وتعرف عظمها من عظم الْحمى فَإِذا استفرغته فأعطه بعد وَقت يسير شَيْئا مِمَّا يجلو وَلِأَن الْجلاء هِيَ الفالخة وَهِي حارة يَنْبَغِي أَن تخْتَار مايصلح لَهُ والسكنجين يصلح لَهُ لِأَنَّهُ يجلو جلاءً قَوِيا من غير أَن يسخن ويقلع مَا فِي المجاري والمسام ويفتحها وَالسكر أَيْضا يدْخل فِي هَذَا الْبَاب وَمَاء الشّعير وَمَاء الْعَسَل فَإِذا فعلت ذَلِك فَانْظُر كم مِقْدَار مَا ينقص من حرارة الْحمى فِي النّوبَة الثَّالِثَة فَأن رَأَيْت الَّذِي بَقِي مِنْهَا يَسِيرا وَلَيْسَ فِي النبض عَلامَة عفونة وَلَا فِي الْبَوْل عدم النضج فَأدْخلهُ الْحمام قبل الْوَقْت الَّذِي ابتدأت فِيهِ قُوَّة الْحمى فِي النّوبَة الأولى بِخمْس أَو أَربع سَاعَات أَو أَكثر مَا أمكنك فَهُوَ خير وحسبك أَن يكون بَين خُرُوجه من الْحمام وَبَين الْوَقْت الَّذِي بدأت فِيهِ النّوبَة الأولى ثَلَاث سَاعَات ويدلك ويمرخ باعتدال ويدلك بِمَا ينقي بدنه كدقيق الكرسنة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلى يضْرب بِمَاء كثير وَعسل مَضْرُوب بِمَاء ونضرون فَأن كَانَ بَين فَرَاغه من الْحمام وَبَين وَقت النّوبَة زمَان يسير فَلَا تطعمه شَيْئا خلا طبيخ الكرفس قَلِيلا وَإِن كَانَ طَويلا فاغذه بكشك الشّعير ثمَّ فَأن جَازَت فحمه أَيْضا ثمَّ اغذه وَإِن نابت فقسها أَيْضا بالنوبة الْمُتَقَدّمَة وتفقد الْبَوْل والنبض فَأن رَأَيْتهَا يسيرَة وَجَمِيع أعراضها قَليلَة فَاعْلَم أَن الَّذِي بَقِي من السدد قَلِيل وَأدْخلهُ فِي الرَّابِع الْحمام وثق بِأَنَّهُ لَا يُصِيبهُ فِي الْخَامِس نوبَة وَإِن كَانَت النّوبَة شَدِيدَة فَلَيْسَتْ حمى يَوْم وَقد

 

(4/312)

 

 

تحدث لهَذِهِ الْأَبدَان أَعنِي الْأَبدَان الَّتِي يتَحَلَّل مِنْهَا بخار حَار مراري حمى يَوْم من التُّخمَة)

وخاصة الَّتِي يعرض مِنْهَا تغير الطَّعَام إِلَى الدخانية لِأَن تغيره إِلَى الحموضة إِنَّمَا يعرض لهَذِهِ الْأَبدَان فِي الندرة ومضرتها لَهَا يسيرَة. وَمَتى انْطَلَقت الطبيعة مَعَ هَذِه التُّخمَة فضررها أقل وَبِالْعَكْسِ لِأَن الْأَبدَان المرارية مَتى احْتبست طبائع أَهلهَا مَعَ مثل هَذِه التُّخمَة أسرعت إِلَيْهَا الْحمى وخاصة أَن سعوا فِي أَعْمَالهم وَلم يستعملوا الرَّاحَة تهاوناً بالتخمة وَرُبمَا انْطَلَقت طبيعتهم كثيرا فَيكون كَثْرَة اخْتلَافهمْ عوناً على شدَّة عود الْحمى وَإِن كَانَ بهم مَعَ ذَلِك لذع أَو وجع أَو حرارة مفرطة فِي الْمعدة والأمعاء كَانَ ذَلِك أعون على تزيد حرارة الْحمى وَأَحْرَى أَن يشبها فَمَتَى رَأَيْت الشَّيْء المستفرغ بالخلفة إِنَّمَا هُوَ الشَّيْء الَّذِي فسد وَحده فَأدْخلهُ الْحمام واغذه عِنْد انحطاط النّوبَة الأولى واعتن بمعدته وَمَتى أفرط أَن يجحف بِالْقُوَّةِ فالأجود أَن تغذوه من غير حمام بعد أَن تعنى معدته بِأَن تضع عَلَيْهَا صُوفًا مبلولاً بِزَيْت قد طبخ فِيهِ أفسنتين فِي أناء مضاعف لِئَلَّا يفْسد ويتدخن وَإِن بَقِي فِي الْمعدة شَيْء من لذع ووجع فضع عَلَيْهَا بعد الزَّيْت قِطْعَة لبد سخنة مغموسة فِي ذَلِك الدّهن أَو فِي دهن الناردين الْفَائِق وَيكون قد عصر حَتَّى فَارقه أَكثر الدّهن والجيد أَن يكون مَكَان اللبد صوف فرفير فائق فَإِن لَهُ قبضا لطيفاً وَكَذَا قُوَّة دهن الناردين يغوص إِلَى جرم الْمعدة فيسخنه ويجففه ويقويه وَإِن كَانَ فَم الْمعدة شَدِيد الضعْف فاسحق مصطكى مَعَ دهن الناردين حَتَّى يصير فِي ثخن وسخ الْحمام واغمس فِيهِ فرفيراً وَضعه عَلَيْهِ ولتكن حارة فِي أول مَا تضع عَلَيْهَا لِأَن الْأَشْيَاء الفاترة تحل فَم الْمعدة وترخيه وَإِن كَانَ الْبَطن مُنْطَلقًا بعد فالجيد أَن يسْتَعْمل دهن السفرجل الْفَائِق الحَدِيث على نَحْو مااستعملت دهن الناردين ودهن المصطكى أَيْضا نَافِع لهَؤُلَاء كلهم وَإِن لم يحْتَمل الْمَرِيض أَن يشد شىء على بَطْنه فَاتخذ لَهُ قيروطياً بطانة عَلَيْهِ تَأْخُذ شمعاً أَبيض بالطبع فأذبه بدهن ناردين حَتَّى يجمد ثمَّ اخلط بهما وهما بِالسَّوِيَّةِ من الصَّبْر ثمن جُزْء وَكَذَلِكَ من المصطكى واسحقه نعما وَاسْتَعْملهُ وَأَن شِئْت فاخلط بِهِ مِنْهُمَا فضلا قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي الْمعدة حرقة حَتَّى توهمت أَن هُنَاكَ ورماً حاداً فقيروطياً بدهن السفرجل والأدوية المتخذة بالملح والشب وَنَحْوهمَا وَإِن كَانَت الطبيعة لينَة بعد فاغذه بسويق الشّعير أَو بِمَاء رمان أَو بِمَاء على ماترى وأطعمهم الْخبز الَّذِي يعْمل بالخل وَليكن الْخلّ قَلِيلا وَإِن كَانَ يستلذ فاسقه مَاء الْفَوَاكِه القابضة مثل مَاء الكمثرى والسفرجل يتَّخذ لَهُ مِنْهُمَا شراب وَإِن كَانَ قد انْقَطع فاغذه بخصي الديوك والسمك الرضراضي وببعض الْفَوَاكِه القابضة فَإِن كَانَت شَهْوَته ذَاهِبَة فاسقه الدَّوَاء الْمُتَّخذ بعصارة السفرجل أَو الْمُتَّخذ)

بِلَحْم السفرجل أَن تهَيَّأ هَذَا مِمَّا هُوَ مَكْتُوب فِي تَدْبِير الأصحاء فَأَما من احْتبست طَبِيعَته مِنْهُم فَلم يجب الْبَتَّةَ فجس أَولا مَوضِع الشراسيف ثمَّ جس الْبَطن كُله وَانْظُر حسنا إِن كَانَ الطَّعَام قد انحدر إِلَى الأمعاء أَولا واسأل فِي أَي مَوضِع يجد مس الثّقل فِي بَطْنه وَأي ضرب من الجشاء يتجشأ فَإِذا عرفت ذَلِك يَقِينا فَأن كَانَ الطَّعَام فِي أَعلَى الْبَطن فاسقه دَوَاء الفلافل الَّذِي مدحناه نَحن فِي كتاب تَدْبِير الأصحاء ثمَّ تطلى على الْبَطن كُله نطولاً لَهُ وَقت كثير فَإِن كَانَ هَذَا قد انحدر

 

(4/313)

 

 

إِلَى الْأَسْفَل وَإِلَّا فاحدره بشيافة أَو حقنة وبحري أَن كَانَ هُنَاكَ لذع أَن يسكنهُ فَإِن كَانَت نفخة ذهبت بهَا وَيذْهب اللذع بشحم البط أَو شَحم الدَّجَاج أَو بشحم الْمعز مدافاً فِي زَيْت قَابض وَإِن لم يتهيأ شَيْء من هَذِه الشحوم فاخلط بِهِ شمعاً مصفى وداو النفخة بالزيت الْمَطْبُوخ بالبزور فَإِذا انْطلق الْبَطن فاغذه من ساعتك وتجنب فِي غذائه القوابض فَقَط وَأعد التَّدْبِير إِن احتجت فِي الْيَوْم الثَّانِي فِي ذَلِك الْوَقْت بِعَيْنِه وَأدْخلهُ الْحمام إِن كَانَ قد نقي من الْحمى أصلا فَأن نَام فِي اللَّيْلَة الَّتِي تتلو هَذَا الْيَوْم نوماً طيبا فقد برأَ برءاً تَاما وَإِن كَانَ محموماً فَلَا يخرج وعد فِي التَّدْبِير أَيْضا من غَد هَذِه اللَّيْلَة وَدبره بِسَائِر مَا وَصفنَا فَأن رايت أَن أَصْحَاب هَذِه الطبائع قد حموا من تخمة الجشاء فِيهَا حامض فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن تتوهم أَن سَبَب حماهم هَذِه التُّخمَة فَأن هَذِه التُّخمَة لَا تكَاد تعرض لهَؤُلَاء وَإِن عرضت حموا مِنْهَا لَكِن سَببهَا العفونة وَلَيْسَت حمى يَوْم وَاعْلَم أَن البخار الدخاني لَا يحدث بِسَبَب التُّخمَة الَّتِي الجشاء فِيهَا حامض وَذَلِكَ أَن الْمَادَّة الَّتِي طعمها حامض إِنَّمَا يتَحَلَّل مِنْهَا بخار بَارِد يسير جدا.

وَأَقُول: أَن أسهل الْأَبدَان وقوعاً فِي حمى يَوْم وأشرها مضرَّة عَلَيْهِ إِن لم يدبر بِمَا يَنْبَغِي الْبدن الَّذِي الْحَار الْيَابِس فِيهِ أَكثر وَبعده فِي الأستعداد لحمى يَوْم الَّذِي الْحَار الرطب فِيهِ أَكثر على أَنه أَكثر فِي الأستعداد للعفونة وَبعد هذَيْن الْحَار وَحده فِيهِ أَكثر وَبعده الْبدن المعتدل فَأَما الأمزجة الْبَاقِيَة فَلَا تكَاد تسرع إِلَى قبُولهَا وَلَا إِن حمت ضرها الأمساك عَن الطَّعَام كثير الضَّرَر وَأَقل مَا يكون ضَرَرا المزاج الْبَارِد الرطب فَإِذا أصَاب حمى يَوْم الَّذِي المزاج الْحَار الرطب فِيهِ أَكثر فدبره بِهَذَا التَّدْبِير إِلَّا أَنه لَا يحْتَاج إِلَى التَّدْبِير وَكَذَلِكَ فدبر كل مزاج على مَا يسْتَحقّهُ.

اسْتِخْرَاج: وَلَا يغلطنك هُنَا مَا ذَكرْنَاهُ فِي أَمر القلوح وَغَيرهَا حَتَّى تظن أَن الْبدن الْبَارِد الطّيب)

لِأَن هَذَا القانون إِنَّمَا هُوَ إِذا احتجت أَن تولد شَيْئا كلا لما كَانَ أَو تحفظ شَيْئا على حَاله: فَأَما هَذَا المزاج الْحَادِث الْآن فَأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن يستأصل أَن كَانَ خَارِجا عَن الطَّبْع وَلذَلِك فَأن يحْتَاج أَن تزيد فِي تبريد الْبدن المراري وترطيبه لِأَن ذَلِك يُمكنهُ أَن يُقَاوم مَا حدث بِهِ هَذَا إِذا كَانَ استدلالك عَلَيْهَا من المزاج. فَأَما من الْمَرَض فعلى حسب قوتها فَيمكن أَن تكون حمى فِي بدن بَارِد رطب شَدِيد الْقُوَّة فتحتاج حِينَئِذٍ إِلَى تبريد أبرد وأرطب من حمى دونهَا بِكَثِير فِي بدن حَار يَابِس.

قَالَ ج: الْأَبدَان المائلة عَن الأعتدال يسْتَعْمل فِيهَا إِذا حمت إِمَّا أَشْيَاء تضَاد مزاج الْحمى وَإِمَّا أَشْيَاء مَعَ مضادتها للحمى مضادة لسوء مزاجهم مضادة بذلك الْمِقْدَار فَقَط وَلَيْسَ يحْتَاج فِي وَقَالَ: حمى يَوْم كثيرا ماتنتقل إِلَى الجنسين الآخرين إِذا أَخطَأ فِي التَّدْبِير وَأما إِذا كَانَت من سَبَب احتراق أَو تخمة أَو تَعب أَو ورم حدث فِي الأربية أَو عَن سَبَب آخر غير

 

(4/314)

 

 

ظَاهر فَلَيْسَ تمكث إِلَى الثَّالِث أصلا إِن لم يعرض فِي تدبيرها خطأ وَإِن كَانَت حَادِثَة من سدة فَيمكن أَن تنقى بعد الثَّالِث أَن جرى على صَوَاب فَأَما الْحَادِثَة عَن تكاثف ظَاهر الْبدن فَأَنَّهَا تذْهب فِي يَوْم وَاحِد بعد أَن تعالج على مَا يَنْبَغِي.

لي الْفرق بَين السدة وتكاثف الْبدن أَن السدة دَاخِلَة فِي عمق الْبدن والتكاثف ظَاهر فِي الْجلد وكلاهنا تكون مِنْهُمَا الْحمى بِأَن يمنعا البخار إِلَّا أَن السدة أَشد تحليلاً لِأَنَّهُ غائص غائر والتكاثف أسهل وَهَذِه الْحمى أَشد أَنْوَاع حمى يَوْم وأطولها وأكثرها انتقالاً وَهِي تنْتَقل إِلَى سونوخوس من غير عفونة لَا تمنع التَّحَلُّل وَلَيْسَ السدد فِي مَكَان تتحلل بالحمام كتكاثف الْجلد بل تحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وتقطع من دَاخل مَعَ الأستحمام لِأَن السدة غائرة دَاخِلَة فِي الأوردة الصغار أَيْضا وَجُمْلَة فَلَيْسَ السدد هُوَ التكاثف بل هَذَا نوع آخر وَهِي أطول حميات يَوْم وأعسرها علاجاً لِأَنَّهَا وَحدهَا رُبمَا نابت نَوَائِب عدَّة مَعَ حسن التَّدْبِير وَرُبمَا انْتَقَلت إِلَى سونوخوس إِن لَك تنْحَل السدد أَو يستفرغ.

قَالَ ج: لَيْسَ شَيْء من أَنْوَاع حمى يَوْم يتَجَاوَز الْيَوْم الثَّالِث إِلَّا أَن يعرض فِي أَمر الْمَرِيض خطأ خلا الْكَائِن من السدد والسددتحدث من الْأَشْيَاء إِمَّا اللزجة وَإِمَّا الغليظة وَإِمَّا الْكَثِيرَة وَأما بارز الْبدن فَيحدث عَن برد الْهَوَاء أَو عَن شمس تجفف ظَاهر الْبدن تجفيفاً قَوِيا أَو عَن مَا يقبض ظَاهرا كالشب وَغَيره وَهَذِه تَنْقَضِي فِي النّوبَة الأولى بعد أَن تعالج بِمَا يَنْبَغِي فَأَما الْحَادِثَة)

عَن سدد فَأن كَانَت السدة يسيرَة فَأَنَّهَا تَنْقَضِي أَيْضا فِي النّوبَة الاولى وَإِن كَانَت قَوِيَّة متراكبة فَأَنَّهُ لَا يُمكن تحللها فِي يَوْم وَلَا بُد من أَن تمكث أَكثر من يَوْم ويظن بهَا أَنَّهَا قد خرجت عَن جنس حمى يَوْم وَإِنَّمَا سميت حمى يَوْم لِأَنَّهَا فِي الْأَكْثَر تَنْقَضِي فِي أَربع وَعشْرين سَاعَة. هَذِه السدد الَّتِي ذكرهَا جالينوس الَّتِي يكون مِنْهَا حمى يَوْم الَّتِي كثيرا مَا تنْتَقل إِلَى سونوخس خَالِيَة عَن العفونة وَهِي السدد الَّتِي تسدد أَفْوَاه الْعُرُوق الصغار لَا مَا تسدد منافذ الْجلد وبانسداد هَذِه الرؤوس يكون الأمتلاء وَتظهر علاماته أَعنِي عَلَامَات الأمتلاء الَّذِي بِحَسب تجويف الْعُرُوق.

قَالَ ج: جَمِيع حميات يَوْم خلا الَّتِي عَن سدد شَدِيدَة تَنْقَضِي فِي يَوْم إِلَّا أَن يكون الْهَوَاء بَارِدًا أَو يكثر ترويحه بالمراوح أَو يطلى الْبدن بأشياءٍ بَارِدَة قابضة أَو يخطىء الْأَطِبَّاء عَلَيْهِ.

وَقَالَ: قد بيّنت أَن انضمام المجاري ضَرْبَان: أَحدهمَا فِي ظَاهر الْجلد يحدث عَن احراق الشَّمْس لظَاهِر الْبدن أَو عَن برد الْهَوَاء أَو عَن استحمام بِمَاء الشب والقلقند وَالْآخر غائر فِي الْبدن وَهِي السدد والسدد تكون إِمَّا لكمية الأخلاط إِذا كَانَت كَثِيرَة وَإِمَّا لكيفيتها إِذا كَانَت لزجة وَإِمَّا لَهما مَعًا. وَالْغَالِب فِي مداواة السدد الْحَادِثَة عَن كَثْرَة الأخلاط الفصد

 

(4/315)

 

 

وَإِن كَانَت عَن كَيْفيَّة الأخلاط فبالأشياء الَّتِي تلطف وترقق الأخلاط. وَقد تنْتَقل حمى يَوْم إِلَى حمى محرقة وَإِلَى حمى دق.

لي حمى يَوْم إِذا كَانَت فِي الْأَبدَان المرارية الْيَابِسَة الحارة وَاتفقَ لأصاحبها أَن يمسكوا عَن الطَّعَام بمشورة طَبِيب انْتَقَلت إِلَى حمى دق وحميات محرقة قَوِيَّة وَإِذا كَانَت فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة اللَّحْم وَالدَّم انْتَقَلت إِلَى سونوخس من غير عفن.

وَقد قُلْنَا فِي هَذِه فلنقل الْآن فِي الَّتِي تنْتَقل إِلَى الدق وَإِلَى المحرقة: إِذا حم أَصْحَاب الْأَبدَان العضلة القوية القليلة اللَّحْم المرارية الحارة المزاج جدا فاحذر أَن يطول بهم الأمساك عَن الْغذَاء لِأَنَّهُ أَن طَال بهم ذَلِك وَقَعُوا فِي حمى الدق فاغذهم وبردهم ورطبهم فِي الْغَايَة لأَنهم أَن أَمْسكُوا فِي حَال الصِّحَّة عَن الطَّعَام وقتا طَويلا حموا فَكيف فِي وَقت الْحمى وَإِنَّمَا تهيج بِهَذِهِ الْأَبدَان من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام أَو من التَّعَب حمى لِأَن هذَيْن يهيجان بخاراً كثيرا وبخار هَذِه الْأَبدَان حَار حريف فَإِذا مر نَاحيَة الْجلد بالأجسام الحساسة لذعها فاقشعرت لذَلِك وتقبضت ومنعت تحلل البخارات واحتقنت وأحدثت حمى. وبحسب كَثْرَة تِلْكَ البخارات وحدتها وَسُرْعَة حركتها وبحسب الْقُوَّة يكون عظم النافض وصغره وَذَلِكَ أَن كَثْرَة البخار وحدته وَسُرْعَة حركته)

تزيد فِي النافض وَبِالْعَكْسِ وَالْقُوَّة تسخف ذَلِك والضعف يكثر بقبضها وارتعادها مِنْهُ وبحسب اتِّفَاق هَذِه الْأَشْيَاء يكون قدر مَا يعرض من النافض والأقشعرار حَتَّى أَنه رُبمَا لم يعرض إِلَّا شبه هَذِه الْقِصَّة وذكاء الْحس مِمَّا يعين على توليد النافض.

مِثَال لِجَالِينُوسَ: أنزل أَن رجلا حَار المزاج يَابِس غَالب عَلَيْهِ الصَّفْرَاء ومعدته تولد صفراء أمسك عَن الطَّعَام وسهر واغتم واضطره امْرَهْ إِلَى الْبرد فِي طَرِيق طَوِيل بِسُرْعَة.

قَالَ: أَنه من أجل مَا تحدث الفضول المرارية من الْحَرَارَة إِلَى نَاحيَة ظَاهر بدنه يعرض لَهُ اولاً اضْطِرَاب فِي بدنه ثمَّ قشعريرة فَأن هُوَ داوم الْحَرَكَة وَلم يُبَادر إِلَى الْغذَاء حم من سَاعَته. وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا كَذَلِك وخاصة أَن كَانَ ناقها من مرض وَمن صادفته من هَؤُلَاءِ سَاعَة ابتدأت بقشعريرة أطعمته خبْزًا مبلولاً بشراب ممزوج فسكن عَنهُ الأقشعرار. وَجُمْلَة فَأن من هَذِه حَاله أَنا أبادر فأغذوه فِي ابْتِدَاء حماه بِخبْز مبلول بشراب وَمَاء أَو بِغَيْرِهِ فأسكن بذلك نافضهم وأدفع عَنْهُم الْحمى وَكلما بادرت إِلَى أطعامهم كَانَ تسكينك للحمى عَنْهُم أَكثر بِقِيَاس مبادرتك فَإِن أَنْت أَبْطَأت فِي أطعامهم دفعت عَنْهُم أَكثر الْحمى حَتَّى أَنه رُبمَا يعرض لَهُم حرارة كَثِيرَة يُمكن أَلا أَن يحموا إِلَّا أَن حماهم لَا تكون مؤذية وَيظْهر بعْدهَا ندى فِي الْبدن فَإِن لم يظْهر فِي الْبدن ندى فحمهم واغذهم ثَانِيَة فَإِن حموا بعد ذَلِك فَلَا تغذهم فِي اول النّوبَة لَكِن إِذا أخذت فِي الأنحطاط فاغذهم من ساعتك وَلَا تنْتَظر انْقِضَاء الْحمى على التَّمام لِأَن جَمِيع الْأَبدَان الَّتِي مزاجها يَابِس قحل لَا تنقى من الْحمى نقاءً مَحْمُودًا قبل أَن يرطب الْبدن إِمَّا باستحمام أَو بأغذية رطبَة.

وَجُمْلَة اقول: أَن فِي هَذِه الْأَبدَان أبداناً تحْتَاج ان تغذى قبل نوبَة الْحمى وأبداناً

 

(4/316)

 

 

تحْتَاج وَلَو أَنَّهَا فِي نِهَايَة الْحمى إِلَى ذَلِك وأبداناً تحْتَاج إِلَى ذَلِك فِي انحطاطها وَاعْلَم أَنه لَيْسَ شَيْء أسهل توليداً للحمى من الْأَبدَان الحارة الْيَابِسَة فِي مزاجها الْأَصْلِيّ كَانَ لَهَا ذَلِك أَو الَّتِي حَالهَا فِي وَقت مَا حَال حارة يابسة باكتساب مَا مثل حَرَكَة كَبِيرَة أَو سهر أَو هم أَو غذَاء اَوْ تَدْبِير مَا حَار يَابِس أَو من الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام. وَلَا شَيْء أَشد ضَرَرا وإهلاكاً لَهُم من ذَلِك وَلَا بُد من أَن يفضوا مِنْهُ إِلَى حميات محرقة فَأن لم تعالجهم الْمَوْت مِنْهَا آل بهم إِلَى حمى دق وَمِنْهَا إِلَى الذبول وَرُبمَا وَقَعُوا فِي الدق بِلَا توَسط الحميات المحرقة وَبِالْجُمْلَةِ فالترطيب وَالطَّعَام المرطب من أعظم علاج هَؤُلَاءِ كَمَا أَن من كَانَت حماهم من سداد أَو تخم أَو امتلاء أَو ورم فالإمساك عَن الطَّعَام)

يَنْفَعهُمْ وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تغذوا هَؤُلَاءِ فِي وَقت انحطاط الْحمى فضلا عَن أَن تغذوهم فِي وَقت نوبتها.

وَاعْلَم أَن المَاء الْبَارِد ينفع الَّذين قدمنَا ذكرهم إِن لم يَكُونُوا قد وَقَعُوا فِي السل ونحفت أبدانهم فَإِن الْفَتى الَّذِي قد حم وَقت طُلُوع الشعرى العبور لما شرب فِي وَقت النّوبَة مَاء بَارِدًا قدر قوطولين تقيأ من سَاعَته مرَارًا أَحْمَر ثمَّ أسهل أَيْضا مرَارًا وَلما شرب بعد طَعَامه من المَاء الْبَارِد أَيْضا قوطولين لم تلبث حماه أَن طفئت.

لي مِمَّا رَأَيْت: إِذا أدخلت مَرِيضا الْحمام وأصابه نافض فَاعْلَم أَن فِي بدنه أخلاطاً مرارية وان جلده كثيف بالطبع فَلَمَّا حلهَا حر الْحمام وَجَاءَت نَحْو الْجلد لذعته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَن هَذِه الأخلاط ترق قبل أَن ينْحل الْجلد وَكَذَا يُصِيب هَذَا من بِهِ تخم وَهُوَ فِي بَدْء نوبَة الْحمى وصعودها.

فِي أَصْنَاف الحميات: إِذا تكاثف الْجلد ثمَّ كَانَ مَا يتَحَلَّل جيدا عرض الأمتلاء وَإِن كَانَ ردياً عرضت الْحمى وَإِنَّمَا يكون ردياً فِي الْأَبدَان الردية الأخلاط إِمَّا لمزاجها أَو لِأَنَّهَا لَا تحم كثيرا وتأكل أَطْعِمَة ردية مرارية وتشرب عَلَيْهَا مياهاً عكرة عفنة كَمَاء النقائع وَنَحْوه أَو يديم الأهتمام أَو يسهر أَو يَأْخُذ أدوية حارة أَو يَأْكُل أَطْعِمَة يعرض مِنْهَا عفونة أَو تخم فَإِن هَؤُلَاءِ مَتى كثفت أبدانهم أَو عرضت لَهُم سدد فِي مجاريهم يَعْنِي منافذهم حموا.

قَالَ: وَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَيْسَ بعجيب أَن يكون بعض من يتخم يحم وَبَعْضهمْ لَا يحم وَذَلِكَ ان من بدنه بالطبع أَو بالأكتساب رَدِيء وَلم يكن بدنه يتنفس على يَنْبَغِي ويتعب فِي غير وقته ويبادر بِالدُّخُولِ إِلَى الْحمام فَأن الْحمى تسرع إِلَيْهِ. وَمن دَمه جيد ومنافذه وَاسِعَة وَإِن عرضت لَهُ تخمة وَاسْتعْمل السّكُون وإسخان نواحي الْمعدة والكبد لم يُمكن أَن يحم لِأَن أخلاطه تنضج وَتصير محمودة فَأَما من اسْتعْمل بعد التُّخمَة حَرَكَة قَوِيَّة أَو تعرض للشمس أَو الْحمام فان ذَلِك الشَّيْء الْفَاسِد ينتشر فِي بدنه كُله فيحم لحدوث السدد وَكَذَا إِذا حدثت بعد التُّخمَة انطلاق الْبَطن فَلَيْسَ تحدث الْحمى إِلَّا أَن يكون لسَبَب آخر مثل ورم أَو تَعب أَو غير ذَلِك لِأَن الأنطلاق يمنعهُ أَن ينتشر وَيحدث سدداً.

قَالَ: لحمى يَوْم خَواص

 

(4/317)

 

 

يشركها فِيهَا غَيرهَا وخواص لَا يشركها فِيهَا غَيرهَا فَأَما الَّتِي يشركها فِيهَا غَيرهَا فظهور النضج فِي الْبَوْل مُنْذُ أول يَوْم وَطيب حرارة الْحمى وَأما مَا لَا يشركها فِيهَا)

غَيرهَا فاستواء النبض وتزيد الْحمى من غير تضاغط فِي الْحَرَارَة وَلَا فِي النبض وَقلة عَادِية الْحمى فِي وَقت انتهائها والأجود أَن يَجْعَل هَذِه دَلَائِل هَذِه لِأَنَّهُ فِيهَا أبدا أَكثر مِنْهَا فِي غَيرهَا وَزَاد فِي أَسبَابهَا التخم والموتان.

قَالَ: وَكَذَا أَيْضا يكون انحطاطها مَعَ ندى وعرق وبخار طيب ينْحل من الْبدن كثير الفضول فيسخن من حمى يَوْم فعفنت أخلاطه فثارت بِهِ حمى عفن وَدَلِيل ذَلِك أَلا تقلع حمى يَوْم أقلاعاً صَحِيحا وَرُبمَا عرض أَن ترى عِنْد مُنْتَهى حمى يَوْم بعض الْأَعْرَاض الدَّالَّة على انقلاعها وَيكون أبين كثيرا عِنْد انحطاط تِلْكَ الْحمى بِأَن لَا يكون انحطاطها خَفِيفا سهلاً كانحطاط حمى يَوْم الَّتِي هِيَ أخف جَمِيع انحطاط الحميات.

قَالَ: من أَصَابَته حمى يَوْم من احتراق شمس فجلده يُوجد السخونة واليبس أَكثر مِمَّا يسخن من ميل النبض إِلَى الْحَرَارَة واليبس وَهُوَ أَيْضا أقل عطشاً مِمَّن حرارته مُسَاوِيَة لحرارته وَحين تضع كفك على بدنه تَجِد حرارته فِي غَايَة مُنْتَهَاهَا وَيُخَالف ذَلِك حَال من تصيبه هَذِه الْحمى من استحصاف الْبدن لأَنا نجد الْحَرَارَة فِي هَؤُلَاءِ عِنْد وضع الْيَد على أبدانهم يسيرَة ثمَّ تزيد إِذا لَبِثت وَمن أَصَابَته من شمس فرأسه خَاصَّة كَأَنَّهُ يَحْتَرِق احتراقاً وتتوق نَفسه إِلَى صب مَاء بَارِد عَلَيْهِ وَينْتَفع بِهِ أَيْضا مَعَ ذَلِك وتجد عينه أَيْضا أسخن وَأَشد امتلاء وَأَشد حمرَة مَعَ يبس وَأَن لَا يكون مَعَ تِلْكَ الْحمى زكام وَلَا نزلة لِأَنَّهُ قد يعرض الزُّكَام والنزلة لبَعض من يبلغ بِهِ حر الشَّمْس وَمَتى كَانَت تِلْكَ حَاله فان رَأسه مَعَ حرارته يكون ممتلئاً من الدَّم حَتَّى يكون عروقه ممتدة ممتلئة الَّتِي فِي الْعين وَفِي الصدغ والجبهة وَالْوَجْه كُله وَهَذَا من أعظم الدَّلَائِل على صَاحب هَذَا الْحَال وَالْفرق بَينه وَبَين من يُصِيبهُ برد أَنه إِذا كَانَ من برد فَأن بدنه أقل سخونة وَأَشد امتلاءً وَأَشد انتفاخاً وَلَا يرى فِي وَجهه شَيْء من اليبس.

فِي جمل الحميات قَالَ: انسداد المسام يكون لتكاثف الْجلد وتكاثف الْجلد لبرد أَو من أَشْيَاء قَالَ: حمى يَوْم تعرف من السَّبَب البادي وَمن أَن الْبَوْل نضيج والنبض مستو والحرارة سَاكِنة وإقلاع الْحمى مَعَ عرق أَو نداوة.

جَوَامِع البحران: العلامات الْخَاصَّة بحمى يَوْم اسْتِوَاء النبض ونضج الْبَوْل وَألا يكون مَعهَا أَعْرَاض خبيثة ردية.

حمى يَوْم إِذا كَانَت من تخمة كَانَ بَوْله مائياً وَإِذا كَانَت الْحمى من سهر كَانَ مَعهَا ميل الأجفان)

إِلَى الثّقل وتهبج الْوَجْه وَالَّتِي من غم تغور العينان وَالَّتِي من غضب تحمر عَيناهُ وتنتفخان وَكَذَا وَجهه.

حميات ابْن ماسويه قَالَ: من حميات يَوْم مَا يبْقى أَرْبَعَة أَيَّام وَخَمْسَة وَسِتَّة وَهِي

 

(4/318)

 

 

الَّتِي تكون من سدة فِي الشرايين يسخن الدَّم فِيهَا وَلَا يعفن وَإِنَّمَا تعد هَذِه فِي حمى يَوْم لِأَنَّهَا لَيست عفونية وَلَا الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فِيهَا حامية.

لي على مَا رَأَيْت: أَسبَاب حمى يَوْم إِن كَانَت من قبل الطَّعَام فإمَّا لكيفيته إِن كَانَ لزجاً أَو حاراً مثل الْخَرْدَل أَو لكميته بِأَن يكون كثيرا وَأَن كَانَ من شراب فلكثرته أَو لفرط حره وَإِن كَانَ من خَارج فَمثل الْمسير المسارع والصراع وَجَمِيع الحركات المتعبة وإحراق شمس أَو مكث فِي برد أَو اغتسال بِمَاء شب وكبريت وملح أَو من أَعْرَاض النَّفس مثل سهر وَغَضب وغم أَو قَالَ: خَواص الْحمى اليومية أَن تكون من سَبَب باد وَأَن الْبَوْل فِيهَا نضيج والنبض سريع كثير وخاصة فِي الأنبساط.

لي يُرِيد بذلك أَنه مشرف لِأَن الْعظم فِي الأنبساط هُوَ الإشراف وَهَذَا يدل على أَن الطبيعة تحْتَاج أَن تدخل هَوَاء كثير وَإِذا كَانَ الأنقباض أعظم دلّ على أَن فِي الْقلب بخارات حارة كَثِيرَة تحْتَاج أَن تخرج فَإِذا كَانَ الأنبساط كثيرا والأنقباض قَلِيلا دلّ على أَن البخارات الردية تحْتَاج أَن تخرج وَدَلِيله أَن الْحَاجة إِلَى الأنقباض هِيَ لإِخْرَاج البخارت وَإِلَى الأنبساط لإدخال الْهَوَاء لتبريد الْحَرَارَة فِيهِ وتصاعد الْحمى فِيهَا لَا يكرب وَلَا يُؤْذِي كَمَا يكون فِي جَمِيع حميات العفن وَأَن انْقِضَائِهَا يكون لرطوبة تخرج من الْبدن الْحَادِثَة عَن الأحتراق وَيكون رَأسه أسخن من جَمِيع بدنه وَيجب أَن يصب على رَأسه دهن ورد ونيلوفر وَمَاء الْورْد.

قَالَ: وَالَّذين حماهم من الْبرد بَوْلهمْ أَبيض ونبضهم صَغِير ونبض الَّذين أَصَابَتْهُم من اغتسال بِمَاء الشب أَصْغَر. لي هَذَا يبطل خَاصَّة حمى يَوْم الَّتِي زعم أَن الْبَوْل فِيهَا نضيج والنبض قوي سريع عَظِيم.

قَالَ: ويكب هَؤُلَاءِ على طبيخ المرزنجوش والبابونج وَيصب على رؤوسهم المَاء ويمرخون فِي الْحمام بعد الْعرق وَلَا يقرب الدّهن أبدانهم قبل أَن يعرقوا وتطعمهم أَطْعِمَة مرطبة كالإسفيذباج وتشممهم رياحين طيبَة وَالَّذين تصيبهم من الأغتسال بمياه قابضة تكون جُلُودهمْ أَشد قحولة حَتَّى كَأَنَّهَا مدبوغة ونبضهم أَكثر سرعَة وصغراً واجتماعهما وَالْبَوْل أَشد بَيَاضًا ورقة حَتَّى أَنه)

يشبه بَوْل الشَّاة وَذَلِكَ أَن بَوْل الشَّاة فِي الْأَكْثَر كَذَلِك وَيَنْبَغِي أَن يكون لبث هَؤُلَاءِ فِي الْحمام أَكثر وحمامهم أسخن ويدخلونه مرَارًا كَثِيرَة وَيَنْبَغِي أَن تغذوا هَؤُلَاءِ بأغذية سريعة الهضم وَإِذا كَانَت عَن أَطْعِمَة حارة وَكَانَ الْبَوْل منصبغاً فاعطهم مِمَّا ينفع الكبد كالسكنجين بِمَاء الرُّمَّان وضمد أكبادهم بضماد الصندلين بِمَاء الْخلاف والكائنة عَن تَعب فَأن مفاصلهم تكون أسخن من جَمِيع أبدانهم وَيكون عرقهم فِي مُنْتَهى هَذِه الْحمى أقل إِلَّا أَن يَكُونُوا تعبوا تعباً يَسِيرا فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ لذَلِك عرق كثير ويجدون أعياء فِي مفاصلهم فعالجهم بالراحة والتمريخ والآبزن بعد والتمريخ بعد الآبزن لتحفظ رُطُوبَة المَاء عَلَيْهِم وغذهم بأَشْيَاء ترطبهم واسقهم الشَّرَاب الكثيرالمزاج وأطعمهم الْفَوَاكِه المبردة والحمى الْحَادِثَة عَن غضب

 

(4/319)

 

 

تكون أَعينهم سريعة الْحَرَكَة ناتئة ووجوهم وأبدانهم ممتلئة وأبوالهم حمر والنبض كَبِير مشرف فَهَؤُلَاءِ يحتال لتسكين غضبهم وليحذروا الشَّرَاب حَتَّى يسكن غضبهم وَلَا يدخلُوا الْحمام خوفًا أَن تحمى أخلاطهم أَكثر أَو تعفن أَو ترق اكثر أَو تسيل إِلَى بعض الْأَعْضَاء وَيحدث ورم ويغذون باغذية مرطبة.

وَالَّتِي من الْغم يكون الْفِكر ظَاهرا عَلَيْهِم فدبرهم بالترطيب. والكائنة عَن سهر يكون مهبج الْوَجْه لفقد الهضم غائر الْعَينَيْنِ سَاقِط الأجفان كَأَنَّهُ يُرِيد النّوم وَيكون الْبَوْل كدراً لعدم الهضم وعلاجهم بِالنَّوْمِ ودلك الْأَطْرَاف لينحدر البخارات من رؤوسهم ويطعمون ويسقون الشَّرَاب وينومون بِاللَّيْلِ خَاصَّة فَأَنَّهُ أَجود لَهُم.

حمى يَوْم أما أَن تَنْقَضِي بتة أَو تؤول إِلَى سونوخوس أَو إِلَى دق أَو إِلَى حمى عفن فاستدل على مَا قد آلت إِلَى الدق بِلُزُوم حمى ضَعِيفَة الْحَرَارَة متساويتها وحرارة الشرايين أَكثر من الْبدن وَصغر النبض وصلابته وهيجان الْحَرَارَة عِنْد الأغتذاء يصحح لَك أَن يكون الْبدن مستعداً لَهَا وَإِذا انْتَقَلت إِلَى سونوخس صَارَت الْحَرَارَة اكثر والأمتلاء فِي الْبدن ظَاهر وَالْبدن يكون من الْأَبدَان الْكَثِيرَة الدَّم وَحمى يَوْم الْمُتَقَدّمَة لَهَا من جنس مَا يجمع فِي الْبدن امتلاء من جنس الَّتِي تحلل عَن الْبدن كالسهر والتعب وَإِذا آلت إِلَى عفن فَأَنَّهُ رُبمَا أحدثت أقشعراراً وَاخْتِلَاف النبض وصغره ولذع الْحَرَارَة ويبسها وتبعها أَعْرَاض تِلْكَ الْحمى الَّتِي آلت إِلَيْهَا.

قَالَ الْيَهُودِيّ: حمى يَوْم تعرض عَن الأمتلاء أَيْضا وَمن الأستفراغ.

لي الكائنة من الأمتلاء هِيَ الَّتِي يسميها جالينوس الكائنة من سدد فَأَما من الأستفراغ فَانْظُر فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن تنظر فِي أَسبَاب حمى يَوْم الْبَادِيَة حَتَّى تعلم على الْحَقِيقَة أجناسها وَأَنا أَقُول: أَن)

الأستفراغ يحدث حرارة لِأَن التَّعَب والسهر إِنَّمَا هُوَ استفراغ وَبِذَلِك يحمى مزاج الْبدن لِأَن رطوباته تقل. فَيَنْبَغِي أَن تَقول: أَن حميات يَوْم تكون مِمَّا يحمي الْبدن ومزاج الْقلب وَالَّتِي تَحْمِي الْبدن إِمَّا زِيَادَة جزئية وَذَلِكَ يكون بالأغذية والاشربة والأدوية إِمَّا بالكمية وَإِمَّا بالكيفية وَمنع التَّحَلُّل من التكاثف والسدد وَإِمَّا بِنُقْصَان رُطُوبَة مِنْهُ وَذَلِكَ يكون كالكائنة عَن السهر وَالصَّوْم والحزن وَجَمِيع ماأشبه ذَلِك مِمَّا يحلل الْبدن قَلِيلا فَأن هَذَا أَيْضا بنقصانه للرطوبة يحمي الْبدن وَإِمَّا مِنْهُمَا جَمِيعًا كالكائنة من الأحتراق فِي الشَّمْس وَالْمَشْي المفرط وَنَحْو ذَلِك.

الْيَهُودِيّ قَالَ: حمى يَوْم تبدأ مُنْذُ أَولهَا بِشدَّة وَعند النتهى ذَات لين سريع حَتَّى كَانَ عظمها هُوَ الأبتداء وَحمى عفن تبدأ بلين وتصعب عِنْد النتهى وتعظم أعراضها وتطول.

قَالَ: فحمى يَوْم لَا يكون ابْتِدَاؤُهَا هيناً وَلَا مُنْتَهَاهَا صعباً وَحمى عفن بالضد والنبض النبسط فِي أول الْحمى يدل على حمى يَوْم والمنقبض على حمى عفن.

قَالَ: وَإِذا رَأَيْت فِي هبوط الْحمى عرقاً كثيرا فَاعْلَم أَن الْحمى لَيست يومية. قَالَ: وعماد الْأَطِبَّاء فِي معرفَة حمى يَوْم على عدم النافض وَشدَّة الأبتداء ولين الْمُنْتَهى.

البحران قَالَ: تعرف حمى يَوْم بِأَن النبض يزْدَاد فِيهَا سرعَة وتواتراً وَكَثِيرًا مَا يزْدَاد

 

(4/320)

 

 

عظما وَيبقى لَهُ استواؤه الطبيعي والنظام واللين وَكَذَا الْبَوْل فَأَنَّهُ رُبمَا كَانَت فِيهِ غمامة حميدة أَو رسوب مَحْمُود وَكله حسن اللَّوْن وَأما الْحَرَارَة فَأَنَّهَا بخارية لَا محَالة إِلَّا أَنه رُبمَا تبين لَك ذَلِك من أول وضعك يدك عَلَيْهِ وَرُبمَا تبين بعد سَاعَة وَلَا يُوجد فِيهِ شَيْء من أَعْرَاض الْحمى الخبيثة كالأنف الدَّقِيق والصدغ اللاطىء وَنَحْو ذَلِك وَبَوْل جَمِيعهم حسن أصفر مشبع وَإِذا عرضت من سهر فَأَنَّهُ يهيج لَونه وَلَا يشيل جفْنه وَصَاحب الْهم تَجف عينه وَفِي الْغَضَب لَا تغور الْعين وَلَا يصفر اللَّوْن وَلَا تَجِد عظم نبضهم نَاقِصا كَمَا ينقص فِي أَصْحَاب السهر وَالْغَم وَفِي التَّعَب يقحل الْجلد وَمن أشرف بَغْتَة صغر نبضه والمستحصف الْجلد لَا يخفى لمسه على مَا قد لمسه مَرَّات وَيبدأ أَيْضا بطول وضع الْيَد عَلَيْهِ وَلَا يكون بَوْله مشبع الصُّفْرَة وَلَا بدنه ضامراً وَلَا عينه غائرة كالتعب وَالْغَم والسهر وَلَا النبض أَيْضا أَصْغَر كالحال فِي هَؤُلَاءِ لكنه كَأَنَّهُ أعظم وأرطب.

وَالَّتِي من ورم الغدد فالنبض عَظِيم جدا وسريع متواتر جدا ويرتفع من بدنه ندى حَار لذيذ والحرارة فِي هَذِه والحدة اقل مِنْهَا فِي جَمِيعهَا وَالْوَجْه أَشد حمرَة وانتفاخاً مِنْهُ فِي حَال الصِّحَّة وَالْبَوْل يمِيل إِلَى الْبيَاض.)

أبيذيميا: إِذا كَانَت الْحمى بعقب ورم اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الحالب وَغَيره ثمَّ كَانَ لورم ذَلِك اللَّحْم سَبَب باد من خراج أَو ضَرْبَة أَو غير ذَلِك من خَارج فَأَنَّهَا حمى يَوْم وَإِن لم يكن كَذَلِك لَكِن ورم من ذَات نَفسه فَأَنَّهَا حمى شَرّ تدل على ورم فِي الْبَاطِن وَلَيْسَت يومية بل طَوِيلَة.

أبيذيميا: فِي حمى تَعب يَنْبَغِي أَن يصب المَاء الْحَار فِي الْحمام على رَأسه ويستحم إِلَى أَن تعرق قَالَ ج: قد عرض لي مَرَّات أَن حممت من أعياء فَعرض لي مَعَه سعال يَابِس يسير كَمَا يَقُول أبقراط وَسبب ذَلِك هُوَ فَسَاد مزاج آلَات النَّفس وَهُوَ سعال يسير لَا نفث مَعَه خَفِيف غير رَدِيء.

لي هَذَا الأعياء لَيْسَ هُوَ كالكائن من ذَات نَفسه لِأَن ذَلِك يكون عَن فَسَاد الأخلاط والأمتلاء وجالينوس شَدِيد التحفظ من ذَيْنك جدا.

لي النَّفس يجْرِي فِي كثير من الْأَشْيَاء مجْرى النبض وَسُرْعَة أخراج النَّفس تدل على أَن فِي الْقلب بخارات حارة جدا وَهَذِه انما تكون فِي حميات عفن فَإِذا رَأَيْت النَّفس يخرج بِسُرْعَة وَشدَّة فَلْيَكُن أحد دلائلك على أَن الْحمى حمى عفن كَمَا أَنه أَن كَانَ الأنقباض أعظم من الأنبساط فِي النبض علمت لَا شكّ أَنَّهَا حمى عفن لَكِن الْأَمر فِي النَّفس أبين مِنْهُ فِي النبض لِأَن مُدَّة الأنبساط والأنقباض فِيهِ أطول.

الْفُصُول: إِذا كَانَ حُدُوث الورم فِي اللَّحْم الرخو الَّذِي فِي الأربيتين وَنَحْوهمَا من سَبَب باد وَكَانَ مَعَه حمى فَلَيْسَتْ هَذِه الْحمى خبيثة بل هِيَ حمى يَوْم وَأما أَن كَانَ ذَلِك الورم من غير سَبَب باد فَأَنَّهُ لَا تكَاد تحدث إِلَّا مَعَ أورام حادة فِي الأحشاء وَلذَلِك فالحمى الَّتِي تكون مَعهَا هِيَ حمى خبيثة.

 

(4/321)

 

 

من أَصَابَته حمى لَيست من مرار فصب على رَأسه مَاء حارا تنفضي بذلك حماه.

قَالَ ج: قد دلّ أبقراط على أَن جَمِيع الحميات الَّتِي من مرار إِذا صب على رُؤُوس أصاحبها مَاء حَار كثير انْحَلَّت لِأَن الْحمى الكائنة من أحراق شمس أَو من برد أَو من تَعب وَالَّتِي تكون من أجل المسام فَأن تِلْكَ من أجل تضايقه للبرودة أَو من انسدادها كلهَا تنْتَفع بصب المَاء الْحَار عَلَيْهَا لِأَن الْحمى تنْحَل وتنتعش بِهِ.

لي حمى يَوْم الَّتِي من سدد نعني بهَا الَّتِي تكون فِي منافذ الْبدن مفْسدَة بخلط لاحج فِيهَا وَالَّتِي تكون من أجل المسام نَوْعَانِ: نوع يضيق المسام فِي ظَاهرهَا من أجل شَيْء يقبض الْبدن إِمَّا قَابض أَو بَارِد وَالثَّانِي يكون من أجل شَيْء لاحج فِيهَا وبمقدار غلظه وكثرته تكون شدَّة)

السدة فَهَذِهِ السدة إِنَّمَا هِيَ فِي العضل الملبس على الْيَدَيْنِ لَا فِي مسام الْبَطن والأحشاء.

قَالَ: واما حميات العفن والاورام فَلَيْسَ ينفعها الأستحمام بِالْمَاءِ الْحَار إِلَّا بعد استفراغ الأخلاط الفاعلة للحمى أَو نضجها.

فِي مداواة الأسقام قَالَ: إِذا كَانَ بِصَاحِب حمى يَوْم زكام فَلَا تدخله حَماما بل صب على رَأسه أدهاناً حارة كدهن السوسن والناردين.

قَالَ: لَا يسقى من حم من امتلاء شرابًا وَلَا من حم من أخلاط حريفة ن وَهَذَا خَاصَّة اسْقِهِ مَاء صرفا وامنعه الشَّرَاب.

أغلوقن قَالَ: إِذا رَأَيْت النبض لَا اخْتِلَاف فِيهِ أَو فِيهِ اخْتِلَاف قَلِيل وَالْبَوْل كبول الأصحاء أَو غير بعيد مِنْهُ وَاجْتمعت سَائِر الدَّلَائِل أَعنِي أَن لَا يكون حَالَة الْمَرِيض بَعيدا عَن حَال الصِّحَّة أَي لَا تكون حرارة الْحمى ردية فثق أَنَّهَا حمى يَوْم وَاسْتظْهر بِأَن تسْأَل هَل لَهَا سَبَب باد فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا يَنْبَغِي لَك أَن تنْتَظر أول انحطاط النّوبَة ثمَّ تبادر بالعليل إِلَى الْحمام.

قَالَ: وَفِي انحطاط هَذِه لَا يَخْلُو عَن عرق أَو ندى فِي الْبدن كُله وَيصير الْبَوْل والنبض فِي ذَلِك الْوَقْت أَجود فَلْيَكُن هَذَا دَلِيلا لَك أَيْضا على هَذِه الْحمى وَإِن كَانَ قد عرض مَعَ تِلْكَ الْحمى وجع فِي الرَّأْس أَو غَيره لم يبْقى مَعَ انحطاطها فَاجْعَلْ رُجُوع الْمَرِيض إِلَى حَالَته الطبيعية الْبَتَّةَ عِنْد انحطاط هَذِه كالخاتمة لجَمِيع دلائلك ثمَّ تفقد حَال الْمَرِيض أَيْضا إِذا أدخلته الْحمام فَأن لم يعرض لَهُ قشعريرة لم يعتدها وَلَا غير ذَلِك من الْأَذَى وخف بدنه بعد الْحمام فثق وَتقدم واغذه بعد الْخُرُوج واسقه شرابًا بِمِقْدَار قصد على نَحْو حَاله وائذن لَهُ فِي التَّصَرُّف.

قَالَ: فَأَما أَنا فَأَنِّي أروم أَن أخبر المرضى بِالسَّبَبِ البادي الَّذِي مِنْهُ عرضت لَهُم.

قَالَ: وَالَّذين تعرض لَهُم هَذِه من الْغم اعينهم غائرة وَالَّذين عرضت لَهُم من سهر لونهم قَبِيح وأعينهم منكسرة بكد مَا يشيلون أجفانهم ونبضهم صَغِير وَأما من عرضت لَهُ من غضب فَأن نبضه أعظم وعينه غير غائرة واما من عرضت لَهُ من أعياء فجلدته قحلة وَمن عرضت لَهُ من الأستحمام بِمَاء الشب جلدته كالجلد المدبوغ وَلَا يكون حجم الْبدن فِي هَؤُلَاءِ

 

(4/322)

 

 

ضامراً إِلَّا فِي من حم برد لكنه كَأَنَّهُ امتلاء وَالْعين ازيد جحوظاً لأَنهم ممتلئون باحتقان الأخلاط فيهم ونبضهم أَيْضا قوي. وَمن بِهِ ورم الاربية من سَبَب ظَاهر فَأن الأربية إِذا لم يكن لورمها سَبَب ظَاهر فليسوء ظَنك بِهِ.)

قَالَ: ونبض هَؤُلَاءِ أعظم من نبض جَمِيع أَصْحَاب حمى يَوْم مَعَ سرعَة وتواتر وَكَثْرَة حرارةٍ فِي اللَّمْس وَحُمرَة فِي الْوَجْه وامتلائه وانتفاخه وبولهم يمِيل إِلَى الْبيَاض فاما نبض أَصْحَاب الْغم والسهر فصغير وأبدانهم ذابلة وعيونهم غائرة وبولهم مراري وَكَذَا بَوْل أَصْحَاب التَّعَب.

قَالَ: وجميعهم يدْخل الْحمام إِلَّا من عرضت لَهُ هَذِه بِسَبَب ورم الغدد. وَإِن طَال اللّّبْث فِي هَوَاء الْحمام لم يضرّهُ شَيْء وَكَذَا من عرضت لَهُ بِسَبَب تكاثف الْجلد فَأَما غير هَؤُلَاءِ أجمع فكلهم لَا يَنْبَغِي أَن يطيلوا اللّّبْث فِي هَوَاء الْحمام ويطيلوا اللّّبْث فِي المَاء ماأحبوه واما المرخ بالدهن الفاتر فموافق لأَصْحَاب التَّعَب أَكثر مِنْهُ لجميعهم ثمَّ بعدهمْ أَصْحَاب الأستحصاف.

فَأَما الطَّعَام فَيمكن أَن يعْطى مِنْهُ أَصْحَاب التَّعَب مرَارًا وَلَا يصلح ذَلِك لأَصْحَاب الأستحصاف وَلَا لأَصْحَاب ورم فِي الغدد لِأَن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى تَدْبِير ألطف وَأما أَصْحَاب الأعياء فَيَنْبَغِي أَن يتناولوا مِنْهُ غَايَة مَا يقدرُونَ على استمرائه قُوَّة جَيِّدَة فَأَما من كَانَ بِهِ ورم الغدد فامنعه الشَّرَاب الْبَتَّةَ إِلَى أَن ينْحل ورم غدده فَأَما أَصْحَاب استحصاف الْجلد فَأن كَانَ يَسِيرا فَلَا تمنعهم من شراب يسير وَإِن كَانَ كثيرا فَلَا تعطهم مِنْهُ وخاصة أَن كَانُوا ممتلئين ولطف تدبيرهم ايضاً أَكثر.

قَالَ: وأحوجهم إِلَى الشَّرَاب أَصْحَاب السهر فأعطهم بِلَا توق إِلَّا أَن يكون صداع وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الْهم وَأَصْحَاب الْغَضَب لَا تعطهم شرابًا حَتَّى يسكن غضبهم الْبَتَّةَ وَبِالْجُمْلَةِ فقابل كل شَيْء بضده فَمن حم من تَعب فبالراحة الزَّائِدَة وَالَّذِي من غضب بتطييب النَّفس وَمن حدثت بِهِ من ورم الاربية والغدد الْأُخَر الَّتِي فِي الْإِبِط بَان تقصد لتحليل ذَلِك الورم ومداواة العفن الْحَادِث عَنهُ ذَلِك الورم.

جَوَامِع أغلوقن: الْأَسْبَاب العامية لجَمِيع حمى يَوْم كلهَا هِيَ مَا يُورد على الْبدن حرا خَارِجا عَن الطَّبْع وَهِي صنفان: إِمَّا مَا يمْنَع حرارة الْبدن أَن تتفشى وَإِمَّا مَا يزِيدهُ حرارة إِن لم يكن لَهُ وَالْمَانِع حرارة الْبدن أَن تتفشى جَمِيع مَا يكثف سطح الْبدن من برد ومياه قابضة أَو أدوية أَو يسد المسام سداً لَهُ غور مَا وَهَذَا يكون على ضَرْبَيْنِ: إِمَّا من طَعَام لزج غليظ تكون فضلاته فِي الْأَعْضَاء غَلِيظَة فيرتبك فِي المسام أَو لغذاء كثير الْمِقْدَار فَأن الْبدن فِي هَذِه الْحَال وَأَن كَانَت مسامه بِحَالِهَا فَأَنَّهُ ترتبك فِيهِ الْحَرَارَة لِأَنَّهُ يحْتَاج إِلَى مسام أَكثر وأوسع لِأَن حرارته تكون زَائِدَة فتحتاج إِلَى ترويح أَكثر. وَيدخل فِي هَذَا الْفَنّ الَّذِي يسمونه التخم والإكثار من الشَّرَاب بعد أَلا)

يكون لهَذَا الشَّرَاب ضَرَر بكيفيته بل بكميته وَفِي هَذِه الْحَال تنسد الثقب لِكَثْرَة مَا يمر فِيهَا وتكاثفه فَهَذِهِ أَرْبَعَة أَنْوَاع: الْبرد يُصِيب سطح الْبدن والأشياء القابضة والأغذية الْكَثِيرَة والأغذية اللزجة.

 

(4/323)

 

 

وَأما مَا يزِيد فِي حرارة الْبدن فَأَما أَن يكون من دَاخله وَإِمَّا من خَارجه وَإِمَّا مِنْهُمَا جَمِيعًا أما من دَاخله فبالأدوية والأغذية الحارة وحركات الْبدن وَالنَّفس والعفن وَتَحْت هَذِه من الْأَنْوَاع: التَّعَب والسهر وَالْغَضَب وَالْغَم والهم والفزع. والحرارة الزَّائِدَة فِي الْبدن من أجل خراج أَو دمل أَو نَحْو ذَلِك فَأَما الَّذِي يسخنه من ظَاهره وباطنه فكالهواء الْحَار فَجَمِيع أصنافها على هَذِه الْقِسْمَة: أما تكاثف الْجلد أَو سدد المسام أَو تَعب أَو غم أَو سهر أَو غضب أَو خوف أَو هَوَاء حَار كالصيف وَالشَّمْس أَو أغذية أَو أدوية حادة وَلَا يحدث عَن الْفَرح لأان الْفَرح يحلل الْحَرَارَة.

قَالَ: كل حمى يَوْم لَهَا سَبَب باد وَلَيْسَ كل مَا لَهُ سَبَب باد حمى يَوْم لِأَنَّهُ مُمكن أَن يثير السَّبَب البادي عفونة فَتكون الْحمى حمى عفن وكل حمى لم يتقدمها سَبَب باد فَهِيَ حمى عفن إِلَّا أَنه لَا يجب أَن يكون كل حمى عفن لَا يتقدمها سَبَب باد لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون السَّبَب البادي مهيجاً للعفن.

عَلَامَات حمى يَوْم أَن يكون الْمَرِيض إِذا استحم بعد انصرافها لَا يحس فِي الْحمام بنافض ثمَّ يعود إِلَى الْحَال الطبيعية على التَّمام وَألا يكون فِيهَا نافض وَألا يخْتَلف النبض وَأَن تكون حَرَارَتهَا فِي الصعُود غير مؤذية محرقة لَكِنَّهَا هادية بخارية وينقى مِنْهَا الْبدن نقاءً كَامِلا إِذا فَارَقت وتفارق أما بعرق أَو بندى كثير فِي الْبدن وَلَا يزَال الْبَوْل فِيهَا نضيجاً فِيهِ رسوب حميد. وَفِي حمى الْغَضَب نارية الْبَوْل مَعَ حرارة يجد العليل حسها. وَفِي حمى غم نارية الْبَوْل مَعَ حِدة يجد العليل حسها من أجل اليبس الْمُتَوَلد من الْغم وغؤور الْعين. وَفِي حمى السهر تغور الْعين إِلَّا مَعَ ميل إِلَى النعاس وانكسار الأجفان. وَفِي الْغم يكون غؤور الْعين مَعَ تحرّك شَدِيد لَا يفتر. وَفِي الْغَضَب الْعين فِيهَا جاحظة. وَفِي حمى الْغم الْوَجْه فِيهِ صفرَة مَعَ نحافة. وَفِي السهر الْوَجْه أصفر مَعَ تهبج. وَفِي الْغَضَب الْوَجْه والجسم منتفخان إِلَّا أَنه مَعَ حمرَة وَحسن حَال شَبيه بِالْخصْبِ الطبيعي.

وَفِي السهر ينتفخ الْوَجْه وَالْبدن إِلَّا أَنه مَعَ صفرَة وَسُوء حَال كالتهبج الْحَادِث من مرض. وَفِي الْغَضَب النبض مشرف عَظِيم. وَفِي الْغم صَغِير. وَفِي السهر صَغِير. وَفِي التَّعَب الْجلد يَابِس)

وَإِن كَانَ التَّعَب قَلِيلا لم يمْكث طَويلا عَنهُ الْحمى لَكِن يخرج من الْبدن رُطُوبَة تلينه وَإِن كَانَ شَدِيدا مفرطاً بَقِي اليبس فِي الْبدن فِي وَقت انحطاط الْحمى أَيْضا والشديد يَجْعَل النبض صَغِيرا إِذا حل الْقُوَّة واليسير مِنْهُ يَجْعَل النبض عَظِيما إِلَّا أَن الْقُوَّة بَاقِيَة. وَفِي الأحتراق فِي الشَّمْس الْجلد يَابِس مَعَ لهيب الرَّأْس وَالْعين وَمن التَّعَب من غير شمس يكون الْجلد يَابسا إِلَّا أَنه عديم التهاب الرَّأْس وَالْعين. تكاثف الْجلد يعرف باللمس لِأَنَّهُ صلب مكتنز كثيف كالجلد المدبوغ وَإِذا وضع عَلَيْهِ الْيَد لم يحس بالحرارة أَولا إِلَّا شَيْئا قَلِيلا لِأَنَّهَا لَا تقدر أَن تبرز إِلَى الْيَد لتكاثف الْجلد فَأن أَدِيم اللَّمْس حَتَّى يسخن الْجلد وتتسع مسامه ظَهرت لَك فَوَجَدتهَا أقوى من الَّتِي أحسست فِي أول الْأَمر كثيرا وَالْبَوْل فِي هَذِه

 

(4/324)

 

 

الْحمى يمِيل إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْبيَاض وَلَا يكون أَحْمَر الْبَتَّةَ لِأَن الفضول المائية قد تعفنت فِي الْبدن لتكاثف الْجلد وَلَا تكون الْعين غائرة وَكَثِيرًا مَا تكون الْعين جاحظة منتفخة وَلَا يكون النبض صَغِيرا لِأَن الْقُوَّة بَاقِيَة والحرارة كامنة.

والسهر: النبض فِيهِ قد يكون صَغِيرا. وورم الحالب إِن حدث من أجل قرحَة فِي الرجل أَو نَحْوهَا ثمَّ حدثت حمى بعقب ذَلِك فَهِيَ حمى يومية وَإِن ورم الحالب أَو الغدد بِالْجُمْلَةِ بِلَا سَبَب ظَاهر فَكَانَ مِنْهُ حمى يَوْم أَو كَانَ أَولا حمى ثمَّ ورم الحالب فالحمى حمى عفن تدل على أَن فِي الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة امتلاء. وورم الحالب والإبط الْحمى الَّتِي تكون مِنْهُ يكون النبض فِيهَا عَظِيما جدا سَرِيعا متواتراً وحرارتها كَثِيرَة لِأَن بصاحبها مرضين حارين: ورماً وَحمى ولون الْوَجْه أَحْمَر منتفخ وَالْبَوْل مائل إِلَى الْبيَاض لِأَن المرار الصفراوية مائلة نَحْو الورم الْحَار ويرتفع فِي

 

(4/325)

 

 

استحصاف الْبدن الْحمى الَّتِي تكون مِنْهُ يَنْبَغِي أَن يلبث فِي هَوَاء الْحمام أَكثر من جَمِيع الْأُخَر كلهَا لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى تَحْلِيل ورم الغدد. قَالَ: والحمى الْحَادِثَة عَن هَذِه تحْتَاج أَن يلبث صَاحبهَا فِي هَوَاء الْحمام كثيرا إِلَّا أَنه دون لبث من بِهِ استحصاف. من حماه من غم يلبث فِي مَاء حَار أَكثر من هَوَاء الْحمام بل اللّّبْث فِي هوائه ضار لَهُ. والتعب كَذَلِك يَنْبَغِي أَن يكون الأستحمام مِنْهُ والأرق كَذَلِك والأحتراق فِي الشَّمْس. والتعب يكثر فِي الأستحمام من الدّهن أَكثر من جَمِيعهَا ويدلك بذلك دلكا رَفِيقًا لينًا جدا معتدل الْمِقْدَار كَيْمَا يرطبه. وَالْغَم يسْتَعْمل فِيهِ الدّهن أقل من التَّعَب والسهر كَذَلِك وَجَمِيع مَا يجفف الْبدن فَأَنَّهُ يسْتَعْمل فِيهِ الدّهن أقل مِمَّا يسْتَعْمل فِي صَاحب التَّعَب والسهر كَذَلِك لِأَن صَاحب التَّعَب اجْتمع فِيهِ أَمْرَانِ أَحدهمَا أَنه قد جف جفوفاً كثيرا وَيحْتَاج إِلَى دهن يرطبه وَالْآخر أَنه قد أَصَابَهُ فِي أَعْضَائِهِ شَبيه بالتمدد فَيحْتَاج إِلَى)

الدّهن ليطلق ويرخى للأستحصاف يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الدّهن فِي الْحمام أقل من الأستعمال فِي صَاحب الْغم والأرق وَليكن مَا يسْتَعْمل مِنْهُ أَيْضا من بعد ذَلِك لينًا غير كثير الْمِقْدَار ليوسع المسام ويحلل الفضول المحتقنة فِيهِ.

ورم اللَّحْم الرخو: الدّهن والتمريخ أقل نفعا لَهُ من الَّذِي قبله لِأَنَّهُ أقل حَاجَة إِلَى التَّحَلُّل مِنْهُ.

التَّعَب يَنْبَغِي أَن يستحم بِالْمَاءِ مَرَّات كَثِيرَة بِحَسب مَا يُمكن يجلب إِلَيْهِ الْقُوَّة لِأَن أبدانهم قد جَفتْ جدا وَكَذَلِكَ أَصْحَاب الْهم والسهر يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ أَكثر من غَيرهم من أَصْحَاب الحميات الَّتِي لم تَجف أبدانهم مثل المستحصفي الْأَبدَان إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ أَيْضا أَعنِي أَصْحَاب الْهم والسهر يكتفون من المرات بِأَقَلّ مِمَّا يَكْتَفِي بِهِ صَاحب التَّعَب لِأَن أبدانهم لم تَجف جفاف أبدان أَصْحَاب التَّعَب. المستحصف يحْتَاج أَن يمْكث فِي هَوَاء الْحمام مُدَّة ليتحلل بدنه وَيحْتَاج إِلَيْهِ أَكثر من غَيره. صَاحب ورم الحالب يحْتَاج إِلَى هَوَاء الْحمام مُدَّة يسيرَة لِأَنَّهُ يحْتَاج من التَّحْلِيل إِلَى شَيْء كثير. التَّعَب يَنْبَغِي أَن يكون طَعَام من حم من تَعب كثير الْمِقْدَار سهل الأنهضام فِي مَرَّات كَثِيرَة لِأَن قوته ضَعِيفَة. وَأَصْحَاب السهر وَالْخَوْف وَالْغَم يغذون بعد الْحمام بغذاء مرطب يُولد دَمًا جيدا لِأَن هَذِه تجفف الْبدن.

استحصاف الْبدن: يَنْبَغِي أَن يكون تَدْبيره فِي غذائه لطيفاً لِأَنَّهُ يُولد دَمًا كثيرا لِأَن بدنه ممتلىء.

وورم الغدد كَذَلِك. فِي التَّعَب يسقى من الشَّرَاب مَا أمكنه أَن يشرب وينحو بذلك نَحْو الْعَادة وَالْقُوَّة وَالسّن فَأن الشَّيْخ وَالصَّبِيّ لَا يحتملان الْكثير من الشَّرَاب وَلَا الضَّعِيف وَكَذَا من لَا عَادَة لَهُ بِهِ فَلَا تطلق لَهُ إِلَّا الْيَسِير وبالضد وَكَذَلِكَ فِي الشتَاء فاجعله أَكثر مِنْهُ فِي الصَّيف وَبِالْجُمْلَةِ انح نَحْو مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وينفع الْبدن وَلَا يضرّهُ ويولد شَيْئا لَا حجا.

ورم الغدد لَا يسقى فِيهِ شراب حَتَّى يسكن ذَلِك الورم لِئَلَّا يعظم الورم. وَالْغَضَب لَا يسقى شرابًا حَتَّى يسكن غَضَبه سكوناً تَاما لِأَن الشَّرَاب يهيج الْغَضَب والأرق يسقى مِنْهُ فَأَنَّهُ نَافِع لَهُ لِأَنَّهُ ينومه. وَالْغَم يسقى فِيهِ شرابًا لِأَنَّهُ يسليه. والأستحصاف أَن كَانَ يَسِيرا يسقى مِنْهُ لِأَنَّهُ يُوسع المسام فَأن كَانَ شَدِيدا قَوِيا لم يسقى مِنْهُ لِأَنَّهُ يُمكنهُ وَيزِيد فِي الأمتلاء.

أهرن قَالَ: كل حمى من ورم الأربية والإبط إِن كَانَ فِي الْيَد وَالرجل قرحَة تورمت لذَلِك الأربية والإبط فهاج من ذَلِك حمى عفن لَكِن أَن ورمت الأربية والإبط بِلَا قرحَة تقدّمت فَهِيَ حمى عفن خبيثة.)

ابْن سرابيون: حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن شمس وحر وسموم تكون رؤوسهم وجلودهم أسخن من رُؤُوس سَائِر أَصْحَاب الْحمى وخاصة رؤوسهم وَيكون بهم صداع وتحمر أَعينهم وتحمى فانتظر بهم سكونها. واسكب على رؤوسهم مَاء عذباً فاتراً قد طبخ فِيهِ بابونج وبنفسج ونيلوفر وَورد وادهن رؤوسهم بِهَذِهِ الأدهان أَو صب على رؤوسهم دهن ورد مفتراً وَلَا يكون بَارِدًا جدا فَأَما الْحَادِثَة عَن برد شَدِيد فَأن أبدانهم تكون منكمشة جافة تشبه حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن الأستحمام بِمَاء الشب وبولهم أَبيض أَو مائل إِلَى الصُّفْرَة قَلِيلا لِأَنَّهُ لَا يتَحَلَّل من الْبرد شَيْء من الرطوبات ويصغر نبضهم فَاسْتعْمل فيهم بخارات الْمِيَاه الحارة الَّتِي قد طبخ فِيهَا أكليل الْملك ومرزنجوش وتجعله تَحْتهم فِي الْحمام ومرخهم بدهن مُحَلل كدهن البابونج والشبث والخيري وَلَا يدهنوا إِلَّا بعد الْعرق لَا قبل ذَلِك ويغذوا بأغذية مسخنة معتدلة كالإسفيذباج ويشربوا الشَّرَاب ويشموا الرياحين الطّيبَة. وَالَّذين يستحمون من مياه قابضة تكون جُلُودهمْ كمن مكث مُدَّة طَوِيلَة فِي مَاء العفص وَأول مَا تضع يدك على أبدانهم لَا تحس فِيهَا بحرارة لتكمش الْجلد على مَا ذكرت فأذا طَال مكثها أحسست بحرارة لِأَنَّهُ لَا يتَحَلَّل الْجلد وَيخرج البخار وَلَا يسقى هَؤُلَاءِ الشَّرَاب بعد إِلَّا أَن تفتح مسامهم لِأَنَّك أَن سقيت شرابًا وتكاثفهم شَدِيد زِدْت فِي الأمتلاء.

قَالَ: حمى يَوْم الْحَادِثَة عَن أَطْعِمَة حارة تسخن الكبد أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وَلِهَذَا بَوْلهمْ أَحْمَر ويحسون فِي أكبادهم بلهيب وأعطهم النافعة للكبد مِمَّا يدر الْبَوْل مثل السكنجين السكرِي وَمَاء الرُّمَّان الحامض ويضمدوا بضماد الصندلين وكافور بِمَاء خلاف وَمَاء ورد.

 

(4/326)

 

 

3 - (الْعرق وَمَا يدره ويمسكه وينذر بِهِ) يحصل مَا يدل عَلَيْهِ من الْأَمْرَاض الحادة فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: كَثْرَة الْعرق تكون أما لِكَثْرَة الرُّطُوبَة أَو لرقتها أَو لاتساع المسام أَو لفضل الْقُوَّة الدافعة وقلته وبالضد. وضيق المسام يكون أما من انضمام أَو سدة والأنضمام يكون إِمَّا للبرد وَإِمَّا للقبض وَإِمَّا لِكَثْرَة اللَّحْم والسدة تكون عَن أخلاط لزجة.

من الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء ينظر من الْعرق إِلَى لَونه وطعمه وريحه فِي وَقت الأستحمام فَأَنَّهُ يدل على الكيموسات الْغَالِبَة على الْبدن لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ أصفر وَرُبمَا كَانَ شَدِيد الصُّفْرَة إِذا جمع حَتَّى يكون كالجلاء يَعْنِي جلاء الصاغة وَعند ذَلِك يكون الْخَلْط الْغَالِب مرارياً خَالِصا وَرُبمَا كَانَ مائياً بلغمياً وَقد يكون حامضاً ومالحاً وَمَرا وكل ذَلِك يدل على حَال الكيموس الْغَالِب فِي الْبدن.

لي يتفقد من الْعرق لَونه وريحه وطعمه وقلته وكثرته وحرارته وبرودته واوقات خُرُوجه فَأَنَّهُ يدل فِي كل حَالَة من هَذِه الْحَالَات على شَيْء دون شَيْء.

قَالَ: وكما أَن الْبَوْل يدل على حَال مَا فِي الْعُرُوق كَذَا الْعرق يدل على مَا هُوَ خَارج الْعُرُوق أَعنِي الْفضل الملبس على الْعِظَام فَيكون إِذا غلب عَلَيْهِ البلغم أَبيض المنظر وَإِذا غلبت عَلَيْهِ الصَّفْرَاء أصفر بِمِقْدَار ذَلِك فَأن كَانَ غلبته كَثِيرَة صَار بلون الْجلاء أَعنِي جلاء الصاغة.

الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: قَالَ: أما الْعرق فأفضله فِي جَمِيع الْأَمْرَاض الحادة مَا كَانَ فِي يَوْم باحورى وتخلص بِهِ العليل من حماه تخلصاً تَاما أَو مَا كَانَ فِي الْبدن كُله فَصَارَ العليل بِهِ أخف وَإِن لم يفعل أحد هذَيْن فَلَا نفع فِيهِ. وأردأ الْعرق الْبَارِد ثمَّ مَا كَانَ فِي الرَّقَبَة وَالرَّأْس فَأن هَذَا الْعرق إِذا كَانَ مَعَ حمى حادة يدل على الْمَوْت وَإِذا كَانَ مَعَ حمى هِيَ أَلين وأسكن أنذر بطول الْمَرَض.

قَالَ ج: أَن الْعرق الْكَائِن فِي يَوْم باخورى وَيكون بِهِ بحران تَامّ يكون حُدُوثه لَا محَالة فِي جَمِيع الْبدن وَكَذَا الْعرق الَّذِي يكون فِي جَمِيع الْبدن ويخف عَلَيْهِ الْمَرَض لَا محَالة يكون فِي يَوْم باحورى. وَأما الْعرق الَّذِي لَا يفعل شَيْئا من هذَيْن فرداءته يسيرَة. والكائن فِي الْبدن كُله إِلَّا أَنه يخف عَلَيْهِ الْمَرَض أَجود مِنْهُ. وَالَّذِي لَا يحدث خفاً لَكِن يزِيد فِي الْمَرَض فشر مِنْهُ وَلَو كَانَ فِي)

الْبدن كُله.

وَجَمِيع هَذِه الْأَصْنَاف حارة. والعرق الْبَارِد والكائن فِي الرَّأْس والرقبة رديئان لِأَنَّهُمَا ينذران بغشي. والبارد الْكَائِن فِي الرَّأْس والرقبة هُوَ شَرّ جَمِيع أَصْنَاف الْعرق وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ ينذر بحدوث الغشي لَكِن بِأَنَّهُ قد حدث فَانْظُر حِينَئِذٍ إِلَى الْحمى فَأن كَانَت مَعَ ذَلِك عَظِيمَة حارة فالموت لَا محَالة حَادث مَعَ كل وَاحِد من هذَيْن الصِّنْفَيْنِ من الْعرق الْبَارِد فِي جَمِيع

 

(4/327)

 

 

الْبدن كَانَ أَو فِي الرَّأْس والرقبة فَقَط إِن كَانَت الْحمى مَعَ هَذَا الْعرق الْبَارِد هادية لينَة سَاكِنة فَأَنَّهُ مُمكن أَن تقوى الْقُوَّة على نضج تِلْكَ الأخلاط الَّتِي عَنْهَا يكون الْعرق الْبَارِد فِي طول الزَّمَان إِذا كَانَت لَا تنْحَل وتنفش من شدَّة حرارة الْحمى.

لي الْعرق حَار أَو بَارِد أَو مَائِع فِي عُضْو أَو قَلِيل أَو كثير أَو مَعَ حمى حادة أَو مَعَ حمى لينَة أَو فِي يَوْم باحورى أَو غير باحورى أَو مخفف للمرض أَو مسْقط لَهُ أَو زَائِد فِيهِ أَو فِي ابْتِدَاء الْمَرَض أَو فِي انحطاطه. والعرق الْكثير فِي الحميات إِذا كَانَ الْبدن قَوِيا يدل على فضل أَو امتلاء وَفِي الْبدن الصَّحِيح كَذَلِك وَيحْتَاج إِلَى الفصد وتقليل الْغذَاء والمسهل وَأما مَعَ الْبدن النحيف وَالْقُوَّة الساقطة فَيدل على ضعف الْقُوَّة وانحلال الْبدن بِهِ.

من كتاب مَا بَال: الْعرق الَّذِي قبل الْحمى وَالَّذِي بعد النّوبَة صَالح.

قَالَ: والعرق الْبَارِد إِنَّمَا يكون لِأَن الْحَرَارَة الَّتِي فِي الْبدن لم تقو على هضم الأخلاط الْبَارِدَة.

لي الْعرق الْحَار إِنَّمَا هُوَ بخار من حرارة الْبدن يجْتَمع ويتكاثف والبارد إِنَّمَا يكون حِين يسترخي الْبدن لِأَن الْحَرَارَة تمسك الرُّطُوبَة على سَبِيل الجذب فَإِذا غارت لم يكن للرطوبات جاذب.

قَالَ: الْجنب الَّذِي ينَام عَلَيْهِ لَا يعرق لِأَنَّهُ ينضغط وَيمْنَع السيلان إِلَيْهِ. وَالنَّوْم أَكثر عرقاً من الْيَقَظَة.

الرَّابِعَة من كتاب الْفُصُول قَالَ: الْعرق الْبَارِد إِذا كَانَ مَعَ حمى حادة دلّ على الْمَوْت وَإِذا كَانَ مَعَ حمى هادية دلّ على طول الْمَرَض. قَالَ ج: التجربة تشهد بِهَذَا فِي الْأَكْثَر وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَن الْعرق الْبَارِد إِذا كَانَ مَعَ حمى دلّ أَن فِي الْبدن رطوبات بَارِدَة ردية تبلغ من كميتها ورداءة كيفيتها أَلا تقوى على أسخانها الْحَرَارَة الغريزية وَلَا حرارة الْحمى الغريبة وَمثل هَذِه الرطوبات تحْتَاج إِلَى زمَان طَوِيل جدا لتنضج فِيهِ فَإِذا كَانَ مَعَ حمى حادة لم تمهل لِأَنَّهَا تحل الْقُوَّة قبل)

نضج هَذِه فَأَما أَن كَانَ الْعرق الْبَارِد مَعَ حمى هادية فممكن أَن تمهل فِيهِ مُدَّة وتنضج تِلْكَ الأخلاط وَيُمكن أَيْضا مَعَ الْحمى الفاترة أَن تكون تِلْكَ الأخلاط وَيُمكن أَيْضا مَعَ الْحمى الفاترة أَن تكون تِلْكَ الأخلاط لَيست بالكثيرة وَلَا الشَّدِيدَة الْبرد فِي الْغَايَة وَلَكِن فتورة الْحمى لم تبلغ أَن تسخنها وَلَو كَانَت الْحمى أَشد حرارة لم يكن عَنْهَا عرق بَارِد بل حَار.

قَالَ: حَيْثُ كَانَ الْعرق من الْبدن فثم الْمَرَض لِأَن الأستفراغ يكون من مَوضِع الْعلَّة فَإِذا كَانَ الْخَلْط سابحاً فِي الْبدن كُله كَانَ الْعرق فِيهِ كُله وبالضد وَذَلِكَ أَن الْعرق يكون أما باستفراغ الطبيعة للشَّيْء الْفَاضِل وَعند ذَلِك يكون الْعرق ببحران مَحْمُود وَإِمَّا بِأَن الرطوبات

 

(4/328)

 

 

لَا تسْتَمْسك فِي الْبدن بِسَبَب الْمَرَض وعَلى أَي جنس كَانَ الْعرق فَإِنَّمَا تستفرغ فِيهِ الرُّطُوبَة من الْأَعْضَاء العليلة. الْعرق الْكثير فِي النّوم من غير سَبَب يُوجب ذَلِك يدل على أَن صَاحبه تحمل على بدنه من الْغذَاء أَكثر مِمَّا يحْتَمل فَأن كَانَ ذَلِك من غير أَن ينَال صَاحبه من الطَّعَام فَيحْتَاج إِلَى استفراغ.

قَالَ ج: صِحَة هَذَا الْفضل يكون بِأَن يحفظ مَعَ الْعرق الْكثير وَذَلِكَ أَن الْقَلِيل يُمكن أَن يكون لضعف الْقُوَّة أَو لسخافة الْبدن وكثرته تكون على وَجْهَيْن: إِمَّا لإفراط تنَاول الْأَطْعِمَة قَرِيبا وَإِذا كَانَ كَذَلِك فامنعه مِنْهُ أَو لإفراط تنَاول أَطْعِمَة قد سبقت قبل ذَلِك وَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي أَن يستفرغ. لي لِأَن الَّذِي أفرطه عرقه لتقدم امتلائه فقد حصل الأمتلاء فِي عروقه وَالَّذِي أفرط عرقه إِنَّمَا هُوَ لثقل الطَّعَام على بدنه فَلم يبلغ بعد أَن يكثر الأمتلاء فِي عروقه وَلذَلِك إِن منعته الْغذَاء اكْتفى وَالْأول ايضاً أَن منعته مِنْهُ كفى فِي دفع ذَلِك الْعرق لَكِن الأستفراغ خير لَهُ لخلال مِنْهَا أَنه لَا يُؤمن أَن تبدر بِهِ مضرَّة فِي مُدَّة هَذِه الْأَيَّام وَمِنْهَا أَن ذَلِك خير من أَن ينهك الْقُوَّة اياماً كَثِيرَة وَمِنْهَا أَن الْبَاقِي من دَمه بعد التجويع يكون ردياً لِأَن الألطف ينْحل وَأما بالدواء فانه قَالَ: الْعرق الْكثير الَّذِي يجْرِي دَائِما حاراً كَانَ أَو بَارِدًا فالحار يدل على خفَّة الْمَرَض والبارد على عظمه. قَالَ ج: هَذَا هُوَ الْعرق الْجَارِي دَائِما فِي جَمِيع أَيَّام الْمَرَض وَهَذَا يدل على كَثْرَة الأخلاط لِأَن الْبَارِد يدل على أَنَّهَا كَثِيرَة بَارِدَة وَلذَلِك هِيَ أردأ لِأَنَّهَا أَبْطَأَ نضجاً والحارة أقل رداءة. إِذا كَانَ بِإِنْسَان حمى فَأَصَابَهُ عرق فَلم تقلع حماه فَتلك عَلامَة ردية تنذر بطول مرض وتدل على رُطُوبَة كَثِيرَة وَلذَلِك تحْتَاج الطبيعة إِلَى مُدَّة كَثِيرَة لتنضج تِلْكَ الرُّطُوبَة وَيطول لذَلِك الْمَرَض بِإِذن الله تَعَالَى وَجل.)

السَّابِعَة من الْفُصُول: إِذا حدث عَن عرق أقشعرار فرديء لِأَن أبقراط قَالَ: أَن أَعْرَاض البحران إِذا لم يكن بهَا بحران فَرُبمَا دلّت على موت وَرُبمَا دلّت على أَن البحران يعسر لِأَن الطبيعة قد رامته فَلم تطقه.

لي أَنا لَا أستحسن هَذَا من أجل أَنه لَيْسَ الْعرق من أَعْرَاض البحران بل الشَّيْء الَّذِي يكون بِهِ البحران وَرُبمَا عَنى أبقراط بذلك أَن يظْهر القلق والأضطراب وَسَائِر العلامات الَّتِي تتقدم البحران ثمَّ لَا يكون البحران فَأن ذَلِك بِالْحَقِيقَةِ إِنَّمَا يكون لِأَن الْمَرَض قد تزيد زِيَادَة ردية فَيدل على موت أَو لِأَن الطبيعة قد أَرَادَت أَن تعْمل بحرانا فَلم تطق فَأَما هَهُنَا فَإِنَّمَا صَار كَذَلِك لِأَن الأستفراغ يَنْبَغِي أَن يكون أخف فَإِذا كَانَ الْعرق يجلب نافضاً بعده دلّ على أَن خللطاً كثيرا برز

 

(4/329)

 

 

الْمقَالة السَّابِعَة: الْعرق الْكثير الْجَارِي دَائِما حاراً كَانَ أَو بَارِدًا يدل على أَنه يَنْبَغِي أَن يخرج من الْبدن رُطُوبَة أما فِي القوى فَمن فَوق وَأما فِي الضَّعِيف فَمن أَسْفَل.

قَالَ ج: اما أَن الْعرق الْكثير يدل على كَثْرَة رُطُوبَة فَصَحِيح وَأَن ذَلِك يحْتَاج أَن يستفرغ بالقيء والإسهال فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل دَائِما فِي الْقوي الْقَيْء وَلَا فِي الضَّعِيف الإسهال لَكِن يسْتَعْمل الْقَيْء والإسهال بِحَسب الْحَاجة إِلَيْهِمَا.

لي على مَا رَأَيْت فِي كتاب محنة الطَّبِيب: إِذا كَانَت الأخلاط مائلة نَحْو الْجلد فاستفرغها بالعرق. وَقَالَ فِي عليل أَرَادَ أَن يعرقه: أَنه أسخن الْبَيْت الَّذِي كَانَ فِيهِ ثمَّ أَمر أَن ينطل وَيصب على مراق بَطْنه دهن مسخن حَتَّى يبرز الْعرق ثمَّ يكف عَن الدّهن وَإنَّهُ لما فعل ذَلِك عرق.

لي وَهَذَا العليل كَانَ بِهِ ورم فِي أحشائه وَأخْبر أَنه لَو كَانَت الْعلَّة فِي عُضْو آخر لابتدأ بصب الدّهن على ذَلِك الْعُضْو.

الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ: الْعرق إِذا كَانَ قبل نضج الْمَرَض لم ينْتَفع بِهِ وَإِنَّمَا يدل على كَثْرَة الرُّطُوبَة أَو على ضعف الْقُوَّة.

السَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: أَكثر من يَمُوت تعرق مِنْهُ الْجَبْهَة ونواحي الرَّأْس إِلَّا من يَمُوت بنزف الدَّم فَيكون لبَعْضهِم فِي الْجَبْهَة فَقَط ويبلغ فِي بَعضهم إِلَى الْعين. وكل عرق يكون على هَذَا الْوَجْه ينذر بِضعْف الْقُوَّة الحيوانية. قَالَ: وَقد يَمُوت من يكون جلده قحلاً بِلَا عرق. قَالَ فِي الْمسَائِل: يحدث الْعرق فِي من يَمُوت إِمَّا فِي الْجَبْهَة فَقَط أَو ينحدر حَتَّى يبلغ التراقي وَرُبمَا بلغ الصَّدْر.)

لي إِذا رَأَيْت ذَلِك مَعَ كد شَدِيد فَأَنْذر بِالْمَوْتِ.

الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ الْعرق لَا يسكن سُورَة الْحمى فالحمى طَوِيلَة.

قَالَ: وَقد رَأَيْت من كَانَ يعرق ثمَّ يحم فطالت بِهِ حماه جدا والعرق الْكثير المفرط مَعَ استطلاق الْبَطن أَو درور بَوْل أَو شَيْء من الأستفراغات رَدِيء.

الْإِسْكَنْدَر: مِمَّا يدر الْعرق جدا: أَن يسقى بعد الْخُرُوج من الْحمام جرع ماءٍ فاتر فَأَنَّهُ يعرق تعريقاً كثيرا. وَيخرج البلغم من العضل إِن خلط نطرون فِي زَيْت ودهن بِهِ صلب العليل فَأَنَّهُ يعرق فِي الْحمام وَهُوَ أَجود اسْتَعِنْ بِبَاب النافض فَأن فِيهِ معرقات والقوية مِنْهَا: الميعة والحلتيت والجاوشير والجندبادستر والأفيثمون يخلط بِعَسَل ويسقى فَأَنَّهُ يثيم ويعرق جدا والضعيف: دهن بابونج. وَالْقَوِي من الأدهان دهن يطْبخ فِيهِ عاقرقرحا وَنَحْوه.

شَمْعُون: يدر الْعرق الكمون إِذا شرب وَحب الْغَار والأنيسون والفنجنكشت والفوذنج والجعدة والمشكطرامشير والكاشم والشونيز والفستق وَمِمَّا يدره إِذا تمسح بِهِ دهن سوسن

 

(4/330)

 

 

وبابونج والعاقرقرحا إِذا فتق فِي الدّهن والقسط وَمِمَّا يمْنَع الْعرق: عصارة الحصرم وطبيخ العفص إِذا دلك بِهِ الْبدن.

مسَائِل الْمقَالة الأولى من أبيذيميا قَالَ: الْعرق الْكَائِن قبل نضج الْمَرَض لَا ينفع الْبَتَّةَ وَهُوَ دَلِيل غير مَحْمُود لِأَنَّهُ لَيْسَ يستفرغ الْخَلْط الرَّدِيء بل يدل على كَثْرَة رُطُوبَة أَو على ضعف قُوَّة.

أريباسيوس: مِمَّا يدر الْعرق: بابونج يَابِس مدقوق مسحوق ويخلط بِزَيْت أنيسون أَو نطرون والحلتيت إِذا شرب مِنْهُ حمصة عرق.

الساهر: مِمَّا يقطع الْعرق المفرط مسح الْبدن بدهن ورد أَو دهن آس وَيصب عَلَيْهِ مَاء الآس وَمَاء ورد وَيروح بمراوح ويفرش الْبَيْت بأطراف الْأَشْجَار الْبَارِدَة. لي وَهُوَ قوي على مَا رَأَيْت هَهُنَا: يعتصر مَاء أَطْرَاف الْخلاف وورقه وَمَاء الآس وَمَاء الْورْد وَيُؤْخَذ مِنْهَا جُزْء جُزْء ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء ويداف فِيهِ صندل أُوقِيَّة فِي رَطْل ودرهمان من كافور ويمرخ بِهِ الْبدن.

ابْن ماسويه فِي الحميات قَالَ: اقْطَعْ كَثْرَة الْعرق بدهن الآس أَو بدهن الْخلاف أَو خُذ تفاحاً وسفرجلاً من كل وَاحِد نصف رَطْل ورد يَابِس ثلث رَطْل واطبخه بِخَمْسَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رطلان وَصفه وألق عَلَيْهِ نصف رَطْل دهن ورد واغله إِلَى أَن يذهب المَاء وَاسْتعْمل الدّهن وَبرد مَضْجَع العليل. لي يتَّخذ دهن قوي لهَذَا.)

مابال: المَاء الْحَار يجلب الْعرق أَكثر من الْهَوَاء الْحَار. لي لذَلِك لَا شَيْء أَنْفَع فِي ابْتِدَاء الْحمى الَّتِي بنافض من شرب مَاء حَار مَرَّات والأنكباب عَلَيْهِ.

قَالَ: الْعرق إِذا مسح زَاد وَإِذا ترك انْقَطع. والعرق أبدا فِي مُؤخر الْبدن من نَاحيَة الظّهْر أَكثر وَهُوَ فِي الأعالي أَيْضا أَكثر والصدر أَيْضا يعرق أَكثر من الْبَطن والراس حماه أَكثر من سَائِر الْبدن الْعرق السخن ينذر بِبَقَاء الْحَرَارَة الغريزية والبارد بضعفها.

تياذوق قَالَ: ينفع من كَثْرَة الْعرق أَن يطْبخ أفسنتين فِي دهن آس ويدهن بِهِ.

ابْن سرابيون قَالَ: من انْحَلَّت قوته من عرق فانثر على بدنه آساً وورداً أَو ادهنه بدهن السفرجل والورد.

الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الَّتِي تمنع من الْعرق المسددة والمغرية والقابضة وبالضد.

بولس: استدع الْعرق بدثار وَسُكُون وَلَا تمسح فَأن الْعرق يجلب الْعرق وليتمضمض بِالْمَاءِ الْحَار ويتجرع مِنْهُ فَأَما مَنعه فبالتبريد وَالْحَرَكَة والنشف وَالْمسح والعرق الْكثير يجلب ضعفا وَرُبمَا أحدثت غشياً شَدِيدا فاصبغ قَمِيصًا رَقِيقا بصندل وَمَاء ورد وينشر وَيروح ويذر على الْبدن عفص وَورد مسحوقان كالغبار وكهرباء وقشر الصنوبر ويطلى الْعُضْو الَّذِي يكثر فِيهِ بسويق الشّعير مَعَ شراب عفص وَيمْسَح الْوَجْه بخل وَمَاء أَن كَانَ فِيهِ الْعرق وَقد يطلى إِذا اشْتَدَّ الْأَمر بالألعبة والصموغ وتترك حَتَّى تَجف على الْبدن فَأَنَّهُ يمْنَع الْعرق وَيمْنَع

 

(4/331)

 

 

مِنْهُ أَيْضا الشمع ودهن الْورْد وخاصة على الْكَتِفَيْنِ والصدر والغذاء الْبَارِد الْيَابِس وترويح الْبدن. قَالَ: وَيمْنَع من الْعرق الزَّيْت قد أغلي فِيهِ آس وفوذنج وعفص وكرفس إِذا دهن بِهِ.

لي كَذَلِك يسْتَعْمل مَاء الكرفس للحصف.

مابال قَالَ: الْعرق يكون عَن المَاء الْحَار أَكثر مِنْهُ عَن الْهَوَاء الْحَار. وَإِذا مسح الْعرق ازْدَادَ وَإِذا ترك وَلم يمسح انْقَطع لِأَنَّهُ إِذا لم يمسح برد على الْبدن ومقدم الرَّأْس يعرق أَكثر من مؤخره والصدر يعرق أَكثر من الْبَطن.

لي كَانَ رجل يعرق بدنه كثيرا فَاسْتعْمل عفصاً فَذهب عَنهُ ذَلِك وَلِهَذَا أرى لمن يتَأَذَّى بِكَثْرَة عرق فِي رجلَيْهِ أَن يدمن وضعهما فِي مَاء الشب والعفص وَنَحْوهمَا.

لي يتَبَيَّن من هَذَا الْفَصْل الَّذِي أَوله الأجواف فِي الشتَاء وَالربيع وَهُوَ الأول من الْفُصُول: أَن الْعرق قد يكون إِذا لم تستول الطبيعة على الْغذَاء غَايَة الأستيلاء لنُقْصَان فِي الْحَرَارَة الغريزية فَأن ج)

قَالَ هُنَاكَ: إِن كلما كَانَت الْحَرَارَة الغريزية أقوى كَانَ التَّحَلُّل أخْفى عَن الْحس لِأَنَّهُ أذا كَانَ أَمر الْبدن يجْرِي على مَا يَنْبَغِي واستولت الطبيعة على الْغذَاء وقهرته لم ينبعث من الْجلد رُطُوبَة يحس بهَا وَلذَلِك زعم بعض القدماء أَن الْعرق خَارج عَن الطبيعة.

لي فَمن هَهُنَا قُلْنَا أَن الْعرق قد يكون أما لفضل امتلاء أَو لِأَن الطبيعة مقصرة عَن استكمال الْفِعْل فِي الْغذَاء واعرف لأي هذَيْن هُوَ بعد من الْأَحْوَال الْأُخَر وَهَذَا هُوَ الْعرق الصحي غير الْمَكْرُوه لَا المرضى والكائن بالحمام وَالْحَرَكَة. ج: الفوذنج النَّهْرِي أَن شرب بِمَاء الْعَسَل وَهُوَ يَابِس أدر الْعرق وأسخن الْبدن أسخاناً بَينا.

والآس دهنه وعصارته يقطع عرق من يكثر عرقه ويورثه ذَلِك خفقان الْفُؤَاد ويقويه أَيْضا.

بولس: الْعرق المتقطع عرق رَدِيء جدا مهلك.

الثَّانِيَة من الْحِيلَة قَالَ: الْعرق يكون لِأَن الْحَرَارَة الغريزية تضعف أَو لِأَن الرجل يكثر الْغذَاء أَو لِأَنَّهُ يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة.

لي إِذا كَانَ الْعرق مَعَ قلَّة الْغذَاء فَذَلِك لضعف الْحَرَارَة الغريزية.

السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْعرق الَّذِي عَنهُ الغشي يكون عِنْد مَا يعرض للبدن أَن يكون غذاؤه يرجع الْقَهْقَرَى.

لي سَبَب الْعرق فِي الضعْف والغشي أَنه مَتى مَالَتْ الطبيعة نَحْو الْبَاطِن خلفت ماليس بخاص بهَا بِغَيْر تَدْبِير وَلَا ماسك وَيَكْفِيك هَذَا دَلِيلا وسائقاً إِلَى تحديده.

مُفْرَدَات تدر الْعرق ج: دهن الأقحوان يدر الْعرق والانيسون والعاقرقرحا إِذا خلط بالزيت وتمسح بِهِ يدر الْعرق. ج: الفوذنج النَّهْرِي إِن شرب بِمَاء الْعَسَل يدر الْعرق. البنس يجلب الْعرق مَاء رماد خشب التِّين إِذا تمرخ بِهِ مَعَ دهن عرق.

ابْن ماسويه: مِمَّا يدره إِذا تمسح بِهِ: دهن بابونج وَحده وَمَعَ فلفل مسحوق ودهن

 

(4/332)

 

 

الْغَار ودهن الفجل ودهن الشبث والبلسان والزراوندان إِذا ديفا فِي دهن بَان وسليخة ودارصيني ودهن سوسن. وَمِمَّا يتَّخذ لَهُ فيدره: فوذنج بري حب بِلِسَان وَعوده فنجنكشت مقل انجرة قردمانا بزر جرجير فجل سذاب حرف إِذا بخر بِهِ عرق.

روفس: الْعرق يُخَفف الثّقل والأمتلاء فِي جَمِيع الْبدن والحواس وينشط النَّفس وَيسْقط الْقُوَّة أَن أفرط وَيخرج فضول الهضم الثَّالِث ويدره: الكمون حب الْغَار انيسون فوذنج جعدة قشر)

الفجل قسط مر نمام قشور السليخة مشكرطرامشير. برنجاسف قردمانا طبيخ أصل اللفاح حلتيت كاشم بطراساليون شونيز فستق.

من تذكرة عَبدُوس: دَوَاء معرق: يدلك ببورق أرمني قد ديف فِي دهن بابونج أَو فلفل يداف فِيهِ وَلَا يمسح الْعرق فَأن بعضه يجلب بَعْضًا ويحلل الأمتلاء. ويدره قدر حمصة حلتيت إِذا شرب. وَلَا يَنْبَغِي أَن يحكم سحق البورق إِذا دلك بِهِ مَعَ الدّهن.

الْمَانِعَة من الْعرق د: دهن الآس وزيت الْإِنْفَاق والمصطكى وَشرب المَاء بدل الشَّرَاب. روفس: ابْن ماسويه: يقطعهُ دهن الْورْد والآس وكثيراء وعفص وعصارة الحصرم.

التَّذْكِرَة: إِذا خيف الغشي من كَثْرَة الْعرق فأدم مَسحه وأطل بالصندل وَمَاء ورد وكافور وكهرباء وَسَوِيق وخل وَمَاء حَيّ الْعَالم وآس وَخلاف وَيجْلس مَكَانا ريحًا جدا وَيدخل مَاء بَارِدًا جدا وَإِن أفراط الْأَمر وَلم تغن الْأَدْوِيَة فصب مَاء الثَّلج على الْأَطْرَاف. (البرَاز والقيء) (وصنوفهما وَمَا يدلا عَلَيْهِ) قَالَ ج: فِي الْمقَالة الأولى من البحران: قَالَ أبقراط: 3 (أفضل البرَاز) 3 (مَا كَانَ لينًا مُتَّصِلا يخرج فِي الْوَقْت الَّذِي جرت بِهِ الْعَادة فِي الصِّحَّة ومقداره مَا يتَنَاوَل) 3 (من الْغذَاء. فَجعل الأستدلال يُؤْخَذ من قوام البرَاز ومقداره وَخُرُوجه فِي وقته لِأَن) 3 (هَذَا البرَاز يدل على صِحَة الْبَطن الْأَسْفَل. قَالَ ج: يُرِيد بالبطن الْأَسْفَل الْمعدة وَمَا) 3 (يتَّصل بهَا وسماها بَطنا أَسْفَل ليفرق بَينهَا وَبَين تجويف الصَّدْر ولهذه الْعلَّة لم يذكر لون) 3 (البرَاز لِأَن لَونه لَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي تعرف حَال الْمعدة لِأَن كَون البرَاز لينًا مجتمعاً كَاف فِي) 3 (الأستدلال على حسن استمراء الطَّعَام وَألا يتَقَدَّم عَن وقته الطبيعي وَلَا يتَأَخَّر وَيكون) 3 (مِقْدَاره على قِيَاس مَا يتَنَاوَل فَمَتَى اجْتمعت هَذِه الْخِصَال فِي البرَاز وَجب أَن يكون) 3 (منهضماً نضيجاً وَلَيْسَ مَتى لم تُوجد وَاحِدَة من هَذِه الْخِصَال وَجب أَن يكون منهضماً) 3 (لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن تكون قُوَّة الْمعدة صَحِيحَة لكنه قد يعرض للشَّيْء أذا استحكم) 3 (انهضامه ونضجه أَن يجِف وتنشف رطوبته حرارة قَوِيَّة فِيمَا حول الْمعدة من الْأَعْضَاء) 3 (وَينزل البرَاز رَقِيقا لَا لِأَن الْمعدة لم تجود هضمه بل لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء إِلَى) 3 (جَمِيع البد

 

(4/333)

 

 

فَأَما الثفل اللين فَيدل بِنَفسِهِ على صِحَة الهضم وقوته وَيدل مَعَ ذَلِك على)

 

3 - (أَن نُفُوذ الْغذَاء قد كَانَ على مَا يجب وَيدل مَعَ هَذَا أَنه لَيْسَ فِي شَيْء مِمَّا يَلِي الْبَطن من)

 

3 - (الْأَعْضَاء حرارة مفرطة من ورم حَار وَلَا غَيره.) قَالَ: فَأن ظن ظان أَنه يَنْبَغِي أَن يُزَاد فِي هَذَا القَوْل أَن يكون البرَاز مستوياً فَأن ظَنّه فضل وَذَلِكَ أَن الْمُتَّصِل لَا يكون غير مستو لِأَن أجزاءه تتحد وتلتئم حَتَّى يصير كُله كَأَنَّهُ شَيْء وَاحِد فَأن كَانَ بعض أَجْزَائِهِ خشنة وَبَعضهَا رطبَة لم يكن أَن يتَّصل لَكِن يكون مُتَفَرقًا متميزاً بعضه من بعض فَأن كَانَ هَذَا هَكَذَا أَعنِي لينًا مُتَّصِلا دلّ على أَن الْمعدة صَحِيحَة وَدلّ أَيْضا على أَنه لَا عِلّة فِي شَيْء مِمَّا حول الْمعدة وعَلى أَن نُفُوذ الْغذَاء قد تمّ على مَا يَنْبَغِي لِأَنَّهُ لَو لم يكن نُفُوذه على مَا يجب من النفض وَلم يتم على مَا يَنْبَغِي لَكَانَ البرَاز رطبا وَإِذا كَانَ خُرُوج البرَاز فِي الْوَقْت الَّذِي يكون فِيهِ عِنْد الصِّحَّة فالهضم لم يبطىء وَلَا بِالْقُوَّةِ الممسكة وَلَا بالدافعة بلية لِأَن البرَاز إِذا تَأَخّر خُرُوجه دلّ على أبطاء الهضم أَو على مروره فِي الأمعاء وَإِذا تقدم عَن وقته دلّ على ضعف من الْقُوَّة الممسكة وَلَيْسَ يدل على فضل من قُوَّة الْقُوَّة الْمُغيرَة لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون الْمعدة فِي حَال الْمَرَض ولاسيما ومرضه حاد أقوى مِنْهَا وَهِي بِالْحَال الطبيعية ويبدو للْمَرِيض أَنَّهَا)

أَضْعَف كثيرا مِمَّا كَانَت وَهِي على الْحَال الطبيعية فَأن كَانَت سرعَة خُرُوج البرَاز مَعَ لذع فأنما كَانَت سرعَة خُرُوجه لتهيجه الدافعة فَلَيْسَ يدل هَذَا لَا على فضل قُوَّة مِنْهَا وَلَا على ضعف فَأَما البرَاز الْكَائِن خُرُوجه من غير لذع فأذا كَانَت سرعَة خُرُوجه من غير لذع وَلَا عرض آخر غَيره فِي الْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي فَيدل على أَن القوى الثَّلَاث فِي الْمعدة قَوِيَّة أَعنِي الْمُغيرَة والممسكة والدافعة وَإِذا كَانَ البرَاز أقل مِمَّا يجب بِحَسب مَا يتَنَاوَل من الْغذَاء دلّ على أَنه قد احْتبسَ مِنْهُ شَيْء فِي الْأَعْوَر أَو قولون أَو فِي بعض لفائف الأمعاء الدقاق وَذَلِكَ رَدِيء على أَي وَجه كَانَ إِذا كَانَ يدل على ضعف الدافعة وَلِأَنَّهُ لَا يبْقى شَيْء مِمَّا خُرُوجه أَجود دَاخِلا فَلذَلِك مَتى اجْتمعت هَذِه العلامات الَّتِي ذكرنَا أجمع دلّ على صِحَة الْمعدة من الْعلَّة وَمَتى كَانَ مِنْهَا شَيْء نَاقص فَرُبمَا دلّ على عِلّة فِي الْبَطن نَفسه وَرُبمَا دلّ على أَن نُفُوذ الْغذَاء نَاقص وَإِن كَانَ فِي الْأَعْضَاء الَّتِي حول الْمعدة عِلّة أَو أَن عرضا قد حدث فِي نُفُوذ البرَاز كلذع أَو نَحوه وَأما البرَاز الطبيعي على الْحَقِيقَة فَالَّذِي قد اجْتمع فِيهِ مَعَ جَمِيع مَا وَصفنَا أَمْرَانِ أَن يمِيل إِلَى الصُّفْرَة وَأَن يكون شَدِيد النتن إِلَّا أَنه أَن كَانَ أصفر مشبعاً صرفا أَو يكون لَونه لون الطَّعَام الَّذِي أَخذ دلّ أما على أَنه لم يَأْتِ الأمعاء شَيْء من المرار الْأَصْفَر أَو على أَنه قد انْدفع إِلَى الْبَطن مِنْهُ أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي كاندفاع مرار كثير إِلَى الْبَطن فَأن كَانَ فِي أول الْمَرَض دلّ على أَن للمرار فِي ذَلِك الْمَرَض قُوَّة أَكثر مِمَّا يجب وَأَن كَانَ فِي انحطاط الْمَرَض دلّ على أَن الْبدن ينقى نقاءً مَحْمُودًا فَأَما البرَاز الَّذِي لم ينضج فَهُوَ خشن غير مسحوق ورقيق حَافظ لكيفية ذَلِك الطَّعَام الَّذِي هُوَ فضلته. وَمن البرَاز جنس ثَالِث تكون دلَالَته على انصاب الفضول إِلَى الْبَطن مثل المرار الْأَصْفَر الصّرْف فَأن هَذَا يكون إِذا انصب من الْمرة الصَّفْرَاء شَيْء كثير إِلَى الْبَطن فَأَما البرَاز الْأَخْضَر فَيدل على مرار زنجاري ق

 

(4/334)

 

 

خالطه وَالْأسود يدل على مرّة سَوْدَاء أَو دم قد احْتَرَقَ هُنَاكَ فَأن كَانَ البرَاز يضْرب إِلَى الكمودة الرصاصية وَلم يكن الْمَرِيض أكل شَيْئا دسماً دلّ على ذوبان الْأَعْضَاء وَالْبرَاز اللزج أَيْضا يدل على ذوبان الْأَعْضَاء أَن لم يكن أكل شَيْئا لزجاً إِلَّا أَن البرَاز الدسم يكون إِذا ذاب الشَّحْم وللزج يكون إِذا ذَابَتْ الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَلذَلِك هُوَ أردأ من الأول كثيرا والمفرط النتن إِذا لم يكن نَتنه من الطَّعَام فَأَنَّهُ يدل على عفونة شَدِيدَة وَبِالْجُمْلَةِ انْظُر إِلَى كَيْفيَّة البرَاز مَتى لم يكن من قبل الطَّعَام فَأَما الْخَارِج مَعَ صَوت كالصرير وَالَّذِي فِيهِ زبد وَالَّذِي فِيهِ ألوان كَثِيرَة وَالَّذِي مَعَه صَوت كالصرير فَيدل على أَنه يخرج مِنْهُ ريح غَلِيظَة مَعَ رُطُوبَة)

رقيقَة والآلات الَّتِي يخرج مِنْهَا منهضمة قبل مصادمة ريح غَلِيظَة لرطوبة كَمَا أَن فِي هذَيْن الْوَجْهَيْنِ يكون الزّبد خَارِجا وَالْأول مِنْهُمَا يدل على حرارة مفرطة تذوب الْبدن وَالثَّانِي يتَوَلَّد عَن اضْطِرَاب وَأما اخْتِلَاف الألوان فَيدل على أَن فِي الكبد أخلاطاً مُخْتَلفَة وينذر بطول مرض إِلَّا أَن الأخلاط إِذا كثرت وتفشت احْتَاجَ إِلَى نضجها فِي زمَان أطول وَتَكون صعوبتها وخطرها على قدر كثرتها وقلتها وَذَلِكَ أَن الْمَرَض الْمُفْرد أسهل نضجاً وَأَقل خطراً من الْمركب من أَصْنَاف كَثِيرَة.

الأولى من الأخلاط: 3 (البرَاز الْيَابِس) 3 (يكون لحرارة نارية فِي الْبَطن أَو لطول لبثه فِي الأمعاء وتحلل رطوبته لذَلِك لِكَثْرَة المص) 3 (مِنْهُ وَإِذا كَانَ مَعَ البرَاز الصلب شَيْء قَلِيل رطب جدا فَأن ذَلِك يدل أَنه ينصب من) 3 (الكبد صديد لذاع فَلم تصبر عَلَيْهِ الأمعاء حَتَّى يخْتَلط بذلك البرَاز ويبتل وَلكنه يُبَادر) 3 (بِدَفْعِهِ البرَاز مَتى كَانَ بِحَال خَارج عَن الطَّبْع فَيَنْبَغِي أَن يقلب إِلَى ضد تِلْكَ الْحَال) 3 (وَأفضل البرَاز النضيج غير الرَّدِيء فَأَما فِي الْأَمْرَاض فقد يكون بعض أَنْوَاع البرَاز) الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: فَأَما البرَاز فأحمده مَا كَانَ لينًا مجتمعاً وَكَانَ خُرُوجه فِي الصِّحَّة وَقِيَاسه بِمِقْدَار مَا يرد فِي الْبدن لِأَن البرَاز الَّذِي بِهَذِهِ الْحَال يدل على أَن نواحي الْبَطن السُّفْلى صَحِيحَة. وَالْبرَاز الطبيعي هُوَ الَّذِي لَا يبلغ يبسه أَن يصير كالبعر وَلَا لينًا يسيل وَيجْرِي لَكِن بِحَال يُمكن أَن يلبث مجتمعاً من غير أَن يجْرِي ويسيل وَيكون لَونه على مَا كَانَ عَلَيْهِ فِي الصِّحَّة وَهُوَ يدل على صِحَة الْبَطن الْأَسْفَل فَأن لم يكن بِهَذِهِ الْحَال فَيدل أَن الْبَطن الْأَسْفَل مَرِيض لِأَنَّهُ مُمكن أَن يسيل إِلَيْهِ من الكبد وَالطحَال أَشْيَاء ردية تغير لون البرَاز الطبيعي وقوامه وريحه وَكَثِيرًا مَا يزِيد أَيْضا فِي كمية الرطوبات الَّتِي تنصب إِلَى الْمعدة فَلَا يكون وَقت خُرُوجه الْوَقْت الَّذِي كَانَ قبل ذَلِك وَالْبرَاز الَّذِي هُوَ طبيعي لَيْسَ يدل على أَن الْبَطن الْأَسْفَل صَحِيح فَقَط بل وعَلى أَنه لَا ينصب إِلَيْهِ شَيْء من هَذِه الْأَعْضَاء وَالَّذِي لَا يشبه الطبيعي رُبمَا دلّ على أَن الْبَطن الْأَسْفَل عليل وَرُبمَا دلّ على أَنه ينصب إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع شَيْء من الْأَعْضَاء وأصناف هَذِه الرطوبات الَّتِي تنصب كَثِيرَة فَأن كَانَ البرَاز رَقِيقا فأحمده أَلا يكون مَعَه صَوت وَلَا يكون خُرُوجه متواتراً قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ إِذا كَانَ ذَلِك حدث للْمَرِيض أعياء من كَثْرَة الْقيام والسهر وَإِن)

كَانَ مَا يخرج مَعَ ذَلِك كثير الكمية لم يومن غشي.

 

(4/335)

 

 

قَالَ ج: قد كَانَ يجب أَن يُقَال: يَنْبَغِي أَن يكون بِحَسب الْعَادة وَيَنْبَغِي أَن يكون البرَاز مائلاً إِلَى الصُّفْرَة وَلَا يكون شَدِيد النتن لِأَن اللَّوْن الطبيعي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة لِأَن المرار المنحدر من الكبد يخالطه باعتدال فَأَما أَن خالطه بِلَا اعْتِدَال فَأَنَّهُ يكون شَدِيد الصُّفْرَة وَإِذا لم يخْتَلط بِهِ المرار الْبَتَّةَ فَأَنَّهُ يكون أَبيض كالحال فِي اليرقان ووينبغي أَن يضم إِلَى هَذِه الصّفة أَعنِي أَن يكون لَونه إِلَى الصُّفْرَة وَأَن لَا يكون لَهُ نَتن الْمِقْدَار الطبيعي أَعنِي الْمُجْتَمع اللين وَسَائِر صِفَاته تتمّ بذلك صِفَات البرَاز الطبيعي.

قَالَ: وَمن الْمَحْمُود أَيْضا أَن تخرج مَعَ البرَاز حيات إِذا أمعن الْمَرَض نَحْو البحران وَإِنَّمَا يحمد استفراغ الْحَيَّات إِذا كَانَت الطبيعة هِيَ الدافعة إِلَى أَسْفَل لَا إِذا خرجت من طَرِيق آخر من طرق الْأَعْرَاض.

قَالَ: وَأما 3 (البرَاز المائي الرَّقِيق) 3 (جدا والأبيض والأصفر الشَّديد الصُّفْرَة فَكلهَا ردية. قَالَ: البرَاز المائي يدل على) 3 (بطلَان النضج والأبيض يدل على أَن الْمرة لَا تنحدر والشديد الصُّفْرَة يدل على أَنه) 3 (ينحدر مِنْهَا شَيْء كثير والزبدي يدل إِمَّا على حرارة مفرطة أَو على ريح مُخَالطَة) 3 (لَهُ لِأَن الزّبد إِنَّمَا يحدث بِهَذَيْنِ السببين فَقَط وَشر البرَاز الْيَسِير الأملس الْأَبْيَض اللزج) 3 (مِنْهُ والأصفر. قَالَ: هَذَانِ جَمِيعًا يحدثان عَن ذوبان الْبدن والأبيض مِنْهُمَا اللزج) 3 (يحدث عَن ذوبان الشَّحْم وَالَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة فإمَّا لِأَن الشَّحْم الَّذِي يذوب) 3 (أصفر وَإِمَّا لِأَن الْحَرَارَة أَشد أَو لِأَن الشَّحْم الَّذِي يذوب قد عفن بعض العفونة. وَأما) 3 (البرَاز الَّذِي يخالطه مرار زنجارى فحدوثه يكون عَن حر شَدِيد وَجَمِيع مَا يبرز من) 3 (الْبدن يكون شَدِيد الأستواء والملاسة لخلتين أما لقبوله النضج قبولاً تَاما على اسْتِوَاء) 3 (حَتَّى لَا يفوت الطبيعة شَيْء من أَجْزَائِهِ أَلا تحيله أَو لذوبان شَدِيد حَتَّى لَا يكون فِيهِ) 3 (جُزْء من أَجزَاء الْمَادَّة لم ينله ذَلِك الذوبان فَلذَلِك أفضل هَذَا إِذا كَانَ طبيعياً أَن يكون) 3 (مستوياً أملس وشره إِذا كَانَ غير طبيعي أَلا يكون أملس مستوياً. وَأما اللزوجة فقد) 3 (تكون من شدَّة حرارة أَو لكيفية الْأَطْعِمَة واذا كَانَت لكيفية الْأَطْعِمَة لم تكن كميتها)) 3 (يسيرَة. وَقد يكون من الذوبان الْقوي الشَّديد إسهال كثير الكمية إِلَّا أَنه يكون منتناً) 3 (فيفصل بَين هَذَا الإسهال وَبَين الْكَائِن من الْأَطْعِمَة لسوء الهضم أَو للأخلاط النِّيَّة إِن هَذِه) قَالَ: وأدل من هَذَا على الْمَوْت البرَاز الْأسود وَالدَّسم والأخضر والمنتن فَأَما الْأسود فَيكون من مُخَالطَة السَّوْدَاء لَهُ والأخضر من مرّة سَوْدَاء غير مَحْضَة يسيرَة الكمية وَالدَّسم من ذوبان الشَّحْم من حرارة نارية والمنتن من عفونة فِي الْبدن. وَأما البرَاز الْمُخْتَلف الألوان فَأَنَّهُ ينذر بطول الْمَرَض أَكثر مِمَّا تنذر تِلْكَ الْأَصْنَاف الْأُخَر وَلَيْسَ مَا يدل عَلَيْهِ من الْهَلَاك بِدُونِ مَا تدل عَلَيْهِ تِلْكَ وأعني بذلك مَا يكون من البرَاز يجمع أَن يكون فِيهِ خراطة ولون كراثى وأسود مختلطة مَعًا أَو وَاحِد فِي عقب الآخر. كَثْرَة الألوان فِي البرَاز دَال على كَثْرَة أخلاط مُخْتَلفَة فِي الْبدن وَلذَلِك تحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة حَتَّى

 

(4/336)

 

 

تنضج لِأَنَّهُ مُمكن أَن تكون فِيهِ أخلاط تحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول وَإِن لم يكن فِيهَا أَيْضا مَا يحْتَاج فِي أنضاجه إِلَى مُدَّة طَوِيلَة فَأن الطبيعة لِأَنَّهَا تحْتَاج أَن يسْتَعْمل مَعَه تغير يطول مُدَّة نضجه فَيطول لذَلِك زمَان النضج وَلَا يُمكن أَن تخور الْقُوَّة قبل ذَلِك.

قَالَ: 3 (انفع الْقَيْء) 3 (مَا كَانَ فِيهِ بلغم مخالط للمرار جدا وَلَا يكون غليظاً جدا لِأَن الْقَيْء كلما قرب إِلَى أَن) 3 (يكون صرفا كَانَ أردأ لِأَن الْقَيْء وَالْبرَاز الصرفين إِذا كَانَا مراريين يدلان على غَلَبَة) 3 (المرار فِي الْغَايَة وَذَلِكَ رَدِيء وكل وَاحِد من الخلطين أَعنِي البلغم والمرة فَأَنَّهُ لغَلَبَة) 3 (الْحَرَارَة وهدر رطوبته وَإِذا امتزجا كَانَا أرق لِأَنَّهُمَا يعتدلان.) قَالَ: إِن كَانَ مَا يتقيأ كلون الكراث أَو أَخْضَر أَو كمداً أَو أسود فرديء فَأن تقيأ جَمِيع هَذِه فقتال جدا لِأَنَّهُ يدل على شدَّة حرارة وعفونة شَدِيدَة. جَمِيع الأراييج المنتنة العفنة ردية فِيمَا يتقيأ لِأَنَّهَا كلهَا عفنة وكل خلط تحدث فِيهِ عفونة تزداد رداءته وحرارته على مَا كَانَ قبل ذَلِك فِيهِ.

الثَّالِثَة من 3 (الْأَمْرَاض الحادة) البرَاز الشَّديد الصَّبْغ الزُّبْدِيُّ الدسم يدل على ذوبان الْبدن وَهَذَا البرَاز إِذا كَانَ شَدِيد الصَّبْغ صرف المرارية وأحدث قُرُوح الأمعاء والمعدة والتهاب مادون الشراسيف وقلقاً واضطراباً.

الثَّانِيَة من الْفُصُول: أذا كَانَ الْبَطن يستفرغ ضروباً من الأخلاط بدواء أَو بحران فَمَا كثر فَهُوَ أَجود لِأَنَّهُ يدل على أَن الْبدن ينقى من الأخلاط أَكثر إِلَّا أَن يكون مَا يستفرغ شَيْئا ردياً على الْبدن خُرُوجه كالخراطة الدَّالَّة على قرحَة وَالدَّسم الدَّال على ذوبان وَنَحْوه فَأن هَذَا مَا لم يخرج فَهُوَ خير لَهُ.

الرَّابِعَة: البرَاز الْأسود الشبيه بِالدَّمِ الْجَارِي من نَفسه مَعَ حمى كَانَ وَمَعَ غير حمى فَهُوَ أردأ العلامات وَكلما كَانَت الألوان فِي البرَاز أَكثر كَانَ أردأ فَأن كَانَ ذَلِك لشرب مسهل فَأَنَّهُ مَتى كثرت الألوان كَانَ أَحْمد. قَالَ ج: يَعْنِي بِهَذَا البرَاز الْكَائِن من الدردى الَّذِي لم يبلغ بعد أَن يصير سَوْدَاء مَحْضا. قَالَ: وَهَذَا البرَاز أَن خرج من دَوَاء مسهل للسوداء فَلَا خطر فِيهِ الْبَتَّةَ وَأَن خرج فِي آخر الْمَرَض وَبعد نضج دلّ على خير وتنقية للبدن وَأما فِي أول الْمَرَض فَلَا خير فِيهِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يدل إِمَّا على عِلّة ردية فِي الكبد وَإِمَّا على عفونة واحتراق شَدِيد فَيكون الْمَرَض لذَلِك خطراً ردياً. وَإِن كَانَ مَعَ هَذَا البرَاز الطحال عليلاً والحرارة لَيست كَثِيرَة فَتوهم أَن السَّبَب فِي ذَلِك عجز الطحال عَن جذب الْخَلْط الْأسود أَو ضعف الكبد فَبَقيَ ذَلِك الْخَلْط فِيهِ)

فَسَالَ مِنْهُ إِلَى الأمعاء وَإِذا لم يكن مَعَ ذَلِك الطحال عليلاً وَكَانَ مَعَ ذَلِك حرارة شَدِيدَة جدا ونتن فَتوهم أَن السَّبَب عفونة واحتراق.

قَالَ ج: الألوان الْكَثِيرَة إِذا خرجت من تِلْقَاء نَفسهَا ردية لِأَنَّهَا تدل على أَن فِي الْبدن أخلاطاً كَثِيرَة ردية وَإِن كَانَ لدواء مسهل فجيد لِأَنَّهَا تدل على أَن الْبدن ينقى من أخلاط كَثِيرَة ردية.

لي يَنْبَغِي أَن يُقَال فِي الْكَائِن من تِلْقَاء نَفسه إِذا كَانَ قبل النضج فَأَما بعد النضج فقد

 

(4/337)

 

 

يُمكن أَن يكون الْبدن ينقى من أخلاط كَثِيرَة أَيْضا. أَي مرض خرجت فِي ابْتِدَائه الْمرة السَّوْدَاء إِمَّا من أَسْفَل وَإِمَّا من فَوق فَمن عَلَامَات الْمَوْت.

قَالَ ج: مَا دَامَ الْمَرَض فِي ابْتِدَائه فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون مايبرز عَنهُ بِدفع الطبيعة لَهُ إِذا كَانَت الطبيعة فِي ذَلِك الْوَقْت مثقلة والأخلاط لم تنضج بعد وَأما بعد النضج فقد يكون مِنْهُ الأستفراغات الردية من أجل أَن الطبيعة تنقي الْبدن.

قَالَ ب: من نهكه مرض حاد أَو مزمن من سُقُوط قُوَّة ثمَّ خرجت مِنْهُ مرّة سَوْدَاء كَالدَّمِ الْأسود فَأَنَّهُ يَمُوت من غَد ذَلِك الْيَوْم لِأَن الْقُوَّة الساقطة لَا تفي بِأَن تبقى حَتَّى تنضج مثل هَذِه الأخلاط على رداءتها فَإِذا كَانَ الْبدن منهوكاً مهزولاً سَاقِط الْقُوَّة فخروج مثل هَذِه الأخلاط مِنْهُ يدل على شدَّة ضعف وَأَنه لَا شَيْء يمْسِكهَا وَلذَلِك لَا يتَأَخَّر الْمَوْت.

الْفُصُول السَّادِسَة: البرَاز الصّرْف الَّذِي لَا يخالطه شَيْء من رُطُوبَة مائية وَإِنَّمَا يخرج مِنْهُ ذَلِك الْخَلْط الْغَالِب من جنس الصَّفْرَاء كَانَ ذَلِك أَو من جنس السَّوْدَاء أَو من جنس المرار الْأَخْضَر وكل هَذِه وَنَحْوهَا مَتى كَانَ صرفا دلّ على أَن الرُّطُوبَة الطبيعية كلهَا قد اجْتمعت من حرارة الْحمى.

قَالَ: الأختلاف الزبدى سَببه المولد لَهُ وَاحِد وأسبابه الْمُتَقَدّمَة كَثِيرَة لِأَنَّهُ قد يكون الشَّيْء الَّذِي يخْتَلف زبدياً إِذا كَانَ ينحدر من الرَّأْس إِلَى الْمعدة رُطُوبَة تخالطها ريح الْبدن وَيكون تولد هَذِه الرُّطُوبَة فِي الْمعدة والأمعاء وَكَيف كَانَ فَلَا يكون البرَاز زبدياً إِلَّا من ريح غَلِيظَة تتحرك فِي وَقت مخالطتها للرطوبة حَرَكَة شَدِيدَة حَتَّى تَنْقَطِع هِيَ وتنقسم وتقطع تِلْكَ البلغمية وتقسمها إِلَى أَجزَاء صغَار كَثِيرَة وَالسَّبَب فِي حَرَكَة هَذِه الرّيح إِمَّا حرارة كَثِيرَة وَإِمَّا أَن تكون فِي نَفسهَا متحركة.

قَالَ أبقراط: من كَانَ بِهِ اخْتِلَاف زبدى فَأن ذَلِك ينحدر من رَأسه.)

قَالَ جالينوس: قد يكون ذَلِك عَن الرَّأْس إِذا نزلت مِنْهُ نَوَازِل إِلَى الْمعدة وَيكون من غَيره على مَا ذكرنَا.

الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا: الأختلاف الخراطى الزبدى يدل على أفراط الأستفراغ وَخُرُوج مَا فِي الأمعاء حَتَّى أَنَّهَا قد انجردت والأختلاف المنتن يدل على عفونة فِي الْبدن وَالصرْف الْمَحْض الَّذِي لَا يخالطه غَيره يدل على حرارة غالبة قَوِيَّة على الْبدن مفرطة والمرة السَّوْدَاء تدل على أَنهَاك الْقُوَّة.

الأولى من الثَّانِيَة: البرَاز الشبيه بالمحرق يدل على التهاب فِي الكبد.

الرَّابِعَة من الثَّالِثَة: الأختلاف الَّذِي عَلَيْهِ دسومة رَدِيء إِلَّا أَنه لَيْسَ بمهلك لَا محَالة لِأَنَّهُ مكن أَن يكون من اللَّحْم فأذا كَانَ عَلَيْهِ شبه صديد اللَّحْم ولون مشبع أصفر ونتن غَالب فَأَنَّهُ مهلك لَا محَالة لِأَن هَذَا من ذوبان اللَّحْم.

 

(4/338)

 

 

الاولى من مسَائِل أبيذيميا: البرَاز الَّذِي يَدْعُو إِلَى قيام متواتر رَدِيء لِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة. البرَاز الرَّقِيق رَدِيء لِأَنَّهُ غير نضيج وَيدل على عجز الطَّبْخ وَذَلِكَ من ضعف الْقُوَّة. وَالْبرَاز اللذاع رَدِيء لِأَنَّهُ من جنس المرار الصّرْف وَيدل على كَثْرَة السَّوْدَاء فِي الْبدن.

يُزَاد فِيهِ من بَاب تقدمة الْمعرفَة حَال البرَاز الْأسود.

روفس فِي الْمرة السَّوْدَاء: الْغذَاء يصير برازاً فِي قولون لِأَن ابْتِدَاء العفونة هُنَاكَ بَيِّنَة جدا.

الثَّالِثَة من الْأَمْرَاض الحادة: مَتى رَأَيْت مَرِيضا قد اخْتلف اخْتِلَافا ردياً الْغَالِب عَلَيْهِ المرار فحماه ذوبانية فَلَا تعطه أَشْيَاء حارة بل مَاء الشّعير وتفقد دَلِيلا وَاحِدًا وَلَو كَانَ وَاحِدًا وَلَو حسيساً من دَلَائِل النضج واسقه مَاء بَارِدًا فَأَنَّهُ ينْتَفع بِهِ.

روفس فِي البحران: يَنْبَغِي أَن يكون ثخن الرجيع كثخن الْعَسَل وَألا يلذع المقعدة وَيكون ملوناً بصفرة وَلَا يكون منتناً وَيكون بِمِقْدَار الْمَأْكُول.

من كتاب الدَّلَائِل: النتن يدل على حرارة مفرطة وإبطاء فِي الْمعدة والأمعاء وَالْخَارِج مَعَ الصَّوْت من الْمرة السَّوْدَاء لِجَالِينُوسَ: مَتى رَأَيْت برازاً أسود فَلَا تقض عَلَيْهِ بِسُرْعَة أَنه من سَوْدَاء لَكِن أَن كَانَ حامضاً عفصاً وَتبين ذَلِك فِي الشم وتغلى الأَرْض مِنْهُ فَأن السَّوْدَاء قد تبلغ من تَأَكد ذَلِك فِيهَا أَلا يخفى هَذَا مِنْهَا بالشم على من يقرب مِنْهَا وكل من يقيء السَّوْدَاء خَالِصَة وَيخْتَلف مِنْهَا فَأَنَّهُ يَمُوت لَا محَالة لِأَنَّهُ يدل على أَن الدَّم قد احْتَرَقَ غَايَة الأحتراق لِأَن هَذَا الْخَلْط يبلغ)

من كثرته أَن يظْهر لذَلِك.

السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: رُبمَا خرج فِي علل الكبد الردية إِذا عولجت وصلحت الكبد وقوته برَاز رَدِيء جدا فِي اللَّوْن وَالرِّيح فيغلظ الْأَطِبَّاء ويظنون أَنه مهلك وَإِنَّمَا هُوَ نفض وبحران.

لي أعرف هَذَا كُله جملَة ان يُخَفف العليل مَعَه أَو يثقل الْأَمر عَلَيْهِ.

مَجْهُول: أجمع الْأَطِبَّاء على أَن الرجيع المنتفخ الَّذِي يشبه أخثاء الْبَقر يدل على الرّيح والرجيع الَّذِي اللَّوْن مِنْهُ يَجِيء أَبيض كالمدة يدل على انفجار دبيلة.

أبقراط: إِذا كَانَ البرَاز مثل قشور الترمس فِي جَمِيع الْأَمْرَاض فَهُوَ مميت والمنتن الَّذِي كرجيع الْأَطْفَال رَدِيء

روفس: إِذا قل الرجيع فِي مِقْدَار الطَّعَام هَاجَتْ الْحَرَارَة وَإِن كَانَ بالضد ضعف الْبَطن والرجيع اللذاع رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على خلط لذاع واليابس رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على شدَّة التهاب وَقلة بولس: البرَاز الشبيه بِالْأَكْلِ الخشن يدل على قلَّة الهضم والسدد والصفرة فِي اللَّوْن فِي أول الْمَرَض تدل على كَثْرَة المرار وَإِذا كَانَ كَذَلِك وَقد نقه العليل فَيدل على أَنه يحْتَاج أَن يستفرغ صفراء.

البرَاز الْأَصْفَر يدل على فرط حرارة الكبد والأدكن على برودتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خلاصة القول في الختان لا يثبت فيه نص محكم

الختان {ب بدر م الطب الاسلامي} بسم الله الرحمن الرحيم   خلاصة القول في الختان 1 1. انه مفروض بالنسبة للذكور 2. مكروه بالنسبة للإ...