كنوز في الرقية والطب النبوي-أبو أحمد: كمال مختار إسماعيل
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله الحي القيوم الشافي المعافى من طلب الشفاء منه شفاه ومن عمل بالأسباب صلح له أمور دينه ودنياه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد رسول الله ومصطفاة . أما بعد
فهذا كتابي الثاني إهداء إلى الوالد الكريم والوالدة الحنونة والى زوجتي وأبنائي و إلى كل مؤمن صاحب عقيدة باحث عن الحقيقة إليكم جميعاً أصحاب العقيدة الصحيحة أهدي هذه الاستشفاءات القرآنية والنبوية بصدق التجربة العملية لكل كلمه وفي خضم المشاكل والمصائب والأوهام والعقائد الفاسدة فقد جربتم نظم البشر فعودوا إلى الله تجدوا الشفاء والرحمة فالقرآن العظيم شفاء و الرقية درب من دروب العلاج وفي سنن ابن ماجة :حَدَّثَنَا ابْنِ أَبِي خِزَامَةَ عَنْ أَبِي خِزَامَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْتَ أَدْوِيَةً نَتَدَاوَى بِهَا وَرُقًى نَسْتَرْقِي بِهَا وَتُقًى نَتَّقِيهَا هَلْ تَرُدُّ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ شَيْئًا قَالَ هِيَ مِنْ قَدَرِ اللَّهِ .
فهذا الحديث ُيسأل النبي صلي الله عليه وسلم أرأيت أي أخبرني عن هذه الأشياء والرقى جمع رقية وهو ما يقرأ من الدعاء لطلب الشفاء والتقى ما يلجأ إليه الناس وهي من قدر الله يعني الله قدر الأسباب والمسببات.
إليكم أحبائي جميعا أقول لكم أنني أحبكم في الله وقصدت وجه الله في هذا الدراسة فإن أصبت فخيراً وأن أخطأت فالعفو من الله ارجوا وقد قسمت دراستي علي دروب ثلاثة في الرقية وهي :
(1/2)
أولاً : العلاج الطبي
يعرض المريض نفسه علي الطبيب المعالج الذي يتقي الله وكتبت رسالة لهذا الطبيب المسلم ومواصفات هذا الطبيب فإن وجد الأعراض الصحيحة وتبين له المرض الحقيقي فعلى بركة لله يعطي العلاج وهذا درب من دروب العلاج والشفاء من الله وقد روي البخاري في صحيحه فقالٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً*وروي مسلم حَدَّثَنَاٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءٌ فَإِذَا أُصِيبَ دَوَاءُ الدَّاءِ بَرَأَ بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ *
وقد قسمت العلاج إلي قسمين :
العلاج الكيميائي من الصيدلية: يكتب بمعرفة الطبيب إذا وجد أعراض المرض أو العمليات الجراحية أو المنظار وهذا درب من دروب العلاج والأخذ به مطلوب لما روي أحمد في المسند عَنْ هِلَالِ بْنِ يِسَافٍ عَنْ ذَكْوَانَ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَجَاءَ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَيُغْنِي الدَّوَاءُ شَيْئًا فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَهَلْ أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا جَعَلَ لَهُ قَالَ عَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا بِهِ جُرْحٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" ادْعُوا لَهُ طَبِيبَ بَنِي فُلَانٍ" قَالَ: فَدَعَوْهُ .
(1/3)
شِفَاءً الأدوية من الطب النبوي تحت إشراف الطبيب ووردت أحاديث في ذلك الدواء ونوع المرض الذي يوصف له كما روي البخاري حَدَّثَنِيُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّهم عَنْهممَا قَالَ الشِّفَاءُ فِي ثَلَاثَةٍ شَرْبَةِ عَسَلٍ وَشَرْطَةِ مِحْجَمٍ وَكَيَّةِ نَارٍ وَأَنْهَى أُمَّتِي عَنِ الْكَيِّ رَفَعَ الْحَدِيثَ وَرَوَاهُ الْقُمِّيُّ عَنْ لَيْثٍ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعَسَلِ وَالْحَجْمِ * [ عسل و أدوية] و[حجامة-كي نار] وروي البخاري قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أَخْبَرَهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَالسَّامُ الْمَوْتُ وَالْحَبَّةُ السَّوْدَاءُ الشُّونِيزُ وروي الترمذي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حُدِّثْتُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ الشُّونِيزُ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قَالَ قَتَادَةُ يَأْخُذُ كُلَّ يَوْمٍ إِحْدَى وَعِشْرِينَ حَبَّةً فَيَجْعَلُهُنَّ فِي خِرْقَةٍ فَلْيَنْقَعْهُ فَيَتَسَعَّطُ بِهِ كُلَّ يَوْمٍ فِي مَنْخَرِهِ الْأَيْمَنِ قَطْرَتَيْنِ وَفِي الْأَيْسَرِ قَطْرَةً وَالثَّانِي فِي الْأَيْسَرِ قَطْرَتَيْنِ وَفِي الْأَيْمَنِ قَطْرَةً وَالثَّالِثُ فِي الْأَيْمَنِ قَطْرَتَيْنِ وَفِي الْأَيْسَرِ قَطْرَةً وروي الإمام أحمد حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ عَنْ وَاصِلِ بْنِ حِبَّانَ الْبَجَلِيِّ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ ابْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ الْكَمْأَةُ دَوَاءُ الْعَيْنِ وَإِنَّ الْعَجْوَةَ مِنْ
(1/4)
فَاكِهَةِ الْجَنَّةِ وَإِنَّ هَذِهِ الْحَبَّةَ السَّوْدَاءَ قَالَ ابْنُ بُرَيْدَةَ يَعْنِي الشُّونِيزَ الَّذِي يَكُونُ فِي الْمِلْحِ دَوَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا الْمَوْتَ *وروي بن ماجة حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ سَرْحٍ الْفِرْيَابِيُّ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ بَكْرٍ السَّكْسَكِيُّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي عَبْلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا أُبَيِّ بْنَ أُمِّ حَرَامٍ وَكَانَ قَدْ صَلَّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقِبْلَتَيْنِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ عَلَيْكُمْ بِالسَّنَى وَالسَّنُّوتِ فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلَّا السَّامَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا السَّامُ قَالَ الْمَوْتُ قَالَ عَمْرٌو قَالَ ابْنُ أَبِي عَبْلَةَ السَّنُّوتُ الشِّبِتُّ و قَالَ آخَرُونَ بَلْ هُوَ الْعَسَلُ الَّذِي يَكُونُ فِي زِقَاقِ السَّمْنِ وَهُوَ قَوْلُ الشَّاعِرِ هُمُ السَّمْنُ بِالسَّنُّوتِ لَا أَلْسَ فِيهِمْ وَهُمْ يَمْنَعُونَ جَارَهُمْ أَنْ يُقَرَّدَا *
(1/5)
ثانيا : الاستشفاء بالرقى والمعوذات
ووردت فيها أحاديث روي ابن ماجة في سننه عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ * حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكِنْدِيُّ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ حَدَّثَنَا سَعَّادُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنِ الْحَارِثِ عَنْ عَلِيٍّ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُ الدَّوَاءِ الْقُرْآنُ * وروي ابن ماجة حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ وَحَفْصُ بْنُ عُمَرَ قَالَا حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ زِيَادِ بْنِ ثُوَيْبٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ جَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَقَالَ لِي أَلَا أَرْقِيكَ بِرُقْيَةٍ جَاءَنِي بِهَا جِبْرَائِيلُ قُلْتُ بِأَبِي وَأُمِّي بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ دَاءٍ فِيكَ ( مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ *
وروى الدرامي في سننه أَخْبَرَنَا قَبِيصَةُ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فَاتِحَةِ الْكِتَابِ شِفَاءٌ مِنْ كُلِّ دَاءٍ .
(1/6)
ثالثا : التّوقي: وهي :
1- الوقاية بأخذ الحمية والمحافظة في المأكل والمشرب والبعد عن ما يضر الإنسان
2- الصدقات وهي درب من دروب العلاج وهي صلة بين العبد وربه ويقول النبي في الحديث داووا مرضاكم بالصدقات وقد كانت الصدقة سبب في استمرار شفاء الأعمى وعودت البلاء لإثنين الآخرين في بني إسرائيل وإليكم نص الحديث الذي رواه البخاري حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِي عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ح و حَدَّثَنِي مُحَمَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ أَخْبَرَنَا هَمَّامٌ عَنْ إِسْحَاقَ ابْنِ عَبْدِاللَّهِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُالرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي عَمْرَةَ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهم حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ ثَلَاثَةً فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ أَبْرَصَ وَأَقْرَعَ وَأَعْمَى بَدَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَبْتَلِيَهُمْ فَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مَلَكًا فَأَتَى الْأَبْرَصَ فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ لَوْنٌ حَسَنٌ وَجِلْدٌ حَسَنٌ قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ عَنْهُ فَأُعْطِيَ لَوْنًا حَسَنًا وَجِلْدًا حَسَنًا فَقَالَ أَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْإِبِلُ أَوْ قَالَ الْبَقَرُ هُوَ شَكَّ فِي ذَلِكَ إِنَّ الْأَبْرَصَ وَالْأَقْرَعَ قَالَ أَحَدُهُمَا الْإِبِلُ وَقَالَ الْآخَرُ الْبَقَرُ فَأُعْطِيَ نَاقَةً عُشَرَاءَ فَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا وَأَتَى الْأَقْرَعَ فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ شَعَرٌ حَسَنٌ وَيَذْهَبُ عَنِّي هَذَا قَدْ قَذِرَنِي النَّاسُ قَالَ فَمَسَحَهُ فَذَهَبَ وَأُعْطِيَ شَعَرًا حَسَنًا قَالَ فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ
(1/7)
إِلَيْكَ قَالَ الْبَقَرُ قَالَ فَأَعْطَاهُ بَقَرَةً حَامِلًا وَقَالَ يُبَارَكُ لَكَ فِيهَا وَأَتَى الْأَعْمَى فَقَالَ أَيُّ شَيْءٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ يَرُدُّ اللَّهُ إِلَيَّ بَصَرِي فَأُبْصِرُ بِهِ النَّاسَ قَالَ فَمَسَحَهُ فَرَدَّ اللَّهُ إِلَيْهِ بَصَرَهُ قَالَ فَأَيُّ الْمَالِ أَحَبُّ إِلَيْكَ قَالَ الْغَنَمُ فَأَعْطَاهُ شَاةً وَالِدًا فَأُنْتِجَ هَذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا فَكَانَ لِهَذَا وَادٍ مِنْ إِبِلٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ بَقَرٍ وَلِهَذَا وَادٍ مِنْ غَنَمٍ ثُمَّ إِنَّهُ أَتَى الْأَبْرَصَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ تَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَعْطَاكَ اللَّوْنَ الْحَسَنَ وَالْجِلْدَ الْحَسَنَ وَالْمَالَ بَعِيرًا أَتَبَلَّغُ عَلَيْهِ فِي سَفَرِي فَقَالَ لَهُ إِنَّ الْحُقُوقَ كَثِيرَةٌ فَقَالَ لَهُ كَأَنِّي أَعْرِفُكَ أَلَمْ تَكُنْ أَبْرَصَ يَقْذَرُكَ النَّاسُ فَقِيرًا فَأَعْطَاكَ اللَّهُ فَقَالَ لَقَدْ وَرِثْتُ لِكَابِرٍ عَنْ كَابِرٍ فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ وَأَتَى الْأَقْرَعَ فِي صُورَتِهِ وَهَيْئَتِهِ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ مَا قَالَ لِهَذَا فَرَدَّ عَلَيْهِ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ هَذَا فَقَالَ إِنْ كُنْتَ كَاذِبًا فَصَيَّرَكَ اللَّهُ إِلَى مَا كُنْتَ وَأَتَى الْأَعْمَى فِي صُورَتِهِ فَقَالَ رَجُلٌ مِسْكِينٌ وَابْنُ سَبِيلٍ وَتَقَطَّعَتْ بِيَ الْحِبَالُ فِي سَفَرِي فَلَا بَلَاغَ الْيَوْمَ إِلَّا بِاللَّهِ ثُمَّ بِكَ أَسْأَلُكَ بِالَّذِي رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ شَاةً أَتَبَلَّغُ بِهَا فِي سَفَرِي فَقَالَ قَدْ كُنْتُ أَعْمَى فَرَدَّ اللَّهُ بَصَرِي وَفَقِيرًا فَقَدْ أَغْنَانِي فَخُذْ مَا شِئْتَ فَوَاللَّهِ لَا
(1/8)
أَجْهَدُكَ الْيَوْمَ بِشَيْءٍ أَخَذْتَهُ لِلَّهِ فَقَالَ أَمْسِكْ مَالَكَ فَإِنَّمَا ابْتُلِيتُمْ فَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنْكَ وَسَخِطَ عَلَى صَاحِبَيْكَ وختاما دعاء النبي صلي الله عليه وسلم في ( صحيح مسلم)
حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
وصلي اللهم علي سيدنا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
العبد الفقير إلى رحمة الله
كمال بن مختار بن إسماعيل بن محمد
0105711041
الحسينية-محافظة الشرقية
(1/9)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
كنوز في الرقية والطب النبوي
مقدمة
الحمد لله الشافي المعافي الضار المانع القادر على كل شيء بيده الشفاء وعنده الدواء ينزل كل شيء بقدر ويقدر الأسباب بإذنه تعالي سبحانه يحي العظام وهي رميم والصلاة والسلام على النبي صلي الله عليه وسلم الرحمة المهداه والنعمة المسداه النذير البشير صاحب الخلق الرفيع وأستاذ البشرية والمعلم الأول الذي علمنا كل شيء ووضح لنا الطريق المستقيم. وبعد :
فإن الأمراض مهما كانت لا تقاوم كلام رب العالمين الذين يحي العظام وهي رميم صانع السيارات نقول عليه خبير وصانع الكمبيوتر نقول عليه خطير فسبحان الذي خلق السماوات والأرض وخلق الإنسان والحيوانات أليس هذا بقادر علي شفاء الأمراض الخطيرة الكبيرة والصغيرة ؟ بلى سبحانه إذا وجدت قلوب صافيه وعقيدة صحيحه .
القرآن الكريم هو الشفاء التام لجميع الأمراض الروحية والنفسية إذا أحسن المعالج والمريض استعمال الشفاء بعقيدة صحيحه وقلب موقن بالإجابة
وقال صلي الله عليه وسلم (خير الدواء القرآن) [سنن ابن ماجة]
وقال صلي الله عليه وسلم ( عليكم بالشفائين .. العسل والقرآن ) [سنن ابن ماجة]
القرآن هو الشفاء التام من جميع الأمراض القلبية والبدنية وأمراض الدنيا والآخرة . ولا يوافق الاستشفاء إلا إذا احسن العليل استعمال الدواء بصدق وإيمان ويقين.
(1/10)
وهناك شروط لابد من توافرها في المعالج والمريض سوف نذكرها تفصيلا إن شاء الله رب العالمين ولعل المتأمل في قول المولى عز وجل (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) (1)
يقول القرطبي في تفسيرها( موسوعة القرآن الكريم صخر) :
"وننزل" قرأ الجمهور بالنون. وقرأ مجاهد "وينزل" بالياء خفيفة, ورواها المروزي عن حفص. و"من" لابتداء الغاية, ويصح أن تكون لبيان الجنس; كأنه قال: وننزل ما فيه شفاء من القرآن. وفي الخبر (من لم يستشف بالقرآن فلا شفاه الله). وأنكر بعض المتأولين أن تكون "من" للتبعيض; لأنه يحفظ من أن يلزمه أن بعضه لا شفاء فيه. ابن عطية: وليس يلزمه هذا, بل يصح أن تكون للتبعيض بحسب أن إنزاله إنما هو مبعض, فكأنه قال: وننزل من القرآن شيئا شفاء; ما فيه كله شفاء. وقيل: شفاء في الفرائض والأحكام لما فيه من البيان.
(1/11)
اختلف العلماء في كونه شفاء على قولين: أحدهما: أنه شفاء للقلوب بزوال الجهل عنها وإزالة الريب, ولكشف غطاء القلب من مرض الجهل لفهم المعجزات والأمور الدالة على الله تعالى. الثاني: شفاء من الأمراض الظاهرة بالرقي والتعوذ ونحوه. وقد روى الأئمة - واللفظ للدار قطني - عن أبي سعيد الخدري قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية ثلاثين راكبا قال: فنزلنا على قوم من العرب فسألناهم أن يضيفونا فأبوا; قال: فلدغ سيد الحي, فأتونا فقالوا: فيكم أحد يرقي من العقرب؟ في رواية ابن قتة: إن الملك يموت. قال: قلت أنا نعم, ولكن لا أفعل حتى تعطونا. فقالوا: فإنا نعطيكم ثلاثين شاة. قال: فقرأت عليه "الحمد لله رب العالمين" سبع مرات فبرأ. في رواية سليمان بن قتة عن أبي سعيد: فأفاق وبرأ. فبعث إلينا بالنزل وبعث إلينا بالشاء, فأكلنا الطعام أنا وأصحابي وأبوا أن يأكلوا من الغنم, حتى أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته الخبر فقال: (وما يدريك أنها رقية) قلت: يا رسول الله, شيء ألقي في روعي. قال: (كلوا وأطعمونا من الغنم) خرجه في كتاب السنن. وخرج في (كتاب المديح) من حديث السري بن يحيى قال: حدثني المعتمر بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن الحسن عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ينفع بإذن الله تعالى من البرص والجنون والجذام والبطن والسل والحمى والنفس أن تكتب بزعفران أو بمشق - يعني المغرة - أعوذ بكلمات الله التامة وأسمائه كلها عامة من شر السامة والغامة ومن شر العين اللامة ومن شر حاسد إذا حسد ومن أبي فروة وما ولد). كذا قال, ولم يقل من شر أبي قترة. العين اللامة: التي تصيب بسوء. تقول: أعيذه من كل هامة لامة. وأما قوله: أعيذه من حادثات اللمة فيقول: هو الدهر. ويقال الشدة. والسامة: الخاصة. يقال: كيف السامة والعامة. والسامة السم. ومن أبي فروة وما ولد. وقال: ثلاثة وثلاثون من الملائكة أتوا ربهم عزَّ وجلَّ فقالوا: وصب بأرضنا. فقال: خذوا تربة من أرضكم فامسحوا نواصيكم.
(1/12)
أو قال: نوصيكم رقية محمد صلى الله عليه وسلم لا أفلح من كتمها أبدا أو أخذ عليها صفدا. ثم تكتب فاتحة الكتاب وأربع آيات من أول [البقرة], والآية التي فيها تصريف الرياح وآية الكرسي والآيتين اللتين بعدها, وخواتيم سورة [البقرة] من موضع "لله ما في السماوات وما في الأرض" [البقرة: 284] إلى آخرها, وعشرا من أول [آل عمران] وعشرا من آخرها, وأول آية من [النساء], وأول آية من [المائدة], وأول آية من [الأنعام], وأول آية من [الأعراف], والآية التي في [الأعراف] "إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض" [الأعراف: 54] حتى تختم الآية; والآية التي في [يونس] من موضع "قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين" [يونس: 81]. والآية التي في [طه] "وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى" [طه: 69], وعشرا من أول [الصافات], و "قل هو الله أحد" [الإخلاص: 1], والمعوذتين. تكتب في إناء نظيف ثم تغسل ثلاث مرات بماء نظيف ثم يحثو منه الوجع ثلاث حثوات ثم يتوضأ منه كوضوئه للصلاة ويتوضأ قبل وضوئه للصلاة حتى يكون على طهر قبل أن يتوضأ به ثم يصب على رأسه وصدره وظهره ولا يستنجي به ثم يصلي ركعتين ثم يستشفي الله عز وجل; يفعل ذلك ثلاثة أيام, قدر ما يكتب في كل يوم كتابا. في رواية: ومن شر أبي قترة وما ولد. وقال: (فامسحوا نواصيكم) ولم يشك. وروى البخاري عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات فلما ثقل كنت أنفث عليه بهن وأمسح بيد نفسه لبركتها. فسألت الزهري كيف كان ينفث؟ قال: كان ينفث على يديه ثم يمسح بهما وجهه. وروى مالك عن ابن شهاب عن عروه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى قرأ على نفسه المعوذتين وتفل أو نفث.
(1/13)
قال أبو بكر بن الأنباري: قال اللغويون تفسير "نفث" نفخ نفحا ليس معه ريق.ومعنى "تفل" نفخ نفخا معه ريق. قال الشاعر:
فإن يبرأ فلم أنفث عليه …… وإن يفقد فحق له الفقود
وقال ذو الرمة:
ومن جوف ماء عرمض الحول فوقه… متى يحس منه مائح القوم يتفل
أراد ينفخ بريق. وسيأتي ما للعلماء في النفث في سورة [الفلق] إن شاء الله تعالى.
روى ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره الرقى إلا بالمعوذات. قال الطبري: وهذا حديث لا يجوز الاحتجاج بمثله في الدين; إذ في نقلته من لا يعرف. ولو كان صحيحا لكان إما غلطا وإما منسوخا; لقوله عليه السلام في الفاتحة (ما أدراك أنها رقية). وإذا جاز الرقي بالمعوذتين وهما سورتان من القرآن كانت الرقية بسائر القرآن مثلهما في الجواز إذ كله قرآن. وروي عنه عليه السلام أنه قال: (شفاء أمته في ثلاث آية من كتاب الله أو لعقة من عسل أو شرطة من محجم). وقال رجاء الغنوي: ومن لم يستشف بالقرآن فلا شفاء له.
(1/14)
واختلف العلماء في النشرة, وهي أن يكتب شيئا من أسماء الله أو من القرآن ثم يغسله بالماء ثم يمسح به المريض أو يسقيه, فأجازها سعيد بن المسيب. قيل له: الرجل يؤخذ عن امرأته أيُحل عنه ويُنشر؟ قال: لا بأس به, وما ينفع لم ينه عنه. ولم ير مجاهد أن تكتب آيات من القران ثم تغسل ثم يسقاه صاحب الفزع. وكانت عائشة تقرأ بالمعوذتين في إناء ثم تأمر أن يصب على المريض. وقال المازري أبو عبدالله: النشرة أمر معروف عند أهل التعزيم; وسميت بذلك لأنها تنشر عن صاحبها أي تحل. ومنعها الحسن وإبراهيم النخعي, قال النخعي: أخاف أن يصيبه بلاء; وكأنه ذهب إلى أنه ما يجيء به القرآن فهو إلى أن يعقب بلاء أقرب منه إلى أن يفيد شفاء. وقال الحسن: سألت أنسا فقال: ذكروا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الشيطان. وقد روى أبو داود من حديث جابر بن عبدالله قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال: (من عمل الشيطان). قال ابن عبدالبر. وهذه آثار لينة ولها وجوه محتملة, وقد قيل: إن هذا محمول على ما إذا كانت خارجة عما في كتاب الله وسنة رسوله عليه السلام, وعى المداواة المعروفة. والنشرة من جنس الطب فهي غسالة شيء له فضل, فهي كوضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال صلى الله عليه وسلم: (لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ومن استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل).
قلت: قد ذكرنا النص في النشرة مرفوعا وأن ذلك لا يكون إلا من كتاب الله فليعتمد عليه.
(1/15)
قال مالك: لا بأس بتعليق الكتب التي فيها أسماء الله عز وجل على أعناق المرضى على وجه التبرك بها إذا لم يرد معلقها بتعليقها مدافعة العين. وهذا معناه قبل أن ينزل به شيء من العين. وعلى هذا القول جماعة أهل العلم, لا يجوز عندهم أن يعلق على الصحيح من البهائم أو بني آدم شيء من العلائق خوف نزول العين, وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله عز وجل وكتابه رجاء الفرج والبرء من الله تعالى, فهو كالرقى المباح الذي وردت السنة بإباحته من العين وغيرها. وقد روى عبدالله بن عمرو قال قال وسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا فزع أحدكم في نومه فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وسوء عقابه ومن شر الشياطين وأن يحضرون). وكان عبدالله يعلمها ولده من أدرك منهم, ومن لم يدرك كتبها وعلقها عليه. فإن قيل: فقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من علق شيئا وكل إليه). ورأى ابن مسعود على أم ولده تميمة مربوطة فجبذها جبذا شديدا فقطعها وقال: إن آل ابن مسعود لأغنياء عن الشرك, ثم قال: إن التمائم والرقى والتولة من الشرك. قيل: ما التولة؟ قال: ما تحببت به لزوجها. وروي عن عقبة بن عامر الجهني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (من علق تميمة فلا أتم الله له ومن علق ودعة فلا ودع الله له قلبا). قال الخليل بن أحمد: التميمة قلادة فيها عوذ, والودعة خرز. وقال أبو عمر: التميمة في كلام العرب القلادة, ومعناه عند أهل العلم ما علق في الأعناق من القلائد خشية العين أوغيرها أن تنزل أو لا تنزل قبل أن تنزل. فلا أتم الله عليه صحته وعافيته, ومن تعلق ودعة - وهي مثلها في المعنى - فلا ودع الله له; أي فلا بارك الله له ما هو فيه من العافية. والله اعلم.
(1/16)
وهذا كله تحذير مما كان أهل الجاهلية يصنعونه من تعليق التمائم والقلائد, ويظنون أنها تقيهم وتصرف عنهم البلاء, وذلك لا يصرفه إلا الله عز وجل, وهو المعافى والمبتلي, لا شريك له. فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عما كانوا يصنعون من ذلك في جاهليتهم. وعن عائشة قالت: ما تعلق بعد نزول البلاء فليس من التمائم. وقد كره بعض أهل العلم تعليق التميمة على كل حال قبل نزول البلاء وبعده. والقول الأول أصح في الأثر والنظر إن شاء الله تعالى. وما روي عن ابن مسعود يجوز أن يريد بما كره تعليقه غير القرآن أشياء مأخوذة عن العراقيين والكهان; إذ الاستشفاء بالقرآن معلقا وغير معلق لا يكون شركا, وقوله عليه السلام: (من علق شيئا وكل إليه) فمن علق القرآن ينبغي أن يتولاه الله ولا يكله إلى غيره; لأنه تعالى هو المرغوب إليه والمتوكل عليه في الاستشفاء بالقرآن. وسئل ابن المسيب عن التعويذ أيعلق؟ قال: إذا كان في قصبة أو رقعة يحرز فلا بأس به. وهذا على أن المكتوب قرآن. وعن الضحاك أنه لم يكن يرى بأسا أن يعلق الرجل الشيء من كتاب الله إذا وضعه عند الجماع وعند الغائط. ورخص أبو جعفر محمد بن علي في التعويذ يعلق على الصبيان. وكان ابن سيرين لا يرى بأسا بالشيء من القرآن يعلقه الإنسان.انتهى كلامه".
وقد صدر لي كتابي الأول وهو كنوز الأسرار في طرد الجن وعلاج الأسحار وهو مختصر بسيط عن كيفية التشخيص والعلاج ولكن خلال المدة من نشر الكتاب 1993 حتى الآن تبين بالتجارب العملية والدراسات العلمية حقائق وعجائب فالناس يحبون دائما سماع حكايات وأخبار الجن.
وكتابي هذا [كنوز المعرفة في الاستشفاء بالرقي والمعوذات في ضوء التقدم العلمي الحديث]
(1/17)
قسم الكتاب إلى ابواب وكل باب دراسة منفصلة عن موضوع وطريقة الدراسة تعتمد على كيفية العلاج بالرقية وكيفية العلاج بالطب النبوي بشرح علمي أشرح بالتفصيل المعني من خلال القرآن والسنة ثم أذكر المرض من خلال الدراسات الطبية والأبحاث العلمية ثم أذكر طريقة العلاج بالرقية أن وجد والبديل للدواء الكيميائي لمن أراد تحت اشرف الطبيب المعالج ولنجاح هذه الدراسة يجب أن يكون الراقي لديه خلفيه طبيه والطبيب لديه خلفيه إيمانية ودراسات عن الرقية الشرعية.
كما ذكرت باب كامل سجلت فيه أقوال الصحف وما يقوله العلماء الشرعيين والنفسين دون تعليق عليه وتركت فصول الكتاب ترد بنفسها علي كل شيء.
وقد عاهدت وعودت نفسي ألا أخذ إلا القول الواضح الصريح ولا أقول من الرقية إلا الصحيح فعلماء الإسلام الأفاضل طرقوا الباب بوضوح ودقه ونحن علي الدرب إن شاء الله تعالى .
وفي الختام ارجوا الله تعالى أن ينتفع القارئ الكريم بهذا الكتاب المتواضع البسيط ونسأل الله تعالي أن يكون في ميزان حسناتنا يوم نلقاه إنه سميع قريب مجيب الدعاء .
وأنت أخي المنتفع لا تنسى الدعاء لأخيكم أبو أحمد بظهر الغيب وجزاكم الله خيراً.
والله ولي التوفيق وهو علي كل شيء قدير وصل الله على نبينا محمد وآله وصحبه .
أبو أحمد
(1/18)
ذكرت في هذا الباب ما كتبته بعض الصحف المحلية والعربية حول هذا الموضوع ورأي بعض العلماء حديثا ورأي بعض الأطباء
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
كنوز في الرقية والطب النبوي
الفصل الأول
جريدة المسلمين العدد (531) 1415
تعقبات ومفاجآت تكشف "المستور" *بعض المدعين يطلع علي الأعراض خلال مرحلة الصرع والتخبط !
*هناك من يشخص المس والسحر ويصف العلاج بمنهجية الأطباء
ردود الأفعال كبيرة حول سلسلة التحقيقات التي نشرناها في الأعداد الأخيرة عن ممارسات بعض المعالجين بالقرآن .. وحول السحر والشعوذة .شارك في التعقبات علماء شرعيون وقضاة وعلماء الطب النفسي . الجميع قدم رؤاه وتصوراته . والبعض تطوع فطرح ما قام به من دراسات عملية وأكاديمية في هذا المجال . تميزت الطروحات التي تلقتها "المسلمون" بالتعمق في أغوار القضايا التي طرحناها في هذا المجال ، والعمق في وضع المشكلة في حجمها الصحيح وطرح الحلول المقترحة . ولأن ما تلقيناه من ردود أفعال يفتح الأبواب للتناول من زوايا جديدة ، نقدم هذا التحقيق ..
المناقشة
بداية نعرض المداخلة التي قدمها عبد الحق بشير عباس العقبي من المدينة المنورة والذي يقول إن الحوار الذي نشرته " المسلمون " في عددها 527 الصادر في التاسع من شوال الماضي والذي تحدث فيه الشيخ عبد الله الحداد عن موضوع العلاج بالقرآن " حرك كوامن مشاعره فأخرجها ، فكان نتاج ذلك تلك المداخلة ، وما هي إلا غيض من فيض . وليست تلك المداخلة تعبيرا عن انفعال شخصي أو رأي عقلي منطقي ، وإنما هي خلاصة الأحكام الشرعية الواردة في القرآن الكريم والمأثور من السنة النبوية المباركة ثم يبدأ مداخلته حول الموضوع قائلا :
(1/19)
أن هذا الموضوع الذي احسبه فتنة ابتلانا الله بها فنسأله خيرها والنجاة من شرها ، فكلما تعمقت في دراسته والبحث عن أسبابه وكيف تفشي في جسد الأمة الإسلامية بأكملها ، ازددت يقينا انه ينحو بالأمة منحي له ما بعده ، لأنه يجد في كل فرد منا القبول والترحاب والتعاطف والتسليم كيف لا وهو محاط بسور مهيب ترتدي ثوبا قشيبا هو (الإسلام) انه الباب الذي ولج منه العابثون فانتهكوا الحدود التي حفظها الله بالإسلام ، فمنهم من انتهك الأعراض بدعوى الرقية فيكشفون عن صدور النساء لينفثوا فيهن سمومهم ، وينالون من مواضع الفتنة في أجسادهن سواء بالنظر أو اللمس خلال مرحلة الصرع والتخبط ، والحديث عن هذا معروف ومتواتر وله من الأدلة ما لا يعد ولا يحصي ، وربما يحدث هذا أمام محارمهن فلا يعترضون ، وكيف يجرأون علي الاعتراض ؟! إما قرأ هؤلاء في صحيح البخاري عن سنة الرسول صلي الله عليه وسلم في التعامل مع رقية النساء حين رأي الجارية في بيت أم سلمة رضي الله عنها وفي وجهها سفعه فقال " استرقوا لها فإن بها النظرة" إلا هل سألوا أنفسهم لماذا لم يرقها بنفسه وبيده الشريفة العفيفة المباركة ولماذا لم يصافح امرأة قط حتى في المبايعة ؟ ومن بعده أئمة أهل العلم والفضل لم يعرف عنهم مباشرة النساء بقصد العلاج ولا بلمس ولا بغيره ، لقد ابتدعوا في دين الله بدعة ليس فيها من البر شيء فأباحوا لأنفسهم ملامسة النساء والنفث عليهن ومخاطبتهن في أمور تخدش الحياء ثم لا يجدون في صدورهم من ذلك حرجا ولا ورعا .وقد سلب معظمهم أموال المسلمين بالباطل والبهتان الذي يفترونه علي الله وعباده ، ومنهم من قتل النفس التي حرم الله ، ومنهم من أذهب عقول العاقلات بإيحاءاتهم ليصرعونهن فيفضحوا ما ستر الله ، ومنهم من يدعي مخاطبة الجن الذين ينالون بألسنتهم من الذات الإلهية ، ويشتمون الأنبياء ويكفرون بالله علي مسمع ومرآي من الناس فلا تجد حولهم إلا المشدوه والمفزوع والمحوقل
(1/20)
وحسبنا الله ونعم الوكيل .إنني لا أتوجه بهذه المقدمة لشخص بذاته كما يتوهم البعض ، وإنما المنهج هو الذي اعنيه أحذر من التمادي فيه .
كيف أصبحت غامضة ؟
ويتساءل العقبي : كيف أصبحت الرقية الشرعية الواضحة والصريحة من القرآن الكريم والمأثور من السنة النبوية غامضة تحتاج إلي متخصصين يشخصون ويقنون ويدعون معرفة الغيب ؟ ومنهم من يتطاول عل كل ذلك فيدعى أن القرآن لا يشفي من الأمراض العضوية المزمنة ! فهناك من يشخص المس والسحر والعين ويصف لها العلاج بمنهجية الطب المادي ألان اصبح هناك من يقول خذ [ حبة كرسي في الصباح وحبة كرسي في المساء] ويعني بحبة الكرسي " آية الكرسي المباركة " وقد طور بعضهم من أساليبه العلاجية فراح يطلب من المرضي صورا من الأشعة السينية والتحاليل المخبرية وتخطيط المخ للتأكد أن المرضي ليسوا مصابين بمرض عضوي ، وحتى يوهم المرضي انهم افضل من غيرهم واكثر قدرة علي التشخيص ووصف العلاج !
العلاج الشامل
أن العلاج القرآني هو العلاج الشامل الكامل الذي لا تشخيص فيه ولا تحديد ، فمنهج "العلاج القرآني " ليس مقيدا ، بل مطلقا شاملا وقد جاءت السنة النبوية مؤكدة لذلك .أو ليس فيه البيان والتبيان لعلاج الأمراض النفسية وأمراض القلوب واقرأوا إن شئتم تفسير بن كثير والطبري والشنقيطي وابن سعدي وغيرهم لكل من آية " وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين " وأية قل هو للذين آمنوا هدي وشفاء " فإذا كان التوجه إلي الأمراض الجسدية والعضوية ،
(1/21)
فهناك إقرار النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه البخاري ومسلم وأبو دواد والترمذي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النفر الذين نزلوا علي حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم فلدغ سيد ذلك الحي فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا بكم لعل عندهم بعض الشيء ؟ فاتوهم فقالوا : يا أيها الرهط إن سيدنا لدغ وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء فهل عند أحد منكم من شيء فقال بعضهم :إني والله لارقي ، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلا ، فصالحوهم علي قطيع من الغنم فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين ) فكأنما نشط من عقال ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه وقال بعضهم : اقتسموا فقال الذي رقي لا تفعلوا حتى نأتي النبي صلي الله عليه وسلم فاذكروا له فقال : ما يدريك إنها رقية ؟ ثم قال " أصبتم ، اقسموا ،واضربوا لي معكم بسهم ، وضحك النبي صلي الله عليه وسلم ضل فهمهم لهذا الحديث والعجيب إن من الراقين من ضل فهمهم لهذا الحديث فسخروه في خدمتهم وجعلوا الشاهد منه ( مشروعية اخذ الجعل) للراقي ، وعليهم اخشي أن يقع قوله تعالي : " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله علي علم "الآية . وفي ذلك الأحاديث الجامعة المانعة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها " كان إذا اشتكي رسول الله صلي الله عليه وسلم رقاه جبرايل قال " بسم الله يبريك ومن كل داء يشفيك ومن شر كل ذي عين " فلفظ كل داء شامل للأمراض والعلل الجسدية ، ثم حدد بعده الحسد والعين من الأمراض النفسية ، فلعل قائلا يقول هذا خاص به صلي الله عليه وسلم فنقول علي رسلك فعنها رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا اشتكي منا إنسان مسه بيمينه ثم قال : اذهب البأس رب الناس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقماً " الحديث وفي الأحاديث ما خص بعض
(1/22)
الأمراض العضوية والنفسية مثل الحمي والنملة ولدغ العقرب والصرع والعين والحسد والسحر وغيرها ومنها ما هو جامع لكل داء ولو أردنا التوسع في ذلك لما حوته ملزمة الصحيفة بأكملها ، ولكن فيما قلت حجة كافية علي شمولية العلاج بالرقية الشرعية وبالقرآن الكريم .
المنهج الواضح
إن المنهج الواضح الصريح للعلاج ( بالرقية الشرعية )هو التوجه إلي مسبب الأسباب بصدق النية والدعاء أن يزيل السبب ، أيا كان السبب ، ليس في السبب قيد ولا شرط وليس مطلوب من الراقي أن يشخص ويتعرف ويؤول ويخطئ ويصيب ويجرب ، فآيات الرقية معروفه مأثورة والاهم منها صدق التوجه والدعاء والرضي بما كتب الله ، فما أصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن لصيبك ، وإنما جعلت الرقية بالقرآن والمأثور من السنة وسيلة للتقرب إلي الله مسبب الأسباب ،ولأنها كذلك فهي من الدعاء ، وللدعاء شروط علي الداعي إن يلتزم بها إذا أراد الإجابة ومنها صدق التوجه إلي الله ، فيتوجه وهو موقن بالإجابة وطيب المأكل والمشرب ، واختيار أوقات الإجابة التي منها الثلث الأخير من الليل وفي السجود وبين الأذانين وبين الخطبتين وغيرها معروف ومتداول في كتب الأذكار ، أما الإجابة فهي واحدة من ثلاث أحوال رواها الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلي الله عليه وسلم " ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له ، فإما إن يعجل له في الدنيا ، وإما أن يؤخر له في الآخرة ، وإما ان يكفر عنه من ذنوبه بقدر ما دعا مالم يدعوا بإثم أو قطيعة رحم أو يستعجل يقول : دعوت ربي فما استجاب لي " ولا يمنع هذا من اتخاذ الأسباب المادية في العلاج فإن نفعت فذلك بفضل الله وتوفيقه ، وان عجزت فهناك من لا يعجزه شيء ولا يشترط الترتيب فنطلب الأسباب المادية ، فإن عجزنا نلجا إلي القرآن الكريم والرقية الشرعية ، بل إن الدعاء مطلوب في كل حال أو علي أي حال .
هذا مشروع
(1/23)
ويمضي بشير العقبي قائلا: لا أعني بذلك أنه لا يجوز التوجه إلي الآخرين طلباً للرقية ، بل إن هذا مشروع والأحاديث فيه مأثورة ومتوفرة ، ولأن من أسباب الإجابة التماس الصالحين والمشهود لهم بالتقوى والورع وهو من أسباب التعجيل في الإجابة .
وفي حديث عائشة رضي الله عنها المعبر عن هذا المعني دليل جامع مانع حيث قالت رضي الله عنها " الحديث .. فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت انفث عليه وامسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي " رواه مسلم وفي الحديث فوائد كثيرة منها الدليل علي التماس الرقية من الأتقى ومنه الدليل القطعي علي إن افضل الإجابة والاستجابة للرقية هو ما أخر للعبد في الآخرة ، فهذه الرقية المباركة التي لم تطلع الشمس علي خير منها لان الراقي يمن رسول الله صلي الله عليه وسلم بقراءة ونفث الصديقة بنت الصديق رضي الله عنها ، والذي رقي له هو رسول الله صلي الله عليه وسلم ، أفي الله بعد ذلك شك إن الإجابة قد حصلت ؟
وفي الختام اجدني ملزما بتوجيه هذا النداء إلي كل من يمتهن مهنة الرقية فأقول : أنكم تحملون أمانة عظيمة هي سنة رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فأنتم بذلك مسؤولون عن تبليغها وتطبيقها وتقوي الله فيها . انتهي الكلام
والي الأخ بشير العقبي أقول .....
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أني احبك في الله وكنت في بلادكم سنوات ولكن ضيق الوقت لم يجعلني أبلغك ذلك فإنني احبك في الله وجزاكم الله خيراً غيرتكم علي أعراض المسلمين وعلي المنهج الصحيح لهذا الدين القويم الشامل لكل شيء فالنبي صلي الله عليه وسلم لم يترك لنا شيء غير واضح واليك أوضح بعض الأمور بسرعة واترك تفصيل ذلك داخل الكتاب :
هذا ليس مرضي انتشار الرقية الشرعية ولكنه عوده إلي السنة النبوية والدليل لديكم ثابت فقبل هذا كان السحر والشعوذة فليكن هذا أفضل وأقرب .
(1/24)
أما الرقية علي النساء فلا خلاف في ذلك يجب ألا تأتي إلي الرجال للرقية يجب أن يقوم المحرم بذلك أولا ويلتمس أسباب الدعاء أو امرأة مسلمة صاحبة عقيدة صحيحه مشهود لها تساعدها وإذا لم يوجد فلا مانع من الذهاب إلي الراقي المشهود له بالتقوى والصلاح وله شروط وعلامات سوف نذكرها بالتفصيل لا يتحدث معها ولا يضع يده عليها محجبة عفيفة بوجود محارمها يقرأ ويدعوا الله ويخرج الروح بأمر الله إن وجدت دون وهم ولا إيحاء ولا شعوذة كما إننا ضد العلاج الجماعي ونسميه الوباء الجماعي ولنا عليه وقفات توضح فيما بعد شرحاً وتفصيلاً.
أما الذهاب إلى الأطباء واخذ الدواء فهذا مطلوب ولكن لا يعتمد علي الدواء انه الشفاء بل يدعوا المريض ويتوجه إلى الله تعالي ثم يأخذ الدواء يأتي الشفاء بإذن مسبب الأسباب رب الأرض والسماوات العزيز الوهاب
أما تشخيص الراقي فأنت على حق لا داعي للتشخيص والوهم بل المطلوب أن يقرأ ويدعوا الله فقط دون فتح باب للشيطان للتفكير مع القرين والإيحاء القاتل أحيانا ً
أما قولكم والعجيب من الراقين ضل فهمهم لهذا الحديث أخذ الأجر كان عليك ألا تجمع وتشمل في الكلام تقول إلا من رحم ربي .
أما قولكم إلى من يمتهن هذه المهنة فهي ليست مهنة ولكن باب من أبواب الخير وفق المولى عز وجل بعض الناس لدفع البلاء عن بعض بأمر الله القدري .
أما قولكم طلب الدعاء من الصالحين لعلكم بالتأكيد قصدت الصالحين الأحياء .
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم والصلاة والسلام على النبي صلي الله عليه وسلم
وتواصل الجريدة اللقاء في نفس العدد فتقول :
الأمر هنا يتحول إلى داء !
(1/25)
وننتقل إلي الشيخ المعالج صالح عبد الله الشمراني الذي يقول : إن من شروط العلاج أن يسير الأمر علي طريقة شرعية وعندما تحصل الخلوة المحرمة فإن الأمر لا يصبح دواء إنما يصبح داء وهو قمة الداء ، ونعم هناك من ضعاف النفوس من يمارس الاختلاء بالنساء بحجة العلاج ومعروف أن بعض النساء جاهلات وإلا ما رضيت بأن يختلي بها رجل مهما كان الأمر ومهما كانت حجة العلاج ، بل إن هذه الخلوة مما يضر بالعلاج ويطيل مدة المراجعة ويمكن للمعالج أن يقرأ وينفث بالنية بدون اللمس ، أما إذا كان مع هذه المرأة محرم ، فإنه ممكن أن يضع يده علي رأس المحرم والمحرم يضع يده علي رأس المريضة .ويضيف إن وضع اليد علي رأس المريض يكون في الحالات الفردية وليس في القراءة الجماعية وبالنسبة لحل السحر فإنه لا يجوز حله بسحر مثله أبدا مهما كان ، ويكون العلاج بالرقية الشرعية ، أما بالنسبة لمعرفة مكان السحر ، فأحياناً يتحدث الجني علي لسان المريض أحيانا يكون العلاج في جلسة واحدة ، والبعض قد يطول علاجه عدة سنوات والمسحور يحتاج إلي أربعة أيام قراءة من ساعة إلي ساعتين يوميا ويمضي قائلا : إن العمل يعتمد علي أمرين أولهما : الإخلاص لله سبحانه وتعالي وثانيهما أن يكون علي سنة النبي صلي الله عليه وسلم دون بدعة أو أمر محرم ، وبالنسبة لأمر العطاء أو الجعل أو المبلغ الذي يدفع من الناس فنحن لا نشترط ذلك ولأنه يمر علينا بعض الحالات من الفقراء والضعفاء والمساكين أو ممن تكون أموالهم قد استنزفت في المستشفيات وعندما يساهم الشخص فإنما يدفع ما يدفعه بطيب خاطر.
وتواصل المسلمين في نفس العدد 531
د. محمد المهدي : المبالغات في هذه الأشياء أدت إلي الأخطاء
(1/26)
شارك أيضا في الحديث حول موضوع المعالجين الدكتور محمد المهدي أخصائي الطب النفسي بمستشفي الأمل بجدة وصاحب الكتب والدراسات الإسلامية العديدة في الطب النفسي وقال إنه عقدت منذ شهور قلائل ندوة في مستشفي الصحة النفسية بالطائف تحت عنوان " العلاج الشعبي والطب النفسي" وقد قدمت إلي المؤتمر ورقة حول الموضوع أخرجتها بعد ذلك في كتيب بعنوان " العلاج الشعبي والطب النفسي : صراع أم وفاق " ويضيف الدكتور المهدي :لعل في هذه الورقة بعض الإيضاح لبعض نقاط الخلاف والغموض وهي كثيرة في هذا الموضوع وبداية يتعرض لمفهوم العلاج الشعبي لدي الأطباء ولي عامة الناس لأن ذلك المفهوم فضفاض يحوي بين جنباته الكثير من الممارسات العلاجية وقال إن المعني الاصطلاحي للعلاج الشعبي هو الممارسات العلاجية غير المتعارف عليها من قبل البرامج العلاجية الحديثة في مجال الطب النفسي ، وقد جاء نتيجة خبرة جماعية غير محددة لشعب أو شعوب في جيل أو أجيال متعاقبة ، وهو غير العلاج المهني المتخصص الذي يقوم به أفراد يمتهنون العلاج بشكل محدد ويستخدمون وسائل علمية مقننة . وأجاب عن سؤال هام يقول : أين تصنف الرقية الشرعية ؟
(1/27)
يقول الدكتور المهدي : إن تصنيف الرقية الشرعية لا يجوز أن يكون ضمن العلاج الشعبي لأنها ليست نتيجة تجارب الشعوب ، وإنما وصلت إلينا بطريق الوحي ، وهي من الدين الصحيح الذي وصلنا من الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ، والذي يعلم أسرار النفس والحسد " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" . ولكن .. هل للعلاج الشعبي مزايا ، وهل له أن يبقي في هذا العصر بعد التقدم الذي حدث في الطب النفسي والعلاج النفسي الحديث ، ولماذا يقبل عليه كثير من الناس في المجتمعات المختلفة علي الرغم من إتاحة العلاج النفسي الحديث لهم ، يجيب الدكتور المهدي : إن العلاج الشعبي كان هو العلاج الوحيد المتاح في مجتمعات كثيرة إلي عهد قريب ، ولا يزال هو المتاح في بعض المجتمعات النائية خاصة وأن عدد الأطباء والمعالجين النفسين ما زال غير كافي لتغطية احتياجات كل الناس .
إذاً فالعلاج الشعبي لعب دور هام ولا يزال يلعب هذا الدور في بعض المجتمعات في تخفيف الآلام المرضي ومداواة أمراضهم خاصة حينا غابت أو صعبة الخدمة الطبية الحديثة ، وهو يستوعب عدداً كبيرا من المرضي النفسيين ، وخاصة إذا كان العلاج الشعبي ذا صبغة دينية . ويبدوا أن العلاج الشعبي يكمل نقصاً ما في الطب النفسي الحديث ، وأكبر مثال علي ذلك بعض ممارسات العلاج الشعبي ذات الصبغة الدينية فعلي ما يبدوا أن إقبال المرض النفسيين عليها هو إعلان منهم عن خلو الطب النفسي الحديث من النزعة الدينية والروحية . وكثير ما يقع المريض وأهله في حيرة شديدة تضاف إلي معاناة المريض ، فهو لا يدري إلي أين يذهب : إلي المعالج الشعبي أم إلي الشيخ أم إلي الطبيب النفسي ، وحين تبدأ المفاضلة يجد الأتي :
(1/28)
*العلاج الشعبي أيسر تكلفة وأقرب تناول وأقل متطلبات من حيث مشاركة المريض في العملية العلاجية ، فهو أقرب إلي الحل السحري الذي لا يتطلب من المريض جهد إيجابيا ، لذلك فهو الحل الأسهل في نظر المريض وأهله ، ولكن المريض تساوره بعض المخاوف من أن يكون المعالج الشعبي مشعوذاً أو مدعيا ، إذ ليست هناك ضمانات أو ضوابط لممارسته ، وليس هناك رقيب عليه إلا ضميره .
يذهب إلي الشيخ حيث قراءة القرآن والرقية الشرعية ، وهذه الأشياء قريبة من نفس المريض ويشعر معها أنه يتواصل مع منظر الشفاء الأصلي وهو الله سبحانه وتعالي ، ولكن المريض ربما يفكر أن المعالج يعالج أمراض النفس والروح ، ولكن ليس له دراية بعلاج أمراض البدن ، وربما يكون مرضه مرضاً بدنياً ن أو تكون ثقته بالمعالج ليست كاملة خاصة أن هناك بعض المبتدئين في هذا المجال ممن ليس لديهم العلم الديني الصحيح.
يذهب إلي الطبيب النفسي حيث الممارسة المقننة أو المنضبطة ، وحيث الأدوية والجلسات النفسية ، ولكن سرعان ما يكتشف المريض عدم انسجامه مع بعض معطيات العلم ، وغرابته عليه ، وأحياناً تصادمها مع معتقداته الدينية ، وهذا يجعله حذراً متوجساً . ويرجع الدكتور المهدى سبب الحيرة إلى المبالغة في الحديث عن عالم الجن والسحر والحسد بحيث اختلطت الحقيقة بأضعافها من الخيالات والأوهام والحكايات ، وعلق كل شئ في عقول العامة علي الجن والسحر والحسد ، حتى لو ذهب أحدهم لطبيب فإنه يذهب قبل ذلك أو أثناء ذلك لمعالج يخلصه من السحر أو من الجن أو كليهما ، وأصبح هناك الكثيرون ممن يقومون بهذه الوظيفة.
وتتابع "المسلمين" الحديث في نفس العدد 531
قضايا السحر والشعوذة وخلوة بعض المعالجين بالنساء .
كيف تتعامل المحاكم الأردنية مع مثل هذه القضايا ؟
(1/29)
يقول الدكتور عبد الفتاح عمرو مفتش المحاكم الشرعية في دائرة قاضي القضاة في الأردن : إنه من المعلوم أن المحاكم الشرعية تطبق في قضائها أحكام الشرع الحنيف ، ويوجب قانون الأحوال الشخصية الأردني علي القاضي الشرعي أن يرجع فيما لا ذكر له ولا نص عليه في القانون إلي الراجح من مذهب أبي حنيفة كما جاء في المادة 183 من قانون الأحوال الشخصية الأردني وحيث أن القانون لم ينص علي هذه المسألة بذاتها ، فإن المحاكم والقضاة يرجعون إلي الفقه الإسلامي لبحث مثل هذه المسائل ، وقد رأينا أن الشريعة الإسلامية تحرم استعمال السحر والشعوذة تعلما وعملا وتعاملا ، لذلك فإن القضاء الأردني حينما تعرض علية قضية من قضايا الضرر الناتج من استعمال السحر أو الدجل فإنه لا ينظرها من حيث بيان حكم ذلك ، ولكنه ينظرها في دعوى التفريق بين الزوجين للنزاع والشقاق المستحكم لان القضاء الشرعي الأردني في المحاكم الشرعية مخصص لموضوعات الأحوال الشخصية فقط ، فلا يجوز للقاضي الشرعي غير هذه الدعاوى المتعلقة بالزواج والطلاق والحضانة والتفريق والإرث والديات ونحو ذلك ، ومن واقع عملي في قضاء المحاكم الشرعية الاستئنافية عرفت عدة قضايا تتضمن شكوى الزوجة ضد زوجها علي أنه يتعامل بالسحر والشعوذة ويحضر له الرجال والنساء ويقوم بمعالجتهم بطرق غير مشروعة ، وقد يوهمهم بالجن والشياطين ليصل إلي ممارسة بعض المحرمات معهم ! وقد يشتكي الزوج من ذاهب زوجته إلي هؤلاء المشعوذين وإنه يتضرر من تركها للبيت كثيرا ، أو تتضرر سمعته من هذا التصرف ولأجل هذه الممارسة الخاطئة يطلبون التفريق لهذا النزاع المستحكم ، وكثيرا ما يحضرون أدوات هذا الرجل مثل الحجب أو الشعر أو الخرق ويزعمون انهم وجدوها في أماكن معينة من البيت ، وقد تكون مكتوبة بالزعفران والحروف المقطعة وعليها رسومات غريبة أو أرقام لا تمت إلي اللغة بصلة . وحين النظر في مثل هذه القضايا في المحاكم الشرعية في
(1/30)
موضوع دعوى الشقاق والتفريق لا ينظر إلي مجرد حوادث الدجل والشعوذة علي أنها نوع من الفسق والمعصية ، ولكن ينظر إلي الأثر المترتب علي هذه الممارسات والضرر الناتج عنها لأحد الزوجين بحيث يتعذر مع هذا الضرر استمرار الحياة الزوجية بينهما .
التعليق حول التعليق السابق
الاخوة المحررين فراج إسماعيل - خلف السليمان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اتقوا الله فيما تكتبون فالدكتور عبد الفتاح عمرو لم يذكر المعالجين إنما ذكرا المشعوذين وأدوات السحر والشعوذة فكان الأجدر والأحق لكما أن تقولا :في العنوان قضايا السحر والشعوذة وخلوة المشعوذين بالنساء !!
والي الأخ الدكتور عبد الفتاح عمرو
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنكم تنظرون إلي اثر السحر في قضايا التفريق دون النظر إلي الساحر والسحر نفسه لعدم وجوده في القانون الوضعي فكيف تثبتون أن الرجل أو المرأة مسحورة هذا دور الرقية الشرعية لكشف الغموض عن ذلك حتى يأتي الحكم واضحا مطابقا للشرع فالواجب أن تقرأ علي المرأة أو الرجل الرقية لتبين الضرر الواقع عليهما وليس بالخرق والزعفران والكلمات المتقطعة والرسومات فهذه أدوات السحر والشعوذة وإقرار الساحر واعترافه وجود ما يدل علي السحر في البدن وسوف أوضح علامات الساحر بالتفصيل ارجوا قبول ذلك من ابنكم الصغير إلي والده صاحب القلب الكبير .
وتواصل المسلمين الحديث في نفس العدد 531
محاكمة الساحر تثبت بالإقرار و الاعتراف
(1/31)
يقول الشيخ محمد الرفاعى القاضي في محكمة مكة المكرمة إن السحر والكهانة والعرافة والخط والشعوذة ، كلها من علوم الشيطان ، فمن تعاطاها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه فهو مرتد . وقبل الإجابة علي الأسئلة أريد أن أبين بعض الأشياء ليكون من تعاطي السحر علي بينة من أمره ، إن كان فيه مثقال حبة خردل من إيمان ليعلم أن السحر لم يعرف إلا عند اليهود . فتاريخه مشتهر بظهورهم ، فهم الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم لما جاءهم رسول من عند الله وسلكوا طريق السحر وعملوا علي إفساد عقول الناس وعقائدهم بطريق السحر والشعوذة والتضليل ، وهذا ما ذكره الله في سورة البقرة المدنية . قال تعالي : ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من أهل الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما مفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر " الآية !وهذا يدل علي أن اليهود أصل كل شر وكل بلية .
الثاني : إن القرآن الكريم سمي السحر كفرا لشناعته وقبحه لينفر الناس من ذلك الصنيع ، فقال تعالي : وما كفر سليمان " أي ما سحر سليمان .
الثالث : ذهب جمهور العلماء إلي أن تعلم السحر حرام ، لأن القرآن الكريم قد ذكره في معرض الذم وبين أنه كفر ، وعده رسول الله صلي الله عليه وسلم من الكبائر كما في الحديث الصحيح " اجتنبوا السبع الموبقات ، ومنها السحر "
الرابع : عن مالك وأبي حنيفة أنه يقتل ولا يستتاب . وعن الشافعي : يقتل إن اضر بسحره ، وقال :أحمد يكفره بسحر ، قتل به أو لم يقتل ، والتفصيل مذكور في المطاولات من الكتب وإلي الأجوبة بعون الله تعالي .
إن السحر له حقيقة وله تأثير بأدلة قوله تعالي :
( ( ( ( ( ( (2
( ( ( ( ( ( ( (3
(1/32)
( ( ( ( ( ( ( ( (4
( ( ( ( (5
أما الأضرار التي تترتب علي ذلك ؛ فكل ما يضر الإنسان من تفريق بين الزوجين والأخوين من الأخوة وغيرهم ، ومن أمراض عقلية وأمراض جسمانية ، لأن أصول السحر عند السحرة ثلاثة .
الأول : زجر النفوس بمقدمات توهيمية وإرهابية ، بما بعتاده الساحر من التأثير النفسي في نفسه ، ومن الضعف في نفس المسحور ومن سوابق شاهدها المسحور وأعتقدها فإذا توجه إليه المسحور سخر له وإلي هذا أشار القرآن الكريم قال تعالي " سحروا أعين الناس واستر هبوهم
الثاني : استخدام مؤثرات من خصائص الأجسام من الحيوان والمعدن كالعقاقير المؤثرة في العقول والأجسام صلاحا أو فسادا وإلي هذا الإشارة بقوله تعالي " إنما صنعوا كيد ساحر"
الثالث : الشعوذة واستخدام الجان ، قال أبو محمد المقدسى في الكافي : السحر عزائم ورقي
وعقد تؤثر في القلوب والأبدان فيمرض ويقتل ويفرق به بين المرء وزوجه قال تعالي
فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه" وأما إمكان إرجاع ضرر الساحر فالأمراض
التي تعتري البشرية معلومة عند الأطباء بما درسوه وتعلموه ، وبعض الأمراض يستعصي
عليهم فهمها ، كأن تكون المرأة مع جميع الناس من أطيب الخلق فإذا رأت زوجها كأن سبعا
يريد أن يفترسها بل أشد ، ومن قبل كانت معه كما تكون المرأة مع زوجها تعامله بكل خلق
حميد ، فمثل هذا يستعصي - علي كل الأطباء المتخصصين في علم النفس وغيره - علاجها
وهكذا بعض الحالات ، وأما محاكمة الساحر كأن يكون مشهور بين الناس بالسحر وتعاطيه
وجرب عليه ذلك أو أقر بأنه سحر فلان أو فلانة ، وفعل، وفعل، فهذا تثبت إدانته بالإقرار
والاعتراف . وأما كيف تنظر المحاكم الشرعية إلي هذه الحالات والبلاغات التي يتقدم
بها الناس المتضررون ، فبالقرائن والأدلة التي يدان بها الساحر ، وعندئذ ينظر القاضي في
المسائلة وما ترتب عليها من أضرار حسية ومعنوية فيحكم بموجبها ككل الدعاوى التي تكون بين يديه ، فإذا ثبت ما نسب إليه يأخذ بذنبه حدا أو تعزيراً لاتفاق العلماء علي كفره .
قال أبو عبد الله القرطبي في تفسيره احتج أصحاب مالك بأنه لا تقبل توبته لأن السحر باطن لا يظهره صاحبه فلا تعرف توبته كالزنديق ، ويقال أيضا : إن المسلم إذا سحر بنفسه بكلام يكون كفراً يقتل ولا يستتاب ولا تقبل توبته هكذا قال مالك
(1/33)
( فهرس الكتاب - فهرس المحتويات )
كنوز في الرقية والطب النبوي
الفصل الثاني
جريدة الأخبار في 26/9/1994
علاج الجان والعفاريت خرافة
المعالجون يعترفون: مرضانا من ضعاف الشخصية
علماء الدين : هذه خزعبلات والجن لا يمكن أن يدخل جسد الإنسان
فجأة ظهرت علي السطح ظاهرة العلاج من العفاريت والجان ووجدت الصحف منها مادة جذابة وخاصة.
وفور نشر هذه الموضوعات انهالت التليفونات على جريدة " الأخبار" الكل يسأل عن عنوان "الشيخ " منهم البسطاء ومنهما المثقفون بل الأكثر أن منهم أطباء ! وكان هذا غريبا الأغرب من ذلك أننا اكتشفنا أن أغلب هؤلاء " الشيوخ" احترفوا النصب بل أن بعضهم قضي سنوات في السجن .. أو ما زال علي ذمة قضايا وكان لابد من بحث هذه الظاهرة .
استطلعت الأخبار أراء علماء النفس ورجال الدين وعلماء الاجتماع وبعض المعالجين بالكتب السماوية والتمائم ..
(1/34)
أرزاق
كانت البداية قصة علاج أسرة المحلة المصابة بمرض النوم والتي نشرتها الصحف مؤخرا وتمكن مهندس من علاجها حيث أثارت هذه القصة الكثير من الجدل وشغلت أذهان الكثير من الناس وطرحت العديد من التساؤلات حول ظاهرة هؤلاء المشعوذين والدجالين كان لابدان نلتقي بأحد هؤلاء المعالجين الذين صنعت منهم الصحافة والتليفزيون أسطورة أكد بنفسه أنها أرزاق وان أجهزة الإعلام خدمته كثيرا وسهلت له أعماله العلاجية لدرجة أن شهرته تخطت الدولة وانتشرت في بعض دول الخليج قال أن أتاجر كازوزة اكسب من وراء تجارتي الكثير ولكن عندما دخلت عالم العلاج الروحاني وجدت أرباحه بلا حدود ودخله يفوق كل تصور فكنت اجمع الأموال من المرضي الأغنياء لأوزعها علي الفقراء من المرضي.
أضاف الرجل أن المسألة مسألة أرزاق لا هي بالعلم ولا هي بالفقه ولا بالتدين ولا بحفظ القرآن بدليل أنه نفسه لا يحفظ القران ولا يجيد تلاوته وأن معظم مرضاه الذين عالجهم كانوا من ضعاف الشخصية الذين يسهل السيطرة عليهم وكلهم تعرض لأزمات نفسية شديدة وأنه يستخدم في علاجه ما قرأه من بعض الكتب التي صدرت في علاج الروحانيات وليس بالضرورة أن يمتثل كل المرضي للشفاء فهناك من يشفي وهناك من ليس له حل .والأخير ننصحه بالتوجه إلي الطبيب كما أكد أن ارتفاع أسعار الدواء وقائمة الانتظار عند الأطباء المشاهير المتخصصين وأجر الكشف يجعل 90% من المرضي يتطلعون إلي علاج أرخص ويتعلقون بأي شخص يدعي مقدرته علي علاجهم ويبحثون في مكان حتى ولو كان من باب التجربة خاصة أن المعالج يعلن أنه لن يتقاضى أي أجر كان هذا رأي أحد المعالجين والذي صنعت منه وسائل الأعلام نجماً ولكن ما رأي علماء الدين والاجتماع والطب النفسي في هذا النوع من الدجل والشعوذة.
ويتفق في الرأي الدكتور أحمد شلبي أستاذ الحضارة الإسلامية بكلية دار العلوم
(1/35)
أنها خرافات وشعوذة فلا يمكن أن يحدث هذا كيف يدخل جن جسد إنسان و إنسانه من جنيه أو جني إنها خزعبلات وخرافات ليس لها أساس من الصحة ولم يذكر القرآن شيئاً من ذلك !!
أما الدكتور " محمد عبد الرحمن حموده" أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بكلية طب الأزهر فيقول :
بداية نحن نعرف أن العقل البشري لا يحتمل الجهل بالأسباب ولذا فإنه يفترض مسببات حتى ولو كانت خاطئة كي يستطيع فهم الظواهر المحيطة به أو التي تعتريه من مرض أو غيره وفي عصور الجهل ساد ما يعرف بالتفكير الخرافي أو السحري Magic thinking الذي كان ينسب حدوث الظواهر إلي ظواهر أخري ترافقها وقت حدوثها في الكون أو البيئة المحيطة ومن أمثلة ذلك تصادف سقوط نيزك وموت ما علي الأرض فيربط الإنسان سببا بين ظاهرة الموت وسقوط النيازك ، ومازال هذا النمط من التفكير سائدا في كثير من البيئات البدائية حيث يربطون بين وعواء الكلب وموت أحد من الناس ربطا سببيا . أو رفة عضلة جفن العين وما يحدث بعدها من أحداث في علاقة سببية .. بالنسبة للمرضي كان لابد من تفسير يرضي المرضي ومن حوله وكان يتولى عملية التفسير السببي للمرضي الكاهن الذي كان لا يستطيع إعطاء تفسيرات مادية ملموسة يستطيع التدليل عليها فكان يلجأ الذي كان لا يستطيع إعطاء تفسيرات مادية ملموسة يستطيع التدليل عليها فكان يلجأ إلي تفسيرات خفيه لا يمكن الوصول إليها أو التدليل عليها وكانت هذه التفسيرات هي الأرواح الشريرة أو الجان أو الأسياد أو ما إلي ذلك من مسميات وهي جميعا لا يمكن التدليل عليها كافتراض علمي بل ويمكن المتاجرة بها تحت مقولة استرضائها أو تقديم القرابين إليها بل إنها تعطى هذا الكاهن هيبة عظيمة لدى من يتعاملون معه أليس هو الواصل الذي يتعامل مع العوالم الخفية فهو الذي يستطيع أن يفكها عمن يشاء وأن يسلطه على من يشاء بان يمرضه وحين اختفى الكاهن ظهر الآلاف الكهان ممن يحترفون النصب تحت شعارات استرضاء
(1/36)
الأسياد وحل العمل وفك العكوسات وهم جميعا أي هؤلاء النصابون إما مجرمون مضادون للأخلاقيات و المجتمع ويتاجرون بمعاناة الناس وهم من نطلق عليهم الشخصية السيكوباتية أو أنهم مرضى نفسيا تنتابهم حالات غريبة مثل ما كان يعتري بطلة مسلسل امرأة وثلاثة وجوه ويدفعهم من حولهم إلى ممارسة هذا الدور النصب واحترافه وهذا النوع الأخير يأتي للعلاج النفسي آخر الأمر ويعترف بأنه كان مريضا ودفع للنصب من المحيطين به ، أما النوع الأول فهو مجرم عاتي الإجرام وغالبا مصيره السجون .. ولا ننسى أن الورم الخبيث ومرض البلهارسيا والملاريا والدرن الرئوي وكل الأمراض العضوية كان يقال أنها أرواح شريرة سكنت جسد الإنسان وكثيراً في قريتنا ما تم ضرب المريض بالبلهارسيا لإخراج الجان من جسده .. وننسي أن الجان حين سخره الله سبحانه و تعالى لسليمان عليه السلام كان استجابة لدعوته " رب اغفر لي وهب لي ملكاً لا ينبغي لأحد من بعدي انك أنت الوهاب" صدق الله العظيم. ومن هنا فأن الميزة التي اختص الله سبحانه وتعالي بها سليمان لم ولن تكون لأحد من بعده من البشر وهل يعقل أن يسخر جان بإمكانيات هائلة لبشر يستخدمه في استخراج عمل من القبور أو ما شابه ذلك أليس من الأفضل له أن يستخدمه في بناء ثروة عظيمة وجاه وملك لا يجعله في حاجه أو عوز ألي قروش أو جنيهات يدفعها له طالب الشفاء.
دجل وشعوذة
يقول الدكتور احمد المجدوب بالمعهد القومي للبحوث الاجتماعية رئيس قسم العقاب هناك جن نؤمن بوجوده لأننا مسلمون وقد ذكر الله ذلك في كتابه الكريم وهى مسألة لا جدال فيها ولكن للأسف ما يجرى الآن عملية شعوذة وكذب واحتيال لان مسألة الجن ليست من السهولة في مكان فيدعى كل واحد انه يحضر الجن ويصرفه ويحقق الثروات من ذلك .....
(1/37)
المشكلة أن المسألة ليست ثقافة ولا علما فهي مسألة شائعة في كل المستويات وهي تقوم بنفس دور المخدرات فهي تغيب الناس عن وعيها بمشاكلها الحقيقية إلي اتجاه أخر ....
ويجب أن نخضع هؤلاء المدعين للتعامل العلمي وأن يدرس العلماء هذه الظاهرة ففي الخارج يخضعون هذه المسائل الروحية للدراسة فهناك علم "الباراسيكولوجى" الذي يدرس هذه المسائل بطريقة صحيحة ...و نجد أن التعليم الدراسي يخلو من أي توجيهات وإرشادات وتفسيرات أن الإنسان حتى اليوم لم يكتشف نفسه فهناك مناطق جديدة مظلمة في المخ لم تكتشف بعد أثبت العلم أنها تأتي بالمعجزات .. الإيحاء جزء من هذا وهو ما يستخدمه معظم هؤلاء المعالجين كما يدعون ولذلك يعود نفس المرض بعد فترة فالإنسان المستعد للإيحاء يتأثر بأي شئ فيتأثر بالعلاج ويتأثر بضده .. وهناك أسباب اجتماعية لهذه الظاهرة منها تخلف الطب وارتفاع أسعار الأطباء ..والاستعداد الموجود لدى الناس لقبول الخرافة وهناك يأتي دور العلم لا أقول بأن هناك فصاما بين العلم والدين ولكن هؤلاء لا يفهمون الدين فهما صحيحا..
أمانة الكلمة
(1/38)
ولكن ما رأى الإعلام في هذا ..تقول الدكتورة جيهان رشتى الأستاذة بكلية الإعلام ..إن هذه الظاهرة شيْ غير مفهوم وأعتقد أنها ناتجة عن ضغوط الحياة ولها أسباب اقتصادية واجتماعية وعرض الأمور بهذا الشكل إثارة صحفية والإعلامي الذي ينقلها علية أن يحكم عقله ويرى هل هذا معقول أم لا .. فالإنسان عندما يحاط بالمصاعب يميل إلي أن ينسب المشاكل لقوى خارقة . لكن الخوف أن يميل الإعلامي إلي التحريف لإثارة القارئ فهذا ليس شيئاً أخلاقياً وحتى إذا قال الناس مثل هذه الأشياء لا يجب علي الإعلامي نقلها ولا نستطيع أن نقول أنه ناقل موضوعي لما قيل بل هو مسئول عما يقول فناقل الكفر كفر والإعلامي الذي ينقل هذا النوع من المضمون الذي تختلف حوله الآراء وتنسبه إلي لعوامل خارقة عن الطبيعية هو صحفي غير أمين وغير خادم للمجتمع فعليه أن ينظر أولا أراء العلماء .
وفي النهاية يتسأل جميع الأطراف أين دور الأزهر من تلك الظاهرة ومن الندوات التي تعقد عل الملأ بصفة شبه منتظمة ولماذا لا يصدر علماء الأزهر بيانا يعلنون فيه رأياً قاطعاً حول التداوي بالقرآن وكيفيته وحقيقته حتى لا يترك الناس فريسة سهلة للمدعين والدجالين الذين يتاجرون بلام البسطاء . انتهي كلام الأخبار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق